منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   من عيون الشعر العربي والعالمي (https://www.liilas.com/vb3/f289/)
-   -   أبو القاسم الشابي (https://www.liilas.com/vb3/t25818.html)

khoulud 21-12-06 09:46 PM

أبو القاسم الشابي
 
سوف أتحدث عن شاعرنا العظيم التونسي الشاعر أبو القاسم الشابي، حيث ولد وُ شاعرنا في 26 فبراير/شباط 1909 بمدينة "توزر" بالجنوب الغربي لتونس. كان أبوه من رجال القضاء الشرعيّ، فشبّ الطفل في بيئة عربيّة إسلاميّة. حفظ القرآن ودخل "جامع الزيتونة" يدرس علوم الدّين ومتون اللغة والأدب، ثم التحق بالمدرسة التونسيّة للحقوق فتخرّج بشهادتها في القانون سنة 1930 تزوج وأنجب ابنين، ولم يشتغل قطّ في سلك أو وظيف. لم يلبث أن أرهقت العلّة قلبه، ومات في 9 أكتوبر/تشرين الأول 1934 ولمّا يتجاوز من السنّ الخامسة والعشرين.
كان أبو القاسم فتًى رقيق النفس، يقظ الحسّ، عنيدًا، جرئ الفكرة صريح القول. قال الشعر باكرًا متأثرًا بالقدامى و"بالمعرّي" بالخصوص، الذي وجد في تشاؤمه ما يتجاوب مع قلقه الباطن ومزاجه المتقلّب.
وترامت إلى تونس في ذلك العهد أصوات المجدّدين من شعراء المهجر بأمريكا، وجماعة "الدّيوان" في مصر فلقوا في روح الشابّي الثائرة أصدق ناصر. وعرّفه صديقان أديبان من ذوي اللسانين العربيّ والفرنسي بشعراء فرنسا الرومانسيين، وعلى رأسهم "لامرتين"، هذا إلى تهافته على ما كان يُترجَم إلى العربية في المشرق العربيّ من تآليف الأوروبيين، فافتتن، وهو "الزيتوني"، بأدب الغرب.
بقاعة "الخلدونية" سنة 1928، ألقى محاضرته الشهيرة التي حمّل فيها النفس العربيّة كل الذنوب في تأخّرنا عن مواكبة حضارة العصر; فنادى بتحرير الشعر العربيّ من كلّ رواسم القديم والاقتداء بأعلام الغرب في الفكر والخيال وأشكال التعبير. وقسا بالأحكام والنقد حتى صدمت محاضرته عقول المحافظين من رجال الثقافة والسياسة فجعلوا يعرّضون به في المجالس. بدأت نفسه تضيق بحدود البيئة، فاتخذ من مجلة "أبولّو" بالقاهرة منبرًا، ونشر فيها عددًا من قصائده الكبار، جعلت رئيس تحريرها الشاعر أحمد زكي أبو شادي يطلب من شاعرنا الشاب أن يكتب مقدمة ديوانه "الينبوع". ثم عكف الشابّي على إعداد ديوانه "أغاني الحياة" للنشر في القاهرة برعاية "أبولّو"، إلا أنّ الموت عاجله.
نعت البعض الشابّي في حياته تارةً بأنه رومانسي وأخرى بأنه رمزيّ، لكن الكل أجمع على أنه حوّل مجرى الشعر في تونس، فعَلا به عن "الاجتماعيات" و"الأخلاقيات" و"السياسيات" و" وعظ الوُعاظ وتأريخ المؤرخين". حصر همّه في المأثور من أبنية الشعر العربيّ، وفيها سكب شعره الجديد، الذي كانت آية إبداعه جمالُ اللغة وموسيقاها الفائقة من الإيقاع الموزون والنّغم المردّد، والصور البِكْرِ من التشبيه والاستعارة التي تقرن بين المتباعدات من الأحياء والأشياء. لغة شعرية غنّى بها، حسب نوباته: بأسى النفس وغربتها، أو بنشوتها ثملى "بجمال الوجود" وبحبّ المرأة، وبالشعب إذا هبّ يردُّ على عسف الطغاة.
ولقد أخترت هذه القصيدة من قصائده، وإن شاء الله فى المرات القادمة، سوف أكتب عن أشعار أخرى :
وهي قصيدة نشيد الجبار :
نشيد الجبار
أو هكذا غنى بروميثيوس
ســأعيشُ رغــمَ الـداءِ والأعـداءِ كالنَّســرِ فــوق القِمَّــةِ الشــمَّاءِ
أرنـو إلـى الشـمسِ المضيئةِ.. هازئًا بالسُّــحْبِ, والأمطـارِ, والأنـواءِ..
لا أرمــقُ الظـلّ الكـئيبَ.. ولا أرى مــا فـي قـرارِ الهُـوّةِ السـوداءِ..
وأسـيرُ فـي دنيـا المشـاعرِ حالمًـا غـرِدًا - وتلـك سـعادةُ الشـعراءِ -
أُصغـي لموسـيقى الحيـاةِ, ووحْيِهـا وأذيــب روحَ الكـونِ فـي إنشـائي
وأصيــخُ للصــوت الإلهـي الـذي يُ حــيي بقلبــي ميّــتَ الأصـداءِ
******
وأقــول للقــدرِ الــذي لا ينثنـي عــن حـرب آمـالي بكـلِّ بـلاءِ:
"لا يطفـيءُ اللهـبَ المؤجَّـجَ في دمي مـوجُ الأسـى, وعـواصفُ الأرزاءِ"
"فاهْدِمْ فــؤادي مـا اسـتطعتَ, فإنـه ســيكون مثـل الصخـرةِ الصمـاءِ"
"لا يعـرفُ الشـكوى الذليلَـة والبكـا, وضَراعَــة الأطفــالِ والضّعفـاءِ"
"ويعيشُ جبَّـــارًا, يحــدِّق دائمًــا بـالفجرِ.. بـالفجرِ الجـميل, النـائي"
"واملأ طـريقي بالمخـاوفِ, والدُّجـى وزوابــعِ الأشــواكِ والحصبــاءِ"
"وانشرْ عليـه الـرُّعبَ, وانـثر فوقـه رُج ـمَ الـرّدى, وصـواعقَ البأسـاءِ"
"سأظلُّ أمشــي رغـم ذلـك, عازفًـا قيثـــارتي, مترنِّمًـــا بغنــائي"
"أمشي بـــروحٍ حــالمٍ, مُتَــوَهِّجٍ فــــي ظلمــــةِ الآلام والأدواءِ"
"النورُ فــي قلبــي وبيـن جوانحـي فعـلام أخشـى السـيرَ فـي الظلماءِ!"
"إني أنــا النــايُ الـذي لا تنتهـي أنغامُــه, مــا دام فــي الأحيـاءِ"
"وأنا الخــضمُّ الرحْـبُ, ليس تزيـدُه إلا حيـــاةً ســـطوةُ الأنـــواءِ"
"أمَّا إذا خــمدتْ حيــاتي, وانقضـى عُمُــري, وأخرسـت المنيَّـةُ نـائي"
"وخبا لهيـبُ الكـونِ فـي قلبـي الذي قـد عـاش مثـلَ الشـعلةِ الحـمراءِ"
"فأنا الســـعيدُ بـــأنني مُتَحَــوِّلٌ عــن عــالمِ الآثـامِ, والبغضـاءِ"
"لأذوب فـي فجـرِ الجمـالِ السرمديِّ وأرتــوي مــن مَنْهَـلِ الأضـواءِ"
******
وأقــولُ للجــمعِ الــذين تجشّـموا هــدمي وودُّوا لــو يخــرُّ بنـائي
ورأوْا عــلى الأشـواكِ ظـلِّي هـامِدًا فتخــيَّلُوا أنِّــي قضيْــتُ ذَمـائي
وغَــدوْا يَشُـبُّونَ اللهيـبَ بكـلِّ مـا وجــدوا.., ليشـوُوا فوقـه أشـلائي
ومضَــوْا يمـدُّون الخِـوانَ, ليـأكلوا لحــمي, ويرتشــفوا عليـه دمـائي
إنـي أقـولُ لهـم - ووجـهي مشرقٌ وعـلى شـفاهي بسـمةُ اسـتهزاءِ -:
"إن المعـــاولَ لا تهــدُّ منــاكبي والنــارَ لا تــأتي عـلى أعضـائي"
"فارموا إلـى النـارِ الحشـائشَ. والعبوا يـا معشـرَ الأطفـالِ تحـت سـمائي"
"وإذا تمــرّدت العـواصفُ, وانتشـى بــالهولِ قلــبُ القبّــة الزّرقـاء"
"ورأيتموني طــــائرًا, مترنِّمًـــا فـوق الـزوابعِ, فـي الفضـاءِ النائي"
"فارموا عـلى ظـلّي الحجارَةَ, واختفوا خـوْفَ الريـاحِ الهُـوجِ والأنـواءِ..."
"وهناك, فـي أمْـنِ البيـوتِ, تطارحوا غَــثّ الحــديث, وميِّــتَ الآراءِ"
"وترنَّموا - مــا شــئتمُ - بشـتائمي وتجـاهَرُوا - مـا شـئتمُ - بعـدائي"
"أمَا أنــا فــأجيبُكم مــن فَــوقِكم والشـمسُ والشـفقُ الجـميل إزائـي":
"من جــاش بـالوحي المقـدّسِ قلبُـه لــم يحــتفِلْ بحجــارةِ الفُلَتـاءِ"

SHAJAN-ROHI 21-12-06 11:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة khoulud (المشاركة 552572)
سوف أتحدث عن شاعرنا العظيم التونسي الشاعر أبو القاسم الشابي، حيث ولد وُ شاعرنا في 26 فبراير/شباط 1909 بمدينة "توزر" بالجنوب الغربي لتونس. كان أبوه من رجال القضاء الشرعيّ، فشبّ الطفل في بيئة عربيّة إسلاميّة. حفظ القرآن ودخل "جامع الزيتونة" يدرس علوم الدّين ومتون اللغة والأدب، ثم التحق بالمدرسة التونسيّة للحقوق فتخرّج بشهادتها في القانون سنة 1930 تزوج وأنجب ابنين، ولم يشتغل قطّ في سلك أو وظيف. لم يلبث أن أرهقت العلّة قلبه، ومات في 9 أكتوبر/تشرين الأول 1934 ولمّا يتجاوز من السنّ الخامسة والعشرين.
كان أبو القاسم فتًى رقيق النفس، يقظ الحسّ، عنيدًا، جرئ الفكرة صريح القول. قال الشعر باكرًا متأثرًا بالقدامى و"بالمعرّي" بالخصوص، الذي وجد في تشاؤمه ما يتجاوب مع قلقه الباطن ومزاجه المتقلّب.
وترامت إلى تونس في ذلك العهد أصوات المجدّدين من شعراء المهجر بأمريكا، وجماعة "الدّيوان" في مصر فلقوا في روح الشابّي الثائرة أصدق ناصر. وعرّفه صديقان أديبان من ذوي اللسانين العربيّ والفرنسي بشعراء فرنسا الرومانسيين، وعلى رأسهم "لامرتين"، هذا إلى تهافته على ما كان يُترجَم إلى العربية في المشرق العربيّ من تآليف الأوروبيين، فافتتن، وهو "الزيتوني"، بأدب الغرب.
بقاعة "الخلدونية" سنة 1928، ألقى محاضرته الشهيرة التي حمّل فيها النفس العربيّة كل الذنوب في تأخّرنا عن مواكبة حضارة العصر; فنادى بتحرير الشعر العربيّ من كلّ رواسم القديم والاقتداء بأعلام الغرب في الفكر والخيال وأشكال التعبير. وقسا بالأحكام والنقد حتى صدمت محاضرته عقول المحافظين من رجال الثقافة والسياسة فجعلوا يعرّضون به في المجالس. بدأت نفسه تضيق بحدود البيئة، فاتخذ من مجلة "أبولّو" بالقاهرة منبرًا، ونشر فيها عددًا من قصائده الكبار، جعلت رئيس تحريرها الشاعر أحمد زكي أبو شادي يطلب من شاعرنا الشاب أن يكتب مقدمة ديوانه "الينبوع". ثم عكف الشابّي على إعداد ديوانه "أغاني الحياة" للنشر في القاهرة برعاية "أبولّو"، إلا أنّ الموت عاجله.
نعت البعض الشابّي في حياته تارةً بأنه رومانسي وأخرى بأنه رمزيّ، لكن الكل أجمع على أنه حوّل مجرى الشعر في تونس، فعَلا به عن "الاجتماعيات" و"الأخلاقيات" و"السياسيات" و" وعظ الوُعاظ وتأريخ المؤرخين". حصر همّه في المأثور من أبنية الشعر العربيّ، وفيها سكب شعره الجديد، الذي كانت آية إبداعه جمالُ اللغة وموسيقاها الفائقة من الإيقاع الموزون والنّغم المردّد، والصور البِكْرِ من التشبيه والاستعارة التي تقرن بين المتباعدات من الأحياء والأشياء. لغة شعرية غنّى بها، حسب نوباته: بأسى النفس وغربتها، أو بنشوتها ثملى "بجمال الوجود" وبحبّ المرأة، وبالشعب إذا هبّ يردُّ على عسف الطغاة.
ولقد أخترت هذه القصيدة من قصائده، وإن شاء الله فى المرات القادمة، سوف أكتب عن أشعار أخرى :
وهي قصيدة نشيد الجبار :
نشيد الجبار
أو هكذا غنى بروميثيوس
ســأعيشُ رغــمَ الـداءِ والأعـداءِ كالنَّســرِ فــوق القِمَّــةِ الشــمَّاءِ
أرنـو إلـى الشـمسِ المضيئةِ.. هازئًا بالسُّــحْبِ, والأمطـارِ, والأنـواءِ..
لا أرمــقُ الظـلّ الكـئيبَ.. ولا أرى مــا فـي قـرارِ الهُـوّةِ السـوداءِ..
وأسـيرُ فـي دنيـا المشـاعرِ حالمًـا غـرِدًا - وتلـك سـعادةُ الشـعراءِ -
أُصغـي لموسـيقى الحيـاةِ, ووحْيِهـا وأذيــب روحَ الكـونِ فـي إنشـائي
وأصيــخُ للصــوت الإلهـي الـذي يُ حــيي بقلبــي ميّــتَ الأصـداءِ
******
وأقــول للقــدرِ الــذي لا ينثنـي عــن حـرب آمـالي بكـلِّ بـلاءِ:
"لا يطفـيءُ اللهـبَ المؤجَّـجَ في دمي مـوجُ الأسـى, وعـواصفُ الأرزاءِ"
"فاهْدِمْ فــؤادي مـا اسـتطعتَ, فإنـه ســيكون مثـل الصخـرةِ الصمـاءِ"
"لا يعـرفُ الشـكوى الذليلَـة والبكـا, وضَراعَــة الأطفــالِ والضّعفـاءِ"
"ويعيشُ جبَّـــارًا, يحــدِّق دائمًــا بـالفجرِ.. بـالفجرِ الجـميل, النـائي"
"واملأ طـريقي بالمخـاوفِ, والدُّجـى وزوابــعِ الأشــواكِ والحصبــاءِ"
"وانشرْ عليـه الـرُّعبَ, وانـثر فوقـه رُج ـمَ الـرّدى, وصـواعقَ البأسـاءِ"
"سأظلُّ أمشــي رغـم ذلـك, عازفًـا قيثـــارتي, مترنِّمًـــا بغنــائي"
"أمشي بـــروحٍ حــالمٍ, مُتَــوَهِّجٍ فــــي ظلمــــةِ الآلام والأدواءِ"
"النورُ فــي قلبــي وبيـن جوانحـي فعـلام أخشـى السـيرَ فـي الظلماءِ!"
"إني أنــا النــايُ الـذي لا تنتهـي أنغامُــه, مــا دام فــي الأحيـاءِ"
"وأنا الخــضمُّ الرحْـبُ, ليس تزيـدُه إلا حيـــاةً ســـطوةُ الأنـــواءِ"
"أمَّا إذا خــمدتْ حيــاتي, وانقضـى عُمُــري, وأخرسـت المنيَّـةُ نـائي"
"وخبا لهيـبُ الكـونِ فـي قلبـي الذي قـد عـاش مثـلَ الشـعلةِ الحـمراءِ"
"فأنا الســـعيدُ بـــأنني مُتَحَــوِّلٌ عــن عــالمِ الآثـامِ, والبغضـاءِ"
"لأذوب فـي فجـرِ الجمـالِ السرمديِّ وأرتــوي مــن مَنْهَـلِ الأضـواءِ"
******
وأقــولُ للجــمعِ الــذين تجشّـموا هــدمي وودُّوا لــو يخــرُّ بنـائي
ورأوْا عــلى الأشـواكِ ظـلِّي هـامِدًا فتخــيَّلُوا أنِّــي قضيْــتُ ذَمـائي
وغَــدوْا يَشُـبُّونَ اللهيـبَ بكـلِّ مـا وجــدوا.., ليشـوُوا فوقـه أشـلائي
ومضَــوْا يمـدُّون الخِـوانَ, ليـأكلوا لحــمي, ويرتشــفوا عليـه دمـائي
إنـي أقـولُ لهـم - ووجـهي مشرقٌ وعـلى شـفاهي بسـمةُ اسـتهزاءِ -:
"إن المعـــاولَ لا تهــدُّ منــاكبي والنــارَ لا تــأتي عـلى أعضـائي"
"فارموا إلـى النـارِ الحشـائشَ. والعبوا يـا معشـرَ الأطفـالِ تحـت سـمائي"
"وإذا تمــرّدت العـواصفُ, وانتشـى بــالهولِ قلــبُ القبّــة الزّرقـاء"
"ورأيتموني طــــائرًا, مترنِّمًـــا فـوق الـزوابعِ, فـي الفضـاءِ النائي"
"فارموا عـلى ظـلّي الحجارَةَ, واختفوا خـوْفَ الريـاحِ الهُـوجِ والأنـواءِ..."
"وهناك, فـي أمْـنِ البيـوتِ, تطارحوا غَــثّ الحــديث, وميِّــتَ الآراءِ"
"وترنَّموا - مــا شــئتمُ - بشـتائمي وتجـاهَرُوا - مـا شـئتمُ - بعـدائي"
"أمَا أنــا فــأجيبُكم مــن فَــوقِكم والشـمسُ والشـفقُ الجـميل إزائـي":
"من جــاش بـالوحي المقـدّسِ قلبُـه لــم يحــتفِلْ بحجــارةِ الفُلَتـاءِ"

لك الشكر كل الشكر خلود على هذه المعلومات القيمة عن شاعر تونس ابي القاسم الشابي ...
من منا لايحفظ تلك الكلمات المذوية بقوة رافظة الخضوع والخنوع والاستسلام :
اذا الشعب يوما اراد الحياة ****فلا بد ان يستجيب القدر
من جديد شكرا خلووود على ما خططت هنا من معلومات قيمة

وردة الصحاري 22-12-06 05:50 AM

مشكور اخوي على معلوماتك الرائعة

blue_lily 24-12-06 04:32 PM

ميرسي أخ khoulud على تعريفك بالشاعر العظيم و انا عن نفسي بحب هاليت اللي قال فيه:

و من يتهيب صعود الجبال
يعش أبدا بين الحفر

معرفتي 21-01-07 01:43 AM

[CENTER]أشكرك كثيرا أختي خلود على هذه المعلومات القيمة عن شاعري المفضل أبو القاسم الشابي
من أروع قصائده هذه القصيدة : صلوات في هيكل الحب

عذْبة ٌ أنتِ كالطّفولة ِ، كالأحلامِ كاللّحنِ، كالصباحِ الجديدِ
كالسَّماء الضَّحُوكِ كالليلة ِ القمراءِ كالورد، كابتسام الوليدِ
يا لها من وَداعة ٍ وجمالٍ وشبابٍ مُنَعَّم أمْلُودِ!
يا لها من طهارة ٍ، تبعثُ التقديـ ـسَ في مهجة الشَّقيِّ العنيدِ!..
يالها رقَّة ً تكادُ يَرفُّ الوَرْ دُ منها في الصخْرة ِ الجُلْمُودِ!
أيُّ شيء تُراكِ؟ هلى أنتِ "فينيسُ" تَهادتْ بين الورى مِنْ جديدِ
لتُعيدَ الشَّبابَ والفرحَ المعسولَ للْعالم التعيسِ العميدِ!
أم ملاكُ الفردوس جاء إلى الأر ضِ ليُحييِ روحَ السَّلامِ العهيدِ!
أنتِ..، ما أنتِ؟ أنتِ رسمٌ جميلٌ عبقريٌّ من فنِّ هذا الوجودِ
فيكِ ما فيه من غموضٍ وعُمقٍ وجمالٍ مُقَدِّسٍ معبودِ
أنتِ.. ما أنتِ؟ أنتِ فَجْرٌ من السّحرِ تجلّى لقلبيَ المعمودِ
فأراه الحياة َ في مونِق الحسن وجلّى له خفايا الخلودِ
أنتِ روحُ الرَّبيعِ، تختالُ فـ الدنيا فتهتزُّ رائعاتُ الورودِ
وتهبُّ الحياة سكرى من العِطْر، ـر، ويدْوي الوجودُ بالتَّغْريدِ
كلما أبْصَرَتْكِ عينايَ تمشين بخطوٍ موقَّعٍ كالنشيدِ
خَفَقَ القلبُ للحياة ، ورفّ الزّهـ رُ في حقل عمريَ المجرودِ
وأنتشتْ روحي الكئيبة ُ بالحبِّ وغنتْ كالبلبل الغرِّيدِ
أنتِ تُحِيينَ في فؤادي ما قد ماتَ في أمسي السعيدِ الفقيدِ
وَتُشِيدينَ في خرائبِ روحي ما تلاشى في عهديَ المجدودِ
من طموحِ إلى الجمالِ إلى الفنِّ ، إلى ذلك الفضاءِ البعيدِ
وتَبُثِّين رقّة َ الشوق، والأحلامِ والشّدوِ، والهوى ، في نشيدي
بعد أن عانقتُ كآبة ُ أيَّامي فؤادي، وألجمتْ تغريدي
أنت أنشودة ُ الأناشيد، غناكِ إله الغناءِ، ربُّ القصيدِ
فيكِ شبّ الشَّبابُ، وشَّحهُ السِّحْرُ وشدوُ الهوى ، وَعِطْرُ الورودِ
وتراءى الجمالُ، يَرْقُصَ رقصاً قُدُسيَّا، على أغاني الوجودِ
وتهادتْ في لإُفْقِ روحِكِ أوْزانُ الأغَاني، وَرِقّة ُ التّغريدِ
فَتَمايلتِ في الوجود، كلحنٍ عبقريِّ الخيالِ حلوِ النشيدِ:
خطواتٌ، سكرانة ُ بالأناشيد، وصوتٌ، كرجْع ناي بعيدِ
وَقوامٌ، يَكَادُ يَنْطُقُ بالألحان في كلِّ وقفة ٍ وقعودِ
كلُّ شيءٍ موقَعٌ فيكِ، حتّى لَفْتَة ُ الجيد، واهتزازُ النهودِ
أنتِ..، أنتِ الحياة ُ، في قدْسها السامى ، وفي سحرها الشجيِّ الفريدِ
أنتِ..، أنتِ الحياة ُ، في رقَّة ِ الفجر في رونق الرَّبيعِ الوليدِ
أنتِ..، أنتِ الحياة ً كلَّ أوانٍ في رُواءِ من الشباب جديدِ
أنتِ..، أنتِ الحياة ُ فيكِ وفي عينَيْـ وفي عيْنَيْكِ آياتُ سحرها الممدُودِ
أنتِ دنيا من الأناشيد والأحْلام والسِّحْرِ والخيال المديدِ
أنتِ فوقَ الخيال، والشِّعرِ، والفنِّ وفوْقَ النُّهَى وفوقَ الحُدودِ
أنتِ قُدْسي، ومَعبدي، وصباحي، وربيعي، ونَشْوَتِي، وَخُلودي
يا ابنة َ النُّور، إنّني أنا وَحْدي من رأى فيكِ رَوْعَة َ المَعْبُودِ
فدَعيني أعيشُ في ظِلّك العذْبِ وفي قرْب حُسْنك المشهودِ
عيشة ً للجمال والفنّ والإلهام والطُّهرْ، والسّنَى ، والسّجودِ
عيشة َ النَّاسِكِ البُتولِ يُنَاجي الرّ بَّ في نشوَة ِ الذُّهول الشديدِ
وامنَحيني السّلامَ والفرحَ الرّو حيَّ يا ضَوْءَ فجْريَ المنشودِ
وارحَميني، فقدْ تهدَّمتُ في كو نٍ من اليأس والظلام مَشيدِ
أَنقذِيني من الأَسى ، فلقد أَمْسيـ أَمْسَيتُ لا أستطيعُ حملَ وجودي
في شِعَابِ الزَّمان والموت أمشي تحت عبءِ الحياة جَمَّ القيودِ
وأماشي الورَى ونفسيَ كالقبرِ، ـرِ، وقلبي كالعالم المهدودِ
ظُلْمَة ٌ، ما لها ختامٌ، وهولٌ شائعٌ في شكونا الممدودِ
وإذا ما اسْتخفّني عَبَثُ النَّاس تبسَّمتُ في أسَى ً وجُمُودِ
بسمة ً مُرَّة ً، كأنِّيَ أستلُّ من الشَّوْك ذابلاتِ الورودِ
وانْفخي في مَشَاعِري مَرَحَ الدُّنيا وشُدِّي مِنْ عزميَ المجهودِ
وابعثي في دمي الحَرارَة ، عَلَّي أتغنَّى مع المنى مِنْ جَديدِ
وأبثُّ الوُجودَ أنْغامَ قلبٍ بُلْبُليٍّ، مُكَبَّلٍ بالحديدِ
فالصباحُ الجميلُ يُنعشُ بالدِّفءْ حياة َ المحطَّمِ المكدودِ
أَنقذيني، فقد سئمتُ ظلامي! أَنقذيني، فقد مللتُ ركودي
آهِ يا زَهرتي الجميلة ُ لو تَدْرِين ما جَدَّ في فؤادي الوَحِيدِ
في فؤادي الغريبِ تُخْلَقُ أكوانٌ من السحر ذات حسن فريد
وشموسٌ وضَّاءة ٌ ونجومٌ تَنْثُرُ النُّورَ في فَضَاءٍ مديدِ
وربيعٌ كأنّه حُلُمُ الشّاعرِ في سَكرة الشّباب السعيدِ
ورياضٌ لا تعرف الحَلَك الدَّاجي ولا ثورة َ الخَريفِ العتيدِ
وَطُيورٌ سِحْرِيَّة ٌ تتناغَى بأناشيدَ حلوة ِ التغريدِ
وقصورٌ كأَنَّها الشَّفَقُ المخضُوبُ أو طلعة ُ الصباحِ الوليدِ
وغيومٌ رقيقة تَتَادَى كأَباديدَ من نُثَارِ الورودِ
وحياة ٌ شعريَّة ٌ هي عندي صورة ٌ من حياة ِ أهلِ الخلودِ
كلُّ هذا يشيدهُ سحرُ عينيكِ وإلهامُ حسْنكِ المعبودِ
وحرامٌ عليكِ أن تَهْدمي ما شَادهُ الحُسْنُ في الفؤاد العميدِ
وحرامٌ عليكِ أن تسْحَقي آمـ ـالَ نفسٍ تصْبو لعيشٍ رغيدِ
منكِ ترجو سَعَادَة ً لم تجدْهَا في حياة ِ الوَرَى وسحرِ الوجودِ
فالإلهُ العظيمُ لا يَرْجُمُ العَبْدَ إذا كانَ في جَلالِ السّجودِ
[/CENTER]


الساعة الآن 11:02 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية