منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   ضمائر لا تباع (https://www.liilas.com/vb3/t23879.html)

hind2006 29-11-06 06:57 PM

ضمائر لا تباع
 
السلام عليكم أعضاء منتدى ليلاس الجميل
أقدم لكم شكري الكبير وتقديري لكل الأعضاء والمشرفين
أنا في الحقيقة جديدة ولست جديدة في المنتدى
لقد سجلت لأنني أردت قراءة الروايات فقط أما الآن فأريد المشاركة
وستكون مشاركتي عبارة عن قصة من وحي خيالي
قبل أن أبدأ بوضع أو فصل من قصتي أود أن أعرفكم على نفسي
فأنا هند 2006، مغربية ، عمري 24 سنة حاصلة على الإجازة في القانون وهواياتي المطالعة وكتابة الروايات
وسأبدأ بهذه الرواية التي عنونتها ب " ضمائر لا تباع"
أتمنى من الله العلي القدير أن تنال إعجابكم ورضاكم
سأضع اليوم جزءا صغيرا من الفصل الأول من الرواية
وإذا كانت تستحق أن تتابعوها فسأكملها لكم
وأتمنى أن تكون انتقاداتكم صادقة فأنا لا أحب المجاملات
وأي تصحيح لأي خطأ أرتكبه من قبلكم سيفيدني كثيرا
وأشكركم مرة أخرى
ثم أترككم مع هذا الجزء

أشارت الساعة إلى الثامنة والنصف صباحا، جالسة بمكتبها تنظر إلى الصحافيين يتحركون بنشاط وينتقلون بين المكاتب والأقسام يتداولون التحايا والأوراق وفي بعض الأوقات يتبادلون حتى النكات.
أخرجت العدد السابق للجريدة وفتحتها على صفحة الكلمات المتقاطعة لتملئها وتملئ الفراغ الذي تشعر به، توقفت عن التفكير في ملء الخانات عندما مر بالقرب من مكتبها، والابتسامة الخلابة على وجهه الوسيم تكاد تخنقها، مر دون أن يلقي عليها التحية، ولماذا يفعل وهي مجرد صحافية جديدة لا قيمة لها، إنها تعترف بأنها لا يمكن أن تثير اهتمام أحدهم يوما، لم تكن بذلك المقدار من الجمال أو الأناقة يوما لتدير الرؤوس، لكنها لم تكن يوما مهتمة حقا بآراء الآخرين حولها، لم يكن يهمها في هذا العالم كله سوى دراستها ثم دراستها ثم دراستها، وهذا هو الشعار الذي جعلها تحصل على أعلى الدرجات في معهد الصحافة، وخولها أن تعمل في أكبر وأشهر جريدة في البلاد، لكن محصلتها العلمية والفكرية لم تشفع لها أبدا في الظهور أمام كل هؤلاء العمالقة من الصحفيين والصحفيات الذين يعملون في الجريدة ولهم المكانة القوية والقلم البارز والموجه في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للبلاد.
يدعى رشيد وزاني وقد تجاوز حسب علمها الثلاثين من العمر لقد كان أحد المؤسسين لهذه الجريدة مع مجموعة من الشباب ممن كانوا في دفعته ومن بينهم رئيس التحرير السيد إسماعيل الصالح وإحدى الصحفيات اللامعات التي لا تقل خبرة و جرأة في كتاباتها والتي تعتبرها ضحى مثلها الأعلى وهي إحسان القادري.
هؤلاء الثلاثة هم نقاط القوة للجريدة وهم أصحاب القرار أيضا.. تنهدت بعمق وهي تفكر في العمالقة الكبار والذين يثيرون فيها الرهبة والإصرار على الوصول إلى القمة حيث يتربعون.
ألقت نظرة حول المكان كان الكل يعمل بنشاط وهمة، أما هي فظلت تتأمل المكتب الذي يحتويها والذي لطالما حلمت أن تكون إحدى عناصره النشيطة، لا يمكنها إنكار إعجابها بتصميم الجريدة الراقي، كانت المكاتب موضوعة على النموذج الأمريكي، لم تكن هنالك جدران تفصل المكاتب عن بعضها، وكان هذا حقا يثير في النفس روح العمل الجماعي. وكانت سياسة الجريدة منذ البدء تقوم على مبدأ "نعمل معا نعطي الأفضل".
في تلك اللحظة تقدمت منها إحدى الصحفيات المبتدئات مثل حالتها، لكنها سبقتها إلى ذلك بعدة أشهر، وجلست على حافة المكتب: - صباح الخير، ماذا تفعلين؟
بسطت ضحى راحتي يديها قائلة: - كما ترين.. لا شئ
ضحكت الفتاة في رقة:- أعلم ذلك، أتعلمين أنها سياسة الجريدة أن يتم إهمال المبتدئين بشكل مستفز قبل أن يمنحوه بعض العطف و يكرموه بكتابة التعازي أو التهنئات في الصفحة الأخيرة.
سألت ضحى في سخرية واضحة: - ومتى يبدؤون بمعاملته كصحفي حقيقي
نظرت الفتاة إلى السقف وكأنها تفكر في عمق ثم قالت ساخرة: - أعتقد أن ذلك يتطلب وقتا طويلا، ربما سنة أو سنتين أو أكثر أو ربما أبدا
زفرت ضحى آهة طويلة قبل أن تقول في نبرة حزينة ملؤها اليأس: - إذا كان الأمر بهذا الشكل فيستحسن أن أستقيل
انتصبت الفتاة واقفة مبتعدة عنها، وهي تعلن:- لا تكوني يائسة إلى هذه الدرجة إن كنت تريدين الحصول على شئ فستحصلين عليه، ربما يجب عليك فقط أن تتحلي بالصبر
الصبر، فكرت ضحى، إنه كل ما تقوم به في الآونة الأخيرة.
مرت إحسان، وهي العضو الثاني الأهم في الجريدة من بعد رئيس التحرير، مرت بالقرب من مكتبها ألقت التحية الصباحية على الكل بصوتها القوي، ثم تابعت سيرها نحو مكتب رشيد الذي ما إن رآها حتى قال في بشاشة: - أنظروا من هل علينا بعد غياب.
وقد كانت إحسان غائبة عن الجريدة يومين كاملين فردت عليه ممازحة: - لم أعتقد أنك ستشتاق إلي إلى هذه الدرجة
رد على كلامها مازحا: - وأنا أيضا لم أعتقد ذلك..
ثم تابع بجد هذه المرة: - هل هو موضوع جديد؟
اقتربت من مكتبه وأعلنت: - في الحقيقة..نعم ، وأظن بأنني هذه المرة سأضرب ضربتي
- ألن تطلعيني بالأمر.. ألست صديقك الوفي ومخبأ أسرارك
ابتعدت عنه متوجهة نحو مكتبها المقابل لمكتبه: - صديقي الوفي نعم، مخبأ أسراري...
صمتت قليلا تفكر في الأمر ثم تابعت قائلة: - لا أعتقد ذلك
رد في انهزام: - كما تشائين.. إلا أنني أحذرك من أن تأتي إلى لأساعدك كما في كل مرة
ضحكت إحسان وهي تقول: - هذه المرة لا أعتقد أنني سأفعل.. وأنت على ماذا تعمل؟
هز كتفيه وهو يقول:
- سأتحدث عن التعليم بالمغرب وعن سؤال خوصصته
- أهُوهُو، متأكدة أنه سيكون مقالا ساخرا كما العادة
ابتسم لها بهزؤ: - وهل تعرفين طريقة أخرى أكتب بها غير تلك، سأطرح إشكالية هل سنصل قريبا إلى خوصصة قطاع التعليم وهو سؤال يؤرق الناس وسيثير سخطهم إلى أبعد حد، إذ بدأنا نشاهد في كل سنة افتتاح مدارس كثيرة للقطاع الخاص التي أصبحت كمحلات البقالة، هذا عدا عن فراغ مضمونها وابتعادها عن الهدف المرسوم أصلا في التعليم العمومي، كما أنني سأطرح إشكاليات أخرى، لكنني لا أزال أرتب تلك الأفكار.
ابتسمت له إحسان وهي تقول: - إنني متشوقة لقراءتها متأكدة أنك ستصيب وزير التعليم بجلطة دماغية.
ضحك رشيد على كلامها ثم قال منهيا حديثهما: - لو بقيت أتحدث معك لن أنتهي من كتابة مقالتي وسيقتلني إسماعيل إن لم أسلمها في موعدها.

hind2006 30-11-06 12:05 AM

جرى عمر ذي الربيعين من العمر نحو حضن والدته وهو يصرخ باكيا، وبكلمات متقطعة غير مفهومة كان يشير لأخته سندس التي أبت أن تقسم معه قطعة من البسكويت
صرخت نادية في ابنتها وقد ارتفع ضغطها: - سندس أعطي أخاك بعض البسكويت
هزت الطفلة ذات الأربع سنوات كتفيها غير مبالية بصراخ والدتها ثم ابتعدت عن المكان، لم تستطع الأم حينها سوى إلقاء بعض الشتائم واللعنات على ابنتها وهي تحاول جاهدة أن تهدئ من روع ابنها الذي ارتفع صراخه:
- حسنا حبيبي لا تبكي عندما سنعود إلى البيت سأعطيك البسكويت الذي تحب ولن أعطي سندس أبدا منه.
باءت محاولتها بالفشل لأن الطفل لم يتوقف عن البكاء ومطالبتها به الآن وبكلمات غير واضحة: - إيدوه الآن (أي أريده الآن)
تنهدت نادية بضيق: - يا إلهي من أين سأحضره لك الآن؟
وعندما لمحت التكشيرة في وجهه التي تسبق موجة أخرى من البكاء الجالب للصداع حاولت أن تلاطفه بادعائها: -لقد اتصل بابا الآن وقال أنه أحضر لك حلوى كثيرة وبسكويت
غير أن محاولاتها باءت بالفشل وكادت تفقد أعصابها وتصفعه.
نظرت إلى والدتها التي تجلس منذ مدة بالقرب منها، لكنها فاقدة الإحساس، لا تشعر بوجود أحد حولها، لا يضايقها صراخ الأطفال ولا تزعجها الفوضى التي يحدثونها، لقد اختارت أن تهرب منذ وفاة والدها، عن هذا العالم وهي تنتظر أن تلحق به، ساكنة هادئة غير عابئة بالدنيا ولا بابنتيها، لم تبالي بما احتاجتاه وهما مجرد طفلتين صغيرتين في سن المراهقة، ولن تبالي وكل واحدة منهما قد شقت طريقها في هذه الحياة، شعرت بالغضب داخلها نحو هذه المرأة التي لم تعد تعرفها.
قطعت عليها حبل أفكارها صوت مفاتيح على باب الشقة، عرفت أنها ضحى التي عادت من عملها، وزاد غضبها أكثر، لا تعلم لماذا، ربما لأنها دائما كانت تنتقدها وكانت تحاول أن تكون الرقيب عليها في كل خطواتها، ولم تتنفس الصعداء إلا بزواجها وابتعاده عن هذا المنزل الذي تعتبره كالجحيم أو أسوء.
دخلت ضحى الغرفة فقبلت رأس والدتها وسلمت ببرود على أختها ثم نادت الطفلين لتقتسم بينهما الحلوى وقطع البسكويت التي أحضرتها معها
عندما ابتعد الطفلان كل واحد منهما في ركن بعيد عن الآخر يقضم حصته سألتها نادية بجفاء:
- كيف حال العمل معك؟
علمت ضحى أن نية أختها بطرحها لهذا السؤال ليس التحقق من أحوالها حقا وإنما لتشمت بها كما تفعل في كل مرة.. وبنجاح. فردت عليها باقتضاب:
- بخير
بعد مدة قصيرة من تخرجها من معهد الصحافة عينت ضحى في الجريدة التي تعمل بها حاليا لكنها إلى حد الآن لم تتمكن من كتابة ولو مقال واحد وبسيط في الجريدة، هذا ما أشعرها بالإحراج أمام أصدقائها القدامى الذين سمعوا خبر تعيينها بالجريدة الذائعة الصيت، والذين يسألونها كلما التقت بهم، متى سينزل أول مقال لها؟ فكانت تجيبهم ذلك الجواب الذي كرهته : - سيكون ذلك عما قريب
لم تكن تعلم متى سيأتي هذا الوقت، لم تكن لتأبه كثيرا للأمر رغم أن ذلك يزعجها حقا، إلا أن تلميحات أختها المتكررة والبغيضة كانت تجعلها أكثر غضبا لأنها لم تستطع بعد تحقيق ذلك النجاح الذي لطالما حلمت به وعاشت عليه.
قطعت عليها نادية أفكارها قائلة في سخرية ظاهرة:
- إذن متى سنرى لك مقالا بالجريدة، منذ متى تعملين هناك؟ شهرين؟
صححت لها نادية: - شهر وعشرون يوما
ردت نادية ساخطة: - وما الفرق..أليست هذه هي الجريدة التي كنت تتشدقين علينا بها
-أنا لا...
كانت تريد أن تصرخ في وجه أختها لكنها أخيرا ابتلعت الكلمات الساخطة التي كانت سترد عليها بها، فما الجدوى من أن تناقشها في مسائل تخصها هي وحدها،عضت على شفتيها من الغيظ قبل أن تقوم من مكانها معلنة: - سأذهب لتغيير ملابسي
ما إن ابتعدت ضحى حتى اتسعت ابتسامة على شفتي نادية، لطالما أحبت إغاظة أختها ومشاهدة وجهها يصبح مثل معجون الطماطم، إنها تعتبرها مثل جرعة مهدئة لأعصابها المتشنجة دائما بسبب الأطفال.
نزعت أزرار معطفها بعصبية ثم رمته على السرير، كانت لا تزال تغلي غيضا من الكلام اللاذع الذي استقبلتها به أختها، كم تكرها عندما تتصرف بتعالي، لطالما كانت أنانية وحقودة، وكأنها ليست شقيقتها، وكلأنهما لم تنزلا من بطن واحدة، وكأن الدماء التي تجري في عروقها ليست نفسها تلك الدماء التي تجري في عروق أختها، منذ وفاة والدهما أصبحت فتاة مختلفة تماما، واعتقدت أنه بعد وفاة والدهما ومرض والدتهما قد أصبحت حرة وتفعل بحياتها ما يحلو لها، لكن ضحى التي تكبرها بعامين كانت صارمة معها أكثر حتى من والديهما، وكانت تحاسبها على أخطائها المتكررة والتي وصلت إلى حد الفظاعة، كانت أياما سوداء من الخوف والترقب بسبب سوء تصرف أختها، ولم يرتح بالها حتى تزوجت من أحد أساتذتها الذين كانوا يدرسونها بالثانوية، لقد رفضت ضحى في البداية لأنها أرادت لأختها أن تنهي تعليمها، لكن مع إلحاح أختها وإقناعها بأن هذا ما كانت تريده وافقت على العريس الذي تقدم إليها، فكرت بعد ذلك بأنه كان الحل المثالي لهذه الفتاة وإلا كانت ستجلب لاسم العائلة فضيحة كبرى.
تناهى إلى سمعها صوت زوج أختها في الردهة، فابتسمت قليلا، فقد كان شخصا لطيفا وقد أحب أختها حد الجنون، فقط لو تعرف نادية ذلك، إنها محظوظة لأنها وجدت شخصا يحبها ويحنو عليها، بالرغم من معاملتها القاسية معه.
سمعته يسأل نادية عنها:
- هل ضحى هنا؟
-نعم ، إنها في غرفتها.
سمعته يسأل أختها: - هل هي نائمة، كنت فقط أريد أن أسلم عليها
نهضت من على سريرها ثم اتجهت حيث كان يقف، عندما رأت وجهه البشوش كل الألم الغضب الذين شعرت بهما قبل قليل زالا وعوضتهما ابتسامة مشرقة وصادقة وهي تقول بمرح: - أنا هنا.. كيف حالك عبد الله؟ وحال العمل؟
رد بمرحه المعهود: - إنني بخير وأنت؟
- بخير
- كيف هي أحوال العمل
حاولت أن تكون صادقة معه وتحكي له كل الصعوبات التي تواجهها لكنها لم تستطع خصوصا وأختها بالقرب منهما تحدق إليهما بصمت فأجابته محاولة أن تظهر السعادة في لهجتها: - إنه جيد...
ثم صمتت قليلا قبل أن تستطرد: - سأذهب لأعد الشاي
وقبل أن يعترض كانت قد توجهت إلى المطبخ لتحضير الشاي فقد كانت تحتاجه كثيرا، لعله يخفف قليلا من توترها.

ghadabarbie 30-11-06 10:30 PM

قصتك جميله جدا
ارجو منك اكمالها بسرعه
شكرا لكي

زهرة 02-12-06 11:36 AM

استمري
قصة مشوقة
لكن لا تتركينا في انتظار طويل او عدم تكملة..............................

hind2006 02-12-06 02:55 PM

[COLOR="Indigo"]السلام عليكم ورحمة الله وهذا جزء ثالث من القصة أتمنى أن ينال إعجابكم
وشكرا قبل كل شئ للصديقتين ghadabarbie و زهرة على تشجيعهما

صدى الأمواج 02-12-06 03:10 PM

روايه رائعه جدا ً أختي هند 2006 يعطيك العافيه .

وأنا الصراحه كانت عندي فكرة ما أن المغربيين لغتهم العربيه ضعيفه شويه لكن كتابتك أنت رائعه جداً .


وأنا سعيده بالتعرف على أخت لنا من المغرب

تحياتي لك وبنتظار التكمله .

hind2006 02-12-06 03:20 PM

جلست كالعادة على مكتبها ضجرة حتى الموت، أخذت جريدة المساء وطالعت صفحاتها بإهمال، وفي النهاية قلبت الصفحة الأخيرة حيث توجد شبكة الكلمات المتقاطعة، لقد أصبحت مدمنة كلمات متقاطعة في المدة الأخيرة، فكرت في صوت مرتفع: - ديانة هندية قديمة؟ ...أمم... آه نعم البوذية
ثم انحنت على الورقة تملئ الفراغ قبل أن ترفع رأسها بانتصار فقد كانت تقترب من إنهاء حل الشبكة، لكنها جمدت لثواني في مكانها عندما لمحته بالقرب منها يسألها بتوتر: - أين أجد مكتب الآنسة إحسان القادري؟
تأملت الشخص الواقف أمامها كان طويلا جدا ونحيفا مقوس الظهر أسمر البشرة يدل الشيب الذي غطى معظم شعره الأجعد أنه في الخمسينات من العمر، تنهدت قبل أن تجيب:
- إنه هناك
وأشارت بيدها إلى حيث يوجد مكتب إحسان الفارغ ثم عادت لتشرح: - لكنها كما ترى ليست موجودة، لم تحضر بعد.
بان التوتر على وجهه، وبرزت نقاط صغيرة من العرق على جبهته، لاحظت ضحى ملفا أزرق بين قبضتي يديه المتعرقتين فدفعها الفضول لتسأله: - هل الأمر مهم؟
نظر إليها في تشكك قبل أن يحرك رأسه إيجابا وهو يقول في انزعاج:
- حسنا.. لا بأس .. سأعود مرة أخرى..في...
ودون أن يكمل جملته استدار عنها راحلا، كان مرتكبا، مترددا لا يعرف ما الخطوة التالية التي سيتخذها، شعرت ضحى به، وكأنه طفل صغير تاه عن منزله، ونسي طريقه إليه، فوقفت تناديه: - سيدي
توقف ثم استدار نحوها بسرعة وكأنه كان ينتظر أن يتخذ أحد القرار عنه ونظر إليها بأمل صامت قرأته في عينيه الخائفتين.
قالت بلطف: - سيدي، هل هناك ما يمكنني تقديمه؟
عادت إليه تلك النظر المترددة، لكنها طمأنته بعينيها، فتح شفتيه ليقول شيئا قبل أن يعود ليطبقهما عرفت أنه خائف، لكن من ماذا هذا ما لم تستطع استنتاجه فعرضت عليه أخيرا:
- يمكنك انتظارها، فمواعيد حضورها وانصرافها غير منتظمة، لكنها لابد أن تمر على المكتب في أي لحظة
سألها في تردد: - ألا تستطيعين التحديد أكثر في أي لحظة؟
ابتسمت له مطمئنة: - لا أدري.. لكنني متأكدة أنها ستمر من هنا.
اقترب من مكتبها وقد بدا عليه الإصرار هذه المرة: - حسنا سأنتظرها.
ابتسمت له راضية وأعطته كرسيا كان بالقرب من مكتبها ثم سألته: - هل تشرب شيئا؟
- كوب ماء من فضلك.
وفي طريقها نحو بوفيه الجريدة لتحضر له كوب الماء حاولت أن تفكر في السبب الذي يجعل هذا الغريب يطلب إحسان، يبدو أن الأمر ضروري.. بل إنه خطير، هل يتعلق بذلك التحقيق السري الذي تقوم به إحسان، قالت بأنها قصة جديدة ستثير ضجة كبيرة، لكنها لم تفصح لأحد عن موضوعها.
عندما عادت إلى مكتبها لمحت إحسان تقف بمواجهة ذلك الرجل والقلق باد على ماحياها، كان الرجل يمد لها بالملف الأزرق الذي رأته يحمله قبلا، عندما وقفت بالقرب منها لاذا بصمت مريب، أدركت ضحى أن شيئا ما يجري بينهما، وأن الملف الذي أخذته إحسان يحمل معلومات لا يمكن توقع مدى خطورتها. قدمت الكأس إلى ا لرجل دون أن تشعره أو تشعر إحسان بأنها قد لاحظت غرابة تصرفاتهما.
دفع الرجل محتوى الكأس إلى حلقه دفعة واحدة ثم أعاده إلى ضحى وعلى وجهه ابتسامة امتنان، كانت عينا إحسان تراقب تحركاتها وهي تبتعد عنهما وكأن الأمر بينهما لا يعنيها، ليس فقط لكونها مبتدئة في هذا المكتب، بل لأنها لا تدخل في أمور الآخرين ودس أنفها في ما لا يعنيها بالرغم مما هو مشاع حول طبيعة الصحفيين الفضولية، وحبهم للثرثرة.
***
دخلت المستشفى حاملة علبة الشكولاته التي تحبها صديقتها بين يديها، جالت بعينيها نحو المكان قبل أن تتوجه نحو قاعة الاستقبال حيث وقفت شابة جميلة مرتدية زي الممرضات، كان مستشفى خاص، لذلك لاحظت آثار النظافة العالية والأجهزة المتطورة والعناية الكبيرة بالمرضى والاستقبال الجيد للزوار، سألت عاملة الاستقبال التي ابتسمت لها بتكلف:
- أريد أن أزور مريضة دخلت البارحة إلى هنا.
- وما اسم النزيلة؟
ضحكت ضحى في سرها على كلمة "النزيلة" تلك بدل كلمة "مريضة"، لكن مع هذه المرأة حق فالمستشفيات الخاصة أصبحت تشبه إلى حد ما فنادق خمس نجوم من حيث الغرض التجاري الذي تقوم عليه أساسا والراحة التي توفرها والثمن الذي تطلبه.
- لمياء حقي
ردت ضحى بثقة
طلبت الموظفة منها الانتظار، ثم طبعت الاسم على لوحة مفاتيح الكمبيوتر وبعد لحظات قليلة رفعت رأسها إلى ضحى مبتسمة: - قسم الولادة غرفة رقم 12
وقفت ضحى مترددة قليلا قبل أن تسألها مرة أخرى: - وأين هو قسم الولادة؟
أشارت لها عاملة الاستقبال: - اصعدي الدرج ثم اتجهي يمينا
شكرتها ضحى ثم ابتعدت صاعدة الدرج وقبل أن تلتفت جهة اليمين كما أخبرتها عاملة الاستقبال لفت انتباهها شخص يخرج من إحدى الغرف تذكرته فورا عندما جاءت عينيها في عينيه، إنه الرجل الغريب الذي حضر إلى المكتب يطلب إحسان قبل يومين، لاحظت أن يرتدي بذلة بيضاء، هل هو طبيب، عندما حركت شفتيها لتبتسم له، أشاح ببصره عنها بتوتر واضح ثم عاد ودخل الغرفة التي خرج منها لتوه، ماتت الابتسامة على شفتيها، كان غريبا، ألم يتذكرها، لكن تصرفه أكد لها أنه رآها وتذكرها جيدا، لكن لماذا هرب منها؟
بقيت واقفة مكانها لحظات طويلة وهي تعيد في ذهنها تلك ذلك الوجه الذي شحب فجأة لدى رؤيتها وكأنه رأى شبحا، حرك قدميها أخيرا نحو غرفة صديقتها مجبرة نفسها على نسيان ما حصل، فكرت:
- على الأرجح إنه مجنون.

hind2006 02-12-06 03:23 PM

شكرا لك صديقتي صدى الأمواج على مرورك الجميل
تأكدي أن المغاربة جيدون جدا في اللغة العربية والدليل تواجد كتاب مغاربة لديهم وزنهم على الساحة الأدبية العربية

hind2006 02-12-06 06:14 PM

وهذا جزء آخر وأتمنى أن ينال رضاكم


تناولت قضمة كبيرة من سندويش الجبن مع المرتديلا الذي حضرته بنفسها في المنزل، فكرت كم هي وحيدة، أينما ذهبت تشعر بالعزلة سواء في المنزل أو في الجريدة، أو في أي مكان آخر مهما كان يضج بالناس، كان المكتب خاليا ساعة الغداء، فالكل ذهب إلى مطعم الجريدة المخصص لهم، لكنها تفضل البقاء بمكتبها، لقد جربت تناول الغذاء مع زملائها هناك،إلا أنها لم تشعر بالراحة أبدا.
كان فمها مملوء بالأكل حينما مرت إحسان من جانب مكتبها ملقية التحية، شعرت ضحى بالإحراج من مبادلتها التحية وفمها مملوء هكذا فلم تقم سوى بتحريك رأسها معلنة أنها سمعتها لكن الفتاة الأخرى لم تنتبه للأمر حتى، لأنها كانت مستعجلة للتوجه نحو مكتبها، وبعد دقائق قليلة وقفت فوق رأسها تسألها:
- هل هناك من سأل عني هذا الصباح؟
حركت ضحى رأسها بالنفي فتابعت ضحى طريقها نحو الخارج بعد أن أخذت بضعة أوراق من مكتبها، فجأة توقفت إحسان واستدارت نحوها تقول:
- هل تتناولين طعامك عادة في المكتب؟
شعرت ضحى بالإحراج الشديد وارتفعت الحرارة في وجنتيها وهي ترد بشكل متقطع: - احم.. في الحقيقة.. نعم..فأنا.. لم أتعود أن يراني أحد غريب... ثم صمتت،كيف تشرح لها وجهة نظرها التي قد تعتقدها إحسان خرقاء ثم أضافت في الأخير:
- هل هذا ممنوع؟
لاحت ابتسامة ساخرة على وجه إحسان قبل أن ترد على سؤالها: - لا، ليس ممنوعا.. لكنني لطالما اعتقدت أن المبتدئين يحبون أن يختلطوا بذوي النفوذ في الجريدة حتى يتمكنوا من الحصول على فرصة ليثبتوا ذاتهم.. والأهم من ذلك كفاءتهم.
بلعت ضحى ريقها قبل أن ترد على كلام إحسان بشئ من الحدة:
- اعتقدت دائما أن الفرص تأتي بالكد والجهد، وليس بتملق الآخرين.
قهقهت إحسان بصوت مرتفع ثم علقت ساخرة وهي تنظر إلى عيني ضحى مباشرة:
- إذا كنت تعتقدين ذلك فأنت مجرد فتاة حالمة ساذجة.
طأطأت ضحى رأسها وجاهدت لتبتلع غصة الألم الذي شعرت به في حلقها من الكلام الجارح الذي قالته في حقها إحسان وحبست نفسها عن إخبارها بعدم التدخل بشؤونها فهذا أمر يعنيها وحدها، لكنها التزمت الصمت.
لكن إحسان سرعان ما قالت في لطف ظاهر:
- أنا آسفة حقا.. لقد ضايقك كلامي، أعرف هذا...
ثم اتكأت على حافة مكتب مقابل لمكتب ضحى وتابعت كلامها بتنهيدة:
- آه أعرف أنك انزعجت من كلامي، في الحقيقة إنني لا أعرف كيف ألجم لساني، إن صراحتي دائما تجرح الآخرين، ولكني لا أستطيع أن لا أفعل...
قاطعتها ضحى قائلة: - لا بأس عليك، لم يعد الأمر مهما، كما أنك على حق على ما أعتقد.
ردت إحسان بلهجة باردة: - نعم أنا على حق، منذ متى وأنت تعملين هنا؟
- شهرين تقريبا...
ثم ابتسمت بحزن وهي تتابع كلامها:
- أعتقد أنني لن أستطيع المواصلة
رأت نظرة الدهشة على وجه إحسان وهي تقول: - ماذا؟
ردت في مرح مصطنع:
- أعتقد أنني سأستقيل فأنا لا أستطيع الاستمرار هكذا ربما أجد عملا في صحيفة متواضعة لكنها ستمنحني فرصة عمل حقيقية على الأقل.
ساد صمت طويل بينهما قبل أن تخرقه إحسان:
- إنك مخطأة بذلك، لا يجب أن تستعجلي الأمور، إن العمل هنا حلم كل خريج من معهد الصحافة إنها جريدة ذائعة الصيت ولها سمعتها الكبيرة بين أوساط الناس.
- لكنني لا أفعل شيئا منذ عملت هنا..أشعر بالملل حقا.
أمالت إحسان رأسها مفكرة قبل أن تقول:
- لا أعتقد أنك ضعيفة إلى هذا الحد، يجب أن تنتظري فرصتك فقط.
تنهدت ضحى بعمق: - لا أعلم حقا
ردت إحسان في صرامة:
- يجب أن تعلمي، أنا متأكدة أن لديك مؤهلات جيدة، إن الجريدة لا تقبل سوى ذوي الامتياز، ربما تحتاجين الفرصة كما قلت سابقا، وربما سأساعدك أنا في ذلك، هل أنت موافقة؟
- على ماذا؟
- على أن أساعدك؟
- لكن كيف؟
فكرت إحسان قليلا قبل أن تسألها:
- هل تساعدينني في موضوع أقوم بالبحث بشأنه؟
أحست ضحى بالإثارة وقالت دون تردد:
- نعم أستطيع أن أساعدك.. لكن ما هو؟
- اسمعي أريدك أن تجمعي لي بعض المعلومات، إنه أمر سهل لكن ليس لدي الوقت لفعل ذلك بنفسي، وإذا نجحت في الأمر سأكلم رئيس التحرير بشأنك، تعلمين أننا أصدقاء
أومأت ضحى برأسها موافقة دون أن تخفي سرورها عن إحسان.
ابتسمت إحسان وهي تلمح بشائر الرضا على محيا ضحى فقالت بشكل عملي:
- إذن اتفقنا
ابتسمت ضحى: - اتفقنا، لكن متى سأبدأ عملي
- من الآن إن أردت.. انتظري لحظة...
اتجهت إحسان نحو مكتبها ثم عادت وهي تحمل أجندتها الخاصة ووقفت بجانبها هذه المرة وهي تضع ورقة صغيرة على طاولة مكتب ضحى ثم قالت:
- سعيد الشمام، وهو جمركي، توفي العام الماضي إثر حادثة سير، أريد كل المعلومات عنه حتى التي تجدينها تافهة هل هذا واضح؟
أومأت ضحى برأسها وقالت في حماس:
- إنه واضح جدا، وسأبدأ من هذه الساعة بالبحث.
وجهت لها إحسان ابتسامة راضية وهي تقول:
- هكذا أحب أن تسير الأعمال

صدى الأمواج 02-12-06 06:39 PM

أختي هند

قصه رائعه جداً

وهذه أول قصه مغربيه أقرها ولا تتصوري سعادتي بهذا المنتدى الذي جعلنا نتعرف على أخوات من جميع الدول العربيه


صدى الأمواج

زهرة 02-12-06 10:10 PM

الجزء حلو اسلوب جيد وسلس
انت تتقنين العربية وهذا شيئ غريب علي حسب ما نسمع ان الناس في المغرب يتكلمن الفرنسية اكثر من العربية
كل الاحترام لك
ولا تتاخري علينا

hind2006 02-12-06 11:25 PM

كان اليومان اللذان تليا حديثها مع إحسان، من أسعد أيامها في الجريدة وأنشطها، في مساء اليوم الثاني كانت قد جمعت الكثير من المعلومات عن سعيد الشمام، معلومات أثارت دهشتها بالفعل، لكنها لم تعلق على الأمر أمام إحسان التي بانت عليها الحماسة وهي تقرأ التقرير الذي وضعته أمامها قبل نصف ساعة من انتهاء الدوام
- رائع.. لقد كسبت ثقتي بالفعل ضحى
ابتسمت ضحى لهذا الإطراء وقبل أن تبتعد عن مكتبها أوقفتها قائلة بترجي:
- هل يمكنني أن أطلب منك خدمة أخرى
لقد تمنت من قلبها أن تسألها إحسان هذا السؤال فحركت رأسها بسرعة معلنة عن موافقتها.
كانت الخدمة الثانية متعلقة بإحدى الشركات الأجنبية المستثمرة في البلاد، وهي شركة قد فوضتها الدولة لتسيير قطاع الماء والكهرباء في المنطقة لقد طلبت منها إحسان كل المعلومات عن الشركة مهما كانت صغيرة وغير ذي أهمية، لقد ساور ضحى الشك، ماذا يعني كل هذا؟ إنما لم تقف لتفكر مطولا فالمهم الآن هو أن تقوم بالعمل وحسب، ستبحث في أصل الشركة و أصحابها وكل ما يتعلق بأعمالها داخل وخارج الدولة.
بعد ثلاثة أيام وضعت تقريرا من عشرين صفحة على طاولة مكتب إحسان التي اطلعت على المعلومات داخله وذكرت لها مرة أخرى كم هي نشيطة وأنها على الطريق الصحيح في عملها، ثم كلفتها بمهمة أخرى، وهذه المرة صارحت نفسها بأنها لم تعد تفهم شيئا، كانت تبحث في شبكة الإنترنت عن جميع المعلومات المتعلقة بموضوع النفايات النووية والإشعاعية وهي تحدث نفسها:
- النفايات النووية؟ لم أعد أفهم شيئا
عندما انتهت من جمع المعلومات، سجلتها في قرص مضغوط ثم وضعته في حقيبتها قبل أن تغادر مكتبها، لقد انتهى الدوام وإحسان لم تظهر أبدا هذا اليوم، ربما هي مشغولة جدا بقصتها السرية تلك التي تعتقد أنها ستثير ضجة كبرى، والتي ستحرك الكراسي تحت المسئولين، ابتسمت ضحى لهذه الفكرة، لقد كانت إحسان دائما جريئة في مقالاتها وهذا ما أكسبها شعبية كبيرة في أوساط العامة، كما أن المسئولين الكبار في الدولة يحسبون لها ألف حساب، وكم من مسئول كانت السبب في تنحيه عن منصبه، ألا يقال إن الصحافة هي سلطة رابعة، لذلك فيجب عليها أن تلعب دورها على أحسن وجه، وطالما هنالك صحفيون نزيهين مثل إحسان ورشيد فإن الدنيا لا تزال بخير.
***
قبل أن تفتح باب الشقة تناهى إلى سمعها أصوات أبناء أختها وهم يفتعلون الضجة في الداخل، تنهدت في نفاد صبر عندما تذكرت أن اليوم هو يوم الجمعة وهو اليوم الذي تأتي فيه أختها نادية لزيارة أمها.. وافتعال الشجار أيضا، لقد تعلمت مع الوقت أن تتجاهلها وتتجاهل تعليقاتها السخيفة، إلا أن ذلك يأتي على حساب أعصابها، هذا عدا رؤية والدتها التي تعيش في عالم آخر هاربة من الحياة، غير آبهة بما يجري بين ابنتيها ودون أن تتدخل لتوقف سيل الكلمات المبطنة التي تقذفها بها نادية بين الفينة والأخرى منذ أول الزيارة حتى نهايتها.
عندما فتحت الباب وجدت نفسها محاطة بابني أختها وهما يصيحان فرحا، انحنت نحوهما لتقبلهما، ثم فرقت عليهما بالتساوي الحلوى التي أصبحت عادة لهما كل يوم جمعة، وقفت بعد أن انصرف الطفلان مع حصتهما من الحلوى، وعلقت معطفها الأسود في الردهة قبل أن تدخل غرفة الجلوس، نظرت إلى أختها المسترخية على الأريكة وهي تشاهد برنامجا غنائيا على شاشة التلفاز حيتها في برود: - مساء الخير.
وعندما لم تسمع ردا توجهت نحو غرفة والدتها لتطمئن على أحوالها ثم عادت إلى حيث تجلس نادية، وحينما لمحتها سألتها في جفاء:
- متى عدت؟
ألقت ضحى نظرة مزدرية على ما كانت تشاهده أختها، كان برنامجا للاكتشاف المواهب أو هكذا يريدون تسميته، وردت في سخرية لم تعتدها في كلامها:
- وكيف لك أن تنتبهي
وأكمل طريقها نحو غرفتها وقبل أن تغلق عليها الباب سمعت نادية تلحق بها وهي تقول:
- اسمعي ضحى كنت أريد أن أحدثك في موضوع هام
تنهدت في ضيق:
- ألا يستطيع موضوعك أن ينتظر حتى أغير ملابسي
ردت نادية في حدة:
- لا.. لا يستطيع أن ينتظر
قالت ضحى في نفاذ صبر:
- حسنا إذن أخبرني ما الموضوع؟
- أريد حصتي من منزل الجدة.
ظنت ضحى أنها لم تسمع جيدا فقالت بصوت لم تدرك أنه كان مرتفعا جدا:
- ماذا قلت؟
أعادت نادية كلماها بتثاقل ساخرة:
- أريد حصتي من منزل الجدة أسمعتني الآن جيدا أم أعيد الكلام مرة ثالثة
ضحكت ضحى في غير تصديق:
- هل تقصدين منزل جدتنا بالحي الشعبي؟
ردت نادية بعصبية: - وهل هناك منزل آخر للجدة غير ذلك المتداعي في ذلك الحي المثير للشفقة.
قالت لها ضحى بانتصار:
- وأنت قلتها بنفسك بيت متداع في وسط حي فقير
احتجت نادية:
- ومن قال بأنني سأعيش به.. إنني أنوي بيع حصتي فيه
- ما الذي تقولينه بحق الله، إنك حقا مجنونة، لكننا أنا و والدتي لسنا موافقتين على ذلك
صححت لها نادية: - أنت من لا تريدين وليست أمي
- أمي مريضة.
- اسمعي ضحى أريد حصتي من المنزل ولا يهمني إن كنت راضية أم لا.. أو اشتري أنت حصتي وهكذا تحلين المسألة.
قهقهة ضحى في مرارة وهي تقول:
- ومن أين سآتي بالمال الذي سأشتري به حصتك؟
- تدبري أمرك، لطالما فعلت ذلك.
تأملت ضحى أختها طويلا قبل أن تقول في حسرة:
- ولطالما كنت أنت أنانية حقودة، ألا تفكرين في شخص آخر غير نفسك؟
ابتعدت نادية عنها،أما هي فنفضت الباب خلفها حتى اهتزت أركان الغرفة من حولها، ملئها الغضب والحسرة والألم، كيف لأختها أن تتصرف بهذا الشكل كيف يمكنها أن تفكر في بيع منزل الجدة الذي عاش فيه والدها والذي أحبه والذي أوصى على والدتهما قبل وفاته أن تحافظ عليه.
هزت رأسها بعنف وهي تقول غاضبة: - لن أتركك يا نادية تحطمين أحلامي وأحلام والِدَيََََََّ بأنانيتك.

أميرة الورد 03-12-06 09:39 AM

يسلمو حبيبتي قصه من جد مشوووووووووووقه يعطيك الف عافيه ..

hind2006 05-12-06 01:32 AM

السلام عليكم أصدقائي أعضاء منتديات ليلاس
أتمنى أن لا أكون قد تأخرت عليكم قليلا وأتمنى أن تعذروني
أشكرك أميرة الود على مرورك الطيب وأكشر الصديقة زهرة أيضا، وأتمنى أن ينال إعجابكم هذا الجزء الذي سأضعه اليوم بين أيديكم


في مساء السبت، كان الضجر قد أخذ منها كل مأخذ، فسارعت إلى ارتداء ملابسها والخروج من المنزل، أقلها التاكسي عبر الشوارع التي غسلتها الأمطار ليلة البارحة نحو المدينة القديمة حيث يقع منزل الجدة والذي ورثته هي ووالدتها وأختها نادية التي تطالب اليوم بحصتها فيه، حدثت ضحى نفسها بأن مسألة بيع المنزل ما هي إلا حجة لافتعال الشجار مجددا، لكنها لا تصدق أنه قد يكون السبب وراء تصرف أختها البارحة، ربما تحتاج المال حقا ولكن كبريائها يمنعها من التصريح بذلك، وحتى لو أرادت الحفاظ على المنزل وذلك من خلال شراء حصة أختها فهي لا تملك المال الكافي، وأختها ستزن عليها في كل مناسبة، ستعيد وتعيد الأسطوانة حتى تجعل ضحى تستسلم، لكنها لن تفعل، إن اعتقدت أنها ستنتصر عليها هذه المرة فهي مخطئة لقد استسلمت لها في أمور كثيرة، إنما الأمر يختلف الآن المنزل ليس للبيــع...
لقد سرحت في أفكارها طويلا وهي تسير عبر الأزقة الضيقة للمدينة القديمة وعندما انعطفت يمينا نحو الزقاق حيث المنزل قائم شعرت بجسدها يرتطم بكتلة شخص آخر كان يتحرك بسرعة هائلة في الاتجاه المقابل، وكادت تسقط أرضا عندما شعرت بيد الشخص الآخر تمسك بكم معطفها تنقدها من ألم السقوط، كانت لا تزال تشعر بالدوار عندما سمعت الشخص يسأل مستغربا: - ضحى؟
نظرت إلى صاحبة الصوت، ولم يكن سوى إحسان قطبت جبينها وهي تلاحظ وجهها المخطوف وأنفاسها المتسارعة، كانت لا تزال مشوشة إثر اصطدامها بها لكنها استطاعت أن تسألها عن حالها:
- إحسان، هل أنت بخير
التفت إحسان إلى الخلف كان الزقاق الطويل خاليا، و ظلت لحظات طويلة تترقب في صمت متوتر السكون الذي حل بالمكان، ثم تنهدت أخيرا واستدارت لتواجه ضحى التي عادت لتسألها:
- هل أنت بخير؟
حركت إحسان رأسها محاولة أن تتحكم بالارتجاف الذي سار في كيانها و وابتسمت لضحى بصعوبة:
- إنني على ما يرام...
ثم تابعت في مرح سائلة:
- وأنت ضحى ما الذي تفعلينه هنا؟
- لقد جئت لزيارة منزل جدتي...
ثم أشارت إلى منزل مقابل لهما وأكملت:
- هذا هو.. هل تريدين الدخول أرى أن وجهك شاحب، هل أنت مريضة.
لوحت إحسان يديها في حركة وكأنها تطرد ذبابة من أمام وجهها وهي تقول:
- لا إنني بخير، في الحقيقة كان هنالك رجل مجنون يلاحقني، فأخافني حقا.
لم تصدق ضحى أن إحسان المرأة الحديدية والقوية والتي لا تخاف قول الحق ولو على رقبتها ولا تخاف غضب المسئولين في البلاد ولا أصحاب النفوذ وأرباب المال، تخاف من المجانين، إنه أمر مثير للاهتمام حقا.
لاحظت إحسان التكشيرة التي علت وجه ضحى، فضحكت وهي تقول:
- إنه أمر غريب حقا أن أخاف من المجانين أليس كذلك؟
ردت ضحى في صدق: - في الحقيقة نعم.
قالت إحسان في مرح : - لكل منا نقطة ضعف
عندما دخلتا المنزل الساكن والبارد، سارتا عبر ممر طويل مظلم قبل أن تجدا نفسيهما في فناء كبير عار يظهر سماء الخريف الباهتة الزرقة تتخللها بعض السحب الداكنة، وقد رصت على جوانبه أحواض صغيرة من الطين زرعت بها جميع أنواع الورود من القرنفل الأحمر والأبيض الذي عبق المنزل برائحته، و نباتات السرخس واللواية والحبق الذي خالطت رائحته القوية رائحة القرنفل، وفي الوسط شيد حوض كبير زرعت في وسطه ثلاث شجرات ليمون أصفر، الأولى كانت كبيرة ومثقلة بثمار الليمون الذي لم ينضج بعد، والثانية كانت متوسطة الحجم وهي أيضا محملة بالليمون ، والثالثة كانت لا تزال صغيرة. وقفت إحسان أمام الشجرات الثلاث تتأمل المنزل القديم وغرفه المحيطة بالفناء الأندلسي الطراز المغلفة حوائطه وأرضيته بالزليج البلدي القديم، بينما ذهبت ضحى لجلب الكراسي من الداخل، عندما عادت بالكراسي ووضعتها بالقرب من حوض أشجار الليمون علقت إحسان وعينيها لا تزالان تتأملان كل ركن من أركان البيت العتيق:
- إنه رائع.. قديم لكنه رائع
ابتسمت إحسان لها وقالت في أسف:
- إنه يحتاج إلى الإصلاح
- أعتقد ذلك.. هل قلت إنه منزل جدتك، هل تعيش هنا؟
- لا، لقد ماتت جدتي منذ مدة طويلة، ثم ورثه والدي قبل أن يموت فيتركه لنا أنا ووالدتي وأختي.
حركت إحسان رأسها دون أن تعلق فتابعت ضحى كلامها:
- أختي تطالب بحقها فيه.. تريد بيعه
لمحت إحسان الألم الظاهر في كلماتها الأخيرة فسألتها مستوضحة:
- وأنت.. هل تريدين بيعه؟
- لا.. لقد عشت أياما جميلة هنا عندما كنت صغيرة وعندما كانت جدتي لا تزال حية، وقبل وفاة والدي كنا نحظر إلى هنا في أيام العطل فنقضي أياما رائعة في رعاية النباتات و تنظيف البيت وشرب الشاي هنا.. لكن تغير كل شئ الآن ولا أستطيع أن أمنع أختي من حصتها في إرث والدنا، لو كان لدي المال لاشتريت حصتها، كما أنني كنت أنوي إصلاحه.
- ولماذا لم تفعلي ذلك؟
- بعد وفاة والدي أصيبت والدتي بصدمة فمرضت، فكان المبلغ الذي كنا نحصل عليه من معاشه لا يكفي حتى لسد حاجيتنا من دواء وطعام ومصاريف الدراسة، كانت السنوات التي تلت وفاة والدي صعبة جدا...
صمتت لحظة تنظر إلى إحسان قبل أن تقول معتذرة:
- آسفة إن كنت قد أزعجتك بحديثي هذا.
- لا بالعكس، أنا أيضا والدي مات، لكن الفرق بيني وبينك أنني لم أرى والدي أبدا لأنه توفي وأنا لا زلت في بطن والدتي التي ربتني وأبت أن تتزوج رجلا آخر غير والدي.. أتعلمين ضحى، إن أمي لا تزال تحب والدي رغم أنه مرت على وفاته ثلاثون سنة، في بعض الأحيان أجدها تأخذ صورته بين يديها وتتأملها في شوق وحب كبيرين... المسكينة أملت أن أتزوج وأعوض عليها بأولاد يحومون حولها وينادونها بجدتي...
ضحكت في أسى وهي تتابع كلامها:
- لكنني لم أحقق لها أمنيتها بعد.
اندفع السؤال عبر لسان ضحى من غير تفكير:
- ولما لم تتزوجي حتى الآن؟
ساد صمت طويل بينهما حتى ظنت أنها أخطأت بسؤالها
- لقد مات
تفاجأت ضحى من الألم في صوت إحسان، فندمت حينها لأنها طرحت هذا الموضوع فقالت معتذرة:
- أنا آسفة
حاولت ضحى أن تخفي معالم التأثر على ملامحها وصوتها فردت بمرح مصطنع: - لا تقلقي، كان ذلك منذ مدة طويلة...
ثم صمتت مرة أخرى وملامحها الصلبة التي اعتادت ضحى رؤيتها قد اختفت، عادت لتقول بصوت مثقل بالحزن:
- كنا ندرس معا في معهد الصحافة...
ابتسمت وهي تستعيد شريط الذكريات الذي مر بها قبل أن تتابع: - كان عثمان شابا وسيما ومغرور، تعرفت عليه ضمن مجموعة بحث، ولم نكن على وفاق أبدا كنت في نظره متكبرة وكنت أنظر إليه بالمثل وذات يوم تشاجرنا حول سبب تافه لا أذكر حتى ما هو ولم نكلم بعضنا البعض حتى نهاية السنة، كان هو من جاءني يعتذر، وأخبرني كم أنا مغرورة وكم انتظر ليخبرني بأنه معجب بي، تفاجئت حينها، لكنني لا أنكر أنني أيضا كنت معجبة به لكن غروري جعلني لا أصارح حتى نفسي بالأمر، أما السنة الثانية فقضيناها ننسج الأحلام ونرسم خطوط المستقبل المشرق بعد أن نجتمع معا في سقف واحد، كان قد أخبر والديه عني وقد فعلت بالمثل، وكنا ننتظر فقط أن نتخرج ليحظر والديه ويخطبني، ونعمل معا في نفس الجريدة التي كان سيؤسسها والد إسماعيل رئيس التحرير كما تعرفين، مع بقية الزملاء الذين كانوا في نفس دفعتنا وكان من بينهم رشيد الذي كان صديقا مقربا لعثمان، وهكذا كانت الحياة قد قدمت لي كل ما كنت أحلم به، عملا أحبه، ورجل الأحلام الذي تتمناه أية شابة في مثل عمري حينذاك، وأصدقاء رائعون، كل شئ كان كالأحلام الوردية المثالية حتى إنها لا تكاد يصدق، وفجأة ردت إحدى الشبكات الإعلامية الغربية على طلب عمل كان قد تقدم به، وقد كان عثمان من بين الخمسة الأوائل في دفعتنا تلك، كما أنه كان يتقن ثلاث لغات مهمة للإعلام بالإضافة إلى اللغة العربية، ما آلمني أنه لم يكن قد أخبرني يوما بنيته في العمل مع إحدى الشبكات الإعلامية الدولية حتى ردت على طلبه بالموافقة وهذا طعنني في العمق، طلب مني أن أذهب معه هناك وسيجد عملا لي في نفس الشبكة لكنني رفضت بشدة لأنه لم يكن ذلك هو حلمي الذي عشت من اجله، كما أني شعرت بأنني خدعت، وهكذا مات حلمي، وفسخت خطوبتي به رغم أنه كان متشبثا بي حتى آخر رمق.
ثم سافر وعمل مراسلا لتلك الشبكة في الشرق الأوسط وقد كان رشيد من يطلعني على أخباره، كان دائما بالقرب من خط النار، ثم أرسلته الشبكة إلى فلسطين وقتل هناك كان ذلك...
لم تستطع أن تحبس دموعها فقامت من مكانها مبتعدة عن عيني ضحى التي لم تحاول أن تعلق على الأمر أو تواسيها، لأنها شعرت أنه من الأفضل لها أن تبكي فهذا سيفيدها بكل تأكيد، أطلقت ضحكة مرتجفة بين دموعها وهي تقول:
- يا لغبائي.. لم أبكي حتى عندما سمعت خبر وفاته، وانظري إلي الآن أبكي على أمر أصبح ذكرى وأمام صحفية مبتدئة عرفتها منذ أيام.. أتمنى أن لا تخبري أحدا بذلك يوم الاثنين.
وعندما لمحت الغضب في وجه ضحى قالت بابتسامة ودودة:
- كنت أمزح معك فقط
طال صمت مقلق دفع ضحى إلى الإعلان:
- هل تريدين كوبا من الشاي المنعنع
حركت إحسان رأسها وقد تلاشت في تلك اللحظة معالم الألم التي كانت ترسم ملامحها قبل لحظات قائلة:
- ستكون فكرة جيدة.. سأصعد إلى السطح إن كان هذا لا يزعجك؟
ردت ضحى بابتسامة مشرقة:
- لن يزعجني أبدا.

أميرة الورد 05-12-06 10:09 PM

اه يا قلبي تاثرت مع احسان

ننتظر البقيه يا قلبي

زهرة 05-12-06 10:37 PM

حلو كثير
بدي اطلب طلب خاص منك اختي
اذا ممكن تكتبي بخط واضح وباللون الاسود لان الالوان الاخرى تتعب العين وخاصة لمن يجلسون ساعات طويلة امام الحاسوب
(مثلي...................)

القناع الأحمر 10-12-06 02:59 PM

بداية جيدة حقاً .. لكن لي عدة ملاحظات .. أولاً : الإنتقال السريع في الأحداث خاصة في المشهد الأول والثاني ، جعلني هذا أشعر بفراغ كبير بين المشهدين ، وجعلني أشعر أنّ هناك شيئ ناقص مفقود ، ثم بدأت بالإنتقال إلى مشهد المشفى لزيارة صديقة لضحى ، لكن أنت جعلت الهدف من هذا المشهد المبتور هو فقط رؤية الرجل وتعرفه على ضحى دون أن يبدي ذلك ، ثم بعد ذلك دخلت على مشهد جديد ولم تكملي الزيارة المقررة لصديقة ضحى ، وكأن الهدف قد انتهى في هذه اللحظة التي شعرت ضحى بالدهشة من الرجل ..
اللغة جيدة ، والأهم من ذلك عنصر الوصف متوفر ، فهو يعطي حيوية ويشعرنا بالتخيل الصحيح للأمكنة والشخصيات ..
هناك بعض الأخطاء الإملائية البسيطة مثل (غيضا ) فهي تكتب غيظا .. وأيضا مخطأة ، فالأصل أن تكتب ( مخطئة ) لأن ما قبل الهمزة مكسور ، وليس مفتوح .. وأيضاً كلمة يحظر تكتب ( يحضر ) ..
وفي انتظار باقي المشاهد حتى تكتمل الرؤية بشكل كامل ، ومجهود مشكور عليه ..

hind2006 15-12-06 02:20 AM

السلام عليكم أعضاء منتدى ليلاس الرائع
آسفة لتأخري هذا الخارج عن إرادتي فقد كنت مشغولة بمناسبة عائلية
وأشكر كل من أميرة الورد وزهرة على تشريفها لصفحتي
وكذا للقناع الأحمر على ملاحظاته المفيدة وأؤكد لك أنني سأعمل بنصائحك.
وهذا جزء آخر أتمنى أن يعجبكم

وصلت إلى عملها متأخرة قليلا ذلك الصباح، لمحت حركة غريبة خارج الجريدة، وكانت الفوضى تعج بداخلها، الصحفيون يتحركون عبر المكاتب متوترين، والعيون جاحظة تراقب مكتب رئيس التحرير المغلق، وكانت تلك أول مرة ترى فيها مكتب رئيس التحرير مغلقا، نظرت إلى الوجوه العابسة والحزينة، وهي تتساءل بينها وبين نفسها عما يحدث داخل الجريدة.
لمحت أخيرا سارة القادمة من أحد المكاتب مطأطئة الرأس وهي تمسح دموعها.. كانت تبكي؟ لماذا؟ هذا ما خطر لضحى في تلك اللحظة فأوقفتها لتسألها:
- ما الذي يجري هنا سارة؟
رفعت سارة رأسها نحو ضحى فلاحظت هذه الأخيرة عينيها المتورمتين من البكاء ووجنتيها المتوردتين:
- سارة هل جرحك أحدهم بشئ؟ وماذا يجري داخل مكتب رئيس التحرير؟
ردت سارة أخيرا بكلمات متقطعة من بين دموعها:
- ألم تسمعي بالخبر البشع..لقد وجدوا...
وعادت تنتحب مرة أخرى قبل أن تتحكم بنفسها وتتابع كلامها:
- لقد ماتت إحسان
صرخت ضحى دون أن تشعر:
- ماذا؟ ماتت؟
- نعم، لقد رماها البحر البارحة، وقد تأكد التشريح الأولي لجثتها بأن سبب الوفاة لم يكن الغرق، فقد وجدوا آثار الخنق والضرب في جسدها، لقد قتلها أحدهم ورماها في البحر الذي لفظها بعد ذلك.. يا إلهي من يستطيع أن يفعل ذلك، لا أصدق أنها ماتت بهذه الطريقة البشعة، إنه فعل إجرامي خطير.
انهارت ضحى على كرسيها وهي تنصت لكلام سارة، وقالت بكلمات متثاقلة تحاول أن تكذب الخبر:
- مستحيل، ليست إحسان، مستحيل.
- أعلم أنك لا تصدقين، من سيصدق هذا الخبر، لكنها الحقيقة المرة، لقد كانت إحسان امرأة قوية، ولم أعتقد يوما أن نهايتها ستكون بهذا الشكل، لكن لا يمكن أن ننكر أنها كانت تملك أعداء كثر بسبب جرأتها و صراحتها، أظن أن الكثيرين أرادوا الانتقام منـ...
وضعت راحتي يديها على أذنيها وهي تقول لسارة بعصبية:
- أرجوك توقفي.. توقفي
نظرت إليها سارة في دهشة، أما ضحى فكانت تستعيد ذكريات مساء ذلك السبت حين التقت إحسان بالقرب من منزل جدتها، وكيف أنها شربتا الشاي داخله وقد أفضت كل واحدة منهما بما تحمله من هموم وذكريات، وكيف أنهما افترقتا بالقرب من محطة الحفلات، تذكرت تلك الكلمات الأخيرة التي دارت بينهما وكأن إحسان عرفت بقرب انتهاء أجلها:
- شكرا ضحى على هذه الأمسية الجميلة، نصيحة مني لا تبيعي ذلك المنزل إنه إرث لا يقدر بمال، إنه يحمل ذكرياتكم، وقد حمل اليوم ذكرى صغيرة عني، لكن ما أصعب الفراق.
ردت عليها ضحى:
- لا تقلقي، سأدعوك دائما إليه بعد أن أصلحه.
فابتسمت لها إحسان ابتسامة حزينة قبل أن تقوم بضمها إليها ثم قالت بعد أن تركتها:
- وداعا
لم تقل إلى اللقاء وإنما قالت وداعا وكأنها علمت بأنهما لن تلتقيا مرة أخرى.
انفتح باب رئيس التحرير فجأة فخرج ثلاثة رجال اثنان منهما كانت تعرفهما ضحى جيدا، كان أحدهما رئيس تحرير الجريدة والآخر لم يكن سوى رشيد، أما الرجل الغريب فلم تره من قبل سألت سارة التي التفت هي الأخرى بفضول لتنظر إلى الثلاثة تحاول أن تقرأ الجواب على وجوههم:
- من ذاك الرجل؟
ردت سارة دون أن تلتفت إليها:
- إنه المحقق، سمعت أنه سيستجوب كل العاملين بالجريدة.
- حقا؟
حركت سارة رأسها:
- هذا ما سمعه عامل البوفيه على لسان المحقق عندما أدخل طلبات القهوة إليهم.
بعد أن انصرف المحقق التفت رئيس التحرير نحو العاملين بالجريدة و صفق بيديه حتى ينتبهوا إليه، فسكن المكان فجأة
والكل وقف يتحلق بالقرب منه فقال في صوت صارم محاولا التغلب على مشاعر الحزن البادية على ملامحه به:
- كم من المؤلم أن نفقد شخصا عزيزا وعظيما كان بيننا، كما أنه من الصعب أن نتقبل طريقة فقده التي تمت بوحشية...
تنهد بعمق قبل أن يتابع كلامه:
- إحسان الصحفية البارزة والإنسانة العظيمة والمرأة القوية المعطاءة... كلنا نفخر بها كزميلة وصديقة وقلم بارز، وها قد فقدناها، وما أبشع الصورة التي جعلتها تؤخذ من بين أحضان أسرتها وأصدقاءها وعملها الذي لطالما أحبته، وانتزعت منها روحها غصبا... مهما حاولت حقا التعبير فإن الكلمات عاجزة عن النطق بمشاعر الخسارة والغضب الذي أحس به كصديق و أخ، ويتملكني شعور بالضعف وأنا عاجز عن فهم سبب الجريمة التي أنهت حياتها، وطوت صفحاتها... صدقوني إن قلت بأنني أجد كلماتي فارغة، لأن الكلام لن يفيد الآن ولن يعيد إلينا تلك المرأة الجميلة النابضة بالأمل والنشاط والمؤمنة بمبادئها المطبقة لها بحذافيرها وإن كان على نفسها وروحها.
صمت طويلا قبل أن يضيف بكلمات عملية لا مشاعر فيها:
- والآن يجب أن نوقف كل الأعمال التي بين أيدينا لنتفرغ للتحقيق في قضية مقتل زميلتنا إحسان، لأننا كصحفيين أولا من واجبنا أن نعرف الحقيقة، وثانيا لأن إحسان لم تكن أبدا امرأة عادية، بل كانت صحفية بارزة ويعرفها الناس بجرأتها وشجاعتها، فالرأي العام لن يسكت بسبب مقتلها إن لم نحاول جهدنا لإيجاد الجناة.. إذن هذا كل شئ، وبعد ربع ساعة أريد كل رؤساء الأقسام بمكتبي.
وعندما انصرف الجمع نحو أماكنهم استدار نحو رشيد الذي كان غارقا في حزنه وقال له بلهجة ناعمة:
- وأنت يمكنك أن تذهب لترتاح، لا أظنك قادرا على العمل اليوم
غير أن رشيد هز رأسه نفيا وقال في تعب:
- لا، لا يمكنني أن أتركك الآن، يجب أن أعمل وإلا انفجرت... تعرف أن إحسان كانت بالنسبة لي أكثر من أخت.. ربما صدمة وفاتها كانت قاسية علي وانصرافي الآن سيعمق شعوري بالعجز، لأنني لم أستطع أن أحميها...
قاطعه إسماعيل وهو يجذبه بلطف نحو مكتبه:
- لا تلم نفسك أبدا، لقد خسرناها جميعا، لكن هذا لا يعني أن نلوم أنفسنا، سنفعل ذلك إن لم نعرف من له اليد في مقتلها.

hind2006 15-12-06 09:17 PM

بعد يومين من مقتلها، شيعت جنازة إحسان، وقد حضرها كل الصحفيين والعاملين بقطاع الإعلام في البلاد والمسئولين الكبار وكل أهلها وأصدقاءها وحتى العامة الذين عرفوها وقرؤوا لها مقالاتها وأحبوها، اجتمع كل هؤلاء أمام باب الجريدة بعد الانتهاء من دفنها ووفقوا صامتين معبرين عن احتجاجهم وغضبهم لما وقع.
نظرت ضحى إلى المتظاهرين كان من بينهم رئيس التحرير وكل الصحفيين الذين يعملون بالجريدة يقفون مع بعضهم البعض، تحركت عيناها حول المجتمعين محدثة نفسها: لا يعقل أن تكون إحسان قد ماتت بهذه الطريقة، إنني حتى الآن غير مصدقة للخبر، ربما هي مجرد مزحة أو ربما غرقت في كابوس مريع لم أستيقظ منه بعد.
لمحت المحقق الذي يعمل على القضية فسرت في جسدها رعشة حين تذكرت تحقيقه معها وسؤاله لها متى كانت آخر مرة التقت فيها إحسان، لم تعرف لماذا لم تخبره بأنها التقتها قبل يوم من وفاتها وأدخلتها منزل جدتها حيث تحدثتا طويلا وارتشفتا الشاي بالقرب من شجيرات الليمون المغروسة في فناءه، لم تخبره بأنهما افترقتا في وقت متأخر مساء ذلك السبت. وكادت بعد ذلك أن تعود لتخبره الحقيقة، فهي لم ترتكب أي جرم أو خطأ تستحق عليه عقابا، لكنها بقيت صامتة، ولو عرف المحقق بأنها كذبت عليه فسيشك بأن لها يدا في مقتل إحسان، لامت نفسها لأنها كذبت عليه، أما الآن فقد فات الأوان لإخباره بالأمر لأن ذلك سيثير الشكوك حولها.
أشاحت ببصرها عن وجه المحقق لتصطدم بوجه مألوف لديها، وجدت نفسها تعيد شريط ذاكرتها إلى الخلف قليلا، لعلها تستطيع أن تتذكر متى رأته، انتفض قلبها فجأة وطرق بقوة، وهي تتذكر ذلك الرجل النحيف الذي كسا الشيب شعره، والذي كان متوترا عندما أتى إليها يسأل عن إحسان، كما تذكرت كيف ارتبك وبدا عليه الرعب حينما التقته مرة أخرى في تلك المستشفى حين ذهبت لزيارة صديقة لها. نعم إنه هو بالتأكيد، كان مطأطأ رأسه بحزن،عاقدا يديه خلف ظهره، لكنه حرك رأسه فجأة لتلتقي عينيه بعينيها المتفحصتين، ابتسمت بحزن له مطمأنة، بدا عليه الارتباك الشديد، فتراجع إلى الخلف محاولا الهرب من عينيها، لكنه اصطدم بكتل من البشر خلفه، فزاد ارتباكه وهو لا يزال ينظر إليها بقلق، أحست أنها فرصتها لتكلمه وتحاول طمأنته، هي حتى لا تعرف لماذا وكيف، لكنها أدركت أن هذا الرجل يخفي سرا لا تعرفه سوى إحسان، وقبل أن تتجاوز نصف المسافة بينها وبينه شعرت بيد قوية تضغط على ذراعها وتجرها خارج الحشد دون أن يعطيها الفرصة لتعترض.
شعرت بالهلع، و فكرت حينها أنها ربما ستلاقي مصير إحسان، كيف تختطف من بين كل ذلك الحشد من الناس دون أن يحرك أحدهم ساكنا، وكيف بقيت متماسكة لأعصابها حتى تلك اللحظة، ولماذا لم تصرخ طلبا للنجدة؟
ذلك راجع لأن الفترة بين الفعل ورد الفعل كانت أقصر من التي عرفت فيها هوية مختطفها، فلم تقم سوى بشهقة مخنوقة، وحل محل الخوف شعور آخر بالدهشة والغضب.
نظر إليها بعينين غاضبتين قبل أن يزمجر في وجهها:
- أخبريني الآن.. ما اللعبة التي تلعبينها؟
نظرت إلى رشيد بعينين واسعتين غير مصدقتين فأضاف قائلا وهو لا يزال يمسك بذراعها:
- إنك يا آنسة في ورطة كبيرة.
لم تفهم ضحى ما كان يقصده رشيد بكلامه فهمست بصوت مخنوق:
- ماذا؟
حرك رأسه بقوة قائلا:
- إنني أعرف جيدا أنك كنت مع إحسان يوم السبت وقضيتما وقتا طويلا معا.. لكن ما لا أفهمه، هو لماذا كذبت على المفتش.
ترجته بخوف وهي تحاول نزع ذراعيها من بين يده المطبقة عليها بقوة:
- أرجوك دعني..نعم لقد كنت معها، لكن من أخبرك؟
انتزع يده عن ذراعها قبل أن يرد عليها بسخرية:
- لا يهم الآن كيف عرفت، بقدر أهمية السبب الذي دفعك للكذب على المفتش.
ردت بغضب مدافعة عن نفسها:
- أنا لم أكذب عليه.. فقط لم أخبره بأنني كنت معها، ولو سألني ذلك لكنت أجبت.
أطلق ضحكة قصيرة لا مرح فيها ثم قال ساخرا:
- أنت لم تكذبي حقا.. لكنك احتلت على المفتش.. نعم هذه هي الكلمة المناسبة.. أنت محتالة وصولية، لا أفهم كيف وثقت بك إحسان.. ولا أعلم لما لم أخبر المفتش عنك حتى الآن.
صرخت ضحى في رعب:
- أرجوك لا تفعل
تنهد بنفاذ صبر قبل أن يقول:
- لكنني أريد أن أعرف لماذا كذبت على المفتش، لماذا أخفيت الأمر عنه إلا إذا كنت...
قاطعته بحدة:
- تأكد أن لا علاقة لي بموت إحسان، لقد كانت طيبة معي جدا، لا يمكنني أن أؤذيها أبدا.
أمعن رشيد النظر في ملامحها المرتعبة ثم قال أخيرا:
- حسنا أصدقك..لكن هناك حلقة مفقودة في هذه القصة.. لا أعرف حتى الآن ما هي غير أنني متأكد من أنك قد تساعدينني بالمعلومات التي تملكينها.
اعترضت ضحى على كلامه:
- أنا لا أملك أية معلومات...
- أنت تعتقدين أنك لا تملكين معلومات، لكنني واثق بأن إحسان وثقت بك لأنها علمت جيدا أنك لن تفهمي شيئا مما يجري حولك.
- وكيف تعرف ذلك؟
رد رشيد بتشدق:
- لأنني عرفت إحسان مدة طويلة تجعلني أفهم ما كان يدور في رأسها حتى لو لم تخبرني بذلك، وأعرف جيدا أن وفاتها كانت نتيجة تحقيقاتها الأخيرة والتي لم تشأ أن تطلعنا عليها إلى أن تكتمل خيوط الأحجية كما كانت تحب أن تسميها، المشكلة هي أنني لا أعرف بداية الخيط لهذه القضية.
سألته في مرارة ساخرة:
- وهل تعتقد أنني بداية هذا الخيط؟
صحح لها:
- أعتقد أنك ستقودينني إلى بداية هذا الخيط.
هزت كتفيها باستسلام قائلة:
- حسنا، ماذا تريد مني الآن.
أمسك بذراعها يجذبها بعيدا عن الحشد القريب منهم لكن هذه المرة لم يفعل ذلك بخشونة وقال بصوت هامس:
- أريد كل المعلومات التي عرفتها عن إحسان مهما اعتقدتها تافهة.
عندما نطق بتلك الكلمات الأخيرة تذكرت أن إحسان كانت تكرر عليها نفس الكلمات كلما طلبت منها البحث في موضوع ما، فكرت حينها كم هما متشابهان.
سألها رشيد عندما سرحت بعيدا عنه:
- بماذا تفكرين الآن؟
أجابته بثقة:
- بأنني ربما لدي شئ مهم لك
- وما هو؟
ردت بعد أن استدارت نحو الحشد الذي لا زال واقفا يستمع لبعض الخطابات المعزية التي تلقيها بعض الشخصيات الحاضرة هناك من مسئولين ورؤساء جرائد وصحفيين بارزين. وألقت نظرة حيث كان يقف ذلك الرجل غريب الأطوار فلم تجده:
- كان هناك واقفا.
سألها رشيد: - من؟
التفتت مرة أخرى لتواجهه:
- لا أعلم، لكنني أعرف أنه قد يساعدنا.
- سيد رشيد لقد حان دورك لإلقاء خطاب التعزية خاصتك.
أبعد رشيد عينيه عن وجهها لينظر إلى الخلف حيث مصدر الصوت وقال له في نفاذ صبر:
- سأحضر فورا.
ثم عاد لينظر إليها:
- سنكمل حديثنا لاحقا...
ثم أضاف بلهجة محذرة:
- وإياك أن تستغلي ثقتي بك... لاقيني هذا المساء على الساعة الخامسة في مطعم "النجمة المضيئة".. هل تعرفينه؟
ردت عليه: - نعم أعرفه.
حرك رأسه تعبيرا عن الرضا، ثم استدار واختفى بين الحشد، بينما بقيت هي مسمرة في مكانها تفكر في الحفرة التي أوقعت نفسها بها، لقد عرفت أن رشيد لن يتركها حتى يأخذ منها كل المعلومات التي تهمه، لكنها لا تعرف الكثير، بل ربما هي تعرف أكثر مما تعتقد كما أخبرها هو بذلك، إنها لا تعرف سوى ذلك الرجل الغريب الذي يظهر فجأة ويختفي فجأة، كما لا يمكنها أن تنكر بأن إحسان كانت خائفة من شئ أو شخص ما عندما التقت بها في المدينة القديمة، كما أن قصة خوفها من ذلك المجنون لم تعد قادرة على استيعابها.
إلى ماذا سيأخذها هذا التفكير المتواصل، يجب عليها أن تبحث أولا عن بداية الخيط كما قال رشيد وستصل في النهاية إلى معرفة الحقيقة كاملة والتي ستكشف بالتأكيد سبب مقتل إحسان.

بدارة 15-12-06 10:27 PM

القصة بدت تحلو اكتر واكتر
اسلوب رائع ولغة اروع..........لا تطولي علينا

ghadabarbie 16-12-06 04:49 PM

قصه روعه
احداثها جميله جدا ومشوقه
ارجو ان تكمليها بسرعه

hind2006 18-12-06 08:32 AM

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أعضاء منتدى ليلاس العزيز
أود أن أعلمكم أنني سأتوقف عن إضافة أي جزء من هذه القصة
وذلك لأنني مضطرة للسفر، ولا أعرف متى يمكنني العودة
لكن تأكدوا أنني سأعود في أقرب فرصة
أعتذر لكم مرة أخرى
ولن أتأخر عنكم بإذن الله

زهرة 19-12-06 04:53 PM

لماذا تبدأون في القصة اذا لا تنوون اكمالها؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
بعد ان بدات تشوق توقفيي خسارة!!!!!!!!!

Amin le roi 22-12-06 12:19 PM


يسلموو اختي هند
على المضوع الجنان

والاكثر من راائع وفي انتظار

جديدك الاروع .


تـحـ لـكــ ـيـاتـي أخــوكــ


( `•.¸
`•.¸ )
¸.•´
×´¨) (¨`×
¸.•´¸.•´¨) (¨`•.¸`•.¸
(¸.•´ ( * Amin Le Roi* ) `•.¸)
¸.•´¸.•´¨) (¨`•.¸`•.¸
×´¨) (¨`×
¸.•´
( `•.¸
`•.¸ )




زهرة 26-01-07 11:51 AM

ارجو ان تفكري بالامر مرة ااخرى وتكملي القصة
عزيزتي هنددددددددددددددددددد

بحر الندى 21-09-07 07:14 PM

تقفل القصهـ لحين عودة الكاتبهـ

^_^

اقدار 06-03-08 09:07 PM

الحمد لله على سلامتك اختي هند

وعوداً حميداً ان شاء الله ..





تم فتح القصة ..


امنياتي لكِ بالتوفيق

hind2006 07-03-08 10:34 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأضع ه\ا الجزء الصغير من القصة وغدا إنشاء الله سأضع جزءآ آخر



وصلت إلى المقهى قبل نصف ساعة من الموعد، جلست على أحد المقاعد بالطابق الثاني تنظر عبر زجاجه نحو الخارج حيث السماء اصطبغت بلون رمادي يبعث على الكآبة وقد انعكس لونها على صفحة البحر الذي بدا لها غاضبا تتهالك أمواجه على الصخور السوداء التي تكومت هنالك بالقرب من الشاطئ، ساكنة غير عابئة بغضبه، فكرت كم يعمق هذا المنظر الحزن في قلبها ويزيد شعورها بالإحباط وإحساسا غريبا بالخوف.
لم تشعر به حينما جلس على المقعد المقابل لمقعدها يتأمل وجهها الغارق في التفكير إلى أن علق قاطعا حبل أفكارها بقوله:
- إنه منظر يثير الوحشة في النفس.
أجفلت حينما شعرت به أخيرا وقالت تعتذر:
- آسفة لم أنتبه لحضورك
طمأنها قائلا: - لست السبب، كان يجب علي أن أنبهك لوجودي...
صمت قليلا قبل أن يسترسل:
- لقد وجدوها مرمية على هذا الشاطئ
نظرت إليه فاغرة فاها لم تستطع أن ترد بل إنها لم تستطع أن تفكر بالسبب الذي جعله يختار هذا المكان بالضبط للقائه، أما رشيد فظل ينظر في تمعن إلى وجهها لعله يفهم شيئا من تلك التغيرات التي طرأت عليه، إنه لا ينكر أنه تعمد لقائها في هذا المكان بالتحديد لعله يحصل على دليل لإدانتها، لكن العلائم التي ظهرت على ملامح وجهها لا تدل إلا على براءتها وصدقها.
قطع النادل الصمت الدائر بينهما سائلا عن طلبهما فاختار رشيد كوبا من القهوة مع الكريمة بينما اكتفت ضحى بكأس من الماء، وبعد أن انصرف النادل من المكان سألته بفظاظة:
- كيف عرفت أنني كنت مع إحسان مساء السبت؟
نظر إليها في تحد ثم قال: - أيهمك كثيرا أن تعرفي ذلك؟
قالت: - إنه يهمني كثيرا.
فتنهد رشيد باستسلام قبل أن يقول: - لقد أخبرتني إحسان بذلك.
بانت الدهشة على وجه ضحى وهمست بصوت مخنوق:
- كيف؟
أومأ قليلا: - لقد اتصلت بي إحسان ليلة السبت، كانت متوترة جدا، وكأنها أرادت أن تخبرني أمرا خطيرا، لكنها غيرت رأيها بعد ذلك، ولم أحاول الإصرار على معرفة سبب توترها، ثم حدثتني عنك، أخبرتني أنها التقتك وبأن أكلم السيد إسماعيل عنك، لأنك تستحقين أن نمنحك فرصة حقيقية في الجريدة.
سألته في استغراب: - ولما لم تقم بذلك بنفسها، ما أعرفه أنها وثيقة الصلة برئيس التحرير مثلك أنت تماما؟
رد في ثقة: - نعم إننا أصدقاء منذ أول سنة لنا في معهد الصحافة، لكن إحسان لم تكن على وفاق مع إسماعيل في الآونة الأخيرة بسبب القضية التي كانت تعمل عليها، لقد كانت إحسان شديدة الكتمان في ما يتعلق بالتحقيقات التي كانت تقوم بها للجريدة، الأمر الذي لم يكن يستسيغه إسماعيل، لأنه اعتقد أن إحسان رحمها الله لم تكن توليه أي اعتبار، فهو كان يعتبر أن الصداقة شئ والعمل شئ آخر و هي أيضا كانت تفكر بالمثل إلا أن مبادئ كل منهما كانت مختلفة حول نفس الفكرة، ولهذا السبب كلفتني أنا بتزكيتك أمامه، لكنني لم افعل حتى الآن.. وأنت بالتأكيد تعرفين السبب.
حركت ضحى رأسها إيجابا دون أن تعلق.
ساد صمت طويل آخر بينهما وكل منهما منهمك في احتساء مشروبه، قبل أن تقطعه قائلة وبدون مقدمات:
- قبل ثلاثة أسابيع جاء رجل إلى الجريدة يسأل عن إحسان، لقد كان مرتبكا، ثم سلمها ملفا...
قاطعها رشيد في اهتمام:
- قلت ملفا؟ ما نوعه؟
ردت في ارتباك: - لا أعرف حقا، لكنني التقيت بهذا الرجل مرة أخرى في مستشفى خصوصي يدعى مستشفى الشفاء، هل تعرفه؟
-أجاب بحركة من رأسه دليلا على أنه يعرفه دون أن ينبس ببنت شفة منتظرا بلهفة أن تكمل سرد الوقائع عليه.
تابعت:
- ... لكنه ارتبك حينما رآني، في البداية لم ألقي للأمر بالا، لكنني الآن وعندما أستعيد شريط الأحداث الغريبة التي دارت من حولي تتضح لي أشياء كثيرة لم أكن أجد لها إجابة من قبل.
وعندما رأيته اليوم واقفا في مراسم الجنازة تأكدت شكوكي.
- وأية شكوك هذه؟
- أن وراء هذا الرجل سرا، لا أعرف حتى الآن ما هو، لكن بالتأكيد كانت إحسان ملمة به.
قال لها رشيد لائما إياها:
- كانت فرصتك الوحيدة هذا الصباح في أن تحديثيه، وقد ضيعتها من بين يديك.
انتفضت ضحى غاضبة:
- أعتقد بأنك كنت أحد الأسباب إن كنت تذكر جيدا، لأنك لو لم تجرني بعيدا مثلما فعلت لكنت...
قاطعها رشيد ساخطا: - حسنا أنا الملام الوحيد الآن.
قالت في أسف غير مبالية بسخطه:
- لقد كان خائفا، يرتجف مثل طائر مذبوح.
سألها:
- وماذا يجب علينا أن نفعل الآن؟
- لا أعلم في الحقيقة.
مرت لحظات صمت قصيرة بينهما قبل أن ينهض رشيد من مكانه معلنا:
- فلنتحرى عن الحقيقة من مصدرها.
سألته: - ماذا تعني بذلك؟
لم يجبها بل تحرك نحو النادل دافعا ثمن المشروبات وانطلق خارج المقهى وهي تتبعه دون أن تعرف ما الذي يدور في رأسه.

الحلو اللاذع 07-03-08 11:27 PM

يسلموااااااااااااااا هند

بجد رووووووووووووووووووووووووووعة

أكشن وحمااااااااااااااااس للأخر

منتظرين القادم بكل شوق

تقبلي مروري

hind2006 08-03-08 05:01 PM

شكرا لك صديقتي الحلو اللادع على مرورك الجميل
وهدا جزء صغير سأضعه اليوم


أخذتهما سيارة الأجرة إلى مستشفى الشفاء، لم تعرف ضحى بالأمر إلا عندما أوقفتهما السيارة عند الباب الرئيسي لها، لقد فكرت حينذاك كم كانت غبية عندما لم تفهم قصده بأن يبحث عن الحقيقة من مصدرها.
توقفا كلاهما بالقرب من عاملة الاستقبال فابتسمت لهما قائلة:
- مرحبا كيف أستطيع أن أفيدكما؟
نظر رشيد إلى ضحى وكأنه يخبرها بأنه سيتولى مهمة الحديث، فكانت أن أقرت له بنظرة مستسلمة على موافقتها، ثم استدار مرة أخرى نحو عاملة الاستقبال قائلا:
- في الحقيقة نريد معلومات عن شخص يعمل بهذه المستشفى.
سألته في ثقة:
- وما اسم هذا الشخص؟
تردد رشيد قبل أن يقول:
- نحن لا نعرف اسمه.
ردت العاملة: - كيف إذن سأساعدكما، إن كنتما لا تعرفان اسمه؟
وقبل أن يتحدث رشيد تدخلت ضحى قائلة: - يمكننا أن نخبرك عن أوصافه إنه رجل طويل ونحيف مقوس الظهر قليلا بشرته سمراء وشعره أجعد غطاه الشيب وأعتقد أنه في الخمسينات من العمر.
نظرت العاملة إلى ضحى في ريبة وظهر عليها بعض الاضطراب ثم قالت قبل حتى أن تقوم بالتفكير: - لا يعمل لدينا أحد بهذه الأوصاف.
حاول رشيد أن يجرها إلى الحديث قائلا:
- أرجوك آنستي تذكري جيدا ربما تكونين مخطئة.
ردت العاملة في إصرار:
- قلت لكما بأنه لا يعمل هنا أي شخص يمتلك الأوصاف التي ذكرتموها، وأرجوكما الآن إن لم يكن لديكما شئ آخر تريدان الاستفسار عنه فـ...
لم تكمل جملتها لكنهما فهما أنها تطردهما، فاستدارا على أعقابهما دون أن يضيفا ولو كلمة.
ظلا صامتين طيلة طريقهما نحو خارج المستشفى كل منهما يفكر في الأمر على طريقته، قبل أن تقطع ضحى ذلك الصمت بقولها:
- إذن ما رأيك في الأمر؟
رد عليها في سخرية: - أعتقد بأنك كنت تتوهمين كل هذه الأمور، لا أعرف ما هو هدفك لكنني لا أعتقد بأن هذا الرجل موجود.
لقد أغاظها كلامه كثيرا لم تعرف كيف ترد عليه، كانت ستخبره بأن تصرف العاملة لم يكن طبيعيا عندما أخبرتها بأوصافه، لكنها إن فعلت ذلك الآن فستؤكد له كلامه عن أوهامها، أو أنه ربما لا يصدقها، حينما انكشفت لها هذه الفكرة سألته في غضب:
- أتعتقد بأنني أكذب؟
لم يرد على كلامها، مما أكد لها صحة ما فكرت به، فاشتعلت نار الغضب في أعماقها مما أخرجها عن رزانتها:
- أتقول بأنني كاذبة، إذن ما الذي تنتظره كي تبلغ الشرطة عني، هل تعتقد بأن لي يدا في مقتل إحسان؟ لما لا تفعل ما الذي تنتظره.
نظر إليها محاولا أن يمتص غضبها وهو يقول:
- أنا لم اقصد ذلك لو شككت بأن لك ضلعا في مقتل إحسان لما كنت واقفا الآن معك أحدثك، كما أنني أعتقد بأنك لا تعرفينني جيدا. والآن أرجوك عودي إلى منزلك إن هذا اليوم كان مشحونا بالأحداث وأظن أنك تحتاجين إلى إراحة أعصابك.
كان الغضب لا يزال يتملكها فردت مسرعة ودون تفكير:
- حسنا والآن تتهمني بالجنون أليس كذلك؟
نظر إليها في إشفاق، قبل أن يبتعد عنها تاركا إياها تعصف كرياح الخريف وقد أشار إليها بيده مودعا.
بقيت واقفة للحظات طويلة في مكانها حتى اختفى عن ناظرها، لقد شعرت بالبرد يلفها لقد أخطأت لم يكن يجب عليها أن تتصرف بتلك الصورة، لكن طريقته في الكلام معها وتلميحاته أزعجتها وأخرجتها عن طوعها. تحركت ببطء في الجهة المعاكسة للطريق الذي سلكه رشيد لم تركب سيارة الأجرة، بالرغم من أن السماء كانت ملبدة بالغيوم منذرة بنزول أمطار في أية لحظة.
وصلت إلى الشارع الذي يقودها إلى منزلها، ها قد وصلت أخيرا لقد شعرت بإنهاك شديد، فالمسافة التي قطعتها من المستشفى إلى هنا لم تكن بالهينة، فجأة أحاسيسها المنهكة كلها قد استيقظت عندما شعرت بيد تجذبها إلى زقاق جانبي مظلم و ضيق واليد الأخرى قد وضعت على فمها بقوة كي لا تصدر صوتا.
للحظات لم تفكر سوى في إحسان...
لقد انتهى الأمر...
لقد قضي علي...

dew 10-03-08 09:56 PM

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ليه وقفتي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أولا مرحبا أختي العزيزة,,,,أهنئك على هذا الإبداع الجميل والرائع ,,,,

أنا أحب القصص المشوقة المليئة بالألغاز

أهنئك :55::55::55::55::55:

ثانيا ,,أنا أنتظرك بشوق

hind2006 15-03-08 04:30 PM

السلام عليكم مرة أخرى
آسفة لتأخري كل هدا الوقت لكنني كنت أريد أن أكتب جزءا طويلا لأضعه وتستمتعوا به لكنني لم أستطع كتابة سوى جزئين.
وشكرا لك أخ dew على مورك الرائع وأشكرك حقا وأشكر كل من طالع قصتي
وإنني أعد أن أكمل إنهائها في أقرب فرصة فأرجوك منكم الصبر معي
وهدا آخر ما كتبته


استيقظت ضحى في اليوم التالي وهي ملئ نشاطا وحيوية، قبلت رأس والدتها ثم دخلت المطبخ لتحضر طعام الإفطار، الغريب أنها لم تنم إلا ساعة واحدة ليلة البارحة، لأنها ظلت تفكر في كل ما حدث لها طيلة دلك اليوم، لقد كان يوما منهكا لأعصابها بكل ما للكلمة من معنى من حضور جنازة إحسان إلى لقائها برشيد الذي أدى إلى انهيار أعصابها،ثم التقائها به ، كان آخر شخص تتوقع أن تقابله.
لم تكن طريقة لقائها عادية، فقد ملء الرعب في قلبها بإمساكه بها وجدبها نحو مكان مظلم.
حاولت بجسمها النحيل أن تتخلص من قبضتي يديه، لكن لا فائدة، كان الخوف يسيطر عليها، فجأة أطلق سراحها محاولا التهدئة من روعها.
- اهدئي آنستي إنني لا أريد أن أؤذيك.
كان يجب عليه أن يعيد هده الكلمة عدة مرات وبصوت مرتفع، حتى تتخلى عن النوبة الهستيرية التي اجتاحتها وهي ترجوه:
- أرجوك لا تقتلني، إنني لا أعلم شيئا، صدقني أرجوك لا تقتلني..أرجوك ..أرجوك...
بعد لحظات قصيرة بدأت تستوعب الأمر، إنه يطلب منها أن تهدأ، إنه يخبرها بأنه لن يؤديها، شيئا فشيئا بد الهدوء يتسلل إلى قلبها وحاولت أن ترفع رأسها إليه لكنها لم تستطع أن تتبين ملامحه، لأن الظلام كان دامسا في دلك الزقاق، فسألته بارتجافه صغيرة ظهرت على شفتيها:
- هل حقا لن تؤذيني؟
قال في حنو الأب:
- إنني حقا لا أريد أن أؤذيك يا بنيتي.
فاجأتها تلك الكلمة الأخيرة لكنها لم تقف عندها طويلا لأن سؤالا مستعجلا كان يلح عليها:
- لكن من تكون؟
- أدعى عباس الحليمي؟
قالت في تشكيك:
- إنني لا أعرفك يا سيدي.
رد في ثقة: - إنك تعرفينني جيدا، إنني الرجل الذي كنت تبحثين عنه اليوم لقد أخبرني صديق لي كان يعمل في نفس المستشفى التي كنت أعمل بها، مستشفى الشفاء، بأن شخصين مرا هناك يسألان عني عاملة الاستقبال، لقد كان قريبا من المكان وسمع الحديث الدائر بينكم.
فتحت فمها في دهشة:
- أنت هو...
- نعم أنا هو الذي جاء ليسأل عن إحسان في الجريدة وهو الذي التقيته في المستشفى وهرب منك، وهو نفسه الذي رأيته في الجنازة.
سألته حائرة:
- فلماذا الآن، لمادا كنت تهرب مني وفجأة جئت بنفسك إلي وبهده الطريقة كأنك هارب من شئ أو شخص ما.
-لماذا الآن، لا أعلم أنا نفسي إجابة لهدا السؤال، أما خوفي فهو من عصابة كبيرة وليس من شخص واحد فقط، وأعتقد أن هده العصابة لها ضلع في مقتل إحسان رحمها الله.
- قلت عصابة، وكيف تعرف أنت بالأمر؟
- في الحقيقة لا المكان ولا الزمان يتسعان للحديث بهذا الأمر هل يمكننا أن نلتقي غدا لأشرح لك الأمر كاملا.
سألته في حيرة: -لكنك قلت بأنك ملاحق وأية حركة تقوم بها فهي خطر عليك.
- أعلم ذلك، لقد أرسلت زوجتي وأولادي إلى القرية حيث يعيش أهلي، سيكونون هناك في مأمن، أما أنا فإنني مختبئ في أحد الفنادق الصغيرة في وسط المدينة، إنه مكان مؤقت إلى أن أجد مكانا أكثر أمنا. سأتركك الآن وغدا نلتقي..هل يمكننا أن نلتقي أمام محطة القطارات
- ولماذا محطة القطارات؟
- لأنه يكون مكتظا بالناس وأكون في مأمن من عيون العصابة.
- حسنا أنا موافقة، لكنك لم تخبرني في أية ساعة نلتقي؟
- هل تناسبك الساعة العاشرة.
- حسنا هدا مناسب سآخذ أولا رخصة من الجريدة ثم نلتقي.
- حسنا ويمكنك أن تحضري ذلك الصحفي الذي جاء معك إلى المستشفى هذا المساء.
- حسنا.
بعد ذلك ابتعد عنها في الظلام تاركا خلفه علامة استفهام كبيرة.
كان صوت إبريق القهوة يطلق صفيرا يعلن عن انتهاء العمل على الوجه المطلوب ما جعلها تعود بفكرها إلى حيث تقف، حملت الإبريق بحذر ثم وضعته على الصينية بالقرب من إبريق الحليب واتجهت بها إلى الصالة حيث تجلس والدتها السابحة في عالمها الخاص.
***
وقف إسماعيل بالقرب من نافدة مكتبه ينظر إلى الخارج، بينما جلس رشيد على كرسي مقابل مكتب رئيس التحرير، كان ظاهرا على وجهه علامات السخط والغضب حين قال:
- أين يمكن أن تكون قد ذهبت؟
رد رئيس التحرير دون أن يشيح بوجهه عن المنظر وراء النافدة.
- لا أدري، لقد فتشنا مكتبها، كما أننا بحثنا في غرفة مكتبها بالمنزل شبرا شبرا، لكن لا شئ، كل الأوراق اختفت.
- وما الحل إذن، إننا حتى لا نعرف ما الذي كانت تحقق من أجله إحسان.
أشاح إسماعيل أخير بوجهه عن النافدة مستديرا لمقابلة رشيد ثم قال في غضب ظاهر:
- لهدا السبب كنت أريدها دائما أن تطلعني عن خطواتها التي كانت تقوم بها في تحقيقاتها، لكنها كانت عنيدة، بل عنيدة وغبية، لأن لو كانت تعلمنا بما كان يجري لها لما ماتت.
كانت كلماته الأخيرة تحمل كثيرا من الألم على فقدان صديقة عزيزة، نعم إنه في الآونة الأخيرة كان غير متفق معها ولم يكونا على وفاق، إلا أن فقدانها شئ لم يتخيله، إن دلك آلمه بشكل كبير، وجعله يشعر بأنه مسئول عن فقدانها، لو أنه أوقفها عند حدها لما تركتهم...
رد رشيد في حكمة:
- إن هدا الكلام لم يعد ينفع الآن وكلمة لو مدخل للشيطان فاستغفر ربك، وتأكد بأنه كان قدرها أن تموت لا يمكن أن نفكر في غير دلك.
رد إسماعيل في أسف:
- أعلم أنه قدرها لكن بهده الطريقة الوحشية هدا ما لا أحتمله.
قام رشيد من مكانه ووضع يده على كتف صديقه مواسيا:
- إنني لا يمكننا تغيير القدر فقد حصل وانتهى الأمر، ما يجب علينا أن نفعله الآن هو البحث عن الجاني لنخلص ضميرنا، ولنريح إحسان في قبرها.
ابتسم إسماعيل في أسى، وحرك رأسه إيجابا ثم قال:
- وكيف نفعل دلك؟ والأدلة كلها مفقودة.
- من قال لك دلك، إن لكل قضية بابا نبدأ منه، وأنا أعرف جيدا هده الباب التي ستوصلنا إلى حل خيوط هده القضية.
استدار إسماعيل نحوه مستفسرا:
- وهل يمكنك أن تعلمني عن دلك؟
- ليس الآن، لأنني لست متأكدا بعد، أرجوك إسماعيل لا تغضب مني لكنني أريد أن أتحقق أولا من الأمر ثم أعلمك بكل شئ.
حرك إسماعيل رأسه في غير رضا ثم قال:
- حسنا.. سنرى دلك لاحقا، والآن هيا انصرف إلى مكتبك، أريد أن أجري مكالمة مهمة.
ابتسم رشيد ثم قال مازحا:
- حسنا سلم لي على تلك المهمة.
فقد علم رشيد أن المكالمة المهمة ليست سوى لخطيبته منى التي تعرف عليها مند أشهر قليلة، كانت فتاة جميلة جدا وحساسة، وعندما يكون إسماعيل في ضيق فإنها تكون سلواه والمخففة عنه همومه.
حاول إسماعيل أن يخفي ابتسامة ظهرت على شفتيه.
- إن أضفت كلمة واحدة سأخصم لك مرتب شهر كامل.
كان رشيد يعلم أن صديقه مجنون ويستطيع أن يفي بدلك الوعد لدلك توجه نحو الباب وهو يحدثه قائلا:
- لا أرجوك إنني مفلس في الآونة الأخيرة وأنا محتاج لكل فلس من تلك النقود.
***
كانت واقفة أمام مكتبه الفارغ، تساءلت بينها وبين نفسها:
- أين هو الآن؟ إن أوراقه منتشرة على مكتبه وفنجان القهوة الساخن قد وصل مستواه إلى النصف، ربما يكون بمكتب رئيس التحرير...
لم تكمل جملتها حتى فتح الباب لتتراءى لها ابتسامته المشرقة، شعرت بقلبها ينبض فجأة وبأن وجهها قد تلون بالأحمر. فقالت في نفسها: - ما الذي يحدث لي وكأنني طفلة مراهقة. ما هدا الغباء الذي أنا فيه، يجب علي أن أفكر في القضية لا في شئ آخر الآن، آه كم أنا تافهة.
كان قد اقترب من مكتبه، أما هي فقد استطاعت أن تضبط نفسها أخيرا لكن وجنتيها لم تستطع أن تمنعهما من الاحتراق فحاولت أن تخلق كدبة صغيرة وهي تحاول أن تدفع الهواء ببعض الأوراق التي كانت بيدها يمينا وشمالا على وجهها قائلة:
- لقد وصلت متأخرة، أنا آسفة لم أستطع أن أجد سيارة أجرة فجئت ركضا إلى هنا.
لم يعلق على كلامها بل اتجه نحو كرسيه خلف مكتبه قائلا:
- إذن أجدك قد هدأت اليوم.
لقد فهمت ضحى أن كلامه يتعلق بما حدث مساء البارحة، لكنها لم تحاول الاعتذار بل حاولت أن تدخل في صلب الموضوع مباشرة، إن ضحى في الحقيقة إنسانة عملية لأبعد حد وهدا الموضوع تفخر به، بالرغم من أن دلك يجعلها جافة في بعض الأحيان ويبعد عنها الآخرين خصوصا الرجال.
قالت:
- إدا كان لديك وقت فإنني أريدك أن تذهب معي.
سألها:
- إلى أين؟
نظرت إلى ساعتها، كانت تشير إلى التاسعة والنصف، لم يبق سوى نصف ساعة على الموعد لدلك أعلنت:
- هل يمكننا أن نتحدث عن دلك في الطريق.
قال مستسلما:
- حسنا.
ثم قام من مكانه فورا وارتدى معطفه الذي كان خلف كرسيه ليقول:
- إذن فلنذهب.
ترددت ضحى:
- حسنا، أعتقد بأنه يجب أن آخذ رخصة في البداية.
- لا بأس سأشرح الأمر لاحقا للإدارة.
ثم تخطيا جنبا إلى جنب الطريق بين مكاتب الجريدة تاركا الصحفيين ينظرون إليهما في فضول، سائلين بعضهم البعض عن إن كان أحدهم يعرف سبب اجتماع رشيد بصحفية مبتدئة مثل ضحى، ليقول أحدهم:
- إنها المصالح، فتاة جميلة وصحفي مرموق
.
ملاحظة صغيرة:ستجدون مكان الذال دالا وهدا ليس خطئي بل إن الحرف لا يعمل عندي ولا أعرف السبب.
وشكرا على اهتمامكم

MALAK 16-03-08 02:29 AM

اهلا هند

قرات بدايه روايتك
وشعرت من خلال
لغتها انها تستحق
القراءة بالاضافة
الى موضوعها المشوق

سوف احاول ان اكملها
واعود مرة اخرى

اختك حروف النور

inay 16-03-08 03:08 AM

قصة رآآئعة ..اشكرك عليها أختي ..

في انتظار التكملة بفارغ الصبر ..

تحياتي

InaY

inay 16-03-08 03:10 AM

قصة رآآئعة ..بكل ما ما فيها ..شكرااا على هذا الابداع ..

واصلي تألقك أختي ..وفي انتظار التكملة

dew 16-03-08 07:22 PM

جزء جميل يالعزيزة ..........

مشكورة جدا :55::flowers2:

hind2006 19-03-08 06:06 PM

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أولا أو أن أشكر كل من دخل وقرأ قصتي، وأشكر بالخصوص moussa
inay
dew
وأريد أن أخبركم بأن تشجيعاتكم تزيدني إصرارا علىإنهاء القصة
وهذا جزء آتمنى أن ينال إعجابكم

hind2006 19-03-08 06:06 PM

كان يضع نظرات سوداء وقبعة شمسية على رأسه، واقفا تحت ظل شجرة وافرة يراقب من يدخل المحطة ومن يخرج منها، كانت الحركة كثيفة في المحطة مما جعله تائها بعض الشئ، فقد يأتي الزائرين ولن يراهما فقرر أن يقف بالقرب من الباب الرئيسي، رغم أنه غير متأكد بأن ذلك آمن بالنسبة له.
لكنه قبل أن يتحرك من مكانه شاهدها، كانت تدخل الباب مع ذلك الشاب الصحفي، لقد كان يعرفه من خلال مقالاته الساخرة التي كان يكتبها، كانت لديه جرأة كبيرة جعلته يسجن مرارا وتكرارا، هذا ما كان قد سمعه عنه في الجرائد، وقد برروا سجنه بسبب تعديه الخطوط الحمراء، ابتسم ساخرا حين تذكر ذلك، وقال في نفسه، إن حياتنا كلها خطوط حمراء، إذن أين هي تلك الحرية التي يدعونها في قوانينهم ودساتيرهم، هل هو مجرد نقل حرفي عن قوانين الغرب، وعندما تأتي المسألة إلى التطبيق، فإن اعتبارات كثيرة تدخل على الخط. المهم الآن ليست هذه القضية بالرغم من أنها القضية التي يرتكز عليها بناء التقدم والديمقراطية.
***
وقفت وسط الساحة الداخلية للمحطة خلفها رشيد الذي سألها:
ألم يقل لك أين سيلتقي بك بالتحديد.
ردت عليه وهي تبحث بعينيها عنه:
- فقط أن ألتقيه بالمحطة...
ثم لمحته يقترب منها وقد ابعد القبعة عن رأسه دون أن ينزع النظارات، لقد تذكرته جيدا، إنه هو حقا فقالت: - حسنا إنه هناك. ثم تحركت نحوه، بينما وقف رشيد حائرا:
- ماذا قلت؟
سلمت عليه ثم عرفته على رشيد الذي كان قد اقترب منهما:
- رشيد إنه يعمل صحفيا بالجريدة التي كانت تعمل بها إحسان وقد كان صديقا مقربا لها.
سلم عليه عباس وقال:
- إنني أعرفه..
ثم توجه إليه قائلا:
- ليس بصورة شخصية، لكنني أقرأ مقالاتك الساخرة.
ابتسم رشيد ومد يده ليسلم عليه قائلا:
- وأنا أيضا أعرفك لكن ليس بصورة شخصية.
قالت ضحى قلقة:
- لا أعتقد بأنه يجب علينا البقاء واقفين هنا طويلا، قد يعرفك أحدهم وتصبح في خطر.
رد رشيد على كلامها موافقا:
- معك حق، يجب علينا أن نكون بعيدين عن الأنظار، فنحن لا نعرف حتى من هو العدو لنحتاط منه، وأعتقد أن مقهى "الرحالة" وهو هناك بالمقابل من المحطة سيكون آمنا فلا يقصده الكثيرون على حسب علمي.
رد عباس:
- إنه مقهى النخبة لا يقعد فيه إلا الأثرياء وذووا النفوذ.
قالت ضحى مقاطعة حديثهما:
- ليس هذا هو المهم، المهم أن نبتعد عن هذا المكان و بسرعة.
بعد دقائق قليلة كانوا جالسين في مقهى الرحالة، كانت حقا مقهى خمس نجوم، الجبس المنقوش على الطريقة التقليدية العالية الدقة والتشكيل، أما الأرضية فكانت رخامية لامعة تكاد تبصر فيها نفسك، أما المرايا المحيطة بالمكان فقد وضعت في إطارات ذهبية تأخذ الألباب، هذا عدا عن الطاولات المصنوعة من خشب السنديان والكراسي التي قد يغرق الشخص داخل الوبر الذي قد غلف بها. لقد أبهر المكان ضحى إلى حد كبير على عكس رشيد وعباس اللذان اختارا مكانا منزويا قليل الإضاءة وجلسا دون الشعور بأي ارتباك وكأنهما أتيا إلى هذا المكان مرات عدة.
اقترب منهم على الفور النادل يأخذ طلباتهم، اختار رشيد وعباس إبريق شاي منعنع على الطريقة المغربية، بينما اكتفت هي بكوب من الماء. حاول النادل الاحتجاج، لكنه لم يسعه إلا تلبية الطلبات فهذا هو عمله أن يجلب طلبات الزبائن، وعندما ابتعد عنهم دخل رشيد في الموضوع مباشرة دون مقدمات قائلا:
- حسنا يا سيد عباس، لقد أخبرتني ضحى بأنك ربما تملك معلومات تساعدنا على معرفة اللذين قتلوا إحسان.
رد عباس وهو ينظر إلى ضحى تارة وإلى رشيد تارة أخرى قائلا:
- سأبدأ من ذلك اليوم الذي دخل فيه مريض إلى المستشفى التي كنت أعمل بها، كان مصابا بطفح جلدي لم أره يوما في حياتي المهنية، وضع الرجل في غرفة منعزلة، لاعتقاد الأطباء بالمستشفى بأن المرض قد يكون معديا ولم يكن يراقبه إلا أحد الأطباء المختصين وقد كلفت أنا بإعطائه الدواء في مواعيده المحددة ومراقبته دون بقية الممرضين الآخرين اعتبارا لتجربتي الكبيرة وأقدميتي بالمستشفى...
قاطعه رشيد محتجا:
- في الحقيقة لا تهمني أخبار هذا الرجل إنما يهمني ما يتعلق بإحسان فلتدخل في الموضوع مباشرة.
نظرت ضحى إليه محتجة، بينما قال عباس:
- أرجوك أن تصبر علي، فالأمور متشابكة مع بعضها فأرجوك أن لا تقاطعني.
تنفس رشيد بعنف قائلا:
- حسنا هيا أكمل.
وقبل أن يهم عباس بالحديث، اقترب النادل بالطلبات فصمت منتظرا انتهاء هذا الأخير من توزيع الطلبات عليهم ثم ينصرف.
قرب إليه كأس الشاي الساخن ثم أخذ رشفة صغيرة من المشروب قبل أن يقول:
- قلت بأن الرجل كان مصابا بطفح جلدي، كان غريبا كانت تلك البقع الكبيرة الحمراء تنتفخ شيئا فشيئا ثم تمتلئ بالصدئ، وقد كان تحليل عينات من دمه يشير إلى وجود مواد إشعاعية بنسب كبيرة في دمه...
قاطعته ضحى هذه المرة سائلة:
- ألم يعرفوا مصدر هذه الإشعاعات النووية؟
- لا لم يعرفوا، أو هكذا خيل لي في البداية، كان الرجل يحتضر، وفي لحظاته الأخيرة أمسك بي يرجوني بأن أفضحهم، أن أفضح من دمر حياته وسيدمر حياة الآخرين، لقد رددها مرات ومرات كان يهذي بهذه الكلمات طوال تلك الليلة قبل أن يموت.
- أن تفضح من؟ سأل رشيد
- لم أعرف لأن المنية قد وافته قبل أن يخبرني بكل شئ، لقد أثارني هذا الأمر بشدة ولم أستطع لليالي عدة أن أنام وأنا أرى نظرته الأخيرة المتوسلة، ومما زاد حزني ولده الذي لم يكمل شهرا واحدا والذي لن يرى أباه للأبد وزوجته الشابة التي بكت عليه كثيرا.كان منظرا محزنا بالفعل. وذات مساء بينما الأطباء والمشرفين لم يكونوا بالمستشفى دخلت غرفة الأرشيفات، الغرفة التي يحتفظ فيها بملفات المرضى الذين تتوفاهم المنية داخل المستشفى، ثم أخرجت ملفه الصحي، فاكتشفت أن المرض كان نتيجة مواد سامة غير محلية دخلت جسمه عن طريق التنشق واللمس، الغريب في الأمر أنها لم تكن الحالة الوحيدة بل هناك حالات أخرى قد عولجت في مستشفيات مختلفة، والغريب في الأمر أن كل حالة كانت تبعث إلى مستشفى خاص غير المستشفى التي استقبلت مثل تلك الحالة، كما أن المستشفيات كلها التي استقبلت هؤلاء المرضى ،والذين ماتوا كلهم بكل تأكيد، لم تثر أية مسائلة قانونية ولم تبلغ الجهات المسئولة ولا الشرطة، أما الأمر الأكثر إثارة للانتباه هو أن كل المرضى كانوا يعملون بمكان واحد.
سأل رشيد في اهتمام:
- وأين كانوا يعملون؟
- إنكم لن تصدقوا الأمر أبدا، لقد كانوا يعملون في شركة "أ.د.م" التي فوضتها الدولة لتسيير الماء والكهرباء في المنطقة الوسطى.
ردت ضحى في حيرة:
- ولكن ما علاقة هذه الشركة بالإشعاعات النووية؟
ثم وكأنها تذكرت شيئا حين قالت:
- مستحيل.
استدار رشيد نحوها متسائلا:
- وما هو المستحيل الذي تتحدثين عنه؟
- في الحقيقة كانت قد كلفتني إحسان قبل وفاتها أن أبحث لها عن كل ما يتعلق بهذه الشركة، أي شركة المياه والكهرباء المفوضة من طرف الدولة، لم أفهم في البداية ما كانت ترمي إليه، كما أنها كلفتني بموضوع آخر أعتقد أن له علاقة بالأمر وهو النفايات الإشعاعية، ولكنني لم أسلمها هذا الموضوع.
شئ آخر، لكنني لم أعد أفهم شيئا إذا ربطنا المواضيع مع بعضها البعض فقد كلفتني في البداية أن أجد معلومات عن جمركي قد توفي منذ عام بحادث وصف بأنه مقصود، وقد اشتهر هذا الجمركي بأخذه للرشوة، ورغم أنه قد أحيل إلى القضاء مرات عدة إلا أنه في كل مرة كان يخرج من القضايا الملتصقة به كالشعرة من العجينة. وقد كتبت مقالات صحفية عدة عن فساده لكن الكثيرين أكدوا أن وراءه أشخاص يملكون النفوذ إما داخل الدولة أو خارجها.
ساد صمت قصير بين ثلاثتهم قبل أن يقول رشيد:
- الأمر أصبح أكثر تعقيدا فلدينا الرجل الذي مات بالمستشفى وسبب وفاته مواد إشعاعية غريبة، وكان يعمل بشركة الماء والكهرباء وهذه الشركة إيطالية، ثم هناك موضوع النفايات الإشعاعية، والجمركي. لو كنا وجدنا الأوراق التي كانت تعمل بها إحسان لكانت القضية قد حلت شيئا ما.
سألته ضحى في استغراب:
- هل ضاعت؟
رد عليها:
- لا نعلم ما هو مصيرها.
أعلن عباس:
- ربما سرقت هذه العصابة الأوراق قبل أن يقضوا على إحسان.
أجاب رشيد في انهزام:
- إنها مجرد احتمالات، لكن أعتقد أن إحسان أذكى من أن تترك أوراقا مهمة في متناول العصابة إن كانت قد شعرت بالخطر حقا، لقد كانت إحسان حذرة جدا بحيث لم تكن تخبر أقرب الأقربين إليها عما كانت تقوم به حتى تنتهي منه، لذلك فإنني أعتقد أنها أخفت الأوراق في مكان ما، لكن أين بالضبط هذا ما لا يستطيع أحد منا معرفته.
قال عباس بعد تفكير، مقترحا:
- أعتقد بأنه يجب عليكما أن تبدآ بالبحث من جديد، وأعتقد أنه من الأفضل أن تبدآ بالشركة الإيطالية ابحثا عن أي شئ مهما كان تافها.
ذكرت هذه الكلمات ضحى بإحسان فطرأ على بالها سؤال حيرها منذ مدة لتطرحه على عباس:
- أريد أن أعرف منك كيف تعرفت على إحسان وكيف جاءتك الفكرة أن تذهب إليها لتخبرها هي بالذات وليس غيرها؟
نظر إليها رشيد في اندهاش لأنه كان يريد أن يطرح نفس السؤال على السيد عباس هذا، لقد تفاجئ بما عرفه عن هذه الفتاة في فترة زمنية قصيرة، إنه يعترف بأنها سريعة البديهة وذكية، ولم تخترها إحسان عبثا.
رد عباس في ثقة:
- كنت قد التقيت إحسان قبلا في أحد المستشفيات العامة التي كنت أعمل بها قبلا، وقد تعاملنا معا، فقد كانت تغطي حادثة خطأ طبي في تلك المستشفى والتي أدت إلى إعاقة أحد الرضع. وكنت قد زودتها بمعلومات كافية أدت إلى تحويلي إلى المجلس التأديبي.
ضحك رشيد قائلا:
- إنك تحب توريط نفسك دائما.
ابتسم عباس:
- لأنني لا أستطيع أن أسكت عن الحق ولو على رقبتي.. والآن أريد أن أعود إلى الفندق.
سأله رشيد:
- وهل تبيت في فندق الآن؟
- ذلك أأمن لي.
علقت ضحى:
- لكن لا أعتقد أن الأمر سالم هناك.
- وما الذي سأفعله، لا أستطيع الذهاب إلى القرية الآن، كما أنه ليس لي أقارب في هذه المدينة.
أعلن رشيد: - يمكنك أن تقطن معي في شقتي.
قاطعته ضحى:
- إنه ليس أمرا سليما أيضا، لكن ربما الحل لدي، فعائلتي تملك منزلا في الحي الشعبي، إننا لا نقطنه، وهو مخبأ مناسب بالنسبة لك حتى تنتهي هذه القضية.

dew 20-03-08 10:23 PM

أختي هند ,,,,,,,,,
جزء مثير للإهتمام ومشوق

أنتطرك عى أحر من الجمر

inay 23-03-08 02:23 PM

.... جزء رائع ..واصلي اختي ..

وفي انتظار التكملة ..

hind2006 23-03-08 06:14 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر كل من دخل وقرأ قصتي وبالخصوص الصديقتين dew
inay
أشكركم وأعدكم بالمزيد من التشويق والإثارة في الأجزاء القادمة
وأتمنى أن تستمروا في تشجيعي، فذلك يساعدني على الاستمرار
شكرا
هند2006

inay 05-04-08 01:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hind2006 (المشاركة 1297556)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر كل من دخل وقرأ قصتي وبالخصوص الصديقتين dew
inay
أشكركم وأعدكم بالمزيد من التشويق والإثارة في الأجزاء القادمة
وأتمنى أن تستمروا في تشجيعي، فذلك يساعدني على الاستمرار
شكرا
هند2006

وعليكم السلام ..كل الشكر لك اختي على هذه القصة المميزة ..وفي انتظارك عزيزتي ^^

ارادة الحياة 08-07-09 05:41 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القصة بين يديك
بالتوفيق ان شاء الله


همسة الف شكر لحظة زمن

hind2006 08-07-09 05:47 PM

شكرا لك أختي إرادة الحياة
وانا آسفة مرة أخرى على الإزعاج
وانا الآن منهمكة في كتابة جزء يكون كبيرا ومهما كذلك بعد ان نامت ابنتي الشقية
وأتمنى أن تكوني من المتابعات لقصتي وهو شرف كبير لي
وشكرا

hind2006 08-07-09 08:18 PM

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هاأنذا أعود لأاضع تحت أيديكم جزءا من القصةالتي وجدت صعوبة كبيرة في إنهاءها فهي ليست قصة اجتماعية أو إنسانية بسيطة وإنما هي قصة شبه بوليسية مليئة بالألغاز والعقد وهذا يحتاج وقتا وجهدا كبيرا كما أن فيها معلومات كثيرة صحيحة
أما عن أسماء الأشخاص والأماكن مثل أسماء الشركات والمستشفيات والمقاهي كلها من نسج خيالي، حتى فكرة القصة من خيالي وهي غير حقيقية رغم أنني استنتجتها من واقع حاصل في القارة الإفريقية ككل وهي أزمة النفايات النووية، وآثارها على الشعوب الإفريقية ككل.أتمنى لك قراءة ممتعة بالرغم من أن هذا الجزء لا يحمل أحداثا كثيرة إلا أنه سيكون مدخلا وتمهيدا لذلك. أريد أن أقرأ آراءكم حول القصة بكل موضوعية وشكرا



كان رشيد وضحى يعبران الأزقة الضيقة للمدينة القديمة حيث يتواجد منزل عائلتها القديم، سلمت مفاتيحه إلى السيد عباس وأرته المنزل ثم ودعاه معا، معلنين أنهما سيذهبان إلى الجريدة,أثناء الطريق غرق رشيد في أفكاره، لقد كان يفكر بإن الخيوط بدأت تتوضح الآن، ليس كلها، لكن على الأقل الأمر لم يعد غامضا كالسابق، لكنه حائر من أين يبدأ، هل من سعيد الشمام ذلك الجمركي الفاسد الذي جاء اسمه فيما جاء أم من ذاك الرجل الذي مات بالمستشفى، أم بشركة الماء والكهرباء الإيطالية، وما العلاقة التي تربطها بما يسمى النفايات النووية، أيعقل أن يكون لها يد في إدخال النفايات النووية إلى البلاد خلسة, لكنها مفوضة من طرف الدولة، فهي شركة تعمل قانونيا في البلاد، أم عملها في البلاد هو مجرد واجهة لأعمال قذرة غير معروفة، لطالما سمع رشيد عن بعض الصفقات الأوربية مع البلدان الإفريقية الفقيرة لدفن نفاياتها هناك كما أنه قرأ في إحدى الجرائد السنغالية والتي تدعى " لو سولاي" أي الشمس أن 33 بالمأة من مساحة الموزمبيق وإفريقيا الوسطى تلقى بها هذه النفايات, أصبحت إفريقيا الآن مزبلة للنفايات النووية للدول المتقدمة، ذلك كله من أجل أموال قليلة لعلها تحسن من معيشة افراد هذه الدول التي يعيش بعضها إن لم يكن أغلبها تحت خط الفقر,كما أنه قرأ كتابا لأحد الكتاب الكامرونيين والذي أسماه " لا تدفنوا نفاياتكم عندنا" توصل خلاله هذا الكاتب إلى أنه عام 1989 نشرت المنظمة العالمية للصحة تقريرا جاء فيه أن أسباب موت الأطفال في إفريقيا وتحديدا في دول مثل الكاميرون والموزنبيق وإفريقيا الوسطى والغربية سببه أيضا النفايات النووية التي تم دفنها في تلك الدول من قبل مجموعة من الدول العضمى مقابل صفقة بمليارات الدولارات, لكن ما دخل كل هذا بالمغرب، فالمغرب ليس دولة فقيرة بالرغم من أن هنالك فقر في أوساطه، وهو لا يعيش صراعات إقليمية أو حروب أهلية أو مجاعات أو أمراض ليكون أحد الأهذاف التالية للدول الصناعية الكبرى لرمي نفاياتها داخله. إنه لم يعد يفهم شيئا لقد دارت الأفكار في رأسه حتى شتتته، لكن كل ما سبق التفكير به، هو أمر سابق لأوانه، ربما الأمر لا يصل إلى هذا الحد.
كان قد نسي الشخص الذي كان يمشي بجابنه، إنها لم تكن سوى تلك الصحفية المبتدئة ضحى، أخرج نفسه من تلك الأفكار ليسألها عما قد يدور في ذهنها، كانت هي أيضا سارحة عنه في أمر ما، لعلها مثله تحاول أن تشبك أطراف القضية أو تحلها لا يدري، لكن ما هو متأكد منه أن هذه الفتاة التي قد تبدو ساذجة بالنسبة إليه أو هكذا كانت تبدو في البداية، متقذة الذكاء وذلك يظهر جليا في نظرات عينيها وسرعة إدراكها للأمور، اعتقد في البداية أنها ستعيق حركته في البحث، لكن ما وجده هو أنها تساعده في التفكير واتخاذ الخطوة التالية وهو الذي لم يكن يعتمد على أحد في ذلك من قبل قال يخرجها من عالمها الذي غرقت فيه:
إلى أين وصلت؟
همهمت: - همم... ماذا قلت؟
رد عليها قائلا وهو يشير بيده إلى سيارة أجرة : - قلت فيماذا كنت تفكرين؟
وقبل أن تجيب توقفت سيارة الأجرة أمام قدميهما ثم فتح الباب الخلفي لها فركبته، ثم اتخذ مكانه بجانبها، وبعدما دله على العنوان، عاد ليسألها مرة أخرى:
ما الذي يتوجب علينا فعله الآن؟
لكن ضحى بدل أن تجيبه سألته سؤالا ذكيا: - أخبرني أنت ما هو الشئ الذي تعتقد أنك تستطيع البحث فيه فورا.
قال بدون تردد:
أعتقد سعيد الشمام.
قالت ضحى في انتصار: - إذن لما لا تدل سائق التاكسي عن عنوانه.
لكنه توفي على ما أعتقد، وأنت تعلمين أيضا ذلك...
أكملت ضحى جملته : - ليس لديه عائلة هنا،بل إنه لم يكن لديه عائلة في الأصل، فهو قد تربى في ميتم، ومن كان يعرفه أو بالأحرى يعرفها أكثر هي الراقصة لولا التي كانت تعمل في أحد النوادي الليلية بالمنطقة يدعى " ليل الساهرين".
كان رشيد منبهرا بكم المعلومات التي تحتفظ بها ذاكرتها وبدقتها أيضا لذلك لم يستطع إخفاء إعجابه بعملها وهو يقول: - أعتقد يا ضحى بأنه يجب علي أن أهنئك على ذاكرتك القوية.
ابتسمت ضحى باحراج لكنها سرعان ما غيرت الموضوع لتقول: - إذن ما الذي ستفعله.
رد عليها رشيد مستسلما: - أعتقد أنني من يجب أن يطرح هذا السؤال عليك. فإلى ماذا تريدين أن توصليني إليه؟
ردت بحزم ولكنها موجهة كلامها إلى السائق: - فلتذهب بنا إلى حانة ليل الساهرين من فضلك.
حرك السائق رأسه موافقة والفضول يتآكله بسبب حديثهما الذي لم يفهم منه حرفا.
ابتسم رشيد وهو يقول في نفسه: - لم أعتقد بأنه سيأتي اليوم الذي تقودني فيه امرأة.
أوصلهما السائق إلى المكان المقصود، كانت ضحى قد نزلت وهي تقرأ لافتة كبيرة فوق إحدى المحلات لكنها غير مضيئة، فالآن نهار ولا تفتح مثل هذه النوادي لزبنائها إلا ليلا، لكن بالتأكيد يوجد بعض العاملين بالمحل والحارس أيضا كما يمكنك أن تصادف صاحب المحل يجلس في مكتبه يعد مبالغ المال التي يدخلها عليه مثل هذا النوع من الخدمة ، الشرب والرقص والغناء والمجون.
اقترب رشيد منها وهو يقول:
هل تعتقدين أن هناك أحد، المكان مغلق، سأل رشيد وهو يعيد محفظته في جيبه الخلفي لسرواله الجينز.
ردت عليه وهي ترى طوله الفارع يغطي نور الشمس خلفه كان ذا بنية قوية وجهه صلب لكنه يحمل لمحة من الحنان لا تدري كيف اكتشفتها بالرغم من أنها لم تتعامل معه إلا في إطار عملي مغلق، بشرته قمحية تناسبت كثيرا مع شخصيته. وصوته كانت فيه بحة لقلما تجدها عند أي شخص لقد ميزته حقا.
أعتقد بأنك قد تجد عاملي النظافة أو الأمن أو حتى صاحب المحل، لا ندري ...
وقبل أن تتم جملتها رأت الباب ينفتح ويخرج منه أحدهم ، ولم تكن سوى امرأة، كانت هيئتها تدل على أنها راقصة تعمل بالمحل، كانت ترتدي ثيابا عادية ومعطفا أحمر مشدودا عليها جيدا من الخصر، أما وجهها فكان ممتلئا بالأصباغ وحمرة الشفاه الفاقعة ورموش مثقلة بالماسكارا حتى تعتقد أنها لا تستطيع فتح عينيها بسبب ثقلهما. نظر رشيد إلى ضحى التي نظرت إليه بدورها ثم اقتربا من المرأة التي كانت قد أخرجت سيجارة لتشعلها لكن القداحة لم تطع يديها، أخرج رشيد بسرعة قداحة من جيبه وقربها إلى شفتي المرأة التي استنشقت بسرعة نفسا طويلا من السيجارة، قبل أن تمسكها بإصبعيها بخفة وتشكره بابتسامة متكلفة.
شكرا لك سيدي، هذا لطف منك.
ثم توجهت بنظرها إلى مرافقته وابتسمت لها في ريبة وهي تقول: - أرجو أن لا تكونا من الشرطة، فأنا قد ابتعدت عن المشاكل منذ زمن طويل.
أخذ رشيد دفة الحديث وهو يقول:
لا بالتأكيد لا، نحن لسنا من الشرطة، لكن فقط نريد أن نسألك عن بعض الأسئلة، لكن قبل ذلك هل تعملين في هذه الحانة؟
ردت المرأة ولا زالت الريبة تكسو وجهها المكسو بالأصباغ:
نعم أنا أعمل هنا ثم أخذت نفسا طويلا آخر من سيجارتها ونفخته من الجهة الأخرى حتى لا تصلهما الرائحة.
فسألتها ضحى بالرغم من اختناقها برائحة الدخان النتنة: - ومنذ متى تعملين هنا؟
توترت المرأة وهي ترد: - أنا لا أفهم لما علي أن أجيب عن أسئلة شخصين غريبين أنا لا أعرفهما بالكاد. وهمت بالابتعاد عنهما.
نظرت ضحى إلى رشيد الذي جرى نحو المرأة وأمسك بذراعها بخفة وهو يقول برجاء:
هل يمكن أن نجلس في أحد المقاهي القريبة من هنا نريد فقط التحدث إليك عن شخص لا ندري إن كنت تعرفينه أم لا لكنه كان يرتاد هذه الحانة دائما.
استدارت المرأة لتواجهه قبل أن تقول في تحد: - إذا كان أحدهم قد مر من هذه الحانة يوما ما فبالتأكيد سأعرفه ما كان اسمه؟
قال رشيد بسرعة وبدون تردد: - سعيد الشمام هذا اسمه هل سمعت عنه يوما؟
كان لون وجه المرأة قد اختطف وكأنها رأت أمامها شبحا، صنمت أمامه لثواني قبل أن تحرك شفتيها بصوت قد لا يكاد مسموعا:
قلت من؟
سعيد الشمام. أعاد عليها رشيد الاسم وقد تأكد أن هذه المرأة تعلم الشئ الكثير عن هذا الرجل. ثم أكمل قائلا، هل علمت بأنه قد مات منذ عام ؟
حركت رأسها إيجابا وهي لا تزال في حالة من الصدمة والخوف، لذلك اقترح عليها رشيد بأن يذهبا إلى مكان هادئ حتى تستعيد قواها ، ثم استدار إلى ضحى التي كانت واقفة بعيدة عنهما بمسافة قليلة، وطلب منها مرافقتهما.
جلسوا ثلاثتهم على طاولة مطلة على الشارع الرئيسي المقابل للملهى الليلي ذاته، وبعد أن طلبوا ما يشربون كان الصمت سيد الموقف، أخرجت المرأة مجددا سيجارة أخرى واشعلها لها رشيد مرة أخرى، تمنت ضحى لو تستطيع أن تطلب منها أن تطفئها لكنها لم تعتقد بأن الظرف مناسب.
أخذت المرأة نفسين متتاليين من سيجارتها قبل أن تقول:
والآن من أنتما وما الذي تريدان معرفته بخصوص سعيد الشمام.
رد رشيد: - نحن صحفيان ونعمل بجريدة الشروق، أظنك قد سمعت بها
اعتدلت المرأة في جلستها قبل أن تقول: - أليست هي نفسها الجريدة التي ماتت لها إحدى الصحفيات؟
إنها هي، قال رشيد ذلك بحزن.
ردت المرأة في حزن:
أنا آسفة، وهل لهذا الأمر علاقة بسعيد.
قال لها وهو يحرك يديه في الهواء، لا نعلم حقا يا سيدة...
فأسرعت المرأة بالقول: - آنسة شيماء واسم الشهرة شينا
ابتسم رشيد قبل أن يقول: - تشرفنا يا أنسة شينا، أنا رشيد وهذه، وهو يشير إلى التي كانت تجلس بجانبه، ضحى زميلتي في العمل.
ردت الآنسة شينا بدلع وكأنها عادت إلى طبيعتها السابقة بعد أن اختفت من على وجهها علامات الاضطراب والذهول: - تشرفنا، وهي تجول بعينيها الواسعتين و المثقلتين بالماسكارا على جسم ضحى التي شعرت بالتوتر والخجل، ثم واصلت:
ماالذي تريدان معرفته الآن؟
كل شئ عن سعيد الشمام، ما الذي كنت تعرفينه عنه؟
نظرت لحظات طويلة إلى عقب سجارتها قبل أن تعصره في الطفاية التي كانت بالقرب منها ثم قالت:
كان رجلا كريما يصرف الأموال علينا بدون حساب، كان سكيرا من الدرجة الأولى، وكان يعرف الكثيرمن الشخصيات المهمة كان يحضرها معه في الكثير من الأحيان، هذا كل شئ.
في هذه الأثناء خرجت ضحى عن صمتها قائلة:
- و الآنسة لولا ماذا كانت تعني له لسعيد شمام.
نظرت شيماء أو شينا إلى ضحى بشئ من الريبة وبدلا من أن تجيبها سألتها: - ومن أنى لك أن تعرفي هذه المعلومة.
نظرت ضحى إليها في تحد وقالت: - لقد عرفت والسلام، نحن نريد فقط أن نعرف العلاقة التي كانت بين سعيد ولولا. كما أعتقد أن لولا ليس إسمها الحقيقي هي كذلك.
نظرت شينا إلى رشيد الذي كان ينظر إليها وكأنه يحثها على أن تجيب على سؤال زميلته، ثم تنهدت وقالت: - غن اسمها ليلى ولقد كانا متزوجين. لكن لا أحد كان يعرف الخبر، لقد أحبها بجنون وهي كذلك، لا أدري حقا ما الذي أعجبها فيه، كان رجلا كثير المال لكن هذا لا يجعل أية راقصة تتخلى عن مهنتها من أجل الزواج به.
- وهل هي تخلت عن عملها بعد أن تزوجته؟ سأل رشيد
- لا.. ليس قبل أن يموت، فبعد وفاته ابتعدت عن العمل وعن المدينة كلها.
- وهل تعرفين عنوانها الجديد؟ سألتها ضحى
أخرجت شينا علبة السجائر من جديد ويديها ترتجفان من التوتر: - أنا آسفة حقا، فأنا لا أستطيع أن أفيدكما هنا، لقد وعدتها أن لا أخبر أحدا عن مكانها، ولن أخلف هذا الوعد أبدا، لا مستحيل، أعذراني ثم قامت من مكانها حاملة حقيبتها بيد وسيجارتها التي لم تشعلها في بين أصابعها وهي تقول:
- سأذهب الآن، وشكرا على الشاي.
توقف رشيد بثقة وهو يقول بهدوء عكس ما أبانت هي عليه من توتر:
- إسمعي يا آنسة شينا إنها مسألة موت أو حياة، لقد مات سعيد ولم يكن موته عاديا وهذا ما أكدته الصحف لدى مقتله، كما أن إحسان هي الأخرى ماتت مغدورة والدور سيصل الكثيرين لا علاقة لهم بأي شئ، قد يكونون أطفالا صغارا وشيبا وشبانا إن حياة الكثيرين متعلقة في معرفة الفاعل وأنت إن لم تساعدينا قد تكونين جانية مثل هؤولاء الذين يحاولن تدمير بلادنا وقتل أولادنا، أنا آسف إن كنت قد أزعجتك أنا وزميلتي، وأعتقد بأن لديك أشياء أهم من ذلك لتقومي بها,
ارتمت على الكرسي مستسلمة وقالت:- لقد عرفت لولا منذ عملت في هذا الملهى الليلي منذ خمسة أعوام تقريبا، و أنا من عرفتها على سعيد الذي كان في البداية يأتي من أجلي ثم عندما رأى لولا أحبها وتركني لكن هذا لم يغضني أبدا بل بالعكس أراحني، فأنا لم أكن أحتمل سكره وثقل دمه، لا أدري حقا ما الذي جعل لولا تحبه، بالرغم من أنها كانت جميلة وألف واحد كان يتمنى أن يجلس تحت قدميها، ثم تزوجا كان ذلك قبل وفاته بعام تقريبا، وأنا حضرت الحفلة الصغيرة التي أقاماها في منزله بمناسبة زوجهما. لكن قبل موته بشهر تقريبا كنت أشعر بأن لولا دائما مهمومة وخائفة وقد تخاصمت هي وسعيد وكانت تنام عندي في منزلي، سألتها عن السبب لكنها لم تخبرني، وعندما مات ذهبت معها إلى المشرحة لرؤية جثته فانهارت وبدأت تقول كلاما لم أفهمه كانت تقول: - لقد قلت لك لا تذهب إليهم، لماذا إنهم وحوش ها أنت لم تسمع كلامي ولقد قتلوك وقد يقتلوني أنا أيضا.
كانت تهذي بهذه الكلمات طيلة تلك المدة ثم بعد ذلك رحلت بعيدا وطلبت مني أن لا أخبر أحدا. لقد ترجتني كثيرا، إنها خائفة من شئ لا أعلم ما هو.
ساد صمت طويل بين الثلاثة قبل أن يقطعه رشيد قائلا:
تأكدي يا شينا أن إخبارنا بعنوانه سيبقى سرا بيننا نحن الثلاثة ولن نخبر أحدا عن مكانها.
قالت مستسلمة: - حسنا أعطني ورقة وقلم سأكتب عنوانها لكما، أنا لا أستطيع الذهاب معكما، لدي أعمال كثيرة هنا، سلما عليها فقط.
جلست على مكتبها وهي تبحث في مسودات الأوراق التي كانت جمعتها قبلا لإحسان، كانت تقرأ عن الشركة الإيطالية بالخصوص، لم تكن قد وجدت الكثير من المعلومات عنها لأن مثل هذه الشركات الكبرى لا تعلم حتى من مالكها الأصلي، على الأقل ليس من السهل الوصول إلى مثل هذه المعلومات، تأففت وهي تنظر إلى باب رئيس التحرير الذي دخل منه رشيد منذ أن عادا إلى الجريدة، كانت أفكارها مشتتة مثله تماما، أين يتوجه الآن هل يكمل البحث عن طريق سعيد الشمام ولولا بالرغم من أنها بدأت تحس بالإحباط فهما لا زالا يدوران في حلقة مفرغة والمعلومات التي حصلا عليها حتى الآن غير كافية، فهل التي تدعى لولا تملك الكثير لتخبرهم عنه. عادت وغاصت في الأوراق التي أمامها مرة أخرى لعلها تجد حلا لهذه الأحجية التي تاهت فيها.
وفي مكان قريب منها جلس رشيد وإسماعيل يرتشفان كوب القهوة لكن الغضب باد على وجهيهما
ماذا تريدني أن اقول لك، إنني حتى الآن لم أجد شيئا قد أفهمه أو قد أورط به شركةالماء والكهرباء المتهمة الرئيسية في هذه القضية.قال رشيد غاضبا
كان إسماعيل أهدأ منه وهو يقول: - أنا لم أقل شيئا إبحث كما شئت ولكنني أريد أن اعرف كل شاردة وواردة حتى لا يقع ما وقع قبلا ، أنا لا أريد أن أخسرك أنت أيضا.
ابتسم رشيد في أسى و قال: - لا تقلق علي كما انني لست وحدي.
جلس إسماعيل على كرسيه الكبير والمريح وهو يقول:
- هل تتحدث عن تلك الصحفية ما كان اسمها؟
- ضحى ، أحس بغرابة وهو ينطق اسمها، ربما كان اسمها عاديا مثل أي اسم آخر يسمعه، لكنه عندما يربطه بشخصها هي بالذات تصبح لديه رنة خاصة، يصبح اجمل اسم سمعه ونطق بأحرفه، يا إلهي لا يعقل أن يصل تفكيرك إلى هنا، فكر رشيد، إنها فتاة غريبة الأطوار، كما أن علاقتك بها لا تتعدى العمل.
- كيف تجدها؟ سأله إسماعيل
- لو عشت حياتي كلها لكي أفهمها فإنني بالتأكيد سأفشل.
- أنا أسألك عن عملها كيف تجده، وليس عن شخصها، رد إسماعيل ثم سأله في نبرة محذرة:
- لا أعتقد أنك بدأت تعجب بها؟
قام رشيد من مكانه وكأنه تلقى شتيمة لتوه وهو يرد على صديقه: - ماذا تقول هل أنت مجنون، أنت تعرف جيدا أنني مضاد للحب والإعجاب، أما عن اللهو فأنا لاأمانع، لكن ضحى ليست أبدا من النوع الذي يعجبني،أما عن عملها فأنا أقول بأنها ممتازة. والآن سأذهب قبل أن تسقط علي تهمة أخرى باطلا.
ثم خرج من الباب وهو يسمع ضحكة صديقه العالية، لكنه تذكر شيئا ثم عاد يواجهه قائلا:
- غذا لن نحضر إلى الجريدة أنا وضحى، ستكون لدينا مهمة خاصة، سنذهب عند لولا.
أشار له إسماعيل بيده معلنا عن موافقته، وقال له: - في أمان الله.

hind2006 18-07-09 12:53 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا جزء بسيط من القصة أتمنى أن ينال رضاكم

كانا جالسين أحدهما مقابلا الآخر، ساد صمت طويل يلفه توتر كل منهما قبل أن يقطعه إسماعيل في نبرة حادة وحاسمة:
يجب أن نعلم الشرطة بكل ما وصلت إليه.
حرك رشيد يديه في الهواء وهو يشخر بسخرية فأكمل إسماعيل كلامه وهو يقف متوجها نحو الكرسي خلف مكتبه:
- إسمع يا رشيد الأمر في غاية الخطورة ولا أعتقد بأنه وقت تحقيق البطولات وإظهار الشجاعة، فالحقيقة الوحيدة التي تترائ أمامنا هي الخسارة، وأنا لا أريد أن أخسر أكثر مما خسرت حتى الآن.
رد رشيد في تحد: - لم تكن الخاسر الوحيد يا إسماعيل، لقد كنا كلنا، الجريدة وعالم الصحافة ، إن إحسان اختارت أن تكشف الحقيقة لكنها بالفعل لم تكن لتريد أن تموت، ليس فينا أحد يريد أن يموت، لكن المخاطرة أحد أسباب الوصول إلى الحقيقة في عالمنا، ولا أعتقد بأنك لا تريد معرفة الحقيقة.
- بل أريدها بالتأكيد. قال إسماعيل في حسم، ثم أكمل كلامه:
لكن أعتقد بأنه يجب علينا أن نشرك الشرطة بما قد نعرفه من معلومات هذا سيساعدنا على اكتشاف الحقيقة بأسرع وقت ممكن.
نهض رشيد من مكانه وهو يلهث من الغيض: - لا أفهم حقا يا إسماعيل، لم أعتقد بأن الصدمة كانت قوية عليك إلى هذه الدرجة، أنت تعلم جيدا أن الشرطة لو تدخلت في الموضوع، فهذا يعني أنه علينا أن نتوقف عن التحقيق، كما أن الشرطة مع احترامي الشديد لما لديها من وسائل في كشف الحقيقة، إلا أنها بالتأكيد قد تكشف كل أوراقها أمام الجناة وبالتالي فسيكون لديهم الوقت للمراوغة، وإخفاء الأدلة.
نظر إليه السيد إسماعيل مطولا وكأن كلام رشيد قد أقنعه، ثم قال في حسم:
حسنا سأترك لك المجال فترة بسيطة من الوقت ليس أكثر من أسبوعين لتسلمني تقريرك الصحفي كاملا، وإن لم تفعل...
قاطعه رشيد قائلا:
إلى ذلك الحين افعل ما تشاء، أما الآن فعلي الذهاب إلى مكتبي.
وقبل أن يقوم من مقعده، قال له اسماعيل لكن في نبرة أخوية أو أبوية صادقة:
- أرجو أن تكون حذرا، فأنا لا أريد أن أخسرك أنت أيضا.
ابتسم رشيد في أسى و قال: - لا تقلق علي كما أنني لست وحدي.
جلس إسماعيل على كرسيه الكبير والمريح وهو يقول:
- هل تتحدث عن تلك الصحفية ما كان اسمها؟
- ضحى
أحس بغرابة وهو ينطق اسمها، ربما كان اسمها عاديا مثل أي اسم آخر يسمعه، لكنه عندما يربطه بشخصها هي بالذات تصبح لديه رنة خاصة، يصبح اجمل اسم سمعه ونطق بأحرفه، يا إلهي لا يعقل أن يصل تفكيرك إلى هنا، فكر رشيد، إنها فتاة غريبة الأطوار، كما أن علاقتك بها لا تتعدى العمل.
- كيف تجدها؟ سأله إسماعيل
- لو عشت حياتي كلها لكي أفهمها فإنني بالتأكيد سأفشل.
- أنا أسألك عن عملها كيف تجده، وليس عن شخصها، رد إسماعيل ثم سأله في نبرة محذرة:
- لا أعتقد أنك بدأت تعجب بها؟
قام رشيد من مكانه وكأنه تلقى شتيمة لتوه وهو يرد على صديقه: - ماذا تقول هل أنت مجنون، أنت تعرف جيدا أنني مضاد للحب والإعجاب، أما عن اللهو فأنا لاأمانع، لكن ضحى ليست أبدا من النوع الذي يعجبني،أما عن عملها فأنا أقول بأنها ممتازة. والآن سأذهب قبل أن تسقط علي تهمة أخرى باطلا.
ثم خرج من الباب وهو يسمع ضحكة صديقه العالية، لكنه تذكر شيئا ثم عاد يواجهه قائلا:
- غذا لن نحضر إلى الجريدة أنا وضحى، ستكون لدينا مهمة خاصة، سنذهب عند لولا.
أشار له إسماعيل بيده معلنا عن موافقته: - في أمان الله.
***
فتحت باب المنزل، كان هادئا كما العادة باستثناء يوم الجمعة حين تأتي أختها نادية هي وأبنائها، لم تكن تعترض على الإزعاج الذي يحدثه الأولاد بقدر ما كانت تزعجها تعليقات أختها السخفية، والآن أضافت إلى ذلك موضوع بيع البيت. نزعت معطفها وحذائها ووضعتهما في المكان المخصص بالمدخل، ثم توجهت نحو الصالة الصغيرة لترمي حقيبتها وملف أوراقها على أقرب أريكة. ثم توجهت نحو غرفة والدتها، وقبل أن تدخل كانت الممرضة التي كلفتها ضحى برعاية أمها خلال النهار مقابل مبلغ شهري، قد خرجت من المطبخ، ابتسمت لها وهي تقول: - مساء الخير عزيزة، كيف كان يومك؟
ردت الممرضة التي تجاوزت الأربعين من عمرها بابتسامة هادئة: - بخير والحمد لله، و الوالدة أيضا بخير لقد تناولت طعامها قبل قليل وأعطيتها دوائها, أعتقد بأنه يجب علي الذهاب الآن.
- حسنا. ردت ضحى باقتضاب ثم انتظرتها حتى خرجت، ودخلت إلى والدتها التي كانت نائمة، أو أنها تتظاهر بذلك، فضحى لم تعد تفهم أمر أمها بتاتا، قبلتها على خدها، وغطتها جيدا قبل أن تطفئ نور الغرفة وتنسحب إلى الخارج.
****

لم تستطع النوم فقد كان تفكيرها مشغولا بأمر ما، تقلب زوجها في فراشه وهو يتأفف من الإنارة المسلطة على عينيه: -ألا يمكنك أن تطفئ هذا المصباح أريد أن أنام.
لم تكن لترد عليه، ليس لأنها لم تسمعه بل لأنها تتعمد ذلك، استدار نحوها ثم قال لها:
نادية أرجوك نامي الآن وغدا صباحا فكري كما يحلو لك.
- لا أستطيع يا يحى لا أستطيع أن أنام وأنا لم أسوي مسائلي مع ضحى
اعتدل يحى في جلسته وهو يتأفف ثم قال:
- إذا كنت تعتقدين بأنها ستبيع منزل جدتها فأنت تحلمين، أنت تعرفين أختك أكثر مني،لكن ما لا أستطيع أن أفهمه هو لماذا تريدين بيعه هل أنت محتاجة للمال؟ هل أنا مقصر عليك بشئ.
نظرت إليه نادية بشئ من الاحتقار قبل أن تقول:
وهل تعتقد بأن ما تصرفه علي وعلى أولادك يكفينا أو يسد حاجاتنا، لو أنك لم تفوت على نفسك فرصة الذهاب في تلك البعثة إلى الإمارات لكانت حياتنا أفضل مما نحن عليه، ولما احتجت إلى بيع المنزل.
شعر يحى بالغضب من كلام زوجته المستمر حول تضييعه لبعثة الإمارات تلك، تلك البعثة التي تركها لأحد أصدقاءه الذين كانوا في أمس الحاجة إليها أكثر منه، كما أنه لم يكن راغبا في الابتعاد عن زوجته وأبناءه، بالرغم من أنه لايلاقي منها إلا كل جفاء، نظر إليها في حسرة قبل أن ينقلب للجهة المقابلة ويتلحف جيدا حتى رأسه، وهو يتحسر على حبه الكبير الذي يكنه لهذه المخلوقة الجاحدة.
كانت شابة يافعة مليئة بالحيوية، لم تكن قد رأته يدخل باب الفصل وهي لا تزال ترقص و صديقاتها مجتمعات حولها منهن من تصفق ومنهن من تضرب الطاولة بيديها والثالثة تغني لها وهي قد شدت على خصرها منديل إحدى صديقاتها، ترقص بخفة متناغمة مع الموسيقى الصادرة من الأخريات. تنحنح حتى ينبأهن بوجوده، انتبهت إحداهن فتوقفت عن التطبيل، ثم توقفت التي كانت تغني عندما أشارت لها الأخرى بحركة من رأسها عن وجوده في الفصل، أما هي فصرخت فيهم غير منتبهة بعد لوجوده:
- هيا يا فتياة لماذا توقفتن، هيا أنا أحب ان أرقص على هذه الأغنية.
لكن لا مجيب، فاستدارت إلى المكان الواقف فيه، فشهقت بأعلى ما في صوتها واختبأت تحت إحدى الطاولات، كان منظرها طفوليا ومضحكا في آن، لكنه اغتال ابتسامة كادت تخون شفتيه، وحاول أن يكون جادا بصفته أستاذا للغة العربية في مؤسسة تعليمية محترمة وقال في لهجة صارمة:
إذا كنتن قد أنهيتن حفلتكن فاخرجن لتتممن ما تبقى من الاستراحة في الساحة حتى يدق جرس الحصة.
مرت الفتيات من أمامه مطئطآت رؤسهن من الحياء، فلربما كان هذا الموقف صعبا عليهن خصوصا أمام أستاذهن الجديد والبالغ الوسامة أيضا، هذا ما فكرت به كل منهن. إلا هي خرجت مرفوعة الرأس، بالرغم من أن وجهها قد أصبح قرمزي اللون بسبب الخجل والارتباك الكبير الذي جعلها تتعثر على إحدى الطاولات، لكنها عادت ورفعت رأسها ثم مضت قدما نحو الخارج. كانت إنسانة عنيدة ومغرورة، ربما هذا ما جعله يحبها، لكنه لم يعرف أبدا بأن الغرور والعناد قد يكونان يوما ما جحيما لحياته.

زارا 18-07-09 05:52 AM

السلااام عليكم..

مرحباا اختي.. انتي عمري سلمى؟؟؟او وحده لاطشه القصه..او عمري سلمى هي اللي لااطشه القصه..بما ان القصه هناا بمرااحل متقدمه جداا عنها بمنتدى الجيران؟؟هعخهخهخهخهخه

هند تدرين اني انصدمت لما شفت القصه هنااا مو لانها موجووده لاااااااا بل بسبب تاريخ وجودها... القصه موجوده من عام 2006؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كان صراحه هالشي صدمه لي.. وخصوواا انها هناااا باجزااء متقدمه جداااا...

للحين مااقريت الاجزاااء اللي هناا واللي تعتبر بالنسبه لي جديده عن اللي عند الجيران..
بالتوفيق وياليت تقدرين توصلين القصه هناك لنفس الاجزااء اللي هناا عشان اقدر احط الرد هناا وهناك..
وبالتووفيق اختي..

على فكره سؤال ذكااء. من انا؟؟هخهخهخهخه

hind2006 18-07-09 11:57 AM

السلام عليكم أختي زارا
بالتأكيد القصة لي، وقد كتبتها منذ ثلاث سنزات، ثم توقفت لأني تزوجت وغادرت بلدي المغرب وجئت إلى بلجيكا، ثم لم يكن لدي جهاز قبل عام تقريبا، كنت قد أنجبت خلالها طفلة، وبعد أن أدخلت النت للمنزل، وجدت صعوبة في الاستمرار لكنني كنت قد وضعت الأجزاء التي كنت قد كتبتهاقبلا وتوقفت، واليوم عدت لأتممه، وأنا لم أضع قصتي إلى في موقعكم هذا ثم الآن أضعها في منتدى ألمالإمارات.
أما جيران فأنا لم أضع أي قصة فيه، وأعتقد بأن أحدهم قد لطش قصتي على قولتك.
فاجزاء القصة توضع أولا في هذا المنتدى.

dali2000 06-01-10 03:06 PM

السلام عليكم

بقية المحافظة على القصص ،،تم وضع قانون جديد للروايات الغير مكتملة بقسم من وحي قلم الاعضاء

يرجى زيارة هذا الرابط

http://www.liilas.com/vb3/t134089.html

ولفتح القصة لتكملتها يرجى ،،وضع طلب بهذا القسم الخاص

http://www.liilas.com/vb3/f30/

تغلق الرواية من تاريخ وضع الرد

نرجو التعاون ،،موفقة

بوح قلم 10-04-11 08:15 AM

متوقفه من 2009


تنقل للارشيف لحين عودة الكاتبه


الساعة الآن 11:32 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية