منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات ألحان (https://www.liilas.com/vb3/f480/)
-   -   حصري 107 - باب النعيم ( من روايات الحان المكتوبة ) (https://www.liilas.com/vb3/t208219.html)

Rehana 12-10-21 07:36 PM

رد: 107 - باب النعيم ( من روايات الحان المكتوبة )
 
مرر يده فوق وجهه وهو يشعر بالتقزز وهو يرى مح البيض الأصفر بين اصابعه , ثم قرر ان يرفع عينيه نحو الحذاء ذي الرقبة المغطى بالتراب والذي يحيط بساقين لا نهاية لهما للشخص ذي الصوت المتهكم الواقف امامه , صاح :
- هل يمكن ان تساعديني على النهوض يا وليا !
اكتفت المدعوة وليا بأن امتعضت امام قبضته الميئة بالقاذروات والتي مدها إليها , صاح :
- ما هذا اللطف ؟ هل قالوا لك مؤخراً إن مسلكك نحو الحلفاء كان خسيساً ؟
- لا بأس مؤخراً , ومع ذلك لم تشكه ابداً.
ابتسمت له ابتسامة وقحة , نهض مات بمفرده دون ان يكف عن الزمجرة ومسح يده في جنبه . ثم أراد مساعدة سارة ولكنها كانت قد نهضت واخذت تنظف ثوبها من التراب ثم القت نظرة على معطف الزائرة .منتديات ليلاس
كانت الزائرة قد دست يديها في جيبي الجينز الخلفيين بينما شعرها الطويل الأحمر يتطاير مع نسيم الصباح , ورغم جسدها الفارع الذي يشبه حسن الصبي الذي يكبر بسرعة فإن وليا كافرون كانت تشع انوثة وهي تنظر إليهما في خبث.
كان وجهها جميلاً بتقاطعيه الرقيقة وإن كانت أكبر من المعتاد وعيناها الرائعتان تشبهان عيني الثعلب بما يشع فيهما من مكر ودهاء ورموشها الطويلة بدرجة ملحوظة وأنفها المستقيم وشفتيها الغليظتين المنفرجتين عن ابتسامة معدية . كانت فاتنة وحيوية وحارة المشاعر.احست سارة بموجة من الغيرة تسري في جسدها .ريحانة
قال مات :
- أقدم لك يا سارة وليا كافرون الممرضة الملعونة وليا أقدم لك سارة تروير.
صاحت وليا في مرح :
- سعدت بلقائك يا سارة وأنا اعتمد على كرمك وفروسيتك في العناية بهذا الدب الضخم الجريح !
امتلأ وجه وليا بالايحاءات واستدارت نحو مات وامسكت يديه بيديها وقالت بصوت رقيق :
- لندع المزاح جانباً , إنني سعيدة لأنني وجدتك واقفاً على قدميك ايها الأبله المغرور !
عندما انحنت لتطبع قبلة على خد الطبيب ارتفعت درجة الغيرة عند سارة إلى الغليان حتى اوشكت ان تختنق . ياله من إعلان حب رائع لمات ثورن ! ومع ذلك سبق ان حذرتها انجريد من شقيقها باعتباره رجلاً يحب النساء وتعلم جيداً انه لن تدوم العلاقة بينهما او تستقر . اعلنت بصوت لاذع وهي تلتقط سلة البيض وتعود للبيت دون ان تلقي نظرة خلفها :
- سأتركك إذن مع زائرتك .
رفعت وليا احد حاجبيها الكثيفين ونظرت إلى مات في سرور .
- اوه ! إنني اشم شيئاً في الجو .
رد مات وهو يحاول ان يكون رقيقاً:
- احتفظي بأفكارك لنفسك يا حلوتي , من فضلك .
تفحصته وليا بضع لحظات ثم قالت :
- حسناً.
مررت إصبعها في بقعة من البيض على ذقنه وقالت :
- هل ستذهب لتتخلص من اثار الجريمة ؟ بعدها اريدك جداً حتى نثرثر سوياً, لقد لمحت ارجوحة في الشرفة لنلتق هناك.
بعد ان اغتسل مات وبدل ملابسه نزل إلى الدور الارضي , كان يأمل ان يقول كلمة لسارة ولكنها مشغولة للغاية في الثرثرة مع إليزابيث باركر ولم تعره اي انتباه .

Rehana 12-10-21 07:37 PM

رد: 107 - باب النعيم ( من روايات الحان المكتوبة )
 
كانت جوليا في انتظاره في الشرفة جالسة فوق الأرجوحة وتحركها بساقها اليسرى والاخرى مثبتة على الارض في وضع انثوي مثير .
كانت ترتدي تي شيرت قديماً بلون كريم تحت سويتر من الجلد الواسع , سألته :
- اذن هذا الهدوء والسكون قد حولاك إلى مجنون .ريحانة
اجابها بإخلاص :
- لا .
امتنعت جوليا عن أي تعليق وعضت على شفتها السفلى وقد بدا عليها التفكير وكأنها وجدت هذه الإجابة ليست على مزاجها . نظر مات إلى الفناء نظرة شاملة . في هذا الصباح الرائع من الصيف في ارض الهنود كانت السماء زرقاء مضيئة والعديد من الطيور تطير في الهواء بينما سلاسل الأرجوحة تحدث صريراً رتيباً, سألته :
- خبرني حقاً , هل أنت بخير يا مات ؟
- أنا افضل وكما ترين فإن وجهي لم يعد يشبه البطيخة زائدة النضج وجنباي في طريقها للألتئام اما ساقاي فلست ادري اتصدقين ان بعض النساء يجدنني في سيري وأنا اعرج اكثر جاذبية ؟
- نعم , ايها الأعرج .
ضربها على خدها برقة , كانت تجري بينهما صداقة صحية وسليمة ومرحة . لقد اقاما علاقة قصيرة بينهما عدة سنوات حولها إلى صداقة حقيقية .
سألها :
- وانت ؟ كيف حالك ؟
تظاهرت جوليا بالدهشة :
- أنا ؟ لم أكن في حياتي في مثل هذه الحالة الجيدة .منتديات ليلاس
لم يصدقها مات على الاطلاق , سألها :
- هل هناك اخبار عنك ؟
كان يتجنب الحديث معها عن بوب والتون الجناح الأيسر الشهير لأنه كان يبدو له غير جدير بجوليا , اخذت تفحص بقعة دهان على الأرجوحة وكأنها تمارس صلاة صامتة وقالت :
- لا , لقد نقل إلى فريق كنساس سيتي , لست ادري لماذا يهتم بفريق هواة كفريق مينيا بوليس؟
القت نظرة مواربة على مات :
- لن انكر انك حذرتني .
- لن اقول شيئاً.
- حسناً. لأنني حضرت إلى هنا للحديث عنك وليس عني .
- كيف الحال في قسم استقبال الطوارئ ؟
- كالعادة , عمل فوق طاقة البشر ونحن نفتقدك كثيراً , متى تنوي العودة ؟
قضى مات وقتاً طويلاً في التفكير قبل ان يجيب , إن فكرة العودة توحي إليه بمشاعر متناقضة . انتهى الأمر به بأن قال :
- لست ادري. منتديات ليلاس
نهضت جوليا لأن الحديث يتطلب وضعاً عدوانياً.
- خبرني يا مات ماذا هناك؟
- إن الأمر لا علاقة له بإصابتي يا جوليا وإنما يتعلق بعجزي عن تغيير الأمور رغم جهودي وحسن نيتي .منتديات ليلاس
- ولكنك غيرتها , إنني لا استطيع ان احصي عدد الأرواح التي انقذتها .
- وأنا فقدت إحصاء هؤلاء الذين يحملون المسدس في ايديهم لسرقة الأدوية المخدرة من دولاب الطورائ او لأنهم تلقوا طعنة في بطونهم او رصاصة في صدورهم .
ة !

Rehana 12-10-21 07:38 PM

رد: 107 - باب النعيم ( من روايات الحان المكتوبة )
 
- ليس هؤلاء الذين يجب ان تحصيهم .
- ولم لا ؟
- هيا يا مات ! إن الحركة هي التي تجعلك ناجحاً , ربما تكون مكبوتاً بعض الشيء ولكنك سرعان ما ستعود إلى طبيعتك فور عودتك للعمل , انظر حولك , إنه ... إنه ...
نظرت حولها وكأنها تستطيع بذلك ان تحصل على الكلمة الناقصة من عبارتها ثم هزت كتفيها .منتديات ليلاس
- انه حقاً ذرة .
كانت كيزان الذرة الناضجة تتراقص مع الريح ومرت عربة من عربات الآميش عجلاتها تصر صريراً عالياً. رفع مات عينيه إلى السماء الزرقاء البلورية التي لا تظهر فيها اية ناطحة سحاب, بينما فراشة تحط على زهور الكريزانتيم الصفراء المزروعة على جانبي درجات الشرفة . بينما يمضغ بلوسوم فردة حذاء في نهاية الممر . حركت جوليا الأرجوحة بطرف حذائها وفي نهاية الفناء كانت سارة تقلم الزهور الميتة , سألته جوليا :
- ماذا حدث بينك وبين لورا ويلدر.
- ليس له أي اهمية .
زفرت وقد بدا عليها نفاذ الصبر :
- مات ! واجهني بما تفعله هنا.
- أنا في فترة نقاهة .
- انت تختبئ هنا , لقد نزعت نفسك ليس من المدينة فحسب وإنما من القرن الذي نعيشه , ثم يا مات انت طبيب ممتاز لا تستحق الاختفاء في الطبيعة .
كان عاجزاً على ان يجد رداً مقنعاً وحاول ان يدلك عنقه بينما مررت جوليا اصابعها في كتلة شعرها لتضبط وضعها , قال لها الطبيب مقترحاً:
- ما رأيك في جولة في البلدة ؟
قالت وهي تنهض :
- لا شكراً , لابد ان أعود , لقد وعدت ديبورا ان أحل محلها في ورديتها الليلة .
امسك مات بكمها عندما وضعت قدمها على آخر درج من السلم المؤدي للشرفة .
- لا يمكنك ان تتركيني هكذا دون ان تخبريني بما يجري معك.ريحانة
اجابته وهي تتجنب النظر إليه :
- كل شخص حر في تصرفاته .
بدا واضحاً انه من المستحيل ان يصارح كل منهما بما يخفيه . صحبها حتى سيارتها , وقبل ان تصعد جوليا إلى سيارتها الرياضية قالت له :
- اسمع يا مات , اعرف انك تمر بمرحلة صعبة وارجوك ان تتصرف تصرفاً حسناً , موافق؟
رد عليها وهو ينظر إليها طويلاً:
- وأنت كذلك !
قالت بابتسامة مرهفة :
- نعم .
عندما اختفت السيارة أعاد مات انتباهه إلى سارة التي بدت تعمل بنشاط أكثر من المطلوب قالت في نفسها : إنه يهزأ بها حتى انه يستقبل صديقاته الصغيرات . سخرت من نفسها لأن جوليا كافرون جميلة . كانت ترصد الحذاء الرياضي الذي ظهر في الفناء قال لها :
- إنك تحاولين تلميع الآنية حتى تصبح كالصيني !

Rehana 12-10-21 07:40 PM

رد: 107 - باب النعيم ( من روايات الحان المكتوبة )
 
- إن أي عمل لابد من أدائه على أكمل وجه .
عندما اوشكت ان تعطيه ظهرها امسك مات بها من كتفيها . كانت الدموع في عينيها وهي ترفض النظر إليه , قال لها برقة :
- جوليا صديقة قديمة لي ولم يعد هناك بيننا اية علاقة من وقت طويل وقد حضرت لتعرف متى أعود لعملي.منتديات ليلاس
قالت بلهجة حادة :
- هذا ليس من شأني.
قال مؤكداً:
- بل من شأنك , انظري إلي يا سارة من فضلك.
استسلمت سارة . كان يبدو صادقاً ثم إنها كانت تتصرف بحمق وطيش وتفسد القليل من الوقت الذي ستقضيه معه , قال مات بعقوبة :
- هذا افضل ايتها المتزمتة الصغيرة , لقد بدا عليك الاستعداد لنزع شعر جوليا عندما قبلتني .
- إنها غلطتك إذا كنت في حالة سيئة اليوم فلابد ان تشعر بالخجل.
شحن الجو فجأة بالكهرباء بينما امسك مات بوجهها بين يديه وقال :
- اتصدقين انني اظن العكس وانه بفضلي اصبحت تحسين انك حية أكثر واعتقد انه بفضلي ان النار التي تخفينها داخلك ستندلع .
زفرت وكأنها تصلي :
- مات !
نعم إنها حية وبفضل مات ولديها أخيراً الإحساس سواء كان جميلاً أم مؤلماً بأنها حية اخيراً , قال مات :
- لم اصدق أبداً في حياتي انني سأسقط صريع الحب بهذه السرعة.
كان مات في هذه اللحظة يضج شباباً وأراد ان يعاكسها فنزع عنها قبعتها البيضاء ورفعها لأعلى وهو يقول :
- إنك لن تحصلي عليها , لن تحصلي عليها .منتديات ليلاس
- إنك أسوأ من الغلمان الذين يعاكسون الفتيات بشد ضفائرهن .ريحانة
اخذت سارة تقفز عالياً في الهواء دون جدوى واخذا يلعبان وكأنهما صبيان في العاشرة من عمرهما وعيونهما مشتبكة. كم يحس مات بأنه صياد وهو يعيش حياة طبيعية وعادية .
حاولت سارة كل جهدها ان تكسب في صراعها وحدث تشابك وإفلات مع ضجة عالية فوق الأوراق الميتة والأغصان الجافة المتساقطة فوق الأرض , لم يكن الهدف الامساك بالقبعة وإنما إطالة زمن اللعب إلى أقصى مدة .كانا متهمكين في لعبهما حتى إن العالم حولهما توقف عن الحركة .
لم يعيرا انتباهاً للكلب الذي جذبته الضجة والصراع بينهما والذي اخذ ينبح عند اقدامهما ولا العربة الآميشية التي مرت عليهما في ضجة عالية .
احس مات بالتعب قبلها واخذ يلهث ثم القى بنفسه فوق كومة من الأوراق الجافة وتبعته سارة في سعادة وهي تجر خلفها ثوبها .
جلسا وجهاً لوجه وهما يبتسمان ويسبحان مع الملائكة . رفعت سارة خصلة شعر متمردة عن جبينها وعاكسها مات بحك أنفها بورقة شجر جافة .منتديات ليلاس
كانت سارة تحس بأن قلبها سيتوقف من السعادة إنها سعيدة وعاشقة والحياة رائعة , على الأقل في هذه اللحظة !

نهاية الفصل

Rehana 15-10-21 08:52 PM

رد: 107 - باب النعيم ( من روايات الحان المكتوبة )
 
الفصل التاسع

قالت سارة وهي تردد بطاقة الائتمان إلى إليزابيث باركر :
- شكراً واتعشم ان تكون إقامتك بيننا قد اعجبتك .
ضبطت السيدة باركر فرو الثعلب بعد ان ألقت طبعاً نظرة قلقة على بلوسوم ثم قالت :
- إنها إقامة رائعة يا عزيزتي , رائعة للغاية ! وانت حيوية , نحن في حاجة فعلاً لبعض الآميش بيننا.
امتنع مات عن التعليق رغماً عنه بينما سارة التي تعودت على هذا النوع من التعليقات غير الضارة تلقتها بوجه لا يبدو عليه اي تعبير .
قال مات وهو يناولها مسدسها المزين بالصدف.
- لا تنسى هذا !
- يا إلهي ! لا , إنني لا يمكن ان اترك صغيري الفريد لقد قدمه لي تيم في أول عيد كريسماس لنا معا.
قال لها مات :
- يا له من رجل لطيف ومهتم .
قالت إليزابيث وهي تنس السلاح في حقيبة يدها .
- أليس كذلك ؟ إنه عزيز علي. ولكن من الأفضل أن ألحق بالسيارة قبل ان تبدأ بإصدار اصوات النقير لأن ذلك يصيبني بالجنون !
دارت على عقبيها واخذت تتقافز نحو باب الخروج وذيل الثعلب يتطاير في الهواء , قال مات :
- تعالى هيا لنرى العزيزين الكبيرين باركر.منتديات ليلاس
امسكت سارة بذراعه :
- لا , ليس من المفروض ان تعرف ذلك.
- أتمزحين ؟ إن هذه المرأة وزوجها الطيب الخفي اصاباني بالجنون طوال عطلة نهاية الاسبوع .منتديات ليلاس
امسكت سارة بيده واتجها ناحية الصالون حتى لا يحسا برغبة في التلصص على الزوجين من النافذة , وقفت سارة في الدهليز وقالت :
- إن الأمر أكثر متعة لو ظل الزوج غامضاً.
- حقاً؟ انت لازلت غامضة بالنسبة لي واجد انه من الممتع أكثر ان اكتشف سرك اليوم بدلاً من أن اظل في تساؤلاتي.
- لو سمعك أبي لغسل لسانك بالصابون !
- وماذا يقول لو علم بعلاقتنا معاً؟
لم تجب سارة . كانت ركبتاها رخوتين امام هذه الفكرة . كان يهمس في اذنها كلمات حب وهي تبتسم في سعادة . صاح احدهم بصوت مرح وباب المدخل ينفتح في ضجة .
- هانا ... عدت !
ابتعدت سارة عن مات بسرعة واسرعت إلى المرآة بينما تظاهر مات بالبراءة لو تأخرت اخته قليلاً لضبطتهما يتبادلان القبلات الحارة !


الساعة الآن 12:05 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية