منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   المنتدى العام للقصص والروايات (https://www.liilas.com/vb3/f16/)
-   -   شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش (https://www.liilas.com/vb3/t208637.html)

سارونة بنت الخالدي 13-09-22 09:40 PM

رد: شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش
 
الـفـصـل الـخـامـس...




- 17 -

العمدة :على الرحب والسعة ، حوائجكم مقضية بإذن الله ، ما المشكلة ؟

الجد : أريد أن تسمعني للنهاية رجاء .

هذا حفيدي فيصل تعرض لمأزق ومكيدة أودت به للاعتداء على فتاة من فتيات قريتكم .

العمدة : ماذا ؟ من ؟

هل تلك الفتاة التي ذاع صيتها في القرية ، وأهلها في هرج ومرج بحثاً عن المعتدي ؟

فيصل : أرجوك يا حضرة العمدة ، سأقول لك الحقيقة ، الفتاة بريئة .

الجد قاطع فيصل : حفيدي أخبرني بكل شيء اعترف بغلطه وهو نادم على فعلته أشد الندم .

تنهد العمدة تنهيدة طويلة وقال :

كان الله في العون سنجد حلاً لهذه المشكلة قبل أن تكبر أكثر من اللازم .

نادى العمدة على ولده ليذهب إلى بيت أبي سالم والد أمل ويأتي به في الحال .



- 18 -

تابع العمدة حديثه مع الجد : كان من المفروض الذهاب إلى بيت أبي سالم ، لكنني أخاف عليكم من القتل ، ولن يتركوكم بسلام ، وخاصة أن أبناء عّم أمل وأخوالها كلهم يريدون أن يصلوا إلى الفاعل ليقتلوه .

الجد : كلام سليم ، بارك الله بك . وأنا كنت سأذهب إلى منزل أهل الفتاة , ولكن خفت بأن يأذوا حفيدي ولو حدث هذا الشيء أنا لن أتركهم بسلام لأنه حفيدي الوحيد .

العمدة : وهل ما فعله حفيدك قليل بالفتاة .

الجد : لا

العمدة : أخبرني يا سيدي ماذا ستكون ردت فعلك لو كانت الفتاة حفيدتك وحفيدك أبن هذا القرية .

الجد بكل جدية: طبعا سأقتله .

في هذه اللحظة دخل رجال منهم مسنون ومنهم شباب . بدت على الجد وفيصل علامات الخوف والاضطراب ، فأشار الجد أن يدخل بعض حرسه الذين أتى بهم ، وقد حسب الحساب لهذا الموقف .

تفاجأ العمدة من مجيء هذا العدد الكبير من آلِ سالم وعندما سأل عن السبب أجاب سالم : جئنا كلنا كي نعرف سبب طلبك يا حضرة العمدة وخاصة عندك ضيوف من خارج القرية .

العمدة : أنا أريد أبا سالم فقط وستعرفون بعد ذلك كل شيء .

أشار أبو سالم لابنه والرجال بالخروج والعودة إلى المنزل .

سالم والشرر يتطاير من عيونه : ننتظرك في الخارج يا أبي.

التفت العمدة إلى أبي سالم قائلاً : هذا السيد مرزوق وحفيده ، وهذا طلال ( أبو سالم ) .



الجد : تشرفت بمعرفتكم .

- 19 -

أبو سالم: الشرف لي ولكن أنا لا أعرفك يا سيد مرزوق , فأنا أول مرتنا أرك هنا في القرية لهذا أتسال لماذا طلبت حضوري يا حضرت العمدة .

العمدة : سأخبرك يا أبا سالم بكل شيء وأرجو أن تكون هادئاً.

قطّب أبو سالم حاجبيه وقال غاضباً :

إذن هذا هو الشاب الذي نبحث عنه ، هل هذا صحيح ؟

العمدة : نعم لكن اهدأ .

ما كان من أبي سالم إلا أن انقض على فيصل ليخنقه لولا تدخل العمدة وحرس الجد الذين دخلوا مباشرة وخلّصوا فيصل من يديه وهو يقول لماذا فعلت ذلك بابنتي ؟ لماذا ؟

العمدة : اهدأ يا أبا سالم ، اهدأ ، تمهل ... تمهل .

الجد : أريد أن أنهي كل شيء يا سيد طلال ، حفيدي أخطأ واعترف بخطئه ، والعمدة عرف المكيدة التي دُبّرت له .

العمدة : هل تعرف الشاب أحمد الذي جاء وخطب ابنتك

يوماً ما ؟

أبو سالم : نعم أعرفه ، أنا رفضته لأنه سيّء الخلق وماضيه أسود ولكن ما شأنه الآن ؟

العمدة : هو يظن أن ابنتك هي التي رفضته وأراد الانتقام منها .





- 20 -

فيصل : والله يا عمي هذا الذي حصل ، أراد أن ينتقم من ابنتكم وكنتُ أنا الضحية بسذاجتي وقلة خبرتي ، أنا أعترف بذلك .

أبو سالم ( طلال ) : والآن من سيعيد شرف ابنتي ومن سيصلح ما حصل؟

الجد : اسمع يا سيد طلال نحن ....

قاطعه أبو سالم قائلاً : هل ستعرض علي المال ؟

وهل الشرف يُعاد بالمال ؟ أريد شرف ابنتي ...

ابنتي كانت ستتزوج من ابن عمها عما قريب ... حطمتم مستقبلها ...فالموت هو أفضل حلٍ لها .

الجد : أنا سأصلح ما فعله حفيدي ، ما رأيك أن نخطب ابنتكم له ونزوجهم على سنة الله ورسوله ؟

أبو سالم : حسبي الله ونعم الوكيل .

الجد نظر إلى فيصل ثم إلى طلال : حفيدي اعترف بغلطه وهو يريد الزواج منها ، ولو لم يكن جاداً بذلك لم يأتِ معي وكانت ضاعت المشكلة ولَم يُعرف فاعلها ، وماتت الفتاة لا سمح الله .

أبو سالم بانكسار : وهل هناك حل غير ذلك ؟ فالسيد حفيدك قضى على مستقبلها ...

سارونة بنت الخالدي 18-09-22 06:44 PM

رد: شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش
 
لـفـصـل الـسـادس ....

- 21 -

وافق طلال على زواج ابنته من فيصل مجبراً ، مرغماً ، لا حل آخر له .

نادى أبو سالم على أخوالها ( سند ومحمد ) ليأخذ رأيهم بالأمر.

وقف سند معترضاً رافضاً فكرة طلال ، عندها وقف الجد وقال : ابنتكم عندكم وحفيدي معي وعندما تصلون إلى قرار أخبرونا .

اشتد الخلاف بين سند وأخيه محمد الذي طلب منه أن يسكت ويصمت لأن الكلام لوالدها وليس الخال أولاً وأخيراً .

أراد أبو سالم أن يخفف الوطأة بسؤال فيصل عن والده وعدم مجيئه ، فاعترض الجد كلامه قائلاً : أنا كبير العائلة وليس والده ، عندها تدخل العمدة بقوله : إن الوالد له دور أيضاً إذا كان على قيد الحياة .

أجاب الجد : لم يرافقني لأنني لم أعرفكم بعد .

لم يقبل أبو سالم تَعَنُّت وتعالي الجد عليهم فقال : وأنا أيضاً

لا أعرفكم .

عندها عّرف الجد عن نفسه وأنه من أسرة معروفة ومن قرية ال..... والكل يعرفه ويعرف عائلته .

كان في المجلس سلمان الذي عرفهم وعرف شركتهم التي في المدينة .

- 22 -

عندها هدأ أبو سالم قليلاً وراوده سؤال أخر فيما إذا وافق على الزواج ، فكيف سيقنع أهل القرية ببراءة ابنته ؟

قاطع فيصل كلامه بقوله :

أنا مستعد بأن أشرِّف ابنتك أمام جميع أهل القرية ، ولَم أكن أريد التعدي عليها كما فسرت لكم قبل ذلك .

قال فيصل هذا الكلام ، و نسي التفكير بالفخ والكمين الذي يمكن أن يُنصب لقتله ، لكن العمدة بخبرته وعدله لم يوافق ولا يريد أن تُهدر دماءٌ في القرية . تابع فيصل كلامه للعم أبي سالم مؤكداً على ندمه ، وإن أرادوا قتله فليقتلوه لأنه يستحق ذلك . نظر الجد إلى حفيده المتسرع دائماً بحكمه وتصرفاته الطائشة ونفى ما قاله .

أبو سالم يعرف أن موته لا يعيد ما أخذه ، لذلك قرر الموافقة على الزواج بعد أن يأتي الوالد وتتم مراسم الزواج دون حفل. رفض محمد واعترض وقال : لن يتم الزواج بدون حفل وسيكون في منزله حباً بأخته وابنتها أمل .

انتهى ذلك اليوم باستئذان الجد بعد أن أخرج بطاقة وأعطاها لطلال وفيها أرقام هواتف نقالة ليسألوا عنه ، ثم همّوا بالانصراف عائدين إلى المدينة .

عاد الجد وفيصل إلى منزل سلطان ( أبو فيصل ) وأخبر العائلة بكل الذي حصل وأنه يريد أن يخطب الفتاة لفيصل .

- 23 -

جُنَّ جنون أبو فيصل وزوجته التي كانت أكثر غضباً وحنقاً من زوجها ولَم يخطر ببالهم إلا أختها وابنتها خطيبة فيصل ، وما الذي سيفعلانه معهم ؟ وماذا سيقولان لهم ، وخاصة أنهم أقارب وستكون العداوة بينهم أبدية .

أبو فيصل بصدمة: هل تقصد بأنك خطبت الفتاة التي أعتده عليها فيصل .

الجد: نعم خطبتها له.. فهو أنتهك عرضها لهذا يجب عليه أن يتحمل نتيجة تصرفه .

أبو فيصل : وماذا عن الفتاة التي خطبنها له.. ماذا سنقول لأسرتها يا أبي .

أشار الجد بالتحدث لوالدها لعله يتفهّم الموقف والدنيا قسمة ونصيب كما يُقال ، والذي حدث كان خارجاً عن إرادة الجميع .

الجد: سأذهب معك إلى منزلهم وسنتحدث إلى والدها فأرجو من الله بأن يكون متفهمنا معنا .

لكن الأم لم تقتنع وبدأت تنهال على ابنها باللوم والتقريع والتهديد والوعيد إذا تزوج من الفتاة وستتبرأ منه للأبد .

فلم يكن من الجد الحكيم إلا أن يُهدّئ ريم ( أم فيصل ) بكلامه المعروف والمقنع ، ولكن الأم مازالت حانقة غاضبة ثائرة لا تستطيع أن تنظر بوجه ابنها ، ولَم تكف عن هذا إلا عندما سمعت تأوّهات ابنها وهو يتوسل إليها قائلا : أمي يكفي أنا متعب نفسياً وجسدياً .

أم فيصل بعصبية وهي تقف: ح

حَقا وأنا الم تفكر كيف سيكون موقفي مع أختي وأبنتِها؟

الجد برجاء: أرجو منك بأن تهدئي يا ريم.. فلأمور لا تحل هكذا

أم فيصل: وماذا عن أبنت أختي يا عمي؟

الجد: كل شيء قسمت ونصيب يا أبنتي

أم فيصل بقهر: نعم هذا صحيح يا عمي , فما كان من أم فيصل إلا أن تركت المكان وذهبت .

عندها توجه الجد إلى ابنه سلطان طالباً منه أن يتكلم .... أن يتفوه .... فلم يكن موقفه بأفضل من موقف زوجته وأظهر استياءه وحرجه من أخت ريم وزوجها .

أظهر فيصل لأبيه أسفه وندمه بوضعهم في مثل هذا الموقف الحرج مع خالته وابنتها .

- 24 -

إذن لامفر من ذهاب أبي فيصل برفقة الجد ليخطبوا الفتاة بشكل رسمي وهذا الرأي الصحيح السديد .

انصرف فيصل إلى غرفته بعد أن طلب الجد منه ذلك ،وبقي مع ابنه سلطان الذي بدأ يبوح هذا الأخير بما في نفسه وفقدان صوابه تجاه تصرفات ابنه فيصل الطائشة والتي لاتليق بعائلته ومركزها الاجتماعي .

تذكر أبو فيصل نفسه عندما كان رجلاً بمعنى الكلمة في نفس عمره ، وتذكر أيضاً أحد الموظفين الذي كان يعمل في الشركة ومات بحادث سيارة ، كان يعمل ويدرس ويصرف على إخوته الصغار وهو في عمر فيصل .

يا الله ! كم أتمنى أن يكون فيصل مثل هذا الشاب ، قالها أبو فيصل بتأوه وحزن أليم وتمتم قائلاً : سأعيد تربيته من جديد يا أبي . ولكن هيهات هيهات من أين لهذا الولد المدلل طول حياته أن يكون رجلاً ؟

انتهى الحديث بعد طول جدال وسجال وكلام وتعب من الجد الذي طلب الذهاب إلى بيته ليرتاح بعد طول عناء .

لكن أم فيصل أصرّت على بقاءه معهم ، وخاصة بعد ترتيب غرفته وتجهيزها ، فأذعن لرغبتها ووافق ونام تلك الليلة عندهم ...

سارونة بنت الخالدي 10-10-22 04:16 PM

رد: شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش
 
الــفــصـل الـسـابـع





- 25 -



وفِي صباح اليوم التالي استيقظت جوري على صوت جدها فقبلته وعانقته وجلست جانبه .



في تلك اللحظة نزل فيصل من غرفته واجتمعت الأسرة حول مائدة الإفطار والكل يأكل بصمت ، وكأن شيئاً ما مرتقب وخاصةً أم فيصل التي مازالت غاضبة وكانت تأكل وتكاد تغصّ في لقمتها .



جوري فنظرة إلى ولدته ووالده فشعرت بأن الاوضع غير مطمئنا



وبهمس لفيصل : ماذا هناك؟



فيصل بنفس الوضع : أمي وأبي غاضبون مني



أم فيصل : جوري أكملي طعمك لكيلا تتأخرين عن كليتك



جوري بهدوء : حسنا يا أمي



تناول الجميع الطعام وخرج كلٌ إلى عمله ، والجد إلى بيته إلا فيصل رجع إلى غرفته واستلقى على سريره مفكراً بخالته وابنتها التي لم تملّ من الاتصال به ، فردّ عليها .



سألته : كيف حالك ؟



فيصل : الحمد لله بخير .



ابنة الخالة ( ريناد ) : مادمت بخير لِمَ لا تردّ عليّ ؟



فيصل : كنت مشغولاً بعض الشيء .



ريناد بتفهم : حسنا مدم بخير فالحمد لله .



أحست ريناد من كلامه ولهجته أن شيئاً ما حصل أثناء ذلك .



فيصل بخوف من ردت فعلها : ريناد أنا أعتذر منك ولكن يجب علينا أن ننفصل فأنا لا يمكنني الزوج منك .



صُدمت ريناد من كلامه وقالت : حسناً يا فيصل ...لك ماتريد والآن عن إذنك وأغلقت الخط قبل أن تنبث بأي كلمة .







فيصل أقفل الخط: أعتذر منك يا رينا ولكن الامر ليس بيدي .







- 26 -



جلس فيصل يفكر ويفكر ويؤنبه ضميره وأن قرار انفصاله عن ريناد قد استعجل به ، وأمه وأبوه سيغضبان منه أكثر وأكثر، فقرر الذهاب إلى بيت جده حتى تهدأ الأوضاع قليلاً وأخبر جوري بذلك وجمع أغراضه ومحفظته وتوجه هارباً إلى بيت جده .



وصل فيصل إلى بيت جده وبعد أن استراح قليلاً وجه له الجد بعض النصائح لعلها تفيده في المستقبل ، وأخذا يتشاوران ويخطّطان ، واتفق معه أن يرسل وراء ابنه سلطان ليكون معهم في اليوم التالي .



فِي صباح اليوم التالي توجه الجد وابنه وفيصل إلى قرية أمل لإتمام ما اتفقوا عليه مع أبي سالم .



وحين وصولهم إلى القرية استقبلهم أبو سالم بكل جدية وحزم وبعد أخذ وعطاء وتداول الحديث فيما بينهم ووصولهم إلى قرار الزواج ، حذّر أبو سالم الجد والأب في حين إصابة ابنته بأي أَذى فلن يرحم فيصل ولن يتركه بسلام .



وعد الجد وأبو فيصل طلال بأن ابنته ستكون في رعايتهم وفِي أمن وأمان، وعلى هذا تم عقد النكاح وتصافحا وتعاهدا على أن يكونوا أسرةً واحدة .



تدخل سالم بوجهه العبوس طالباً التكلُّم في مهر أخته ، فحاول الأب إسكاته .



- 27 -



ابتسم الجد ابتسامة خفيفة،طلب من مساعده أن يأتي بالمحفظة من السيارة، فتحها وأخرج منها نقوداً ، وقال : هذه مئة ألف ريال مهراً لابنتنا ومئةٌ أخرى للذهب ، أنا ليس لدي خبرة في عاداتكم وتقاليدكم فاطلبوا ماتشاؤون .



هزّ طلال رأسه بالموافقة وتمت خطبة فيصل على أمل .



بعد عدة أيام أقام الخال حفلاً كبيراً دعوا فيه أهالي القرية. وفِي تمام الساعة العاشرة والنصف من تلك الليلة انتهى كل شيء ، وعاد كل شخص إلى منزله ، إلا أمل ذهبت برفقة خالها سند وعمها سلمان وزوجها فيصل إلى الفندق .



عند وصولهم إلى الفندق ودّع فيصل أهله وأهل زوجته ودخل هو وأمل إلى جناحهم المحجوز والمهيأ للعروسين .



أصبح فيصل أمام أمل وجهاً لوجه ، أراد أن يتحدث إليها. يلاطفها...يحنو عليها ...إلا أن أمل طلبت منه ألا يتحدث معها، وكعادة فيصل لابد من الوقوع في الخطأ ، قال لها بنبرة قاسية : أنا زوجك وعليك إطاعتي في كل شيء .



تنهدت أمل وأجابت بسخرية : زوجي ! وهل تظن أني سعيدة بذلك ؟



فيصل بكل غطرسة وغرور: لِمَ لا تكونين سعيدة ؟ جميع البنات ينتظرون مني إشارة .



أمل بسخريه: حقا ولماذا لم تتزوج منهم إذا .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



توقف عن الكلام وتذكر نصيحة جده عندما قال له :اسمع يا فيصل أنت أصبحت مسؤولاً ، وربما تكون عما قريب أباً، وأنا أريدك أن تحسن من أخلاقك وأفعالك ، والفتيات يحببن العطف والحنان والرفق بهن ، فكيف إذا كانت زوجتك؟!



فيصل باستغراب: ولماذا تقول هذا يا جدي فأنت تتحدث إليّ وكأني سيء الخلق



الجد ضرب فيصل على رأسه: كيف تظن بأني سأقول عنك ذلك



فيصل بكل جدية: هل تريد الحقيقة يا جدي أنا حقا خائف من الفشل.. وبضبط بأني تزوجت من فتاة لا أعرفه



الجد ربرب على كتفه: فيصل ربما أنت تزوجت من فتاة لا تعرف وهي أيضا لا تعرفك.. وربما ستوجه بعض المشكل في حياتكما فما فعلته أنت معها ليس بقليل.. لهذا مهم حصل بينكما لا تغضب منها .



فيصل عقد حواجبه : ماذا تفصد يا جدي فأنا لم أفهم منك شيء؟



الجد : أقصد بأن الحياة الزوجية لا تخلو من المشكل وبضبط في وضعكم أنت والفتاة التي ستتزوجها .



فيصل : ولكن أنت تعرف بأني لست من الأشخاص الذي يغضبون سريعنا يا جدي .



الجد: ولكن أتحدث عن الفتاة التي ستتزوجه وليس عن أحد أصدقائك يا عزيزي , فالرجال من يتملك نفسه إذا غضب .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ







- 28 -



استدار فيصل إلى أمل وحاول أن يلاطفها ، صُدِمَ مرةً أخرى بقولها : أريدك أن تتركني وشأني أنا أكرهك لا تقترب مني .



حاول فيصل أن يهدئ من روعها حسناً لك ذلك.



أمل : أنا أكرهك ولا أريدك أن تقترب مني .



فيصل : حسنا لك ذلك , وأنت لست مجبرتان على حبي .







سكتت أمل والدموع تتغرغر في عينيها ، وفجأة قالت : ربما لست مجبرة على حبك لكني مجبرةٌ على الزواج منك ، والعيش معك بعد أن دمرت مستقبلي ، ودنست شرفي. وتذكرت ما فعل بها تلك الليلة الشنيعة ، وكم تمنت الموت لأنها الآن تموت مئة ميتة .



فيصل بتنهد : نعم أنت على حق أنا دمرت مستقبلك ودنست شرفك , وخسرت خالتي ورضاء أمي .. فقط لكي أنقذك من الموت .



أمل بانفعال: كيف تنقذني من الموت وأنت قتلتني من البداية , ليتك لم تعد ليتك ترك أهالي يقتلوني , فالموت أفضل لي من الزوج منك .



فيصل بصدمة : ماذا !! هل هذا جزتي يا أمل بأني أنقذتك .



أمل أنهرت على الأرض : كيف تظن بأنك أنقذتني وأنت من قتلني منذ الليلة التي سلب شرفي فيها



حاول فيصل إقناعها وأنه أنقذها وعانى من غضب أمه وأبيه وكل عائلته ، وكل ذلك في سبيلها ، وأن ما حصل هو تدبير صديقه أحمد . تركت أمل فيصل ودخلت غرفة النوم ، وأغلقت الباب خلفها، وفيصل اتكأ على الكرسي وهو يفكر، وتذكر أمه الغاضبة منه ولن يستطيع إخبارها بما حدث ، وجوري لا خبرة لها بتلك الأمور، والده مستاء من تصرفاته وسيقول له هذه نتيجة تصرفاتك الطائشة , فيصل شعر بأن ما يحدث معه فوق طاقتها ....

سارونة بنت الخالدي 10-10-22 04:22 PM

رد: شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش
 
الــفــصــل الــثــامـن.....




- 29 -

ظل فيصل الليلة بطولها يفكر ماذا سيفعل ؟ لكنه يعرف أن ما حصل أفضل من ترك أمل ، ولوترك الأمور لظل شبح أمل يطارده طول حياته، ولن يرتاح ضميره ، وقرر أن ينهي حجز الفندق ويرجع إلى بيته.

في الصباح ...أخبر فيصل أمل بوجوب الرجوع إلى بيت أهله ...لم تنبث بكلمة والقرار ليس بيدها.

وصل فيصل إلى البيت ، استقبلته الخادمة سوزان ، طلب منها أن ترافق أمل إلى الغرفة في الطابق العلوي ، وسأل عن أبيه أشارت سوزان أنه في المكتب . دخل فيصل على أبيه وضمّه وقبّل يديه . تعجب الأب واندهش من عودة ابنه وعدم سفره بالطائرة المحجوزة له ولزوجته ، وعندما سأله عن السبب أجاب فيصل وهو مضطرب وعلامات الضجر والاستياء على وجهه : لا رغبة لي بالسفر وأمل متعبة ، ذهبت إلى الأعلى فوراً .

فيصل : أين أمي ؟ أين جوري ؟

الأب :إنهما في بيت خالتك .

لاحظ الأب ابنه ليس كعادته ، أخذ يحاوره ويكلمه ، وفيصل متعب تكاد عيونه تنام ، و بلحظة غفا ونام على الكرسي.





- 30 -

عادت أم فيصل وابنتها جوري وهي غاضبةً حزينةً مما حدث ولم تجد مبرراً مقنعاً تقنع به أختها بانفصال ابنها عن ريناد .

ومما زاد الأمر سوءاً ، إثارة الشكوك وتوجيه التهم لفيصل وأمه ولكل العائلة .

كل هذه الأفعال والأقوال كفيلةً بإشعال نار الغضب والثورة على فيصل ، وزادها غضباً عندما سمعت الأم برجوع فيصل وأمل إلى البيت.

دخلت أم فيصل مكتب زوجها ، رأت فيصل نائماً ، صاحت صرخت: لماذا رجعتَ ؟ يكفيني ما حصل مع أختي من أجلك .

فيصل بالكاد يفتح عينه: أمي

أم فيصل : أنا لست أمك ..لا أريدك في بيتي لا أنت ولا زوجتك فهمتَ أم لا ؟

فيصل ينظر إلى أمه والدموع في عينيه لا يستطيع التكلم، وما كان من الأب إلا انبرى قائلا :ما بك يا ريم ؟ هدئي من روعك. .هذا ابنك. ..انظري إليه. ..انظري إلى وجهه. .هو بحاجة ماسة لك ...الولد مدمّر نفسياً وهو بحاجةٍ ماسة لك .

أم فيصل بوجه عبوس : هو من فعل ذلك بنفسه ووضعنا في موقف حرج مع أختي وابنتها .

أبو فيصل : ريم عزيزتي هناك أمور فوق طاقتنا ... فيصل أخطأ .. نعم أخطأ ولكن .. وأظن بأن الولد مدمر نفسينا يا ريم وهو بحاجة ماسة إليك.. فأرجو منك بأن تستمعي إليه

أم فيصل : لا أنا لن أستمع اليه يا سلطان.. ففيصل تمد كثير.. حتى أنه لم يعقب على ما فعل

أبو فيصل : عن أي عقب تتحدثين أنت.. وهل يجد عقاب أكثر من الذي مر به , ربما يكون فيصل قد أخطاء ولكن هل تعلمين بأني فخورا به .

أم فيصل نظرت إلى زوجها بحد وخرجت أم فيصل من المكتب ولم يكمل الأب حديثه بعد ، وهي تقول ليس عندي ابن اسمه فيصل .

خرج أبو فيصل خلفها وأغلق الباب , فذهب وجلس بجور أم فيصل الغاضبة .

أبو فيصل: لماذا خرجتي وتركتني قبل أن أنهي حديثي .

أم فيصل بضحكة ساخرة: لا أظن بأن هناك شيء أخر تريد أن تخبرني به بعد الذي قلته يا سلطان .

أبو فيصل بتنهد: أعتذر منك ولكن سأطرح عليك سؤالاً وأريدك أن تكوني صدقتناً معي .

أم فيصل: ماذا هناك أيضا يا سلطان .

أبو فيصل : لنقل بأن فيصل شاب متهور ومدلل لا يعرف لأي مسؤولية رغم سنه.. وتصرف تصرفه الذي تصرفه مع الفتاة.. وبعد ذلك هرب وترك الفتاة طبعا أنت تعرفين ماذا يعني الشرف عند العرب والكثير من المسلمين.. هل تظنين بأن فيصل سيعيش بأمن وينام بأمن.. ريم الظلم ظلمات ومن يظلم مسلم لن يتركه الله مهم طال الزمان.. لقد فكرة بغلط فيصل ولكن أدرك بأن ما فعل لا يفعله سوى الرجال هل عرفتي لماذا قلت لك بأني فخور به .

أم فيصل: يجب عليك أن تكون فخوراً بولدك.. أما أنا فلا يا سلطان ومهم فعلت أو قلت إنا لن أسامح فيصل على فعلته مع أختي وأبنتها .

أبو فيصل بقليل من العصبية: حسنا أفعلي ما يحلوا لك ولكن أنا أظن بأن الشخص لن يصنع قدره بلا القدر هو من يصنع الانسان .

أم فيصل: سلطان أرجوك لا تتحدث معي هكذا من أجل ولدك.. والان تصبح على خير أنا سأذهب لكي أنام لكيلا نتشجر معنا..

أم فيصل تركت أبو فيصل وذهبت إلى غرفتهم

- 31 -



أتمّ الأب حديثه بصوتٍ عالٍ ...أنصحك يا أم فيصل ألا تقسي على الولد أكثر من ذلك لكيلا تخسريه .

توجهت الأم إلى غرفتها ، بينما كانت جوري تسمع الكلام ، وتنظر إلى أخيها نظرة شفقة ورحمة. اقتربت منه رفعت الغطاء عن وجهه رأته يحبس أنفاسه والدموع تنهمر من عينيه، قالت له:لا تخف يا فيصل أمي ستهدأ هي تحبك. اذهب إلى غرفتك الآن . أمل أكيد في انتظارك وهي بحاجة إليك .

فيصل : لن أذهب قبل أن تسامحني أمي .

ذهب إلى غرفة أمه.. وراءه جوري ..ارتمى على قدميها وقبلهما وقال : أمي أنا أحبك. ..أمي أنا متعب. ..لا تتركيني وحيداً ..أريد مساعدتك. ..أمي هناك أشياء لم أقلها لك. اسمعيني يا أمي. ..اسمعيني. ..بكى فيصل وبكى كثيراً.

أم فيصل كانت صامتة تحبس أنفاسها ولم تعرف ماذا تفعل ، وخاصة بعد أن أحست بانكسار ابنها ،انحنت عليه وأمسكت

ذراعه حتى وقف ،أخذ يقبل يدها عدة مرات مبدياً أسفه من

جديد متمنياً الموت لما حصل.



- 32 -

عندها احتضنت الأم ولدها وكأنه طفل وقالت له : أنت رجل يا فيصل ،والرجال لا يبكون ومسحت دموعه ، وابتسمت له بحنان فكاد يطير فرحاً، مقدراً عطف الأمهات على أبنائهن . بدأت الأمور المتشابكة تتفكك قليلاً قليلاً .

وفي اليوم الثاني .

امل فتحت عينها على صوت الباب فرأت فيصل يخرج من دورة المياه وقد كان يرتدي روبه.. فاعتدلت بجلوس وهي تشعر بألم فضيع في جميع جسدها بسبب نومه على الكرسي

فيصل بهدوء: غيري ملابسك لكي ننزل وتتعرفين على أبي أمي وأختي الصغر

أمل : لا أريد النزول ولا أريد التعرف على أي شخص من أسرتك هل تفهم

فيصل التفت إلى أمل فذهب نحوها : ماذا تقصدين بأنك لا تريدين التعرف إلى أسرتي؟

أمل شعرت بخوف فوقفت: أأنا متعبة ولا أريد النزول الآن

فيصل جز على أسنانه وقال بغضب: إذا كنت لا تريدين أن تعطيني حقوقي الزوجية فهذا شيء يعنيك.. ولكن سرتي خط أحمر يا أمل لأنك حتى الآن لا تعرفين من أكون.. لهذا لا تختبري صبري يا أمل لكيلا أجعلك تتمني الموت حقا هل تفهمين .

أمل نظرت له بقليل من الصدمة وأزحت نظرها بسرعة: حسنا.. ولكن أبتعد عني

فيصل رمقها بنظرة جعلتها تبلع ريقها بصعوبة.. وذهب أمام المرة لكي يمشط شعره أما أمل فخذت ملابسها ودخلت إلى دورة المياه.. وعندم خرجت نزلت مع فيصل..

بعد أيام دخلت الأم غرفة ابنها صدفة . رأت أمل مستلقية على الكرسي تكاد تغفو، تعجبت من ذلك وهي في الأيام الأولى من الزواج ... ارتبكت أمل وشعرت بخجل وكأنها قرأت مافي عيون الأم ، ولم تجد على فمها إلا أن تقول:

فيصل لا يريد النوم بجواري. ..تذكرت الأم قول ابنها عندما كان يبكي ويقول لها :هناك أشياء أخرى ياأمي. .

أم فيصل :لماذا ؟ فأنت زوجته ، سأتحدث إليه عندما يرجع.

أصاب أمل الخوف لأنها لم تقل الحقيقة وهي التي لا تريد فيصل ولا تحبه .الأم بحدسها عرفت أن شيئاً ما قد حصل وخاصةً الزواج كان ليس كالمعتاد .

قالت لأمل:إذا كنت تريدين أن تكسبيني وتكسبي حبي ما عليك إلا التعرف على طباعنا وعاداتنا، وإياك أن يأتي فيصل شاكياً منك،وأنا بالتالي سأدافع عنك ولن أرضى أن يؤذيك ولو كان ابني الوحيد .

شكرت أمل أم فيصل ووعدتها خيراً ....

سارونة بنت الخالدي 17-10-22 10:07 PM

رد: شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش
 
الــفـصـل الـتـاسـع والأخـيــر....


- 33 -

جلست أمل تنتظر عودة فيصل وهي تفكر بهذا الزواج الفاشل المبني على الخديعة والظلم الذي لا ينسى.

عاد فيصل وقت الغداء ، جلست الأسرة تتناول الطعام ، لفت نظر الأم أن أمل لا تأكل . سألتها : لم لا تأكلين يابنتي ؟

أمل :لا أشتهي الطعام يا خالتي .

خشيت أم فيصل أن يكون الطعام المعد غير محبب لأمل فطلبت منها أن تطلب من الخدم ما تشاء من الطعام.

فيصل كان يأكل غير مكترث بها مما أثار فضول جوري التي وكزته من فخذه ليفهم المقصود ،فما كان منه إلا أن توقف عن الطعام وقال لها : لن أتابع الطعام إلا بعد أن تأكلي معنا ولو لقيمات قليلة .ابتسمت أمل ابتسامة خفيفة وبدأت بتناول الطعام .

في اليوم التالي طلبت أمل من أم فيصل وأبو فيصل السماح لها بالذهاب إلى أهلها ، فقد اشتاقت لهم أيّما اشتياق،وطلبت منهما إقناع فيصل بذلك.

في صباح اليوم التالي استقل فيصل سيارته متوجهاً مع أمل لعند أهلها ،وعند وصولهما شعر فيصل بشيء غريب غامض ، فأشار إلى أمل الدخول وحدها وهو سينتظرها في الخارج،لكن أمل أصرت على نزوله معها ليرى أهلها ويتعرفوا عليه أكثر. ترجّل فيصل من السيارة بحذر شديد،

- 34 -

ودخلا وكان في استقبالهما أم سالم التي أقبلت على ابنتها وضمّتها إلى صدرها قائلة :

لقد اشتقت لك يابنتي ، ونظرت إلى فيصل فتقدم منها وقبّل رأسها وسأله عن حالها وصحتها.

أم سالم : الحمد لله وشكرته على زواجه من أمل وطلبت منه بألا يتركها ولا يظلمها لأنها مازالت صغيرة وهي أمانة في عنقه.

أجاب فيصل بابتسامة :لا تخافي يا عمتي. .ابنتك ستكون بخير وأنا أحبها كثيراً ...

رفعت أمل نظرها معجبةً بكلامه وأحست بالفخر به أمام أهلها .

في أثناء ذلك دخل أبو سالم وبرفقته سالم وشاب آخر.

رحب أبو سالم بفيصل ، وطلب أن يشربا الشاي معا ريثما يجهز الغداء،أما سالم فكان ينظر إليه نظرة فيها حقد وسخط وكأنه يخفي شيئاً ما.

طلب سالم الخروج لأن لديه عمل ضروري ولم يرد على كلام أبيه الذي طلب منه الجلوس قليلاً.

حركات ونظرات سالم لا تبشر بخير أبداً هذا ما أحس به فيصل وأثار خوف أمل أيضاً ، وهي تعرف أخاها وعصبيته.

- 35 -

طلب أبو سالم من فيصل أن يتجولا حول البيت ليتعرف على بعض أهالي القرية ريثما يجهز الغداء وبقيت أمل مع أمها .

كانت أم فيصل قلقة على ابنها وكذلك الأب لتأخره بالرجوع وهما ينتظران عودته بفارغ الصبر .

في تلك اللحظة دق الهاتف .... أسرع الأب وتناوله متوقعاً فيصل المتكلم ، وإذ هو الجد يكلم أبا فيصل بهدوء ويقول له:

هل أنت في البيت ؟

أبو فيصل : نعم هل حدث شيء.

صمت الجد قليلاً ثم طلب من ابنه الذهاب إلى مستشفى المنصوري دون أن يُعْلم أم فيصل بشيء .

أغلق أبو فيصل الهاتف وهمّ فوراً بالذهاب ، استوقفته أم فيصل بسؤالها : ما بك يا أبا فيصل ؟

أبو فيصل : لاشيء ، لكن أبي يريدني على استعجال ، أطبق الباب بشدة وانصرف .

انتاب أم فيصل وابنتها جوري شعوراً مخيفاً هل الجد تعرض لشيء ، لا الجد تكلم هل المشكلة بابنها الذي تأخر ؟ وظلت أم فيصل وجوري تنتظر أي خبر يطمئن حالهم .





- 36 -

وصل أبو فيصل ورأى ابنه مضرجاً بالدماء ، صُعِقَ .... صرخ .... بكى وأراد الدخول إلى غرفته ، فَمُنِعَ من قبل الطبيب وطلب منه التريث والهدوء .

انهارت دموع الأب حزناً على ولده الوحيد ، بينما الجد أخذ يضغط على يده ويقول له : ادعُ له بأن يتخطى مرحلة الخطر يا سلطان .

أبو فيصل لم يتمالك نفسه وهدد كلاً من أبي سالم ومن كان معه بأن لن يترك الجاني ولن يغفر له ، وطالب كل من جاء من القرية بالخروج من المستشفى .

وقعت أمل على الأرض وأصيبت بانهيار عصبي ,حملوها وأقعدوها في إحدى الغرف .

أخذ العمدة يهدئ جميع الأطراف إلا أن خرج الطبيب فسكت الجميع منتظرين الخبر .

أبو فيصل نسي كل شيء وقال : أرجوك يا دكتور كيف حال ابني ؟

نظر الدكتور إلى الجميع وقال : حسناً المريض زال عنه الخطر بعد أن عوضْنا له بالدم الذي فقده .

في تلك اللحظة رِنّ هاتف أبو فيصل ليسمع زوجته تسأل عنه وعن فيصل وأين هم ؟



- 37 -

إلا أن أبا فيصل نسي أم فيصل أنها لم تعلم بشيء فأجابها : فيصل زال عنه الخطر وساعاتٍ ويخرج من العناية

المركزة ، هنا سمع صوت بكاء والسماعة لم تغلق .

جوري : أين أنتم وفِي أي مستشفى ؟

وبسرعة فائقة كانت جوري وأم فيصل بالمستشفى ، دخلت كلتاهما .... شاهدوا الكل مجتمعين وقد أفاقت أمل من الصدمة ووقفت معهم .

أم فيصل لم تتمالك نفسها : ابني .... قتلتم ابني ... اغربي من وجهي يا أمل ... انهالت الدموع من عيني أمل التي لا ذنب لها بما حصل .

في تلك اللحظة فتح فيصل عينيه بصعوبة وطلب ماءً...أريد ماءً .

توجهت أم فيصل إليه وجوري وقالت:الحمدلله على السلامة .

فيصل بصوت خافت : أمي أمل لا ذنب لها يكفيها ما حصل. جوري : أمي أرجوك كفّي عن هذا ، فعلا أمل لا ذنب لها .

تبرمت أم فيصل وهي التي تعرف أن أهلها هم الذين أرادوا قتل ابنها .

في تلك اللحظة دخل الضابط ومعه رجل آخر وطلب المحقق أن يخرج الجميع من الغرفة .

- 38 -

الضابط إلى فيصل : هل نبدأ التحقيق يا فيصل ؟ هز رأسه بالموافقة .

وتم التحقيق .

في اليوم التالي خرج فيصل من المستشفى عائداً إلى بيته بصحبة أبيه والكل استقبله بفرح وسرور وخاصةً أمه التي حمدت الله الذي أعاده إليها .

فيصل استأذن بالصعود إلى غرفته ليرتاح ويبدل ملابسه حاولت الأم أن تساعده لكن فيصل اعتذر وقال لأمه : أستطيع فعل كل شيء لوحدي فأنا بخير .

وصل فيصل إلى غرفته ، تفاجأ بأمل بأجمل حلة ،ارتمت عليه والدموع في عينيها وطلبت منه أن يسامحها على فعلة أهلها .ابتعد عنها فيصل وجلس على الكرسي وقال لها : شكرًا لك .ولَم تتوان أمل في الإلحاح على مسامحتها لما بَدَرَ من أخيها وابن عمها .

شهقت أمل من كثرة بكائها شهقة وكادت أن تختنق وتابعت قولها : أنا اكتشفت أني لا أستحقك فأنا جرحتك عدة مرات، والآن فهمت الحقيقة وعرفت أن ما فعلته تريد إنقاذي وإنقاذ شرفي .

أرجوك سامحني وأنا أعدك بأن أكون لك زوجة وفية مخلصة لآخر يوم في حياتي .

- 39 -

تذكر فيصل عندما أصيب كيف أمل احتضنته وهي تصرخ وتبكي وتقول : لِمَ فعلتم هذا بزوجي ؟ أنا سأشهد عليكم في الشرطة وتذكر أيضاً كيف كانت تضغط على جراحه النازفة لحين وصوله إلى المستشفى بعد أن غطّى في غيبوبة وفقد وعيه . تنهد فيصل ووقف وأمسكها وضمّها وقال : أنت زوجتي وأنا أحبك كثيراّ ولا أستطيع أن أغضب منك بعد الآن حتى لو كنت تكرهينني .

أمل بخجل أخفضت رأسها وقالت:أنا أحبك أيضا يا فيصل .

وضع فيصل يده على فمها قبل أن تكمل كلامها قائلاً : حسنا لننسَ ما فات وما حصل ، ولنبدأ حياتنا من اليوم يا أمل يا أمل حياتي ، هل اتفقنا . أمل هزت رأسها وتعانقا .

( تمت بفضل الله )







مع تحياتي: سارة الخالدي

الكاتبة: زبيدة هارون الهوساوي


الساعة الآن 09:58 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية