إعدام مطربة!
 

تابعت قضية منع المطربة شيرين من الغناء في مصر حتي وصلت إلي أخطر حلقة من حلقات مسلسل الأزمات المتكررة بينها وبين المنتج نصر محروس.. تلك الأزمة التي سرعان ما تنقشع من سماء الود بينهما ويعود نهر التعاون الفني يتدفق من جديد بين طرفي الأزمة كما حدث من قبل.. فلم أتصور أن تترك نقابة الموسيقيين الحبل علي الغارب لكل من هب ودب ليملأ الدنيا صياحا وضجيجا بدعوي أنه غناء وتسلب مطربة موهوبة حباها الله صوتا جميلا حقها المشروع في الغناء! ولم يخطر علي ذهني لحظة واحدة أن النقابة التي يقع علي عاتقها مسئولية حماية المواهب الغنائية والأخذ بيدها إلي شاطيء الشهرة والأضواء، يمكن لها أن تتخلي عن تلك المهمة الجليلة، وتعطي لنفسها الحق في إرتداء ثوب سيدة العدالة لتصدر أحكاما ما أنزل الله بها من سلطان وتمنع صوتا جميلا من الغناء، في الوقت الذي تفتح فيه النقابة الباب علي مصراعيه لكل من يريد أن يرفع صوته بالغناء حتي ولو كان نشازا، ليخرج علينا مطرب جديد كل نصف ساعة! ولاتحرك نقابة الموسيقين ساكنا في مواجهة طوفان الأصوات التافهة التي أغرقت الساحة، وانهمرت علينا من كل صوب وحدب، تلوث أسماعنا وتؤذي مشاعرنا بكلمات متدنية صفيقة أشبه بهذه المرحلة الغنائية التي ارتفع فيها شعار.. الغناء حق مكفول لكل مواطن!
أعرف أنه من المنطقي أن تحاول النقابة التوفيق والصلح بين المطرب والمنتج في الأمور الفنية، أما الأمور القانونية والتعاقدات المالية فعليها أن تحاول إصلاحها قدر طاقتها، واذا لم تفلح فمن واجبها أن تترك القضية برمتها تأخذ طريقها إلي ساحات المحاكم، ومن غير المنطقي أن تتطوع النقابة لتصدر أحكاما سابقة التجهيز لصالح طرف ضد آخر في خلاف قانوني متداول أمام القضاء وتمنع مطربة من الغناء، فهذا حقا أمر يثير الدهشة والغضب خاصة وأن النقابة تمتلك الكثير من أسلحة العقاب والردع دون اللجوء إلي حكمها القاسي علي مطربة موهوبة وإلزامها بالصمت وهو حكم أشبه بالاعدام!
والحقيقة أنني لا أعرف لماذا ساءت الأمور ووصلت إلي هذا الحد في ظل وجود النقيب المستنير حسن أبوالسعود الذي يقدر قيمة الفن والمواهب الفنية؟! ولا أدري كيف سمح باصدار قرار من مجلس النقابة بمنع أهم صوت نسائي علي الساحة الغنائية الآن في مصر؟!
اذا كانت نقابة الموسيقيين تري أنها بذلك تحافظ علي سلوكيات وأخلاقيات أعضائها، فالأولي بها أن تحافظ علي التعاقدات غير المكتوبة بين الفنان والجمهور ولاتتعامل بمبدأ النعامة وتخبيء رأسها في الرمال لتترك المهازل التي نراها كل يوم، تمر عليها مر الكرام!
إنني أري أن قرار منع شيرين من الغناء والحجر علي صوتها لن يحفظ للنقابة ماء وجهها ولن يضبط سلوكيات أعضائها، لكن هذا القرار سيؤدي إلي خسارة للاغنية المصرية التي نأمل أن تتجاوز كبوتها بأصوات أخري واعدة مثل شيرين.
أما ما يحدث حولنا الآن من هبوط وتدني علي الساحة الغنائية فهو بحق مهزلة لا نظير لها في عالم الفن، وتستحق أن تجعل مجلس النقابة في حالة طواريء وإنعقاد دائم حتي يجد الحل الملائم لتنقية الساحة من كل الملوثات والشوائب التي تسمي نفسها أصواتا غنائية، خاصة بعد أن هبت رياح البذاءات والشتائم في أغاني الموجة الجديدة من الأفلام السينمائية، وتباري نجوم الكوميديا في الاعلان عن مواهبهم المتعددة بأغاني سوقية أقرب ما تكون إلي الردح والسباب وخرج علينا سعد الصغير مع أبطال فيلمه 'عليا الطرب بالثلاثة' يغني للحمار في شوارع القاهرة ليستجدي الجمهور، ويدلل علي فيلمه، كما كان يحدث في الماضي بالموالد الشعبية في القري والنجوع، ولم يكتف الصغير بذلك بل إصطحب الحمار الذي وقع في غرامه داخل أحد الاستوديوهات أثناء تسجيله لبرنامج تليفزيوني ليغني له علي الشاشة بحماس منقطع النظير.
'بحبك ياحمار'!
لقد قرأت في جريدة 'المصري اليوم' أن نقيب الموسيقيين حسن أبوالسعود ينوي اقامة دعوي قضائية ضد محامي شيرين بسبب تصريحاته التي أدلي بها لوسائل الاعلام حول أزمة موكلته مع النقابة، وان كنت أتمني من نقيب الموسيقيين أن يربأ بنفسه عن هذا الخلاف حتي لايكون خصما وحكما في آن واحد!


( منقول )

ربنا ينهى هالقصة على خير

شرين صوت دافئ وحنون

يسلمو على الخبر

موفقة

شكرا على مرورك وعلى نشاطك