منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   المنتدى العام للقصص والروايات (https://www.liilas.com/vb3/f16/)
-   -   شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش (https://www.liilas.com/vb3/t208637.html)

سارونة بنت الخالدي 07-08-22 09:39 PM

شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش
 
‏ - 1 -‏
بين الحاضر والمستقبل.. بين الضجيج والهدوء.. بين ظلمة الليل ونور ‏الصباح.. فوق الاغصان وبين الأشجار وبين القوي والضعيف.. بين الفقير ‏والغني.. وبين طيات الورق.. رفعت قلمي وبدأت بكتابة قصتي على ‏سطور صفحاتي.. ‏

عندما يقوم شاب بعملٍ متهورٍ ويرتكب حادثة ما , يتحرك أهله وجماعته ‏لتخليصه من العقاب‏ بتدخل بعض الناس ‏الذين لهم شأن في المجتمع . ‏
وهذا ما حصل مع فيصل سلطان مرزوق المرزوقي , شاب في مقتبل ‏العمر يقارب الثانية والعشرين من عمره , فشل ‏في حب فتاة جميلة , ‏راسب في جامعته ‏غير آبه بشيء , فهو الابن المدلل والحفيد الوحيد لعائلته ‏الغنية والجميع يحبونه ويلبون كلّ طلباته‏ .‏
يعيش مع أمه الموظفة ريم وأبيه سلطان صاحب شركة كبيرة وأخته ‏جوري التي تصغره بأربع سنوات بيت سرّه ‏ومستشارته في بعض الأمور ‏‏.‏
‏بدأت القصة عندما رجع فيصل إلى المنزل , شاهد أخته جوري جالسة أمام ‏الشاشة تتابع فيلماً ‏وثائقياً , فسألها عن والديه اللذين ‏لم يراهما في البيت ‏فأجابت جوري : ‏
أبي لم يعد من المصنع وأمي لديها اجتماع في الشركة . وأنا هنا أتابع هذا ‏البرنامج الممل من أجل بحثي هل أخبرك عن الخدم أيضاً ؟
غضب فيصل وتمتم بكلام غير مفهوم , وصعد إلى غرفته وأخذ حماماً ‏بارداً ليريح أعصابه وإذ بصوت هاتفه يرن .‏
فيصل : أهلاً سعود . ‏
سعود : السلام عليكم هل ستذهب معنا كما اتفقنا ؟ ‏
فيصل : أنتظر أمي وأبي لكي أخبرهم بذلك .‏
‏ - 2 -‏
سعود : حسناً لا تتأخر خالد وأحمد كلنا بانتظارك . ‏
فيصل : إلى اللقاء .‏
أغلق فيصل الخط وتوجّه إلى خزانة ملابسه وأخرج حقيبته الخاصة ‏بالرحلات , وضع فيها بعض ملابسه وحاجياته , نزل من غرفته إلى ‏الأسفل ‏كانت أمه وأبوه قد عادا من ‏
العمل .‏
‏تناول الغداء معهم واستسمح من والديه بالذهاب ‏مع رفقائه برحلة قصيرة ‏إلى البر.‏
جوري ضحكت من طريقة حديث أخها الذي فهم من ضحكتها بأن جملته ‏خاطئة
فيصل : أقصد بأنّي سأخرج مع أصدقائي في رحلة ‏
أبو فيصل : رحلة ماذا يا بني فغداً يوم جمعة وأنت تعلم بأننا نجتمع في ‏منزل جدك ‏
فيصل : ولكني وعدت أصدقائي بأني سأذهب معهم ‏
أم فيصل : وإلى أين ستذهبون؟
فيصل : لقد خططنا بأن نقضي هذه الاجازة في البر.. ولكن يبدو بأني لن ‏أحظى بهذه الفرصة ‏
أبو فيصل : حسنا إذا كنت تريد الذهاب فاذهب ‏
فيصل : كيف تظن يا أبي بأني سأذهب وأنت لست موافقاً ‏
أبو فيصل : أنا لا مانع لدي من ذهابك ولكنّي أخاف عليك يا بني.. فيصل ‏نظر إلى جوري وكأنه يريدها أن تتدخل في الموضوع
جوري : أبي لماذا تخاف وأخي رجل.. كما أن بلادنا آمنة من أي مخاطر
أم فيصل : جوري الم أخبرك بألا تتدخلي بين والدك وفيصل؟ ‏
جوري: ولماذا ألست فردا من المنزل؟ وفيصل الذي تتحدثين عنه هو أخي ‏الأكبر يا أمي ‏
أبو فيصل والذي أراد أن ينهي الموضوع: متى ستذهبون؟ ‏
فيصل : اليوم.. فنحن سنجتمع في منزل سعود وبعد ذلك سنذهب ‏
أبو فيصل : ما رأيك يا ريم هل أتركه يذهب؟ ‏
أم فيصل : نعم دعه يذهب وليحفظه الله
فيصل قبّل رأس والده ووالدته وهو يكاد أن يطير من الفرح: شكرا لكم.. ‏هناك طلب آخر أريد بعض المال لأن رصيدي في البنك قد انتهى ‏
جوري: نقود!! وماذا ستفعل بالنقود في البر يا أخي؟ ‏
فيصل: أكملي طعامك ولا تتدخلين في ذلك ‏
أبو فيصل: دعك من جوري واذهب إلى غرفتي وخذ كل ما تريد ‏
فيصل: شكر لك يا أبي ‏
أم فيصل: لا تغادر قبل أن تكمل طعامك
فيصل: كلا لقد اكتفيت.. وسأذهب لأني تأخرت على أصدقائي ‏
وافقت أم فيصل وأبوه على الذهاب بعد أن أعطوه بعض المال وأوصوه ‏بالحذر والانتباه إلى نفسه.‏
فرح فيصل وهمّ بالذهاب مسرعاً لأنه تأخّر عن زملائه فهم ينتظرونه عند ‏سعود على أحر من الجمر .‏
وصل فيصل إليهم وتوجه الأربعة إلى البر فوراً .‏
كان المكان موحشاً لم يعجب فيصل ولا أحمد فطلبوا أن يتوغلوا إلى ‏الداخل لعلهم يجدوا مكاناً أفضل , إلا أن خالداً خاف من التعمق ، ومن ‏الذئاب والحيوانات المفترسة التي ربما كانت عشاءً لذيذاً لهم .‏
خالد بخوف: ماذا نتعمق! وماذا عن الحيوانات المفترسة.. أم أنكم تريدون ‏أن تكونوا عشاءاً للذئاب؟
فيصل وأحمد وسعود: ضحكوا من حديث خالد لأنه أول مرة يخرج إلى ‏مثل هذه الأماكن
فيصل: لا تخاف فهذا المكان آمن ولا يوجد فيه أي حيوان مفترس
تذكر سعود أن هناك ‏منزلاً يقع على أطراف القرية التي

‏ - 3 -‏
كانوا قد قصدوها من قبل , هذا المنزل سيكون أفضل من العراء والهواء ‏الذي يعصف بهم . ‏
سعود: شباب هل تتذكرون المنزل الذي يقع على أطراف القرية؟ ‏
أحمد: هل تقصد المنزل الذي ذهبنا إليه أثناء المطر؟ ‏
سعود: نعم هو! ما رأيكم بأن نذهب إلى هناك فهو سيكون أفضل من ‏العراء. ‏
فيصل بتأييد لهم: حسنا إنها فكرة سديدة لنذهب.‏

جمع الشباب أغراضهم وركبوا السيارة وتوجهوا إلى ‏
البيت فوصلوه بعد الظهر.‏
‏ كان المكان مهجوراً , والبيت يعج فيه التراب , وخيوط العنكبوت تملأ ‏السقف الذي كاد أن يتهاوى عدا الباب الذي كان متهالكاً مع مرور الزمن .‏
شعر فيصل بضيق التنفس ، فالمكان ليس بأحسن من البر الذي كانوا فيه .‏
أحمد ذهب إلى ‏السيارة وأحضر ‏بعض أغراض التنظيف و كأنه كان خبيراً ‏بقذارة المكان .‏
‏ارتاح الجميع وبدؤوا يتقاسمون العمل فيما بينهم , أحمد وفيصل سيذهبان ‏لإحضار الطعام , سعود وخالد سيقومان بتنظيف المكان ريثما يعودان ‏بالطعام .‏
خرج أحمد وفيصل وتجولوا بالقرية للبحث عن محلات للطعام , وعلى ما ‏يبدو أن القرية نائية والمحلات قليلة وإذ بفتيات تمشي في الطريق , أشار ‏أحمد إليهن لسؤالهن عن محلات في القرية .‏
‏ ‏
‏ - 4 -‏
نزل أحمد من السيارة وبقي فيصل يتأمل بنظراته ماحوله ، وقع نظره على ‏فتاتين ،نظرإليهما , كانت إحداهما تشبه حبيبته الأولى التي أحبها عندما ‏كان في الجامعة .‏
تسمّر نظر فيصل يا إلهي !! إنها هي هي وأخذ يتبعها بنظراته لحين توقفها ‏مع الفتاة التي كان أحمد يتكلم معها .‏
أنزل فيصل زجاج نافذة السيارة ليسمع ما يُقال :‏
أمل : أرجوك يا نادية ... دعينا نذهب ولا تتكلمي مع رجل غريب .‏
نادية : انتظري يا أمل أنا فقط أخبره بأسماء الأماكن الموجودة في القرية . ‏
أمل : حسناً إذا كنت لا تريدين الذهاب سآخذ نرجس ونعود أدراجنا وأنت ‏افعلي ما تشائين .‏
فيصل بشتات: أمل هذه ليست... بل هي ملاك .‏
نظر أحمد إلى فيصل الذي كان مندهشاً وشارد الذهن بفتاة أحلامه التي ‏تشبه حبيبته وظل يتابعهن حتى بَعُدن .‏
استغرب أحمد من فيصل وتَقَلبه المفاجئ وتوتره وخاصة عندما طلب أن ‏يعود إلى البيت قبل إحضار الأكل .‏
نزل أحمد عند رغبة فيصل بسهولة ورجعا إلى البيت. استغرب سعود من ‏عودتهم بالسرعة القصوى وبدون طعام. طلب أحمد من خالد مرافقته بدل ‏فيصل الذي اعتذر وفضّل مساعدة سعود في تنظيف البيت.‏
في المساء اجتمع الشباب أمام البيت وأشعلوا الحطب من أجل‏ شواء اللحم ‏والتدفئة , كانوا في أتم السعادة والفرح .‏
طلب سعود من كل واحد منهم أن يروي قصة جرت معه .‏

سارونة بنت الخالدي 26-08-22 04:47 PM

رد: شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش
 
الـفـصـل الـثـانـي...

‏- 5 -‏
بدأ أحمد بتذكر قصة عندما كان في الخامسة عشرة من عمره ‏, كان قد ‏سرق مبلغاً ‏من المال من أبيه واتهم الخادمة يومئذٍ بذلك , ‏وصوت بكائها ما ‏زال في أذنيه عندما توسلت إلى أبيه بعدم طردها وأنها بريئة .‏
‏سعود في نفسه : كم كنت ظالماً يا أحمد !؟
وهل أخبرت أباك بذلك ؟
أحمد : لا ‏... ولو أخبرته لقامت الدنيا وقعدت.‏
‏لكنني أخذت درساً لا ينسى عندما رأيت الشرطة تسوق الخادمة مكبلة ‏اليدين وأقسمت ألّا أسرق مرة أخرى مهما كانت الظروف.‏
سعود : إن شاء الله وماذا عنك يا خالد .‏
خالد : كان عندي مغامرات كثيرة.‏
سعود : جيد ، هيا أخبرنا عن أحد هذه المغامرة
‏ ‏
خالد : عندما كنت في سن السابعة كنت شقيا جدا وكنت أفعل أشياء لا تعقل ‏‏, ففي أحد الأعياد وعندما اجتمعنا في بيت جدّي أنا وأولاد خالي وخالتي , ‏طاردنا بعض القطط حتى أصيبت إحداها , فلم تستطع الركض ‏والهروب ‏لأنها كانت حامل.. فبدت دموع خالد بالنزول ثم صمت.. "سعود" نظر إلى ‏‏"أحمد" ومن ثم إلى خالد الذي يبكي مثل الطفل
سعود بحزن على القطة: ماذا هل ماتت ؟ ‏
‏ خالد من بين دموعه : لا لم تمت بل قمنا بإحراقها بعد أن سكبنا عليها ‏الكيروسين ... احترقت حتى الموت وكنا نضحك بدون أي رحمة ، بعدها ‏بوقت قصير مات ابن خالي بعد أن صدمته سيارة وكأن ‏الله تعالى عاقبه ‏لأنه هو الذي قام بإحراق القطة.‏
‏سعود بكل حزن : سترنا الله منكم يا أحمد ويا خالد .‏
عملكم يدل على نفسية غير متزنة . رحماك يارب.‏
‏ - 6 -‏
هات ما عندك يا فيصل . فيصل شارد الذهن وكأنه لم يسمع قصص ‏الاثنين ولا ندري ما يدور بذهنه .‏
‏هز رأسه وقال نعم نعم سأخبركم وبصراحة .‏
‏أنا فشلت في دراستي , وتركت الجامعة بسبب حبي لفتاة , أحببتها حتى ‏الجنون لكنها تركتني ومشت .‏
هذه الفتاة يا أحمد تشبه الفتاة التي شاهدناها في السوق أنا وإياك .‏
أحمد : بالله عليك !‏
فيصل : لماذا تتعجب ؟ أخبرني أخبرني .‏
أحمد سأقول :هذه الفتاة التي شاهدتها هي نفسها خطبتها ولم ترض بي .‏
‏دُهش فيصل ‏يا للمصادفة كم هي جميلة.‏
أحمد : أحببتها ؟هل تتمناها لك ؟
‏ فيصل : بالله عليك من أين سنراها ثانية ذهبت وتركت في نفسي وذاتي ‏ألماً ووجعاً ‏وذكرى لا تنسى .‏
أحمد أطرق رأسه ووضع يديه على رأسه مفكراً بشيء ما.‏
مضت الليلة بسلام وغطّ الجميع في نوم عميق بعد تعب جهيد .‏
‏ - 7 -‏
أمضى أحمد ليلته قلقاً لم ينم , وهو يفكر كيف ‏سينتقم من هذه الفتاة التي ‏رفضته يوما ما وإعجاب فيصل بها لاسيما أنها تشبه حبيبته السابقة .‏
أتى الصباح واستيقظ الجميع يريدون الإفطار , رنّ هاتف فيصل .‏
‏ أم فيصل : السلام عليكم كيف حالك يا بني ؟
هل أنت بخير ؟ حلمت حلماً عليك .‏
‏فيصل : خيراً أنا بخير والحمد لله كيف حال أبي وأختي؟
‏أم فيصل : جميعنا بخير وأنا انشغلت عليك وراودتني بعض الشكوك .‏
‏فيصل : ضحك لا تخافي علي يا أمي أنا لست طفلاً أصبحت‏ رجلاً .‏
أم فيصل : : مهما كبرت ستظل طفلي الصغير , وسأخاف عليك إلى آخر ‏يوم في حياتي . ‏
فيصل : : أمي كفي عن قولك ذلك .‏
أم فيصل : سعود معكم ؟ أنا أثق به .‏
فيصل : نعم سعود معنا فأنا أعلم بأنك لا تثقين بأي من أصدقائي سوى ‏سعود.‏
‏أم فيصل : الحمد لله اطمأن قلبي الآن رافقتك السلامة نحن بانتظار عودتك ‏‏.‏
أغلق فيصل هاتفه وتوجّه نحو أصدقائه الذين اتفقوا على أن يذهب أحمد ‏وخالد للإتيان ‏بطعام الفطور وبعض الحاجيات .‏
‏ - 8 -‏
أما سعود وفيصل سيحضّران ما يلزم في المنزل .‏
‏وفي الطريق أفصح أحمد لخالد ‏عما كان يفكر به طوال الليل وما سيفعله .‏
‏أحمد : ما رأيك أن نأتي بالفتاة التي أعجب بها فيصل ؟
خالد : ماذا ؟ ماذا تقول ؟
‏‏أحمد : ما أقول هو الصحيح , وفيصل في عزلة ووحدة وأريد أن أنقذه ‏وأفرحه.‏
خالد : ماذا ستفعل ؟ وكيف ؟ ‏
أحمد : رأيت الفتاة تدخل إلى بيت على الأغلب هو بيتها ، لنصل إليه , ‏ننتظر قليلاً حتى تخرج وبعد ذلك ....‏
خالد : وبعد ذلك ؟ ماذا ؟ ‏
أحمد : نحاول أن نأتي بها ‏إلى فيصل بخطة ما .‏
خاف خالد وحاول التهرب وعدم الموافقة , لكن أحمد اتّهمه بالجبن , وأنه ‏ليس رجلاً ولا يحب المغامرات .‏
المهم استطاع أحمد إقناع خالد وهو معروف بذكائه ودهائه ومكره .‏..

سارونة بنت الخالدي 26-08-22 04:50 PM

رد: شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش
 
الـفـصـل الـثـالـث...

‏- 9 -‏
توجه الاثنان قريباً من بيت الفتاة , انتظرا وقتاً ليس بطويلٍ . لفت انتباههم ‏دخول بعض الفتيات إلى المنزل , وما هي إلا ربع ساعة خرجن جميعهن .‏
طار ‏عقل أحمد من الفرح فكل شيء على ما يرام ، توجّه أحمد نحو الفتيات ‏بينما بقي خالد في السيارة .‏
أحمد للفتيات : هل عرفتموني ؟ ‏
‏نادية : نعم ألست ‏أنت الذي شاهدناك ‏المرة الماضية ؟
‏أحمد : نعم وأريد الآن منكم طلباً صغيراً لو سمحتم .‏
‏ نادية : وماذا تريد ؟
‏ أمل : نحن ننتظركِ هيا امشي ...أسرعي .‏
نادية : مهلاً عليك لنر ماذا يريد ؟
أمل : ارتبكت وخافت ‏جاءها شبح أحمد عندما جاء إلى أبيها طالباً يدها , ‏لكنها استبعدت الفكرة وظنت أنه يشبهه وخاصة أنها لم تره إلا ومضة ومن ‏وراء الباب .‏
في تلك اللحظة وحسب الخطة المرسومة توجّه خالد بالسيارة بسرعة نحو ‏أمل وبسرعة البرق حمل أحمد أمل وألقاها في السيارة ،طارت السيارة ‏بسرعة خارقة .‏
صرخت أمل ...بكت ... أرادت أن تلقي بنفسها من السيارة.‏
‏ - 10 -‏
أوقفوا السيارة بعد فترة من الزمن توسلت إليهم أمل بأن يتركوها وشأنها , ‏قيدوا يديها بحبل كان معهم ووضعوا شريطاً لاصقاً على فمها وقالوا لها ‏‏:لا تخافي ستكونين بأمان. ومن أين لها الأمان هذه المسكينة التي لا تعرف ‏مصيرها ولا إلى أين ذاهبة ؟
وصل أحمد وخالد إلى المنزل ... نزلا من السيارة وتركوا أمل فيها ...‏
سعود : أين أنتم ولماذا أطلتم الرجوع .‏
أحمد : المكان كان بعيداً وتعطلت السيارة .‏
سعود : ولم أنت يا خالد وجهك أصفر ومضطرب وكأنك فعلت شيئاً .‏
خالد : لاشيء ...لاشيء...‏
سعود : وأين الفطور؟ صار غداءً .‏
أحمد : نحن أتينا لكم بوليمة ، وضحك .‏
عرف سعود أن شيئاً ما حصل .‏
شدّ سعود أحمد من صدره وكاد أن يمزق قميصه , ماذا فعلت يا مجنون ؟ ‏قل ... قل ...‏
خالد : تأتأ وتلعثم أنا س ... سأقول.‏
‏ - 11 -‏
سمع سعود صوتاً خافتاً من السيارة وكأنه يقرع الباب
‏ قال : من في السيارة ؟ هناك صوت فيها .‏
توجه سعود إلى السيارة رأى الفتاة مكبّلة , وفمها مغلق , صرخ بملء فيه ‏ماذا فعلتم ؟ من هذه الفتاة ؟
لا أستطيع أن أرى هذا المنظر ؟ أنا سأخبر الشرطة .‏
أحمد : توقف يا سعود هذه الفتاة حبيبة فيصل وأتينا له بها .‏
سعود : ماذا ؟ ماذا تريدون من فيصل أن يفعل بها .‏
أنت ولد شقي كاذب منافق مخادع يا أحمد ومثلك خالد .... أفٍ ...أفٍ لكما ‏‏.‏
وترك سعود المنزل ومشى .‏
خالد : ليتني لم أستمع إليك يا أحمد لقد أوقعتنا في ورطة
‏ لا مفر منها .‏
فيصل : بدأ بجمع أغراضه لينسحب الآخر قبل أن يحدث مالا يرام . ‏
أحمد : ماذا تفعل يا فيصل؟ ‏
فيصل : كما ترى أحزم أغراضي لعود إلى المنزل.‏
أحمد : ماذا تعود إلى المنزل!؟.. هل أنت مجنون؟ وماذا عن الفتاة التي ‏أحضرناها
فيصل : ماذا هل أحضرتم الفتاة يا أحمد؟
أحمد : نعم أحضرناها، فإذا كنت لا تريدها لك سآخذها أنا ومن ثم خالد لأن ‏هذه فرصة لن تتكرر, والآن أخبرني ما هو قرارك.‏
فيصل بخوف وتردد : أين هي الآن ‏
أحمد : سأجلبها لك في الحال , ولكن إذا كنت تريد الانسحاب فاتركها لنا. ‏
فيصل : وأنا سألتك أين هي الآن .‏
أحمد : ابقَ هنا وسنترك لك الفتاة ونذهب ، وبسرعة البرق ركب خالد ‏وأحمد السيارة وأداروا ظهرهم وشدوا الرحال.‏
صار فيصل وجهاً لوجه أمام هذه الفتاة الجميلة الشقراء ، وبكل عطف ‏وحنان فكّ قيدها وأزال اللاصق عن فمها.‏
‏ - 12 -‏
قال لها : ارتاحي يا أمل .‏
صرخت الفتاة وقالت له ابعد عني لا تلمسني ... أرجوك ...‏
فيصل : لن أفعل شيئاً يا أمل
أمل : ابتعد عني الا تفهم ابتعد. ‏
فيصل : سأحافظ عليك لا تخافي إلى أن يأتي الصباح . ‏
ابتعد فيصل وجلس بعيدا عنها ..‏
وفِي منتصف الليل استيقظ فيصل فرأى أمل قد غفت قليلاً نظر إليها ما هذه ‏الفتاة الجميلة ؟ ما هذه العيون ؟ ‏
مسكينة نظر إلى لباسها رأى طرفاً من ساقها كُشفت.‏
ياالله ! ما هذا البياض ؟ ما هذه النعومة ؟
هم بالتقرب منّها قال : أستغفر الله .‏
تذكر أخته جوري لو أحداً تقدم منها لَقَتَلَه .‏
لكن الشيطان كان أقوى منه أراد أن يقبّلها فقط قبلة , لكن القبلة تحولت إلى ‏‏.....‏
وأمل تصرخ وتصرخ ... وكان ما كان .‏
في الصباح استيقظ فيصل مفكراً بما سيفعل ...والبنت ثيابها ممزقة في ‏حالة يُرثى لها , ابتعد فيصل عنها وأسرع بارتداء ملابسه وخرج من ‏الغرفة وجلس أمام بابه وهو يرتجف من الخوف.. الى ان فاق على يد ‏أحمد الذي دخل مع خالد
أحمد : ما الذي حدث ولماذا ترتجف هكذا؟‏
فيصل تحت تأثير الصدمة: لا أعرف ولكن أظن الفتاة مات
أحمد : ماذا!!! ماتت ما الذي تقصده بكلمة ماتت؟؟ ‏
فيصل لم يرد عليه فقد كان ضائعاً تائهاً في عالم غير الذي نحن فيه , ‏فتركه أحمد ودخل إلى الغرفة وخرج بعد عدة دقائق .‏
خالد بارتباك: هل ماتت الفتاة؟‏
أحمد : لا هي لم تمت ولكنها فقدت الوعي..‏
نظر أحمد إلى "فيصل" الذي وقف على الفور وقال: دعونا نذهب من هنا ‏أرجوكم دعونا نخرج فأنا خائف وأريد العودة إلى المنزل .‏
أحمد: حسنا سنعود في الحال.. فقط اهدأ وأخبرني أين سعود.‏
فيصل بارتباك وخوف: لا أعرف ولا أريد أن أعرف , أنا فقط أريد ‏الخروج من هنا في الحال ‏
‏ فيصل خرج مع أصدقائه وتركوا الفتاة في ذلك المنزل , خرجوا وتوجهوا ‏الى المدينة وعند وصولهم دخلوا إلى أحد المقاهي لكي يخففوا من خوف ‏فيصل المرتبك لأنه علم بكارثة ما فعل بعد فوات الأوان . أما خالد فهو لم ‏يكن مقتنع بما حصل فكل تفكيره في الفتاة التي تركوها خلفهم في مكان ‏مخيف وهي فاقدة الوعي , أما بالنسبة لأحمد فقد شعر بأنه حقق مراده في ‏الانتقام من فيصل . ‏
أحمد بخبث: لو سمحت يا خالد إذهب وأحضر كوب قهوه لفيصل لأنه ‏سيحتاج اليها الآن . ‏
وقف خالد وهز رأسه بالمواقفة وذهب وتركهم.. أحمد نظر إلى فيصل ‏وأخبره بموضوع كاد أن يوقف قلبه من الصدمة فقد شعر بأن أطرافه قد ‏شلت من هول ما سمع من صديقه المقرب , عاد خالد ليجد فيصل المصدوم ‏لوحده . ‏
خالد : أين أحمد لقد أحضرت القهوة كما طلب مني , هل أنت بخير يا ‏فيصل؟ ‏
فيصل : خذني إلى المنزل يا خالد.. فقلبي يكاد أن يتوقف . ‏
خالد وبطبع الخوف: حسنا!! حسنا قف سأساعدك على الوقوف .‏
فيصل أمسك بيدي خالد ووقف بصعوبة لأنه شعر بأن قدميه بالكاد ساعدته ‏على الوقوف . استند على خالد الذي خرج معه وساعده على صعود ‏السيارة ومن ثم توجهوا إلى منزل أهل فيصل وهو في حالة يرثى له وعند ‏وصولهم ‏
خالد : هل تستطيع الدخول أم أساعدك على ذلك . ‏
رفع فيصل يده بمعنى أستطيع الدخول لوحدي.. خالد هز رأسه بالموافقة ‏وفيصل نزل يجر نفسه .‏...

سارونة بنت الخالدي 26-08-22 04:52 PM

رد: شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش
 
وهذا الفصل الثالث.. أعتذر عن التأخير وقراءة ممتعة يا حبيبي

سارونة بنت الخالدي 03-09-22 10:47 PM

رد: شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش
 
الــفـصـل الـرابـع...


‏ - 13 -‏
فكر فيصل بأهلها وقد يقتلونه ... قد تموت الفتاة .‏
تركها وهجر المكان وعاد إلى أهله .‏
دخل فيصل منزله مرتبكاً .. خائفاً ... هائماً على وجهه .‏

وجد أمه وجوري تنتظرانه .... اعتذر لهم متذرعاً أنه مريض ومتعب من ‏الرحلة صعد غرفته وجلس يفكر :‏
لماذا حصل هذا ؟ لماذا فعلت هذا يا أحمد ؟ ما ذنب هذه الفتاة التي دمرتها ‏ودمرت حياتها ؟
ماذا سأفعل إذا وصل أهلها إلي ؟ ‏
هل سيصدقون بأني خُدِعت من أصدقائي هل سيقتلونني ؟ حتما ؟ ليتني ‏سمعت كلام سعود وذهبت معه .‏
قطعت أفكاره جوري التي دخلت عليه فرأت أخاها في أسوأ حال .‏
جوري : ما بك يا أخي ؟
فيصل : لاشيء اغربي عن وجهي .‏
جوري : لا شيء ! ولكن وجهك أصفر كالليمون، هل أنت مريض؟
فيصل : جوري أرجوك أتركيني فأنا أعصابي متعبة ومزاجي سيء هل ‏تفهمين . ‏
جوري : أخي ما بك ؟ قل لي أنا سأكون بجانبك .‏
فيصل : أعطني مفتاح سيارتِك .‏
جوري : أين سيارتُك ؟
فيصل : تركتها مع خالد .‏
‏ - 14 -‏
أعطت جوري مفتاح سيارتها لفيصل .‏
خرج فيصل من البيت تحت أنظار جوري المستغربة وتوجّه إلى القرية ‏وعند وصوله إلى البيت المهجور لم يجد أمل ‏
ولم يكن لها أي أثر , فجلس على الأرض وأخذ يضربها بيديه الاثنتين ‏
‏ ماذا حصل لها ؟ لِمَ فعل بي أحمد هكذا ؟ ‏
فجأةً وقع نظره على أحد الأقراط التي كانت تتقلدها الفتاة أخذه وسمع ‏صوتاً من خلفه هل عُدت ؟
فيصل ارتبك واستدار فإذ بسعود واقفاً . ‏
طأطأ فيصل رأسه خجلاً منه .‏
سعود : لقد دمرت مستقبل الفتاة البريئة .... اعتديت عليها وسلبت شرفها ‏‏... مسكينة لو يعرفوا ما حصل لها سيقتلونها , ستُقتل وستكون أنت السبب ‏في موت فتاة بريئة اعتديت عليها وتسببت في مقتلها.. وبهدوء , ولكن ‏فكر لو كانت جوري مكانها وأنا مكانك فماذا ستكون ردة فعلك؟
فيصل انزعج من كلام سعود فذهب نحوه وأمسكه من ثيابه ورفع يده لكي ‏يضربه
ليقول بصوت كفحيح الافعى: أقسم لك بأني سأقتلك لو فعلت ذلك بأختي؟
سعود : لماذا لم تضربني؟! أنا فقط قلت مثلا فانزعجت هكذا.. فأخبرني ‏عن حال الفتاة يا فيصل . ‏
امتلأت عينا فيصل بالدموع , وهو ينظر إلى سعود بِحيرةٍ وخوف , أشار ‏سعود على فيصل بأن يذهب إلى القرية وينقذ الفتاة قبل فوات الأوان .‏
انصرف سعود وترك فيصل في المكان .‏
جلس فيصل ملياً يفكر وخيال الفتاة مازال في ذهنه لا يفارقه. يجب أن ‏يفعل شيئاً ينقذ حياة هذه البريئة. قدحت في ذهنه أمه التي لن تسامحه ولا ‏أبوه ولا أحد من عائلته .لا يوجد إلا جدّه الكبير الحليم الحكيم .‏
‏ - 15 -‏
ركب سيارته في طريقه فوراً إلى بيت جده , وصل إليه فاجأه جده بقوله :‏
لِمَ جئت اليوم ؟
أنت فضلت الذهاب مع أصدقائك على زيارتي ، هل هذا صحيح ؟ ‏
فيصل : نعم يا ليتني لم أفعل ذلك يا جدي ، فأنا نادم بعدد شعر رأسي .‏
الجد باستغراب :وَلِم تقول هذا الكلام ؟ هل وقعت في مشكلة؟
أعرفك جيداً أنت لا تأتي لعندي إلا لأحل لك مشكلةً ما . حسنا أخبرني ماذا ‏هناك يا حفيد العزيز وما هي مشكلتك؟
فيصل : جدي أنا ارتكبت خطاء كبير.. هل تعرف صديقي أحمد .‏
الجد : نعم أعرف أليس ذلك الشاب المتهور السيء الخلق , هل مشكلتك ‏معها.‏
فيصل : نعم فنحن ذهبنا إلى البر لكي نقضي عطلة نهاية الأسبوع.. هل ‏تتذكر بمنزل الذي أخبرتك عنه قبل عام عندم ذهبنا إلى البر مع سعود ‏وبعض الأصدقاء؟
الجد : نعم أعرف هل كنتم هناك؟‏
فيصل : نعم.. وقد مرار بالقرية التي هناك.. فيصل دب الخوف على قلبه ‏فسكت
الجد عقد حواجبه: ماذا وهل تعرضوا لكم أهل القرية , أكمل حديثك ولا ‏توترني بسكوت هذا يا فيصل . ‏
هنا بدأ فيصل يسرد على جده ما حدث معه وكيف صديقه أحمد دبّر له ‏المصيبة , وبأنه أتى له بفتاة وورطني في الاعتداء عليها .‏
وقف الجد الشيخ مصدوماً ماذا ؟! ‏
اعتديت على فتاة ! ‏
من هذه الفتاة ؟ وكيف حدث ذلك ؟‏- 16 -‏
فيصل بخجل وصوت يَكادُ يُسمع : أرجوك اسمعني يا جدي ليس لي غيرك ‏يفهمني ، وأحمد أراد الانتقام لأنه خطب الفتاة ولَم تقبل به ، فأراد الانتقام ‏منها عن طريقي .‏
الجد : وماذا تريد أن تفعل بعد هذه الفعلة الشنعاء ؟ والكل لن يصدقك .‏
فيصل : أرشدني يا جدي أنا خائفٌ على نفسي وعلى الفتاة من القتل .‏
الجد : وهل أنت غبي لكي تصغي إليه في مثل هذه الأمور وبضبط ‏الشرف .‏
فيصل : لقد حصل ما حصل يا جدي , وأنا مستعد بأن أتزوج من الفتاة لكي ‏أنقذها من الموت .‏
الجد رفع حجبها : وهل تظن بأنك إذا ذهبت إلى أهل الفتاة سيزوجونها لك ‏بكل بساطة بعد الذي فعلته .‏
فيصل : إذا أخبرني أنت يا جدي ما هو الحل , فانا لا أريد أن أكون سبب ‏موت فتاتنا برية بسبب تصرف غير مقصود لهذا أريدك أن تذهب معي ‏لكي تخطبها لي . ‏
‏ الجد :حسنا ولكن لا أظن بأننا نستطيع الذهب هكذا .‏
فيصل باستغراب: ماذا تقصد يا جدي .‏
الجد : أقصد بأننا إذا ذهبنا إلى القرية وعرفوا بم فعلت فربما يقتلوننا أو ‏يقتلوك أنت . فنحن لا نعرف من تكون الفتاة أو أبنت من تكون . ‏
فيصل : وما هو الحل يا جدي في نظرك؟‏
الجد : اصمت قليلاً يا ولد .....‏
دخل الجد إلى غرفته وأخذ الهاتف واتصل ، وفيصل ينتظر ويترقب ما ‏الذي سيحصل ؟ ‏
خرج الجد وسأل فيصل عن القرية التي ذهبوا إليها ، وتأكد من أعوانها ، ‏وهو يعرف الكل لخبرته وصيته الذائع بين البلدان .‏
فأشار إلى فيصل بوجوب الذهاب إلى القرية .‏
في صباح اليوم التالي توجه الجد وفيصل إلى القرية , وعند وصولهم سأل ‏الجد عن منزل العمدة ، فأخذهم أحد سكان القرية إليه فاستقبلهم العمدة ‏أفضل استقبال .‏
الجد : جئت لعندكم طالباً حل مشكلة حصلت.‏..


الساعة الآن 01:33 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية