رانمارو .. ذات طابع ياباني ..
بسم الله الرحمن الرحيم أولا أحب أقول أن دي أول مشاركة و أول موضوع ليا هنا , الرواية دي يابانية الطابع , أنا بألف فيها حاليا , أنا هأنشر الفصل الأول منها , و إذا لقيت ردود مشجعة هأضع فصل كل يومين بإذن الله تعالي , الفصل الأول في الرد القادم , سلاااااااااااام. الســــــــــاحر. رانمــــــــــــــــــــــــــارو الفصل الاول: السهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم - وحتي هنا نقف في درس اليوم , راجعوا ما أخذتموه جيدًا , و لا تنسوا حل الواجب , و من سوف يتجاهل ذلك سوف أعاقبه غدا بالجري حول الفناء خمس لفات . - ماذا؟!!!! هكذا صاح التلاميذ ردا لما قالته المدرسه لهم . - لن أتراجع عن العقاب حتي و لو أضطررت إلى معاقبه الفصل كله , أفهمتم؟؟ خرج التلاميذ و هم في أسى يتناقشون حول هذا العذاب اليومي , فلم تكن تلك المدرسة سوى أداه تعذيب لهم , - من يفعل هذا الان ؟!! - من يعاقب بالعقاب الجسدي ؟!! - هذا ظلم!!! هكذا تدافعت جمل النقاش بين جماعات التلاميذ المتتاليه و هم يخرجون من باب المدرسة , و لكن هناك في آخر الفصل ظل طفل يلم اشياءه بدون أي تعبير علي وجهه و لو حتي بالإمتعاض نظرا للواجب المفروض عليه -((أغبياء , ألا يعلمون أنه بفعلهم للواجب سوف يتجنبون ما تفعله هذه المدرسة المجنونة.!!)) هكذا تدافعت الأفكار في عقل (رانمارو) و هو يهم بالخروج من الفصل و الرجوع إلى المنزل - يالها من حياه بائسه ممله رتيبه , كل يوم أصحو مبكرًا , أذهب للمدرسة لأسمع كلامًا تافهًا لا يمثل لي أي عناء من المدرسين , و أسمع كلامًا أكثر سخفًا من تلاميذ كسالى لا يستطيعون حتى أداء واجبهم , لقد مللت هذه الحياة , أريد نوعًا من التغيير , أريد نوعًا من الإثارة. كان (رانمارو) ولدا ذكيًا , يبلغ من العمر خمسه عشر عامًا, و شعره بني , و ناعم و طويل , لون بؤبؤ العين أزرق صافي , و بشرته بيضاء قليلا , كان يعيش في منزل من طابقين , والده و والدته توفيا على إثر حادثه سيارة أودت بحياتهما , هكذا قال له جده الذي يربيه , و علي الرغم من أن (رانمارو) صغير , إلا أن جده كان يجعله يعيش بمفرده و لا يعيش معه , بل و لا يتكلم معه و لا يزوره إلا إذا كان هناك ما يدعو لذلك , ف(رانمارو) يدخل عادة المنزل من سلم جانبي إلى الطابق الثاني , و لا يدخل إلى الطابق الأول حيث يعيش جده. ********************** - أنا ذاهبة للتدريب. - لا تتحاملي علي نفسك كثيرًا , حافظي علي روحك و تقدمك و لا تتأخري كثيرًا . - حسنا , لن أتاخر , أوعدك يا أمي ,مع السلامه. خرجت (ساكورا) من البيت و هي تحمل قوسا و جعبه علي كتفها , كانت ساكورا ذات الرابعه عشر ربيعا عضو بنادي المدينة للقوس , و كانت بطلة ينتظر لها الكثير في المستقبل, - ها هي قادمة , أفٍ , كم أكره تلك الفتاة , جميلة و موهوبة و الكل يحبها ! هكذا قالت (هيجوري) إلى نفسها و هي تلوح بيدها إلى (ساكورا) صديقتها , كان من الواضح أن الغيرة تملك قلبها من ناحية صديقة عمرها. ************************** - الطعام موجو... أطبق رانمارو علي الورقه بيده بدون أن يكمل قراءة ما فيها , و رماها في سلة المهملات القديمة الشكل علي جانب الباب , و ذهب إلى المطبخ - موجود بالمطبخ كالعادة , أوه , لقد مللت من الرتابه هذه!! أخرج (رانمارو) الطعام و تناوله علي منضدة في المطبخ , و بعدها ذهب إلى السرير , و ارتمي إليه بملابسه و نظر إلى سماء غرفته , و تمطع بشدة تدل علي رغبته العميقة في النوم - تعالي إلى هنا. نادى علي قطته التي كانت تجلس علي منضدة صغيرة بالحجرة , فقفزت إلى السرير و نامت إلى جانبه حيث أخذ يداعب شعرها بيده برفق و حنان - لا أعرف ماذا كنت أفعل لو لم تكونِ معي (سوما) ! كانت (سوما) قطه بنية اللون من نوع السيامي . *********************** طااااااااااااخ... فجأه ظهر الصوت العنيف الناتج عن إنفتاح النافذه علي مصراعيها عنوة - ما..ماذا حدث ؟ استيقظ (رانمارو) و هو متصبب عرقًا علي السرير من جراء هذا الصوت المفاجئ - م..م...من هن..ن..نااك؟؟ تسائل (رانمارو) و هو يرتعش من الخوف عندما ظهر ظل رجل خارج النافذة , و فجأة و في لمح البصر , أصبح الرجل داخل الغرفة , و صاحب دخوله صوت رعد و ضوء برق غمر الغرفه لوهلة و فجأة سكن كل شيء. - رانمـــارو. فجأه تكلم الرجل الذي كان يلبس معطفًا أسود يغطي كل جسده . -لقد عشت طويلاً بما فيه الكفاية و حان الآن وقت دفعك ثمن خطأك. تكلم الرجل بصوت غليظ , ألقي الرعب في قلب (رانمارو) الذي تراجع إلى آخر السرير, و هو يرتعش يكاد يغمي عليه - أ..أأأحلم ؟؟ أهذا رجل يريد أن يقتلني ؟ اتسعت عين (رانمارو) و ظهرت العروق فيها واضحه - كلااااااااا , لم أفعل شيئًا !! صرخ (رانمارو) فجأة , و قفز من علي السرير إلى الأرض , في نفس اللحظة التي ومض شيء من يد الشخص و أصاب السرير , فصدر صوت إنفجار مكتوم , و اشتعل السرير فجأة , و تحول إلى رماد في اللحظة التالية , -(( هـ..هـ...هذا حلم , لا بل هذا كابوس , نعم كابوس !)) هكذا فكر (رانمارو) . - أتريد شراء البيت ؟ إنه ملكا لجدي و لكن إن أردتني أن أقنعه فأستطيع إقناعه بأي شيء , إن كنت لصـ... و لم يكمل (رانمارو) كلامه حيث رفع الشخص يده و هنا ابتعدت السحابة التي كانت تخفي القمر خلفها , فسقط شعاع القمر البدر علي الدنيا بأسرها مضيئا الكون بضوء خفيف , رأى (رانمارو) علي أثره ما كان يمسكه الشخص , و هنا قفز (رانمارو) مرة أخرى إلى الجانب متفاديا الضوء الذي خرج من الشخص , و الذي أصاب الباب فأحرقه في صوت مكتوم و تحول إلى رماد في ثانية واحدة . - لا أمل لي أمام هذا الشخص , إنه يريد فعلا قتلي , ماذا أفعل يا ترى؟!أين ملجأي الآ...؟!! فجأة سكت (رانمارو) عن التفكير , ليس من خوفه هذه المرة , لا , بل من فكرة مجنونة طرأت علي عقله . - نعم هذا هو السبيل الوحيد . و فجأة قام يجري (رانمارو) متجهًا إلى النافذة . - أتريد أن تموت منتحرًا , هاهاهاها , كلا لن أعطيك هذه السعادة , لابد و أن تموت بيدي و تابع الشخص و هو يضحك إطلاق آشعته إلى (رانمارو) الذي كان لا يبالي حتى بالنظر إليها , كانت كل حياته كلها متوقفة علي هذا. -(( اصبر , اجري , لا تخف , اقفز من النافذة .)) هكذا كانت نفسه تحثه و تدفعه , و في لحظة أصبح كل شيء أمام (رانمارو) بطيئًا. - مال للوقت و كأنه توقف؟؟ إني أجري و النافذة تبدو بعيدة كما هي , مال لعيني و كأن الضباب يلفها , مال لدقات قلبي أحس بها , أهنا سوف أموت ؟ أفي هذا المكان البالي تنتهي حياتي ؟؟ - كلااااااااااااا!!!!!!!!!!!!!!! صرخ (رانمارو) عاليًا , و هنا مرت حزمة من الآشعة فوق رأسه فأحرقت شعيرات قليلة جعلت لونها رمادي خفيف. - هيـــــــاااااااا صرخ مرة أخرى و هو يجري , و فجأة فعل أجن شيء يمكن أن يفعله إنسان عاقل , قفز من النافذة بقفزة طويلة قطع فيها مسافة الخمسة أمتار كاملة بعد صيحته الأخيرة . ************************* - أراكن غدا .. مع السلامة ! خرجت (ساكورا) بعد إنتهاء تدريبها و توديعها لأصدقاءها إلى الشارع حيث تمشي و هي متعبة قليلاً من التدريب . - ياليتني أستطيع التدريب كل يوم , يوم الأربعاء لا يكفيني وحده , أريد يومًا إضافيًا علي الأقل. - ((لا تنسي (ساكورا) أن لكي واجبات و مدرسة , و في النهاية هذه تسمي لعبة في وقت الفراغ , و لا يعقل أن يكون وقتك كله فراغ.)) - أوه!!! تنهدت (ساكورا) في حزن و هي تتذكر كلمات والدتها إليها , كانت تمشي بدون أن تنظر حتى إلى الطريق , فهي تعرف الطريق جيدًا , و لا حاجه لها أن تراقب طريقها , مشت رجلها حتي وصلت إلى شارع رئيسي انعطفت به يسارًا , و.... - ما هذا؟!!! تسمرت (ساكورا) مكانها , و سقطت منها جعبتها و بيدها اليسرى تمسك قوسها و هي ترتعش , فأمامها مباشرة , في منزل يبعد عن مكانها الحالي بمنزلين , و علي إرتفاع يقارب الطابقين من الأرض , كان هناك أغرب موقف يمكن ان يشاهده شخص حي , شخص خرج من النافذه التي بالطابق العلوي قافزًا إلى الأرض و هو يصيح : - هيــااااااااا!!!! و تابعه قفزة رجل أسود الثياب , ولكن قفز هذا الرجل إلى أعلى و كأنه لا يعرف لشيء يسمى جاذبية وجود . - سألقي بك إلى حيث يوجد أبواك أيها السيء , أرسل إليهما سلامي و تحياتي . أحس (رانمارو) بأنه هالك. - كككاااتتوووننن سسساااببباااا!!!!!! صرخ الشخص موجها يده إلى (رانمارو) , و لمع ما يمسكه بيده. - ((إنها تقترب ... إنها النهاية ...مالي ضعيفًا بائسًا هكذا ؟!...أهذه قوتي؟!!...أم أن هذا الرجل فعلاً غير بشري ؟!!! كل شيء سيتلاشي , أحلامي ...أمالي ...طموحاتي ...كلها إلى الهلاك ...وداعًا أيتها الحياة ..وداعًا أيها العالم البغيض , إلى اللقــ....)) - تـــــــشـــــو!! قتل هذا الصوت فراغ الصمت بين الشخصين , اتسعت عينا (رانمارو) على آخرهما. - ما هذا ...؟!!!! - من فعل هذا بي ...آآآآآآآآآآآآآه!!!!!!!! صرخ الشخص الغريب من الألم بعد إختراق سهم لصدره حيث موضع قلبه في اللحظة التي أوشك فيها أن يقتل (رانمارو) بالتعويذة المميتة , نظر (رانمارو) إلى الإتجاه الذي جاء منه سهم النجدة ... - من هذه الفتاة؟!!! تساءل (رانمارو) و هو في الهواء عندما لمح فتاة تمسك قوسا و تقف علي بعد منزلين منهما , لم تكن هذه الفتاة سوي شخص واحد.... - آآآآآآآه!!! صرخ (رانمارو) عند إدراكه في اللحظة التالية أنه في وسط الهواء على بعد طابقين من الأرض , و فجأة حدث شيء آخر , أضاءت رجله من أسفل بضوء أخضر قرمزي , و فجأة اعتدل في وقفته. - ((ما هذا ؟!! إني أشعر و كأني علي بساط من حرير يطير بي , إني أنزلق إلى أسفل بيسر و كأني ... و كأني أطير.)) و هنا وصل (رانمارو) إلى الأرض بسهولة و يسر و وقف عليها و هو ينظر إلى رجله و يرفعها حيث مكان الضوء الأخضر الذي اختفى. - غريب ... ما هذا الضوء الذي خرج مني ؟!! أيعقل أن....؟؟!!! - انتظررررررررررررييييييي!!! صرخ (رانمارو) و هو يشير بيده اليمنى إلى المكان الذي كانت تقف فيه تلك الفتاة منذ لحظات , حيث أنها جرت إلى شارع جانبي. -هه , هه , هه , لابد أن ألحق بها. جري (رانمارو) إلى حيث دخلت الفتاة , فلم يجد سوى شارع خالٍ لا يوجد به أحد. - انتظري .. علي الاقل أريد أن أقول لك ....شكرا !! ************************ - آه! استلقى (رانمارو) علي ظهر سور المنزل و هو يفكر.. -(( ما حدث كان حقيقي , لقد رأيته بأم عيني , ماذا سأقول لجدي غدًا ؟أأقول له أن شخصًا هجم علي و أحرق البيت ؟! كلا لن يصدقني , أأقول له أني أنا الذي أحرقت البيت ؟!! كلا لن يصدق ذلك إضافة إلى ما الذي سأجنيه من فعل ذلك؟!! )) فكر (رانمارو) و هو مستلقي ينظر إلى السماء الملبدة بالغيوم. - يبدو أنه لا مفر من هذا.! قام (رانمارو) , و صعد السلم , و أخذ حقيبة ظهر و وضع بها ما تطوله يداه من أشياءه - هذه الكوفيه , و هذا البنطال , و لا تنس المعطف , و ... و استغرقت عملية جمع الأشياء قرابة نصف ساعة , حيث أن (رانمارو) لم يكن يملك الكثير فعلاً , و بعد أن حزم الحقيبة , و لبس المعطف الأسود الجميل الذي يحبه , ذهب إلى مكتب بالردهة , و أخرج مفتاحًا مبلولاً من عرقه كان يلبسه حول رقبته. - الآن ستأتين معي. قالها و هو يفتح قفل درج موجود بالمكتب ,و مد يده و أخذ شيئًا معه ثم اغلل الدرج كما كان , ووضع هذا الشيء في جيب بالبنطال , حيث كان به جيوب كثيرة إضافة لأنه مغطى بالمعطف. - هااااا, أخيرًا حان موعد الرحيل عنك أيها البيت. قالها (رانمارو) بأسى و هو يقفل البيت من الخارج , فلمح شيئًا يومض على أرضية الحديقة. - ما هذا...؟؟!! قالها و هو ينحني ليلتقط سهمًا خشبيًا , التقطه (رانمارو) و رفعه إلى السماء و نظر إليه و قال: - إنك مثل أي سهم , و لكنك فعلت شيئًا لم يفعله سهم من قبل ....إنك من أنقذت حياتي , و رابطتي الوحيدة لأعرف من انقذ حياتي. وضع (رانمارو) الحقيبة أرضًا ووضع السهم بداخلها , ثم حمل الحقيبة و أخذ يمشي و هو يلبس المعطف الأسود و هو يمسك بالحقيةه علي كتفه الأيمن , و يمسك باليد اليسرى عصاة يتوكز عليها , حيث أن جسمه لازال يعاني من آثار الصدمة , و هنا ابتعدت سحابة أخرى كانت تمنع القمر , فسقط ضوءه علي الكون كله , و علي الشارع رقم 16 في الحي الشرقي من الضاحية الغربية لمدينة أوساكا أحد مدن اليابان , حيث ظهر ظل طويل أخذ طول الشارع تقريبًا لشخص يمشي بعيدًا , و أخذ الظل ينحصر بالتدريج , ينحصر , ينحصر , حتي اختفى تمامًا , و انتهى معه فصل من فصول قصة الموت. يتــــــــــــــــــــــبع................ |
بسم الله الرحمن الرحيم الفصل الثاني القبـــــــــــــــــــــــــــر -عذرا يا سيدتي .... لقد جاء هذا التقرير توًا من مراقب (هاكو) .... لقد فشلت مهمة القضاء عليه ! -هاهاهاهاها...لم أتخيل أن طفل صغير سوف يكون عقبة في طريق الماهر (هاكو) !! -لا يا سيدتي ... من الواضح أنه قد تلقى عونًا من أحد الأشخاص . خيم صمت علي الغرفة المظلمة التي كانت مضاءة بضوء أحمر خافت رومانسي كان قد أوضح وجود سيدتين بدون إبداء ملامحهما . - هل كان..؟؟ -كلا , لم تكن سوى شخص من العامة , ولكن لم يُعرف سبب المساعدة ولا كيفية القضاء علي (هاكو) حتى الآن ! -هل صار (هاكو) ضعيفًا لهذه الدرجة ؟!!! قالتها وومض شيء في عينيها لوهلة , وميض كان يكفي لإضاءة الغرفة بأكملها , وميض إمرأة شرسة. -اذهبي الآن , أريد أن أجلس بمفردي , واصلي البحث عن هذه البشرية الحمقاء و أينما وجدتيها لا تقومي بأي شيء حتى تخبريني أولا , مفهوم؟ -أوامرك مطاعة يا سيدتي . و انحنت المرأة الواقفة ثم تحركت نحو الباب , و عند الباب نظرت إليها مرة اخرى , كان الوميض قد ظهر مرة أخرى , ولكن مع ظهور شبح إبتسامة شرسة عليها , إبتسامة جعلت جسمها يقشعر و كأنها في أكثر الأجواء برودة . ********************** - تذكرتك أيها السيد الصغير؟ - تفضل ! - شكرًا لك , و أنت يا سيدي؟تذكـ...؟ اندفع القطار بسرعة شديدة إلى (طوكيو) , هذا القطار الذي يحمل كثيرًا من الناس , كثيرًا من الفوائد للراكبين , كثير من الحزن لهم , هذا القطار الذي يحمل البشر علي إختلاف غرائض زياراتهم ل(طوكيو) , وسط هذا الحشد الهائل من الناس , انطوى شاب يقارب الخامسة عشر من العمر في مقعده , لا ينظر يمينًا أو يسارًا , كل الذي يفعله هو تحديقه المستمر في النافذة بشرود واضح. -((لا يمكن أن يكون هذا يحدث لي , لماذا كل هذا العذاب الذي أواجهه؟!! أولاً جدي و معاملته السيئة لي , و ثانيةً هذا الهجوم الغريب علي أمس , أنا لا أعرفه حتى , بالإضافة إلى أنه غير طبيعي على الإطلاق , لابد و أنه يتمتع بقوى خارقة , و لكن ما علاقة شخص بقوى خارقة غير طبيعية بي؟!! هذا ما لا أفهمه أبدًا , أتمنى أن حادثة أمس تكون مجرد صدفة , أنا لا أعرف إن كان له أعوان يريدون الإنتقام مني لمقتله .)) - ((و لكنه ليس خطأك , أنت لم تذهب إليه و تستفزه , لقد جاء إليك ليقتلك , إضافة إلى أنك الذي لم تقتله .)) -((نعم أنا لم أقتله , لقد قتلته تلك الفتاة , أنا لا أعرف شكلها أبدًا , لم ألمحها و لا مرة واحدة في حياتي , أيعقل أن تكون تلك الفتاة هي الهدف و لهذا أقدمت علي مساعدتي؟! كلا غير طبيعي علي الإطلاق , فأنا حتى لا أعرف من هي , و هي بالتأكيد لا تعرفني , ربما كانت صدفة بحتة , و لكن يالها من صدفة!!) - ((ألا يمكن أن تكون تلك الفتاة في خطر أيضًا؟!)) -((مـ...مـاذا؟!! نعم يمكن أن تكون هي في الخطر الحقيقي , فهي التي قتلته , و لكنها ساعدتني و لابد أن أساعدها أيضًا , ولكني لا أعرف من هي , ولا أعرف أيضًا مكانها , إضافة إلى كوني ضعيف , فإذا ذهبت إلى نجدتها فلن أحدث فرقًا سوى أني سوف أٌقتل معها , ماذا أفعل ؟! ماذا يحدث حولي ؟!! إني أحس و كأن الدنيا قد أطبقت علي , لابد من وجود حل لذلك , أولا سأهدأ ثم أفكر بعدها , هذا هو الرأي السليم.)) هكذا كان (رانمارو) يتحدث مع نفسه في عربة القطار. كان (رانمارو) ولدًا طبيعيًا مثل كل الأولاد , و كان تلميذًا نجيبًا , وملتزمًا , ولكن حدثت له أمس حادثة مروعة , لقد هاجمه أحد الأشخاص الذين لا يعرفهم , و كان للشخص هذا قوي غير طبيعية , ولولا العناية الإلاهية لكان قد مات الآن لولا تدخل فتاة و قتلت الشخص هذا بسهم أطلقته هي , و لكنه لم يكن يعرف الفتاة كما لم يكن يعرف الشخص , و عندما وصل للأرض بطريقة غريبة كانت الفتاة قد اختفت . الآن (رانمارو) خرج من بيت جده للأبد ,و ترك له رسالة يخبره فيها أنه ذاهب بلا عودة , و لكنه كان لا يملك مكانًا آخر يذهب إليه , فقرر أنه يذهب إلى مدينة (ناجويا) اليابانية حيث مدفون هناك أبواه , حيث أحس أن المكان الوحيد في الأرض الذي من الممكن أن يحتويه هو المكان الذي يوجد به أبواه , و لهذا فهو ذاهب إلى هذا المكان , مع أمنيته بأنه سيجد حلاً مع أبواه لكل مشكلة تواجهه. *************************** -هذا هو مكان مقبرة السيد (ماساشي) و زوجته . -شكرا جزيلا. انحني رجل يبلغ عمره حوالي الثلاثين عامًا , و كان طويل القامة عريض المنكبين , شعره كان أسود مع خصلات من الشعر الأبيض في المقدمة أعطته مظهرًا وقورًا , أضافت إلى عمره الكثير. -رحمة الله عليك أيها العظيم , فمنذ أن مت و مجتمعنا كله أصبح في فساد و طغيان ! أوقد الشخص شمعأ بجانب القبر , و جلس القرفصاء ينظر إلى القبرين المصنوعين من الرخام , كان تاريخ الموت المدون عليهما واحد , و كان التاريخ من أربعة عشر عامًا . -من أنت ؟! سأل الشخص الجالس أمام القبر الفتى الذي يقترب منه , و الذي وقف بعيدًا عن الشخص بمسافة الخمسة أمتار. -أنا الذي أريد أن أسألك من أنت؟! فهذا قبر والداي , فمن أنت؟! و ماذا تفعل هنا؟!! فجأه اتسعت عينا الشخص الجالس علي آخرهما , و تصبب وجهه عرقًا , وقال بصوت متقطع و هو يلتفت إلى الفتى : -أ أ أنت ر ر رانمارو؟!!! نظر (رانمارو) بإستغراب إلى حاله التغيير المفاجأة التي طرأت علي الشخص و كأنه قد رأى شبحًا لشخص قد مات , أو أنه قد رأى أكثر رجال الأرض خطورة. -ماذا ت..تريد رانمارو؟ -أنا جئت لأسلم على والداي , ثم أولاً من أنت ؟! وماذا تفعل هنا ؟! ابتسم الشخص قليلاً و تنهد إرتياحا و كأنه كان يتوقع حدوث شيء سيء له. -ألا تعرفني (رانمارو) , أنا كنت صديق لوالديك , ولكن لا بأس فأنت لم تكن قد أتممت عامك الأول حتي تتذكرني. -ماذا؟!! أنت صديق لوالداي , الحمد لله . -نعم أنا صديق لوالديك , وأدعى (كايتو) , و لكن لماذا يبدو عليك التعب و الإجهاد؟ و ما هذه الحقيبة التي معك؟! -أوه , إنها قصة طويلة , ولكن بما أنك كنت صديق لوالداي سأحكيها لك , البارحة مساءًا , عندما كنت نائمًا , صحـ...... أخذ (رانمارو) يحكي الحادثة التي حدثت له بالتفصيل , و عندما انتهى كان الشخص الذي أمامه ينظر إليه مندهشًا... - وأنت لا تعرف الفتاة التي أنقذتك ؟ -كلا للأسف فقد أردت أن أشكرها , إضافة إلى أنها من الممكن أن تكون في خطر كبير الآن لأنها أنقذتني , و لكن الأهم من ذلك من هذا الشخص الذي أراد قتلي ؟ أنا لا أعرفه و لم أفعل له شيئا !! -ماذا ؟ أنت لا تعرف من أنت ؟ أها , و لهذا أحسست بإقتراب شخص بشري عادي من المكان , يبدو أنك تجهل حقيقتك كاملة , وتجهل من أنت. -ماذا ؟! أنا (رانمارو) , طالب في الصف العاشر بالمدرسة و .. -أنا لا أقصد هذا ,و لكني أقصد حقيقتك , فأنت لست إنسانًا طبيعيًا . - ماذا ؟!!! إذا لم أكن إنسانًا بشريًا فماذا أكون؟!!! -أنت ..... *************************** -ماذا ؟! ألا أستطيع الخروج الآن يا أمي ؟ إن آشعة الشمس لا تؤثر علي و لكنك تصرين على خروجي معك في الليل , أنا أريد أن أزور (ناجامي) , فهي لا تستطيع الخروج بالليل كثيرًا , أنت تعرفين والدتها . -لا تتكلمي كثيرًا , تذكري أنك فرع من عائلة نبيلة. كان صوت تلك المرأة صارمًا وغليظًا كما لو كانت تأمر ابنتها لا تتحدث معها. -علي العموم إننا ذاهبتان إلي اللورد (ماكيتو) , أنت تعرفين أن له ولدًا نبيلاً في مثل سنك , و لا يمكن أن تضيعي فرصة الزواج من ابن أحد أنبل عائلاتنا. - من ؟! (هيكاشي)؟!! إني لا أطيق حتي سماع اسمه , إني أشمئز كلما رأيته في المنطقة التي أتواجد فيها , إنه جالب للتعاسة أمي. -لا تتحدثي عن زوجك في المستقبل بهذه الطريقة الفظة , ألا تعلمين ماذا سيصير شأنك بعد تزوجه منكِ؟ إني إفعل هذا لكي . بدت الأم مخيفة عند تحدثها بتلك الطريقة , لم تكن ابنتها (هارونا) ذات الرابعة عشر ربيعا راضية بفكر أمها , فهي لا تحب أمها أصلاً , فهي تعلم أنها تفعل هذا لمصلحتها فقط و ليس لمصلحة ابنتها , علي الرغم من أن (هارونا) جميلة جدًا إلا أنها يجب أن تتزوج قسرًا من شخص هي في الأصل تبغضه , و الذي يزيد الطين بلة هو أن الشخص ذاك يحبها و فعلا يريد التقدم إليها , أو هكذا يبدو , إنه من أعرق العائلات و أنبلها , و يسري في دمه فرع من الدم الملكي , و لكن معروف عن تلك العائلة عشقها التام للدماء و الخراب و الدمار و القتل و التشريد , فقد كان أجدادهم أحد أشهر المسببين لمعظم الحروب في التاريخ المعاصر. -هيا , لقد حان وقت الذهاب , هيا اسرعي. -حسنا يا أمي !! يتبــــــــــــــــــع......... |
بسم الله الرحمن الرحيم الفصل الثالث المنبــــــــــــوذ -ألا تعرف من أنت؟! أنت ساحــــــــــر! -ماذا؟!! من ساحر؟!! أتتحدث عني؟!!! -نعم , أنت و أنا و الذي هاجمك ننتمي إلى عالم السحرة , أنت لم تكن تدرك ذلك , أليس كذلك؟! -بلى ,وهل كان أبي وأمي من السحرة أيضا؟!! -نعم كانا من السحرة , و أنت من عائلة نبيلة عريقة من السحرة. -آه , أنا نبيل؟!! و فغر فاه عن تعبير ينم علي دهشته و عدم تصديقه الشديدين. -و هل يعني ذلك أني أمير أو شيء مثل هذا؟! -هاهاها , كلا , لا يعني أنك نبيل أنك غني , فهذا ليس الحال معنا هنا في عالمنا , في عالمنا تعني كلمة نبيل أنه لا يوجد ولا فرد من العائلة قد شارك قواه مع فرد آخر من عائلة غير عائلته , سواء كان من جنسه أو من جنس آخر, هذا ما تعنيه كلمة نبيل. -جنس آخر؟! أنا لا أفهم ما تتحدث عنه , هلا أوضحت لي قليلاً؟! -أوه! تنهد (كايتو) , ثم قال : -يوجد في العالم أربعة أنواع من البشر , البشر العاديين , وهو النوع الذي كنت تعيش معهم , و السحرة مثلك و مثلي و مثل آبائك , و هناك نوعين آخرين , هناك مصاصي الدماء , و هناك المستذئبين. -ماذا؟!! مصاصي الدماء و المستذئبين حقيقيون؟!! -نعم هم حقيقيون , بل و يعيشون وسط الناس العاديين مثل السحرة دون أن يلاحظ أحد ذلك , نعود إلى موضوعنا الأساسي , من الممكن أن يكتسب أي نوع قوة من النوع الآخر , هذا يعني أنه من الممكن أن يكون الشخص ساحرًا ومصاص دماء مثلاً , كما يمكن أن يكتسب الفرد قوة فرد أخر من نفس جنسه , و عندما يحدث ذلك تكون قوة العائلة التي تشارك فيها شخص قواه مع آخر قد توزعت في عائلات غير عائلته الأصلية , و بهذا تصبح هذه العائلة غير نبيلة . - و لماذا إذن يشارك الشخص قواه مع آخر ؟! -الموضوع ليس موضوع مشاركة كما تفهمه , إن كلمة مشاركة لا تعني أن الشخص قد شارك قواه , كلا , إنها تطلق على من تُؤخذ قواه منه. -و لكنه حينئذ لا يكون له حيلة , أليس كذلك ؟! -كلا يكون له إختيار , فلكي يأخذ شخص قوة شخص آخر حتى و بين عائلات السحرة نفسها , لابد وأن يتم هزيمة الشخص الآخر إلى نهاية قواه , و لا يتبقى له إلا قوة بسيطة يتنفس بها ,و ذلك حتى تتم عملية نقل القوى بنجاح , عندما يصل الشخص المهزوم إلى هذه المرحلة لديه إختيارين , أولهما أن يترك الفائز يحصل على قواه , و الثاني أن يقوم بقتل نفسه. -ماذا؟!!! قالها (رانمارو) و هو يتصبب عرقًا و يحدق بعينين متسعتين نحو (كايتو) الذي استطرد: -نعم يقتل نفسه, إن أثمن شيء عند الإنسان هو قواه , و بالأخص عندما يكون من عائلة نبيلة مثلك على سبيل المثال , هنا يصبح أمر المحافظة على قوى العائلة أمرًا لا يُسمح بأن يتم التفريط فيه و لو علي حساب حياة الشخص , و لهذا فإن إختيار الشخص أن يقتل نفسه هو الإختيار السليم هنا , تذكر هذا جيدًا بني , إذا وصل بك الحال إلى وضع كهذا , لا تتردد لحظة في إستخدام ما تبقى من قوتك لقتل نفسك , هذا هو مصير من في عائلة نبيلة . - ماذا؟!! ألا توجد طريقة أُخرى؟!! قالها (رانمارو) وجسمه يهتز بشدة لهول الأمر , فليس من السهل على أي إنسان أن يقتل نفسه. -هذا هو مصير كل من يوجد في عائلة نبيلة. - و ماذا يفعل أعضاء العائلة الآخرين إذا علموا بهذا؟ -إذا فعل شخص ما من العائلة النبيلة فعلة شنيعة كتلك , يعقد فورًا مجلس أعلى للعائلة , و يتم وضع خطة للقضاء على الشخص الذي أخذ القوى , و كذلك إنتفاء إنتساب الشخص الذي شارك قواه إلى العائلة و نفيه و دفنه بعيدًا عن مقابرهم. -هذا يبدو لي جيدًا حيث أنه سيتم إحتواء مشكلة الشخص الذي أخذ القوى بأن يُهزم. -إن الأمر ليس بمثل هذه السهولة , إنه دائمًا ما يكون الشخص الذي أخذ القوى قويًا جدًا و مستعدا لما سيحدث له من مواجهة لكل أعضاء العائلة إذا تطلب الأمر , إضافة إلى أنه عندما يكتسب شخص قوى من شخص آخر فإنه يصبح أقوى على الأقل مرتين , هذه في حد ذاتها عقبة ضخمة , غالبا ما ينتهي الأمر نهاية مأساوية بقتل كل أعضاء العائلة و إنتهاء النسل تمامًا إلا إذا كان يوجد شخص صغير مثلك هكذا فإنه يترك على قيد الحياة , لأنه لم يتعارك مع الشخص الفائز , ليتواصل النسل مرة أخرى لتصبح العائلة عائلة عادية وغير نبيلة. -لقد فهمت قليلاً الآن , ولكن هل من الممكن أن تحدثني عن عائلتي ؟ أنا لا أعرف عنها شيئًا. -أنت من عائلة (التنين المجنح) النبيلة , لا يتبقى من عائلتك سوى أنت وحدك للأسف , و هذا لأن كل أفراد عائلتك قد قتلوا في الدفاع عن قريتنا , قرية (الريح البيضاء) , تلك القرية التي دمرت منذ أربعة عشر عامًا تقريبًا. - ماذا ؟ إنه تقريبًا نفس العام الذي مات فيه والداي. -عفوًا رانمارو لقد ارتكبت خطأ جسيم , إنه نفس العام و نفس التوقيت الذي قتل فيه والداك!! -قتلوا؟!!! قالها (رانمارو) و الدهشة تملأ عينيه ووجهه , اغرورقت عيناه سريعا بالدموع , صرخ : -من الذي قتلهما ؟ أالذي دمر القرية هو الذي قتلهما ؟ و لماذا لم تنتقموا لهما؟؟!!! ألا تعرفون من قتلهما؟؟!!! -الشخص الذي قتلهما نحن نعرفه , جميع السحرة يعرفونه جيدًا, و أنت تعرفه جيدًا , الشخص الذي قتلهما هو ....................أنــــــت!!! -م م من ؟؟!! أ أ أنااا؟؟!!! -نعم إنه أنت , ألم تتسائل لماذا لم تنشأ في مجتمع السحرة ؟! لماذا عُهد إلى جدك بتربيتك بدلاً مني ؟! ذلك لأن عالم السحرة جميعًا يخافون منك , الجميع يخشاك حتى أنا , هذا لأن والداك كانا من أقوى سحرة القرية , ساحران لا يستطيع أقوى شخص على الأرض أن يقتلهما بسهولة , كونهما أن يقتلا بيدي طفل رضيع , هذا شيء فائق للعادة و غير متصور على الإطلاق. - و ل.. لكن كيف تأكدتم من أنني الذي ... من كوني السبب في تلك الحادثة؟!! -لقد تم إستجوابك و إسترجاع ذاكرتك , فوجدناك استخدمت قوتك السحرية في قتلهما بتعويذة لا نعرفها حتى الآن , و لهذا تم أخذ قرار باستبعادك عن مجتمعنا , و اعتبارك منبوذًا من عندنا. خيم شبح من الصمت الرهيب علي المكان , و صارت تلك القطعة من الأرض أشبه بمكان مقدس , و تحول لون وجه (رانمارو) إلى الأصفر , و نظر نحو يديه كقاتل ينظر إلى يده الملطخة بدماء من قتلهم , ردد كما ولو كان صوته يتردد في وادي سحيق : - أنا قتلتهما ... أنا قتلت والداي .... ألهذا لا أعرف شيئا عن عالمي .... ألهذا أنا بعيد عنهم ....ألهذا هاجمني شخص لا أعرفه و حاول قتلي...و لهذا ...أنا .... منبـــــــــــــــــوذ!!! سقط (رانمارو) على ركبتيه و هو لا يزال محدقا في يديه و كأن الدماء لازالت موجودة عليهما -أنا لا أستطيع أن أقول لك أي شيء , لأن الشخص الذي قام بالإستجواب موثوق في كفاءته و قدرته على الإستجواب ,إضافة إلى أننا وجدنا تلك الحادثة محفورة في ذاكرتك , و لكن... - و لكن ماذا (كايتو)!! صرخ (رانمارو) و هو مدمع العينين , و الدموع تسيل على وجنتيه , و إحمرار عينيه واضح.. - و لكني أتعارض معه في ذلك. - ه.. ه.. هل تعني أنك لا تصدق ذلك الرجل؟ هل يعني هذا أنني لم أقتل والداي؟ -نعم , فاللغز في الموضوع كله أنك كنت طفل رضيع لا تستطيع الكلام , فكيف تكلمت و قلت التعويذة ؟ ثم كيف تعلمت إلقاء التعاويذ ؟! إن موضوع تعلم التعاويذ لأمر صعب و لا يمكن أن يقدر عليه طفل صغير , كذلك كانت هذه تعويذة جديدة حتى الآن لا نعرف ماهيتها , و تقريبًا مخصصة لنوع معين من دماء العائلات , و بهذا لا يستطيع أن يجربها شخص إلا إذا كان من نفس عائلة مبتكرها , و نظرًا لأنك آخر من في العائلة , فلم نجد من يقوم بتجربة التعويذة أبدًا , لكنني أشعر أن هناك شيء ما خاطئ. نهض (رانمارو) و اندفع نحو (كايتو) قائلا : -نعم أنت مصيب في هذا , فكيف لي أن أفعل كل هذه الأشياء , و أنا طفل رضيع. تراجع (كايتو) إلى الخلف في حركة خوف واضحة دلت على عدم تصديقه التام بأن (رانمارو) برئ , نظر (رانمارو) نحوه في دهشة , أحنى رأسه ناظرا إلى الأرض , ذهب بإتجاه قبر والديه بحزن على وجهه... -لا تفهمني خطأ (رانمارو) , فمهما كان أنا عضو من المجتمع الذي صدق بأنك قاتل. -لا تتكبد عناء مواساتي بنظريات أنت أساسًا لا تصدقها. - كلاً , أنا فعلاً غير مقتنع بإتهامك , و لكن ماذا سيحدث إذا كنت فعلاً من قتلهما ؟؟ إن حياتي أيضا ستصبح في خطر. -إذًا لماذا تقول لي هذه النظريات عن أنني لست القاتل؟!! -حتي تثبت أنت بنفسك صحة أو خطأ هذا الاتهام... صمت المكان مرة ثانية , تعالى صوت طائر بلبل في الفضاء حيث طار من على فرع شجرة قريبة من مكانهما الحالي , اتجه إلى عنان السماء , نظر (رانمارو) إلى الأرض أسفل قدمه و سرح فيها قليلاً , حين استطرد (كايتو) قائلاً : -انظر , أنا فعلاً غير مصدق لتلك الأحداث الغريبة , ولكن للأسف كانت من نتائجها تدمير قرية (الريح البيضاء) إلى الأبد و تشريد أهلها , وأسر معظمهم , مع الإستيلاء على أسرار القرية , و مشاركة قلة من العائلات النبيلة لقواهم مع آخرين , كان من نتيجته تقوية الأعداء , أنا آسف رانمارو , لكن هذا هو طريقك , يجب أن تسير فيه بمفردك , يجب أن تثبت لنفسك أولاً و للمجتمع ثانيًا أنك لست القاتل , و أنك بريء. ابتسم (رانمارو) , ورفع رأسه نحو السماء , و هو يقول : -عزيزي كايتو , إنك تجعل الأمر يبدو و كأنه يسير , إنك تتركني في عالم جديد علي بمفردي بلا أي قوة أمتلكها وسط أُناس يريدون قتلي و يتلهفون لمشاركتي قوتي معهم , و تريدني أن أبحث عن أدلة تجعلني برئ , و تريدني أن أبحث عن من قتل والداي , نعم أنا قلبي يتقد نارًا لأنني أريد أن أعرف من قتلهما , و لكن كن واقعيًا قليلاً , أنا فعلاً اُعتبرت ميتًا من الوهلة الأولى لحياتي بعد مقتل والداي , بعد اللحظة الأولى لإتخاذكم قرار بطردي و جعلي منبوذ , إنك تجعل هذا الأمر سهلاً كايتو . قال (رانمارو) ذلك بصوت واهن حزين , صوت إنسان يائس و هو لا يزال ينظر إلى السماء. - كلا لا تفقد الأمل سريعًا يا بني , أنت آخر فرد من عائلة (التنين المجنح) النبيلة العظيمة , أنت يا من اعتقد جميع سحرة القرية أنك وُهبت أقوى صفات هذه العائلة , أنت يا من اعتقد الجميع أنك ستكون ملك السحرة اليوشيهاريين كلهم و من أقوى الأفراد في الأجناس كلها , كلا , هذا ليس موقف يتخذه عضو من عائلة (اليوشيهارو) , كلا لا تيأس. -ماذا تريدني أن أفعل ؟! أتريدني أن أضحك؟!! أتريدني أن أقول لك: نعم سوف أذهب للبحث عن قاتل أبي و أثأر لأبواي منه ؟!! - كلا , و لكني سوف أساعدك بتدريبك حتى تصير أقوى ساحر (يوشيهارو) عرفه تاريخ السحرة علي مر العصور. يتبــــــــــــــــــــــــــع......... |
بسم الله الرحمن الرحيم الفصل الرابع الوحــــــــــــــش -ماذا ؟ أنت ستدربني؟ - كلا ... لا تفهمني خطأ , أنا سأدلك على طريقة التدريب أما أن أدربك فهذا ضرب من المحال! -لماذا؟!! - أوه , كم أنت عنيد , أولاً أنا لست من عائلتك, و الأحرى أن يتم تدريب الشخص على يد فرد من العائلة و ذلك حتى يتعلم الفرد التعاويذ الخاصة بعائلته و يتعرف على نقاط القوة و الضعف فيها , ثانيًا إنني حتى الآن غير واثق من أنك برئ أو أنك متهم , فماذا يحدث إذا كنت فعلاً من قتل أبواك؟!! حين أعلمك تعاويذ قوية سوف تنقلب علي و على مجتمع السحرة , كلا أنا لا أريد ذلك. - ولكن كيف سأتدرب إذن ؟ أأدرب نفسي بنفسي؟ أنا لا أتخيل ذلك , إنك تتكلم عن المستحيل , أنا لا أعرف شيئا عن عالمي الجديد , و أنت تطلب مني أن أدرب نفسي؟ أنا حتى لا أعرف أي شيء عن التعاويذ أو أنواعها , فكيف أدرب نفسي؟!!! - أنت لست بعنيد , أنت غير صبور على الإطلاق , انظر , في عالمنا الساحر لابد وأن تكون له عصاة سحرية يلقىيبها التعاويذ , هذه العصاة تولد مع ولادته , كلا , لا أعني بهذا أنها تخرج مع الطفل , كلا , إنه لأمر واجب في عالمنا أن أي شخص عندما يتزوج يأخذ غصن من شجرة العائلة , تلك الشجرة المقدسة التي يجب الحفاظ عليها بأرواح العائلة , و مكانها يكون سري لجميع أفراد العائلة إلا لشخصين , قائد العائلة و النائب له , المهم عندما ينتقل شخص من العائلة للزواج يتم إحضار غصن من الشجرة له يزرعه أمام بيته , فالغصن يكبر و يتحول إلى شجرة و عندما تصبح الأم حامل , يظهر للشجرة زهرة , و الزهرة تتخذ المجرى الطبيعي لأي زهرة , تتحول إلى ... -ثمرة ! قالها (رانمارو) و هو يرفع يده لأعلى كما في المدارس عندما يعرف الطالب شيئًا فيرفع يده و هو سعيد بإجابته , و طبعا هو يعتبر كتلميذ صغير يتعلم شيئا فشيئا عن عالمه الجديد السري. -نعم ثمرة , و لكنها ليست كأي ثمرة , إنها عصاة سحرية , نحن لا نحتاج لمعرفة إذا كانت الأم حامل كما يفعل الأشخاص العاميين , إنما إذا كونت الشجرة ثمرة , و هي تبدأ في تكوينها من اليوم الأول للحمل , نعرف أن الأم حامل و يصبح خبرًا سعيدًا. - هل هذا يعني أن معي عصاتي السحرية؟ و لكني لا أتذكر أن معي أية عصاة سحرية على الإطلاق!! يضحك (كايتو) , و يشير بيده إلى العصاة التي توكز عليها (رانمارو) عندما خرج من بيته. - وما هذه يا ترى؟! - هذه؟!! إنها عصاة قديمة قال لي جدي إن والدي كان يستخدمها فاستخدمتها و ذلك لإنني أحب إستعمال أي شيء من ناحية والدي. - ممممم , هذه يا (رانمارو) هي عصاتك السحرية! نظر (رانمارو) بشك إلى (كايتو) , ثم اتجه إلى العصاة القديمة المتسخة و رفعها بيده , و نظر إليها بتمعن , و هزها في يده , و لكن شيئا لم يحدث فنظر إلى (كايتو) المبتسم بيأس و قال له: -إنها ليست كذلك , أنا متأكد , لو كانت عصاتي فعلاً لكنت أحسست بفرق فيها على الأقل. - انظر (رانمارو) ! قال (كايتو) ذلك و رفع عصاة قصيرة سميكة سوداء اللون كالعصي التي يستخدمها النبلاء , و رفعها إلى أعلى ثم قال: - كاي ! حدث كل شيء في لمح البصر , في لحظة واحدة تحولت العصاة السميكة القصيرة إلى قفاز سميك أسود اللون يغطى يد (كايتو) تمامًا, و في مقدمة القفاز خرجت عصاة قصيرة لامعة في نهايتها رأس سمكه قرش أو دولفين لم يستطع (رانمارو) تبين ماهيتها , حدث كل هذا في لحظة , تسمر (رانمارو) مكانه , فهو لم يعتاد بعد على مثل هذه الأشياء , قهقه (كايتو) , و هو يراقب (رانمارو) و رد فعله المضحك , وقال له: - كما توقعت تمامًا , أنت لم ترَ عصاة الذي هاجمك و إلا كنت سألتني عليها , انظر (رانمارو) , إن حياتنا السحرية ليست منفصلة عن حياة العاميين , بمعنى أنك لابد و أن تكون قد قابلت سحرة و مصاصي دماء , و لكنك لم تكن تفرقهم عن العاميين ,نحن لا نستطيع أن نعيش بدون أن تتداخل حياتنا جميعًا مع بعضها البعض , و لهذا فإن لكل جنس طرقه الخاصة في إخفاء ذاته , فنحن مثلاً يسهل التعرف علينا بالعصى , و طبعًا إذا التقطها أحد العامة و ليس بساحر سوف تحدث عواقب وخيمة , و لهذا فإن العصى مثل أي آلة , لا يتم تفعيلها للإستخدام إلا بإستخدام كلمة " كاي" و بعدها تصبح العصاة صالحة للإستخدام السحري. رفع (رانمارو) يده , و أشار إلى عصاة (كايتو) وقال له: - و ما هذا الذي حدث بعد قول تلك الكلمة لعصاك؟!! -أها , أنت تعني ذلك التغير في الشكل , انظر (رانمارو) , إن العصى تعتبر جزءا من الساحر , بمعنى إنها دليل على قوته , فكلما كانت العصى تغطي قدر كبير من ذراع مستخدمها كلما عني ذلك قوة الشخص الشديدة , أما بالنسبة لشكل العصى فهي تدل علي العائلة التي ينتمي إليها الشخص , فمهما كان العصاة جزء من الشجرة التي تتبع العائلة , و لهذا فلكل الأشخاص نفس الشكل من العصي ماداموا يتبعون نفس العائلة , و أنا أتبع عائلة (رايهايتو) , و وحش عائلتي هو (الحوت الأسود اللؤلؤي) , و هذا لأن لونه أسود و له لؤلؤة في منتصف رأسه تميزه. نظر (رانمارو) و عينيه متستعتان , وهو غير مصدق لما يسمعه , عائلة ,و عصاة ,و وحش , فنظر إلى عصاته مرة أخرى بتردد , ورفعها بيده اليمنى , و نظر إلى (كايتو) , فأومأ برأسه معطيًا الأذن باستخدام العصا , و تفعيلها , فأغمض عينيه , وأخذ نفسًا عميقًا , ثم قال بصوت عال: -كككاااااييييي ! -((ماهذا الشعور الغريب ؟!!! إني أُحس بنار مشتعلة تخرج من قلبي, إنها تنتشر بجسمي كله , إنني أشعر أن يدا هائلة تمسك برقبتي , إني أختنق , كلا , لازلت أتنفس , و لكن مالِ لأصوات أنفاسي أسمعها تتردد و كأنها في حجرة فارغة ؟! مالِ للأصوات قد خمدت و كأني في عالم آخر؟! ,إني لا أسمع شيئًا , ما هذا الهدوء الذي يكتنفني , و هذه الحرارة الرهيبة التي تسري بجسدي , أين أنا؟!! )) -رانمــــــــــــــارو! صدر هذا الصوت الرخيم فجأة في وسط السكون , نظر (رانمارو) حوله في عصبية شديدة , إنه لم يعد في المقابر بعد الآن , إنه في مكان جميع ما يحيطه باللون الأحمر , إنه يشعر كما لو كان في مكان مجهول , مكان لا يوجد فيه شيء يسمي حوائط , كلما نظر إلى الأفق لا يجد شيئًا , إنه كمن عالق بالفضاء , و لكن فضاء أحمر . -رانـــــــــمارو! صدر الصوت الرخيم مرة أخرى , و انتزع (رانمارو) من أفكاره انتزاعا جعله يهتز من الخوف , حيث أنه ليس كصوت سمعه من قبل , إنه صوت يبعث الخوف في من يسمعه . - ألا تعرف من أنا رانمــــــــــــــارو؟!! تلفت (رانمارو) حوله , و هو يتصبب عرقًا , و لكنه لم يرَ شيئًا سوى الفضاء الأحمر. -م .م.من أ.أ.أنت؟!! - ألا تذكرني رانمـــــــــــارو؟!! صمت (رانمارو) كمن يحاول أن يتذكر شيئًا , و لكنه لم يستطع تذكر أنه قد سمع هذا الصوت المخيف من قبل, و لكن أين و متى , فلم يجد إجابة. - ك.ك.كلا , أ.أنا لا أعرف م.م.من أنت !! قالها بخوف واضح , كان يتنبئ بغضب محدثه عندما يسمع رده. - رانمـــــــــــــــــــارو!! و هنا ساد المكان صمت مطبق , و لم يسمع (رانمارو) سوى أصوات أنفاسه المتلاحقة , و فجأة تكلم الصوت مرة أخرى بنفس الرخامه و الفزع : -أنا عصاتــــــــــــــــــــك! و هنا رأى (رانمارو) أفزع شيئ في حياته على الإطلاق , رأى تنينًا ضخمًا بجناحين عريضين , كان من الضخامة حدًا بحيث أن الأفق الذي كان يراه أحمر كان هو لون التنين , و فجأة اندفع التنين إليه في سرعة شديدة خاطفة بدون أي مقدمات , شهق (رانمارو) ,أحس بأن أنفاسه قد ذهبت , و أن الهواء حوله قد امتص , قلبه يضرب صدره بمطرقة من حديد , أحس أنه ميت , و... -آآآآآآآآآآآآآآآه !! صرخ (رانمارو) هذه الصرخة و اندفع إلى الأمام , حيث وجد نفسه مستلقيًا على الحشائش و (كايتو) بجانبه , كان (رانمارو) يتصبب عرقا , كلا , إنه ليس كذلك , إنه كمن نزل المحيط بملابسه و ظل به فترة في ليلة قارصة البرودة ثم خرج توًا , فقد كانت كل ملابسه مبللة بالماء, , و جسمه يرتعد بشدة و كأنها ارتجافات , أنفاسه متلاحقة بصورة مخيفة , كان كمن رأى الموت بعينيه , نظر (رانمارو) إلى (كايتو) الذي كان ينظر بشفقة إليه , و قال له في أنفاس متقطعة , و بصوت واهن: - لقد رأيت كابوسًا لم أرَ مثله في حياتي !! نظر (كايتو) إلى (رانمارو) بنظرة أكثر شفقة و حنان , ثم قال له: -كلا يا بني , إن ما رأيته هو الواقع!! نظر (رانمارو) نظرة تملؤها الريبة و الفزع , كان يأمل أن ينكر (كايتو) كلامه , أو أنه يقول إنه كان يمزح , و لكن لم يحدث هذا , نظر (رانمارو) إلى الأرض , وهنا , و هنا رأى ما لم يره من قبل... -ما هذا؟!!! كان ينظر إلى ما كان يدعى يده اليمنى من قبل , فالآن تغطى ذراعه كله بقماش سميك من اللون الأحمر القاني اللامع , و فيه خطوط سوداء لامعة بالطول , و في نهايتها قفاز سميك من اللون الأحمر الدموي مع تداخلات من الأسود بطريقة غريبة و بديعة , و من مقدمة القفاز , و تحديدًا من مكان إصبع الإبهام الأيمن , امتد الإصبع إلى الأمام و تحول إلى عصا طويلة رفيعة , لونها أحمر داكن مع الأسود, وكأن اللونين قد اندمجا مع بعضهما , و كونا لونا جديدًا غريبًا , أما عند طرف العصا فقد رأى شيئًا جعله يحس بقشعريرة باردة في مؤخرة رأسه , لقد كان هناك رأس تنين يفتح فمه , تنين مماثل تمامًا للتنين الذي رآه لتوه , شهق (رانمارو) شهقة فزع , وتراجع إلى الوراء بسرعة حتى اصطدم بجزع شجرة , فإرتكن بظهره إليها , و نظر إلى (كايتو) , و رفع يده مستفسرًا و هو يضع يده اليسرى حول فمه المفتوح من الرعب و عينيه الممتلئتين بالدموع : -ماذا حدث لي ؟!! أخبرني كايتو!! -نظر إلى (رانمارو) , ثم وقف و اتجه إلى الشجرة و نظر إليها و قال له : -انظر بني , إنني قد أخبرتك من قبل عن أن لكل عائلة وحش , و كما أخبرتك أن لكل عائلة شجرة يؤخذ منها الأفرع حتى يكون لكل فرد من العائلة عصاة من الشجرة , و لكنني لم أخبرك أن هذه الوحوش و هذه الاشجار هي ..... شيء واحــــــــــــــد!!! -ماذا؟!!! قالها (رانمارو) و هو في دهشة شديدة. -نعم , الإثنين شيء واحد , ألم تتسائل لماذا هناك عائلات مختلفة و لكل عائلة وحش خاص بها ؟! ألم تتسائل لماذا يسعى البعض إلى امتلاك قوى عائلات أخرى من جنسه أو من أجناس أخرى؟! السر يكمن في قوى الوحوش , انظر , كل وحش له قوة هائلة , و يعرف الكثير من التعاويذ و الأسرار , و لهذا فإنه كلما كان للشخص أكثر من سيد , و السيد هنا يرمز به إلى الوحش , كلما كان الشخص أقوى و لا يمكن هزيمته بسهولة , و لهذا فإن كون الفرد من عائلة نبيلة يضمن له أنه لا يوجد أي شخص خارج عائلته يمتلك نفس قوته , و بهذا يصبح للعائلة شأن وسط عائلات السحرة , و لهذا يجب حماية سر العائلة النبيلة حتى وأن وصل الحال إلى التضحية بالفرد من أجل عائلته. -هل يعني كلامك أن ما رأيته هو وحش عائلتي؟!! -نعم رانمارو , أنت من عائلة اليوشيهارا العريقة , ووحش عائلتكم هو الوحش الناري التنين المجنح . نظر (رانمارو) إلى عصاته , وسرح في خياله متذكرًا ما حدث له , و سأل نفسه و هو يحدثها : -(( أهذه هي قوة عائلتي ؟!.... أهذا هو وحش عائلتي؟!!.... أهذا هو سيدي الحالي؟!! )) -نعم رانمارو , إن ما رأيته هو وحش عائلتك , و بالمناسبة لا أحد خارج أفراد العائلات العريقة يعرف شكل و ماهية الوحش المخصص للعائلة , فالوحش لا يراه إلا أفراد العائلة فقط , و لكن اسمح لي فأنا أريد أن أبدي استغرابي الشديد من قواك ! رفع (رانمارو) عينه عن عصاته متنبها إلى كلام (كايتو) الذي أردف : -أنا نفسي رانمارو و بكل قوتي الحالية التي أعد بها خامس أقوي فرد في عائلتي النبيلة لا يتعدى قفازي منطقة اليد لدي , إنما أنت قد تعداها إلي اتخاذ شكلاً مميزاً , إضافة إلى أنه غىي كل ذراعك كاملاً , أنا لم أسمع بفرد من عائلتكم قد وصل لهذه القوة من البداية إلا لسبعة أشخاص فقط , و طبعا في مقدمتهم العظيم يوشاهارا الأول الذي أسس عائلتكم منذ قديم الأزل !! -أنت تمزح أليس كذلك ؟! أنا لست بتلك القوة على الإطلاق , أنا لازلت جديدًا على هذا العالم. نظر (كايتو) إلى (رانمارو) وأطلق زفرة ضيق و تعب , ثم قال : - أوه , كنت أعرف أن مهمة تعليمك ستكون شاقة , انظر رانمارو , الأمر لا يتعلق بكونك قديم أو جديد , إنما الأمر يتوقف على قوة نفسك الروحية. -قوة نفسي الروحية؟! هكذا ردد وراءه كالمسلوب لعقله تمامًا تحت تأثير كلام (كايتو) . -نعم رانمارو , قوة نفسك الروحية , انظر , إن السحر ليس مجرد قول تعاويذ و عندها ستحدث , كلا , إن الأمر أعقد من ذلك بكثير , إنه لكي تقول تعويذة لابد وأن تكون ساحر و ليس بشري عادي بدايةً , و هذا لأن السحرة من أولئك الذين يقدرون علي دمج قوتين داخلهما , قوة سيدة , و قوة نفسه الروحية , إن قوة النفس الروحية تعتمد على عوامل كثيرة , لكن في المجمل كلما كانت كفة النفس تميل نحو الأكثر في معظم الصفات كلما كانت النفس قوية , بمعنى أنه لو كانت النفس خيرة جدًا أو شريرة جدًا تكون قوية , المغزى ليس بكونها خيرة أو شريرة , إنما كونها شديدة الخير أو شديدة الشر, المغزي كله في الشدة في الصفة , و لهذا سوف تجد سحرة طيبين أقوياء و كذلك في المقابل سحرة أشرار أقوياء. -أها , هذا يعني إما أن أكون ساحرًا طيبًا جدًا أو أكون ساحرًا شريرًا جدًا ! -نعم , وهذا يجعلني أكثر رغبة إلى مغادرة هذا المكان و الإبتعاد عنك فورًا ! نظر (رانمارو) بدهشة شديدة إلى (كايتو) , حيث أحس بالحيرة أمامه , فتارة يحس أنه يصدقه و يدافع عنه , و تارة يحس أنه يكذبه و خائف منه , و هنا نظر إلي عصاته ثم قال ل(كايتو) دون أن ينظر إليه : -اذهب أنا لا أريد شخصًا متقلب مثلك ! - رانما....!! -لا تقل شيئًا , اذهب بعيدًا عني و لكن قل لي كيف أتدرب , و عندها سأصبح قويًا , و سأبحث عن برائتي بنفسي و أثبتها للجميع حتى أسترجع حقي في حياتي المسلوبة مني. يتبــــــــــــــــــــع................... |
بسم الله الرحمن الرحيم الفصل الخامس جنــــــــــتو -أيها الوغد! -ابتعد عن هنا و إلا قتلناك! -سيدي!! اندفع رجل إلى الغرفة السرية في مقر عائلة (ميميكو) , حيث يوجد بالغرفة ثلاثة أشخاص غير الداخل , الأول هو رئيس العائلة , و هو شاب يبدو أنه في أوائل العشرينيات , و الثاني هو نائبه و هو يبدو أكبر منه سنا بنحو عشر سنوات على الأقل , أما الثالثة فهي فتاة صغيرة يبلغ عمرها نحو الثماني سنوات و كانت تلعب بدمية في يدها , كان الجو في الغرفة مختلف تمامًا عن الجو خارجها , حيث كان من بالخارج يتعرضون لهجوم قاسي , أما في الداخل فكان الجو يبدو عاديا. -نحن نتعرض لهجوم يا سيدي! -أوه قالها (دايسكي) كمن كان في ملل شديد , ثم تابع: -أخيرا ....لقد بدأ ! كان أفراد الحراسة الخاصة بحماية المقر الرئيسي للعائلة مدربين على أعلى مستوى , لكن كان من الواضح وجود هوة شاسعة في المستوى مقارنة بمن يهاجمهم , فقد كان يحمي المقر قرابة المائتين شخص من أمهر مصاصي دماء (ميميكو) , في حين أن الهجوم كان ينفذه ....شخص واحد فقط ..... انه الأسطورة .....(جنتـــــــــــــو). اندفع عشرة رجال مباشره شاهرين سيوفهم الفضية على (جنتو) , الذي لم يشهر سيفه بعد , و في بساطة رفع (جنتو) يده اليمنى إلى الأمام , ثم فرد كفه على آخرها , فاصطدم المهاجمين بشيء غير مرئي , و كأن هناك درع واقي يحمي (جنتو) , ثم قبض أصابع يده و فردها مرة أخرى , فتطاير الرجال العشرة و اصطدموا بالحائط المقابل على بعد يقرب من عشرة أمتار منه , ثم سقطوا على الأرض , رفع يداه الإثنين إلى أعلى , فارتفعت العشرة سيوف التي كانت في حوزة الرجال إلى أعلى هي الأخرى كما لو كانت مربوطة بأحبال غير مرئية إلى يد (جنتو) , كان كل سيف موجه نحو رجل منهم , نظر الرجال إلى السيوف بأعين ملتاعة , و فجأة أنزل (جنتو) يده إلى أسفل بسرعة , و ضاقت عيناه عند تلك اللحظة , فسقطت السيوف إلى أسفل مخترقة صدور الرجال , و ... -آآآآآآآآآآآآآه !! صدرت صيحات الألم عاليه تتردد في جنبات المقر السري , و تألم الرجال كمن يحترق , و عند موضع دخول السيوف ظهر لون أحمر لامع مميز , إنها نار صغيرة محيطة بفتحة دخول السيف , و لكنها سرعان ما انتشرت بسرعة في باقي أنحاء أجسادهم محولة أي جزء منهم إلى رماد في ثانية , و فجأة انتهي أمر الرجال العشرة بسرعة كما بدأ , لم تستغرق هذه الأحداث سوى ثواني معدودة , مما جعل باقي الرجال يتراجعون بحذر و ترقب وأعينهم مثبتة على (جنتو). -برااااااافو جنتو , لقد أمتعتني فعلا بعرضك هذا ! صدر هذا الصوت مصاحبا لصوت تصفيق باليد , نظر الرجال إلى ورائهم , و في الحال اصطفوا إلى الجانب مكونين صفين و بينهم طريق يمشي فيه الشخص الذي تحدث منذ قليل و الذي تابع و هو يصفق بيده : -شيء متوقع من جنتو العظيم. و هنا تقدم المتحدث إلى الأمام وسقط ضوء القمر عليه , لم يكن سوي نائب زعيم العائلة , و عندما أصبح أمام (جنتو) , توقف عن التصفيق , ووضع يده في جيب المعطف الأزرق اللامع الذي كان يلبسه , و تابع: -أنا كنت منتظرك بفارغ الصبر , كنت لا أعلم لماذا تأخرت عن القدوم لزيارتنا. ابتسم (جنتو) دون أن يظهر أي شيء من أسنانه , و نظر باستخفاف إلى الشخص الواقف أمامه , لم يكن سوى مصاص دماء من عائلة (الميميكو) , كان يبدو أنه تعدى الثلاثين بسنين معدودة , شعره كان أسودا و قصيرا , و يلبس نظارة طبية أضافت له شيء من الوقار , كان يلبس معطفا أزرقا لامعا , و من الخلف كانت هناك رسمة العائلة المميزة , ثعبان الكوبرا ذات الرأسين. -أنت تستهزئ بي؟! أجئت لتعطيلي حتى يهرب سيدك ؟! لا تأمل كثيرا فأنا لن أبرح مكاني ها هنا إلا و أكون قد أتممت انتقامي منكم أيها الأوغاد , أنتم يا عار على جنس مصاصي الدماء في الدنيا بأسرها , أنا لن أسامح نفسي إذا تركت منكم شخص واحد على قيد الحياة. قهقه (تايتشو) عاليا كما لو كان قد سمع نكتة مضحكة جدا. -أنت يا جنتو تستخف بي؟!! أنت لا تعلم أن آخر يوم في حياتك سوف يكون اليوم. -لا تقل شيئا لا تستطيع أن تقوم به. -أرأيت؟ لقد استخففت بي مرة أخري , لم أكن أتوقع ذلك من جنتو العظيم. حدث كل شيء في ثانية , (جنتو) الذي كان على بعد لا يقل عن عشرة أمتار عن (تايتشو) , صار و في لمح البصر خلفه تماما , اتسعت عينا (تايتشو) من المفاجأة , صدر صوت (جنتو) قائلا: -أنت الذي تستخف بي يا هذا. و في ثانية , بل أقل من ذلك كان سيف (جنتو) مسحوبا و أحاط برقبة (تايتشو) , ثم ذبح به (تايتشو) بدون أي تردد , و لكن المفاجأة... -يبدو أنك ستكون عنيدا. قالها (جنتو) و هو يطبق جبينه عندما تحول جسد (تايتشو) بين يديه إلى عروسة من الخشب , نظر (جنتو) إلى الخلف , و رأى (تايتشو) يضحك و هو يقول: - هل رأيت ما أعني؟ أنت الذي قد استخففت بي. -أيها اللعين , هل شاركك ساحر في قواه ؟! تحولت ضحكة (تايتشو) إلى قهقة هستيرية سقط على إثرها على ركبتيه على الأرض و هو يمسك بطنه من الألم من شدة الضحك. -ياليت أخي يراك و أنت غاضب هكذا ... هل شاركك ساحر في قواه؟!! قلد (تايتشو) أسلوب (جنتو) في الحديث وهو لازال يضحك , ثم نظر إلى (جنتو) و توقف عن الضحك و ووقف على قدميه مرة اخري , و عدل من شعره بيده اليسرى , ثم نظر إلى (جنتو) وقال له: -نسيت أن أعرفك بنفسي , أنا (تايتشو) , نائب رئيس عائلة (ميميكو) , سيد أسلوب الماء الساحق , المسيطر علي حيوان النسر الحجري. -أيها الوغد , هل محوتم عائله (الزابوتسيا) النبيلة , عليكم اللعنة , يبدو أني قد جئت متأخرا ! -هاهاها , جنتو العظيم , أأنت خائف مني؟! لا اصدق نفسي , هذا شرف لي. -اخرس ! -ماذا؟!!! -قلت اخرس , أمامك خمسة قرون من السنين حتى تصل إلى مستوى يرقى إلى محاربتي , أنت لا شيء بالنسبة لي. فجأة تحول الهواء الموجود بالغرفة إلى اللون الأحمر الباهت, و ظهرت خطوط حمراء داكنة بالهواء كما لو كانت حبال , كانت الخطوط تتجه إلى أسفل , و أصبح الهواء كصخرة ثقيلة تضغط على الموجودين بالغرفة , و لمعت عينا (جنتو) باللون الأحمر اللامع , و تطاير شعره الأصفر كأن الجاذبية لا تؤثر فيه , سقط كل من بالغرفة على ركبته وهو لا يستطيع التنفس , و أمسك (تايتشو) صدره بيده كأنه يحاول ادخال الهواء إلى صدره بيده, جحظت عيناه و هو ينظر إلى (جنتو) , و سقط على ركبتيه و هو يرتعش و أصفر وجهه , فرفع (جنتو) يديه إلى أعلى مرة أخرى , فارتفعت سيوف الجميع إلى أعلي , و السيوف التي كانت في جواربها خرجت منها كأن يد خفية سحبتها , نظر الجميع إلى السيوف و الكل يدرك المصير الذي ينتظرهم , صرخ (تايتشو) : -كلا , مائة عام من العمل و التدريب لا يمكن أن تضيع هباءا , قوة ثلاثه عائلات نبيلة من السحرة لا يمكن أن تكون بلا فائدة . صرخ (تايتشو) بأعلى صوته حتى ظهرت العروق واضحة في رقبته . -أنا لا يمكن أن أنتهي هناااااااااااا !!! -اصمت ! قالها (جنتو) بصوت رخيم قوي مخيف , نظر (تايتشو) مع الجميع إلى (جنتو) الذي أردف: -انت لا تستطيع بتجميعك لكل وحوش الأرض كلها أن تنتصر علي , هذا لأنني أدافع عن الحق ,و الحق أقوى من الباطل . أنزل (جنتو) يده بسرعة إلى أسفل , فاندفعت السيوف إلى أسفل , و امتزجت صيحات الألم مع أصوات النار المشتعلة في أجسادهم , و تحول كل شيء إلى سكون تام في لحظة واحدة , و تطاير الرماد في الغرفة المفتوحة النوافذ على أثر الهواء المندفع إلى الغرفة , نظر (جنتو) إلى المكان بحزن , و قال: -الله يعلم جيدا إني أكثر ما أكرهه قتل من في بني جنسي , ولكن لحماية سلامة البشر العاديين يجب أن نمنع أنفسنا من أذيتهم , هذا هو قانوننا الأبدي الذي يحترمه و ينفذه كل الأجناس الاخري . نزل (جنتو) راكعا على ركبته اليمنى , و رفع قبعته ووضعها على صدره في حركة تأبينية للذين قتلوا هنا , وأحنى رأسه إلى أسفل و انتظر لحظتين قبل أن يقوم و يضع القبعة على رأٍسه مرة أخرى , و يندفع إلى الطرقة الأمامية بأقصى سرعة , حتى وصل إلى بابها , أشار (جنتو) باصبعه السبابة اليمنى إلى الباب , فاندفع الباب مقتلعا من جذوره إلى داخل الغرفة , اصطدم بالحائط المقابل له في صوت شديد ثم سقط على أرضية الغرفة محدثا دويا شديدًا , دخل (جنتو) الغرفة التي كان قد دخلها الرجل منذ قليل , و تلفت حوله ,و لكنه لم يجد بها شيئا , كانت الغرفة خالية , اعتصر (جنتو) أصابع قبضة يديه بقوة في غضب , و صرخ: -آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه !! كان الصوت أشبه بموجة مدمرة , أخذت تدمر ما في طريقها من أشياء ضعيفة كالزجاج الذي تطاير إلى شظايا صغيرة , و الحوائط الخشبية القديمة البالية التي تهدمت من قوة الصوت. -يبدو أن الوغد قد نجح في مهمته ! قالها بحزن , و كان يرمز بذلك إلى (تايتشو) , حيث أن مهمته الأصلية كانت تعطيل (جنتو) عن الوصول للغرفة , نظر (جنتو) إلى الأرض في أسى , أخرج من جيبه ميدالية ذهبية , منقوش عليها بلغة غريبة , أخذ يتأملها للحظات , ثم أطبق عليها بيده كمن صمم على شيء ما , وقال: -أقسم عليك ألا أهدأ حتى أنفذ أهدافنا النبيلة. وضع الميدالية في جيب بنطاله مرة أخرى , ثم خرج من المقر السري و تحرك بسرعته الشديدة التي كان استخدمها في المعركة , تلك السرعة التي تقارب سرعة الضوء ذاته , سرعة بدا فيها كشهب ناري يتجه نحو هدفه في قوة و تصميم. يتبـــــــــــــــــــــع............ |
الساعة الآن 03:24 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية