منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   478 - مقهى الفردوس - دار ميوزيك ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t208136.html)

Rehana 09-07-21 08:03 PM

رد: 478 - مقهى الفردوس - دار ميوزيك
 
" مادام الأمر كذلك فهيا بنا إلى أحد هذه القوارب ".
فقالت آبي:
" لندخر شيئاً للغد " .
" لا سوف نستهلك كل شيء اليوم " .
لم تمض بضع دقائق حتى كانت تستند إلى حقيبة لوازمها بينما اتخذ جاك مكانه عند دفة القارب ذي الشراع الأحمر الذي استأجراه .
قالت متعجبة:
" إنك فاقد الصواب! ".
فأجابها وهو يطبع قبلة على فمها:
" ومن أجل هذا تحبينني ".
تبعته حيث جلست بالقرب منه مطوقة خصره القوي بذراعها, قبل جاك أذنها وعنقها قائلاً بنبرة استحسان .
" أنت ألذ نساء العالم " .
فأجابته بنبرة مرحة:
" ملوحة الجو هي التي تفتح الشهية " .
أبحرا على طول الساحل على مدى ساعة كاملة تمددت آبي على بطنها فوق مقدمة القارب منتشية بتلك السعادة الغامرة التي احتوتها, لامسها جسد جاك و سمعت أنفاسه المتقطعة واشتمت عبيره الممتزج برائحة البحر وبالعرق وبالزيت الواقي من الشمس لم تشعر من قبل بمثل هذا الإسترخاء والتفتح والنشاط .
" أين نحن ؟ ".
" في عرض البحر مقدماً القارب إلى الشمال, فهمت لماذا تحبين هذه البقعة يا آبي إنها جميلة حقاً ".
" واضح ان الحب الذي تقاسمناه قد فتح لك آفاقاً جديدة وبمناسبة الحديث عن الأفق هل لي أن أهتم بشأن هذه الأمواج " .
تقلبت آبي على أحد جنبيها ثم هبت جالسة فجأة:
" إن الجو ينذر بهبوب عاصفة عاتية من الأفضل لنا ان نسلك طريق العودة " .
" وأنت التي وعدتني بسقوط الأمطار منذ لحظة وصولي " .
" وها هي لايمكنك أن تتصور سرعة وضراوة العواصف التي تجتاح الخليج ثم تنكسر على شبه الجزيرة عائدة إلى المحيط بعد جميع أيام الصيف وفي ذات الوقت لنسرع إلى الشاطئ " .
" لا تقلقي " .
وجه جاك مقدمة القارب نحو الشاطئ بينما تأملت آبي الأمواج القاتمة بعينين مدربتين ومع ذلك كان القارب يندفع مسافة مترين نحو عرض البحر في كل مرة يتقدم فيها مسافة متر واحد في اتجاه اليابسة قال جاك وهو يعيد توجيه القارب:
" يبدو أننا لن ننجح في السير في هذا الإتجاه لذا أرى أنه من الأفضل ان نتوجه إلى تلك الجزيرة ".
بدأت أولى قطرات تتساقط على رأسيهما وأكتافهما انطلق القارب مسرعاً فوق صفحة الماء واقتربت الجزيرة شيئاً فشيئاً وعندما لمس مقدم القارب الشاطئ قفز جاك إلى الأرض جاذباً القارب إلى الرمال حملت آبي حقيبة المستلزمات وعدوا في اتجاه صحبة من أشجار النخيل التي اتاحت لهما الملاذ الوحيد الذي يمكن الحصول عليه هبطت الأمطار غزيرة متخللة سقف النخيل لكنهما لم يصابا بالبلل.

Rehana 09-07-21 08:03 PM

رد: 478 - مقهى الفردوس - دار ميوزيك
 
استند جاك إلى احد جذوع تلك الأشجار ثم فتح ذراعيه قائلاً:
" لقد نجحنا! تعالي إلى هنا " .
" لا أريد أن أتي إلى هنا بل أريد أن أعود إلى هناك إلى حجرتنا الجميلة مكيفة الهواء إلى فراشنا الفسيح. لا أريد أن أتي إلى هنا أو ابتل حتى عظامي في وسط هذه العاصفة " .
" اقنعي نفسك بأننا نعيش إحدى المغامرات يا حبيبتي " .
" لكننى عشت واحدة منها تواً " .
" إذا كنت تعنين بذلك الحب الذي تقاسمناه فهو مغامرة من نوع آخر " .
سرت فيها موجة ارتعاد من قدميها إلى رأسها لكنها لم تكن متأهبة لها بعد .
" من الذي تحدث عن الحب ؟ ".
" أنا, تعالي لنمارس الحب تحت وابل المطار " .
دوت ضحكة آبي وخارت ركبتاها فتركت نفسها بين ذراعي جاك قائلة:
" افعل بي ما تريد ".
" حسناً ما رأيك لنمارس الحب تحت وابل الأمطار ؟ ".
" كانت المطار ممتعة لكن الرمال لم تكن كذلك ".
فقال هامساً:
" لا تقلقي بشأن الرمال, سأكون لك الغطاء والفراش والبيت ".
وقف هطول الأمطار بعد برهة فذهبا للسباحة في البحر وعندما مالت الشمس للغروب عند الأفق اعادا قاربهما الصغير إلى الماء طوقت آبي عنق جاك وغطى جسدها النحيل جسده .
" أي شيء في الوجود أكثر رومانسية من نزهة في الغسق ؟ أسلوب أمثل لختام يوم مكتمل السعادة " .
قالت ذلك ثم قبلت ذقنه استطردت تقول عندما اقتربا من الموتيل:
" كم ابغض فكرة مغادرة هذه البقعة " .
احتوى جاك وجه الفتاة بين راحتيه مقبلاً شفتيها:
" لن نغادرها بعد يا عزيزتي سوف نبقى هنا الليلة. إنني بحاجة إلى أن اقضي يوماً آخر معك و ليلة حب طويلة وفترة صباحية مريحة وبعد ظهيرة مبهجة ".
" إنني سعيدة إلى أقصى الحدود لكن يتعين على أن أعود ".
" سوف تذهب جانيت إلى السوق بدلاً منك هذه المرة ".
عضت آبي شفتيها حيث كانت تتنازعها مشاعر متضاربة:
" لكن... ".
طبع قبلة على عنقها قائلاً بإصرار:
" لا شيء غيرنا يهم ".
ثم حرك الدفة كي يغير اتجاه القارب توجها نحو العمق مبتعدين عن الموتيل من خلفهما.
" لكن ما الذي تفعله! ".
" من الأفضل لك أن توافقي على طلبي إذا كنت تريدين رؤية الشاطئ ثانية ".
" هذا ابتزاز يا جاك لن يمكنك الإستحواز على قلبي باللجوء إلى مثل هذه الأساليب " .
" جميع الأساليب جائزة لي, ما قرارك ؟ ".
تأملت نظرته الثاقبة وعرض منكبيه ودفء ابتسامته الذي لا يقاوم :
" إنك مستحيل وصلب الرأي ومع ذلك أرى أنني أستحق يوماً آخر بشرط أن تعدني بأن يكون يوم غد مدهشاً مثل اليوم ".
فأجابها جاك بنبرة حانية وهو يوجه مقدم القارب إلى الشاطئ:
" أعدك بذلك " .
و عندما عادا إلى حجرتهما توجه إلى الفراش الكبير حيث رفع عنه الأغطية وغمز بعينه إلى الفتاة قائلاً:
" تعالي إلى هنا! ".

نهاية الفصل

Rehana 10-07-21 06:28 PM

رد: 478 - مقهى الفردوس - دار ميوزيك
 
الفصل الثامن

" انظر ذلك الذي فعلته بي يا جاك للمرةالأولى في حياتي لا أرغب في العودة إلى العمل لا أريد أن أرى مقهى الفردوس ثانية فالفردوس هنا...".
ارتسمت على شفتى آبي ابتسامتها العذبة المألوفة وهي تندفع إلى ذراعي جاك الذي أخذ يربت ظهرها الحريري بحنان.
" لن أناقشك في هذا الشأن ياحبيبتي كل ما أريد قوله هو أنني رجل سعيد".
طافت شفتا آبى بعظم ترقوته وطبعتا العديد من القبلات على صدره العاري:
"ظننت أنني لن أعرف اللذة ابداً. خُيِل إليّ أنني سوف أقضي عمري كله في العمل وفي الرغبة في المزيد منه لكن ماعرفته معك شيء رائع لم أكن لأعلم عنه شيئاً ".

Rehana 10-07-21 06:28 PM

رد: 478 - مقهى الفردوس - دار ميوزيك
 
استندت إلى مرفقها ومررت أصبعاً فوق فكه:
"تعلم أنكَ جميل الطلعة؟".
"أنا ؟ لا ,كبير الحجم أكثر من المألوف وقوي جداً, أما أنت فأشبه بالصيف ببشرتك البرونزية وعينيك الزرقاوين ووجنتيك الخمريتين".
فقالت آبي وقد استبدت الرغبة بها:
"مزيداً...مزيداً...".
أشعلت في جسده نيران الشهوة التي سعى لإطفائها, قبلها بتأن ودفء وعندما ارتويا وضع ذراعه تحت رأسها وربت جسدها بحنان قائلاً:
"اعتقدُ انه من الواجب أن نعود".
فقالت "آبى" هامسة تخفى رأسها تحت الوسادة :
"لا أريد ذلك "
" ولا أنا. لكن ينبغي علي أن أعود إلى بابي و بير, كذلك أعرف شخصاً ما ينبغي عليه التوجه إلى عمله غداً ".
غادر الفراش باسطاً نحوها يداً لكن آبي جذبت الغطاء عليها حتى ذقنها وهي ترمقه بنظرات التحدي:
"لن أرحل من هنا!".
"هيا يا آبي, سوف تمزقيني إرباً صباح غد إذا لم تعودي إلى عملك في الموعد المحدد".
"أعدك بألا أفعل ذلك وكف عن التفكير في كولورادو, لأنني سوف لا أفكر في المطعم. سوف نقضي الوقت في الاستمتاع بحمامات الشمس وممارسةالحب تحت أشعتها ".
لقد أصبحت آبي مختلفة تماماً.
"لكنني كنت سعيداً بـ آبي الأولى..".
"حقيقة ؟ كنت أظن أن لا سحر بها, دائماً في قمة المشاغل مثقلة بكثرة الهموم بحيث لم تفكر لحظة في الاستمتاع بحياتها ".
نطقت عينا آبي المبهورتان بالعديد من التساؤلات فقال جاك غامزاً بعينه:
" لا أقول إنها ليست بحاجة إلى الإسترخاء قليلاً لكنني أحب تلك الفتاة ".
أشرقت آبي عليه بابتسامة عذبة:
" هل هذا صحيح؟ من الأفضل أن أبقى عليها إذن وإنك محق فيما قلت ينبغي عليها أن تعود إلى عملها في السابعة من صباح غد وسيكون من دواعي التعقل أن تعود انت إلى بيتك هذه الليلة حتى تترك لها فرصة للنوم ".
قبل أن يصطحب آبي في طريق عودتهما حملها مرة أخيرة بين ذراعيه وطبع على وجهها قبلاته الحارة.
عاد معها إلى بيتها لكنه تركها تنام في سلام وفي صباح اليوم التالي جلس يراقبها وهي ترتدي ثيابها وتصفف شعرها متيماً بجميع حركاتها ولفتاتها.
قبلته آبي بحنان قبل أن تغادر البيت قائلة:
" استمتع بقدر آخر من النوم. أحبك "
جذبها جاك إليه حيث طبع على وجنتها قبلة أخيرة وتركها تمضي وهو يقول:
"وأنا أيضاً أحبك".
عندما لحق جاك بها فى الرابعة من بعد ظهر ذلك اليوم كانت الفتاة بالعمل لكن عندما رأته فى ذلك القميص المبتل الذى التصق بصدره نسيت أمر السباك وتاجر السماك وأسرعت إلى ذراعيه:
" إنني سعيدة جداً برؤيتك؟ كيف قضيت يومك؟ ".
" ذهبت للقاء ديف وهو حارس مكلف برعاية بعض أنواع الحيوانات فقمنا معاً بمعاونة تمساح ضال يبلغ طوله أربعة امتار على العودة إلى بحيرة دورا ".

Rehana 10-07-21 06:28 PM

رد: 478 - مقهى الفردوس - دار ميوزيك
 
" لكن هذا العمل ينطوي على خطورة جسيمة. لماذا لم تذهب لزيارة عالم ديزني كما يفعل سائر السائحين؟".
فقال مازحاً:
" لأنني لو كنت مثل سائر الناس لما أحببتني إلى حد الجنون إلى لقاء قريب يا حبيبتي ".
" لكنك تعرج يا حبيبي إنك تعرج لن أسمح لك بأن تمضي من هنا قبل أن تروي لي ماحدث ".
" لا شيء على الإطلاق".
وجاءهما صوت سيمون متهكماً:
" ياله من تواضع! يالها من شجاعة! أراهن على أنها سوف تعوضك عنها بقبلة منها ".
اندفع جاك نحوه قابضاً كفيه وكبحت آبي صيحة لهذا اكتفى بأنه ترك قبضته الحديدية تسقط فوق كتف سيمون الذي صاح قائلاً:
" ابتعد عني! إنك تفسد مظهر حلتي وسوف تندم على ذلك, لي أصدقاء لن يسعدك لقاؤهم ".
فضحك جاك في وجهه قائلاً:
" لا غرابة في ذلك لقاؤك ايضاً لا يسعدني, انتبه لنفسك ".
انصرف سيمون من خلال الباب الخلفي وهو يترنح قائلاً:
" يمكنك أن تنتظريني حتى أعاونك في إعداد العشاء ".
فماكان من جاك إلا أن خاطب الفتاة قائلاً:
" معذرة إذا كنت بحاجة إلى أية مساعدة هذا المساء فأنا على استعداد لأن أعود إليك ".
صدرت من آبي ضحكة متوترة مقتضبة:
" لاشكراً لك. غيابه يجعل الأمور أكثر يسراً".
قاطعهما صوت لشخص غير معروف:
"يا آنسة كلارك أحمل إليك طلبية الطماطم هلا ألقيت نظرة عليها؟ ".
قبض جاك على كتفيها:
" اذهبي لمعاينة الطماطم واتصلي بي في حالة الحاجة إلىّ إلى لقاء عاجل ".
رفعت آبي عينيها نحو السماء ثم توجهت إلى عملها سعيدة بأنها تركز على شيء آخر سواه. عندما وصلت إلى بيتها عند منتصف الليل رأت ضوءاً خافتاً ينبعث من حجرة المعيشة, وجدت جاك ينتظرها مستغلاً الوقت في قراءة نبذة عن التماسيح وقد تسربت حرارة الجو إلى الحجرة من خلال إحدى النوافذ المفتوحة.
سألها وقد بدا عليه القلق واضحاً:
" كل شيء على مايرام؟ ".
"نعم وإن كنت قد نسيت مدى صعوبته, لقد أسرفت في تدليلي في هذين اليومين ".
" تعالي إلى هنا. اجلسي أعطيني قدميكِ ".
استسلمت مغمضة العينين للذة تدليك عنيف بدد ارهاقها, بعدما انتهى من تدليك قدميها امتدت يداه إلى ركبتيها ثم إلى جسدها ثم تمدد فوق الأريكة مغطياً إياها بجسده. فقالت بنبرة تنطق سعادة:
" هذا أفضل من أي غطاء ".
وانقضى اسبوع آخر وذات مساء وجدت آبي لدى عودتها ان جاك يجرى اتصالاً هاتفياً بـ بابي.


الساعة الآن 04:26 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية