منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   المنتدى العام للقصص والروايات (https://www.liilas.com/vb3/f16/)
-   -   شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش (https://www.liilas.com/vb3/t208637.html)

سارونة بنت الخالدي 07-08-22 09:39 PM

شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش
 
‏ - 1 -‏
بين الحاضر والمستقبل.. بين الضجيج والهدوء.. بين ظلمة الليل ونور ‏الصباح.. فوق الاغصان وبين الأشجار وبين القوي والضعيف.. بين الفقير ‏والغني.. وبين طيات الورق.. رفعت قلمي وبدأت بكتابة قصتي على ‏سطور صفحاتي.. ‏

عندما يقوم شاب بعملٍ متهورٍ ويرتكب حادثة ما , يتحرك أهله وجماعته ‏لتخليصه من العقاب‏ بتدخل بعض الناس ‏الذين لهم شأن في المجتمع . ‏
وهذا ما حصل مع فيصل سلطان مرزوق المرزوقي , شاب في مقتبل ‏العمر يقارب الثانية والعشرين من عمره , فشل ‏في حب فتاة جميلة , ‏راسب في جامعته ‏غير آبه بشيء , فهو الابن المدلل والحفيد الوحيد لعائلته ‏الغنية والجميع يحبونه ويلبون كلّ طلباته‏ .‏
يعيش مع أمه الموظفة ريم وأبيه سلطان صاحب شركة كبيرة وأخته ‏جوري التي تصغره بأربع سنوات بيت سرّه ‏ومستشارته في بعض الأمور ‏‏.‏
‏بدأت القصة عندما رجع فيصل إلى المنزل , شاهد أخته جوري جالسة أمام ‏الشاشة تتابع فيلماً ‏وثائقياً , فسألها عن والديه اللذين ‏لم يراهما في البيت ‏فأجابت جوري : ‏
أبي لم يعد من المصنع وأمي لديها اجتماع في الشركة . وأنا هنا أتابع هذا ‏البرنامج الممل من أجل بحثي هل أخبرك عن الخدم أيضاً ؟
غضب فيصل وتمتم بكلام غير مفهوم , وصعد إلى غرفته وأخذ حماماً ‏بارداً ليريح أعصابه وإذ بصوت هاتفه يرن .‏
فيصل : أهلاً سعود . ‏
سعود : السلام عليكم هل ستذهب معنا كما اتفقنا ؟ ‏
فيصل : أنتظر أمي وأبي لكي أخبرهم بذلك .‏
‏ - 2 -‏
سعود : حسناً لا تتأخر خالد وأحمد كلنا بانتظارك . ‏
فيصل : إلى اللقاء .‏
أغلق فيصل الخط وتوجّه إلى خزانة ملابسه وأخرج حقيبته الخاصة ‏بالرحلات , وضع فيها بعض ملابسه وحاجياته , نزل من غرفته إلى ‏الأسفل ‏كانت أمه وأبوه قد عادا من ‏
العمل .‏
‏تناول الغداء معهم واستسمح من والديه بالذهاب ‏مع رفقائه برحلة قصيرة ‏إلى البر.‏
جوري ضحكت من طريقة حديث أخها الذي فهم من ضحكتها بأن جملته ‏خاطئة
فيصل : أقصد بأنّي سأخرج مع أصدقائي في رحلة ‏
أبو فيصل : رحلة ماذا يا بني فغداً يوم جمعة وأنت تعلم بأننا نجتمع في ‏منزل جدك ‏
فيصل : ولكني وعدت أصدقائي بأني سأذهب معهم ‏
أم فيصل : وإلى أين ستذهبون؟
فيصل : لقد خططنا بأن نقضي هذه الاجازة في البر.. ولكن يبدو بأني لن ‏أحظى بهذه الفرصة ‏
أبو فيصل : حسنا إذا كنت تريد الذهاب فاذهب ‏
فيصل : كيف تظن يا أبي بأني سأذهب وأنت لست موافقاً ‏
أبو فيصل : أنا لا مانع لدي من ذهابك ولكنّي أخاف عليك يا بني.. فيصل ‏نظر إلى جوري وكأنه يريدها أن تتدخل في الموضوع
جوري : أبي لماذا تخاف وأخي رجل.. كما أن بلادنا آمنة من أي مخاطر
أم فيصل : جوري الم أخبرك بألا تتدخلي بين والدك وفيصل؟ ‏
جوري: ولماذا ألست فردا من المنزل؟ وفيصل الذي تتحدثين عنه هو أخي ‏الأكبر يا أمي ‏
أبو فيصل والذي أراد أن ينهي الموضوع: متى ستذهبون؟ ‏
فيصل : اليوم.. فنحن سنجتمع في منزل سعود وبعد ذلك سنذهب ‏
أبو فيصل : ما رأيك يا ريم هل أتركه يذهب؟ ‏
أم فيصل : نعم دعه يذهب وليحفظه الله
فيصل قبّل رأس والده ووالدته وهو يكاد أن يطير من الفرح: شكرا لكم.. ‏هناك طلب آخر أريد بعض المال لأن رصيدي في البنك قد انتهى ‏
جوري: نقود!! وماذا ستفعل بالنقود في البر يا أخي؟ ‏
فيصل: أكملي طعامك ولا تتدخلين في ذلك ‏
أبو فيصل: دعك من جوري واذهب إلى غرفتي وخذ كل ما تريد ‏
فيصل: شكر لك يا أبي ‏
أم فيصل: لا تغادر قبل أن تكمل طعامك
فيصل: كلا لقد اكتفيت.. وسأذهب لأني تأخرت على أصدقائي ‏
وافقت أم فيصل وأبوه على الذهاب بعد أن أعطوه بعض المال وأوصوه ‏بالحذر والانتباه إلى نفسه.‏
فرح فيصل وهمّ بالذهاب مسرعاً لأنه تأخّر عن زملائه فهم ينتظرونه عند ‏سعود على أحر من الجمر .‏
وصل فيصل إليهم وتوجه الأربعة إلى البر فوراً .‏
كان المكان موحشاً لم يعجب فيصل ولا أحمد فطلبوا أن يتوغلوا إلى ‏الداخل لعلهم يجدوا مكاناً أفضل , إلا أن خالداً خاف من التعمق ، ومن ‏الذئاب والحيوانات المفترسة التي ربما كانت عشاءً لذيذاً لهم .‏
خالد بخوف: ماذا نتعمق! وماذا عن الحيوانات المفترسة.. أم أنكم تريدون ‏أن تكونوا عشاءاً للذئاب؟
فيصل وأحمد وسعود: ضحكوا من حديث خالد لأنه أول مرة يخرج إلى ‏مثل هذه الأماكن
فيصل: لا تخاف فهذا المكان آمن ولا يوجد فيه أي حيوان مفترس
تذكر سعود أن هناك ‏منزلاً يقع على أطراف القرية التي

‏ - 3 -‏
كانوا قد قصدوها من قبل , هذا المنزل سيكون أفضل من العراء والهواء ‏الذي يعصف بهم . ‏
سعود: شباب هل تتذكرون المنزل الذي يقع على أطراف القرية؟ ‏
أحمد: هل تقصد المنزل الذي ذهبنا إليه أثناء المطر؟ ‏
سعود: نعم هو! ما رأيكم بأن نذهب إلى هناك فهو سيكون أفضل من ‏العراء. ‏
فيصل بتأييد لهم: حسنا إنها فكرة سديدة لنذهب.‏

جمع الشباب أغراضهم وركبوا السيارة وتوجهوا إلى ‏
البيت فوصلوه بعد الظهر.‏
‏ كان المكان مهجوراً , والبيت يعج فيه التراب , وخيوط العنكبوت تملأ ‏السقف الذي كاد أن يتهاوى عدا الباب الذي كان متهالكاً مع مرور الزمن .‏
شعر فيصل بضيق التنفس ، فالمكان ليس بأحسن من البر الذي كانوا فيه .‏
أحمد ذهب إلى ‏السيارة وأحضر ‏بعض أغراض التنظيف و كأنه كان خبيراً ‏بقذارة المكان .‏
‏ارتاح الجميع وبدؤوا يتقاسمون العمل فيما بينهم , أحمد وفيصل سيذهبان ‏لإحضار الطعام , سعود وخالد سيقومان بتنظيف المكان ريثما يعودان ‏بالطعام .‏
خرج أحمد وفيصل وتجولوا بالقرية للبحث عن محلات للطعام , وعلى ما ‏يبدو أن القرية نائية والمحلات قليلة وإذ بفتيات تمشي في الطريق , أشار ‏أحمد إليهن لسؤالهن عن محلات في القرية .‏
‏ ‏
‏ - 4 -‏
نزل أحمد من السيارة وبقي فيصل يتأمل بنظراته ماحوله ، وقع نظره على ‏فتاتين ،نظرإليهما , كانت إحداهما تشبه حبيبته الأولى التي أحبها عندما ‏كان في الجامعة .‏
تسمّر نظر فيصل يا إلهي !! إنها هي هي وأخذ يتبعها بنظراته لحين توقفها ‏مع الفتاة التي كان أحمد يتكلم معها .‏
أنزل فيصل زجاج نافذة السيارة ليسمع ما يُقال :‏
أمل : أرجوك يا نادية ... دعينا نذهب ولا تتكلمي مع رجل غريب .‏
نادية : انتظري يا أمل أنا فقط أخبره بأسماء الأماكن الموجودة في القرية . ‏
أمل : حسناً إذا كنت لا تريدين الذهاب سآخذ نرجس ونعود أدراجنا وأنت ‏افعلي ما تشائين .‏
فيصل بشتات: أمل هذه ليست... بل هي ملاك .‏
نظر أحمد إلى فيصل الذي كان مندهشاً وشارد الذهن بفتاة أحلامه التي ‏تشبه حبيبته وظل يتابعهن حتى بَعُدن .‏
استغرب أحمد من فيصل وتَقَلبه المفاجئ وتوتره وخاصة عندما طلب أن ‏يعود إلى البيت قبل إحضار الأكل .‏
نزل أحمد عند رغبة فيصل بسهولة ورجعا إلى البيت. استغرب سعود من ‏عودتهم بالسرعة القصوى وبدون طعام. طلب أحمد من خالد مرافقته بدل ‏فيصل الذي اعتذر وفضّل مساعدة سعود في تنظيف البيت.‏
في المساء اجتمع الشباب أمام البيت وأشعلوا الحطب من أجل‏ شواء اللحم ‏والتدفئة , كانوا في أتم السعادة والفرح .‏
طلب سعود من كل واحد منهم أن يروي قصة جرت معه .‏

سارونة بنت الخالدي 26-08-22 04:47 PM

رد: شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش
 
الـفـصـل الـثـانـي...

‏- 5 -‏
بدأ أحمد بتذكر قصة عندما كان في الخامسة عشرة من عمره ‏, كان قد ‏سرق مبلغاً ‏من المال من أبيه واتهم الخادمة يومئذٍ بذلك , ‏وصوت بكائها ما ‏زال في أذنيه عندما توسلت إلى أبيه بعدم طردها وأنها بريئة .‏
‏سعود في نفسه : كم كنت ظالماً يا أحمد !؟
وهل أخبرت أباك بذلك ؟
أحمد : لا ‏... ولو أخبرته لقامت الدنيا وقعدت.‏
‏لكنني أخذت درساً لا ينسى عندما رأيت الشرطة تسوق الخادمة مكبلة ‏اليدين وأقسمت ألّا أسرق مرة أخرى مهما كانت الظروف.‏
سعود : إن شاء الله وماذا عنك يا خالد .‏
خالد : كان عندي مغامرات كثيرة.‏
سعود : جيد ، هيا أخبرنا عن أحد هذه المغامرة
‏ ‏
خالد : عندما كنت في سن السابعة كنت شقيا جدا وكنت أفعل أشياء لا تعقل ‏‏, ففي أحد الأعياد وعندما اجتمعنا في بيت جدّي أنا وأولاد خالي وخالتي , ‏طاردنا بعض القطط حتى أصيبت إحداها , فلم تستطع الركض ‏والهروب ‏لأنها كانت حامل.. فبدت دموع خالد بالنزول ثم صمت.. "سعود" نظر إلى ‏‏"أحمد" ومن ثم إلى خالد الذي يبكي مثل الطفل
سعود بحزن على القطة: ماذا هل ماتت ؟ ‏
‏ خالد من بين دموعه : لا لم تمت بل قمنا بإحراقها بعد أن سكبنا عليها ‏الكيروسين ... احترقت حتى الموت وكنا نضحك بدون أي رحمة ، بعدها ‏بوقت قصير مات ابن خالي بعد أن صدمته سيارة وكأن ‏الله تعالى عاقبه ‏لأنه هو الذي قام بإحراق القطة.‏
‏سعود بكل حزن : سترنا الله منكم يا أحمد ويا خالد .‏
عملكم يدل على نفسية غير متزنة . رحماك يارب.‏
‏ - 6 -‏
هات ما عندك يا فيصل . فيصل شارد الذهن وكأنه لم يسمع قصص ‏الاثنين ولا ندري ما يدور بذهنه .‏
‏هز رأسه وقال نعم نعم سأخبركم وبصراحة .‏
‏أنا فشلت في دراستي , وتركت الجامعة بسبب حبي لفتاة , أحببتها حتى ‏الجنون لكنها تركتني ومشت .‏
هذه الفتاة يا أحمد تشبه الفتاة التي شاهدناها في السوق أنا وإياك .‏
أحمد : بالله عليك !‏
فيصل : لماذا تتعجب ؟ أخبرني أخبرني .‏
أحمد سأقول :هذه الفتاة التي شاهدتها هي نفسها خطبتها ولم ترض بي .‏
‏دُهش فيصل ‏يا للمصادفة كم هي جميلة.‏
أحمد : أحببتها ؟هل تتمناها لك ؟
‏ فيصل : بالله عليك من أين سنراها ثانية ذهبت وتركت في نفسي وذاتي ‏ألماً ووجعاً ‏وذكرى لا تنسى .‏
أحمد أطرق رأسه ووضع يديه على رأسه مفكراً بشيء ما.‏
مضت الليلة بسلام وغطّ الجميع في نوم عميق بعد تعب جهيد .‏
‏ - 7 -‏
أمضى أحمد ليلته قلقاً لم ينم , وهو يفكر كيف ‏سينتقم من هذه الفتاة التي ‏رفضته يوما ما وإعجاب فيصل بها لاسيما أنها تشبه حبيبته السابقة .‏
أتى الصباح واستيقظ الجميع يريدون الإفطار , رنّ هاتف فيصل .‏
‏ أم فيصل : السلام عليكم كيف حالك يا بني ؟
هل أنت بخير ؟ حلمت حلماً عليك .‏
‏فيصل : خيراً أنا بخير والحمد لله كيف حال أبي وأختي؟
‏أم فيصل : جميعنا بخير وأنا انشغلت عليك وراودتني بعض الشكوك .‏
‏فيصل : ضحك لا تخافي علي يا أمي أنا لست طفلاً أصبحت‏ رجلاً .‏
أم فيصل : : مهما كبرت ستظل طفلي الصغير , وسأخاف عليك إلى آخر ‏يوم في حياتي . ‏
فيصل : : أمي كفي عن قولك ذلك .‏
أم فيصل : سعود معكم ؟ أنا أثق به .‏
فيصل : نعم سعود معنا فأنا أعلم بأنك لا تثقين بأي من أصدقائي سوى ‏سعود.‏
‏أم فيصل : الحمد لله اطمأن قلبي الآن رافقتك السلامة نحن بانتظار عودتك ‏‏.‏
أغلق فيصل هاتفه وتوجّه نحو أصدقائه الذين اتفقوا على أن يذهب أحمد ‏وخالد للإتيان ‏بطعام الفطور وبعض الحاجيات .‏
‏ - 8 -‏
أما سعود وفيصل سيحضّران ما يلزم في المنزل .‏
‏وفي الطريق أفصح أحمد لخالد ‏عما كان يفكر به طوال الليل وما سيفعله .‏
‏أحمد : ما رأيك أن نأتي بالفتاة التي أعجب بها فيصل ؟
خالد : ماذا ؟ ماذا تقول ؟
‏‏أحمد : ما أقول هو الصحيح , وفيصل في عزلة ووحدة وأريد أن أنقذه ‏وأفرحه.‏
خالد : ماذا ستفعل ؟ وكيف ؟ ‏
أحمد : رأيت الفتاة تدخل إلى بيت على الأغلب هو بيتها ، لنصل إليه , ‏ننتظر قليلاً حتى تخرج وبعد ذلك ....‏
خالد : وبعد ذلك ؟ ماذا ؟ ‏
أحمد : نحاول أن نأتي بها ‏إلى فيصل بخطة ما .‏
خاف خالد وحاول التهرب وعدم الموافقة , لكن أحمد اتّهمه بالجبن , وأنه ‏ليس رجلاً ولا يحب المغامرات .‏
المهم استطاع أحمد إقناع خالد وهو معروف بذكائه ودهائه ومكره .‏..

سارونة بنت الخالدي 26-08-22 04:50 PM

رد: شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش
 
الـفـصـل الـثـالـث...

‏- 9 -‏
توجه الاثنان قريباً من بيت الفتاة , انتظرا وقتاً ليس بطويلٍ . لفت انتباههم ‏دخول بعض الفتيات إلى المنزل , وما هي إلا ربع ساعة خرجن جميعهن .‏
طار ‏عقل أحمد من الفرح فكل شيء على ما يرام ، توجّه أحمد نحو الفتيات ‏بينما بقي خالد في السيارة .‏
أحمد للفتيات : هل عرفتموني ؟ ‏
‏نادية : نعم ألست ‏أنت الذي شاهدناك ‏المرة الماضية ؟
‏أحمد : نعم وأريد الآن منكم طلباً صغيراً لو سمحتم .‏
‏ نادية : وماذا تريد ؟
‏ أمل : نحن ننتظركِ هيا امشي ...أسرعي .‏
نادية : مهلاً عليك لنر ماذا يريد ؟
أمل : ارتبكت وخافت ‏جاءها شبح أحمد عندما جاء إلى أبيها طالباً يدها , ‏لكنها استبعدت الفكرة وظنت أنه يشبهه وخاصة أنها لم تره إلا ومضة ومن ‏وراء الباب .‏
في تلك اللحظة وحسب الخطة المرسومة توجّه خالد بالسيارة بسرعة نحو ‏أمل وبسرعة البرق حمل أحمد أمل وألقاها في السيارة ،طارت السيارة ‏بسرعة خارقة .‏
صرخت أمل ...بكت ... أرادت أن تلقي بنفسها من السيارة.‏
‏ - 10 -‏
أوقفوا السيارة بعد فترة من الزمن توسلت إليهم أمل بأن يتركوها وشأنها , ‏قيدوا يديها بحبل كان معهم ووضعوا شريطاً لاصقاً على فمها وقالوا لها ‏‏:لا تخافي ستكونين بأمان. ومن أين لها الأمان هذه المسكينة التي لا تعرف ‏مصيرها ولا إلى أين ذاهبة ؟
وصل أحمد وخالد إلى المنزل ... نزلا من السيارة وتركوا أمل فيها ...‏
سعود : أين أنتم ولماذا أطلتم الرجوع .‏
أحمد : المكان كان بعيداً وتعطلت السيارة .‏
سعود : ولم أنت يا خالد وجهك أصفر ومضطرب وكأنك فعلت شيئاً .‏
خالد : لاشيء ...لاشيء...‏
سعود : وأين الفطور؟ صار غداءً .‏
أحمد : نحن أتينا لكم بوليمة ، وضحك .‏
عرف سعود أن شيئاً ما حصل .‏
شدّ سعود أحمد من صدره وكاد أن يمزق قميصه , ماذا فعلت يا مجنون ؟ ‏قل ... قل ...‏
خالد : تأتأ وتلعثم أنا س ... سأقول.‏
‏ - 11 -‏
سمع سعود صوتاً خافتاً من السيارة وكأنه يقرع الباب
‏ قال : من في السيارة ؟ هناك صوت فيها .‏
توجه سعود إلى السيارة رأى الفتاة مكبّلة , وفمها مغلق , صرخ بملء فيه ‏ماذا فعلتم ؟ من هذه الفتاة ؟
لا أستطيع أن أرى هذا المنظر ؟ أنا سأخبر الشرطة .‏
أحمد : توقف يا سعود هذه الفتاة حبيبة فيصل وأتينا له بها .‏
سعود : ماذا ؟ ماذا تريدون من فيصل أن يفعل بها .‏
أنت ولد شقي كاذب منافق مخادع يا أحمد ومثلك خالد .... أفٍ ...أفٍ لكما ‏‏.‏
وترك سعود المنزل ومشى .‏
خالد : ليتني لم أستمع إليك يا أحمد لقد أوقعتنا في ورطة
‏ لا مفر منها .‏
فيصل : بدأ بجمع أغراضه لينسحب الآخر قبل أن يحدث مالا يرام . ‏
أحمد : ماذا تفعل يا فيصل؟ ‏
فيصل : كما ترى أحزم أغراضي لعود إلى المنزل.‏
أحمد : ماذا تعود إلى المنزل!؟.. هل أنت مجنون؟ وماذا عن الفتاة التي ‏أحضرناها
فيصل : ماذا هل أحضرتم الفتاة يا أحمد؟
أحمد : نعم أحضرناها، فإذا كنت لا تريدها لك سآخذها أنا ومن ثم خالد لأن ‏هذه فرصة لن تتكرر, والآن أخبرني ما هو قرارك.‏
فيصل بخوف وتردد : أين هي الآن ‏
أحمد : سأجلبها لك في الحال , ولكن إذا كنت تريد الانسحاب فاتركها لنا. ‏
فيصل : وأنا سألتك أين هي الآن .‏
أحمد : ابقَ هنا وسنترك لك الفتاة ونذهب ، وبسرعة البرق ركب خالد ‏وأحمد السيارة وأداروا ظهرهم وشدوا الرحال.‏
صار فيصل وجهاً لوجه أمام هذه الفتاة الجميلة الشقراء ، وبكل عطف ‏وحنان فكّ قيدها وأزال اللاصق عن فمها.‏
‏ - 12 -‏
قال لها : ارتاحي يا أمل .‏
صرخت الفتاة وقالت له ابعد عني لا تلمسني ... أرجوك ...‏
فيصل : لن أفعل شيئاً يا أمل
أمل : ابتعد عني الا تفهم ابتعد. ‏
فيصل : سأحافظ عليك لا تخافي إلى أن يأتي الصباح . ‏
ابتعد فيصل وجلس بعيدا عنها ..‏
وفِي منتصف الليل استيقظ فيصل فرأى أمل قد غفت قليلاً نظر إليها ما هذه ‏الفتاة الجميلة ؟ ما هذه العيون ؟ ‏
مسكينة نظر إلى لباسها رأى طرفاً من ساقها كُشفت.‏
ياالله ! ما هذا البياض ؟ ما هذه النعومة ؟
هم بالتقرب منّها قال : أستغفر الله .‏
تذكر أخته جوري لو أحداً تقدم منها لَقَتَلَه .‏
لكن الشيطان كان أقوى منه أراد أن يقبّلها فقط قبلة , لكن القبلة تحولت إلى ‏‏.....‏
وأمل تصرخ وتصرخ ... وكان ما كان .‏
في الصباح استيقظ فيصل مفكراً بما سيفعل ...والبنت ثيابها ممزقة في ‏حالة يُرثى لها , ابتعد فيصل عنها وأسرع بارتداء ملابسه وخرج من ‏الغرفة وجلس أمام بابه وهو يرتجف من الخوف.. الى ان فاق على يد ‏أحمد الذي دخل مع خالد
أحمد : ما الذي حدث ولماذا ترتجف هكذا؟‏
فيصل تحت تأثير الصدمة: لا أعرف ولكن أظن الفتاة مات
أحمد : ماذا!!! ماتت ما الذي تقصده بكلمة ماتت؟؟ ‏
فيصل لم يرد عليه فقد كان ضائعاً تائهاً في عالم غير الذي نحن فيه , ‏فتركه أحمد ودخل إلى الغرفة وخرج بعد عدة دقائق .‏
خالد بارتباك: هل ماتت الفتاة؟‏
أحمد : لا هي لم تمت ولكنها فقدت الوعي..‏
نظر أحمد إلى "فيصل" الذي وقف على الفور وقال: دعونا نذهب من هنا ‏أرجوكم دعونا نخرج فأنا خائف وأريد العودة إلى المنزل .‏
أحمد: حسنا سنعود في الحال.. فقط اهدأ وأخبرني أين سعود.‏
فيصل بارتباك وخوف: لا أعرف ولا أريد أن أعرف , أنا فقط أريد ‏الخروج من هنا في الحال ‏
‏ فيصل خرج مع أصدقائه وتركوا الفتاة في ذلك المنزل , خرجوا وتوجهوا ‏الى المدينة وعند وصولهم دخلوا إلى أحد المقاهي لكي يخففوا من خوف ‏فيصل المرتبك لأنه علم بكارثة ما فعل بعد فوات الأوان . أما خالد فهو لم ‏يكن مقتنع بما حصل فكل تفكيره في الفتاة التي تركوها خلفهم في مكان ‏مخيف وهي فاقدة الوعي , أما بالنسبة لأحمد فقد شعر بأنه حقق مراده في ‏الانتقام من فيصل . ‏
أحمد بخبث: لو سمحت يا خالد إذهب وأحضر كوب قهوه لفيصل لأنه ‏سيحتاج اليها الآن . ‏
وقف خالد وهز رأسه بالمواقفة وذهب وتركهم.. أحمد نظر إلى فيصل ‏وأخبره بموضوع كاد أن يوقف قلبه من الصدمة فقد شعر بأن أطرافه قد ‏شلت من هول ما سمع من صديقه المقرب , عاد خالد ليجد فيصل المصدوم ‏لوحده . ‏
خالد : أين أحمد لقد أحضرت القهوة كما طلب مني , هل أنت بخير يا ‏فيصل؟ ‏
فيصل : خذني إلى المنزل يا خالد.. فقلبي يكاد أن يتوقف . ‏
خالد وبطبع الخوف: حسنا!! حسنا قف سأساعدك على الوقوف .‏
فيصل أمسك بيدي خالد ووقف بصعوبة لأنه شعر بأن قدميه بالكاد ساعدته ‏على الوقوف . استند على خالد الذي خرج معه وساعده على صعود ‏السيارة ومن ثم توجهوا إلى منزل أهل فيصل وهو في حالة يرثى له وعند ‏وصولهم ‏
خالد : هل تستطيع الدخول أم أساعدك على ذلك . ‏
رفع فيصل يده بمعنى أستطيع الدخول لوحدي.. خالد هز رأسه بالموافقة ‏وفيصل نزل يجر نفسه .‏...

سارونة بنت الخالدي 26-08-22 04:52 PM

رد: شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش
 
وهذا الفصل الثالث.. أعتذر عن التأخير وقراءة ممتعة يا حبيبي

سارونة بنت الخالدي 03-09-22 10:47 PM

رد: شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش
 
الــفـصـل الـرابـع...


‏ - 13 -‏
فكر فيصل بأهلها وقد يقتلونه ... قد تموت الفتاة .‏
تركها وهجر المكان وعاد إلى أهله .‏
دخل فيصل منزله مرتبكاً .. خائفاً ... هائماً على وجهه .‏

وجد أمه وجوري تنتظرانه .... اعتذر لهم متذرعاً أنه مريض ومتعب من ‏الرحلة صعد غرفته وجلس يفكر :‏
لماذا حصل هذا ؟ لماذا فعلت هذا يا أحمد ؟ ما ذنب هذه الفتاة التي دمرتها ‏ودمرت حياتها ؟
ماذا سأفعل إذا وصل أهلها إلي ؟ ‏
هل سيصدقون بأني خُدِعت من أصدقائي هل سيقتلونني ؟ حتما ؟ ليتني ‏سمعت كلام سعود وذهبت معه .‏
قطعت أفكاره جوري التي دخلت عليه فرأت أخاها في أسوأ حال .‏
جوري : ما بك يا أخي ؟
فيصل : لاشيء اغربي عن وجهي .‏
جوري : لا شيء ! ولكن وجهك أصفر كالليمون، هل أنت مريض؟
فيصل : جوري أرجوك أتركيني فأنا أعصابي متعبة ومزاجي سيء هل ‏تفهمين . ‏
جوري : أخي ما بك ؟ قل لي أنا سأكون بجانبك .‏
فيصل : أعطني مفتاح سيارتِك .‏
جوري : أين سيارتُك ؟
فيصل : تركتها مع خالد .‏
‏ - 14 -‏
أعطت جوري مفتاح سيارتها لفيصل .‏
خرج فيصل من البيت تحت أنظار جوري المستغربة وتوجّه إلى القرية ‏وعند وصوله إلى البيت المهجور لم يجد أمل ‏
ولم يكن لها أي أثر , فجلس على الأرض وأخذ يضربها بيديه الاثنتين ‏
‏ ماذا حصل لها ؟ لِمَ فعل بي أحمد هكذا ؟ ‏
فجأةً وقع نظره على أحد الأقراط التي كانت تتقلدها الفتاة أخذه وسمع ‏صوتاً من خلفه هل عُدت ؟
فيصل ارتبك واستدار فإذ بسعود واقفاً . ‏
طأطأ فيصل رأسه خجلاً منه .‏
سعود : لقد دمرت مستقبل الفتاة البريئة .... اعتديت عليها وسلبت شرفها ‏‏... مسكينة لو يعرفوا ما حصل لها سيقتلونها , ستُقتل وستكون أنت السبب ‏في موت فتاة بريئة اعتديت عليها وتسببت في مقتلها.. وبهدوء , ولكن ‏فكر لو كانت جوري مكانها وأنا مكانك فماذا ستكون ردة فعلك؟
فيصل انزعج من كلام سعود فذهب نحوه وأمسكه من ثيابه ورفع يده لكي ‏يضربه
ليقول بصوت كفحيح الافعى: أقسم لك بأني سأقتلك لو فعلت ذلك بأختي؟
سعود : لماذا لم تضربني؟! أنا فقط قلت مثلا فانزعجت هكذا.. فأخبرني ‏عن حال الفتاة يا فيصل . ‏
امتلأت عينا فيصل بالدموع , وهو ينظر إلى سعود بِحيرةٍ وخوف , أشار ‏سعود على فيصل بأن يذهب إلى القرية وينقذ الفتاة قبل فوات الأوان .‏
انصرف سعود وترك فيصل في المكان .‏
جلس فيصل ملياً يفكر وخيال الفتاة مازال في ذهنه لا يفارقه. يجب أن ‏يفعل شيئاً ينقذ حياة هذه البريئة. قدحت في ذهنه أمه التي لن تسامحه ولا ‏أبوه ولا أحد من عائلته .لا يوجد إلا جدّه الكبير الحليم الحكيم .‏
‏ - 15 -‏
ركب سيارته في طريقه فوراً إلى بيت جده , وصل إليه فاجأه جده بقوله :‏
لِمَ جئت اليوم ؟
أنت فضلت الذهاب مع أصدقائك على زيارتي ، هل هذا صحيح ؟ ‏
فيصل : نعم يا ليتني لم أفعل ذلك يا جدي ، فأنا نادم بعدد شعر رأسي .‏
الجد باستغراب :وَلِم تقول هذا الكلام ؟ هل وقعت في مشكلة؟
أعرفك جيداً أنت لا تأتي لعندي إلا لأحل لك مشكلةً ما . حسنا أخبرني ماذا ‏هناك يا حفيد العزيز وما هي مشكلتك؟
فيصل : جدي أنا ارتكبت خطاء كبير.. هل تعرف صديقي أحمد .‏
الجد : نعم أعرف أليس ذلك الشاب المتهور السيء الخلق , هل مشكلتك ‏معها.‏
فيصل : نعم فنحن ذهبنا إلى البر لكي نقضي عطلة نهاية الأسبوع.. هل ‏تتذكر بمنزل الذي أخبرتك عنه قبل عام عندم ذهبنا إلى البر مع سعود ‏وبعض الأصدقاء؟
الجد : نعم أعرف هل كنتم هناك؟‏
فيصل : نعم.. وقد مرار بالقرية التي هناك.. فيصل دب الخوف على قلبه ‏فسكت
الجد عقد حواجبه: ماذا وهل تعرضوا لكم أهل القرية , أكمل حديثك ولا ‏توترني بسكوت هذا يا فيصل . ‏
هنا بدأ فيصل يسرد على جده ما حدث معه وكيف صديقه أحمد دبّر له ‏المصيبة , وبأنه أتى له بفتاة وورطني في الاعتداء عليها .‏
وقف الجد الشيخ مصدوماً ماذا ؟! ‏
اعتديت على فتاة ! ‏
من هذه الفتاة ؟ وكيف حدث ذلك ؟‏- 16 -‏
فيصل بخجل وصوت يَكادُ يُسمع : أرجوك اسمعني يا جدي ليس لي غيرك ‏يفهمني ، وأحمد أراد الانتقام لأنه خطب الفتاة ولَم تقبل به ، فأراد الانتقام ‏منها عن طريقي .‏
الجد : وماذا تريد أن تفعل بعد هذه الفعلة الشنعاء ؟ والكل لن يصدقك .‏
فيصل : أرشدني يا جدي أنا خائفٌ على نفسي وعلى الفتاة من القتل .‏
الجد : وهل أنت غبي لكي تصغي إليه في مثل هذه الأمور وبضبط ‏الشرف .‏
فيصل : لقد حصل ما حصل يا جدي , وأنا مستعد بأن أتزوج من الفتاة لكي ‏أنقذها من الموت .‏
الجد رفع حجبها : وهل تظن بأنك إذا ذهبت إلى أهل الفتاة سيزوجونها لك ‏بكل بساطة بعد الذي فعلته .‏
فيصل : إذا أخبرني أنت يا جدي ما هو الحل , فانا لا أريد أن أكون سبب ‏موت فتاتنا برية بسبب تصرف غير مقصود لهذا أريدك أن تذهب معي ‏لكي تخطبها لي . ‏
‏ الجد :حسنا ولكن لا أظن بأننا نستطيع الذهب هكذا .‏
فيصل باستغراب: ماذا تقصد يا جدي .‏
الجد : أقصد بأننا إذا ذهبنا إلى القرية وعرفوا بم فعلت فربما يقتلوننا أو ‏يقتلوك أنت . فنحن لا نعرف من تكون الفتاة أو أبنت من تكون . ‏
فيصل : وما هو الحل يا جدي في نظرك؟‏
الجد : اصمت قليلاً يا ولد .....‏
دخل الجد إلى غرفته وأخذ الهاتف واتصل ، وفيصل ينتظر ويترقب ما ‏الذي سيحصل ؟ ‏
خرج الجد وسأل فيصل عن القرية التي ذهبوا إليها ، وتأكد من أعوانها ، ‏وهو يعرف الكل لخبرته وصيته الذائع بين البلدان .‏
فأشار إلى فيصل بوجوب الذهاب إلى القرية .‏
في صباح اليوم التالي توجه الجد وفيصل إلى القرية , وعند وصولهم سأل ‏الجد عن منزل العمدة ، فأخذهم أحد سكان القرية إليه فاستقبلهم العمدة ‏أفضل استقبال .‏
الجد : جئت لعندكم طالباً حل مشكلة حصلت.‏..

سارونة بنت الخالدي 13-09-22 09:40 PM

رد: شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش
 
الـفـصـل الـخـامـس...




- 17 -

العمدة :على الرحب والسعة ، حوائجكم مقضية بإذن الله ، ما المشكلة ؟

الجد : أريد أن تسمعني للنهاية رجاء .

هذا حفيدي فيصل تعرض لمأزق ومكيدة أودت به للاعتداء على فتاة من فتيات قريتكم .

العمدة : ماذا ؟ من ؟

هل تلك الفتاة التي ذاع صيتها في القرية ، وأهلها في هرج ومرج بحثاً عن المعتدي ؟

فيصل : أرجوك يا حضرة العمدة ، سأقول لك الحقيقة ، الفتاة بريئة .

الجد قاطع فيصل : حفيدي أخبرني بكل شيء اعترف بغلطه وهو نادم على فعلته أشد الندم .

تنهد العمدة تنهيدة طويلة وقال :

كان الله في العون سنجد حلاً لهذه المشكلة قبل أن تكبر أكثر من اللازم .

نادى العمدة على ولده ليذهب إلى بيت أبي سالم والد أمل ويأتي به في الحال .



- 18 -

تابع العمدة حديثه مع الجد : كان من المفروض الذهاب إلى بيت أبي سالم ، لكنني أخاف عليكم من القتل ، ولن يتركوكم بسلام ، وخاصة أن أبناء عّم أمل وأخوالها كلهم يريدون أن يصلوا إلى الفاعل ليقتلوه .

الجد : كلام سليم ، بارك الله بك . وأنا كنت سأذهب إلى منزل أهل الفتاة , ولكن خفت بأن يأذوا حفيدي ولو حدث هذا الشيء أنا لن أتركهم بسلام لأنه حفيدي الوحيد .

العمدة : وهل ما فعله حفيدك قليل بالفتاة .

الجد : لا

العمدة : أخبرني يا سيدي ماذا ستكون ردت فعلك لو كانت الفتاة حفيدتك وحفيدك أبن هذا القرية .

الجد بكل جدية: طبعا سأقتله .

في هذه اللحظة دخل رجال منهم مسنون ومنهم شباب . بدت على الجد وفيصل علامات الخوف والاضطراب ، فأشار الجد أن يدخل بعض حرسه الذين أتى بهم ، وقد حسب الحساب لهذا الموقف .

تفاجأ العمدة من مجيء هذا العدد الكبير من آلِ سالم وعندما سأل عن السبب أجاب سالم : جئنا كلنا كي نعرف سبب طلبك يا حضرة العمدة وخاصة عندك ضيوف من خارج القرية .

العمدة : أنا أريد أبا سالم فقط وستعرفون بعد ذلك كل شيء .

أشار أبو سالم لابنه والرجال بالخروج والعودة إلى المنزل .

سالم والشرر يتطاير من عيونه : ننتظرك في الخارج يا أبي.

التفت العمدة إلى أبي سالم قائلاً : هذا السيد مرزوق وحفيده ، وهذا طلال ( أبو سالم ) .



الجد : تشرفت بمعرفتكم .

- 19 -

أبو سالم: الشرف لي ولكن أنا لا أعرفك يا سيد مرزوق , فأنا أول مرتنا أرك هنا في القرية لهذا أتسال لماذا طلبت حضوري يا حضرت العمدة .

العمدة : سأخبرك يا أبا سالم بكل شيء وأرجو أن تكون هادئاً.

قطّب أبو سالم حاجبيه وقال غاضباً :

إذن هذا هو الشاب الذي نبحث عنه ، هل هذا صحيح ؟

العمدة : نعم لكن اهدأ .

ما كان من أبي سالم إلا أن انقض على فيصل ليخنقه لولا تدخل العمدة وحرس الجد الذين دخلوا مباشرة وخلّصوا فيصل من يديه وهو يقول لماذا فعلت ذلك بابنتي ؟ لماذا ؟

العمدة : اهدأ يا أبا سالم ، اهدأ ، تمهل ... تمهل .

الجد : أريد أن أنهي كل شيء يا سيد طلال ، حفيدي أخطأ واعترف بخطئه ، والعمدة عرف المكيدة التي دُبّرت له .

العمدة : هل تعرف الشاب أحمد الذي جاء وخطب ابنتك

يوماً ما ؟

أبو سالم : نعم أعرفه ، أنا رفضته لأنه سيّء الخلق وماضيه أسود ولكن ما شأنه الآن ؟

العمدة : هو يظن أن ابنتك هي التي رفضته وأراد الانتقام منها .





- 20 -

فيصل : والله يا عمي هذا الذي حصل ، أراد أن ينتقم من ابنتكم وكنتُ أنا الضحية بسذاجتي وقلة خبرتي ، أنا أعترف بذلك .

أبو سالم ( طلال ) : والآن من سيعيد شرف ابنتي ومن سيصلح ما حصل؟

الجد : اسمع يا سيد طلال نحن ....

قاطعه أبو سالم قائلاً : هل ستعرض علي المال ؟

وهل الشرف يُعاد بالمال ؟ أريد شرف ابنتي ...

ابنتي كانت ستتزوج من ابن عمها عما قريب ... حطمتم مستقبلها ...فالموت هو أفضل حلٍ لها .

الجد : أنا سأصلح ما فعله حفيدي ، ما رأيك أن نخطب ابنتكم له ونزوجهم على سنة الله ورسوله ؟

أبو سالم : حسبي الله ونعم الوكيل .

الجد نظر إلى فيصل ثم إلى طلال : حفيدي اعترف بغلطه وهو يريد الزواج منها ، ولو لم يكن جاداً بذلك لم يأتِ معي وكانت ضاعت المشكلة ولَم يُعرف فاعلها ، وماتت الفتاة لا سمح الله .

أبو سالم بانكسار : وهل هناك حل غير ذلك ؟ فالسيد حفيدك قضى على مستقبلها ...

سارونة بنت الخالدي 18-09-22 06:44 PM

رد: شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش
 
لـفـصـل الـسـادس ....

- 21 -

وافق طلال على زواج ابنته من فيصل مجبراً ، مرغماً ، لا حل آخر له .

نادى أبو سالم على أخوالها ( سند ومحمد ) ليأخذ رأيهم بالأمر.

وقف سند معترضاً رافضاً فكرة طلال ، عندها وقف الجد وقال : ابنتكم عندكم وحفيدي معي وعندما تصلون إلى قرار أخبرونا .

اشتد الخلاف بين سند وأخيه محمد الذي طلب منه أن يسكت ويصمت لأن الكلام لوالدها وليس الخال أولاً وأخيراً .

أراد أبو سالم أن يخفف الوطأة بسؤال فيصل عن والده وعدم مجيئه ، فاعترض الجد كلامه قائلاً : أنا كبير العائلة وليس والده ، عندها تدخل العمدة بقوله : إن الوالد له دور أيضاً إذا كان على قيد الحياة .

أجاب الجد : لم يرافقني لأنني لم أعرفكم بعد .

لم يقبل أبو سالم تَعَنُّت وتعالي الجد عليهم فقال : وأنا أيضاً

لا أعرفكم .

عندها عّرف الجد عن نفسه وأنه من أسرة معروفة ومن قرية ال..... والكل يعرفه ويعرف عائلته .

كان في المجلس سلمان الذي عرفهم وعرف شركتهم التي في المدينة .

- 22 -

عندها هدأ أبو سالم قليلاً وراوده سؤال أخر فيما إذا وافق على الزواج ، فكيف سيقنع أهل القرية ببراءة ابنته ؟

قاطع فيصل كلامه بقوله :

أنا مستعد بأن أشرِّف ابنتك أمام جميع أهل القرية ، ولَم أكن أريد التعدي عليها كما فسرت لكم قبل ذلك .

قال فيصل هذا الكلام ، و نسي التفكير بالفخ والكمين الذي يمكن أن يُنصب لقتله ، لكن العمدة بخبرته وعدله لم يوافق ولا يريد أن تُهدر دماءٌ في القرية . تابع فيصل كلامه للعم أبي سالم مؤكداً على ندمه ، وإن أرادوا قتله فليقتلوه لأنه يستحق ذلك . نظر الجد إلى حفيده المتسرع دائماً بحكمه وتصرفاته الطائشة ونفى ما قاله .

أبو سالم يعرف أن موته لا يعيد ما أخذه ، لذلك قرر الموافقة على الزواج بعد أن يأتي الوالد وتتم مراسم الزواج دون حفل. رفض محمد واعترض وقال : لن يتم الزواج بدون حفل وسيكون في منزله حباً بأخته وابنتها أمل .

انتهى ذلك اليوم باستئذان الجد بعد أن أخرج بطاقة وأعطاها لطلال وفيها أرقام هواتف نقالة ليسألوا عنه ، ثم همّوا بالانصراف عائدين إلى المدينة .

عاد الجد وفيصل إلى منزل سلطان ( أبو فيصل ) وأخبر العائلة بكل الذي حصل وأنه يريد أن يخطب الفتاة لفيصل .

- 23 -

جُنَّ جنون أبو فيصل وزوجته التي كانت أكثر غضباً وحنقاً من زوجها ولَم يخطر ببالهم إلا أختها وابنتها خطيبة فيصل ، وما الذي سيفعلانه معهم ؟ وماذا سيقولان لهم ، وخاصة أنهم أقارب وستكون العداوة بينهم أبدية .

أبو فيصل بصدمة: هل تقصد بأنك خطبت الفتاة التي أعتده عليها فيصل .

الجد: نعم خطبتها له.. فهو أنتهك عرضها لهذا يجب عليه أن يتحمل نتيجة تصرفه .

أبو فيصل : وماذا عن الفتاة التي خطبنها له.. ماذا سنقول لأسرتها يا أبي .

أشار الجد بالتحدث لوالدها لعله يتفهّم الموقف والدنيا قسمة ونصيب كما يُقال ، والذي حدث كان خارجاً عن إرادة الجميع .

الجد: سأذهب معك إلى منزلهم وسنتحدث إلى والدها فأرجو من الله بأن يكون متفهمنا معنا .

لكن الأم لم تقتنع وبدأت تنهال على ابنها باللوم والتقريع والتهديد والوعيد إذا تزوج من الفتاة وستتبرأ منه للأبد .

فلم يكن من الجد الحكيم إلا أن يُهدّئ ريم ( أم فيصل ) بكلامه المعروف والمقنع ، ولكن الأم مازالت حانقة غاضبة ثائرة لا تستطيع أن تنظر بوجه ابنها ، ولَم تكف عن هذا إلا عندما سمعت تأوّهات ابنها وهو يتوسل إليها قائلا : أمي يكفي أنا متعب نفسياً وجسدياً .

أم فيصل بعصبية وهي تقف: ح

حَقا وأنا الم تفكر كيف سيكون موقفي مع أختي وأبنتِها؟

الجد برجاء: أرجو منك بأن تهدئي يا ريم.. فلأمور لا تحل هكذا

أم فيصل: وماذا عن أبنت أختي يا عمي؟

الجد: كل شيء قسمت ونصيب يا أبنتي

أم فيصل بقهر: نعم هذا صحيح يا عمي , فما كان من أم فيصل إلا أن تركت المكان وذهبت .

عندها توجه الجد إلى ابنه سلطان طالباً منه أن يتكلم .... أن يتفوه .... فلم يكن موقفه بأفضل من موقف زوجته وأظهر استياءه وحرجه من أخت ريم وزوجها .

أظهر فيصل لأبيه أسفه وندمه بوضعهم في مثل هذا الموقف الحرج مع خالته وابنتها .

- 24 -

إذن لامفر من ذهاب أبي فيصل برفقة الجد ليخطبوا الفتاة بشكل رسمي وهذا الرأي الصحيح السديد .

انصرف فيصل إلى غرفته بعد أن طلب الجد منه ذلك ،وبقي مع ابنه سلطان الذي بدأ يبوح هذا الأخير بما في نفسه وفقدان صوابه تجاه تصرفات ابنه فيصل الطائشة والتي لاتليق بعائلته ومركزها الاجتماعي .

تذكر أبو فيصل نفسه عندما كان رجلاً بمعنى الكلمة في نفس عمره ، وتذكر أيضاً أحد الموظفين الذي كان يعمل في الشركة ومات بحادث سيارة ، كان يعمل ويدرس ويصرف على إخوته الصغار وهو في عمر فيصل .

يا الله ! كم أتمنى أن يكون فيصل مثل هذا الشاب ، قالها أبو فيصل بتأوه وحزن أليم وتمتم قائلاً : سأعيد تربيته من جديد يا أبي . ولكن هيهات هيهات من أين لهذا الولد المدلل طول حياته أن يكون رجلاً ؟

انتهى الحديث بعد طول جدال وسجال وكلام وتعب من الجد الذي طلب الذهاب إلى بيته ليرتاح بعد طول عناء .

لكن أم فيصل أصرّت على بقاءه معهم ، وخاصة بعد ترتيب غرفته وتجهيزها ، فأذعن لرغبتها ووافق ونام تلك الليلة عندهم ...

سارونة بنت الخالدي 10-10-22 04:16 PM

رد: شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش
 
الــفــصـل الـسـابـع





- 25 -



وفِي صباح اليوم التالي استيقظت جوري على صوت جدها فقبلته وعانقته وجلست جانبه .



في تلك اللحظة نزل فيصل من غرفته واجتمعت الأسرة حول مائدة الإفطار والكل يأكل بصمت ، وكأن شيئاً ما مرتقب وخاصةً أم فيصل التي مازالت غاضبة وكانت تأكل وتكاد تغصّ في لقمتها .



جوري فنظرة إلى ولدته ووالده فشعرت بأن الاوضع غير مطمئنا



وبهمس لفيصل : ماذا هناك؟



فيصل بنفس الوضع : أمي وأبي غاضبون مني



أم فيصل : جوري أكملي طعمك لكيلا تتأخرين عن كليتك



جوري بهدوء : حسنا يا أمي



تناول الجميع الطعام وخرج كلٌ إلى عمله ، والجد إلى بيته إلا فيصل رجع إلى غرفته واستلقى على سريره مفكراً بخالته وابنتها التي لم تملّ من الاتصال به ، فردّ عليها .



سألته : كيف حالك ؟



فيصل : الحمد لله بخير .



ابنة الخالة ( ريناد ) : مادمت بخير لِمَ لا تردّ عليّ ؟



فيصل : كنت مشغولاً بعض الشيء .



ريناد بتفهم : حسنا مدم بخير فالحمد لله .



أحست ريناد من كلامه ولهجته أن شيئاً ما حصل أثناء ذلك .



فيصل بخوف من ردت فعلها : ريناد أنا أعتذر منك ولكن يجب علينا أن ننفصل فأنا لا يمكنني الزوج منك .



صُدمت ريناد من كلامه وقالت : حسناً يا فيصل ...لك ماتريد والآن عن إذنك وأغلقت الخط قبل أن تنبث بأي كلمة .







فيصل أقفل الخط: أعتذر منك يا رينا ولكن الامر ليس بيدي .







- 26 -



جلس فيصل يفكر ويفكر ويؤنبه ضميره وأن قرار انفصاله عن ريناد قد استعجل به ، وأمه وأبوه سيغضبان منه أكثر وأكثر، فقرر الذهاب إلى بيت جده حتى تهدأ الأوضاع قليلاً وأخبر جوري بذلك وجمع أغراضه ومحفظته وتوجه هارباً إلى بيت جده .



وصل فيصل إلى بيت جده وبعد أن استراح قليلاً وجه له الجد بعض النصائح لعلها تفيده في المستقبل ، وأخذا يتشاوران ويخطّطان ، واتفق معه أن يرسل وراء ابنه سلطان ليكون معهم في اليوم التالي .



فِي صباح اليوم التالي توجه الجد وابنه وفيصل إلى قرية أمل لإتمام ما اتفقوا عليه مع أبي سالم .



وحين وصولهم إلى القرية استقبلهم أبو سالم بكل جدية وحزم وبعد أخذ وعطاء وتداول الحديث فيما بينهم ووصولهم إلى قرار الزواج ، حذّر أبو سالم الجد والأب في حين إصابة ابنته بأي أَذى فلن يرحم فيصل ولن يتركه بسلام .



وعد الجد وأبو فيصل طلال بأن ابنته ستكون في رعايتهم وفِي أمن وأمان، وعلى هذا تم عقد النكاح وتصافحا وتعاهدا على أن يكونوا أسرةً واحدة .



تدخل سالم بوجهه العبوس طالباً التكلُّم في مهر أخته ، فحاول الأب إسكاته .



- 27 -



ابتسم الجد ابتسامة خفيفة،طلب من مساعده أن يأتي بالمحفظة من السيارة، فتحها وأخرج منها نقوداً ، وقال : هذه مئة ألف ريال مهراً لابنتنا ومئةٌ أخرى للذهب ، أنا ليس لدي خبرة في عاداتكم وتقاليدكم فاطلبوا ماتشاؤون .



هزّ طلال رأسه بالموافقة وتمت خطبة فيصل على أمل .



بعد عدة أيام أقام الخال حفلاً كبيراً دعوا فيه أهالي القرية. وفِي تمام الساعة العاشرة والنصف من تلك الليلة انتهى كل شيء ، وعاد كل شخص إلى منزله ، إلا أمل ذهبت برفقة خالها سند وعمها سلمان وزوجها فيصل إلى الفندق .



عند وصولهم إلى الفندق ودّع فيصل أهله وأهل زوجته ودخل هو وأمل إلى جناحهم المحجوز والمهيأ للعروسين .



أصبح فيصل أمام أمل وجهاً لوجه ، أراد أن يتحدث إليها. يلاطفها...يحنو عليها ...إلا أن أمل طلبت منه ألا يتحدث معها، وكعادة فيصل لابد من الوقوع في الخطأ ، قال لها بنبرة قاسية : أنا زوجك وعليك إطاعتي في كل شيء .



تنهدت أمل وأجابت بسخرية : زوجي ! وهل تظن أني سعيدة بذلك ؟



فيصل بكل غطرسة وغرور: لِمَ لا تكونين سعيدة ؟ جميع البنات ينتظرون مني إشارة .



أمل بسخريه: حقا ولماذا لم تتزوج منهم إذا .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



توقف عن الكلام وتذكر نصيحة جده عندما قال له :اسمع يا فيصل أنت أصبحت مسؤولاً ، وربما تكون عما قريب أباً، وأنا أريدك أن تحسن من أخلاقك وأفعالك ، والفتيات يحببن العطف والحنان والرفق بهن ، فكيف إذا كانت زوجتك؟!



فيصل باستغراب: ولماذا تقول هذا يا جدي فأنت تتحدث إليّ وكأني سيء الخلق



الجد ضرب فيصل على رأسه: كيف تظن بأني سأقول عنك ذلك



فيصل بكل جدية: هل تريد الحقيقة يا جدي أنا حقا خائف من الفشل.. وبضبط بأني تزوجت من فتاة لا أعرفه



الجد ربرب على كتفه: فيصل ربما أنت تزوجت من فتاة لا تعرف وهي أيضا لا تعرفك.. وربما ستوجه بعض المشكل في حياتكما فما فعلته أنت معها ليس بقليل.. لهذا مهم حصل بينكما لا تغضب منها .



فيصل عقد حواجبه : ماذا تفصد يا جدي فأنا لم أفهم منك شيء؟



الجد : أقصد بأن الحياة الزوجية لا تخلو من المشكل وبضبط في وضعكم أنت والفتاة التي ستتزوجها .



فيصل : ولكن أنت تعرف بأني لست من الأشخاص الذي يغضبون سريعنا يا جدي .



الجد: ولكن أتحدث عن الفتاة التي ستتزوجه وليس عن أحد أصدقائك يا عزيزي , فالرجال من يتملك نفسه إذا غضب .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ







- 28 -



استدار فيصل إلى أمل وحاول أن يلاطفها ، صُدِمَ مرةً أخرى بقولها : أريدك أن تتركني وشأني أنا أكرهك لا تقترب مني .



حاول فيصل أن يهدئ من روعها حسناً لك ذلك.



أمل : أنا أكرهك ولا أريدك أن تقترب مني .



فيصل : حسنا لك ذلك , وأنت لست مجبرتان على حبي .







سكتت أمل والدموع تتغرغر في عينيها ، وفجأة قالت : ربما لست مجبرة على حبك لكني مجبرةٌ على الزواج منك ، والعيش معك بعد أن دمرت مستقبلي ، ودنست شرفي. وتذكرت ما فعل بها تلك الليلة الشنيعة ، وكم تمنت الموت لأنها الآن تموت مئة ميتة .



فيصل بتنهد : نعم أنت على حق أنا دمرت مستقبلك ودنست شرفك , وخسرت خالتي ورضاء أمي .. فقط لكي أنقذك من الموت .



أمل بانفعال: كيف تنقذني من الموت وأنت قتلتني من البداية , ليتك لم تعد ليتك ترك أهالي يقتلوني , فالموت أفضل لي من الزوج منك .



فيصل بصدمة : ماذا !! هل هذا جزتي يا أمل بأني أنقذتك .



أمل أنهرت على الأرض : كيف تظن بأنك أنقذتني وأنت من قتلني منذ الليلة التي سلب شرفي فيها



حاول فيصل إقناعها وأنه أنقذها وعانى من غضب أمه وأبيه وكل عائلته ، وكل ذلك في سبيلها ، وأن ما حصل هو تدبير صديقه أحمد . تركت أمل فيصل ودخلت غرفة النوم ، وأغلقت الباب خلفها، وفيصل اتكأ على الكرسي وهو يفكر، وتذكر أمه الغاضبة منه ولن يستطيع إخبارها بما حدث ، وجوري لا خبرة لها بتلك الأمور، والده مستاء من تصرفاته وسيقول له هذه نتيجة تصرفاتك الطائشة , فيصل شعر بأن ما يحدث معه فوق طاقتها ....

سارونة بنت الخالدي 10-10-22 04:22 PM

رد: شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش
 
الــفــصــل الــثــامـن.....




- 29 -

ظل فيصل الليلة بطولها يفكر ماذا سيفعل ؟ لكنه يعرف أن ما حصل أفضل من ترك أمل ، ولوترك الأمور لظل شبح أمل يطارده طول حياته، ولن يرتاح ضميره ، وقرر أن ينهي حجز الفندق ويرجع إلى بيته.

في الصباح ...أخبر فيصل أمل بوجوب الرجوع إلى بيت أهله ...لم تنبث بكلمة والقرار ليس بيدها.

وصل فيصل إلى البيت ، استقبلته الخادمة سوزان ، طلب منها أن ترافق أمل إلى الغرفة في الطابق العلوي ، وسأل عن أبيه أشارت سوزان أنه في المكتب . دخل فيصل على أبيه وضمّه وقبّل يديه . تعجب الأب واندهش من عودة ابنه وعدم سفره بالطائرة المحجوزة له ولزوجته ، وعندما سأله عن السبب أجاب فيصل وهو مضطرب وعلامات الضجر والاستياء على وجهه : لا رغبة لي بالسفر وأمل متعبة ، ذهبت إلى الأعلى فوراً .

فيصل : أين أمي ؟ أين جوري ؟

الأب :إنهما في بيت خالتك .

لاحظ الأب ابنه ليس كعادته ، أخذ يحاوره ويكلمه ، وفيصل متعب تكاد عيونه تنام ، و بلحظة غفا ونام على الكرسي.





- 30 -

عادت أم فيصل وابنتها جوري وهي غاضبةً حزينةً مما حدث ولم تجد مبرراً مقنعاً تقنع به أختها بانفصال ابنها عن ريناد .

ومما زاد الأمر سوءاً ، إثارة الشكوك وتوجيه التهم لفيصل وأمه ولكل العائلة .

كل هذه الأفعال والأقوال كفيلةً بإشعال نار الغضب والثورة على فيصل ، وزادها غضباً عندما سمعت الأم برجوع فيصل وأمل إلى البيت.

دخلت أم فيصل مكتب زوجها ، رأت فيصل نائماً ، صاحت صرخت: لماذا رجعتَ ؟ يكفيني ما حصل مع أختي من أجلك .

فيصل بالكاد يفتح عينه: أمي

أم فيصل : أنا لست أمك ..لا أريدك في بيتي لا أنت ولا زوجتك فهمتَ أم لا ؟

فيصل ينظر إلى أمه والدموع في عينيه لا يستطيع التكلم، وما كان من الأب إلا انبرى قائلا :ما بك يا ريم ؟ هدئي من روعك. .هذا ابنك. ..انظري إليه. ..انظري إلى وجهه. .هو بحاجة ماسة لك ...الولد مدمّر نفسياً وهو بحاجةٍ ماسة لك .

أم فيصل بوجه عبوس : هو من فعل ذلك بنفسه ووضعنا في موقف حرج مع أختي وابنتها .

أبو فيصل : ريم عزيزتي هناك أمور فوق طاقتنا ... فيصل أخطأ .. نعم أخطأ ولكن .. وأظن بأن الولد مدمر نفسينا يا ريم وهو بحاجة ماسة إليك.. فأرجو منك بأن تستمعي إليه

أم فيصل : لا أنا لن أستمع اليه يا سلطان.. ففيصل تمد كثير.. حتى أنه لم يعقب على ما فعل

أبو فيصل : عن أي عقب تتحدثين أنت.. وهل يجد عقاب أكثر من الذي مر به , ربما يكون فيصل قد أخطاء ولكن هل تعلمين بأني فخورا به .

أم فيصل نظرت إلى زوجها بحد وخرجت أم فيصل من المكتب ولم يكمل الأب حديثه بعد ، وهي تقول ليس عندي ابن اسمه فيصل .

خرج أبو فيصل خلفها وأغلق الباب , فذهب وجلس بجور أم فيصل الغاضبة .

أبو فيصل: لماذا خرجتي وتركتني قبل أن أنهي حديثي .

أم فيصل بضحكة ساخرة: لا أظن بأن هناك شيء أخر تريد أن تخبرني به بعد الذي قلته يا سلطان .

أبو فيصل بتنهد: أعتذر منك ولكن سأطرح عليك سؤالاً وأريدك أن تكوني صدقتناً معي .

أم فيصل: ماذا هناك أيضا يا سلطان .

أبو فيصل : لنقل بأن فيصل شاب متهور ومدلل لا يعرف لأي مسؤولية رغم سنه.. وتصرف تصرفه الذي تصرفه مع الفتاة.. وبعد ذلك هرب وترك الفتاة طبعا أنت تعرفين ماذا يعني الشرف عند العرب والكثير من المسلمين.. هل تظنين بأن فيصل سيعيش بأمن وينام بأمن.. ريم الظلم ظلمات ومن يظلم مسلم لن يتركه الله مهم طال الزمان.. لقد فكرة بغلط فيصل ولكن أدرك بأن ما فعل لا يفعله سوى الرجال هل عرفتي لماذا قلت لك بأني فخور به .

أم فيصل: يجب عليك أن تكون فخوراً بولدك.. أما أنا فلا يا سلطان ومهم فعلت أو قلت إنا لن أسامح فيصل على فعلته مع أختي وأبنتها .

أبو فيصل بقليل من العصبية: حسنا أفعلي ما يحلوا لك ولكن أنا أظن بأن الشخص لن يصنع قدره بلا القدر هو من يصنع الانسان .

أم فيصل: سلطان أرجوك لا تتحدث معي هكذا من أجل ولدك.. والان تصبح على خير أنا سأذهب لكي أنام لكيلا نتشجر معنا..

أم فيصل تركت أبو فيصل وذهبت إلى غرفتهم

- 31 -



أتمّ الأب حديثه بصوتٍ عالٍ ...أنصحك يا أم فيصل ألا تقسي على الولد أكثر من ذلك لكيلا تخسريه .

توجهت الأم إلى غرفتها ، بينما كانت جوري تسمع الكلام ، وتنظر إلى أخيها نظرة شفقة ورحمة. اقتربت منه رفعت الغطاء عن وجهه رأته يحبس أنفاسه والدموع تنهمر من عينيه، قالت له:لا تخف يا فيصل أمي ستهدأ هي تحبك. اذهب إلى غرفتك الآن . أمل أكيد في انتظارك وهي بحاجة إليك .

فيصل : لن أذهب قبل أن تسامحني أمي .

ذهب إلى غرفة أمه.. وراءه جوري ..ارتمى على قدميها وقبلهما وقال : أمي أنا أحبك. ..أمي أنا متعب. ..لا تتركيني وحيداً ..أريد مساعدتك. ..أمي هناك أشياء لم أقلها لك. اسمعيني يا أمي. ..اسمعيني. ..بكى فيصل وبكى كثيراً.

أم فيصل كانت صامتة تحبس أنفاسها ولم تعرف ماذا تفعل ، وخاصة بعد أن أحست بانكسار ابنها ،انحنت عليه وأمسكت

ذراعه حتى وقف ،أخذ يقبل يدها عدة مرات مبدياً أسفه من

جديد متمنياً الموت لما حصل.



- 32 -

عندها احتضنت الأم ولدها وكأنه طفل وقالت له : أنت رجل يا فيصل ،والرجال لا يبكون ومسحت دموعه ، وابتسمت له بحنان فكاد يطير فرحاً، مقدراً عطف الأمهات على أبنائهن . بدأت الأمور المتشابكة تتفكك قليلاً قليلاً .

وفي اليوم الثاني .

امل فتحت عينها على صوت الباب فرأت فيصل يخرج من دورة المياه وقد كان يرتدي روبه.. فاعتدلت بجلوس وهي تشعر بألم فضيع في جميع جسدها بسبب نومه على الكرسي

فيصل بهدوء: غيري ملابسك لكي ننزل وتتعرفين على أبي أمي وأختي الصغر

أمل : لا أريد النزول ولا أريد التعرف على أي شخص من أسرتك هل تفهم

فيصل التفت إلى أمل فذهب نحوها : ماذا تقصدين بأنك لا تريدين التعرف إلى أسرتي؟

أمل شعرت بخوف فوقفت: أأنا متعبة ولا أريد النزول الآن

فيصل جز على أسنانه وقال بغضب: إذا كنت لا تريدين أن تعطيني حقوقي الزوجية فهذا شيء يعنيك.. ولكن سرتي خط أحمر يا أمل لأنك حتى الآن لا تعرفين من أكون.. لهذا لا تختبري صبري يا أمل لكيلا أجعلك تتمني الموت حقا هل تفهمين .

أمل نظرت له بقليل من الصدمة وأزحت نظرها بسرعة: حسنا.. ولكن أبتعد عني

فيصل رمقها بنظرة جعلتها تبلع ريقها بصعوبة.. وذهب أمام المرة لكي يمشط شعره أما أمل فخذت ملابسها ودخلت إلى دورة المياه.. وعندم خرجت نزلت مع فيصل..

بعد أيام دخلت الأم غرفة ابنها صدفة . رأت أمل مستلقية على الكرسي تكاد تغفو، تعجبت من ذلك وهي في الأيام الأولى من الزواج ... ارتبكت أمل وشعرت بخجل وكأنها قرأت مافي عيون الأم ، ولم تجد على فمها إلا أن تقول:

فيصل لا يريد النوم بجواري. ..تذكرت الأم قول ابنها عندما كان يبكي ويقول لها :هناك أشياء أخرى ياأمي. .

أم فيصل :لماذا ؟ فأنت زوجته ، سأتحدث إليه عندما يرجع.

أصاب أمل الخوف لأنها لم تقل الحقيقة وهي التي لا تريد فيصل ولا تحبه .الأم بحدسها عرفت أن شيئاً ما قد حصل وخاصةً الزواج كان ليس كالمعتاد .

قالت لأمل:إذا كنت تريدين أن تكسبيني وتكسبي حبي ما عليك إلا التعرف على طباعنا وعاداتنا، وإياك أن يأتي فيصل شاكياً منك،وأنا بالتالي سأدافع عنك ولن أرضى أن يؤذيك ولو كان ابني الوحيد .

شكرت أمل أم فيصل ووعدتها خيراً ....

سارونة بنت الخالدي 17-10-22 10:07 PM

رد: شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش
 
الــفـصـل الـتـاسـع والأخـيــر....


- 33 -

جلست أمل تنتظر عودة فيصل وهي تفكر بهذا الزواج الفاشل المبني على الخديعة والظلم الذي لا ينسى.

عاد فيصل وقت الغداء ، جلست الأسرة تتناول الطعام ، لفت نظر الأم أن أمل لا تأكل . سألتها : لم لا تأكلين يابنتي ؟

أمل :لا أشتهي الطعام يا خالتي .

خشيت أم فيصل أن يكون الطعام المعد غير محبب لأمل فطلبت منها أن تطلب من الخدم ما تشاء من الطعام.

فيصل كان يأكل غير مكترث بها مما أثار فضول جوري التي وكزته من فخذه ليفهم المقصود ،فما كان منه إلا أن توقف عن الطعام وقال لها : لن أتابع الطعام إلا بعد أن تأكلي معنا ولو لقيمات قليلة .ابتسمت أمل ابتسامة خفيفة وبدأت بتناول الطعام .

في اليوم التالي طلبت أمل من أم فيصل وأبو فيصل السماح لها بالذهاب إلى أهلها ، فقد اشتاقت لهم أيّما اشتياق،وطلبت منهما إقناع فيصل بذلك.

في صباح اليوم التالي استقل فيصل سيارته متوجهاً مع أمل لعند أهلها ،وعند وصولهما شعر فيصل بشيء غريب غامض ، فأشار إلى أمل الدخول وحدها وهو سينتظرها في الخارج،لكن أمل أصرت على نزوله معها ليرى أهلها ويتعرفوا عليه أكثر. ترجّل فيصل من السيارة بحذر شديد،

- 34 -

ودخلا وكان في استقبالهما أم سالم التي أقبلت على ابنتها وضمّتها إلى صدرها قائلة :

لقد اشتقت لك يابنتي ، ونظرت إلى فيصل فتقدم منها وقبّل رأسها وسأله عن حالها وصحتها.

أم سالم : الحمد لله وشكرته على زواجه من أمل وطلبت منه بألا يتركها ولا يظلمها لأنها مازالت صغيرة وهي أمانة في عنقه.

أجاب فيصل بابتسامة :لا تخافي يا عمتي. .ابنتك ستكون بخير وأنا أحبها كثيراً ...

رفعت أمل نظرها معجبةً بكلامه وأحست بالفخر به أمام أهلها .

في أثناء ذلك دخل أبو سالم وبرفقته سالم وشاب آخر.

رحب أبو سالم بفيصل ، وطلب أن يشربا الشاي معا ريثما يجهز الغداء،أما سالم فكان ينظر إليه نظرة فيها حقد وسخط وكأنه يخفي شيئاً ما.

طلب سالم الخروج لأن لديه عمل ضروري ولم يرد على كلام أبيه الذي طلب منه الجلوس قليلاً.

حركات ونظرات سالم لا تبشر بخير أبداً هذا ما أحس به فيصل وأثار خوف أمل أيضاً ، وهي تعرف أخاها وعصبيته.

- 35 -

طلب أبو سالم من فيصل أن يتجولا حول البيت ليتعرف على بعض أهالي القرية ريثما يجهز الغداء وبقيت أمل مع أمها .

كانت أم فيصل قلقة على ابنها وكذلك الأب لتأخره بالرجوع وهما ينتظران عودته بفارغ الصبر .

في تلك اللحظة دق الهاتف .... أسرع الأب وتناوله متوقعاً فيصل المتكلم ، وإذ هو الجد يكلم أبا فيصل بهدوء ويقول له:

هل أنت في البيت ؟

أبو فيصل : نعم هل حدث شيء.

صمت الجد قليلاً ثم طلب من ابنه الذهاب إلى مستشفى المنصوري دون أن يُعْلم أم فيصل بشيء .

أغلق أبو فيصل الهاتف وهمّ فوراً بالذهاب ، استوقفته أم فيصل بسؤالها : ما بك يا أبا فيصل ؟

أبو فيصل : لاشيء ، لكن أبي يريدني على استعجال ، أطبق الباب بشدة وانصرف .

انتاب أم فيصل وابنتها جوري شعوراً مخيفاً هل الجد تعرض لشيء ، لا الجد تكلم هل المشكلة بابنها الذي تأخر ؟ وظلت أم فيصل وجوري تنتظر أي خبر يطمئن حالهم .





- 36 -

وصل أبو فيصل ورأى ابنه مضرجاً بالدماء ، صُعِقَ .... صرخ .... بكى وأراد الدخول إلى غرفته ، فَمُنِعَ من قبل الطبيب وطلب منه التريث والهدوء .

انهارت دموع الأب حزناً على ولده الوحيد ، بينما الجد أخذ يضغط على يده ويقول له : ادعُ له بأن يتخطى مرحلة الخطر يا سلطان .

أبو فيصل لم يتمالك نفسه وهدد كلاً من أبي سالم ومن كان معه بأن لن يترك الجاني ولن يغفر له ، وطالب كل من جاء من القرية بالخروج من المستشفى .

وقعت أمل على الأرض وأصيبت بانهيار عصبي ,حملوها وأقعدوها في إحدى الغرف .

أخذ العمدة يهدئ جميع الأطراف إلا أن خرج الطبيب فسكت الجميع منتظرين الخبر .

أبو فيصل نسي كل شيء وقال : أرجوك يا دكتور كيف حال ابني ؟

نظر الدكتور إلى الجميع وقال : حسناً المريض زال عنه الخطر بعد أن عوضْنا له بالدم الذي فقده .

في تلك اللحظة رِنّ هاتف أبو فيصل ليسمع زوجته تسأل عنه وعن فيصل وأين هم ؟



- 37 -

إلا أن أبا فيصل نسي أم فيصل أنها لم تعلم بشيء فأجابها : فيصل زال عنه الخطر وساعاتٍ ويخرج من العناية

المركزة ، هنا سمع صوت بكاء والسماعة لم تغلق .

جوري : أين أنتم وفِي أي مستشفى ؟

وبسرعة فائقة كانت جوري وأم فيصل بالمستشفى ، دخلت كلتاهما .... شاهدوا الكل مجتمعين وقد أفاقت أمل من الصدمة ووقفت معهم .

أم فيصل لم تتمالك نفسها : ابني .... قتلتم ابني ... اغربي من وجهي يا أمل ... انهالت الدموع من عيني أمل التي لا ذنب لها بما حصل .

في تلك اللحظة فتح فيصل عينيه بصعوبة وطلب ماءً...أريد ماءً .

توجهت أم فيصل إليه وجوري وقالت:الحمدلله على السلامة .

فيصل بصوت خافت : أمي أمل لا ذنب لها يكفيها ما حصل. جوري : أمي أرجوك كفّي عن هذا ، فعلا أمل لا ذنب لها .

تبرمت أم فيصل وهي التي تعرف أن أهلها هم الذين أرادوا قتل ابنها .

في تلك اللحظة دخل الضابط ومعه رجل آخر وطلب المحقق أن يخرج الجميع من الغرفة .

- 38 -

الضابط إلى فيصل : هل نبدأ التحقيق يا فيصل ؟ هز رأسه بالموافقة .

وتم التحقيق .

في اليوم التالي خرج فيصل من المستشفى عائداً إلى بيته بصحبة أبيه والكل استقبله بفرح وسرور وخاصةً أمه التي حمدت الله الذي أعاده إليها .

فيصل استأذن بالصعود إلى غرفته ليرتاح ويبدل ملابسه حاولت الأم أن تساعده لكن فيصل اعتذر وقال لأمه : أستطيع فعل كل شيء لوحدي فأنا بخير .

وصل فيصل إلى غرفته ، تفاجأ بأمل بأجمل حلة ،ارتمت عليه والدموع في عينيها وطلبت منه أن يسامحها على فعلة أهلها .ابتعد عنها فيصل وجلس على الكرسي وقال لها : شكرًا لك .ولَم تتوان أمل في الإلحاح على مسامحتها لما بَدَرَ من أخيها وابن عمها .

شهقت أمل من كثرة بكائها شهقة وكادت أن تختنق وتابعت قولها : أنا اكتشفت أني لا أستحقك فأنا جرحتك عدة مرات، والآن فهمت الحقيقة وعرفت أن ما فعلته تريد إنقاذي وإنقاذ شرفي .

أرجوك سامحني وأنا أعدك بأن أكون لك زوجة وفية مخلصة لآخر يوم في حياتي .

- 39 -

تذكر فيصل عندما أصيب كيف أمل احتضنته وهي تصرخ وتبكي وتقول : لِمَ فعلتم هذا بزوجي ؟ أنا سأشهد عليكم في الشرطة وتذكر أيضاً كيف كانت تضغط على جراحه النازفة لحين وصوله إلى المستشفى بعد أن غطّى في غيبوبة وفقد وعيه . تنهد فيصل ووقف وأمسكها وضمّها وقال : أنت زوجتي وأنا أحبك كثيراّ ولا أستطيع أن أغضب منك بعد الآن حتى لو كنت تكرهينني .

أمل بخجل أخفضت رأسها وقالت:أنا أحبك أيضا يا فيصل .

وضع فيصل يده على فمها قبل أن تكمل كلامها قائلاً : حسنا لننسَ ما فات وما حصل ، ولنبدأ حياتنا من اليوم يا أمل يا أمل حياتي ، هل اتفقنا . أمل هزت رأسها وتعانقا .

( تمت بفضل الله )







مع تحياتي: سارة الخالدي

الكاتبة: زبيدة هارون الهوساوي


الساعة الآن 05:26 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية