منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f736/)
-   -   (رواية) علي الجهة الأخري- بقلم Koedara مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/t208101.html)

Koedara 13-06-21 07:55 AM

علي الجهة الأخري- بقلم Koedara مكتملة
 
السلام عليكم جميعاَ


يشرفني اني ارجع مرة تانية برواية جديدة معاكم ورغم انقطاعي فجأة عن المنتدي بسبب ظروف صعبة اتمني ان كل شخص ساعدني او تابعني في يوم زمان يكون بأفضل حال وصحة وعافية وخير .

روايتي الجديدة من نوع مغامرات , رومانسية , دراما , مش عارفة الصراحة اصنفها اكشن او لأ لكن فيها كتير من الحركة يعني اللي بيحب روايات من النوعية دي اتمني تعجبوا .

ان شاء الله ها يكون التنزيل اربع فصول يوميا ً .
علي بركة الله نبدأ


https://mrkzgulfup.com/uploads/162356308498151.jpg

المقدمة :

في خضم الظروف المعيشية الصعبة التي تدفع بهم الي القتل احيانا ً يحاولون الصمود يطمحون في ان يحمل لهم الغد خبر افضل وتعود الحياة لوتيرتها الطبيعية , تلتف الدائرة وتدفع بهم للألتقاء بأحدهم الأخر حتي ينجحون في النهاية لوضع حد لواقعهم الذي فرض عليهم عنوه ويستعيدون مدينتهم وحياتهم من جديد .




تعريف بالشخصيات :
سيف : 31 عام , والد الطفلة ميمي , شخص لا يهاب شئ او احد ولا يتراجع امام اي أمر يتميز بالقوة واجادتة القتال , مندفع ولديه حب للسيطرة علي الأخرين لكنه صديق جيد يعمتد عليه , يقع في حب الونا ويجد الصعوبة في اخبارها بذلك .

لي : 17 عام , شقيقة روبي واندي , تريد الأفضل للجميع ولا تتراجع عن مساعدة احد , تتعرف علي زين وتجد الأستقرار معه لذا تبدأ في محاولة البحث عن شقيقها ليعيش معها بدورة , ينشب بينها وسيف بعض الأختلافات في الرأي في البداية ثم يصبحا افضل الأصدقاء .

زين : 29 عام , شديد الطيبة والتسامح ولا يتراجع عن تقديم المساعدة للجميع حتي ولو علي حساب نفسه , يفتح بيتة للجميع ومستعد لأستقبال اي شخص في اي وقت , نقطة ضعفة هي زوجتة التي يبعدها عن الجميع لغيرتة الشديدة عليها .

الونا : 27 عام , فتاة جدية تماما ً لا تفكر سوي بالقتال والصمود لا تظهر ضعفها ابدا ً ولا تحب الضعفاء كذلك قاسية في التعامل وتحب العمل والعيش وحدها , تتعرف الي سيف ومع الوقت تكتشف انها تتغير وتصبح شخصية اخري معه اكثر اقبالاً علي الحياة وعلي تقبل الأخر .

روبي : 15 عام , شقيق لي واندي , يحاول الصمود شأن الجميع لكنه يصادف الكثير من الصعاب والمتاعب اينما ذهب , يكره القتل والعنف لكنه لايصرح بذلك , متقلب المزاج بين هادئ وشديد العصبية لكنه ذو شخصية محبة ويسامح بسهولة في داخلة و ينكر الأمر في العلن , يجاري الأمور وليس لديه اهداف واقعية سوي انه يتمني تحسين الأحوال له والجميع .

السيد كلارنس : 33 عام , انسان محب ومعطاء لكنه يتخذ شخصية قيادية مستبدة احيانا ً ليتمكن من السيطرة علي الأمور , يجد صعوبة في اخبار من امامة بما يعني من كلامة لذا يتحدث بقسوة بقصد النصح ويظهر وجها قاسيا ً خلاف خقيقتة , يستطيع التخطيط بدقة والقتال باحترافية , مستعد لتقديم المساعدة بقدر ما يستطيع ولديه وفاء شديد لكل من يحبهم , متزوج من ماي ويحبها بصدق .

ريفين : 27 عام , صديق مخلص للسيد كلارنس , شديد الجدية والصرامة وملتزم , يحب اعطاء النصائح , لديه القدرة علي الأقناع , ليس بينه و اي شخص عداء او محبة فهو شخص حيادي ألا اذا تعلق الأمر بشخص يهتم به .

زينا : 17 عام , ابنة السيد كلارنس بالتبني , لديها مهارة عالية بالقتال , لديها جرأة ومشاعر متدفقة و ايجابية علي الدوام وتحب الخير , مرحة ومحبة وصديقة للجميع , يصبح سيف اقرب صديق لها حين تتعرف به , تجد نفسها في حالة من الحب والأنجذاب نحو روبي بشكل غير متوقع ابداً .

ياس : 35 عام , صديق الطفولة للسيد كلارنس , يلجأ الجميع لمنزلة في النهاية كما كانت رغبتة في ان ينضم اليه كل من تبقي في المدينة ليتمكنوا من وضع خطة لمحاربة القوات التي تشكل خطر عليهم .

اندي : 26 عام , شقيق روبي و لي الأكبر , احد قادة القوات في الجهة الأخري .

كرو : 30 عام , الشخص الذي يمكنهم من تنفيذ خطتهم في هزيمة القوات , حليف لهم في الجهة الأخري .





روابط تحميل القصة كامل

رابط التحميل بصيغة وورد

https://www.mediafire.com/file/tqh0p...%258A.doc/file

رابط تحميل بصيغةTXT

https://www.mediafire.com/file/xsh12...%258A.txt/file

رابط التحميل على هيئة كتاب PDF

https://www.mediafire.com/file/cl32k...25D9%258A/file

Koedara 13-06-21 07:58 AM

رد: علي الجهة الأخري
 

الفصل الأول

(زين)
ليلة ممطرة منذ ساعات , كان علي الذهاب للبحث لكنني بقيت محبوساً في المنزل انصت فقط للصوت الرتيب في الخارج ثم البرق والرعد بصوت مدوي , قررت المغادرة لا سبيل اخر امامي لا ملك اي موؤن في المنزل سوي الوجبة التي اتناولها الأن , تركت بعض الطعام وارتديت ما يكفي ليساعدني علي تحمل لفحات البرد في الخارج , علي المظلة الكبيرة التي تحمي البيت من اشعة الشمس المباشرة في الصباح وكذلك التي اجفف عليها ثيابي وجدتة , صبية لا يتعدي عمرها السابعة عشر فاقدة الوعي قدمها مصابة ورأسها ينزف واغرقتها مياة الأمطار , ماذا افعل من اين جاءت وكيف وصلت الي هنا , سحبتها الي الداخل وتركتها تستند علي الجدار واخذت السكين التي كانت بحوزتها وسقطت الي جوارها حين فقدت ادراكها , هكذا اجبرني امر اخر علي البقاء , لا املك لسوء الحظ ادوية او اسعافات في هذا الوقت كذلك لا اعرف الكثير عن معالجة الجروح , لكن دون ان اقرر مساعدتها او لا وجدت نفسي افعل واقوم بمحاولة تضميد اصابة ساقها قدر المستطاع بما يتوفر لدي وحين انتهيت ادركت انني نجحت وكانت ربطة ضمادة قوية مؤقتة فهذه الساق بحاجة لعلاج صحيح , لم تحتاج اصابة رأسها الي القلق بدا جرح بسيط بعدها تركتها مكانها وغادرت المنزل لا يزال علي البحث وبشكل اكثر اهمية الأن بما ان لدي ضيف غامض .

( لي )

فتحت عيني وتمنيت لو انني لن افعل هذا ثانية لكنني مازلت علي قيد الحياة , في البداية لم اعي ما اراه حولي ثم ادركت انني داخل منزل ما والسكون هو الشئ الوحيد الذي يستقبلني , حاولت النهوض وتذكرت اصابة ساقي بعد ان اشتد فيها الألم .. لكنها مضمدة .. تطلعت الي ارجاء المنزل من ادخلني الي هنا ووافق علي مساعدتي بسهولة , ثم لمحت بعض الطعام علي المنضدة امامي اسرعت نحوها وتناسيت اي الم في جسدي انا جائعا للغاية اكاد اموت جوعا لذا جلست التهم الطعام بنهم علي غير عادتي .. بعد اصابتي وسقوطي من الطابق الثاني وهذا الحيوان المفترس يحاول ان يفتك بي بعد ان استطعت الهروب ممن يحاولون قتلي ظناً منهم انني املك سلاحا او طعام او ماء استطعت الفرار بأعجوبة وقد ابتعدت كثيراً عن المكان الذي كنت اختبئ فيه برفقة اخي الأصغر مني بعامين ولا اعلم ما حل به الأن .. لكن لا مكان لأذهب اليه وربما وجدت حيوانا اخر لن يتراجع لحظة عن تناولي بسرور او بضعة من هؤلاء الأناس اللذين يتقاتلون علي اشياء لا املكها ابدا .. وبأصابة قدمي التي لا تزال تنزف وتؤلمني اكثر مما اعتقدت كانت حركتي بطيئة وسط سكون الطرقات والخطر الذي يختبئ وراء كل مكان مظلم حتي وصلت الي هنا .. من النادر ان اجد منزلاً يقتنه احدهم جميع المنازل تم هجرها وتفرق الجميع .. هل هربوا ام قتلوا! , لهذا كنت محظوظا كثيرا لأنني وجدت هذا الشخص الذي لم اقابله بعد , حتي اذا حالفك الحظ ووجدت احدهم من الصعب ان يفتح بابة ويستقبلك ببساطة وسيشهر سلاحة في وجهك , لا طعام متوفر في الأسواق التي يخشي الجميع الذهاب اليها ليأخذ المعلبات الصالحة للأكل او اي شئ اخر .. فقط لا يعلم ما سيكون مصيرة او ماسيهاجمة علي الرغم من وجود الأسلحة الا ان هذا غير كافياً , الماء النظيف الصالح للشرب ايضا من الصعوبة ابجاده .. في ظروف كهذه قد تمضي يومك بدون طعام وشراب وقد تمضي بقية ايامك بالكامل بدونهما حتي الموت , لا املك سلاحا سوي هذا السكين كان لأخي الكبير اخذته منه قبل ان يرحل ويصر علي هذا .. طلب مني مرافقتة مراراً لكنني لن اذهب الي اي مكان لا اعرف اين هو الأن , ماذا حل به وارفض مجرد تخيل ان يكون قد اصابة مكروه , هذا الشخص لديه شقة صغيرة .. لديه طعام وماء , لديه مصباح الغاز ومدفأة ووقود والكثير من اساليب الأنارة , لديه اسلحة بالطبع وانظمة دفاع بدائية لكنها فعالة في هذا الوقت , هناك فتحة في السقف اعلي الباب الأمامي هكذ يتسلل ويري من يطرق بابة قبل ان يفتح , الشقة من الخارج لها سور صخري بعض الشئ وهو اسلوب متشابة في المنطقة بالكامل لذا من الصعب ان يلاحظ احد وجودها من بعيد فالسور عالياً ويخفي كل ما وراءه , هناك غرفتين وردهه صغيرة ومطبخ ومرحاض يبدو شخص منظم ونظيفاً لذا بالتأكيد اذا لم يتأكد لي انه قاتل فانا في اشد ساعات حظي اليوم , عدت بصعوبه الي الركن ذاته اشعر بالتعب والنعاس الشديد لكنني لن اغفو ولو للحظه ليس قبل ان يعود واعرف من هو ماذا يخطط ولما هو متساهل معي لهذه الدرجة فذلك الود الزائد يشعرني دوما بالقلق .


حين عاد "زين" وقابلتة وجهاً لوجه وراقبتة بدهشة وهو يعيد اليها سلاحها عرفت انها لن تغادر المكان فهي ابداً لن تحظي بفرصة كهذه مهما بحثت اكثر بعد .. تحدثا معاً وتعرف كل منهم علي الأخر واخبرها "زين" لما سمح بأدخالها البيت وان العيش وحيدا وانت تتحدث الي الجدران حولك ليس افضل شئ لذا سيقبل بوجودها معه .. " لي" كان اسم الفتاة التي شعرت بالغرابة من مدي بساطة الرجل وانه سمح لها بالبقاء بل واستخدام مخزونة من الماء والطعام حتي ما حصلت عليه للتو .. عرض عليها بعض الملابس حتي تتمكن من الخروج والعثور علي ملابس ملائمة لها ورحب بأن تستخدم بعض الماء كذلك لتنظيف جسدها وتركها وذهب للنوم بلا ايه اسئلة اضافية .. لدي "زين" غرفتين كل واحدة تحتوي علي فراشين تجاوزت " لي" الغرفة التي يقطنها وذهبت لتنام وحدها في الثانية وهي تشد علي السكين لأنها مازالت لا تثق به.. وضعت السكين اسفل الوسادة قريباً من يدها ونامت .


*************************************

بعد عدة ايام حين تأكدت " لي" ان "زين" بالفعل ليس شخص سئ وانه لا يخدعها و يساعدها فقط اصبحا حقيقة اكثر من الأصدقاء .. لقد مر اكثر من اسبوع وحالتها تتحسن اكثر يومياً وعلي الرغم من الألم في ساقها ألا انها عرضت علي "زين" ان يقوم بتعليمها بضعة اشياء عن الأسلحة واستخدامها .ز اخبرتة انها بحاجة للعودة لمساعدة شقيقها فهو وحد لا يملك اي موؤن ولا يمكنه مغادرة المكان الذي يمكث فيه لأنها منطقة تكثر فيها الحيوانات التي تهاجمهم لذا اتفقت ان تعيش معه ترافقة في البحث عن الموؤن وتتعلم طرق القتال .. كان رفض "زين" في البداية طبيعياً كونه ظن ان " لي" ستكون عبأ لكن بدلاً من ذلك وجد الفتاة تتعلم بسرعة وتصر علي ماتريد لذا نفذت رغبتها بالخروج والبحث معه .. لا ينكر ان " لي" احياناً تبدو لئيمة وانانية ومتعجرفة لكنها ذكية ايضاً .. ميزة اخري في الواقع لم يكن ليتصور انها لديها وهي الشجاعة هي جريئة للغاية واحياناً يتراجع "زين" عن الذهاب للبحث في اماكن محددة لخطورتها لكن " لي" كثيراً ماتصر علي ان يذهبا وللدهشة يجدها محقة واحياناً لا ليقعا في المتاعب .. لاينكر "زين" ان " لي" اضافت الي حياتة بعض من الأمور والبحث معاً وتبادل الأراء شئ جيد للغاية كان يفتقد اليه بعض الشئ .. علي الرغم من انه متزوج وزوجتة تعيش مع اثنتين من الفتيات في منزل بعيد وهي لا تختلف عنه كثيراً عدا انها عصبية بعض الشئ ولم تراها " لي" سوي مرة واحدة فقط .. اليوم غادر الأثنان ليلاً ليبحثا عن بعض الماء الذي حرما منه لمدة يوم كامل فقد فشلا في ايجاد اي ماء للشرب .. اصبحت المباني محطمة متهالكة وجميع الأثاث والمقتنيات مبعثرة في كل مكان .. في احد الأماكن به منازل متلاصقة معاً علي مسافات قريبة اخذ كل منهما يبحث عن شئ يفيد وبخاصة الماء حتي صاح "زين" من مكان ما : لي لقد وجدت بعض الماء هنا احضري الزجاجات وتعالي .
ركضت " لي" اليه ووجدته يقف امام دلو ماء القت بالزجاجات ارضاً واندفعت امامه تشرب بظمأ وحذرها "زين" متأخراً : انتظري ايتها الحمقاء قد تكون ملوثة .
مسحت " لي" فمها بكم سترتها : اوافق علي الموت جراء ماء ملوث علي الموت عطشاً لا مشكلة لدي
راقبها "زين" وهي تشرب ثانية واندفع الي جوارهت يروي عطشة الشديد .. قاموا بملأ الزجاجات التي احضراها معهم في السيارة .. "زين" يفضل الزجاجات فهي اسهل عداً ليعرف المقدار المتبقي لديه ومعه في السيارة اكثر من خمسون زجاجة ولم يكفي الدلو سوي لملأ سبعة زجاجات فقط وهذا اكثر من كافً بالنسبة اليهما فالبحث وهما عطشي غير مجدً اما الأن سينطلقان الي حي اخر للبحث بنشاط اكبر فالطعام متوفر حتي الأن من حسن الحظ ، الممر طويل نوعاً ما وكانت الشقة التي وجدا فيها الماء قبل الأخيرة وقبل ان يغادرا سمعت " لي" صوت بكاء طفل خافت توقفت لتتبين اكثر .. ثمة باب خشبي معظمة محطم .. بينما وقف "زين" علي مبعده منها يتسائل ما اصابها وظل يراقبها وهي تفتح الجزء المتبقي من الباب ودخلت .. تبعها "زين" وفي الداخل عند فراش قديم وجدا طفلة صغيرة تبكي بصوت خافت وتبدو جائعة للغاية لدرجة ان صوت بكاءها غير واضح وضعيف .. تبادلا النظرات بصمت .. ترك "زين" الزجاجات علي الأرض وتحرك نحو الفراش البالي وحاولت " لي" ايقافه باعتراض : ماذا ستفعل .
: سنأخذها معنا بالتأكيد .
لن اسمح بذلك انها مسئولية كبيرة هل لديك ادني فكرة عن كيفية الأعتناء بطفل . :
حملها "زين" علي ذارعية ونظر بلوم نحو " لي" قائلاً : هل لديك ادني معرفه بشئ يسمي الأنسانية .. احملي هذه الزجاجات وهيا بنا لنرحل .

Koedara 13-06-21 08:03 AM

رد: علي الجهة الأخري
 

تبعته " لي" بغير اقتناع الي السيارة ولم تتبادل معه كلمة اخري حتي وصلا الي المنزل وهناك ارتفع صوتها وهي تراقب "زين" يبحث عن بعض الحليب : هل تدرك مافعلته .. لا دخل لي بهذه الطفلة ستتحمل وحدك هذا العبأ .
توقف "زين" عما يفعله واستدار اليها قائلاً بهدوء : لي .. صوتك عالً للغاية وهذا خطر وتعرفين .. سنتحمل معاً مسئولية هذه الطفلة اتفقنا علي هذا .
: متي حدث ذلك .
: منذ قلت سنساعد الجميع .. اي شخص بحاجة لهذا .. ماذا بشأنها .. مجرد طفلة في عمر الثالثة او الرابعة .. لااصدق مدي انانيتك هذه .
: لا اعرف اي شئ عن تربية الأطفال .. احتاج الي من يعتني بي بالفعل .
لماذا هل مازلت طفلة . :
زين لا تحاول استفزازي . :
: انا كذلك لا اعرف لكننا سنتعلم هاهي فرصة جيدة متوفرة .. سنقسم المهام فيما بيننا .
لم تقتنع " لي" تماما بهذا حينها و يوم بعد الأخر كانت تعاملها بجفاء اكثر وكلما حاولت الطفلة الأقتراب منها توقفها بنظرة حازمه لكن الطفلة استمرت في التعلق بها ويوماً بعد الأخر لم تجد مفر من ان تبدأ في مجاراتها .. حتي وقت الغداء كانت تجلس تتناول الطعام معهم وشعرت بالدهشة حين وجدهتا مهتمة بأطعامها وهي تضع الطعام داخل فم "لي" وتبتسم اليها بعفوية هكذا تعلقت اكثر بها .. اكتشفا انها اضافت للبيت بعض التسليه بلغتها المبهمه واطلقت عليها " لي" اسم "ميمي" .. لم تكن تنام وتأكل وتهدأ سوي معها وفسر "زين" هذا بأنها ربما تحبها هي اكثر لأنها لا تتجاوز الخامسة عشر ولديها مشاعر في طور النمو .. لم تفهم " لي" ما يعني ولم يوضح "زين" انه يقصد كونها طفلة بدورها لهذا هي قريبة منها ، بعد مرور بضعة ايام نفد الطعام والحليب واضطر "زين" الي ارسال "ميمي" الي زوجتة لبعض الوقت كونها تملك بعض الطعام في مخبأ الفتيات .. فلم يكن مصرح لأي منهم بتبادل الطعام او الشراب او الأدوية حتي واذا كانت زوجتة ، ظلا في المنزل يفكران .. الماء في طريقة لينفد ولا يوجد اي طعام .. قال " زين " باستسلام : علينا الذهاب للبحث لا مفر .
: الوضع غير امن في الخارج .. ساقي بحال سيئة لااعرف ما اصابها .
: لم يصيبها شئ لقد نفدت المسكنات فنحن لم نعالجها بالفعل ولم نصادف طبيباً بعد كما خططنا .. لذا لتبقي انت هنا سأذهب وحدي .
: سآتي معك هي تؤلمني نعم لكن ليس لدرجة ان ابقي هنا .
: لااعرف ما الوضع في الخارج بعد واذا ما طاردنا شئ ما اخشي ان تقعي ضحية له .
: سأذهب معك علي اي حال لأحضار طعامي وشرابي وربما نجد بعض العلاج .. علينا ان نترك المتاجر ونعود للبحث في المنازل والشقق كما فعلنا مرة من قبل .
: هذا خطير تلك الكائنات تختبئ هناك .
: لا خيار اخر امامنا صحيح .
وافقها لأنه علي حق : لنذهب ونأخذ اخر ما لدينا من الماء معنا .
من حسن الحظ ان " زين " يملك سيارة هذا يسهل عليه العديد من الأمور ويجنبه الكثير من المشاكل والمطاردات في الشوارع واستخدام الأسلحة اذا ما كان يسير علي قدمية كالبقيه .. هذا لا يعني انه يتجول براحة و الحصول علي الوقود مشكلة اكبر من العثور علي الطعام والماء .. في الصباح الباكر تحرك هو والفتي يجوبان الطرقات يبحثان عن مكان مناسب للبحث فيه حتي وصلا الي حي بعيد قليلاً .. الأرض ترابيه وتبدو منطقة مصانع اكثر منها سكنية .

ترجلا من السيارة ونظرت " لي" الي الأعلي حيث هناك مايظهر مثل خزان للماء اعلي منزل مكون من ثلاث طوابق واشارت حيث ينظر : زين .. ما هذا هناك .
نظر " زين " حيث تشير وقال ببعض الأمل : تري هل هناك ماء به .
نظرت " لي" نحوه : خزان ماء !! لم اكن مخطئة اذاً .
: بالتأكيد هو كذلك .. لنأمل الا نواجة المتاعب .. هيا لنأخذ بعض الزجاجات والحقيبة قد نجد طعام او ماشابه .
قالت " لي" وهي تنفذ ما طلبه : انت متفائل للغاية .
تقدمها " زين " وهو يمسك سلاحة بتأهب .. بدا المكان مهجور منذ وقت طويل هذا يؤكده الغبار الذي يملأ الأركان والأثاث الملقي في كل صوب .. صعدا السلالم علي ضوء الشمس المتسرب من عدة نوافذ وثقوب هنا وهناك في الجدران .. حتي وصلا الي الأعلي دفع " زين " الباب ووجده موصداً وادهشه هذا قليلاً هل يوجد شخص يعيش هنا ؟ ام بالفعل لم يكتشف احدهم هذا المكان بعد .. طرق علي الباب بخفوت وهو يتبادل النظرات مع " لي" التي بدا عليها القلق .. لم يأتي رداً ولم يسمعا اي حركة توحي بوجود احد في الداخل .. تراجع " زين " قليلاُ امام الباب وهو يدفع " لي" الي الخلف برفق ليطلق رصاصة علي قفل الباب واحتجت " لي" باعتراض : هل جننت
: .سأدخل هذا المكان بأي شكل .. نحن نقاتل علي بقاءنا احياء .
: .قد يسمعنا احدهم في الخارج .
دفع " زين " الباب بقدمة ودخل : لا آبه .
تبعته " لي" الي الداخل وعلي ضوء خافت يأتي من نافذة ما مشط " زين " المكان بعينيه .. لم يختلف الحال هنا عن الخارج الأتربة الغبار الأثاث المبعثر ايضا الا ان " زين " تقدم يبحث في المكان علي اي حال .. دخلت " لي" الي المطبخ يصل لأذنيها صوت الجلبة التي يحدثها " زين" بالتفتيش في الغرف .. وقفت تحدق الي صنبور الماء بينما كل شئ متسخ وغير مرتب كان صنبور الماء لامعاً ونظيفاً وكذلك الحوض .. اقتربت ببطء وحين فتحته راقبت بدهشه الماء ينساب بشدة .. اغلقتة سريعاً ونادت بصوت عال : زين تعال الي هنا في الحال .
وجدت " زين " امامها في الحال كما طلبت : لن تصدق ماوجدت .
قال " زين " بالسعادة ذاتها : انت ايضا لن تصدقي علي ماذا عثرت .
قالا في نفس واحد : وجدت طعام .
: وجدت ماء .
انتاب كل منهما حالة من الضحك الهستيري للحظات ثم قال " زين " : هذا قد يكفينا ماتبقي من عمرنا .
: تري لمن هذا المكان ومتي حصل علي كل ذلك المخزون .. لديه خزان ماء نقي ونظيف .
: الأمر يخيفني قليلاً .. مايحدث امر خارج عن المألوف .. غرفة مليئة بكل انواع الأطعمة والمعلبات غير فاسدة خزان ماء صالح للأستخدام .. الا تري ان ذلك عير منطقي .
: تعني ان هناك شخص يملك هذا المكان .
: او يستخدمة للتخزين فقط .. لكنه يبقي ملك احدهم .. هذا يؤكده وجود الباب الموصد .
: لا اعرف .. سآخذ طعام وماء حتي اذا كنت سأقاتل لأجل ذلك لا اهتم من يملك المكان .. نحن وجدناه وهذا كافياً .
: مازلت انانية وعدائية وهذ لا يريحني اتجاهك .
قالت " لي" وهي تنتقل لغرفة الطعام : لا اهتم .
ذهبت لتبحث عن مخدر ما او علاج لساقها التي اصبحت تسير عليها بصعوبه واضحه .. جلست بعدها و " زين " يأكلان فالجوع يجعل حركتهم بطيئة للغاية .. تمددت " لي" علي الأرض تحدق الي السقف : لما لا نعيش هنا .
: هذا المكان ملك احدهم واذا اتي وعثر علينا سيقتلنا .
نقلت " لي" بصرها نحوه : تستطيع قتلة ايضا يا زين صحيح .. هل قتلت شخصاً من قبل ؟.
ظل " زين " صامتاً لوقت طويل حتي قالت " لي" وهي تعاود التحديق للسقف : لن احتسب صمتك اجابة بالنفي لكنني اظنك فعلتها .
قال " زين " وهو ينهض : سأذهب للأستحمام المنزل يبدو مهيئاً ولم اري مياهاً جارية منذ وقت طويل .
: وهل سنغادر بعدها؟ .
: لا ادري بعد .. سأصعد بعدها لتفقد خزان الماء .


Koedara 13-06-21 08:08 AM

رد: علي الجهة الأخري
 

الفصل الثاني

تركته يفعل مايريد وغفت قليلاً بدون ان تشعر بعد ان شعرت بالشبع والأرتواء .. انتهي " زين " من الأستحمام ثم صعد بعدها الي السطح وترك " لي" نائمة .. وقف في الأعلي يراقب المكان حوله .. لم يختلف الصمت المعتاد .. صعد حتي وصل الي فوهة الخزان حاول فتحة ليتفقده .. هو ممتلئ عن اخره لم ينقص سوي الكمية التي استخدماها تقريباً .. لم يصدق الأمر الماء نظيف تماماً .. من يأتي الي هنا وايضا من اين استطاع الحصول علي هذا القدر من المخزون .. عليهم اخذ ما هم بحاجة اليه والمغادرة بسرعة .. في طريقة للنزول وقف للحظه حين وصل لمسمعه صوت زمجرة مرتفعة في الأسفل .. التفت نحو مصدر الصوت بحذر ليجد مجموعة من تلك الحيوانات في الأسفل تتشمم الهواء وتزمجر بغضب ويبدو ان المزيد ينضم كذلك .. لا .. لا يمكن ان يحدث ذلك لم يتسني لهما اخذ شئ حتي .. بسرعة قصوي عاد الي الشقة ليجد " لي" قد بدأت في ملأ الزجاجات وقال ليفزعها :علينا الرحيل فوراً هناك هجوم .
تركت " لي" ماتفعل بعينين متسعتين : حيوان ايضا ام عاد اصحاب المكان .
: بل جيش من الحيوانات .
قالت " لي" برعب : ماذا سنفعل لم نحصل علي طعام او ماء لأخذه معنا .. كيف سنغادر .
: احضري الزجاجات التي ملأتها سبق وقمت بأخذ بعض الطعام في الحقيبة هذا يكفي الأن وقد نعود فيما بعد .
غادر الأثنان وتسلل " زين " من الخلف تتبعه " لي" حتي اصبحا في الخارج وبحذر راقب المكان من خلف الجدار ليجد عدد هائل من تلك الحيوانات .. قالت " لي" بخفوت : انهم قريبون للغاية من السيارة .
: نستطيع الوصول اليها .. سأطلق النار لأبعادهم وننطلق سريعاً .
: انهم اسرع مما تعتقد قد لا تخيفهم الرصاصات .
: دعينا نحاول عهدتك شجاعة ماذا حدث لك .
: الشجاعة لديها حد امام هذا العدد من كائنات تفترسك بسهوله .
: لا خيار امامنا علينا الرحيل قبل ان يزداد اعدادهم ويحاصرون السيارة .
قاموا بالعد الي ثلاثة وانطلقا ركضاً بسرعة قصوي .. تأخرت " لي" قليلاً وتعثرت بسبب قدمها التي لم تتحمل الضغط عليها .. حين انتبهت الحيوانات واستعدت للهجوم القي " زين" بحقيبة الطعام وزجاجات الماء داخل السيارة واطلق الرصاص لأبعادهم بينما نهضت " لي" وهي تحمل زجاجات الماء المتبقيه وكأنها كنز ثمين تعرج بقدمها حتي دخلت السيارة وتبعها " زين " في لحظة خاطفة لتصتدم الحيوانات بالباب في اللحظة الأخيرة .. استدار بالسيارة بشدة وانطلق في طريق عودته تطارده تلك الحيوانات .. لكن ليس لمسافة طويلة علي الطريق فقد تراجعت الحيوانات وتركتهم اخيراً .. حل الليل والقي " زين " نظرة سريعة نحو " لي" التي عادت تغفو وبعض الهواء المنبعث من النافذة يحرك شعرها ببطء .. بدت متعبة وشاحبة وجدياً يجب ان تعالج ساقها بأي طريقة .

( زين )

يجب ان اجد علاج لها لست مستعد لخسارتها .. لقد اصبحت اعز اصدقائي اعتدت وجودها معي واعتقد هي كذلك لم نعد نشعر كوننا اغراب وهي لا تملك مكاناً اخر لتعيش فيه وكذلك لا ارغب في العودة الي الوحدة خاصة ان زوجتي وبقية المعارف يعيش كل منهما في مسكن اخر آمن بعيد وكل منهم يهتم بشؤنه الخاصة بعيداً عن الأخر في ظل هذه الظروف اللعينة فأنا علي اي حال اتعامل مع زوجتي كالأصدقاء واصبح كوننا زوجين لايذكر تقريباً ألا في ظروف غامضة تحدث احيانا .. لكن " لي" فالتعامل معها اسهل لم تكن عبأ كما تخيلت في البداية حين وجدتها مصابة وقلت ان علي البحث عن طعام وماء لشخصين .. لكنها تساعدني بشكل كبير لا انكر هذا .. قد اذهب الي اي مشفي وابحث عن ادوية ما .. اعرف انني لن احصل علي شئ هناك لابأس من المحاوله .. وصلنا اخيراً احياء لحسن الحظ ولدينا ايضاً طعام وشراب علي الأقل .. لم اوقظها وقمت بنقل كل شئ بنفسي للأعلي وانا اراقب المكان بعناية لا اعرف بعد من كان هنا اثناء غيابنا .. كل شئ هادئ .. حين انتهيت عدت " لي" وحاولت ان اوقظها بصعوبة فقد بدت غير واعية .. كان من السهولة ان احملها الي المنزل حتي ارتمت علي الفراش بلا تمييز .. وتعجبت حين وجدتها تغفو في لحظه مرة اخري .. اقتربت عليها لأكتشفها تتأوه بصوت خفيض للغاية .. حرارتها مرتفعة وهذا اسوء ما قد يحدث الأن .. تفحصت ساقها التي لم اكن بحاجة لمعرفة انها تنزف بالفعل هذا يظهر من فوق البنطال .. يبدو ان سقطتها كانت سيئة .. لا مفر يجب ان اذهب الي زوجتي يجب ان احاول طلب بعض الأدوية حتي اعثر علي طبيب ما .. لا املك ادني مساعدة لها لذا وضعت بعض المناشف الباردة علي جبينها وغادرت المنزل .

اسرع " زين " بعدها يبحث عن دواء شئ يوقف النزيف يوقف الألم يجعل الحرارة تنخفض .. ذهب لزوجتة اولاً وبعد الحاح شديد منه لجميع الفتيات معها وافقن اخيراً علي اعطاءه بعض الضمادات ومسكن وكان هذا كافياً وافضل من لا شئ .. واجه بعض المصاعب في الطريق فهو لم يأخذ سيارتة معه .. استخدم سلاحة واحتاج الي الأختباء قليلاً في احد المنازل حتي اصبح المكان هادئ استطاع بعدها العودة للبيت وهو يؤمن المكان خلفه يسمع زمجرة قوية للغاية من مكان بعيد وصوت اشياء تتحطم وجلبة مريبه .. لم يكن هناك صراخ او صوت رصاصات لذا ربما بعض من تلك الأشياء تتشاجر وتتقاتل معاً لكنه اسرع الخطي ..حين عاد استغرق بعض الوقت ليضع ضمادة ثانية علي قدمها واعطاها الدواء .. لا صراخ لا الم لا صراع معها كانت الحمي مفيدة في شئ علي الأقل وساعة تقريباً حتي وجدها نائمة اخيراً ذهب بعدها للنوم بدوره .. لم يكن اليوم صعباً او شاق عليه لقد مر بأصعب من هذا في ايام كثيرة وحده .. لكنه فقط يرفض فكرة ان يفقد شخص قد قام بأنقاذه سلفا .ً

(لي)

لقد شعرت بأن عيناي تغلقان من تلقاء نفسها واجهل ماحدث بعدها والأن اشعر برأسي ثقيل للغاية .. فتحت عيناي ببطء واخذت وقتاً حتي ادركت انني في غرفتي لقد عدنا اذاً بل هذا يوم جديد .. تري اين هو " زين " .. كدت ان انهض حين شعرت بنار تنشب في ساقي .. ابعدت الغطاء لأجدها مضمدة بعناية .. كانت تؤلمني بالفعل كثيراً البارحة كيف تمكن من العثور علي ادوية .. حاولت النهوض لكن الرؤيه غير واضحة تماماً اشعر بدوار ولا يمكنني ان اخطو علي قدمي .. لكنني تحركت للبحث عنه لأجده مستغرقاً في النوم في حجرتة .. لم اشأ ايقاظه تركته وعدت للخارج .. هل حرارتي مرتفعة ام انني اتخيل .. حاولت تحضير شئ للأفطار لأجلنا .. خاب املي قليلاً لأننا لم نتمكن من احضار سوي اقل بكثير من كمية المخزون هناك .. لولا هجوم تلك الحيوانات لاستطعنا أخذ كل ما في المنزل من ماء وطعام علي ثلاث او اربع مرات لنقلهم الي هنا .. سأقترح علي " زين " العودة ثانية اعرف جيداً انه سيرفض لكن هذا صيد ثمين من الغباء لو تركناه هكذا .. سمعت صوتة يسعل في الداخل لقد استيقظ .. اشعر بالفضول لسؤاله عما حدث البارحة و من اين حصل علي المساعدة .. دقائق ووجدته امامي يبحث عن بعض الماء للشرب وقال وهو يتفحصني باهتمام : صباح الخير .
ردت التحية : هل دارت احداث اجهلها البارحة ؟ ماذا حدث كيف وجدت دواء .
قال وهو لايزال يرمقني بتلك النظرات الثاقبة : لا شئ انها ساقك فحسب كنت تنزفين واضطررت للبحث عن علاج بأي شكل .
: واين وجدته ؟؟ .
: ذهبت الي زوجتي واخذت القليل بعد بعض التحايل .
: اسف للغاية بشأن ذلك .. يبدو انني كنت عبأ البارحة .
لكنه رد بلهجة جافة : لم تحصلي علي العناية الطبية اللائقة بساقك منذ البداية .. تبدو اصابتك خطرة لكننا سنتدبر هذا الأمر فلن اقف اشاهدك تعاني.
: لا تتحدث هكذا بتلك الطريقة التي تعني انك ستذهب لقتل احدهم .
: اهتم لسلامتك فقط واعتقد انه امر هام صحيح .. لا تريدين العيش بساق واحدة اعتقد .
انشغلت بتناول الطعام : لا.
حين ظل صامتاً عدت اقول : كنا محظوظين للغاية البارحة .. علينا العودة والحصول علي كل شئ هناك .
: هذا خطر للغاية تلك المنطقة غير أمنة وبها عدد مهول من تلك المخلوقات .. ارجح البحث في مكان اخر سنجد الكثير انا واثق .
: لما لا نخاطر .. يروقني هذا المكان لا اصدق ما وجدناه .
: قلت هذا خطر ولن اعود لهذا المكان .
: علينا المخاطرة يا زين لا تتراجع .
: انت من يتحدث .. ستخاطرين بساق واحدة؟ .
: نعم سأفعل لن اترك كل هذا المخزون هناك يذهب سدي .
: الأمر ليس استعراضاً للشجاعة او للعناد .
: سنتحدث فيما بعد عن ذلك .

Koedara 13-06-21 08:17 AM

رد: علي الجهة الأخري
 
سمع الأثنان فجأة صوت طرقات خافتة علي الباب وحدقا لبعضهم البعض بتساؤل اخذ " زين " سلاحة وهو يشير الي " لي" بأن تقف الي جوار الباب وتسلق هو بحذر وهدوء قدر الأمكان السلم القصير الي فتحة السقف .. اطل منها الي الخارج و اقترب ببطء شديد يتطلع للأسفل الي من يقف بالباب ووجد شاباً يرتدي معطفاً يضع يدية في جيوبة ويبدو عليه القلق والتوتر .. عاد ثانية الي البيت يقول بهمس : انه شخص عادي .
: هل يحمل سلاحاً .
: لا ادري لنفتح الباب ونري ماذا يريد .
: لماذا نفتح له الباب دعه يرحل فحسب .
: قد يكون بحاجة للمساعدة .
: وقد يكون شخص خطر .
: لا تستهيني بقدراتي يا فتاة .
تأهب " زين " وفتح الباب بسرعة يسدد المسدس الي وجه الشاب الذي حدق اليه رافعاً يديه
: اهدء يا صديقي انا بحاجة للمساعدة من فضلك .
: ماهو نوع تلك المساعدة ؟ .
: هل يمكنني الدخول .
تقدمت " لي" الي الباب : قل ما تريد وانت مكانك .
: انا اسف اعلم ان الأمر مريب لكنني هنا من اجل الطفلة .
اندهش الأثنان وتسائل " زين " : ماذا بشأنها .
: انها ابنتي .
اثار هذا اهتمام زين : يمكنك الدخول من الخطر الوقوف والتحدث هنا ويبدو ان الحديث سيطول .
دخل الشاب بحذر وجلس علي احد المقاعد في مواجهة الأثنان قالت "لي" بعداء واضح : هل تراقبنا من اين تعرف بأمر الفتاة .. قد نقوم بقتلك لأنك اصبحت علي علم بمكان هذا المنزل قد تأتي لمهاجمتنا فيما بعد .
قال الشاب بعفوية : انا لا اراقب احد لست في حاجة لهذا استطيع تدبر اموري .. اما بشأن الفتاة فأنتم من قمتم بخطفها اثناء عدم وجودي .
" زين " : كانت تحتضر وتبكي جائعة الي اقصي حد .. لقد انقذناها .. تسمي هذا خطف .
الشاب : انها ابنتي وتركتها في هذا المكان لأبحث عن طعام او ماء لكلينا لأعود واكتشف اختفائها .. لاتعرف مدي الصعوبة التي واجهتها لأصل الي هنا .
" لي" : وماذا تريد الأن .
: اريد استعادتها بالتأكيد .
"زين " : هذا مستحيل كدت ان تقتلها لا تجيد الأعتناء بطفل ولن نعرض حياتها للخطر .
الشاب" : لا تعرفان الصعوبة التي قد تواجهها حين يكون لديك طفل صغير عليك الأعتناء به ولا تملك مكان أمناً .. لا املك بيتاً كهذا او اسلحة تكفي لأبقي في مكان واحد .
لي" : لهذا تريد اخذها .
: انها ابنتي في النهاية ولا احد سيهتم بها اكثر مني .
وقفت "لي" قائلة برفض : ابداً لن يحدث هذا .
نظرت نحو " زين " الذي قال : انها ابنتة علينا اعادتها له في النهاية .
قالت باعتراض : ولكن .. لا يمكنني التخلي عنها بهذه السهوله .
ابتسم " زين " بتعجب : لا اصدق موقفك الأن .. كنت شديدة الأصرار علي التخلص منها .. سنعطيه الفتاة وانتهي الأمر .
استسلمت " لي" للأمر ووافقت في النهاية : يمكنك ان تذهب به وتعطيه الفتاة انت تعرف اين هي .
اخذ الشاب الطفلة .. اسمة "ميرك" هذا ما عرفاه عنه .. لكن " لي" بدت غاضبة لأنه اخذها فهي بدورها لا تصدق انها تعلقت بها علي هذا النحو .. كان "زين" يهتم بأمرها ايضاً لكنها بشكل ما تعلقت اكثر ب" لي" .. بعد مضي اسبوعين علي ذلك نفد الطعام والماء الذي احضراه من ذلك المنزل وطوال هذه المدة لم يتمكنا من العثور علي اي مخزون اخر .. جلست " لي" شاحبة للغاية متعبة وشديدة العطش لايعرف " زين " ما هذه الهيئه التي هي عليها فهو كذلك جائع وعطشاً لكنه ليس بتلك الحال وايقن ان اصابة ساقها ونزيفها المستمر سيقضيان عليها و ان الفتاة تحتضر بدا هذا واضح امامة .. علي ضوء الشمعة الكئيب قال " زين " وهو لا يزال يراقبها : سأذهب للبحث وسأجد شيئاً ما لا محاله .
ردت " لي" بصوت ضعيف : لن تجد شئ ولم تعد تملك الكثير من الرصاصات لذا سنموت هنا .
: لم اراك مستسلمة هكذا من قبل .
: لست كذلك لكنه وضعنا الأن .. نحن نبحث منذ اسبوعين .
ثم حدقت اليه بعينين يحيط بهما السواد : هل تريد الطعام والشراب سنذهب لذلك المنزل ونأخذ بقية المخزون .
: مستحيل هذا خطر .. سنقتل هناك .
: سنموت في الحالتين .. لا اريد الموت وانا اعرف ان ثمة ما سينقذني هناك في ذلك المكان .. اختار الموت وانا ابحث عن طعامي .. قد نكون محظوظين دعنا نذهب هناك فرصة .
: سأذهب وحدي .. ستكوني عبئاً علي بهذه الحال .
: تحملني اذاً سأذهب برفقتك شئت ام ابيت .. اذا لم توافق ليذهب كل منا بمفردة .
: انت عنيدة للغاية يا صغيرة .. انت تحتضرين ألا تعي ذلك .
ابتسمت بشحوب : لست افضل حال مني .
انحني " زين " في جلستة قائلاً : لا اريد ان افقدك .. تعودت علي وجودك .. حالتك لا تسمح لك بالأشتراك في هذه المتاعب تنازلي هذه المرة ودعيني اذهب وحدي .
علقت " لي" نظرة جدية به : سآتي معك اياً كان ما ستقول .

تحاملت علي نفسها ونفذت ماتريد رغم كل شئ وذهبت برفقته .. وصلا الي هناك ثانية هذه المرة ليلاً كل شئ ساكنا بشكل مريب .. غادرا السيارة وتحرك " زين " نحو المنزل تتبعه " لي" التي تستند من وقت لأخر الي اي شئ في طريقها وتتوقف احياناً تلتقط انفاسها وتريح ساقها قليلا .. وصلا الي الباب وللمرة الثانية وجداه موصداً .. قالت "لي" بخفوت : لا تفكر قم بكسرة فحسب .
نفذ " زين " واحتاج لأستخدام رصاصة اخري .. كان علي يقين الأن ان المنزل ملك احدهم وانهم يسرقانه لكن اذا وجد صاحب المنزل لطلب منه المساعدة لكن يبدو ان الشخص الذي يملك ذلك المخزون لا يعيش هنا .. تحركت "لي" نحو الصنبور ولم يختلف الأمر عن السابق وجدت الماء الجاري النقي واخذت تشرب منه بعطش شديد كذلك "زين" .. وجلسا يتناولا الطعام بعدها فقط ليتمكنا من الوقوف ومتابعة الخطة .. علي الرغم من ان الجوع يتملك " لي" ألا انها بدت متعجلة لسرقة المكان .. لأنها هذه المرة تملكها الطمع واجبرت "زين" علي اخذ كل شئ .. كذلك كان الحظ الي جانبهما في ان شئ لم يقم بمهاجمتهم واستطاعا الفرار بفعلتهم .. تقريباً اخذا كل الأطعمة الموجودة في المكان ولا يعرفان بشأن الماء لكن " زين " لم يترك شئ يصلح لملأه بالماء ولم يستخدمة .. وحين عادا وجدا كمية مهوله من المخزون قد نجحا في نقلها .. ابتسمت " لي" بفخر : ارأيت لقد نجحنا .
: لكنك لم تجدي حل لمشكلة ساقك هذا الشخص لا يملك ادوية للأسف .
: لا يهم سأكون بخير مع وجود هذا الكم من المخزون .
: انت بحاجة لبعض الراحة .
: لن تتكبد عناء مساعدتي مرة اخري لا تقلق .. اعتقد اننا قمنا بعمل جيد هنا .
: انها سرقة فهناك شخص اجتهد وواجه صعوبات لأجل الحصول علي كل هذا .
: نعم لكنه احمق وتركهم في مكان معرض للسرقة ونحن وجدناه .. زين اقتل ضميرك لتنجح في العيش فيما نحن فيه .. لا احد سيساعدنا وعلينا الأستمرار في البحث عن اسلحة .
: لكنني كنت شخص جيد وساعدتك وهناك اخرون ايضاً .. لم نصبح وحوش بعد مثل هذه المخلوقات .
استمرت " لي" في التحديق اليه وقالت بجدية : ربما .. لكن في الوقت الراهن اجد ان كلامي منطقي .
لم تتغير " لي" لا تزال انانية .. لا يحب طريقة تفكيرها بهذا الشكل وتمني لو انها كذلك تشعر ببعض الندم لأجل ما سرقاه .

*******************************

حين غفا الأثنان تماماً تحرك هذا الشخص الذي اخذ في مراقبتهم طوال اليوم وقبل بضعة ايام كان ينتظر ان يأتيا لأخذ المخزون المتبقي .. يخفي وجهه تحت رداء المطر ويملك الكثير من الأسلحة وكان ذكياً بما يكفي ليتجنب الأفخاخ التي وضعها " زين " في كل مكان حتي لا يهاجم احد المنزل .. لم تكن " لي" مستغرقة في النوم فهي حين تهدأ وتصبح وحدها تبدأ في التفكير في كل ما اخطأت فيه وكانت تفكر فيما اخذاه ماذا سيفعل الشخص صاحب المخزون حين يعود ويكتشف ان كل شئ اختفي هذا سئ للغاية خاصة وهي تعرف كم من الصعب العثور علي موؤن اخري .. هل اخطئا؟؟ لكنها كانت تحتضر ولا تريد المرور بهذه الحال ثانية .. كذلك لا تريد ان يأخذ مجهود احدهم .. هذا الشخص هو المخطئ لماذا لا يعيش الي جوار مخزونة لماذا لا يحميه .. استمرت علي هذه الحال حتي سمعت صوت طفيف في الخارج ثم طرق منتظماً علي الباب .. نهضت مسرعة تجلس في الفراش وتنصت حتي سمعت الصوت ثانية .. امسكت سكينها الصغير ونهضت بخطوات مسرعة الي غرفة " زين" وبهدوء شديد ايقظتة .

نهاية الفصل الثاني

Koedara 14-06-21 04:05 AM

رد: علي الجهة الأخري
 
الفصل الثالث

(لي)
كان شعور سيئاً ينتابني وانا اسير خلف "زين" الي الباب لنلبي تلك الطرقات الخفيضة التي توترني .. تحقق من الشخص بالباب كالعادة ويبدو ان الأمطار شديدة في الخارج فقد عاد الي الأسفل وهو مبلل قليلاً قائلاً بصوت هامس : انه شخص ما متخفي لا يمكنني التحقق منه .
: ماذا نفعل اذاَ .
: سندخلة الطقس سئ في الخارج .
اقترب من الباب وهو يحمل سلاحة الفارغ لكنه يبقي نوع من التهديد وفتح الباب مسرعاً وحاولنا معرفة من هو فقد كان يخفي وجهه تحت رداء المطر وفي لحظة خاطفة اخرج سلاحة ودفع ب "زين" الي الداخل واغلق الباب بقدمة ووقف يسدد السلاح نحونا بجدية قائلاً : لا تتحركا فلدي نيه قوية في قتلكما .


هو شاب في عمر "زين" تقريباً او اكبر قليلاً اي ربما تخطي الثلاثين .. يملك جسداً قويا يظهر من وقفتة المتحدية وقامتة المديدة ووجهه الوسيم يرمقنا بنظرات مخيفة وعينين خضراوين تجذب كالمغناطيس .. قال بصوت خفيض : اجلسا بصمت اود التحدث قليلاً معكما .
حاولت قول شئ ما ولكن "زين" منعني وهو يدفعني برفق للجلوس .. كان يجلس في مواجهتنا وكأنه منزلة تماماً ينظر نحونا بقسوة وقال "زين" بصوت قوي اسمعة منه للمرة الأولي : كيف تجرؤ علي اقتحام المنزل هكذا .
قال الشاب وهو ينظر نحوي بسخرية ولا اعرف السبب : قمتما سابقاً باقتحام منزلي .
واشار نحونا واردف : وسرقتة .. لكنكما طماعين وجشعين للغاية في المرة الأولي كان بأمكاني التنازل وهذه المرة لم تتركا لي شئ .
"زين" : انت صاحب هذا المنزل ؟ .
الشاب : تعرفه اذاً ظننتك ستكذب وتحاول المناورة .
نهضت بأعتراض وانا اسدد سكيني نحوه بكراهية : اسمع يا هذا يبدو انك جئت لسرقتنا .. يالها من قصة قابله للتصديق ولكن ليس نحن من ستنجح في تلفيقها عليهم .
كنت اكرهه لا اعرف لماذا يبدو متعجرفاً ومغرور يجلس ويضع ساق علي الأخري ويهددنا ويتحدث بأسلوب سئ وينظر نحوي بشكل ساخر طوال الوقت لهذا كل ما اشعر به نحوه هو الكراهية .. اجلسني "زين" ثانية وضحك ذلك الوغد قائلاً
: نعم من الأفضل ان تترك الكبار يتحدثون معاً .. كان حديثي موجهاً لأخيك لا تتدخلي يا صغيرة .
اضاف "زين" مسرعاً : لي تملك الحق في التحدث وقتما تشاء انت لا تضع الأوامر هنا فقط لأنك تملك سلاح.
"الشاب" : لا بالتأكيد ليس لهذا الأمر ولأنني لا احتاج الي سلاح واعلم ان مايجعلك تجلس هادئاً وتجاريني هو انني تمكنت من تخطي نظام دفاعك في منزلك .
تفحص المنزل بعينية وكأنه يقيمة : هو منزل رائع بحق لا املك مثله حتي .. احسنتما .
عاد للنظر نحونا : لذا يا سيدي و لي .. انا هنا من اجل استعادة مخزوني .
قلت باندفاع عدواني : لن نعطيك شئ واذا اعتقدت اننا لا نملك اسلحة فأنت مخطئ .
استمر بالنظر نحوي لوقت ما يحدق بي ويتفحصني بشكل جعلني اشعر بالخوف قليلاً وقال "زين" : تعلم اننا لن نعيد شئ .
الشاب" : لا مشكلة اذاً سأقتلكما واعيش هنا وهذه هدية لن انساها .
رد "زين" بصوتة العميق ذاته وفي الواقع يروقني منه هذا الثبات امام ذلك الوغد : تعرف ان ذلك صعب وما تقوله غير منطقي .
: لماذا .
. هكذا ببساطة وكما قلت انت الأمر لايتعلق بالأسلحة فقد نقضي عليك :
ابتسم بتلك الطريقة الساخرة ثانية : انت و لي ؟ .
وعاد للتحديق بي وكأنه يعاندني حتي صرخت بوجهه غاضباً : لما تحدق بي هكذا ايها الوغد .. نعم استطيع تقطيعك وبأسناني فقط .
تراجع في المقعد وظل صامتاً لدقائق ثم قال : لا املك بيتاً وانتم لا تملكون مخزون لذا .. يمكنني التنازل عن اشيائي مقابل العيش معكم هنا .
قلت مسرعاً : مستحيل لن تبقي هنا لساعة اخري .
قال "زين" بهدوء : وانت تهددنا بسلاح .
"الشاب" : اسمع يا سيدي هذه صفقة عادله تأخذان الطعام والشراب واعتقد انها كمية مهوله لا تدركان مدي صعوبة ماتعرضت له من اصابات ومواجهة الموت لأجمع كل هذا .. لذا ما اطلبه ثمن بخس امام ما اخذتماه ولكما حرية الأختيار .
نظرت نحو "زين" وقلت بأصرار : لا توافق انه قاتل هذا يظهر عليه لا يحتاج للتوضيح .. لاتثق به .
الشاب" : لا اعرف لما لي تكرهني لهذا الحد بالرغم من انها تأكل وتشرب من طعامي ولم اثور عليها مثلما تفعل
معي .
قلت بكراهية : لا لم تفعل لكنك بدلاً من ذلك كنت كريماً للغاية وتريد قتلنا .
قال وهو ينظر نحوي بتحداً : لما لاتدعي اخيك الأكبر يقرر هو يعرف اكثر بالتأكيد .
كان منزل "زين" علي اي حال ويكفي انه حتي الأن لم ينفي كوني لست شقيقتة لهذا هو محق الأمر بيدة لهذا جلست مستسلماً حتي سمعت "زين" يقول : لا املك خيار نحن بحاجة للماء والطعام وانت بحاجة للمسكن .. لكن اذا صدر منك تصرف مشبوه او حاولت قتلنا كما قلت فنحن لسنا وحدنا ياسيدي صدقني .
الشاب" : سيف هذا اسمي .
: انا زين وقد تعرفت لي قبلاً .
: اعتذر عن تصرفي هكذا لكنكما اذا ما كنتما مكاني لقتلتماني علي الفور اعتقد انني هادئ للغاية واتصرف بحكمة رغم كونكما سرقتماني مرتين .
: اسف ايضاً كنا نتضور جوعاً وعطشاً لم يكن امامنا خيار سوي اخذ ما امامنا .. نعلم انها سرقة لكننا لم نجد من نطلب منه المساعدة .

****************************
هكذا بقي هذا " السيف" معنا واخذ غرفة وحده وهي التي كنت انام فيها وانتقلت للنوم مع "زين" فمن المستحيل ان انام برفقة هذا القاتل في غرفة واحدة .. لم تكن الليلة هادئة ابداً لم اتمكن من الأطمئنان والراحة وانا اشد قبضتي علي سكيني اسفل الوسادة واتوقع قدومة في اي لحظة لمهاجمتنا .. في النهاية نهضت وتطلعت نحو "زين" الذي بشكل عادي كان غارق في النوم لا يشعر بأي خطر .. غادرت الفراش والغرفة وانا اسير علي اطراف اصابعي .. لقد ترك باب الغرفة مفتوح وهناك شمعة مضاءه في الداخل هل لا يزال مستيقظ .. اقتربت اكثر ومددت رأسي بحذر نظرت للداخل وكان كذلك مستغرقاً في النوم يغطي جسدة ويبدو انه تخلص من ملابسة لأنها كانت جميعها مغسولة وموضوعة علي المقاعد بالداخل .. ينام علي معدتة لذا لم اتمكن من رؤية وجهه لكن تنفسة الهادئ المنتظم يؤكد انه مستغرق في النوم .. عدت لغرفتي وهذا لم يجعلني اطمئن ولا اعرف متي سقطت في النوم بدوري .

( سيف )

لقد نمت بشكل جيد لم احظي بهذ القدر من النوم المريح منذ مدة طويلة .. ارتديت ملابسي و غادرت الغرفة .. اخذت وقتي في الحمام وانا اشعر بالأمتنان لوجود الماء فهو ملكاً لي بشكل ما .. حين عدت للخارج وجدت "زين" يجلس يتناول الفطور لذا سحبت مقعداً وانضممت اليه قائلاً
: صباح الخير .
رد التحية : ارجو ان الأقامة في منزلي تعجبك .
اشعر انه يذكرني بأن كل منا يدفع للأخر بشكل ما : كثيراً شكراً لاستضافتي .. هل اخذتما القهوة معكم .

Koedara 14-06-21 04:10 AM

رد: علي الجهة الأخري
 

شعرت من نظرتة نحوي انه فهم الأمر علي انه تهكم وانا لم اقصد ذلك لذا وضحت قائلاً : فقط انا معتاد علي شربها حين تتوفر لم اقصد شئ .
قال وهو ينهض : تصرف علي راحتك وكأنه منزلك قمت بأعداد الفطور لثلاثتنا لذا تمتع بالطعام وسأعد القهوة.
لا الومه علي التصرف معي بهذا الشكل انا لست شخص عنيف او خشناً في الواقع لكن ماحدث البارحة كان يجب ان يتم بهذا الشكل فقد اخطئا بشكل كبير ماذا يفترض بي ان افعل اطلب منهما بلطف استعادة اشيائي .. جلست و "زين" نحتسي القهوة : لست كما تخالني او اختك الصغيرة .. انا لست قاتلاً لكنني احاول حماية نفسي لهذا كنت بذلك المظهر المريب البارحة .. لقد واجهت صعوبات جمه ولم اتمكن من العثور علي مكان آمن منذ وقت طويل وكم كنت بحاجة لهذا لأجل الكثير من الأشياء .
: اعرف ماتتحدث عنه واعلم انك جئت البارحة لتسترد حقك .. علي اي حال بما سيفيد قتلنا.. هل انت شخص يحب الوحدة .
: لا ادري انا اعيش مترجلاً منذ وقت طويل للغاية .. لااملك سوي اسلحتي وكنت استخدم ذلك المنزل للتخزين لكنه لا يصلح للعيش فيه .
: نعم تمت مهاجمتنا في المرة الأولي .
: اجل انه طريق مفتوح من جميع الجهات .. لكنني سأواجه مشكلة كبيرة مع اختك .
: ابداً هي فقط حذرة وتحاول تأمين نفسها .. هو صعبة المراس قليلا ً .
: هل هي عدوانية .. هل ستهاجمني او ماشابه ؟؟ .
: اذا لزم الأمر نعم ستفعل لا تنخدع بهذه الملامح الرقيقة .. هذا لايعني انها شخص سئ فقط ردة فعلها حين تخاف او تخجل هي العدائية وقد تؤذيك بشكل فعلي .
: هي ليست شقيقتك حقاً اذاً .
: ليست كذلك لكنها شخص هام بالنسبه لي .
: نعم اتفهم هذا .. انا كثير الخروج لذا .
: لا يهم لك حرية التصرف ستجد دوماً احدنا هنا حين تعود فقط سنتفق علي ان يكون صوت طرقاتك علي الباب بتلك الصيغة المنتظمة كما البارحة .
: اتفقنا .
نظرت الي قطرات المطر المنهمرة خلف زجاج النافذة التي يختفي معظمها خلف ستار : الطقس بارد صحيح .
: وجود هذا الكم من الماء والطعام لن يمنعنا من البحث .
: صحيح .. واذا كنت سأعيش معكم علي الدوام فأنا مشارك في هذا .
: هل وثقت بنا بتلك السرعة .
: الأمر ينطبق عليكما .. هل تذهب وحدك ام ترافقك الصغيرة .
: ترافقني لي هي مساعدة جيدة للغاية .. وحين كانت تحتضر عند ركن الحائط هنا اقترحت ان نذهب الي منزلك ونستولي علي بقية المخزون .
: هذا تفكير شرير من شخص يحتضر .. هل كانت حالتكم سيئة لهذا الحد .
: كثيراً .. خاصة هي .. لديها اصابة في الساق لم تشفي بعد .. مازلت بحاجة للعثور علي طبيب لأجل هذا .. احياناً تنزف وهذا يجعلها بحال سيئه .
استغرقت وقتاً افكر في شئ ما .. انهم يفتقدون الي الأدوية وهذا شئ لم اتركه في المنزل وهكذا لم يتمكنا من اخذه لكنها تبدو ورقة رابحة لبدء الحديث مع هذه الفتاة المندفعة .


استيقظت " لي" في وقت متأخر لتتذكر بضيق ان هناك شخص جديد لا تطيق رؤيته هو بالتأكيد في الخارج
ووجدته كذلك بالفعل .. يتحدث اليه "زين" كأنه يعرفه منذ اعوام .. صمت الأثنان وهما ينظران نحوها وقال "زين : استيقظت اخيراً .
قالت " لي" وهي ترمق "سيف" بنظرة منفرة : عجزت عن النوم البارحة .. كنت قلقة علي غير العادة .
قال "زين" وهو ينهض : عليك ان تهدئ اعصابك .. كل شئ علي مايرام .
ذهب للداخل واختفي ووقفت " لي" تعقد ذراعيها علي صدرها تحدق نحو "سيف" الذي يحدق نحوها بدورة فهي ذو وجه جميل النظر فيه قد يجعل نهار المرء افضل .. قال في محاولة للتحدث معها : مرحبا.ً
لم تجيبه " لي" اغلقت رداءها بأحكام وهي تشعر ببعض البرودة وعاد "زين" بعد ان ابدل ملابسة : عليك تناول الفطور .. سأذهب للخارج وسأعود سريعا.ً
امسكت " لي" بذراعة لتوقفة قائلة بعيون متسعة : لا .. لا ترحل .. انتظرني سأبدل ملابسي وآتي معك .
: يجب علي احدنا ان يبقي هنا لدينا ضيف .
استمرت " لي "في تسديد تلك النظرة ذات المعني نحوة حتي قال ثانية : كل شئ علي مايرام صدقيني .
ومال عليها هامساً في اذنها : هو ليس بهذا السوء تفهمين الأمر بشكل خاطئ .
راقبتة وهو يلوح "لسيف" ثم غادر المنزل وعندها استدار نحو "سيف" الذي قال بهدوء
: اجلسي تناولي فطورك انا لا اعض لا تخافي .
جلست " لي" علي مقعد منضدة الطعام وهي مستمرة بألقاءه بنظرات الحذر والكره
: انه منزلي وسأجلس اتناول الطعام في الوقت الذي يروق لي لا احتاج لدعوة منك .
ابتسم "سيف" وهو يتأملها كالعادة : وهذا طعامي ولا بأس من مشاركتك فيه .. يسعدني هذا .
نهضت قائلة بعصبية : اشعر بصداع شديد سأعود للفراش .
قال "سيف" وهو يراقبها تتجه للغرفة : قال زين ان ساقك مصابة وانك بحال سيئة .. لدي الكثير من الأدوية اعرف الكثير عن الطب كذلك .
التفتت " لي" وقالت بتجهم : لا تفكر في عرض المساعدة علي لا اريد شئ منك ولا تتحدث معي ثاتية .. حين يعود زين تبادل معه الأفكار والأحاديث .
: عدم تناولك الفطور هو امر سئ خاصة في حالتك .
صاحت في وجهه بغضب قائلاً : لست جائعاً ولن اقبل مساعدة منك .. هل فهمت .
: فهمت تماماً لكنني مجرد ضيف هل ستتركينني وحدي .
: نعم سأفعل فأنا ارفض وجودك هنا .
: الأمر ليس مسلياً كونك تحادينثني علي هذا النحو الم يعلمك احدهم احترام الكبار .
: ليس من يشهرون الأسلحة في وجهي ويهددون بقتلي .
ذهبت بعدها للداخل حتي لاتسمع كلمة اخري منه وهي تشعر بغضب عارم تجاه "زين" كيف وافق علي بقاءه هنا وكيف يتركها وحدها مع هذا الشخص .. حاولت النوم ثانية لكنها عجزت .. تشعر بالجوع والضيق .. استقرت علي جانبها تحدق نحو باب الغرفة المفتوح وهي تفكر في كلام "سيف" .. لديه دواء ويعرف الكثير عن الطب لماذا يظهر الشخص الذي تحتاج اليه ويكون بهذا الشكل .


**************************

كان من المعقول ان يستمر الحال بينهما علي الوتيرة ذاتها حتي قررت" لي" ان افضل حل هو ان تتجاهله تماماً هكذا يتجنبا التصادم معاً طوال الوقت .. بينما "زين" يتعامل معه بود ويبدو انهما اصبحا صديقين .. يغادر "سيف" كثيراً لكن لا احد يسأل الي اين مثلما هو ايضاً لا يتدخل في شؤنهم .. وفي ليلة ما كان "زين" يتحدث مع " لي" عن الطفلة "ميمي" واخذ "سيف" يصغي اليهما باهتمام واخذ مقعداً وشاركهم الحديث شعر بالدهشة الشديدة حين اخبراه بأنها كانت هنا قبل ان يأتي "ميرك" ويأخذها .. قال انها ابنتة و "ميرك" هو صديق مقرب له لكنه ضل الطريق عنهما في وقت ما ومنذ هذا وهو يبحث .. حاول ان يعرف الي اين ذهب بها لكنهما لا يعرفان وعرض عليه "زين" أصطحابه للمكان الذي وجداها به .

Koedara 14-06-21 04:13 AM

رد: علي الجهة الأخري
 

الفصل الرابع

منذ ذلك الوقت و " لي" لا تصدق تلك الصدفة .. هذا هو والد الفتاة التي كانت تعتني بها منذ اسابيع .. لا تصدق حتي انه والد احدهم .. لكنه بدا مشغولاً وكثير التفكير منذ عرف بالأمر لذا حين اصبحت " لي" وحدها معه وغادر"زين" لشئ ما كما هي عادته هذه الأيام كما لو انه لا يجد الجرأه ليخبرها انها لم يعد بأمكانها مرافقتة بسبب ساقها التي تؤلمها اكثر و تجعلها تمضي معظم الوقت في المنزل لذا يذهب "زين" بدونها .. اقتربت من "سيف" بتؤده وهي تراه شارد الفكر وقفت امامه وقالت : انا اسفة بشأن "ميمي" .. انا ايضاً تعلقت بها كثيراً ورفضت تسليمها له لكنه اقنع زين انه والدها .
حدق اليها "سيف" بدهشة فأخر ما يتوقعه ان تبدء هي الحديث معه بنفسها لذا قال بصوت دافئ : لا عليك .. ميرك ايضاً مثل والدها لست قلقاً عليها معه لكنني حزين لأنها كانت في هذا المكان قريبة للغاية .. واسمها بالمناسبة "صوفي" .
جلست الي جوارة علي الأريكة الوحيدة التي يملكها "زين" وقالت في محاولة ان تكون مقنعة انها تهتم : انا افضل "ميمي" .. سنجدها لا تقلق .. لكن من الغريب ان لديك طفل لا تبدو هكذا .
سأل "سيف" بغرابة : ماذا يعني هكذا .
............ اعني كونك والداً .. قبل ان اعرف كنت تبدو بالنسبة لي :
التزمت الصمت حتي قال "سيف" نيابة عنها : قاتل .. انت تردديها يومياً .. اذاً كوني والداً يجعلك واثقة من انني شخص جيد .
: كلا .. لكن الحال التي انت عليه .
: كنت تفهمينني بشكل خاطئ فقط في البداية .
نظر نحوها : شكراً جزيلاً لك لأنك اعتنيت بأبنتي .. اخبرني زين .. لن انسي هذا ابداً.
: لم اكن علي علم انها ابنتك .
: واذا كنت تعرفين هل كنت لتؤذيها .
: مستحيل ماذا تخالني .. لست شريرة كما تعتقد .
: لم اقل عنك ذلك قط .. اعلم انك مررت بالكثير من الصعاب حال الجميع وعليك الحذر هذا حقك .. كثيرون اصبحوا عدائيين .. لكن شخص مثل زين يفكر بطريقة صحيحة هو يحاول ان يبقي الجميع علي مقربة هكذا نصبح اقوياء ولدينا الطعام والشراب والأسلحة لأن الجميع يبحث والمخزون سيكون اكثر .. كل منا لديه موهبة وقوة وثقافة وحرفة وبنية مختلفة .
: نعم زين شخص رائع .. هل قررت البقاء معنا للأبد .
: هل يضايقك الأمر .
: ابداً فهذا ليس منزلي .
: واذا كان هل كنت لترفضين .
: لااعرف .. الأن كنت سأوافق ولكن في السابق لا .
: لكنني نفس الشخص .. كنت ستظلمينني كثيراً يا صغيرة .
لا تعرف لما يناديها يا صغيرة هذا شئ يضايقها لما لا يناديها بأسمها فحسب : كما قلت انت .. احب اخذ وقتي لأثق بالآخرين .
نظر "سيف" نحو ساق " لي" اليمني التي تمدها وتبدو عاجزة حتي عن تحريكها .. تطلع الي وجهها الهادئ هي من هؤلاء اللذين تحب النظر نحوهم تحمل عينيها نظرة شرسة لكن وجهها هادئ للغاية ملامحها صغيرة وجميلة بكشل مغري وبشرتها البيضاء الناعمة .. يبدو انها تضايقت من هذا التفحص وقال "سيف" وهو يبعد ناظرية عنها : اسف اذا ضايقتك .
علي عكس ماتوقع قالت " لي" بلطف : انها ساقي نعم مازالت تؤلمني .. سأعجز بعد عدة ايام عن السير .. قلت انك تملك بعض الأدوية احتاج فقط الي شئ يسكن الألم قليلا.ً
: فقط لهذا السبب تنازلت وجئت للتحدث .
قالت " لي" وهي تستعد للنهوض : اسفة لم اعني ذلك .. لا مشكلة يبدو اننا لن نتمكن من الوصول لتسويه .. سأذهب للنوم .
اجلسها "سيف" برفق لأجل ساقها : لقد عرضت عليك المساعدة في اليوم الثاني من وجودي هنا .. لا تكوني مندفعة ًهكذا.
قالت بضيق : لست كذلك فحسب لا احب ان تعتقد انني شخص انتهازي .
: لما كل هذا الغضب .. التحدث اليك صعب .. هل يمكنني القاء نظرة علي اصابتك .
قالت برفض تام : لا شكرا لك .. اعطني المسكن فقط وسأكون علي مايرام .
: صدقيني استطيع مساعدتك ومعرفة المشكلة .. لدي اكثر مما تعتقدين من الأسعافات ولدي خبرة لابأس بها في الطب .
: هل انت طبيب ؟؟ .
: كلا لست كذلك لكنني عشت مع احدهم واطلعت علي ما يكفي وعرفت اكثر بكثير تحسباً لأي شئ .
: لا لن اسمح لك بذلك .. اما ان تعطيني المسكن او سأذهب للنوم ولننسي انني طلبت شيئاً .
: لا سبيل لتسكين الألم هذه الساق بحاجة لعلاجها بشكل صحيح حتي تنتهي المشكلة .
نهضت " لي" بحذر وقالت وهي تجذب الرداء علي كتفيها ليحميها من البرد : شكراً لك .. لا احتاج الي هذا .
بخطوات بطيئة وهي تجر قدمها وراءها توجهت نحو الغرفة لكن فكر "سيف" مسرعاً اما الأن يساعدها وألا فلن يحدث ذلك ابداً لذا نهض مسرعاً اتجاهها ووجدته " لي" فجاه يلف ذراعة حول خصرها ويرفعها عن الأرض بسهولة تامة وفي لحظة خاطفة لم تدركها وجدت نفسها بين ذراعية متجهاً بها الي غرفتها و "زين" .. حاولت التملص منه وهي تقول بغضب عارم : دعني .. كيف تجرؤ علي ما تفعل .. ماذا تريد .
قال "سيف" وهو يحدق بها عن قرب بعينين خضراوين : اخفضي صوتك .. اريد مساعدتك فحسب .
قالت وهي مستمرة في الحراك تحاول التخلص من ذراعية القوية : قلت لا اريد .. دعني من فضلك لا اريد.
انزلها "سيف" علي الفراش في الداخل وفي لحظة كادت ان تنهض لتفر وفي لحظة اخري قبض عليها "سيف" وهو يقول : اهدئي يا لي انا فقط اساعدك لم اعتاد ان احايل احد .
صرخت "لي" باعتراض وهي تشعر بغضب عارم يجتاحها بعد تلك الجرأه التي يتعامل بها معها : دعني .. سأقتلك اذا حاولت الأقتراب علي .
قال بنبرة استفزاز : انا مقترب كفاية علي ما اعتقد .
هاجمتة بغضب : ايها الحقير .. لم يكن علينا الوثوق بك كنت محقة في هذا .
كان "سيف" يتحدث بصوت هادئ واعصاب باردة امام هذا العنفوان منها وربما هذا يدفعها للغيظ اكثر لكن بدا الأمر مسلياً : احفظي لسانك يا صغيرة .
استمرت " لي" في محاولة النهوض و "سيف" يحاول ابقاءها مكانها و يتعجب من قمة الغضب التي تجتاح الفتاة تلك لما تأخذ الأمر بعدائية هكذا .. حتي واذا كان سيتراجع لأجل احترام رغبتها فسوف ينفذ ما يريد الأن ليخضع هذه الفتاة قليلاً وعاد يقول : اخفضي صوت هذا الأزعاج الذي تسببنه لا تكوني طفلة صغيرة .. سأساعدك فحسب لن اؤذيك صدقيني .
قالت بغيظ : قلت لا اريد هل انت غبي ام ماذا .
ضغط "سيف" بشدة علي ساقها المصابة معاقبة منه لأجل كلمة غبي لتتألم " لي" وهي تحدق اليه بكراهية : اذاً سأشرح لاحقاً وجهة نظري .
يزعجها انها تنازع للتحرر منه لكنه قوي وبذراع واحدة استطاع تثبيتها مكانها .. اقترب من وجهها وهو يحدق لعينيها الصافيتين قائلاً بتسلط : انت دفعتني لمعاملتك علي هذا النحو يا صغيرة .
لم تفهم ماذا يقصد وقبل ان يتفوه بكلمة وجدت يدة تضع شئ في فمها عنوه و ضغط بكفة بشدة علي شفتيها وهو يقول بصوتة الآمر ذاته : ابتلعي هيا .
حاولت ألا تنفذ لكن ببساطة وجدت نفسها تبتلع القرص وهي تحدق لعينين "سيف" ذات النظرات الصارمة .. وبعد مقاتلتها المستميتة معه والتي لم تنجح خلالها سوي في تحرير يدها مرة واحدة وتم القبض عليها ثانية شعرت بنفسها تهدء تماماً .. هي لاتريد هذا .. لاتريد ان يرغمها علي شئ لا ترغب به وكأنه امر عادي لكن بطبيعة الحال استسلمت في النهاية .. رفع "سيف"يدة ببطء وهو يحدق الي الفتاة التي اصبحت هادئة وديعة تكتفي فقط بمراقبة وجهه و قال بابتسامة لطيفة : احلاماً سعيدة .
ذهبت بعدها " لي"الي عالم اخر وهذه كانت فرصتة ليعمل في هدوء تام واعصاب مسترخية .. فهو يعلم ان اقناع فتاة كهذه حتي بوجود "زين" كان سيشمل رفض و عناد لا طائل منه وفي النهاية سيخضع "زين" لرغبتها ويطلب منه ان يتركها لحالها فهي حرة التصرف .. لكن بوجود مخدر كهذا و "زين" في الخارج باستطاعته الأن معالجة ساقها في هدوء .. يعلم انه ربما تعدي حدودة وفقد فرصة التقرب من الفتاة التي بدأتها هي لكنه صدقاً يحاول مساعدتها التأخير اكثر من ذلك خطير للغاية خاصة وقد اصبحت عاجزة عن السير عليها .. يكفيه ان يساعدها فقط كما ساعدت ابنتة بالرغم من اختلاف الأسلوب لكنها الطريقة الوحيدة لأنهاء الأمور مع شخص عنيد مثلها لا حل اخر .

تطلع "سيف" الي وجهه في المرآة علي ضوء الشمعة وهو يتفقد ما فعلته " لي" من خمش وجهه ورقبتة التي بها جروح واضحة تنزف .. هذه الفتاة متوحشة للغاية .. لم ينتبه لهذا حين كان يحاول السيطرة عليها لكنه الأن يشعر باللسعات الحارة .. هل هذا مايستحقه منها .. سمع صوت الباب يفتح ووجد "زين" قد عاد وهو يحمل حقيبتة المعتادة : حصلت علي بعض المعلبات .
قال "سيف" وهو يعود لمعالجة جروح رقبتة : هذا جيد مع ما وجدت اليوم انا ايضاً اعتقد اننا لن نقلق بشأن المخزون حتي وقت طويل .
انتبه اليه "زين" : هل انت بخير.. اين لي .

Koedara 14-06-21 04:31 AM

رد: علي الجهة الأخري
 
استمر "سيف" فيما يفعل وقال بهدوء : نائمة في الداخل .. لقد عالجت ساقها وكانت بحال مزرية بالفعل .. تحتاج للبقاء مكانها لفترة من الأفضل ألا تسير عليها .
سأل "زين" بشك : وهل سمحت لك بذلك .
استدار "سيف" اليه : الأجابة واضحة علي وجهي .. بالتأكيد لا .. اتبعت طريقة اخري .
: لم يكن عليك اغضابها .
: الفتاة بخير حال في الداخل .. انا من تأذي هنا .
شعر "زين"ببعض الضيق وهو في طريقة الي " لي" و تبعه "سيف" وهو يدافع عن نفسه قائلاً : الأمر ليس كذلك لكنها عنيدة ولن توافق ابداً .. حالها سيئه واذا ما انتظرت اكثر لربما خسرت ساقها .
: اعرف هذا .. مافعلته امر ضروري وكانت بأشد الحاجة اليه .. لكن اذا كان بموافقتها لكان افضل .
وقف "زين" عند الفراش يتفقد " لي" لا يعرف لما ساورة الشك بأن "سيف" قد يؤذيها .. "سيف" الذي وقف يعقد ذراعية عند الباب يتكئ بكتفة عليه يراقب "زين" الذي قال : سنواجه مشكلة كبيرة معها حالما تستيقظ .
قال "سيف" ببرود : هذه الفتاة تحتاج لوضع حدود لها .. انها متعجرفة وعدائية للغاية تلك ليست طريقة تتعايش بها مع الأخرين .
نظر "زين" نحوه قائلاً : وانت لا تنجح في مساعدتها علي التغير او الأستماع لك بطريقة كهذه .
عاد للخارج ثانية : لقد ذهبت الي بعض الأصدقاء يقولون انهم شاهدوا ميرك عدة مرات .
قال "سيف" وهو يتبعه بشغف : اين ومتي .
: سنذهب للمكان غداً عسانا نجده هناك .
استدار "زين" ينظر اليه ليكتشف انه امامه قصير القامة قليلاً : فقط نطمئن علي الفتاة ويمكننا الذهاب .
: لما انت مهتم بها لهذا الحد .. كانت احد الأشخاص العاديين مثلي ومثل اي شخص قد يطرق بابك .. تقول انك لا تعرف عنها الكثير .
: لا يهم لكنني اهتم لها وهي شخص هام في حياتي .
: سأذهب للنوم واذا ما احتجت لشئ بشأنها اخبرني .
أومأ اليه "زين" وانشغل كل منهما بأمر ما .

****************************

حين استيقظت " لي" .. في البداية لم تتذكر ماحدث قبل ان تنام ثم انتبهت الي ماعليه الوضع .. حاولت النهوض لتكتشف الألم في ساقها .. تفحصتها لتجدها مضمدة بشكل محكم وسليم لكنها تؤلمها اكثر من قبل .. ضوء الشمس يغمر الغرفة وفراش "زين" خالياً هل هو في الخارج حتي حين تحتاج اليه .. وهل ذلك الوغد في الخارج ايضاً .. حين تذكرت مافعل بها اشتد غيظها وحاولت النهوض بأي شكل لكنها لم تتمكن من تحريك ساقها التي جعلتها تتأوه .. لما تعجز عن ذلك ماذا فعل بها .. جلست في الفراش ونادت علي "زين" لكن بدلاً منه اتي الشخص الخطأ .. بدا "سيف"حذراً وهو يقترب من الفراش يحدق لوجه الفتاة الغاضب وقال وكأن شيئاً لم يكن : واخيراً استيقظت .. تبدين جميلة حتي في الدقائق الأولي من استيقاظك .. لقد انتابني القلق .
اعترضت بحده : لا تجلس واغرب عن وجهي .
بلا مبالاه استمر "سيف" في التقدم نحوها لا يعرف حتي لما يصر علي اغضابها اكثر لكن لأن الفتاة تتأثر بسهوله فهذا ممتعاً .. جلس علي حافة الفراش واول ما فعلته " لي" هو محاولة صفعة بشدة ولولا ان قبضة "سيف" اوقفت يدةها في اللحظة المناسبة لراهن علي انها لكانت صفعة قوية تحمل كل غضبها و غيظها نحوه : لا لا .. لا تفعليها يا صغيرة لا داعي لكل تلك العصبية الشديدة انصحك بالهدوء لتشفي سريعاً.
ازاحت " لي" يدة بعنف وقالت باحتجاج : لما تفعل هذا بي .. لقد اهتممت لأمرك امس .. لقد اعتنيت بابنتك .. هل تريد اثبات انك الأقوي حسناً لقد عرفت لتغادر حياتي اذاً.
قال "سيف" بدهشة : ابداً .. انا ايضاً احاول مساعدتك فحسب .
: هل تسمي تلك الطريقة مساعدة .
: بالتأكيد .. لكنك تبدين فتاة مدللة تنتظرين من الأخرين محايلتك اكثر .
قالت " لي" بغضب شديد فجأة : و انت تبدو شخص وقح .. من الأفضل لك ان تهتم بشؤنك الخاصة .
قال "سيف" بجدية : اسمعي يا صغيرة لكي تصمدي عليك التعايش والتكيف مع الظروف الراهنة وكوني ممتنة لأنك وجدت المساعدة في الوقت الملائم .
: لست ممتنة لك .. سأنتقم منك علي ما فعلت .
: لقد حدث الأمر وانتهي لا تكوني فتاة صغيرة متذمرة .
استمرت " لي" بالتحديق نحوه .. لا تصدق ان هذا الشخص شل حركتها نهائياً البارحة انه خطر وقد يقتلها بسهولة اذا ما تداعت الأمور وحدثت بينهما مشاجرة حادة في وقت ما .. عليها التخلص منه فلا تعرف ما المصادفة التالية التي ستجعله ينفذ ما يريد بلا اكتراث لرأيها .. سأل"سيف" وهو لا يزال يثبت عليها نظراتة الهادئة : لما تحدقين بي هكذا .
: اين زين .. الي اين ذهب وترك المنزل تحت تصرفك ثانية .
تجاهل "سيف" سؤالها : علي فحص اصابتك .
رغماً عنها حاولت " لي" النهوض : لقد انتهينا حتي هنا .
اقنعها "سيف" بالطريقة وتشابكا في صراع بالأيدي لدقيقة حتي احكم "سيف" قبضتية عليها وقال بهدوء : قلت حالتك سيئة للغاية انظري انت من يدفعني لمعاملتك بهذه الطريقة .. جاريني فحسب حتي تشفي ثم افعلي ما تشائين .
: ابتعد عني .
: ستنفذين ما اقول وستظلي مكانك .. لا يسعك السير علي ساقك لا تجعلينا نعود الي نقطة الصفر .
دفعته " لي" بقوة واعتدلت تستند الي الوسادة قائلة بحنق : انا اكرهك كثيراً .. لم اتمني انا انال المساعدة من شخص مثلك لقد كنت محقة في انك شخص سئ .
: انا لست كذلك تفهميني بشكل خاطئ .
: تستخدم قوتك للسيطرة علي الأخرين .
: لم أؤذيك ولا يهمني كيف ترين الأمر .
تركها بعدها وغادر الغرفة .. هكذا ببساطة اصبح هو الشخص المظلوم الشخص الذي انقذها بينما " لي" لا تقدر مساعدتة العظيمة هذه .. لأنها عاجزة عن الحراك انتظرت قليلاً حتي وجدته يعود بنظرة جدية علي وجهه يحمل بعض الأشياء الطبية في يدية وجلس علي حافة الفراش وهو يبعثر بعض الضمادات و اشياء اخري قائلاً : دعني اري الي اين وصلنا في علاجك .
: لا ارغب بذلك يمكنك اخذ هذه الأشياء والمغادرة .
حدق اليها "سيف" بتلك الطريقة الجدية ذاتها : قلت جاريني فحسب حتي ننتهي .
لا يمكنها مجاراته في هذا ليس لرفضها "لسيف" فحسب بل لأن الألم مخيف للغاية ولا تجرؤ علي تحريك ساقها ولا تجرؤ ايضاً علي اخبارة بذلك لذا قالت : ساقي بخير قلت انني بحاجة للراحة حسناً سأتبع تعليماتك بشأن ذلك .
رفض "سيف" قائلاً : يجب وضع بعض المطهرات وتغيير الضمادات القديمة .. لاتزعجيني يا صغيرة .
: لا تزعجني انت كذلك قلت لا يعني لا .
ادرك ان الأمر يعاد من جديد وانه سيلجأ للطريقة ذاتها معها .. حاول ابعاد الغطاء وتراجعت " لي" بعناء حتي انها حاولت مغادرة الفراش ومنعها "سيف" مسرعاً وهو يتراجع عنها : حسناً حسناً تمهلي .. لا تتحركي ولا تغادري الفراش .. سأكون مهذباً معك اعدك بذلك .
حاولت ان تصدقة تعلم بأن هذا كذب يبدو شخص عنيف للغاية كونه يتعامل بهذه الطريقة دوماً .. عادت تستند الي وسادتها وسأل "سيف" بهدوء بملامح اقل جدية : ماذا يمنعك من تكملة علاجك الم نتفق ؟ .
: نعم لكن لنؤجل هذا .. لقد استيقظت للتو !! ثم انها ......... وصمتت فجأه حتي قال "سيف" باهتمام : ماذا .. انها ماذا تكلمي .. اذا ما تداعت حالتك سيكون هذا خطر عليك .
حدقت اليه : وهل تهتم بذلك .
: بالتأكيد وألا ما تحنلت كل ذلك منك .
حين وجدته مصراً لهذا الحد قالت باعتراف : انها تؤلمني .
ابتسم "سيف" براحة : هذا طبيعي ويعني انها تشفي .
ثم نظر اليها بدهاء قائلاً : ام انك خائفة .. هل انت خائفة من الشعور بالألم .
قالت " لي" بنفي مسرعة : كلا لست كذلك .
اعجب "سيف" بتلك النظرة التي تكشف كذبها بوضوح وقال : لا اصدق ذلك .. لكن لا تخافي لن يؤلمك شئ كما تعتقدين .
: انت اخر شخص في العالم قد اصدق حرفاً مما يقول .
: اسمعي يا صغيرة يكفي تدلل حتي هنا .
: انا اتدلل !! حقاً .. مخطئ يا سيدي اعاني كثيراً .. اخبرني بما علي فعله وسأقوم بهذا لنفسي .
: لن تجدي الجرأه الكافية للقيام بهذا لنفسك .. اعطني فرصة فحسب .
بعدم اقتناع وافقت هي تدرك انه يساعدها وانها كانت بحاجة ماسة لذلك لذا تنازلت قليلا ً.. بعد الأنتهاء قالت : مازلت بحاجة للنهوض .. من المستحيل ان تطلب مني قضاء اليوم كله في الفراش .
: الي اين تودين الذهاب .
: ارغب في التحرك .. تناول الطعام .. الذهاب الي المرحاض .. الجلوس خارجاً .. اريد القيام بأي شئ :
: يمكننا مساعدتك في الذهاب اينما تريدين وبقية الأمور تحدث في الفراش لا مشكلة .
صاحت باعتراض : لا .. اتبعت اوامرك حتي هنا وهذا يكفيني .. مايحدث تالياً انا المسئولة عنه .
و هنا دخل "زين" الغرفة والقي نظرة علي "لي" قائلاً بابتسامة : ها قد استيقظت .
ذهب نحوها يجلس علي الحافة الأخري للفراش وقال "سيف" وهو يجمع حاجياتة ويهم بالنهوض : علي الذهاب للخارج لأمر هام .
: حسناً .. شكراً لك علي مساعدتك .
اشار "سيف" نحو " لي" قائلاً بلوم : لو انني سمعتها منها لشعرت بأهمية مافعلت .
غادر بعدها وعاد "زين" ينظر نحو " لي" قائلاً : لم تشكرينة ولا مرة ؟ .
: اشكرة ..حقاً تريد ذلك .. كيف عساك تتركني وحدي معه بسهولة وانت تعرف انني بالكاد استطيع السير علي قدمي .. هل يروقك ما فعل .
: ساعدك وكنت بحاجة لهذا .
: ساعدني نعم .. لكنه تصرف بوقاحة وبطريقة مرفوضة تماماً .
: لقد اصبتة في وجهه ورقبتة .
فكرت " لي" قليلاً اذاً تلك الجروح في رقبتة كانت بسببها هي لكم يسعدها ذلك كثيراً : ربما هذه طريقتة في التعامل .. لم يقصد بالتأكيد .
ردت عليه لي بغيظ : لا افهم تلك الثقة التي تتحدث بها عنه ماخطبك .
: انا اسف .. لكنه ساعدك وهذا الأهم .. سنتجادل معه فيما بعد بشأن كيفيه تعامله معك .

Koedara 14-06-21 04:34 AM

رد: علي الجهة الأخري
 
الفصل الخامس

(لي)
من الجيد العودة الي البحث والتحرك بحرية كما السابق بعد ان شفيت اخيراً .. لكنه لا يزال هنا معنا لم يعد بيننا تبادل لكلمة واحدة حتي وهذا اقل اجراء قد اتخذه اتجاهه .. يجعل وقتي الذي اقضية في البيت وحدي ثقيلاً .. اخبرت "زين" مراراً بأن وجوده يضايقني حتي انني عرضت عليه ان اغادر المنزل وسأتدبر اموري في الخارج لكنه رفض بعصبية وغضب .. يخيم الهدوء علي البيت و لا اري اثر لهذا الأحمق .. حل المساء ولا اعرف اين هو "زين" حتي الأن .. كنت في غرفتي اقرأ كتاباً .. لست من هواة القراءة ولكن الأن انها كنز كبير للتسلية .. تركت الكتاب مفتوح علي الفراش وبخطوات خفيفة ذهبت للخارج قد يكون غادر وذهب لمكان ما .. لكنني سمعت صوت الماء ينسكب في الحمام وهو في الداخل هو يستحم .. ولكن فتح الباب فجأة ووقف امامي يستعد لآرتداء سترتة جعلني المشهد اتسمر في مكاني لهذا المشهد الذي لم اتوقعه ابداً .. جسدة قوي .. عضلاتة مصقولة بشكل صحيح .. كل شئ به متناسق لم انتبه انني وقفت اقيمة سوي بعد ان وجدته يحدق نحوي حينها شعرت بوجنتي ساخنتان وعدت بسرعة خرافية للغرفة اغلق الباب خلفي .. هذا الحقير انه شخص منحرف لا يعي ما يفعل ويتصرف بحرية مبالغ فيها علي الرغم من وجوده هنا كضيف كيف يجرؤ علي الخروج امامي دون ارتداء ملابسة كاملة .. حتي ان "زين" لا يتصرف بهذا الشكل .. لست في حال جيدة منذ الصباح ولم ينقصني سوي هذا المشهد .. لم يكن من المفترض بي الوقوف والتحديق به لكن المشهد مفاجئ وهو المخطئ .. لذا عدت للقراءة وحاولت تجاهل امره تماماً حتي سمعت صوت سعالة في الخارج .. لا انكر انني شعرت بالتوتر قليلاً وراقبت الباب من وقت لأخر لكنه لم يقترب الي هنا وهذا يريحني .. قررت مغادرة المنزل الي اين لا ادري لكنني لن ابقي معه في في مكان واحد اكثر من هذا .. لم أخذ اي شئ يصلح كسلاح بل فتحت الباب وبخطوات مسرعة توجهت للمغادرة لأجدة يظهر امامي من العدم فجأة يسد علي الطريق .. ومن الجيد انه محتشم الأن ويرتدي ثيابة .. حاولت المرور لكنه اغلق الطريق علي قائلاً : الي اين انت ذاهبة .
كنت اتحاشي النظر الي وجهه لكنني فعلت وقلت بلهجه منفره : ما شأنك انت .
: ابداً لم يعود زين بعد وليس من العادة ان تتركاني وحدي في المنزل .
: هذا لا يهمني ابتعد عن طريقي .
ياله من وقح هو ليس خجلاً حتي من ما فعل وهو يعلم انني وحدي في المنزل مازال فظاً .. حاولت المرور ثانية ليسد علي الطريق : لا اري اي سلاح في يدك وليس من عادتك الخروج وحدك .. الا تدركين خطورة الأمر .
قلت بنفاذ صبر : هذا لا يخصك في شئ .
: مخطئة يخصني كثيراً لأنني سأكون الشاهد الوحيد علي اختفائك .
دفعتة بشدة وخطوت سريعاً نحو باب المنزل وبالسرعة ذاتها غادرت ركضاً علي السلالم هرباً من ثرثرتة التي لن تنتهي وحينها اصبحت حرة علي الطريق .. ارتديت قلنسوة الرداء فيبدو انها ستمطر .. سيغضب "زين" من تصرفي هذا والعجيب انني لا آبه .. اصبحت اشعر بالملل من منزلة ومن ذلك الوغد الذي يقطن معنا وربما من "زين" نفسه .. هذا ممل للغاية .. كنت اسير بهدوء وامان لا يهمني ما سأقابله لذا جاريت خطواتي الي بعيد حتي وجدت نفسي في منطقة لا اعرفها ولم اهتم ايضاً .. منذ بضعة دقائق سمعت صوت خطوات خلفي لم احاول التحقق من الأمر لكن الأن يبدو الصوت واضح مع هذا حافظت علي هدوئي وبقيت علي الطريق لكنني اسرعت بخطواتي قليلاً .. حين ايقنت ان من خلفي هم اكثر من شخص ركضت بأسرع ما لدي لأصطدم فجأة بشخص يسد الطريق امامي ولم ادرك ما حدث سوي انني تلقيت ضربة قاسية علي رأسي.

***************************

استعادت " لي" وعيها وهي تشعر بالألم يدق في رأسها .. كان الظلام يحيط بها واستغرقت بضعة دقائق و ادركت ان هناك بعض الشموع مضاءه حولها وانها ملقاة علي الأرض وعدة اشخاص معها واحدهم يقف في منتصف المكان ويبدو انه يتحدث منذ وقت كان الركن الذي جلست فيه اشد ظلاما ًوباب البيت المفتوح يظهر السلالم في الخارج بصعوبة .. ادارت بصرها في المكان ووجدت حولها علي مسافات متباعدة نحو خمسة اشخاص واحدهم مقتولا ًوجثة متروكة بلا اكتراث .. حاولت الأنتباه وهي تصغي للرجل الذي يتحدث عن قتلهم جميعاً بالطريقة التي يختارها كل منهم لنفسه .. كان يتحدث بجنون وبنبرة مرحة وهو يلوح بسلاحة بجانب رأس الشخص الذي يمسك به .. وثمة شخص اخر يجلس علي احد الصناديق ويبدو شريكة لكنه كان صامتا ً يكتفي برؤية الجنون الذي يمارسة صديقة
محتويات المكان الذي يمكثون فيه تحتوي علي العديد من الصناديق مجهول ما تحتوية .. الح الرجل علي رهينتة ان ينطق بما هي الطريقة التي يريد ان يقتل بها لكنه ظل صامتا ًيحاول بجد التحرر منه لكنه يبدو مترنحا ًوغير واعيا ً تماما ً.. تتمني لولم تكن هي كذلك بتلك الحال .. لكن لماذا يقتلونهم بما يرغبون بوجودهم وكل تلك الجثث .. لايملكون شئ لسرقتة فما مبتغاهم .. شعرت بحماقة ما فعلت وكانت تتمني ان يأتي اي شخص لمساعدتها .. "زين" .. "سيف" .. لا يهم خلافها معه ولا كونه شخص سئ فقط يكفي ان تخرج من هنا فالموقف يجعل قلبها يخفق بعنف وبأطرافها تثلج وتشعر بالخوف من ان دورها اتيا ً لتكون في قبضة هذا المعتوه .. وحين بدأ الرجل يصرخ علي ضحيتة بأصرار وارتفعت اصوات الأخرين تعترض علي ما يفعلون بهم وقف شخص ما بسرعة كبيرة وبمهارة عالية في وقت قياسي ربما لحظات وجد رصاصة تستقر في رأس الرجل الذي يجلس علي الصندوق واثنين في معدة ورأس الأخر وحدق نحوهم بعيني متسعتين قبل ان يسقط ويتحرر ضحيتة .. سمع الجميع يتساءل كيف استطاع هذا الشخص الأحتفاظ بسلاحة معه كل هذا الوقت فقد كان يتم تفتيشهم وتجريدهم من اي عتاد اثناء فقدانهم الوعي .. لكن هذا الشخص المجهول لم يتوقف ليبدي اي تفسير وجدتة فجأة يسحبها من ذراعها وينتزعها بعنف من مكانها وهو يجرها الي الخارج معه .. سمعت صوت خافت يطلب منها ان يتبعه ونظرا ً لسخافة موقفها وانها تجهل اين هي و الي اين قد تذهب لم يكن لديها خيار سوي التنفيذ واستمرت بالركض خلفة باستسلام حتي وجدته يتجه الي احد المباني وهناك في الطابق الثالث دخل الي احد الشقق ولم يوقفها تحذير عقلها او دفعها الي التفكير في خطورة الأمر بل كان الأرتجاف والذعر الذي يتملكها كافيا ً لتنساق بصمت خلفة فلو انه ينوي قتلها فهي ستتعرض لهذا بأي شكل اخر علي اي حال طالما انها كانت غبية وغادرت المنزل بدون اي سلاح يذكر .


( سيف )

علي الرغم من طريقتها العدائية معي الغير مفهومه حتي الأن وعلي الرغم من انها شخص غير محترم كونها تتحدث معي بتلك الطريقة الوقحة دوماً وعلي الرغم من انني لست في حاجة للنزول في هذا الطقس الممطر .. الا انني لم اقتنع بنزولها وحدها في هذا المجهول وبدون سلاح فأنا اخشي عليها اعرف انها شخص جيد يستحق المساعدة وألا ما اهتمت لأمر "ميمي" يوماً .. تفاهاتها ولسانها السليط لا يهماني في شئ وهي لا تدرك مدي خطورة ما تفعله بنفسها ولا يمكنني التفكير بطريقتا واجاريها في لعبتها المراهقة الخاصة بالعناد والعدائية .. لذا غادرت المنزل خلفها لن اسامح نفسي ابداً اذا ما اصابها مكروه صحيح انني غير مسئول عنها ومن العدل ان اتركها تموت لكنني للأسف لا استطيع .. كانت الأمور علي مايرام وهي تسير هادئة انا اراقبة من الأسطح وهذا يضمن رؤية اشمل واوضح لي .. بعد الكثير من الوقت وهي تسير بغباء الي اماكن بعيدة مجهولة تداعي الأمر وظهر عدة اشخاص واستطاع احدهم ايقافها قبل ان تهرب بعيدا ً.. اخذوها الي بيت ما واختفت عن انظاري بعدها كنت بحاجة لأدرس الموقف حولي قبل ان اتخذ اي خطوه لدخول ذلك البيت خلفهم .. استمر بقاءهم في الداخل وقتا ًحتي سمعت صوت اطلاق نار ظهر بعدها مباشرة لي تتبع احدهم ركضا ً كأنهما يهربان من الموت .. حاولت ملاحقتها لأنقاذها لا اعرف من كان هؤلاء لكنها استمرت في الفرار هي والشخص معها وانا اتبعهما حتي دخلا احد المباني و اختفت عن انظاري .. كنت اعرف ان ربما من قاموا بخطفها هم هؤلاء الأوغاد اللذين اذا عثروا علي سيقتلونني منذ سرقت منهم بعض الأسلحة ولم ينسوا هذا الأمر حتي الأن بالتأكيد .. في الأساس كانوا مجموعة مجرمين لكن لماذا يطاردون الفتاة .. عادةً هم يهاجمون من يحمل عتاد ليسرقوة وهم يعرفون بالتأكيد انها لا تملك شئ .. انتظرت مكاني لوقت طويل لا اريد عراكاً مع احد في وقت كهذا ليس قبل ان اعثر علي ابنتي اولاً .. حين تأكدت ان لي لن تغادر المكان الذي تمكث فيه وصلت للأسفل ولم اهتم اذا كان احدهم لا يزال في الأرجاء او لا فقط لا اريد ان تصاب الفتاة بأذي و نعود للمنزل بسلام مازال علي مواجهة من اخذها فربما كان مجرم اخر .. دخلت العقار وصعدت بحذر .. كانت جميع الأبواب خشبية في الطوابق الخمس عدا الطابق الثالث هناك باب حديدي به نافذة صغيرة مغلقة ولا شك ان هذا الشخص يعيش هنا .. طرقت الباب وانا اتأهب لأي خطر .. لم يجيب احد وهنا قلت بصوت بين الهمس والخفوت وانا ادنو من الباب : لي انه انا سيف .. اذا كنت بخير فاطلبي من ذلك الشخص ادخالي .

Koedara 14-06-21 04:38 AM

رد: علي الجهة الأخري
 
لدهشتي فتح الباب واصبت بدهشة اكبر مما حدث في الداخل .. اغلق ذلك الشخص الباب خلفي سريعاً لأجد "لي" ترتمي في حضني وكأنها تختبئ .. ترتعش بجنون والماء يقطر من شعرها وملابسها وتبكي بانفعال وربما انهمرت في البكاء الأن فقط وهي ردة فعل لأزالة كل هذا الضغط عنها .. لم افتح فمي بكلمة وابقيتها كما هي وانا اربت علي ظهرها ببطء فمن المستحيل ان اتخيل موقف كهذا منها معي خاصة .. القيت نظرة علي صاحب البيت لأكتشف انها فتاة اكبر كثيراً من "لي" بالتأكيد تبدو قوية وهذا مألوف في وقتنا هذا وضروري .. جميلة وهذا لا شك فيه وتذكرني بشخص ما وجعلني هذا اشعر بالضيق للحظات حتي قالت " لي " بعد ان نالت وقتها لتهدء وتسترد
انفاسها وبدون ان ترفع وجهها : انا اسفة .. كنت مخطئ وانا اسفة .
لا اصدق " لي " تقول انا اسفة تعترف بخطأها ياله من يوم : لا عليك انت بخير الأن وهذا الأهم .
نظرت اليها ثانية وقلت : شكرا جزيلاً لك علي هذا .
ردت بصوت قوي كما وقفتها وعقدة ذراعيها : لا مشكلة علي الرحب والسعه .
ابتعدت " لي" عني قليلاً وهي تخفي وجهها تحت قلنسوة رداءها وتمسح وجهها بيدها وتحاول تمالك نفسها قليلاً وعدت اربت علي ظهرها وابتسم اليها بلطف ربما بشفقة اكثر فها هي الأن تظهر ضعفها وكم هي مرعوبة لكن دافعها قوي .. قلت لها ثانية :سنغادر الأن اسف اذا ما سببنا لك ازعاج .
قالت بشكل اثار استفزازي : من الغباء التسول بدون حمل اسلحة .. كادت ان تقتل هناك وهؤلاء يعثرون علي الضحايا الغافلين لأسباب عده تتعلق ببيعهم لأغراض كثيرة لأشخاص يمدون هؤلاء المرتزقة بالأسحلة والطعام والشراب وكذلك الحماية اللازمة .. ربما تعرضت للمقايضة هي ايضا ً او قتلت و اصبحت وجبة لمن اصابهم السعار .
اشارت نحو " لي " التي مازالت تدهشني بهدوءها ولم تنقض عليها بعدائيتها المعتادة : وهذا يجعل منها فريسة سهلة .
ضيقت عينيها واردفت : فريسة من جميع النواحي وانت تفهم قصدي جيداً .. صحيح .
لا يروقني هذا الحديث عن الفتاة خاصة وهي تقف صامتة ومصدومة هكذا لذا قلت وانا اخبئها بذراعي إلي حتي تتوقف عن مراقبتها وهي بهذا الضعف : لا اعتقد ذلك لقد شكرتك علي صنيعك لكنني لا اسمح لك بأهانتها علي هذا النحو .
كادت ان تقول شيئاً اضافياً لكنني وضعت المسدس في وجهها قائلاً : قلت لا اسمح لك بذلك .. احتفظي بأفكارك المريبه لنفسك .
قالت بعدائية وانا اغادر : كان علي ان اتركهم يلتهمونها شقيقتك الشبيهة بالقططة هذه .

اخذتها وغادرت .. وطوال طريق عودتنا الذي اعرفه جيداً بينما هي ل اظلت صامتة وهي تتبعني بحذر وهدوء وصلنا لحسن الحظ سالمين ووجدنا "زين" في الداخل يمشي ذهاباً واياباً وما ان وقعت عينية علي " لي" حتي قال بغضب : اين كنتما .. كيف ترحلان هكذا ببساطة .
نظر نحو " لي" التي تقف لا يزال تتملكها الصدمة ووجهها شاحبا ًوسأل : وانت منذ متي تسمحين لنفسك بالتجول وحدك .. اين كنت .
قلت في هدوء وانا اخلع رداء المطر : زين .. نعلم اننا اخطأنا لكن من فضلك لتؤجل الحديث معها لوقت اخر .. سأخبرك كل شئ .
: ماذا حدث له .. ماهذه الحال التي هي عليها .. ماذا فعلت بها .
: قلت سأخبرك كل شئ اهدء من فضلك .
اختفت " لي" في الداخل وطلب "سيف" من "زين" ان يتركها وحدها في هذا الوقت وجلس معه بعدها يروي كل شئ .. غضب زين" وكاد ان يذهب ليتحدث مع " لي" لكن "سيف" عاد ورفض الفكرة وطلب اليه ان يهدء فالفتاة لا تتحمل لوم او صراخ عليها او مناقشتها في وقت كهذا واقتنع "زين" بالأمر .. قال "زين" بهدوء : ربما اصابها الفزع لهذا الحد لأن ما حدث المرة السابقة حين هاجمها احدهم لم تكن هينة وربما كانت اصابة ساقها جراء هذا .
: هذا احتمال وارد .. شخص بطبيعة لي من الصعب ان يصاب بالفزع والضعف ببساطة هكذا .. لكن لنتذكر انها بالنهاية مجرد مراهقة ربما طفلة .
لم يخبره "سيف" بأن الأمر تعدي الحدود حيث "لي" تأسفت امامه شخصيا ً وبدت عينيها بكل وضوح تقول ساعدني علي الرغم من انها لم تنطقها : ربما .. وربما لا .. تقول انه تم اختطافها وكادت ان تقتل هناك .. لك ان تتخيل كم هذا مخيف لن ننكر الأمر .
: صحيح .. علي اي حال هي بخير .. طابت ليلتك .

************************

في الصباح اول ما شعرت به " لي" هو الصداع الشديد .. عينيها تؤلمخا حين تفتحها وبعد استغراقها بضعة دقائق ادركت الوضع وتذكرت ما حدث البارحة .. دفنت رأسها في الوسادة ندماً .. لاتنكر شعورها بالراحة لأنها عادت الي المنزل سالمة.. لقد كانت في اشد الحاجة لوجود مساعدة وهذا موقف يجعلها تغير نظرتها عن "سيف" .. تشعر انها لاترغب بالذهاب لأي مكان وبالتورم الطفيف في رأسها جراء ضربة البارحة .. نهضت من الفراش واخذت وقتاً في الحمام فكرها شارد وتتصرف ببطء .. تراودها بعض الذكريات والأفكار بدون ان تعي .. تبدو في حال سيئة لم تنتابها منذ فقدت عائلتها قبل عام تقريباً .. انتهت وتوجهت الي الخارج لتكتشف غياب"زين" للمرة التي لا تتذكرها .. اين يذهب بدونها هذه الأيام منذ مجئ "سيف" الذي يجهز عدتة ويبدو علي وشك الذهاب للبحث وهو منشغل عنها ولم يعد بينهم الكثير من الأحاديث ولم تعد تعرف شئ عنه في الواقع لقد اصبح "سيف" هو الوحيد الذي يعرف الكثير عن كلاهما .. انتبه "سيف" لوجودها وحين وجد ملامحها هادئة وحذرة منه كالعادة اطمئن انها بخير وعاد لعمله .. لكن ثانية تقدمت " لي" نحوه وجلست مواجهة له علي الأريكة جوار النافذة وسألت : لما انا نائمة حتي هذه الساعة .. لقد غابت الشمس .
قال "سيف" بدون ان يرفع وجهه عما يفعل : هل هذا السؤال موجه لي .
: هل هناك شخص غيرك هنا .
: كيف لي ان اعرف الأجابة علي هذا السؤال .
: لماذا لم يوقظني احدكم .
: كنت متعبة ووجدنا من الأفضل ان تبقي نائمة .
لما يتحدث معها بهذا الفتور : شكراً لما فعلته البارحة .
: لا اريد ان اعيش بتأنيب الضمير اذا ماحدث لك مكروه لأننا تركنا لي الصغيرة تذهب للمجهول .
نظر الي عينيها مباشرة يقول بتأكيد : علي الرغم من انك تستحقين ما كان سيحدث لك ولم تستمعي الي تحذيري .
فجأة تذكرت ما كان سبب ابتعادها عن المنزل لذا قالت فجأة بغضب : لا يحق لك التجول عارياً في المنزل بهذا الشكل .
: كنت استحم هل تريدين مني فعل ذلك مرتدياً ملابسي .
: اغلق الباب يا سيد .
: كنت نائمة ولم اعتقد انك سوف تستيقظين .
: لا اسمح لك بذلك .. حتي ان زين لم يتصرف بتلك الهمجية يوماً وهو صاحب المنزل .
استمر "سيف" في تسديد نظرة الا مبالاه نحوها .. هي تعرف ماذا يدور في عقلة .. اذا كنت تشعرين بالرفض لوجودي و تصرفاتي لما ركضت نحوي البارحة كأنني طوق النجاة .. لكنها حينها نسيت كل شئ عن شخصة ولم تكن منتبهه تماماً كيف عليها ان تتصرف : بشأن البارحة .. اريد فقط ان اقول .. كنت اشعر بعدم اتزان حيال تصرفاتي لذا .
قال "سيف" وهو ينهض : لا بأس لن نتحدث عما جري البارحة ثانية اتفهم تصرفك .. علي الذهاب .
قالت " لي " فجأه : هل يمكنني مرافقتك للبحث .
قال "سيف" بدهشة من تلك الصراحة : هل تريدين ذلك .
أومأت اليه " لي" قائلة : لقد تغير شئ ما اتجاهك البارحة انه ذلك الموقف الذي يغير وجهة نظرك نحو شخص ما .. هل تفهم ما اقصد .
: بالتأكيد .. لطالما تمنيت لو تصدقين انني لست بهذا السوء وتتقبينلني هنا كما فعل زين .
تعلم ان "سيف" شخص محترف وحين ستذهب للبحث برفقتة ستتعلم شئ او اثنين .. نزلت معه وراقبته اين يسير وكيف يراقب وكيف يأخذ الحذر اذا ما شك في نسبة خطر قريبه وابتعدت معه اكثر في اماكن لا تعرفها ولم ترافق "زين" من قبل اليها لهذا السبب كان باستطاعتة تخزين كل تلك الموؤن لأنه يحفظ طرقات المدينة كما هو واضح .. عند متجر كبير قال "سيف" بخفوت : سندخل عليك مراقبة الأرجاء واذا واجهتنا المتاعب لا تتدخلي .
سألت " لي " بضيق : لماذا .
رد "سيف" بأقتضاب : لأنك لا تملكين سلاح مجدياً.
ضايقها هذا الأمر كثيراً اذاً لا فائدة من وجودها سوي انها مجبرة علي احضار طعامها وشرابها لكنها ليست الشخص المناسب للأشتراك معه في هجوم ما .. كان المتجر خالياً وأخذ "سيف" يبحث ولكن " لي" قل حماسها ولم تهتم اذا ما وجدا شئ او لا اخذت تتطلع الي الأرفف الخالية بلا اكتراث حتي سمعا صوت زمجرة غاضب يأتي من غرفة في الداخل وبتؤدة ظهر اثنين من الثعالب يقتربان بنهم ويزمجران بصوت خفيض , كانت " لي" في مرمي بصرهما لكن الغريب انهما اتجها نحو "سيف" الذي سحب منضدة قريبة مسرعاً ليضعها حاجزاً بينه وبينهم , كان لديه سلاح لكنه لن يخاطر ويتوقف ليحاول اصابة احدهم فهم اسرع بكثير وفي لحظة سينالا منه وقبل ان يقفز احدهم تراجع الي الخلف يحاول العبور من الجهة الأخري حتي يتمكن من الوصول للغرفة التي جاءا منها , اتخذت " لي" التدبير ذاته وحاولت اتباع "سيف" حتي وجدت واحد منهما امامها , اطاحت في وجهه بأول ما وصلت اليه يدها وقفزت الي الناحية الأخري تركض مسرعة حيث الغرفة , وجد "سيف" باب للخروج وحين وجد " لي" امامة في الغرفة غادر من الباب وهو يصعد السلالم ويسمع صوت خطوات " لي" خلفة اراد ان يطلب منها اغلاق الباب خلفا لكنه لا يملك الوقت لهذا , كذلك هو يرغب بأن يتبعاه حتي الأعلي فسوف يقتلهما , كانت " لي " سريعة وخفيفة اكثر لكي تسبقة الي الأعلي اولاً ودفعت الباب لتجد نفسها علي سطح بناية وحين وصل "سيف" الي هناك بدورة لم يقف ليحاول تحديد خطوتة التالية بل اتجه الي اقصر طريق يصل منه للبناية المجاورة ووقفت " لي " تراقبة تعرف ان تلك الحيوانات في طريقها اليهما لكن هل بأمكانها القفز الي البناية الأخري كما يخطط "سيف" للأمر هذا مستحيل , اقتربت كفاية لتجده بالفعل يقفز الي البناية الأخري في لحظة خاطفة .. نظرت الي الأسفل وتسمرت مكانها , نقلت بصرها الي "سيف" الذي حثها بقوة : هيا اقفزي .
: هل جننت .
: المسافة ليست كبيرة كما تعتقدين .. ستنجحين ثقي بي .
لا يمكنها القيام بأمور جنونية مثله فهو بالتأكيد شخص تعود علي القيام بذلك مرات عده , التفتت الي الوراء وهي تسمع الزمجرة الغاضبة ذاتها للثعلبين واخرجها "سيف" من تفكيرها : هيا يا صغيرة تحركي .
لا تريد ان تكون وجبة طعامهم علي اي حال لذا سوف تتبع "سيف" تراجع عدة خطوات وتحرك الثعلبين كأنهما يعلمان بخطتها في الأفلات منهما , ركضت مسرعة وقفزت الي بعيد بقدر استطاعتها وهي مستعدة لتلقي الأرتداد القاتل علي الأرض لكنها بدلاً من ذلك وجدت نفسها ملقاة ارضاً علي البناية الأخري تسمع صوت طلقتين اطلقهما "سيف" لقتل الثعلبين بعد ان اصبحا في مرماه بسهولة , نهضت تلحق ب "سيف" الذي يكمل طريقة وكأن شئ لم يحدث لم تحاول ان تعلق حتي لا يبدأ في سخريتة اتجاهها كذلك هي تشعر بالهدوء الأن ويمكنها متابعة البحث معه و هي مستعدة لأي خطر اخر قد يواجهانه بعد , مرا علي الكثير من المتاجر بعدها بعض الأماكن ووجدا القليل وعند عدة منازل يحيط بها السياج الذي امتلأ بأوراق الأشجار الضخمة وزحفت النبات للخارج , كانا يسمعان صوت خلف السياج ولم يتأكد لديهم هل هو صوت الهواء الشديد الذي يطيح ببعض الأشياء المجهولة ام انه حيوان اخر او احد الأشخاص يبحث في الداخل , قال "سيف" بخفوت وهو يتقدمها : لنطلع علي الأمر ربما نظفر بشئ ما .

Koedara 14-06-21 05:09 AM

رد: علي الجهة الأخري
 
الفصل السادس

كانت " لي " ترغب بالعثور علي موؤن كذلك لذا لم تعارض وبحذر تسللا قدر الأمكان حتي اقتربا كفاية من مصدر الصوت والقت " لي " نظرة واعتدلت مسرعة تقول : انه شخص بالداخل .
كان عليهما مواجهته لن يتركاه يرحل ببساطة بعد ان نهب المنزل او ما تبقي من موؤن فيه بتلك السهولة تحرك "سيف" ودخل الي المنزل يشهر السلاح في وجه الرجل الذي اغفل لرؤيتهم امامة من العدم وقال "سيف" بنبرة لا تقبل الشك في انه سيقتلة : ابقي مكانك .. القي بالحقيبة الي الفتاة اذا اردت الأحتفاظ بحياتك.
نفذ الرجل وهو يقول : انها فارغة علي اي حال .
خاب املهما قليلاً بقوله هذا , القي "سيف" نظرة الي المنزل : هل بحثت بالداخل .
: انه موصد .. لم اتمكن من الدخول .. الأبواب الخلفية صدأه وتحتاج لمعدات لفتحها .
نظر اليهما للحظات : هل تملكان منزل آمن اذاً.
قالت " لي" : نعم .. بشكل ما .
سأل "سيف" : ماذا عنك .
: كلا .. انا ابحث عن الموؤن وعن المسكن كذلك .
فكر "سيف" سريعاً كان يبدو شخص قوي اذا ما انضم لهم فسيكون ذو فائدة كبيرة , لكن ماذا لو انه لص سوف يورط نفسه كونه المسئول عن جلبه للمنزل كذلك هو ليس واثقاً من موافقة "زين" وعدمها : هل تبحث عن منزل .. المنزل الذي نمكث فيه ليس ملك لنا لكن صاحبة قد يقبل باستضافتك .
يبدو ان هذا اكبر مما توقعة الرجل فقد بدا سعيداً بشكل ما فجأه .

هكذا رافقهم الي البيت كان "سيف" مستعد لقتلة في اي وقت يثبت فيه انه خلاف ما يبدو وانه لص بالفعل بعد ان عرف بمكان المنزل .. رحب به"زين" كما توقع ان يستضيفة معهم وهكذا اخذ الفراش الأخير في الغرفة التي يقطن فيها "سيف"واصبحا اربعة ولم تصدق " لي" كيف لا يرفض هذا الرجل مساعدة احد ابداً ..اسمة "يام" ملتحي وذو وجه قوي وجسد قوي وبشرة سمراء ويبدو انه سيكون الصديق الجديد الذي سينضم لأحاديثهم , وحين جاء موعد النوم لم يكن لدي " لي" اي رغبة في النوم فقد استيقظت في وقت متأخر بعد ان استغرقت ساعات نائمة بعمق .. جلست مع "زين"في حجرتهم الذي احتاج الي التكلم معها قليلاً و ظلت بعدها مستيقظة وحدها في الفراش ولم تنجح اي محاولة منها للنوم .. لذا تسللت للخارج والقت نظرة سريعة علي حجرة"سيف" لتجده نائم و كذلك الضيف الجديد .. دخلت الغرفة وهي تفكر هل قبل "سيف" بأن ينضم اليهم لأنه قوي وجسدة ضخم سيفيدهم بشكل كبير في رحلات البحث لا يبدو ان الضعفاء ينجون بسهولة .. لأنها مازالت لا تثق "بسيف" كانت فرصتها لتفتش في جيوب ثيابة التي يلقيها علي المقعد جوار الفراش .. لا تدري عما تبحث وماذا تتوقع ان تجد لكنها تحاول العثورعلي دليل تدينه به وتثبت وجهة نظرها عنه في انه شخص سئ .. لكن محاولتها باءت بالفشل واخذتها خطواتها للخارج بعدها وسط الظلام اخذت شمعة من احد الأدراج واشعلتها .. وجدت الكتاب الذي تقرأ فيه عادةً وذهبت الي الي احد المقاعد ونامت عليه تستند برأسها الي المسند وقدميها الي المسند الأخر وظلت علي هذه الوضعية حتي شعرت بوجود شخص خلفها وقبل ان تدرك ما يحدث وجدت "سيف" امامها و تساءلت الفتاة بارتباك متي نهض بتلك السرعة وهل شعر بوجودها في الغرفة : ماذا تفعل هنا .
راقبتة وهو يتجه لمقعد اخر ويجلس عليه قائلا ً بصوت خافت : هششش .. اخفضي صوتك الجميع نيام .
: اذا كنت هنا للتحدث فلا رغبة لي بسماعك .
ابتسم "سيف" بتهكم : من المفترض انني الشخص الذي يشعر بالضيق .. انت من جئت للتحديق بي وانا نائم .. اذا كنت من فعلت ذلك معك لقتلتني .
استمرت لي في التحديق بالصفحات وقالت بتجاهل : لم اخطو نحو غرفتك .
: هل من عادتك ان تقضي الليل مستيقظة وحدك .
لم تهتم لي وتابعت اسلوب الا مبالاه معه : لا تفتح مجال للحديث اوضحت انني لا ارغب بهذا .
تنهد "سيف" ونهض ليسير جيئة وذهابا ًوقال ليجذب اهتمام " لي" اخيرا ً: لقد عرفت مكان ميرك وسأذهب و زين غداً لأحضار صوفي .
جلست " لي" معتدلة قائلة : حقاً .. يبدو ان كثير من الأشياء اصبحت اجهلها ولم يعد احد يهتم لوجودي .
: انت من لا يعطي الفرصة لأحد وتهاجمين بكلام لاذع فجأة .
حاولت ان تظهر انها غير مهتمة علي الرغم انها ارادت ان تقول للرجل اي شئ ليخفف عنه هذا القلق : يمكنك العودة للنوم ولا تفكر كثيراً ستجد ابنتك وسيكون كل شئ علي مايرام .
قال "سيف" وهو يشعر جديا ً ان الفتاة لا ترغب بوجوده فقرر العودة لغرفتة : اتمني ذلك .
لماذا لم تناقشة في شئ كان بأمكانها ان تنطق بأي كلمة تظهر انها تهتم لأمره كذلك ليحاول النوم بعدها .. هل كانت فظة ومزعجة .. كلا لم تكن كذلك لقد تصرف كما تشعر وليس في نيتها ان تعود وتشعر بالشفقة نحوه لأي سبب لذا ظلت جالسة تقرأ بلا اكتراث حتي غرقت في النوم ليسقط الكتاب من يدها ارضاً.


في اليوم التالي ذهب اربعتهم الي المكان الذي قال "زين" ان "ميرك" يقطن فيه .. ورافقهم "يام" لم يجد اياً منهم عذر لائق لبقاءه وحده في المنزل .. كانت احد المساكن تلك التي تتشابة فيها الأبنية وثمة مدرسة قريبة .. وعلي ضوء الشمس الدافئ المنعش والطريق الأسفلتي كانوا يقتربون من العقار المقصود .. كل منهم يحمل سلاحاً استعداداً لأي خطر .. صعدوا الي العقار وفي الطابق الخامس والأخير توقف الأربعة حيث هناك اربعة شقق في الطابق .. اثنتان منهما وراء جدار لممر صغير تقدم "سيف" وطرق علي الباب ببطء وانتظر بشغف .. كان يبدو هادئ متماسك امامهم لكن الجميع يعلم انه ليس كذلك انه يدعي ومتلهف ومتسرع للقاء ابنتة .. انتظر وقتاً وعاد يطرق الباب وقال بصوت مرتفع : ميرك افتح الباب من فضلك انه انا سيف لا خطر يهددك .
لم يأتهم رد وقال "زين" : ربما ليس في الداخل .
لي" : لنعد في وقت اخر اذاً. "
لكن "سيف" بقي صامتاً والقي "زين" نظرة من اعلي سور السلم الي الأسفل حيث الطريق الخالي قائلاً : علينا الرحيل .. من الخطر البقاء في مكان واحد لمدة طويلة .
"يام" : الحيوانات لا تهاجم والشمس ساطعة لهذا الحد .
قرر "سيف" الدخول بأي شكل كان لذا حاول دفع الباب بكتفة ولم يمنعة احد وانضم اليه "يام" في ذلك .. لم يستغرقا وقتاً وكان الجميع في الداخل .. المنزل معظم اثاثة بالياً لكن القليل منه جديد بالتأكيد احضرة "ميرك" وهذا يعني انه لا يعيش هنا منذ وقت طويل .. هناك حجرتان وبخطوات مسرعة بحث "سيف" بشغف وعلا وجهه ابتسامة ارتياح كبيرة حين وقعت عيناه علي "ميمي" نائمة علي احد الآسره .. اقترب منها وجلس الي جوارها بحذر وهو يمسد شعرها البنية كما والدتها بحنان .. استيقظت "ميمي" فتحت عينيها وهي تحدق الي والدها ..لم تبكي ولم تجفل بل ظلت هادئة وهي تدفع بنفسها اليه وتناديه بأبي بصوتها الطفولي .. رفعها وضمها اليه بشدة وهو يغمض عينية في راحة وكأن هناك عبأ كبير قد زال عنه .. راقبتة "لي" خاصة وبدا لها مختلف للغاية .. تصرفاتة مختلفة ابتسامتة .. يبدو لطيفاً وهادئاً هو ينجح في دور الأب بشكل ما يليق به هذا الأن فقط حين شاهدته " لي " مع ابنتة .. يبدو ان "ميمي" كانت في حاجة اليه اكثر مما هو في حاجة اليها فقد تشبثت به تدفن رأسها علي كتفة وبقت هادئة معه تماماً ومرتاحة وتلعب في شعرة بيدها الدقيقة وتتحسس وجهه بعفوية طفولية وكم تبدو شبهه وهي قربة .. فوجئ الجميع ب "ميرك" الذي وقف مندهش من وجود كل هؤلاء في شقتة والأكثر غرابة لوجود"سيف" الذي وقف وهو لا يزال يحمل ابنتة .. تقدم منه "ميرك" وقال بغير تصديق : انها بخير .. لن تصدق ما فعلت حتي احافظ عليها آمنه .. لكنها فتاة قوية وتحملت معي كثيراً.
قال "سيف" بنبرة امتنان واضحة : شكراً لك يا اخي لا اعرف ماذا اقول كان اختياري صائباً .. شكرا ً جزيلاً.
جلس الخمسة يتحدثان وخاصة "ميرك" و "سيف" اخذا يسردان علي بعضهما كل ما حدث مع الأخر طوال فترة اختفائهما والبعض يسمعة كل من الثلاثة الغرباء عنهم للمرة الأولي .. عرض "ميرك" علي "يام" ان بأمكانه ان يقطن معه ليس عدلاً ان يذهب اربعتهم في رحلات بحث مشتركة بينما يذهب وحده .. بعد سماع هذا اتفق الخمسة علي الذهاب والبحث عن الطعام والشراب ثم يقسمان الحصص في النهاية .

حين عاد "سيف" للبيت انشغل فقط بأبنتة لم يجلس يثرثر مع "زين" او حاول استفزاز " لي " واغضابها لينعم ببعض التسليه كما هي عادتة فقط ظل مع "ميمي" التي تصر " لي " علي ان هذا اسمها .. حتي نامت وظل الي جوارها يتأملها ملياً كأنها ستؤخذ منه ثانية .. كان يجيد التعامل معها ويسمع الأثنان صوت ضحكاتها الطفولية وهو يلعب معها .. في المساء كان مستغرقاً في النوم مع ابنته بدا مختلف تماماً في نظر "لي" وهي تراقبة كيف يتصرف مع ابنتة لا تعرف هل "سيف" هكذا منذ البداية وهي بالفعل لم تفهمه .. ولم تصدق ان عودتة ابنتة سوف تزيدة مرحاً وهدوء علي هذا النحو صحيح انه في السابق لم يكن يتشاجر مع احد وكان هادئ بالفعل وربما كانت " لي " هي من تفتعل معه المشكلات .. عادت تشعر بالوحدة ثانية .. ترفض ان تقول انها تشعر بهذا بعد ان انشغل عنها "سيف" لكنه علي الأقل حتي بطريقتة المثيرة للأعصاب والتي كانت تغضبها في الكثير من الأحيان كان يسليها وتحب المشاكسة معه .

بدت الوتيرة هي ذاتها في الأيام التاليه .. حين يذهب "سيف" و "زين" للبحث تبقي " لي " مع "ميمي" وحين تذهب هي و "زين" يبقي "سيف" .. حصلا علي بعض الطعام والماء وكان "يام" و "ميرك" ينضمان اليهما من وقت لأخر .. لكن "سيف" في البيت اصبح منشغل بأبنتة فقط ولم يعد بينه و " لي " اي مضايقات .. كانت "ميمي"شئ مسلياً في البيت كثيراً وهي تحب " لي " بشكل خاص عن كل الغرباء وحتي لو ان والدها في المنزل كثيراً ما تتركه وتذهب للعب او الجلوس مع " لي " .. هذا الشئ جعل "سيف" يشعر بالسعادة والأطمئنان علي وجود ابنتة معهم لكنه حاول ان يكذب شعورة في انه يشعر بالغيرة كون ابنته تحب وتتجاوب مع شخص سواه .

****************************

انشغلت" لي" بالبحث مع "زين"ثانية واحياناً كانت تذهب وحدها كما تعودت مؤخراً .. و حتي الأن لايعرف احد اين تسكن زوجة "زين"وبقية الفتيات حتي " لي " الأقرب اليه لا تعرف .. اصبح الماء والطعام اقل بشكل ملحوظ وافق "سيف" علي ارسال "ميمي" الي هناك بعد ان اقترح عليه "زين" الأمر حتي يعود كل شئ الي طبيعتة ويستقر الوضع عندهم .. كذلك نقصت الذخيرة من الأسلحة وهذا شئ كان "زين" ليقبل به حتي يظهر له مكان مناسب ليجلب منه .. لكن ليس "سيف" الذي جمع اربعتهم وجلس يتفق علي ان يذهبا لسرقة من كانوا يتبعون " لي" منذ وقت .. تذكرهم"ميرك" وحذرة من خطورة الأمر لا سيما انهم في اشد حالات الغضب بعد ان سرقهم مرة .. لكن "سيف" لم يكن لديه مجال للتراجع عن فكرتة واعطاهم الخيار من يرغب بمرافقتة فاليأتي ومن لا ليبقي .. لكن وافق الجميع فالكل بحاجة الي سلاح وهذا شئ اساسي للخروج والبحث .. في اليوم المقرر حاول "سيف" اقناع " لي" بعدم المجئ ليس استهانه بها لكنه يدرك خطورة هؤلاء .. لكن كعادتها تمسكت " لي " بعنادها بل بدت اشد حماساً للذهاب اكثر من سواها لأنها لم تنسي الرعب الذي طالها بسببهم سابقاً .. لم يقتنع "سيف" بالأمر لا يعرف مدي ايجادتها في استخدام السكين الذي تحمله وهل سبق وهاجمت به احدهم او دافعت عن نفسها به او هل تجيد استخدام سلاح اخر لكن حين وافق "زين" علي ان يرافقهم لم يمانع فهو ليس المسئول عنها في النهاية .. تحرك الجميع بقيادة "سيف" لأنه صاحب تلك الفكرة ولا يخطط احد لتحمل هذا العبأ .. ايضاً هو اكثر من يعرف الطرق والأماكن بشكل جيد ويجيد التحرك بالأمكنه الأمنة حتي يتفادي الجميع هجوم الحيوانات الجائعة التي قد تقابلك في اي وقت .. حل المساء وكان هذا وقت مناسب علي الرغم من ان "زين" يجد الصباح افضل دوماً لكل شئ خاصة لهجوم كهذا ووافقتة " لي" لكن الثلاثة البقية وجدا الليل افضل وهكذا تمت الموافقة .. لأن "سيف" و "ميرك" سبق لهما مداهمة هذا المكان من قبل ان يزداد عدد افراده ونهب معظم مخزونة كان المكان مألوف لهما .. توقف "زين" بسيارتة بعيداً عن المكان وترجل الجميع مستعداً وتقدمهم "سيف" .

Koedara 14-06-21 05:13 AM

رد: علي الجهة الأخري
 
( سيف )

كنت اعرف حجم المخاطرة التي وضعت الجميع فيها لكننا لا نملك خيار اخر .. لذا تقدمتهم حتي ذلك المبني القديم الذي يبدو للأخرين مهجور لكن ليس بالنسبة لنا ونحن نعرف ما يحويه .. اعرف انهم سيقومون بقتلي ما ان يتعرف احدهم علي و "ميرك" فهم لم ينسوا المرة السابقة بالطبع .. لكننا اقتحمنا المكان وكانت الرصاصة من نصيب الشخص الأول الذي حاول ردعنا .. في الداخل تطورت الأحداث واصبح كل منا منشغل بأمرة وتشتتنا قليلاً وحين عرف الجميع اين يختبئ كل واحد منا للأحتماء بدأنا بوضع خطط للتحرك .. تمادي الأمر وكان في الداخل نحو اربعة عشر شخصاً تقريباً واعلم ان البقية في رحلة بحث في الخارج .. البعض قتل من استخدام الأسلحة ثم لجئنا الي القتال بالأيدي المجرده وما احب الي من ذلك .. استطعنا التغلب عليهم نوعاً ما واصبحنا في معركة حقيقية في الخارج .. لم انتبه الي الرفاق في كل هذا الوقت وحين اتيحت لي الفرصة لسرقة بعض النظرات الي الجميع وجدت كل منهم يقوم بعملة علي اكمل وجه وخاصة المدعو "يام" يبدو ايضاً بارع في هذا النوع من القتال .. كنا مسيطرين علي الوضع حتي الأن واصبح كل منا يواجة خصماً واحد ولو اننا لم نتمكن من منعهم في الوصول الي الأسلحة لكان امرنا انتهي منذ البداية .. انتبهت الي "لي" التي تتراجع امام خصمها حتي التصق ظهرها بالحائط ونزع منها الرجل السكين الخاص بها من يدها بعنف في لحظة خاطفة افزعتني ولا اعرف لماذا .. قام بطعن الفتاة عدة مرات .. بحقد وعنف بأصرار غريب والفتاة تحدق اليه وهي في طريقها للسقوط ارضاً لا تصدق ما الم بها .. انتهيت بعدائية بلكمة انهت الأمر مع خصمي الذي امامي كانت " لي" الأن ارضاً وقبل ان يقدم ذلك الوغد علي طعنة اخري كانت رصاصتي اسرع حيث استقرت في رأسة وسقط بلا حراك .. ركعت الي جوار " لي" التي تنزف بشكل بشكل مرعب لا اعلم كم عدد الطعنات وهل اصابت عضو حيوي ام لا لكنها تحتضر .. تموت وهذا شئ لا يمكنني تقبلة ليست هي من بيننا .. غير واعية تتألم بشدة ولا اري بوضوح مكان اصابتها لذا حملتها مسرعاً ووقفت احدق الي الرجال الأربعة .. كاد "زين" ان يتحرك لكنني اوقفتة قائلاً : انقلوا ما تستطيعون من اسلحة الي السيارة بسرعة قبل ان يأتي احدهم .
لم اكن بحاجة لتحذيرهم ان أخرون قد يظهرون في اية لحظة كما ان الفتاة التي يقل تنفسها بين يدي ويزداد نزيفها كانت بحاجة للأنقاذ واعلم ان "زين" اكثر شخص قلق عليها وكان يتحرك نحوها ليتبين الأمر.. بسرعة خرافية تم نقل العديد من الأسلحة الي السيارة قبل ان يعود بقية الرجال لسنا في حاجة لعراك اخر بعد ولا وقت لهذا .. كان "زين" يقود بعصبية وتهور وكاد ان يقتلنا جميعاً ليكسب الوقت .. رحل "ميرك" و "يام" بعد ان حصلا علي نصيبهما من الغنيمة وتغيب "زين" قائلاً انه سيعود برفقة طبيب .. اتذكر جيداً انه كان عاجز عن ذلك حين كادت الفتاة ان تخسر ساقها لكنني اتمني ان ينجح لا اهتم كيف سيأتي به ومن اين .. بعد وقت قصيرعاد مع شخص ما يفترض انه الطبيب وقضينا وقتا ً ثقيل بأنتظار ان ينجح في مساعدة الفتاة .. حين غادرالغرفة اخيراً ووقف في مواجهتنا قائلاً : الراحة التامة وهذا يعني ألا تخطو علي قدميها ابداً مهما كانت الظروف .. الغذاء الجيد رغم صعوبة الأمر و الأعتناء بهذه الجروح .. لدي بعض الأدوية سأعطيها ل زين انا لا افعل هذا عادة لكن تستحق الفتاة فرصة اخري .

انتهي من هذه المحاضرة القصيرة وغادر برفقة "زين" في طريقة للحصول علي الدواء الذي وعد به الطبيب .. وبعد ان عاد جلست وهو في الخارج .. احضر معه بعض الأدوية ووضعها علي المنضدة ولم نتبادل معاً كلمة واحدة جلس كل منا علي مقعد يحدق الي الفراغ ويفكر اننا كدنا نفقد احدنا .. نعم الجميع يموت يومياً لكنك تكتشف في وقت ما انك تخشي ان تمر بهذه التجربة وتحرم من احدهم خاصة لو انك قد اعتدت علي وجودة وانا قد اعتدت وجود "زين" و "لي" وربما هذه الأخيرة اكثر لأنني ادين لها لمساعدتها ابنتي ولن انسي هذا ابدا .. استمرت هذه الأفكار طوال الليل حتي نمنا اخيرا.ً

في اليوم التالي استمرت الفتاة في نومها العميق قال "زين" ان الطبيب اخبرة بذلك البارحة وانها تحتاج للراحة لذا تركناها تنام كما تريد .. كنت بحاجة للذهاب لرؤية "ميمي" لكنني فضلت البقاء حتي تصحو كأنني اخشي اذا ما غادرت وعدت لن اجدها عندها .. كذلك "زين" لم يغادر المنزل ورغم ملامحة الهادئة لا يمكنه ان يخفي مدي اضطرابة منذ الأمس لذا بقينا ننتظهر بتأهب .. كنت اجلس علي الفراش المقابل لفراشها وانا اراقب نظرات "زين" نحوي .. هل يشعر بالضيق لأنني بقيت ايضاً .. قال اخيراً : يمكنك الذهاب لأي مكان اذا اردت .. لست مجبرا ًعلي البقاء حتي تستيقظ ولا نعلم بعد متي سيحدث هذا .
: لا رغبة لدي في الذهاب لأي مكان .. فأنا المتسبب بما حدث لها .
: لست كذلك ذهبنا جميعاً بمحض ارادتنا وما اصابها كنا جميعاً معرضين له ونعرف .
: لما اشعر بهذا الكم من تأنيب الضمير .
حدق الي بشدة قائلاً : لأنك تعلقت بها .
تطلعت اليه وحاولت الفهم اكثر : ماذا .
: نعم .. ربما حاجتك لأبنتك في وقت ما وربما هو شجاركما الدائم معاً .. غالباً ما تؤدي هذه الحالة لنتيجة عكسية تماماً وبدلاً من الكره تصبحان اقل عداوه .. ولكنك تعلقت بها .
لم احب حديثة علي هذا النحو لأنني لا افهم ما يرمي اليه : مستحيل فأنا وهي لسنا علي وفاق تام .. هذه فقط حالة مؤقتة لما رايتها تتعرض له البارحة واننا كدنا نخسرهاحقيقة .
قال "زين" وهو ينهض بلا اقتناع : نعم ربما .
ربما يكون "زين" علي حق وانني كنت اتسلي بشجارنا ومحاولة تحديها اياي في كل وقت لماذا يروقني دوماً .. هذا شئ يغضبها وانا احب اغضابها كثيراً احب اغاظتها طوال الوقت هذا مسلياً لأنها من النوع سهل اثارة اعصابها .. لكنها الأن بحال لم اتمني ان اري عليها احد هي او غيرها .. ولو تعلم تلك الصغيرة العنيدة كم القلق الذي ينتابنا لأجلها لما كانت صرخت في وجوهنا باعتراض علي كل شئ صحيح او خاطئ يوماً .. ثم غادرت المنزل اولاً في رحلة للبحث مع "ميرك" كما هو الحال الأن .. ثم ذهبت لرؤية ابنتي التي اتي بها ذلك الطبيب عند "ميرك" مازال "زين" يرفض ان يعرف احد مكان منزل زوجتة والأخريات واحترم ذلك ويبدو ان ذلك الطبيب يعرفها بشكل او بأخر وهكذا استطاع ان يأتي ب "ميمي" برفقتة .. ثم عدت للمنزل وحينها كان موعد "زين" للبحث و "يام" وبقيت مع " لي" التي لا تزال نائمة فحسب .. كنت اسير جيئة وذهاباً افكر في عدة امور لكنني تحفزت حين سمعتها تئن .. توجهت الي الغرفة و حاولت محادثتها لأعيد اليها وعيها ثانية .. تطلب ذلك وقت اخذت تجاهد فيه بألم لتحاول فتح عينيها والعودة للحياة الواقعية .. اخذت احاول جذب انتباهها بطرق عدة حتي انني صفعتها علي وجهها برفق .. حتي فتحت عينيها واستمرت في التحديق نحوي وهي تجاهد لبقاءها مفتوحة ثم طلبت بعض الماء .. حذر الطبيب من ان تأكل الفتاة في اليوم الأول لأستيقاظها لكنه لم يذكر شئ عن الماء .. ساعدتها لتشرب واي حركة صغيرة تؤلمها وهي لم تحاول اخفاء ذلك علي غير العادة .. شربت القليل في النهاية ولم تتكلم او تترك لي فرصة للسؤال عن شئ عادت ثانية للنوم .

(لي)

استيقظت علي الم لا يوصف في جسدي بالكامل لم اجرؤ علي التحرك و الأسوء هو الشخص امامي .. انه هو ثانية وكأنه ظهر في حياتي ليكون معي في اوقات ضعفي كافه .. اعلم انني في النهاية احتاج لبعض المساعدة لأنني ادرك كم انا مريضة الأن ولا املك حيلة بيدي .. بل احتضر في الحقيقة فأنا لست واعية تماما ً بعد وربما الألم هو ما يبقيني صاحية .. سأل "سيف" وهو يحدق نحوي : اذاً كيف الحال الأن .
قلت بصوت واهن تعجبت منه بنفسي : لا ادري ما حقيقة ما اشعر به حالياً.
انتقلت بيدي الي مكان اصابتي لكنه ابعدها قائلاً : اترك كل شئ مكانه .. لا شك ان جسدك يعاني بعد حالة الصدمة والمعاناة التي تعرض لها .. انت شجاعة حقاً لأنك متماسكة حتي الأن .
لم يكن لدي القدرة علي الجدال معه او رفع صوتي عليه لكنني قلت بكل ما استطعت من اعتراض : لا تتنمر علي فلم اجرح اصبعي لقد تعرضت للقتل .
: انا لا افعل لا تتعبي نفسك .. لقد كنت هنا انا و زين الي جوارك طوال الوقت .. لو ان اصابك مكروه اكثر من هذا لم اكن لأسامح نفسي ابدا ً وهذا اعتراف كبير لأبوح به يا صغيرة .
حدقت نحوه لفترة وانا اتخيل ما يقول : لأجلي .. هل كنت خائف من موتي .
: هل لديك شك في هذا .
لماذا يشعر بالخوف من موتي لكنه يغير نظرتة عني بعد موقف كهذا لذا قلت : يبدو انني ارهقت الجميع .
: اعتقد ان اللوم يقع علي عاتقي لأنني صاحب فكرة الذهاب لهذا المكان .
. نعم لكنك لم تجبرني علي المجئ معكم .
: هذا لا يجعلني مرتاح .. كان هذا رأي زين ايضاً لكنني مازلت مسئولاً بشكل او بأخر .
تنهدت بألم واخذت احاول التنفس بشكل هادئ ثم قلت وهو لا يزال يراقبني بعينية باهتمام : يجب علينا جميعاً ان نستعد لفقدان اية شخص في اية وقت .. لقد مات امامي الكثيرون منهم امي و ابي لذا كنت مستعدة للموت .. نعم لم اواجهه بشجاعة في اليوم الذي اتيت فيه خلفي لكن ما اود قوله هو .. لا تتعلق بأحد كن مستعد لفقدان اي شخص في هذا الوقت .
: لست علي استعداد لخسارة احد يا صغيرة .. كفي عن الحديث هذا ليس جيد لحالتك .. اتمني ان يعود زين ومعه الطبيب كما اخبرني .
حاولت التطلع الي حالي وقلت باستياء : ما كل هذه الدماء علي ملابسي .
: انها دماءك تركناها لك لتقتنعي انك نزفت الكثير وانك بحاجة لتبقي مكانك .. لا اعلم بعد بشأن اطعامك لكن عليك ان تعوضي كمية الدماء التي فقدت .. انت في حال خطرة وانا لا امزح كونك استيقظت وتتحدثين بلسانك اللئيم الذي لم يتأثر فهذا اكثر من جيد لكن حتي وقت طويل عليك ان ترتاحي وتبقي مطيعة .
نعم كان علي ان ارتاح ليس بأرادتي لكنني وجدت عيناي تغمضان بعد كلام "سيف" بصوتة الهادئ الخافت الذي جعلني استرخي وانام حتي انني لم انتبه الي نصف مايقول بوضوح حتي التزم الصمت .


(زين)

عدت للمنزل استطعت احضارا الطبيب ثانية .. وجدت "سيف" يجلس علي احد المقاعد يقرأ وما ان دخلنا حتي وقف لاستقبالنا قائلاً : استيقظت الفتاة منذ قليل لكنها عادت للنوم ثانية الأن .
قال الطبيب : لا يهم سأفحصها فقط واتمني ان كل شئ علي مايرام .
قلت بامتنان : شكراً لك علي قبولك المجئ ثانية .
أومأ "سيف" مؤيداً لي ثم تبعناه الي غرفة "لي" .. اخذ بضعة دقائق لفحصها وطمئنا انها بخير اعطانا بعض النصائح بعد سؤال "سيف" بشأن اطعامها من عدمة انه يأخذ التدابير اللازمة لكافة الأمور حتي واذا كانت " لي" لا تهمه بشكل فعلي لكنه يسيطر علي كافة امورها .. هل يغضبني الأمر .. لن اخفي انني اشعر بالضيق قليلا ً حين اجده يصر علي سير كل شئ وفق مزاجة .. وجه الطبيب حديثة نحوي ليجعلني اعود للواقع : ارغب في التحدث اليك حول امر ما .
بقي "سيف" مكانة في الغرفة واخذت الطبيب للخارج وانا اشعر بالقلق .. هل سيحدثني عن الفتاة .. هل ثمة خطب ما .. لكنه تحدث بعيداً عن الموضوع : زين اجد انك تستضيف الكثيرين اعرفك جيداً تحب ان تكون محاط بالناس .. هناك شخص يبحث عن مكان آمن لبعض الوقت وسوف ينتقل لمكان اخر فقط بضعة ايام .. لذا اذا كان من الممكن ان يأتي الي هنا .
: من هو هل اعرفه .
: لا اعتقد ذلك .. لن تصدق كان رجل اعمال ثري في وقت سابق والأن الشخص الثري هو من يملك منزل كهذا .. لك حرية الأختيار بالموافقة او الرفض هذا شأنك .
: دعني اشاور الأخرين هنا وسأجيبك ربما غداً .. هل ثمة شئ يجب اتباعة مع الفتاة .. هل هي حقاً بخير تماماً .
: تماماً لا تقلق عليها واكثر مما قلت لا شئ تحتاج اليه عليكم الأعتياد علي نومهل بكثرة .. هل امرها يهمك لهذا الحد .. هل هذا الشخص في الداخل يقرب اليها .
: سيف .. لا .. لكننا اعتدنا علي وجود الجميع الأن وانا اهتم لأمر لي بالطبع .. اهتم كثيراً .
: هذا تأكيد كافً .. علي الرحيل قبل ان يسوء الوضع في الخارج .
: اتفهم ذلك شكراً علي وقتك .

Koedara 15-06-21 07:36 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


الفصل السابع

غادر الطبيب وجلست اتحدث الي "سيف" عن هذا الشخص الجديد الذي يرغب بالمجئ الي هنا .. لم يرفض وقال ان الأمر يعود الي في النهاية فهذا منزلي وجميعهم ضيوف لهذا كان علي مقابلة هذا الضيف اولاً قبل احضارة الي المنزل والأهم علي التحدث مع " لي " عنه .. حين اخبرني "سيف" انها استيقظت ثانية وهو يغادر حجرتها .. دخلت الغرفة وانا ابتسم اليها بود حين وقعت عيناي عليها وهي مستيقظة اخيراً وانا اقترب من الفراش .. جلست اتطلع لحالها يبدو وجهها الأن مشابه لليوم الأول الذي رأيتها فيه : مرحباً.
: مرحباً يا زين .. اجد انك تترك المنزل بالكامل لسيف ولم اعد اراك سوي صدفة .
: سيف من طلب البقاء .. تخيلت انك ستبقي نائمة لأيام اطول لكنني اري انك بخير .
: هل تشعر بالضيق .
: كنا نشعر بالقلق عليك صدقينني .. جميعنا حتي ميرك ويام وحتي زوجتي التي لم تراك سوي مرة واحدة .. وحتي الطبيب الذي ضحي ببعض من ادويتة .. لذا كفي عن افكارك الأنانية هذه .
: ليس لدي افكار انانية .
استمرت في النظر الي باهتمام وبعد هذا الكلام الكئيب منها فكرت في التراجع عن اخبارها عن الضيف الجديد لكنني لا املك الوقت لقد وعدت الطبيب : تعلمي اننا عدنا ثلاثة اشخاص فقط في البيت .. هناك ضيف جديد يرغب بالمكوث معنا لبضعة ايام .
: هل من الهام اخذ رأيي في امر كهذا .
: انت اكثر شخص يهمني رأيه .
: انه منزلك في النهاية يا زين .
: وهو منزلك ايضاً تعلمين انك لست ضيفة هنا .
: وهل هو منزل سيف كذلك .
: سيف مرحب به هنا لكن ليس مثلك .. رأيك يهمني .
لأنني لم اعد اشعر كونها غريبة ووجودها و رأيها يهماني كثيراً بالفعل كان عليها ان توافق : لا امانع وجود شخص اخر تصرف علي راحتك .
: لم يكن هذا رأيك في وجود سيف معنا .
: كان يهددنا بالقتل واقتحم علينا البيت .. هل تجد هذه تصرفات طبيعية لضيف .
: معك حق .. والأن .؟
: و الأن ماذا .
: كيف هو سيف الأن ؟؟ .
: تغير الأمر خاصة بعد معرفتي انه والد ميمي .. لا اريد التحدث بشأنه من فضلك .
: بالرغم من كل شئ لم تسامحينة بعد علي تصرفة معك .
: لا .. اكره ان يفرض علي شخص ما شئ لا ارغب به .. متي سيأتي هذا الضيف .
: سأخبر الطبيب بالموافقة وسيأتي .

في اليوم التالي تناولت الأفطار مع "سيف" كانت " لي" لا تزال نائمة كالعادة هذه الأيام وبقيت بعدها في المنزل بينما غادر "سيف" للبحث .. ثم حين عاد بقي هو في المنزل وذهبت للتحدث الي الطبيب ثم الي زوجتي واحضرت "ميمي" معي كما طلب "سيف" فقد كان حريصاً الا تظل بعيدة لمدة طويلة .. بما ان هناك ضيف جديد و " لي" قد انتقلت لغرفة "سيف" فستبقي "ميمي" معهما .. جلسنا نتناول العشاء جميعاً في غرفة "سيف" علي فراش " لي" واخبرتهم عن الضيف الجديد .. اسمة "بيهان" رجل اعمال ثري وهذا نعرفه لكنني حين قابلتة شعرت انه لايشبهنا .. ليس بسيط في التعامل وحتي انه يرتدي ملابس رسمية طوال الوقت وهو رمز لرجل الأعمال الشاب الوسيم ذو الجسد الرياضي و الأبتسامة المتعجرفة والغرور .. هذه صفات بشعة جعلت " لي" تمتعض لكنني غيرت الحديث سريعاً و اوضحت انني لم اقابل الرجل سوي لعدة دقائق وكان هذا انطباعي عنه ربما يراه الأخرون بشكل مختلف .. لكنني للمرة الأولي اشعر بعدم الراحة تجاه شخص سيأتي للمكوث معنا .


(سيف)

لم اكن اعرف الكثير عن المكان الذي سأذهب اليه لكنني وعدتها بالمساعدة لأحضار اخيها خاصة وهي في تلك الحال لذا انطلقت الي المسكن الذي وصفتة الي "لي" من قبل ومن المفترض ان شقيقها هناك .. كنت حريصاً من تلك الحيوانات التي تختبئ بكثرة في هذه المنطقة المظلمة .. ما الذي جعلني اوافق الفتاة واذهب بتلك السرعة لأحضرة لها هل انا خائف من ان تموت حقاً خاصة بعد ان تحسنت حالها بشكل ملحوظ .. وبما انها تؤكد كونها تركته في هذه المنطقة حين افترقا هذا يعني انني سأعثر عليه بلا شك .. هل هو يعيش ويسرق من هذه المنازل الخالية هنا .. لا اعتقد انه يجد ما قتات عليه فكيف صمد كل هذا الوقت .. اخذت اتسلل من مكان لأخر ثم انتظر قليلاً مختبئاً في مكان لن يراني منه بسهولة حتي يظهر .. ربما انتظرت ساعات وربما غفوت بين وقت واخر وانا لا اوال في مكاني حتي رأيته يتسلل بحذر لا يملك اي سلاح ولا يبدو عليه اي مظهر للقوة وهو نسخة متطابقة الشكل من "لي" .. يبدو هزيلاً خائف وجائع وبحال مزرية .. تتبعتة بهدوء وصمت قدر الأمكان انتظر الفرصة المناسبة للأقتراب منه اذا ما ظهرت امامة مباشرة بشكل مفاجئ لربما هرب في لحظة وانا متأكد ان هذا هو اكثر شئ يبرع فيه .. حين تسنت الي الفرصة انقضت عليه من الخلف وانا اكتم صراخة بيدي علي فمة واحكم ذراعي حولة حتي لا يذهب لأي مكان خاصة وانا اشعر بجسدة المتشنج الذي يحاول الأفلات .. سحبتة الي مكان جانبي وهو مازال يحاول التملص بأي طريقة وقلت : اهدء .. لست هنا لأيذائك لذا توقف عن مقاومتي .. اعرف شقيقتك لي وانا هنا لأنها تحتاج لوجودك .
افلتة اخيراً والتفت الي ينوي مهاجمتي ولم اصدق الأمر وقبضت علي كفية وانا ابتسم بسخرية : حقاً هل تنوي ذلك .. لا تبدو بهذه الوداعة كما يدل عليك مظهرك .
: اين هي شقيقتي ومن اين تعرفها ايها الوغد .
يملك ملامحها لون عينيها وشعرها بل ولسانها السليط وعدائيتها : انها تعيش معي .
: ما الذي تتفوه به .
: لاتغار علي شقيقتك عنيت تعيش مع بعض الأصدقاء وانا برفقتها .. علينا الرحيل عن هنا سريعاً هذه منطقة خطرة سأشرح كل شئ في الطريق الي المنزل .
القيت عليه نظرة شاملة متفحصة : وانت تبدو في اشد الحاجة لوجودك في بيت ما .
اخبرته بكل شئ في طريقنا بداية ان تعرفت علي "زين" و "لي" الي الأن اخبرتة كذلك عن اصابة شقيقتة وبدا مهموماً للغاية بعدها بالتأكيد ليس هذا هو الخبر الذي كان ينتظرة حين سيلتقيها ثانية بعد وقت طويل .. وصلنا المنزل وحين فتح "زين" الباب لنا من نظرتة الي الفتي ايقنت انه عرف كونه شقيق "لي" فهو يشبهها الي حد كبير ونظر الي بدهشة : كيف استطعت العثور علية .
دفعت الفتي برفق للدخول : هذا زين .
التفت الي الفتي وسألت : لم تخبرني بأسمك حتي الأن .
: روبي .
: سيف .
: ارغب برؤية شقيقتي في الحال .
قال "زين" وهو يلقية بنظرة شفقة : اعتقد عليك تناول شئ ما اولاً تبدو علي وشك الأغماء .
: اريد رؤيتها اولاً وسأستمع اليكم بعدها .
تركناه يفعل ما يريد وجلست مع "زين" نناقش اين سيعيش خاصة وان هناك ضيف هذا الطبيب سيأتي بعد وقت قصير .. اقترح "زين" ان بأمكانة ان يمكث مع "ميرك" و "يام" حتي يرحل الضيف الجديد ثم يمكنه ان يأتي للعيش معنا .. لكننا لم نحادثة بشأن شئ جلس مع "لي" التي لم تصدق انه هنا بالفعل وتحدثا معاً ثم اكل وبعدها كان بحاجة الي النوم .

****************************
جاء السيد "بيهان" مع حقيبة ملابسة الأنيقة وثيابة الفاخرة وعطرة الخانق .. نعم من الوهلة الأولي لن تخطئه عين في ان هذا الرجل ذات يوم كان من رجال الأعمال وعلي الرغم من كل ما يحدث في الوقت الحالي يبدو انه يجد الكثير من الوقت للتأنق والحفاظ علي هذا المظهر الأنيق .. استقبلة "سيف" بابتسامة مصطنعة غامضة لم تختلف عن ابتسامة "زين" الذي بدورة يشعر بغرور هذا الرجل حاول ان يقنع نفسة بغير ذلك لكن حتي وقفتة وتفحصة للمنزل يدلان علي هذا .. وهو من المدخنين بشراهة .. قال "زين" وهو يقودة للداخل : ارجو ان تعجبك الأقامة معنا .
: اقدر هذا يا سيد زين .. لن ابقي طويلاً علي اي حال اتمني انني لا اسبب اي ازعاج .
: ابداً .. هذا سيف .
قالها و "سيف" يصافح الرجل : وايضاً هناك لي تمكث معنا .
: جميعنا رجال وتمكث معنا فتاة !! هذا مريب .
قال "سيف" وهو يعقد ذراعية علي صدرة : مريب؟ .. تحاول الصمود مثلنا وتفعل ما بوسعها .. لا فرق لدينا ليس عليك ان تتوتر .
: لم اقصد شئ هذا استفسار صغير .
اخذه "زين" الي غرفتة قائلاً : ستأخذ فراش هنا .
اشعل السيد "بيهان" سيجارة وقال "سيف" بخشونة : لايمكنك التدخين .. لدينا شخص مريض .
قال السيد "بيهان" بضيق : مريض .. هل عضة شئ ما .. هل هو مرض معدً.
. هذا ليس من شأنك قلت انك لن تبقي هنا طويلاً :

Koedara 15-06-21 07:46 AM

رد: علي الجهة الأخري
 

: نعم لكنني لا اريد الموت بسبب عدوي ما .
حاول "زين" التدخل لتلطيف هذا الجو المشحون وقال : سيد بيهان انها لي وهي مصابة جراء عراك ما .. طعنة سكين .. لذا لا يوجد اي خطر .
نظر السيد "بيهان" نحو "سيف" : كان من الأسهل قول هذا منذ البداية .
حدق اليه "سيف" بنظرة شرسة .. بقي السيد "بيهان" يعيش معهم بهدوء شديد لكنه يدخن كثيراً ويشرب الخمر احياناً في المساء .. لكن ما اكتشفة الرجلان انه ليس بذلك السوء وغرورة الذي ظهر به في البداية كان مجرد رسمية زائدة .. حتي انه قبل بمشاركتهم طعامة وتعجب "زين" كثيراً من صفات الرجل المتقلبة فهو احياناً يدفع المرء للتفكير بطردة و التخلص منه لطريقتة المتعالية واحياناً هو عادياً مثلهم ويتحدث برحابة صدر .. وبينما يراقب مايحدث من صوت عال ومشاجرة وعناد بين "سيف" و " لي" التي لم يتحدث معها بكلمة بعد .. كان "سيف" قد وافق علي بقاء ابنتة عند زوجة "زين" هذا يمنع ازعاج الأطفال بالنسبة اليه .. بدا يتساءل لما دوماً يتشاجر " لي" و "سيف" وليس " لي" و "زين" فحين يكون هذا الأخير في غرفة الفتاة يشاركها الطعام او الحديث لا يسمع شئ اما "سيف" الذي غالباً يراه يساعدها علي التنقل هنا وهناك فهي دوماً عصبية معه وصوتها مرتفع .

( بيهان )

فتحت الباب الخشبي للمنزل .. هذا الذي عثرت عليه منذ بضعة ايام .. موقعة لابأس به يحيط به الحطام الناتج عن تدمير المباني حولة واستطيع التمتع بهذا المنظر من الشرفة .. لكنه بعيد وآمن علي ما آمل .. حين وصلت اليه كان فارغ تماماً وهو يحتوي علي الردهة الكبيرة ثم هذا الممر الطويل في نهايتة الشرفة وعلي جانبية حجرتان .. كنت قد نقلت بعض اثاث للغرف و الردهة واجهت صعوبة في ذلك لأنني لا املك سيارة في الوقت الحالي لكن هناك من يساعدك دوماً .. ما اكتشفتة في هذا المكان ان ثمة كهرباء .. نعم لا اعرف كيف تصل ومن اين تأتي لكنها تكفي لأضاءة مصباح ربما تشغيل مذياع هذا امر مذهل وفي غاية الأهمية وما ابحث عنه في الوقت الحالي شخص اثق به لنبحث عن مصدر هذه الكهرباء وهذايحتاج للخروج والبحث في المدينة .. ماذا اذا كانت هناك حياة عادية بعيداً .. ماذا لو كان انقطاعنا عن اي وسيلة اتصال هي ماتجعلنا نعتقد ان بقية الأماكن يهددها الخطر .. لذا حين انتقلت الي منزل "زين" بعدما سمعته عنه وكيف انه يساعد الجميع ومستعد للقيام بأي شئ خطر في سبيل تحسين الأمور كنت بانتظار ان اثق به .. احاول تشغيل المذياع يومياً املاً ان احصل علي اشارة ما خبر ما لكن كل ما يصل الي صوت التشويش المعتاد .. ما يجعل الخطة في طريقها لتفشل هو وجود ذلك ال"سيف" ويبدو من هؤلاء اللذين يصعب التعامل معهم .. كذلك هناك شخص يشغلني وهي هذه الفتاة "لي" منذ رأيتها فحسب فنحن لم نتبادل كلمة معاً ولم نتقابل وجهاً لوجه لكنني سأفعل لأن هذا الملل الذي لعيش فيه يحتاج لفتاة مثلها .. ليست الفتاة المناسبة التي تتمتع بالصفات الكاملة للأنوثة فأنا لا اقبل بأقل من هذا وجميع الفتيات الأن من الصعب اخضاعهن فهن يملكن الأسلحة والقوة الجسدية اصبحت عامل مشترك بينهم والرجال لكنها ستكون افضل بدلاً من تلك الوحدة القاتلة التي اعيش فيها .. ثانية اتذكر بأن هذا لا ينطبق علي " لي" واتعجب من كونها علي قيد الحياة حتي الأن فهي لا تعيش مع "زين" منذ وقت طويل وليست من اقاربة كما يبدو .. كيف لم يهاجمها احد ستكون مفيدة كوجبة طعام او تسلية علي حد سواء .. امثالها يقتلون ببساطة لأنهم الأضعف او يتم مقايضتهم لأشخاص بعينهم مقابل الكثير من السلاح والطعام والشراب .. ما امر الرجال اللذين يعيشون معها كيف يقبلون بأن تضع "لي " هذه شروط و حقوق لكيفية التعامل معها في حين ان بأمكان الرجلين ان يجعلاها اسيرة في لحظة .. لكنهما يسمحان بعجرفتها وصوتها العالي وعنادها ويقبلان بهذا .. اذاً لاتعرف طريقة اخري يعامل بها امثالها في تلك الظروف ليحصلوا علي طعامهم وشرابهم ومكان مناسب للنوم انت لاتعرفين يا " لي" ان امثالك نربيهم مثل الحيوانات الأليفة كلا لم تقابلي الحقيقة المريرة بعد ويبدو انك في طريقك لتعرفي وانا شديد التوق لهذا الوقت الذي سآخذك فيه بعيداً عن "ميرك" وهذا الملاك الحارس عليك الأخر .. ستتمني حينها لو انك مت بعد اصابتك تلك .. ربما انت تقدمين لهم بعض التنازلات يا " لي" نعم اود معرفة كيف تدفعين ثمن حمايتهما لك .. ستكون " لي" اللطيفة ذات الملامح والنظرات الساحرة علي القائمة حتي اعثر علي الفتاة المناسبة .. فقط ما ان اعرف كيف ازيل العقبتين اللذان يعيشان معها علي البدء بجعلها تطمئن لي لتأتي وتعيش معي برغبتها .. لكن كيف ونحن لم نتشارك حتي بكلمة واحدة .


انتهيت من تفقد الشقة وكنت في طريقي للعودة الي منزل "زين" .. لكنني تمنيت عدم وجود هذا الشخص الأخر وللأسف وجدته من يفتح الباب .. دخلت واغلقة خلفي بلا اكتراث .. بما انه في المنزل بقيت في غرفتي حتي عاد "زين" اخيراً وهنا كانت الفرصة لأجد شخص اتحدث معه .. اقترحت تناول العشاء معهم وشاركتهم البعض من طعامي لكنني بالكاد وضعت شئ في فمي فهذا ليس طعامي الأساسي .. قبل "زين" ولم يعلق "سيف" قلت وانا احاول ان ابدء بأدخال نفسي وسط ما يحدث : لن تتناول الفتاة الطعام معنا ؟ .
قال "زين" : لي لا تنهض من الفراش حالياً وهي حتي لا تأكل كثيراً هذه الأيام فكما اخبرتك هي مريضة .
: نعم .. منذ اتيت الي هنا ولم احظي بفرصة للتحدث معها .
قال "سيف" بنبرة رفض واضحة : ولن تفعل .. قلت ستبقي هنا اسبوع من الخطر التحدث معها والثرثرة كثيراً ليس قبل عدة ايام اخري لذا لن تلحق بهذا يا سيد بيهان .
حقاً اكره هذا الرجل فهو من هؤلاء اللذين اعجز عن فرض رأي ما او حضوري عليهم لكنها خطوة ارغب بها لذا تحملت وتابعت : انه مجرد تعارف .. رأيتها مرة خارج الغرفة معك يا سيد سيف ويبدو مثير للأهتمام ان اتعرف بها .
: لا اعتقد فهي عصبية ومحبة للمشاكل وتكره الجميع لا تنخدع بما رأيت لذا .. ابقي بعيداً .
كان هذا تحذيراً لم يقلها صريحة لكن نبرة صوتة واضحة.. وجهت حديثي الي "زين" وحاولت تجاهل هذا الشخص : ربما الفتاة بحال نفسية سيئة لكنني اقول فقط من الجيد التعرف بها ايضاً قبل رحيلي .
كاد "سيف" ان يبدأ بأسلوبة المتعجرف لكن "زين" سبقة قائلاً : لا بأس يا سيد بيهان يمكنك بالتأكيد فلا احد منا يملك الحق بالرفض او القبول فالتجرب حظك مع الفتاة بنفسك .

هذا اسهل كثيرا التحدث الي شخص مثل "زين" وعلي الرغم من ان "سيف" لم يخفي ضيقة مما قاله ألا انه التزم الصمت واكملنا طعامنا بهدوء .. اذا كان هناك شخص سأخبره عن تلك الكهرباء التي وجدتها وسآخذه معي فهو "زين" بينما سأترك هذا المغرور الذي يعتقد انه صاحب الكلمة الأولي والأخيرة طوال الوقت حتي واذا كان الأمر لا يعنيه .. في الليل قررت مغادرة المنزل مرة اخري حين وقف الأثنان يحدقان نحوي بغرابة ويتساءلان الي اين سأذهب في هذه الساعة كذلك لم يمنعني احد .. لم اشعر برغبتي في البقاء معهم من يحتاج لتقييد حريتة لذا عدت لشقتي التي احبها حقاً لسبب ما واشعر بالراحة النفسية فيها .. كان بأمكاني ان اخبر "زين" انني سأبدأ في الأنتقال واشكرة علي استضافتي ليومين لكن ليس بعد .. ليس وهذة الفتاة مازالت هناك ستكون صفقة رابحة اذا ما قايضتها سأحصل علي الكثير من الموؤن بالتأكيد او اذا كسبت ودها واقنعتها بالعيش معي .. وقفت في الشرفة ادخن وانا اشعر بالنسمات الليلية الباردة والهدوء من حولي .. صحيح ان منظر الحطام ليس اجمل ما يصف المشهد لكن السلام النفسي الذي اشعر به يبدو يجعل كل ما اراه جميلاً .. جهزت كأساً خفيفة وتنعمت بتلك الدقائق وانا افكر في كل ما يجري واحاول رؤية ان كل شئ سيكون ايجابياً علي الأقل الأفكار التي تشعرك بأن الأمور ستصبح علي ما يرام لا يوجد افضل منها قبل النوم .

كان نوم هادئ انا امر هذه الأيام بحال جيدة من الهدوء والأسترخاء وكونك تملك طعام وشراب ومسكن أمن وكل تدبير يسير علي ما يرام يجعلك مستريح الأعصاب .. قررت تناول الفطور الخاص بي في منزلي وقررت ايضاً ان يكون في الشرفة التي سبق وقمت بتنظيفها من الحجارة هي في الطابق الثاني وليس من الأمن ان اجلس بهذا الأسترخاء لكن لا يهم .. استغرقت نحو الثلاث ساعات حتي قررت المغادرة والعودة الي منزل "زين" مرة اخري .

( سيف )

جلست اتناول الفطور مع "زين" .. لاتزال" لي" نائمة ولا احد هذه الأيام يحاول ازعاجها فكل ما تحتاج اليه ينفذ هذا فقط حتي تتحسن حالها بعدها سنعود لطريقتنا السابقة .. اعتقد ان هذا بسبب اجهادها الشديد الواضح وعلي الرغم من سوء الأمر الا انها تضفي هدوء رائع يخيم علي المنزل كنت افتقد اليه .. ثم وكأننا لا يمكن ان نرتاح يأتي رجل الأعمال الذي يعتقد نفسة في مكتبة الخاص ونحن موظفية وعلينا طاعتة وتحملة .. قال "زين" : لم يعد السيد بيهان حتي الأن .
: ربما لن يفعل من الغريب كونة غادر ليلاً مع العلم انه لا يملك مسكن اخر .
: ربما هو متزوج .
ثبت نظري عليه لبعض الوقت وقلت بهدوء :حقاً .. اذا كان كذلك لما يمكث معنا هنا .
: لا ندري ربما زوجتة ايضاً في منزل اخر تقتنة فتيات برفقتها .
: ليمضي اسبوعة هنا ويرحل .. ثم ما امر موافقتك علي ان يتعرف بروبي.. لقد ابعدت ابنتي عن هنا منذ اتي .
: هو ليس شخص سئ يا سيف فقط لم ينسي بعد حياتة السابقة .. هذا ليس سهلاً كما تعلم .. حالنا جميعاً.
قلت وانا انهض في طريقي لتحضير اي شئ لنشربة : هذا رأيك اما انا اري انه يتعمد هذا وصدقاً يا زين لا اريد ان يتعرف ب لي .
: لماذا .. ما الخطر الذي قد يهدده .
:لا اعلم .. لكنني لا ارتاح لهذا الرجل .
: كيف سنمنعة .. سنقول له لا نرتاح لك ببساطة .
: لتجد طريقة ما .. انه منزلك .
: الأمر يعود الي لي كما اخبرتة البارحة .. فقط ما ان يعود .
: سأحتاج للخروج اولاً اليوم انا في حاجة لرؤية ميمي .
: علي الخروج انا اولاً اذاً سأتي بها عند ميرك ويمكنك ان توافيني هناك .
: و نترك رجل الأعمال وحده هنا .
: ليس وحده هناك لي .
: نعم وهذا ما اخشاه .. ماذا تستطيع لي ان تفعل في حالتها هذه .
استمر "زين" في مراقبتي بشك وقال : ليس عليها فعل شئ .. هل تظن ان الرجل سيسرقنا .. سيخطف لي .. ماذا دهاك لقد اصبح تفكيرك اسوء من الفتاة .
: تذكر فقط ما قلت .

غادر "زين" بعد القليل من الحديث معه وذهبت لتفقد " لي" قبل ان الحق به عند "ميرك" بعدها علينا الذهاب للبحث وهذا يعني ان الفتاة ستمضي وقتاً طويل وحدها اليوم .. حين دخلت الغرفة كانت مستيقظة تحدق للسقف وتبدو شاردة بعض الشئ لأنها لم تنتبه لوجودي سوي حين اقتربت من الفراش قائلاً : اصبحت كسولة للغاية .
نقلت بصرها نحوي وقالت بصوت ناعس : لنري الي اي مدي ستكون نشيط حين تصاب .
جلست الي جوارها : اعرف انك تتمني ان يحدث ذلك لي .
: ابدا .. لكنني اكره تنمرك علي طوال الوقت .
: يكفي شجار انت تبدئين يومك للتو .. رحل زين وعلي اللحاق به عند ميرك لأجل ميمي وسنذهب بعدها للبحث .. ستبقي وحدك اليوم .
قالت بسعادة ظهرت في عينية واغضبتني : هذا جيد .. يمكنني ان احظي ببعض الوقت لنفسي اخيراً.
: حقاً .. نعم فنحن نراك تتجولين الأن في المنزل بحرية .. انت تعجز عن النهوض وحدك بعد يا صغيرتي .
: علي اي حال اصبحت بخير وانتهت هذه الأيام .. سأنهض بمفردي .
: لنري من سيسمح لك بذلك .
حدقت نحوي بغضب شديد لم يكن علي اغضابها في اول ساعة من استيقاظها لكنها تستحق : لي قد يأتي هذا ال بيهان للبقاء في المنزل ونحن خارجاً .. لا تجارية في الحديث ولا تكوني ودودة معه .
: لماذا .. حتي انني لم اتعرف اليه بعد .
: ولن يعجبك التحدث اليه .. يعيش في دور رجل الأعمال الثري حتي الأن ويبدو انه لايستوعب ما وصل اليه الحال .
: اقدر خوفك لكن الأمر يعود الي في النهاية .
: توشكين اذاً علي القبول بمحادثته بهذه السهولة .. تثقين بالآخرين مثل البقية اذاً .
: لم يشهر سلاحة في وجوهنا تهديداً حين وصل .
: يا الهي لا اصدق انك مازلت تتذكرين هذا .. لكنني علي الأقل كنت واضح اما هو لا اعرف .. خذي الحذر علي اي حال .
: بما انني سأكون وحدي فهذه فرصة جيدة للنهوض واستعادة بعض من نشاطي :
: اياك والنهوض وحدك يا لي وانا لا امزح او اعاندك هنا .. يمكنني مساعدتك في اي امر تريدين قبل رحيلي .
: لا .. انا ارغب بالأعتماد علي نفسي والأنتهاء من دور المريض .. هناك امور خاصة افعلها بنفسي .. ثم ارغب بالأستحمام ولن اقبل بالمساعدة في هذا لأنني علي خلاف بعض الأشخاص لا استحم والباب مفتوح .
اخذت في النظر اليها وانا ابتسم باستخفاف : نعم وما كان تأثير ذلك عليك هربت من المنزل خوفاً.
وقبل ان تضيف شئ تيعترض وتثور مع هذه النظرة النارية من عينيها التي تثبت ان غضبها وصل لحد كبير : اعلم انك ستحاولين النهوض وحدك لكن احذري يا صغيرة اذا قمت بهذا وضغطت اكثر علي جسدك ستنزفين ثانية .
واقتربت من اذنها اكثر وانا اعمق صوتي : وحينها يا لي ستموتين ببطئ والم اكبر مما اختبرته .. انت من مر وشعر بهذا وانت من يقرر الي اين سيوصلك عنادك .
بدا انني نجحت في شئ وقد اخافتها كلماتي فقد هدءت وعادت لتلك النظرة الطفولية حين تفكر بقلق .. لقد واجهت الموت سابقاً ولم يكن الأمر ظريفاً لذا ستفكر ملياً الأن قبل ان تقدم علي عمل تثبت به عنادها فقط امام كلماتي : جئت لأجلب لك الفطور .
وقبل ان تجيب سمعت طرقاً خافتاً علي الباب وهذا اتي في غير وقتة .. اعرف انه السيد "بيهان" وهذا يؤكد انه سيبقي في البيت اثناء غيابنا .. استندت " لي" بظهرها الي الوسادة وملامحها تتألم ثم نظرت نحوي قائلأ : هل ستظل تراقبني .. هناك من بالباب .
: نعم انه بيهان في الواقع لا ارغب بأدخالة .
أتي الطرق للمرة الثالثة وقالت " لي" : ليس من شيمك التصرف هكذا .. عليك فتح الباب له .
نهضت بتثاقل وغير اكتراث وذهبت لفتح الباب .. قابلني السيد بيهان بنظرة سعيدة وهو يدخل المنزل بأريحية و يقول صباح الخير .
كنت اتمني لو لم يكن في الصباح الوضع امناً اكثر لأتخلص منه .. كنت مستعد للذهاب وكل شئ علي مايرام لكنني وقفت للحظات انظر بتحذير له لا ادري مما احذره .. ثم تركته وذهبت .. الطرقات في الصباح رائعة تجعلك تشعر بأن الأمور علي مايرام لولا الحطام حولك والمساكن الخالية التي تسمع صوت مرور الهواء فيها وحذرك الداخلي يجعلك مستعداً طوال الوقت لأي خطر .. قد اجد شئ ما طعام شراب في اثناء سيري حيث مكان لم ينهبه احد بعد لكنني نظرت نحو السماء وانا اشعر بثقل الهواء حولي وهذه الغيوم التي بدأت تتجمع علي هواده .

Koedara 15-06-21 07:53 AM

رد: علي الجهة الأخري
 
الفصل الثامن


( بيهان )

ذهبوا جميعهم وها هي فرصتي تأتي .. اراقب الغرفة المفتوحة لا أري شئ في الداخل لأنني اجلس بعيداً واعرف ان الفتاة تعجز عن السير لذا لن تظهر امامي ببساطة .. قررت اخذ الخطوة و اقتربت من الباب ونظرت للداخل لأجدها تنظر نحوي بقوة وكأنها كانت تتوقع قدومي وتنتظر هذا .. دخلت الغرفة علي اي حال وانا اراقبها ملياً وقلت : مرحباً .. انا بيهان الضيف الجديد ل زين .
قالت بنبرة جدية : اعرف يا سيد بيهان .. مرحبا بك .
: هل الوقت ملائم لنتحدث قليلاً ام هناك ما يمنع .
قالت وهي تعتدل في الفراش واخذت وقتاً اتفحصها فيه لأنها في هذا القرب تبدو اجمل مئات المرات عما وهي بعيدة .. هي مميزة بالفعل قليلون هم من يملكون شكل جميل وشئ سري يضيف اليهم سحراً .. قالت بتوضيح : لا يمكنني التحرك بسهولة لأجل اصابتي .
: نعم اعرف بشأن اصابتك .. يبدو انك تعاني كثيراً من المؤسف اننا تقابلنا في مثل هذه الظروف .. هل ترغبين في العودة لحياتك القديمة .. هل كانت جيدة .
: مقارنة بما يجري الأن فأي شئ فكل شي الماضي كان رائعاً .
: نعم صحيح .. كنت اسافر كثيراً قليل ما آخذ الأجازات لكن عملي يتطلب هذا وكنت اقابل العديد من الأشخاص واللغات والعادات والنساء بالتأكيد .. كنت دائماً مدعو الي احتفال ما .. كنت شخص هام وظننت ان خططتي ستنفذ علي المدي الطويل ولكن اصبحت وحيداً تماماً وتوقف كل شئ هنا .
حدقت اليها لوقت لأري هل هناك نية من جانبها في سماع المزيد : اسف لم آتي للتحدث في امور كئيبة .
: الأمور الأن متشابهه يا سيد بيهان الجميع يتحدث عن حياتة السابقة .. علي الأقل نحن نعرف الأخرين بهذه الأحاديث الكئيبة .. ربما في ظروف اخري لم اكن لأجلس امام رجل الأعمال المشهور اتبادل معه حديثاً.
: هذا يعني انني حتي بعد خسارتي ما زلت محظوظ .
ابتسمت بشكل رائع وقالت : نعم ربما افضل ما يحدث الأن هو بساطة الجميع في التصرف ونعيش معاً رغم كوننا غرباء .. لا اعتقد انني كنت سأقابل احدكم في حياتي لولا تحول الأوضاع .
: و ماذا عن ذوينا .. ماذا عمن عشت معهم منذ طفولتك .. منذ وعيت فحسب .
: لم اقلل من قدر احد ولم اقصد الأمر كما وصل اليك .. فقط اقصد اننا الأن لدينا كل الوقت والملل لنستمع ونروي بهدوء ورحابة صدر .. علي الرغم من انني في امس الحاجة لو ان عائلتي معي .. صحيح ان كل من حولي يهتم بي لكن الأمر مختلف .
تبدين مرتاحة هنا مع زين .. هل انت قريبتة . :
: لا كنت احد من طلبوا المساعدة وهو رجل جيد للغاية وقدم لي ولم يرفض ومنذ ذلك الوقت وهذا بيتي وهو اكثر شخص اثق به .
كنت مرتاح لأنها تبادلني الحديث ولم تأخذ اي موقف عدائي نحوي او رفض ان ندردش قليلاً : نعم هذا رأي الجميع ب زين .. لكن اذا ما وجدت مكان افضل وبه اشياء ليست متاحة هنا هل كنت لتفكري في الأنتقال .
: لا اعتقد هذا يروقني العيش هنا .. المكان بالناس يا سيد بيهان وانا احب من اعيش معهم .
: اياً كانت المغريات امامك .
: لا افهم ما تقصد .. ظننته سؤال عابر .
: لا انا اتحدث جديا .. كما تعرف لن ابقي هنا طويلا ولدي مكان للسكن لكنه يحتاج لبعض التجهيز ليصلح للعيش فيه .. وانت مرحب بك هناك .. تبدين شخص هادئ ولطيف .
ظلت محدقة نحوي وانا اتمني الا تكون تضايقت لمثل هذا الكلام لكنني قلت الحقيقة وما اريده تماما : يبدو حديثي ممل صحيح .. سأتركك لترتاحي اذاً.
: اتعجب فقط من دعوتي للسكن في بيتك وانت بالكاد تعرفني .
: تكفيني كلمة واحدة لأعرف الشخص الذي امامي .. انا رجل اعمال ناجح واعرف الصفقة الرابحة جيداً .
: وانا صفقة بالنسبه اليك .
: لم اقصد بالتأكيد لكنك تستحق الأفضل هذا ما اعنيه .
: اقدر هذا كثيراً شكرا لك لكنني احب البقاء هنا مع زين .
: نعم .. كنت اخطط للتحدث الي زين ايضاُ في هذا الشأن ربما ينتقل هو ايضاً معي .
قالت بتساؤل : هل عثرت علي منزل كبير .. هل هو آمن كفاية .. هل هو قريب من اي مكان يصلح للبحث .
: تمهل قليلاً يا أنستي .. انه منزل رائع ويحوي مفاجأة لن تجدينها في اي مكان في هذا الوقت صدقيني .. لكن الأجابة علي اسئلتك ستكون هناك .. ستعرفين كل شئ شرط ان تأتي وتعيشين معي .
لا اعرف لما بدت خائفة من هذا الكلام فجأة .. هل قلت شئ خاطئ لكن عينيها بدت بتلك النظرة الحذرة لقد بدأت تقلق لكلامي لذا حاولت تغيير الموضوع : هل تحتاجين الي المساعدة في شئ استطيع ان اكون مكانهم لمساعدتك يمكنك الأعتماد علي .
: اعتقد انني سأعود للنوم .
قلت وانا انهض في طريقي للمغادرة : سأتركك اذاً انا سعيد للتعرف بك يا لي اتمني الا يكون اخر حديث بيننا .
: لن يكون يا سيد بيهان .
القيت نظرة شاملة فاحصة ثم ابتسمت اليها بود واتجهت للخارج لكنها بلا شك صفقتي الرابحة .. انا بحاجة للخروج والبحث ثانية قبل ان تغيب الشمس وقررت المغادرة والبحث عن طعامي قبل حلول الظلام .


(سيف)

تحول الطقس فجأة الي رياح عاصفة ويبدو انها تشتد وتسوء اكثر .. ثم رأيتها .. تلك الفتاة التي ساعدت " لي" من قبل للأختباء .. والأسوء ان هناك اثنان يتبعانها .. بالتأكيد يرغبون بالأستيلاء علي اسلحتها ويبدو ان المطاردة بدأت منذ وقت طويل .. في لحظات كنت اقنع نفسي بالسير في طريقي وعدم التدخل لكن في اللحظة التالية وجدتني في طريقي لمساعدتها .. لم تكن مقابلتها لطيفة في المرة الأولي ولم ارتاح لها لكنها علي اي حال قدمت المساعدة من قبل .. في ظل هذا الطقس السئ والأتربة والرياح كان الأمر عسيراً لأتابع اين تذهب وتختبئ ولم اتمكن من الصعود للأسطح كعادتي في المراقبة فالرؤيه غير واضحة الأن ..استمر النمط ذاته هي تختبئ قليلاً ويبحثان عنها ثم تظهر ويحاولان بخطة ما ايقافها ويبدو ان الثلاثة قد نفدت منهم الذخيرة منذ وقت .. كانت مطاردة شرسة معها وهي لا تزال صامدة وهذا دفعني اكثر للتدخل فأنا احب هذا النوع من الأشخاص الذي لا ينوي الأستسلام ويقاتل حتي اخر نفس .. احاول الأقتراب اكثر فأكثر من الرجلين وانا حذر من ان يشعرا بوجودي ربما من حسن حظي ان الرياح تقوم بعملها بالتشويش اي صوت .. وعلي خلافهم فلدي سلاح لكن الرصاصات ثمينة للغاية في هذا الوقت وقد لا احتاج لأستخدامها .. ساعدني الطقس علي الأختباء والنجاح في تتبعهم حتي وصلت الي الأول وحين انشغل صديقة بالبحث بعيداً عنه ببضعة خطوات خرجت من مخبأي وانا اطوق عنقة بذراعي واغطي فمة وانفة بيدي الأخري واسحبة للخلف واطبق بذراعي اكثر فأكثر بينما يحاول الأفلات ويجاهد للتنفس طرحتة ارضاً وادرت رقبتة بقوة وانا اسمع صوت تكسر العظام وقبل ان يدرك ماحدث له تركته جثة هامدة علي الأرض .. نهضت وانا اتنفس بعمق وادرك ان الشخص الأخر اكتشف اختفاء صديقة وربما قد ترك مطاردة الفتاة ويبحث وهو حذر لأنني اراه يشهر سلاحة ويسير ببطء حول كل مكان يراقب ويبحث بتأهب .. غادرت مكاني وتسللت خلفة بخفه ليستدير مسرعاً محاولاً اصابتي بالسكين الذي اطحتة بركلة علي ذراعة لينقض علي بلكمة قوية علي جانب فمي لأصفعة بقوة بذراعي علي جانب وجهه ورقبتة جعلته يتراجع ويسقط دائخاً .. اغتنمت الفرصة لأسدد له بعض اللكمات حتي اطاح بذراعي وسدد الي ركلة قوية في معدتي جعلتني اترنح بسهولة واسقط التنفس بهدوء .. حين وجدته يتجه نحو سلاحة ثانية نهضت مسرعا بما استطعت وانقضضت عليه لأيقافه .. اخذنا وقتا في العراك كان الرجل رياضياً ممتازاً لكنني انهيت امره اخيراً بسكينة الخاص التي استقرت في جانب رقبتة .. بقيت علي الأرض احاول استرداد انفاسي والرياح حولي تعصف بكل شئ وتحاول ان تقتلعني من مكاني .. لذا نهضت وانا اجول ببصري في المكان وابحث عنها .. اعرف انها لم تبتعد عن هنا فنحن في مكان مجهول تماماً به الكثير من المنحدرات والصخور و الأشجار .. اخذت اسير ببطء وانا انادي عليها حتي وجدتها تخرج من وراء احدي الأشجار تمسك مابين كتفيها وصدرها بألم والدماء تنزف بوضوح ووجهها المصفر الشاحب يصف تماماً انها علي وشك الأغماء .. حاولت الأقتراب منها لكنها بنظرة شرسة اوقفتني : لا.. شكرا لك حتي هنا .. انا بخير .
: لست كذلك يمكنني مساعدتك نجهل حتي اين نحن .. وفي هذا الطقس السئ لن نذهب لأي مكان .
: قلت لا .. يمكنك متابعة طريقك لا تنشغل بي .
: اسمعي يا انسة .. لم اتكبد عناء كل هذا لأجل مساعدتك وسأتركك تموتين في النهاية بأصابتك وسط هذا المجهول .
: استطيع الأعتناء بنفسي .
: واثق من هذا .. لكن لا عيب في بعض المساعدة في وقت كهذا .
قالت بأصرار اكبر وهي علي وشك السقوط ارضاً : فقط ارحل .
بدأت الدماء تظهر اكثر من فوق اصابعها التي تضغط بقوة علي اصابتها .. للمرة الأولي وقفت عاجزاً لا ادري ماذا افعل .. لا يمكنني الأقتراب عليها فهي ليست رجل لا يمكنني التصرف بحرية معها .. كذلك لا اجرؤ علي الذهاب وتركها بهذه الحال .. لذا تظاهرت بالأبتعاد ثم اختبأت خلف احدي الأشجار بعيداً عنها لكنها تعطيني رؤيه لها .. ظللت اراقبها وقد جلست تستند الي شجرة تتنفس بعناء وتتألم بشدة .. لم تفعل شئ ليس لديها ادوية او اي مساعدة .. اذا كانت مستعدة للموت لما كل هذا الأصرار في الهروب اذاً .. انتظرتها وقتاً حتي مللت وهذه الرياح المجنونة تدفعني للرحيل من المكان بأي شكل .. ذهبت اليها ثانية ويمكنني القول انها فقدت اي محاولة للرفض الأن لذا قلت بلطف : مازلت هنا لكنني لن ابقي اكثر وسط هذه الرياح لذا يا انستي ماذا تقررين .
قالت بصعوبة : لما تصر علي مساعدتي علي اي حال .
: انت تتذكرينني علي الأرجح .. سبق وساعدت احد اصدقائي وانا ارد الدين لا اكثر .

Koedara 15-06-21 07:58 AM

رد: علي الجهة الأخري
 

استمرت بالتحديق بي ثم اغلقت عينيها واستسلمت ..لذا بسرعة شديدة ساعدتها علي الوقوف لتستند بذراعها حول رقبتي وانا امسك بها واحيط بذراعي الأخري ظهرها لكن ما لااعرفه هو اين سنذهب .. حاولت ايجاد مكان ما للأختباء من تلك العاصفة وانا اشعر ببعض قطرات المطر وهذا ما ينقصني .. كانت الفتاة قد فقدت الوعي تقريباً لذا حملتها علي ظهري واستمريت في السير وانا اتسلق منحدر في نهايتة بعض الأشجار وفجوة وهذا هو المكان المثالي للأختباء .. نجحت في الصعود الي هناك وانزلتها ببطء .. قمت بخلع ردائي لأضعه غطاء عليها .. ثم اخرجت بعض الضمادات والأدوية التي احمل ما هو متوفر منها معي دوماَ لحسن الحظ وقبل ان تغيب الشمس ويظلم المكان اقتربت عليها وهي نائمة بهدوء لا يبدو عليها تلك الشراسة الأن وفي ظل ذلك ملامحها جميلة وهادئة .. حاولت نزع سترتها الثقيلة وانا احذر من تحريكها قدرالأمكان .. كانت ترتدي قميص حال لونة الي الأحمر بفعل ما فقدته من دماء اضطررت لقطع جزء منه يجعلني اتمكن من رؤية الجرح بشكل افضل .. هي اصابة سكين واضحة ويبدوالجرح عميقاً اتمني انه لم يصل لأي من عظمها وهو قريب من الصدر وكان في طريقة لقلبها بالتأكيد .. بدأت العمل بحذر وانا اراقب ملامح وجهها التي تتألم بلا وعي ويصل الي مسمعي صوت عويل الرياح والأمطار التي تشتد ترسل رعشة قوية في جسدي الطقس سئ شديد البرودة وكنت افكر في "زين" وابنتي .. تري ماذا فعل الأن كيف سيعرف بمكاني واين سيترك "ميمي" هل سيعيدها الي البيت ام ستبقي عند"ميرك" .. اتمني انهما بخير في هذه العاصفة .. بعد ان انتهيت وضعت سترتها الثقيلة اسفل رأسها وجذبت ردائي عليها بأحكام ثم اخذت الجانب الأخر من المكان وجلست استند للحائط اراقب العاصفة المخيفة وقد اظلم المكان حولنا .. كنت ممتن كوني افكر بأبنتي ويصرف هذا انتباهي عنها وعن التركيز في كيف وهي هادئة علي هذا النحو مغرية كثيراً وتحت ما ترتديه من ملابس تبدو اشبه للرجال هي انثوية اكثر مما كنت اعتقد لكنني بقيت في هذا الوضع لا يدفعني الشعور بالبرد للقيام بشئ اكثر من الأفكار حتي غفوت .

**********************
لم ينقصنا سوي هذا الطقس الغريب فجأة ليقيد حركتنا اكثر .. مضت ساعات و انا اعجز عن المغادرة واضطررت ان ابقي عند "ميرك" .. لم يأتي "سيف" كما هو متفق عليه ولا اعلم هل غادر المنزل حتي او لا .. ارجو الايكون تحرك الي اي مكان في مثل هذا الطقس الخطر .. كانت "ميمي" فتاة هادئة للغاية لا تحملنا عبأ كونها طفلة كثيرة الشكوي والبكاء .. ابتعدت عن النافذة وجلست علي احد المقاعد اراقب "ميرك" و"يام" يلعبان احد العاب الورق بينما "ميمي" و "روبي" يغطان في النوم لا يأبهان لأي شئ حولها ويدفعان المرء ليحسدهما علي ذلك يبدو ان الطفلة تعودت عليه في وقت سرع فهي تنام في حضنة وكأنها تستمد الدفئ منه .. "روبي" اردت منه ان يأتي ليعيش معنا لكن مجئ السيد "بيهان" افسد الأمر علينا .. دعاني الأثنان للأنضمام في اللعب معهما لكنني منذ سقوط المطر اشعر بالضيق الشديد والقلق فجأة وهذه المرة الأولي التي ينتابني فيها مثل هذا الشعور .. قال "يام" وهو يلعب احدي الأوراق : كل هذا المطر من حظنا سيضمن بقاء تلك المخلوقات مختبئة لوقت وسنجد الكثير من الماء في الصباح .
لعب "ميرك" ورقتة بنظرة انتصار رمق بها "يام" واضاف : نعم انه وقت راحة لنا و غدا علينا تجميع اكبر قدر من الماء .
رمقني بنظرة خاطفة : ما بك يا زين ليس من عادتك الشرود علي هذا النحو .
: اشعر بالقلق .
: نحو ماذا .. الجميع متفائل بهذا المطر لذا لا تكتئب وحدك .
: افكر في سيف ماذا حل به و لي ايضا وهي وحدها في المنزل .. هل عاد السيد بيهان كذلك ام لا .. تركت البيت في الصباح بدون ترتيب اي شئ لم احسبني سأعلق هنا .
: اخر من عليك القلق بشأنه هو سيف هذا شخص يستطيع ان يتدبر اموره تحت اية ظرف .. و لي بما انها في المنزل فهي بخير وضيفك ايضا لذا دع هذا القلق جانباً.
نهضت وقد تملكني الملل الشديد : ميرك هل انت متأكد ان العقار بالكامل خالياً.
: نعم متأكد .
: سآخذ جولة اذاً في العقار ربما هناك ما يفيد .
: جميع الشقق خالية وما وجدت في المهجورة لا يفيد كثيرا ألا من بعض الأثاث .
: سأذهب علي اية حال اذا بقيت هنا ستحاصرني الأفكار يجب ان انشغل بشئ .
قال "يام" : لا يمكننا منعك لكن كن حذراً.
"ميرك " : نعم واذا وجدت شئ مثيراً شاركنا فيه لسنا اقل ملل منك هنا .
اخذت بطاريتي وسكين صغير احملة بحوزتي وغادرت الشقة لتلاقيني لفحات البرد الشديدة وصوت الأمطار يدفعني للعودة الي الداخل حيث الدفئ .. توقفت قليلا في البهو انظر للأسفل والمطر ينهمر علي وجهي .. بالفعل لا شئ هناك لا يوجد مخلوق واحد كل شئ آمن والشوارع اصبحت بحيرات مياة وما كان غارقا في الأتربة اصبح لامعاً .. يالها من قوة طبيعية تفعل المعجزات .. تقدمت بضعة خطوات حيث الشقة امام السلم .. لا يبدو الباب قديماً والنوافذ ألأنيقة من الخارج توحي بأن احدهم كان يعيش هنا قبلا .. اخذت السكين وامسكت بالبطارية بفمي محاولا تسليط الضوء علي قفل الباب واخذت اعالجة في صبر حتي نجحت في فتحة ومن الخدوش العديدة به يبدو انني لست اول من دخل المكان بهذه الطريقة .. باب قوي ومتين لذا ليس بالسهولة كسرة واقتحام المكان .. كان الأمر في الداخل كما توقعت معظم الأثاث مفقود ولا يوجد بالداخل شئ واحد يصلح للأستخدام .. الغبار والأتربة فقط يرحبان بك تحت خطواتك وضوء البرق ينبعث احيانا ليضئ المكان بشدة تؤلم عيني وسط الضوء الخجول للبطارية .. فقط ذهبت لأحدي النوافذ في غرفة داخلية فالرؤيه هنا من زواية اخري للشارع تمنحني رؤيه اشمل علي عكس شقة "ميرك" .. هنا يظهر الطريق شاسع امامي وهناك ارض فضاء علي الجانب الأخر .. يظهر من بعيد اشباح مباني اخري .. يومض البرق ثانية لكن مهلا ما هذا الذي لمحتة من بعيد .. هل اتخيل .. هل خانتني الرؤيه .. ثمة وميض بين المباني هناك .. لا بالتأكيد هذا تأثير الضوء القوي للبرق لا اكثر .. ها هو ثانية يمر بسرعة كبيرة كأنة احدي البطاريات الكبيرة توزع الضوء علي عدة اماكن بوقت متقارب .. الرؤيه من هنا ليست واضحة تماماً لذا بكل التوتر والأنفعال الذي اشعر به انتقلت الي الشقة المجاورة لها فتحت الباب بالطريقة ذاتها كالمأخوذ وجدت ساقي تأخذني الي الشرفة الكبيرة كنت نسيت كل شئ عن المطر الذي يغرقني و البرد الشديد الذي لم اعد اشعر به واخذت ابحث ببصري هنا وهناك .. هنا اري كل شئ بوضوح تام .. رأيته مرة اخري بيقين ان هذا ضوء يمر بشكل خاطف من بعيد .. هذه كهرباء علي هذا البعد منا ولا استطيع تحديد مكانها بالتأكيد .. هل هناك اشخاص اخرون هناك .. هل هناك حياة عادية .. لطاما اتاني هذا الهاجس وهو اننا وحدنا محاصرون هنا وفي مكان ما ينعم الجميع بحياة طبيعية .. تري اين هذا .. ما مصدر الضوء وكم يستغرقنا للبحث عنه .. شعرت برغبة في اعلام الجميع الأن يجب اخبارهم يجب البحث سريعا عن هذا .. هناك حياة اكثر امناً وهي ليست ببعيدة عنا .. كل ما انتابني في هذا الوقت شعور متضارب من السعادة والخوف والأندفاع فجأة للنزول والبحث فوراً.

Koedara 15-06-21 08:03 AM

رد: علي الجهة الأخري
 

الفصل التاسع


استيقظت "الونا" تسعل بخفوت .. تشعر ببعض البرودة ويصل لمسمعها صوت الهواء العنيف وتشعر به حولها .. فتحت عينيها تحاول العودة للوعي وسط الظلام المحيط بها .. السماء تمطر والهواء يحرك احدي اغصان شجرة عملاقة خارج الفجوة التي ترقد فيها علي الأرض وعلي حافتها ينام "سيف" .. حدقت به لوقت طويل ومئات الأفكار تراودها .. حاولت التحرك ومنعت صرخة كادت تفلت منها حين اشتد الم كتفها فجأة .. تأملت حالها ومعطفة الذي يغطيها ويخفف برودة الطقس العنيف عنها .. لكنها اشتعلت غضبا حين وجدت سترتها ممزقة وكتفها مضمدة بعناية .. حاولت الجلوس والأستناد الي الصخور الصغيرة وراء ظهرها وهي تضع يدها علي كتفها المصابة وتغطي كامل جسدها بمعطفة واخذت تنظر نحوه بترقب وحذر وغضب شديد .. كيف يجرؤ علي لمسها كيف يسمح لنفسه بتمزيق سترتها علي هذا النحو حتي واذا كانت نيته مساعدتها .. فهي لا تقبل .. لم يكن بحوزتها سلاح فقد تركت مسدسها بعد ان فرغ وهي تقاتل اللصين اللذان تبعاها لطريق طويل .. لجأت لأستخدام الرصاص لكن اصابة كتفها االتي تسبب بها احدهم في البداية منعتها من اتقان التصويب .. نقلت بصرها اليه ثانية وهي تراه نائم بهدوء .. يبدو مسالما ومطمئنا وهو يرخي دفاعاته امامها .. احمق هل يستخف بها هل يعتقد انها غير قادرة علي قتلة او سرقتة وهو في تلك اللحظة من الضعف .. لكنه يعرف بالتأكيد انها لن تستطيع مغادرة المكان والذهاب لأي مكان في ظل هذا الطقس المميت او النزول للأسفل من تلك الفجوة فهي محاصرة هنا ببساطة .. ماذا اذا لم تجده في طريقها .. نعم تشعر بالضيق نحوه لكنه يظل شخص ساعدها علي البقاء حية حتي الأن .. ما منعها من العودة لمنزلها اثناء المطاردة هو لكي يبقي في امان ولا يعرف احد مكانه حتي اذا لم يستني لها العودة اليه ليس بعد ما شاقتة لجمع هذا الكم من الموؤن وبعض ما سرقتة من اللصوص اللذين ينتشرون بكثرة هذه الأيام .. ولكن من تبعاها لم يكن اياً من هؤلاء اللصوص ليست تلك هيئتهم ثم انهم لم يحاولوا اطلاق رصاصة واحدة عليها لقد حاولا اصابتها لأيقافها .. كانوا يريدون القبض عليها حية .. تبدو هيئتهم وملابسهم المتشابهه غريبة .. هل هم جماعة ما ظهرت فجأة .. كل ما تعرفه انها شعرت بالخوف الحقيقي لمطاردتها من قبل هؤلاء .. ثمة شئ غريب يحدث .. الصراع بينها وبين اللصوص والأشخاص العاديين اصبح اسلوب متمرسة عليه .. لكن هؤلاء الأثنان يثيران خوفها .. نظرت ثانية نحو "سيف" الذي يحاول تدفئة نفسه بذراعية وخلفية المشهد تخفي نصف وجهه .. كان يجلس علي الحافة بعيدا عنها وهذا من حسن حظها في انه علي الأقل لم يحاول التعرض لها بأي شكل .. تري ماذا فعل بالأثنين يبدو قادراً علي القتل وبالتأكيد فعلها مرارا .. كونها لا تملك احد صديق او قريب امر يجعلها تحتفظ بكل افكارها لها وحدها فهي ابداً لم تشارك احد خططها او افكارها او اخذت بنصيحة ما لأنها ببساطة تعيش منذ وقت طويل وحدها وتوقفت عن الوثوق بأي شخص .. وحين ينتهي هذا الظرف الطارئ ستعود وتبحث عن حقيقة مطارديها .. فهي لن تتناقش معه او تسأله عما يدور في ذهنها .. وضعت كفها علي موضع اصابتها وهي تشعر بالألم الشديد رغما عنها .. فكرت ان تعيد اليه المعطف لكنها لاتجرؤ علي الأقتراب حتي واذا كان نائم لذا بقيت مكانها تنصت لصوت الطبيعة الغاضبة في الخارج وتنتظر .. ذهبت في غفوة قصيرة كما شعرت لكن يبدو انها استغرقت في نوم عميق ثانية فبعد هذا التفكير وجدت نفسها تدفئ فجأة وتسترخي والأن بعد ان وعيت تجده يجلس مكانه مستيقظ ومازال يحيط جسدة بذراعية ويحدق للخارج .. اجفلت لهذا الأمر وقد اصبحت المواجهه بينهما حتمية لكنها احترمت كثيرا كونه لا يزال يجلس بعيدا ولم يتطلع اليها نائمة حتي .. سعلت مرتين وهي تثبت نظراتها عليه وتطلع اليها باهتمام : استيقظت اخيرا.
اضطرت لتبادله النظرات بعدائية وقالت بلهجتها الجافة المعتادة معه او غيره : كيف تجرؤ علي ما فعلت .
: كنت اتوقع هجومك هذا لكن من فضلك الموقف لا يحتمل ولا شئ يمكنك القيام به وسط طقس كهذا .
: ايا كانت اسبابك انا لا اسمح لك بلمسي دون اذني .
شدت المعطف عليها اكثر وكأنها تحمي نفسها من نظراتة : انت بخير وانا لم اري شئ يستحق غضبك .
: لا تتفوه بمثل هذا الهراء .
: اصابتك خطرة ونزيفك لم يتوقف ونحن عالقان هنا .. لم يكن هناك طريقة اخري .
شعر بالضيق لأنه ثانية يحاول مساعدة شخص ما وانقاذة وينال الهجوم العنيف والكراهية : لماذا تساعدني علي اي حال .. كان بأمكانك التراجع .
سبق وساعدت لي . :
القاها بنظرة تهكم : شقيقتي الصغيرة الشبيهة بالهررة .. هل تتذكرين .
ابعدت وجهها عنه .. تتمني لو تبعد معطفة عن جسدها كذلك لكنها لا تجرؤ اولاً سترتها ممزقة الأن ثانياً تمدها بالدفئ الذي هي في حاجة اليه حقا .. عادت تنظر نحوه لتجده مازال يتأملها في الظلام .. قالت بحده : حسنا واحدة مقابل واحدة ارجو الا اقابلك في اية مكان بعدها واذا وجدت من يحاول قتلي من فضلك تظاهر بأن لا شئ يحدث .
عاد ينظر للخارج حيث الأمطار تضرب بعنف : لا اعتقد .. ليس من شيمي التراجع عن مساعدة الأخرين .. لكني كذلك احترم رغبتك .
هو يشعر بالبرد تدرك ذلك منذ استيقظت فقد تخلي عن معطفة لأجلها كذلك يجلس علي الحافة اكثر عرضة لمياه الأمطار والرياح الشديدة .. لم تتمني ان تصبح عبأ عليه او تعرضة للمرض .. هل عليها ان تشكرة .. رغم ما تقول من كلمات غاضبة وعدائيتها معه الا ان داخلها مشاعر مختلفة تماماً فهي علي يقين انه كان خير معين لها .. هي مريضة تشعر بالألم والجوع والخوف .. لكنه ساعدها علي وجود صحبه تبدد مخاوفها وعلي الأعتناء بأصابتها لكن ليس لديها الجرأه لتثني عليه جراء ذلك فهي ليست ذلك النوع من الأشخاص : انا اعرف انك لست هذا النوع من الرجال ولن تؤذي فتاة سبق وكانت تحت تصرفك الكامل .. لذا يمكنك الأبتعاد عن الحافه او استعادة معطفك .
ابتسم بشكل بدا لها ودود : لا تكوني واثقة كثيرا .. الي اية حد تعرفين الرجال علي اية حال .. لا يبدو انك خضت علاقة واحدة في حياتك وألا لوجدت مشاعر اكثر انوثة بشكل ما في موقف كهذا .
دفعها للندم علي نطقها بالكلام و الشعور بالشفقة نحوه : يمكنك البقاء حيث انت حتي تتجمد ولكوني لا املك مشاعر فسأكون غاية في السعادة اذا مرضت ولم تقوي علي النهوض .. وبالنسبه لمعطفك لن اعيده اليك هذا ثمن تدفعه لقاء تمزيق سترتي .
: اطمئني حتي واذا نزعتيه لم يكن هناك ما يستحق المشاهدة .
: انا في قمة السعادة لأن هذا رأيك .. ويجب ان تعرف ان احداً في حياتي لم يجرؤ علي فعل كهذا لقد تعديت حدودك كثيرا .
: كفي عن رؤية الأمور بشكل منحرف فقد كانت مساعدة فحسب .
شعرت بجسدها حاراً لكثرة ما تشعر به من غيظ وغضب يدفعها اليه هذا الشخص بسخريتة وبرودتة اكثر من الطقس ذاته وادركت انها لن تفوز عليه بشئ مهما هاجمتة بالحديث لذا حاولت تجاهله تماما وكأنها في المكان وحدها لتمضي الليلة وفي الصباح ستنسي كونها رأت هذا الوجه يوماً .. ساد الصمت بينهما لمدة طويلة من جانبها لم تقل شئ يشجعة علي تبادل الحديث معها وهو يشعر بالأجهاد فجأة ولم يعد في مزاج يسمح له بتحمل نبرتها وحديثها اللاذع .. جلست منتصبة متأهبه فجأة حين التفت نحوها يسدد اليها نظرة هادئة لا تدل علي شئ لكنها الأسوء كونها تعجز عن قراءة ما سيقدم عليه وهو يقترب منها متسلل علي يدية وقدمية ولم تدرك انها قالت : ماذا تريد . سوي بعد ان نطقتها رغما عنها .. لكنه فقط عاد للجلوس قبالتها يحاول تدفئة نفسه و بأبتسامة هادئة وبصوت اجش قال : لا داعي للخوف لست هذا النوع من الرجال هل تتذكرين .
ورماها بنظرة تهكم ثم استند الي الجدار برأسة واغمض عينيه يحاول طرد هذا الصداع الذي بدا يدق في رأسة بألحاح .. تشعر انها في قمة يقظتها الأن وهو امامها مباشرة وقريبا منها .. لقد سلبها هدوئها .. حين كان يجلس بعيدا كانت المسافة كافية لتنال راحتها لكنها تدرك كونه لم يعد يحتمل الصقيع اكثر خاصة ان المطر لا يتوقف والهواء ساعد ان يصل اليه ويبتل شعرة وجزء من كتفة .. تصف ملامح وجهه التي تبدو في الظلام قاسية ان صاحبها يملك شخصية قوية عاصرت الكثير في الحياة .. لم يسبق لها وان مرت بموقف مشابه وهي محتجزة في مكان واحد مع رجل من داخلها لا تخشاه وتشعر نحوه بألفه ما منذ رأته في بيتها وهذا لم يحدث سابقا اتجاه شخص ما .. مع ذلك تشعر بالضيق الشديد للموقف الذي اجبرت عليه معه وكونها فيوكونها عديمة الحيلة في اخذ موقف عدائي جديا نحوه مثل جميع الرجال .. ببساطة لأنها لا تستطيع مغادرة المكان او هو في الوقت الراهن .. حين لم يتحرك من هذا السكون كأنه اصبح جزء من الصخور حولهما امسكت بالمعطف واقتربت منه بتردد وحذر وهي تراقب عينيه المغمضة ذات الأهداب الكثيفة .. من هذا القرب تراه بوضوح اكثر .. تري هل غرورة هذا بسبب كونه يملك جسد قوي كهذا كان وسيماً ذو وجه هادئ يبدو عليه التعب والأرهاق واضحا في هذا الوقت .. هي محظوظة كونها علقت مع شخص كهذا لا يملك اخلاق متدنية والا لكانت في ورطة اكبر الأن فأذا ما حاول مهاجمتها فرصتها امامة منعدمة بدون امتلاكها سلاح ومع اصابتها هذه .. وضعت يدها علي جرح كتفها وحاولت ان تضع المعطف علي جسدة لكنها قبل ان تتخذ اية موقف وجدت قبضتة توقف يدها وقال وهو يفتح عينيه المتعبة : لا تفعلي .. يمكنك الأحتفاظ به لا تحاولي الشعور بالشفقة نحوي .
: انه معطفك في النهاية لا اريد ان يؤنبني ضميري كونك مرضت بسبب موقفك البطولي مع فتاة .
: عودي لمكانك فأنا افقد صبري مع طريقتك تلك .
تخلت قبضتة عن معصمها وعاد لوضعة السابق .. لايبدو علي استعداد لتبادل اية كلمة معها لذا اكتفت بهذا القدر من محاولة التخفيف من برودة الطقس عنه وشعرت بالأرتياح حين عادت لمكانها .. متي ستتوقف الأمطار ويمضي الليل لتتخلص من هذا الموقف السخيف .. شعرت بيده ساخنة حين امسك بمعصمها لقد مرض علي الأرجح ولا عجب في ذلك كم بقي جالسا لساعات معرضا نفسه للمطر والهواء والبرد مع ما يرتديه من سترة خفيفة لا توفر له الدفء الكافي بالتأكيد .

Koedara 15-06-21 08:06 AM

رد: علي الجهة الأخري
 

بقي السيد "بيهان" في بيت "زين" عاجز عن الذهاب لأيه مكان .. هذا الطقس السئ لم يضعة في حسبانة وقد جاء المنزل بلا طعامة الخاص ظناً منه انه سيغادر وقتما يشاء لكنه الأن في ورطة حقيقية .. وحده في البيت مع اخر شخص قد يلجأ لأنهاء امرة .. ماذا يفعل .. اخذ يسير جيئه وذهاب وصوت الأمطار المستمرة يساعده علي التفكير .. بخطوات هادئة واثقة اخذتة الي غرفة " لي" .. دفع الباب برويه وتطلع للداخل بحذر وهو مستعد للكلمة المناسبة اذا ما وجدها مستيقظة لكنها كانت نائمة بعمق ساعده في التقدم نحوها .. تبدو "لي" شخص يحب الوسائد حولها فهي تحيط بها من كل جانب علي الفراش .. جلس الي جوارها بهدوء يراقب ملامح وجهها الهادئة علي ضوء الشمعة ويفكر اياً من تلك الوسائد التي تحب تفضل ان تكون السبب في قتلها .. لم يكن عليه الدخول سيخسر الفرصة في الأحتفاظ بها اذا ذهب ابعد في مخططاتة .. يعرف انها ستستيقظ في ايه لحظة لكنه لا يأبه فهي اضعف من المقاومة او الهروب ولا مجال امامها للدفاع عن نفسها .. هل هي متعبة لدرجة استغراقها في النوم لهذا الحد ولم تشعر بوجودة بعد هذا من حسن حظة لو امكنه ان يجنبها الألم لفعل لكنه لا يملك حتي مخدر في هذا الوقت .. نعم هذا جسد نظيف تماما لذيذ بالتأكيد كان هذا ما يدور في عقلة وهو يبعد الغطاء عنها .. كان يشم رائحة الدماء القوية بها تأتي من اسفل الضمادات جعله هذا يشتهي الأكثر وهو يحرك يدة ليخلصها منها حينها فقط صدر انين خافت من بين شفتي الفتاة التي تظن نفسها تحلم بالتأكيد .. لا وقت لأحكام خطط لمحاولة اخذها لا بأس سيبحث عن شخص اخر اكيد .. كان عليه ان يحضر طعامة معه استعداداً لظروف كتلك حيث طقس الطبيعة يضع كلمتة الأخيرة بابقاء الجميع حيث هم ويحدد اقامتهم .. حيث لا احد سينقذ تلك الجميلة مهما كان ما سيحدث .. مرر نظراتة علي جسدها وامسك بها من خصرها وهو يقترب علي اصابتها التي في طريقها للشفاء لكن رائحة الدماء هي قوية للغاية تجعله يفقد صوابة بجنون وهو يلعق الجرح ويضغط عليه .. يريد الدماء ويسعي جاهدا ان يصل اليها بأي شكل وهذا يؤذي الفتاة بلا شك .. اوشك علي عضها حين فتحت " لي" عينيها تتألم دون وعي وتشعر ان اصابتها تتمزق .. تحاول استيعاب ما الم بها .. هل هذا حلم ام ماذا يحدث .. اول ما شعرت به البرد الشديد حيث اطرافها مثلجة وتيار من الهواء علي جسدها .. لكنها حدقت بشلل تام الي الرجل المنحني عليها يمسك بيدين قويتين فعلياً بخصرها ويلعق شفتية بنظرة حيوانية متوحشة لا تختلف في شئ عن تلك الكائنات في الخارج .. من المستحيل ان هذا حقيقي .. ادركت اخيراً ان لديها لسان ويد واستعادت تركيزها وهي تحاول النهوض بصعوبة وتتحاشي الألم الذي اشتعل في معدتها وقالت برعب لم تشعر به في حياتها قبلاً : هل تحاول قتلي .. هل جننت .
ما يرعبها انها لا تعرف ماهو عليه السيد "بيهان"هذا نوع جديد من الهجوم .. لكن الرجل لم يتأثر بل احتفظ بنظرتة الشيطانية كما ابتسامة مماثلة علي ثغرة وهو يحاول ان يعود للحصول علي المزيد من الدماء بعد وجاهدت الفتاة لأبعاد رأسة بيديها محاولة سحب نفسها بكل ماتبقي لها من قوة خاصة وانها مازالت مشوشة : ابتعد .. ما الذي تحاول فعله .

لكن الرجل لم يبتعد بل جعله الخوف الذي يراه في عينيها يزحف اكثر علي جسدها وهذه المرة غرس اسنانة بعنف شعرت معها " لي" بتمزق اللحم وهي تشهق بألم .. لم تعرف هل تبعده اولاً ام تصرخ ام تكتشف ما فعله بها .. كانت اصابة حقيقية تماماً وجدت اثار دماءها علي شفتي السيد "بيهان" الذي قال بصوت خافت لا يتناسب مع وموقفة : انت شهية للغاية كما توقعت انا اجيد اقتناء اطعمتي .
قالت " لي" وهي تحاول اصابتة بقدمها وتستمر بدفع رأسة بعيداً عن جسدها : اي جنون تتفوه به .. انت في حالة سكر بسبب الخمر الذي لا تتوقف عن احتساءه .. افق يا سيد بيهان .. ابتعد عني .
: انا واعً تماماً .. لكنني جائع هذا كل ما في الأمر .. بل اموت جوعاً .
: ماذا تعني ايها الوغد .
: اعني انك وجبة عشائي الليلة .. فعلياً فأنا سآكلك يا جميلة قطعة قطعة وسأحرص علي الأستمتاع بذلك .
لم تستوعب ما تسمعه ولا تفهمه .. هذا الشخص الذي يتعامل برقي وغرور وغموض طوال الوقت هو شخص مجنون في الواقع : لا افهم شئ منك .. انت تؤذيني دعني وشأني .
: الا تفهمين .. اعرف ان صدمتك لا توصف .. هل سمعت عن من اصابهم السعار ولا يمانعون الكل لحوم البشر بالطبع سمعت وانا احدهم .. ولولا حظك العاثر وسقوط المطر لذهبت للأصطياد بعيداً فقد وضعت الخطط بشأنك لأمور اخري تماماً .

فقط بعينان متسعتان وبجسد اصبح قطعة ثلج ولسان يعجز عن قول اية كلمة ظلت ساكنة علي وضعيتها ويدها فوق جبين السيد "بيهان" حيث كانت تحاول دفعه بعيدا : اذا كان بحوزتك مخدر لتعطية لي فأنا لا اريد منك ان تتعذبين اثناء ذلك.. سأضمن لك ميتة سريعة استمتع بعدها بجسدك اليافع هذا اثق انه سيكون الذ ما تذوقت منذ وقت طويل للغاية فما اكثر المشردين والمرضي البالية اجسادهم هذه الأيام .. في رأيك هل هؤلاء يصلحون للطعام حتي .
حاولت " لي" ان تجد تلميح لكونة يداعبها ربما هي مزحة سخيفة اكثر مما ينبغي لكنها علي استعداد ان تسامحة حتي بعد تلك الأصابة التي مازالت تنزف في كتفها لكنها ظلت ساكنة مصدومة لا تقوي علي ان تأتي بأيه حركة .. هذا اخر ما تخيلت لتكون نهايتها .. ستؤكل حية علي يد بشري مثلها .. لا بالتأكيد ليس مثلها .. لا تملك فرصة امامة فهي شبه منعدمة .. فقط راقبت الرجل يقترب عليها اكثر وهو يتشممها تشعر بأنفاسة الحارة علي رقبتها وصوت تنفسه الثقيل ورائحة الدماء الآتية من فمة .. دماءها هي .. حينها فقط صرخت فجأة عليه : لا.

وهي تدفعه بذراعها جعلت السيد "بيهان" يتشتت لموقفها المفاجئ .. لهذا هو لا يأكل معهم .. لهذا يشرب الكثير من الخمر ليتحمل الجوع احياناً .. لهذا يضع هذا القدر من عطرة الخانق القوي طوال الوقت .. لهذا يدخن بشراهه : لا تصعبي الأمور علي نفسك سأفوز عليك بكافة الطرق .. هل تريدين مني قتلك اولاً .. فكرت في ذلك لكن بأيه طريقة .. خنقك حتي الموت .. هذا الجرح القديم ربما .
اقترب منها وهو يهمس في اذنها بصوت الوحوش : انها دماءك اللعينة التي قادتني اليك يا لحظك العاثر يا فتاتي .

السيد "بيهان" ليس مسعورا مثل بقية من هم علي شاكلتة هؤلاء يفقدون صوابهم من الوهله الأولي ويهجمون بلا تعقل اما هو يجيد اللعب علي اعصاب ضحيتة اولاً ولديه الكثير من السيطرة علي نفسه .. حين اخذ يحدق اليها كأنه يحفظ ملامحها اولاً استمرت "لي" ساكنة ويدها تتحرك بخفة وحذر اسفل الوسادة وبسرعة خاطفة جذبت السكين واندفعت بها بالهجوم وهي تتناسي اي شئ قد يحدث لها .. انهالت علي الرجل بالطعنات بلا تمييز وهذا جعله يتراجع امامها يحاول تفاديها بصعوبة لأن بدلاً منه من فقد اعصابة في هذا الوقت هي " لي " لكن بيد حديدية استطاع السيد "بيهان" ايقاف يدها التي تقطعة بوحشية والقي السكين بعيداً وانقض علي الفتاة وقد اعماه الغضب لكنه توقف فجأة .. اوقفه ما لم يكن في الحسبان .. تسمر مكانه وهو يحدق للفتاة بغضب ويستمع الي الخبطات الرتيبة علي الباب الأمامي .. ازدردت " لي" لعابها وقال السيد "بيهان" بوعيد ينقله لعينيها : اياً من كان هذا .. اذا فتحت فمك بكلمة واحدة ستدفعيت الثمن غاليا وانا اعني ما اقول .
تراجع السيد "بيهان" خطوة للوراء ولم يأبه لأصاباتة التي تنزف لكنها لا تضعفة .. اخذ سترتة وهو يرتديها لأخفاء ملابسة الملوثة بالدماء .. تري من استطاع الوصول للبيت في مثل هذا الطقس .. تنفس ببطء عدة مرات محاولاً اعادة الهدوء لنفسه ورسم هذه الأبتسامة الساحرة علي شفتية وفتح الباب بحذر وهو يتطلع الي الخارج .. لم يهتم اذا ما كان في الخارج مجرم او دخيل او شئ يهاجمهم لهذا لم يتخذ الأحتياطات التي يتخذها "زين" دوماً قبل ان يفتح الباب لأحدهم .. وجدها فتاة .. ساحرة جذابة جميلة الي اقصي حد .. تشع انوثة ودلال .. ازدادت ابتسامتة اكثر : اذا كنت محظوظ وانت تبحثين عن مكان آمن فأنت في المكان الصحيح .
لكنها دفعت الباب بجرأه ودخلت المنزل واغلقتة خلفها سريعاً وهي تقول بصوت قوي لا يتطابق وهذا المظهر الناعم : اعرف هذا بل انا علي يقين منه فهو منزل زوجي علي اي حال .
تجمدت ملامح السيد "بيهان" واصبح باردا فجأة : زوجك .
: نعم .. زين .. لقد علقت في الطريق بسبب الطقس كان اقرب ما استطيع الوصول اليه هو هنا .. اين زين .
: هو عالق في مكان اخر كذلك اكيد .
قالت وهي تمشط المكان بنظرها علي ضوء الشمعة الخافت : انت وحدك هنا . .
: لا .. تعرفين الفتاة بالتأكيد هي هنا معي والأخرون في الخارج .
: نعم نعم .. لي .
حدقت نحوه بنظرات قوية وسألت وهي تضيق عينيها : اذا من تكون انت .
: بيهان يا سيدتي .
:اه نعم انت الضيف الجديد ل زين .. ربما نحن لا نعيش معاً لكننا نعرف ما يدور في حياة كل من الأخر
يومياً .
تجولت في المكان قليلا بجسدها المثير ورغم كونه يعرف انها زوجة "زين" لم يستطيع منع نفسه من مراقبتها طوال الوقت فهذا النوع من الفتيات قليل للغاية في مثل هذا الوقت .. كم ان "زين" هذا محظوظ في كل شئ .. قالت في النهاية : سأحتاج للبقاء هنا الليلة .
. اكيد هذا بيتك .. غرفة زين في الداخل يمكنك اخذها وحدك :
: لكن بما انني في المكان الذي تتواجد فيه " لي" هذه فرصة رائعة لأتحدث اليها للمرة الأولي .. لقد شغلني زين بالحديث عنها كلما رأيته .. اين هي اذاً.
اشار لها بتردد الي الغرفة .. فهو لا يعرف ما حالها الأن اين الدماء المتناثرة هنا وهناك التي تثير الشك .. ماذا ستقول .. كيف ستتصرف معها .. لكن بالنسبة للسيد"بيهان" ليست لديه مشكلة في حال حدوث شئ يعرضة للخطر سيقتل الأثنتين علي الرغم ان قتل ايا منهما هو اهدار للبشرية المتبقية لا سيما لما يتمتعان به من جمال لذا تمني ان تكون "لي" عاقلة وتجنبه هذا الموقف .

Koedara 15-06-21 08:10 AM

رد: علي الجهة الأخري
 

الفصل العاشر


سطع الصباح بطيئاً منعشاً بسماء صافية بعد ليلة طويلة باردة .. وبدون تبادل كلمة واحدة نهض "سيف" بتثاقل يشعر بجسدة منهك .. ليس من عادتة الشعور بالمرض لكن الذي يعرفه انه ضعيف امام الصداع والم نزلات البرد العادية اكثر مما يضعفة الم قتال مع احدهم او ايه اصابة .. قالت "الونا" التي نهضت بدورها : يمكنك استعادة معطفك .
: يمكنك الأحتفاظ به لا اريده بعد الأن .
قوله يحمل الكثير من المعاني : ماذا تعني .
اخذ خطواتة الي الخارج : ملابسك لا تسمح بالسير بها وسط الطرقات حتي المنزل .
توقف ونظر اليها لتتوقف بدورها قبل ان تصطدم به وهي تتبعه : ثم ما اسهل العثور علي ملابس في الوقت الحالي .
ابتسمت بجفاء وتبعته بحذر وسط الصخور حتي وصلا للأسفل ووقفا علي ارض صلبة : ها قد اطلق سراحنا اخيراً .. يوم سعيد لك يا انسه .
: ما اسمك في حال اردت اعادة المعطف اليك .
: سيف .
: الونا .
تلك المرة بادلتة ابتسامتة اللطيفة ابتسامة مماثلة فقد كانت تشعر انها محتجزة علي حد قوله وهي الأن تشعر بالراحة والحرية وايضاً هو لم يكن بذلك السوء .. ثم اخذ كل منهم طريقة وسط الشوارع وبرك المياة وقد غسلت الأمطار كل شئ ودمرت الرياح الكثير .

اخذ "زين" "ميمي" وغادر المنزل تشبثت بالبقاء مع "روبي" الذي تصر انه "لي" ولم تتمكن من تصديق انهما اخوين فهو يشبهها الي حد كبير ويحب الطفلة مثلها بل تعلقت به اكثر ربما بعد ابتعادها بعض الوقت عن "لي" .. لم يجيب علي اسئلة "ميرك" و"يام" حين عاد ووجهه مصفراً وتائه .. لكنه علل علي ذلك انه يشعر ببعض التعب وظل بقية الليل شارد الذهن صامتاً .. لم يدري ماذا يقول لأنه لا يصدق ما رأه كان بحاجة لبعض الوقت لا يعرف لما .. عليه فقط العودة للمنزل وترتيب افكارة .

لم تعي " لي" تماماَ ما قالته "نوين" زوجة "زين" .. لقد وصلت في وقت قياسي لتوقف مصيرها الوحشي في القتل .. تحدثت معها قليلاَ لكن مع الوقت شعرت انها لا تجاريها وتكتفي فقط بالأيماء برأسها وانها ليست في مزاج مناسب لتبادل الحديث فذهبت لغرفة زوجها لتنام .. كانت لا تزال مكانها في الفراش تعلق نظرها بالباب وقد اخفت اي اثر لذلك الشجار الذي حدث بينها والسيد "بيهان" الذي قضي الليل مستمر في السير جيئة وذهاباً تتناقض الأفكار في رأسة حتي توقفت الأمطار غادر بعدها المنزل بصمت .. سمعت صوت الباب يفتح هذا "زين" علي الأرجح الذي وقف يتفقد منزلة ثم توجه لغرفة " لي" التي حاولت اخذ نفس عميق لتهدأ واستقبلت "زين" بملامح باردة بينما تراقبة يتقدم منها وهو يحمل "ميمي" .. جلس الي جوارها قائلاً : كانت ليلة غامضة صحيح .
اكتفت " لي" بالنظر اليه فقط وحتي لم ترحب ب "ميمي" كعادتها او اخذتها منه : اين الجميع هل انت وحدك هنا .
استدار لينظر حيث نقلت " لي" بصرها عنه ليحدق بفم فاغر الي"نوين" التي تقف عند باب الغرفة وقالت : لا ليس وحده .. اين كنت طوال الليل يا زين .
وضع "زين" "ميمي" جوار " لي" ونهض في مواجهتها قائلاً بلهجة بدت غاضبة : ماذا تفعلين هنا .
: لقد علقت في الأمطار وتلك العاصفة البارحة والمكان الأقرب الوحيد كان هنا .
: من كان هنا حين اتيت .
: لي والسيد بيهان .
لم تعيرهما " لي" اهتمام هو يغار عليها كثيراً هذا واضح وسبب غضبة الشديد .. بين حالتة والأزعاج الذي يسببه "زين" بصوتة المرتفع علي غير العادة امام زوجتة الجميلة وجد "سيف" يقف عند الباب خلف "نوين" ورأسة يعلو فوق الأثنين .. بدا وجهه مرهق شاحب كما لم يراه من قبل مع هذا يحتفظ بمظهره المسيطر ونظرتة الساخرة .. ثم نظر نحو "نوين" التي استدارت تتطلع اليه وعلي الأقل نجح في ايقاف هذا الأزعاج الذي يسببانه وقال : مرحبا جميعاً .. لم اتخيل هذا المشهد عند عودتي .
استعاد "زين" هدوئة : مرحبا يا سيف .. هذه نوين زوجتي .. هذا سيف والد ميمي .
قال "سيف" بتهكم : يا لها من طريقة للتعارف .
ابتسمت اليه "نوين" وحتي "سيف" لم يخفي رغماً عنه نظرات الأعجاب بها فهي حقاً شئ يأخذ النظر .. ولم يحتمل "زين" هذا الأنسجام شدها من ذراعها وقرر ان يكمل المحادثة في غرفتة وحدهما .. قال "سيف" وهو يتجه نحو ابنته : والأن يعرف الجميع لما يخفي زين زوجتة بعيدا ً.
حمل ابنتة وهو يرفعها عالياً بذراعية لتطلق ضحكة عالية طفولية وهي تحدق بوجهه الباسم نحوها وتحاول الوصول له بيديها الدقيقتين .. اعادها الي حضنة وهو يقبلها ثم نظر نحو " لي" المتجهمة الوجه الهادئة : يبدو ان هناك بعض الأشخاص يجب بالفعل ان يظلوا في الخفاء حفاظاً عليهم .. اذاً ايتها العابسة كيف حالك .
لم يكن لدي " لي" نيه للتكلم وتمنت لو تستطيع ان تهنأ بمكان لها وحدها .. هي ترغب بأخبارة بما حدث سيهتمون بأمر كهذا بالتأكيد هناك شخص خطر يعيش بينهم بحرية تامة واذا ما تداعت الأمور ربما عاد كل منهم ليجد بقايا جثتها علي الفراش .. شعر "سيف" بالقلق لهذا التحديق مذهول النظرات وهذا الشرود .. لذا جلس الي جوارها قائلا بجدية تظهر ثانية الي ايه مدي هو مرهق : ماذا بك .. اين ذلك المغرور .. هل غادر ثانية .. هل قضي الليل هنا .. هل ضايقك بأي شكل .
ظلت " لي" صامتة حتي صاح "سيف" بوجهها فجأه جعلها تنتبه : تكلمي .
عاد يلاطف "ميمي" التي جفلت من صوتة لكن هذا علي الأقل جعل " لي" تقول بصوت قصدت ان يكون عادياً لكنه خرج من حلقها مرتجف : انا بخير .. نعم .. نعم .. لقد غادر المنزل .
استمر "سيف" بالنظر اليها لوقت طويل : ماذا حدث يا لي .. لقد مررت بليلة صعبة ولدي صداع يقتلني لذا كوني مطيعة واخبريني بهدوء .
: علي العكس يبدو انك قضيت ليلة جيدة جئت وانت تمزح مع الجميع .
: هيا تكلمي .. لا بأس تعرفين ان بأمكانك اخبار العم سيف كل اسرارك ولن يبوح بها ابداً .
جعلها كلامة تبتسم لا تعرف لماذا لكنه يقول اشياء في غير وقتها ثم انقبض قلبها فجأة حين تلاشي صوت "سيف" وتنهدت وهي تتذكر الواقع .. نهض "سيف" قائلا : لم تأكلي شئ هذا واضح عليك وانا ايضا جائع سأحضر شئ ما وسأعود وحين افعل اريد جواب مقنعاً يجعلني مرتاح لما انت عليه مفهوم .
اخر ما تفكر فيه هو الأكل .. لا ترغب بوضع شئ في فمها لا تريد سماع تلك الكلمة .. اخذ "سيف" ابنتة انشغل بها ويبدو انه يكون بحال رائعة طوال انها في حضنة ويصل الي " لي " صوت ضحكاتها الصغيرة فهي حين تكون مرحة تفعل هذا لأقصي حد وحين تهدء تكون كذلك لأقصي حد لكن نادراً ما سمعها احدهم تبكي او تتذمر كالأطفال العاديين .. حين اصبحت الحجرة خالية عاد اليها الشعور بعدم الأرتياح والترقب لأن السيد "بيهان" سيعود .. سيكون في المنزل مرة اخري كأن شئ لم يكن .. هل من الصواب اخبار احدهم ام ماذا تفعل .

تناول اربعتهم الطعام في الخارج حين تحججت " لي" برغبتها في النوم علي الرغم من ان عينيها لم تغمض للحظة .. لكن في المساء جلس الخمسة في غرفتها يتناولون الطعام معا حتي ميمي الصغيرة لتشاركهم .. اخذ كل منهم يروي ماحدث معه في الليلة الماضية لم يقل "سيف" الكثير سوي انه ظل مختبئ في ذلك المكان مع "الونا" ونظر الجميع نحوه بطريقة ماكرة لكنه لم يوضح شئ وترك خيالهم يجمح كما يرغبون .. بدأ "زين" يروي عن الضوء الذي شاهده بعيداَ وهذا جذب اهتمام الجميع واضافت "نوين" المزيد من الدهشه حين اخبرتهم عن القوات التي تقبض علي كل من في المدينة هذه الأيام ويأخذونهم بعيداً لااحد يعرف الي اين .. استغرق "سيف" في التفكير وقال نعم .. من قاتلهم البارحة هم من هؤلاء اللذين تصفهم "نوين" يرتدون الأسود وبنيانهم قوي .. زي موحد شكل موحد مريب .
قال "زين" : ثمة شئ يجري لا يريحني .. هل عزلنا انفسنا طوال هذه الفترة ظناً منا ان الوضع هكذا في كل مكان .. هناك حياة اخري عادية لا تبعد عنا كثيراً.
"سيف" : لا يا رجل هذا احتمال بعيد .. لقد تجولت في كل مكان الي ابعد مما تظن رأيت كل شئ ورأيت جماعات واناس تختلف عن كونهم بشر .. رأيت قوانين غريبة واحداث اغرب وجماعات لها تفكيرها الخاص .. لكن ابداً لم يكن الضوء شئ متواجد ولا اية حياة افضل مما نحن فيه الأن .
"نوين" : ربما ليس كذلك .. قد تكون هذه القوات قد اتت لأخلاء المكان وقتل الجميع ظناً منهم اننا فقدنا عقولنا واصبحنا بدائيين .. و ليتم كذلك القضاء علي تلك المخلوقات وبناء المدينة من جديد ربما هذا ماحدث في كل مكان حولنا في الفترة الأخيرة ونحن لاندري لأنه ما من وسيلة اتصال .
"سيف" : من الصعب الوصول الي هذا البعد الذي يصفة زين الأمر اخطر مما تعتقدون .. لا وقود ولا اسلحة تكفي .
"زين" : ماذا بشأن هذه القوات التي تتحدثان عنها .
"نوين" : مطلقاً .. لن اتق بأي منهم .
"سيف" : كانت الونا تهرب منهم البارحة .. قاموا بأصابتها لمحاولة ايقافها لكنهم لم يقتلوها علي الرغم من ان ذلك بدا اسهلاً.
"زين" : تريد الوثوق بهم اذاً.
: اعني التحدث .. معرفة ما يجري حولنا .. كما قلت انت عزلنا انفسنا عن كل شئ ظناً ان هذا هو الوضع الراهن في كل مكان لكن يبدو ان الأمور تتطور .
: ربما السيد بيهان يعرف شيئاً ما .. يقول دوماً ان لديه العديد من العلاقات والمعارف .
: لا .
قالتها " لي" فجأة بعد ان اكتفت بالأنصات اليهم فقط .. حدق اليها الجميع : من الجيد انه ليس هنا ليعرف كل هذا ولا يفترض بأحدكم اخبارة .. هذا الرجل لا يمكننا الوثوق به .
قال "زين" وهو ينظر الي "سيف" بتهكم : عجباَ عجباَ .. لقد نقلت اليها شعور الكراهية نحو الرجل .
لكن "سيف" استمر فقط بتثبيت نظراتة علي ملامح " لي"وعينيها المليئة بالمعاني .. بالغضب .. بالخوف .. بالأصرار .. لا يعرف .. عادت تقول بجدية : كاد السيد بيهان ان يرحل البارحة واحذر ماذا يا زين لم يهتم لسلامة المنزل .. لم يهتم اذا ما سرقنا احد او هاجمنا .. هو لا يشعر بالأهمية نحونا .
: واين كنت انت .
: تعرف انني اعجز عن النهوض .. هذا الشخص ليس منا من فضلكم انسوا امرة انا اعني ما اقول .
قال "سيف" وهو يتثأب : حسناً يا رفاق .. اخبار كثيرة واحداث اكثر لكن علي كل ذلك ان ينتظر حتي الغد لا اقوي حتي علي الذهاب الي الفراش للنوم .
"زين" : سنضع خطة ما .. علينا التحرك .
"نوين" : اختفت فتاة ممن يعيشون معي واحداهن قالت انها شاهدت هؤلاء الرجال يقبضون عليها .
"سيف" : سنعرف كل شئ .. الونا ايضا تعرف شئ هذا اكيد .
عاد "زين" لتهكمة الواضح : الونا .. اصبح الأسم يتردد هكذا ببساطة .. يبدو ان ليلة واحدة كفيلة بتغيير الكثير من الأمور .

Koedara 15-06-21 08:14 AM

رد: علي الجهة الأخري
 

: من فضلك يا زين انا لا اعني شئ .. وهي في النهاية شخص يمكننا الوثوق به .
قالها "سيف" وهو يحاول نفي اي شئ يأتي في تفكيرهم بشأنه وهي والقاه "زين" بنظرة جانبية تؤكد تفكيرة لكنه لم يهتم له وقالت " لي" : يكفي ان نعرف نحن فقط .. من فضلكم لا مزيد من اشخاص غرباء .. نحن نثق ببعضنا ونعرف بعضنا البعض جيداً لكن ماذا عن الأخرين .. كلا لا اريد التخطيط لشئ مع اخرين .
"زين" : كنا جميعا غرباء عن بعضنا ذات يوم يا لي .. يجب ان تحاولي اولاً .
لكنها صاحت بغضب غير مبرر لهم : قلت لا .. اذا كان الأمر كذلك يمكنني الأهتمام بنفسي .. ليمضي كل منكم في خططة كما يحب وسأذهب وحدي في طريقي اينما اريد .. لدي اخي وسوف نتدبر امورنا معاً .
تبادل "سيف" و"زين" نظرة تساؤل وقال "زين" : اعصابك متعبة يا لي وهذا واضح سأتركك مع سيف قد يجد ما يقول لك قبل ان تنام .

اخذ "زين" "نوين" وغادر الغرفة ونقل "سيف" ابنته التي غفت علي صوت حديثهم الي فراشة .. ثم عاد وجلس الي جوار " لي" وقال بجدية : لا اهتم بما حدث لك ليس لدي المزاج المناسب لتحمل كلماتك اللعينة .. ماذا تعرفين عن بيهان .
نعم تعرف ان "سيف" لا يمزح ملامحة مرهقة للغاية وحاله سيئة لذا قالت بهدوء : يمكنك سؤالة حين يعود .. اذهب لتنام تبدو علي وشك الأغماء .
ابتسم اليها بشكل شرير قائلاً بصوت عميق وهو يقترب عليها : اطمئني انا في كامل وعيي .. لكن ماذا عنك .. تبدين متصلب في مكانك .. لم تمسي الطعام ولم ترفعي صوتك علينا سوي حين ذكرنا بيهان .
: فقط هو خائن لا يهتم لنا لا يستحق اية محاولة لمساعدتة من زين .
: حقا .. هكذا يفترض ان ينتهي الأمر .
حدقت اليه بغضب : ماذا تريد يا سيف .
رفع السكين الخاصة به امام عينيها : دماء من هذه .. انها لبيهان بالطبع .. لماذا هاجمت الرجل يا لي .. ماذا اكتشفت بشأنه .
خطفت السكين من يده في لحظة خاطفة لتفاجأ كم ان حرارتة مرتفعة وقالت : انت مريض للغاية .
: دعك مني واجيبي علي السؤال .. كل ما يهمني الأن هي ابنتي .. هل هناك خطر عليها .
نقلت " لي" بصرها الي الطفلة النائمة علي الفراش المجاور وتخيلت ان تكون هي التالية التي تتعرض لهذا المصير الشنيع ودفعتها تلك الصورة ليغادر الكلام فمها بدون تفكير : نعم يجب ان تقلق .
عادت تنظر الي "سيف" : السيد بيهان خطر للغاية .
: كيف .. وضحي فحسب .
: لا يمكنني في الوقت الحاضر ذهني مشوش كثيرا .
استمرت لغة النظرات الصامتة بينهما حتي قالت " لي" : انا متعبة يا سيف لقد مررت بأسوء يوم في حياتي وربما ما سأقوله لن يقنعك كثيرا .
: حاولي علي الأقل ودعينا نري .
تعرف ان صبرة بدء ينفذ وان هذا الهدوء الذي يتحلي به امامها ليس سوي قناع حتي يسحب الكلام الذي يود سماعة منها : السيد بيهان .. هو أكل لحوم بشر .
هذا جعل "سيف" يفاجأ .. لقد شاهدت نظرة غريبة في عينيه كان هذا اذا اخر ما يتوقع سماعه .. حركت "لي" السترة عن كتفها قليلاً حيث مكان غرس اسنان السيد بيهان : هذا هنا كان يفترض به ان يكون النهاية وبداية عشاءه لولا ان اتت زوجة زين .. هو قوي للغاية ليس مثلنا يستطيع التغلب علينا ولا يؤثر به النزيف او الجروح لقد اصبتة مراراً لكن هذا لم يضعفه للحظة ولم يتألم .
لم يعلق "سيف" بشئ فقط نهض ووصل الي فراشة وتمدد الي جوار ابنتة التي ضمها بقوة الي صدرة : هكذا فقط .. هذا هو ردك علي ما قلت .. الا تصدقني .
نظر اليها "سيف" ورأسة علي الوسادة وقال بصوت ناعس : طابت ليلتك يا فتاة .
كانت هذه اغرب ردة فعل انتظرتها منه .. هل هذه صدمة .. هل لا يبالي .. لا يصدقها ربما .. يخطط لشئ ما بصمت كعادتة .. ام تغلب عليه التعب حتي هنا ومنعه من استيعاب ما قالت " لي" .. " لي" التي ظلت وحدها طوال الليل .. لم يغمض لها جفن تنتظر بتوجس عودة السيد "بيهان" تنقل نظرها من وقت لأخر نحو "سيف" كأنها تستمد الشجاعة منه لوجودة معها علي الأقل .. هي لا تعرف مدي قوتة الجسمانية فقد بدا مريضاً للغاية .. كذلك "زين" ينام و زوجتة باطمئنان كونه لا يعرف بأمر السيد "بيهان" بعد .. هل اوصد "زين" الباب ووضع خططة الدفاعية كالعادة .. ام ترك اية سبيل صغير لمجيئه اذا اراد .. لا يعتقد انه فعل ذلك لأن زوجتة في البيت الأن و لا مكان له وهو غادر قبل عودتهم من تلقاء نفسه لهذا السبب .. هل يريد الأنتقام منها .. هل سيعود لمهاجمتها في وقت ما .. اين وكيف .. الكثير من الأفكار التي جعلتها في النهاية تذهب في نوم خفيف .

حين سمعت صوت الباب يفتح ببطء وحذر شديد تملكها الخوف .. هي تسمع بوضوح لكن لا تتمكن من اجبار نفسها علي الصحو .. هل هذا السيد "بيهان" خطواتة البطيئة تسمعها في الخارج وهي تتجه الي غرفتها .. انه هو بلا شك يسير بحذر كي لا يوقظ احد .. سيقتلها فقط ربما يرحل بعدها لأنها تكلمت واخبرت احدهم بشأنه وهو حذرها من هذا .. هو امامها الأن تشم عطرة الخانق .. يمد يده نحوها .. يجب ان تستيقظ .. تفعل شئ ما .. نهضت بصعوبة فجأة تجلس في الفراش تتنفس بسرعة وتنظر حولها بعصبية لكن الأضاءه الخافتة في الغرفة وفي الخارج للشموع والسكون المخيم علي المكان جعلتها تدرك انه حلم سخيف .. حاولت ان تهدء وهي تعرف ان مثل هذه الأحلام قد تراودها لبعض الوقت لأن عقلها مازال مشغول بالأمر .. اغمضت عينيها واستندت بظهرها الي الوسادة وهي تشعر بنفسها اكثر هدوء واسترخاء وكل ما عليها فعله هو البقاء مستيقظة فحسب .. ثم سمعت صوت الأنين الخافت "لسيف" .. التفتت ناحيته بفضول تحاول الوصول لملامحة هل هو مستيقظ ام لا .. كانت "ميمي" الأقرب لها و"سيف" في الجهه الأخري يوليها ظهره لذا لم تتمكن من معرفة ما اصابة .. هذا جعلها تبتسم لقد وجدت شئ يشغلها وهذا الشئ هو موقف ربما لن يتكرر ثانية معها نحو "سيف" .. نهضت من الفراش ببطء واتجهت ناحيتة وهي تشعر ببعض البرد القت نظرة سريعة علي "ميمي" التي كانت نائمة ببراءه وامان بينما والدها يتألم بدون وعي .. وقفت امامة تتطلع الي حاله .. "سيف" الذي في موقف قوة دائماً ويمكنه اخضاعها لما يريد اذا ما عارضتة ينام بألم وتعب وضعف ويهذي بدون وعي .. لاتعرف كيف وجدت نفسها سعيدة لهذا المشهد امامها هي لا تتمني له اي شر لكنها كانت بحاجة لرؤيته في موقف ضعف لمرة واحدة علي الأقل .. رغم انها لا تزال في مشكلة فليس لديها ادني فكرة عما يمكن ان تفعل لمساعدتة .. هل تذهب وتخبر "زين" لايمكنها دخول غرفتة بوجود زوجتة ببساطة .. حاولت التحقق من حرارتة بظهر يدها وكانت اعلي بكثير مما شعرت به حين اخذت منه السكين سابقاً اليوم .. لم تتكبد عناء الذهاب لأي مكان لأنها علي اية حال تجد صعوبة في السير لمسافة طويلة فقط اخذت منشفة صغيرة وبعض الماء من القارورة الموضوعة جوار الفراش وتأكدت انها رطبة كفاية قبل ان تضعها علي جبينه وسترة ما وجدتها قريبة منه بدأت تجفف بها العرق عنه وهي تراقب ملامحة التي تتألم بلا تحفظ وتأوهاته الواضحة .. هو بحاجة لدواء ما يخفض هذه الحرارة لكنها لا تعرف اي شئ عن مثل هذه الأمور واين "زين" في هذا الوقت .. نهضت مرة واحدة فقط لتنقل "ميمي" بعيداً عنه الي الفراش الأخر ثم قضت بقية الوقت تغير المنشفة من وقت لأخر وتراقب "سيف" في الضوء الخافت وهذا جعلها تنشغل به بدلاً من التفكير فيما حدث معها حتي ان "سيف" كان مفيد في مرضة ايضاً .. كان يروقها هذا الوضع الضعيف الذي هو عليه الأن تحت سيطرتها الكاملة .. تمتم ببضعة كلمات واهيه فجأة فهمت منها انه يحتاج الي بعض الماء وساعدته علي الشرب .. بعد عدة دقائق اخري اخذ يسعل بشدة وفتح عينين متعبتين بعناء وسأل بصوت متهدج : ماذا تفعلين هنا .
: ماذا تعتقد .. اساعدك ايها الرجل المريض .. يبدو ان صحتك لم تعد تسمح لك بالمغامرات يا سيف .
لمس المنشفة علي جبينه قائلاً: لست في حاجة لهذه لا اشعر ان حرارتي مرتفعة .
: كلا لست كذلك فقط هي تجف في دقيقة لشدة سخونة جسدك .. لا تكابر .
تلفت "سيف" للجهه الأخري وحين وجد "ميمي" علي الفراش المجاور عاد يقول : شكراً لك لأبعادها والأن ابتعدي انت ايضا قبل ان تلتقطي العدوي .
: ماذا عن حرارتك هذه .. انت تموت علي الأرجح .. ستسوء حالتك وانت اكثر من يعرف .
: لا تهتمي لدي دواء مناسب سأكون بخير والأن اذهبي .
: يا للغرور الشديد حتي وانت مريض ترفض الأعتراف انك بحاجة ماسة للمساعدة :
: اجد انك الوحيدة المستيقظة حتي الأن .. هل مازلت تشعرين بالخوف .
ابتسمت لأنها تفهم انه فقط يحاول مضايقتها : لدي الحق في الشعور بالخوف كان هناك من سيأكلني حيه .
: هذه شجاعة لتعترفين بهذه البساطة احترمك كثيرا .
عاد يسعل ثانية وقالت " لي" : اين هو هذا الدواء اخبرني وسأجلبه لك .
: شكرا كل ما اريد منك ان تعودي الي فراشك فحسب .
نهضت بعصبية .. لماذا يسمح لنفسه بمساعدتها في اي وقت ويتدخل بشؤنها حتي اذا لم يكن لديها رغبة بذلك والأن وهي ترد اليه صنيعة كل ما يريده منها العودة لفراشها .. تباً له ليذهب ويموت لا مشكلة في الأمر .. عادت الي للفراش وتمددت باسترخاء تحاول العودة للنوم ولم تهتم كثيراً بصوت سعال "سيف" او بعض تأوهاتة التي يحاول اخفائها وهو ينهض باحثاً عن دواءه كما قال .. كل هذا لم تهتم له " لي" لأن تحرك "سيف" وصوتة كان انيس جيد لها لتشعر بالأطمئنان وتنام ثانية .

Koedara 16-06-21 05:04 AM

رد: علي الجهة الأخري
 

الفصل 11

شعرت " لي" بالأستياء حين استيقظت علي صوت "زين" و "نوين" يتجادلان بصوت عالً بعض الشئ في الخارج .. الا يكف هذان الأثنان عن الصراخ بوجه بعضهم البعض من الجيد انهما لا يعيشان معاً والا لقتل احدهم الأخر علي الرغم من مدي الحب بينهما وخاصة "زين" الذي يظهر بوضوح نحوها .. حاولت النهوض بعد ان ارتاح جسدها لساعات .. اقتربت من فراش"سيف" الذي كان نائم .. ليس في حال افضل بل اسوء فهو يهذي بصوت واضح ووجهه شاحب يتقلص من الألم .. ما الذي نهض ليلاً وتناوله اذاً هل كان يكذب عليها .. نادت علي "زين" عدة مرات وهي تشعر الأن بالقلق حيالة لما يبدو عليه مظهرة اصبح الأمر جدياً حول كونه في حال خطرة .. حصلت علي انتباه "زين" ووجدته يدخل الغرفة وهو يقول بوجه محتقن : ماذا يا لي .
اشارت نحو "سيف" : انظر اليه يا زين هو مريض للغاية منذ مساء البارحة .
سار "زين" باتجاهه وقال بدهشه : هذا لا يصدق لقد كان علي ما يرام .
راقبتة " لي" وهو يتفقد حاله : اذا هل هو بخير .
رد "زين" بقلق : كلا .. يبدو مريض للغاية .
ثم نظر نحوها بغضب : من الذي سمح لك بمغادرة الفراش .
: انا بخير واستطيع التحرك الأن .
: عودي الي مكانك حالا .
لم تجادله لأنه عصبي ومزاجة سئ ذهبت وجلست علي حافة الفراش وهي تراقبة لا تعرف ماذا سيفعل وماذا يملك من ادوية او مساعدة له وحين حاولت الأقتراب منه ثانية ثبتها "زين" بنظرة صارمة مكانها : ابقي مكانك .
: ولكن .
: اسمعي كوني مطيعة في هذا الوقت خاصة .
: اصبح الجميع عصبياً فجأة .
: اخبرتك انه مريض للغاية .. ابقي الي جوار الفتاة اريدكما بعيدان عنه .. من الجيد انك نقلتها بعيداً .. وكفي عن التجول بأريحية هكذا منذ متي تفعلين ذلك .
حدقت اليه "لي" وكأنها معاقبة ببقاءها في الفراش للأبد : منذ وجدته بهذه الحال ولم يكن امامي سوي فعل شئ له .. انتهي الأمر يا زين .. افعل شئ لهذا الرجل قبل ان يموت .
قدم "زين" ما يستطيع من مساعدة الي "سيف" الذي لم تذهب عنه الحرارة واخذ يهذي ببضعة اشياء مجهولة .. وحين غادر "زين" و "نوين" اخذت " لي" مقعداً الي جوارة ووعدها "زين" بالعودة قريباً .. استيقظت "ميمي" سألت عن والدها وارادات الذهاب اليه لكن شغلتها " لي" عن الأمر باللعب قليلاً واكلا معاً حتي عادت للنوم ثانية اخيراً .. ظلت بعدها جالسة علي المقعد ذاته حتي شعرت بالتعب لذا قررت ان تريح جسدة قليلا خاصة ان "سيف" لا يفعل اي شئ سوي الأستغراق في النوم ثم يعود للتوجع والهذيان ثم يعود للنوم .. حل المساء ولم يعود "زين" بعد ولم يستيقظ "سيف" كانت قد عادت للجلوس امام فراش الرجل الذي ينام بهدوء الأن بعد ان تحسن كثيراً .. ظلت مصوبة بصرها عليه تفكر عنه بعدة اشياء .. عدة مواقف .. لما تجد "سيف" مختلف عن البقية هل لأن طريقة مقابلتة الأولي كانت مخيفة .. لكنه اصبح صديق جيد .. هو شخص تستطيع الوثوق به لا تعرف متي تيقنت من هذا .. لكن اذا اجبرت علي الأبتعاد والرحيل وتغيرت الظروف سوف تختار مرافقة "سيف" .. صحيح ان "زين" شخص جيد للغاية .. لكن "سيف" يستطيع ان يتسلم زمام الأمور كافة .. في كل مرة يظهر كم هو ممتن لأنها ساعدت ابنتة تشعر انه يمكنها الوثوق به كانت بدايتة معها مشوشة حتي استطاعت ان تفهمه وتتكيف مع شخصيتة في النهاية .. كان مصيرهم ان يسرقاه ليتعرفا به .. كانت تشعر البارحة ببعض الأنتصار كونه ينال جزاءه من المرض والضعف امامها لكنها لم تتصور ان تسوء حالة لهذا الحد .. انتبهت فجأه من حالة الأسترخاء هذه حين وجدتة يفتح عينية بصعوبة ويحاول ان يتذكر اين هو .. ثم نظر نحوها وابتسم بشحوب قائلا : الا تدركين انه من الوقاحة ان تجلسي وتراقبي شخص نائم .
: انا لا اراقبك بالظبط لكنني انتبه لحالك .
اخذ يسعل قليلا : لما من الصعب عليك ألاعتراف انك مريض وتتألم هذا لا يحتاج لكل هذا الأدعاء الأمر واضح .
: لا احتاج لشفقتك علي او اي احد اخر .. سأكون علي ما يرام .
: سمعت هذه الجملة البارحة و استيقظت اليوم وانظر الي حالك .
: حسناً ارهقتكم معي كثيراً انا اسف لكنني اشعر بحال افضل الأن جدياً .
نهضت " لي" قائلة : انا واثقة من هذا .. فتاتك نائمة ثانية سألت عنك .
: لي .. شكرا جزيلا لأعتنائك بها هذا يعني لي الكثير .
: لا تثني علي لا احب ذلك منك .
سعل "سيف" بشدة واغمض عينية واكتفي ان يرد بصوت فاتر : اسف .

*******************
قضت" لي" بقية اليوم في غرفتها في حين مازال "زين" في الخارج و"سيف" يسبب جلبة وهو ينقل اشياء ما من مكانها كان قد اكتفي بهذا الحد من ملازمة الفراش ويحاول استعادة نشاطة من جديد بأي طريقة .. وحين كادت عيناها ان تستسلم للنوم سمعت صوت الطرقات علي الباب الأمامي للمنزل واستحوذ الأمر علي كامل انتباهها فهذا ليس "زين" .. هذا السيد "بيهان" .. عرفت انها فعلت الصواب حين اخبرت "سيف" بأمره لكنها تشك في قدرتة علي التغلب عليه لا سيما وهو بتلك الحال .. ظلت جالسة في الفراش تنصت لصوت حديثهم الخافت الذي لا تسمعة بوضوح كانت هناك ضحكة ما من السيد "بيهان" وشئ ما يحتج عليه "سيف" .. هي مستعدة لأي شئ سوف يحدث فالصدمة الأولي قد انتهت والأن تعرف بأمره جيداً .. سمعت صوتهم يرتفع واخذ الأمر يتحول الي عراك بالكلمات واقتربت " لي" من باب الغرفة وهي تراقبهم في اشتباك بالأيدي وتري ما يجب ان يحدث تماماً .. فالسيد "بيهان" نظراً لما يتمتع به من قوة اكثر منهم ونظراً لحال "سيف" المتدنية كان له الكلمة الأخيرة في العراك .. شعرت بجسدها يثلج والخوف يملأها تدرك اذا ما تغلب السيد "بيهان" علي "سيف" كيف سيكون الوضع .. لما تسرع "سيف" واخبره انه يعرف بحقيقتة .. بعد هذا التراجع امام السيد "بيهان" تماسك "سيف" فجأة وكأنه درس تحركات الرجل جيداً وتملكة الغضب بعد لكمة قوية طرحتة ارضا من السيد "بيهان" جعلت الدماء تسيل من انفة ووجده ينهض من جديد في لحظة خاطفة ينهال علي السيد "بيهان" بالضرب السريع القوي .. سريعاً مباغتاً مدروساً لقد تحول "سيف" في لحظة من هذا التراجع الي هذا الأندفاع .. استطاعت ان تقرأ ملامح الدهشة والتساؤل عما اصابة في نظرات السيد "بيهان الذي اخذ يتراجع امامة .. من اين يستمد قوتة هذه .. اليس هذا هو الرجل نفسة الذي كان يعاني من الحمي منذ بضعة ساعات فحسب .. لم يترك له فرصة ليسترد انفاسة ينهكه تماماً لكن الي متي .. سيأتي الوقت وينقلب الوضع .. ثم توقف فجأة مما جعل السيد "بيهان" يحاول التركيز عليه وهو يمسح الدماء التي تسيل من انفة وفمة وينظر اليه بوحشية .. تلك النظرة التي لن تنساها "لي" .. قبل ان تدرك لما توقف "سيف" واتاح له تلك الفرصة وجدته في لمح البصر يسحب سكين كان علي منضدة بعيدة ليفصل به رأس السيد "بيهان" عن جسدة .. كما لو توقف الزمن للحظة .. وبقيت نظراتهم فقط تشرح الأمر .. "سيف" بنظرة الأنتصار والفخر والسيد "بيهان" جاحظ العينين لا يصدق كيف انتهي امره و" لي" التي تحدق مذهولة بعينين تملأهما نظرة الدهشة و الخوف .. وربما ليس رأس السيد "بيهان" الملقي علي بعد بضعة اقدام منها هي السبب لكن الرجل الأخر الذي يقف وفي يدة السكين .. كما تخيلتة تماماً في اللحظة الأولي التي رأته فيها .. قاتل .. تلك النظرة وهذه الوقفة وهذه الجرأه .. سبق وقتل بسهولة اذاً لينجح في فصل رأس احدهم عن جسدة بأعصاب باردة .. نقل بصرة اليها وقال بنظرتة الشيطانية ذاتها : هذا لأجل ابنتي .. لدي الحق فيما فعلت .
لم تنطق " لي" بكلمة ظلت متشبثة بأطار الباب جامدة كتمثال ولا تدري ماذا تقول او تفعل .. راقبت خطوات "سيف" وهو يتوجه نحو جثة الرجل انحني امامة يفتش في جيوبة بأصرار حتي عثر علي ورقة مطوية .. اخذ يفضها سريعاً واعتدلت قامتة المديدة القوية واقفة وهو يثبت نظراتة علي الكلمات التي جعلته يتنهد ثم نقل بصرة الي " لي" مرة اخري قائلا وهو يلوح بالورقة : هل رأيتي منزل جديد تماماً .. علينا جمع اغراضنا والرحيل .. تم القبض علي زين وسيحين دورنا انهم يمشطون المنطقة .
بصعوبة شديدة سحبت " لي" نفسها لداخل الغرفة لا تفهم ما يحدث .. هل "سيف" شخص عادي مثلهم بالتأكيد لا .. لا شك انه قتل الكثير وقاتل كثيراً حتي يتصدي للسيد "بيهان" وحتي يكون هادئ الأعصاب وطبيعي بعد قتلة شخص بتلك السهولة .. هذا وجهه الأخر الذي كانت ستراه اذا ما كانت عدوه .. عليها بالفعل جمع اغراضها والرحيل لا تدري ما الذي يتحدث عنه بشأن "زين" لكن يبدو وان الأمور اصبحت اكثر صعوبة وحان وقت افتراق الجميع .. كانت تتحرك ببطء تحاول ترتيب افكارها والي اين ستذهب يمكنها الأعتماد علي نفسها لا بأس .. حين وجدته يدخل الغرفة بخطواتة الواثقة شعرت ان الغرفة تضيق عليها وانها محاصرة ونعم شئ ما يخيفها منه لا تعلم لماذا علي الرغم من انه نفس الشخص الذي كانت تحاول جاهدة مساعدتة في تخفيض الحرارة بالأمس .. استدارت اليه تنظر في عينيه الباردة وقالت بصوت خافت : علي كل منا الرحيل وحده .. اذا كان امر زين مجهول فأنا لا اهتم كوني مع احد او لا .
: كذب .. اسمعي يا لي ما فعلته كان الصواب الدائرة تضيق علينا اكثر .. لم يكن لدي الوقت لأمهد خطط مع هذا الوغد .. جاء الي هنا ليخبرني بأمر القبض علي زين وبابتسامة قبيحة متعالية طلب ان اسمح لك بالرحيل معه حيث المنزل الأكثر امناً .. ثم لوح في وجهي بهذه الورقة وهو عنوان المنزل الذي دونة حتي يحفظ مكانة .. كان الحل الوحيد هو التخلص منه ويمكننا المكوث في منزلة حتي نتمكن من فهم ما يجري حولنا .
قالت " لي" وهي ترمقة بنظرة خاوية : لا اصدق البساطة التي تتكلم بها وهدوء اعصابك بعد ما فعلت .
: واذا لم اكن فعلت .. لكنت انا الأن الجثة الملقاه خارجا واصبحت انت وجبة الغداء له وابنتي العشاء .
ظلت " لي " صامتة ترمقة بتلك النظرة الميتة التي لا تعني شئ : تعرفين يقيناً انني فعلت الصواب .. تعتادي علي القتل بسهولة بعد المرة الأولي حين تكفين عن لوم نفسك وتدركين ان الأمر هو وسيلة للبقاء حية .
: كنت قاتل اذا لم اخطئ فهمك منذ البداية .
: الجميع قتلة في هذا الوقت ربما حتي زين الذي تعتقدينه ملاك .. انت واهمة يا حلوتي .. اجمعي اغراضك سريعاً سنرحل ثلاثتنا الي منزلة يمكنني سماع المزيد من كلماتك منصتا هناك .

Koedara 16-06-21 05:07 AM

رد: علي الجهة الأخري
 

(لي)
لا اعرف لما وجدت نفسي اتبعه بصمت ربما لأن رأسي معطل تماماً في الوقت الحالي .. كنت اريد اتهامة بشئ لكن ماذا .. ماذا فعل "سيف" .. لم يكن هناك شئ منطقي يمكنني ادانته به لقد قتل شخص كان الأكثر خطر علينا جميعاً لكن ليس ذلك هو المقصود بل كل ما في الأمر هو رؤيتي له بعيني وهو يفعل ذلك .. لا استوعب انه الشخص الذي جلست اراقب حاله وهو يهذي اتعجب كيف يستطيع التحول هكذا في دقائق .. ذهبنا اولاً لنصطحب "روبي" معنا اشترطت عليه هذا لن اذهب لأي مكان بدون اخي خاصة واذا كنا نحاول الأبتعاد عن تلك القوات .. بدت الشوارع مختلفة الأن .. تلك السيارات التي تقف عند كل منحني طرق وهذه الأضواء التي تعمي العيون هؤلاء الأشخاص ذو الزي الموحد .. هؤلاء من اتوا للقبض علينا .. لكن لماذا ما هي التهمه التي اقترفناها واين كانوا قبل ذلك والي اين يأخذوننا .. كل ما افكر فيه هو "زين" هل هؤلاء هم من اخذوه .. ما الذي يجعل الجميع علي اقتناعً انهم سيأخذوننا لمكان خطر وانهم يعاقبون الجميع .. ربما الأمر ليس كذلك لكننا خائفون من عدة امور تبدو غير حقيقية لنا بعد ان عشنا في هذه الظروف البدائية والظلام والعنف ثم يأتي فجأة من يحاول اقناعنا ان الأمور في مكان ما بخير .. بينما الرجل الذي يحمي ابنتة بين ضلوعة امامي يبدو مصراً علي الوصول بأيه طريقة الي منزل السيد "بيهان" والتخفي من هؤلاء .. هو بارع كونه يعرف الطرقات وكأنه عاش هنا حياتة بالكامل .. كذلك نحن نتحرك في الظلام بحرية اكثر من اصحاب الضوء هؤلاء .. علي الرغم من الفترة التي عشتها في منزل "زين" لم تكن بالطويلة جداً ألا انني اشعر بالضيق لمغادرتنا واتمني انه بخير .. انتبهت فجأة علي صوت "سيف" الخافت : لا تسرح يا صغير وانتبه نحن في خطر حولنا .
قلت و انا اتبعه نحاول المرور وسط بعض الحطام : لا احتاج لتوجيهاتك انا منتبه تماماً .
لم يناقشني بعدها واحتفظ بصمتة طوال الطريق وهو يركز اهتمامه علي ما حوله .. اجهل كيف نجح "سيف" في حفظ كل هذه الشوارع نظراً لصعوبة التجول بأريحية الي اي مكان تريد لكن كما قلت هذا ليس شخص سهل ابداً وكان يخفي عنا الكثير .. لا اشعر بذرة شفقة علي السيد "بيهان" بالتأكيد واجد ان "سيف" علي حق كان هذا هو السبيل الوحيد للتخلص منه .. هو شخص يعرف ماذا يريد وماذا يفعل لهذا انقاد خلفة بهذا الشكل .. وابنته التي ورثت منه هذا الهدوء وكأنها تدرك كوننا نهرب بصمت وان الوضع خطر لم تصدر صوتاً ولم تنزعج وهذا تأكيد تام انها صورة متطابقة منه ليس في الشكل فحسب بل في الشخصية ايضاً ربما فيما بعد ستصبح قاتلة محترفة مثلة كذلك .. استمر بنا الطريق طويلاً نجلس احياناً نختبئ احياناً ونأخذ بعض الوقت لتناول شئ ما لكن لا اثر لأحد سوانا وبقية من يحتل الطرقات هم اصحاب الزي الموحد .. تري هل هم الأن في منزل "زين" حيث لم يبقي سوي جثة السيد "بيهان" سيعرفون حينها اننا اشخاص بدائيين نفتك ببعضنا البعض بهذه الطريقة ولن يعرفوا ما كانت حقيقتة ابداً .. ما لاحظته ايضاً انه لم يعد هناك وجود لحيوان واحد يبدو انهم يعملون منذ وقت طويل وفقط نحن لم ندرك .. افكار كهذه لم تتركني حتي بدءنا الأقتراب من المكان ثم وكأنني لم اري الضوء في حياتي من قبل كنت اشعر بالأنبهار لهذه المصابيح الخافتة هنا وهناك .. لم يكن المكان يصلح للمعيشة وهو متضرر ومحطم حال كل مكان لكن ها هنا كهرباء وادركت كم ابتعدنا وان منزل "زين" اصبح ماضي حيث لن نعود ثانية ابداً .. وصلنا الي منزل السيد "بيهان" كان منزل رائع لأن هناك ضوء وصوت مذياع يأتي من مكان ما خافت ومشوش .. اذاً هذا ما كان يعنيه بمفاجأة يحويها المنزل ويالها من مفاجأة لكن كم يمكننا البقاء هنا بعيداً عن اعين تلك القوات حتي يأتي دورنا ويقبضون علينا .. تنهد "سيف" وقال وهو ينظر الينا : توقفا عن هذه الدهشة .. اريدكما منتبهان تذكرا ان كل منا يعتمد علي الأخر الأن .
قلت بضيق لا اعرف له سببا : لا تعتمد علي في شئ اضطرتنا الظروف فقط لنبقي معا هذا امر وقتي وسينتهي .
يبدو انه لا يملك الوقت للتحدث انزل ابنته النائمة علي اريكة في الداخل قائلاً وهو يحدق اليهما ليكتشف كم انهما يشبهان يعضهما البعض الي حد كبير وكأنهما توأمان : اريد منكما الأعتناء بها حتي اعود افعلا هذا لأجلي ارجوكما واذا شعرتما بأدني خطر غادروا فوراً .. اعرف انكم ذكيان وتستطيعان تدبر اية امر .
لم يستوعب "روبي ما يقول و وجدته يوقفه وهو يجذبه من ذراعة الذي اثبت ان الحرارة لم تغادر جسدة بعد .. يفعل كل هذا وهو لا يزال مريض بعد : لا يمكنك ان تتركنا هنا لا اعرف اي مكان حولي .. الي اين انت ذاهب هل جننت .. اذا ما اخذناها وذهبنا سنفترق ولن تعرف بمكاننا ابداً.
: بما انها معك فأنا مطمئن .. لا تكن كثير الشكوي يا صغير المكان آمن هنا هم لن يأتوا للأماكن المزودة بالكهرباء لأنهم سبق واخلوها والأن يقومون بالمثل في الجهة الأخري التي كنا نعيش فيها .. احتاج للقيام بأمر هام سأعود سريعاً.
"روبي" : ولكن ... ولم يجد ما يقال اعلم انه لايمكنه نطقها امامة والأعترف انه قلق وخائف من سرعة ما يجري حولنا .. وقف ينتظر ما سيقول وحين استمر الصمت قال "سيف" بصوت لطيف : انتم بأمان يمكنك ان تثق بي .. لم اكن لأترك ابنتي وهناك شك بسيط انها ستكون في خطر .
ثم نظر نحوي : لم اقتل سوي مضطر لم افعلها مرة واحدة سوي لأني لم املك خيار اخر صدقيني .. انا لست شخص سئ احاول حماية نفسي وابنتي فحسب .. امنحاني بعض الوقت يا رفاق .
ثم تركنا وذهب هكذا كما يفعل دوماً يضع الكلمة الأخيرة ويرحل ثابت الموقف .. جلست بعدها اتحدث الي "روبي" واخبرة بالكثير وخاصة عن "سيف" ومافعله قبل ان نغادر وكيف عثر علي هذا المسكن وما حدث ل"زين" كيف ساعداني حتي الأن وكيف كنا اصدقاء .. اخبرتة عما واجهته من صعاب وهو كذلك اخبرني عما كان يعانية وهو وحده قبل ان يعثر عليه "سيف" .. حين جاء الوقت لأروي له عن تلك الفتاة التي انقذتني من قبل وقبلت ان اظل في بيتها حتي اتي "سيف" ليعيدني نظر نحوي بدهشة وقال انه كذلك صادفها قبلاً لكنها لم تساعدة لقد حاولت السرقة منه وقتلة ببساطة .. هي كذلك بدت لئيمة معي لذا كان شعورنا متبادل نحوها واذا ما قابلناها يوماً لا اعتقد ان بأمكاني مساعدتها خاصة لو ان "روبي" برفقتي الذي يبدو انه يكرهها بشدة لسبب ما .



(الونا)
لا اعرف كم استغرقت وانا اسير جيئه وذهابا بقلق وترقب لما يجري في الخارج .. الأشخاص اللذين سبق وطاردوني انفسهم يجوبون الشوارع الأن بسياراتهم السوداء المحصنة ضد اي هجوم .. يقبضون علي الجميع او كما قال هذا الذي اسوقفني البارحة وكاد ينجح في القبض علي ان هناك حياة طبيعية وهم ينقلون من علي قيد الحياة الي هناك حتي يتسني لهم تطهير المناطق من الحطام والحيوانات التي تعيش في الأرجاء وتشكل الخطر الأكبر علينا لكن لا يوجد قبض علي احد او تقييد حريتة كما نعتقد .. الحق انه كان مهذباً للغاية في حديثة ولم يتخذ وضع قتالي ضدي سوي بعد ان بدأت انا بذلك وكانت سعادتي لا توصف حين قتلتة .. نعم فأنا اعيش في هذه الشوارع المظلمة منذ اعاوام لذا احفظها عن ظهر قلب أما هو فلا و كانت لعبة الأختباء والقبض علي الأخر من نصيبي وحين حصلت علي سلاحة اكتشفت مدي قوتهم وما يحصلون عليه من معدات تساعدهم في التفوق علينا .. بوجود هذا السلاح معي انا في امان .. لكن بوجودهم في الخارج والسلاح معي انا قاتلة احدهم وحينها لن يكون هناك اية حرية او تهذيب هذا اذا كان صادقاً .. علي الرحيل لا ادري الي اين لكن وداعاً للمنزل لن اسمح لأحدهم بأخذي رغماً عني لأي مكان .. كوني لا املك اصدقاء مثل الأغلبية يضعني احياناً في مواقف شاقة .. استطيع الأعتماد علي نفسي لكنك في مثل هذا الموقف تحتاج الي من يفكر معك وينصحك بأمر قد تغفل عنه وهذا ما افتقده بالأضافة لهذا القلق الذي يجعلني عاجزة عن التفكير بشكل سليم .. سمعت صوت الطرق علي الباب واخذ قلبي يدق بعنف معها كأنه سيثب خارجاَ يختبئ في مكان ما بدورة .. لكنها خبطات هادئة اتذكر انني سبق وسمعتها ثم أتي صوت خافت جعل الأمر يقيناَ .. ابتسمت رغم عني لا ادري لماذا ربما لأنه صوت شخص اعرفه وليس هؤلاء الأشخاص .. كان هو هذا الغامض الذي علقت معه ليلة العاصفة .. لكن ما الذي اتي به الي هنا وفي هذه الظروف وماذا يريد .. طلب مني ان افتح الباب وعرف عن نفسه لكنني بقيت مكاني افكر في كل الأحتمالات فأنا لا اثق به تماماَ لأركض اليه واخبرة مدي سعادتي لوجودة في هذا الوقت علي الرغم من ان هذا حقيقة ما اشعر به بداخلي ويضايقني .. اقتربت من الباب وانا اشد قبضتي علي سلاحي وقلت بصوت مشابة لدرجة خفوت صوتة : ماذا تريد .. اذا كنت هارب تحاول الأختباء فأنت في المكان الخطأ .. سأتركهم يقبضون عليك او يقتلوك لا اهتم لست مدينه لك بشئ .
في الواقع كان ما قلت هو نصف الحقيقة جزء مني لن يتركه يتعرض للأيذاء ولا ادري السبب لكنه كان الوحيد الذي شعرت نحوه بألفه ما منذ وقت طويل مضي : لم آتي الي هنا لأياً من هذه الأسباب .. جئت لمساعدتك .
: ماذا تعني بذلك .
: اعني الرحيل من هنا قبل القبض عليك ومداهمة منزلك .. لقد تم القبض علي الجميع تقريباً .
: وانت البطل الخارق الذي استطاع الهروب بل وجئت لنجدتي .
: اعرض عليك مساعدتي فقد وجدت مكان آمن .. لست وحدي فيه لكي لا تبدأي التفكير عني بطريقتك
المريبه .

بدأت في فتح الأقفال واحد تلو الأخر وانا اتردد لحظة واسرع في لحظة اخري حتي فتحت الباب ورأيته ثانية وشعرت بشئ غريب اكره ان اعترف انني اردت رؤيته ثانية انا اشعر بالراحة معه وهو الوحيد الذي اعرفه وسط كل ما هو غريب حولي .. دخل مسرعاً وعدت اغلق الأقفال .. وقفت امامة انظر بتساؤل وانااراقب عينيه علي السلاح وقلت : نعم لقد سرقتة من احدهم . :
: رائع لم اتوقع منك اقل من ذلك .. اسمعي يا انسة تأكدي انني اجدك فتاة قوية تستطيع تدبر امرها ولا احتاج لأي شخص اضافي لتزداد اعبائي ولا وقت لدي للأعتناء بأحد .. لهذا السبب .. لأنك تقاتلين مثلنا لتعيشي يوم اخر جئت لمساعدتك .. الوضع بات اصعب في الأسفل نحن محاصران تقريباً.
القي نظرة اخري علي السلاح قائلاً بتهكم : ولا شك كونك تحميلن هذا وقتلت صاحبة ايضاً فأنت مطلوبة لديهم.
: من تم القبض عليه .
: الشخص الذي اعيش معه في منزلة و زوجتة واستطعت الهروب و روبي .
: الي اين .
: منزل آمن واحذري ماذا .. المكان مزود بالكهرباء .
حسناً لقد تغلب علي ووقفت احدق كطفلة بلهاء لا تفهم ما يقال لها حتي عاد يتابع : نعم افهم صدمتك لكن الكثير يحدث حولك اسرع مما تتصورين .
بدأت اشعر بالخوف وجسدي يرتجف واحتجت للذهاب الي اقرب مقعد وجلست عليه بتعب : الا تصدقينني .. انت فتاة قوية علي اية حال يمكنك ان تخوضي مغامرة واذا كنت كاذباً فأنت حرة التصرف .
اخذت احدق اليه علي ضوء الشمعة وانا ارفض ان يراني فتاة قوية طوال الوقت كما لو انه لا يري في اي جزء من الفتاة التي خلقت عليها .. الأفكار كثيرة في عقلي ومشاعري متضاربة واشعر بالضغط علي اعصابي وما قاله يزيدني تفكير وشعرت بالضيق فجأة وانا انصت لصوت السيارات الثقيلة التي تمر كل بضعة دقائق : تعلمين لست هذا النوع من الرجال .

Koedara 16-06-21 05:11 AM

رد: علي الجهة الأخري
 

الفصل 12

اردت منه ان يصمت لقد لاحظ ضعفي اعرف هذا اراه في عينيه وهو يتقدم نحوي بخطوات بطيئة واثقة بملامحة الحادة التي تبدو الأن في الضوء الخافت اكثر رجولة وقسوة .. اغلق علي الطريق بوضعة يدية علي يد المقعد وانحني ينظر في عيني بثبات جعلني اشعر انه قد تم القبض علي بالفعل وانه احد اللذين يستجوبونني .. لكن لأي شئ ماهي التهمة الموجهه ضدي .. كل ما حدث بدأت الحياة تندثر ببطء انقطعت الكهرباء وعم الظلام وتسلح الجميع وعشنا في المجهول .. من يلام في النهاية مذا فعلنا ونحن من خسر كل شئ .. عائلاتنا .. كل ماهو عزيز علينا .. كل ما بنيناه .. احبائنا اللذين حرمنا منهم رغماً عنا .. الألم والخوف والخسارة التي نالت منا في البداية ومع الوقت تحول داخلنا الي عنف وعداء علي احدنا الأخر واصبح القتل من اسهل الأمور .. وتعيش محاط بوسائل التأمين كأنك في حرب دائمة لا حلفاء فيها .. لا امان .. لا حماية .. وكم هي صعبة الطريقة التي تتعلم بها ان تترك انسانيتك وتتحول الي قاتل .. كم هو صععب ما اختبرناه حيث كنا بشر بهذه الهشاشة والمناظر الكاذبة ثم ظهر الكل علي حقيقتة كم هو مرعب ما يحدث لك وانت تائه في البداية وسط كل شئ متاح بلا قوانين .. افقت من افكاري وانا اشعر بأصابعة تلامس وجهي وهو يحيط به بكفة .. انتبهت انني انتفضت من البكاء .. انتبهت انني سرحت كثيراً وكل ما يضغط علي اعصابي جعل الدموع تنساب رغماً عني وقال بصوت رقيق لم اسمع مثلة منذ زمن بعيد : انا اسف .
ولم اصدق الصوت الذي خرج مني ضعيفاً ناعماً : علي ماذا .
: علي كل شئ واي شئ حدث وسبب هذه الدموع .

ابعدت يدة عني بعنف ونهضت وانا احاول التنفس ببطء لأسيطر علي اعصابي المحطمة وقلت كأنني ابرر له لماذا ابكي علي الرغم انني لست مرغمة علي ذلك لكن ليتني اختفيت من الحياة قبل ان ابكي امامة علي هذا النحو : لا تفهم المسألة خطأ .. لاتعتقد انني اجلس وحدي ارتجف واجهش بالبكاء علي الدوام .. هذا فقط ضغط عصبي اكثر من اللازم .
كنت اتحدث اليه وانا اوليه ظهري حتي يتسني لي ظبط اعصابي واستعادة جدية ملامحي وصوتي وابعد هذا الضعف عني .. تنفست بهدوء لبضعة دقائق ثم استدرت لمواجهته ووجدته مكانة امام المقعد : تأكدي ان كل ما عانيت منه حدث لنا جميعاً .. لا يوجد بيننا من عاش الفترة الأخيرة بشكل طبيعي .
: كلا .. هناك اشياء من الصعب حدوثها للرجال .
وقف يحدق نحوي بصمت .. علي التوقف عن قول اشياء غبيه و طرد هذا الشخص خارجاً لأنني في وجودة اكتشف الجزء الصعيف مني ومازلت اجهل السبب .. كان لبق ولم يسألني عما اعنيه وتركته يفكر كما يرغب .. اخذ يتجول بنظراتة في منزلي ثم قال : علينا الذهاب الأن .
عاد للنظر في وجهي : هل ستأتي .. اعدك انك في امان .
: لما تفعل هذا معي علي اي حال .
فعلته مع كل من اعرفهم .. سبق وذهبت الي صديقيي المتبقيان واخبرتهما بالمكان .. لكنني وجدت من اللائق ان ارافقك الي هناك بنفسي .
لماذا .. اردت سؤالة مرة اخري لكنني التزمت الصمت .. نظرت حولي في المنزل كما فعل هو منذ قليل وقلت : انا بحاجة لأخذ بعض الأغراض .
: لا مشكلة ,

تحركت باستسلام في النهاية .. في الواقع قدومه الأن هي هدية لم اتوقعها لقد أتي ليأخذني الي مكان آمن شئ كنت سأقاتل عليه لوقت طويل هذا اذا لم ينتهي امري قبلها .. ايضاً اشعر بالهدوء الأن وبأعصابي مسترخية يمكنني التفكير بشكل عقلاني وبعيدا عن كوني اتلقي المساعدة من رجل بل هو الرجل ذاته الذي تعرضت معه لموقف لا احبه حتي الأن .. ألا انه الحل الوحيد كما قال .. تري متي ينجح هذا الشخص في تدبر امورة بهذه السرعة اذا لم نكن رجل وامرأة لأصبحنا افضل صديقين .. نعم اريد صديق كهذا واثقة ان الجميع يحبونة وربما يعتمدون عليه حين تضيق الظروف لكن فكرة الصداقة بيننا هي مستبعدة من قبلي ولدي شئ سلبي اتجاهه كونه الرجل الوحيد الذي بكيت امامة .. تري كيف يراني الأن لم يجدر بي ان استسلم لأفكاري بهذا الشكل .. لكن هذا الخوف الذي احتل كياني فجأة في لحظة هو من تسبب بحالة البكاء هذه .. انتهيت من اخذ كل ما اريد ووقفت امامة وقال وهو ينظر الي السلاح ثانية : اقترح عليكي ان تتركي هذا الشئ هنا .. اذا كان هناك أمل ان هؤلاء صادقون وحين يقبضون علينا سنجد حياة مثالية فبهذا الشئ في يدك سنعدم بتهمة القتل بدون سؤال حتي .
قلت بأصرار : انا ادرك ما افعله .. من فضلك لا تملي علي اوامر اذا ما تم القبض علي يجب عليك ان تتركني وترحل عندها .
: هذه ليست اوامر هذه نصيحة .. سأرحب للغاية بأي نصيحة تسديها الي .. اعتقدت اننا اصبحنا اصدقاء الأن وواجب الصداقة يحتم الثقة .
اصدقاء .. ها هو يقولها لكنه لا يعنيها انا اعلم انه فقط يرغب بتنفيذ قراراته لذا تمكست برأيي اكثر : اسمع انت تقدم لي مساعدة وانا اقدر هذا لكن من فضلك لا تتدخل في شؤني .. ثم ها انت ذا تحمل سلاح .. اذا ما اعترض هؤلاء طريقك ستقتلة وتستولي علي سلاحة وهذا ما فعلته .. تلك مكافأتي وانا فخورة بها في الواقع .
: اذاً .. لا تتلقين النصائح من الرجال ولا تقتلين سوي الرجال ولا تصادقي الرجال ولا تثقين بهم كذلك .. كيف عساك تأتي معي اذاً .
: اعتبرني رجل ايضاً ليس عليك حمايتي والتعامل بتحفظ او بطريقة الطف او ما شابه .
: تأكدي انني لا افعل اتعامل معك بطبيعتي كما مع الجميع .
. ربما لكنني اعرف كيف تصر لتفرض وجهة نظرك فقط لكونك رجل .
: لديك افكار غريبة في الحقيقة .. سيكون هناك وقت اسحب فيه الكلام من فمك فأنت تخبئين الكثير .. اذا كانت صدمتك وشخصيتك هذه سببها رجل اؤكد لك لسنا كلنا سواء .
: نعم نعم سمعت هذا كثيراً .
لا اريده ان يخوض معي حول كلام مماثل لما لايتحدث بشكل عادي حتي عما سنفعله حتي نغادر المنزل بأمان .. حملت حقيبتي علي ظهري وتوجهت الي الباب ليوقفني قائلاً : ماذا تفعلين .
: هل تنوي ان نجلس ونكمل المحادثة اولاً .
: لا احب الي من ذلك .. لكن ما قصدت الخروج من الباب ليس فكرة جيدة .
: حقا .. من اين سنغادر اذاً من النافذة .
: تماماً .. قبل ان اصعد الي هنا وجدت اسفل نافذتك الكثير من الأكوام لأشياء مجهولة هذه ايضا حارة صغيرة يمكننا الأختباء فيها حتي نتبين طريقنا في امان .. ماذا اذا فتحنا هذا الباب ووجدنا احدهم امامنا يقبض علينا ببساطة .
كان كلامة منطقياً وتنازلت هذه المرة واطفأت الشمعة وكوننا معتادان علي الظلام لم نجد صعوبة في النزول بحذر نتلمس طريقنا بين العديد من الأثاث والركام .. لم يعرض علي مساعدة ولم يتفقدني حتي وصلت الأرض بسلام ووجدني اقف الي جوارة .. انا اعلم تماماً لماذا لم يفعل لأنه ادرك ما سأقول من اعتراض ورفض فلماذا اشعر بالضيق اذاً .. اختبأنا عند مخرج الزقاق نراقب المكان و التزمنا مكاننا بصمت و تأهب لدقائق حتي رأينا سيارة تمر اضواءها الساطعة تكشف كل شئ بوضوح .. السيارة تسير ببطء تنقب وتبحث وهؤلاء الأشخاص ذو الملامح الجليدية والحديث اللبق المطمئن والنظرة الحازمة يفتشون بدورهم وهم يتجولون علي القدمين .. ابتعدت السيارة عنا بسلام وتحركنا حينها من شارع لأخر نختار الأماكن الأكثر ظلمة والأكثر ركاماً وبعثرة والأكثر ضيق حيث لا تدخلها تلك السيارات التي ينقلوننا بها الي جهتهم المجهولة .. ومن حين لأخر نصعد الي سطح احد المباني وننتظر هناك نتفقد الوضع من الأعلي للمحيط حولنا واقرب سيارة اين هي وكم تبعد عنا المنطقة الأمنة التالية .. وهذا شئ يبدو هذا الرجل بارع فيه ويجيده تماماً .. لكننا لا نبقي في مكان واحد اكثر من عشرة دقائق علي الأكثر ونتحرك بعدها .. اكتشفت ان الهروب او البحث وهو لا يختلف كثيراً عما نفعله الأن كم يكون ممتعاً برفقة احدهم معك .. عينان اضافيتان معك تنظران في الأتجاه الذي تغفل عنه وعقل تدور فيه افكار مختلفة تتوه عنك .. علي الرغم من الخطر الذي يحيط بنا الا انني اشعر باستمتاع شديد واثقة انه سيتلاشي اذا ما وقعنا في قبضتهم وسيزول كل هذا الأنبهار والفخر حول كوننا ذكيان واستطعنا الفرار .. حتي انني وجدت نفسي كثيرا ما اضرب كفي بكفة في الهواء او اضربة بخفة علي الكتف حين ننجح في الهروب وسط هذا الظلام من سيارة ما او احد هؤلاء .. لم اعي انني افعل هذا لكني اتصرف فجأة بعفوية وهو لم يعلق او يتضايق بل بدت عيناه سعيدتان .. حتي وجدنا انفسنا في سوق قديم وعلي الطريق الطويل سحبت المناضد حتي المحال المغلقة ذات اللافتات الظاهرة حروفها بصعوبة لكثرة الغبار .. بعض من المقنيات ملقاه هنا وهناك .. من الصعب ان تتخيل هذا الطريق المكفهر كان ملئ بالحياة والصخب ذات يوم .. قمت بركل لعبة معطوبة وقلت : علي الأعتراف انك ماهر للغاية .. لا شك كونك حياً وبحال ممتازة حتي الأن .
. ياله من شرف ان اسمع مثل هذا المديح من كارهة الرجال :
ابتسمت قائلة : انا لست كارهة احد كنت اتحدث عن اسبابي الخاصة .. وانت تستحق ذلك لأجل مساعدتك لي .. اعرف انني احيانا اتصرف بشكل فظ لكنني لست مطالبة بالثقة في اي شخص اقابلة .
نظر نحوي : اصبح هناك ثقه اذاً .. اننا نتقدم بشكل ملحوظ .
: حتي الأن هناك بالتأكيد والا لما قبلت ان اغادر شقتي برفقتك .. تعرف انني اعيش وحدي لذا يجب ان اتعامل بخشونة كل مرة .
: اتفهم ذلك جيدا .. لا الومك علي شئ يا انسة كل منا له الحق في اختيار طريقة حياتة :
: اسمي الونا لما تتعامل برسمية هكذا .
: انا اتجنب العاصفة من قبلك فحسب .. انظري في هذا الطريق لن تجدي اية سيارات او تفتيش اننا نقترب من المنزل .. قاموا بتمشيط المنطقة واخلائها سابقاً من السكان واعدام كل تلك الحيوانات التي كانت تعيش هنا .. وزودوا المكان بالكهرباء وهذا ما يستمرون بفعله في كل مكان الأن .
: كيف استطعت الوصول الي هذا المكان .

Koedara 16-06-21 05:14 AM

رد: علي الجهة الأخري
 

: كيف استطعت الوصول الي هنا .
تجهم وجهه فجأة كأنني ذكرت شئ بشعاً لكنه قال بنبرتة الهادئة ذاتها : اعتبريها مكافأه ايضاً نلتها بعد قتال .
قلت وانا تأمل الأرجاء الساكنة حولي : اذاً نحن متشابهان ها انت تقتل دفاعاً عن النفس وتأخذ غنيمتك .
لم يعلق بشئ و ساد الصمت بيننا والهواء البارد يداعب وجهي .. اشعر بالهدوء هل كنت بحاجة لتلك النوبة من البكاء .. هل كانت علاجاً جيداً .. جلسنا نستريح قليلاً وانا احدق بأنبهار الي اعمدة الأنارة التي ألمت عيناي علي احد الأرصفة لطريق يبدو انه مجهز حديثاً والأضاءة برتقالية اللون وهاجه .. لا يزال الشارع ترابي والمساكن مهجورة لكنهم بالفعل يقومون بالتجديد .. ثم ماذا بعد هل سيعيدون الجميع الي هنا بعد انتهائهم من السيطرة علي الأمور واصلاح الوضع وتصبح هي الحياة الطبيعية التي يعدون بها .. ربما الأمر ليس سيئا كما كنا نعتقد .. ثم اكملنا طريقنا في شارع اخر اكثر اتساعاً اسفلتي .. علي الجانبين اعمدة الأنارة البيضاء الراقية ضوءها نظيف وهادئ ليس مزعجاً مثل تلك الصفراء السابقة .. ثمة مدرسة ايضاً علي الجهة اليسري للطريق وكل شئ مهجور كالعادة .. حقاً هذا اغرب ما تراه عيناي منذ وقت طويل .. الضوء .. اعمدة الأنارة مضاءه مشهد افتقدتة .. اسير بكسل ومتعة بدون التلفت حولي وتجهيز حواسي كلها استعداداً لأي انقضاض او هجوم .. اود ان اشكر "سيف" كثيراً الأن علي ما جاء واخذني من بيتي لأعيشه معه علي الطريق حتي واذا كان هذا لمدة قصيرة فقط .. يبدو ان السعادة كانت واضحة علي ملامحي لأنه كان يبتسم من آن لأخر يظن انني لا اراه يفعل .. لكني امامة لا اكون متحفظة حيال تصرفاتي كما مع الغير .. بعد تلك الجولة وجدتنا نعود ثانية الي شارع يبدو مألوف لقد جئت هنا من قبل لكن بالتأكيد لم يكن ثمة ضوء انذاك : الأمر لا يزال مبهم حول كيف عثرت علي منزل هنا .
سألتة وانا اتبعة بين الكثير من الصخور والرمال كأننا اصبحنا فجأة في مكاننا القديم : احد الأشخاص لن تهمك التفاصيل علي اي حال .. استحق هذا المكان وهذا كل ما يمكنني توضيحة .
يبدو ساخطاً ومتجهم كلما اتيت علي ذكر المنزل وتغير مزاجة وعاد لجديتة ثانية وكذلك فعلت انا بعد ان زال كل الأنبهار والدهشة حول ما رأيت وعدت لحالتي العادية .. هو عقار تهدم كل ما حوله والشرفات في الطوابق الثلاث الأعلي مهدمة والمباني الي جوارة قد زال نصفها وترك الشقق مكشوفة من الداخل وكل هذه الحجارة والركام يتجمع تحت اقدامنا يجعلنا نصعد مرة بعد مرة بصعوبة .. كانت الشقة في الطابق الثاني وحين فتح الباب ووقف يمسك به في الداخل ترددت للحظات وانا اركز علي عينيه الهادئة ثم القي نظرة خاطفة علي ما استطاعت ان تلمحة عيناي في الداخل .. هناك ضوء لكنه خافت ربما كان لمصباح واحد فقط .. وقف ينتظر برحابة صدر : لا اسمع صوت احد في الداخل .. قلت انك سبق وجئت بالبعض هنا .
ابتسم بثقة : هيا يا الونا لن اخطفك او ما شابه .
ردت بصوت قوي : تعلم انني لست خائفة لكني لن اعيش مع رجل بمفردي اياً كان الوضع .
وبدون اهدار للوقت سحبني للداخل من ذراعي وابقاني علي مقربة منه وهو يغلق الباب ثم نظر في وجهي مباشرة وهو يمرر نظرة سريعة بشكل اعمق : لا زالت تلك الحيوانات تحوم في الأرجاء هنا لذا وضحي سبب رفضك في الداخل .
عدت ابدأ في لومة وجذبت ذراعي من قبضتة : لا تلمسني ثانية هل تفهم ذلك .. اذا سمحت لنفسك بالتصرف معي بهذا الشكل سأقتلك .

لم يجد "سيف" الفرصة للرد عليها حين وجد " روبي" فجأة امامة لا يزال يحمل تلك النظرة حياله وكأنه يتهمه بصمت وتسمر مكانه يحاول استيعاب من تقف الي جوار "سيف" الذي قال : هل حدث شئ ما .
تنهدت "الونا" : حسنا انت والفتي فقط هنا .
: بل وابنتي و لي .
حدقت نحوه بدهشة : ابنتك .. لديك ابنة
: نعم ميمي .. هل ترغبين في التعرف بها .
قالت بغضب فجأة : كلا .. ارغب بمعرفة اين سأبقي ويجب علي الجميع البقاء بعيدا عني .
: كما تشائين .. هناك ثلاث غرف هنا يمكنك اخذ اية واحدة عدا التي اختارها روبي .
بخطي مسرعة مرت امامهم ولم تسأل عن شئ .. ثم كان عليه ان يبقي في مواجهة "روبي" : اين لي و ميمي .
: ابنتك في الداخل وانا ونحن لسنا جليسي لست اطفال لتتركنا وتذهب لأرضاء نزواتك .
ضيق "سيف" عينيه وقال بصوت خافت :اخفض صوتك ولا داعي لكلام لا معني له .. اين لي . :
انها متعبة تشعر بالأجهاد وذهبت لتنام .. لم يكن عليك ان تجعلها تسير كل هذه المسافة وانت تعلم انها لم تشفي بعد . لقد حرصت علي ان نرتاح بين كل بضعة دقائق لأجلها . :
: انت دوماً مراعياً للأخرين .. ماذا تفعل هي هنا .
: تفعل ما نفعله تماماً .. تحاول البقاء في أمان .
: ليس معنا .. ألا تتذكر ما قالت عن لي .. ولدي خلاف معها بدوري .. قالت لي انك كنت مريض لأنك تغيبت عن المنزل في ليلة العاصفة وانك حين عدت اخبرتهم انك كنت معها .. اعرف الأن انها السبب الذي جعلك تصاب بالحمي .
اقترب عليه "سيف" مسرعاً وامسك بذراعة وهو يدفعة امامة حتي الأريكة في الردهة بعيداً قليلاً عن الغرف وقال بضيق : اطبق فمك يا صغير .. تذكر انها ايضاً من انقذت شقيقتك في وقت ما .
لكنه تمسك بعصبيتة : كلا لم تنقذها بل ارادت ان تثبت انها اقوي فحسب .. لا اصدق انك تركت ابنتك وخاطرت لتذهب اليها .. لم تستطع الأبتعاد وهي في خطر .. لم تتمكن من ان تركها وحيدة .. وما زال الأمر غامض حول ماحدث في ليلة العاصفة لكن الأكيد انك كنت معها .
صاح "سيف" في وجهه بغضب : وماذا في ذلك لقد صرحت بالأمر امام الجميع ..لا افهم غضبك لا اجد مبرر .
: انا اكرهها وانت تعرف ذلك .
: اساعدها فحسب وهي بحاجة لهذا شأننا جميعاً .
قال روبي ثقة : لا ليس صحيح .
ظل الصمت مطبق بينهما وسأل "سيف" وهو يقف بثبات يعقد ذراعية علي صدرة ويلقيه بنظرة باردة : لماذا اذاً برأيك يا روبي .
: انت تحبها .
ابتسم "سيف" بسخرية : عقلك المراهق لن يستنتج افضل من هذا ولن تفهم انني اقدم لها المساعدة مثل اي شخص اخر .
: هذا ليس عقلي المراهق بل هذه تصرفاتك الواضحة .. من يتنازل ويتحمل المرض ويذهب ثانية للمجهول لأنقاذ شخص ما ليجلبه تحت سقف المكان الذي يعيش فيه ليطمئن من سلامتة هو حب .
: ماذا تعرف عن هذه الأمور حتي لتتكلم عنها .. اذاً انا اهتم لك واذا ما كنت مكانها لفعلت الأمر نفسه او اي شخص اخر .. وقد ذهبت الي ميرك ويام وهما في مسكن اخر علي مقربة منا الأن وكنت لأفعل الشئ ذاته مع زين .. ها هو الأمر مشابه فلماذا مع الجميع تقتنع انها مساعدة بينما معها هي تقول كلام فارغ .
: فقط لتعرف انني اكرهها ولا اريدها هنا .
ثم اقترب منه وقال برقة مصطنعة : لكني محق وانت تحبها وسنري ذلك مع الوقت .. انا لا الومك علي شئ لكن لما هي .
لم يجيبه "سيف" واحتفظ بنظرتة الباردة وقال في النهاية : من الأفضل ان تذهب للنوم .. وضعنا غير مستقر ويجب ان نستعد لأي امر سيحدث .

علي الرغم من ألا مبالاة التي تعامل بها مع موقف " روبي" ومن انشغالة في خطوتة التاليه وماذا عليه ان يفعل اذا ما وصل هؤلاء الأشخاص الي هنا وانه اقترح علي "ميرك" و"يام" السكن في مبني اخر لكي ينذر احدهم الأخر باقتراب اي خطر وحتي يعرف ما حل ب"زين" و هل كانت زوجتة معه .. لكن عن امر "الونا" فهو لايعرف كلا لم يفكر بالأمر علي هذا النحو كما اتهمه الفتي .. لا ينكر انه يتمسك بها اكثر حين تزداد عناد وتحاول اظهار قوتها وتأخذ في قول هذا الكلام العدائي هذا يساعدة علي مجادلتها واثارة اعصابها لكنه يري في عينيها دوماً نظرة خوف وضعف وهو يريد ان يمحي ذلك وكما اخبرته كانت تعيش وحدها طوال الوقت وهو يريد ان تعيش معهم منذ الأن .. لا يدري بما يشعر لأنه لم يحاول التفكير جديا في الأمر وكان فقط يترك افكارة لوقت اخر .. لقد مرت بشئ مروع في حياتها جعلها تختبئ وراء تلك الشخصية .. لا يريدها ان تتعرض للأذي لكن كونه يحبها لم تشغلة الكلمة سوي حين نطقها "روبي" .. اي هراء هذا وفي اي ظروف يمكن ان يتحول الأمر هكذا بينهما .. ليس الأن علي الأقل تحت وطأة هذه الظروف كذلك لن يخاطر ابداً بشئ يجهل ردة فعلها اتجاهه .. لذا حول تركيزة بالكامل علي الأهم وعلي مصيرهم وما ينتظرهم .. ضم ابنته التي من الواضح اثارت غضب "الونا" كونه كان متزوجا ً لكنه ليس مطالب بأخبارها ادق تفاصيل حياتة كما هي تتعامل معه بالمثل .

Koedara 16-06-21 05:21 AM

رد: علي الجهة الأخري
 

الفصل 13

يبدو ان الحظ لم يعطيه وقت للتفكير في مثل هكذا اشياء فقد ظهرت بعض الأخبار السيئه في اليوم التالي .. أتي "ميرك" و"يام" وجلسا يتحدثان عن شئ يحيطهم بالخطر و اوضح "ميرك" قائلا ً: لقد رأينا هذا البارحة عقب وصولنا بساعات .
"يام" : لن تصدقوا ما يحدث انهم يقصفون المباني لأجبار الجميع علي الهروب وتسليم انفسهم .
"سيف" : لم نواجه المتاعب وكانت الدوريات المعتادة لهم تجوب الشوارع بحثا ً عن اي شخص .
روبي : لم تكن الأمور هكذا .. تذكر يا سيف ما رأيناه البارحة .
رماه "سيف" بنظرة عتاب وعلق "ميرك" بأصرار : ماذا .. ماذا رأيتم .
استمر " روبي" بالتحديق نحوه والي "الونا" التي تجلس علي مقربة منه وبعيدة عن الجميع : رأيناهم يمنعان شخص من العبور بسيارتة هو وزوجتة .. لم تكن الطريق سوية لهذا حاول العبور من طريق اخر يمكنه من الوصول لوجهته لكنه لم يكن ممهد كذلك كان به بعض مواد الأنشاء بل وبدءوا العمل فيه بالفعل .. وحين اقترب الرجل منعوه بالقوة وهل تعرفون ماذا حدث .
حدق الي "سيف" خاصة كأنه يتحداه : لم يقبضوا عليه كما قالوا انهم يفعلون .. بل قاموا بقتلهم الأثنين .. كان هذا مكان مهجور وبعيد لا يوجد فيه سوي بعض العمال واثنين يبدو انهم من يتولون الأمور هناك ويعتبرون ان هذه ارضهم وزودوا المكان بالكهرباء مصباحين علي الأكثر .. ومن المرجح انهم قاموا بدفن الجثتين اسفل المبني قيد الأنشاء .. ربما امر القبض علينا هي خدعة وهم في الواقع يقتلون الجميع ويدفنوهم اسفل مبانيهم وطرقاتهم الجديدة وهذا هدفهم من تدمير كل شئ وبناءه من جديد .
استطاع اصغرهم ان ينشر الصمت المتوتر ويشغل تفكيرهم .. وشدت "الونا" ذراعيها حولها كأنها شعرت بالبرودة فجأة .. قال "سيف" اخيرا ً بصوت خافت الي "روبي" : هل تشعر بالسعادة الأن .. اتمني ذلك .
قال "يام" كأنه يلقي اللوم علي "سيف" : ما قاله معلومة هامة .. لما كدت ان تخفي عنا امر كهذا .
صاحت "الونا" بعصبية : نعم كم استغرقتم من وقت للوقوف ومشاهدة حادث كهذا .. هذا امر خطر علينا جميعا ً.. ماذا اذا فكر احدنا بالأستسلام لهم وتصديق ان نيتهم طيبة .
"ميرك" : هذا يا سيف لم يكن في صالحنا لتخفيه عنا .. وافكر اكثر الأن فيما اصاب زين و زوجتة .
القاهم "سيف" بنظرة مطوله ثم قال بنبرة جدية : اسمعوا جميعا ًوخاصة انت يا صغير .. لم احاول ان اخيف احد لأنه ربما من فعلوا ذلك خارجون عن القانون .
قاطعة " روبي" بأصرار ليسد عليه اي طريق : اي قانون هذا .
رد بنظرة عميقة حازمة نحوه كفيله بأسكاتة : قانونهم .. هنا او هناك دوما ً هناك خارجون عن القانون يتصرفون وفق مزاجهم الفوضوي .
ساد الصمت بينهم حين اتت "لي" وهي تبدو شاحبة ومتعبة وكأن كل هذه الأيام التي تحسنت خلالها لم تكن .. جلست بصحبتهم لتتابع ما يقال و قال "يام" : علينا الرحيل هذا خيارنا الوحيد .
"سيف" : الي اين .. نحن بالفعل ابعد من اي مكان .
تبادل "ميرك" و"يام" نظرة سريعة وعاد "يام" يوضح : هناك مكان ابعد من هنا كثيرا ً وصلت اليه الكهرباء كذلك .. يعيش فيه بعض الأشخاص روبي
"ميرك" : لم نحدد مكانهم قبلا ًسوي حين اخبرنا زين عنهم ذات يوم .. انه مربع سكني مغلق من كل الجهات ويبدو ان احدهم يتولي زمام الأمور هناك ويساعد كل من استطاع الفرار .
"يام" : انهم متجمعون في مكان واحد ولديهم قائد .. الخطر الوحيد الذي يداهم المكان هو وجود تلك الحيوانات .. فلم تتمكن تلك القوات من الوصول الي هناك بعد .
اخذ الجميع وقتا ً للتفكير واتي صوت "سيف" الشارد وهو يحدق الي لا شئ : لكن الوضع هناك لن يختلف عما نحن عليه .. سيكون علينا مواصلة البحث والقتال لكن بوجود شخص يضع الأوامر ليقيدنا .
نظر نحو الجميع : لم يعد الأمر مجديا .ً
ارتفع صوت "الونا" بغضب : انهم يقتلون الجميع في صمت .. يكذبون .. الا تخشي علي ابنتك الصغيرة .
انتبهت علي ان غضبها يظهر مدي انها خائفة لذا جلست تنظر بعيدا ً عنهم .. لكن "ميرك" أيدها : هي محقة لا يمكننا التوقف يا سيف الوضع ليس امنا ً.
كان يعرف ذلك لكن لديه الحق في الشعور بعدم الأقتناع بما يقولون فأين كان هؤلاء من قبل لقد جاب المناطق جميعها بحثا ً وتفتيش اكثر من اي شخص لكنه لم يصادف مكان يمكث فيه اشخاص اخرون .. جميعهم يعلم انهم مجبرين علي الأستمرار بالتحرك والمكان هنا لن يظل متاح وآمن لفترة طويلة .. وان يتحركوا وهم يعرفون وجهتهم افضل من السير بلا هدف واضح .. قال "لي" اخيراً وهي تنظر نحو "روبي" : ارغب بالذهاب برفقة ميرك ويام .. لا يمكنني مرافقتكم الي اي مكان ابعد من هنا اشعر انني لن اصمد بعد .
نهض "روبي" واقفاً وقال : اذا كان هذا خيارك فسوف ارافقك .
: لا .
قالتها بأصرار : ارغب ان تذهب برفقة سيف والونا يجب عليك ان تتابع واذا ما وجدتما المساعدة تخبروننا .
: لا يمكنني ان اتركك مرة اخري .. ليس وانت بهذه الحال .
: سأكون علي ما يرام .
قال "ميرك" : من الخطر ان ترافقكم بحالها هذه لن تصمد .. سوف نعتني بها يا روبي .
لم يجد ما يقال ويعلم انه لا وقت ليتمسك بفكرة انها بحاجة لوجودة اذا كان عليه مساعدتها فيجب ان يذهب ليجد مكان آمن لهما .. لذا لم يجد "سيف" خيار سوي الموافقة لكنه بحاجة لوصف ادق لأن كل منهم سيتحرك بمفردة فهذا اكثر سهولة لكن "الونا" قالت باضطراب : هذا الوصف ليس كاف ً.. الكثير من هذه الطرق تم اغلاقها في ظل التجديدات التي يقومون بها .
"سيف" : اعرف هذا المكان بالتحديد .
نقل بصرة نحو"ميرك" : هذا المكان الذي افترقنا فيه واخذت ميمي معك .. لم يكن به اي شخص سوي تلك الحيوانات .. اؤكد انه مكان مهجور تماما ً.
"ميرك" : لم تتسني لنا الفرصة لنجوب المكان بحثاً حينها.. اقترح زين ان نذهب جميعا ً لمعرفة حقيقة الأمر بعد رؤية هذا الضوء لكن لم تسنح له الفرصة .
ظهر الأنزعاج واضحا ً علي "لي" وهي تسمعه يتحدث عن "زين" وكأن امره انتهي بتلك البساطة : لما لم يناقشنا زين يوماً جيال هذا علي الرغم ان اغلب وقتة يقضية معنا .
سأل"سيف" "ميرك" الذي هز كتفيه بلا مبالاة : لا ادري .
اقتنع الجميع في النهاية لأنهم لا يملكون خيار اخر سوي تجربة حظهم .. واخبرهم "ميرك" انه سيبدأ التحرك الي هناك و و"يام" قريباً ورحلت "لي" معهم وعلق "سيف" نظرة بها وهو يكاد يطلب منها البقاء معهم بعد يعلم انها لن تصمد ربما ستموت خلال فترة قصيرة لكنه لم يناقش احد بشأنها خاصة بعد ان وجد "روبي" شديد القلق والحزن عليها .. لكنه كان بحاجة لترتيب افكارة اولا ً كعادتة ووافقه " روبي" علي الأنتظار كذلك ووقفت "الونا" تفكر سريعا ً .. كادت ان ترحل فما الذي يدفعها للبقاء بما انها سترحل وحدها علي اي حال .. لكنها لم تجرؤ علي اتخاذ هذا القرار فلا يزال ما تم شرحة عن المكان مشوش بالنسبه لها ولا تعتقد انها قد تصل الي هناك .. لا يمكنها المخاطرة ضد المجهول هكذا راقبها "سيف" وهي تعود للجلوس بصمت حينها لا ينكر انه شعر بالأطمئنان انها لم تكن مجنونة كفاية لتدفع بنفسها للموت .
جلس ثلاثتهم بعدها ونقل "سيف"نظراتة بينها و " روبي" : لن نتحرك بدون تخطيط للأمر .
: لا نملك وقت سيأتي احدهم للقبض علينا او سنجد المبني ينهار فوق رؤوسنا .
قالت "الونا" بحده وهي ترفض طريقتة للتدخل بقرارهم .. نهض فجأة واخذ يسير جيئة وذهابا ً قائلا ً : لا اريد نوبة الفزع هذه .
ردت بتذمر : تلك ليست نوبة فزع بل حقيقة ما يجري خارجا ً وانت هنا تفكر ببطئ وتتصرف بكسل وتبدو هادئ الأعصاب .
: لن اخاطر بسهولة .
نهض " روبي" وهو يوجه اليها الكلام بغضب : الباب امامك غادري ببساطة اذا لم يكن لديك متسع من
الوقت .
لم يتوقع ايا َ منهم هذا الموقف منه كان من الواضح منذ البارحة انه يرفض وجودها لكن الي اي مدي يمكنه التصريح بذلك .. لذا انتظر الهجوم ذاته منها لكنها لدهشته بقت هادئة تبدو غير مستعدة لأتخاذ قرار ما .. لا يمكنه ان يهاجم "روبي" او يطالبة بعدم مضايقتها لأنها سبق و اتخذت الموقف ذاته امام "لي" سابقاً منذ اول لقاء بينهما .. استغرقت بعض الوقت حتي قالت بهدوء : ليس منزلكما كذلك واذا اردتما قتال فليكن .
ابتسم " روبي" بسخرية قائلا ً: لا اعتقد بعد ان اتي بك الي هنا سيسمح لأحد بلأقتراب منك .. وربما انت كذلك تعرفين لكنك بارعة في لعب دور الفتاة التي لا تبالي بهكذا امور بينما قد تكوني سعيدة لأنك .... قاطعة "سيف" ليوقف ثورة اندفاع الأعترافات الغريبة التي يصرح بها : هذا يكفي يا روبي .. لا احد بحاجة لسماع شئ لن يفيد الأن .
استدار لينظر اليه قائلا ً بأصرار : سيفيدها هي لكي تفهم الوضع جيدا ً.. وقراري انني راحل بدوري .
تركهم واختفي في الداخل وساد صمت متوتر بينهما بعد ما سمعته "الونا" ولم تفهم الكثير منه و"سيف" الذي يخشي ان تطالبة بتفسير عما قاله " روبي" الأحمق .. يخشي انها بطبيعتها العدائية قد تأخذ كلام " روبي" علي انه يعني شئ سيئا ً بينما حقيقة الأمر انه يشعر بالخوف عليها .. ظلت مكانها ولو لم يبدأ ينطق بشئ ستظل مكانها الي الأبد تنظر حولها بعصبية وارتباك .. لو ان "سيف" شخص اخر لواجهته بسهولة ولأستطاعت اقتناص حقيقة الكلام الذي قيل عنها لكن لأن الموقف يعنيه وجدت نفسها عاجزة عن هذا .. قال في النهاية : انا اسف لكن من الواضح انك و روبي لن يكون بينكما تفاهم يوما ً.. لا تأبهي لما يقول هو فقط لم ينسي موقفك اتجاهه وشقيقتة منذ ذلك اليوم .
علي الرغم من ارتباكها الا انها ردت بصوت قوي كعادتها : ايا ً كان ما يدور في عقلة فأنا لا اسمح ان يتخيلني بهذا الشكل ثم ما خطبة ما هي صورتة عنا .
: لا شئ ابدا ً صدقيني .. يتفوه روبي بأشياء غبية وينساها سريعا ً كما قالها سريعا ً .. علي الأرجح هو الأن يفكر في امور اخري تماما ً وربما نسي ما قال لك .
: لكنني لم انسي وارغب بتوضيح هذا .. هل تحدثت مع هذا الفتي عني اريدك واضحا ً.. قلت اننا اصدقاء لكن لا يبدو ان الأمر كذلك .
طرح عليها سؤالا ًمفاجئ : وهل تشعرين اننا فقط اصدقاء .
طالت نظرتها اليه لأن تفكيرها يعمل سريعا علي ايجاد كلمة مناسبة : نعم اصدقاء ونحن معا ً فقط لأننا نقاتل في الصف ذاته .

Koedara 16-06-21 05:25 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


اقترب منها "سيف" اكثر وحين تحرك اثار هذا حفيظتها وهي تراقبة بتأهب يقترب اكثر بقامتة المديدة حتي توقف يصب نظراتة داخل عينيها لكي لا يسمح لها بالكذب حتي ولو بينها وبين حالها : بما تشعرين انت .. لنتحدث جديا ً قليلا بعيدا ًعن رفضك لأنه قناع سأجبرك بأرادتك علي نزعة .
ارادت الأبتعاد عنه وهي تفكر اذا ما عاد الفتي ووجدها بهذا القرب منه لن تجدي كلمات العالم في نفي ان لا شئ بينهما : ابتعد عني لأنك تنقل الي شعور لا اريده .
: لكنك تحبية .. اعترفي يا الونا فمهما طال الوقت انت تشعرين بشئ لا عيب في الأمر .
هل يسخر منها .. هل يحاول التنمر بشكل ما .. كانت نبرتة منخفضة ليحافظ علي سرية ما يقال لكنها كانت الأخطر عليها كل ما يفعله ويحدث بقربة لا تريده لأنها لطالما تصدت لهكذا امور لتظل قوية لا تضعف امام مشاعر ناعمة بهذا الشكل ونجحت وساعدتها تلك الشخصية القاسية التي تتمتع بها .. اذا ًلماذا هو .. ليس لأنه ساعدها .. ليس لأنه تحداها هذا غير منطقي .. ما يزيد من خوفها ان تترك نفسها معه وقد تجد لسانها يوما ً ينطق بأمر قد تندم عليه او لن تندم هي حتي لا تعرف .. يثير بها الحيرة والتوتر .. كل من تعرفت عليهم قبل حدوث هذه الأزمة لم يتركوا لديها هذا الشعور ابداً لم تنجذب او تشعر بما يجري بداخلها الأن ثمة شئ به تعجز عن تحديدة لكنه يعلقها به بسهولة .. كل هذه الأفكار كانت ترتسم علي ملامحها وتظهر في عينيها وشعر به وفهمة وادرك ان الأحمق الصغير في الداخل كان محق هو بالفعل يحبها ويفهم مشاعرها التي سيعاني الأمرين ليجعلها تبوح بها بلسانها كما فعلت بعينيها .. قال بصوت هامس : انا افهمك يا الونا .. افهمك جيدا ً..
لو بيدة لألتهم شفتيها التي تبدو مع نظرتها الحالمة تؤكد انها لن ترفض لكنه كذلك يدرك خوفها وترددها لذا كان لطيفا ً وهو يحيطها بذراعية وهو حذر من اي موقف مفاجئ من قبلها وعاد يهمس : مذاذ ستقولين يا سري الصغير .
لكنها استسلمت اليه ببساطة علي غير المتوقع لأن ما خالجها وهي تستمع الي دقات قلبة وتستريح برأسها علي صدرة وتشعر بذراعية وكأنها حصن يحميها كان كافياً ليجعلها تغفل عما هي فيه علي ارض الواقع وان العالم ربما ليس بهذا السوء ومدي هدوءها وامانها معه .. معه هو .. رجل تشعر معه بهذا لم تصدق بينما كانت تهرب منه وتعادية كان كل ما تحتاج اليه .. ولأن "سيف" يشعر بها هادئة وكما لو كانت بحاجة لشئ كهذا يخفف عنها عصبيتها وقلقها لم يحاول ان يضيف كلمة .. شعر بها تبتعد عنه ببطئ ولم ترفع عينيها لمواجهته بل انسحبت مأخوذه بكل ماحدث للداخل .. اخذ يفكر هل تعدي حدودة بما فعل لكن خطوة جريئة تلو الأخري هو كل ما تحتاج اليه هذه الفتاة .. ظل وحده بعدها يفكر جديا ًحول ذهابهم من المكان .


لزم " روبي" غرفتة وهو يسير جيئة وذهابا ًيفكر ويفكر ما الذي يجبرة علي البقاء مع "سيف" بينما يمكنه الرحيل وحده حرا ً.. "سيف" الذي يتخذ قرارات نيابة عن الجميع .. ويتخلص من كل من يعيق طريقة بسهولة .. ويعتقد ان رأيه صائب في كل مرة .. ارتج المكان فجأة بقوة شديدة واضطرب الجميع داخل البيت وكانت "الونا" اول من وصل الي الردهة وهي تحمل عتادها : علينا الرحيل لم يعد لدينا وقت للتخطيط .
ظهر الجميع علي اتم الأستعداد خلال دقيقة وغادروا بحذر لكن حين سمعوا صوت انهيار المباني حولهما في صوت يشبه الأنفجار اسرعوا جميعا ً وفي الأسفل وقفوا وسط الغبار لا يعرفون اي اجراء او اي طريق قد يتخذون .. قبل ان يتحرك احدهم وجد كل منهم نفسه ملقي في جهة ما .. كانت قذيفة قد اطاحت بالبيت وبهم كذلك ولو انهم اقرب لأنتهي امرهم .. نهض "سيف" يشعر بالألم وهو يسعل بشدة ولا يأتي علي خاطرة سوي ابنتة .. نادي عليها بصوت عال ًوهو يبحث بجنون وسط الجو الملئ بالأتربة والصخور في كل مكان .. وحين لمح شبح يتحرك وهو يدفع عنه بعض الصخور الصغيرة عرف من هيئته انه " روبي" الذي نهض بصعوبة وهو يتوجع بصمت .. اقترب منه يتحقق من حاله : هل انت بخير .. هل رأيت ميمي .
نفي " روبي" وهو يسعل وينهض واقفا ً بصعوبة وتثاقل يتبين ماحدث .. اخذ "سيف" يدور حول المكان مجهول المعالم المحاط بالركام .. ومن العلو الذي يقف عليه نظر للأسفل حيث الحال لا يختلف في مبني اخر علي مبعدة منهم وعلي ضوء المساء شاهد ابنتة مع "الونا" التي اخذت تحدق به حائرة لا تدري ما ينبغي عليها فعله .. كانت ترغب بالتخلص من الفتاة والرحيل لكنها تعرف من المستحيل ان تتمكن من الوصول اليه لأن الطريق يسدة الركام الأن .. وحين سمعت صوت تلك الضجة ثانية علمت انهم عادوا لأتمام عملهم وكان عليها الأبتعاد صاحت بصوت مرتفع : ستكون الفتاة معي .. سأعثر عليك .
حاول "سيف" الوصول اليها لكنه وجد " روبي" يجذبه بأصرار : علينا الرحيل انهم يعودون لقصف المكان .
علق نظرة بأبنتة التي تبتعد مع "الونا" وجذبة " روبي" بقوة ليتحرك : هيا .. ستكون بخير معها .

كان يعرف ان الفتي محق وان عليه التحرك وممتن انها علي الأقل حية وبخير لكنه لم يصدق انه للمرة الثانية يتركها للمجهول وسط الخطر .. يعرف ان "الونا" ستفي بوعدها ولن تتركها لكنه لن يطمئن حقيقة سوي وهي امام ناظرية حتي واذا كان يثق بها بشكل اعمي لكن الأمر لا يتعلق بها او بشخص اخر بل ان تكون ابنته تحت حمايتة شخصيا ًعدا ذلك لن يتمكن من الشعور بالأطمئنان عليها .. حاول الأبتعاد والأهتداء لوجهتهم ومازالت الأرض ترتج تحت اقدامهم ويصل اليهم صوت الضجة العنيفة حين سقوط بيت ما .. قال " روبي" وهو يركل حجر صغير بقدمة ويرفع حقيبة ظهرة ليعدل من وضعها : عليك ان تهدء حتي نستطيع الوصول لمكان ما احياء .
هل يبدو عصبيا ًسأل "سيف" نفسه وهو يجول ببصرة في الأنحاء .. يعرف كم يبعدان كثيرا ًعن المكان المنشود وانهما ربما بحاجة للعثور علي سيارة .. نظرة هنا وهناك ولم يكن ثمة اي اثر لتلك الحيوانات وابتعدا بين شارع واخر .. زقاق واخر .. وكلما ابتعدا كلما اصبحت المباني المألوفة المهجورة هي ما يحيط بهم كذلك الظلام الذي سمعا خلاله تلك الزمجرة .. توقفا ينظران حولهما بتأهب وكاد "روبي" ان يفتح فمه ليقول شئ لكن "سيف" اشار اليه بالتزام الصمت .. وعلي الطريق الأسفلتي الممتد كان علي يسارة مدرسة يظهر سورها عاليا ً لكن البوابتين التي تبعد الواحدة عن الأخري بضعة امتار قليلة كانت تظهر بعض ما بالداخل وهكذا تتخذها تلك الحيوانات بيت لها .. علي الجانب الأخر حيث يقفان كان المكان ساكناً واشجار علي الأرصفة لا تزال واقفة ومتجر وحيد علي مقربة منهما بابة من الزجاج .. تحرك "سيف" ينصت بأذنية ويجول ببصرة بكل انتباه واخذ " روبي" يجارية .. اشار اليه بوجهته قائلا ً بصوت هامس : اذهب لتفقدة بأقل ما يمكنك من صوت .
وقف يتولي الحماية خلف احدي الأشجار ومازالت تلك الأصوات تأتي واضحة من داخل المدرسة .. نجح " روبي" في فتح الباب في اللحظة التي وقعت عينية علي ثلاثة من تلك الحيوانات علي الرصيف المقابل وراقب بأعصاب مشدودة "سيف" الذي يركض بسرعة كبيرة لكنها لن تقارن بسرعتهم الخارقة .. امسك " روبي" بالباب حتي اصبح "سيف" في الداخل واغلق بأحكام ووقف يراقبهم خلف الباب الزجاجي المتين يخمشون بمخالب مخيفة وينبحون بأصرار لأصطيادة وسمع صوت "سيف" اللاهث : ابتعد عن هناك لا تثير استفزاهم .
انزل " روبي" حقيبتة ونظر الي "سيف" الذي يشعل شمعة ثم يستند الي الطاولة خلفة يواجهها رفوف العرض لعدة اغراض لأمعة لم يتبينها في الضوء الخافت : سنتوقف اذا ً.
سأل " روبي" بيأس ورد "سيف" بأنصاف : كنا سنفعلها علي اي حال فلن نستمر بالسير الي الأبد .
ساد الصمت بعد ان ابتعدت تلك الحيوانات عن الباب بخيبة امل في الوصول لهما وجلس "سيف" ارضا ًوهو يرتشف بعض الماء مما لديه وهو ليس بالكثير .. وتجول "روبي" يتفقد محتويات المتجر يبدو انه كان لأشياء مرحة قليلا ً العاب .. قداحات .. العاب ورقية .. ادوات مكتبية .. حقائب .. اشياء متنوعة من هذا القبيل وسمع "سيف" يقول بنبرة قلقة : هل تعتقد انهما بخير .
اجاب " روبي" وهو يتفقد احدي اللعب : انا واثق من هذا .. انها مع الفتاة الحديدية لذا كف عن القلق .
: لا اعرف ما هي وجهة نظرك عن الونا لكنك تأخذ عنها فكرة خاطئة .
عاد وجلس في مواجهته قائلا ً بكياسة : وانت الوحيد الذي يعرف عنها حقيقتها صحيح .. وتنكر ما اخبرتك به واتضح ان عقلي المراهق يفوز في النهاية .. وها انت ذا لا تكف عن الدفاع عنها والتفكير فيها .
: مازلت اصر انك مخطئ بشأننا .. والسبب الذي يمنعني عن التوقف بالتفكير بها ان ابنتي برفقتها الأن .. اتمني انه سبب قوي وكاف بالنسبه لك .
القاه " روبي" بنظرة ماكرة ولم يعلق وانشغل بعدها بمعاودة تفحص اللعبة في يده .. احضر "سيف" لعبة اخري لأوراق الكوتشينة وامضيا الوقت في اللعب بمرح جعلهما يغفلان قليلا ً عن صعوبة ما هم فيه .. جلسا يتابعان كافة اشكال اللعب بالورق لساعات حتي تثاءب " روبي" في النهاية وشعر بعينية ثقيلة تكاد تغلق من تلقاء نفسها لذا توسد حقيبتة وذهب في النوم وظل "سيف" وحده بعدها يفكر قليلا ً.. ماذا اذا تابعا طريقهما الي المكان المقصود ولم يجدا به احد الي اين عساهما يذهبان .. سيعودد ثانية للمكوث في احد البيوت متيقظ وينتظر ان تقترب تلك القوات لتدمر المكان .. هم حتي لا يظهرون حين حدوث هذا بل يقصفون كل شئ من بعيد ما هي خطتهم ولما لا يبذلون ادني جهد للتقصي عن وجود احياء بعد .. بعض المباني والشوارع القديمة لم تكن بهذا السوء الذي يدفعهم لتدميرها لذا هل الهدف هو قتل بقيتهم .. ام القضاء علي تلك الحيوانات .. ام يعتقدون ان من رفضوا الأستسلام لهم هم المعارضون وحياتهم لا تستدعي الحرص عليها .. من اين لهم تلك الأسلحة وتلك القوة و المعدات .. كيف ظهروا من العدم فجأة واين كانوا من قبل .. ربما هم بعض الأشخاص العادية استطاعت ان تتحالف معا ً بكل ما يملكون من طعام وشراب وسلاح واصبح لهم منزل كبير ولهذا يبحثون عن الأخرين للأنضمام اليهم ومعاودة العيش بحرية في المدينة بعد التأكد انها اصبحت خالية من اي خطر .. نعم ربما عملوا بكد حتي نجحوا في اعادة الكهرباء ربما يحاولون ويفعلون هذا منذ وقت طويل وما كان يجعلهم منغلقين علي انفسهم وعاجزون عن الوصول للأخرين هي تلك الحيوانات و العصابات التي
تحيط بهم .. وحين استطاعوا التسلح بشكل يكفي للتصدي لهم قرروا الظهور .. لديه هاجس قوي انهم ليسوا بهذا السوء ولدي جميع من حوله انهم اسوأ .. غرق في النوم بدورة بعد كل تلك الأفكار المضطربة .
حاول "سيف" ان يوقظ "اكونية" للمرة الثالثة لكن الفتي بدا في عالم اخر حتي استطاع ان يفتح عينية بكسل .. اخذ وقته حتي نهض وتناول بعض الطعام واستعدا ليكملا طريقهما .. كان الصباح غائما ً هادئ كعادته ألا من صوت خطواتهم علي الطريق .. سيارات قديمة علي الجانبين يبدو انه كان طريق رئيسي في يوم ما يعج بالحركة والضوضاء .. استمر مشوار السير الممتد لساعات يتوقفان قليلا ً ليستريحا حين ينالهما التعب ويواجهان بعض الصعاب ويقابلان بعض الشوارع الأمنة .. حتي حل المساء ثانية .. كانا قد اقتربا كثيرا ً وعند زقاق قديم كان ثمة متجر صغير جذب اهتمام " روبي" الذي اتجه ناحيتة ينظر الي الحلوي علي الأرفف وفي المرطبانات واكياس العلكة الملونة وراقبة "سيف" بابتسامة قائلا ً بتحذير : لا تضع شئ في فمك .. لا تجعل سحر هذه الحلوي يأخذك لتؤذي نفسك .
قال " روبي" بثقة : لا احتاج لتحذيرك ثم ما ادراك انها جميعا ًفاسدة تذكر اننا نحصل علي الكثير من الطعام في المتاجر وهنا لا يختلف الأمر .
: تحرك يا صغير .. تعرف يقينا ً انها جميعها فاسدة .

Koedara 16-06-21 05:29 AM

رد: علي الجهة الأخري
 

الفصل 14

نفذ " روبي" حين وجده يستمر في السير ولحق به حتي اقتربا اكثر فأكثر من سياج طويل يحيط بأكثر من مبني وبين مجال الرؤية المشوش لمح "اكونية" بعض الأشخاص في الداخل .. استمر "سيف" بالتقدم حتي وجد ثلاثة اشخاص يوجهون اسلحتهم نحوهم وقال احدهم بقوة : لا اعتقد من الحكمة ان تتقدم اكثر .
رد "سيف" بهدوء : جئنا طلبا ً للمساعدة .
نظر الرجل اليهما متفحصا ً ووقعت عيناه علي سلاحة : سيكون عليكما تسليم اسلحتكم .
تبادل "سيف" نظرة مع " روبي" ثم نفذ باستسلام .. بعدها اخذهما الرجل الي الداخل حيث مبنيين يضم كل منهم ثلاثة طوابق ويحيط بالمكان السياج من كل جانب ليجعل من الصعب الدخول او التسلل الي المكان .. هناك مساحات خالية للتدريب والسير او الجلوس هنا وهناك .. وهناك غرف غامضة في الأسفل .. لكن الشئ الواضح للعيان هو ان جميع من يراهم هنا كانوا من القتلة قبلا ً.. قال " روبي" بصوت متشكك : هل انت واثق مما نفعل .
لا تقلق نحن في المكان الصحيح . :
نعم يدرك ان "سيف" سوف يتمكن من العيش مع هؤلاء لكن ماذا عنه هو وماذا عمن يعيشون معهم هل سيتقبلونهم ام لا .. اخذهم الرجل الذي بدا شخص ذو شأن بشكل ما وهناك كان السيد "كلارنس" الرجل الذي استطاع ان يحمي هذا المكان منذ وقت ونجح في ان ينضم اليه بقيتهم ليتحول المكان الي بيت كبير للجميع .. رحب بهما بكل مودة علي غير المتوقع : اشعر بالسعادة كلما انضم الينا شخص جديد .. هذا يضيف لقوتنا المزيد .
كان للرجل نبرة قوية كما شخصيتة المهيبة ووجهة الحاد الملتحي وملامحة القاسية التي توضح ببساطة انه القائد بينهم .. اخذ " روبي" ينقل بصرة بينه و"سيف" وهو يري مدي التشابه بينهما في العديد من الأمور .. الجسد .. النظرة الواثقة .. بادله "سيف" طريقتة المتواضعة : نحن مستعدان لتقديم كل المساعدة مع الأخرين هنا .. لم نصدق في وجود المكان بالفعل وان هناك احياء اكثر بعد .
رد الرجل بثقة : بذلنا ما بوسعنا حتي نحصل علي كل ما رأيته واصبح لدينا بعض الوفرة في الموؤن وكذلك الذخيرة والأهم هو قدرتنا علي الدفاع عن المكان الذي نعيش فيه .. بيننا كذلك اشخاص عادية لا تعرف الكثير عن القتال لكنه منزلنا جميعا ً ومرحب بأي شخص .
يبدو ان حديث الرجل يروق "لسيف" لكن " روبي" كان حدسة ينبئه بالحذر فهو يري خلف ابتسامة الرجل اللطيفة عينا قاتل لن يتردد بأنهاء امرهما في اي لحظة .. واخيرا ً بعد السير مسافات بتعب عصبي وجسدي اصبح لهما غرفة يتمكنا من الأستراحة فيها لبعض الوقت حتي يبدءا في المشاركة مع الجميع هنا في العمل وبانتظار ان يلحق بهم بقية الرفاق اذا كان اياً منهم لا يزال حياً.

*******************************

بعد ان وصلا الي منزل السيد "كلارنس" وبعد مضي يوم تعرفا فيه علي الجميع , واصبحت الغرفة التي مكثا فيها البارحة ملكاً لهما ويعيشان فيها الأن , في المساء بعد ان عرفا مع من سوف يذهبان للبحث وما طبيعة طريقة عيشهم هنا صعدا للغرفة وجلس "روبي" علي الفراش يراقب "سيف" الذي يوضب بضعة اغراض : ما رأيك بعد مضي يوم هنا .
: انها معجزة اننا وجدنا هذا المكان .. سأكون راضياً اياً كان الوضع .
: ارغب بالمغادرة لن اتمكن من العيش وسط هؤلاء علي عكسك .
التفت اليه سيف ينظر نحوه بغيظ : وكأننا هنا برغبتنا .. سوف تتأقلم هذا ما يبرع فيه البشر اسرع مما تعتقد .
: لست مثلكم يا سيف , انهم مقاتلون محترفون جميعهم كذلك بما فيهم انت .
: كلا لقد سمعت الرجل حين اخبرك ان هناك اشخاص عادية تعيش في المكان .. وربما لست محترف لكنك لطالما تدبرت امورك جيداً فما خطبك الأن .
بدا "سيف" قلقاً علي ابنتة وهل استطاعت "الونا" انقاذها وهل عثرت علي مكان مناسب للمكوث فيه مثلهم كونها لم تصل الي هنا يعني انها في مكان اخر او الأسوء وهو لا يرغب في التفكير في ذلك , عاد روبي يقول بتذمر : خطأ واحد فقط يرتكبونه حيالي وسأغادر .
: لامكان اخر في الخارج الأن كن علي ثقة من ذلك اي انك ستظل هنا اياً كان ما سيجري معك .. تحمل واصمد ظننتك تعلمت شئ طوال هذه الفترة يا روبي غير كونك ترغب بالأمور الأسهل
فحسب .
صاح بغضب : ماذا يعني هذا يا سيف .
: يعني ان عليك ان تصمد فهذا اخر مكان سنصل اليه لم يعد ثمة مكان اخر في الخارج انت مرغماً علي الأمر .


في منزل السيد "كلارنس" كان اكثرهم يجيدون القتال بشكل جيد وكأنه انتقي كل منهم عن قصد , ولا شك ان الرجل يعين نفسه رئيسا علي الجميع وهو من يضع القوانين والعقاب وحتي المكافأت , ولديه رفيقة حسناء وهي "ماي" لم يعرفا عنها اكثر ولم ينشغلا بالسؤال لأنه لم يكن ثمة تفاهم او شعور بالأمان بينه وهؤلاء القادمان حديثاً بعد عدة ايام بدءا في الخروج برفقة هؤلاء الغرباء برهن "سيف" علي طبعة القيادي الذي يرفض الخضوع او الألتزام بشروط احدهم و" روبي" الذي لا يثق بأحد بسهولة , في بادئ الأمر كان الرجل متحمس بشأنهم لكن مع الوقت ومع اعتراضهم علي الكثير من الأمور التي يرفضان الألتزام بها وحيث كان بينه و " روبي" عداء واضح بدون سبب وقد تم إثبات ذلك من خلال جرأته في كل محادثة أو موقف يجمعهم , لم يحترمة ولم يتحدث اليه بشكل لائق حتي امام جماعتة اللذين يكنون له الأحترام الواضح , لكنهما لا يملكان رفاهية الرحيل كما ذكر سيف من قبل , كانت الأرجاء حولهما مهجورة وتلك الحيوانات تنتشر بشكل كبير وهذا ما يعيق حرية خروجهم وعودتهم , الشئ المختلف هنا هو وجود الضوء , ضوء يسمح بأنارة خافتة لكنها تكفي كثيراً بالنسبه اليهم , يخرج "سيف" برفقتهم وقد تأقلم معهم بشكل ما مرة تلو الأخري ولم يجد مفر من ذلك لكن " روبي" لم يحذو حذوة ولم يختلط بأياً منهم يخرج ويعود للبحث لكن بدون التدخل او تبادل كلمة واحدة خارج نطاق العمل وقد حرص الرجل علي افتراقهم وهما في الخارج كأنه قلق حيال شئ ما , ارتاب "كلارنس" من تصرفات روبي لكنه مقيد الحرية في سؤالة او محاولة ارغامة علي الأختلاط معهم كما يفعل صديقة فقد سبق وتقبلة هنا بأرادته , يحترم الجميع السيد "كلارنس" فهو قائدهم وهو من استطاع حمايتهم في هذا المكان ومدهم بالأسلحة والطعام والشراب والأثاث في البداية حتي امر النوم كان هناك فراش خاص لكل فرد بالأضافة الي المساحة حول المسكن للتدريبات , كل مبني مكون من ثلاثة طوابق يعجز اي شخص عن السكن في الطابقين الأولين لذا الثاني والثالث هم الأنسب , يقف روبي كثيراً يحدق من النوافذ يراقب تلك الحيوانات تسير بكسل واسترخاء في الأسفل واحياناً يقف واحد منهم يبادلة النظرات الصامتة , رغم الوضع وانه علي خلاف معهم الا انه علي الأقل يعيش بحرية لكن حين يكون وحده في المنزل وسيف في مناوبة بحث فهو يلازم غرفتة , "كلارنس" ذو الجسد الشبيه بالصخرة والوجة القاسي الملتحي وشعرة الفاحم الناعم وعينية الرمادية الباردة كان يبدو من العصور الغابرة وحشي وبدائي , لذا تجنبه " روبي" فهو يدرك استحالة التغلب عليه اذا ما اتخذ حياله اية اجراء تعسفي , لكنه كان سعيد وهو يري ان السيد "كلارنس" يحترم "سيف" يجده يجلس يتحدث معه ويعجز عن ارغامة علي الألتزام بأية قوانين علي عكس البقيه ويناقشة مع البعض من التابعين والأقوي بينهم و الواقع كان يري ان الرجل يحاول ان يكسب مودة "سيف" ليضمة الي رجال الصف الأول وهم مجموعة من الأشخاص الأقوي بينهم اختارهم بعناية وكانت تضم كلارنس في القيادة و"ماي" وثلاثة رجال و"ريفين" وهو صديق مقرب للسيد "كلارنس" ومن اصطحبهم للمكتب في اليوم الأول لوصولهم , وهؤلاء يخرج برفقة كل منهم شخص او اثنين اخران لكنه يبقي في الصف الأول لما يتميز به من قوة او اجادتة القتال وبالتأكيد يحفظ الطرقات والشوارع عن ظهر قلب ويتمكن من تدبر امرة ومجموعتة حتي العودة للمنزل , وكان في طريقة لمحاولة ضم "سيف" كذلك كان واضحاً من بينهم انه شخص ذو شأن , كما كان لديه الأدوار الأولي وهي تضم حجرات العقاب الخاصة ويحميها رجلين ربما اكثر بدائية منه وعلي الأرجح انهم جماعتة منذ البداية لذا كان المنزل يضم كل اشكال الحياة العادية في الخارج بشكل مصغر , هكذا كان يحظي " روبي" ببعض الحماية في ظل "سيف" وكان عليه ذلك لأنه من احضره الي هذا المكان , في الأيام الأولي من وصولهم اخذ الجميع يمارس معهم ذلك النوع من - انت شخص جديد هنا لا تعرف طريقتنا في العيش بعد - لكن "سيف" جعلهم يدركون انهم من عليهم الحذر من طريقتة اذا ما حاول احدهم التعرض لهما بأي شكل علي الرغم من انه كسب صداقتهم في وقت سريع .. لكن ليس " روبي" ربما لأنه ليس مثلهم .. ليس قوياً كفاية ليس لديه احتراف في استخدام الأسلحة او القوة العضلية او حتي لا يساويهم في العمر .. هكذا يبقي مختلف عنهم في كل شئ لذا توقف عن المماطلة والعناد اتجاه "سيف" ولا يغمض عينية ولا يأكل او يشرب او يسترخي سوي في وجودة حتي يطمئن ان الطعام ليس سام والماء ليس ملوث و ان احدهم لن يقتلة وهو نائم .. نعم كان بأمكان هؤلاء القيام بذلك وخاصة اذا اعلن قائدهم انه لا يرغب بوجوده كذلك مساعدتة "ماي" التي تتملقة علي الدوام ولا يبدو عليها الرغبة في ان يبقي معهم اكثر ويراها تسدد اليه نظرات " انت ضعيف وستظل كذلك لكنني لا استطيع الأقتراب عليك لوجود صديقك حولك " , علي الرغم من انه يخرج ويجلب طعامة وشرابه ويتعرض مثلهم للخطر لكنه لم يفهم ما الخطب معهم وانهم يريدون التخلص منه ادرك ما يقاتل ويعيش لأجله جدياً الأن في ظل وجودة في مكان واحد مع هؤلاء الأشخاص وقائدهم الذي يثير الريبة بداخلة بتصرفاتة بصوتة بنظراتة كل شئ فيه يهدده بالخطر وربما بالقتل اذا قرر ذلك .. فكر مراراً في الرحيل لكن بدا الأمر صعب فهو ابعد كثيراُ من ان يصل لأي مكان يعرفه ويزيد خطورة الشوارع هنا تلك الحيوانات لذا شعر بنفسه محاصر .

Koedara 16-06-21 05:31 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


دخلت "ماي" المكتب الصغير الخاص بالسيد "كلارنس" وقد اتخذه ليجعل الأمر اكثر رسمية مع الوقت في انه يملك المكان : هناك معلومات بشأن تلك القوات .. انهم يقتربون اكثر .. علينا الخروج للتقصي عن الأمر .
: هذا خطر لا يمكننا بسهولة الظهور علناً لمعرفة ما ينوون القيام به .
جلست علي مقعد امام المكتب وظلت صامتة قليلاً ثم التفتت الي الرجل وهي تلقية بنظرة ساحرة يعرفها : هناك شخص جديد بيننا يبدو علي درايه بهكذا امور .. سيف .. هذا ليس بالشخص السهل .
: هل ترغبين بأرسالة .
: ليس وحده سيرافقة بعض من رجال الصف الأول .. مهمة عن التقصي والأقتراب اكثر منهم .
: هذا انتحارياً .. اذا كان لديك رفض ما لوجود الرجل هنا يمكنك البوح به .. لكننا لا نستطيع المخاطرة برجالنا .
: كلا انا لا احاول التخلص منه بل استفيد من وجودة بيننا .
: هل ناقشت الجميع حول هذا الأمر .
: ليس بعد .. انت من سيفعل ذلك لديك التأثير المطلوب .
بعد هذا الأقتراح منها غادر السيد "كلارنس" مساءً في رحلة بحث وحين هاجمتهم مجموعة من تلك الذئاب .. ما حدث ليس المشهد المألوف حيث الركض ومحاولة الهروب لكنه ومجموعتة التي تتألف من رجل وفتاة و" روبي" الذي وقف فقط يراقبهم وهم يقاتلون بمهارة شديدة ويقتلون بقسوة كذلك وحشيتهم لا تقل عن تلك الحيوانات التي تهاجمهم .. لم يكن اياً منهم بحاجة لأطلاق رصاصة واحدة فهم ماهرون بشكل مثير للأعجاب في استخدام السكين فقط .. وحين انتهي الأمر تطلع اليه الرجل وهو يسترد انفاسة وسأله بود يطمئن : هل انت بخير .. هل اصبت .
لكن هذا السؤال دفع " بروبي" ليغتاظ وشعر انه لا دور له بينهم لذا اجابة بجفاء : اهتم بشؤنك .. يمكنني القتال ايضاً لكنني لن افعل بأمر منك حين ينال مني الخطر فقط سأفعل .

ظل الرجل محتفظ بنظرة باردة لا تعبر عن شئ وبداخلة يشعر بكم الأحراج الذي تعرض له امام احد رفاقة ومن من .. احد المنضمين اليهم حديثاً , لم يجرؤ احد من قبل علي مخاطبتة علناً بتلك الطريقة لا سيما اذا كان يحاول الأهتمام لسلامتة فهو معروف بينهم بأهتمامة بالجميع وبأحوالهم وبذل جهده ليوفر لهم المعيشة اللائقة , لم يعلق وتابع طريق العودة برفقتهم صامتاً لكن " روبي" كان يشعر بالقلق يساورة لأنه يري تلك النظرات في عيني رفاقة وتؤكد انه اقدم علي ارتكاب خطأ كبير , حين عاد الجميع اخبرت احدي الفتيات "ماي" عن طريقة "روبي" في مخاطبة السيد "كلارنس".. لكن "ماي" احترمت تصرف قائدها و مضت ايام علي ذلك ولم يتخذ السيد كلارنس حيالة اية موقف فقط كان الرجل يتحدث معهم علي مائدة العشاء وهو طقس خاص به يجتمع اثناءه بالجميع , حدثهم عن خطة "ماي" في محاولة الأقتراب من تلك القوات بشكل ما , لم يكن علي استعداد للتضحية برجال الصف الأول وكذلك "سيف" في سبيل محاولة معرفة ما يجري حقاً هناك خلف تلك الأسوار ويضعون نهاية لهذا الغموض , هل هم سيئون حقاً , هل من يتم القبض عليه يعامل بشكل جيد وهناك حياة افضل كما يدعون , ام ان الأمر مجرد خدعة وهناك امر مخيف يجري هناك , لكنها بدت خطة جيدة وافق عليها"سيف" علي مرافقتهم بعد اصرار "كلارنس" الذي انتقي افضل واقوي مجموعة لديه لكنه لم يحسب نفسه معهم فالمكان بحاجة للضبط بشكل او بأخر , وافق "سيف" لأجل ايجاد ابنته او الأطمئنان انها اذا ما تم القبض عليها و"الونا" فهما في مأمن , وايضاً لأنه مازال قلق علي تلك الأخيرة واعترف بينه وبين نفسه انه بالفعل يحبها وكم بدا له ذلك سخيفاً في هذا الوقت ما الذي يشعر به ويفكر فيه وهما علي شفا خطوة من الموت في ايه لحظة , حاول "روبي" حثة علي عدم الذهاب فهو ليس بحاجة للأشتراك في امر خطر كهذا وخطة وضعتها واحدة منهم ليرسلوة اليها لأنه يشعر بالخوف اتجاههم ومما يحاولون توريطهم به كأنهم يرغبون بالتخلص منهم بصمت .. لكنه بدا مصراً ويعلم انه سينفذ مايريد وسيتركه وحده معهم , حتي أتي يوم رحيلة لم يجد امامة سوي مناقشتة في الذهاب برفقتة : لا اريد البقاء وحدي وانا ممنوع من مرافقتك ماذا في امكاني ان افعل .
: تفعل ما عليك .. تظل هنا باستطاعتك التعايش معهم وفرض رأيك و اذا ما شعروا بهذا التوجس منك ناحيتهم ينجحون بهذا من جعل حياتك جحيماً .
: اريد الرحيل من هذا المكان لايهم ان اشترك معك في تلك المهمة فقط ساعدني في الذهاب .
حدق اليه "سيف" : لست مسجوناً ولست هنا بغير ارادتك .. ماذا حدث يجعلك تصر علي الرحيل .
: انهم يكرهوننا ألا تعي الأمر .. يرفض الرجل التصريح بهذا لكنه ينتظر منا ان نفهم ونرحل .. وقد ارسلك في مهمة غريبة لذا لا ارغب بالبقاء هنا بعد .
: اذا اراد هذا لطردنا .. خذ الأمور ببساطة وستجد انك تتأقلم معهم في وقت قصير .

بعد هذا القلق الذي شاهده واضحاً في ملامحة لم يغادر سوي بعد حديث قصير مع السيد "كلارنس" لم يطلعة بالتأكيد ان الفتي يرغب بالرحيل وانه يشعر بالخطر حوله معهم بل اعطاه ما يشبه التحذير من محاولة التعرض له من قبله او اي شخص هنا وانه اذا كان يعتبرهما دخيلين له حرية طردهما من المكان لم يقولها مباشرة لكن الرجل فهم ما يحاول ان يوصله , في بداية مجيئهم لاحظ السيد "كلارنس" "سيف" كونه مقاتل لكنه لم يبالي كثيراً "لروبي" وكان لا بأس في استقبالة لكن بعد هذا الحديث تذكر موقفة معه من قبل وفي مواقف عديدة لم ينتبه لها سوي بعد كلام "سيف" .. هكذا علق "روبي" نظرة ب "سيف" وهو يجهز عدتة للرحيل لم يتبادل معه كلمة وهو يتساءل في نفسة لما قد يجبرة احدهم علي البقاء في المكان بغير ارادته لكن "سيف" عاد يحاول اقناعة انهم هنا اناس مثل البقيه ومثل من كان يعيش معهم قبلاً ليتوقف عن التشكيك بالجميع وسيكون علي ما يرام ثم غاب عنه .. كم اكتسب قوة وخبرة اكثر في هذا النوع من القتال .. كم بدا في تلك اللحظة انه بالفعل مقاتل يعرف ما يفعل تماماً .. كم اثار هذا غيظه كونه مجرد شخص عادي ينتظر ويعمل هنا مع الجميع بينما النخبة فقط من يذهبون لهكذا مهمات .. لكن "ماي" كانت في المكان بعد وقد اطمأنت بعد رحيل "سيف" ان الفتي اصبح لهم فهي لم تنسي موقفة مع القائد ولن تقبل بهذا من صغير مثلة حتي واذا كان السيد "كلارنس" قد قرر التغاضي عن المسألة فهي لن تفعل .. مثلما ابعدت "سيف" عن المكان جلست تحاول اقناع السيد "كلارنس" بأخذ موقف جدي مع هذا الفتي : عليك معاقبتة .. لااصدق انك لم تتخذ معه اي اجراء حتي الأن .
: هل تعرفين انه يخاف منا .
: اذا كان كذلك لما هو هنا حتي الأن اذاً .. يأكل ويشرب وينام معنا .
: لأنني لن اقبل برحيلة يا ماي .. جاء طلباً لأيجاد بيت وانا اريد الجميع هنا .
: قم بتأديبه اذاً .. لا احد سيوقفك .. عليك جعله يعرف انك قائد هذا المكان .. عليه ان يشعر بألم العقاب لما اخطأ فيه حين اخذ صوتة يعلو عليك .
: لا املك هذا الحق .. لا يمكنني الأقتراب منه .
: بل يمكنك فعل ما تشاء فقد زال فرد الحماية وهو الأن وحيداً .. فرصتك لتعلمة كيفية احترام الغير .. هو يحتاج لهذا وألا سنندم كثيراً .
ترك الورقة التي كان يقرأ فيها علي المكتب وحدق اليها قائلاً : ماذا تريدين مني ان افعل .. اخذ موقف عنيف اتجاهه سوف يجعل الأمور تسوء وسيأخذ عنا فكرة سيئة .
: ابداً .. انك لا تحب البدء مع احدهم بمثل هذه الطرق لكن مع مثل هذا الطفل عليك ان تجمح بخيالك .. قم بردعة فهو يحتاج لهذا .. ربما انت تقدم له خدمة .

لدي ماي طريقة خشنة دوماً في التعامل مع الأخرين هو يعرفها جيداً , بدأ يراقبة عن كثب اكثر في كل مكان ووجد بالفعل انه يتحاشي الجميع ويتعامل معهم بكراهية غير مفهومة وحتي حين يرافقهم للبحث فكلامة جاف لذا وجد انها علي حق هذا الصغير بحاجة لبعض التأديب ليتراجع عن طريقتة غير اللائقة في تصرفاتة , كان المكتب هو المكان الأمثل ليبدأ معه بالتحدث اولاً , بدا الرجل متفهماً و ودود وهو يسأله ويستفسر عن مشكلتة وللمرة الأولي يتحدث معه منفرداً وشعر روبي بالتوجس لهذا الأمر , القاه بنظرة فاحصة وكأنه يحفظ ملامح هذا الضيف الجديد او يقيمة : ما هي مشكلتك معنا .. اذا كان هناك ما يجعلك غير مرتاح فتحدث لكنني لن اقبل بعد الأن بتصرفاتك .
لكن "روبي" لم يجارية : هذا امر طبيعي كوني لا اعرفكم من قبل وانتم كذلك .. لما ينبغي ان اتأقلم علي طريقة الحياة التي تحبونها انتم .
: كان الجميع علي شاكلتك حين اتي الي هنا حتي اصبحنا عائلة لأننا بحاجة لوجود منزل واشخاص نثق بهم لنستطيع العيش بدون ضغط .
لم يضيف روبي شئ فهو لا يفهم ماذا يريد منه الرجل : يمكنك التكلم عما يضايقك وسنجد حل لمشكلتك اعدك بهذا .. ربما لا تعرفني بشكل جيد بعد لكنني سأقدم لك المساعدة التي تريد .
لكنه لم يرغب بالتكلم ولم يحب الرجل او شعر نحوه بتلك المودة التي يحاول ان يبدءها معه : ليست لدي مشاكل مع احد ولا ارغب بأي مساعدة .
: لاترغب بمساعدة مفهوم لكن لديك الكثير من المشاكل حيال الجميع .
: اطردني خارجاً اذاً يمكنك هذا .
: هذا لن يحدث اذا كنت تعتقد انني سوف أسأم من امرك وسأطردك ببساطة فهذا لن يحدث .. دخلت الي هنا برغبتك ولن اسمح لك بالمغادرة ابداً .. لكن بالنسبة لحلول اخري ربما سنري .

كان يهدده بطريقة غير مباشرة ربما شعر بالفشل حيال التحدث بود فقرر تحذيرة , لكن ماي لم يروقها ما حدث ليس هذا ما ارادت حين طلبت معاقبتة لم يهتم السيد كلارنس لرأيها حتي اضطرة روبي ان يأخذ معه موقف جدي حين اتي من الخارج بعد مناوبة البحث المعتادة وكان قد تشاجر معها شخصياً , كانت تكرهه وهو يعرف لذا حين اسدت اليه امر واحداً ورفضة قررت رمية بعدة كلمات لاذعة امام الأخرين ظنت ان هذا كافياً لأسكاتة لكنه جعلها تجن اكثر حين رد اليها اهانتها وحين اشتد الموقف اتخذ قرار بأنها اللحظة المناسبة للهرب وعدم العودة لكنها ادركت ما سيقدم عليه امرت الرجلين معها بالقبض عليه ليعودان به الي المنزل .

Koedara 17-06-21 12:33 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


الفصل 15

لم تعاقب ماي بالتأكيد ولم يتهمها احد بأنها من حاولت دفعة ليتشاجر معها بل اتهموة وحدة بالتشاجر ومحاولة الهرب وهكذا قرر الرجل ان يضع له حداً ربما تكون تلك هي الطريقة التي يجب اتباعها معه وانه ليس ممن يفهمون الأمور بتروي , منعه من الخروج مع الأخرين , وحين وقف الفتي امامة يهدده ويرفع صوتة ويطالبه بأن يتركة يرحل كما يريد ازداد غضبة منه ومن طريقتة المتعجرفة التي لا تعرف حدود للوقاحة او رمي الجميع بكلام لاذع بجرأه لذا ارغمة علي البقاء في المنزل فقط , وفي وقت ما حين وجد احد الرجلين اللذان كانا برفقة ماي نفسه وحده مع السيد كلارنس اخبره بحقيقة ما جري وان هي من دفعت بروبي للتشاجر , شعر السيد كلارنس بأن ماي علي وشك افتعال مشكلة وخلاف كبير مع روبي هذا ووجودهم معاً في مكان واحد سيصبح امر خطر ربما ينتهي بشكل سئ .. عاد مرة اخري يحاول التحدث الي الفتي , لكن روبي لم يكن علي استعداد ليتعاون معه لقد شعر بالظلم حيال موقف لم يخطئ فيه وهو وحده من يعاقب لذا سوف يجبر الرجل علي طردة بأي شكل , بدا الأمر ودي في البداية علي الرغم من ان الرجل كان يغضب منه في احيان كثيرة لكنه لم يصل ابعد من التصرف بتعقل, لم يروق ل ماي تلك الطريقة وطلبت من السيد كلارنس ان يتخذ موقف ما : طلبت اليك ان تحاول تأديبه ولكنني اجد انك فقط تحاول اقناعة بأننا لسنا بهذا السوء .
: ما الذي تنتظرينة يا ماي .. ماذا علي ان افعل .
: كل ما يلزم .. واعني بهذا ان بأمكانك حتي ضربة اذا اقتضت الضرورة انه خطر علينا بطريقة تعامله مع الجميع .
القاها بنظرة قاسية : اذا قررت معاقبتة بشكل صحيح فسوف اتخذ الأجراء ذاته معك هل تفهمين .. تتصرفين مثل مراهقة فيما يتعلق بهذا الفتي كان تصرفك طائش كوني ممتنة انني تغاضيت عن المسألة .
: بيننا واشياً اذاً .
: بل هو شخص صالح لم يسمح ضميرة باتهام الفتي وحده .
: اما ان تتخذ حيالة موقف جدياً وألا ستجد احدهم مقتولاً بسببه في المرة القادمة انه عدائي وليس مستعد ليغير معاملتة حيالنا .. ارجوك البعض يظن انه قد يؤذي احدنا .
ضحك السيد كلارنس : تهولين الأمور كعادتك يا ماي .. وانت مخطئة الكثيرون يحاولون التقرب منه انه شخص جيد للغاية لكنه خائف فحسب وهذا امر طبيعي .
: كما تشاء فأنت القائد في النهاية .
لم يكن يحب هذا النوع من طرق العقاب لن يأتي طفل كهذا ليشغل تفكيرة حول كيف عليه ان يعلمة ان يتعامل حيالهم خاصة ماذا يعني له اذا كان يكرههم او لا ولا يملك الوقت كذلك لحجج ماي المستمرة للتخلص منه , كان لديه ما هو اهم من تلك التفاهات , لكن استمرار الفتي في العناد اكثر وتحدثة بتلك اللهجة المتحدية في وجهه طوال الوقت ليمنعه من التدخل في شوؤنة وتحديد اقامتة هنا اغضبة ورغب بشدة في اسكاتة واخضاعة وتعليم لسانة قول كلمة حاضر فقط ببساطة لذا تطاول عليه بعد كل هذا الوقت وقام بضربة بعد ان فاض حد صبرة معه وهو لا يزال يلمح بوضوح تلك النظرة التي تحتقرة بدون ادني سبب وكان هذا يدفعة للغضب والغيظ منه اكثر وهو يلقي عليه تلك النظرة الشيطانية المتحدية في ان يتخذ اي اجراء او موقف نحوه , قام بعزلة عن الأخرين تماماً وكأنه يحتفظ به في المكان , هكذا وقع فريسة سهلة بين يدية .. لأنه كلما تقابل معه كانت عينية تنظر نحوة بنظرة الرضا عن انه تفوق عليه واخضعه وسلبة حريتة وامانة , ونظرا لأنه ممنوع من المغادرة واصبحت حجرتة وسيف زنزانة بديلة عن رمية في الطابق الأسفل ولا احد يعلم بأمر هذه المعاملة وهذه الأوامر التي صدرت نحوه من كلارنس سوي هو واثنين من رجالة يعرفان فقط ان عليهم منع روبي من الخروج بأي شكل , حاول ان يهدء من وتيرة عنادة امام الرجل قد يكون تمادي وهذا ليس في صالحة مع عدم وجود اي حليف له , يوم بعد الأخر بدأت حصتة من الطعام تقل ولم يكن بيدة ان يطالب بالمزيد فهو لا يخرج ليأتي بطعام وشراب كما السابق , هل يحاول كلارنس قتلة قبل عودة سيف , وتملكة الخوف من تلك الفكرة فهو لا يملك اي شئ امامة بينما الرجل يملك كل شئ للتصرف حيالة كيفما يشاء , وكلما سأل احدهم عن غياب روبي بهذا الشكل المريب علل كلارنس بأنه مريض للغاية ويخشي عليه من مرافقتهم لذا سيبقي في حجرتة الخاصة حتي عودة سيف ولا بأس من مشاركتة بعض الطعام والشراب فهو لا يأكل الكثير علي اي حال وكان يضحك بمرح كأنه جدياً يرغب بأن يبقي الفتي في غرفتة الي الأبد , بعيداً عن امر الفتي بدأ يفكر اكثر في انه ربما يخسر رجال الصف الأول لديه مع سيف , من ارسلهم هم من النخبة لديه في بداية قدومهم الي المنزل كانوا اشخاص عادية وساعدهم علي ثقل مواهبهم وقوتهم ليصبحوا رجال الصف الأول لذا لا يمكن ان يشعر بالأطمئنان وهناك احتمال بأن يفقدهم .
حين عجز روبي عن فهم ما يريده الرجل ولما يسجنة بهذا الشكل سألة مباشرة , ووضح الرجل السبب : وتسأل لا اصدق .. انت لا تحترم احد في المكان ليس لديك حد للتوقف عن التقليل من شأن الجميع , لديك غرور وتعتقد انك افضل من الجميع هل هذا ما استحقة لأنني وثقت بك وادخلتك الي هنا لقد جلبت التشويش الي حياتي كما لم يفعل احد من قبل .. ما الذي تعرضت له هنا ليجعلك تكرهنا علي هذا النحو .
: هذا ليس صحيح ما الذي تتفوه به .. الا تري انا عاجز عن التأقلم معكم لا افهمكم ولا اريد هذا في الواقع .. انت تعاقبني لأجل رفيقتك فحسب اعرف ذلك .
رماه السيد كلارنس بنظرة مخيفة وقال بصوت عميق وهو يميل نحوه : اياك والتحدث عن ماي بتلك الطريقة لا تقحم نفسك في مشاكل اكبر منك .. يبدو بالفعل انني بحاجة لأعيد فهمك حيال الكثير من الأمور واولها احترام المكان الذي تعيش فيه .. واهمها احترام قائدك حين يتحدث اليك .
: لست قائدي ولست مديناً لأي وغد منكم بشئ .. دعني ارحل من هذا المكان فحسب .
اقترب عليه وهو يلقيه بنظرة تهديد جدية وبخشونة : اذا لم تعود الي صوابك وتتعقل قليلاً فسوف اجبرك علي هذا.

لم يفهم روبي ولا يرغب بذلك ربما بالفعل اخطأ نحوهم لكنه يفعل ذلك لأنه يشعر بالخطر فليس صحيح انه يكره المكان او يحاول التقليل من شأنه او اية امر من هذا بل يحاول ان يدفعة ليطردة فحسب كل ما يرغب به هو مغادرة هذا المكان قبل ان يقرر الرجل قتلة وهو يثق انه قادر علي القيام بهذا بسهولة , قضي اياماً مخيفة مؤلمة يتلقي فيها الضرب والصراخ بدون ادني حق من الرجل الذي كان مبررة الوحيد انها طريقة لتأديبة لأن لسانة السليط وعينية ذات النطرات الجريئة لا تروقة ابداً وطفل مثلة يجب ان يوضع حد لعنفوانه قبل فوات الأوان , اصبحت حالتة اسوء , اضعف , واكثر رعبا وخوفاً مما ينتظرة وادرك ان نتيجة ما يحاول فعله انعكست عليه ولن يتوقف الرجل فقد وصل غضبة منه مداه ولن يرأف بحالة مهما حدث , لذا عليه الهروب من المكان حتي الي من سيقبضون عليه لن يكون الأمر اسوء علي اقل تقدير , لكن كيف يفعلها , هو ضعيف للغاية وهزيل ومشوش الفكر بالأضافة الي الحجرة الموصدة و ماي التي تنتظر منه خطوة واحدة مثل هذه لتأمر بأن يلقوا به في اي زنزانة في الأسفل وحينها سيصبح لدي السيد كلارنس كل الحق في معاقبتة بشكل قانوني لأنه هارب .. هكذا قضي الأيام وحده يحدق الي فراش سيف وكأنه ينادية بصمت ليعود بأي شكل فهو من ورطة بهذا الكابوس ليته يستطيع ان يري الأن ما هي حقيقة السيد كلارنس الذي لم يكن في نيته التوقف عند هذا الحد لأن الفتي اصبح وقت الرفاهية لديه.. وحين فاض الكيل و رغم حالة الضعف بسبب عدم تناولة الطعام استطاع ان يهاجم الرجل , صحيح انها محاولة فاشلة لأبعد حد , صحيح انه لم ينال منها اية فرصة حتي لأخبار احدهم في الخارج بما يحدث معه .. ألا انه وصل بالرجل لأحتجازة ونزل روبي الي الدور الأول الذي كان معد جيداً كي يصبح سجن .

بدا الرجل علي راحتة اكثر في التعامل مع روبي بعد ان وضعة في السجن وقررتولي شؤونه كما يريد وفعل ما يرغب حيالة واطعامة وقتما يريد والتوقف عن ذلك حين يحلوا له , السماح له بالنوم دافئاً في فراش مريح او علي الأرض الصلبة الباردة , ضربة واهانتة او معاملتة باهتمام ورفق مفاجئ .. هكذا يتحول الرجل من الثلج الي النار من الليل الي النهار الي اي شئ ونقيضة كأنه يقرر التخلص منه لكن يعود شئ ليقنعة بعدم القيام بالأمر لقد تبدل الرجل تماماً وكأنه اقسم علي الأنتقام منه حتي النهاية ولم يعد هناك مناقشات كما السابق او اي حديث سوي التهديد فقط , لا يعرف حتي هل هذه افكار ماي التي تكرهه لسبب مجهول منذ وطأت قدمة المكان لكن الي اي مدي يمكن ان يخضع الرجل لتنفيذ رغباتها حتي اذا كانت بصدد تعذيب وقتل انسان خاصة ان السيد كلارنس ليس من هذا النوع الذي قد يقتنع بأفكار احدهم بسهولة لكن يبدو ان ثمة ما اصاب الرجل وجعله جدياً في معاملتة الغير متوقعة اتجاهه , اخبر احد الحراس روبي انه لم يري السيد كلارنس في حال مماثلة مع احدهم من قبل ويبدو انه يستحوذ علي اهتمامة وتفكيرة بشكل خاص فالبقية يأخذون العقاب بصمت او يعدمون ولا يأتي السيد كلارنس اليهم بين الحين والأخر هكذا حينها عرف انه يرفض ان يتحداه ولن يتركه وشأنه سوي حين يخضع له وينفذ أوامرة بشأن ان يصبح فرد جيداً من أهل المنزل , شعر باليأس والتمرد علي ما يجري معه لا يحق للرجل ان يتصرف بتلك الطريقة نحوه ماذا يملك عليه وماذا سينال من تلك المعاملة , كان يسمح له علي الأقل بالتجول في انحاء المكان لتحريك قدمية خاصة انه تقريبا لم يعد يري الشمس , حينها اقترح الحارس الذي بدا بشكل خفي وراء ملامحة الجامدة يشفق عليه ويحاول التخفيف عنه بالثرثرة معه من وقت لأخر , اقترح عليه ان يري السجن بالكامل هنا بعض الغرف للأحتجاز , وهنا غرف اكثر رقياً وهي التي كان يسمح السيد كلارنس له بالنوم فيها , وهنا الغرف الأقصي بعيدة وباردة ومظلمة , وهنا عيادة صغيرة فليس مسموح للمسجون الأختلاط بالأخرين حتي اذا ما كان مريض , ونعم السيد كلارنس استطاع ان يؤمن حتي العيادة الصغيرة في المبنيين وفي السجن وكذلك الأدوية وبهذا يتفوق علي الكثيرين في شئ , ثم وقف يحدق ورجفة مخيفة تسري في اوصالة واطرافة تجمدت في غرفة الأعدام , كيف يعدم السيد كلارنس المجرمين ذو جرم لا يغتفر , في مفرمة عملاقة من احد مصانع اللحوم , نظر الي الحارس بدون فهم الذي اكدت نظرتة نحوه ان مافهمه صحيح وان السيد كلارنس يعدم ضحاياه وليس مجرمية بهكذا طريقة بشعة , اي جرم قد يرتكبة هؤلاء خاصة انهم في المقام الأول قتلة وهو اولهم بالتأكيد , لكن الحارس قال بمرح وكأن شئ كهذا يخفف من فداحة الطريقة انه يخدرهم اولاً قبل تنفيذ الحكم هكذا لا يكون الشخص واعياً تماماً لما يحدث له , ظل روبي محدق مطولاً الي الألة العملاقة الملوثة بالدماء وهو يفكر في مصيرة , ماهي الجرائم التي تؤدي الي الأعدام في قانون السيد كلارنس , هل ينتظرة هذا المصير , بخطوات زاحفة وساقين لا تحملانه كاد ان يسقط مراراً وهو يشعر بالوهن والرعشة في جسدة بالكامل فجأة حتي ساعدة الحارس في العودة الي الزنزانة , وقضي الليلة شاخص البصر يتصور ويتخيل اسوء الأحتمالات ولم يفارقة شعور البرودة , لكن السيد كلارنس بدا سعيداً بهذه الحال في اليوم التالي حين قام بزيارتة وراقب تلك النظرة السادية الشيطانية التي تعكسها ضحكة علي ثغرة حين عرف ما انتابه بعد ما رأه والقي روبي اللعنات علي الحارس الوغد , لكن السيد كلارنس نفي بصوت رقيق تماما : لا ينتظرك مصير كهذا لست مخبولاً لهذا الحد , ولست شيطاناً كما تخالني من يتم اعدامة هم الخونة فحسب اللذين يعرضون المنزل ومن يسكنون فيه للخطر عدا ذلك ستنال عقابك وستغادر , ربما سأبحث عن ميتة لطيفة لأجلك انت لا تستحق الموت بتلك القسوة بالتأكيد .
علي عكس انه يكاد يتوسل اليه كي يتركه وشأنه او علي الأقل يعيدة لغرفتة الا انه حدق نحوه بتحدً : لا يحق لك الأستمرار فيما تفعل لن تصل لشئ في النهاية .. لست خائفاً منك ومازلت اكرهكم .
لكن الرجل وضح وجهة نظرة بأريحية : انت معاقب هنا لأنك تطاولت علي القائد انت تعرف ما اقترفة لسانك لذا لا تحاول ان تلعب دور المظلوم .
حذرة روبي : ربما سيف قد يكون لديه وجهة نظر اخري تنتظرك عند عودته .
عندها ارتفعت ضحكة السيد كلارنس وقال بصوت مرح : سيف لن يعود انا اكيد من ذلك لقد ذهبوا ابعد كثيراً مما يجب وربما تم القبض عليهم , سيقتلون بوسائل الدفاع المخصصة بشكل آلي لمهاجمة اي شئ يحاول التعدي علي المكان لولا شعوري بالخسارة لأجل رجالي لقلت انه لا بأس في ابتعادة , طريقتكما مريبة وترغبان بالعيش وفق مزاجكما , لكنني لا اريد التخلص منك علي العكس ارغب بأن تظل هنا لكنك فقط تحتاج للتأديب.

Koedara 17-06-21 12:37 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


لم يعلق روبي ولم يعرف هل هو صادق ام لا يعلم ان لديه اشخاص يستطلعون الأحوال بالخارج لكن ربما يكون تهديد اخر من قبلة , لكنه لم يذعن ولم يتراجع فأذا كان الرجل صادق عليه ان يغادر هذا المكان لن يحتمل العيش معهم ابداً , كان السجن خاليا ألا منه وشخص اخر في زنزانة بعيدة قليلاً لم يراه او يتحدث معه قبلاً , واخذ يذرع الغرفة جيئة وذهاباً حتي شعر بالتعب وجلس علي الفراش , سيف لن يعود , بدا الرجل واثقاً وهو يتحدث بسعادة , مستحيل ألا يعود مستحيل الا يراه مرة اخري , سوف يعود وسينتقم روبي بنفسه من السيد كلارنس وحينها يغادران الي مكان اخر حتي الي الشوارع فقط يخرج من هنا , سيف ليس غبياً لهذا الحد حتي يذهب لموتة بتلك السهولة , هو يعرف الي اين هو ذاهب وما خطورة الأمر , ويعرف كيف يتصرف حين تسوء الأمور لطالما شاهدة يفعل .

في الأيام التي تلي ذلك اصبح السيد كلارنس يتعامل معه بجرأة اكثر معه وهو يؤكد علي مسمعه استحالة عودة سيف لكنه في الوقت الحالي لم يكن يهتم لسيف او سواه بل يرغب بالمغادرة فحسب لقد تعبت اعصابة ولم يعد لديه القدرة لتحمل سخافة ما يجري اكثر بعد , استمر في مراقبة جارة الوحيد الذي بدا غامضاً لا ينظر الي احد ولا يتحدث بكلمة وفكر ربما يتمكن من توريطة بشئ يتمكن بعدها من الفرار حين يغفل الحارس الذي لا يبدو شرساً مثلما يؤكد مظهرة الخارجي , حين اتي الحارس بالطعام لم يرفض كالعادة وافق علي اخذه وحين كاد الحارس يغادر نادي عليه وطلب منه الأقتراب وقال همساً : الرجل في الغرفة هناك يبدو مريباً شاهدتة البارحة يحرك الفراش وكأن ثمة شئ يحتفظ به اسفلة او مكان للهروب .
قال الحارس بالامبالاة : حتي واذا فعل لا يمكنه الأبتعاد في الخارج لا جدوي من الأمر .
لم يفهم ماذا يعني ذلك لكن خطتة لا تسير علي مايرام , في الغد استمر بمراقبة الحارسين لم يكن اياً منهما يحرس المكان بشكل جدي فعقوبة السجينين تافهة لولا قائدهم المخبول الذي قرر ان يضعهم في هذا المكان لذا في اوقات كثيرة يكون الباب الأمامي مفتوح واحدهم فقط خارجاً وربما يكون نائم كذلك , من الغريب ان السيد كلارنس لم يأتي لزيارتة اليوم وان احداً لم يقترب ناحيتة وان السجين في الغرفة الأخري اطلق سراحة لذا شعر بالريبة من ان الحارس تحدث الي السيد كلارنس عما قاله البارحة .. نادي بصوت ضعيف نسبياً حتي اتاه الحارس الأخر الذي يبدو الشخص اليقظ بينهم ووقف امامة يتساءل والقاه روبي بنظرة يتقنها ويعرف انها تؤثر بالأخرين ليشفقوا عليه : انا جائع لم يأتني احد بالطعام اليوم .
رد الرجل بخشونة : ماذا في وسعي ان افعل .
: ان تعرف السبب الذي لأجله انا جائع .. لماذا لم يحضر احدهم الطعام .
صاح الرجل بنبرة صارمة في وجهه : اين تخال نفسك .. انت مجرد سجين لا اكثر ليس لك الحق في المطالبة بشئ .. حين يتذكر احدهم وجودك ستأكل .
ثبت روبي نظرة عليه وقال بجفاء : اخرجني من هنا احتاج لأستخدام المرحاض .
لم يعيرة الرجل اهتماماً وقال وهو يبتعد : ليس في الوقت الحالي ايضاً .
: هل تنتظر الأوامر من قائدك .. هل سيصرخ عليك اذا خالفت الأوامر .. هل سينتزعك من منصبك الهام اللعين .
توقف الرجل عن السير وعاد اليه وهو يحدق اليه بوعيد وكشر عن انيابة قائلاً : هل انت طفل صغير لا يستطيع السيطرة علي نفسة و الأنتظار .. من الأفضل لك ان تفعل لن تحب الذهاب الي هناك برفقتي قبل ان اتلقي
الأوامر .
لم يكن عليه استفزاز الرجل اكثر ربما يضبط اعصابة حتي الأن لأجل السيد كلارنس واذا لم يكن كذلك لافتك به علي الفور : اخرجني فحسب انها مجرد دقيقة .
انصاع الرجل لرغبتة ووجده يفتح الباب وامسك به من ملابسة يجرة جراً خلفة , كان الباب الأمامي مفتوحاً ولا احد في الخارج ولا يوجد معه سوي هذا الوغد الذي يقبض عليه بقوة لذا في لحظة غرس اسنانة في يدة بشراسة حتي صرخ الرجل واستطاع الأفلات منه وركض بسرعة يشك ان الرجل سيتمكن من اللحاق به وهو لايزال يقف يتطلع لأصابة يدة , تفصلة خطوات فقط ويكون في الخارج وحينها يتمكن من الأختباء في اي مكان حتي ينجح في التسلل وهم يأخذون وقتهم في البحث عنه لم يظهر الحارس الأخر ولم يكف الأول عن الصراخ عليه ليتوقف وهو يهدده بشتي انواع العقاب لكنه غادر المكان , نجح واصبح في الخارج نظر يميناً ويساراً متلهفاً ليحدد وجهته واتخذ قرارة بالذهاب الي اكثر مكان مظلماً وبعيد ليختبئ من الحارس لكنه وسط ركضة المسرع اصطدم فجأة بجسد يشبه الصخر يعرفة تماماً .


قضي سيف الأيام السابقة مع رفاقة يحاولون مجرد الأقتراب اكثر لمقر تلك القوات ويراقبونهم من بعيد وهم يتجولون هنا وهناك واحياناً حين يعثرون علي شخص ما اخيراً يسمعون الحديث المطمئن الذي يدور وهم يحاولون اقناعة بالأنضمام اليهم .. بالفعل ارسل معه السيد كلارنس اشخاص يجيدون القتال والمناورة وشعر انهم يستطيعون قرائتة وقتما كانوا يحتاجون للهروب او الدفاع عن انفسهم معاً , لم يكن اقترابهم من تلك القوات بهذه السهولة , لكن سيف كان يملك الجرأة وهو يراقب شخص منهم بعينة لعدة ايام حتي تسلل يوماً بدون الأخرين واوقفة وحده بعيداً عن رفاقة كذلك .. لن ينسي النظرة التي اعتلت وجهه في تلك اللحظة , هل ظن ان سيف ربما سيقتلة وانه يعتقدهم اشخاص يفتكون بالأخرين ببساطة , اخذ سيف يتحدث اليه يحاول معرفة اية معلومة منه , اذا قام بتسليم نفسه الي اين سيذهبون به , ماذا يوجد في هذا المقر يستطيعون توفيرة , كيف امكنهم اعادة توصيل الكهرباء ومن اين ظهروا ومن هم , لكن الشاب لم يرد علي سؤال واحد حتي واجابة بأختصار اذا اراد معرفة كل ذلك عليه مرافقتة الي هناك لكنه يؤكد له ان الأمر عادياً لا يوجد ما يستدعي هروبهم ومقاتلتهم فأذا كانوا ينوون شراً لهم لقتلوهم ببساطة ما ان يعثروا علي احدهم , كان بحاجة للبحث عن ابنتة وبوجود هؤلاء في الأرجاء بدا الأمر مستحيل وبالتأكيد لم يقتنع بكلامة .. كانت المرة الأولي التي يتحدث فيها مع احد منهم ولم يبدو الأمر غريباً كان شخص عادي مثلهم , وحين عودتة لذلك المنزل الصغير الذي يقطنون فيه منذ يومين فحسب لاحظ نظرات احد من من معه ويبدو ان الرجل شاهدة يتحدث الي ذلك الشاب من تلك القوات لكنه لم يسأل عن شئ كذلك لم يوضح سيف ما كان يحادثة فيه , ليشك به كما يريد ويعود لقائدة ليخبرة انه خائن فهو لا يهتم , يبدو ان الشاب لم يعجبة موقف سيف حين حاول اخذ اية معلومة منه وقد تبعه يومها الي ذلك المنزل بعد ثلاثة ايام وجدوا مجموعة افراد منهم تهاجم المنزل وتحاول القبض عليهم , هكذا هربوا منه ولم ينجحوا في القبض علي اياً منهم , لكنهم اصبحوا بلا ملاذ آمن ثانية وكاد الرجل الذي رأ سيف مع هذا الشاب ان يتهمة بأنه المسئول عن كشف مكانهم لكنه وجد سيف لا يهتم بتهديده لذا اعطاه المزيد من الوقت , ظل سيف كعادتة يخرج وحده ولا يخبرهم اين هي وجهته علي الرغم من انه كون معهم صداقة وكانوا يثقون به ويحبون التحدث اليه كما لو انه بالفعل منهم منذ زمن بعيد , وهو يسير ليلاً وحده كعادتة يتسلل بين الأبنية سمع صوت تأوه بسيط , هل يتوقف ليتحري عن الأمر ام يذهب في طريقة .. لكنه لم يمنع فضولة من محاولة الأهتداء لمصدر الصوت .. كان يأتي علي فترات متباعدة وهو خافت بالكاد يسمعه وواهن كثيراً , حتي توقف عند احد البيوت حيث باب الشرفة غير موجود يكشف ما بالداخل , بحذر رغم كل شئ بدأ يتقدم الي الداخل وعلي الضوء الخافت الذي يأتي من مكان ما وجدها .. الونا .. التي تشهر السلاح في وجهه وهي تجلس تستند الي الحائط وملامحها تتقلص من الألم لكنها حاولت ادعاء القوة امامة وهو يقول مسرعاً : لا تطلقي النار .
كان يعرف كم هي مندفعة وحين تكون مصابة وخائفة علي هذا النحو فهي لا تفكر ابداً .. تقدم نحوها وهو يراقب نظراتها التي تراقبة بدورها وحاول ان يلقي نظرة فاحصة اقرب عليها ليعرف ما الأصابة التي تجعلها تتأوه علناً وتبدو تعبة لهذا الحد : لا اصدق انه انت .. ماذا اصابك .. اين هي ميمي .
كان يخشي اجابتها اذا ما كانت اصيبت والفتاة معها لايسعة التفكير في الأسوء وتمني لو وجد ابنتة هنا والأن فرؤيتها تذكرة بها وهذا جعل قلبة يخفق ويكتشف كم يشتاق اليها كثيراً لما عليهما الأفتراق كل الوقت هكذا , ردت الونا بصوت واهن وقد تخلت عن تحفظها قليلاً وبدأت ملامحها تتخذ تلك العفوية كما بدأ يحدث مؤخراً حين تكون معه : ابنتك بخير وهي في مكان آمن كثيراً , استطعت الوصول اليه بعد افتراقنا .. بحثت عنك والفتي لكنني لم اتمكن من العثور عليكما في اية مكان .
تنهد سيف بأرتياح وانصب اهتمامة الأن عليها وحدها : هل انت بخير ماذا بك يا الونا يجعلك تتألمين علناً .
حاولت تحريك ساقها لتكتم أهه كادت ان تفلت منها امامة وابتسم سيفيروث بشكل خفي لأجل هذا ونظر الي قدمها حيث تستقر قطعة زجاج كبيرة لامعه تكسوها الدماء : يا لحظك هذه اصابة خطرة .
حاول الأقتراب اكثر ليتفحص قدمها وقالت بصوت عال خائف : لا تقترب ولا تضع يدك عليها .
رفع عينية اليها قائلاً بجدية : هل تدركين خطورة وضعك .
: بالتأكيد افعل .. يمكنني مساعدة نفسي .. اخبرني فقط اين كنت ومن اين اتيت .. لقد وجدت مكاناً يسعنا جميعاً المكوث فيه يمكنك ان تأتي .
قرر سيف مجاراتها في الكلام وهو يدرك مدي رعبها من ان يقترب ويحاول نزع قطعة الزجاج من قدمها لذا شغلها بالتحدث معها : انا كذلك وجدت مكان يفي بالغرض والفتي يمكث هناك الأن .. واتجول في الأرجاء لأنني في مهمة صغيرة مع بعض الرفاق نحاول معرفة ما يجري في ذلك المكان الخاص بالقوات .
قالت وهي تخفي المها ثانية : هل جننتم .. انت لا تدرك خطورة ما تقوم به دوماً وتعتقد ان لا شئ سيوقفك وان الخطر بعيد عنك تماماً .. لأجل مصلحة ابنتك ولكي تعود اليها ثانية انصحك بالتوقف عما تفعل وتعود لمكانك
هذا .
: علي العكس ما اقوم به هو لمصلحتها اذا ما كان هذا المكان أمن بما يكفي سنكون بخير حينها
جميعاً .
توقف عن الكلام حين وجدها تغمض عينيها بألم وتدفع برأسها للحائط خلفها اكثر : يمكنك التوجع بصوت واضح يا الونا كما كنت تفعلين منذ قليل ما خطبك .
حدقت اليه بضيق لأنها تفعل ذلك لوجودة معها : يمكنك ان تذهب الأن سأتدبر امري .. اذا اردت رؤية ابنتك سأصف لك العنوان .. من نعيش معه يدعي ياس وهو يملك منزل كبير .. لديه اسلحة وطعام وماء ومقاتلين يستطيعون الدفاع عن المكان .. هو يرحب بالجميع ويساعدهم .
: علي الأرجح انت مجنونة اذا كان في اعتقادك انني سأتركك واذهب لأي مكان .. اريد رؤية ابنتي لكنني سأذهب لذلك المنزل برفقتك .
: لا تجادلني يا سيف من فضلك لست في حال تسمح لي بتحملك .
استمر بالنظر اليها مطولاً حتي تساءلت عن خطبة : ماذا هناك .
قال بنبرة يستخدمها معها فقط علي الأرجح لأنه يدرك انها تؤثر بها : انها المرة الأولي التي تناديني بها بأسمي بتلك العفوية كأنه امر عادي .
لاحظ الأرتباك عليها و هي تقول بدهشة : ماذا في ذلك يفترض اننا اصدقاء صحيح .
: بل يفترض اننا اكثر من ذلك .. ماحدث بيننا في المرة الأخيرة يؤكد الأمر يا الونا .
ارتبكت اكثر الأن وكانت فرصتة ليقترب منها حيث هدأت شخصيتها العاصفة وعادت فتاة طبيعية عادية : اعرف انك كنت خائفة وحدك هنا تتألمين وتعجزين عن السير ودعيني احذرك ان ما يحدث في الخارج لن يدفعك لقضاء الليل هنا بانتظار ان يأتي احدهم لنجدتك .
: قلت انني استطيع ان اتولي الأمر .. فقط ارحل .
اقترب اكثر منها وهو يمسك بذقنها لترفع عينيها بشكل واضح وتنظر اليه بتركيز : لن اتركك وارحل ابداً .. يجب ان تفهمي انا اهتم لسلامتك وقلق لحالك تلك .
اخذت تحدق به وهو يقول تلك الكلمات بعفوية كأنه امر بسيط : لا تتفوه بمثل هذا الكلام معي .
: لكنني اعنيه .

Koedara 17-06-21 05:31 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


الفصل 16

صمتت بعدها وقد انشغلت عن الشعور بالألم وتفكر الأن بموقفة معها وتدرك جيداً انها سبق ووقعت تحت سيطرتة واقنعت نفسها حينها انها بحاجة اليه .. لذا لن تفكر بالخضوع للأمر ثانية فهذه ليست هي من تتصرف معه بتلك الطريقة الضعيفة .. تحركت بعيدأً عن محيطة قليلاً وهي تؤكد : اقدر اهتمامك لكن مازلت قادرة علي مساعدة نفسي .
القاها بنظرة جدية : لا تكوني حمقاء يا الونا فلن تتمكني من الذهاب لأي مكان .
اقترب نحوها ثانية : انت تخافين حتي من الشعور بالألم اكثر اذا ما نزعتيها وهذا يؤكد انك لست فاقدة الأحساس كما تحاولين ان تقنعينا .
رفعت صوتها عليه باعتراض : لا تحاول التنمر علي لم اطلب منك تحليل عن شخصيتي .. والأن غادر المكان .
قال بأصرار امام غضبها : لن افعل .
: ابتعد عني اذاً .
صرخت عالياً رغم عنها وهي تشعر بلسعة الألم وتلاها الكثير من التوجع حين نزع سيف الزجاجة في غفلة منها وانشغل بعدها بمحاولة ايقاف الدماء وهو يتفقد الجرح ويتمني انها لم تصل لأي من العظام , نظرت اليه تحاول ابعاد نفسها عنه بغضب واعتراض لكنها لم تجرؤ علي تحريك ساقها وقالت بأحتجاج : لما فعلت ذلك .
ثبت نظرة عليها قائلاً ببساطة : لأنك تصرين علي افساد اية وقت يجمعنا بكلامك .. تستحقين هذا وهو عقاب صغير لك .. كذلك هي مساعدة تغنيني عن محايلتك اكثر .
قالت بأصرار وهي تحاول تمالك نفسها والتوقف عن الأنين : طلبت منك الرحيل نفذ هذا فحسب .
انشغل بربط قدمها بما وجد من قماش قريب : كفي عن تلك العصبية اذا اردت الأحتفاظ بقدمك .
: لا تتحداني وابعد يدك عني .
انتهي سيف من عمله والقي نظرة الي وجهها وعينيها الدامعة وشعرها المنسدل ولم يتمكن من دفعها للعصبية اكثر : انتهي الجزء المخيف علي الأقل , اذا كان بأمكانك الوقوف فعلينا الرحيل .. يمكنك ان تأخذي وقتك للراحة قليلاً سأنتظرك لا مشكلة .
كان عليها السيطرة علي انفعالها وان تكف عن الصراخ عليه كالمجنونة , تنفست بهدوء للحظات وشعرت انها تهدء وتسترخي وربما بالنعاس اكثر .. كان يدرك ان اصابة قدمها خطيرة بحق وهي لا تدعي ووجدته يسألها بلطف : كيف اصابك هذا بالمناسبة .
قالت بصوت ناعس فلم يعد جسدها يتحمل المقاومة اكثر بعد تلك العصبية والنزيف وتحملها الألم : وانا اهرب بالتأكيد .. فأنا لا انزل ضيفة هناك كما تعتقد بل اعتبرة منزلي واعمل جاهدة لتوفير الطعام والماء كما الجميع .
: اذا ما توقفت عن حديثك المتحدي طوال الوقت ستكون الحياة معك اسهل .. لا تنامي الأن دعينا نذهب من هنا .
حاولت فقط تحريك ساقها لكنها كتمت صرخة خافتة وعادت مكانها .. تريد ان يختفي من امامها او تمنعه من مراقبة كل خلاجاتها وهي تتألم بيأس .. استقام واقفاً كأنه شعر بتوترها من وجودة : سأتفقد الأرجاء حولنا حتي تأخذي قراراً.
تنفست الصعداء حين تركها بمفردها اخيراً واخذت راحتها لتطلق لنفسها العنان وتتوجع بدون تحفظ , ارادت ان تنهض وتغادر بمفردها قبل ان يعود لكنها اخذت تفكر في الأمر وهي مكانها لا تشعر ان لديها اية قوة للقيام بأي شئ بعد اصبح الشعور بالنعاس مغرياً اكثر من اية شئ اخر الأن ولم تمانع ان تغمض عينيها وهي تقنع نفسها ان تأخذ استراحة لدقائق وتنهض بعدها لتغادر .

حين عاد سيف كان في طريقة ليثني عليها كم اختارت مكان بعيد عن الأنظار ولن يفكر احد في الأقتراب منه لكنه وجدها تغط في النوم .. اقترب منها وهو يبتسم بشفقة لكن كانت لديه فرصة لن تعوض وهو ان يتأملها قليلاً .. كم تبدو جميلة اكثر مما هي عليه حيث ملامحها هادئة بريئة , شعرها المتناثر بفوضي حول وجهها .. جسدها الذي دائماً هو في وضع دفاع وهجوم يمسترخي بنعومة واستسلام .. تنفسها البطئ .. شفتيها المنفرجتين قليلاً بأغراء , كانت جميلة بحق لم يكن مخطئ ولولا شخصيتها المجنونة لأخبرها كل هذا علناً , كان عليهما الرحيل فهو ليس واثقاً من فكرة قضاء الليل في مكان كهذا حتي واذا كان متأكد من انه آمن , ماذا سيظن البقية عنه انه ربما قتل او تم القبض عليه , لكنه لم يجرؤ علي ايقاظها وهو يعود وينظر في وجهها والي ملامحها المتعبة وجلس يستند الي الحائط جوارها ينصت للخارج ويراقب جيداً .
استيقظت الونا غير قادرة علي سحب نفسها الي الوعي لكنها ارغمت نفسها علي فتح عينيها لتحدق بدهشة الي وجه سيف الذي كانت تنام في حضنة فعلياً تستريح براسها علي صدرة وتصل لأذنيها صوت ضربات قلبة المنتظمة , ابتعدت وهي تضع يدها علي فمها لتمنع اية صوت انين يصدر منها لكي لا توقظة , متي غفت ومتي عاد ومتي جاءت قريبة منه لهذا الحد , حين خفت حدة اضطرابها اخذت تنظر اليه ملياً وتفكر لما تنجذب بلا تفكير اليه وحده ولا تشعر في وجودة بالحذر كما كانت ستفعل لو انها مع شخص سواه , اليس عليها ان تتوقف عن المماطلة وانه بالفعل اصبح شئ هام في حياتها , لكن حين وجدتة يفتح عينية تلاشت كل افكارها وبدأت تتخذ وضع التأهب ثانية وهي تراقبة ينظر اليها بتفحص : كيف حالك الأن .
لم تجرؤ علي سؤالة كيف استيقظت لتجد نفسها في هذا الوضع معه وهل هو من قربها منه لهذا الحد ام انها هي من تحركت اثناء نومها : افضل كثيراُ وارغب بالمغادرة فحسب .
: حتي ان مزاجك سئ عند الأستيقاظ كذلك .

بعد ان نالت وقد للراحة تشعر الأن بالألم الذي ينتشر من قدمها الي ساقها وتخشي ان تتداعي اصابتها .. لكن الأكثر هو انها تخشي من عدم حيلتها في التحرك وسيكون هو وسيلتها الوحيدة لمساعدتها في العودة للبيت , اخذ يبحث عن شئ ما في حقيبتة وشرب بعض الماء وعرض عليها البعض كذلك ولم تمانع , لم يكن الصباح قد سطع بعد اي انها لم تتغيب مطولاً لحسن الحظ , عرض عليها بعض الطعام لكنها رفضت ولم يفوت فرصة المحاولة معها مرة بعد مرة وفي النهاية قبلت لكي تتمكن من الوقوف علي الأقل , كانت ممتنة لأحترامة اياها ولم يحاول ازعاجها بأية شكل وهو يعرف كم تعجز عن التصدي له لن تنكر كذلك سعادتها انه يهتم لطعامها وحالتها , هي ممتنة كثيراً له لكنها لن تنطق بهذا , اخذ ينظر اليها لوقت حتي تساءلت عما يجول بخاطرة ثم قال بلطف : اعتقد علينا الرحيل
الأن .
أومأت اليه بالموافقة وهي تحاول بكل طاقتها تحمل الألم والوقوف بمفردها لكنه بجرأه اكثر من اللازم وجدتة يمسك بخصرها وتزحف ذراعة حول ظهرها بأحكام ورفع ذراعها الأخري لتضعها حول رقبتة وهو يبرر بنبرة هادئة : هذا اسهل من شجارنا حول مساعدتك من عدمها لا نملك الوقت .
حدقت الي عينية الخضراء الهادئة : لايحق لك ما تفعل .. انت تهمل الجزء المتعلق بكوني ارغب في مساعدتك او ارفضها .
رد ببساطة : ترغبين بها لا خيار اخر امامك حالياً .
هكذا برغبتة وطريقتة المخيفة في اخذ التدابير حيالها كانت تسير الي جواره تستند عليه وتمشي علي ساق واحدة بخطوات بطيئة ومن الجيد انه لم يجن اكثر ليحملها لأنها تشعر كم يزعجة طريقتها البطيئة في السير , كانت تشير هنا وهناك لترشدة الي طريق المنزل وادرك كم هو قريب من مقر تلك القوات وبعيد عن منزل السيد كلارنس .. لم يكن من يمكثون في المنزل سوي ستة اشخاص منهم الونا و ياس الذي رحب بسيف وهو يستفسر بقلق عن حال الونا .. احتاج للجلوس للدردشة معهم كالعادة عما في مخططاتة ليقوم به , اخبرهم ان لديه رفاق اخرون , وافق ياس علي مكوثهم في المكان حتي يستطيعون العودة لمنزلهم مرة اخري او البقاء معهم اذا شاء فهو يبحث عن المقاتلين وليس لديه حاليا ً احد سوي الونا واثنين معها , الأهم من كل ذلك هي ميمي التي ابقاها معه طوال الوقت وهو ينظر اليها كل دقيقة ويعلم ان عليه ان يتركها ويرحل مرة اخري فالمنزل هنا اكثر هدوء وأمان لا يمكنه ان يأخذها معه الي منزل السيد كلارنس الذي يحوي معظمة القتلة فحسب , ايضاَ يثق بألونا الأن اكثر وانها ستحميها مهما كان الوضع , عاد بعدها لرفاقة واخبرهم عن منزل ياس وانه يرحب باستضافتهم هناك وكانت سعادتهم لا توصف لأيجادهم مكان مستقر ثانية ولم يجرؤ احدهم عن سؤالة ما كان سبب تغيبة كل هذه المدة وباتوا يدركون انه يحب التصرف علي راحتة ولم يشغلهم هذا كثيراً.

نظر روبي الي الأعلي حيث يقف السيد كلارنس يسد عليه الطريق ويلقيه بنظرة باردة قائلاً : انتهي وقت اللعب الأن علي الرغم من ان الأمر ممتعاً معك وكنت تضيف الي بعض الأثارة في حياتي .
رغم هذا حاول الهرب منه في اتجاه معاكس لكن الرجل جذبة من ذراعة بسهولة تامة وادرك مدي هزاله وانه يجوعة ليقضي علي قوتة تماما : دعني .. كفاك هراء عن السجن وماشابه ليس لديك حراس يجيدون العمل حتي .
ابتسم الرجل وهو يقبض بقوة اكبر ليمنعه من الحراك ووجد نفسه يختفي تماما امام هذا الجسد الضخم : لا يا عزيزي لقد اعطيتك فرصة وانت لم تستغلها بذكاء كان يجدر بك الهرب لمكان مكدس بالأشخاص اكثر لتختفي بينهم وليس التوجه لمكان قريب بهذا الشكل .
لم يخضع الرجل او يلين لمحاولة طلب ان يطلق سراحة صحيح انه لم يطلبها صريحة لكن كل شئ به يطالبة بهذا : ماذا كنت تنتظر مني ان اصبح مطيعاً لتنجح في النهاية .. لن يحدث ذلك .
بدون كلمة وجد الرجل يرفعه عن الأرض ويحملة علي كتفة بخفة وكأنة قطعة ملابس فارغة وقال بابتسامة رقيقة وصوت لطيف : انا اسف لكنني مضطر لما سأفعل بك .. انا اعرف ما الذي سيجعل شخصيتك العدائية التي تعتقد انه لا احد سيقهرها يوماً او يسيطر عليها تصبح مطيعة لتعيش فرد منا وبيننا .

Koedara 17-06-21 05:33 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


في طريق مختلف لم يقصدة يوما ً وجد الرجل يصل الي غرفتة الخاصة بعيدا عن الجميع حينها شعر روبي بالخطر فهو يعرف مقدرة الرجل علي ارتكاب اية فعل جنوني وغرفتة بعيدة نوعاً عن الجميع لذا للمرة الثانية يخسر فرصتة لأنقاذ نفسه , انزلة هناك و اخذ روبي بضعة خطوات بعيداً عن الرجل الذي اغلق الباب وهو يحدجة بنظرة صارمة ووقف روبي يبحث عن مخرج اخر يمكنه من الهرب لكن بدا ذلك مستحيل , اقترب عليه الرجل بتؤدة قائلاً بصوت محتدم : لو ان لسانك يعرف الصمت لتجنبت الكثير من الأمور في حياتك .
احتفظ روبي بأصرارة امامة ولم يهتم كثيراً لما قد يهدده به : ولو انك التزمت بشؤنك لكنت شخص محترم .
ارتفع حاجبي الرجل بدهشة : تجد انني شخص غير محترم اذاً .. لا ادري هل تتعمد هذا او لا لكنك تصر علي اغضابي ويبدو انك لم تتعلم الدرس بعد يا روبي .
وجده يقترب ناحيتة وبدأ شعور القلق يتزايد وهو يترقب ما ينوي فعله : الزم مكانك يا سيد كلارنس ومن الأفضل ان تدعني وشأني .
لكن الرجل اكد بأصرار : لا .. مازال عليك ان تتعلم .. مازال علي ان اثبت لك ان هناك من يستطيع السيطرة عليك وانك حين تعاندني علي هذا النحو سوف تعاقب بطريقة لا تحبها .
اقترب عليه اكثر وتراجع روبي لا شعورياً حتي التصق ظهرة بالحائط واتسعت عينية من الخوف حين وجده يغلق عليه اية فرصة لأتخاذ اية موقف , ثبت نظراتة القوية علي عينية : اعرف ان مئات الأفكار تدور في عقلك وفي رأيك كيف عسانا نسوي هذه المسألة .. اذا كنت مكاني ما هو التدبير الذي قد تتخذه نحو شخص مثلك .
بادلة الفتي النظرة بمثيلها وهو يؤكد بنبرة واثقة : سأتخلص منه بطريقة واقعية .
همس الرجل في اذنة : بقتلة ربما لأنه تعدي حدودة علي من فتح له بابة وقبل بتوفير منزل آمن له.
اخفض صوتة اكثر قائلاً برقة : ان سيف الذي تنتظرة لأنقاذك لن يعود عليك نسيان امرة والبقاء مطيعا حتي تمر ايامك بسلام
لم يعد الفتي يتحمل هذا الوضع وهو محاصر بهذا الشكل لذا حاول دفعة بعيداً وشعر بارتباك حين لم ينجح في جعل الرجل يتزحزح خطوة : اذا لم تتوقف عن هذا ايها الوغد فسوف .
: ماذا .
كان يدرك بيأس انه وقع ثانية في قبضتة ولن يتمكن من الفرار لكن الرجل الذي لاحظ مدي يأسة ظل واقفاً مكانة لم يقرر الأقدام علي اية حماقة بعد وقال بنظرة جدية : لدي شروط ناحيتك واذا اصبحت فتي مهذب كفاية لتنفذها ينتهي خلافنا .. عليك ان تناديني ب سيدي كما يفعل الجميع هنا او القائد ايهما اكثر اقناعا لك .. عليك الألتزام بالقواعد هنا ليس وكأنك تعيش وفق مزاجك وتفعل ما تريد وقتما تحب .. واياك وان اسمع لسانك هذا ينطق بحرف واحد من كلامك المتعجرف سيكون الشئ الذي سأقطعة اولاً .
القاه بنظرة شاملة وتوقف عند عينية المتعبة التي تلتمع بغضب : وربما اشياء اخري تالياً .
عاود روبي المحاولة لأبعادة عن طريقة وقد ازداد غضبة وعنادة اكثر : انت شخص وقح وزيادة علي هذا لست سوياً بالتأكيد .. ومن ينعتونك ب يا سيدي هنا لا يختلفون عنك كثيراً .. لا اعرف بعد ما تحاول اثباتة لكن عليك الأبتعاد عن طريقي .
حاول المرور ولم يستغرق الأمر سوي خطوة واحدة ووجد السيد كلارنس يجذبة من ذراعة ليدفعة للحائط مرة اخري ولم يحب هذا .. لم يحب نظرة الغضب التي تطل من عيني الرجل ولا قبضتة الحديدية التي تسمرة مكانة ولا نبرة صوتة العالية , ربما يوقع نفسة في ورطة وهو يدفعة للغضب ويثير استفزازة اكثر وحين سيفقد اعصابة هو من سيخسر بالتأكيد لذا وقف مكانة يسمع سؤالة التالي : اذاً لا تنوي انهاء تلك المشكلة بطريقة وديه .
حاول روبي ان يهدئ من وتيرة اندفاعة و رد بهدوء : عليك ان تطلق سراحي يا سيد كلارنس وتدعني ارحل من المكان .. لا ارغب بالعيش معكم .
: رغبتك لا تعني شئ بالنسبة لي بل ما ارغب به وحدي .
ماذا يعني ذلك , انه سيعيش هنا مجبراً فقط لأن تلك رغبة الرجل كأنه غرض وجده علي الطريق ولم يسأم منه بعد ليتركه , كانت النظرة التي القاه بها كافية ليعرف ان ثمة شئ علي وشك الحدوث حينها تملكة الذعر , ماذا قد يفعل به ثانية , استطاع التملص منه وركض نحو الباب يحاول بشتي الطرق المغادرة ولمح السد كلارنس يقترب منه بخطوات بطيئة تؤكد ان ما يحاول فعله هو فاشل , اخذ يطرق علي الباب بجنون حتي شعر به يجذبة من شعرة ويجرة جراً الي منضدة جوار الفراش بسهولة تامة , كلا لن يسمح له بالقيام بشئ اخر لذا نهض مسرعا يحاول مهاجمتة لكنه ببساطة شديدة كان يصد ضرباتة التي بذل كل جهدة حتي تجدي نفعاً , تركه يحاول لبضعة دقائق حتي وجدة يفقد حماسة ويتعب وتعلن عينة ذات النظرة الخائفة استسلامة ويعرف يقيناً مدي ضعفة وعدم حيلته فهو من يمنع عنه الطعام لأجل ذلك , لم يجرؤ علي سؤالة ماذا يريد وماذا سيفعل ربما اجابة السؤال تصيبة بالخوف اكثر , وقف السيد كلارنس يرمقة بتحداً ويتأمل حالة المزرية ويعرف روبي انه يشعر بالتفوق حين تكون كلمتة هي الأخيرة و قال في ثقة : لا افهم لما تعاديني بهذا الشكل لكن اصبح الأمر شخصياً بيننا واما ان تنصاع لما اريد وأما سأجبرك علي الأمر اخذت وقتك حتي هنا وحان دوري الأن .

تراجع روبي امام تقدمة منه وهو يراقب مدي اصرارة للأقدام علي ما ينوي فعله وقامتة المديدة وجسدة الذي يشعر انه يحتل الغرفة بكاملها ويشكل امامة عائقاً لم يساعدة علي التفكير في اي شئ , شعر بأنفاسة تتلاحق وهو يري حبل رفيع في يد الرجل المستمر بتقدمة ودقات قلبة تطن في اذنية يكاد يجزم ان صوتها يصل للسيد كلارنس , افكار افكار واحتمالات لما قد يقوم به ولم تسعفة اعصابة المشدودة ولا ضربات قلبة التي باتت مؤلمة وتجعل تنفسه يقل ولا الأرهاق الذي يشعر به والجوع ولا عيني السيد كلارنس التي تطل منها قسوة مخيفة علي التحمل بعد وفقط ما ان شعر به يكبل يدية بقبضة واحدة تخلي عنه الوعي ووجده الرجل يفلت من قبضتة ويسقط ارضاً .


شعر بنفسه يعود لأرض الواقع مرة اخري بعد ان نال وقت يجهله في الراحة من كل شئ واهمهم التفكير , ثم تذكر ما كان الوضع عليه لذا نهض بخوف ليجد نفسه عاجز عن الحراك ويدية مقيدة خلف ظهرة وقدمية موثقة بأحكام وهو ملقي علي الفراش بلا اكتراث , تجول ببصرة في محيطة كانت الغرفة خالية ولا اثر للسيد كلارنس , حاول التحرك ومساعدة نفسه علي الخروج من موقفة السخيف وهو يتلوي ليخلص نفسه من الحبال التي تؤكد له انه لن يذهب لأي مكان , لم يترك له الرجل اية فرصة ضئيلة للفرار وكانت الحبال حول رسغية وقدمية محكمة , ما الذي يخطط له تالياً واحتجزة هنا لأجله , كم مضي من وقت وهو هنا واين هو هذا الحقير الأن , حدق الي النافذة المغلقة علي بعد منه ويفكر كيف عساه الهروب , لو انه تركة بلا قيد فقط محبوس في الغرفة الموصدة لوجد طريقة بالتأكيد لكن للأسف يبدو ان الرجل يدرك ان بوسعة هذا لذا قيدة بتلك القوة , حاول الجلوس في الفراش والنهوض لكنه اكتشف ان الحبل مربوط بأحكام الي المنضدة الثقيلة جوار الفراش , لم يصدق هذا , لهذا الحد يخشي الرجل ان يترك له فرصة ليتحرك حتي وهو مقيد بهذا الشكل .. ظل لوقت قصير يفكر ويفكر ويترقب ان يسمع هذا الصوت الذي يصل اليه الأن وهو المفتاح الذي يدور في قفل الباب يعلن ان المتاعب قد بدأت , بادل الرجل نظرة باردة وهو يراقبة يوصد الباب خلفة ثانية وهذا يعني انه يخشي ان يدخل اية شخص الغرفة بشكل مفاجئ وهذا يعني ايضاً ان لا احد علي علم انه يحتجزة هنا , قال بنبرة عميقة قوية وهو يراقبة يتحرك في الغرفة : لقد تماديت في جنونك كثيراً , اذا كانت هذه هي الطريقة التي تتبعها هنا لينفذون اوامرك فهذا احتمال ابعد من مخيلتك ان تنجح فيه معي .
ابتسم الرجل وهو يتقدم من الأريكة ويضع عليها بعد المفارش : لا تكن واثقاً من كلماتك لهذا الحد وتذكر انك في هذا الوضع لأنك فقدت الوعي خوفاً مني منذ ساعات .
ابتلع روبي اهانتة بصمت لم يتمكن من المجادلة ولم يكن خوفة منه هو السبب لكن ضيق تنفسه وضربات قلبة حينها .. علي الرغم من هذا لم يجادل فهو في موقف مخيف واخر ما يحتاج اليه هو اثارة غضبة , راقب الرجل الذي تقدم نحوه ينظر بسخرية لكنه يقول بنبرة هادئة : يجب ان نتفق انك لن تخرج من هنا سوي حين تتعقل وانا اعنيها .. واذا فعلت هذا سريعاً توفر علي نفسك وعلي الكثير من العناء لكن اذا ما استمر عنادك فأنت وحدك المسئول عما سيحدث وانا لا اضمن لك ان تخرج بعدها سليماً تماماً .
لم يعلق بكلمة واستمر بتسديد نظرة تحتقرة فحسب : سأكون مهذباً معك في الوقت الحالي وسأسمح لك بالنوم هناك علي الأريكة واحضرت لك اغطية اضافية وهذا يؤكد لك كم انا انسان يراعي الأخرين .. لا احد يعلم بوجودك هنا فأنت مع ريفين في مهمة قد تستمر اسبوع .. هذا يعني انك وحدك تقرر متي ينتهي هذا الأسبوع وكيف ينتهي .
: لتذهب الي الجحيم انت وطريقتك المريضة البائسة .. لست خائفاً منك يا سيد كلارنس ولتفعل ما تريد .
هكذا انفجر في وجهه غضباً ولم يعد يتحمل البقاء صامتاً اكثر لكن الرجل كان صبورا وهو يقول
: سنري هل ستستمر بقول هذا بعد يومين فحسب ام لا .


Koedara 17-06-21 05:35 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


الفصل 17

هكذا قضي ليلتة الأولي مقيد وينام علي الأريكة يراقب الرجل الذي يتمدد علي الفراش المقابل له في الغرفة ذات الضوء الخافت , يتحمل الجوع والعطش فهو لن يطلب منه اي مساعدة كانت حتي يقتنع ان طريقتة لن تجدي نفعاً معه , لكن يبدو ان روبي لم يفهم شخصية السيد كلارنس تماماً وانه ربما يدفعة برغبتة للتوسل لكي يتركه وشأنة فما حدث في الأيام التالية ليس ما توقعة , فهو لم يرأف بحالة ولم يعرض عليه طعام او شراب كأنه بانتظار ان يطالب بهذا بنفسه رغم ذلك كان احيانا ما يفك قيدة ويتركه ليرتاح لبعض الوقت , لكن هذا الأمر الودود احياناً لم يستمر مطولاً لأن روبي هدده بأنه سيخبر الجميع بأمرة وبشخصيتة الحقيقة خلف هذا القناع الذي يدعي به انه قائد يراعي جميع السكان حينها اشتد غيظ وغضب الرجل اكثروكان مستعد لقتلة بدون اكتراث بعد ان سأم منه ومن عنادة في هذه اللحظة اخذ يديه الأثنتين في قبضتة القوية الكبيرة واندهش الفتي من انه لا يستطيع تخليص نفسه بقبضة واحدة فقط يتمكن من اعتصار يديه و اخذ يجاهد للتراجع والأبتعاد وهو يركل بجنون , دفعة الرجل امامة وثبته بثقل جسدة عليه وهو يحاول اجبارة علي فتح فمة بيد وباليد الأخري مد اصابعه يحاول اخراج لسانة وعلي وجهه ذلك التعبير الوحشي وتلك النظرة التي تؤكد انه لا يملك ذرة شفقة نحوة , حاول الفتي ان يعض اصابعة التي تجاهد للأمساك بلسانة لقطعة , اخذ يحرك رأسة يميناً ويساراً لأنها الشئ الوحيد الحر وجسدة بالكامل يسحق اسفل ذلك الجسد الشبيه بالصخرة الثقيلة التي تجثم عليه وتجعل انفاسة تتقطع واستطاع القول بصعوبة وهو لايزال في امر تحريك راسة بعيدا عن يدة : اقسم انني .. لن .. اخبر احد .. عن ذلك .. اطلق سراحي .. دعني .. فقط .. ارجوك .
لدهشته توقف وظل هادئا فقط ينظر اليه وحاله المزرية وفمة الذي تعرض للكثير من الخدوش والدم الذي يسيل من شفتية : لقد حذرتك اذا نطق لسانك بشئ كهذا مرة اخري سأقوم بقطعة لأنه مشكلتك الوحيدة .. ارجو ان تتعقل بعض الشئ الأن .

لم ينام الليلة التالية علي الأريكة بل علي الأرض جوار فراش الرجل الذي اصبح يقضي الكثير وقت اكثر برفقتة في الغرفة ليؤرق عليه نومة واذا ما اغمضت عيناة فهو يشعر به يجرة من شعرة الي مكان اخر بالغرفة , حتي اليوم الثالث الذي شعر انه سيموت عطشاً تنازل حينها عن عرش عنادة وطلب من الرجل الماء وهو لم يعطية الكثير بل جرعتين لا اكثر , اصبح يتعامل معه بخشونة كل يوم اكثر وحين يجبرة علي التحرك اذا كان للجلوس علي الأريكة قبالتة ليستفسر عن هل وافق علي شروطة او لا او وهو يجلس علي الأرض يفعل ذلك وهو يسحبة من الحبل المربوط الي المنضدة وكأنه كلبة الأليف .. لم يتصور ان يهان بتلك الطريقة او يذل لهذا الحد وهو لم يرتكب اي شئ يذكر تدفع ليتمادي الرجل معه لهذا الحد وانه ينجح فيما خطط له ولا حدود لساديتة نحوه وكم يكرهه لتلك الدرجة , يوم اضافي وكان يطلب منه الطعام بنفس راضية وصوت مبحوح لا يصل الي مسمع الرجل ربما الذي يعرف يقيناً ان الفتي يموت فهو ليس نفس الشخص الذي دخل الغرفة منذ عدة ايام حالة المتدهورة تظهر بوضوح , اعطاه الطعام والماء وحين كان يطلب روبي المزيد يتلقي حينها صفعة علي الوجة قوية الي حد يندفع معها الدموع من عينية او ركلة تؤلم عظامة وجسدة الضعيف , وايقن انه لن يغادر الغرفة حياً لا سبيل امامة , إما ان يحتفظ بكرامتة التي لم يتبقي منها الكثير و إما يحتفظ بحياتة , نعم كان هذا يدفع بالسيد كلارنس الي التمادي ويحاول اكثر فأكثر اجبارة علي الأعتراف بالضعف والخوف منه حتي اذا ما قتل الفتي علي يدية فليس عنده نيه للتراجع ولم يتصور روبي ان تصل جديتة في تنفيذ مطالبة الي هذا الحد , حتي اتي الوقت الذي هاجم فيه السيد كلارنس وهو لا يملك امامة سوي العض والخمش وعلي الرغم من ذلك استطاع اصابة الرجل بجروح بليغة وكانت اسنانة تنغرس في لحمة بغير رحمة وهذا لا يأتي مقارنة بما يشعر به , استطاع تقطيعة بأسنانة وتفاجئ الرجل بمدي وحشيتة وانه برغم هجومة البائس يستطيع ان يدفع بالرجل ان يدافع عن نفسه امامة ويسعي لأيقافه , لم يراعي روبي انه لا يملك اية قوة جسدية تمكنة من الأستمرار بعد واتي الوقت الذي فقد فيه ادراكة تماماً ولم يكن يصل اليه سوي صوت السيد كلارنس البعيد الذي يتحدث بقلق .

علم فيما بعد انه ظل نائماً لثلاثة ايام ولا عضو واحد في جسدة كان يعمل بانتظام , بينما السيد كلارنس كان يأتي بين الحين والأخر يلقي نظرة عليه وكأنه يخشي ان يكون قد تسبب في قتلة علي الرغم من انها كانت خطتة منذ اخذه للغرفة ذلك اليوم , من الجيد انه تمكن من السير علي قدمية مرة اخري واستطاع النهوض والتحرك ثانية وبدء يشعر كم يقشعر بدنه عند سماع صوت السيد كلارنس او الشعور به يمر من جوارة بعد ما ذاقة علي يدية , وجودة بشكل عام اصبح شعور منفر لا يطاق ولا يحتمل البقاء في مكان واحد معه او الخروج للبحث برفقتة لكنه لاحظ تلك المراقبة له من قبل اية شخص يرافقة خارج المنزل وعلم فيما بعد انها اوامر السيد كلارنس بمراقبتة .. رغم هذا لم يعد له اية علاقة تذكر بأية شخص في المكان , قد يجبرة السيد كلارنس علي الصمت لكنه ابدا لن يمحي تلك النظرة التي علي الرغم منه تحمل كل الألم ومعاناتة واثار الصفعات الواضحة علي وجهه وهذا لاحظة الجميع عليه ولا اثار الخدوش الواضحة علي وجه السيد كلارنس والجروح والكدمات علي جسدة جراء ما فعله روبي قبل ان يسقط في تلك الغيبوبة القصيرة , هذا دفع بريفين للتحدث الي السيد كلارنس يحاول التقصي عن الوضع خاصة انه سمع من البعض ان من المفترض ان روبي كان معه في رحلة البحث الأخيرة , لا يعرف عن الفتي اكثر من انه انضم للسكن معهم حديثاً لذا كان عليه التحدث الي السيد كلارنس بشأنه وهو شخص يستطيع فعل ذلك بجرأه اكثر من سواه : لا يليق بك ايها القائد ان تتعامل معه علي هذا النحو هذا ليس من شيمك اتجاه احد ما الخطب مع طفل مثلة اذاَ .
برر السيد كلارنس افعاله : الفتي يحتاج لأكثر من ذلك ليعود الي صوابة .. انا لم اقصد قتلة يا ريفين لكن في وقت ما دفعني رغماً عني لذلك .. يحتاج للتربية من جديد ليتأقلم علي العيش معنا في مكان به انضباط وقوانين وينسي حياة الشوارع التي اورثتة هذه الطباع بالتأكيد .
: ايها القائد اعرف انها ماي .. لكن عليك ان تهدأ من وتيرتك انت لم تمارس مثل هذا العقاب ولم تعامل احد بتلك الطريقة يوماً , من الأفضل ان تنسي امرة ولنهتم بأعمالنا فحسب .
: ليست هي يا ريفين تعلم انني لن انصاع لكلمة احد اذا كانت طائشة لهذا الحد .. اعرف ما افعله
جيداً .
استمر ريفين بالنظر اليه ثم قال بشك : الأمر شخصي اذاَ .
: انسي الأمر في الوقت الحالي لا يوجد ما يستدعي القلق .
كان ينصت لكل كلمة يقولها ريفين فهو ليس مثل اي شخص اخر هذا هو الوحيد الذي قد يطلق عليه بصدق صديق , لكنه كان مجبراً علي امر اخير مع الفتي وقد فعل هذا بتردد لم يظهره لكنه كان قلقاً من التحدث اليه بتلك السرعة ولم يمر علي ما فعله سوي وقت قصير , استدعاه الي ذلك المكتب الخاص به : اريد منك ان تبقي في البيت سيكون عملك في تصنيف الأطعمة مع الأخرين .
: لن افعل .. ولن اتلقي امر واحد من مختل مثلك .
وتصنيف الأطعمة هو فرز كل ما يحصلون عليه من طعام ما يمكن ان يؤجل وما يجب ان يؤكل في الحال وما لا يصلح للأكل ابداً , تعجب الرجل من تلك القوة التي تطل من عينية وكلماتة وانه لم ينكمش او يتراجع ويخضع لأمرة بعد كل شئ , اخذ يحدق نحوه بصمت ونظرات باردة ثم نهض واخذ يحوم حولة : انا مستعد لأطلق سراحك .
وقف في مواجهته وهو يتمعن النظر في ملامحة : فقط يجب عليك ان تتوسل وتنتحب امامي .. ادفعني لأشعر بالشفقة نحوك فما اشعر به اتجاهك يدفعني لقتلك .. ابذل جهداً لأجل ذلك بعدها اعدك انني سأتركك وشأنك .
يعرف ما يحاول اثباتة وانه بعدما حاول بشتي الطرق مازال يشعر بعدم انتمائة لهم ولن يحدث هذا
: لا شك انك مختل لست شخصاً طبيعيا ً ابداً وفقط ما ان يعود سيف ستجد ان الكثير من الأمور ستتغير .
اصبح يشعر بالقلق جدياً لأنه لم يعد بعد لكن حتي بعد مضي شهر علي غيابة فهو واثق انه حياً : انتظر صديقك كما تشاء ولكن تذكر انني افعل كل هذا لتتعلم كيف تعيش وسط الأخرين .. وبالنسبة لعملك الجديد فسوف تقبل به شئت ام ابيت .
اجبرة علي مايريد بابتسامتة الواثقة ونبرتة اللطيفة بعد ان اغلق عليه اية سبيل لمغادرة المكان

هكذا وجد نفسه يعمل وفق مزاج السيد كلارنس يسمح له بالخروج والبحث معهم لكن تحت الحراسة لكي لا يهرب ويرهقة بالعمل الذي لم يكن من شأنه , تحمل و كل ما ينتظرة عودة سيف يستطيع ان يتخذ موقف ضد السيد كلارنس اذا كان لديه حليف واحد في المكان وهو حالياً وحده تماماً , مر الأمر بصمت وتعامل معهم بلا مبالاة فهو ينفذ ما يريدونه منه فحسب وينتظر ولم يعرف الرجل ما الذي ينتظرة او ما يخطط له بصمت , وحين جاء الوقت لينظر كل منهم في عيني الأخر مرة اخري لم يلمح السيد كلارنس سوي النظرة العنيدة المتحدية ذاتها ولم يعد يدري ما الذي يحتاج اليه اكثر مع هذا الفتي هل يحتاج لتحطيم رأسة العنيد ببساطة حتي يفهم , لم يكن امامة في الوقت الحالي سوي الأبتعاد عنه قليلاً والأنشغال بأي امر اخر .

Koedara 17-06-21 05:36 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


ظلت الأحوال كما هي لعشرة ايام وحين استعاد روبي بعضاً من صحتة عاد يخرج للبحث معهم وافق الرجل علي هذا بعد ان نصحة ريفين بالأمر حتي لا يشك احد السكان ان هناك مشكلة بصدد الفتي وانه يشكل خطر عليهم ولهذا يعامل بهذا الشكل ويمنع من الخروج برفقتهم , لكن ولا مرة شعر السيد كلارنس بالراحة حين يذهب للخارج فهو بالفعل يتوقع منه اية رد فعل يكون نتيجتة الهجوم علي المنزل لكنه يعلم انه يعجز عن الأبتعاد اكثر حتي يقوم بالتبليغ عنهم و الأنضمام لتلك القوات انتقاما منه , لكن شئ لم يحدث و قرر السيد كلارنس ان وقت بقاءه في الداخل قد حان وانه لن يسمح له بالخروج والبحث ثانية عليه العودة لعملة في تصنيف الأطعمة , ولو ان الفتي توقف عن محاولة تحدية وعدائة وتهديداتة وصوتة العالي المتعجرف دوماً لوفر علي نفسه والرجل كل هذا التشويش في حياتة حين اخذ يعترض مرة اخري استطاع السيد كلارنس ايقافة بنظرة واحدة فقط لأن روبي اصبح يخشاه ويعرف ماهو قادر علي فعله : انت تلتزم بقوانين المكان الأن .
واكد عليه وهو يمرر اصبعة علي وجنتة المجروحة : لا داعي لأذكرك بما جلبتة علي نفسك في المرة الأخيرة التي عاندتني فيها .
العجيب ان الفتي لم يعلق وشعر السيد كلارنس انه ليس مرتاحاً لهذا النمط الجديد وادرك انه يهتم لأنه يتحداه وكان هذا ما يشغلة عنه وحين اصبح مطيع كما طلب منه مراراً فقد هذا الأهتمام , لكنه لم يستغرق سوي ايام قليلة واصابة الأرهاق لأنه اجبر نفسه علي تقليل حصتة من الطعام فهو لا يريد شئ من هؤلاء القوم ولا العيش معهم كل شئ يكفيه حتي هنا , مع عدم الأكتراث من قبله تغيرت معاملة الرجل نحوه فجأة وكان يهتم كثيراً ان يجدة علي مائدة عشاء العائلة معهم ومع ماي التي بشكل ما كانت اقرب الي زوجتة لكنه لم يصرح بذلك لهما عند الوصول وكذلك لم يسأل اياً منهم وتعجب من ان هذا الرجل يملك اية مشاعر انسانية تؤهله ليصبح زوج يطاق , صحيح انه لا يدردش معه بشئ كما يفعل مع البقية , صحيح ان روبي لم يهتم لهذه العادة المقدسة اليه ألا انه بدا يحاول بدأ صفحة جديدة معه وهذا بالتأكيد ما لن يسمح به الفتي فهو عدوة اياً كان الوجة الذي يرتديه الأن , وبدأ يجده في طريقة دوماً يوقفة لدقائق يسأل عن احواله هل تغير شئ بعد نحوهم وقرر ان يصبح فتي مهذب , لم يكن لدي روبي رد اليه سوي نظرة باردة ويرحل بصمت بعدها لم يعد يبادلة كلمة تقريباً , ما جعل الرجل يتغير انه في وقت ما حين يجلس يؤنب نفسه مثل الجميع ادرك انه بالفعل تمادي , ما خطبة مع ما فعل , لم يرتكب الفتي خطيئة كبري لهذا الحد حتي يوشك علي قتلة , ما الأمر الذي اثار استفزازة تجاهه , نظراتة القوية دوماً , عجرفتة وكلماتة اللاذعة .. كل ما يعرفه ان عليه اصلاح الوضع وانه بعد شعور الكراهية الشديد نحوه بات يتقبل وجودة في المكان , فهو مثابر للنهاية وحتي في اشد ساعات خوفة لا يضعف بسهولة , يظن ان لا مجال لأقناعة بالعيش معهم هنا ألا انه كذلك لديه عدة طرق للمحاولة .


كان روبي يعمل علي تصنيف الأطعمة مع البعض مثلما تم تكليفة بهذا مؤخراً وشعر بيد توضع علي كتفة وتنتشلة من استغراقة في التفكير , وكان اخر ما اعتقده ان يلتفت ليجد نفسه يحدق لتلك العينين الخضراء المشوبة بالرمادي .. وهذا الوجه الذي لا يدرك مدي سعادتة لرؤيته ثانية , كان هو امامة حياً ً وبصحة جيدة ربما اكثر مما كان حين مغادرتة ظن انه يهذي , لكن نظراتة القلقة ويده التي كانت تربت برفق علي كتفة كان شئ ملموس واقعي , احتاج لدقائق حتي يستوعب كل مايجري ويحاول تحديد ما يشعر به فأول ما جاء الي خاطرة انه لم يعد وحيد في المكان هذا شخص يدعمة , لن يعاند لن يرفض لن يفعل اي شئ هو يريدة معه , وحين ظل سيف صامتاَ ينتظر منه اي كلمة اي رد فعل اي تعبير استعاد تركيزة وهنأه بعودتة سالماً وجاء هذا بجفاء ينبع من داخلة وتسائل ما الذي تغير به ليعود ويجد هذا الشخص البارد امامة , مع ان عينية الدامعة تؤكد ان خطب ما قد حدث , لم يتمكن روبي من قول شئ بل اي سؤال او كلمة من سيف كادت ان تدفع به للبكاء والبوح له بكل ما حدث معه كأنه طفل صغير يشكو له حتي يذهب ويوبخ السيد كلارنس , هكذا لم يعيد محاولة التحدث اليه طوال اليوم واكتفي فقط بالأطمئنان علي احوالة و مراقبة نظرتة الحزينة , بدا السيد كلارنس واثقاً من استحالة عودتهم ويبدو ان امر عودة سيف للمنزل تجعله مشوش , لكنه كان يعرف ان الفتي لن يجرؤ علي البوح بشئ فقد كان ذكياً كفاية ليجعله صامتاً حيال عقابة , اكتفي سيف بالتركيز علي صحة الفتي المتدنية بشكل واضح وقرر ان يؤجل الأسئلة لما بعد , اخذت المجموعة تروي ما حدث معهم في ذلك الوقت وكيف استطاعا بمساعدة بعضاً ممن يعيشون هناك الأختباء والتسلل لكنهما لم ينجحا في الأقتراب اكثر من الدفاعات الخاصة بالسور , قال سيف : لكن يبدو الأمر في الداخل منظم للغاية وثمة احتمال كبير ان ما يجري ليس بذلك السوء .
كان السيد كلارنس عصبياً للغاية وهو يحاول نفي هذا الكلام خاصة وقد أيد الكثيرون كلام سيف
: هذا ليس تأكيد كافً هذا يعني انكم لم تتمكنوا من ايجاد معلومة واضحة حيالهم .
نظر الشاب الذي لم ينسي انه شاهد سيف يحادث احدهم : لديه معلومة ما بالتأكيد لقد تحدث مع واحد منهم شخصياً .
استغرب السيد كلارنس وقال بشك : هل فعلت حقاً .. وكيف سمح لك بالرحيل بعدها .
قال سيف بضيق وهو يشعر انهم يتهمونة بشئ خفي : كان وحدة وكنت محظوظ لأنني تمكنت من الأنفراد به .. كون جماعتك تعجز عن فعل هذه الأمور بجرأه ليست مشكلتي .
هاجمة الشاب مرة اخري وهو يقول بحنق : نجد انك محترف للغاية وكنت السبب في انهم جاءوا للقبض علينا بسبب فعلتك تلك .. هذا يسمي تهاون .
صاح سيف في وجهه غضباً : اذا استطعت الحصول علي معلومة منه لكان هذا في مصلحتنا جميعاً .. كان الأمر يستحق المخاطرة .
ابتسم الشاب بطريقة ساخرة وحين كاد الموقف يتعرض لعراك قال السيد كلارنس ليسيطر عليهما
: لا بأس سيف محق .. لقد تصرف وفق ما تطلبة الأمر منه ويكفي انه اقترب كفاية من احدهم للتحدث هذا يعني ان لديه الجرأة للأقدام علي امور من هذا النوع .
لم يفهم سيف ما يرمي اليه تماماً هل يمدحة ام ان خلف كلماتة تلك شئ اخر يقصدة لكنه لم يحاول جعلها مشكلة لينشغل بها .. هكذا عادت المجموعة وكل ما حصلا عليه ان الأحتمال الأكبر ان تلك القوات ليست بالخطر الذي يعتقدونه لكنه ليس تأكيداً ليذهبوا جميعاً ويسلموا انفسهم .. يوماً بعد الأخر عادت الحياة الي وتيرتها العادية واستطاع روبي العودة للخروج والبحث من جديد حتي حين كان يلقية السيد كلارنس بنظرة يفهم منها جيداً انه حتي بعودة صديقة للمكان فهو يملك شئ عليه يجعله ملتزماً .. بدأ روبي التكلم مع سيف ليس كثيرا وكان لدي الأخير الكثير من الصبر ناحيتة ليمنحة التكلم علي مهل وحده فهو يشعر انه يخفي شئ ما عنه .. لم يجد روبي شئ يقال سوي حالتة ان قول السيد كلارنس عنه انه مات ولن يعود يوميا يكرر عليه الكلمة جعله في حال قلقة .. يعرف ان سيف لن يصدق حرفا منه سوي اذا كان يتحدث بصدق.. لم يتوقف سيف عند روبي بل حاول معرفة الأمر من بعض الأشخاص في المكان وخاصة حارس السجن الثرثار الذي اخبرة عن امور كثيرة .. كم كان السيد كلارنس قاسياً معه .. كم ضربة واهانة مرارا .. وحدق سيف لوقت طويل بالرجل وهو يشرح هذا .. لم يصدق ماحدث في غيابة لا شك في تعلو تلك النظرة وجه الفتي , لكن احد لا يعرف امر حبسه اياه ومحاولة قتلة ببطئ .. هكذا بكل الغضب والأندفاع وجد نفسه في طريقة لمكتب السيد كلارنس .. لكنه تراجع .. لا ليس الأن , يجب ان يعد له خطة ما اولاً لن يفلت بتلك السهولة .. لينتظر ويعرف كيف سيتصرف السيد كلارنس فابلتأكيد سيخبرة حارس السجن الثرثار بالمحادثة التي دارت بينهم , لكنه ابدا لن يشبع فضولة كون هذا حدث بالفعل او لا , وماهي ردة فعله ؟ ليتعذب بمرارة الأنتظار حتي يرتب افكارة , كذلك لن يأتي علي ذكر شئ امام روبي كونه عرف بهذا الأمر , تلك الليلة في عشاء العائلة اخذ بعض الأشخاص يتداولون الحديث عن ان هناك بعض العصابات في الخارج يتخذون احد البيوت مسكن لهم و مؤخراً بدءوا يثيرون بعض الشغب معهم ويحاولون مهاجمتهم للأستيلاء علي متاعهم , لم يعلق السيد كلارنس حينها بشئ واكتفي بالصمت و في اليوم التالي كان قد قرر الخروج وحده للتقصي عن الأمر عرض عليه ريفين اصطحاب احدهم لكنه لم يسأل الي اين هو ذاهب وحده فهو دوماً يفضل ان يرافقة احدهم , لم يرفض العرض ووجد خطواتة تقودة الي روبي الذي كان يلعب الكرة مع شخصين اخرين يمرران الكرة فيما بينهم ويحاول كل منهم الحصول عليها , هذا لم يمنعة من الأقتراب نحوهم وهو يراقبة كيف انه مستمتع ومنغمس في اللعب بمرح وكأنه نسي كل شئ عما يجري حوله واصبح ما يفعله في الوقت الراهن هو شغلة الشاغل , علي الرغم من القوة والصرامة البادية علي وجهه ألا انه بداخلة يشعر بالتردد للتحدث معه فلم يفعل هذا منذ وقت لذا يخشي ان ينال فقط بعض الكلمات المؤذية امام الجميع كالعادة لكنه كذلك يدرك ان الفتي يحسبها جيدأً الأن قبل ان يتفوه اتجاهه بكلمة , قبل ان يتحرك روبي شعر باليد التي توضع علي كتفة التفت سريعاً وتفاجأ قليلاً بالشخص الذي يقف خلفة قبل ان يفتح فمة قال السيد كلارنس لرفاقة : سينسحب روبي من اللعبة .. اسف لكن لديه عمل .
لم يفهم ما يجري لكنه جاري الرجل الذي يدفعة برفق امامة ليتحرك قائلاً بسخرية : اري انك تقضي وقتاً جيداً ولم المح نظرتك العدائية هناك .
توقف روبي فجأة : ماذا تريد .. لا تسمح لنفسك بالتصرف بحرية اتجاهي كأننا اصدقاء يحق لك اخذي والذهاب من وسط امر اقوم به .
: هدئ من روعك اولاً .. ثانياً يحق لي التصرف كيفما اشاء اتجاه شخص يلعب فحسب ولديه عمل كما قلت .
اصر روبي وقد بدأت نبرة صوتة ترتفع : لا يحق لك ذلك معي علي الأقل .. انا اكرهك يا سيد كلارنس ولا احتمل تبادل كلمة واحدة معك .. وبينما انت تتجاهل ذلك وكأنك لا تعرفه تتصرف حيالي كأن شئ لم يحدث .
لم يهتم الرجل لأي كلمة : اذاً ألا ترغب بتعلم اشياء تساعدك اكثر .. سترافقني للخارج يا روبي سنذهب لنلقي نظرة اقرب لمكان تلك العصابة التي تحدث عنها الرفاق .
: لا اريد ذلك .. لديك الكثيرون بانتظار هذا الطلب منك لترافق احدهم .. ليتهم يقتلونك هناك ولا اضطر للنظر في وجهك ثانية يوماً .
ظل الرجل صامتاً يراقبة بثبات ثم قال بهدوء في النهاية : انه دورك .. قررت تعليمك شئ يفيدك يا عزيزي .. اراهن انك تعلمت الكثير مني حين خرجت برفقتي من قبل وألا لما تجرأت علي مهاجمتي يوماً .
هو لا يستوعب كم الهدوء واللباقة التي عليها الرجل كأنه ليس ذاته الذي عذبه منذ اسابيع وكاد ان يقتلة , لما يهتم اذا ما تعلم شئ او لا , هل يخطط لشئ اخر حين يصطحبة وحده في الخارج ؟ هل ينوي التخلص منه ؟ او سجنة في مكان اخر بعيد ؟ لم يعد بأمكانة التفكير حيالة سوي بتلك الطريقة ولايمكن ان يصدق تلك النظرة الدافئة ولا حديثة المهذب علي الرغم انه كان ليثور غضباً في وقت سابق اذا ما تفوه امامة بمثل تلك الكلمات : اذهب يا روبي واحضر اغراضك لأننا سنذهب بغض النظر عن مزاجك .
بدأ يلمح تلك النظرة التي تدل ان الرجل بدأ ينفد صبرة من عنادة امامة ويعرف ان ما سيلي ذلك الكثير من المشاكل لم يكن في حاجة اليها لذا نفذ لأنه ليس لديه خيار اخر ولأنه في قرارة نفسه اذا ما تغاضي عما بينه والرجل فهو يريد التعلم اكثر والخروج للبحث اكثر برفقة اشخاص مثلة مستعدون لأي ما سيحدث ويجيدون التصرف اياً كان الموقف لذا ربما كان هذا كل ما سيربحة من وجودة في المكان , لقد شاهد الأشخاص الذين دربهم من قبل كيف يقاتلون في الخارج وشاهدة هو نفسه وبما انه من يعرض عليه الأمر ولن يخسر شئ سيرافقة لكنه متيقظ له تلك المرة جيداً .

Koedara 17-06-21 05:38 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


الفصل 18

تبع الرجل الذي يراقب الأرجاء حولة لكنه لايبدو قلقاً جدياً فهو يسير بكسل هادئ الأعصاب واثق الخطوات يحمل كل ما يلزم للدفاع عن نفسة بينما روبي لا يملك سوي السكين المعتاد , يصل اليه اصوات غامضة بعيدة لا يستطيع تمييزها , هل هي لأشخاص يتقاتلون ! تلك الحيوانات في اماكن ما ! شئ اخر مجهول ! لكنه آثر الصمت ولم يحاول تبادل كلمة واحدة مع الرجل الذي يسير بلا مبالاة به كأنه وحده علي الطريق , حتي سمعا صوت زمجرة عالية وقبل ان يتخذ روبي اي اجراء وجد السيد كلارنس يدفعة بعيدا عن طريق اثنين من تلك الحيوانات التي هجمت عليه في لحظة خاطفة وكانت رصاصة صامتة قد استقرت في جسد احدهم بينما الثاني يجاهد السيد كلارنس لأبعادة وهو يقاتلة بكل قوتة , لم يروق لروبي موقفة وهو يقف جامدا يراقب المشهد لكنه لا يملك سلاح فعال ولا تجارية قدمية علي التحرك خطوة , وحين قرر الأقتراب وهو يشهر السكين صاح السيد كلارنس عليه بصوت منهك : لا تقترب .

لم تكن المرة الأولي التي يهاجم فيها بالتأكيد لأنه تقريباً يستطيع ان يتوقع هجمات الحيوان الذي يحاول التهامة , وحين واتتة فرصة واحدة فحسب لأستعادة سلاحة نجح في اسقاطة مقتولاً قبل ان يعاود الهجوم عليه مرة اخري , ظل علي وضعيتة يحاول استرداد انفاسة المتلاحقة نظر الي روبي وهو يعيد خصلات شعرة للخلف : لما تريد التقدم لأنقاذي .. ألم تتمني ان يتم قتلي .
: فقط لأننا رفاق علي الطريق .. لا يمكنني ان اتجاهلك في هذا الوقت .. اذا ما كنت وحدك سأكون اكثر سعادة في ان تصبح وجبة عشاءهم السامة .
نهض السيد كلارنس ليقف علي قدمية من جديد ليتابع طريقة , تبعه روبي قائلاً : ألا تجد ان حماقتك ستؤدي لموتنا .
قال السيد كلارنس بدون الألتفات اليه : هل شعرت بالتردد من الهجوم الأول .. لا تقلق انا معتاد علي الكثير من تلك الحالات عند خروجي .

هو ليس مجبراً علي مرافقتة ليواجه كل ذلك لكنه لم يتمكن من الأعتراض علي المزيد يعلم ان الرجل سوف يستنتج انه خائف وهذا ليس صحيح هو فقط يرفض ان يجبرة علي التعرض لكل تلك المتاعب ما شأنه هو به اذا كان يريد التقصي عن امر اشخاص اخرون , من حسن الحظ امتنع الرجل عن السير في الشوارع الفسيحة التي تمتلئ عادة بتلك الحيوانات وقرر العبور من بين المنازل .. في طريقهما وجدا عدة متاجر بحثا فيها عن اي طعام كذلك المنازل التي لا يبدو عليها اثار النهب من قبل لكنهما لم يعثرا علي الكثير , حتي وصل السيد كلارنس الي وجهته , في جزء علي الطريق كانوا هناك يحتلون ثلاثة منازل متصلة ببعضها , عند حافلة سقطت علي احدي جوانبها اختبئا واخذ السيد كلارنس يراقب في ظل الضوء الخافت تحركات من يحرسون في الخارج تبدو علي وجوههم الخطورة , متفرقون ويسيرون بكسل بعضهم يحمل الهراوات والعصي , قال روبي بخفوت : هل هذا كافً بالنسبه لك لتصدق ان هناك عصابات في المكان .. لنعد الأن .
بدا السيد كلارنس منشغل بالمراقبة وهو يقول : ليس بتلك السرعة يجب ان نلقي نظرة اقرب .. ماذا يفعلون في الداخل وهل هناك اشخاص عادية يعيشون معهم ام جميعهم مجرمون فحسب .
: اذا كنت شخص مجنون فأرجوك لا تسحبني معك لهذا .. سيقتلوننا في لحظة .
التفت اليه السيد كلانرس : ضع بعض الثقة بي وبنفسك .. لم اقل سنقتحم المكان سنحاول الأقتراب لألتقاط بعض المعلومات فحسب .. لن اعود خالي الوفاض .
: كما قلت افعل ما تشاء لكن وحدك .
استمر السيد كلارنس بالتحديق به : اذا كنت ترغب بالعودة لتفعل .
القاه بنظرة كراهية فهو يعرف ان الرجل يدرك استحالة الأمر لأنه لا يعرف الطريق واذا ما تركه فسيضيع وسط الطرقات المتشابهه : اعطني سلاحا اذاً .
: لا .
: لم لا .. ماذا اذا ساءت الأمور هل تريد مني ان اتصدي لأحدهم بهذا السكين .
: كدت ان تنقذني من تلك الحيوانات بهذا السكين .. ولن اعطيك سلاح يكون الضحية الأولي لك به هو انا .. اعرف جيدا اذا ما تمكنت من التخلص مني فستفعلها .. ابقي قريبا .
لم يكن روبي متمرساً بقدر السيد كلارنس ليجارية بسهولة او يقرأ افكارة بشأن تحركة , لذا كان يحاول قدر الأمكان ان يظل متخفياً وهو يتبع الرجل الذي يتسلل من نافذة لأخري حتي يقترب اكثر من المبني الذي يقطن فيه هؤلاء الأشخاص اللذين من وجهة نظر السيد كلارنس مجرمون ومن وجهة نظرهم هما دخيلين ولم يفهم روبي اذا كان السيد كلارنس في طريقة لسرقتهم فهو بدورة مجرم مثلهم لما يلعب دور الرجل الطيب ، وصلا الي احدي الغرف تفصلهم عنهم واقترب السيد كلارنس من الباب اكثر ينصت الي اصوات الرجال اللذين يثرثرون معاً , حاول ان يختلس نظرة الي ما يفعلانة واعتدل سريعاً لمكانة قائلاً بهمس : هناك ثلاثة اشخاص بالداخل .
: لنعد ادراجنا هذا يكفي .. ما الذي ستناله من هذا .
نظر اليه السيد كلارنس مباشرة قائلاً : تأمين المسكن .. هؤلاء يشكلون خطر علينا .

اخذ السيد كلارنس ينصت اكثر بعد , يتحدثون عن امور تافهه واحدهم يحب الشتائم كثيراً , استمروا في نقل اشياء وهم يتبادلون المزاح الثقيل ذاته حتي رحلوا اخيراً وابتعدت اصواتهم وكانت فرصة السيد كلارنس ليتقدم ويعرف ماذا يجري ، امسك به روبي وهو يقول بجدية : هذا خطر للغاية لاتذهب الي هناك .
: هل جئنا حتي هنا لنشغل وقت فراغنا .. سألقي نظرة فحسب .. ابقي مكانك اذا اردت لست مضطراً لمرافقتي سأعود سريعاً .
لكن روبي لم يبقي مكانة بالتأكيد بل تبعه بحذر وهو يشعر بمدي غباء تصرفهم , اخذ السيد كلارنس يفتش محتويات الصناديق المكدسة الفارغة معظمها وطلب من اكونية بصوت خافت : راقب الممر .
وقف روبي عند الباب يراقب الخارج كل ما يصل لمسمعة صدي الأصوات الآتي من الغرف الأخري واخذ يلقي نظرة هناك ونظرة الي ما يفعله السيد كلارنس , كان هناك اسلحة طعام زجاجات مياة واشياء اخري لم يتبين ما هي يخبئون كل شئ اسفل الصناديق الفارغة وربما هناك المزيد بعد قال بضيق : يستحقون الأعجاب حقا ً.
اخذ عدة اشياء مسرعاً كل ما يكفي لملأ حقيبة ظهرة وهو يستعد ليغادر قائلاً : هيا بنا .. يحتاج هذا المكان لزيارة اخري مختلفة .
شعر روبي بالأرتياح وهم يبتعدون اكثر فأكثر وكان يفكر اذا جاء السيد كلارنس الي هنا ليحاول ان يستولي علي مخزنهم هل سيرافقة , هل لديه الشجاعة لقتال كهذا , سيفعل لأنه لن يجعل تجربتة مع هذا الرجل تعود عليه بالخسارة بل سيتعلم اكثر : ماذا كان في الصناديق الأخري جعلك تشعر بهذا الضيق .
طرح روبي السؤال وهو يتبع الرجل في طريق العودة : مخدرات .
: لما يغضبك الأمر .. ماذا توقعت ان تجد هناك انهم عصابات علي اي حال هذا اقل ما لديهم .
رمقة السيد كلارنس بنظرة قاسية : من اين تعرف ماذا تملك العصابات .. هل كنت واحد منهم قبلاً .
أومأ روبي بالنفي عاد السيد كلارنس للسير قائلاً : ما يحدث هناك كله خطأ هم لايستحقون كل ما حصلوا عليه .. انهم يسبقوننا بخطوة ويحصلون علي كل الموؤن قبلنا .. لدينا اشخاص بحاجة لهذا المخزون اكثر من
هؤلاء .
: لكنهم عملوا بجهد ايضاً لتخزين كل هذا .
: تقصد قاموا بسرقتة وقتلوا الأشخاص اللذين عملوا بجهد للبحث عن الطعام والشراب .. الأمر اكبر من استيعابك ووجودهم علي مقربة منا خاصة مع خروج رفاقنا للبحث به خطر كبير .. لا تشغل بالك بهذا .
: بل سأفعل لأنني كنت هناك معك .. ولأنني سأرافقك ثانية اذا ما قررت الهجوم علي هذا المكان .
توقف السيد كلارنس ليجبرة علي التوقف بدورة ونظر اليه بتساؤل : علي الرغم من اعتراضك علي الأمر في البداية .. ترغب الأن بالدفاع عن المكان مثلنا .. هل هذا اعتراف منك انه بيتك الأن وانك توافق علي الألتزام بالقوانين فيه .
استمر روبي في تسديد نظرة ثابتة اليه : كلا لا يعني اياً من ذلك .. فقط انا ارغب بذلك لأجلي .
: لكنني ارغب في ان تعيش معنا هناك ويكون بيتك ايضاً .. اريد ان ترغب في حماية المكان الذي تعيش فيه لأنه هام بالنسبه لك .
: لم تترك لي الخيار لهذا .
اخذ الرجل يتطلع حولة كأنه يبحث عن شئ ما ليقوله ثم نظر اليه : هل سيكفيك سماعها .. انا اسف .. هل هي كافية لنبدأ صفحة جديدة .
: كلمة سهلة صحيح .. هل تستطيع ان تمحي كل ما فعلته يا سيد كلارنس .. بالتأكيد لا .. تحتاج الي اكثر من كلمة اسف .
اخذ روبي يكمل سيرة بعصبية وهو يبتعد عن الرجل الذي تبعة بتمهل قائلاً : ماذا اذا ً .. ما الذي تريد مني فعله .
: لا ادري انت شخص ملم بكل شئ لتجد شئ ما اذاَ .
: الي اين تخال نفسك ذاهباً .
: سأعود وحدي .
توقف السيد كلارنس عن السير وهو يقول بتحداً : سأكون مسروراً بمراقبتك تفعل ذلك .
توقف روبي عن السير فجأة وهو يتذكر انه يجهل الطريق لذا تظاهر ان شئ لم يقال وعاد يتبع الرجل الي المنزل بصمت .

Koedara 17-06-21 05:40 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


يملك سيف الأن بعض الأصدقاء فقد كان بارعاً في القيادة وحين يخرج احدهم برفقتة لا يكون الأمر صعباً كما مع اغلبهم ويتفادي التعرض للمتاعب بشكل ما , هكذا وجد كلارنس نفسه مشغول بأمر الرجل في كل شئ , بشأن ماعرفه من الحارس وهو لا يزال صامت وهادئ التصرفات معه , بشأن قدرتة علي القيادة بهذا الشكل , بشأن تأثيرة علي الأخرين بتلك السرعة وكيف يثقون به ويحبونه , مزيج لم يتمني ان يأتي به شخص الي المكان وكان خطأه حين وافق علي بقاءهم معهم منذ البداية , يعلم انه يخطط بشئ له وحين يخطط شخص مثل سيف له فهذا لا ينذر بالخير وعليه ان يبقي متيقظ فذلك التسامح والنظرة الودية منه يعلم جيدا ماذا تخفي وراءها , رغم عدم شعورة بالأرتياح لوجوده في المنزل لا ينكر انه معجب بهذا الرجل هذا هو الشخص الذي يتمني الأنضمام اليه في القيادة هذا هو الفرد الذي يغلق الدائرة لقواتة , لأنه حصل على ولائهم من خلال القتال كان مهنيا خاصة وانه لديه حديث محفز للأخرين دوما وخطط ناجحة واصبح الكثير منهم يتبعه , مع ذلك يبقي السيد كلارنس هو القائد وهم يحبونة بصدق ولا يمكن ان يكون هناك دافع يوماً لينقلب احدهم ضدة , و بينما سيف يدخل نفسه وسط مجتمعهم ويندمج معهم اكثر واصبح يعرف الكثير عن كل واحد منهم ويكون محور الحديث حين يجلس يدردش بينهم ابتعد روبي اكثر واصبح منشغل بنفسه فقط , كان الجميع حاضرأً لتناول العشاء الذي يعد الوجبة الأهم هكذا جعلها السيد كلارنس وخصص لها طاولة كبيرة تكفي الجميع وكان يسمية عشاء العائلة وهو طقس يجب الألتزام به وبينما هو يتحدث اليهم بصوتة الرخيم ويعرف احوال الجميع وما فعله كل منهم وما يحتاجة كان يلقي روبي بنظرة من وقت لأخر فهذا هو الوقت الوحيد الذي يراه فيه لكنه لا يجرؤ علي قول شئ له او سؤالة منفرداً عن امر خاص بالأضافة ان سيف يجلس الي جوارة يلاحظ تلك النظرات الخفية من وقت لأخر ويخشي روبي ان يسألة ما امر السيد كلارنس معه كونه يجهل ان سيف عرف شيئاً من حارس السجن , لذا بعد انتهاء العشاء وجده السيد كلارنس يقتحم عليه المكتب ويلقية بنظرة نارية وبصوت عال وغضب واضح قال : عليك التوقف عن افعالك الصامتة ماذا تريد مني .

ابتسم السيد كلارنس بأعجاب ولا يخفي انه حين يري روبي غاضباً يشعر انه مرتاحاً لهذا فذلك يعني انه لا يخطط لشئ وانه صريح حيال التعبير عن ضيقة ويجعله مسيطراً عليه لكنه يشعر نحوه بعطف غير مفهوم في الآونة الأخيرة ظل هادئ يتطلع اليه باستمتاع وحين وقف روبي صامتا ينتظر ان ينطق الرجل بشئ الذي تحدث بكسل اخيراً : لن اتوقف عن هذا .. اذا اردت ايقافي ووضع نمط خاص لأسلوب حياتك هنا لتحاول اذاً.
ثم نهض وتوجه نحوه وبنظرة ساحرة واثقة الي عينية الغاضبة حذرة : اذا ما ذهبت للشكوي الي صديقك او حاولت افتعال المزيد من المشاكل هنا سينتظرك حكم الأعدام ولدي التهمة المناسبة التي تضمن لك هذا العقاب .. انا قادراً علي معاقبتك متي اريد ولن اوضح لك السبب وحتي اجعل منك شخص افضل ستظل تحت مراقبتي .. مثل الدمية الصغيرة ستكون ويالك من دمية جميلة اكره ان تتعرض للأذي اكثر من ذلك لذا اطبق فمك المتبجح هذا واذهب للأختباء في ظل صديقك .

هناك شئ لا يزال يخيفة في هذا الرجل رغم انه واثق ان ما تفوه به هراء لكن هو ايضا واثق انه قادر علي التصرف حيالة وفق مزاجة , ماذا بشأن اعدامة ربما حقا يفعلها علي الرغم من انه يشعر ان تهديده الأن ليس جدياً كالسابق , لا لا يريد هذا , لا يريد المزيد من المشاحنات معه جعله الشعور يرتجف فجأة وابتسم السيد كلارنس من التعبيرات العديدة التي ترتسم علي ملامحة وادرك انه وصل لمبتغاه وان الفتي يدرك ان بوجود سيف او عدمة هو قادر علي ايذائة , القاه روبي بنظرة حادة ولم يتراجع امامة : لا افهم لما تتصرف نحوي خاصة بهذه الطريقة .. سبق واخبرتك اذا كنت تكرهني فاطردني من المكان .
: لكنني لا اكرهك ولا ارغب برحيلك بل سيكون من الجيد لو تغيرت وتأقلمت معنا .. اريدك هنا انت شخص جيد للغاية لديك الكثير من الصفات التي من الصعب تجاهلها لذا لا اريد من شخص مثلك الذهاب لمكان اخر .
دخلت ماي المكتب فجأة بدون مقدمات ووقفت تحدق الي روبي بتساؤل ثم بضيق وحين نقلت بصرها الي السيد كلارنس قرر روبي ان يغادر , راقبتة ماي حتي اختفي ثم قالت : هل متاح له الدخول الي هنا بأريحية مثل اصدقائك الأهم .
عاد السيد كلارنس للجلوس قائلاً : لدينا اموراً نسويها بيننا يا ماي ولا اريد منك التدخل في امر الفتي اكثر من هذا .. ماذا تريدين .
: اريد مناقشتك حول امر المجموعة التي ذهبت للتقصي عن تلك القوات .. لماذا ترفض الأستماع الي سيف لقد ايده الجميع حين قال انه ربما ما يجري هناك ليس بالخطر الذي نتوقعة .
حدق اليها السيد كلارنس : هل ترغبين بالرحيل وتسليم نفسك .. اذا كان واثقاً لهذا الحد فلماذا لم يفعلها هو
اولاً .
: كلارنس لا تأخذ الأمر علي نحو شخصي .. انا اقول اننا بحاجة للتقصي عن الأمر بوضوح اكثر .. نحتاج لرحلة بحث اخري واريد مرافقتهم هذه المرة .
رفض كلارنس بشكل قاطع : لا .. انتهي الأمر حتي وهنا ومن الجيد ان المجموعة عادت بسلام .. لن اخاطر واحذرك يا ماي من اتخاذ قرارات جنونية حيال هذا لن اسامحك ابداً حينها .
: اشعر انك تفعل ذلك لأنك ترفض ان يكون رأي سيف راجحاً .
: اذهبي وراء رأيه كما ترغبين لا ارغمك علي شئ لكن لاشأن لك بالسكان لن اعرض حياتهم للخطر .
: لا تكترث لأمري اذاَ .
: هذا مؤسف كونك تعتقدين ذلك لكنني لن امنعك يا عزيزتي عن قرار تتخذية لن افرض علي شخص هنا شئ لا يرغب به .
سيف هل بدأ هذا الشخص يصبح خطر علي المكان انه يؤثر بالبعض هنا وفي وقت سريع وذلك يدعو للقلق , عقدت ذراعيها : ماذا بشأنه هو اذاَ سمعتك تصر علي فرض أرائك عليه .
: انه يتعلم وحين يستيطع الأعتماد علي نفسه مثلك سأقول له الكلمات ذاتها .. لنتذكر يا عزيزتي كم كنت عنيدة اكثر حتي وصلت الي ما انت عليه .. بعض الأشخاص يجبرون المرء علي اتخاذ طريقة لا يفضلونها احياناً .
لم تكن تحب التهديد او الكلام الذي يحمل معنيين .

Koedara 17-06-21 05:43 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


الفصل 19

عاد روبي لغرفتة ليس راضياً عما حدث في مكتب السيد كلارنس ولا يجد مبرر لتصرفات الرجل التي تؤكد انه لن يتركه وشأنه ابداً , وجد سيف يجلس علي الفراش وهو يتطلع اليه : يبدو وجهك مصفراً .
حاول ان يتفادي الدخول في حديث معه ليس لديه الرغبة بذلك : انا بخير احتاج للنوم فحسب .
: هل هذا بديلاً عن دعني وشأني .
: ربما .
: روبي اذا كان ثمة ما يجب ان تخبرني به عليك ذلك نحن غريبان عنهم هنا وربما كنت محق حين قلت انهم لا يتقبلوننا هنا .
جلس علي فراشة مقابل له : لا يوجد شئ اكثر مما تعرف واتعجب كونك تقول ذلك لقد استطعت ان تكسب الكثير منهم في صفك .
: انها علاقات وديه لابد منها حتي اتمكن من الأستمرار طلبت منك ان تتخذ التدبير ذاته حتي واذا كنت تكرههم .
لا يمكنه فالأمر شخصي بالنسبة اليه لم يكن ما حدث مجرد خلاف بسيط بل الأمر اكبر من ذلك , وحين سرح وهو يرمق سيف بنظرة ساهمة ويفكر كيف عساه يكون شخص قوياً واثق من انه يستطيع التغلب علي السيد كلارنس واللعب علي اعصابة , يعلم ان الأمر يحتاج للكثير من الأعوام حتي يصل لمستوي شخص مثل سيف ويكون نداً لذلك الوضيع هنا لذا اعطاه ظهره وانكمش اسفل الغطاء ليهرب منه ويتوقف عن التفكير بغيظ .


بعد عشاء العائلة حين كان الجميع في طريقة للنوم بشكل غامض اجبرت ماي سيف علي الوقوف جانباً بشكل خفي وهمست اليه بخفوت : ارغب في التحدث اليك الأن .
: اين؟ .
: في غرفتي انت تعرف مكانها .
وقف مكانه مندهشاً من الأمر لم يكن بينهم احاديث علانية من قبل ماذا عن احاديث في السر انتظر حتي تأكد انه ليس ملاحظ من احدهم وذهب لغرفتها كما طلبت واستقبلتة برحابة صدر رغم ذلك وقف متوجساً بانتظار سماع ما تريد , جلست بدلال علي فراشها وقالت بعذوبة : انت شخص ملفت يا سيف منذ وصولك وقد لاحظت الأمر وقلت انه سيغير امر ما هنا .
رد سيف بجفاء : مجرد مدح شكراً لك .. لكنني لا افضل سير الأمور بتلك الطريقة تحدثي مباشرة عما تريدين لا احب طريقة الخفاء تلك كأننا بصدد القيام بشئ خاطئ .
ضحكت بنعومة وعادت تقول : هل يجب ان تكون جدياً بهذا الشكل اعتقدت انني قد أؤثر عليك في البداية لا يعاملني الأخرون بهذا الجمود غالباً .
: انني مجرد ضيف ويجب ان احترم ان بينك وبين صاحب المنزل رابط ما .
جلست بشكل معتدل وقالت بجدية : فهمت .. مباشرة يا سيف هناك تلك المجموعة التي تحدث عنها الرفاق ذهب كلارنس مؤخراً للتقصي عنهم لكنه لم يتحدث بشأن الذهاب والأستيلاء علي ما يملكون .
: كيف عرفت بالأمر .
: اعرف كل شئ عن كلارنس فأنا زوجتة ويقال بيننا كل ما لايقال امام الجميع هنا .
اقتربت عليه وقالت بنظرة ساحرة : واعرف البعض عن صديقك ايضاً .
القاها بنظرة غاضبة : عن ماذا .
: لا ليس الأن .. ليس قبل ان توافق علي مرافقتي الي ذلك المكان .. انها مهمة صغيرة استطيع اذا كنت برفقتي النجاح فيها .. لديهم الكثير من المخزون هناك .
: لا يمكنني ذلك انت مسئولة من السيد كلارنس .
: هل تراني طفلة .. انا مسئولة عن نفسي لا تقلق استطيع الخروج لأي مكان وحدي .
: اسف تحدثي الي السيد كلارنس في الأمر وحينها سأرافقك .
كاد ان يغادر قبل ان توقفة : ظننت انك هنا تعيش وفق رغبتك ولم اعتقد انك تنتظر منه الأوامر كما الأخرين .
: الأمر يتعلق بك وليس بي .
تركها ورحل وشعرت بالغيظ في انه يراها بهذه الصورة وانها مجرد تابعة للسيد كلارنس فحسب ويجب عليها اخذ الأذن اولاً قبل ان تتحرك خطوة لكنها ستقنعة بالأمر وسيذهب معها لتلك المهمة يجب عليها ان تؤدي دورها وتثبت ان باستطاعتها القيادة وحدها .

في اليوم التالي تكرر الأمر وهذه المرة طلب منه السيد كلارنس التحدث اليه في المكتب , اعتقد انه ربما رأه البارحة في غرفة ماي لذا رافقة الي هناك , في ظل الهدوء الذي يخيم الأن لأنه وقت النوم فكان وقت ملائم للحديث , قدم اليه السيد كلارنس شراب لم يكن سيف يريده لكنه لم يرفضة وجلس السيد كلارنس باسترخاء علي كرسي مكتبة وهو يلقية بنظرة تذكر انني القائد هنا و لم يأبه له سيف , قال الرجل بود : ارغب منك ان تكف عن التحدث الي الرفاق ومحاولة اقناعهم بالعودة للتقصيي عن امر تلك القوات .
: لماذا .. لقد ذهبنا الي هناك لأيجاد حل ما وايجاد طريقة للتشاور معهم .
اكد له السيد كلارنس بصوتة الرخيم : انا اخشي علي الجميع اذا ما كنتم مخطئون سيكون الأمر شديد الخطورة علي المنزل .
: لكل شئ نهاية ولن نظل في وضع كهذا سيحدث شئ ما في النهاية لتنتهي الأمور , سينفذ الطعام و الماء والأدوية وسنعود للظلام كما السابق لأن القوات ستسأم من امرنا وسيقطعون الكهرباء عن المكان حينها بعد ان تعودنا علي هذه الحال المتقدمة للمعيشة لن يرغب احد في العودة للبدائية القديمة والقتال ثانية بل سيذهبون لتسليم انفسهم ببساطة فلا شئ ذو قيمة حينها , بدلاً من الأنتظار كل هذا الوقت لما لا يحدث الأمر الأن .
بدأ السيد كلارنس يقلق من افكار الرجل وان هذا ما يتحدث عنه معهم ويحاول اقناعهم به , بلهجة هجومية رفض رفضا قاطعا : لن يحدث امر كهذا نحن هنا مقاتلون ولطالما تحملنا الكثير من الصعاب .
وبهدوء الأعصاب ذاته اكد سيف : كان هذا في الماضي كنا افوي لكنهم يستطيعون التغلب علينا .. نن مهددون يا سيد كلارنس .
ثم قال بلهجة خافتة متحدية : او انك لا تريد القول بوضوح انك فقط خائف علي منصبك كزعيم هنا وان تنحدر فجأه الي شخص عادي ولهذا تحاول بشتي الطرق التأثير عليهم ان تلك فكرة قاتلة .. لا تستطيع العيش سوي في وجود احدهم تمارس عليه سلطتك .
ابتسم السيد كلارنس بسخرية وقال بتحداً اكبر : فكرتك خاطئة عني من يعيشون معي ليسوا مجبرين علي شئ .. نحن بمثابة عائلة يا سيف ليس مثلك وذلك الصغير قليل التهذيب .
تغيرت نظرة سيف الودية علي الرغم من المشادة التي كانت تحدث لكن حين اثار هو الموضوع اولاً رأي تلك النظرة الشيطانية في عينية وقال بنبرة تنذر بالعداء : كنت في انتظار ان تتكلم عن الأمر اولاً ولن اسمح لك بالتنمر عليه .. هل كنت لتجرؤ علي المساس به في وجودي بالتأكيد لا .. انت لم تري الجانب البشع مني بعد اذا ما انقلبت عليكم .
: ليس لديك المجال للتهديد هنا ولم اكن لآقبل بأن يغادر الفتي ليلقي حتفة في الخارج لدي واجب اتجاهه وفعلت ما ينبغي لمساعدتة .
ضحك سيف علي كلامة باستهزاء واضح وضيق عينية وهو يقول بلهجة قوية : وماذا عنك كونك ترفض ان يري الجميع الأمور في نصابها الصحيح حتي لا ينقلب عليك احد .. تخشي ان تجد نفسك بلا سلطة لتتصرف كما يحلو لك .. مثل هذا الكلام لن يقنعني يا سيد كلارنس انا اعرف الحقيقة وراء رفضك .
كان يعرف ذلك ويفهمه اكثر من اي شخص ويجعل التعامل معه صعب لأنه لا يستطيع السيطرة عليه , لذا نهض وهو يدرك ان ماسيقوله سيزيد عبأ اكبر لكنه اقترب من ظهر مقعد سيف وانحني عليه وهو يهمس في اذنة بخفوت : تذكر ان لدي دوماً الطريقة الملائمة لكي لا يحدث ذلك .. سبق واقنعت الصغير بذلك وهو يعرف جيداً الأن اين حدودة .ز يمكنني اتباع الطريقة ذاتها معك وصدقني لن يعرف اي شخص بشئ .
تعجب سيف مما يقول : توقف عن محاولة التصرف بغموض .. اعرف كل شئ ليس عليك التفاخر بأفعالك الصبيانية علي اي حال .
اقترب السيد كلارنس عليه اكثر وهو يحدق لعينية الخضراء الهادئة وقال بابتسامة ماكرة : الأمر ليس كذلك لكن روبي ذو اللسان الجامح كان يجب ان يوضع حد له وقد فعلت ما ينبغي لتليق تصرفاتة بالمكان الذي يعيش فيه .. كاد الفتي الا يخرج من الغرفة حياً وماذا كان في وسعك ان تفعل لا شئ .. بوسعي السيطرة عليك يا سيف بوسعي المحاولة مراراً وتكراراً حتي واذا وصل الأمر لقتلك .
نهض سيف قائلاً بصرامة : انت لم تعرفني بعد وانك لست متفوق علي بشئ .
اكد بجدية اكبر : وأمر ان ابقي تحت امرتك هنا هو ابعد ما قد تصل اليه تخيلاتك لن اكون تابعاً ابداً .
ابتسم السيد كلارنس بثقة : لا يهم .. في الحقيقة انت لا تهمني كثيراً من اهتم لأمرة قد اصبح تابعاً بالفعل حتي واذا كان رغماً عنه .
تجرأ سيف وامسك به من ياقتة قائلاً بشراسة : ماذا تعني ايها الوغد .. ما الذي فعلته به .
: اجبرتة علي التعلم بطريقتي .. بعضا من الحبس والتهديد والضرب ربما والموت جوعاً وعطشاً وصدقني كان لدي القدرة لأتركه حتي يموت .
لم يشعر السيد كلارنس بنفسه سوي وهو ملقي ارضا وتنهال عليه اللكمات العنيفة وصياح سيف وهو يحدق بعينين ناريتين اليه وتوعدة بمصير اسوء من اي شئ فكر به يوما ينتظرة , كان يستطيع سيف التعامل مع كل ماسمعه وكل ماحدث لروبي وحتي وهو غاضب كان لا يزال يستطيع تمالك نفسه والتصرف معه بتعقل وصبر , اما ما فتح السيد كلارنس فمه واخبرة به اطار عقلة تماما ووجد نفسه يسحق الرجل حتي شعر بمن يسحبة للخلف بقوة ليخلصوا الرجل المغطي بالدماء ولم يعد يستطيع علي الأقل الأحتفاظ بابتسامتة الحقيرة , طلب السيد كلارنس بغضب وهو يترنح
: خذوه الي السجن .

Koedara 17-06-21 05:45 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


تملص سيف من ايديهم بعنف وتحدي اي شخص ان يقترب عليه ولم يجرؤ احد علي الأمر وهم يرون نظرة حيوان مفترس سيلتهم من يقترب منه لذا وقف الجميع حتي تقدم ريفين ناحيتة تأبط ذراعة وغادر بصمت وطلب اخر من الجميع الأنصراف ونقل السيد كلارنس الي المشفي , لم يكن يستطيع احد ان يخسر سيف في هذا الوقت فهو يخطط لهم بالكثير لذا اقترح الرجل الذي رافق السيد كلارنس الذي كان يزعق ويصرخ ان ينتظر قليلا علي ذهاب سيف للسجن حتي معرفة ما سبب هجومة عليه وكان يعلم ان هذا لن يحدث لأنه وسيف والفتي لن يتفوه ايا منهم بما دفع سيف للفتك به , لقد باغتة ولم يتوقع مثل هذه الوحشية والسرعة كونه حين حدثة في بداية الأمر عما حدث لم يثور غضباً بهذ الشكل , اما سيف الذي اخذ يحاول الهدوء امام ريفين الذي يحاول معرفة ماحدث بينهما لكنه ظل صامتاً يغلي الدم في عروقة ويشعر انه علي وشك قتل احدهم لذا اخذ حقيبتة وغادر المكان بالكامل ويا للمسكين الذي سيحاول اعتراض طريقة في وقت كهذا في الداخل او الخارج فهو علي استعداد للتخلص من اياً كان .

عاد في وقت متأخر ملابسة ووجهه مغطي بالدماء وكان رجال الصف الأول مستيقظون بالتأكيد للحراسة الليلية لكن احدا لم يجرؤ علي مخاطبتة بكلمة , لم يعرف احد بما حدث كون مكتب السيد كلارنس بعيد قليلاً معظم من كانوا بالقرب هم من النخبة لذا كان الجميع نيام حتي روبي الذي حين دخل سيف الغرفة واخذ حماما دافئ كان في حاجة له وشعر انه افضل حال وهدوء بعد ان فرغ طاقتة وقتل من قتل في الخارج وقف يحدق الي روبي الذي ينام بسلام , ما هي مشكلتة في انه يحاول الصمود شأنهم جميعاً , امرا كهذا يجعل شخص مثل كلارنس يحاول قتلة ليجبرة علي العيش وفق رغبته , بينما كان في الخارج يعيش ما يقرب من مغامرة لم تكن عسيرة في الواقع فقد كان مع اناس اخرون يتدبرون نومهم ومعيشتهم وطعامهم وشرابهم كان روبي هنا يختبر امورا لم تطرأ في بالة ابداً , تذكرة وهو علي وشك الرحيل يحثة علي البقاء , تذكر انه اعترف بوضوح كونه يشعر بالخوف , لماذا لم يصدقة لماذا لم يصطحبة معه لكان الأن يعيش مع ميمي والونا , شعور اللوم فقط ما كان يثقل كاهله وهو حتي لا يعرف هل هو الملام ام لا , ماذا يكون روبي في حياتة , يكون روبي الكثير يكفي انه من انقذ ابنتة يوما هذا دين كبير بالنسبه اليه , هم عائلة معاً وكان زين و لي ميرك ويام والونا والجميع , ولم يبقي سوي روبي حتي يقابل البقية , لكن الحثالة كلارنس ماذا يمثل له , لا شئ ولا حتي يساوي احد الحيوانات التي تسير في الأسفل بانتظار وجبة ما وربما سيكافئهم يوماً بكلارنس شخصياً .

كان يحلم بأحدهم يصرخ بصوت عال بأنفعال يؤكد شئ هذا صوت يعرفه جيداً وحين فتح عينيه ادرك انه ليس حلم وان احدهم بالفعل يتحدث في مكبر صوت , تطلع الي روبي الذي يقف عند النافذة ينظر للخارج وسعل ليجذب انتباهه , استدار روبي بنظرة خاوية علي وجهه وسأله سيف : ماذا يحدث في الخارج .
: ان السيد كلارنس يخاطب الجميع .
نهض سيف وسار بخطوات بطيئة حتي النافذة ووقف يتطلع للخارج وهو يتأمل هذا الكم من الناس في الأسفل وكلارنس يقف علي المنصة يتحدث عن الكثير بأنفعال وتأكيد عن انهم لا ينبغي عليهم المخاطرة والذهاب لتلك القوات بأنفسهم لا شئ مؤكد حول انهم بهذا الود نحوهم لا يجب عليهم الأنسياق كذلك وراء رأي اي شخص ليس لديه سوي مجرد توقعات فقط , لاحظ سيف ان روبي يحدق به حتي بدون ان ينقل بصرة اليه لذا عاد الي الداخل وارتدي سترتة وهو يسأله : ما بك .
وقف روبي يعقد ذراعية : ارغب بتوضيح ماذا حدث للسيد كلارنس .
نظر اليه سيف ينتظر المزيد من التوضيح وسأله روبي : لما وجه الرجل مضمد علي هذا النحو .
قال سيف وهو في طريقة للمرحاض : لا اعرف شئ عن هذا .
اوقفة روبي رغما عنه : ان الرجل في الأسفل يخاطب في الجميع ويحثهم علي محاكمتك واعدامك .
وقف سيف يحدق اليه واخبره ببرود : لا تهتم للأمر .

اذاً هكذا هو يحاول ان يلعب بطريقتة يحاول ان يكسب تأييد الجميع نحوه وكيف ان سيف الدخيل عليهم يحاول تفرقيهم وتعدي علي زعيمهم ويحاول ان يذهب بهم للمجهول لتسليم انفسهم بعد ان صمدوا كل هذا الوقت امام الصعاب , كل هذا كان يقوله الرجل بحنق واصرار شديد علي الرغم انه لم يذكر اسمة ابداً الا ان كل كلمة تعنيه وابتسم سيف كيف انه اثار جنون الرجل لكنه لا يعرف ان اللعبه معه لا تنتهي هكذا , سيف ليس الشخص الذي سيأخذونة ببساطة للمحاكمة والأعدام بقانون هذا المختل في الأسفل , ثم من قال ان وقتة انتهي معه لقد بدأ للتو , كاد ان يغادر الغرفة بعد ان ابدل ملابسة واوقفة روبي ورفض بنظرة قلقة : لاتغادر .
:الأمور بخير .
تمسك روبي به اكثر : ابقي حتي ينتهي ما يحدث علي الأقل .
كان يلمح نظرة الخوف عليه في عينية , كان يقدر هذا كثيرا لكنه لم يتمني ان يصل روبي لهذه الدرجة من الخوف من ذلك الوضيع وما قد يفعله , جلس في الغرفة وانتظر علي اي حال تلبية لرغبتة وسأله روبي ثانية : ماذا حدث للسيد كلارنس .
: لقد تشاجرنا البارحة بشأن كوني احاول جعل السكان ينقلبون عليه وتمادي الوضع بيننا .
حدق الي الأرض وهو يري كيف تكون ردة الفعل ومدي الأختلاف بينه وسيف , لقد استطاع سيف التغلب عليه بل دفعه للمطالبة بمحاكمتة وسط رفاقة وهذا يؤكد انه عاجز عن تنفيذ هذا بمفردة , بينما هو كيف كان الأمر معه لاشئ من المقاومة لا شئ من الكرامة لا شئ من الأحترام , في الواقع ماحدث لم يشعرة بالسعادة بل جعله يكتئب اكثر كونه لا يستطيع فعل شئ كهذا به بنفسه , اخرجة سيف من شرودة واكد له : ليس خارقاً لتلك الدرجة انه شخصاً عادياً .. اعرف بأمر سجنك يا روبي .. يمكننا الرحيل وسوف نجد مكاناً اخر افضل .. لكن ليس قبل تسوية بعض الأمور هنا.
لكنه لم يقتنع كثيرا بمثل هذا الوعد , كذلك لم يخبرة سيف ما كان سبب هذا الهجوم منه علي كلارنس وتركه يعتقد انه مازال يجهل الأمر الأخير فلا فائدة من ان يعرف شئ كهذا .
الأن يعرف الجميع من هو سيف , البعض يعتقدة شخص مأجور يحاول سحبهم حتي السور لتقبض عليهم القوات ويصدقون السيد كلارنس في المطالبة بمحاكمتة والتخلص منه خاصة بعد ان تطاول عليه وهاجمة ولم يقدر كيف ساعدة وفتح له باب منزلة وقدم له الطعام والشراب والمأوي , والبعض الأخر يري انه علي صواب وخاصة بعد تأييد الكثير من كلامة من قبل المجموعة التي كانت ترافقة , لكنه لم يبالي بأي رأي وجلس يتناول الفطور و روبي الي جوارة يراقب الجميع و يحاول قراءة ما يفكرون به نحوهم , لكن ما لا يعرفه ان السيد كلارنس لم يذكرة ابدا امامهم وليس في نيته التخلي عنه تحت اي ظرف , بعد انقضاء منتصف الليل وحين حل المساء وعاد الجميع بعد انتهاء الخروج للبحث والأعمال وكل شئ اخر طلب السيد كلارنس حضور روبي الي مكتبة , ورغم انه وقف يفكر مطولا وجد من المعقول ان تقودة قدمية الي مكتب السيد كلارنس ليواجهه بمفردة بدلا من اللجوء الي سيف لمساعدتة عليه التوقف عن مجرد التفكير في هذا بعد الأن , رافقة الحارس حتي هناك وتركة عند الباب ووقف داخل الغرفة ينتظر وينتظر ان يفتح الرجل فمه ويثرثر لكنه استغرق وقتاً اطول مما يجب وهو يحدق اليه ثم طلب منه الجلوس وبدأ يتحدث : لدي وظيفة جديدة وهي شاغرة الأن لأن الفتاة المكلفة بهذا هي الأن ميتة .
لم يفهم روبي ما الذي يلمح اليه , هل هو من قتلها او اعدمها لكنه اثر الصمت , بدأ يتحرك كعادتة في المكتب ويحوم حوله : سأتخلص من سيف عليك البقاء معنا هنا .. من الأفضل لك نسيانة لا يوجد اي مفر له لقد تعدي علي القائد شخصياً وحكم هذا الأعدام .. عليك اختيار جانبنا لأن سيف سيحاكم ولا شك .. مهما بلغت قوتة وذكائة.. سوف تعمل مساعد خاص كل ما عليك هو تدوين بعض الرسائل والأهتمام بالأعمال الكتابية .. يمكنك ايضاً ان تعني ببعض الأمور من جانب الجميع هنا اي اذا كان هناك اية شخص يرغب باقتراحات او شكوي او ماشابة .. يمكنك الأهتمام بهكذا امور وهذه وظيفة مناسبة لك بل هي الوحيدة التي تصلح لها .
وقف يستمع اليه بصمت كل هذا الوقت وبعدها كاد ان يترك المكتب ويغادر لكنه وجد الرجل يحاصرة بعد ان جذبة من ذراعة الي جوار الباب وحدق عميقاً في عينيه واكد علي كلامة : سيعدم سيف هذا ليس تهديد بل هذا حكم اصدرتة لذا كن مطيعاً ونفذ ما اقول فلن اسمح لك بمغادرة المكان لأي سبب اما وظيفة كهذه فهو يعد عمل تستحق لقاءه الطعام والشراب والمأوي فيوم ان تكون حراً من جديد هو يوم موتي .
لم يفهم روبي حينها الأمر تماما ولم يصدق انه بالفعل يستطيع القبض علي سيف ومحاكمتة , شعر حينها بالخوف وبالألم في داخلة , ربما عليه وربما لأجل نفسه لا يعرف لكنه مشغول بالأمر , كلا لا يمكن ابداً ان ينتهي امر سيف علي هذا النحو , كان يراقبة هذه الأيام بتمعن اكثر مما يجب , لا يدري هل هو يعرف بما يدبرة له السيد كلارنس او لا لكنه كان علي حاله واثق من نفسه ولم يحاول ان يتواري عنهم او يختبئ من المؤيدين لرأي السيد كلارنس , هو لا يعرف كيف يتعامل معه البقية في الخارج حين يذهبون للبحث فقد اصبح محتجز في المنزل , طلب اليه سيف مراراً ان يتصرف علي راحتة ويذهب ويجئ كما يشاء لا احد يملك سلطة عليه , لكنه يشعر بالخطر بداخلة لهذا لم يحاول ان يزيد المشكلات بينه والسيد كلارنس اكثر يكفي ان يركز فقط علي ما يدبرة له الرجل , يرغب في طلب بأن يكون اكثر حذرا معهم بدلاً من تلك الطريقة العادية التي يتصرف بها بينهم , لما عليه ان يعتبر اشخاص فكروا فقط في ايذائة انهم اصدقاء , لكنه لا يحادثة في الأمر وحين يكون معه وحده في الغرفة يسأله عن احوالهم وهم في الخارج كيف يتعاملون معه , لكنه فقط يبتسم نحوه بلطف كعادتة ويقول انه يسيطر علي الأمر , لكن مهما يكون السيد كلارنس هو القائد هنا وهذه ديارة منذ البداية العاقبة الأن انه يمنع روبي من المغادرة , وحين طلب روبي من سيف ان يرحل ويترك المكان نفي احتمالية حدوث هذا الأمر سوي وهما معاً مثلما جاءا معا لن يتركه ويرحل لذا كان يشعر بالعبء اكثر ربما هو المشكلة امام هذا العناد من سيف .
ربما سيف شديد الهدوء لهذه الدرجة لأنه بدورة يخطط لشئ , وفي يوم ما مساءً مثلما بادرت ماي بالتحدث معه من قبل اختار هو هذه المرة ان يذهب اليها لكنها بدت غير سعيدة بذلك وقالت بجفاء : لم اعد ادري اذا كان خياري صائباً حين حاولت التحدث اليك من قبل .. ظننت انك اصبحت منا .
: ما معني منكم .. هل انتم جماعة ما .. اعرف يا ماي انك تقولين ذلك من اجل السيد كلارنس لكن ماحدث هو امر خاص .
: اخبرتك انني اعرف بشأن صديقك وبدون سؤالة ادرك ان سبب هذا الشجار كان حول الموضوع .
: انت ذكية اذاً يوجد داخل هذا الرأس الجميل عقل ايضاً .
استمرت بالنظر اليه كان هناك شئ ما بشأن سيف يجعلها تود التحدث معه كثيراً مشاركتة في مهمات اي عمل مشترك لم تكن لترفض فهو شخص يستطيع تدبر الأمور مهما كانت صعوبتها لكنها تخشي ان يفم السيد كلارنس الأمر بطريقة خاطئة , حين طال صمتها عاد يقول : اوافق علي مرافقتك .. متي ما تكوني مستعدة فأنا تحت تصرفك .
تعجبت من الأمر : هذا غريب .. لم تكن لطيفاً علي هذا النحو من قبل .
: لابأس اذا لم تعودي راغبة بأن اكون ضمن فريقك .. وجدت ان علي توضيح انني لا انوي مقاطعة الجميع هنا حتي واذا كنت علي خلاف مع قائدكم .
: ستكون مهمة سرية كما تعلم لن اطلع كلارنس عليها .. ارغب بتولي مهمة فردية وحدي .
: لم يتغير اقتراحي اياً كانت نيتك .
: اشعر بالريبة لهذا التغيير يا سيف خاصة بعد المشادة بينك وكلارنس .
: لك حرية الأختيار يا سيدتي .. اشعر بالملل لا اكثر ونحن بحاجة للكثير من المخزون كذلك اذا ما نجحنا فذلك سيجعل الكثيرون هنا يثقون بأنني اعتبر المكان بيتي كذلك .
: سأري يا سيف .. سأعطيك الكلمة النهائية غداً .
ماي ايضاً في القيادة وحين يكسب ودها ويصبح بينهم امور مشتركة في المهمات يمكنه حينها التوصل الي حل مع السيد كلارنس وان يكسب في صفة الكثير من السكان ليتأكدوا انه لاينوي شراً لأحد وان ما يزعم به قائدهم هو مجرد خلاف شخصي , ما الذي يمنعه من مغادرة المكان والذهاب للعيش في المنزل الأخر مع ابنتة هو انه لا يحب الأنسحاب بسهولة لن يرحل ويجعل الرجل يعتقد انه فعلها خوفاً منه او تنفيذ لرغبتة , وفي اليوم التالي كما وعدتة اخبرته ماي انهم سيذهبون بعد يومين سيكون حينها السيد كلارنس في الخارج وسيكون سيف رفيقها الوحيد في تلك المهمة وستكون سرية كما اتفقا , لم يهتم مدي ما سيكون غضب السيد كلارنس اذا علم بالأمر ولم يهتم لتخطيطها فهو يستطيع تولي أمورة وليس مديناً لأحدهم بشئ , كان متحمساً وظن انها مهمة عادية تكفي ان يتولي امرها اثنين فقط لكن حين وصلا الي هناك وجد كم الأمر اخطر مما تصور واقترح عليها بقلق : لا اعتقد ان بأمكاننا فعلها وحدنا نحتاج الي بعض الرفاق .
رفضت بحسم : كلا .. سنفعل ذلك .
: ماي لا آخذ الأمور بشكل عشوائي حين يكون الأمر خطر ساقول انه كذلك ولن ادعي العكس لأثبت انني استطيع النجاح بمفردي .. سنموت هناك افهمي ذلك انهم اكثر عدداً مما اعتقدنا .
: لن اتراجع اذا اردت فعل ذلك لتعود يا سيف لكنني سأفعلها .
ذهبت خطوتين وامسك بها : حتي واذا كان هذا يعني موتك .
: حتي واذا كان يعني ذلك .
: لا افهم هذا الأصرار للنجاح .
: مثلما تريد اثبات شئ لكلارنس وانه ليس الوحيد الذي يستطيع النجاح والتخطيط لكل شئ فأنا ايضاً كذلك .
: هذا غريب كان يبدو وكأنك تملكين شئ عليه .
: المظاهر خادعة احياناً .
: ماذا علينا ان نفعل في الداخل لتثبتي هذا .
: اريد العودة مع الكثير من الموؤن .. سنسرقهم فحسب .
لم يتمكن من الأنسحاب وهو يري تلك الجرأه والأصرار عليها وشعر حقاً انها تثق به وفي حاجة لمساعدتة لذا جاري الأمر


Koedara 17-06-21 05:53 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


الفصل 20

بعصبية وقلق اخذ السيد كلارنس يسير جيئة وذهاباً يكاد يجن وهو لا يستطيع العثور علي ماي , انها المرة الأولي التي تغادر بدون اخبارة عوضاً عن تأخرها حتي الأن بالأضافة ان الشخص المختفي معها هو سيف , و بدأت الأفكار تراودة هل ينتقم منه هل اقنع ماي بمرافقتة للبحث حين كان هو غائباً ليتخلص منها او يؤذيها بأي شكل , دخل ريفين المكتب قائلاً : لقد وصلت ماي اخيراً .
كان يبدو علي ملامحة بأن نبأ وصولها هو الخبر الجيد فقط وان ثمة خطب ما : اين هي .
: اسف انها في المشفي .. حالها خطرة .
لم ينتظر المزيد من التوضيح وذهب اليها يمكنه معاتبتها ومعاقبتها لاحقاً أما الأن هو بحاجة لرؤيتها حية وانها لازالت معه , كانت ممدة علي الفراش في عالم اخر والطبيب برفقتها يبذل ما بوسعة لأنقاذها وحين شعر بوجود احدهم في الغرفة كاد ان يطردة لكن حين وجده السيد كلارنس طلب منه التزام الصمت وتركه يراقب فقط , رصاصة قريبة اكثر مما ينبغي من القلب ويعرف يقيناً انها لن تنجو ليس لديهم ما يكفي من مساعدة لها لتنجو من اصابة مميتة كهذه لكنه تمني ان تعيش وان ما يفعله الطبيب سوف يجدي نفعاً , ماي هي الوحيدة القريبة منه صحيح ان ريفين اعز اصدقائة لكن ماي تختلف انها الشخص الذي لا يخجل من البوح بشئ امامها او الأعتراف او الطلب اذا فقدها فسوف يفقد الشخص الذي يهون عليه كل شئ حين يعود اليها في نهاية اليوم .
لم يعود لغرفتة بقي الي جوارها طوال الليل بانتظار اي اشارة منها في انها سوف تستيقظ من جديد حاول الطبيب ان يطمئنة حتي لو كذباً لكنه ليس بحاجة لهذا فهو يدرك الحقيقة , وحين قرر ريفين الذهاب ليتفقدة : ايها القائد يجب ان تنال بعض الراحة سنكون بحاجة اليك غداً .
: هل كان سيف معها يا ريفين .
: هو من استطاع ان يعود بها الي هنا .. لا نعرف حقيقة ما حدث حتي الأن لكنها كانت خطة ماي بعض الأشخاص يؤكدون علي انها كانت تخطط للأمر ولكنها ذهبت برفقة سيف وحده في النهاية .
: اقبض عليه وضعة في السجن .. لقد عرض حياة احد النخبة للخطر .
: ولكن .
: نفذ الأمر فحسب سوف اتفرغ له وسأعرف حقيقة ماحدث بنفسي .
: سأحرص علي بقاءه في غرفتة حتي نتأكد مما جري .

*****************

قال روبي الذي يجلس علي حافة الفراش المقابل لسيف : لم يكن عليك فعل ذلك يا سيف لقد ورطت نفسك بلا داعي .
: لست خائفاً من احد ولم افعل شئ خاطئ .. كانت ستموت وهي تعرف ذلك .
: لكن ليس معك وليس بعد ذلك الشجار بينك والسيد كلارنس .. لديه الحجة المناسبة الأن لمحاكمتك .
: ليفعل ما يريد لا اهتم .
لا يهتم بالفعل كل ما هو غاضب بشأنه انه لم يتمكن من انقاذها قبل ان تتلقي تلك الرصاصة , هل كانت تحاول الأنتحار لتظهر علناً امام من يحرسون المكان , شعر بالغرابة لأمرها ولم يتمكن من ايقافها ويعلم ان كلام اكونية صحيح لقد ورط نفسه ولن يمضي الأمر بسلام , استدعاه السيد كلارنس الي المكتب وكان ريفين هناك لكي لا تحدث مشادة بينهم من جديد فهو واثق من ان سيف لم يكن يقصد اي ضرر لماي ويعرف اكثر ان ذلك لن يقنع السيد كلارنس الذي قال بكراهية : لم اتوقع ان تصل جرأتك لهذا الحد في اخذ قرار من تلقاء نفسك .
: لدي حرية الذهاب اينما اريد ولم تكن فكرتي لقد اصرت علي الأمر وكأنها ترغب بالأنتحار .. ربما هناك ما تجهله عنها يا سيد كلارنس .
كان علي سيف ان يهدئ من وتيرة اندفاعة امام الرجل لكنه لم يحتمل ان يقف محل اتهام ماذا يملكون عليه هنا لديه حرية الرحيل متي شاء : اذا ماتت ماي سوف اقوم بقتلك وفي الوقت الراهن ستمكث في السجن .. لقد اردت قتلها لتنتقم مني علي ما فعلت بالصغير لكنك لن تفلت بفعلتك .
: قلت ما عندي لم تكن فكرتي ابداً .. وتهديدك لا يعني شئ لي .
انحني علي المكتب يحدق بقسوة للسيد كلارنس واكد بجرأه : لا اعلم ما هي مشكلتك معنا خاصة .. لكن اياً كانت خطتك اتجاهي فلست خائفاً منك ولن افعل ابداً ولن تنال مبتغاك بالتغلب علي .. ضعني في السجن او اقتلني لكنك لن تشعر ابداً بأنك تفوقت علي .
: سوف نري يا سيف كان صديقك يتحدث بتلك الثقة قبل ان يدخل غرفتي ولكن الأمر لم يستغرق وقتاً حتي عرف ان تهديدة لا يعني شئ .. خذه يا ريفين للسجن ودع الحراس يعتنون به علي اكمل وجه .
ابتسم اليه بسخرية ولم يضيف سيف كلمة لكنه بدا غير مهتماً كذلك كما اكدت كلماتة .


حين ذهب روبي الي مكتب السيد كلارنس مساءً كما هو معتاد ليعرض عليه الأوراق والرسائل التي تتضمن الطلبات والشكاوي من السكان , سمعه في الداخل يتحدث بصوت خفيض الي احدهم ما سمعه يؤكد ان الأهم قد فاتة لكن يكفيه فقط كونه يؤكد علي رفيقة انه من الضروري ان يتخلاصا منه بتلك الطريقة والجريمة المرتكبة شاهد عليها الكثيرون لذا لا احد يجرؤ علي اتهامه بالظلم لذا سينفذ الأمر وعليه مساعدتة حينها ينال المنصب الذي لطالما اراده منه بعد التأكد من ان الرجل امرة انتهي , لم يتمكن روبي من معرفة من هو الرجل الذي يدبر معه تلك المكيدة لكنه علي ثقة ان كل كلمة تعني سيف , كان يسمع حفيف اوراق وهمس وقهقة خفيفة وتصلب مكانة فجأه حين فتح السيد كلارنس الباب وجذبة للداخل بسرعة قبل حتي ان يدرك الأمر, لا يدري متي سمعه ولا كيف علم بأمر وجوده في الخارج , وانتظر الخطوة التالية منه هل ينوي تهديدة كما هو الحال دائماً , القي ببصرة علي الرجل الذي لم يكن سوي احد حراس السجن وتعلوا ملامحة تعابير الجمود وعينية تنطق بأن هذا الرجل قد قتل اعداد قد غفل عنها , استأذن الرجل للمغادرة ولم يمنعه السيد كلارنس وهو يؤكد عليه علناً الأهتمام بالأمر , حينها تحول السيد كلارنس من حالة الجمود والجدية التي كان عليها وبدأ في التحدث بهدوء طلب اليه الجلوس علي احد المقعدين امام مكتبة وجلس علي المقعد المقابل له وعلي عكس ما توقع منه روبي تحدث اليه بتهذيب وبدأ يملي عليه شروطة البسيطة : ارغب ان تبتعد عن سيف مسألته هي مسألة وقت وسوف ينتهي امرة وسيختفي من الحياة بعدها من يتبقي لك سوي هذا المكان وصاحب هذا المكان .. ستكون سعيدا معنا هنا سأعطيك امتيازات اكثر علي خلاف ما تظن انت شخص هام للغاية بالنسبة الي لهذا امنعك من الخروج للبحث ليس تحكماً بك بل خوف عليك لأنك لاتزال غير متمرس كما البقية .
كاد روبي ان يبدأ الشجار معه لكنه تمعن في نظرات الرجل الهادئة وحاول ان يكسب الموقف لصالحة , علي الرغم من ان هذا اخر ما يتمناه او يطيقة امامة وهو مجاراتة في الحديث عليه محاولة كسب بعض الوقت : ماذا فعل واين هو الأن .
: انه في السجن ومازال عقابة لم يحدد بعد .
: لما عليك قتلة .. اكد الجميع انه ليس متورط بشئ دعنا وشأننا فقط دعنا نرحل من هنا وسوف نفعل وتنسي امرنا.
: اسف .. اصبح الأمر اكبر من مجرد كونكما ضيفين .. الأمر شخصي معه , لكنني ادرك اهميتك .
: ما ادراك كيف هو سيف وماذا يفعل في حياتة او يتعامل مع الأخرين .. لم تعطي لنفسك فرصة لتعرفنا اكثر حتي .
عمق السيد كلارنس نظراتة نحوه وقال وهو يعقد ذراعية : يبدو ان تعامل سيف معك يروقك كثيرا وألا ما تحدثت عنه بهذا الحماس .
: انه صديقي .
: سيكون لديك اصدقاء هنا ايضاً افضل منه حتي .. سأكون أولهم .
: اي هراء تقول وكأنني قد اثق بك للحظة .
: لن اسمح لك بالرحيل تحت اي ظرف .. انتهي .. لقد اخطأت حين حاولت التخلص منك اعترف لك بالأمر الأن لكنك استفززتني الي اقصي حد ... ربما لم تسنح لنا فرصة للتحدث حول الأمر .. لكنني لم اعد اعتبرك شخص غريب
عنا .
: لا يمكنك ان تقرر نيابة عني كيف اعيش .
اكد السيد كلارنس بنبرة لطيفة : سوف تحاول بطبيعة الحال سوف تتعود علينا خاصة بعد ان ازيل العقبة الموجودة بيننا .
عاد قلب روبي يخفق بقلق من جديد حين تذكر الأمر , لذا نظر اليه بتحدا وسأله : اذا نفذت ما تريد هل تعدني ان تترك سيف وشأنه وتسمح له بالرحيل .
: اسف رحيلة يعني انه لا يزال حيا ويعني ان هناك احتمالية لتراه بشكل او بأخر ويعني ان تكون مشغولاً بأحواله وفي حاجة لرؤيته اما حين يموت فتنتهي الأمور كلها عند هذا الحد .

لم يتمكن روبي من مناقتشة بشئ حتي في وقت لاحق لأن في اليوم التالي ماتت ماي وانتاب الرجل حالة من الصمت التام , صحيح انه كان يتابع كل الأمور كما هو معتاد وجلس معهم علي طاولة العشاء لكنه لم يتفوه بكلمة كعادتة ولم يمس الطعام , بعضهم كان حزين لأجلها مثله وبعضهم كان متأثر لحزن قائدهم وشعر روبي بالخطر اكثر لما يحدث مع سيف في السجن الأن خاصة انه ممنوع من رؤيته بأي شكل , بعد ثلاثة ايام بدأ الرجل يحاول اظهار ان كل شئ علي مايرام وابقي علي حزنة لنفسه لكنه لم يغادر المنزل ومعظم الوقت هو مختفي ظن روبي ان هذا الهدوء واختفائة سيجعله ينشغل عن سيف لبعض الوقت لكنه تفاجئ حين وجد ريفين امامة واخبرة ان السيد كلارنس في طريقة لأعدام سيف , لم يستوعب انه كان يعمل في الخفاء وبسرية علي ذلك وانه كاد يقتلة دون ان يعرف احد ويبدو ان ريفين بدورة يرفض الأمر و ألا ما جاء لأخبارة وسمح له بالذهاب الي هناك حيث تلك الغرفة الباردة ليجد حراس السيد كلارنس يمسكون ب سيف الذي بالكاد يستطيع الوقوف علي قدمية وهذا جراء ما فعلوه به بصمت وفي الخفاء تلك طريقة السيد كلارنس وهو يعرفها جيداً , لم يغضب من وجود روبي بل ابتسم اليه بتشف ونقل الأبتسامة ذاتها الي سيف بانتصار الذي علي الرغم مما يدرك انه سيحدث له بعد لحظات لم يطلب منهم التوقف او الشفقة وهذا يدفع بالسيد كلارنس في التمادي وتنفيذ مايريد وبجنون حاول روبي ان يوقف مايحدث امامة وهم يتحركون بسيف الي الألة العملاقة لا يعرف حتي اذا ماتحرر من ايديهم ما الذي يستطيع فعله لكنه لا يقبل بما يحدث امامة ماذا يكون السيد كلارنس ليفعل كل هذا ببساطة لذا وجد نفسه يصرخ عليه : سوف اظل معكم هنا سأنسي امرة لن افكر حتي في انني تعرفت اليه يوماً اتركه يرحل ارجوك يا سيد كلارنس كان يحاول مساعدة ماي لا اكثر .
امر رجالة بالتوقف وحدق الي روبي والي الغضب والحزن المرتسم علي وجهه , ولم يصدق انه يقبل العيش تحت اوامر هذا الرجل لأجل حرية سيف لكن لا , لن يتركه يموت بتلك البشاعة , ابتسم الرجل باستخفاف وقال : هذا هو ما سيحدث اذا كان برغبتك او رغما عنك فقد انتهي الأمر .
تحرك الرجال وسيف مستسلم لمصيرة و روبي يرفض حتي تذكر ميمي : لديه ابنة صغيرة .
فجأة ووسط كل هذا لم يعي وهو يخبرة بذلك , كانت محاولتة الأخيرة ويبدو انها اتت ثمارها لأن الرجل نظر في حيرة الي لا شئ قليلاً ويبدو انه يفكر في التراجع , اكد روبي وهو يحاول تمالك اعصابة : لدية طفلة صغيرة ليس لديها سواه اتركه يعود اليها سأنفذ شروطك كافة واعتقد هذا ثمن مقبول فقط اتركه .

استمر الرجل في النظر اليه بجمود لدقائق والجميع يقف بنتظار قرارة وببساطة امر رجالة ان يتركوا سيف ويعيدوة الي الزنزانة وحين حاول روبي الأقتراب منه منعه السيد كلارنس وهو يعتصر ذراعة بيده ويحدجة بنظرة نارية كانت كافية ليقف ويراقب فقط سيف يعود معهم لزنزانتة , لم تأتي عينيه في عين روبي وكأنه يتحاشي ذلك لكنه يتفهم موقفة وعلي الرغم من حجم الورطة التي اوقع نفسه فيها بتسليم نفسه وامورة في قبضة هذا الذي يقف يقبض عليه لكنه ممتن ان الأمر انتهي حتي هنا , يشعر بالتعب بعد كل اجهاد الأعصاب هذا وشعر بالهوان فجأة والترنح وطلب من السيد كلارنس : ارغب في مغادرة هذا المكان احتاج للجلوس
قليلاً .

Koedara 17-06-21 05:54 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


وخلال دقائق كان مع الرجل في مكتبة يرتشف بعض الماء وقد اصبح واعياً لما قاله في تلك الغرفة وانتابه الندم والضيق لأنه تسرع خاصة وهو يري السعادة والسكينة علي ملامح السيد كلارنس الذي قال بنبرتة الهادئة : ها قد اصبحت تنتمي الينا .. وامورك وحياتك كلها هنا .. مات سيف اليوم هذا ما عليك اعتبارة منذ الأن فصاعدا .
اومأ اليه روبي بالموافقة لكنه طلب منه بأدب : اسمح لي بمقابلتة لمرة اخيرة فقط .
بعد ما رأه قادراً علي فعله كان عليه الأقتناع ان هذا الرجل يجب ان يحترس منه ويكيف نفسه علي العيش معه , لم يجيبه الرجل بالرفض او الموافقة وعاد ليسألة السؤال الذي يحيرة : لماذا تراجعت عن قرارك حين اخبرتك ان لدية طفلة .
ابتسم السيد كلارنس بشكل ودي لم يكن يرغب بسماع اي شئ عن سيف لكن وجه الفتي المتعب الباكي لم يشجعه علي القسوة عليه خاصة ان عليه كسب ودة وصداقتة الأن ويكفيه الصدمة التي تعرض لها لذا قال بهدوء : لنؤجل الأجابة لوقت لاحق سيكون لدينا الكثير من الوقت معاً .
شعر روبي بالأمتعاض والألم في معدتة من هذا الكلام وهذه السعادة البادية علي وجهه , اعطاه السيد كلارنس يوم واحد فقط مهله لكي تستقر اعصابة واثناء هذا الوقت ارسل سيف في طلب التحدث الي السيد كلارنس الذي وافق بتكاسل وهو يستمع الي هذا الطلب من ريفين وعلي الرغم من الحال التي عليها سيف وانه هو من يسجنة ألا ان تفكيرة فيما قد يرغب به الأن منه يشغلة , لم يلمح في عينيه نظرة انسكار واحدة : لست مجبراً علي تنفيذ امر واحد تطلبة .
قال سيف بأصرار : كن رجل حقيقي ودعنا نسوي الأمر بيننا .
ابتسم السيد كلارنس بسخرية : اية امر لقد انتهيت هنا وكل ما ستفعله تالياَ هو حزم اغراضك والرحيل .
: اذاً لما لا تثبت لقومك انك تستطيع اجبار احدهم علي الرحيل بنفسك وليس بمجرد احكام واهيه .
: ماذا تريد ان تقول يا سيف انا لا احب المناورات .
: نزال بيننا اذا فزت آخذ الفتي ونرحل .. واذا فزت انت سأختفي عن حياتك .
: لما عساي اوافق علي امر كهذا .
: اولاَ مظهرك كقائد هنا وانت تدافع عن نفسك امامي في نزال حقيقي وليس اصدار حكم من تأليفك .. ثانياَ فكر في صورتك امامهم اذا ما فزت علي ورحلت بعدها .
: من قال انني اكترث لك او انني بحاجة لأثبات شئ لأي شخص هنا .
ابتسم سيف بثقة : ها انت من جديد تكذب علي نفسك لأنك تعرف مقدار من يؤيدونني هنا وربما تكون واحد منهم لكن غرورك ومنصبك يمنعاك من البوح بالأمر .
: لا تعطي نفسك اهمية اكثر مما تستحق كاد امرك ان ينتهي منذ ليلة واحدة فقط .
: وهل كنت ستشعر بالتفوق حينها وبهذا قد استردت كرامتك .
: لا .. لكن امثالك يجب عليهم الأختفاء فأنت تجلب معك المشاكل والتشويش الي حياتي اينما كنت .
: هذا يعني انني محق وانك توافقني علي الكثير من الأمور .. لم تكن لتهتم اذا لم يشغلك اياً مما اقول او اقترح وانت مثلنا جميعا تريد حياة مستقرة .
: وقد منحتك فرصة اخري لتغادر هذا المكان سليماً وتذهب للحياة المستقرة التي تقول عنها .
: كلا ليس بدون روبي .. لن اسمح ان اتركه خلفي وربما هذا امر لن تفهمه لكنها الصداقة تحتم علي الا اتركه وارحل لأنجو بنفسي .
: اختار الفتي الأمر بأرادته وهو يوافق علي البقاء هنا وصدقني نحن لسنا في الجحيم او ما شابه وافكارة الخاطئة بشأننا ستتغير ما ان يتعود علينا .
: كما قلت لا يمكنني المغادرة وتركه .. اذا ما قتلت في تلك الغرفة لكان الأمر مختلفا لكنني حيا حتي الأن ولن ارحل بدونه .
: لكن في حال خسارتك سترحل وحدك .. ونهاية الأمر يا سيف وبوضوح اذا ما فزت انت او خسرت عليك نسيان امر روبي .. كنت انتظر سماع كلمة سأفعل اي شئ منه ليبقي هنا معنا .. اريده هنا ولن اتركه لك او لغيرك .
استمر الأثنان في التحديق لبعضهما بصمت حتي قال سيف بهدوء : لأفعالك المريبة به .. ماذا عن بعض الصدق معي حتي اعرف حقيقتك .
تنهد السيد كلارنس وهو يستند الي الحائط خلفة ويعقد ذراعية علي صدرة : حسنا دعني اوضح شئ صغير .. لست كما تخالني او الفتي .. ما حدث كان .. ماذا يمكنني ان اسمية .. انا افقد اعصابي في لحظات غضبي الشديدة لكن كيف ادي هذا الي محتاولة قتلة فأنا لا اعرف .. ربما هو عنادة الذي لا يعرف حدود وربما لسانة السليط الذي لا يتوقف .. كنت بحاجة لشئ ما يجبرة علي التغير .
: وفق مزاجك .. استطعت ان تعقد حياتة بسهولة وبالنسبة اليك كان مجرد تنفيس عن غضبك
فحسب .
: بل ادرك تماماَ خطأي حيال ما فعلت .. اردت ان اكسر غرورة وعجرفتة .. لكن صدقني لولا هذا لما لاحظته وربما قتلتكما الأثنان وانتهيت من امركما .. فنعم في بداية الأمر كنت اقوم بتعذيبة متعمداَ ولم اكن اشعر بذرة شفقة نحوه .. اما الأن انا اشعر بأهميته .. لا ادري لما اخبرك بذلك لكنني لا اقبل ان ترياني بهذه الصورة .
: هل تدرك مدي كراهية الفتي لكم .. هل تقبل ان يعيش معك هنا رغماَ عنه .
: سيتفهم كل شئ بوضوح فيما بعد .. سأمنحة الوقت ولدي خطط كثيرة لروبي لست مثلك سأجعلة تابعاَ فقط بل سينال التدريب اللائق .. واذا رأيتة ثانية .. انا اقول فقط اذا لأن هذا احتمال بعيد .. ستفهم حينها ما اعني .
: لست مثلي بالتأكيد يا كلارنس ولن تكون .. ولم يكن روبي تابعاَ بل كان حر التصرف هذه هي الكلمة المناسبة .. لم يكن لدي الحق لأجبارة علي شئ لم يطلبة ولا يريده .
: لكني لدي الحق ولا تسأل لماذا .. اما بالنسبة لطلبك تريد نزال سيكون لك ما تريد وسترحل من هنا مهزوم وحدك ربما عندها سوف تقتنع انني استطيع التفوق عليك .
منحه السيد كلارنس يومان ليستعيد نشاطة فهو لن يقاتلة بهذه الحال , يريد الفوز عليه وهو بأتم صحة , لا يعرف سيف ما الذي يريد اثباتة وللمرة الأولي هو ليس واثق من قرارة فأذا كان رحل بصمت سيشعر حينها انه ميت لا محالة , عليه ان يقاتل لأجل مكانة ولأجل ان يرد الدين للفتي .

سمع روبي بالأمر وتعجب مما يحاول سيف فعله , اراد فرصة للتحدث اليه لكن السيد كلارنس اصر علي ابعادة تماما عنه وجعله يستعد بدورة لتدريبات خاصة به سيشرف عليها بنفسه معه اذا اراد معاودة الخروج والبحث والقتال معهم يجب ان يفعل هذا بشكل مدروس , وافق روبي علي المبدأ لكنه رفض ان ينال تدريباً خاصا مع السيد كلارنس , اصبح الرجل يعاملة كأنه جزء من ممتلكاتة يحق له التصرف كيفما يشاء حيالة , لكن كالعادة لم يجدي رفضة نفعأً وفي اليوم التالي فقط صباحا كان معه في هذا المربع الصغير الخاص بتدريبات السيد كلارنس وحده , لكن روبي يعلم انه لا يخسر كل شئ فالرجل لا يعرف انه يجارية ويطمح في التعلم منه لأقصي حد حتي يستطيع التغلب عليه اما بالنسبه لرغبة السيد كلارنس في تعليمة فهو لايدرك عنها شئ ولا يعرف ما سيجنية من هذا , وقف الرجل امامة بابتسامتة الواثقة قائلا بحماس : اريدك ان تهاجمني بكل قوتك .
حاول روبي ان يكون صوتة مقنعا وهو يقول : هل انت واثق من هذا .
: اعرف قدراتك كلها صدقني .
جعله هذا يهاجم الرجل فجأة بشراسة وعنف وكأنه ينفث عن غضبة منه طوال الأيام السابقة , كان يهاجم بسرعة وقوة لكنها ليست كافية لم يتوقع منه السيد كلارنس ان يتصدي له او ماشابة فهو شخص يثابر علي تدريباتة يومياً لكن بالنسبه للتصدي لشخص عادي كان روبي متفوق كثيرا , لم يستطيع ايقافة سوي وهو يحكم ذراعية عليه ليجد نفسه محاصرا وظهرة للرجل الذي قال في اذنة
: تملك عنف وشراسة كبيرة بداخلك وهذا ممتاز امام العدو .. لكن اخشي انك لست بهذه الشجاعة حين يهاجمك احد وانت في غفلة من امرك .
حرر روبي نفسه منه وهو يبتعد عنه قائلا : لا تتحدث عن شئ لا تعرفه يا سيد كلارنس و تذكر انك من اجبرني علي تلقي تدريبات ولست من طلب اليك هذا .
استمر الرجل في النظر اليه بطريقة لم يفهمها ثم قال : ارغب في جعلك تستطيع الأعتماد علي نفسك في اي موقف .. ارغب في ان تتمكن من الدفاع عن نفسك مهما بلغت قوة من امامك فهناك دوما طريقة ما وليست القوة الجسدية وحدها كافية بل هناك فنون اخري في القتال عليك ان تتقنها .
لم يفهم ماذا يريد الرجل ان يقول كانت عينيه بها نظرة اهتمام لكنه لم يفهم هل يسعي لهذا لكي يضمة الي صفوف القتال ويدربة تحت يدية حتي يصبح تابعاَ له ام ماذا يقصد بذلك , ثم اتي علي خاطرة ذلك اليوم مالذي جعله يسيطر عليه ويخسر امامة نعم كانت قوة الرجل المهيمنة , هل كان يقصد بكلامة تجنبة لهكذا موقف ثانية وانه لا يرغب ان يصبح روبي عبأ والشخص الوحيد الضعيف بين الجميع هنا كما يراه , لذا وجد انه لا بأس من التعلم منه ليعرف مفاتيح قوة السيد كلارنس ليجارية حتي النهاية فهو في هذا المسار يروقة كثيرا ان يجبرة الرجل علي التعلم لن يظهر له انه يتوق للتعلم اكثر لن يجعله يدرك كم انه يستفيد من ذلك .

بعد تقييم روبي وما هي المرحلة التي عليه ان يبدأ منها وضع له السيد كلارنس جدول منظم لتدريباتة , جلس في مكتبة يفكر لما روبي !! لم يحدث وقام بتدريب احد شخصيا وخصص له دروس وحده واخذ من وقت تدريباتة لأجله سوي لماي , لما يحاول ان يجنبه الأذي , اليس هذا من خطط نحوه بالكثير من الأذلال ليخضعة ويجعله يعرف لمن الكلمة الأولي وألأخيرة في المكان و في حياتة بالكامل , اليس لهذا السبب ابعد سيف عنه , اليس لهذا السبب فعل به ما فعل , لما يحاول الأن مساعدتة لما يحاول جاهدا ان يجعله يتصدي لأي موقف قد يواجهه ليكون مطمئن عليه وهو بعيد , لا يريد ان يصل انه يبحث عن بديل لماي يعلمه منذ البداية لكي يراه فيما بعد من النخبة ولا يعلم هل سيتسني له هذا ام لا الأمر فقط انه يحاول البدأ معه من جديد لينزع تلك العداوة لايمكن ان يعيش معهم تحت التهديد لن يحتمل ان يعيش شخص معه وهو يكن له الكراهية , لم ينسي انه اليوم لديه نزال مع سيف وعليه ان يضع كل افكارة جانباً ويركز فقط علي كيفية جعل هذا الرجل يغادر المكان مهزوماً امام الجميع .

Koedara 18-06-21 08:33 AM

رد: علي الجهة الأخري
 

الفصل 21

في المساء وفي الساحة الشاسعة بين المبنيين تحولت الي تجمهر كبير ولم يكن هناك شئ حماسيا بقدر نزال كهذا يقام وربما لا يهم الجميع من يخوض النزال اذا كان قائدهم او غيرة فقط يكفيهم الجو السائد من التشويق المخالف للروتين المعتاد يومياً , وربما يكون سيف هو من طلب اقامة القتال لكن السيد كلارنس كالعادة هو من وضع القوانين وهي الفوز عن طريق الأستسلام او قتال الخصم حتي الموت , كان سيف بحال جيدة لا يبدو وكأنه الشخص ذاته الذي سجن وتعذب وكاد يتعرض للموت منذ يومين , والسيد كلارنس كعادتة واثق من نفسه ويبدو مرتاح وهادئ الأعصاب , جسدان متشابهان طول القامة ذاتة والبنية ذاتها ومشاعر العداء والرغبة في التخلص من الأخر لذا كان قتال متكافئ , هناك متحيزون بشكل واضح للسيد كلارنس وربما البعض لسيف لكنهم ليسوا بكثرة من يشجعون قائدهم والبعض يجلس صامتا لا ينحاز لأحد ومنهم روبي الذي يجلس مع رجال الصف الأول للسيد كلارنس لكي لا يترك له مفر ليذهب لأي مكان خاصة في وقت كهذا حيث انشغال الجميع , لا يفهم ما الغرض مما فعله سيف لكن ربما هي رغبة الأنتقام من السيد كلارنس لأنه قام بسجنة , اخذا يتحركان حول بعضهما البعض يتبادلا النظرات الصارمة وابتسم السيد كلارنس وهو يقول : سيكون هذا اسوأ اختيار لك في حياتك .
: لنري كيف سيتحدث لسانك هذا بعد سقوطك امام جماعتك اجمع .
اشتبكا بالأيدي وكل منهم يحاول اسقاط الأخر لكن يبدو انهما يدركان الأن ان الأمر ليس بتلك السهولة , كانت اللكمة الأولي للسيد كلارنس التي اطاحت بسيف للوراء قليلا وردها اليه بلكمة في المعدة بقبضتة ثم اطاحة بركلة ويبدو ان ذلك وجع السيد كلارنس بشكل ملحوظ وجعلة يسعل للحظة , وقف علي قدمية وهو يلقية بنظرة نارية هجم عليه بعدها بلكمة حديدية في الفك ثم الأنف اطاحت الدماء من وجه سيف الذي ذاغ بصرة قليلا وبدا مشوش ولم يفوت السيد كلارنس الفرصة وانهال عليه بالضربة بعد الأخري وسيف يتراجع حتي استطاع صدة واوقفة وهو يسدد اليه نصيبة من لكمة في الوجة كذلك وبضربة كتف قوية ترنح السيد كلارنس لكنة لم يسقط , بدأت وتيرتهم تسرع اكثر وحماس الجمهور يشتعل وهذا يجعل الرجلين اكثر عدائية وتوحش ويكيلان لبعضهما الضربات بلا ادني مخالفة فهو قتال مفتوح , انغمسا في القتال وهما في عالمهما الخاص ويبدو ان كل منهما يبذل اقصي ما في وسعة لتقطيع الأخر ارباً , لكمة هنا ولكمة هناك ووجه سيف المغطي بالدماء وصدر السيد كلارنس الذي ينزف بشدة , الكثير من الأصابات الخطرة علي الأذرع في المعدة في الرأس في الوجه وربما كسرت الكثير من الضلوع او العظام وهما لا ينتبهان ولكن هناك اصابة في ساق السيد كلارنس واضحة لأنه يتحاشي الحمل عليها , كان القتال رهيب اكثر مما ظن احدهم ونظرا ان قوة الرجلين متكافأة بدا ان الأمر لن ينتهي سوي بقتل احدهم بالفعل , السيد كلارنس هجماتة قاتلة وتصيب الهدف لكن سيف يملك مهارة عالية في قراءة تحركاتة ويتفاداها في الكثير من الأحيان , لكنهم فجأة وجدوا سيف يتراجع بسرعة شديدة امام ضربات السيد كلارنس وهو يصد بذراع واحدة فقط وألأخري متيبسة مكانها لقد كسرت ذراعة وادرك السيد كلارنس هذا وسدد له ضربة بقدمة في الذراع ليسقط ارضا وصدرت منه صرخة خافتة , وقف روبي لا شعوريا حينها , كان يعلم انها فرصة للسيد كلارنس ليهاجم سيف حتي يلفظ انفاسة لكنه كذلك منهك ولم يعد ايا منهم بكامل نشاطة مثلما بدءا , لكن حين يدرك الخصم ان الأخر لم يتبقا له سوي ضربة واحدة وينتهي امره يتدفق حينها الأدرينالين ليمنحة المزيد من المثابرة , وهذا ما فعلة السيد كلارنس وهو يعتلي الرجل ويحدق في وجهه يبحث عن ملامحة اسفل قناع الدماء وهي مرآة لوجهه كذلك لا تعبر اي ملامح في وجهيهما سوي العينان المسعورتان اقترب من اذن سيف وهو يقول بأنفاس متلاحقة : كيف تريد ذلك .. ميتة سريعة ام لنزيد وقت اللعب قليلا بعد .. فقد وجدت ذلك ممتعا معك .
ثم لكمة بقوة اغمضت بعدها عيني سيف وبقي علي حالة والسيد كلارنس ينتظر اعلان استسلامة , واخذ الجمهور يناديه لينهي امرة ويقتلة , نقل السيد كلارنس بصرة الي روبي شاحب الوجه وركز عليه من بين الجميع ثم عاد ينظر الي جسد الرجل الذي يحتضر امامة وقرر انهاء امرة انه يستحق هذا وهو يأخذ فرصتة الأن بنزاهه وامام الجميع , لكن ربما سيف لم يكن يحتضر فعليا وربما كان في حاجة لهذه الدقائق التي ضيعها السيد كلارنس واستفاد هو منها ليستريح وقبل ان يدرك السيد كلارنس ما يحدث انسحب سيف من اسفل الرجل واطاحة بعيدا بضربة عنيفة في معدتة بقدمية جعلت المزيد من الدماء تسيل من فم السيد كلارنس الذي حاول النهوض سريعا وهو يراقب سيف يقترب منه بسرعة وكاد ان ينجح لكن سيف الذي قفز ونزل عليه بضربة ساحقة في الرأس بقبضتة السليمة جعلت السيد كلارنس يعود للأرض مجددا تمدد الأثنان ارضا يحاولان دفع نفسيهما للنهوض والأستمرار يعلم الجميع ان من سينهض سيكون الفائز لأن ضربة اضافية يسددها ايا منهما للأخر هي نهايتة , وحين تحرك سيف فقط وتعال صوت الجمهور وهم يتخذون معه نفس الموقف بأنهاء امر السيد كلارنس ويبدو انهم نسوا تماما هوية من يتقاتلان وفقط يرغبون برؤية احدهم يقتل الأخر , لكن ريفين تحرك مسرعا وراقبة روبي الذي ظن انه ربما سيقتل سيف لكن الرجل وقف بينهما فقط ليوقفهما قائلا بصوت قوي : هذا يكفي .. انتهي القتال حتي هنا وسنحتسب الأمر تعادل .
اخذ الجمهور يزمجر بجشع وهو يحرض سيف علي الأقدام في هجومة لكن ريفين امسك بمكبر صوت قريب قائلا : قلت ان القتال انتهي حتي هنا لقد نال الجميع وقت رائع من الوحشية التي تتمنوها .. لذا استيقظوا وادركوا اننا ما زلنا بحاجة للقائد .
انقذ ريفين الموقف يظهر في الوقت الصحيح ليضع نظام وسط الفوضي .

Koedara 18-06-21 08:34 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


نقل كلاهما بعد ذلك للمشفي واشرف ريفين علي عودة السكان الي مكانهم واخلاء المكان ثم توجه بعدها ليتابع حال القائد , و روبي مثل الجميع عاد لغرفتة والغريب انه حتي هذا الوقت ابقاه السيد كلارنس في الغرفة ذاتها التي كانت له وسيف ولم يسمح حتي لأحد اخر بمشاركتة اياها وكان يأتي احيانا يجلس معه ويدردش قليلا , لم يرغب في النوم كان يريد بشدة التحدث الي سيف لأنه ربما صباحاً فقط سيرحل عنه للأبد ومنذ سجنة لم يحظي بكلمة معه , لكن هل يستطيع المغادرة بتلك السرعة و بهذه الحال , وماذا بشأن السيد كلارنس فهو لا يختلف عنه ويتلقي العناية الطبية الأن , اخذ يذهب ويجيئ في الغرفة يفكر ويفكر وفي النهاية استراح علي الفراش يفكر في الشئ الوحيد المؤكد له وهو ان هذا المكان اصبح بيتة وانتهي اي شك حول الأمر .

*********************

في الصباح بعد ان تناول الجميع الأفطار وذهب الكل في طريقة ذهب روبي الي مكتب السيد كلارنس وهو يحمل بعض الأوراق كالعادة لكنه وجد المكتب خاليا ولا احد في الأرجاء , ولأن مثل هذه الأمور لا يعرفها سوي رجال الصف الأول والجميع هنا يمضي يومة بشكل طبيعي ايا كانت الظروف اضطر للنزول الي الطابق الثاني يبحث عن ريفين الذي في العادة يكون في كل مكان يتجول هنا وهناك وملئ بالنشاط والحركة بالرغم انه لا يعرف ما هي طبيعة عمله تحديداً , لكنه لحسن الحظ وجدة في مكتبة وظل واقف يراقب الرجل الذي يدون شئ ما علي ورقة بسرعة وهو يقف منحني علي مكتبة , ثانية هو منشغل وفي عجلة من امره وقال بصوتة القوي بدون ان يرفع عينية عما يكتب : ماذا تريد .
: اين هو السيد كلارنس .
اخيرا جذب اهتمامة والقاه الرجل بنظرة سريعة قائلا : هذا انت اذا اعتقدتك احد السكان .. يمكنك اعتبار نفسك في اجازة اليوم القائد مازال متعب .
استمر الرجل في تسديد تلك النظرة الثابتة اليه كأنة يدفعة للرحيل حتي قال روبي : ماذا علي ان افعل في يوم اجازة انا ممنوع من مغادرة المكان او الذهاب والتحدث لأي شخص .
: الزم غرفتك ببساطة .
هذا امر اثار استفزازة اذاً هو بدون السيد كلارنس لا وجود له في المكان واقصي ما يستطيع فعله هو البقاء في غرفتة , بقي الرجل ينقل بصرة بينه وبين الباب كان روبي يعلم ان وقتة ضيق لكنه قال : هل يمكنني التحدث الي سيف .. هو لم يرحل بعد صحيح .
: كلا .. لا يزال ايضا في المشفي .. لا ادري ماذا سيقول القائد بشأن طلبك هذا .
القائد القائد وكأن هذا كل ما يشغلة في العالم لما هذا الرجل وفياً للسيد كلارنس لهذا الحد حتي انه لا يناديه بأسمة ابداً في حضورة او عدمة , يبدو انه اراد التخلص منه ليصرفة لذا قال : يمكنك الذهاب لزيارتة لكن ليس لوقت طويل فهو سيرحل في غضون بضعة ساعات علي اي حال .. يمكنك بعدها ان تذهب للقائد وسيخبرك ماذا عليك ان تفعل بقية اليوم لنأمل ان يستعيد عافيتة سريعا .
استدار روبي بصمت بعد ان نال ما يريد وغادر المكان في طريقة لسيف وهو يأمل الا ينهض السيد كلارنس ابدا ثانية , ذهب الي المشفي ولم يمنعه احد او يوقفة عليه الأعتراف ان الرجل علي الأقل لم يحدد اقامتة ولم يسجنة ربما او يحاول اذلاله بعد او عاملة بطريقة سيئة اكثر ويعطية الكثير من الأمتيازات قليلاً ما ينالها اي شخص هنا لكن حدودة هي البوابة لا يغادرها سوي بأمر منه شخصياً , وصل لغرفة سيف وطرق علي بابها المفتوح ليثير انتباهة , كان يجلس علي حافة الفراش وبدا ان روبي اخرجة من تفكير عميق كان يتملكة , ذراعة في جبيرة وبعض الأربطة تلتف اسفل ملابسة والكثير من الجروح في وجهه انفه وفمة وجبينه , كان لدي روبي حماس واصرار في ان يتحدث معه لكنه حين واجهه وجها لوجه لم يجد كلمة واحدة ليقولها فقد بدا سيف جامدا كالحجر يلقية بنظرة ثابتة , ما الذي جاء لقوله فلم يعد هناك شئ ربما كان هناك ما يخطط ليتحدث معه فيه لكن هيئه الرجل الذي امامة جعلتة يتردد ويقف صامتاً , شعر كأنه يراه للمرة الأولي بنظرتة المريبة تلك لكنه تقدم ناحيتة علي اي حال ليقول ما اتي لأجله و حافظ علي مسافة بينهما وهو يقف عند الحائط المواجه لجانب الفراش حيث يجلس سيف : هل انت بخير .
استمر في نظرتة الصامتة نحوة لبعض الوقت ثم اجاب بتكاسل : لا .. لست كذلك .
: مازلت اجهل سبب خوضك قتال كهذا البارحة .
: حقا تجهل ذلك .. علي الرغم انك السبب الذي دفعني للأمر .
: ماذا تعني يا سيف .

Koedara 18-06-21 08:35 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


: اعني ما فعلت ايها الغبي .. ارفض مجرد تصديق انك تستطيع ان تستمر في العيش تحت سقف واحد مع هذا الحقير .. كيف تسمح لنفسك بهذا بعد ماحدث يا اكونية .. حتي اذا كان الأمر بدافع انقاذ احدهم فكيف تسمح بهذا .
شعر روبي بقلبة يخفق بصوت مسموع وقال بصوت خافت : مازلت لا افهمك .
: بل انت تفهم جيداً هل يجب ان اقولها صراحة وبقسوة .. نعم انا اعرف كل شئ حدث بينك وهذا الوضيع .. كل شئ يا روبي ورفضاً مني ان اكون السبب الذي يبقيك تحت سلطتة اردت اي فرصة اخيرة لأبعدك عنه .. لكنني لم انجح ولك ان تتخيل شعوري وانا لم احقق ما اريد واغادر واتركك هنا معه كما خطط واراد وبسببي فقط .
بقي روبي صامتا متفاجئ مما يسمع فهو طوال هذا الوقت ظن ان سيف يعرف نصف الأمر بينما هو يعرف كل شئ : اليس هذا من قلت عنه ستنتقم منه وستقتلة وكل هذه الأشياء .. كيف تقبل ان تعمل تحت امرتة وتعيش وفق مزاجة .. ام ان بعد مضي وقت يا روبي وجدت انه لا بأس وان الأمر ليس بهذا السوء وانك بسهولة تتنازل امامة وربما ايضا .....
صاح روبي في وجهه بغضب : اخرس يا سيف .. تتحدث الأن بسهولة وقسوة عني .. لكنني لست مسئولاً منك ولم اكن يوما ولم انقذك لشخصك كان الموقف يحتم علي ان احاول القيام بأي شئ لأوقفة عما سيقدم عليه ولم اذكر ابدا انني تخليت عن حقي او انتقامي منه هذا شأن خاص بي وحدي لا اسمح لك بلومي عليه او مناقشتي فيه .. لا احد يملك سلطة علي ولن يكون وانا اخطط لأنتقامي بمفردي لا احتاج لمساعدتك او شفقتك او حتي سخريتك لذا طريقنا ينتهي حتي هنا .
وبخطي مسرعة ذهب : لكنني من جئت بك الي هنا واقحمتك في هذا .
توقف ليسمعة لكنه لم يواجهه : تذكر يا سيف ان الأمر اكبر من احتمالي ولن تفهم ابدا ما احاول قوله .. ربما ستفهم اذا ما تخيلت شخص عزيز علي قلبك يواجة الموقف ذاته .. ابنتك مثلا .
كان هناك صمت متوقع من جانب الرجل : هل كنت لتصفها بأنها خضعت واستسلمت بعد ذلك امام فرصة لأسترداد كرامتها لا اعتقد صحيح .
التفت اليه : اعرف تماما ماذا تريد ان تقول صراحة فقد رأيتها في عينيك ذلك اليوم وانت تعود لزنزانتك .. ارفض ان يكون شخص مثلك سبب في انقاذي .
: من المؤسف ان ننتهي هكذا هل هو وقت الصراحة حيث نشكف وجوهنا الحقيقية ويقول كل منا كيف يري الأخر بصراحة .
: لا .. لكنك لا تدرك ما قلت للتو .. هل تجد يا سيف حولنا اي شخص في مثل عمري .. لا صحيح .. لذا عليك ان تعرف ان حياتي ليست بتلك السهولة وانني دائما اقاتل باستماتة لأحاول ان اعيش .. بالنسبة اليك الأمر سهل من عدة جوانب .. لذا لا تفتح فمك بكلمات لا تعرف عنها شئ .
استمر سيف بالنظر اليه بصمت وهو يفكر : لو كنت مكانك لأخترت الموت علي ان اعيش يوما اضافي مع هذا الحقير .
: لن اختار قتل نفسي ببساطة لأنني عاجز عن التصدي له هذا لن يجعلني مرتاح فستأتي فرصتي انا واثق .
: انه عنادك يا صغير هو ما يسبب لك كل المصائب في حياتك .. ولو انك تستمع مرة واحدة لأحدهم بشأن نصحك .. مرة واحدة فحسب .. لتجنبت الكثير .
: لا يهم لن اغير من نفسي شئ و لا اريد رؤيتك مرة اخري في اي مكان .
: انا كذلك لا ارغب في هذا لكنك ستراني وهذا اكيد .. وحتي هذا الوقت سأتركك لتفكر كيف تريد ان تصبح حياتك بوضوح .

غادر روبي الحجرة ولم يتوقف لسماع كلمة اضافية منه وذهب بحنق وغضب وسخط علي سيف والسيد كلارنس والمكان بأكملة حتي غرفتة واغلق الباب خلفة بعنف واخذ في تحطيم اي شئ يقع في يدة بالداخل حتي شعر بفورة غضبة تتضائل ويحل مكانها الأرهاق والحزن , ليته لم يذهب اليه ويسمع منه انه يعرف كل شئ كاملاً , ليته تركه يرحل بدون كلمة واحدة , وظل مكانة يجلس علي ارضية الغرفة يضم ساقية الي صدرة والساعات تمضي بدون ان يشعر .

Koedara 18-06-21 08:37 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


وقف السيد كلارنس ينظر من النافذة الي المشهد الذي ينتظرة منذ وقت وهو رحيل سيف الذي سمح له بالبقاء يوم واحد فقط اضافي وها هو يغادر في صباح مشرق وكثير النسمات ويمنح السيد كلارنس شعور بالأنتصار , يسير بخطواتة الثابتة نحو البوابة ولا يحمل معه سوي عدتة في حقيبة علي ظهرة وتذكر ثانية علي الرغم من هذا العداء بينهما كم تمني لو ان هذا الرجل انضم الي صفوف قواتة عليه الأعتراف ولو لنفسه انه الشخص الذي يحمل الصفات التي تكمل دائرة قواتة , واكبر دليل يثبت هذا بلا شك هو القتال الذي خاضة معه ليس من السهولة ان يوصلة احد لأقصي حدود احتمالة , هذا لا ينفي كونة اكثر راحة وهدوء بعد ان تخلص منه اخيرا , استدار ليجلس علي مقعد مكتبة وهو يتكئ علي عكاز فلم تشفي ساقة بعد هذا بالأضافة الي اصابة معدتة التي اصر الطبيب علي ضرورة بقاءه في المشفي وقت اطول بعد لكنه لم يستطيع ان يتخذ دور المريض ويلزم الفراش وقت اطول من هذا , كان قد ارسل في طلب روبي للمرة الثالثة بعد ان اخبرة ريفين انه طلب اليه اخذ اجازة البارحة ولم يراه احد بعدها حتي في اوقات الغداء والعشاء حتي الأن , قرر في النهاية ان يذهب اليه بنفسه فهو يفضل المشي قليلا افضل من الجلوس بهذا الشكل , وما ان اقترب من مناطق السكن توجه اليه كل من يقابلة ليطمئن علي صحتة باهتمام ومحبة شديدين وكان يشعر بالأمتنان لهم ويبادلهم الأبتسام والكلمات المحبة , فقط شخص مثل سيف كاد ان يفرق بينه وبين جماعتة التي تحبة وتثق فيه ويرونه قائدهم لذا لا يشعر بذرة ندم او ذنب انه ابعده عن المكان , شعر بالراحة لأن غرفة روبي تبعد قليلا عن اي تجمع للسكان فكان المبني الذي يضم غرفتة و سيف هو مبني المقاتلين واغلبهم ليس متواجد في هذا الوقت فأما انهم في الخارج او يقومون بالتدريب او بتعليم البعض اساليب مختلفة للقتال , لم يطرق الباب حتي بل كان يملك مفتاح اضافي معه وهكذا دخل بكل سهولة ووقف قليلا حتي تعتاد عينية علي الضوء الخافت لشمعة في الداخل وبحث ببصرة عن روبي الذي يجلس يستند الي الحائط بنفس طريقتة البارحة ورغم الضوء الخافت ألا انه لمح نظرة شرسة في عينيه التي تلمع بشدة وصرخ في وجهه : ما الذي جاء بك الي هنا .. اغرب عن وجهي .. غادر الأن .
تقدم السيد كلارنس بخطوات عرجاء وهو يرتكز علي عكازة وهذا مشهد لم يألفة روبي بعد , ذهب وفتح ستائر النافذة ليغمر الضوء الدافئ الغرفة , استدار اليه ثانية ليراه بوضوح ويمرر بصرة علي الفوضي التي في الغرفة وبعض الأشياء المحطمة هنا وهناك وربما شخص محطم كذلك يرمقة بكراهيه وعداء : الطقس رائع اليوم بشكل لا يصدق .
لم ينطق روبي بكلمة وهو يحدق الي وجهه الذي تملاءه جروح مماثلة لسيف الي قميصة المفتوح ويظهر علي معدتة الكثير من الأربطة وساقة المصابة لكنه مازال واقفا كالصخرة ومازال يستطيع ان يأمر وينهي ويعاقب ويقرر وينفذ : ارسلت في طلبك كثيرا .. قالوا انك لم تغادر الغرفة منذ البارحة .
كانت نبراتة هادئة وهو يبدو في مزاج ممتاز هذا اليوم بشكل غريب , تقدم نحو روبي الذي رغما عنه مع اقترابة منه شعر بقشعريرة تسري في جسدة , جلس الرجل علي حافة الفراش ليريح ساقة ثم غاص اعمق بنظراتة في وجه الفتي الغارق في التعب , البكاء , قلة النوم , قلة الطعام , الكثير من الأمور التي تجعله يبدو علي وشك الأغماء , نفخ السيد كلارنس بخفة الشمعة الموضوعة جوارة علي المنضدء ليطفئها ثم عاد يتفحص الفتي بنظرات ثاقبة : اذاً بغض النظر عن هذا الحطام في الغرفة ماذا يحدث مع مزاجك المجنون كالعادة .. هل كل هذا لأن سيف رحل .
علي الرغم ان سيف جزء من الحال التي هو فيها وانه لا يطيق رؤيته وكان ينتظر بشغف رحيلة الا ان تأكيد الأمر جعل شعور بالضيق يخالجة فهذا كان شخص معه يعرفه ويعطية الأمان علي حياتة ويثق به جاؤوا هنا معا وها هو يتركه في قبضة هذا المعتوه : لما لا تتحدث بصوت عال افضل من هذه النظرات .. افضي بما تريد للعم كلارنس فلدي بعض الوقت لك .
امسك روبي بكتاب علي الأرض وهو اقرب ما وصلت اليه يداه والقاه في وجه السيد كلارنس الذي تفاداه بسهولة ليستقر علي الفراش خلفة وصاح عليه بنبرتة الغاضبة ذاتها : قلت لك غادر .. لا رغبة لي في رؤية وجهك او سماع صوتك او تذكر وجودك معنا في الحياة .
رغم هذا تمالك اعصابة قائلا : لكنني لدي رغبة عارمة في معرفة ما خطبك .
: لن اتحدث واذا كنت قويا كفاية لتجبرني علي سحب الكلمات من فمي لتفعلها اذاً .

Koedara 18-06-21 08:38 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


كلماتة المتحدية ونظراتة كذلك كادت تدفع بالسيد كلارنس ليجبرة بالفعل علي النطق بما يريد سماعة لكنه يعرف مدي عناد الفتي وربما لن يقول كلمة واحدة وهذا اليوم الأول له معهم فرد منهم رسمياً لذا لا لن يبدأ معه بهذا الشكل : ستكون الحياة صعبة بهذا الشكل يا روبي تذكر انك باقياً معنا هنا ونحن عائلتك الأن .
هذا اسلوب جديد وكلام مختلف ونبرة غريبة يسمعها من الرجل لكن ولا شئ قد يمحي من تفكيرة انه الشخص الوضيع ذاته , نهض روبي واقفاً وهو يهدد السيد كلارنس بأصرار : لا تحاول التمثيل يا سيد كلارنس وخاصة علي وكأنني شخص جديد لا يعرفك .. تعلم انني لن اتصالح معك او اياً من جماعتك وانني اعيش هنا رغما عني وربما عليكم الحذر لأنني الفرد الخطر هنا وسأقوم بخيانتكم في اي وقت .
قال السيد كلارنس وهو يلقيه بنظرة اعجاب علي صراحتة : هذا يجعل منك كاذب يا روبي لأنك تعهدت بأنك ستفعل اي شئ اريده وبأرادتك الحرة .
وجد الفتي يهاجمة فجأة بلكمة كادت تطال وجهه لولا انه اوقفها واحكم عليها كفة وحين حاول اعادة المحاولة بيدة الأخري وجد نفسه في قبضتين محكمتين حول يدية ونظرات السيد كلارنس المتحدية تحدق في وجهه لكنه استطاع ان يفلت منه ولأن الرجل لم يتوقع منه اعادة المحاولة وجد قبضتة تصل لمعدتة المصابة ودفعة روبي وهو يقفز علي الفراش فوقة ليستعد لضربة اخري عندها وجد الرجل يتوجع فجأة يصوت مسموع وملامحة تتقلص من الألم ولم يصدق ما يراه , كانت المرة الأولي له التي يراه فيها يتألم امامة بل بسببه هذا مشهد لن ينساه والسيد كلارنس يتألم بشكل واضح وهذا جعله في طريقة ليسدد اليه ضربة اخري مماثلة في المعدة لكن الرجل استطاع ان يوقفة غرائزيا وقال : توقف يا صغير لدي نزيف في المعدة بالفعل .
: اذاً علي الأستمرار فهذا يقتلك ايها الحقير .. تألم اكثر بعد بل انا ارغب بسماع صراخك فأريد ان اجرب سماع صوتك كيف يكون وانت تصرخ من الألم يا سيد كلارنس .
استطاع الرجل ابعادة عنه وهو يعتدل ويمسك بمعدتة وعلي الرغم من السعادة التي تبدو علي وجه روبي وانه يتمني الأستمرار الا ان شعور بالدوار كان يأتي ويذهب الأن لذا بقي مكانه , ادرك السيد كلارنس انه بالفعل متعب بعد والأن بعد ضربة واحدة من الفتي يشعر بحالتة تسوء لذا نظر اليه بلوم قائلا : انت مجنون كليا وكان علي ان اضع هذا في الحسبان , ولولا صديقك الغبي الذي اصابني بعد ان كسرت ذراعة لأوقفتك عند حدك لكن لدي كل الوقت معك يا روبي لا تقلق وسأروضك قليلا .
دفعة روبي لينهض ويغادر : هيا اذهب من هنا لأنني اقسم علي قتلك والأن .. ارحل .
استمر في دفعة بأصرار وبكل ما تبقي له من قوة فالجوع والصداع الذي يلازمة لم يعطيه الفرصة المثالية ليتغلب عليه , لو انه يعرف انه سيأتيه بهذه الحال لأستعد بأفضل ما يكون ولكان هذا الوغد ميتا علي الفراش الأن , لم يعطية الفرصة لقول شئ بل اخرجة من الغرفة بقسوة تعجب منها السيد كلارنس و وقف خارجاً علي باب الغرفة يفكر ان الفتي وصل لمداه من الغضب والحنق فقد صبرة واحتمالة حتي هنا وعليه بالفعل ان يأخذ الحذر منه لقد رأي تلك النظرة في عينية وهي صادقة وانه سيقتلة بالفعل , لم يكن يحاول او يمزح بل كانت الضربة الأخيرة التي صدها هي لقتلة بالفعل ولم يكن سيتوقف سوي حين يلفظ الرجل انفاسة الأخيرة وعلي يد من اخر شخص يتوقع هذا منه , ماذا حدث في تلك الساعات التي غاب عنه فيها جعله يصل الي هذا الأنعزال والتوحش , عاد الي مكتبة وبعد ان نال بعض الراحة وعاد الهدوء الي نفسه طلب ريفين الذي لاحظ مدي التعب والشحوب علي وجه السيد كلارنس الذي قال : ريفين احتاج منك الي ارسال اكثر رجلين في قواتك لديهم القوة والصبر الشديد الي غرفة ذلك الفتي .
حدق اليه ريفين بتعجب : هل كل شئ بخير ايها القائد .. اعتقد ان عليك العودة للمشفي او اخذ بعض الراحة .
: سأكون بخير يا ريفين .. لكن يبدو ان الفتي اصبح مسعوراً فجأة لذا اريد من الرجلين ان يذهبا اولاً يضعا اي طعام في معدتة حتي ولو بالقوة ليستخدما اي اسلوب يريدانه ولكن بتعقل ثانياَ تخديرة بشكل ما ليذهب في نوم عميق لفترة طويلة حتي اتفرغ له .
: لكن يا سيدي رجلين .. هل هذا الفتي يحتاج لرجلين من قواتي .
: صدقني يحتاج وخاصة وهو في هذه الحال .. هو بحاجة للطعام والنوم بشدة ليستوعب بعدها ما يحدث ويقال ونحن سنعطيه هذا لكن بطريقتنا .
: علم ايها القائد .

Koedara 18-06-21 08:39 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


كاد الرجل ان يرحل لكن السيد كلارنس قال : ريفين .. ربما انت تعرف شئ ما يتعلق بهذه الحال التي هو عليها .. هل غادر روبي المكان وحده .
التفت ريفين قائلا بنفي : مستحيل تعليماتك سارية .. لكن في الحقيقة لقد سمحت له بمقابلة سيف .
تعجب السيد كلارنس اكثر فأذا كان اخر من قابلة هو سيف كما كان يتمني كيف اوصلة الأمر لما هو عليه بالتأكيد ثمة شئ خاطئ , قال ريفين وهو يري شرود الرجل : ايها القائد عليك ان تنال قسطا من الراحة جديا .. ثم بصراحة ما امر هذا الفتي .. ما مدي اهميته علي اي حال .
: اعرف يا ريفين ما تعني لكنه هام .. يحتاج فقط للتأقلم معنا هنا لديه مميزات كثيرة .
: هو ليس منا .. لا يمكن ان نثق به ببساطة لأنه يعيش بيننا فقط .
: اعطية الوقت وسيتحسن ويفهم ان هذا المكان ليس بشعا كما يعتقد .
: تهدر وقت وطاقة كبيرة معه ولا ادري .. صراحة اجد انه لا يستحق .
ابتسم السيد كلارنس وقال : امنحني فرصة يا ريفين .. فهذا شخص اخرجني من روتين حياتي المتشابه .
: الأمر شخصي اذاً .
: ليس تماما .. لكن .... وحين لم يجد السيد كلارنس المزيد ليقوله فهم ريفين وقال : سأرسل الرجلين وسأخبرك بالمستجدات .. يمكنك العودة للأهتمام بأمور السكان ولكن بعد ان تنال بعض الراحة .

ظل روبي جالسا علي الفراش يشعر بعد ان هدء انه يرتجف واعصابة محطمة لم يساعدة جوعة ولا بذل المجهود علي الأحتفاظ بكامل طاقتة , مازال يفكر فيما فعله بالسيد كلارنس منذ قليل كان يبدو له من قبل ربما ليس بشريا لكنه في تلك الحال كان عاديا مثلهم يتألم ويشعر ويعاني , ليته لم يتوقف وقتلة ليتة اغتنم الفرصة التي لا يعلم متي قد تأتيه ثانية , يشعر بالوحدة والخوف والحذر فلا احد معه الأن ويشعر بالقلق من كل ماحوله في هذا المكان , بالرغم من تعبه الا انه يعجز عن النوم ويشعر بالقلق فحتي غرفتة لا يملكها بشكل شخصي بل يمكن ان يدخلها السيد كلارنس في الوقت الذي يحب , وعلي ذكر السيد كلارنس سمع صوت المفتاح يدور في قفل الباب مرة اخري ونهض واقفا بتأهب اذا ما كان الرجل قرر العودة اليه ثانية ونسي كيف انه غادر بهدوء وبساطة ولم سبب له اي متاعب لكن بدلا من ذلك فوجئ برجلين من الحراس وحينها لم يعرف ما الأجراء الذي عليه ان يتخذه فهو لم يتوقع هذا الموقف , لماذا ارسلهما هو يدرك عقلية الرجل التي لا تتوقف عن الأتيان بأفكار غريبة فقط شاهدهم يتقدمان نحوه بملامحهم الحديدية ثم توقف احدهم وهو يخرج شئ ما , لفافة , طعام , كان يحمل بعض الشطائر وقال : الأوامر تقضي بأن نطعمك بأي شكل لذا .. اي شكل تفضل .
حدق اليهما للحظات حتي شئ مثل الطعام يرغمة علي تناولة كما يريد وقتما يريد بل بالقوة فعليا , قال وهو يتراجع عنهما بضعة خطوات : يمكنكما العودة من حيث اتيتما لن يفلح هذا معي .
تبادل الرجلين النظرات ولم يضيعا وقتهما الثمين وحاول الشخص الثاني الأقتراب والقبض عليه , هو يعرف كيف سيدور الأمر سيجبرانة علي الأكل بالقوة لقد قالها رفيقة الأخر لكنه لن يفعل شئ بدون ارادتة لن ينجح السيد كلارنس تلك المرة لذا اسرع من خطوات الرجل استدار الي النافذة وفتحه لم يهتم لخطورة ما يفعل او في اي طابق هو او ماسيصيبة كل ما اتي علي خاطرة هو وجه السيد كلارنس بابتسامتة الواثقة وهو يخبرة فيما بعد كيف نجح في تنفيذ ما يريد لذا اياً كانت الأوامر التي تلقاها هؤلاء هو ينوي مخالفتها , حاول الرجل اللحاق به لكن روبي كان اسرع بكثير وربما تفاجئا مما اقدم عليه لكنه نجح في التخلص منهما وقفز من النافذة الي الأسفل .

Koedara 18-06-21 08:42 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


الفصل 22

جلس سيف ليستريح قليلاً علي الطريق الذي يبدو بلا نهاية وربما يلمح سيارة تمر في فترات متباعدة لكنه لم يحاول طلب المساعدة لأن التعب قد يكون اقل خطورة من محاولة طلب المساعدة من اي غريب حيث لا يزال الشعور بالحذر يغمر حواسة فلم يصبح العالم عاديا مرة اخري بعد , كان يعرف وجهته جيدا لكن المشكلة الوحيدة هي كم ان المسافة بعيدة لذا عليه ان يجد سيارة ما بأي شكل , وافاده كثيرا في ذلك الوقت انه يعرف المدينة كلها غيبا ً, بعد ان نال الكثير من الراحة واكل شئ سريع نهض في طريقة الي وجهته حيث موقف للشاحنات منذ بضعة اشهر قليلة لم يكن احدهم ليجرؤ علي الأقتراب عليه لما يعيش به من اعداد مهولة من تلك الحيوانات لأنه كان الأظلم والأبعد اما الأن في وضح النهار وبعد عمليات التطهير التي قامت بها تلك القوات اصبح المكان خاليا , هو بحاجة فقط للبحث عن وقود يكفية ليصل الي وجهته والسيارة موجودة امامة صغيرة انيقة وبها اعوجاج بسيط في الجانب الأيمن , يتمني ان يحالفة الحظ وان احدهم لم يأتي لنهب المكان بالكامل , لم يكن باستطاعتة القيام بأعمال بطولية في هذا الموقف فهو بذراع واحدة منهك القوي ولو ان احدهم في مكانة لبحث عن مكان يقضي فيه ليلة الأقل حتي يبدء بمحاولة التخطيط والترحال لكنه يرغب في الوصول للمنزل بأسرع وقت , تري ماذا يقول لأبنته حين تسأل عن اكونية وقد وعدها بالعودة اليها وهو معه فيعرف كم هي متعلقة به وتحبه و قد تركه هناك للمجهول بل زاد الطين بله بما اخبره به وتقريبا قطع علاقتة معه للأبد , وقف امام باب كبير لمخزن خلفي وهو ينظر اليه بمقت بعد ان حاول فتحة عدة مرات لكنه موصد الي الأبد بل مقدار الأتربة والصدأ يؤكد ان احدا قبله لم يأتي الي هنا وفي هذا الوقت وهو بذراع واحدة ليس من حسن حظة , لم يكن الوقت في صالحة فهو ليس بحريتة قد تمر تلك الدوريات للقوات بين كل حين واخر لذا تحرك ليلقي نظرة الي السيارة , رائعة وجيدة وحالتها ممتازة وقد يجعلها سيارتة منذ الأن فصاعدا لولا انها بلا وقود تبقي خردة عديمة النفع , تفقد مخازن الوقود لبقية الشاحنات حولة بعضها تم افراغة بالفعل , نظر حولة يتفقد كم مبني يحيط به , حسنا سوف يقضي بعض الوقت في البحث عن وسيلة يفتح بها باب المخزن , وقضي ساعات يفعل هذا وهو يصعد الي كل بيت وجميعها فارغة بالتأكيد وكلما عثر علي شئ مناسب يعتقد انه قد ينجح في مساعدتة لفتح الباب لكن يأبي ان يحدث هذا , احيانا يكون متحمس ونشيط واحيانا يغضب ويقنت واحيانا يلقي كل شئ هنا وهناك بلا اكتراث واحيانا يجلس بلا حيلة وقد يأس بالفعل , وفي النهاية كانت الشمس في طريقها للغروب و هو مازال مكانة لم يفلح معه شئ تري كم تبعد اقرب محطة وقود من هنا واذا ما وصل اليها لا ضمان هنالك انه سيجد بها اي شئ متبقي , لم تكن المحطة تبعد كثيرا وايضاً المكان لم يكن معروفا للكثيرين لذا ربما قد تنجح محاولتة , نهض وعاد للسير في طريقة وقد بدأ المكان يظلم ابتعد عن الطريق العام وتوغل بين الأبنية المتباعدة , كانت منطقة جبلية وبعض السكان منذ زمن قاموا ببناء هذه المدينة الصغيرة وزودوها بطبيعة الحال بموقف للسيارات ومحطة الوقود , يبدو ان الكهرباء لم تصل الي هنا بعد وعلي ضوء البطارية الخافت كان يتلمس خطواتة بروية وهو يصعد صخرة ما وسط الطريق المتعرج غير الممهد , لكن محطة الوقود كانت مزودة بالكهرباء او حين تم مد كل الأسلاك السليمة بالكهرباء كانت تعمل تلقائيا حتي اذا لم يشرفوا عليها , اغلق البطارية ووقف يأخذ نظرة شاملة علي المكان , المشهد المألوف لسيارات تقف هنا وهناك , لافته كانت في يوم ما انيقة , الأرضية المليئة بأوراق الأشجار والأتربة , لكن ما جذب اهتمامة بشدة هو ذلك الشبح في الداخل , ثمة ضوء خافت داخل المتجر لكن هناك شخص يتحرك بخفة ونعومة يتفقد كل شئ سيكون لديه صحبة اذاً , نظر الي جوار المتجر رغم الأضاءه الخافتة هناك لكنه لمح الجسم اللامع الذي يحتاج اليه وهو بالتأكيد ملك لهذا الذي يسلب محتويات الداخل ليأخذها ويهرب بالسيارة المليئة بالوقود الذي جاء في الأساس لأجله , تقدم خطوات الي المتجر وقرر ان يبدأ هو كانت هناك الكثير من الأغراض في الداخل هذا المكان كنز حقيقي , فقط بحث عن بعض عبوات الماء واخذها ثم وقف مكانة يحدق الي الغريب الذي التقي به اخيراً , لا ينكر انه شعر بالدهشة حين وجد امامة فتاة في السادسة عشر علي الأكثر تحمل الكثير من اكياس البقالة وتضمها الي صدرها , ترتدي الكثير من الأساور الملونة و قرط في اذنيها وحلي اخري وملابس تصف بوضوح كم انها تتمتع بسنها الصغيرة , لا يذكر متي كانت اخر مرة شاهد فيها مشهد كهذا لكنها وقفت صامتة وقد توقفت عن مضغ العلكة للحظات وهي تلقي عليه نظرة تدرس بها كل شئ فيه ومظهرة واصاباتة علي الأرجح ثم قالت بصوت انثوي ناعم مراهق : مرحبا .
قال سيف وهو يبتسم اليها رغماً عنه لعفويتها تلك : اري انك اخذت كل شئ في المتجر وكأنها نهاية العالم عليك ان تتأكدي انك لم تخلفي شئ وراءك .
: بالنسبة لي من الصعب العثور علي هذا الكم من الأغراض انها تلك المرات التي تسميها فرصة ذهبية .
لم يعلق سيف وهو يحاول تحديد موقفة معها لكنها عادت تقول وهي ترفع الأكياس التي في طريقها للأنزلاق من بين ذراعيها : اعرف لما انت هنا علي اي حال وبحالك هذه افضل عدم الشجار .
ضيق سيف عينيه : حالي هذه .
: نعم تبدو وكأنك خرجت من معركة للتو .

Koedara 18-06-21 08:43 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


: محقة .. ذكية .. لذا يا حلوتي نعم انا هنا لأجل السيارة في الخارج .. انا هنا لأجل الوقود في الحقيقة ولا انوي الرحيل بدونه ايا كانت الطريقة التي ستجبرينني علي اتباعها معك .
: الشجار والشجار .. هذا فقط ما يدور في عقولكم طوال الوقت لكنني قلت افضل عدم التشاجر .. يمكنني ان اقلك في طريقي .
: بل يمكنني فعل هذا بنفسي .. سلميني مفاتيح السيارة الأن وكوني فتاة مطيعة .
: حقا!!ً ستقود بذراع واحدة .
: يمكنني فعل الكثير بذراع واحدة صدقيني .
لكنها نفذت ما يقول بكل طاعة وسهولة وهي تمضغ علكتها وتسير نحوة تناوله الأكياس ليحملها عنها واخرجت المفتاح من جيب التنورة وسلمته اياه وهي تستعيد حقائبها ثم سارت بدلال الي الخارج وهي تقول : لا بأس يمكنني ان احظي ببعض الراحة اثناء قيادتك سيكون من الممتع ان احظي
برفيق .
في الواقع هذا نوع جديد يقابلة منذ زمن طويل تعجب من طريقتها وتلك الثقة التي تتصرف بها , تبعها الي الخارج حيث السيارة قائلا : الا تخشي ان اكون شخص سئ .. الا تدركين حماقة ما تقومين به .
قالت وهي تضع اغراضها في الخلف : لا تستهين بي كثيراً انت لا تعرفني حق المعرفة بعد .. ما ادراك انني اعجز عن تولي شؤني بنفسي .
اغلقت الباب وهي تأخذ المقعد جوار السائق وتراقبة يدخل السيارة ويلقي بحقيبتة في الخلف بدورة : الي اين انت ذاهبة علي اي حال .
: الي اي مكان .. لا اعرف .. انا اعيش مترجلة .
: ليس لديك مكان .
: لا ليس لدي لعلك تفهم ما قلت في المتجر الأن .
استمر سيف بالنظر اليها وهو يتذكر كلمات الونا ( يمكنك العودة انت واي صديق لك فهذا بيتنا الجديد ونرغب ان نجمع الكل معنا ) لذا قال : لدي مكان اتوجه اليه الأن هل تأتين .
: هل هذه هي الخدعة .. تقول انها فتاة بريئة وساذجة فلما لا استفيد بأقصي ما استطيع .
: لا تدفعيني لرميك خارج السيارة .. ثم نعم انت ساذجة لموافقتك علي ركوب سيارة مع رجل غريب سبق وسرقها منك .
: تعترف بالسرقة اذاً .. لكن لا تقلق اخبرتك انني استطيع تولي شؤوني كافة .
: اذا ستأتي ام لا .
: هل هو مكان بعيد .
: نعم بعيد سوف نستغرق ساعات حتي الوصول ولربما تصادفنا بعض من المتاعب .
: نعم ليتنا نصادف المتاعب سيكون هذا حماسيا .
يشعر بأنه ورط نفسه مع فتاة شقية عليه ان يتحملها طوال الطريق , قالت في النهاية وهي تستريح بظهرها الي المقعد : حسنا اوافق ليس لدي خيارات كثيرة علي اي حال .


ظل الوضع هادئ في البداية ثم وجدها تتململ في مكانها ثم وقفت علي المقعد بركبتيها وهي تأخذ شئ من الأكياس في الخلف وجلست تتناولة باستمتاع ثم توقفت وهي تلعق اصابعها ومدت يدهل لتدير المذياع واخذت تتنقل بين المحطات علها تهتدي الي شئ ما وتعود لتتناول البعض من رقائق البطاطس ثم تغير المحطة حتي توقفت عند اغنية صاخبة اخذت تستمع اليها وحين انتهت من تناول الكيس القت به علي المقعد الخلفي بلا اكتراث وصعدت بركبتيها ثانية وهي تنحني وتبحث عن شئ اخر بعد , اثارت عصبيتة وغضبة وانزعاجة اكثر فأكثر فأكثر حتي صرخ في وجهها : هذا يكفي اجلسي مكانك بصمت .. واغلقي هذا الشئ المزعج الأن .
: لكنك ممل للغاية وصامت .
رفع سيف يدة عن المقود ولم يأبه لأنحراف السيارة قليلا علي الطريق واغلق المذياع : لم اذكر ان الرحلة تتضمن الفقرات المرحة .
: حسنا انا جائعة كذلك .
: كان بأمكانك ان تأخذي كل ما تحتاجين اليه معاً .. لا اتحمل كل هذه الحركة منك انت تصيبيني بالعصبية .

Koedara 18-06-21 08:45 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


مدت يدها الي المذياع ثانية والقاها سيف بنظرة نارية جعلها تقول وهي تبتسم : حسنا سأبحث عن شئ هادئ لنسمعة .. يذيعون الكثير من البرامج من داخل هذا المكان الا تريد ان تسمع كيف يشرح الجميع ان الأمور في الداخل رائعة .

تحمس لما يسمعه منها لكنه لم يظهر لها هذا , في هذا الوقت القصير استطاعوا انشاء محطات للمذياع بل وضموا الكثير من السكان للبرامج , اخذت الفتاة تبحث عن المحطة حتي وجدتها كانت هناك اغنية هادئة تذاع لدقائق ثم بعدها اتي صوت رخيم لمذيع يعلن عن لقاء اخر مع احد السكان المحظوظين , ثم استمع الي صوت الشخص الذي يصف بسعادة كيف ان عدم تصديقة من قبل بصدق تلك القوات كان الأمر الخاطئ وانه الأن ينعم بالحياة العادية من جديد , اخذ الحوار يدور لنصف الساعة ربما حتي انتهي ثم ارتفع صوت اغنية هادئة اخري اخفضت الفتاة صوت المذياع قليلاً و سألتة : هل تصدقهم .. انا اقول ان كل هذا ملفق وهم فقط يحاولون جذبنا الي هناك بكافة الطرق .. لكن نظراً لعدم توافر قنوات التلفاز بعد هم يكتفون بالأذاعة .
لم يخبرها سيف ان امر هذه المقابلات والأذاعة بالكامل كان يجهل عنه كل شئ وانها اضافت اليه معلومة هامة : لن اصدق شئ حتي اراه بعيني .
: ماذا تعني .
: في الواقع انا اخطط لدخول هذا المكان .
اتسعت عيني الفتاة بحماس : ستهاجم هذا المكان .. الأمر اكثر صعوبة مما تتخيل .
القي اليها سيف نظرة سريعة : ماذا تعرفين عن هذا هل لديك معلومات .
: هل نحن ذاهبان الي جماعتك .
عقد سيف حاجبية وقال باستغراب : جماعتي !! .
: نعم .. الجميع الأن يملك جماعة تعيش في مبني او اثنين ويكون هناك قائد بينهم .
هذا يشبه ما فعله السيد كلارنس لكنه لم يخبرهم ان احد اخر بدأ بأتخاذ مثل هذا الأجراء , لقد قلل من شأن الفتاة وفي الواقع هي هدية من السماء غير متوقعة : تحدثي اكثر ارغب بسماع كل ما تعرفيه .
: ولن تقول عني انني فتاة ثرثارة .
ابتسم سيف : ارغب بسماع ثرثرتك اكثر من اي شئ الأن .

حدثتة الفتاة عن قبل ان يبدأ القبض علي الجميع وتظهر هذه القوات قام كل شخص يملك القوة او حسن التصرف يختارة البعض من اصدقاءه بتكوين جماعة ويصبح قائد لها ويتخذ مبني او اثنين حسب عدد الأفراد اللذين معه , كان هناك رجال ونساء قاموا بهذا الأمر واحاطوا منطقتهم بسياج حديدية وزودا صفوف القوات بكل ما استطاعوا جلبة من اسلحة وهكذا كان الأمر اشبه بحرب بين الجميع هذه الجماعة تسرق من هذه وهؤلاء يقتلون هؤلاء حتي ظهرت تلك القوات ولم يتمكن الكثير من الجماعات التصدي لها الا القليل منهم وربما لم يتبقي احد الأن فلقد تفرق الجميع واصبح من المستحيل مجابهتهم نظراً لما يملكون من اسلحة وقوات مدربة بكفاءه عالية , لكن يبدو ان الفتاة لا تعرف بأمر السيد كلارنس الرجل يملك كل ما يلزم ليجعل السكان يعيشون بأمان بشكل او بأخر لا ينكر هذا وهي تقول ان الجميع قد سقط اما هو لا يزال هناك صامد وينجح فيما قام بأنشاءه لأنه يفهم جيداً ما يفعله ويملك عدد كبير من الأشخاص المدربين الأقوياء وعدد من الأسلحة لا بأس به وتنجح فرق البحث لديه في الحصول علي الطعام والماء الوفير , كان معهم وشاركهم الأمر وعليه ان يعترف , لذا تمني لو ان ما قالته الونا صحيح وانهم يحاولون اتباع المنهج ذاته في هذا المنزل الجديد هي ايضاً مع مجموعة كبيرة من السكان بعضهم مقاتلين يشهد لهم بالكفاءه وبعضهم اشخاص عادية يرغبون بمنزل آمن فقط : اذاً يا صغيرة لدي فضول لأعرف من اين اتيت بهذه المعلومات .
: ان تعيش مترجلاً له فوائدة كذلك .. لكن يبدو انك لا تصدقني .
: بل افعل أؤكد لك لأنني اتياً وذاهباً الي مكان مماثل .
: هل كنت من احد تلك الجماعات .
: بل كنت علي شاكلتك لا اسكن في مكان مستقر .
استمرت الفتاة في التحديق به قليلاً : انت تبدو شخص غامضا بعض الشئ .. لست عدائياً مثل الجميع لكنك كذلك لا تبدو مستعداً للتحدث عن نفسك صراحة .
: لنكتفي بما تحدثنا عنه حتي الأن .
: نعم لكنك لم تقل شئ انا من يتحدث فقط .
: ماذا تريدين ان تعرفي .. انا شخص عادي مثل الجميع لست قائد لأحد ولا املك مكان ثابت للسكن فيه اعتمد علي الحظ في الكثير من الأحيان .
: لكنك قلت اننا ذاهبان الي مكان آمن .

Koedara 18-06-21 08:46 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


شعر بنبرة القلق في صوتها لذا قال بصوت لطيف : لا املك سكن لكنني املك الكثير من الأصدقاء ربما هذا هو الشئ المميز الذي املك .
لا يعرف هل اقتنعت بهذا ام لا لكنهما ظلا صامتين لبعض الوقت ثم عرضت عليه الفتاة ان تتولي القيادة قليلاً رفض سيف بشدة في البداية لكنه بينه وبين حاله كان يشعر بالتعب الشديد لذا حين استمر الحاحها المتزايد وافق اخيرا ودقائق وكان مستغرق في النوم .


اقتحم ريفين مكتب السيد كلارنس الذي عاد من استراحتة منذ قليل ويبدو منشغلاَ الأن ببعض الأوراق : سيدي لقد القي الفتي بنفسه من النافذة .
نهض السيد كلارنس وقال بدهشة : ماذا ؟؟ واين هو الأن ماذا فعل رجالك يا ريفين كنت واضحاَ في حديثي .
: لم يفعل الرجال شئ لم يعطيهم الفرصة حتي .. قمنا بنقلة للمشفي لديه اصابة في الرأس وبعض الكدمات لكنه بخير .
تنهد السيد كلارنس بأرهاق واضح قائلا : لا اصدق هذا .
: سيدي هذا لم يكن خطأ احدنا لكنه .... قاطعة صوت السيد كلارنس الهادئ : افهم يا ريفين لابأس .. يمكنك العودة الي عملك سأهتم بهذه المسألة .
جلس يتابع عمله وهو يفكر في العدائية التي اصبح عليها الفتي هو لا يفهم ما يجري معه لم يكن هكذا قبل رحيل سيف , حسنا كان عدائي بالتأكيد لكن ما يحدث الأن امر غريب اكثر وهو لم يتمني هذا كان يجب عليه ان يبدأ بالأعتياد ان هذا بيتة والمكان الذي يرتاح فيه ويطمئن مثل الجميع , سيكون الأمر صعب لذا لما لايلقي به في الخارج ويجعله يرحل كما يريد يكفي ما يحملة من اعباء ليس في حاجة لوجود شخص مزعج كهذا في حياتة , لكنه فعل الكثير ليبقي هذا المزعج هنا فما بالة الأن لكن افعال الفتي باتت غير محتملة وربما يحتاج لبعض القسوة او العنف من جديد حتي يعود ويهدء فيبدو ان روبي لا يتعلم سوي بالطريقة الصعبة , في نهاية اليوم قرر ان يذهب ويراه , حين علم الطبيب بوجود السيد كلارنس رافقة بنفسه حتي غرفة روبي وهو يعطيه وصف سريع لحالتة التي اكدت انه ليس بهذا السوء , دخل السيد كلارنس الغرفة بعد ان طرق علي الباب مرتين ووجده يجلس يتأمل السقف ونقل بصرة اليه لتحل نظرتة العدائية مكان تلك الهائمة حين كان شارداً بأفكارة , تقدم الرجل ووقف جوار الفراش وهو يلقي عليه نظرة فاحصة قائلا : حسنا مازلت علي قيد الحياة لسوء حظنا .
لم يعلق روبي وهو مستمر في تسديد نظرة الأزدراء اليه لم يتكبد السيد كلارنس عناء سحب مقعد قريب له بل اخذ مساحة من حافة الفراش ليكون مسيطراً اكثر عليه وتحرك روبي الي الجهه الأخري بعيدا عنه , عاد الرجل يقول وهو ينظر الي رأسة الذي تحيط به الأربطة : فقط اصابة في الرأس ليست خطرة وهذا يثبت لك كم ان رأسك المجنون هذا عنيد واكثر صلابة من الأسفلت .. ما الذي دفعك الي ما قمت به يا روبي .. هل كل هذا لأجل سيف الا تستطيع الأبتعاد عنه لهذه الدرجة .
قال روبي بجفاء : ما الذي تقوله ايها الوغد .
وضع السيد كلارنس اصبعة امام عينيه محذرا : لا يا صغير منذ الأن فصاعدا علي لسانك هذا ان يتعلم بعض ألادب ينادونني هنا القائد او السيد كلارنس إيهما اسهل لك يمكنك استخدامة .
: لا يعنيني ما تقول في شئ .
: بل يعنيك .. اصبحت شخص من المسئولين مني رسمياً لذا لتنال حقوقك كأحد السكان يجب ان تقدم ايضا .. وبطريقتك هذه انت لا تساعد .
: ما زلت تتفوه بالهراء وكأنك نسيت انت ترغمني علي البقاء هنا بالقوة .. وما دفعني للقيام بالأمر هو انك منذ الأن فصاعداً لن ترغمني علي شئ لا اريده ارجو ان تفهم هذا .
استمر الرجل في التحديق به وهو يكره الأمر حين يظل صامتا يرمقة بتلك النظرات القوية يتذكر حينها انه يستطيع ان يرغمة علي الكثير : انت شخص هام هنا بغض النظر عن اختلافاتنا التي يجب ان تضعها جانبا الأن .. لكنني ما زلت اريد سماع السبب .
: لقد ارسلت اثنين من حراسك ولا ادري ماذا كان في طريقة ليحدث لكن لا .. انتهي امر ما تفعله معي حتي هنا .
: كانا في طريقهما ليطعماك ويدفعاك للنوم قليلاً هذا كل شئ .. لم يكن احد سيؤذيك كما تخيلت .. كنت متعباً وفي طريقك لتفقد وعيك وتركيزك وامتنعت عن الطعام .. الم تدرك كيف كان حالك
حينها .
قال روبي بغيظ : ما تقوله يخالف تماما موقفك .. اي قلق تتحدث عنه وقد ارسلتهم لينفذا اوامرك بالقوة .. الا تدري ان هناك حقوق للشخص بالرفض او الموافقة عما يريدة .

Koedara 18-06-21 08:47 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


: ادرك هذا .. لكن حين يكون الشخص مستهتر ولا يعي جدياً ما يفعل علي هنا كمسئول ان اهتم له حتي ولو بهذه الطريقة .
: لا شئ في حياتك طبيعي .. وربما انت لا تصدق ان طريقتك خاطئة ومقتنع بلا شك انها صحيحة مئة بالمئة .
: لم تصدر شكوي واحدة من احدهم هنا سوي منك ولا احد يتهمني بأشياء غريبة سوي انت .
صاح روبي في وجهه غضبا فجأة : اشياء غريبة .. انا اتهمك بأشياء غريبة .. ولما كنت انا الوحيد الذي عاملتة بهذه الطريقة منذ البداية .. من اوصلني لكره ومقت المكان بهذا الشكل وكل من فيه الم يكن انت .. وتعرف السبب يا سيد كلارنس تعرفه جيدا ليس هذا فقط بل ذهبت واخبرت به شخص اخر بكل فخر وسعادة .
ساد الصمت بعدها نهض السيد كلارنس واخذ يتمشي في ارجاء الغرفة وحدق روبي ناحية النافذة التي تتحرك ستائرها ببطئ : لا تعتقد انني كنت بانتظار احدهم ليأخذ بيدي وينقذني او ماشابه لكن كان سيف صديق شخص يدعمك وقت الحاجة وتتمكن من الوثوق به وبرأيه .. لكنني اكتفيت حتي هنا من وجود اي شخص معي يمكنني تدبر اموري بمفردي .
توقف السيد كلارنس في مواجهته : وهذا ما افعله هنا .. وضعت جدول لتدريبك .. احاول منحك حياة جديدة .. حاولت ان اقسو عليك لتتعلم .
: لم اطلب منك شئ كهذا .
: لا يهم .. اذا لا حظت او لا فأنا املك مكان مختلف عن ما استطاع اي شخص امتلاكة ونجحت واستطعت ان أؤسس الكثير من النشاطات بداخلة ويعيش السكان حياة لابأس بها .. لا تعتقد ان هذا اتي بسهولة بل عانيت مثل الجميع واكثر لكنني رغم هذا كنت ارحب بأي شخص يأتي الي هنا واعاملة باحترام وتقدير .. ستسأل ماذا بشأني .. هذا لأنك يا روبي جعلت الجميع يشعر منذ البداية بالريبة نحوك نحو ترصفاتك معهم وانك كنت علي وشك الغدر بنا في اي لحظة .. ايضاً رأيت في عينيك نظرة احتقار نحوي بدون ان اقوم بأي شئ اتجاهك وهذا جعلني اكرهك واحاول دفعك للرحيل .. كنت بالنسبة لي لا شئ وبعد ان استطعت ارسال سيف بعيداً لأتخلص منه كان دورك قد حان .
: كان بأمكانك طردي من المكان بسهولة .. كان بأمكانك ان ترفض وجودنا منذ البداية .. لكن ما فعلته ابعد بكثير مما تقول كلا لم تقترب من حقيقتك بعد .
: تلك حقيقتي لنكن واضحين انت تعيش بيننا الأن أؤكد لك ان المكان جيد للغاية واذا ما وثقت بالأخرين علي اقل تقدير ويمكنك ان تتجاهلني ستجد انك ستحصل علي اصدقاء جدد واشخاص يمكنك الوثوق بهم ايضاً كما كان الحال من قبل امنح نفسك اسبوع يبدأ من الأن وجرب ولتري كيف ستسير الأمور .
: حتي واذا نجحت في البقاء هنا ستظل انت خارج كل هذا ولك دور قادم يا سيد كلارنس .
ابتسم الرجل وهو يقول : تذكر مدي صبري معك لأنني اذا فقدت هذا الصبر لن اعي حينها ما سأقدم عليه .. حين تغادر المشفي استرح في غرفتك ليوم وفي التالي اريدك مكانك في العمل وسنؤجل التدريبات حتي يؤكد الطبيب ان حالك تسمح بهذا .. وارجو ان تكف عن الجنون الذي تتصرف به وتتعقل قليلاً .. طابت ليلتك .
غادر الرجل الغرفة بضمير مستريح الي عشاء العائلة , يعلم ان روبي ربما لن ينفذ نصف ما قيل بينهم لكن ما يهم في النهاية انه نجح في ضمة الي المكان ونفذ رغبتة .

Koedara 18-06-21 08:48 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


استيقظ سيف بعد نوم قصير ليجد زينا وهي الفتاة التي صادفها في محطة الوقود قد اوقفت السيارة ووقفت خارجها تستند اليها وهي تأكل شئ ما في يدها و تستمع الي صوت المذياع الآتي من داخل السيارة , سحب حقيبتة وأخذ منها زجاجة الماء و ظل جالس مكانة بعد ان فتح باب السيارة وضع قدمية علي الطريق واخذ يغسل وجهه وشعرة ثم شرب القليل وفوجئ بالفتاة تنظر اليه وقد استدارت ناحيتة قائلة : اعلم انك ستصرخ علي ( لما اوقفتي السيارة في مكان كهذا .. قد يهاجمنا احدهم .. قد يسرقنا احدهم ) لكنني لا اعرف بعد اين هي وجهتنا ولم اشأ ايقاظك .
قال سيف قبل ان يعود للشرب ثانية : لم اكن سأفعل الحقيقة فلم يعد الخطر وشيك كالسابق .
غادر السيارة لأنه يحتاج لتحريك ساقية قليلاً لذا اخذ يتمشي حول المكان وهو يتطلع هنا وهناك , اخذ يأكل شئ ما بدورة وهو يستند الي جوارها علي السيارة ويراقب الطريق تثاءبت الفتاة وهي تمط جسدها بكسل : هل هذا بديل لقولك حان دوري للنوم .
: لا علي عكسك فأذا ادرت شئ سأقوله صراحة .
نظر اليها قائلا بشك : تعنين انني اماطل ربما .. لا حاجة ايضا تدفعني لهذا .
: نعم لكنك كنت متعباً ورفضت ان تستمع لي حين طلبت منك ان اتولي القيادة لتنام قليلاً علي الرغم من كوني محقة .
: وماذا حدث بعدها يا طفلتي .. لقد اوقفتي السيارة بالفعل لأنك تجهلين وجهتنا .. كنت اخشي حدوث شئ ما .
: ها انت ذا تعاملني مثل فتاة صغيرة جاهلة لكنني اعرف حدودي ولهذا حين وجدتني اجهل بقية الطريق انتظرتك بأدب كي تستيقظ وتكمل انت .
تنهد سيف وهو لا يصدق كونه يعجز عن تكذيب ما تقول : حسنا يا فتاتي تصرفك جيد اعترف انني استطيع الأعتماد عليكي .. والأن علينا التحرك اخذنا كفايتنا من الأستراحة .
اخذ سيف مكانة امام عجلة القيادة وجلست الفتاة الي جوارة وهي تتثائب ثانية وقالت : لدي شك ان كمية الوقود هذه ستكفينا حتي نصل .
: دعينا نأمل هذا والا سنكمل الباقي سيراً .
تململت الفتاة مكانها وهي عابثة : لا .. لا اريد هذا .. بالمناسبة يا سيدي بما اناديك اذا .. انا زينا .
: سيف .
اخذت تبحث عن محطة اذاعية مناسبة لكنه ابعد يدها قائلا : ليس لدينا ما يكفي من الوقود هل
تذكرين .
: لكنك لا تتحدث بكلمة واحدة اثناء القيادة وهذا يصيبني بالجنون .
: لا اعتقد انك تحبين تبادل الأحاديث اثناء نومك هذا غير طبيعي .

تنهدت الفتاة حين بدأ القيادة واستسلمت للأمر , بدأت الشمس تسطع ببطء وغفت الفتاة الي جوارة بهدوء , كانت فرصتة لينعطف عن طريقة ويأخذ مسار اخر ربما اذا كانت الفتاة مستيقظة لأخذت في مجادلتة بشأن عدم القيام بذلك لكنه كان بحاجة لمعرفة ماذا حدث لكل مكان قديم كان يعيش فيه لفترة من الوقت بداية بمنزل زين حتي منزل السيد بيهان يعلم ان الوقود بالفعل في طريقة لينفد لكنه كان في حاجة اكثر لمعرفة ماذا اصبح عليه كل مكان حولة الأن , نفذ مايريد وهو يقود بحذر اذا ما كانت تلك القوات هناك او ما شابه لكنه حتي قبل ان يقترب لاحظ التغيير الواضح لكل مكان وكأنها شوارع واماكن مختلفة غير التي كان يسير فيها ليلا ًيبحث هنا وهناك ويختبئ ويتعارك , منزل زين الذي قضي فيه وقت جيد للغاية لم يعد له وجود ولا اي مبني اخر حولة اصبح المكان بالكامل عبارة عن مباني قيد الأنشاء جميعها متشابهه , بقية الطرقات حتي منزل ألونا كانت مليئة بركام المنازل فحسب ولم يقترب عليها احد من جديد , هكذا غادر المكان بعد هذه الجولة كأنه لا يعرفه كل شئ فيما مضي تلاشي الأن صحيح ان ما مضي لم يكن جميلاً او يبعث المرء علي الأحتفاظ بما حدث فيه كذكري لكنه تمني ان يجد شئ واحد يؤكد انهم يوماً ما كانوا هناك يقاتلون يومياً ليعيشوا يوم اخر , تري ما هي خطتهم بعد اكتمال بناء كل هذا هل سيعيدون الجميع الي المدينة وتعود الحياة عادية كالسابق تسير بروتينها الطبيعي , هل هذا ممكن الحدوث اذا كان كذلك فهم الأن مخطئون كونهم يقاتلون تلك القوات واذا كان لا فما هدفهم اذاً , علي الرغم من ذلك لا اثر لوجود اياً منهم في مكان قريب هل اكتفوا فقط بحراسة ذلك المقر الذي يجب عليه محاولة دخولة او معرفة ما يجري بالداخل وهذا ما يحاول البدأ في التخطيط له مع تلك المجموعة التي تعيش معها الونا , لقد رفض السيد كلارنس فكرتة بل فعل المستحيل ليبعده عن المكان وعن كل شخص هناك كاد ان يصدقة اذاً ماذا سيفعلون من يعيشون مع الونا , اذا ما وجد الرفض من الجميع حينها سيتحرك وحده لا يأبه لما سيحدث يجب ان يعرف ما يجري بوضوح لايمكنه العيش وسط امر يجهله , كان يقود السيارة بسرعة منخفضة تمكنه من دراسة ورؤية كل ماحوله و داخل احد المباني علي سلم ما لمح طيف احدهم مختبئ في الظلام لكن عينية التي لطالما بحثت بدقة ومثابرة في الظلام كانت تستطيع ان تلمح هذا الأمر العابر بسهولة , اوقف السيارة واخذ يفكر للحظات هل من الصواب ان يذهب لتفقد الأمر سبق وحذر الفتاة واخذ يملي عليها خطورة هذا وهو بذراع واحدة ولن يخفي علي نفسه مدي تأثير هذا القتال عليه وكم ان جسدة منهك حتي الأن , لكنه وجد نفسه يسحب سلاحة ويغادر السيارة بخطوات بطيئة وبتأهب الي المبني وحتي مع اقترابة لم يتحرك الشخص ومع اقترابة ايضا ًاخذ يلاحظ هذا الجسد الضئيل الذي لا يمكن ان يكون سوي لفتاة ما لذا وقف علي بعد خطوات منها قائلا : هل انت بخير .

Koedara 18-06-21 08:50 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


لكنها لم تتحرك او تجيب وهذا دفعة ليتقدم باتجاهها بخطوات جريئة اكثر وايقن حينها انها مصابة او بحاجة ماسة للمساعدة , شعر بالدهشة حين ظهرت امامة بشكل اوضح كانت نوين زوجة زين في حال مزرية وبالتأكيد في طريقها للموت , اسرع نحوها ليتفقدها : نوين .. ماذا حدث لك .. اين هو زين .
كانت تحدق نحوه بعيون متعبة يملأها الدموع وجهها لا يزال جميلا كما يتذكره لكنه شاحب متعب خائف وشفتيها ترتجف من الجوع والخوف كذلك ملابسها الرثة التي تزيد من ارتجافها , لا يبدو انها علي استعداد لتجيب علي اسئلتة او تبادلة الحديث لذا حاول ان يساعدها علي النهوض ولعن القدر الذي جعله بذراع واحدة في هذا الوقت فهو في امس حاجة لقوتة بالكامل للأعتناء بها وحين بدأت في النهوض معه وهي تتشبث به وترتجف وتبكي بصمت لاحظ بطنها الكبير , هي حامل !! لم يسبق لزين ان اخبرهم بأمر كهذا من قبل , هذا بالتأكيد يزيد من سوء حالتها لكنها معه الأن حية وهذا يكفي , حين اقترب من السيارة ساعدها علي الجلوس في المقعد الخلفي ونادي علي زينا بصوت مرتفع لتستيقظ من ثباتها العميق هذا , فتحت الفتاة عينيها وهي تعترض بصوت ناعس : ليس عدلاً ان توقظني لقد تركتك نائماً كما يحلو لك .
استدارت حين شعرت به يقوم بشئ ما في الخلف : هل ايقظتني لتحاول توبيخي علي امر ما وجدته اخيرا انا لا اذكر انني ............ واختنقت الكلمات في حلقها وهي تحدق نحو المرأة التي يساعدها سيف علي شرب بعض الماء وقالت زينا : يا الهي من هذه المرأة .. هل وصلنا الي وجهتنا .
رد سيف واهتمامة منصب علي نوين : انها زوجة صديق لي .. احتاج الي مساعدتك في بعض الأمور الأن.
قالت الفتاة وهي تراقب ما يفعل باستمتاع , يحاول اطعامها ويهتم بها ويبدو بحق قلق ولم تفهم الي اي درجة قد يكون مهتم لزوجة صديقة : اي مساعدة هي .. انت تكلم الشخص الخطأ .
القاها سيف بنظرة تعرفها لأنها يسددها اليها منذ عرفته حين يشتد غضبة : ماذا في حقيبتك تلك .. هناك ملابس بالتأكيد .. تعالي الي هنا وساعديها علي ارتداء شئ ما افضل .. هناك ما لا استطيع القيام به لذا سأتركك معها بضعة دقائق وسأذهب لأتفقد الأرجاء .
غادر السيارة وحين اخذت الفتاة تحدق اليه بتجهم قال بلهجة آمرة : تحركي يا فتاة لا نملك وقت .
: لا يمكنني مساعدتها علي خلاف ما تعتقد انا اجهل ماذا قد تحتاج اليه هي .
: اسأليها اذا .. قومي بشئ ما هيا تحركي .
حين تأكد انها وصلت اليها تركهما معاً وذهب ليتفقد ما حولهم وهو لا يصدق ما حدث الأن , تري اين زين شعر بالقلق اذا ما قتل كيف وصلت حال نوين الي هذا السوء , قضي بعض الوقت ثم عاد للسيارة مرة اخري ليتفقد حالهم وجدها الأن هادئة قليلا وقد غطتها الفتاة بمعطف قطني وقد عاد اللون الي وجهها نوعاً ما قالت الفتاة وهي تتطلع اليه وهو يفحص نوين بعينية : هذا اقصي ما استطيع القيام به .
: نوين كيف تشعرين الأن .. هل انت في حاجة لشئ .. هل انت بخير .
فتحت عينيها المتعبتين تنظر الي وجهه القلق وقالت بصوت ضعيف : انا بخير شكرا لكم .. اشعر انني ارغب بالأستلقاء والنوم قليلاً فقط .. هذا كل ما احتاج اليه بشدة الأن .
قال سيف بصوت هادئ : سنصل بعد قليل لمكان آمن اكثر ستحصلين علي المساعدة الطبية اللازمة فقط اصمدي.
تركها الأثنان وقد نامت علي المقعد الخلفي وجذبتة زينا من ذراعة السليمة بعيداً عن السيارة قليلا قائلة : هل تدرك ما فعلته .. لقد خدعتني .. انتظرت ان اذهب في النوم لتتجول اينما تريد .. والأن كمية الوقود بالكاد تكفينا وماذا ايضاً حصلنا علي مشكلة كبيرة وهي زوجة صديقك التي تحتضر وحامل وبأسوأ حال .. اذا ما نفد الوقود كيف ستتحرك هذه السيدة هي تعجز عن السير هل تدرك
ذلك .

Koedara 18-06-21 08:51 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


جذب اهتمامة ذلك : كيف وجدتي حالها .
: لا ادري شئ لست مؤهلة لمساعدتها صدقني .. لكنها اخذت تشكو انها تريد الأستلقاء فقط وان جسدها بالكامل يؤلمها .. لا اعتقد انها تنزف او ما شابة لكنها ضعيفة للغاية .
: هذا واضح وحسناً يا صغيرة ادرك انني اخطأت حين اخذت طريق اخر .. لكن اذا لم اكن قد فعلت لما اخذني الأمر لأعثر عليها .
ظلت الفتاة صامتة ترمقة بنظرة ما : ما مدي اهتمامك بها علي اي حال .
: اسمعي يا صغيرة لا تجعلي عقلك يذهب بعيدا .. انها فقط زوجة صديق عزيز علي كثيرا سبق وكان نجدة للجميع .. ادين له بالكثير لذا اقل ما يمكنني فعله هو مساعدة زوجتة هذا حتي اعرف مكانه .
: ماذا سنفعل الأن .
: لا تقلقي سأتولي الأمر .. علينا متابعة طريقنا فحسب .
تابعا طريقهما وكانت زينا فتاة مطيعة وطيبة كثيراً وهي تمد نوين بكل ما تحتاج اليه من ماء او طعام او تهتم لأي شكوي منها واهتم سيف بالقيادة ومراقبة مايحدث ربما هي بحاجة لزينا اكثر التي يشعر بالأمتنان كونه صادفها علي الطريق , اخذت نظراتة تحوم هنا وهناك تبحث بشدة عن اي محطة وقود فهذا هو الخطر الذي يهددهم الأن لذا كانت عينية تتنقل ما بين الطريق وعداد الوقود كل لحظة وهذا جعله شديد التركيز والصمت , كانت المسافة المتبقية قصيرة لذا سيكفي ما تبقي من وقود هو يعرف ذلك مع هذا ظل متوتر حتي وصل اخيراً الي البوابة الحديدية الضخمة امامة المدرسة التي يتخذونها الأن سكن لهم وانتظر وقتاَ حتي يأتيه احدهم ليطلع علي هويتهم .

يعرف انهم يدركون ان ثمة دخلاء عند البوابة الأن ويراقبون هذا من الداخل , ترجل من السيارة وهو يقف ينتظر حتي وجد احدهم اتياَ يحمل سلاح بنظرات سريعة شملت كل من السيارة ومن فيها وسيف الذي يقف في مواجهته قال الرجل : ماذا تريد .
: نحن بحاجة للدخول .. اعرف انكم تسمحون لأي شخص لديه استعداد بالأنضمام اليكم .
: يجب ان نقوم بالتفتيش اولاَ .
: لا مشكلة يمكنك هذا لا نحمل سوي اسلحتنا الخاصة ولكن لدينا مريض بحاجة ماسة للمساعدة بشكل عاجل لذا ارجو الأهتمام بهذا اولاً .
ظهر آخران انضما الي رفيقهما وترجلت زينا من السيارة وهي تخضع للتفتيش كذلك ثم طلب الحارس الأول حضور محفة لنقل نوين , اخذ كل من زينا وسيف امتعتهما وتبعا الجميع لدخول المكان , قالت الفتاة هامسة وهي تسير الي جوارة : هذه المرة الأولي التي انضم فيها لمكان كهذا .
قال سيف بنبرة تحداً : سنري الأن هل انت حقا مقاتلة كما اكدتي مرارا ام انه كان مجرد تمويه لكي لا اقوم بأي محاولة لأكتشاف الأمر بنفسي .
قالت الفتاة باستفزاز : بذراع واحدة .. انت تقلل من شأني .
: هل ترغبين بتجربة هذا .
: ربما سنفعل لاحقاً اذا تشاجرنا الأن سنطرد خارجاً .

Koedara 19-06-21 05:54 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


الفصل 23

اخذ سيف يتطلع للمكان حوله ليس مشابه لموقع السيد كلارنس المسلحون هنا اعدادهم اقل نعم هناك مقاتلون في كل مكان حيوي يستطيعون التصدي لأي هجوم مباغت لكن هذا ليس كافياً , ثمة مكان للعلاج من المفترض انه المشفي وهناك اشخاص يذهبون هنا وهناك لا يعرف طبيعة ما يفعلون وهم بقية من يمكثون في المكان , ما ادركه المنزل هنا اكبر لكنه اقل في العدد والتجهيزات من السيد كلارنس , ثم وقع بصرة عليها وهي تقف مستقيمة الظهر وتبدو قوية كما عهدها دوما , الونا , التي بالتأكيد اصبحت من المقاتلين في فترة قصيرة , وقف الحارس امامها : سيدتي انهما خاليان من اي شبهه .
قالت وهي تنقل نظراتها بين سيف و زينا : مرحبا بكما .
سأل سيف : كان معنا مريضة ما اخبارها الأن .
حدجتة الونا بنظرة ضيق : تأكد انه سيتم الأعتناء بها علي اكمل وجه .
لم يفهم لما هذا التجهم فجأة لكنها رافقتهم الي مكتب ياس وهو بمثابة قائد المكان وهناك تعرف الرجل الي سيف قائلا ًبابتسامة وهو يمد اليه يده بالمصافحة : واخيراً انت هنا .. ظننت ان الأقامة لدي هذا الرجل راقت لك وكونت بدورك مجموعتك الخاصة .
: لن يحدث هذا كما اخبرتك سابقاً موقع القيادة لا يلائمني ولا ارتاح فيه .
: لا ترتاح هذا مفهوم لكنه يلائمك اكثر مما تعتقد .. مرحبا بك معنا .
تطلع الي الفتاة : لديك رفقة بالفعل .
قال سيف وهو ينظر اليها بثقة : انها زينا واثق بأنها ستكون مقاتلة جيدة الي جوارنا .
قالت الونا فجأة : هل هي متدربة من هذا المكان .. لا استطيع الوثوق بأحد ما كان في جماعة اخري .
قال سيف وهو يحاول ان يفهم سبب ضيقها : لا ليست كذلك .. اثق بها هي تحتاج لمكان آمن فحسب وستقدم افضل ما لديها .
ما الأمر معها فعندما وصلا كانت مشرقة وكأنها ستقول له اخيرا انا سعيدة بوجودك هنا : اذاً واين روبي .
شعر بقلبة ينبض بشدة لم ينسي الفتي لكنه خلال هذا الوقت وتلك الأحداث غفل عن كونه لا يزال هناك : انه هناك .. لن ينضم الينا لقد اصبح فرد منهم رسميا .
قالها بجفاء وقد خفت وتيرة حماستة وبدا شارد التفكير يشعر بالضيق كأنه تخلي عنه وهرب وحده مهما حدث او قيل لن يقتنع بغير هذا : اريد رؤية ابنتي الأن .
قال ياس : بالتأكيد ان ميمي فتاة رائعة هل تصدق انها تجلس تراقب المتدربين وبدأت تحاول
تقليدهم .
قال الرجل برحابة صدر وحين لاحظ الجو المشحون عاد يقول : اريد التحدث الي زينا وحدها لأعرف اين سيكون مكانها المناسب هنا وفي اي صفوف .. لما لا ترافقية يا الونا .
: اراك لاحقا يا ياس .

Koedara 19-06-21 05:55 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


قالها سيف وهو يتبع الونا وحين غادرا المبني واصبحا في مكان هادئ بعيد وحدهما سحبها من ذراعها بقوة لتتوقف وحدق الي وجهها واخذ وقتاً في هذا بدون ان يبعد قبضتة عنها : لم اتوقع هذا اللقاء الجاف .
: لم اتوقع ان تعود بهذه الحال .. وبرفقة فتاتين .. هل هي شهامتك كرجل التي دفعت بك ربما للدفاع عنهما واخذهما معك لأنقاذهما وهذا ما تناله .
: يجب علي الا اجيبك يا الونا واتركك مغتاظة حتي النهاية .. لكن الأولي التي في حال خطرة هي زوجة زين الذي كنا نعيش معه ووجدتها صدفة في طريقي والثانية هي صاحبة السيارة التي لولاها لما وصلت الي هنا .. وحالي هذه يا الونا لأنني خضت قتالاً صعبا بعض الشئ مع السيد كلارنس وتأكدي انني تركته بحال مماثله هناك.
قربها منه فجأة قائلاً : ثم لما كل هذه الأسئلة لا يحق لك ذلك .. هل تغارين يا الونا .
: هذا ابعد من تخيلك يا سيف .. فقط لقد اشدت بك هنا ولا اريد ان اراك تقوم بتصرف مريب .. اعرفك جيداً.
: هل انت متأكدة .. الي اي حد يكون جيداً هذا يا الونا .
لو انه لايثق انها تشعر بشئ اتجاهه لما تحمل منها كل هذا لما اهتم لأمرها او فكر بها لكنه يعرف ويشعر بها تضعف وهي معه وتتصرف بطريقة مختلفة مثلما يري هذه النظرة في عينيها الأن وهي تنظر اليه كما لو ستنطق بشئ حلو يخفف عنه الكثير , نعم ربما يكون في حاجة لسماع شئ منها , منها هي خاصة بصوتها ونبرتها وتعبيرها لكنه لا يتوقع منها ان ترتمي بين احضانة وتقول له اشتقت اليك , لاحظت الونا انها لم تحاول ان تبعد ذراعها عنه وهذا من المستحيل ان يحدث مع رجل اخر واخذت تحدق الي عينية وقالت بهدوء : سيتم الأعتناء بزوجة صديقك لا تقلق .
قال هامساً وهي الأن اقرب واقرب ولا تمانع ودفعة هذا الي الأبتسام بسعادة : لا اشك في ذلك .. ماذا عني اذاً .. انا مريض بدوري .
: لم اسمعك تشكو من قبل ماذا حدث لتلك العنجهيه المتعلقة بعدم الأعتراف بالهزيمة بشأن اي
موقف .
: الا يمكن لرأسك ان يتوقف عن التفكير علي هذا النحو .. وانت معي علي الأقل .
لما لا تتركه وتذهب فحسب , لما هو الوحيد الذي تقع تحت سلطتة علي هذا النحو وعلي الرغم من اصاباتة الا انها تشعر به يحيطها ربما بحضورة فقط وبوجودة في المكان ذاتة معها , لذا ادركت ان هذه هي اللحظة التي عليها ان تبتعد عنه فيها قبل ان تعترف بشئ احمق , تراجعت للخلف وهي تسحب ذراعها منه قائلة : اتبعني لتري ابنتك .. تسأل عنك منذ رحلت .
لكنه لم يتحرك واستمر في النظر اليها صامتاً حتي قالت : هيا تحرك .
: الا تعرفين يا الونا ان هناك الكثير من الأشياء تفوتك في الحياة وهذا فقط بسبب تفكيرك العدواني الذي في رأسك .. صدقيني اعرف انك لست بتلك القسوة التي تحاولين اظهارها .. وانا معجب بكونك شخصية قوية تستطيع الأعتماد علي نفسها وتنجحين .. لكن يا عزيزتي .. ليست الحياة كلها هكذا .
: ماذا تعني .. وماذا تعرف عني علي اي حال .
: انا مستعد للأصغاء في اي وقت .

Koedara 19-06-21 05:56 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


رفعت رأسها بتحدً : ولماذا .
: لأنني .. لأنني .. لأننا اصدقاء الأن وهذا الغموض لا يساعد ابداً .. لما لا تجربين .. حاولي ان تخبريني بشئ ما ولنري الي اين سيوصلك ذلك .
عقدت ذراعيها : ولما لا تخبرني انت شئ ما عنك .. انت كذلك غامض بالنسبة لي .
: لم تعطيني فرصة واحدة حتي الأن .
: سيف انا احب الأنسان الصريح واذا كان ثمة شئ تظنه بيننا لتخبرني بصوت عالً واضح .
: ماذا تقصدين .
لكنها لم ترد علي الفور ثم قالت وهي تبدأ بالسير في طريقها : تذكر فقط نحن اصدقاء فحسب .
لم يقتنع بذلك هي حتي لم تنظر في وجهه وهي تقولها لكنها فقط تهرب كالعادة اصبح يفهمها تقريباً , قضي وقت طويل مع ابنتة التي اخذت تتطلع اليه وهي تتفحص اصاباتة وتسأل كثيراً وخاصة عن روبي وشعر بالحزن لأجلها حين بدت عابسة حين اخبرها انه لم يتمكن من مرافقتة بعدها كان حلمة قد تحقق حين حصل علي غرفة هو وابنتة ووجد امامة فراش وتقريباً ترك نفسه يرتمي عليه ليذهب في لحظة لعالم اخر .

************************

غادر روبي المشفي لكنه لم يستريح في غرفتة بل استغل وقت فراغة في التنقل هنا وهناك ومراقبة ما يحدث عن كثب ومحاولة معرفة كيف يتصرف الجمعيع هنا ومن الأجدر ان يبدأ التعرف عليه ومن عليه ان يتحاشاه تماماً فهو كان يعيش هنا قبلاً لكنه لم يأبه لأحدهم وعلي الرغم من الشعور بعدم الراحة لوجوده في المكان الا انه اصبح امر مفروض وعليه ان يجاريه وبالتأكيد لن يعيش منعزلا بينهم , لكنه يحب تقييم الأمور علي طريقتة اولاً في هدوء ومن بعيد , في اكثر الوقت اخذ يراقب الحراس المنتشرين في كل مكان معرض للهجوم او السرقة ويراقب باهتمام وقت خروج ومجئ فرق البحث وطريقة عمل البوابات , يفكر في الهروب , نعم بالتأكيد هذا همه الأول والأخير فقط اذا استطاع ان يغادر بمفردة بطريقة ما لكان هو الخلاص مما يعيش فيه , يرفض التعايش مع فكرة ان شخص مثل السيد كلارنس يحدد اين وكيف عليه ان يعيش , السيد كلارنس الذي يجلس في عشاء العائلة في المساء يسمع منهم ويشاركهم الضحك والمزاح و روبي يراقبهم باهتمام ويحاول ان يحدد شخصية كل منهم فهم في وقت العشاء يكون الجميع علي سجيتة حين يكون قائدهم هناك .. يبدو بحق ان الجميع يحب الرجل ويسعد بمشاركتة الحديث عما حدث في يومة وهو لدية سعة صدر ويسمع بسرور ثم حدق فجأة الي روبي الذي جفل حين قال مشيرا اليه : وانت يا روبي اصبحت فرد منا الأن لما لا تشاركنا بعضاً مما حدث معك اثناء اليوم .

Koedara 19-06-21 05:58 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


شعر بالتوتر حين ساد الصمت وانتقلت النظرات كلها نحوه والجميع ينتظر بترقب ان يتحدث هذا الجديد الذي دوماً كان بعيد عنهم بشكل غامض ويرسل هذا اليه شعور بالضيق فأذا كان سيعيش هنا عليهم ان يعاملوه بطريقة عادية ويقتنعوا انه بالفعل منهم لكنه يعرف يقيناً انه سيبقي بالنسبه لهم غريب لا اكثر فهو يعرف كيف يرونه جيدا , مغرور ويعتقد انه افضل منهم لكن هذا غير صحيح فقد كان انعزالة هو بسبب قائدهم المحبوب , عاد ينظر نحو السيد كلارنس كأنه ينتظر منه قول شئ يغير هذا المطلب لأنه لا يملك شئ ليقوله لكن الرجل ظل منتظر وهو يتفحصة كعادتة كأنه في كل مرة يتأكد ان كل شئ فيه لا يزال مكانه : لم يجري شئ مهم لقد نلت بعض الراحة في الفراش كما نصحتني سيدي .
قال احدهم فجأة موجهاَ السؤال اليه ليزيد من توترة : تري لما اصبت في المقام الأول .. اعذرنا ايها القائد لكننا جميعا نجهل ما يحدث معه .
لكن تكلم الرجل هذه المرة لينقذة وقال بصوت لطيف : يا جماعة لا تثقلوا عليه بأسئلة مفاجأة ستتعرفون علي روبي جيداً فهو سيظل معنا واصبح فرد منا وارجو ان يقتنع الجميع بهذا الأمر .. لنتذكر انه بيتنا جميعاً ومرحب دوماً بفرد جديد .
وافقة الجميع وهو يكملون طعامهم وحديثهم وانشغلوا عن روبي لحسن الحظ .. كان السيد كلارنس اول من ينهض وربما يستمر بعضهم في البقاء وتبادل بعض الدردشة لكن بمجرد تحرك الرجل نهض روبي خلفة لأنه يعلم اذا ما بقي سيمطرونة بالأسئلة الملحة وهو وحده , غرفة السيد كلارنس بعيدة عن سكنهم لكنه وجده يناديه ويشير اليه بالأقتراب منه ونفذ ليقول السيد كلارنس بنبرتة الهادئة : ارغب برؤيتك صباحا في المكتب .
ضغط علي رأسة بخفة وابعد روبي يده سريعا وهو يشعر ببعض الألم هناك : علي الأرجح انت بخير الأن .
: انا بخير ومستعد للعودة الي العمل لا مشكلة لكنك بالتأكيد لن تجعل الليلة تمضي قبل ان تلقي علي بعض الأوامر .
ابتسم السيد كلارنس قائلا : يجب عليك ان تكف عن طريقتك السيئة في التحدث معي يا صغير كم مرة علي ان اذكرك انني رئيسك هنا .
: احترمتك في الداخل وناديتك يا سيدي لكن بصراحة بيننا يا سيد كلارنس لا يمكنني سوي التحدث كيفما اشاء .
: يمكنني ارغامك علي تغيير هذا .
: حاول اذاً .. اريني محاولتك القادمة كيف ستكون .
اقترب عليه الرجل اكثر وانحني ليهمس له بصوت عميق ويحدق لعينية التي بها نظرة انتباه وتيقظ تام : لا تختبر صبري يا روبي عليك ان تعلم انك تؤدي بنفسك للمتاعب .. لن يضرك في شئ ان تقول كلمة بسيطة وهي حاضر يا سيدي .
رغم نظرة التهديد هذه قال : قلت ما عندي يا سيد كلارنس فقط امام الجميع قد اقولها لكن بيننا لا.
ثم اخذ يبادل الرجل النظرة الثابتة حتي ابتعد عنه وتنفس عندها روبي براحة وقال الرجل : سنري كيف يمكننا ان نجعلك علي وفاق معي .
تركه الرجل وسار في طريقة يروقة هذا العناد منه علي الرغم من كل شئ لم ينكمش اكونية خوفا حين يراه بل يستطيع النظر في عينية بوضوح واصرار لذا مكانة هنا معهم فقط بعض التدريب ليصبح اقوي ثم يصير روبي مع الأيام من ضمن القوات هنا .. لكنه يخشي كثيرا ان يظل هذا الفتي مع موقفة العدائي للجميع هنا حينها سينقلب الوضع عليه يحتاج روبي الي ان يتعامل معه بكل يقظة وتأهب وأذا فشل معه فسوف يقضي عليه .


Koedara 19-06-21 05:59 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


جلس سيف يستريح علي احد المقاعد الموضوعة في الحديقة وهو يراقب زينا وميمي يلعبان بمرح , كانت زينا بحق فتاة محبوبة للغاية وفي يومين فقط استطاعت ان تكتسب الكثير من الأصدقاء وكانت بجد موهوبة كثيرا في القتال وشعر سيف بالأطمئنان لهذا فهو في النهاية من احضرها لكنها لم تخيب ظنة ابدا , وحين تعرفت الي ابنتة شغلت اوقات فراغها معها ووجد الفتاة سعيدة وهي تلعب معها فهي لديها روح مرحة مع الجميع وحديثها دوما مسلياً وخفيف , في منتصف اليوم وهم في غرفة الطعام التي تمتلئ بالموائد وكل مجموعة اصدقاء يخصصون مائدة ليلتفوا حولها وهذا شئ اخر يختلف عن نظام السيد كلارنس في تناول عشاء العائلة , الناس هنا اكثر محبة مع بعضهم البعض واكثرهم لا يعرف القتال لذا سمح لهم ياس بالعيش بدون ان يفرض علي احد ضرورة تعلم القتال او الذهاب للبحث لأنه بالفعل يوفر اعمال اخري خفيفة لمن يرغب بالمساعدة ومن لديه حرفة ما تساعدهم , هل اذاً يصنف الأمر علي ان منزل السيد كلارنس هو الشرير ومنزلهم هو الجانب الطيب , لكن الأمر ليس كذلك فقط النظام يفرض بعض الضروريات ومنزل السيد كلارنس كان يضم الكثير من المقاتلين بالفعل الأمر الذي يجعل المكان مهيأ اكثر ليكون شديد القسوة والصعوبة وسكانة اكثر شراسة وخشونة ولا يوجد به الكثير من الأستقرار مثل هنا , كان يعرف انه سيعجز عن المشاركة في اي قتال في الوقت الراهن بسبب حالة لكن حين عرف البعض بوصولة عرضوا عليه ان ينضموا الي مجموعتة في البحث يشعر بالأمتنان كونه يستطيع ان يعقد صداقات في كل مكان يمر به ولم ينساه اي شخص قابله سابقاَ قبل ان ينتقلوا الي هنا , وسط كل هذا كان هناك شخص واحد باقياً منعزل ولم يتكيف مع احدهم بعد وهي ألونا التي لولا قوتها القتالية العالية لما سمع احد بها , كان يراها طوال فترة جلوسة تسير هنا وهناك وهي في عجلة من امرها ورأها ايضاً هذا الصباح في وقت الطعام لكنه لم يتبادل معها كلمة وانشغل بتناول طعامة مع اشخاص اخرون تعرف اليهم ايضا من الزيارة السابقة وزينا وابنتة واخذ يقص عليهم بعضاَ مما حدث معه طوال هذه الفترة , ووجدها تجلس وحيدة تتجنب الجميع فهي لا تتحدث ولا تكون اجتماعية سوي في التدريب او في رحلات البحث حين تكون مع مجموعة فقط حين التشاجر والقتال والمشكلات تأخذ في التحدث والجدال وتجيد هذا لكن في امور طبيعية وعادية تظل صامتة ولا تتمكن من قول اكثر من كلمتين , كيف يستطيع ان يغير من طباع فتاة كهذه كيف يجعل لسانها العنيد هذا يتعود علي التحدث بعفوية مع الأخرين , ربما معه بشكل خاص , اخبر زينا انه بحاجة للذهاب الأن واذا كانت في حاجة للذهاب هي ايضا لتترك ميمي مكانها فهي تستطيع ان تتولي شؤنها , كان فخور بأبنتة كثيرا فهي مميزة بشهادة الجميع ولم يشعر احد انها عبأ يوما او كونها طفلة مزعجة تبكي وتنتحب وتغضب وتصر بعناد الأطفال علي شئ بل كانت تتفهم كل شئ وتسمع ما يقال لها والأهم ان لديها الذكاء الكافي لتفرق بين شخص سئ وشخص جيد عاشت الفتاة في بيئة جعلتها مؤهله لهذا لم تكن كأي طفلة بل تحملت معه الكثير حتي وصلا الي هذه الحال حيث تلعب بأمان وسعادة وسط الحشائش والأشجار الخضراء في تلك البقعة التي قلما يجدها احد في هذا الوقت لكن يبدو ان احدهم هنا يعتني بها ويحاول زراعة شئ ما , كان في حاجة لرؤية نوين والتحدث اليها لا يزال الفضول يملاءه بشأن ماحدث معها , سمحوا له بذلك واخبروه انها سألت عنه مراراً , طرق علي الباب مرتين ثم فتحة ببطء وهو يلقي نظرة الي الداخل , كانت مستيقظة تستند الي الوسادة وجهها مشرق وتبدو في حال مختلفة تماما عما كانت عليه حين وجدها وهذا اكد له ما قاله الطبيب انها تتحسن لكن حالتها غير مستقرة لأنها ضعيفة للغاية وبحاجة لتبقي في المشفي اكبر وقت تحت الرعاية , تقدم منها وهو يبتسم بلطف حين وجدها تبادلة الأبتسامة بعفوية , هي حقا جميلة للغاية كان زين محق في محاولة اخفاءها عن الجميع , جلس علي احد المقاعد جوار الفراش قريبا منها : ها انت ذا .. انا سعيد يا نوين انني وجدتك .. كنا قلقين بشأن مصيرك و زين .

Koedara 19-06-21 06:01 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


قالت بصوت مهتز وكأنها تتذكر شئ ما ألمها : كنت خائفة للغاية .. حين وجدتني لم اعي تماما حينها من انت .. كنت خائفة وتائهة ومتعبة واعتقدت انها نهايتي هناك .. انا حقا لا ادري ما اقول .
كانت علي وشك البكاء كان يرغب بأن يعطيها شعور الأستقرار الذي ينتابه الي حد ما نظراً لحالتها الواضحة بالقلق حتي الأن لذا تردد وهو ينهض ويجلس جوارها علي الفراش لكنها لم تبدي اي ضيق وقال بلهجة جادة : لا شئ لتخافي منه الأن يا نوين الجميع هنا الي جانبك وانت في أمان تام صدقيني .. ستكون الأمور بخير لا بأس .
: لكن اين نحن .. في وقت ما بعد ان كاد يتم القبض علينا توقفت عن ادراك كل ما يحدث حولي .. بدا كل شئ غير مفهوم او مألوف لي .. الكثير من التغييرات تحدث .. الكثير من الأضاءة والقبض علي الأخرين .. استمريت بالهرب فحسب بدون وعي .
: نحن في مكان آمن به الكثير من الأصدقاء .. تستطيعين الوثوق بهم .. حتي ان ابنتي كانت هنا قبل ان اصل .. لكن ماذا حدث معكم انت و زين واين هو الأن .
عبست قليلاً لكنها بدأت في التحدث بروية وذهنها يبدو شارد بعض الشئ : لقد انضم زين الي تلك القوات .
حدق اليها سيف بدهشة كبيرة , وكأنها ظهرت ثانية لتستمر بزيادة دهشتة بشأنها و زين فحسب وانتظر بفضول اكبر ان تستمر في السرد : بعد مغادرتنا المنزل في ذلك اليوم وجدنا الكثير من القوات التي حاصرت المكان بأكملة .. لم يكن هناك منفذ يمكننا من الذهاب لأي مكان او العودة للمنزل .. لذا ظللنا اياما علي الطريق .. نسير بحذر وتأهب .. نتوقف قليلا للأختباء في اي مكان .. لكن كان الوضع يضيق علينا اكثر وعجزنا عن البحث عن طعام وماء .. اخذوا في هدم جميع المساكن هناك وادركنا اننا اذا لم نسلم انفسنا سنموت جوعا وعطشا او سندفن اسفل الحطام ايهما اسرع .. لم تترك الفكرة رأس زين واخذ يقنعني ان هذا هو الصواب لكلينا .. لكنني كنت خائفة لم تكن هناك قوة ستجعلني اسلم نفسي ابدا .. كنت خائفة منهم وكنت خائفة علي طفلي ايضا .. لذا عارضتة بشدة ورفضت وتمسكت بموقفي .. لكنه كان اتخذ قرارة لذا وهو نائم قبل ان يقدم علي الأمر هربت منه .. عرفت فيما بعد انه انضم اليهم واخذ يبحث عني .
نظرت الي سيف الذي يستمع اليها باهتمام واذان صاغية : هل تصدق هذا ابلغ عن زوجتة ليقوموا بالقبض علي .. منذ هذا وانا اعيش هاربة منهم ومن الأخرين علي حد سواء .. تأخرت حالتي وشعرت بالتعب وألأرهاق وكنت جديا علي وشك الموت .. اصبحت مشردة اجوب الشوارع وابحث بنهم عن اي شئ للغذاء .. لم اتصور في حياتي ان يصل بي مصيري الي هذا الحد .. حتي وجدتني انت ولم اهتم حينها من تكون .. شخص جيد ام سئ ام احد هذه القوات كنت قد استسلمت اخيرا جديا .

Koedara 19-06-21 06:02 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


: هذا مريع بحق .. لكنني لا افهم .. انضم زين اليهم هذا يعني انه بخير .. انهم ليسوا بهذا السوء .. لما يا نوين ترفضين الأمر حتي انك تفضلين تحمل كل ما اخبرتني به علي ان تذهبي معه .
: لم اراه بعيني بعدها ابداً .. لكنني سمعت من احدهم ممن كانوا يعرفوه واخبروني بهذا .. ورأيت الكثيرين قاموا بتسليم انفسهم بالفعل .. لكنني اعجز عن القيام بشئ لم اراه بعيني .. انا لا اعرف جديا ما يجري هناك لذا لن اجازف .
: هل تدركين انك كنت علي وشك فقدان طفلك وربما حياتك .
: قل عني انني حمقاء لكنني مقتنعة بما فعلت .
ساد الصمت بينهما لبعض الوقت حتي قال سيف : لابأس انت هنا الأن وبخير ولن نتحدث عن شئ مضي .. علي الذهاب الأن وسأعود للأطمئنان عليك في وقت لاحق .. هناك ايضا زينا وهي صديقة جديدة لنا وقامت بالأعتناء بك ونحن في الطريق علي اكمل وجه .. تريد ان تأتي لزيارتك وانا واثق انك ستكونين سعيدة بالتعرف عليها .
: نعم اتذكرها بشكل ما لكن ليس بوضوح .. يمكنها ان تأتي لا مشكلة لا ارغب في ان اكون وحدي .
: لست وحدك واخبرتك جميعنا هنا نهتم بك ويمكنك ان تطلبي ما تريدين .. انه منزلنا الأن .
غادر سيف من عندها تفكيرة منصب بالكامل علي تلك القوات , كل يوم يزداد الأمر تعقيدا , لم يعد الأمر في حاجة للتجاهل اكثر بعد عليه ان يعرف الحقيقة , هل قتالهم والدفاع عن انفسهم ضد تلك القوات هو امر خاطئ , كل هذا بلا هدف او معني بينما يوجد هناك الراحة والحياة التي يريدها ويبحث عنها الجميع , لا يمكنه ان يظل مشوش وفي شك بسيط انه يقاتل لأجل قضية خاسرة او هدف ليس موجود ربما ما سيجعله يقدم علي الأمر بشكل جرئ وينضم اليه بعضهم هو ان ينال رتبة ما يعرف انها مسئولية لطالما رفضها لأنه يحب العيش وفق مزاجة و الا يقيدة احد او قانون لكنه في هذه الحال ليقترح امر كهذا مثل مهمة للتقصي عما يحدث هناك يجب ان يكون في موقع ما وليس احد السكان العاديين او حتي مقاتل يذهب للبحث فقط , كان سينجح في هذا حين كان في منزل السيد كلارنس لولا ان الرجل فهم ان ما يحاول القيام به هو سرقة لموقع قيادتة ومحاولة جعل السكان يتمردون عليه لكنه هنا قد ينجح فلديه اصدقاء حقيقيون يعرفونه ويعرفهم سابقا وليس في حاجة لأثبات اي شئ لهم حتي يثقوا به , عليه بدء العمل علي هذا علي الأقل لديه الوقت الكافي حتي يتحسن ويعود للقتال .

Koedara 19-06-21 06:04 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


الفصل 24

بعد مضي اكثر من عشرة ايام كان السيد كلارنس في مكتبة يقرأ عدة اوراق في يدة كتبها وشرح فيها كل شخص ذهب للبحث مؤخراً لما يحدث في الخارج كما طلب منهم , ما يراه يقلقة بعض الشئ فتلك القوات تستمر في الأقتراب اكثر كل يوم , هل عليه زيادة قواتة ؟ هل عليه الحصول علي المزيد من الأسلحة ؟ ربما ضم بعض الأشخاص الي هنا ؟ او الأهم هو التركيز علي انظمة الدفاع لديه !! لا يملك فكرة ثابتة حاليا ولم يحدث وهاجم تلك القوات بشكل مباشر بعد حين يكونوا في الخارج فقط يقابلون بعض المجموعات منهم لكن ماذا حين يأتي يوم تطوير هذا المكان بدورة ستكون هذه هي الحرب التي يقصدها والتي عمل جاهدا كل هذا الوقت للتصدي لها , لن يسمح لأحد بأن يسيطر او يمحي مكانة بهذه السهولة , بعدها بساعة غادر المكان وحده وهو يفعل ذلك بعض الأحيان حين يكون مشغول الفكر ويتولي ريفين المسئولية حينها , وانتهز روبي تلك الفرصة وصعد الي المكتب واخذ يجمع ملفاتة المدون بها بعض الطلبات من السكان هنا والشكاوي وما الي ذلك وترك له السيد كلارنس ورقة ليذكرة بعمله الأساسي اليوم وهو التركيز علي تدوين ملاحظات السكان عما يجري في الخارج ويستخرج منها ما له وقع الخطر علي المنزل , يعرف روبي ان الرجل يحاول اقناع نفسه انه قد يتصدي لهؤلاء وكأنه اذا ما علم بكل شئ سينجح في شن هجوم واحد لكنه يجارية علي اي حال ويتسلي برؤيتهم يعيشون في اوهامهم بشأن مدي قوتهم ومدي نجاحهم في الدفاع عن المنزل لذا وجد نفسه يجلس باسترخاء وهدوء في مكتب السيد كلارنس يعمل باعصاب هادئة في عدم وجود احد , بعد مضي وقت طويل تطلع الي الساعة ووجد انه استغرق الكثير من الوقت ولم يعود السيد كلارنس بعد , نهض ووضع الأوراق علي مكتبة ثم غادر ليشغل وقتة بشئ اخر حتي يعود يشعر بالغرابة بعض الشئ لكونة من طلب اليه الحضور الي العمل لكنه يختفي فجأة الأمر افضل كثيرا لكي لا يضطر للبقاء في مكتبة , عملة الممل حيث عليه ان يجلس ويستمع الي الجميع بشأن شكوي ما واحيانا قد تكون تافهه للغاية او فكرة ما يرغب احدهم في طرحها و احيانا الي مراقبة الوضع بين السكان كيف يسير هل هناك شئ يثير الريبة والأعمال الكتابية هذا كله يدفعة للملل والجنون اي حياة هذه التي يعيشها في هذا المكان , استغل الوقت لمتابعة بحثة ومراقبة كل ما حولة كان بحاجة للهواء المنعش في الخارج بدا المكتب كئيباً وصامتا في عدم وجود احد معه علي الرغم من ان حديث السيد كلارنس معه غالبا ما يدفعة للغضب ألا انه يبقي شخص ما برفقتة , اكتفي بعدد من الساعات للتجول في كل مكان ثم عاد للمكتب ولم يكن الرجل قد عاد بعد واثار هذا دهشتة فلم يحدث وغاب كل هذا الوقت , لم يأبه واعتبر ان يوم العمل انتهي وبعد قليل كان الجميع في طريقهم لعشاء العائلة لكن هل سيحدث ان يقام والقائد ليس في المنزل .


Koedara 19-06-21 06:05 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


قضي السيد كلارنس الوقت في التجول يتطلع الي اين وصلت هذه القوات , ما مدي اقتراب الخطر منهم ولحسن الحظ كان هذا لا يزال بعيدا , لا يزال منزلهم في مكان بعيد و آمن , لن يلجأ للتحدث معهم وتسليمهم المنزل والسكان كلا لن يفعل مثل معظم القادة اللذين تخلوا عن مكانهم واختاروا الأنضمام الي تلك القوات وصدقوا ان الحياة الأمنة معهم , لم ينكر انه يشعر بالقلق لكنه يراقب دائما ولدية عيون في كل مكان تنقل اليه ما يحدث ربما ساعة بساعة , عليه التحرك ووضع خطة ما يجب ان يبدأ هو اولاً بالهجوم , سبق وفعلها قبل ان يحتل ذلك المنزل ونجح في الأمر واستطاع مع المقاتلين معه ان يستقروا هناك , لكنهم الأن عددهم اكبر وقد تمكنوا من اقناع الكثيرين بالفعل واصبحوا علي دراية بطريقة تفكير وعمل كل شخص تقريبا بات الأمر اصعب واخطر , لكنه لن ينتظر ان يأتي احدهم لمحاولة سلبة مكانة بل سيبدأ هو بالهجوم فقط ليضع خطة مناسبة , لديه حلفاء عرف بأمرهم منذ عدة ايام وهم مجموعة اخري في مكان بعيد , من قد يؤيده علي امر كهذا من اكثر شخص يبغض تلك القوات ولطالما اراد ان يختفي كل ما يهددهم بالخطر , انه ياس وهو صاحب هذا المنزل الذي اكتشف وجودة مؤخراً وانه قام بمساعدة بعض الأشخاص لأيجاد ملاذ آمن يضم عدد اكبر من السكان لكن المقاتلين لديه اقل , يعلم انه لن يقتنع ألا اذا كانت الخطة محكمة ونسبه الفشل بها ضئيلة يعرفه جيدا لأنه كان يقاتل الي جانبة منذ ان كانوا ثلاثة افراد فقط يبحثون في الظلام مثل الجميع ويقضون معظم وقتهم علي الطريق بلا مكان ثابت للمعيشة , هو وجراهام و ريفين , ثم قرر جراهام ان يتخذ مجموعة معه وكلارنس مجموعة اخري بعد ان تعرفوا علي المزيد من الأشخاص اضموا اليهم وبدؤا بتدريبهم , اخذ الأمر يتطور والمزيد من الأشخاص ينضمون اليهم للسكن حتي اضطر كل منهم السيطرة علي مبني او اثنين في مكان مناسب منعزل وبعيد ولا يحيط به الكثير من المباني وهذا جعلهما متباعدين وتقريبا منذ هذا الوقت لم يعد بينهما اي اتصال اغلق كل منهم علي مكانة وقام بتأمينة , لكنه قد يعود اليه الأن ربما هو ايضا يشعر بالتهديد من قبل هذه القوات ويرغب بمحاربتهم , يعلم ان الأمر ليس بتلك السهولة لكن فقط ليحاولوا اثارة بعض الشغب ليدمروا بعضا من مبانيهم وطرقاتهم الجديدة اللامعة التي يتساءل من الذي سيأتي وينعم بها , لكنه يدرك قطعا ليس واحد منهم , لطالما عاشوا في معاناه وما يرغب به هؤلاء هو انهاء حياتهم البائسة او انهم يخططون لكي يعملوا في خدمة من سيمتلكون المدينة فيما بعد , هو لا يصدق حرفا مما يقولون ويحاولون اقناعهم به علي الرغم من ان عدد كبير منهم قد انضم اليهم واستسلموا لكن المشكلة ان احدا لم يعود ليؤكد علي صحة قولهم ان الأمور هناك بخير فكيف باستطاعتهم الأقتناع بهذا , مئات الأفكار كانت تلاحقة وهو يتنقل هنا و هناك ويتذكر انه منذ مدة بسيطة لم يكن ليتمكن من السير بكل هذه الثقة والأطمئنان , لاحظ ان الشمس تغرب وعليه العودة قبل حلول الظلام فتلك الحيوانات تستيقظ في الظلام وهي لم تختفي من المكان بعد , ايضا حتي وصولة الي هناك سيكون موعد العشاء قد حان وهو حريص علي تواجدة يومياً مع السكان وسماعهم وجها لوجه ولن يسمح ان تختفي هذه العادة ابدا , حين بدأ يقترب من المنزل ويعود من جديد مظهر الجبال والشوارع المهجورة الهادئة اخذ يتأهب لأي هجوم لكنه وصل المنزل بلا متاعب ووجد ريفين هناك بانتظارة تقدم نحوه قائلا : ايها القائد اين كنت كل هذا الوقت .
قال السيد كلارنس وهو مستمر في سيرة الي قاعة الطعام : مشاغل يا ريفين كان علي ان ابقي وحدي لبعض الوقت .
: الجميع بانتظارك للعشاء .
ثم اوقفه وحدق نحوه بجدية : لم يحدث وتغيبت عن المكان النهار بأكملة وحدك ايها القائد وهذا يدعول للقلق .. تذكر انك القائد وغيابك ساعة واحدة يشكل خطر ماذا عن النهار بأكملة .

Koedara 19-06-21 06:06 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


لم يكن السيد كلارنس ليجادل ريفين فهو يختلف عن اي شخص هنا ويدرك ان اي كلمة يقولها هي صحيحة وفي صالحة : حسنا يا ريفين اعرف هذا وانني خرجت بدون اخبارك حتي .. سيكون لدينا نقاش مطول فصدقا ثمة ما يشغلني كثيرا ليجعلني اتغيب النهار بأكملة .
: فهمت ايها القائد .
قالها ريفين بنظام ثم عاد لأفراد الحراسة الليلية ليبدأ بوضع الدفاعات علي أهبة الأستعداد وتوجه السيد كلارنس الي العشاء .. وما ان دخل من الباب الكبير وسار نحو مقعده تنهد الجميع براحة انه بخير وعادوا لطبيعتهم بعد هذا التوجس لتأخرة .. جلس السيد كلارنس وهو يمرر بصرة علي الجميع حولة كعادتة ويتأكد ان كل فرد منهم معه : اسف يا رفاق علي التأخير .
قال البعض العديد من الكلمات مثل لا بأس ايها القائد , ما يهم انك بخير , نحن سعداء لأنك عدت , وبضعة اشياء اخري وبقي روبي يشاهد العرض المستمر يوميا امامة وهو يحاول تحديد ما الذي يدفع هؤلاء لحبة والقلق عليه لهذا الحد , فهو يحظي بولاءهم وحبهم بصدق وهذا كان يؤكدة مدي التجهم والعبوس الذي انتاب الجميع قبل ان يدخل من ذلك الباب والحال التي هم عليها الأن وهم يثرثرون معه كالعادة , ربما بصدق السيد كلارنس قائد ناجح الي اقصي حد لكنه لا يري هذا بوضوح لأنه لا يمكن ان يحدث ويتعاطف معه لذا لا يشعر بما يشعرون هم نحوه , لا ينكر ان هناك قائد قادر علي ان يلتزم يوميا بميعاد معين للطعام ويجلس ويستمع الي ثرثرة السكان بهذا الشكل لكن ربما هذا ما يجعله مقربا منهم لهذا الحد , حين جاء مع سيف في بداية الأمر ظن ان هذا الرجل يكرهه كل من في المنزل ويعيشون معه فحسب لأنهم مجبرين وربما لا يشاركهم ادني مجهود للبحث او الأهتمام لمشاكلهم ولايبارح مكتبة سوي يذهب لغرفتة ليبدأ وقتة الخاص بأي شكل كان وفق مزاجة , لكن مع مرور الوقت لا اتضح الكثير من الأمور وان علاقتهم ببعضهم البعض اكثر تماسك من سواهم , هذا لا يعني ان الرجل ليس لديه وقت خاص لا يعرف احد بشأنه ابداً لكنه ليس كما كان يعتقد , لم يعي انه كان يحدق بالرجل كل هذا الوقت سوي حين اتجهت انظارة نحوه وهو يبادلة النظرات الصامتة , نظر روبي في طبقة وانشغل بطعامة وهو يستمع الي احاديثهم معه والغريب انه لا يتلقي اي شكوي او اقتراح علي مائدة الطعام ويسمح بهذا فقط ان ينقله اليه روبي علي الورق اثناء العمل لكنهم وقت العشاء يروي كل منهم كيف كان يومة وماذا فعل وماذا اكتشف ويتعجب انهم امام الرجل يجدون كل يوم شئ جديد يقال , بينما معظم من كانوا يؤيدون سيف هم من المقاتلين وهؤلاء بالتأكيد لا يجلسون معهم علي هذه المائدة لذا يعرف الأن ان مهما فعل سيف لم يكن لينجح في جعلهم ينقلبون علي الرجل , اخذ يتسلي بمراقبة ما يحدث ويقال وهو ينقل بصرة الي كل متحدث ثم الي السيد كلارنس حين يعلق بشئ او يوجه سؤال ما , وحين انتهي من تناول طعامة نهض فجأة ليسود الصمت ويحدق به الجميع مرة اخري بدهشة لم يفهم ماذا يجري هل ارتكب خطأ ما , ووجد نفسه يبحث عند السيد كلارنس عن الأجابة الذي قال بابتسامة يكرهها منه : لقد ارتكبت خطأ .
مرر بصرة عليهم جميعا وشعر انه ابدا لن ينسجم او يفهم هؤلاء , هل هو طقس مقدس ولا يمكن ان يغادر احد قبل ان ينهض قائدهم , لكنه يبقي قائدهم اما هو فليس مدين له بشئ لذا بكراهية نحوهم جميعا غادر المكان تحت نظرات السيد كلارنس الهادئة التي راقبتة حتي اختفي عن الغرفة قال بعدها : سنحتاج للمزيد من الوقت ليتأقلم روبي معنا .. سيكون له وقت لمراجعة قوانين المكان وحفظها عن ظهر قلب .
كان يشعر بداخلة بالغضب الشديد وقد يذهب ويحطم رأس الفتي علي تصرفة المستهتر حتي في وجودة وهذا ما لايجرؤ احدهم علي فعله لهذا قبل ان يحذو احدهم حذوة عليه ايقافة وجعله يعرف حدودة في المكان بشكل اوضح.


Koedara 19-06-21 06:07 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


ومثلما افلت روبي بفعلته مساء كان السيد كلارنس ينتظرة بكل اعصاب باردة صباحا , كان ما يشغل تفكيرة كافياً بالنسبة له وليس في حاجة ليكون قلقاً حيال تصرفات الفتي كذلك لذا عليه وضع حد لأمرة وتصرفاتة , دخل روبي واغلق الباب خلفة وقف يبادل الرجل النظرات وقال السيد كلارنس وهو يمسك بعدة اوراق في يده يراجعها : اتممت عملك البارحة وكان لديك احترام تجاه مسئوليتك سواء كان رئيسك في المكان او لا .
اشار اليه بالتقدم اكثر وترك الأوراق علي المكتب قائلا بنظرة مخيفة : ما فعلتة امس هو خطأ فادح واذا لم تضبط افعالك فسأجبرك علي جعلك تفعل هذا .. او انك اشتقت الي النزول للطابق السفلي يا روبي وايام السجن .
شعر الفتي رغما عنه بقشعريرة تسري في جسدة وشعر السيد كلارنس بأن كلامة يؤثر به لذا اردف يقول : انت تعيش بيننا الأن وكوني اصبحت اعاملك باحترام هذا لأنني اعتبرك واحد منا جدياً لذا اما ان تبادلني هذا التصرف او صدقاً سأتخذ اتجاهك تدابير لن تحلو لك .
تطلع روبي اليه قائلا : لكنني لست مرتاح هنا .. ارغب بالمغادرة .. لا اشعر ان بأمكاني حتي محاولة التمثيل انني استطيع ان اكمل .
نهض الرجل واخذ يحوم حوله وهو لا يحب هذا التصرف الذي يصيبة بالتوتر : اخذت تحدق بي البارحة لوقت طويل وبعدها قررت احراجي امام الجميع .
اقترب منه وهو يهمس في اذنة وتستقر يداه علي كتفية : ام انك ماضياً في خطتك للتخلص مني وكان هذا جزء منها يشغل تفكيرك .
حين حاول الأبتعاد عنه شعر بأصابع الرجل تضغط بقوة ليبقي مكانة : لا افهم ما مدي جدية الأمر بشأن وضعك قوانين حتي للعشاء .. لم اكن علي علم بأنني يجب ان اظل باقياً حتي مغادرتك اولاً .
شعر بأن الرجل يحاصرة تماما في مكانة وجسدة الشبيه بالجدار يسد عليه اي فرصة للتحرر ولا ينكر ان محاولة البقاء قويا امامة هي في طريقها لتتزعزع هو علي علم بأنه قادراً علي تنفيذ كل ما يهدد به , ابتعد السيد كلارنس عن ظهرة وتركة ليعود للجلوس علي مقعدة قائلا : ستنهي عملك واليوم قبل المساء ستخرج مع فرقة البحث وهذا بوجود الحراسة لكي لا تراوغ يا عزيزي .
شعر بالدهشة فهو لا يتذكر متي كانت اخر مرة غادر فيها المكان لكنه لم يفهم ما المغزي من ذلك
: عليك ان تعرف ان ذلك لا اعتبرة عقاب اذا كان هذا ما يجول بخاطرك .
ضحك الرجل : اعرف هذا بالتأكيد وانا لا انوي معاقبتك علي اي حال فسوف تطلع علي قوانين المكان كافة فيما بعد وبعدها حين تخالف احدها يمكنني ان اقول انني اعاقبك ولكن ليس قبل ذلك .. اريدك ان تخرج للبحث وتتابع تدريبك فلن تبقي في المكتب معي مطولاً .. ابقيتك هنا لأضمك للقوات وليس لأخفيك في الظل .
اعترض روبي وهو يرفع صوتة قائلا : لم اعد اتحمل كيف تنظم حياتي .. لن التزم بقانون واحد هنا ولا اريد الأنضمام الي قواتك .. لن يكون لدي ولاء للمكان او لك شخصياً في يوم لذا لن اقاتل معهم .
: لكنك تعيش هنا .. تأكل وتشرب وتنام وترفه عن نفسك هنا .. لديك مسئولية تجاه هذا كله .
: اسمح لي بالمغادرة وسأفعل الأن اريد ذلك اكثر من اي شئ .
: والي اين تنوي الذهاب يا تري .. هل لديك مكان اخر تعرفه .. اصدقاء اخرون في الخفاء .
: لست في حاجة لتوضيح اي امر لك .. ما يحدث في حياتي هو خاص بي ولا اجد مبرر لتدخلك بهذا الشكل .
: يبدو انك لا تفهم ما ورطت نفسك فيه يا روبي .. لقد دفعت ثمن حرية سيف ببقاءك هنا تفعل ما اريد انا .. كان هذا اتفاقنا .. كونك اختلفت معه قبل رحيلة لا يغير من الأمر شئ .. لذا اكثر من اي شخص هنا انت محكوم من قبلي ولن تقوم بتصرف واحد لا يروق لي او يتعارض معي .. سألزمك بهذا بمركزي هنا بقوتي بقوانيني بأي شكل كان .. لهذا عليك التفكير مرتين كيف تريد ان تقضي حياتك .. هكذا ونحن في خلاف دائم ام انك تنوي التعقل لتصبح فتي مطيع وهذا لمصلحتك .

Koedara 19-06-21 06:10 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


كانت كلمات الرجل بنبرتة الواثقة حقيقية لا يستطيع انكار انه يهدد بل هو يتوعدة , نعم لقد اعلن برغبتة انه سيعيش هنا وهو ملزم بهذا الأن لا يحق له الأعتراض او طلب الرحيل او معارضتة حتي لكنه يفعل منذ وقت طويل والرجل يعطية الفرصة تلو الأخري ويعلم ان صبرة سينفد معه في ساعة ما , جلس علي المقعد يقدم للرجل بعض الأوراق قائلا : عليك الأطلاع علي هذا .. السكان يطلبون عمل مسابقة اسبوعية واقامة مباريات للقتال كما فعلت انت .. يبدو انك تعرف ما يروق لجماعتك بالفعل .
قال الرجل وهو ينظر في الأوراق : لم تكن فكرتي بالمناسبة كان اقتراح سيف ظنا منه انه قد يتغلب علي لترحل معه .
: اعرف هذا لكن نظراُ لحالك حتي الأن لا يبدو وانك فزت .. هذا رأيي الخاص وربما رأي قائد قواتك كذلك ولو انه ...... القاه السيد كلارنس بنظرة اخرستة وتفادي التحدث عن الموضوع : بما تقترح اذا وافقنا علي اقامة هذه المباريات تري ماذا يكون عقاب الخاسر .. لما لا نجعل الأمر اكثر حماس ونقوم بوضع حكم الأعدام .. تخيل كيف سيكون النزال بين اثنين يرغب كل منهم في الفرار من الأعدام .
حدق اليه روبي وهو لا يتصور مدي السادية التي هو عليها : انت شيطان .
: انهم قتلة صحيح اليس هذا رأيك .. ومن يطلب اقامة مبارايات كهذه اسبوعية هو مستعد لأي عقاب انا واثق .. يجب ان يكون العقاب قاسياً حتي يعطي الجميع افضل ما لديه ويكون الجمهور راضياً .
: لا يوجد في الأعدام ما هو حماسياً .
: ماذا تقترح اذاً .
: لما انا من عليه الأقتراح لا شأن لي بهكذا امور .
: لن نأخذ برأيك بشكل جدي لكنني احب سماع ما يجول داخل هذا الرأس العنيد .
: لا اسمح لك بالتقليل من شأني يا هذا .. ثم بدلاً من قتل احدهم اسبوعيا لما لا تضع منصب لمن يفوز في النهاية .
: بطولة .. هل هذا ما تقترحة .
: نعم ومن يصل للنهاية بالتأكيد هذا شخص مناسب لينضم الي القوات .
: اضم اكبر عدد من المقاتلين في منزلي بالفعل لست في حاجة لأختبر قدراتهم .
: مع ذلك لا تضم الجميع لقواتك يا سيد كلارنس .. فقط فئه معينة من اختيارك هم من رجال الصف الأول .
: ماذا عن الخاسرون اذا .
قال بضيق : ماذا عنهم .. يعود الجميع الي مكانة العادي لست في حاجة لتؤذي احد او تقتل احد .
: احذرك يا روبي ان بتفكيرك السلمي هذا لن تتقدم خطوة او تتفوق علي احد يوماً ما ولن يهابك احد .. هل سبق وقتلت احد من قبل .
استمر الفتي بالنظر اليه وهو يشعر بالضيق فليس هذا هو ما اراد ان يصل للرجل ليس كونه مسالم لا يرغب بأيذاء احد لكن فقط افكار الرجل تصيبة بالغيظ : لا لم افعل لكنك ستكون الأول وصدقني لن اشعر نحوك بأي شفقة يوماً فأنت في نظري احقر من ان اصنفك شئ ذو نفع .

Koedara 19-06-21 06:11 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


لو انه ثار غضباً وصرخ في وجهه لشعر روبي بالراحة في انه استطاع ان يثير استفزازة لكنه قال بصوتة الهادئ ذاته : ستظل تحلم اذاً ولوقت طويل .. لديك بعض الأعمال الكتابية لذا خذ هذه الأوراق واذهب الي مكانك وباشر عملك في هدوء .

****************

كان الرجل صادقا وفي المساء وجد نفسه ثانية خارج المنزل لا اسوار ولا حراس ليقلق بشأنهم صحيح ان المجموعة التي تتألف من خمسة افراد معه هم جميعا بمثابة حراس ألا ان كونه خارجاً يكفية , لم يعد امر البحث عن الطعام بهذه السهولة مثل الماضي لقد تضائل عدد الأماكن التي كانت متاحة للبحث فيها منذ ان قاموا بتدمير معظم المباني في المدينة , لأن المدة التي بقي فيها في المنزل كانت طويلة فقد انشغل بمراقبة كل ماهو حولة جديد وكم الأضواء هنا وهناك وشعر كما لو انه لم يسير علي نفس هذا الطريق يوما , لم يكن علي معرفة وطيدة بالأخرين معه بالكاد يعرف اسمائهم لكنه منذ ايام كان قد بدأ يتحدث و "دي" وهو الشخص الوحيد الذي شعر نحوه بالألفة نوعاً ما وبقيتهم لم يشجعة اي تصرف منهم علي ان يبذل ادني مجهود للتعرف بهم , قال اليه فجأة ومن الجيد انه قائد المجموعة واكبرهم كذلك لذا لن يجرؤ احد علي معارضتة : ماذا لو انني ذهبت في هذا الأتجاه لأتفقد الأرجاء وحدي .
: لا تمزح فأنت تعرف الأوامر بشأنك .
: اعدك لن اذهب لأي مكان الا لو قررت ان انتظر الموت البطئ وسط هذا المجهول .. لن اسبب لك المتاعب يا دي ثق بي ستعود مجموعتك وانا معكم كما غادرنا .
كان يستطيع الوثوق به ملامحة الهادئة وهو يقول هذا لم تدل علي نيته في الذهاب لأي مكان كذلك هو محق من الصعب ان يهرب لأي مكان الأن : سأمنح الجميع عشرة دقائق وحدة للبحث .. علي الجميع العودة الي هنا بعد انتهاء المدة سنلتقي في هذا المكان .
كان روبي يبحث عن الأشخاص ذو المناصب للأستفاد منهم في هكذا مواقف ولم يضيع لحظة من العشرة دقائق التي منحها له ذهب في طريقة يشعر كم هو حر التصرف الأن فعلياً لا احد يراقبة او يضع له عوائق ورفض , جدياً اذا ما حاول الهروب منهم فألي اين يكون هذا من الصعب الوصول لأي مكان من الأفضل ان يحترم كلمتة ويبحث مثلهم وحدة ويتجول قليلاً ربما لن ينال فرصة مثل هذه الا بعد وقت طويل , ما جعله يطلب هذا من دي هو ما اثار اهتمامة بعيداً لقد رأي ضوء ساطع يومض في لحظة وانطفأ سريعا ويبدو ان احداً ممن معه لم يلاحظ الأمر , لم يتمكن من تجاهل فضولة ليعرف ماذا يحدث هكذا استمر بالسير وهو يبتعد عن المباني الجديدة ويعود الي القديمة المبينة علي طريق غير مستقر بعضة مرتفع وبعضة مائل للأسفل قليلاً والظلام كان يزيد من صعوبة الأهتداء لمكان ما

Koedara 19-06-21 06:13 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


يكون قد تخيل لكنه لن يقضي بقية ايامة في كلمة ربما او ليتني ذهبت الي هناك , يصل لأنفة رائحة اخشاب مشتعلة وكلما سار اكثر كلما بدأ ضوء النار يتضح حولة ويسمع تلك الهمهمة الغير مفهومة , اختبأ مسرعاً خلف الجدار وهو يشعر بالبرودة اكثر هنا لوجود انخفاض للأرض يغرقها الماء و يكفي ليجعل المكان اشبة بالبحر خلف المبني يسكنه علي السطح الكثير من النفايات والخردة وهو عميق لدرجة ان يغرق فيه شخص بسهولة لذا لا يقترب الكثيرون لهذا الطريق , انهم العصابة ذاتها التي خطط السيد كلارنس لمهاجمتهم منذ وقت طويل وكانوا السبب في موت ماي , كيف تمكن هؤلاء من البقاء هنا كل هذا الوقت , كان نحو ثلاثة اشخاص ملتفين حول النار يثرثرون وعلي الأرجح ان المبني بأكملة يضم اخرون وهم يحتلونة الأن , سيهاجمون الجميع بلا تمميز والهدف هو كل ما يملكة الأخرون ثم ينقلبون علي بعضهم البعض خلال وقت قصير , كان في حاجة للتراجع هذا امر يجب الأبلاغ عنه ثم وهو في طريقة يسرع خطواتة كان يحاول تحديد الهدف الذي من اجله سيخبر السيد كلارنس بأمرهم , كلا ليس عليه فعل ذلك ليتركهم في المكان حتي يقتلون كل يوم احد رجالة او اياً من الأفراد التي تخرج للبحث علهم يقضون عليهم جميعاً مثلما فعلوا ب ماي وربما يهجمون علي المنزل بهدف السرقة كذلك فهم الأقرب لهم وعلي الأرجح يضمون اعداد اكثر كل يوم لهذا الغرض , ليتركه اذاً ويكون وحده من يعرف بالأمر ليسبب له بعض التشويش في حياتة الهادئة , صحيح ان هؤلاء لا يشكلون خطر علي منزل السيد كلارنس نظراً لقواتة هناك لكنهم بالتأكيد سيتسببون ببعض الأضرار حتي يصل اليهم ويعرف مدي السعادة التي سيكون عليها حين يقضي عليهم لأجل ماي , عاد الي نقطة الألتقاء وحين عاد الجميع كذلك تحجج انه لم يتمكن من العثور علي شئ اثناء البحث لأنه بالفعل لم يخرج منذ وقت طويل ولا يعرف الأرجاء حوله ولم يعلق احد كان دي مرتاحا انه بالفعل عاد والتزم بوعده اليه , هكذا بقية اليوم كان يشعر ببعض الحماس بداخلة في انه يعرف بسر خطير لا يعرفه احدهم وعلي خلاف اي يوم كان يستمع الي ثرثرتهم علي العشاء وهو يتخيل بعضهم يتم خطفة واجبارة علي الأنضمام الي تلك العصابة او البوح بشئ ما عن المنزل ليسهل الهجوم عليه وبعدها قتلة ببساطة , قد يشك السيد كلارنس بعدها ان احبائة اللذين يعيشون تحت حمايتة يرحلون ويقوموا بخيانتة او ربما ينضموا لتلك القوات لن يعرف ابداً ما حل بهم سوي حين يدرك بأمر وجود هؤلاء , لولا هذا الضوء الساطع الذي خطف بصرة لما اهتدي لمكانهم ابدًا فقد اختاروا مكانهم بمهارة شديدة ليظل مختبئ عن الأنظار تماما , ذهب الي النوم تلك الليلة وهو يشعر بالسعادة ويحلم ان يتحول هذا المكان الي حطام بأي شكل كان عن طريق تلك العصابات او هذه القوات لا يهتم فقط ليسقط السيد كلارنس وهذا يكفيه .

Koedara 19-06-21 06:28 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


الفصل 25

مرت عدة ايام متشابهة بعد تلك الليلة الا ان السيد كلارنس اصبح يتغيب كثيراً عن المنزل ولا يغادر بصحبة احد ولم يمنعه من هذا اصابة ساقة التي مازال يسير عليها ببعض الصعوبة لكن امر ما يشغلة لم يفصح عنه بعد لأحدهم حتي لريفين , يشعر روبي هذه الأيام انه يراقبة عن كثب اكثر او انه يتخيل الأمر كونه ينتظر بشغف حدوث شئ ما , يتابع معه تدريباتة ويؤكد عليه انه يبلي حسناً وعلي الرغم من ذلك يمنعه من المغادرة والمشاركة في اي نشاطات خارجا , الا انه وافق علي اقامة تلك المباريات القتالية كما طلب السكان وحتي الأن لم تقام سوي مباراة واحدة اظهرت كم ان هؤلاء قتلة حقيقيون لا رحمة في قلب احدهم فقد كان قتال دموي لم يعترض عليه احد بل اخذ الجميع يردد بقتل بعضهم البعض والأستمرار اكثر بعد ومن المرجح ان مباراة كهذه ستقام نهاية الأسبوع وكل نهاية اسبوع كما وافق السيد كلارنس , وتأكد ان هذا ما يطمح في ان يصل اليه روبي ولهذا يقوم بالأشراف علي تدريباتة شخصيا ليتعلم اسرع يعلم انه يريد ان ينزع منه اي مشاعر للشفقة او التردد بشأن خصمة اياً من كان , لكن روبي لم يكن يشعر بأن هذا منطقي كونه يقدم علي قتل احدهم بدون تفكير كلا ولهذا لا يمكنه ان يتوافق معهم تحت اي ظرف , بينما السيد كلارنس الذي يشعر بالخطر يحيط به بدون سبب واضح كان يحاول البحث عن خطة محكمة يقتنع بها هو اولاً ولهذا يجوب الشوارع المحيطة بالمنزل يطلع علي الأوضاع بنفسه , لم يستغرق سوي ساعة واحدة وعاد ثانية الي مكتبة , حين دخولة كان روبي يقف ينظر الي صورة مرسومة بأتقان باليد للسيد كلارنس وعليها توقيع لشخص لا يعتقد انه يعيش معهم هنا لكنه حول انتباهه الي باب المكتب الذي فتح , راقب السيد كلارنس الذي توجه ليجلس خلف المكتب يطلع علي الأوراق كالعادة قائلا : اجلس فلديك بعض
العمل .
نفذ روبي الذي قال وهو يراقبة : اتسائل عن السبب الذي يجعلهم يحبونك لهذا الحد يا سيد كلارنس .
رفع الرجل رأسة عن الأوراق : وقت العمل ليس للدردشة .
: بقيت ساعة في المكتب لا افعل شئ بعينه لأن الرئيس ليس هنا بل قرر ان يستنشق بعض الهواء في الخارج ولم اتذمر .. لن يؤخر العمل دقيقة بعد لسؤالي .
: لو انك لا تملك هذا اللسان السليط لأحببتك اكثر .
: لا اريد محبتك يكفي ان تفعل هذا مع سكانك هنا .
: سبق واكدت انك احد السكان هنا .. وهم يحبونني يا روبي لأنني اوفر لهم شئ شديد الأهمية معظمهم كان يفتقد اليه .. وهو الأستقرار .. ولهذا اقاتل باستماتة ويصبح اي شخص يرغب بالأقتراب من هذا المكان عدو .. لأجلي ولأجلهم انا احب من يعيشون معي ابادلهم ما يشعرون به نحوي .
: انتم قتلة اتعجب ان كان بأمكان احدكم ان يفهم شئ عن الحياة الواقعية .
: ليس جميعهم كذلك .. من تتحدث عنهم هم المقاتلين لكن لنتذكر ان هناك اناس عادية تعيش بيننا لا يعرفون شئ عن القتال او العنف .. يريدون فقط العيش بأمان .. لدي جوانب جيدة يا عزيزي لكنك لن تمحي صورتك السيئة عني علي اي حال .
اشار روبي الي الصورة المعلقة قائلا : من اذاً ضيع وقتا من حياتة ليقوم برسمك .. هل هي احدي حبيباتك كما هو الحال .

Koedara 19-06-21 06:29 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


ابتسم الرجل : ما زلت تفهمني بشكل خاطئ .. ليس كل فتاة سألقيها بكلمة حلوة يعني ان بيني وبينها شئ ما لكن تلك طريقة تعاملي مع النساء هذا يسمي فن التعامل معهن .. من اين لك معرفة امر كهذا علي اي حال هل سبق وغازلت فتاة من قبل .. اراهن انك لم تنظر لأحداهن في العينين حتي .
هاجمة روبي بعصبية : لا تتحدث عني وعن اشياء تجهلها .. ثم ليس الجميع رائق المزاج ويجد الوقت مثلك لتلك التفاهات هناك ما هو اهم .
استمر السيد كلارنس في التحديق به لوقت ثم قال بنبرتة الهادئة : رسمتها فتاة نعم انت محق .. لكن العلاقة التي كانت بيني وبينها هي ما لن تتخيلة عني ابداً فقد كانت مثل ابنتي ولدت هذه الفتاة علي يدي وماتت والدتها فور ولادتها .. لم تسنح لها الفرصة لتنظر في وجهها حتي ولم اعتقد انني سأنجو او الفتاة .. كنا نهرب في ذلك اليوم وسط الطقس الصعب الملئ بالأمطار والرياح و من القتلة ولم يكن من مكان مهيئ ومناسب لتولد الفتاة في بيئة صحية ومناسبة .. ولم تساعد صحة والدتها المتدنية في ان تصمد .. لذا اهتتمت ان تصبح فتاة قوية وقد كانت بدون حتي ان ابذل جهد لهذا فقد كانت كذلك بالفطرة وفي سن صغيرة كانت تجيد استخدام الكثير من الأسلحة .
: مازلت تحاول تحسين صورتك امامي وكم انك انسان .
: لم اعد اهتم في الواقع كيف تراني .
: اذاً هذا هو الأمر الذي لم تطلعني عليه حين سألتك لما تراجعت عن اعدام سيف علي ذكر كونة لدية ابنه .. تلك نقطة ضعف يا سيد كلارنس لم يكن عليك ان تخبرني بها .
: لا أؤمن بأن لدي نقطة ضعف يمكنني البوح بكل ما يجول بخاطري امام الشخص الذي يروقني تبادل الحديث معه وحينها لن اقلق بشأن ما سيحدث وانا اثق بك يا روبي ان لسانك هذا لا ينقل كلمة واحدة مما يقال بيننا هنا والا لبقيت جالساً هناك في تلك الزاوية عند مكتبك الصغير تعمل بصمت .
ناولة السيد كلارنس بعض الأوراق الفارغة ونهض وهو يمسك بالبعض الأخر قائلا : لنعود للعمل اذاً .
راقبة روبي وهو يبدأ بالسير جيئة وذهابا استعداد ليملي عليه بعض الأشياء لكتابتها : اذاً ماذا حل بها فتاتك هل ماتت .
القاه السيد كلارنس بنظرة لوم : توقف عن التحدث معي بتلك القسوة كأنني من صخر ولا اتأثر .. لم تمت بل منذ انقلاب الأوضاع اختارت الذهاب في طريقها وحدها وحتي الأن لم اتمكن من العثور عليها لكنني لست قلقا عليها اثق بها واعرف ان بأمكانها تدبر امورها .
كان يعلم انه يكذب لأنه للمرة الأولي يلمح تلك النظرة الحزينة في عينية التي تتسم بالقسوة في الكثير من الأحيان ولا تلين ملامحة بهذه الطريقة سوي نادرا , لكنه لم يسأل عن شئ بعد واخذ يجاري الرجل في تدوين ما يلقية عليه حتي ساد صمتة فجأة ووجدة يمسك وجهه بقبضتة ويدفعة للنظر اليه مليا : عيناك تلمعان هذه الأيام بشكل واضح وكأن امر ما يسعدك يحدث .. انت غريب منذ بضعة ايام .
اشعرة هذا بالأرتباك والرجل يأخذة علي حين غرة هكذا ويضغط عليه ليحاول اقتناص الكلام منه
: انت تتوهم هذا ما الذي قد اجد السعادة بشأنة في هذا المكان .
لم يترك الرجل وجهه ليجبرة علي عدم ابعاد عينية عنه حتي يلمح طيف كذبة فيها : ربما ليس في المكان وهذا ما يخيفني .


Koedara 19-06-21 06:30 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


كيف يعرف الرجل انه يخفي شئ ما عنه , كيف شعر بذلك , كان يراقبة بدون ان يشعر ونسي روبي انه يستطيع ان يقرأه حتي من بعيد , لكنه لم يتصرف بغرابة علي عكس المعتاد او ما شابه ولا يعتقد ان عينية تحمل اي نظرة سعادة كما يزعم , سمع صوتة فجأة يهمس اليه بنبرة لطيفة : انت متعب يا عزيزي .. يبدو عليك الأرهاق الشديد وانت تتسبب لنفسك بهذا .. لو انك فقط تتوقف عن التفكير قليلاً وتهدأ .. انت لست في ساحة حرب ونحن لسنا اعدائك وكل من يتعرف اليك يحبك ويقتنع انك فرد منا .. عدا انت الوحيد الذي لا يري هذه الحقيقة .
وجد روبي نفسه يقول بالهدوء ذاته وكأن الرجل يرسل اليه هدوءه واسترخاءه : انا لا اخفي شيئاً ولا يوجد ما تغير بشأني .. وكذلك ابذل جهداً لأتأقلم مع الجميع هنا .
لا يعرف كيف يشعر بأعصابة هادئة هكذا فجأة علي الرغم ان من يقف امامة هو اكثر من يثير اعصابة ويجعلة ينفجر غضبا لكن طريقة الرجل في التحدث ووتيرة نبرتة تنجح في السيطرة علي حالتة المزاجية وربما هذا شئ اخر يملكة السيد كلارنس وهو تأثيرة بالأخرين : ارجو يا روبي ان تخبرني بأي امر قد تعرفه .. جميعنا نعتمد علي بعضنا البعض هنا وليس لأنك تكرهني ستسمح ان يتأذي احد اخر او المكان .. صحيح .
لا ليس صحيح فهو كما قال يكره المكان والسيد كلارنس وكل الأخرين معه علي الرغم من كونه محق لأنه اصبح يشكل الكثير من الصداقات هنا لذا بدون ان يدري هو ينساق مع الحال ويتعود علي العيش معهم , هل يخبرة بأمر تلك العصابات القريبة منهم لكن شئ لم يحدث بعد ولم يقترب احدهم من المنزل : لما تسألني عن هذا يا سيد كلارنس هل حدث شئ ما .
: نعم لقد اكتشفنا خيانة احدهم هنا وسيتم اعدامة غدا .
نهض روبي فجأة وهو يحدق للرجل بدهشة : ماذا فعل .. اي نوع من الخيانة هو .
: تعلم ان تلك امور لا شأن لك بها .. لكنها خيانة لنا جميعا بها خطر ان يهجم احدهم علي المنزل .
: تعني انه ذهب لجماعة اخري .
: من اين لك ان تعرف بوجود جماعات اخري .
عليه الحذر ربما لا يوجد خائن او اي شئ والرجل فقط يحاول ان يوقعة ليجعله ينطق بما يود سماعة منه , لكنه استمر في حديثة سريعاً لكي لا يعطي الرجل انطباعا انه يفكر : لا ادري انا اسأل .. ماذا فعل يا سيد كلارنس .
: انه يسرق الأسلحة من المنزل ويعطيها الي بعض الأشخاص في الخارج وهؤلاء في الخارج مجموعة افراد مشردة لا تريد ان تعيش مثلاً في منزل مثلنا لكي لا يتقيدون بقوانين او نظام بل يعشقون العشوائية والفوضي .
: لما قد يفعل احدهم شئ كهذا انت توفر للجميع كل ما يحتاجون اليه .. ماذا سيجد عند اشخاص اخرون .
: اتسائل ايضا عن السبب .
ثم اقترب منه وهو يؤكد علي كلماتة بنظراتة ونبرة صوتة : لكنني استطيع ان اكشف الخائن بيننا واسرع مما تعتقد .. ربما ظن انه يلعبها بذكاء لكن يا للأسف هو يفعل ذلك مع الشخص الخطأ فأذا كنت اهتم بهذا القدر لأمن من يعيشون معي فأنا اعاقب الخائن بالقدر ذاته .
كل كلمة يقولها موجهة نحوه يعرف ويشعر بالأمر , يرسل اليه انذار بطريقة غير مباشرة وقد ينتظر منه ان يفهم ويقول ما يخبأه لكنه يعرف انه لن يمنحة وقت طويل , وحين عاد الرجل الي الأملاء عليه ثانية انشغل بعمله ولم يكف عن التفكير هل يخبرة ام لا .

Koedara 19-06-21 06:31 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


امر الشخص الخائن كان صحيحاً وفي اليوم التالي وجد السيد كلارنس يطلب منه ان يرافقة الي غرفة الأعدام , لا يعرف ما شأنه هو بأمر كهذا فهو بعيد تمام البعد عما يحدث بين القوات بصدد هذه الأجراءات : لما تريد مني ان افعل هذا .
: اريدك ان تكون هناك يجب عليك ان تعتاد الأمر ولكي تفعل عليك مشاهدتة بقلب قوي هكذا يصبح سهل مرة تلو الأخري .
: ابداً لن اقتنع بطريقتك في اعدام احدهم يا سيد كلارنس ولا اريد ان اكون هناك .
: هل انت خائف .. هل تشعر بالخوف مما ستراه هناك .
: اعتقد انها وحشية منك ما تمارسة علي المجرمين .
قال الرجل بنبرة اصرار كأنه يدافع عن وجهة نظرة : جريمتة تستحق قسوة اكبر من هذه .. لقد خان المكان الذي يأويه وكاد ان يعرضنا جميعاً لمصير بشع .. اذا ما تعرضنا لهجوم مباغت لتدمر المنزل وربما قتل الكثيرون لا اعرف بعد ما عدد هؤلاء ولا مدي قوتهم .. وهو يرفض التحدث والأعتراف .
: قم بتغيير طريقة اعدامك لهم .
نهض الرجل وسار بحزم واخذه معه في طريقة : اطبق فمك وراقب بصمت .
شد قبضتة عليه لكي لا يذهب لأي مكان واعترض روبي بضيق : لا اريد ان اري هذا لا يمكنك ان تجبرني دعني اذهب .
: انت في حاجة لشئ يشجعك علي اكتساب بعض الجرأة .
: اصر ان مشاهدة امر كهذا لن يضيف الي شئ .. دعني وشأني يا سيد كلارنس .
بدا الرجل وكأنه لا يصغي ولا يهتم لوجودة , وفي الغرفة ذاتها التي يدخلها للمرة الثالثة كان ثلاثة رجال من حراس السيد كلارنس والرجل الذي يترنح واثنان يعرفهما جيدا يمسكان به ووقف كما طلب منه يراقب بصمت , وقف السيد كلارنس في مواجهة الرجل رأسة يعلو الجميع ويضيف علي المكان هالة من الهيبة والقوة , قام بتسديد لكمة للرجل الذي لم يكن في حاجة لها لأنه يبدو قد نال نصيبة من الضرب مسبقا : الم تتعقل بعد وفكرت في اخباري بشأن من ذهبت ونقلت اليهم السلاح .. امامك دقيقة اضافية وبعدها لا تلوم سوي نفسك فحسب .
لم يكن روبي يعلم هل السيد كلارنس صادق اذا ما تحدث الرجل واخبرة بالحقيقة هل سيطلق سراحة يثق ان هذا ما يقلق الرجل ايضاً ويمنعه من البوح بكلمة لأنه في الحالتين ميتاً لا محالة لذا ليموت ويتركه يتعذب ويحل المشكلة بنفسه , من يراهم في السجن هم هؤلاء الثلاثة اللذين يعرفهم جيداً حراس السجن وهم لا يشاركان احد اي شئ او يهتمان لأي امر اخر خارجاً , بأشارة من يد السيد كلارنس شغل احدهم الآلة العملاقة وهدر صوتها الثقيل المزعج وساق الرجلين الأخران الرجل المخدر اليها وراقب روبي وهو يحبس انفاسة وتذكر مشهد سيف وهو هنا يجري معه ذات الموقف وكيف اعترض وصرخ وحاول ايقافهم باستماتة بينما الأن يقف صامتاً خاضعاً لأمر السيد كلارنس الذي يحرك كل الأشياء حولة بمزاجة لكن يبدو ان الرجل خائن بالفعل وربما يستحق القتل لكن ليس بتلك الطريقة البشعة التي لا يعلم من اين جاء هذا الرجل بفكرتها وهذا يؤكد ان كل ما بداخلة شر فقط , لم يستغرق الأمر سوي لحظات لم يسمع فيها احد سوي صرخة مفزعة من حلق الرجل الذي ربما لم يكن واعيا الي ما هو مقدم عليه سوي متأخرا

Koedara 19-06-21 06:32 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


انتبه روبي الي خفقان قلبة السريع يسمع صوتة يطن في اذنية و يخشي ان السيد كلارنس يسمعة كذلك , وصلت رسالتة الصامتة بدون ان يفتح فمة بكلمة هو فقط يريه كيف سيكون مصيرة ولأنها المرة الأولي التي يري فيها عملية الأعدام من بدايتها لنهايتها سيطر عليه الخوف وشعر بجسدة بارداً فجأة ولم يتمكن من قول كلمة او تحريك قدمية ليغادر المكان حتي والرجل يقف امامة يحدق به وينتظر اي ردة فعل , رفع وجهه لمواجهتة وكانت عينية القاسية كما عرفها دوماَ سعيدة بما يري علي وجهه وتأثير ما اتي به الي هنا خصيصا ليوصلة اليه , نجح في زعزعة تماسكة وقوتة التي ظن انها لن تضعف امام الرجل كما ظن ان بأمكانة التلاعب به وخداعة لكنه يدرك يقينا الأن ان هذا محال : هذا ما عليك ان تتعود لتراه هنا وتوافق عليه مثل الجميع وتكون مستعد لتلاقية كعقوبة اذا ما اجرمت .. هذا ما جئت بك الي هنا لأجله .. يمكنك العودة لغرفتك الأن .
وضح السيد كلارنس بنبرة خشنة ووجهه خاليا من اي تعبير , حاول روبي مجادلتة لكن لسانة لم يجارية كالعادة فقد اتخذ السيد كلارنس شخصيتة التي يعرفها جيدا وكم يستطيع في لحظة ان يتحول من الشخص الذي يجلس يدردش معه في المكتب الي هذا الذي يقف امامة يطل من عينية الشر والوحشية , وجد افضل حل هو مغادرة المكان كما طلب منه قبل ان تزول تلك الفرصة في الوقت الحالي لكن صوتة القوي اوقفة مكانة بأمر : لا تتأخر علي العشاء .. لا اعذار كما تعلم .
لكنه ظل علي منضدة العشاء شاحب الوجه جامد التعابير وهو يري مدي النفاق الذي يتعامل به الرجل معهم ويعرف ان اياَ ممن يضحك في وجهه الأن بطيبة قد يأتي الغد ويكون هناك امامة في تلك الغرفة الباردة يقوم بتحضيرة ليقطعة بأعصاب مسترخية , نقل بصرة اليه فجأة بقوة قائلا : لما لا تنهي طعامك يا روبي انت لم تمسه حتي .
ازدرد روبي لعابة وقال بصوت مبحوح ربما لم يسمعة الرجل الذي يصر علي ان يكون مكان جلوسة هو المقعد الي جوارة تماما : لست جائعا يا سيد كلارنس اشعر بالتعب قليلاً .
رمقة بنظرة ذات مغزي وابتسم السيد كلارنس لهذه الحال التي نجح واعادها اليه وكيف انه اذا اراد ان يسلبة راحتة وهدوءه هو قادر علي ذلك ببساطة , ومثلما هو يتصرف الأن بتلك العفوية والبساطة قال بصوت ناعم : اطلع روبي علي القوانين يا جماعة لهذا لم يترك المكان ويذهب بقلة ذوق مثلما فعل سابقاً .
ثم استثناه بالحديث قائلا بذات الصوت الدافئ : يمكنك الذهاب لغرفتك لترتاح فنحن لا نعذب احد او نجبرة علي شئ كما تعلم .. صحتك تهمني اكثر بالتأكيد مثل الجميع .
حدق اليه روبي وهو يشعر بغضبة يتزايد كيف يمثل ببراعة وكيف يصدقونة كالبلهاء لكنه غادر العشاء وتركه يصب في اذانهم كلماتة المطمئنة وانصاتة المهتم , لم تكن ليلتة هادئة ابدا تلاحقة الأفكار ولا يثبت علي قرار بين ان يخبر الرجل بما رأه او يظل صامتاً , ما الأفضل وهل الرجل يعرف بالفعل انه يخفي عليه شئ ام انه تمادي معه حتي قرر الرجل ان يوقظة مما هو فيه و يذكرة بما هو قادر علي فعله , لا ينكر انه في الأونة الأخيرة اصبح اكثر جرأة معه وان الرجل ترك له مساحة لهذا لكن يبدو ان ثمة شئ تمادي فيه روبي فقرر معاقبتة او تحذيرة بصمت فقط او انه بسهولة يستطيع الشعور انه يخفي شئ وهذا الشئ يجلب الخطر علي المنزل , يكون مصيرة حينها مثل هذا الذي توفي منذ ساعات فحسب , ولم يتمكن من ان يغمض عينية وهو يشعر يقينا ان الرجل سيأتي للغرفة في اي لحظة كما الحال سابقا لا يهم ماذا سيفعل لكنه سيؤذية لا محالة , بينما كان كل ما يشغل بال السيد كلارنس هي تلك البرقية التي ارسلها لمنزل ياس وينتظر منه رد في القريب العاجل وربما يقرر غداً ان يرسل بعض الرجال من النخبة ليقوموا بتمشيط المنطقة حولهم علي نطاق واسع يشمل اماكن جديدة لم يصلوا اليها منذ مدة بعيدة حتي يطمئن ان احداً لا ينصب لهم كميناً ويعد لهجوم قريب , لا يمكنه ان يترك الأشياء تنسل من بين يدية عليه ان يري بوضوح اذا كان ثمة مشكلة او لا لن يتمكن من الراحة سوي حين يملك دليل ان كل الأمور علي ما يرام .

Koedara 19-06-21 06:35 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


كان ياس مستغرقاً في قراءة البرقية التي وصلت اليه منذ عدة ساعات ولم يصدق انها من كلارنس الذي حين قرر ان يخبرة انه مازال علي قيد الحياة وامورة بخير يطلب منه الأنضمام اليه في شن هجوم علي تلك القوات او محاولة تحطيم بعض من منشأتهم الجديدة وبتلك الطريقة يدركون انهم ليسوا علي استعداد للتخلي عن مكانهم باي شكل , لطالما كانت الفكرة تراودة لكنه شخص لا يحب هذا الأسلوب ليدفع بعدوة الي الأنتقام منه , وفي وقت كهذا وهم يحاولون جدياً ان يصلوا لحقيقة تلك القوات الأجدر بهم ان يتعاملوا بأسلوب محترم , وضع الورقة علي المكتب وهو يتنهد بتفكير لم يكن لدية استعداد لمهمة كهذه في الوقت الحالي لذا سيأخذ وقتاً للرد علي كلارنس الذي لم يراه منذ وقت طويل ولا يعرف ما مقدار قوة مقاتلية وما يملك من اسلحة لكن تأكيدة علي انه مستعد لهجوم كهذا يعني انه يملك كل ما يحتاجون اليه , وجد من يطرق الباب فجأة بأصرار وسمح بالدخول , كانت زينا التي قالت بعضب علي غير عادتها : لايمكنني ان اظل كل هذا الوقت بلا تدريب وبلا خروج للبحث وبدون فعل اي شئ .. لما يجب ان تقيد حريتي .
حاول ياس الفهم : بروية يا فتاة .. ماذا حدث .
جلست علي احد المقاعد وقالت بيأس : انها الونا تمنعني من القيام بأي شئ هنا او المشاركة في التدريبات او الذهاب للبحث .. هي تكرهني للغاية ولا افهم السبب فأنا بالكاد اعرفها .
نهض ياس في طريقة للخارج ورافقتة زينا وهو يقول : هدئ من روعك يا فتاة .. يمكنك ان تشاركي في كل امر هنا .. سأتكفل بأمر الونا لا تقلقي .
قالت الفتاة بمرح وهي تركض في طريقها : شكرا لك يا سيد ياس .
ابتسم الرجل وهو يفكر بأمر الونا لما عساها تكرهها فهي منذ اتت الي المكان لم يقابلها احد الا واحبها فهي ودودة للغاية ومرحة وحديثها دوما لطيف وتتحلي بروح مرحة حتي في غضبها لا يمكن ان يكرهها المرء لكنه يعرف الونا جيدا فهي علي نقيضها تحب الجدية وتهتم للعمل فقط ولا وقت لديها للثرثرة او المرح ويجد نفسه يفكر لما عساها تهدر شبابها في تلك الصرامة الشديدة فهي كفتاة جميلة للغاية ولديها الكثير من الطيبة والتعاطف بداخلها ربما لا تدركها لكنها تتصرف بها في ظروف طارئة مع الأخرين لاينكر مدي اهميتها في خطوط قواتة كمحاربة وربما تتفوق بهذا علي الكثير من الرجال لكن لما لا تعود احياناً وتعيش بشخصيتها الحقيقية لكنها تبقي افكار في مخيلتة علي الرغم


Koedara 19-06-21 06:36 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


من الصداقة التي تجمع بينه والونا وبينهما صراحة في الكثير من الأمور الا انه لا يملك الجرأه ليناقشها بشأن حياتها الشخصية , لكن الشخص الذي يبحث عنه الأن في الأرجاء ربما هو الوحيد الذي يهزم الونا ويدفعها للنزول من جبل عنادها الشامخ ويدفعها لفقدان اعصابها والصراخ بجنون لتثبت وجهة نظرها او تحاول التفوق عليه في اي نقاش وهو سيف الذي يغادر كثيراً هذه الأيام وحده وبعض الأحيان ترافقة ابنتة وهو قلق من الأمر ماذا اذا كان يحاول المغادرة ويدبر امورة في الخارج يعرف جيداَ ان من بين الجميع هنا لا يمكنه السيطرة علي سيف او افعاله او معرفة ماذا يفعل في الخارج وحده لذا كان الوقت قد حان ليقيدة بالطريقة , وهي منحة رتبة ما للقيادة ليلتزم ولا يجرؤ علي المغادرة ويكف عن التصرف بغموض , يعرف انه يرفض هذا الأمر ليظل حر التصرف كما هو الحال الأن ولطالما فعل فهو يكره التقيد لكن الأمور تختلف الأن , بحث هنا وهناك وسأل البعض حتي عثر عليه في غرفة تدريبات التصويب وهو يطلق النار علي الأهداف ونظرة تجهم تلازم وجهه وكأنة يتمني ان يفعل هذا علي شخص حقيقي بعينه .
اقترب منه ياس وهو يقول : تبدو جاداً يا صديقي .
انتبه سيف لوجودة وعاد للنظر الي اللوحة امامة وهو يقيم اهدافة التي لم تخذلة وتؤكد ان مهارتة العالية في التصويب لا تزال معه : احاول ان افرغ طاقتي علي اي شئ كما تعلم احدهم يتمني حبسي هنا ويمنعني من الخروج لأي قتال .
اجبرة ياس علي ترك السلاح ودفعة برفق في طريقة ليغادرا الغرفة وقال بأريحية : هذه ليست اوامر قمعية لكنك تعلم انها لصالحك فأنت لا تزال بذراع واحدة لا فائدة من استنزاف قوتك اكثر بعد .
: لاتعاملني كما لو انني عاجز يا ياس لقد شفيت تماماً .
: شفيت لكنك تغادر وتعود وقتما يحلو لك اتعجب يا سيف لما انت منزعج .
: ارغب بالمشاركة معهم.. ارغب بالعودة للذهاب والبحث وفعل كل تلك الأشياء .
: كلا لم يعد بأمكانك هذا بعد الأن .
اوقفة سيف وهو يحدق اليه بجمود : ماذا تعني يا ياس .. اذا كنت تخطط لشئ عليك اخباري به لا احب المفاجأت تعلم هذا .
: تعرف ما اقصد تماما .. لم يعد يليق بك كونك شخص عادي بينهم لا احد يقتنع حتي بتلك الشخصية التي تتعمد ان تظل عليها .. اصبح مركزك اكبر من هذا يا سيف بعد كل ما مررت به وخبرتك القتالية لم يعد بأمكانك سوي ان تحتل مركز قيادة .
: انت تحاول ان تضيق الخناق علي اكثر .. اخبرتك من قبل انني ارفض هذا .. لن انجح ابدا في مركز قيادة انا فاشل في امر كهذا اعرف نفسي جيدا اجيد العمل وحدي لكنني لن اكون مسئولا عن فريق ما .


Koedara 19-06-21 06:37 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


: هيا يا سيف انت فاشل في الكذب اكثر .. كأنني لم اراك تقود فريق من قبل .. لكن اختلف الأمر الأن ولم تعد ملك نفسك ولم تعد قوتك لك وحدك .. اصبحنا اقل عدداً والخطر اكبر لذا نضم مقاتلين جدد علي الدوام و اجبرك الأن ان تتحمل مسئولية القيادة .
كاد سيف ان يعترض ويقول شئ ما الا انه سبقة قائلا : كلا ليس لديك خيار الرحيل حتي .. نحن بحاجة اليك لست شخص عادياً بسهولة قد اجد له بديل تملك كل المقومات التي نحتاجها لأي قتال .. لولا انني بهذا القول لا اقلل من شأن قوات الصف الأول لدي لقلت انك افضل مقاتل هنا و انا سعيد انك تحرص علي تعليم الجميع وتهتم لهذا لكن ذلك ليس كافياً او مقنعاً وانت بلا منصب يضيف اليك شئ هام ينقصك .
: احترم كل ما قلت يا ياس ولم اذكر شئ عن انني سأترك المكان سأظل هنا معكم حتي النهاية .. لكنني اصر علي ان ابقي شخص عادي مثل الجميع .
لم يفهم ياس لما هذا الأصرار بالرفض لو انه عرض هذا علي اي شخص هنا لتحمس وشعر بالأهمية لذلك فما خطب سيف , لم يكن يرغب بأن يساورة شعور من هذا القبيل لكن رغما عنه كان يشعر ببعض الشك ناحيتة وهو يرمقة بثبات ويحاول ان يجد مبرر لرفضة الصارم , كل من يملك مهارة عالية بالقتال مثلة بل واقل يستطيع ان يقود فريق الأن يدربة ويثقل من مهاراتة , في وقت قصير مضي كان كل من يملك قوة كبيرة يفتك بالأخرين الأضعف الأن هم يعملون جميعا لتأمين المنزل الذين يعيشون فيه , فلما لا يغير سيف بدورة طريقتة في العيش لما لا يرغب بأن يشعرهم انه بالفعل فرد منهم لا سيما ان لديه ابنتة التي بالتأكيد يهتم كثيرا ان تعيش اخيرا في مكان مستقر , قال بنبرة جافة : اتبعني الي المكتب ارغب بالتحدث اليك في شئ هام .
نفذ سيف وهو يشعر ان الرجل تضايق منه لكنه يبقي قرارة في النهاية لا يمكن ان يتحمل عبأ كونه قائد , ادخلة الي المكتب واغلق الباب , استقر في مقعدة واشار لسيف بالجلوس الذي نفذ قائلا : تتصرف بغرابة الأن فقد كنا نتحدث بالفعل .
: ما سأطلعك عليه هو شئ خاص اخشي ان يسمعه احدهم ولكن امر توليك القيادة هو مفروغ منه .
: رغما عني سأفعل ذلك هل هذا ما تريدة .

Koedara 19-06-21 06:38 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


: بل لأن ما سيقال يرغمك علي الأمر .. سيف نجحت في قيادة مجموعتك التي كانت معك من ذلك المنزل بل كنت الوحيد الذي استطاع الوصول قريب للغاية من تلك القوات .. وفي الحقيقة ما سأخبرك به الأن يتعلق بهذا الأمر .
تحمس لسماع المزيد فأخر ما توقعة ان ياس يفكر ايضا بالتقصي بشأن هؤلاء: ارسل احد اصدقائي القدامي برقية يطلب فيها مساعدتي لضم بعض من المقاتلين اليه لشن هجوم علي تلك القوات .. لكنني اجد الأمر غير منطقي وليس لدي اقتناع ان بأمكاننا التفوق عليهم بأي شكل .. في النهاية نحن مجرد مجموعات من اناس عادية لكنهم هناك محترفون .
ها هو ياس كما يعرفه لا يمكن ان يثق بأي خطة بها نسبة خطر ضئيلة سوي اذا كان متأكد من نتيجتها لن يجازف وينفذ هذا بسهولة : كانت الفكرة تدور في رأسي منذ وقت طويل وتمسكت بها اكثر عندما تحدثت الي نوين وهي زوجة صديقي التي تتلقي العناية الطبية الأن .. اخبرتني ان زوجها انضم لتلك القوات .. كان زين شخص خدوم للغاية ولا اعتقد انه رغب يوما بأيذاء احد لذا اذا كان اقتنع بالأنضمام اليهم فهذا يغير نظرتي نحو الكثير بشأنهم .
: لماذا لم ترافقة زوجتة اذاً .
: لنفس السبب الذي يجعلنا جميعا نحاربهم يا ياس وهو اننا نجهل ما يجري هناك حقيقة .. انا لا ارغب بالهجوم علي احد او معاداة احد ارغب فقط بمعرفة الحقيقة .. اذا ما كان هذا المكان بالفعل أمن ونحن هنا نعيش وسط المجهول ومتأهبين دوما للأسوأ فنحن حمقي .
: هذه خطوة كبيرة وخطرة اياً كان ما ننوي فعله اذا كانت فكرتك او فكرتة في النهاية نحن بحاجة للأقتراب من مقرهم او علي الأقل اسر احد منهم ليعترف بالحقيقة .
حدق اليه سيف لبعض الوقت : ما هذه الفكرة .. انت من يقول هذا .. اعرف جيدا يا ياس ان اسلوب التعذيب والطرق الملتوية والضغط علي احدهم ليس اسلوبك .. لطالما اردت كل شئ واضح ومنظم .
: ليست فكرتي بل كانت في البرقية ضمن الأقتراحات التي كتبها الرجل فهو لديه فكر شيطاني مثلك .
: اتعجب كونك القائد هنا ولا تحتمل فكرة التحدث عن الحروب .
: انشأت هذا المكان لنعيش جميعاً معاً وليس للأستيلاء علي شئ .. الحل الوحيد الذي اقترحة هو ارسال احد منا ليسلم نفسه اما ان ينجح في معرفة الحقيقة هناك ويعود الينا ليخبرنا بها او ينتهي امرة .. دعنا نبحث عمن يمكننا ان نثق به ويصلح لهذه المهمة .
ابتسم سيف وقد راقتة الفكرة كثيرا : اوافق علي هذا يبقي لنا امر واحد .. وهو اقناع صديقك المتحمس بشأن انهاء امرهم بهجوم ما .. ومن هو الشخص الذي قد نقنعة بمهمة كهذه مع العلم ان جميع من يعيشون بعيداُ عنهم يفعلون هذا لرفضهم القبض عليهم .
: شخص جدي يهتم بالعمل كثيراً لديه افكار واضحة وجرأة وقدرة قتالية عالية ويحب هكذا امور بها الكثير من الغموض والسرية ولطالما استطاع ان يقاتل ويعيش وحده ويعتمد علي نفسه .. لا اجد شخص افضل من الونا .
عبس سيف فجأة ووجد نفسه يرفض علي الرغم انه لا يملك الحق بهذا : ليست فكرة سديدة .. لا اعترض علي كل ما قلت لكنك لا تعرفها فهي اكثر من يكره هذه القوات وسبق وهاجمت وقتلت احدهم .
: هل تري هذا هي تملك جميع المواصفات بلا شك .
حاول سيف لأقناعة بأبعاد الفكرة عن راسة : كلا .. سنبحث عن شخص اخر .. جدياً يا ياس بعدما سمعت منك اوافق علي اي مركز قيادة تريدني فيه بما اننا نلعبها الأن بشكل جدي .. ودع لي امر البحث عن الشخص المطلوب .
قال ياس بدهشة واستغراب : عجبا ما هذا التحول فجأة .. كان اصرارك بالرفض يدفعني بالتفكير جديا انك تنوي المغادرة والتخلي عنا .. ما الذي جعلك تغير رأيك يا سيف .
ثم ضيق عينية وهو يرمقة بنظرة ماكرة : لم تعطيني الفرصة لعرض المهمة عليها حتي .. هل الأمر يتعلق بألونا .. هل ثمة ما اجهله .

نهاية الفصل 25

Koedara 20-06-21 07:38 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


الفصل 26

كان احمق للمرة الثانية لأنه يجعل مشاعرة تنكشف بوضوح هكذا بشأنها وهذا ما لايفعله عادة : اجد ان موقعها هنا ملائم اكثر من الخسارة التضحية بشخص مثلها صحيح .. لذا لا تبدأ يا ياس .
: مخطئ فأذا كان بينك وبينها شئ فسأكون سعيد هذه الفتاة تستحق بعض التغيير وان تحصل علي بعض الهدوء والراحة في حياتها المؤلفة من القتال والقتال فقط .
ترك سيف الموضوع مفتوح ولم يضيف او يتحدث اكثر فيه : هل لي بالأطلاع علي تلك البرقية .
ناولة ياس اياها برحابة صدر قائلا : من الغد ستتسلم موقعك هنا وتعرف مجموعتك جيدا فكم من شخص عرض عليك الأنضمام اليك .
قال سيف وهو منشغل بالقراءة : لن تفوت دقيقة واحدة لتقيدني هنا انا اعرف .
: هذا ليس قيد نطلق عليه مسئولية اليس وقع هذه الكلمة اهم واكثر احتراما .
صاح سيف بذهول فجأة : مستحيل .
تساءل ياس عما اصابة : ماذا .. هل اكتشفت شئ في البرقية مر علي بدون ان الاحظه .
نظر اليه سيف : السيد كلارنس .. انه الشخص صاحب هذا المنزل الذي تركتة .
تعجب ياس مما يسمع وقال بشك : بالتأكيد لا يا سيف ., ذلك الحقير الذي كنت تصفة من المستحيل ان يكون كلارنس الذي اعرفه .. ربما هذا تشابه اسماء لا اكثر .
قال سيف بأصرار : كلا ليس كذلك انه هو .. طريقة تفكيرة واسمة .. لن اخطئ هذا الرجل صدقني .
: هل يعرف الي اين ذهبت .. هل كان يعرف وجهتك .
: لا لم يعرف لما عساي اخبرة بشئ كهذا .. ثم هل المدينة كبيرة وتعدادها كثير لدرجة ان يكون هناك اثنان بنفس الأسم والصفات والفكر يملكان منزل اخر .. يبدو احتمال بعيد .
: انه صديقي يا سيف واثق انه ليس بهذا السوء انت لا تعرفه .. لطالما كان كلارنس شديد الأهتمام بمن حوله ولم يرفض مساعدة احد ابداَ لكنني لن انفي كونة عنيف في بعض الأحيان وفي ساعات غضبة او حين يكتشف خيانة احدهم له يتحول حينها الي الشخص الذي تصفة .
: تصنف الأمر علي انه كان يكرهني فحسب لهذا كان يتعامل بهذه الطريقة .. ليس لديك فكرة عما اصبح عليه كلارنس صديقك هذا الأن .. ثم ما امر الهجوم علي تلك القوات .. لقد عرضت الفكرة وايدني الكثيرون هناك لكنه رفض حينها بشدة وقال انه ليس علي استعداد ليتعرض منزلة وسكانة لأي خطر .
: ماذا تعني .. بما انه لا يعلم بوجودك فأمر كذبة بعيد .. ثم انت تري كيف تغير الأمور في الخارج وهم يقومون بالأقتراب منا اكثر يومياً واصبحنا محاصرين تماما لذا لم يجد الرجل سوي طلب الأنضمام من الجميع لنستطيع التصدي لهم .
: هل سيأتي كلارنس هذا الي هنا .
: نعم يجب ان يفعل لأعرض عليه بعض الأشياء .. وعليك التنازل مرة اخيرة لأنك فرد من هذه الخطة ويجب ان تكون معنا في هذا المكتب حينها وتتمالك اعصابك وتعلم ان ما نفعله هو لمصلحة الجميع وامر عدائكما سيحل بعيدا عن هذا الأمر .

Koedara 20-06-21 07:39 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


نهض سيف وهو يقول بحنق : ما تطلبة يا ياس هو مستحيل .. لن اتعاون مع هذا الوغد او اتبادل معه مجرد فكرة حتي .. انت وحدك في هذا .
نهض ياس بدورة وهو يقول بجدية : لا يمكنني التخلي عن الجميع هناك .. الخطر يحيط بنا جميعا واذا كان لدينا فرصة لمعرفة الحقيقة وبما اننا عرفنا بوجود اناس اخرون معنا علي استعداد ليقاتلوا الي جانبنا لا يمكننا ان
نتجاهلهم .
: اخبر الرجل ببساطة انك ترفض فكرتة ودعنا نمضي في خطتنا وحين ننجح اعدك ان نشركهم في الأمر لكن ليس قبل ذلك .. اما هذا الوغد فلا مكان له في اياً مما سيحدث .. انت لاتعرف انه مطلوب تسليمة الي هناك لقتلة الكثير منهم لذا وجودة حولنا يشكل عبأ وخطر .
جعله كلام سيف يفكر ما الذي اصبح عليه كلارنس ليكن له شخص ما كل هذا الكره , كان قائد بالفطرة حتي وهم ثلاثة اشخاص معاً فقط يبحثون مثل الجميع عن طعامهم وشرابهم كانت دوماً خططة ناجحة ورأية صائب ولم يحدث وانقلب عليهم يوما وحتي قبل حدوث كل هذا كانوا اصدقاء منذ الطفولة لذا من الصعب عليه الأقتناع بما يحاول سيف تأكيدة عليه : مازلت بحاجة لمقابلة الرجل .. لا تأخذها علي محمل شخصي لنسمع منه لن نخسر شئ .
: لا تشركني معه اذاً هذا شانك وحدك .. بعد ان تسمع منه كما ترغب يمكننا البدء بخطتنا .
تركة سيف وغادر المكتب وعاد ياس للجلوس وهو يتنهد بيأس ويفكر لما الجميع يتصرف بهذا العناد وكأنهم اطفال يتشبث كل منهم برأيه مهما كان مؤذيا , لكنه اتخذ قرار بمراسلة السيد كلارنس ودعوتة لمقابلتة و مناقشتة الأمر شخصياً .

*************************

جلست نوين علي احدي الأستراحات تتمتع بالجو الصافي حولها وهي تراقب ميمي تلعب بعيدا بمرح منذ وقت طويل , كانت ميمي هي الطفلة الوحيدة في المكان لكنها تتأقلم مع الكبار بشكل سريع لكنها احيانا تصبح فتاة غامضة وتجلس بصمت تراقب ما حولها , لم تتعرف نوين علي الكثيرين هنا سوي من زينا وسيف وياس وثلاث فتيات اخريات , وحين تشاهدهم يذهبون للبحث تتذكر نفسها كم كانت سعيدة وتشعر بالقوة والأهمية وهي تفعل هذا سابقا , تشتاق لهذا وتتمني لو ان باستطاعتها العودة لهذا ثانية لكن في حالها الأن لا تستطيع سوي التمشية قليلاً او الجلوس بسلام ثم الذهاب للفراش وملازمتة , اتت زينا فجأة لتجلس الي جوارها قائلة بابتسامتها المرحة : لما تجلسين وحدك .
: لم اجد احد يشاركني هذا يبدو الجميع مشغولا بأمرة .
: اذا كيف حالك الأن .
: اتمني ان انتهي مما انا فيه قريبا فقد سئمت الوضع .
: نعم لكن فكري في الأمر بعد كل هذا العناء سيكون لديك ابنك او ابنتك ملك لك وحدك .
نظرت اليها نوين وهي تلمح هذا الحماس الذي يملاء عينيها الواسعتين علي الدوام : هل تعتقدين ان الأمر يستحق .. لم اعد ادري هل هذا صواب ام خطأ .

Koedara 20-06-21 07:40 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


: لا تكتئبي يا نوين انا اعلم انك ستصبحين في حال افضل لو ان زوجك هنا .. تعتقدين انك لست مهمة هنا ولا احد قد يكترث لأمرك لكن هذا غير صحيح .. اينما وجد مجموعة من الأشخاص يحيون معاً لأجل هدف واحد فهم بالتأكيد يحبون بعضهم البعض .
: لا تهتمي يا فتاة انا لم اقصد شئ .. فقط انه التعب والملل الذي اشعر به .
كانت تشعر بالتعب اليوم اكثر واكثر وتشعر بنفسها غير قادرة علي النهوض والذهاب لأي مكان , التفتت الي الونا التي تقف بعيدا عنهما تتحدث الي شخص ما : هل تعرفينها تلك الفتاة هناك .. رأيتها عدة مرات لكنني لم اتحدث معها بشئ .. تبدو لطيفة وجميلة لكنها متجهمة طوال الوقت .
قالت زينا بفتور : انها الونا وهي من القادة هنا .. تجنبيها فهي شريرة .
ابتسمت نوين : ربما لم تتمكني من اكتسابها كصديقة فقط .. لا تبدو بهذا السوء لتنعتيها بالشريرة .
: لا احبها وهذا كل ما في الأمر .
تأوهت نوين وهي تعض علي شفتيها بألم وراقبتها زينا : هل انت بخير .
سألتها وهي تشعر بالقلق وقالت نوين وهي تتنفس بسرعة والم : لا ادري .. اشعر بشئ ما .. هل يمكنك ان تساعديني علي النهوض يجب ان اعود لغرفتي .
نهضت زينا واخذت بيدها ونوين تتحامل عليها وهي تحاول جاهدة الا تصرخ لكن انقباض شديد جعلها تتوجع بصوت مسموع وكادت ان تفلت من يد زينا ووقفت مكانها غير قادرة علي الحراك , انتبهت اليها الونا واسرعت نحوها وهي تستفسر عن حالها وقالت زينا بقلق : يبدو ان المولود علي وشك المجئ .
امسكت بها الونا بقبضة قوية واحاطتها بذراعها وسارت معها بخطاها البطيئة المتعبة : انت تبلين حسنا اصمدي فحسب .
وجهت الكلام الي زينا : اسرعي واطلبي اليهم ان يرسلوا لنا المساعدة .
ولأن زينا تشعر بالقلق علي نوين وهي تراها تنازع بألم وضعت خلافها مع الونا جانبا واسرعت الي المشفي , لم تتخلي عنها الونا سوي بعد ان اصبحت بين يدي احدي الطبيبات , حينها نظرت الي زينا التي تعبر ملامحها عن مدي خوفها وقلقها علي نوين وتعجبت الونا من الأمر وسألتها : هل هي قريبتك .
: كلا ليست كذلك .. لكنها تبدو تعبة للغاية .. هل ستكون علي ما يرام .
امتنعت الونا عن طريقتها الفظة معها وقالت بنبرة عادية : هذا طبيعي يا فتاة هناك مخلوق يأتي من جسدها الأن .. لا تخافي ستكون علي مايرام .

Koedara 20-06-21 07:41 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


تركتها ورحلت في طريقها وراقبتها زينا وهي تفكر في هذا الوجه الجديد الذي تراه منها , عادت الونا الي الأسفل ثانية وبحثت في الأرجاء عن ميمي حتي لمحتها تجلس بعيدا نادت عليها واسرعت الفتاة نحوها .. كانت تحب الطفلة كثيراً وكذلك هي تبادلها هذا الحب وهي ترافقها في اوقات فراغها ليس للعب فحسب بل للتحدث واحيانا تقوم بتدريبها برفقتها فقد اقترحت عليها الطفلة هذا ذات مرة حين طلبت منها ان تجلس فقط لتراقب حتي تنتهي من تدريبها عرضت عليها الطفلة ان تجرب بعض التدريبات الخفيفة وسمحت لها الونا ومنذ ذلك الوقت وهي وهي تباشرها , لم تعرف اين هو سيف وكيف عساه يترك ابنتة هكذا بأهمال ويختفي لكن الفترة التي قضتها تعتني فيها بالفتاة جعلتهما مقربتان بشكل كبير فلم تعد تهتم كونها ابنة سيف او لا .

*****************

استيقظ روبي في وقت متأخر فقد قضي اليلة الماضية مستيقظ في الفراش يفكر حتي وقت متأخر وتعجب ان احدا لم يأتي ليزعجة حتي الأن , وعلي الرغم من تأخيرة الا انه لم يكن لديه ادني رغبة بالنظر في وجه الرجل الذي يحتل المكتب الأن لذا اخذ وقتة علي اي حال وبخطوات كسولة توجة الي المكتب وكلما اقترب من الباب سمع عدة اصوات سكتت تماما حين دخل فجأة ووقف يبادل الأشخاص اللذين يحدقون به النظرات , كان هناك نحو ستة اشخاص مع السيد كلارنس في الداخل وهم قادة الصف الأول خمسة رجال وفتاة يناقشونة حول شئ ما ويجلس ريفين علي احد المقاعد امام المكتب , وهو جالس خلف مكتبة مهيب قوي وتسيطر هالة كونة القائد المسيطر علي الجميع , لم يفهم ما يحدث لكن الرجل قال لينظر اليه الجميع مرة اخري : ليراقب الجميع مجموعاتة جيدا لن احتمل بعد فكرة ان نجد خائن اخر معنا .. تيقظوا فأنتم رجال الصف الأول .
يبدو انه مجتمع بهم منذ وقت لأنه تقريبا ينهي حديثة لذا اصدر الجميع موافقتة بشأن الأوامر واخذوا في المغادرة , القي ريفين نظرة الي روبي وهو يتفحصة وكأنه يسأل ذاتة ما الذي يدفعة ليدخل من الباب بكل اريحية هكذا انسحب وجلس جانبا وهو يصغي لصوت السيد كلارنس يقول له : ريفين تعلم انني لا اثق بأحد هنا كما اثق بك ولا اريد اي تشويش في الوقت الراهن .. احرص علي ان يسير كل شئ بنظامة المعتاد ولا تجعلهم يشعرون ان ثمة ما يهددنا اشعر بأن الجميع يتوقع هدم المكان فوق رؤسنا في اي لحظة .
: انهم يخرجون ويشاهدون بأعينهم ما يحدث حولنا من هدم لمباني قديمة وانشاء واحدة حديثة ولديهم اقتناع بأن دورنا ات .
: هذا ليس صحيح نحن في مكان بعيد ولن يصلوا الينا بعد ثم ليس من السهولة ان يشنوا علينا هجوم مباغت .. هم يعرفون اننا نستطيع الرد والا لقاموا بطردنا بسهولة منذ بادئ الأمر .
ساد بعض الصمت في المكان حتي عاد ريفين يقول : لكن نهاية الأمر سيصلون الي هنا .. سيكون هذا المكان ملك لهم وسنجبر علي الدفاع عنه وربما لن يتبقي احد منا .
: لن يقتلوا احد يا ريفين سيتم القبض علي السكان هنا وربما الأمر ليس مفزع كما نتصور لذا حاول التحدث الي القوات بهذا الشأن وانا من جانبي اتولي امر السكان في العشاء ويمكنني شرح كل ما يثير مخاوفهم .
: مفهوم ايها القائد سأعود الي عملي الأن .
غادر الرجل بنظام وهو يرمق روبي بنظرة تطلع ثانية وهو لم يفعل هذا من قبل لذا عاد عقلة يعمل ثانية هل ذكرة السيد كلارنس في هذا الأجتماع وطلب اليهم التعامل معه , هل اصدر اوامر بشأنه يجهلها قال السيد كلارنس وهو

Koedara 20-06-21 07:42 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


يلاحظ عودتة للشرود والتفكير مرة اخري : اشعر بالسعادة انك استطعت ان تنال كفايتك من النوم ولم يزعجك احد .. لتدرك كم اراعي حالك حين تكون متعبا .
: هل هناك ما فاتني وكان يجدر بي سماعة.
عقد الرجل ذراعية علي المكتب امامة وهو ينحني قليلا وينظر اليه بقوة : لماذا تسأل .. اذا كان ثمة ما يشغلك يمكنك سؤالي عنه مباشرة سأساعدك بالتأكيد .
: كان اجتماع صحيح .. انا اعني ربما اتخذت اجراءات جديدة او غيرت قانون ما .
: كان اجتماع للقوات لا شأن لك به ليس هذا جزء من عملك .. والأن اقترب هنا وابدأ الجزء المتعلق بعملك بدلاً من الأنشغال بأمور اخري .
تقدم روبي من المكتب ووضع بعض الأوراق امام الرجل قائلاً : هذه بعض الطلبات من السكان وبعض الشكاوي كذلك .
ثم جلس وهو يراقب الرجل ينظر الي الأوراق بعدم اكتراث كما هو واضح ثم طرح عليه سؤال فجأة بدون ان يرفع نظرة عن الأوراق : هل تشعر بالملل نحو هذا العمل يا روبي .
كان بأمكانة قول انه بالطبع يكره هذا العمل الأكثر من ممل لكنه في هذه الأيام كان عليه التعامل بحذر مع الرجل لأنه يشعر ان اسئلتة ربما يقصد بها شئ اخر : اذا كان شخص اخر مكاني لأخبرك صراحة انه يمقت هذا العمل .
ابتسم الرجل بطريقتة الودودة قائلا : لتلك الدرجة .. طلبت منك المداومة علي تدريباتك لأجل هذا الأمر لأطمئن انك حين تخرج من هنا تكون قادراً علي التصدي لأي شئ .
: انا قادراً علي الخروج والبحث لطالما فعلت ذلك قبل حتي ان اراك .. وهل لدي خيار بشأن تلك التدريبات فكما تعرف انا مرغم علي الأمر .
: انه لصالحك في النهاية ولن اقتنع بكلامك سوي حين اصدق بالفعل انك اصبحت مستعد لتتولي شؤنك بنفسك خارجاً .
: لا تحاول يا سيد كلارنس ان تثير غضبي يكفي ما اشعر به نحوك في الوقت الحالي .
ترك الرجل الأوراق علي المكتب وحدق اليه : لم يتغير ما تشعر به نحوي ولن يتغير ابداً مهما فعلت .. اذا كان عملاً خاطئ او صائب .. قاسياً ام متساهلاً .. اعرف انك تكرهني ولن تغير هذا الشعور اتجاهي ابداً .
: وهل تقبل بهذا .. ان تعرف يقيناً ان احدهم يكرهك ورغم هذا تجبرة علي البقاء هنا وتولي شؤنة كافة .
: من قال ان الجميع هنا يحبني حقيقة بعضهم يجاري الوضع ليس ألا ليتمكن من ايجاد مكان للعيش فيه وعلي خلاف البعض استطيع قراءة الأخرين واستطيع معرفة ما يفكرون به .. لذا اعرف الجميع علي حقيقتهم .. حتي انت .
سئم روبي من طريقتة غير المباشرة ليدفعة للتكلم ووجد نفسه يقول بصوت عال : سيد كلارنس اذا كان لديك ما تشك به نحوي فأخبرني لم اعد احتمل تلك الطريقة .
تراجع الرجل في مقعدة وهو يقول بثقة : فهمت الأمر بشكل خاطئ يا عزيزي انا لا اشك بك لكنني اتصرف معك علي هذا النحو لأدفعك في ان تصبح اكثر جرأة وقوة ولن يأتي هذا بسماع كلمات مشجعة من احدهم .. الكثيرون جاؤا الي هنا لا يعرفون شئ عن كيفية القتال والأن اصبحوا من الأشخاص الأساسية في الخروج والبحث .. ساعدتهم وساعدت في تدريب الكثيرين لأنني اردت منهم ان يصبحوا اقوي ولا يخيفهم او يوقفهم شئ .. وافعل معك الشئ ذاته لكنك لا تفهم .

Koedara 20-06-21 07:43 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


دفعة هذا ليعترض بانفعال : تهتم بي .. يهمك امري وتعتبرني مثل اي شخص هنا .
: بالتأكيد افعل .
: وهل يمكنني مثلهم ان اقدم طلب في تغيير شئ ما .. هل ستنفذة يا سيد كلارنس .
القاه الرجل بنظرة تحدً : سأنفذة يا روبي .
نهض من المقعد ووضع كفية علي المكتب وهو يحدق الي الرجل بأصرار : غير طريقة حكم
اعدامك .
: لماذا .. لتضمن انك حين تصل الي تلك العقوبة لن تموت بهذه البشاعة علي حد قولك .
: في مخططاتك اذاً ان توصلني الي هذا .
: ما ان اشعر بذرة شك بنية خيانتك لن اتردد لحظة او افكر في الأمر .. اكثر ما اكرهه في حياتي هي خيانة احدهم لك خاصة اذا كنت ابذل ما بوسعي لأجلك .
استمرا في التحديق لبعضهما بصمت , قال روبي بصوت بارد : لكنني قلتها سابقا و بوضوح فلماذا لم تنفذ هذا الحكم حتي الأن .
: قولك هذا لايعني شئ تتغير آرائنا يوما بعد الأخر وفق ما نمر به وقد منحتك وقتاً .. ومازلت امنحك الفرص لتتجاهل مشاعر العداء نحو المكان بالكامل .
: لا جدوي من الأمر صدقني لم يتغير شئ بي حتي الأن .
ابتسم الرجل : لن تغادر المكان يا روبي لتريح نفسك وتكف عن عصبيتك .. امر اخر لننهي هذه الثرثرة الفارغة .. اليوم ستذهب للبحث ثانية ها انا ذا امنحك فرصة للخروج .. لكن اليوم مميز للغاية فستفعل هذا لكن برفقتي .
اتسعت عيني الفتي من الدهشة ولا ينكر ان ما قاله الرجل هو اخر ماتوقعة , ماذا قد يقول الجميع والقائد علي غير العادة يذهب للبحث برفقتة فقط اليس هذا اكثر شئ يبعث للريبة : هل اخبرت ريفين بذلك .
: ريفين يعرف كل تحركاتي لذا نعم فعلت .
الأن يفهم ما امر نظراتة المخيفة نحوه لقد كان اولهم ماذا عن البقية اذًا , لكن السؤال الأهم لما يرغب السيد كلارنس بذلك ماذا يخطط له وحدهما في الخارج يساورة الشعور بالخطر هل ينوي التخلص منه بعيد عن اي شخص لكي لا يسأل احدهم لما اعدمة او ما شابه , هل سيخبرة الحقيقة انه يعرف بأمر تلك العصابات ربما يرسلة بنفسه للأنضمام اليهم وتلك طريقة اخري للتخلص منه , لا يعرف ولم يكن مرتاح لما يحدث لكن هل يملك حق الرفض قطعا لا , انشغل الرجل بكتابة شئ ما وفي لحظة بدا انه انهمك في العمل ونسي وجود روبي وما كان يقول فهو حين يستغرق في العمل ينفصل عما حولة ويبدو انه هذه الأيام منشغل بشئ ما , وحين قرر روبي الذهاب للمنضدة الأخري في المكتب لينهي كتابة شئ ما قال السيد كلارنس الذي لم يرفع وجهه عما يفعل : يمكنك ان تذهب للخارج حتي يأتي وقت رحيلنا .


لم يناقشة روبي بل غادر مسرعا وانتهز الفرصة ليتمشي قليلا فهو لم يعد يتحمل وجودة مع الرجل في مكان واحد اكثر بعد , يعلم انه اذا ما فوت موعد اي وجبة يتحمل وحده نتيجة ذلك ويكون عليه انتظار الوجبة التالية لكنه علي خلاف اي شخص هنا لدية القدرة والجرأة علي التسلل واخذ اي طعام يريدة في اي وقت ولم يلاحظ احد هذا الأمر بعد وهذا شئ اخر يمنعة من التقيد بمواعيدهم , ثم اخذ يتجول هنا وهناك ويتأكد ان هذا الأجتماع لم ينص فيه الرجل علي اشياء مجنونة اكثر مما يسير عليه هذا المكان ولم يحدث اي تغيير في النظام وكان كل شئ كان روتيني كالعادة بعضهم يتدرب وبعضهم يجلس يتحدث وبعضهم يقف يمزح ويحاول اثارة بعض الضوضاء حتي يشكو شخص ما من الأزعاج والأخرون في غرفهم منشغلون بأمور ما والمسئولون عن تصنيف الأطعمة يتحضرون لنوبة عملهم وهذا يعني ان المساء يكاد يحل لوجبة العشاء ويعني ايضا ان السيد كلارنس علي وشك التحرك , وحين ظهر بالفعل في الساحة واثار انتباه الجميع تقدم بخطوات ثابتة صارمة نحو ريفين الذي يقف منذ دقائق في انتظارة لكنه لم يلتفت لروبي او يحادثة في شئ كما توقع انه ربما يفعل , تحدث السيد كلارنس بضعة دقائق الي ريفين ثم نظر حولة حتي وقعت عينية علي روبي الذي يقف يراقب من بعيد يتمني لو ان باستطاعتة العودة لغرفتة واخذ وقت للراحة كما يفعل معظمهم الأن , اشار اليه الرجل بالأقتراب قائلا بصوت قوي : اعتقد لديك سلاح صحيح .. لما لم تجهز حتي الأن .
أومأ اليه روبي بفهم قائلا : اسف سأفعل ذلك في دقيقة .

Koedara 20-06-21 07:44 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


يعلم ان شخصيتة تختلف الأن معه عما وهما في المكتب حيث يحادثة بأريحية لن يتراجع الأن علي ان يفتك به امام قواتة لذا تجنباً لهذا اسرع ليجلب كل ما يحتاج اليه وعاد مسرعاً الي الرجل ذو الملامح الصارمة وهو يؤكد علي ريفين عدة امور وحين تأكد ان روبي علي استعداد للمغادرة اخذ خطواتة للخارج , لدي السيد كلارنس سيارة لا يقودها الا نادراً فهو يحب الترجل خاصة وهما في حملة بحث لكن يبدو انه لم يغادر المكان للبحث بل ينوي شئ اخر , تبع الرجل الذي يسير بثقة بلا اكتراث او حذر في ان يهاجمة اياً من تلك المخلوقات التي لا تزال قريبة او شخص ما يختبئ هنا او هناك يراقب ويتأمل ما حولة علي اخر ضوء يتسرب من شمس المغيب , اتخذ طريق اخر غير الذي اتبعة مع دي والرفاق حين غادر في المرة الأخيرة وهذا طبيعي لأنه يعرف الي اين اتجهت اخر مجموعة للبحث فعليه ان يبحث في مكان اخر لكن ما اثار انتباه روبي ان الرجل لا يبحث عن شئ بل هو يسير بحزم وتصميم الي مكان بعينة وكان صمتة الثقيل يثير التوتر بداخل روبي الذي يتلفت حوله , وما اثار تساؤله اكثر هو هذا السيف المعلق في خاصرة الرجل , كان قد لمحة مراراً يتدرب بالسيف لكن لما يجلبة معه في رحلة بحث , اصبح الطريق يصبح مألوف اكثر له هذا المبني , تقاطع الشارع , هذا المتجر الرث , ثم عرف الي اين يتجة الرجل الذي اخترق صوتة القوي الصمت المطبق : الا تشعر انك تريد قول شئ ما يا روبي .
من اين عرف الرجل بأمر وجود تلك العصابة , متي فعل هذا , ومتي رصد مكانهم تحديداً , وهل ينوي ان يهاجمهم وحده ام كما فكر سيقوم سيجبرة علي الأنضمام اليهم أما يقبلون به وأما يقتلوة , سبق الرجل بعدة خطوات ووضع يدية في طريقة ليوقفة قائلاً : لا تذهب يا سيد كلارنس انهم يحتلون المبني بأكملة .. سنموت قبل ان تدرك ما عددهم ومدي قوتهم وكل ما رغبت بمعرفتة قبل ان تعدم الرجل .
لكن السيد كلارنس تقدم خطوة اخري قبل ان يحاول روبي ايقافة بأصرار وهو يدفعة للخلف بيدية علي معدة الرجل الذي قال ببساطة : لست في حاجة لهذا انا اعرف كل شئ .
رفع روبي عينية لينظر اليه قائلاً بقلق : لا تذهب .. سينتهي امرك هناك لا تستغل قوتك وتلك الثقة والحماس الذي تملكة .. سيقتلونك .. كن واقعيا مهما بلغت قوتك محال ان تتغلب عليهم وحدك .
قال الرجل بصوت هادئ : هل انت خائف من هذا .
: من ماذا .
: من موتي .
: لا تكن سخيفاً .. انا احاول تحذيرك .
: الا يجدر بك تحذير نفسك اولاً .. فأذا ما خرجت من هناك حياً هل تعلم ما الذي سيحدث لك .
: لن يحدث لي شئ لأنني لم افعل شئ .
: صحيح لم تفعل شئ تخاذلت عن اخبارنا بأمرهم منذ علمت بوجودهم .
: مع ذلك لم افعل شئ .. لم اخونك او احاول الأنضمام اليهم .. لا شئ ملموس يا سيد كلارنس .
: صمتك وحدة يعد جريمة .
كان يلمح نظرات القلق في عيني الفتي ولا يعرف تحديداً ما الذي يشعر بالقلق نحوه , هو , نفسه , عقابة , ما يحاول اشراكة به .. , لذا دفعة برفق ليبتعد عن طريقة واستمر في سيرة بذات التصميم
: هذا لأجل ماي قبل كل شئ .. لن امانع ان اقتل هناك لكنني لن اتركهم يفرون بعد قتلها .
وحين ادرك ان روبي يقف جامداً مكانة القاه بنظرة محذرة : من الأفضل لك ان تجاري الوضع وتتبعني .. لا تدفعني لأتخلص منك الأن وهنا.
: لست احمق لأرافقك الي هناك .. افعل ما يحلو لك .


Koedara 20-06-21 07:45 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


كاد ان يقترب عليه الرجل لكنه تراجع خطوة للخلف قائلاً بأصرار : لا تحاول ذلك ابقي بعيداً .. لا يمكنك ان تجبرني علي الذهاب للموت هل تفهم .. نحن خارج مملكتك وفي هذه الحال لا تملك اي سلطة علي لذا ابقي بعيداً عني واكمل طريقك وحدك .
قال الرجل بكسل : وماذا في وسعك ان تفعل .. هل ستهرب .. من السهل للغاية ان اعثر عليك وسط هذه الطرقات فأنا اعرفها عن ظهر قلب ولن تتمكن من الأبتعاد ابداً علي قدميك .
كان يعلم ان كلام الرجل صحيح لكنه تمني لو بأمكانه اسكاتة ولو لمرة واحدة : عرفت الدرس الذي تحاول تعليمة لي وعرفت انك اكتشفت انني اخفيت عنك امرهم .. سأتلقي عقابي بصمت لذا لنعد
الأن .
: لم اغادرالمنزل لأفاجأك انني اكتشفت خدعتك الصغيرة .. لدي عمل هنا ولا نية لي في التراجع لذا ستسير معي بهدوء وطاعة .

حين وجده علي وشك الأقتراب منه ثانية استسلم وعاد للسير بصمت لأنه يعرف انه سيجبرة علي متابعة الطريق معه بأي شكل , اصبحا قريبين للغاية حتي انه بدأ يشم رائحة الأخشاب التي يشعلونها دائما ويلتف حولها ثلاثة اشخاص او اكثر للتدفئة و الثرثرة , تواري والسيد كلارنس خلف الحائط وراقب الرجل الوضع الهادئ لديهم ثم تفاجأ روبي حين وجد مجموعة من مقاتلين السيد كلارنس ينضمون اليهم بصمت وحذر شديد وهم يتبادلون الحديث بالأشارات فحسب , فهم الأن خطتة لقد احاط المبني برجالة وهذا في الحقيقة ما كان يناقشة اليوم في مكتبة وفوتة روبي , كان بينهم اثنين من القادة يعرفهم وهم ينتظرون الأشارة من السيد كلارنس للتحرك الذي التفت اليه وهو يحثة علي الأستعداد , كانت فرصتة للقتال الي جانب من يعيش معهم والأهم امام هذا الرجل ليثبت له انه جدير بالثقة ويستطيع تولي شؤنة بنفسه , لم يكن المبني مزود بابواب فهو قيد الأنشاء منذ زمن بعيد , وعلي اشارة السيد كلارنس وبدأ تحركة اغفل الثلاثة الملتفون حول النار من هذا الهجوم وحاول بقية من في داخل العقار ان يتصدوا للهجوم , كان الجميع يتحرك بسرعة وبشكل مدروس ووسط الضوء الخافت كان السيد كلارنس بالفعل بارع باستخدام السيف ويثاتل به بمهارة ورجالة يتبادلون اطلاق النار مع البقية , وجد روبي نفسه ينسجم مع الوضع وكان سلاحة هو السكين الذي يجيد استخدامة عن بقية الأسلحة يستطيع ان يصيب به لكنه لم يقتل احدهم حتي وضع امام مأزق سبق وتعرض له , وهو احدهم امامة يوشك علي قتلة لكنه هذه المرة اندفع بقوة واصاب الرجل في صدرة مباشرة ليسقط ارضاً وقبل ان يسترد انفاسة ادرك ان السيد كلارنس يراقبة قائلاً وصاح عليه بصوت آمر : اقتلة يا فتي افعلها الأن .

Koedara 20-06-21 07:47 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


كلا لم يكن يرغب بقتل احدهم لايريد الأنضمام اليهم في هذا يكفية ان يشارك في العراك لكنه لا يريد ان يتحول الي قاتل لكن صوت السيد كلارنس الصارخ بقوة عليه جعله يدرك انه سيتحول الي قاتل علي يدية : اقتلة الأن هذا امر .

ولأنه لا يملك الوقت للتفكير ولا يمكن ان يتراجع ويظهر جبان امام كل هؤلاء انهال علي الرجل بالطعنات حتي وجده ساكناً امامة وبعد ان ادرك جدياً ما اقدم عليه شعر بيدية ترتجف اكثر وهو يحدق لجثة الرجل ثم الي السيد كلارنس الذي يبدو فخوراً بشكل غامض , هو من قتلة بيدية , فعلها بعد كل هذا الوقت , كان عليه ان يعلم انه حين يرافق قاتل كهذا سيكون من الطبيعي ان يقتل بسهولة لكن الشعور الذي يراودة الأن مخيف , كان دفاعاً عن النفس واذا لم يفعل لقتل مكانه , السيد كلارنس يحث الجميع علي جمع كل الأسلحة للخارج ونفذ روبي معهم وهو لايصدق كيف انسجم وشاركهم في الأمر , استرد السيد كلارنس اسلحتة التي اخذها ذلك الرجل قبل اعدامة واستولي علي كل ما يملكون وبدأ الرجال في نقل كل شئ الي السيارتين اللتان جاءا بهما , وحين كاد الأمر ان ينتهي ليعود الجميع للمنزل وبعد ابتعاد سيارة منهم في طريقها الي المنزل والأخري في طريقها لتتبعها ارتج المكان فجأة وانفجر العقار بفعل قذيفة ما اطاحت بالجميع وجعلت التوازن يختل وهم يحاولون تحديد من يهاجمهم ومن اين , وفي غفلة منه اطاح الأنفجار بروبي الي الماء ليغوض فيها وهو يجاهد للوصول الي السطح لكنه يعرف ان ذلك لن يحدث لأنه يجهل السباحة وكلما شعر بثقل الماء حولة اكثر يدرك انه يغرق ويختنق حتي بدأ بصرة يتلاشي واخر ما شعر به هو ذراع قوية تحيط بخصرة لايدري حتي هل كانت حقيقة ام لا .

****************************

قالت زينا بسعادة وهي تجلس الي جوار نوين علي الفراش : لطالما شعرت بالخوف من الرضع .. من الصعب ان تجعلهم يفهمون ما تريد صحيح .
قال سيف وهو يبتسم : لنتذكر انك ذات يوم كنت رضيعة واثق انك كنت صاخبة اكثر من اي طفل في العالم فلم تأتي هذه الشخصية من فراغ .
ضحك الجميع بخفوت وقالت زينا عابسة : ليس عدلاً ان تقول ذلك عني لمعلوماتك انا فتاة هادئة للغاية .
ضحك الجميع اكثر حتي قالت بتذمر : ليست دعابة انا كذلك بالفعل .
قالت نوين وهي تربت علي يديها : انت فتاة طيبة للغاية يا زينا لا شك في الأمر .. لكنك للحقيقة جنونية في الكثير من الأحيان وهذا ما يجعلك مرحة ومحبوبة من قبل الجميع .
اومأ ياس بالموافقة : صحيح الجميع يتصرف بتشدد وصرامة في الوقت الحالي عدا انت التي تري الأمور ايجابية وتستطيع ان تحافظ علي معنوياتها مرتفعة علي الدوام .

Koedara 20-06-21 07:48 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


قالت سارة وهي احدي الصديقات التي تعرفت اليها نوين وزينا : صحيح منذ جاءت الي المكان ونحن نقضي الكثير من الأوقات المرحة .
حدقت زينا الي سيف قائلة : شكرا لكم جميعا يمكنني متابعة يومي وانا افضل حال .. وانت يا سيف الا تري اياً من هذه الأشياء بي .
: لا تحاولي ان ترضي غرورك يا صغيرة انهم يجاملونك فقط .
عبست في وجهه قائلة بغيظ : لا اهتم لرأيك اذاً .
كان الجميع مع نوين في هذا الوقت يهنئونها بالطفل وزينا التي لم تفارقها منذ كانت معها في فترة الأستراحة حتي الأن , كان اول مولود يأتي في المنزل ولم يرغب ياس بأن تشعر نوين بعدم الأهمية أو انها وحيدة لذا اتي بنفسه كونه القائد ليحفز الأخرون , سمع الجميع عدة طرقات علي الباب ثم فتح ببطء لتدخل منه الونا التي تفاجأت بوجود كل هؤلاء بالداخل لا سيما ياس الذي كانت تبحث عنه قالت برسمية : ايها القائد اريد التحدث معك .. الأمر عاجل .
قالت نوين وهي تبحث في وجهها الرقيق من اين تأتي بهذه الصرامة : دخلت الي الغرفة ومن الواجب ان تأتي للتهنئة .

رفعت حاجبيها بدهشة حين وجدت الجميع يحدق بها وتوترت كأنها في امتحان ما , لم يسبق لها وفعلت ذلك ولم تكن ابداً اجتماعية او تجيد هذه الأدوار ولاتعرف حتي ماذا عساها تقول و لاتريد ان تفعل خاصة امام الجميع وخاصة امام هذا الذي يراقبها عن كثب باستمتاع : يجب ان اشكرك علي مساعدتي لقد اتيت لنجدتي في الوقت المناسب .. الا ترغبين برؤية الطفل .
قالت نوين بمحبة لكن الونا نفت رغبتها بذلك قائله : شكرا لك لكن انا اسفة لا وقت لدي بالفعل .
ونظرت الي ياس ترجوه ان ينهض وينهي هذه المهزلة لكنه انتظر منها ان تنفذ ما ترغب به نوين وبتوتر تقدمت من فراشها ووقفت الي جوارة تنظر الي المرأة وطفلها الرضيع وقالت بأقصي ما تستطيع من نبرة لطيفة : انا سعيدة انك بخير وكذلك الطفل .
نظرت بطرف عينها الي الجميع اللذين يراقبون بصمت ثم قررت نوين ان تصعب الأمر عليها اكثر وهي ترفع الطفل وتقربة منها : الا ترغبين بحملة .
لكن الونا تراجعت خطوة للوراء بخوف : اخشي انني لا استطيع لم احمل طفل من قبل .
: انها فرصتك اذاً .. هيا انا واثقة انك ستحبين الأمر .
: كلا شكرا قد أؤذية انا حقا بخير بدون فعل هذا .
لكن نوين اصرت اكثر : هيا .. مقاتلة مثلك تخشي ان تجرب حمل طفل رضيع .

Koedara 20-06-21 07:49 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


هل تحاول المرأة ان تدفعها لأن تكرهها لكنها دفعت اليها بالطفل ليستقر بين ذراعيها بسهولة , رغما ًعنها اول ما فعلته هو النظر الي سيف الذي ما زال يراقبها , كان الجميع يفعل في الواقع لكنه بنظرات مختلفة يفعل هذا وكأنه يقيمها ويحاول اكتشاف ما تشعر به , شعرت بالضيق والأنزعاج وسخافة ما تفعل لذا اعادت الطفل الي نوين وهي تقول بجفاء : مبارك يا سيدتي .. علي الرحيل .
وبخطوات مسرعة فعلت ذلك بدون حتي ان تلقي بكلمة الي ياس وتركته يعرف وحده ان الأمر هام وعليه ان ينهض من تلك الجلسة العائلية التي لا فائدة منها ويعرف مكانتة , ساد الصمت بعد رحيلها حتي قالت زينا : انها مخيفة اليس كذلك .
قالت نوين بعتب : زينا طلبت منك من قبل ان تكوني مهذبة معها .
نظرت اليها زينا : لما تشعرين نحوها بتعاطف علي اي حال .
: لأنها ليست بهذا السوء لكن ربما هي نفسها لا تدرك ذلك .
تعجب سيف من ان نوين ايضا تستطيع قرائتها وادركت شخصيتها الحقيقية وهذا يعني انه لا يتخيل ذلك وان الونا تحتاج لشخص يفهمها ويتحملها حتي تثق به وينجح في تغييرها .

استأذن ياس للنهوض وهو يلحق بألونا التي وقفت في الأسفل تعقد ذراعيها وتنتظرة بنفاذ صبر حتي لمحتة يقترب منها ثم رافقتة الي المكتب , جلس علي مقعدة وقالت الونا التي جلست امامة وكأنها في عجلة من امرها : هناك خبر يجب ان تعرفه لأنه ربما يهددنا كذلك .
: ماذا يا الونا انت تصيبينني بالتوتر .
: لقد قامت تلك القوات بتفجير عقار كان يقطنة بعض السكان .. قاموا بأرسال قذيفة دمرت المكان بالكامل .
قال ياس بفزع : ماذا .. من اين اتيت بهذه المعلومات .
: لقد تقصينا عن الأمر بأنفسنا .. رأيت بعيني يا ياس المكان المدمر والكثير من الجثث هناك بعضها احترق تماما ًلأن الأنفجار انشب حريق ولا ادري من تولي مهمة اطفاءه هل هم انفسهم ام اشخاص اخرون .. نحن في خطر ينتظرون منا التجمع في مكان واحد ليقوموا بتدميرنا معا .. خطة ذكية صحيح .
: لن يكون الأمر سهلاً معنا فنحن نملك وسائل دفاع ونستطيع التصدي لهم لكن ما تصفينة هو مجرد مبني في الطل لا شئ يميزة او يحمية .
: عليك ان تنظر الي طريقتهم .. يقصفون المباني ببساطة .. لا تكذب علي نفسك يا ياس مهما بلغت كفاءة وسائل دفاعنا لن تتمكن من التصدي لهجوم كهذا .
: يجب علي ان اطلعك بشأن امر ما .. لقد تلقيت برقية من احدهم يملك منزل مثلنا ولديه الكثير من المقاتلين كذلك يقترح ان نقوم بمحاولة التسلل الي مقرهم او مهاجمتهم .. لكنني اقترحت خطة اخري وهي ان نرسل شخص موثوق به قادر علي تأدية مهمة .. وهي تسليم نفسه وبهذا ينجح للدخول عليه ان يبذل جهدة ليتمكن من معرفة حقيقة ما يجري هناك ثم اخبارنا به .. في الحقيقة لقد رشحتك لهذا ليس لأنني علي وشك التضحية بك لكنك الوحيدة التي ستنجح بجدارة في هذا الدور وسنتابعك بكل السبل الممكنه .. وواثق اذا ما كان هناك فرصة ضئيلة لتنجحي فسوف تستفيدين منها وستجلبين لنا الحقيقة التي تؤرقنا .

Koedara 20-06-21 07:50 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


اشتعلت عينيها بحماس : يا له من امر .. يبدو هذا خطر للغاية لكنني علي استعداد لقبول هذه المهمة حتي اذا كان ما يجري في الداخل سئ لا يهمني .. يمكنني المخاطرة واذا كان ثمة امل ضعيف لنجاحنا فلن اتراجع .
: لكنني استبعدتك .
عبست فجأة : ولكن لماذا .. لطالما اشدت بي وانني من افضل المقاتلين هنا .. الم اثبت ذلك يا ياس في مرات عدة .. ماذا ينقصني .
: ولا اي شئ واذا كان الأمر بيدي يا الونا لأخترتك بالفعل افضل مقاتل هنا .. لكنه سيف الذي رفض اختيارك للذهاب الي هناك رفضا قاطعا .
نهضت وهي تقول بعصبية : من .. ما شأنه هو بأي امر يخصني .. من سمح له بالتدخل في شؤني .. من يكون ليرفض او يوافق .
وامام فورة غضبها قال ياس بحذر : يملك الرأي بشأن هذا لأنه قائد القوات هنا .
انهالت بقبضتها علي المكتب وهي تقول بحنق : ماذا .. بين ليلة وضحاها اصبح قائد القوات .. اي قوات تعرف بهذا القرار يا ياس .
: كنت سأذيعة اليوم يا الونا .
وقفت مستقيمة الظهر وهي تعقد ذراعيها وتحاول تمالك اعصابها الثائرة : من بين الجميع تختار سيف .. ماذا يملك اكثر منا .
: يملك الكثير صدقيني .. ويعرف المدينة عن ظهر قلب .. وسبق واقترب اكثر من اللازم من هذا المقر بل وتحدث اليهم ايضا .. مهاراتة القتالية عالية .. يجيد التخطيط .. ذكي ويستطيع التحدث ليكسب من امامة .. بارع في استخدام الكثير من الأسلحة .
بقت الونا صامتة ترمقة بجدية حتي عاد يقول : جميعنا نسعي لخدمة المكان يا الونا وانا لا اتحيز لأحد صدقيني .
: نعم انت محق .. لكنه خطأي انني من قمت بتعريفكم عليه كان يجب ان يبقي هناك مع هذا الصغير اللطيف .
: لا تأخذي الأمر علي محمل شخصي .. ثم لقد رفض خوفا عليك وليس ليفرض رأيه .
لم يهمها ما تسمعه لأن الغضب الذي تشعر به بداخلها قد يدفعها لتحطيم ياس شخصيا : هل اتخذت هذا القرار قبل ان تمنحة هذا المنصب ام بعده .
: لقد رفض مرارا وبأصرار ان يتولي اي موقع قيادة لكنه اقتنع في النهاية .. وكنت اناقشة في الأمر قبل ان ينال المنصب بالطبع .
: اذا رفضة لا يعني شئ سأذهب الي هناك رغم ما سيقول وستسمح لي بذلك .
: الونا لا تصعبي الأمور .. ثم انا بحاجة اليك هنا .

Koedara 20-06-21 07:51 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


: قلت بنفسك انني اكثر شخص مؤهل للذهاب الي هناك ولن اتراجع عن ذلك .. نعمل جميعا لحماية بيتنا وقد يكون وجودي هناك ومحاولة عودتي به خدمة للجميع ونهاية لهذا الغموض الذي نعيش فيه .
عادت للجلوس ثانية وقالت بنبرة اقل حده : عليك ان تتمسك بفكرتك فهي صائبة .. ولا يزال لدي المجال لأغادر المكان اذا شئت لكي لا اكون تحت قيادتة .
: لا يا الونا لا تقولي هذا الكلام .. منذ ان جئت الي هنا وقلت ان هذا بيتك وانك سعيدة لوجودك معنا اصبحت شخص هام الأمر وما فيه انك قد تتأذي هناك .. ما زلنا لا ندري حقيقة المكان بعد .. هناك نسبه ان تتعرضي للموت .
: هذه النسبه موجودة يوميا وفي اي مكان لذا لن يقنعني ما تقول وتعرف .. ستجعلني اذهب ولدي سيف الكثيرين هنا ليكونوا تحت قيادتة لكن ليس انا .
: لو انك فقط لست بهذا العناد .. لكنني احترم رغبتك لسنا في مواقع حقيقية هنا علي اي حال لكنه فقط نظام ليكون كل شخص في مكانه الصحيح .. انت حرة التصرف يا الونا .
ابتسمت براحة : اذا ماذا عن الرجل صاحب البرقية .. هل اخبرتة بخطتك .
: كلا .. لقد اكتشف سيف انه الشخص نفسه الذي يملك ذلك المنزل الأتي منه لذا رفض ان نخبرة بشئ ووعدني اذا ما نجحت خطتنا حينها قد نساعد الأخرين هناك .
: أرأيت .. انه اناني يرفض مساعدة الأخرين .. لكن اذا اردت رأيي عليك التحدث مع الرجل ولا يهم ان يكون هذا في وجود سيف او اشرافة بما ان لديه خلاف معه .
: من الغريب كيف تتغيرين سريعا .. انقلبت علي سيف بسرعة شديدة .
: انا صديقة جيدة طالما انك تحترمني وسأبادلك الشعور ذاتة لكن ما ان تحاول التدخل في شؤني فسأدافع عن نفسي للنهاية .
: مفهوم .. سأخبرك بالمستجدات واستعدي لتنفيذ المهمة .
غادرت بعدها المكتب سعيدة بما احرزتة لكنها كانت تبحث عن سيف فلن تجعله يفلت بفعلته لأنه كما يعتقد سوف يسيطر عليها بمنصب , لكنها لم تعثر عليه وكانت تخشي ان يكون ذهب للخارج وحينها لن يعود سوي بعد عدة ساعات كعادتة , لكن اخبرها احدهم انه في غرفتة لا تحب الصعود الي هناك وحدها تريد ان تناقشة كما هي الحال دوما هنا في الساحة وانزعجت من شعورها هل يدفعها للخوف , لذا لتكذب شعورها اندفعت الي هناك بأصرار

Koedara 20-06-21 07:52 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


واخذت تطرق علي الباب بقوة حتي وجدتة امامها يحدق اليها بتساؤل , لم تكن ترغب بالتحدث امام الباب لكي لا يسمعها احدهم في الغرف الأخري : هل يمكنك ان تاتي معي .. اريد التحدث اليك .
: لما علي ان افعل هذا .. اذا كان لديك ما تقوليه فأفعلي ذلك وانت مكانك .
كانت تعرف انه لن ينفذ لها امراً لذا دفعتة عن الطريق ودخلت الغرفة لتجد ميمي علي الفراش تمسك بكتاب ما ولوحت اليها حين شاهدتها لكن الونا لم تكن في مزاج مناسب لها بالأضافة انها جاءت لتوبيخ والدها امامها .
وقف سيف ينتظر ما ترغب به وقالت بغضب وبلهجة باردة : ايا كان ما تحاول فعله تجاهي فأنا ارفض مجرد ان تفكر بالتدخل في شؤني .. ليس لديك الحق ان تقرر امر نيابة عني .
: ماذا تعني .
: اتحدث عن خطتك و ياس .
استمر سيف بالنظر اليها قليلا ثم قال لأبنتة : ميمي هل يمكنك ان تذهبي للعب في الأسفل قليلا .. ستجدين زينا وحدها الأن اذهبي اليها .
راقبتها الونا وهي تنفذ بسعادة وكأن هذا ما كانت تنتظرة وفي الواقع وجود الطفلة كان يشعرها ببعض الأطمئنان لكن بعد ذهابها ووقوفها وحدها معه بدأ هذا الأطمئنان يقل لكنها عادت لمواجهته : كيف لك ان تقرر شئ عني .. لم تسمح للرجل حتي بطرح الأمر علي .
: لأنها حماقة منه ان يفكر في هذا .. هل تريدين ان تذهبي لحتفك .. هل تدركين خطورة الأمر .. انت اكثر من يكره هؤلاء وسبق وقتلت احدهم .
: ادرك كل هذا لست فتاة صغيرة تحتاج لأرشادك ولعلمك سأذهب الي هناك لقد وافق ياس ولن يمنعني كونك قائد القوات الأن .
: لهذا السبب فقط تعاندين لهذا الحد .. رفضت لأنني اشعر بالخوف عليك وليس لأي شئ اخر .
: لما عساك تخاف علي طلبت منك من قبل ان تتوقف عن طريقتك هذه .. انا حرة التصرف حيال نفسي .
: كوني عاقلة يا الونا اخبرت ياس انني سأهتم بشأن هذه المهمة لذا ابقي مكانك هنا .
: ولا في احلامك سأذهب وقد اتخذت القرار اريد ذلك وسأنفذة لذا ابقي بعيد عن طريقي .
اتخذت طريقها للخروج لكنها شعرت بقبضتة القوية علي رسغها يوقفها وجذبت ذارعها بقوة منه وهي تنظر اليه بقوة : دعني .
قال بلهجة لطيفة : لا يمكنني ان اتعامل معك بلطف في كل مرة تقولين فيها هذا .

Koedara 20-06-21 07:54 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


: ماذا تعني .
: اعني يا الونا انه ربما ينقصك بعض الأمور يجب عليك ان تعرفيها .
: ستندم كثيرا اذا لم تتركني الأن .
جذبها نحوة بقوة اكبر وقال وهو يحدق بعينيها : ماذا ستفعلين .. ستصرخين طلبا للنجدة كأي فتاة عادية .
: بل سأطرحك ارضا .
دفعتة عنها بقوة وهي تتقدم لمهاجمتة , كان يعرف انها قوية وتقاتل جيداً واثناء غضبها كان عليه ان يأخذها بجدية لذا لم يستهان بقوتها , استطاع في النهاية ان يوقفها وهو يحكم قبضتية علي ذراعيها وهو يحاصرها عند المنضدة التي تستند الي الحائط حيث لا مفر لها في الهروب قائلا : توقفي عن ذلك .. لا افهم موقفك فأنا افعل هذا لمصلحتك .
: لما عساك تفعل هذا .
كانت وقع الكلمة يخيفة من السهل قولها لكنه لا يضمن تبعاتها : لأننا رفاق صحيح .. كنت تهتمين بي كذلك حين كنت في هذا المنزل وانت من اتي بي الي هنا .. لما تعطين لنفسك المساحة الكافية لتفعلي ذلك بينما انا لا .
: لأنك تقبل بذلك اما انا لا .. استطيع الأعتماد علي نفسي لا احتاج اليك .
دفعها اكثر بعد ولم تتمكن من الفرار منه ولن تكذب ان موقفها االذي لا تحسد عليه اخافها قليلاً , ضيق عينية وهو يقول : حقاً .. انت مستعدة لقطع علاقتنا الأن اياً كان المسمي الذي قد نطلقة عليها .
اخذت وقتاً قبل ان تجيبة وبدأت تتوتر قليلاً , لا تريد هذا بالتأكيد لكنها فقط تريد منه ان يفهم ان امر عملها خاص بها وحدها , وحين طال الصمت ولم تجيبة بنعم ايقن انها لاترفضة لذا سحب قبضتية عن ذراعيها وتركها حرة امامة ولم تتخذ اي اجراء نحوه بل وقفت تفكر , رفع ذقنها بأصابعة ووقف يتأمل وجهها ذو الملامح الهادئة وقال بلطف : تعرفين ان الكثير يجمعنا ولا يمكنني ان اتجاهلك .
كانت ترغب فقط في ان يقول شئ واحد من الأشياء التي تجمعهم حينها قد تتأكد ان لديه ولو قدر بسيط للتحكم بأمورها لكنه لم يقل شئ بل اقترب عليها اكثر ووقفت مسمرة مكانها وهي لاتصدق ان لديه الجرأه ليفعل ذلك لكنها شعرت بيديه علي ذراعيها ثم علي خصرها واصابعة تضغط علي ذقنها ليقرب وجهها من شفاه الدافئة , وقبل ان تتخذ اي موقف للأعتراض وجدت نفسها تتجاوب معه وتوقف تفكيرها وكل ما حولها وما اتت لأجله وخلافها معه , قبلة , كانت قبلة ناعمة لطيفة بطيئة , من يجرؤ علي القيام بهذا معها لو انه شخص اخر لأردتة قتيلاً علي الفور قبل ان يفكر في لمسها , لكنها لاتفكر في اي شئ معه بل مستسلمة بشكل مخيف , سحبت نفسها بخجل ونظرت اليه وهي تري ملامح اخري اكثر لين ورقة : لم يحق لك ذلك .
ابتسم سيف قائلاً بخفوت : ما الذي يخيفك يا الونا لم يعد عنادك مجديا الأن.. توقفي ارجوك .. ماذا يمنعك .. هل ترفضين ان يعرف احد بالأمر .. هل هو خطأ ان تحبي احدهم .
يحب احدهم , يحبها , مستحيل , ما الذي احبة فيها , تجهمها صرامتها قسوتها جديتها ملابسها الرجالية , ما الذي يراه فيها , هل يتلاعب بها لكي تسقط في الفخ ثم يقول انظري ها قد تغلبت عليكي , لن تسمح له , لكن ماذا لو انه صادقا لا احد رائق البال لهذا الحد ليتحمل منها كل هذا بهدف التسلية : لست الفتاة التي تعتقدها ستنجح في جعلها تغرم بك وتعترف بذلك .. انا في غني عن الأمر .
: ليس صحيح .. فقط كنت بانتظار الشخص الذي بأمكانك الوثوق به .
: ماذا تقول .. اوقف هذه المحادثة الأن من فضلك .. ولن يتغير قراري مهما فعلت لذا علي الرحيل الأن .
هذه المرة لم يوقفها ولم يكن عليها ان تبقي اكثر لأنها تري تلك النظرة المليئة بالرغبة في عينية وانه ببساطة يرغب بها اكثر بعد , تجنباً لأي فهم خاطئ من جانبهما كان الأمر الطبيعي ان تغادر غرفتة التي اخطأت في البقاء فيها وحدها معه منذ البداية وبدأت بتأنيب نفسها بعد ان افاقت مما انتابها معه من ضعف واستسلام , ما الذي يملكة يجعلها تتغير هكذا معه الأمر مخيف وهي لا تعرف له تفسيرا لذا لما لا تأخذ هذه المهمة وتبتعد عنه لتنساه ببساطة علي الرغم من انها في قرارة نفسها لا ترغب بذلك وتريد العودة والتحدث معه اكثر بعد , انه يحولها الي انسانة تافهه وينسيها ما أقلمت نفسها عليه لسنوات , الكثير من التناقضات كانت تجري بداخلها كان عليها التركيز والعودة الي عملها .

Koedara 20-06-21 07:58 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


الفصل 27

استيقظ روبي يشعر انه غير قادر علي فتح عينية ولا التحرك من مكانة والبرد يحيط به وبشئ ما يقيد حركتة , يشم رائحة الأخشاب المحترقة ويسمع قرقعتها , فتح عينية بعناء وهو يشعر بسخونتهما و رءا حوله اناس يتحدثون بصوت خافت يتناقشون بشأن امور ما , سعل كثيرا وشعر بلمسة مألوفة تربت علي ظهرة برفق , وحين عاد اليه وعيه تاماً ادرك ما يدور حوله وهو يري النار التي تتوسط الدائرة المكونه من بضعة اشخاص ربما احدي عشر شخصا ميز من بينهم ريفين ورجل اخر لا يعرف اسمة وفتاة وبالتأكيد السيد كلارنس الذي يجلس جوارة يستند علي بقية جدار محطم , الظلام يسود الأرجاء والوجوة جميعها حزينة وبعضهم مصاب بعدة اصابات , نظر الي نفسه ليجد ان ما يقيد حركتة هي بطانية ثقيلة تبتلعة بالكامل داخلها ورغم هذا يصل اليه البرد كانت راسة ثقيلة ورئتية تحرقة مع كل سعال , لم يفهم ما يجري , اين هم ولما هؤلاء فقط وحدهم هنا لما لم يعودوا الي المنزل وتذكر ما حدث قبل ان يغيب عن الوعي بعد هذا الأنفجار , كعادتة نظر الي السيد كلارنس يبحث لديه عن تفسير كان الرجل كذلك مصاب ورأسة مضمد وشفتية مجروحة وكدمات هنا وهناك : اين نحن .. ماذا حدث .
قالها روبي وهو يشعر بحلقة يؤلمة وصوتة المبحوح كثيرا , كان يلمح نظرة حزن وخسارة في عيني السيد كلارنس وربما ألم لا يعرف لكن ثمة شئ مختلف في الرجل وما يجري يشعرة بالريبة اكثر لذا عاد يقول : ماذا حدث يا سيد كلارنس .. ماذا نفعل هنا لما لم نعد الي المنزل .
قال الرجل بمرارة واضحة في نبرة صوتة الخافتة : نحن في المنزل بالفعل .
بعيداً عن مستوي الضوء الذي ترسلة النار لم يتمكن من رؤية شئ لكن ما يقوله الرجل يثبت له امر واحد فقط , انه يحلم , لكن ريفين اضاف ليثبت ان الأمر حقيقي : لقد قصف المنزل وما تراه هو ما تبقي منه .
حدق بعينين متسعتين الي السيد كلارنس الذي تؤكد نظراتة الخاوية ما يقوله ريفين : كيف حدث هذا ومتي .. اين الأخرون .
قال السيد كلارنس بنبرتة الهادئة : حدث هذا بعد ذلك الأنفجار في العقار .. لم يستغرقهم الأمر سوي ساعتين وكان كل شئ منتهي .. قتل بعضنا وتم القبض علي الأخرين .. لكننا قاتلنا بكل قوتنا وادركنا بعد فوات الأوان ان قوتنا لا تضاهيهم شئ .. قمنا بعدها بالتجمع في هذه البقعة وحاولنا الحصول علي كل ما تبقي من ماء وطعام وموؤن صالحة لكن لا نعلم متي قد يعودون ثانية .
نظر روبي اليهم جميعاً ولاحظ انهم علي الأقل يملكون اسلحة , قال ريفين بنبرة لا تختلف عن قائدة : انقذك السيد كلارنس من الغرق وقبل ان يعود الي المنزل سبقت الجميع اليه لأخبرة اننا نتعرض لهجوم وهكذا ابعدك عن الخطر .. كانت معركة صعبة واستطعنا في نهاية الأمر ترك المكان والذهاب .. كان يجب علينا ان ننقذ قائدنا بوجودة نستطيع الوقوف علي اقدامنا وبناء منزل جديد .. السيد كلارنس يعرف ماذا علينا ان نفعل ونعم نشعر بالحزن علي كل من فقدناهم لكنهم قاتلوا بشجاعة حتي اخر لحظة .

Koedara 20-06-21 08:01 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


لاحظ روبي عدم وجود دي معهم واحزنة الأمر ولم يسأل عنه اذا كان من الموتي او تم القبض عليه ليترك الأمر مجهولاً افضل من معرفة الحقيقة : لم تخبرني انك تعجز عن السباحة من قبل .
انتبه الي كلام السيد كلارنس وسعل بشدة قبل ان يجيبه : لم تأتي مناسبة لأخبرك بهذا ثم من اين لي ان اعرف انني قد اتعرض للغرق في يوم ما وانا معك .
قرب نحوة بعض الطعام الذي كان يتناول منه اقل القليل فيبدو انة لم يمسة حتي : انت بحاجة للطعام لديك بعض الحرارة وقمنا بأحاطتك بالغطاء لنضمن عدم اصابتك بالتهاب رئوي .. كنت تبدو كالسمكة الميتة حين اخرجتك من الماء .

كاد ان يجادلة مثل العادة لكنه ادرك ان الظرف والوقت لا يسمحان بهذا لذا التزم الصمت مثلهم وهو يحاول تدفئة نفسه بحرارة النيران , وعلي الرغم مما حدث ومن ان السيد كلارنس يسكن الشارع الأن الا انه ابقاه الي جانبة قريب منه يسيطر عليه واراد ان يكذب شعور بداخلة لو ان السيد كلارنس كان من الموتي كذلك , اخذ البعض يتحدث ثانية حول اقتراحات بشأن المكوث في مكان ما ما مدي قوتهم علي القتال الأن وان تلك القوات بما انها دخلت الي المكان وكالعادة دمرت وهدمت كل شئ فعليهم التحرك من هنا وايجاد خطة سريعة , انصت اليهم روبي وهو يحمل في يدة شطيرة يمضغها برويه لم يكن قادر علي البلع بسهولة ولم يجد ان طعم اي شئ يصل اليه لكنه كان جائع , وضع السيد كلارنس خريطة امامهم قائلا : هذا منزل اخر لأحد الأشخاص نستطيع ان نثق به .. وضعت خطة يعرفها ريفين جيدا ً وكنت سأطلع عليها الجميع لكن الوقت لم يسمح .. كنت محق حين قلت ان علينا مهاجمتهم اولاً قبل ان يأتوا الينا .. لكن علينا التفكير في مصيرنا سريعاً .. من لا يعرف كيفية الوصول لهذا المكان يرفع يده .
كانت اليد الوحيدة المرفوعة هي لروبي الذي اخفضها سريعا : سنصل الي هناك لكن متفرقين .. لدي الجميع اسلحتة وسنقسم الماء والطعام وسنتفق علي نقطة بعينها نلتقي عندها واضمن لكم اننا سندخل المكان هناك بأمان .. ليختار كل منكم رفاقة وسآخذ روبي معي كونه الوحيد الذي رفع يدة .
كان هناك ثلاث فتيات والبقية هم رجال وقسموا بعضهم ليكون كل ثلاثة اشخاص معاً واختار ريفين احدي الفتيات يعلم الجميع انهما دوماً معاً في اي مهمة علي اي حال , عاد السيد كلارنس يملي تعليماتة : سنخيم هنا اليوم وسنبدأ في التحرك صباحاً ولكن ليكن الجميع علي استعداد مازال الخطر قائما .
كان لديهم ثلاثة خيام قاموا بنصبها بالفعل وزود احدهم النار بالحطب لتضمن لهم التدفئة طوال الليل وانسحبت الفتيات اولاً الي خيمة واربعة رجال في خيمة اخري و روبي والسيد كلارنس ورجلان اخران في الخيمة الثالثة , ذهب روبي الي هناك ببطانيتة التي تغطية من رأسة حتي اخمص قدمية وسلمة السيد كلارنس حقيبتة ولم يناقشة بشئ , سمع الثرثرة قادمة من الخيام الأخري لكنها لم تستمر مطولا وسمع صوت ريفين يقول للسيد كلارنس الذي لم يدخل الخيمة بعد : الن تنام ايها القائد تبدو مرهقا وانت بحاجة لهذا مثلنا جميعا .
: سأفعل يا ريفين لا تقلق .. طابت ليلتك .

Koedara 20-06-21 08:02 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


ساد بعدها الصمت لكن حتي والرجل شخص عادي مثلهم الأن يحيط به هالة خاصة تجعله ببساطة يكون القائد ويبدو رغم كل شئ الا انه يحفزهم ويعطيهم قدرة علي الأستمرار ويكفي فقط وجودة برفقتهم حتي يصبح الجميع هادئ علي هذا النحو , لم يقترب السيد كلارنس من الخيمة وجلس وحيدا في الخارج يعرف روبي مدي خسارتة وانه حتي واذا لم يظهر كم يشعر بالألم والحزن فهذا يبدو واضحا عليه , ليس من السهل ان يتحطم مكان قام بأنشاءه بصعوبة ولا خسارتة لمن كانوا يعيشون معه وفشل في الدفاع عنهم فكما قال كان يبادلهم شعور المحبة ذاته , لا يعرف هل يشعر بالشفقة عليه ام ان القدر قد كانت له الكلمة الأخيرة ليوقف افعاله السادية ويجعله يتحطم قليلا , لم يشعر روبي بالرغبة في العودة للنوم بينما الجميع حوله نائمون بعمق من التعب تسلل الي الخارج بحذر فأذا كان الرجل يخال نفسه وحيداً وينفرد بنفسه ويبدو بحال هستيرية حتي يدفع عنه الشحنة السلبية التي تتملكه فلا يريد ان يحرجة , لكنه لم يكن كذلك بدا هادئ ينظر امامة كأنه تمثال لا يتحرك وحين وصل الي جوارة يجذب الغطاء حولة بأحكام ويستمد بعض الدفئ من النار لم يهتم له السيد كلارنس وظل كما هو , لا يعرف هل مزاجة يسمح بالتحدث اليه ام لا لكنه حاول علي اي حال : شكرا لأنك انقذتني .. علي الرغم ان الفرصة كانت امامك للتخلص مني اخيرا بدون عناء .
: من قال انني اردت التخلص منك .. لو انني ارغب بذلك لفعلته منذ وقت طويل .
نقل بصرة اليه وهو يتأمله في الضوء الأصفر للنار التي تظهر قسمات وجهه القاسي بوضوح اكثر , سعل عدة مرات بشدة وهو يحكم الغطاء حولة ثانية وجذب هذا اهتمام الرجل اخيراً الذي تطلع اليه
: هل انت بخير .. لما لا تعود لمكانك انت بحاجة للراحة .
استمر روبي في النظر اليه ملياً وهو لا يروق له تلك النظرة في عيني الرجل , هو حزين للغاية وهذا لا يليق به لقد تعود عليه كقاتل مجرم لذا لا يدري ماذا عساه يقول امام شخصيتة هذه : انا اسف لخسارتك .. تعلم انني لن انطقها لك سوي اذا كنت اعنيها حقاً .
لمح شبح ابتسامة مريرة علي شفتية وهو يقول : نعم .. انا مصدوم قليلاً .. بل كثيرا في الواقع .. فقط في لحظة انتهي كل شئ .. لست حزيناً علي المنزل بقدر ما انا حزين علي كل من كانوا يعيشون معي .
: يعرفون بالتأكيد انك بذلت اقصي ما بوسعك لأجلهم .
لم يتوقع ان شخص مثل السيد كلارنس حين يخسر سينتابه السكينة علي هذا النحو كان يتخيل ان يثور غضباً ويندفع للأنتقام بطيش لكنه كان متعقل بشكل كبير : من فضلك اعطني الوقت لأتأقلم مع هذه الطيبة المفاجئة معي .
عاد روبي يسعل وهو يشعر بصدرة يؤلمة : انا لا اتعاطف معك اذا كان هذا ما وصل اليك .. لكن اشيد انك كنت ناجح فيما تفعل ولو انني مكانك لكنت في حال اسوء منك .
: لا يمكنني ان افقد عقلي ببساطة لخسارة مكان .. مازال علي التخطيط للتحرك وماذا سأفعل تالياً .
: هل انت واثق مما قلت للجميع .. هل انت واثق من هذا المنزل الذي سنذهب اليه .
قال الرجل وهو يعود للتحديق بالنار : حتي واذا كنت غير واثق فأننا في الوقت الحالي لا نملك رفاهية الأختيار .
: لكن بأمكانهم ان يذهبوا حيث يشاؤون .

Koedara 20-06-21 08:03 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


: انهم يضيقون الخناق علينا .. لا نملك اي مكان آمن في الوقت الحالي .
: انت تتعامل مع الموقف بصفتك مازلت قائد لهم فحسب ومن واجبك ان توجد لهم مكان اخر .. لكن هذا غير صحيح يمكنك ان تتركهم .
نظر اليه الرجل قائلاً بأصرار : لن اتركهم فهم من تبقي ممن كنت اعتبرهم عائلتي .. لن تفهم هذا ابداً .. لم يكن اياً مما افعل طقوس او أوامر صارمة كما قلت انت .. بل كنت احب الأهتمام لأمورهم والتواجد معهم لكي لا اشعر انني وحيد .. لا استطيع العيش سوي مع شخص ما .. هل تفهم هذا يا صغير .

لم يتبادل معه كلمة اخري وظل صامتاً الي جوارة حتي شعر بالرجل ساكناً تماماً ادرك حينها انه غرق في النوم اخيراً , كانت المرة الأولي التي يراه فيها بهذا الأستسلام فهو وحده معه نائم ولا يملك اي قوة اليست هذه فرصتة الثانية ليتخلص منه لكنها ايضا تأتيه في الوقت الخاطئ لا يمكنه التخلص من الرجل فهو كذلك مثلهم بل اكثر منهم جميعاً لا يملك مكان او يعرف اتجاهه و الي اين يذهب ولم يصدق انه قد يحتاج اليه يوماً كذلك لن يفعلها والرجل غير واعياً هذه طريقة جبانة كثيراً .

فتح عينية ثانية ليكتشف انه غفا بدون ان يعي وان الصباح يضئ كل ما حوله الأن , ابتعد بفزع عن السيد كلارنس حين اكتشف انه كان قريب منه اثناء نومة يستمد منه الدفئ وكأن كل هذا الغطاء لا يكفية وكان ممتن كثيراً ان السيد كلارنس لم يتستيقظ قبلة و ألا لكان في موقف لا يحسد عليه , نهض من جوارة وبحث عن بعض الماء ليشربها وهو يتأمل الدمار حولة الذي يجعله الصباح واضحا .. لم يصدق ان كل هذا الحطام امامة كان المنزل , هذا مخيف , حتي ان الجثث لا اثر لها هل قاموا بدفن الجميع , بعض الأدخنة مازالت تتصاعد من عدة اماكن , اخذ يتمشي هنا وهناك وسط الحطام لا يدري عما يبحث , نظر الي ما تبقي من المبني الذي كان يمكث فيه لم تكن ذكرياتة جيدة في هذا المكان لكن ما يراه من منزل كان قائم تسير فيه الحياة يومياً الي هذا التلاشي يجعل الأمر محبطاً , وجد عند قدمية الصورة التي كان يعلقها السيد كلارنس في مكتبة المرسمومة باليد وقف ينظر اليها لبضعة دقائق كان الأطار المحطم السبب في عدم تأذي الصورة , فكر في عدم اخذها وكأنه لم يراها لكن ربما هي هامة بالنسبه للرجل , تخلص من الأطار وقرر اخذ الصورة لكنه لم يتعرف علي اي اثر بعد اكثر من هذا , عاد الي مكانة ووجد انهم لا يزالوا نائمون داخل الخيام خبأ الصورة في حقيبتة التي اعطاه اياها السيد كلارنس البارحة وبها كل ما يحتاج اليه من طعام وماء وما استطاع ان يوفرة من ملابس كان لدي الجميع حقيبة مماثلة يحتاج اليها في الرحلة التي تنتظرهم , حين غادر الخيمة ثانية وجد اخر شخص يتمني ان يستيقظ الأن وهو ريفين الذي كعادتة لا يزال يقظ ونشيط وذو نظرات حادة تكشف اي شئ قد يفكر المرء بالكذب عليه بشانه , لكن يبدو انه يحمل المزاج الكئيب ذاته مثل الجميع اخذ بضعة خطوات وجلس وحدة ينظر الي لا شئ وكذلك ذهب روبي وجلس بعيداً عنه وراقبة وهو ينظر الي السيد كلارنس كأنة يشفق علي حالة ثم وجه الكلام الي روبي فجأة : انت .. كنت معه في خيمة واحدة لذا هل هو في الخارج منذ مدة طويلة .

Koedara 20-06-21 08:04 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


: لم يدخل الخيمة مطلقاً .. انه هنا منذ المساء .
بدا كانه يقول ( لا اصدق هذا ) بصوت خافت , بدأ بأكل شئ ما وبعدها بدقائق وقف يمارس بعض التمارين الخفيفة حتي بدأ الجميع بالأستيقاظ واحد تلو الأخر وكلما نظروا نحو الحطام يري النظرات الأسفة , واستيقظ كذلك السيد كلارنس الذي اسرع ريفين نحوه قائلاً بصوت خافت لكن روبي الذي يجلس صامتاً يراقب الجميع سمعه : كيف عساك تنام هنا طوال الليل .. انت بحاجة لتسترد نشاطك .. لا يمكنك ان تستمر هكذا يجب ان تأكل وتنام جيداً ما زلنا بحاجة اليك ايها القائد .
: انت تقلق كثيراً يا ريفين تذكر ان كوني القائد هذا يعني انني استطيع الأهتمام بنفسي .. اعرف ما افعله جيداً.
لم يتأثر ريفين بكلمات الرجل بل التفت الي روبي قائلاً : انت هناك .. تعال الي هنا وتناول شئ ما .. انت ايضاً بحاجة لهذا صحيح .
نظر الي السيد كلارنس ثانية قائلا : اعرف انه الوحيد الذي قد يقنعك بأكل شئ ما .
انتظر ريفين بفارغ الصبر ان يتحرك روبي الذي نفذ في الواقع فهو ليس في حاجة لعراك مع هذا الشخص في هذا الصباح الكئيب , اقترب من السيد كلارنس وهو ينظر الي الطعام وقال ريفين : شجعة علي اكل شئ ما اتفقنا.
ثم انشغل الرجل بالأهتمام بأشخاص اخرون , كان كعادتة لا يمكن ان تهدأ وتيرتة ويجب ان ينظم كل شئ تحت يدية مهما كان مايحدث , نظر روبي الي السيد كلارنس الذي يبدو مرهقا بعض الشئ : هو محق الا تري هذا .. لن يروق لهم ان يمرض القائد سيقل حماسهم .. لذا تناول شئ ما حتي لا يعود رجل الصف الأول ليوبخنا ثانية .
نظر الرجل في وجهه فجأة قائلاً بصوت اجش : وانت الا تخشي ان اصاب بمكروه .. كوننا جميعاً في الوضع ذاته الم يشعرك انك كنت واحد منا وانك كذلك بعد .. انقاذي لك الا يثبت شئ امامك .
: لا .. لا يثبت شئ .. موقفي معك مختلف تماماً مع اي شخص علي وجه البسيطة .. لكن في هذا الوقت لا يمكنني ان اتخذ الجانب الأناني يجب ان اجاري الوضع .. من فضلك يا سيد كلارنس تناول طعامك فحسب .

حين بدأ يتناول اللقمة الأولي نظر الي السيد كلارنس بترقب واطمئن حين وجده يبدأ الأكل بدورة , لما هو الوحيد الذي يمكن ان يشجعة علي تناول الطعام او علي الموافقة علي اي شئ لم يعرف ولم يدري كيف يعرف ريفين امر كهذا لكن الرجل يخضع لرغبتة بشكل او بأخر , استغرقهم الأمر عدة ساعات حتي كان الجميع مستعداً للرحيل , اتفق السيد كلارنس الذي يقف الأن بكامل قوتة وقد عادت شخصيتة القيادية اليه وهو يملي عليهم الخطة للمرة الثانية والأخيرة واعطي الخريطة الوحيدة التي يملكها الي الفتاتان , تأكد الجميع من عتادة قبل التحرك وطلب اليهم السيد كلارنس الي من يصل اولاً الي هناك ينتظر حتي وصول المجموعة بالكامل كي يتمكنوا من الدخول لهذا المنزل , كان اول من تحرك هو ريفين والفتاة برفقتة ثم تبعهم رجلين ثم الفتاتين ثم السيد كلارنس و روبي, يفترض بالسيد كلارنس التحرك وحدة لكن لأن روبي لا يعرف المكان كان عليه اصطحابة وهو يعرف يقيناً حتي واذا لم يكن الأمر كذلك كان ايضاً سيصطحبة معه حتي يضمن عدم هروبة منهم وهو علي اي حال لن يجد الراحة مع اياً من الباقين فهو لا يعرف احد منهم حق المعرفة لذا رافق الرجل باستسلام : ارجو ان لديك خطة ما للوصول الي هناك .. لا تخبرني اننا سنفعل هذا سيراً علي الأقدام .

Koedara 20-06-21 08:05 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


قال روبي الذي يسير الي جوارة بكسل وهو يمسك بيدي حقيبة الظهر , نظر السيد كلارنس الي عينية الصافيتين في ضوء النهار قائلاً : اخشي اننا لا نملك اي بدائل في الوقت الحالي .. لكنك تعرف قد تصادف امور غير متوقعة علي الطريق .
تطلع روبي حولة يتفقد الأماكن : هل انت واثق من هذا الشخص الذي تأخذنا اليه .. ما مدي معرفتك به .
: انه صديقي منذ زمن بعيد .. منذ كنا اطفال .
نظر اليه روبي بدهشة : حقاً .. هذا غريب بعض الشئ .
: لماذا هل من الصعب ان يكون لدي اصدقاء .
: كلا ليس هذا ما قصدت .. كنت اعني لم يعد هناك اصدقاء او معارف منذ الطفولة الأن الجميع غرباء عنك .
: نعم انت محق .. كنا اربعة اصدقاء في الحقيقة ولم نفترق سوي منذ مدة قصيرة .
: واين البقية الأن .
: لا اعلم .. امرهم مجهول .
: ومن اين اكتشفت مكان صديقك هذا .
: لدي مصادري هناك امور سرية بشأن القوات كما تعلم .. امور لم اكن سأطلع عليها سوي
المعنيون .
كان روبي يفهم ماذا يقصد واراد ان يقول انظر الي نهايتك تتجول علي الطريق بهدف ايجاد ملاذ لك ولم يفيدك بشئ قواتك التي كنت تعطيها تلك الأهمية لكنه التزم الصمت لأن الوقت غير ملائم فأذا اشتد غضب الرجل منه قد يتخلي عنه وسط الطريق ويتركه وحده للمجهول ليحفظ لسانة حتي يصل الي المنزل وعندها يكون بأمان ويقول كل ما يجول بخاطرة , استمر السيد كلارنس بالسير في شارع تلو الأخر وهو يأخذ حذرة قدر الأمكان ولا يعرف اي طريق سلكة الباقين لكن حتي الأن لم يصادف واحد منهم قال روبي بأرهاق : لنستريح قليلاً نحن نسير منذ ساعات .
: لا يمكننا هذا سيحل الظلام قريباً و علينا ان نسرع انا احاول الأبتعاد اكثر فحسب وسنقضي ليلتنا في اي مكان آمن .
: بما اننا سنتوقف علي اي حال لنذهب لهذا المكان الآمن الأن .
: كف عن التدلل يا صغير وتابع سيرك .
توقف روبي قائلاً بأصرار : لقد تعبت وانا لا اتدلل تحتاج قدمي الي الراحة بعد ساعات من السير وهذا يحدث لأي شخص طبيعي .. كونك تستطيع السير الي الأبد ليست مشكلتي .
استدار السيد كلارنس اليه وكاد يقول شئ ما لكنه تراجع ثم نظر حوله وقال : ستحتاج الي السير قليلاً بعد حتي نصل الي المكان .. اتبعني .
تنهد وهو يجر قدمية ويتبع الرجل الذي اتخذ بعض الطرق الأخري القديمة التي تختبئ خلف المباني واصبحت الشوارع اكثر ضيقاً وعزلة و المباني كما عهدها قديمة متهالكة , في حديقة ملحقة بأحد المنازل سياجها قد سقط بشكل عشوائي ولم يتبقي منه سوي الجزء الخلفي وحشائشها لم تعد موجود وألأرضية تفترش بالرمال , ثمة مقتنيات ملقاه في كل مكان بعض الألعاب و الأغراض المكسورة , عند بقية السياج السليم اتخذ السيد كلارنس مكان له , كان يستطيع مراقبة الطريق السريع من هنا حيث حارة ضيقة واذا ما شعر بأقتراب احدهم او وصول تلك القوات يمكنه التحرك سريعاً لهذا اختار هذا المكان ,.وضع روبي حقيبتة جانباً وجلس وهو يبدل وضعية قدمية كل دقيقة حتي يجد وضع مريح

Koedara 20-06-21 08:06 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


استند برأسة الي السياج و اغمض عينية يحاول ان يمنح نفسه بضعة دقائق يسترد انفاسة ثم اخذ يراقب السيد كلارنس الذي نهض يتجول في المكان يفتش ويبحث ويتأكد من طريقة الفرار اذا ما وقعا في المشاكل باي شكل يستدعي ذلك , لم يصدق انه انه مازال قادر علي النهوض والقيام بمثل هذه الأشياء وهو لم ينال الراحة والنوم سوي قليلا بينما هو الذي بقي نائما ساعات طويلة لا يجرؤ علي تحريك ساقية , ثم عاد للجلوس مكانه وهو يتطلع الي الفتي ملياً : تبدو مرهق للغاية .
: نعم .. نحن فقط نسير منذ الصباح الباكر وتكاد الشمس ان تغرب الأن .. وتتسائل عن الأمر لا اصدق .
: كيف هي حرارتك الأن .
: انا بخير .. فقط قدمي متعبة .. اذاً بعد كل هذا هل نحن قريبان اخيراً ام ماذا .
شرب السيد كلارنس بعض الماء ثم قال وهو يومأ : كثيراً .. ارجو ان الجميع بخير الأن .
بدأ المكان يظلم حولهم وكان السيد كلارنس مستعد لكل شئ ووجده روبي يقوم بأشعال النار للتدفئة وانارة المكان وقال وهو يتابعة و يضم قدمية الي صدرة : احذر فهذا ما جعلني اعرف مكان تلك العصابة .
ابتسم السيد كلارنس وقد عاد مكانه وبدأ يبحث عن طعام : لا تقلل من شأني كل ما افعله انا واثق منه .. لن يستطيع احدهم ان يرانا من هذا المكان بينما نستطيع نحن مراقبة كل ما حولنا .
بدأ روبي يأكل بدورة وهو يقول : الثقة المفرطة تنقلب علي صاحبها احياناً .
: اسمع يا روبي .. ليست تلك المرة الأولي التي اقضيها علي الطريق .. قضيت ايام اسوأ من هذه .. في الظلام والبرد اتضور جوعاً واشعر بالخوف ولا املك سلاح واحدا سوي ذراعي .. وتلك الحيوانات تتجول في الأرجاء وهؤلاء القتلة كذلك .. وانقذني كثيراً تخطيطي وتقييم الوضع .
قال روبي وهو يحدق اليه : لم اقصد شئ .. احاول ان اعطي فكرة ما كذلك فأنا ما زلت هنا انساق خلفك كالأبله من حقي ان اعرف ماذا تفعل .
لم يعلق الرجل واستمر بتناول طعامة واخذ روبي يفكر بالظروف التي تجعلهما الأن متساويان لم يتخيل انه سيجلس يوماً برفقة الرجل علي الطريق يحاولان الصمود للوصول لمكان آمن كما كان يفعل مع البقية حين يذهبون للبحث كان الرجل بسيط في تصرفاتة وربما لم يكن سيتعرف لتلك الشخصية منه سوي اذا حدث موقف كهذا فأذا ظل هناك في مكتبة سيظل القائد الذي ينعم بالسيطرة للبطش بالأخرين هل بدأت افكارة تتغير بشأنه , انتهي الرجل من الطعام وبقي جالساً بصمت يحدق للنار بشرود نهض روبي ليحرك قدمية قليلاً ويسير جيئة وذهاباً في محيطة ثم نهض السيد كلارنس بدورة وراقبة روبي ثانية بصمت وهو يتفقد الأرجاء حولهم للمرة الثانية قبل ان يعود ويقول : اسف لكن علينا اخماد النار الأن .. لا يمكننا النوم بهذا الشكل هذا يشكل خطر علينا .

Koedara 20-06-21 08:08 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


: الطقس بارد للغاية .
اعترض روبي وهو يراقبة يخمد النار ببساطة ويذهب ليتخذ حقيبتة كوسادة وتمدد علي الأرض وهو ينظر اليه قائلاً : لا نملك خيارا اخر .
كان مازال يحمل الغطاء معه لحسن الحظ بينما السيد كلارنس لا يملك شئ لذا لينعم بالنوم بأمان كما يريد ويتجمد من البرد وحده , اخذ الغطاء وهو يلفة حول نفسه حتي اختفي داخلة وحين كاد ان يقول شئ وجد السيد كلارنس نائم لا شك ان الأرهاق قضي عليه حتي هنا , استلقي بدورة وهو يحدق الي السماء الصافية واتي علي خاطرة ذكري قديمة حين كان وشقيقة في رحلة للترفية وفي طريق العودة اكتشفا ان المال نفد واضطرا للنوم في العراء علي الحشائش اسفل سماء تشبه هذه وفي الصباح اخذ يتمشيان وهم يحاولان ان يقنعا احدهم بالتوقف لأخذهم في طريقة قد نجحا في ذلك ورغم الأرهاق الذي انتابه هذا اليوم الا انه ظل سراَ ولم يخبرا والديهم ما حدث وانهما قضيا ليلتهم في الشوارع , ابتسم وهو يأتي علي خاطرة الكثير من المتاعب التي كانت تقابلة وشقيقة ولم يخبرا احدا ابدا عنها , كان لديهما اسرار كانا مقربان وكان يجد صحبتة ممتعة علي الرغم من الفارق الكبير في العمر بينهما , تري اين هو الأن والي اين اخذه مصيرة لما لم يرافقة يومها حتي واذا اصابهما مكروه فسيكون معه افضل مما عاش ومر به هو و لي , نظر الي السيد كلارنس الذي يستلقي علي جانبة الأيمن ووجهه له , هذا اكثر شخص عاش معه امور بشعة , هذا اكثر من يشعر بالسخط نحوه , اكثر من اذله واهانة في حياتة , اكثر من يرغب بالتخلص منه بأبشع طريقة ممكنة , فكيف , كيف منذ دقائق فحسب كان يدردش معه ويحادثة بتلك المودة , هل حقا ينسي البشر مع الوقت جدية موقفهم ام انه لا يملك خيار اخر في يدة , لم يحترمة اكونية في بادئ الأمر ولم يحترم المكان لهذا قرر الرجل تحطيم كل الحواجز بينهما ليجبرة علي الفهم , الغريب ان اكثر من يكرهه هو من يعلمة امور جديدة كل يوم ويثقل من مهاراتة ويدفعة ليكون افضل ويهتم به , فكيف يصنف هكذا علاقة , استمر بالتقلب يميناً ويسارا طوال الوقت وهو يفكر ويفكر ولا يدري متي ذهب في النوم اخيراً سوي حين شعر بحركة خفيفة حولة وبيد باردة تزيح الغطاء عن وجهه قليلا , هل هذا السيد كلارنس , فتح عينية بتوجس وهو يبحث ببطئ شديد عن سلاحة الذي يتذكر جيداً انه وضعة جوار يدة لكنه لم يعثر عليه , التفت لينظر بوضوح حولة واتسعت عينية وكاد ان ينطق بشئ ألا ان الفتاة التي امامة وضعت يدها بقوة علي فمة لأسكاتة وحدق الي الرجلين اللذان يقفان خلفها .

نهاية الفصل 27


Koedara 21-06-21 08:14 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


الفصل 28

حاول روبي التحرر ليس منها بل من الغطاء الذي لفة حول نفسه بغباء ويشكل الأن قيد له , لمح سكينة معهم وكذلك سلاح السيد كلارنس الذي لا يزال نائم وقد استولوا علي كل عتادهم , حاول التحرك لتبتعد عنه الفتاة ويقترب منه الرجل الأضخم بينهم وهو يحاول ان يكمم فمه لكن استطاع روبي ان يصدر صوتاً عالياً ينادي به السيد كلارنس , كممة الرجل ورفعة علي كتفية , انهم يخطفانة ادرك هذا بيأس , لكنه وجد فجأة الرجل الأخر يطيح به السيد كلارنس بعيداً بلكمة عنيفة اسقطت بعضاً من اسنانة وقال وهو يحذر الرجل الأخر والفتاة : اترك الفتي الأن .
انزلة الرجل ليقف من جديد علي قدمية يحدق للسيد كلارنس الذي قال وهو يضيق عينية بغضب : اذا جئت بهدف السرقة فقد اخذت ما تريد .. دع الفتي وشأنه .
قالت الفتاة بصوت قوي : لم نأتي للسرقة بل جئنا لنأخذه لمكان ما فهو اخف حملاً منك .
ابتسمت هي والرجل ثم تحركت باتجاه رفيقها المصاب لكن السيد كلارنس اوقفها بلهجتة الجادة : من الأفضل لك البقاء مكانك .. من انتم واي مكان تقصدين .
قال الرجل الضخم : لا نسعي لمشكلات تعلم ان من يستطيع الحصول علي عتاد احدهم يأخذه لكننا فقط فكرنا ان نأخذ هذا الصغير لمكان ملائم له .
: تحدث بوضوح لأنني اذا لم اقتنع بما تفعلون سيكون علي الفتاة التراجع لنحلها كرجلين بيننا .
لمعت عينا الرجل بحماس قائلاً : مثير للغاية .. لكننا للأسف اكتفينا من القتال بعشوائية لدينا الأن مكان يعلمنا الأنضباط .. سأرحب بفكرتك علي اي حال لكن ليس ألأن .
عما يتحدث هذا الرجل : تعني لديكم مكان آمن .
: منزل بأكملة ونحن احد المقاتلين فيه .
: منزل قريب من هنا .
: نعم اذا اردت مرافقتنا فأهلاً بك سيحدد القائد مصيركما .
نهض الرجل الذي اصابة السيد كلارنس وهو يقول بنبرة غير مفهومة بسبب اسنانة : بل سنأخذ الفتي وسنقتل هذا الوغد .

كاد السيد كلارنس ان يسدد له لكمة اخري لكن الرجل الضخم قال مسرعا : لست في حاجة لهذا اتبعني فقط .
قادهم الرجل خلفة سيراً ولم يملكا شئ سوي مسايرة الوضع للنهاية لكن السيد كلارنس يعلم ان منزل قريب من هنا يتعامل افراده بهذا الأسلوب الناضج هو بالتأكيد منزل ياس لكن ليس هذا ما يقلقة بل رفاقة اللذين سينتظرونة عند نقطة اللقاء المتفق عليها , نظر اليه روبي بقلق واضح في عينية وهو لا يفهم ما يجري حوله ويتعجب ان السيد كلارنس هادئ لهذا الحد وينفذ كلام الرجل بدون نقاش , كان لسانة قد اصبح حر من جديد لذا قال : لما من حقكم اخذنا بهذا الشكل .
قال الرجل الضخم الذي يبدو انه المسئول عنهم : لدينا اوامر بضم اي شخص ملائم نجده .
: ماذا اذا لم يكن لدينا رغبة في هذا .
قال السيد كلارنس بهدوء : روبي لا باس هدئ من روعك كل شئ علي مايرام .
اعترض بعصبيتة المعتادة : كلا ليس كذلك لقد كاد هذا الوغد ان يخطفني .. لما يحق له ذلك .
اوقفة السيد كلارنس وهمس في اذنة يوضح له انه يعرف من هم ثم نظر في وجهه قائلاً : فهمت .

Koedara 21-06-21 08:15 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


تنهد روبي باستسلام وعاد ليلحق بهم كما فعل السيد كلارنس , اقتربا من مكان اسوارة عالية ويسود الهدوء التام ما حولة بدا مهيب ومخيف فهو ليس مثل منزل السيد كلارنس الذي كانت تحيط به اسياج حديدية فقط ويمكن رؤية ما بداخلة بسهولة لكن هذا يبدو اكثر احكاماً , تبعا الرجل الضخم حتي الداخل و اوقفة احد الحراس وهو يستفسر عما لديه ومن معه , اخذ الأمر بعض الوقت استغله روبي في التحديق هنا وهناك حوله لأن المكان في الداخل بدا فسيح ومجهز , تركهم الرجل للحارس الذي قال : اتبعاني .

وهم في طريقهم حيث يشعر روبي ببعض الأضطراب مما يراه حوله لمح الونا التي تقف بعيدة عنه قليلاً وهي ايضاً رأته , انها هنا اذاً شخص اخر يكرهه , ثم شعر بقلبة يدق بعنف حين فكر وهل سيف هنا كذلك , مستحيل لا يمكن ان يكون هنا علي الرغم ان كل شئ يجزم انه ليس في اي مكان اخر , لا يمكن ان يلتقي به بعد ان اخبرة انه لا يرغب برؤيته مرة اخري ابداً بذلك الأصرار , وماذا عن السيد كلارنس الذي ينوي ان يعيش هنا وهو يجهل وجود سيف حيث بينهما عداء واضح وماذا قد يفعل سيف حين يدرك وجود الرجل في المكان , اخذت رأسة تدور وترنح قليلاً ليمسك به السيد كلارنس علي السلم قائلاً : هل انت بخير .. عليك بعد ان ننتهي من كل هذا ان تنال بعض الراحة حتي لا تسوء حالتك اكثر بعد .
حاول روبي الأنتباه وهو يؤكد : انا بخير فقط السير ليوم كامل تحت اشعة الشمس قد اثر علي
رأسي .

اوصلهم الحارس الي مكتب مكتب ياس الذي ما ان وقعت عيناه علي السيد كلارنس حدق اليه مطولا ثم اتسعت ابتسامتة وهو يقترب منه قائلاً بسعادة : لا اصدق .. بعد كل هذا الوقت نتقابل من جديد .
بدا الرجل يتسائل عن اصاباتة لكنه لم يذكرها وقال السيد كلارنس بابتسامة مماثلة : تعلم كم كان من الصعب ان تعثر علي احدهم يا صديقي لكنك تبلي حسناً .
دعاهم للجلوس وطلب اليهما بعض الشراب قائلاً : انا اسف علي الطريقة التي جئتما بها الي هنا لكنني احاول ان ارشد الجميع الي المكان .. لم يعد من ملاذ آمن في الخارج .
: صحيح وهذا ما جئت اليك لأجله .. لكن اولاً اذا كنت تهتم ان يكون الجميع هنا ولا تمانع في ضم البعض .. ان بقية الأفراد اللذين بصحبتي يقفون الأن علي بعد شارعين من المنزل من المفترض انهم بانتظاري لكن الخطة تغيرت بفضل رجالك .

Koedara 21-06-21 08:17 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


تعجب الرجل مما يسمع : بالتأكيد مرحب بأي شخص لا سيما انهم مقاتلين .. لكن ما الخطب يا كلارنس ليس هذا ما اخبرتني به في البرقية .. حتي انك لم تجيب علي الأخري التي اعدت ارسالها اليك .
: لم يعد بوسعي ذلك يا ياس .. لقد هاجمت تلك القوات المنزل واصبح الأن لا وجود له ولم يتبقي سوي هؤلاء الرفاق اللذين بانتظاري .
اتسعت عيني الرجل برعب وهو يقول : ماذا .. لا يعقل .. بتلك السهولة .
: نعم بتلك السهولة انهم اقوي مما ظننا .. اقوي بكثير .. وكما تري الأن كل ما فكرت فيه هو الأنضمام اليك .. كما قلت انت لم يعد هناك ملاذ آمن في الخارج مكانك هو الأخير و أما نحارب لأجله او نخسر جميعاً .
ظل ياس ملتزم الصمت قليلاً ثم قال بجدية : الأمر ليس بتلك السهولة يا كلارنس وقد وجدنا خطة ما كنت سأشاركك بها وهي افضل حل الأن .. لم اقتنع منذ البداية بمهاجمتهم وبعد ما اخبرتني به اصبح هذا مستبعد لأننا نضع كل شئ في خطر .
: هل ستنتظر ان يدمر هذا المنزل كذلك ونجد انفسنا فجأة في الشوارع من جديد .. لكن هذه المرة لا توجد محاولة للأستمرار سيقبضون علينا جميعاً .
تذكر ياس حديث سيف عنه انه قتل العديد منهم وهو مطلوب : هل قتلت احدهم يا كلارنس .
قال الرجل بفخر : الكثير منهم واذا كان الأمر بيدي لتخلصت منهم جميعاً .. ماذا اقترفنا ليتم ارهابنا بهذا الشكل ألم يكن يكفي ما نعيش فيه بالفعل .. الم يكن يكفي قتالنا علي الطعام والشراب .

نظر ياس فجأة الي روبي وكأنه اخيراً اكتشف وجودة من المفترض انه لا يعرفه لأنه اذا كان يفعل فسيأتي علي ذكر وجود سيف في المكان ولم يحاول تخيل حين يكتشف سيف وجود كلارنس في المكان وليس زيارة فحسب بل للبقاء معهم كيف قد تكون ردة فعله علي امر كهذا : لدينا خطة بشأن ارسال احدهم لتسليم نفسه .. يحاول ان يتقصي عما يحدث هناك وبطريقة ما يعود الينا ليخبرنا عما يجري .. بعدها نأخذ موقف جديا اذا كانوا اعدائنا فأنا معك فيما تخطط له .. واذا كنا علي خطأ فسينتهي كل ما نعذب انفسنا لأجله .

بعد التفكير مليا في امر الونا ورفض سيف واصرارها علي الذهاب كان يري الأن شخص مثالي اخر للذهاب وسيكون اكثر اقناعا لكنه لا يعرف مدي اتقانة للتمثيل ومدي قدرتة علي النجاح في التسلل من هناك ليعود ثانية وهو روبي , سنة الصغيرة ملامحة البريئة ونظرتة التي لا تحمل اي شك عن كونه لم يقتل احدهم من قبل لن يشك فيه احدهم هناك يعلم ان اسفل هذه الملامح وهذه النظرات شخص قاسي ما عاشوا فيه جميعا وانه ربما قتل البعض كذلك لكنه مخادع بشكل لا يصدق وهذه ميزة رائعة ربما ليست لدي الونا حتي التي تحمل ملامحها بعض القسوة ويعلم انها اذا ساءت الأمور معهم او استفزها احدهم وجعلها تخرج عن شعورها ستفتك به ولن يهمها ان تفشل المهمة او لا او حتي سلامتها الشخصية , قال موجهاً الكلام اليه : وانت ايها اللطيف ما رأيك بما يقال هنا .

Koedara 21-06-21 08:18 AM

رد: علي الجهة الأخري
 
[COLOR="Black"

]لكنه حين فتح فمه للتحدث اثار دهشة ياس بعض الشئ : رأيي انك تملك هنا اشخاص يجب ان تعلمهم التفرقة بين المجرمين في الخارج والأشخاص العادية حتي واذا كان لديهم اوامر بأحضار اي شخص الي هنا فلدي هذا الشخص ارادتة الحرة وانا امنع اياً من كان ان يحضرني الي هنا بطريقة الخطف تلك .
كلا ما تحملة ملامحة لا يدل علي اي شئ في شخصيتة الحقيقية فهو في الحقيقة يشبه الونا اكثر فأكثر يبدو عصبياً ومتوحشاً ولو انه لا يجد منزل الرجل ملاذة الأخير لأنقض عليه ربما : انا اسف لم يقصدوا هذا بالتأكيد لكنك تعرف كيف هو الأمر في الخارج .
نقل بصرة الي كلارنس قائلاً بنظرة ذات معني : وحتي ان احدهم عاد بخسارة اسنانة .
: لا تسأل حتي .. اعذر روبي فهو يقدس الحرية الشخصية كثيرا واكثر ما يثير استفزازة ان يجبرة احدهم علي شئ .. لكن أؤكد لك انه مقاتل بارع رغم انه اصغرنا .. كنت املك افضل مقاتلين يا ياس .. لقد خسرت كثيرا انا ادرك هذا حقاً .
: انا اسف لخسارتك يا كلارنس فقط اعطني الوقت لأمهد الأمور وحتي تتأقلم انت وفريقك مع المقاتلين هنا .. سيتم احضار بقية الأفراد ارسلت اليهم امر بهذا بالفعل وهم في طريقهم .
: شكرا لك .. لكم اتمني لو ان اندي معنا كما السابق لكنا فريقا رائعا الأن .. هل تذكر كيف كنا نقاتل في الشوارع واننا نجحنا يوميا بشكل او اخر في احضار طعام وشراب .
: نعم اتسائل ايضا عن حاله الرفاق الأن .
قاطعهم روبي فجأة قائلاً بذهول : لحظة من فضلكما .. اندي .. ارجو ان يكون هذا مجرد تشابه اسماء لا اكثر .
وجه الكلام الي السيد كلارنس : هل هذا صديقك ايضاً .
: نعم انه كذلك ومنذ وقت طويل.
قال وهو يخشي ان تأتيه الأجابة التي يتوقعها : سيد كلارنس .. اين كان يعيش اندي هذا الذي تتكلم عنه .
اخبره السيد كلارنس بالمكان وهو بالفعل عنوان منزلة , لم يصدق هذا الشخص من بين الجميع هو صديق لأخية بل والرجل الأخر في الغرفة كذلك , نهض واقفا بنظرة خاوية وقال بكراهية للسيد كلارنس : انت صديق اخي .. هذا مستحيل لم يكن اخي ليصادق شخص مثلك ابدا انه شخص محترم وشريف ومن عائلة ذو شأن كيف له ان يتعرف بحثالة مثلك في يوم .
حدق اليه الرجلان بدهشة كبيرة وقال ياس : انت الفتي الصغير شقيق اندي .. لا اصدق .
لكن السيد كلارنس رغم دهشتة كذلك كان يعرف ما يعنيه روبي وقبل ان يتهور وينطق بشئ ما في لحظة انفعالة قال : انتبه الي ما يتفوه به لسانك .
لم يناقشة بل ترك المكتب وغادر بخطوات مسرعة وقال السيد كلارنس مسرعاَ ليلحق به : ارجو ان تخبرني بمكاننا هنا لاحقاَ .. علي الذهاب الأن .
[/COLOR]

Koedara 21-06-21 08:19 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


نهض الرجل واوقفة ياس قائلا َبجدية : لقد تغيرت بالفعل يا كلارنس .. حتي تصرف الفتي حيالك ينم عن ذلك .. لما يملك كل هذه الكراهية نحوك علي الرغم من انه يعيش معك وكنت قائدة .
: انت لا تعرف روبي بعد لذا لا تحكم علي .
غادر بخطوات مسرعة ليلحق بالفتي ووجدة علي وشك نزول السلم وناداه بصوت قوي : الي اين تخال نفسك ذاهباَ .
استمر روبي في سيرة : الي اي مكان ارغب فيه ما شأنك انت .
اسرع السيد كلارنس خطواتة ولحق به وهو يمسك ذراعة بقبضة محكمة : سيطر علي اعصابك يا فتي لا فرصة لجدالنا هنا .
: اذاً هل هو مكانك.. اعتقد انني املك حريتي هنا .. الا تخجل من نفسك بعدما عرفت كيف خذلت صديقك اذا ادرك الي اين وصلت بأفعالك اتجاه الناس واتجاه شقيقة .
صرخ عليه السيد كلارنس بغضب وهو يمسك به من ياقة سترتة : اي امر تتحدث عنه .. مازلت ملك لي هنا او في اي مكان اخر ولن تخطو خطوة بعيداً مهما كان ما اكتشفتة .. ليس بعد كل هذا الوقت وما علمتك اياه .
دفعة روبي عنه بشدة قائلاً بحنق : هراء كنت تتفوه به هناك .. انت هنا مثل اي شخص عادي لم تعد مميزاً او تملك ادني سلطة .
اقترب منه الرجل وقال بلهجة مخيفة وملامح مشابهه : لقد دفعت ثمناً هناك في تلك الغرفة يا روبي لتنقذ هذا الوغد .. وما تعهدت به ساريا اياً كانت مكانتي واينما كنا .. لا تدفعني اذاً لأجبرك علي الأمر .. قلت انه لتكون حراَ ثانية هو حين اموت وانا مازلت حياَ كما تري .
تركة روبي وذهب في طريقة لا يعلم الي اين لكنه بحاجة للأبتعاد , وصل السيد كلارنس الي الساحة ليجد البقية قد وصلوا بالفعل لذا سار نحوهم ليتفقد الأحوال و كان ريفين اول المتحدثين : ماذا حدث ايها القائد .. انتابنا القلق حين تأخرت كل هذا الوقت .
قال الرجل وهو يتأكد من وجودهم جميعا : اسف يا رفاق حدثت بعض الأمور الطارئة .
قال احدهم وهو يتفقد المكان حوله : المكان هنا يفوق التوقعات .
اضافت احدي الفتيات : نعم لكن ينتابني شعور غريب .. اشعر انني غريبة هنا ليس كما كنا في
منزلنا .
قال السيد كلارنس وهو يتفهم ما يشعرون به : لا نملك مكاناَ اخر يا رفاق .. لنكن ممتنين اننا عثرنا علي منزل كهذا في وقت قياسي .

Koedara 21-06-21 08:20 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


انتبه فجأة الي ان هناك من يقف الي جوارة يحدق به والتفت ليتلقي مفاجأة اخري هذه المرة كانت اسعد كثيرا من اي شئ وقال بفرح : زينا .
عانقتة الفتاة وهي تتعلق برقبتة وقالت بسعادة : لا اصدق انك هنا يا ابي .. لقد مر وقت طويل .. لم اتمكن من العثور علي مكانك او معرفة اخبارك .
تراجعت قليلاً وهي تتأملة وقال السيد كلارنس وهو يحاول استيعاب انها امامة : كنت ابحث عنك كذلك كل ساعة وكل يوم .. كان لدي منزل بالفعل يا زينا نجحت كما اخبرتك ولم تصدقينني .. انظري الي نفسك لقد كبرت عما اتذكرك .. تبدين بحال رائعة يا فتاة .
قالت الفتاة وهي تبتسم بسعادة : انت ايضا مازلت شابا ووسيما كما عهدتك ايها الرجل المسن .. ثم يجب ان اكون بحال رائعة لقد وعدتك انني سأكون علي مايرام وان بأمكاني الأعتماد علي نفسي .
كان ريفين يعرفها زينا الفتاة التي تحدث عنها السيد كلارنس مع اكونية في مكتبة ذلك اليوم وقدمها للبقية قائلاَ : حسنا ربما لايعرفها بعضكم يا جماعة لكنها زينا .. ابنتي .

عرفهم بها وعرفها بهم و بعد دقائق جاء ياس للترحيب بهم في المكان وليثبت لهم ان جميعهم اصبح فرد منهم واخذهم في جولة قصيرة وعرفهم الي بعض المتواجدين , حدد لكل منهم اماكن نومهم والطعام واماكن التدريب ثم بعد انصراف الجميع وحلول المساء وتناول الطعام وقف يتبادل بعض الأحاديث مع كلارنس وهم يحتسيان مشروب دافئ , كان سيف قد عاد منذ وقت طويل وعلم بأمر المجموعة التي وصلت لكن ياس بشكل ما حاول ابعاده عنهم ليؤجل ذلك التصادم لوقت لاحق , طلب اليه كلارنس ان يسمح له ان يمكث في غرفة وحدة و روبي كان عليه بعد تلك المشادة وبعد ان امتنع الفتي عن التحدث معه ان يحكم سيطرتة حوله , وافق ياس وهو مازال يحاول ان يدفعه للبوح بما اغضب الفتي حين عرف ان كلارنس صديق اخية كان يفترض ان يفرحة الأمر ان قائدة هو صديق قديم لأخية وهكذا يصبح بينهما رابط ما وسيهتم به كلارنس اكثر ربما لكنه حين شعر بعزوف الرجل عن التكلم واخبارة لم يلح عليه , مر اليوم بسلام ولم يصادف اي مشكلات وتوجه كلارنس للنوم في غرفتة التي اخبر احدهم روبي انها له كذلك .. لكنه لم يشعر بوصول الفتي سوي متأخر للغاية كان يوشك علي الأستغراق في النوم بعد ان شعر بالأستقرار والراحة والعودة للنوم في فراش ثانية لذا لم يتبادل معه كلمة واحدة .


Koedara 21-06-21 08:22 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


قالت الونا التي تسير خلف سيف المتجه الي مكتب ياس : انت .
كانت قد لمحتة يقوم ببعض التدريبات مع زينا التي بدت مستمتعة بهذا التحدي امامة لذا لم ترغب بمقاطعتهم , التفت اليها وخطا نحوها خطوة وتراجعت خطوتين فقد مر وقت منذ تحدثت اليه بعد المرة الأخيرة التي كانت في غرفتة , ابتسم بسخرية قائلاً : اذا لم يكن لديك الجرأه للأقتراب لما تلحقين بي .
تنهدت الونا بعمق لكي لا تنفجر غضباً بوجهه فيكفي ما ستقول : من قال انني الحق بك .. ارغب اخبارك بشئ الجميع يعرفه عدا انت ربما لأن ياس لا يثق بك تماما كما تظن .. احذر من وصل البارحة مع المجموعة الجديدة .. انه الفتي اللطيف .
شعر سيف بالغرابة لكن من المستحيل انها تقصد روبي فهكذا تتحدث عنه عادة , كيف عساه يصل الي هنا : من تقصدين بكلامك .
: اقصد روبي .. وبعض الأشخاص ممن كانوا معه هناك .
حدق اليها لبعض الوقت وهو يحاول ان يفهم ما تقول لكنه لم ينتظر الم يكن ذاهبا لمكتب ياس ليفعل اذاً ويمكنه الحصول علي الأجابة الصريحة هناك , لكن وهو علي وشك دخول المبني وعلي يمينة يبعد عنه بضعة امتار كان اخر من توقع ان تقع عينية عليه ثانية في هذا المكان وهو السيد كلارنس الذي يقف يتحدث الي شخص ما من رفاقة ويعرفه جيدا ايضاً.. وكما الدهشة التي تملكت سيف وقف السيد كلارنس مسمراَ مكانة يحدق اليه بدورة لا يصدق ما يراه , لكن سيف اخذ الحيرة وعدم الفهم وتابع طريقة الي ياس .
كان وقت صدمتة قد انتهي ويعلم ان وجود روبي في المكان اصبح امر مسلم به ووجده بالفعل في مكتب ياس لا يدري لما شعر بالراحة لأنه اصبح ثانية تحت ناظرية وفي مكان واحد معه لكن هذا لم تظهرة ملامحة الغاضبة وهو يقتحم المكتب قائلاً : ما الذي يفعله ذلك الحقير في الأسفل .
تطلع اليه روبي كأنه يراه للمرة الأولي ولم يكن هناك مجال ليتبادلا كلمة واحدة , وضح ياس بصوت هادئ وهو يستند بذقنة الي ظهر يدية : يفعل ما يفعله الجميع .. سيبقي كلارنس معنا هنا هو وبعض رفاقة .
قال سيف وهو ينظر اليه بغضب : سبق وناقشنا الأمر وقلت لا تخبره يا ياس فما خطبك لتأتي به للعيش هنا .. ماذا يجري ولا اعرفه بعد .
: لو انك هدأت فقط ستحصل علي ما تريد فهمه .. اصبح الوضع معقد الأن .. هل وصلتك الأخبار لقد تم قصف وتدمير منزل كلارنس لذا جاء من تبقي بأنفسهم للأنضمام الينا .
قال سيف بعينين متسعتين من الدهشة : ماذا .. هذا المتعجرف الذي لطالما كان يشعرني ان منزلة هذا من المستحيل ان يمسه مكروه .
نقل بصرة فجأة الي روبي الذي يراقبهم بصمت وقال : هل ما اسمعة صحيح .
أومأ اليه روبي بصحة المعلومات وعاد ياس يقول : لم يتبقي امامنا وقت لذا اطلب منك ان تضع كل خلافاتك الشخصية معه جانباً لأننا بحاجة اليه .. لا تنسي انه مقاتل اكثر من ممتاز .. ولم يعد امامنا سوي تنفيذ خطتك لكنها مازالت بحاجة لتخطيط متقن .

Koedara 21-06-21 08:23 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


التمعت عيني سيف من الحماس وهو يتذكر انه منذ يومين فقط كان يرفض بشدة منصب القائد لكنه الأن يكاد يشكر ياس علي الهدية التي اعطاه اياها فقد حان وقت ممارسة بعض السلطة علي كلارنس ليجعله يتذوق من نفس الكأس حين يشعر انه فجأة اصبح تحت امرتة نظر الي ياس وقد خفت وتيرة غضبة وقال بسلاسة : اجد هذا صحيح لكن علي شرط .. لا امتيازات لهذا الرجل .. وانا اريده في مجموعتي .. اما هذا او بأمكانه ان يغادر .
واشار الي روبي قائلاً بكياسة : عدا هذا الصغير هنا فهو ليس منهم علي اي حال وقد عاد لمكانه الطبيعي .
استمر روبي بالتحديق به بلا اهتمام جدي , كان سيف يلمح به اشياء تغيرت اصبحت نظرتة اكثر قوة وبرود , بعض القسوة ربما , لا يعرف لكن ثمة ما تبدل به منذ تركه اخر مرة : لديه مجموعتة بالفعل يا سيف وتعلم ان الرجل كان في مركز قيادة وسيكون اكثر نفعا اذا قام بقيادة مجموعتة وحده .
قال ياس بطريقتة الهادئة التي لا يمكن ان يجاريها سيف خاصة وهو يتحدث عن كلارنس , انحني علي المكتب وهو ينظر في عينيه بتحداَ : ماذا تقول .. كن واعيا يا ياس لما تخطط .. ستترك هذا الرجل يغادر وحده كل بضعة ايام هو و مجموعتة .. هذا ليس صوابا فنحن لا نعرفهم بعد .. عليهم ان ينضموا الي فرق مختلفة .. ومن المستحيل ان اسمح لك بوضع هذا الرجل في مركز قيادة .. حينها يا ياس جدياً اما انا او هو في المكان.
قال ياس بأصرار : انه صديقي يا سيف وانا واثق منه وقد جاء هنا للمساعدة .. مساعدة نفسه ومجموعتة ومساعدتنا كذلك .
: اذاً ليتحمل الوضع الراهن مثل الجميع لمساعدة نفسه وفريقة .. ليتنازل عن عرش القيادة قليلاً .
التفت الي روبي ثانية قائلا : اذا كنت تخالني اكذب بشأنه فاسأل هذا الصغير هنا .. هو اكثر من يعرفه جيدا .
استمرا بالنظر لبعضهما البعض بجدية وقال سيف بنبرة هادئة : كيف حالك يا روبي .. لدي حديث مطول معك واثق انه سيروقك .. فأنت ايضا لك نصيب من المفاجأت .
قال ياس : سيف .. كف عن محاولة التحكم بالجميع حولك .. انت تفسد كل ما احاول تنفيذة .
اعتدل سيف في وقفتة قائلاُ : لنتذكر من الح علي بمركز القيادة .
: لم افعل هذا لتصبح مستبداً فجأة .
قال سيف بدهشة : انا .. يا لغرابة هذا الوصف .. احاول فقط مساعدتك علي معرفة هؤلاء الأشخاص اللذين يمكثون في المكان .. ليسوا بهذه الوداعة صدقني .. وقد جاء كلارنس هذا كشخص عادي مثل الجميع ليعيش هنا .. لذا حين يبذل جهداً وينجح في شئ قم بمنحة المركز الذي تريد يا ياس .. علي الذهاب الأن لدي الكثير من العمل .
راقبة الأثنان وهو يرحل وتنهد ياس قائلاً : تعرفه اكثر مني علي الأرجح .
: نعم هذا صحيح .. لكن جديا لا اعتقد انه والسيد كلارنس سيتوافقان يوما .. الرجل بالفعل خطر في مركز ما يؤهله ليتحكم بأحدهم .

Koedara 21-06-21 08:24 AM

رد: علي الجهة الأخري
 
[COLOR="Black"

]: اتعجب انك من يقول هذا بينما هو قائدك .
: هو ليس كذلك .. كنت هناك لفترة مؤقتة وبشكل ما كان سيؤدي الوضع الي محاولتي مغادرة
المكان .

كان روبي في مكتب ياس من الأساس لأن الرجل اراد الدردشة معه قليلاَ حين عرف انه شقيق اندي , لم يكن يعرف ان اياً منهم هو صديق لأخية كان روبي صغير للغاية حين افترق هو و اندي وقبلها لم يكن مهتم كثيرا بالتعرف علي اصدقاءة فهم اكبر منه سنا نظراً للفارق السني الكبير بينه واخية وهو احدي عشر عاما فلم يرتاح لهم او رغب يوما بالتحدث الي اياً منهم حتي حين كانوا يأتون الي المنزل احيانا لم يشجعة شئ علي الأختلاط بهم , يتذكرهم بشكل مشوش لكن تلك الملامح تغيرت الأن , وجاء سيف ليقطع هذه الدردشة البسيطة بغضبة واعتراضاتة , نهض روبي يستعد للمغادرة وقال : ارغب كثيرا في الخروج والبحث معهم .
: ستفعل بالتأكيد .. سأقيم مهاراتك وستكون مع المجموعة المناسبة .

أومأ اليه روبي وذهب في طريقة يشعر انه عاد يتنفس ويتحرك من جديد بحرية لم تعد كل خطوة وكلمة محسوبة انه عدل ان يسقط السيد كلارنس ويتحطم , وقف في الساحة يحدد وجهته , لا يعرف احد في المكان بعد وكل من يعرفهم لا يرغب بالأقتراب من احدهم لكنه لاحظ احدي الفتيات تراقبة وتحدق به من بعيد , تلفت حوله وعاد ينظر اليها ليجدها مصوبة بصرها بأصرار نحوة وهي تتأملة بجرأه مخيفة , كانت زينا التي اخذها روبي بنظرة واحدة اليه ووجدت به شئ جذاب كثيرا ولكونها فتاة جريئة اقتربت منه وربما سبب جرأتها لم يكن انها اكبر منه بعامين لكن اعتمادها علي نفسها لوقت طويل , شعر بأرتباك لم يشعرة في حياتة وهو يراقبها تقترب عليه بأصرار ووقفت امامة تحدق اليه وتتأملة اكثر وكأنه مخلوق غريب عنهم وقالت بأعجاب جرئ لم يصدقة واخجلة : انت جميل للغاية .. هل وصلت مع كلارنس .. لم اعرف ان هناك اشخاص حلوة لهذا الحد تعيش مع كلارنس .
تعرف كلارنس , من اين تعرفه وماذا يمثل لها , شعر بوجنتية تشتعلان ولم يجد كلمة ليقولها و اخذت الفتاة تحوم حولة وقد بدأت تخيفة قليلاً الأن ثم سمع صوت خشن من خلفة يعرفه جيداً يقول بمرح : لم اتوقع رؤيتكما معا .
قالت زينا الي السيد كلارنس الذي القي روبي بنظرة تحاول تحديد موقفة نحوه لكن وجنتية الحمراء جعلته يبتسم : من هو يا كلارنس .. انظر اليه .. لطالما قابلت متجهمي الوجة والقتلة .. لكنني لا اذكر متي اخر مرة رايت شخص مميز مثلة .
قال السيد كلارنس وهو يراقب كل تعابير الفتي الذي يقف مسمراً مكانه لا يفهم ما يجري وهذا يحرجة اكثر : هذا يكفي يا زينا .. لا تنخدعي بهذا المظهر فقد يأكلك صدقيني .
اقتربت منه زينا ثانية وكان يشعر بشئ غريب عندما تفعل هذا فهو للمرة الأولي تقترب منه فتاة بهذا الشكل , حاولت ان تلمسة وهي تستعد لأن تضع يدها علي شعرة لكنه صرخ عليها فجأة قائلاً بغضب : ابتعدي عني .. لا افهم جرأتك تلك ماذا تريدين .
[/COLOR]

Koedara 21-06-21 08:25 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


ظلت الفتاة مكانها وقالت بابتسامة عذبة : لا شئ .. اريد التعرف بك فقط .. فأنت الوحيد القريب لسني هنا .
قال روبي بالغضب ذاته : لا اريد التعرف علي احد وهذا يكفي .
تركهما وسار بخطوات مسرعة لا يعرف الي اين يذهب هل سيقابل العديد من المزعجين في كل مكان , ثم رغما عنه تذكر ما قالته عنه وتلك النظرة شديدة الأعجاب في عينيها , هل هو يهتم , بالتأكيد لا , لما هو سعيد بشكل ما اذاً حتي انه يبذل جهدا ليكذب شعورة , وجد مكان يستريح فيه البعض ذو الكثير من الخضرة لذا جلس علي احد الأستراحات و استغرق الأمر دقائق حتي وجد السيد كلارنس يجلس علي مسافة منه قائلاً وهو ينظر حوله : لا احد فظ اكثر منك ليخرج من فمه كلام كهذا الي فتاة تخبرة بأعجابها به بهذه السعادة .
: لم اري فتاة جريئة مثل هذه من قبل واذا لم اوقفها لا ادري ماذا كان في طريقة ليحدث .
نظر اليه السيد كلارنس قائلا : انت مغفل كبير .. تحتاج لتعلم بعض الأشياء .
: لا اسمح لك بأهانتي .. ثم من هي .. انها تعرفك .
: انها ابنتي التي اخبرتك عنها .. صاحبة الصورة هل تذكر .
لقد اعتقد انه يتحدث عن فتاة تصغرة ربما وليس هذه العفوية الجريئة : هذا ما علمتها اياه اذاً .. الا تخجل من تصرفاتها .
قال السيد كلارنس بأعجاب : لا اري انها اخطأت لقد نطقت بما يجول في رأسها .. فقط هي لديها ذوقي نفسه .. لقد سحرتها ببساطة لذا لم تعي الفتاة ما تتفوه به .
نهض واقفا وقال بانزعاج : كف عن التقليل من شأني .
استمر الرجل بالنظر اليه وقال بهدوء : لكنني لا افعل .. اقول الحقيقة اقسم لك .. عليك ان تكون سعيدا انك تؤثر علي الفتيات .. عليها هي خاصة .. لدي زينا جرأة مفرطة للتعبير عن مشاعرها هذا لا يعني انها قد تفعل شئ خارج .. لكنها فقط لا تتحلي باللؤم والغرور وهذا ما يجعلها صريحة لهذا الحد .
جلس روبي مكانه وقرر تغيير الموضوع وقال بجدية : هل تعرف يا سيد كلارنس ان سيف يعيش هنا .
تجمدت ملامح الرجل فجأة وعادت لقسوتها وهو يقول بصوت غامض : نعم اعرف .
: انت بصدد مشكلة كبيرة .
: سأفعل كل ما يلزم لأؤمن لجماعتي الأستقرار ثانية .
نظر روبي نحوه وهو يتعجب من تفكيرة : ليسوا صغارا يا سيد كلارنس وقد وصلت بهم الي هنا يستطيع كل منهم الأعتماد علي نفسه .. انهم قتلة فلا تشعرني انك مسئول عن ابرياء تخشي عليهم من اي سوء .
: لدينا اربعة افراد منهم اشخاص عادية لم ينضموا يوما للمقاتلون .
: انهم في مكان مثالي وسيعتني بهم ياس كما البقية .
: حاول ان تفهمني .. ببساطة لن اتركهم .. رأيت بنفسك كيف مازالوا ينادونني بالقائد .. الأمر ليس متعلقا بكوني املك مكان ما واتحكم به بل يتعلق بي شخصياً .. هم يريدونني يا روبي ولن اتخلي عنهم .
استمر روبي في تسديد نظرة حائرة اليه وقال بنبرة خافتة : لن افهمك يوما .

Koedara 21-06-21 08:27 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


اخذ السيد كلارنس يتطلع الي الأرجاء حوله قائلاً : علي العكس تماما انت تفهمني لكنك لا تستطيع ان تصدق انني املك جانب جيد .. لكن لابأس ببعض القسوة وألا لفقدت السيطرة .. لايمكن ان تزيد نسبه اياً من الجانبين تيصبح حينها أنسان غير سوي .. اما شخصا مسعورا يعتقد انه لن يوقفه شئ لأنه الأقوي .. واما شخص ضعيفا احمق لا يستطيع ان يتخذ قرار او يجرؤ علي الأقدام علي شئ ويشاهد الأخرون يحققون ما تمناه هو .. لذا القليل من هذا والقليل من ذاك يحقق النتيجة المطلوبة لتعيش مستقر .
نهض روبي وهو يستعد ليتركه : اذاً حين تقابل سيف القي عليه هذه الفلسفة قد يقتنع حينها بأن من طردة من هناك بتلك الطريقة كان جانبك السئ .

*********************

قالت زينا وهي تحكم اغلاق المعطف حولها وتراقب الأمطار التي اخذت في الهطول فجأة بعد حلول المساء : هل اخبرته بشأن المذياع .
اخذ سيف يراقب الأجواء حوله , كان منذ ساعة مضت في طريقة وزينا للبحث لكنه للحقيقة كان يحاول الأقتراب من مكان القوات كل يوم اكثر وهي لاحظت هذا اليوم حين عرضت عليه مرافقتة لكن ها هما يقفان اسفل جزء مائل لأحد المباني القديمة يحتميان من الأمطار الغزيرة وكما هي الحال دوما يروق لسيف التجول حول المباني حيث لم يصل اليها تلك القوات بعد ولا يقترب سوي نادرا من الطرق الجديدة , لديه هاجس يسيطر عليه ان هؤلاء ربما يراقبونهم بشكل او بأخر بواسطة اي شئ مرئي او مسموع لذا يتعمد الأبتعاد عن اي طريق وطأته اقدامهم : نعم .. ياس يعرف هذا بالمناسبة وهو يتابعة يوميا اكثر من اي شئ اخر .. لكنه مثلك لا يقتنع ان ما يدور هناك حقيقي وكل هذه اللقاءات مدبرة .
: من يعرف ايضاَ .. كلارنس لا يعرف بالمناسبة .. الونا لا تعرف .. زوجة صديقك .. او روبي .
حدق اليها سيف بدهشة : متي تعرفت اليه .
: اليوم ولم تكن مقابلة لطيفة .. يبدو انه لم يفهمني او ماشابه .
: ماذا قلت له .
لم تجيبه زينا فورا وخجلت واخذت وقتاَ تنظر الي اي شئ اخر سواه , بعد ان فكرت قليلاَ وجدت ان اندفاعها للتحدث اليه بهذا الشكل كان اسلوب احمق وربما فهم انها تفعل هذا مع اي فتي تراه لذا كانت تشعر ببعض الضيق وتتمني لو انها تذهب وتتحدث معه ثانية وتشرح ما فعلت : يجب ان اعترف بشئ يا زينا لكي لا تتفاجئ به فيما بعد .. انا وكلارنس لسنا علي وفاق وربما صفة اعداء تشرح الأمر .
نظرت اليه الفتاة بعينين متسعتين قائله : لكن لماذا .. لا اصدق ان احد قد يكن العداء لكلارنس .. انت تفهمه بشكل خاطئ بالتأكيد .
: عزيزتي لقد تفاجأت بشكل لا يصدق كون هذا الشخص والدك .. لكن حتي الأن ما زلت لا اصدق .. لقد عشت معه يا زينا ولم آتي بهذا العداء من فراغ .

Koedara 21-06-21 08:28 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


: انه شخصية جيدة .. لا يوجد شئ اكثر اثباتا مما اخبرتك به عما فعله معي .. قام بتربيتي منذ ولدت حتي اصبحت ما انا عليه الأن .. لن تقنعني ان شخص معطاء كهذا قد يدفعك لتتخذه عدوا .
قال سيف وهو يعود ليراقب ما حولهم : هناك اشياء لا يجب ان نتحدث فيها لن اتمكن من شرح الأمر لك .. فقط لنكن واضحين علاقتي بكلارنس لا شأن لها بك .. لا يمكنني ان اكرهك لأنك ابنتة ببساطة واشعر بالغرابة ان شخص كهذا تمكن من تربيتك علي هذا النحو .
قالت بعينين تلمعان من الحماس : اخيرا تعترف انني شخص رائع .
ابتسم سيف قائلاً : هل تشعرين بالراحة الأن .. انت شخصية رائعة يا زينا من نواح عدة .. وهذا ما منعني من قتلك حين التقيتك في محطة الوقود .
: كأنك كنت ستتغلب علي بذراع واحدة .
استمر بتثبيت نظرة عليها لوقت طويل حتي قالت بتوجس : ماذا هناك .
قال بمكر : الا ترغبين بفعل شئ جنوني قليلا .
: ماذا تعني .
: ما رايك بالتسلل اليهم هناك .. ليس قريبا كفاية لكننا قد نعثر علي شئ .
قالت الفتاة بقلق : هل جننت .. سيقبضون علينا .. لن اخاطر .
قال بسخرية وهو يعقد ذراعية : ظننتك فتاة قوية لن تتردد حول شئ كهذا .
قالت بتحدً وهي ترتدي قلنسوة ردائها كما يفعل هو : هيا يا سيف لنذهب ونعثر علي شئ يبدد هذا الصقيع .
ابتسم وهو يأخذ الخطوة الأولي ليغرقة المطر : تشبهينني يا فتاة وهذا يقلقني بعض الشئ .
سألت وهي تسير الي جوارة : لماذا .
: لأنك لن تتوقفي حتي واذا كان الأمر يعني موتك .

Koedara 21-06-21 08:29 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


استمر سيف في السير وحين وجد انهما يقتربان بشدة من الشارع الذي في نهايتة يكمن هذا الكيان المجهول ما يدور خلفه بدأ يأخذ الحذر وتوقف مكانة واتخذت زينا مكان الي جوارة وقالت وهي تراقبة ينظر في الأرجاء : يكفي حتي هنا علي الأقل نعرف انهم مختبئين مكانهم الأن .. الا تلاحظ ان احدا منهم لم يظهر كما كان الأمر من قبل .
قال وهو منشغل بمراقبتة : هذا اكثر ما يقلقني .. اين هم ولما اصبحوا يأخذون هذه التدابير وتحطيم كل شئ من بعيد .. هل يخططون للقضاء علينا .. ربما لن يقبلوا بتسليم ايا منا لهم بعد الأن .. ربما نحن من تبقي .. نحن الأعداء الأن .
بدأت الأمطار تخفت والشوارع الهادئة واعمدة الأنارة البيضاء التي ترسل ضوء لطيف مريح للعينين وعلي الطريق المؤدية لهذا المكان يحيطها من الجانبين الأشجار لم يشعر ابدا ان ايا من هذا يشبههم او من كانوا يعيشون في الصورة القديمة التي كانا عليها منذ وقت قريب , ولم يسبق له الأقتراب من هذا الشارع من قبل لقد كان يسدة سور عالي لم يتمكن احد من عبورة يوما والأن يظهر ما خلفة وكأنهم كانوا مختبئين هناك كل هذا الوقت وقرروا الظهور حين يحلوا لهم الأمر , ربما هم المسئولون عن حدوث تلك الأزمة منذ البداية بعد ان تخلي الجميع عن موقعة و دورة توقفت عجلة الحياة اليومية وتخلي الجميع عن واجباتة عم الفزع والخوف كان الجميع في البداية يحاول مد العون للأخرين بما يستطيع لكن مع الأستمرار في نقص الموارد اخذ الجميع الحيطة والحذر واصبحت العدائية شئ عادي ثم وصل الأمر لقتل بعضهم البعض اذا ما حاول احدهم الأقتراب وسرقة شئ منك انقطعت الكهرباء وساد الظلام والفوضي كل مكان وتسلح الجميع واتخذ موقعا للحماية والأحياء منهم اصبح عددهم ضئيل للغاية منذ هذا الوقت يعيشون علي القتال والبحث عن الطعام والماء واشخاص عاقلون هم فقط من استطاعوا البقاء احياء ووصلوا معه الي وقتهم هذا حيث يقف الي جوار الفتاة التي تحثة علي التراجع , لكنه كان في حاجة للأقتراب بعد انها فرصة جيدة , التفت الي زينا قائلاً : يمكنك العودة الي المنزل .. لدي بعض العمل بعد .
قالت بأصرار : لن اعود سوي معك .. اذا كنت تنوي الأقتراب اكثر سأرافقك .
: الأمر خطر يا زينا .. لا ادري الي ما ستأخذني خطوة اخري نحو المكان .
: لا .. اهتم انا ايضا ارغب بمعرفة هذا .. لا تقلق لن يلومك احد عن شئ انا كذلك حرة التصرف كما تعلم .

نهاية الفصل

Koedara 22-06-21 06:29 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


الفصل 29

بدون كلمة اخري تسللا الي احد جانبي الشارع وتوقفا خلف كل شجرة يقابلانها وهم متيقظان لأي امر قد يحدث وكل خطوة تجعل المكان اقرب , يحيط به كالعادة اسلاك شائكة ويظهر ضوء الأستطلاع يمشط اكبر مساحة ممكنه علي مقربة من المكان والأضاءة البرتقالية في الداخل واشباح اشخاص تسير بحزم وروتين انهم الحراس لا شك وبعيداً عن البصر تظهر المباني المجهولة واقرب بوابة ممكنه تبعد عنهم قليلاً لكن لن يخاطرا بالأقتراب حتي هناك , انخفضا سريعا ودقات قلوبهم تدوي حين سمعا هذا الصوت المألوف لسيارة مرت امامهم , راقبا السيارة التي تسير متجهه الي الداخل لم تكن سيارة القوات بل سيارة رياضية لم يتمكنا من رؤية من داخلها , لكن سيف انتابه اصرار علي معرفة الأمر لم يعي حتي انه تحرك كان يفعل هذا غرائزيا قبل ان تحذرة زينا : توقف .. لا تذهب اكثر .
لكنه لم يستمع اليها وهو ينتقل الي الرصيف الأخر ولم تجد سوي ان تتبعة فهي بدورها ينتابها الفضول الشديد , علي الرصيف الأخر كان يمكنهم الألتفاف حيث هناك ارض فضاء تملائها الحشائش والأشجار وفي الظلام اخذا بحذر يتتبعان السيارة حتي توقف سيف لأنه يعرف كم اقترب الأن من منطقة الخطر , انخفضا وراقب السيارة التي توقفت امام البوابة للحظات وهم يتأكدون من شئ ما بالتأكيد ثم فتحت بوابة صغيرة واختفت السيارة في الداخل , قالت زينا بصوت خافت : السكان .. انهم هنا بالفعل ينعمون بحياة عادية .
: من يعرف من كان هذا .. الي اين يذهبون علي اي حال وكيف لم نري ايا منهم قبلاً .
: انهم يتلاعبون بنا .
: ما ادراهم اننا نراقبهم .. الأمر يزداد غموضاً وهذا ليس في صالحنا يجب ان تنكشف حقيقة ما يجري بالداخل .
شعرا بحركة ما قريبة واشار سيف الي زينا بالتزام الصمت وهو يشهر سلاحة بتأهب وهي ايضاَ واخذت تنتظر منه امر , تطلع سيف حوله في الظلام حتي شاهده امامة , شاب كان ينصت لصوت حديثهم الخافت والأن بعد ان تحركا والتزما الصمت هو يبحث بتوتر حول كل شجرة لكنه لا يرتدي زي تلك القوات ومن طريقة التقفي عن اثرهم لم يبدو انه بارع في هذا كثيرا , استطاع سيف الألتفاف اليه من جهة اخري وأحاط عنقة بذراعة وهو يسدد سلاحة الي صدغة قائلاً : من الأفضل لك التزام الصمت اذا نطقت بكلمة ستسبقك رصاصة في رأسك .
كاد الشاب ان ينطق بشئ لكن سيف شدد علي رقبتة اكثر قائلاً : من انت .
قال الشاب ببعض الحذر : انا جراي .. لم اقصد ايذائكما كنت في طريقي للمساعدة فأنت يا سيدي لا تدرك اين انت الأن .
قال سيف وهو يتبادل النظرات مع زينا التي تراقب ما يجري باهتمام : اعرف اين انا تماماً .. هل انت احد هؤلاء الأوغاد .. او جائزتنا الأفضل وهو انك اتيت من داخل هذا المكان .
: لا شئ من هذا او ذاك .. لدينا مكان آمن وطعام وشراب .. كنت في طريقي للمساعدة كما قلت .

Koedara 22-06-21 06:30 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


اطلق سيف سراحة وقالت زينا بدهشة : تعني ان هناك اشخاص علي مقربة من هنا يعيشون معاً خارج هذا المكان .
قال الشاب وهو يعدل من وضع ملابسة : نعم هذا ما اعنيه .. لكنه مكان سري اكثر مما يجب لم يكتشفوة بعد .
ضيق سيف عينية وهو يقول : كيف تمكنتم من هذا .
: حين وجدناهم يقبضون علي الجميع وبدأ كل شخص يترك مكانه اول ما فعلناه هو البحث عن مكان قريب منهم حيث لن يفكروا في البحث هنا او هدم شئ وبناءه من جديد .. ننجح في هذا حتي الأن .
لم يصدق ان هناك اخرون غيرهم ربما هناك كذلك الكثيرون في اماكن ما , عاد يقول للشاب : ايمكنك اخذنا الي هذا المكان .
: هل تحتاجان الي مكان للمكوث فيه .
اعترف سيف بصراحة : لا .. في الواقع لدينا هذا المكان بالفعل .. نود التحدث مع الجميع هناك .. ارغب بسماع كل ما اكتشفتوه حتي الأن بشأنهم .. علي الأرجح لديكم ما تخبرانا به .
لاحظ ان الشاب بدأ ينظر اليهما بقلق وقال : لا نعرف الكثير فنحن نبذل ما بوسعنا لنبقي مختبئين مكاننا وهذا يكفينا .. لا نرغب بأي مشكلة معهم .
: من المسئول عن مكانكم هذا .. كم عددكم .
شعر سيف انه يستجوبة وكان عليه الحذر في التحدث اليه لما عليه ان يتحدث معه بهذه اللهجة الجافة : لا يوجد مسئولين نحن نعيش معاً هناك .. اذا كنت تقصد الأكبر سناً واستضفنا جميعاً في هذا المكان فهي سيدة نعتبرها جميعنا كوالدتنا .. عددنا حتي الأن نحو سبعة اشخاص .
اقترب منه سيف وهو يثبت نظراتة القوية عليه : هل تدرك ان هناك اشخاص اكثر بكثير في منزل اخر .
: ربما لكننا اكتفينا من التعارك مع الأخرين .. قررنا العيش هناك بهدوء فحسب .
سمعا صوت خطوات مسرعة وفي لحظة ركض الشاب في طريقة الي نهاية تلك الحديقة الواسعة واشار اليهما بتتبعه , نفذا وهما يراقبان من يلاحقهما كانوا اثنين من حراس هذا المكان اللعين , الأن يعرفهما فهم يرتديان الزي الأسود المألوف , لكن الشاب كان ماهرا للغاية وهو يقصد طرق مختصرة اكثر ظلاما ويركض فيها بسرعة وسهولة كأنه يعيش هنا ابدا , اتبع طرق اكثر ضيقا واحداً بعض الأخر حاول سيف ان يحفظ ما يمران به لكن هذا بدا صعبا ان يتذكرة من المرة الأولي كانت ممرات معقدة حتي اكتشفا ان الحارسان فقدا اثرهما حينها ابطأ الشاب من خطواتة وهو يشرح لهما : هما ليسوا من داخل هذا المكان .. يمتلكان عدة مكاتب في المباني المجاورة لهما .. لا ادري ما يجري هناك بوضوح لكنه يبدو نوع من اعادة تحديد هوية كل من يتم القبض عليه او من يأتي لتسليم نفسه .. يسجلون الجميع .

Koedara 22-06-21 06:31 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


قال سيف وهو يتبعه : هل سبق لأحدكما الدخول الي هذا المكان .
: كلا .. نحن نتجنب الأختلاط بهم .. لكننا اكتشفنا امر تلك المكاتب مؤخرا وهي مكدسة بأوراق مهولة ..بعضها قديم للغاية اعتقد انه القيد الأصلي لجميع السكان حتي من ماتوا منهم .
قالت زينا : ماذا يفعلون برأيك .. يعيدون هوية جميع من ينضم اليهم .. ام يحاولون السيطرة علينا حيث يسيطرون علي كل ما يثبت اننا مازلنا علي قيد الحياة .
اضاف سيف : ما الهام لهذا الحد بشأن امر كهذا .. ومن سيقوم بالتفتيش والتحقيق في امور الهوية وما شابه .
وصل الشاب الي احد الشقق العادية في بيت قديم متهالك دخل وهو يدعوهم لتتبعه قائلاً : الجميع كذلك لا يعرف .. لكننا نراقب ما يفعلون .
تذكر سيف ان زين هناك في هذا المكان المجهول الذي يزداد تعقيد طوال الوقت , من بأمكان زين ان يدافع عنه اذا ما سلم نفسه هناك وكان الأمر سئ وبأمكانه مساعدته , اثنين فقط , أما زوجتة التي ترفض رفضاً قاطعا الدخول الي هناك , او روبي الذي لا يعرف حتي الأن ما هو موقفة اتجاه تلك القوات فبينما يتحدث الجميع عن وجهة نظرة ورأيه عن هناك يبقي روبي صامت تماماً لا احد يدري بما يجول في خاطرة , لكنها ليست الونا بالطبع باي شكل هي لا تصلح لتكون هناك .

التقي سيف بالسيدة فلورا وهي التي تملك المنزل , لاحظ ان غير الشاب جميع من في الداخل هم فتيات اعمارهم تتفاوت مابين التاسعة عشر والعشرون ولا يبدو عليهم اي مظهر يدل علي انهم يملكون اي فنون قتالية وهذا يعني انهن ربما لا يغادرن هذا المكان ابدا , اخذت الفتيات تتطلع الي الضيفين بنظرات متوجسة قلقة حتي عاد الشاب واخبر سيف ان السيدة توافق علي مقابلتة طلب منه ان يترك زينا مع الفتيات هنا حتي ينهي كلامة لكنه شد علي يدها يجذبها معه الي الداخل لأنه بدأ يشعر بشئ غريب يدور في المكان , كانت السيدة فلورا ذات الشعر الأبيض والملامح القوية رغم سنها الكبير الا انها تتمتع بقوة جسدية وشخصية كذلك وشعر سيف كم هي مسيطرة من الوهله الأولي , قالت وهي تصافحة وتتفرس في زينا بعينيها : انا سعيدة انكما هنا من النادر ان يأتينا شخص ما .. لم يعد احدهم في الجوار الأن الجميع اعداء .
: نعم يا سيدتي افهم الموقف تماما نحن كذلك لا نصدق ان احدهم يعيش علي مقربة من تلك القوات .. لكن عددكم ها هنا قليل للغاية .
استراحت السيدة علي احد المقاعد ودعت سيف وزينا للجلوس وهي تقول : لم اعد املك سوي تلك الشابات في الخارج و جراي وهو الشاب الذي عثر عليكما .. انهن لا يفقهن شئ عن القتال والبحث وكل هذه الأمور .
: كيف صمدن حتي الأن اذاً .. كيف استطعت ان تجمعينهن دون اي رجل اخر .
ابتسمت السيدة حين شعرت بريبتة حول الأمر : لا تفهم الأمر بشكل غريب .. بعضهن كن متزوجات وقد قرر ازواجهن تسليم انفسهم منذ وقت والبقية كنت اعرفهن من قبل .. وبما انني سيدة كان العيش معي افضل واكثر أمانا .
: لما جراي اذاً هو الرجل الوحيد الذي تسمحين ببقاءه هنا .
: انه ابني .

Koedara 22-06-21 06:32 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


شعرت به يحاول ان يدفع نفسه ليصدقها وعادت تقول : انا لا اريد حروب ومعارك ومشاحنات مع الغير لهذا اتخذ مكان بعيد كما تري .. لكن لا يمكننا ان نعزل انفسنا كذلك عن الخارج الي الأبد .
عادت تنظر الي زينا ثانية وقالت : اري ان لديك فتاة كذلك قد تحتاج لمكان آمن لها .. كذلك انت قد تساعدنا بشكل كبير .
نفي سيف ألأمر قائلا : كلا هي تستطيع حماية نفسها فهي تجيد القتال جيدا .. في الحقيقة يا سيدتي كنا بالقرب من هنا للتقصي عن الأوضاع في هذا المكان لكننا نملك سكن لنا .
قالت السيدة وعينيها تلمعان : حقاً .. لم نذهب بعيدا اكثر لأن تلك القوات تتجول دوما في الأرجاء لذا لم ندرك ان هناك اخرون .. كم عددكم هناك .
: عددنا كبير للغاية .. معظمنا مقاتلين .
: تملكون عتاد وتستطيعون التشابك في عراك مع تلك القوات اذاً .
شعر انها تحاول اخذ معلومات منه لذا كان حذرا من ان ينطق بأي كلمة لا تهمها في شئ : نملك ما يؤهلنا للأستمرار حتي الأن .. قد ترغبون بالأنضمام الينا اثق ان تلك الفتيات ستجد الأمان اكثر والكثير من الأصدقاء كذلك .
قالت السيدة بشئ من الرفض : كلا .. اعتبرهن فتياتي وهذا منزلي .. لا يمكنني الأبتعاد نحن هنا في امان .
: كما تشائي سيدتي .. الا يمكنك ان تمديني ببعض الأخبار عما يجري هنا انتم الأقرب اليهم صحيح .. كونك تخرجين وابنك للبحث بشكل او بأخر هذا يعني ان احدكما قد يكون شاهد شئ ما او سمع امر ما .
: لن نجازف ونحاول الأقتراب منهم .. كما سبق واخبرتك نحن نتجنبهم .
: لكن اخبرني جراي عن تلك المكاتب التي تجمع المعلومات وهوية الأشخاص اليس لديك اي معلومة عن هذا .
لاحظ نظرة الغضب في عينيها لكنها حافظت علي نبرتها اللطيفة وهي تقول : تعلم ان جراي مثل جميع الشباب يحاول دوما المخاطرة .. لكنني اؤكد لك ان الأمر عادي ربما من يقوم بتسليم نفسه او من يقبضون عليه يتأكدون من هويتة او ماشابه .
كان هناك الكثير من الغموض حولها ولم يشعر انه قد يصدق حرفاً من اياً مما قالته لذا نهض قائلاً : علي الأرجح الأجواء هادئة الأن .. شكرا لمساعدتنا لكن علينا العودة .
نهضت بدورها وقالت : قد نفكر في الأنتقال والعيش معكم .. قد يذهب جراي للتحقق من الأمر لذا اين يكون هذا المكان تحديدا .
كانت ترفض بشدة منذ قليل والأن تظهر له انها تفكر ملياً في الذهاب : خذي وقتك في التفكير قد آتي لتفقدكم مرة اخري قريبا .
: هذا لطف منك .. كونا حذرين في طريق العودة .. سيرافقكم جراي حتي تستطيعان المغادرة من طريق آمن .
شكرها سيف وغادر المكان البارد الكئيب مسرعا وبالفعل رافقهم جراي الذي كان يختلف عن السيدة فلورا كثيرا فهي غامضة مخيفة ولا يشعر نحوها بالأرتياح بينما هو يبدو شخص طيبا ولا يحمل اي لؤم او لديه نيه بالكذب في شئ ولا يعلم ما الذي دفع السيدة لتغضب حين اخبرها بأمر تلك المكاتب , لم يفهم ماذا تحاول ان تقول لكنه يعرف مثلما هو يشك بها فهي ايضا تشك بهما بشكل واضح حيث اثنان يظهران من العدم فجأة قريبان بتلك الجرأة من هذا المكان هذا ايضا ً يدعوها للشك .

Koedara 22-06-21 06:33 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


قال سيف وهما يقتربان من المنزل : لن نتحدث عن اي شئ حدث اليوم اتفقنا .
قالت زينا وهي تراقب حولها : الا تجد من الضروري ان يعرف ياس علي الأقل .
: كلا من الأفضل ان نبقي الأمر سرا لبعض الوقت .. سأعتمد عليك في هذا .
: كما تشاء لكن عدني اي تحرك اخر سأرافقك كذلك .
ابتسم قائلا : هل رأيتي .. كنت مترددة كثيرا والأن حظيت بمغامرة جيدة .
قالت الفتاة وهي تضحك بمرح : بل ممتازة كنت محق ولن اجادلك بشأن شئ بعد الأن .
: بل جادليني لكن حين تجدي الأمر جنوني .
: كل افعالك جنونية كما تعلم .
دفعها بخفة امامة لتدخل الي المنزل وهو يمازحها : اطبقي فمك الأن .

مررت اصبعيها علي شفتيها علامة الصمت وسارت الي جوارة في الساحة الصغيرة تتطلع الي من موجود الأن , وابطأ سيف خطواتة وهو يسير بكسل متعمد بينما يراقب زينا التي علي خلافه اسرعت الخطوات نحو كلارنس الذي كان في طريقة لمكان ما , اخذت الفتاة تتحدث اليه باهتمام وتسأله عن بضعة اشياء وحين اطمأنت انه بخير قامت بالتلويح الي سيف لتودعة بابتسامة , ظل الصمت سائد بعد اختفاء صوت خطواتها وكأن المكان خاليا الا منهما , نظرات قوية بينهما حيث يعرف كلاهما مدي جدية الأخر في كرهه , تقدم سيف بضعة خطوات منه قائلاَ : علي الأعتراف ان وجودك هنا ادهشني .
ظل السيد كلارنس صامتا وسيف يحوم حوله يعقد ذراعية ويقول بثقة : علي امثالك ان يدركوا انه يوما ما ستنقلب الأمور عليك وستتذوق طعم اجبارك علي شئ ما .
قال السيد كلارنس بسخرية : اشعر بسعادتك الكبيرة لأنك اخيرا تنال تلك الفرصة .. يبدو انني نجحت في مضايقتك كثيرا يا سيف .
توقف سيف في مواجهته : لم ارغب في قول هذا لك امام البقية غدا حفاظا علي ماء وجهك .. لكنني هنا قائد القوات وانت احد من يأخذون اوامري .. اللعبة صغيرة صحيح كنت البارحة الآمر والأن انت تحت الأمر .
قال السيد كلارنس بنظرة اصرار : سأفعل اي شئ لأجل من اتوا معي .. ولا يهمني في شئ ما هو منصبك هنا .. فأنت في النهاية لا تملك سلطة علي بشكل او بأخر .
: املك ان ارميك خارجا وصدقني حين اقولها .
: لكنت فعلتها منذ رأيتني هنا .. ارأيت حتي وانت شخص ذو شأن مازلت تعجز عن المساس بي .
: ستكون تحت أمرتي .. غدا اريدك هنا مع البقيه لدينا مناوبة للبحث وانت احد المشاركين فيها .. وسنري ماذا بشأن ما سأفعله بك .

Koedara 22-06-21 06:34 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


راقبة السيد كلارنس وهو يرحل عنه وكان يعلم جدياً ما معني ان يظل في مكان واحد مع هذا الشخص بعد ان اصبح فرد عادي بينهم , اخذ يسير ذهابا وايابا بعد ان اصبح الهدوء يخيم علي المكان فقد ذهب الجميع للنوم , ماذا اذا رحل وترك البقية لقد اوصلهم الي مكان آمن كما وعد ويعتقد ان هكذا ينتهي دورة فهو بأمكانة تولي شؤونة خارجا بمفردة , كلا لن يرحل ويجعل هذا الفظ يعتقد انه تغلب عليه وكان سبب في رحيلة وترك المكان , بأمكانه ان يأخذهم ويبدأ من جديد في بناء سكن لهم لكنه لم يعد يملك عتاد كما السابق ولم يعد من السهل الحصول علي اي اغراض او طعام او ماء كما السابق بالأضافة لتلك القوات الحقيرة التي تتصرف بحرية اكثر يوما بعد يوم , ليجاري الوضع فهو ينتظر فقط كلمة ياس حين يوافقة علي خطة ما للتصرف بشأن تلك القوات بعدها لن يهتم سوي لمهمتة وسيعمل وحده , صعد الي الغرفة بدورة وحصل علي حمام بارد عله يطرد كل هذه الأفكار الثقيلة التي تملأ رأسة وحين غادر وجد روبي يجلس علي فراشة يراقبة وهو يجفف شعرة , جلس الرجل علي حافة فراشة بدورة وهو مستمر في تجفيف شعرة وسمع روبي يقول : رأيت سيف يتحدث اليك .
نظر اليه الرجل وقال بنبرة هادئة جدية : لا تسأل عن شئ ولا تذكر اسمة امامي .
: الأمر ليس انني اريد ان اسأل .. انا كذلك لم اعد صديق له وهو ينتظر دوري لحديث معه لا ادري ما هو .. لما اتيت بنا الي هنا .
قال الرجل وهو يشعر بالغرابة : عجبا .. اعتقد ان افضل من يحظي بوقت جيد بيننا هو انت .
: لماذا تعتقد ذلك .. انا لا اعرف اي شخص حولي .
قال السيد كلارنس وهو يرتدي سترتة : كما سبق واخبرتك .. لم يتاح لنا مكان اخر ولا نملك الوقت .. احتاج بعض الوقت للتمهيد .
: بشأن ماذا .. هل تنوي الأنقلاب علي صديقك لتأخذ مكانة .
قال الرجل بنبرة قوية : هل انت مجنون يا روبي .. لن أؤذي صديق لي ابداً ًوانا لا اسعي لأرتكاب اي مشكلة هنا .. اذا لم يروقني الوضع سأرحل .
: ها انت ذا قادرا علي الرحيل وتركهم خلفك .
: هل تشعر بالراحة الأن في انني افكر في الأمر .. لكن لتعرف حتي واذا تركتهم جميعا فهذا لا يشملك هنا .. اينما ذهبت فأنت معي .
: من وضع هذا الشرط .
: انا فعلت وانت وافقت .. قلتها بلسانك وستلتزم بها شئت ام ابيت .. خارج كل ما يحدث حولنا في العالم فأنا اراقبك لن تحيد عن نظري ولن تختفي .

Koedara 22-06-21 06:35 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


ظل روبي صامتا يرمقة بنظرة استياء : لما تفعل ذلك .. ماذا تريد مني بعد .
: لا اريد شئ .. لكنني حصلت علي صفقة جيدة وانت تحاول سرقتها .
: صفقة!! انت لا تراني كأنسان بل كأي غرض تملكة .. تستمر بدفعي لأكرهك اكثر بعد .. ماذا في وسعك ان تفعل اذا اختفيت عنك فأنت لن تمنعني من الخروج هنا علي عكس ما كنت تفعله في
منزلك .
: حاول ان تختفي وسأعثر عليك .. وانت كاذب كبير لأنني اعاملك بشكل جيد جداً .. الشرط قائم ولا تخالف ما وعدت به لا يفعل هذا سوي الأطفال .
استمر الرجل في النظر الي الفراغ ثم اخذ نفسا عميقا وقال : لا تفعل هذا يا روبي فقد دخلت حياتي بشكل او بأخر ولا ارغب ان تختفي منها مثل من ذهبوا لذا لتبقي فحسب بدون اسئلة بدون تهديد .
اندس روبي بين الأغطية واولاه ظهرة , ليته لم ينطق بشئ في تلك الغرفة فيبدو ان الرجل قد ينسي كل شئ في حياتة عدا هذه الكلمات التي قال , ماذا في وسعه ان يفعل به هنا علي اي حال وكيف قد يعثر عليه اذا ما رحل جديا يعلم ان نصف تهديدة هو كلام فارغ لكن بعض الأمور هو يستطيع تنفيذها , هل اصبح الأمر حتمياَ انه سيعيش تحت مراقبة هذا الرجل , لقد سئم من كل هذا , البحث والقتال وهذا الجنون الذي يعيش فيه , كان عليه تسليم نفسه لتلك القوات منذ بادئ الأمر ايا كانت العواقب الفكرة تلح عليه كثيرا منذ وقت ويجد نفسه مستعد للقيام بذلك فهو يشعر ان ايامهم تنتهي و يضيق عليهم الخناق وفي النهاية وفي وقت قصير سيصبح هذا السكن الذي يجمع كل من تبقي حيا شئ شبيه بما حدث في منزل السيد كلارنس , لما عليه الأنتظار اذاً كل هذا الوقت بينما الطريق المختصر امامة .


في وقت الأفطار تابع سيف خطوات روبي حتي وصل لحجرة الطعام واخذ مقعداُ هناك وقبل ان ينشغل المكان الشاغر امامة احضر سيف طعامة وذهب ليجلس قبالته , بدأ في تناول طعامة وهو يحدق بثبات الي وجه الفتي الذي لم يبالي لوجوده وتذكر لي وكم كانت تشبهه تماما ً ليته يعرف عن اخبارها شئ في الوقت الحالي لكنه يجهل مكانها او ميرك ويام , قال بصوت خفيض لأنه لا يرغب بأن يسمع من حولهم ما يقال : لم تعد تجرؤ علي رفع عينك نحوي حتي .
نظر اليه روبي معترضاً : كما انت دوما تفكر بالأمور علي طريقتك .. لكن هناك مسمي اخر وهو انني اتجاهلك .
: اذاً مازلت متمسك بموقفك منذ اخر محادثة بيننا .

Koedara 22-06-21 06:36 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


تذكر روبي الأمر وهذا جعله يترك الطعام جانبا وقال بضيق : اذا كنت هنا لتفسد يومي من بدايتة فهنيئا لك لقد نجحت .. واذا كنت هنا لتقول شئ ما فأفعل ذلك واختفي عني باسرع ما يمكنك .
ابتسم سيف وهو يعبث ببعض الطعام علي طرف الطبق ثم عاد ينظر اليه قائلاً : لقد تغيرت .. منذ رأيتك هنا وانا اشعر بأنك اصبحت بالفعل فرداً منهم .. لقد نجح الرجل في هذا ويبدو انك لم تشعر حتي .
هل حقا ما يقول , هل اصبح يتعامل بقسوة وبرود مثل جميع السكان في منزل السيد كلارنس : انا كما كنت لكنك ربما نسيت بضعة اشياء عني .
: ليس صحيح انا اثق بحدثي .. لكن لنترك التحدث في هذا المجال لوقت أخر .. هناك امر يجب عليك ان تعرفه فهو يهمك كثيرا .
انتظر روبي ان ينطق وهو يتوقع الأسوأ : هل تتذكر نوين .. انها هنا معنا صادفتها بينما كنت في طريقي .
اتسعت عيني روبي من الدهشة وعقد سيف ذراعية علي المنضدة وهو ينحني نحوة اكثر وقال بغموض : وماذا عن زوجها صديقك القديم .. زين .. هل تدري ماذا قالت عنه .
صمت ثانية وهو يستمتع بمراقبة النظرة المليئة بالدهشة واللهفة لمعرفة المزيد لكنه يحاول ان يتعب اعصابة قليلا : زين حياَ وهذا كان خبر جيد اكثر مما توقعت .. لكن الخبر السئ انه وياله من امر .. لقد انضم الي تلك القوات.
استند بظهرة الي المقعد ليجلس بشكل مستقيم : لم يسلم نفسه فقط بل لقد انضم اليهم .. من وجهة نظرك لما شخص مثل زين وانت اكثر من يعرفه من حديث شقيقتك عنه قد يفعل امر كهذا .. انا بجدية احتاج الي اجابة منك انت خاصة .

لكن روبي لم ينطق بكلمة بل وجده ينهض بصمت وكأن صدمة شديدة وقعت عليه وغادر الحجرة امام مراقبة سيف الذي لم يتوقع ردة الفعل تلك فهو لم يفهم شئ ماذا يعني ما فعله الأن , اخذ يكمل طعامة فهو لديه يوم هام حيث امام الجميع سيقوم بأملاء الأوامر علي السيد كلارنس , مثلما افسد يوم روبي كان في طريقة ليفسد يوم السيد كلارنس كذلك , تقدم بخطوات متكاسلة نحو الأفراد اللذين ينتظرون وبينهم السيد كلارنس وريفين بالتأكيد واربعة اشخاص من السكان هنا , وقف امامهم وهو يخص السيد كلارنس ببضعة نظرات بعينها وقال : يا رفاق ينقصنا في الوقت الحالي الكثير من الموارد .. تعلمون كم اصبح من الصعب ايجاد طعام وماء وكلما تحركنا للبحث اكثر في المناطق المحيطة لتلك القوات ازداد الخطر .
نقل بصرة الي ريفين واردف يقول : هناك شخص انضم الينا وهو يعرف محيط المدينة بالكامل ستكون رحلتكم اليوم برفقتة فقد نعثر علي اماكن جديدة .
تبادل ريفين والسيد كلارنس بضعة نظرات بيأس وهو لا يصدق ان احدهم يلقيه بأوامر دونه , قال سيف : كلارنس .. لديك كذلك مهمة مختلفة اليوم ولن تصلح سوي مع شخص مثلك بالذات .
اذا كان السيد كلارنس لم يعلق بشئ فقد قال ريفين بجرأة كعادتة : عذراً .. هل تدرك كم وقت نحتاج لنصل الي ابعد نقطة في المدينة .. وما قد نواجهه في طريقنا .

Koedara 22-06-21 06:37 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


قال سيف ببساطة : لا تقلق يا ريفين لديك اسلحة ولديك الوقت .. لا يهم ان تظل علي الطريق يوم او اثنين .. ما يهم ان تعود انت وفريقك وانتم علي الأقل حاولتم العثور علي شئ ما .
ثم القاه بنظرة تحدً : انت قادر علي ذلك صحيح .
يعرف سيف ان الرجل يستطيع النجاح بتلك المهمة يعرف قدراتة جيدا وربما لم يكن السيد كلارنس لينجح لو ان ريفين لم يكن الرجل الأول في صفوف مقاتلية : هل يعرف قائد هذا المكان بما تلقية علينا من أوامر .
سأل ريفين بشك وتنهد سيف بنفاذ صبر : بالتأكيد .. وبصراحة يا ريفين اشعر انك علي وشك قول انا ارفض تلك المهمة .. لكن ما يجب عليك معرفته ان لديك واجب اتجاه المكان الذي اصبح بيتك مثلما كان الحال من قبل .. ولا اقبل منك التشكيك بكلامي .
تحلي ريفين بالصبر وظل صامتا بعدها وقرر تنفيذ ما تلقاه من أوامر وراقبهم سيف والسيد كلارنس وهما يبتعدان في طريقهم للرحيل , قال سيف ليجبر السيد كلارنس علي النظر نحوه : اطلعك ياس بالطبع علي خطتي علي الرغم من رفضي ان تعرف عنها شئ .
قال السيد كلارنس بصوت بارد : ليست جديرة بالأعجاب لهذا الحد .. ثم لم يدفعه احد ليطلعني عليها فعل هذا بنفسه .. واذا كنت لاازال في منزلي لم اكن لأنتظر دقيقة واحدة لأعرف مدي نسبه نجاح خطتك بل كنت سأتحرك واهاجمهم .
ضحك سيف واخذ في السير جيئه وذهابا امام الرجل قائلاً : هيا يا كلارنس كف عن غرورك قليلاً .. اي هجوم تتحدث عنه لقد قاموا بمحو كل ما تملك في اقصر وقت ممكن .. لم يستغرقهم الأمر سوي ساعات .
اخذ الرجل يراقبة وهو يشعر بمدي ثقتة بنفسه وهو يتحدث كأنه يقول بوضوح انت الخاسر في النهاية كان خطأك الكبير حين طردتني من منزلك لكن لأن السيد كلارنس يحاول الصمود فهو يستطيع البدأ من جديد لم تكن المرة الأولي التي يخسر فيها ولن تكون الأخيرة : اعلم جيدا يا سيف ان وقتك حان لتقول كل ما يجول بخاطرك عني بجرأه .. لكن ما يجب عليك معرفته انني لست الشخص الذي قد تسيطر عليه .. لم يجعلك احدهم واصيا علينا او ماشابه .
التمعت عينا سيف وهو يقف مكانه قائلاً : كان بأمكاني قول اياً مما يجول بخاطري لك في اي وقت يا كلارنس متي وجدتني اخشي ذلك امامك .. ثم انا اعطيك الفرصة لأذيقك البعض مما كنت تعيش فيه وتمارسة علي الأخرين بدون ادني اكتراث .
: اذا كنت مسئول عن هذا الكم من البشر ستفهم حينها ان طريقتي كانت الصحيحة .. لا يمكنني ان افقد السيطرة علي كل الأمور .

Koedara 22-06-21 06:38 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


: السيطرة تختلف كثيرا عن الشر ويبدو انك لا تفهم الفارق بين الأمرين .. لست هنا للتحدث عن ماضيك بل عن ما نحن في طريقنا لنقم به .. ما احاول القيام به هو الأقتراب اكثر كل يوم من مقر القوات وقد فعلت لكن مازلت بحاجة للمراقبة اكثر بعد لذا سأعود الي التنقل بين الأسطح وسنقضي وقتا كافيا حتي نحصل علي اجابة واضحة حول ما يحدث .
: ماخطب خطتك اذاً .. الغيت بهذه السرعة .. تبدو غير مقتنع بها بنفسك .
: الأمر ليس كذلك لكنني مازلت ابحث عن شخص ملائم ليذهب الي هناك وربما بعد مجيئكم الي هنا وجدت الشخص المناسب .
ضيق السيد كلارنس عينيه وهو يقول : من تعني بحديثك .. هل تنوي ارسال احد رفاقي .
: ليس من رفاقك .. الم تتحطم قوانينك اسفل الركام هناك يبقي شخص اذاً يعود الي حريتة كما كان .. ليس كأنه عصفور في قفص تحتجزة .
اقترب عليه السيد كلارنس وقال بخشونة : عليك ادراك ان روبي الذي اتيت انت به الي هناك ليس هو ذاته الذي اتيت انا به الي هنا .. اصبح الفتي الأن من المقاتلين ويستطيع التصدي لأي شخص .. كنت حريص علي هذا .
قال سيف بسخرية : انا واثق من هذا اكثر من اي شخص اخر .. وهذا يناسب الشخصية التي تتشكل خلال ما عاش فيه الصدمة تغير الناس .... تغير روبي بالتأكيد منذ اليوم الذي تركته فيه ورائي لأذهب لمهمتك التي اتت بثمارها لكن ماذا فعلت حينها ثار غضبك وحنقك وفعلت المستحيل لتطردني من المكان .. ربما اذا فكرت مليا حينها لأستطعنا القضاء عليهم قبل ان تزداد قوتهم لهذا الحد .. استوعب الأمر يا كلارنس الفتي ليس ملكا لك وهو الوحيد المناسب للذهاب الي هناك .
رد السيد كلارنس بقوة : لن تمس ايا من رفاقي .. وهذا يشمل روبي .. لم نأتي الي هنا لنعامل وكأننا عبأ زائد علي المكان .. وتذكر لست من تضع اي نظام هنا بل هو ياس وتجمعنا مصالح مشتركة مع الرجل هذا يعني اننا متساويان في هذا المجال .
: نتحدث عن مصلحة الجميع وهو ليس مخير بين الذهاب وعدمة بل سيفعل حتي رغما عنه .. والأن علينا التحرك .
: لست واثقا من هذا الجنون الذي تقول .. هل تعتقد الأقتراب من هناك بتلك الجرأه هو امر هين .
ابتسم سيف قائلاً : اعرف اعرف يا كلارنس انك اكثر من عليه الأبتعاد عن هناك .. لكن رغم كل شئ انت الوحيد المناسب لمرافقتي .. انت قوي ومقاتل ممتاز لذا اذا ما تعرضنا لأي متاعب سنتصدي لهم .
استمر السيد كلارنس بالتحديق به ببرود ثم قال : اتعجب انك تجرؤ علي الأعتراف بهذا لعدوك في وجهه .

Koedara 22-06-21 06:40 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


: انها المصلحة العليا ان نشترك في هذا معا .. ثم انا لا اخشي الأعتراف بالحقيقة ابدا حتي وان كانت لشخص مثلك .
بالموافقة او الرفض بالمصالحة او العداء وجد السيد كلارنس نفسه يرافقة بالفعل الي هناك وهو لا يصدق الي اين يجاري قدمية حيث سيذهب , اخذا ساعات اولًا وهما يتفقدان كل مكان يقابلهما بحثا عن اشياء نافعة المتاجر المنازل الشوارع الأزقة حتي الأماكن التي يعرفان انها خالية قاما بأعادة البحث فيها , ظلا ساعات يبحثان فالجميع يدرك خطورة الوضع المتأزم حيث تنفد المؤون لقد استفذوا كل المتاح في المدينة وستكون نهايتهم اما الموت جوعا وعطشا او الذهاب لتسليم انفسهم بنفس راضية لتلك القوات لذا اذا لم يجدوا حل سريع سيكون الأوان قد فات , في الواقع كان كل منهما يأخذ الحذر الشديد من الأخر ويتوقع الغدر به في اي لحظة و بدلاً من التأهب لأي هجوم كان هذا يشمل بعضهما البعض فيعلم كلاهما كم يرغب الأخر في قتلة وكانت تلك فرصة ممتازة وحدهما بعيدا في مهمة بحث حيث سيخبر القاتل منهم ان الأخر تعرض لهجوم وقتل ببساطة وصدق , جمعا كل ما استطاعا العثور عليه بعد كل تلك الساعات في البحث واكتشفا انه ليس بالكثير لكنه يبقي افضل من لا شئ وقد حل المساء بالفعل لذا كان وقت تنفيذ خطة سيف قد حان ولم يعلق كلارنس او يعارضة وهو يتبعة الي احد الأسطح ومن الأعلي كان التنقل بين المباني اكثر امناً , توقفا اعلي احد المباني التي تطل مباشرة علي المقر من بعيد واشار سيف الي المباني المحيطة به قائلاً : عرفت بضعة معلومات عن هذه الأماكن هل تدرك انها مكاتب يقومون فيها بأعادة هوية جميع السكان .
راقب السيد كلارنس الحركة في الأسفل قائلا : اعادة الهوية .. اذاً هم علي علم كم عددنا ومن نحن ومن تم القبض عليه ومن تبقي بعد .. من هم يا تري اين كانوا ومن اين اتوا .
قال سيف وهو يجلس مكانة : اسعي جاهدا لمعرفة هذا .. الأمر يثير الجنون ولا انفك افكر في شئ غيرة .. لا اتحمل العيش وسط شئ اجهله .
جلس السيد كلارنس بدورة قائلاً : يجب ان ينمحي هذا المكان بأي شكل .. لا يوجد اياً من هذا يبشر ان ما يحدث بالداخل هو امر جيد .. لتركوا لنا حرية الأختيار وقتها .. لما جعلوا المكان مخفيا بهذا الشكل عن الأعين حتي واذا كان به حراسة .
كان كلام الرجل مقنعاً اكثر وبالتأكيد الجميع يضعون احتمال كبير ان المكان بالداخل هو الأسوأ ولن تكون تلك مفاجأة , لكن هل يصمد هذا العدد الضئيل منهم ذو الأمكانيات المحدودة امامهم واذا كانوا يقبضون عليهم فما الذي يفعلونه بالداخل وعلي اي شئ سيعاقبون : لماذا روبي هو الوحيد المناسب لدخول المكان دون سواه .. لأن هناك زين وهو بغض النظر عن الوضع بالداخل من المستحيل ان يسمح ان يحدث اي مكروه له .
نظر اليه السيد كلارنس بالنظرة القاسية ذاتها : لن يقترب الفتي من هذا المكان .. انت ترغب بالتضحية به فحسب ببساطة .. من رأيي اذا كانت فكرتك فمن المعقول ان تذهب انت .


Koedara 22-06-21 06:41 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


: امثالي وامثالك سيتم القبض عليهم .. هم يعرفوننا يا سيد كلارنس ولن ننجح في خداعهم للحظة .
: هناك الكثيرين مثل روبي هناك لتختار بينهم .
: كلا الفتي كما اخبرتك يملك كل شئ .. لأجل زين .. لأجل سنة الصغيرة .. لأجل اجادتة الكذب سيخدعهم بسهولة .. لأجل انه يكرهنا جميعا تقريبا ولك الفضل في هذا بالطبع .. لأجل انه اصبح من المقاتلين كما تقول .
: لن تقنعني ابدا .. لا يزال امره بيدي ولن اسمح بذلك .. من يكون زين هذا ايضا ً .
: انه صديق لنا وكان حلقة الوصل بين الجميع .. لولاه لما قابل عدد كبير منا الأخر .
: شخص جيد لهذا الحد وقام بالأنضمام اليهم .
: نعم وهذا ما يدعو للتساؤل بعد ويجعل ثمة شئ يؤكد انه ربما الأمور علي مايرام بالداخل .
: كل ما اعرفه واثق منه انني ابدا لن اعيش في هذا المكان او اتصالح مع هؤلاء سواء كانت الأمور علي ما يرام او اسوأ .. انا اكرههم وارفض تصرفاتهم نحونا .
: انهم صورة متطابقة منك في الواقع .. هذا ما كنت تفعله يا كلارنس .. تجبر الأخرين علي اي امر جيد او سئ ولا تناقش او تستمع .
قال السيد كلارنس بثقة : مخطئ .. كان الجميع يحبني هناك ويحبون المنزل كذلك .. كنت ناجح ولو انني لم اكن كذلك لما استطعت الصمود حتي وقت طويل .

ساد الصمت بينهما واستمرا في المراقبة بحماس في بادئ الأمر ثم بملل شديد لأنه تقريبا لا شئ يحدث والصورة ثابتة في الأسقل , لم يخبرة سيف عن السيدة فلورا وابنها وتلك المساكن ذات الأزقة الضيقة والتي اذا ما احتلوا احدها سيكون بمقدورهم الأقتراب ومراقبة ذلك المكان بشكل افضل ويجب ان يحدث هذا حين يبدأون في تنفيذ الخطة , ووسط ما هو فيه تذكر الونا كيف عساه يقنعها ان روبي سيذهب بدلا ًمنها كيف عساه يجعلها تتراجع فهو لن يسمح لها بالأقتراب من هذا المكان حتي اذا ما وصل الأمر الي تقييدها في غرفتها ويمدها بالطعام والشراب لكي لا تتحرك الي اي مكان وتبقي تحت ناظرية , يعلم مدي جنونها وان عنادها وحده سيدفعها للقتل يوما ما وهو لن يسمح لها بهذا لا يهم ماذا يعتبرها في حياتة لكن طالما انها تشغل تفكيرة وحتي يحدد ما يربطهما معا عليه السيطرة علي جنونها بعض الشئ .

Koedara 22-06-21 06:42 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


اخذت زينا تراقب روبي الذي يلعب مع ميمي التي تبدو سعادتها لا توصف وهي تضحك من قلبها معه و لا تخفي ان ذلك جعلها تشعر بالغيرة , هل الطفلة تعرفه من قبل لتكون معه علي سجيتها بهذا الشكل , اقتربت منهما وامسكت بالطفلة التي تحاول ان تقبض علي الكرة في يدي روبي نظرت اليها ميمي وقالت بصوتها الطفولي : العبي معنا .
نظرت زينا نحو روبي وهي تجلس علي ركبتيها تحيط خصر ميمي بذراعيها وتلاصق وجنتها بوجهها وقالت : لا اعتقد ان هناك مكان لي في لعبتكما .
نعم كانت تحب النظر لوجهه ربما الي الأبد فغالباً كان يشدها الي ذلك بطريقة تجهلها لكنها لم تنسي بعد طريقتة الفاترة الغريبة حين طلب منها الأبتعاد بقسوة امام كلارنس , لم يعلق روبي ووقفت زينا علي قدميها ثانية وهي تستعد لأخذ ميمي والذهاب وتقول موجهه الكلام للطفلة : لدي العاب افضل لما لا نذهب الأن .

لدهشتها تملصت الطفلة منها وركضت لتعود الي روبي وهي تنظر اليه وتنتظر منه ان يعود للعب ثانية لكنه وقف ينظر بسخرية الي زينا التي شعرت ببعض الحرج لموقف ميمي , وقفت تعقد ذراعيها امام صدرها وهي تلقية بنظرة تساؤل وقال بأريحية : لا تختلفين عن والدك كثيرا تتصرفين بوقاحة وكأن لك الحق في فعل اي ما تشائين بحرية .

اقتربت عليه وحين تفعل ذلك يشعر بتوتر لا يعرف له سبباً لكنه حافظ علي ملامحة هادئة , اخذت تحوم حوله وهي حركة السيد كلارنس الشهيرة كذلك حين يحاول التحدث الي احدهم والتأثير عليه : يوجد شئ ما بك يجذب وهو ليس لسانك بالتأكيد .
توقفت في مواجهته وقررت ان تكسب بعض الوقت لصالحها : كانت طريقتي في البداية فظة انا ادرك هذا الأن لذا لما لا نبدأ التعارف من جديد .

تعجب روبي من تصرفها الودود هذا رغم ما قال ووجد نفسه يجاريها : انا روبي واكيد تعرفين اسمي من السيد كلارنس والحقيقة انني صديق لسيف وسبب وجودي مع السيد كلارنس حتي الأن افضل ان تسأليه بنفسك عنه ربما لديه ما يقوله .
لم تفهم زينا ما يحاول ان يلمح اليه : انا زينا .. قبل مجيئ الي هنا لم يكن لدي اصدقاء ابداً او مكان ثابت او سكن وانا كذلك صديقة لسيف فهو من جاء بي الي هنا برفقتة و زوجة صديقة كذلك .
انتبه روبي الي حديثها فقد بدأت اخيراً تقول اشياء هامة فقد اخبرة سيف بوجودها هنا لكنه لم يتمكن من سوالة عن شئ بشأنها حينها : نوين .. اين هي .
: في المشفي .. انت ايضا تعرف نوين .. يبدو انني الدخيلة بينكم اذاً وانك لست شخص جديد مثل بقية من اتوا مع كلارنس .
لم يهتم روبي كل ماقالت سوي ما يتعلق ب نوين : في المشفي .. هل هي مصابة .
: كلا ليست مصابة لكنها انجبت منذ بضعة ايام .
حدق اليها بدهشة : ماذا .. تتحدثين عن نوين التي اعرفها .. لكن .

Koedara 22-06-21 06:43 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


وصمت لأنه يشعر ان لا شئ كما كان سابقا وقد تغير الجميع في وقت قصير ولا تتوقف الأخبار الغريبة عن صدمتة : هل يمكنني زيارتها .
سألها بعفوية وقد تغيرت ملامحة التي كانت تسخر منها الأن الي طبيعتها ولم تصدق كيف انها بالفعل تحبه اكثر وهو علي طبيعتة هكذا : يمكنك ذلك بالطبع خاصة انه يبدو انك تعرفها من قبل .. يمكنني مرافقتك حتي هناك .
لم يمانعها وقد نسي كل شئ عن خلافاتة معها واجبرا ميمي علي التحرك من مكانها وهي تقف تصر علي ان يكمل معها اللعب لكن زينا قالت وهي تأخذها معها : هذا يكفي يا صغيرة حان موعد النوم .. لا احد حتي يعرف اين والدك الغامض .
لكنه كان مرتاح لوجود سيف بعيدا فقد اتي الي هنا لكي يقابل اشخاص جدد ونمط جديد ليفاجأ بوجود سيف معه في نفس المكان بنفس تحكمة وسخريتة واصرارة علي التدخل في شؤون الجميع حوله , رافقتة زينا الي هناك واشارت الي الغرفة وهي تقول : غرفتها هناك هي مستيقظة في هذا الوقت بالتأكيد .
شعر بالتردد فهو لم يكن لديه علاقة وطيدة بنوين ولا يعلم هل ستتذكرة حتي ام لا , كاد ان يطلب من زينا مرافقتة لكن كرامتة اوقفتة في اللحظة الأخيرة وتحرك نحو الغرفة , وقف امام الباب وطرق عليه بخفوت وهو يتبادل النظرات مع زينا التي تقف مكانها تنتظر معرفه ما سيجري سمع صوت نوين المألوف يدعوه للدخول وحين فعل تراجعت زينا وهي تقول لميمي : اليس لطيفا للغاية يا ميمي .. هل تعرفي روبي منذ وقت طويل .
أومأت اليها الطفلة بنعم , اخذتها وعادت بها للأسفل لتجد امامها سيف وكلارنس يتجادلان بشأن شئ ما

نهاية الفصل
[/COLOR][/COLOR]

Koedara 26-06-21 08:39 AM

رد: علي الجهة الأخري
 
الفصل 30

حين وقع نظر ميمي علي والدها ركضت نحوه وحملها سيف وهو يبتسم اليها ويزيل هذا التجهم عن وجهه , اقتربت زينا من كلارنس وقالت : تأخرتما كثيرا .
قال كلارنس الذي يلقي نظرة الي الطفلة بين ذراعي سيف : كنا نبحث تعلمين كم اصبح كل شئ شحيح .
التفت اليها واردف يقول : ماذا عن ريفين والبقيه .. هل عادوا .
نفت الفتاة : كلا لم يظهر احد منهم حتي الأن .
قال سيف ببساطة : سيستغرقهم البحث وقت طويل علي اي حال .
نظر اليه كلارنس بجمود ثم ترك الحقيبة التي تحتوي علي بعض الطعام الذي استطاع العثور عليه في الخارج وتركهما في طريقة لغرفتة , قالت زينا وهي تراقبة : ما الخطب معه .
قال سيف وهو يرفع الحقيبة الموضوعة ارضاً ويتحرك بدورة وتملصت منه ميمي التي فضلت السير معهم علي حملها : هو قلق علي رجل الصف الأول لديه بالأضافة لعدائنا وتعرفين .
: ظللتما خارجاً طوال اليوم .. اتسائل كم يمكنكم تحمل احدكم الأخر وانتما عدوين .
: انها المصلحة المشتركة يا زينا يجب ان نتنازل لأجلها .
: اذاً لن تخبرني اين كنتما .. هل ذهبت الي هناك ثانية .
نظر اليها : لقد راقك الأمر كما توقعت .. تحبين المخاطر كثيرا .
: ما اجمل من هذا .. لن تفهم شعور ان تظل محبوس في هذا المكان الضيق هنا بينما يمكنك ان تمرح كما تريد في الخارج .
: نعم وسيزيد المرح كثيراً اذا ما تم القبض علينا .. احذري يا فتاة من تفكيرك الجامح هذا .
: عدني انني سأرافقك مرة اخري .
قال بدهاء : لماذا الم تجدي رفيقاً جديد هنا .
ابتسمت وقالت : كلا لنترك الرفيق الجديد لبعض الوقت فهو شخص صعب الفهم كثيرا .. لا ادري كيف يمكنني التحدث معه حتي .. لذا سأختارك في الوقت الحالي .
انفصلا عند السلم المؤدي لمكتب ياس وهو يعطيها ميمي : استمري بالمحاولة معه سيجاريكي بسهولة في وقت قصير .. خذي ميمي لغرفتها في طريقك من فضلك .


Koedara 26-06-21 08:40 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


نفذت زينا وتابع سيف طريقة وكلما اقترب من الباب كان يصل اليه اصوات خافتة في الداخل لشخص ما يناقشة ياس , طرق علي الباب مرة واحدة ولم ينتظر دعوة للدخول بل دفع الباب ليفاجأ بالسيد كلارنس الذي يجلس قبالة ياس عند المكتب , وضع الحقائب ارضا وهو يعقد حاجبية قائلا
: هل هو اجتماع هام اذاً .

*********************

حدقت نوين بدهشة الي روبي الذي يقف امام الباب وقالت : لا اصدق انك هنا .
: انا كذلك لا اصدق انك هنا .
كانت رؤيته تذكرها بزين : اقترب الي هنا ارغب بالتحدث اليك .
تحرك نحو الفراش وهو يلقي نظرة علي الطفل بين ذراعيها ولا حظت هذا عادت تقول : هل تري .. انه ابن زين من كان ليصدق ان احدهم قد يولد تحت تأثير هذه الظروف .
لم يعلق علي كلامها وسأل بلهفة : اين هو زين .. هل ماسمعته صحيح .. هل حقا انضم لتلك القوات .
شردت نوين قليلا وقالت بصوت بارد : نعم لقد فعل .
حاول ايجاد مبرر لهذا : لكنك تعرفين من هو زين .. لا يمكن ان ينضم اليهم اذا كانوا بهذا السوء .. لن يؤذي احدهم .
: انت تتحدث عن زوجي واذا كان هناك شخص يعرفه حق المعرفه فهي انا .
انتظر منها ان تسترسل في الحديث : وماذا .
: اوافقك في كل ما تقول .. لكنني اشعر بالريبة لموقفة ولا افهمه .. لم اراه بعدها مرة اخري لكن اخرون اكدوا انهم شاهدوه مرارا برفقتهم .
: زين هو اثبات واضح ان هؤلاء ليسوا بذلك السوء .. افكر يا نوين في الذهاب الي هناك بدوري .
قالت بخوف واضح : كلا لا تفعل .. ها انا ذا امامك عانيت الأمرين بعد ان كاد يتم القبض علينا .. لكنني هربت من زين حين علمت ماذا ينوي ان يفعل .
: لا افهم هذا الأصرار منكم جميعا في انهم بهذا السوء .. ليس لدينا دليل واحد .
: دليلنا انهم لا يعطونا هذا الخيار .. فما ان تقترب منهم او تقع اعينهم عليك سيجبرونك علي الذهاب الي هناك بتسليم نفسك او بالقبض عليك او الأنضمام اليهم .
: اصر انني اكثر تمسكا برأيي في ان ما يحدث بالداخل ليس خطر .
: انا زوجتة وهربت منه لأنني لا اصدق هذا .
: وانا اثق بشقيقتي في انه شخص جيد واجد انه علي صواب اذا فعلها وانضم اليهم .
استمرت بالتحديق به لبعض الوقت وهي لا تفهم مدي اصرارة في تأييد موقف زين : لا اصدق انك من بين الجميع تصدق خرافة هذه القوات .. الا تعي انهم يكذبون علينا بشكل واضح .
: لا احد منا يملك تأكيد علي هذا .
: هذا رأيك ولك حرية الأختيار اما بالنسبه لي .
نظرت الي طفلها : لن اقترب من هناك مهما كان الأمر .

Koedara 26-06-21 08:42 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


: اذا كنت تشعرين بالخوف لهذا الحد علي نفسك وعلي هذا الطفل فأنت تختارين الجانب الخاطئ .. لم يعد هناك متسع من الوقت ما يفعله الجميع هو محاولة للتشبث بكم نحن اقوياء ويمكننا التصدي لهم وكل هذا الهراء .. لكنهم اقوي يا نوين ويستطيعون في اي وقت القضاء علينا .. كان يجب ان ترافقي زين الي هناك .
تعمقت في نظرتها اليه : ما خطبك .. تبدو مختلفا تماما عما اذكر رغم انه لم تجمعنا احاديث كثيرة لكن اشعر انك لست الشخص ذاته .. هل انت جاسوس لهم .. هل اختفيت كل هذا الوقت وكنت معهم والأن انت تحاول اقناعنا .
ارتبك فجأة وشعر بالخوف بداخلة , ما الذي تقوله وكيف اتت بتلك الفكرة : حاذري مما تحاولين ان توقعيني فيه لست بحاجة للمزيد من المشاكل .. ثم لدي حجة قوية انني لست جاسوس لأحد فقد وصلت مع المجموعة التي اتت الي هنا منذ يومين .. جميعهم يعرف انني التزمت المكان طوال تلك المدة .
: فقط تفكيرك المريب يجعل المرء يشك بك .
: كل شخص لديه فكرة يقتنع بها مازال كل شخص مسئول عن نفسه هنا بغض النظر عن ان مكان واحد يجمعنا .. انا سعيد انك معنا هنا ومن الغريب ان لديك طفل الأن .. لكان زين بغاية السعادة لو انك معه
صحيح .
قالت بنبرة صادقة : فعلت الصواب من وجهة نظري لا اشعر بالأمان في الذهاب الي هناك .. كما تقول انت كل منا لديه ما يقنعه .

غادر روبي المكان كأنه لم يقابلها لم يحصل منها علي اي معلومة تشجعة علي اختيار الذهاب من عدمة , كانت بدورها مشوشة و لا تدري ماذا تفعل لكنها علي الأقل تقرر في الوقت الحالي البقاء هنا مع الجميع بينما هو يعجز عن اتخاذ قرار .

*********************

استمر السيد كلارنس وسيف بالتحديق لبعضهما البعض بأصرار حتي اتي صوت ياس يقول : يجب ان تدركا اهمية تعاونكم معا حتي تستقر الأمور .
قال سيف برحابة صدر : انا اضع كل خلافاتنا جانبا بما ان مصلحتنا جميعا تحتم ذلك .
رد عليه السيد كلارنس ببساطة : كذلك انا .. لم اقدم علي اي فعل قد يجعل مني او رفاقي مصدر ازعاج .
لكن سيف لم يلقي بكلامة مباشرة الي ايا منهم : لكنني لن اقبل ان يتعامل احدهم كأنه مازال يسيطر علي الأمور حوله .
القاه السيد كلارنس بنظرة قاسية لكنه لم يأبه له ووجه حديثة الي ياس : اذا ً ماذا تفعلان في نهاية اليوم .. هل ثمة ما يجري اجهله .
نهض ياس واخذ يتجول في ارجاء مكتبة لم يكن لديه الرغبة في توجية كلام سلبي الي سيف في وجود كلارنس لكن بما انه قرر اقتحام المكتب بمزاجة ليتحمل اذا ً: سيف .. اصبحت اخشي تصرفاتك مؤخرا ً.. اشعر انك ترغب في التخلص من الجميع .
قال بنبرة قوية تثبت مقصدة : هذا ما يتطلبة المنصب .. محاولة فرض نظام لتسهيل سير الأمور لا يجعلني موضع شبهه في انني ارغب بالتخلص من احد .. ثم من اتهمني بهذا .
حول بصرة الي الرجل الذي يجلس امامة وهو يعرف لا احد غيرة قد تحدث مع ياس بشأنه , وضع السيد كلارنس ساق علي الأخري وتراجع في مقعدة قائلاً بثقة : ربما منصب قيادي لعديمي الخبرة لهو امر خطير .
.

Koedara 26-06-21 08:43 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


ابتسم سيف بسخرية ولم يعلق توقف ياس امامهما وهو ينقل بصرة بينهما : اعرف جيدا ان وجودكما معا في مكان واحد سيجعل الأمور تحتدم لذا كنت انوي التحدث لكل منكما بمفردة .. لكن لننهي هذه المسألة .. نحن في حاجة للتحرك سريعا واذا كنا سنختار احدهم للذهاب الي هناك فيجب ان نفعل ذلك الليلة .
قال السيد كلارنس وهو يركز بصرة علي سيف : الم يقل ان لديه شخص .. ليتحفنا اذا ً.
عاد ياس للجلوس في مقعدة وانتظر من سيف الرد : اعتقد انك تعرفه الأن جيدا ً .
اصر السيد كلارنس بقوة : قلت قبلاً لن اسمح لك باستخدام ايا من رفاقي في خططك السخيفة .
: كذلك اكدت انا انه الوحيد المناسب لهذه المهمة .
التفت سيف الي ياس الذي تساءل : ماذا عن الونا .
رفض سيف وكأن له الحق في هذا الأن : لا اريد سماع اي اقتراحات بشأن الونا .
تدخل كلارنس : اذا ً كان ثمة شخص موجود بالفعل ضمن ترتيباتكم قبل وصولنا .
ياس : نعم .. مازلت لا اعرف الشخص الذي يتحدث عنه سيف .
قال سيف بهدوء : انه روبي .. لن يصدق احد كم ان الأمر يناسبة اكثر من اي شخص هنا .. واذا ما وقع اي سوء فهو الوحيد كذلك الذي يملك مصدر حماية في الداخل .
غضب كلارنس بصوت عال فجأة : اذا كان وجودنا هنا يعني ان يتم اخذ قرارات بشأننا فسنرحل .. لن ابقي لحظة واحدة هنا اذا ما شعرت ان رفاقي ليسوا بأمان .
حاول ياس تهدئة الأجواء : كلارنس .. لا يوجد ما يمسي انت ورفاقك الأن .. اصبحتم منا ولا يوجد شئ يجعلكم غرباء .
نقل حديثة الي سيف : وضح ماذا يعني انه مناسب للذهاب الي هناك .. ما هو مصدر حمايتة هذا .
: زين .. زوج نوين وهو صديق قديم له .. روبي شقيق لي وهي اول شخص صادفة ليعيش معه اثق انه تحت اي ظروف واياً ًما يحدث هناك سيقوم زين بمساعدتة .
قال ياس بشك : ما ادراك ان زين هذا قد يصادفة هناك .. لا نعرف بعد كيف تجري الأمور حتي في الداخل ولا نملك تأكيد علي شئ .
: اصرارك يعني انك ترغب في التخلص منه فحسب .. لما لا تذهب الونا هذه بما انها كانت ضمن الخطة مسبقا .
القاه سيف بنظرة شرسة : من قال ان روبي الأن ليس كما السابق وانه اصبح من المقاتلين .. حان الوقت ليذهب ويقاتل اذا ً .. ولااريد سماع صوتك يذكر اسم الونا لأي سبب هل تفهم .
ابتسم بغموض وانحني في جلستة وهو يحدق اليه بقوة : شخص خاص اذا ً هي الونا تلك .. في تلك الحال سأضع روبي في المكانة ذاتها .. ارفض بشكل تام ان تقترب من الفتي .
استمرت نظرات التحدي بينهما بصمت يرغب كل منهما بالنهوض وتقطيع الأخر اربا ً ليبعده عن طريقة , قال ياس بين الصمت السائد : لنتذكر جيدا يا سيف مدي تمسك الونا بتنفيذ هذه المهمة .
: لا تقلق لدي الطرق المناسبة لأقناعها بأن مكانها هنا هو الأهم .. ستتفهم موقفي وان روبي هو المناسب
اكثر .
قال كلارنس بسخرية : لما لا تطلعنا علي تلك الطرق للأقناع علنا ً .

Koedara 26-06-21 08:44 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


كان سيف بحاجة ليتجاوز كلامة فقط لينهض ويمسك به من ياقتة ويقول بتهديد : قلت قبل قليل لا تحاول ان تتحدث عنها باي شكل كان .
دفعة عنه كلارنس بقوة ولكمة بقوة : لا تحلم يا هذا بأنك حقا قد تجبرني ان اظل تحت قيادتك او ما شابه .. كيفما كان الوضع مازلت كما انا .

كان هذا كل شئ يحتاجة الأثنان ليشتبكا فجأة في عراك قصير استطاع ياس لحسن الحظ ان يسيطر عليه وهو يفصل بينهما بجسدة الضخم الذي نجح في ابعادهما وصرخ كلارنس في وجه سيف بشراسة : لتريني كيف ستأخذ الفتي الي هناك لتنفيذ خطتك فهو مازال يخصني .. يا لحظة العاثر فبعد ان دفع ثمن حريتك هناك هذا ما يناله منك تفعل المستحيل لتلقي به الي الموت بلا اكتراث .
لم يفهم ياس الكثير مما يقول كلارنس لكنه وجد سيف يهدأ وخفت قبضتة التي تحاول دفع ياس عن طريقة , تحرك نحو مقعدة وجلس كأن شئ لم يحدث وبدا كأنه يفكر ونظرة استياء هي ما تظهر علي وجهه الأن , رفع عينية محدقاً بقوة الي كلارنس الذي يقف جوار ياس ينتظر منه خطوة واحدة اخري : انها مصلحة الجميع في النهاية .. الم تفعل كل شئ لمصلحة الجميع قبلاً .. وانا اعني كل شئ فلا داعي لأظهر ما مدي قذارة طرقك الخاصة في معالجة المشاكل .

كان كلارنس يعرف جيدا انه يرد له الصفعة فكما يملك عليه شئ هو كذلك يبادله الأمر لذا عاد للجلوس بتعقل هو ايضا ً وعلي الرغم ان ياس يشعر بغرابة تصرفهما الا انه شعر بالراحة انهما عادا الي صوابهما , يعرف سيف ان ياس لن يتنازل بسهولة عن فرض رأي علي كلارنس كونه صديقة منذ القدم لكنه ابدا ايا ًكانت النتائج لن يقبل ان تذهب الونا الي هناك , قال كلارنس بهدوء وهو يركز نظراتة علي سيف : لما لا يذهب هو .. اليس صاحب الفكرة منذ البداية .. ليقوم بتنفيذها كذلك .. زين هذا كان صديقة ايضاً لذا الأمر نفسه .
قال ياس وهو ممتن لأنهم عادوا الي موضوعهم الأصلي : نريد شخص مقنعا ً انه ليس من المقاتلين بيننا .
وجه كلارنس نظرة تحدي الي سيف : اذا ً بما ان السيد يحب المخاطرة كثيرا لنحاول خطة ما في البداية .. لما لا نذهب يا سيف للأقتراب اكثر عليهم .. نحاول التسلل والوصول لأقرب مكان هناك .. الا تجد ان بأمكاننا ذلك نحن الأثنان فقط .
اعترض ياس بشدة : كلا .. اذا ما تم القبض عليكما او كشف امركما سيكتشفون الخدعة فيما بعد اذا ارسلنا شخص اخر لتسليم نفسه بعدها .. كذلك لن اسمح بخسارتكما انتما من افضل المقاتلين هنا .
قال سيف وهو مازال يرد للرجل نظراتة المتعجرفة نحوة : بل يا ياس اجد انها خطة رائعة .. للمرة الأولي سأعترف بذلك .. تروقني هذه الفكرة .. ولنقرر بعدها من سنختار .
: لا تجعلا عدائكما يوصلكما لأفكار جنونية .

Koedara 26-06-21 08:45 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


طمأنه كلارنس : لا تقلق يا ياس نحن نعرف ما نفعله جيدا .. اعطنا الفرصة .
وضع الرجلان كافة الأحتمالات في ان الأخر يجارية لأنه ينوي له شرا ً ولهذا وافقة بتلك السهولة او انه يسعي ليتم القبض عليه لكن الأمر راق سيف الذي لن ينتظر اكثر ليعرف ما يدور في الداخل , وافقهم ياس في نهاية الأمر فقط لأنه يدرك انه مهما حاول ردعهما عن هذا سينفذانه في النهاية : هذا خياركما لكن تذكرا كم تضعونا في خطر .
نهض كلارنس استعداد للمغادرة ووقف الرجلان كذلك سار خطوتين وتوقف جوار سيف وهو يحدق في عينية بوعيد : اذا لم يعود ريفين فأنت ميت .
انصت سيف لصوت خطواتة حتي غادر قال بعدها ياس بجد : احذر يا سيف من محاولة استفزازة اكثر .. لا نريد حرب بيننا وهو ليس الشخص الذي تستطيع الذهاب الي حدود صبرة معك .
قال بثقة : سأفعل ما فيه مصلحتي ومصلحة كل من يهمني امرة وكلارنس هذا لا شئ بالنسبه لي .. مقاتل جيد نعم .. اكثر من هذا لا اراه امامي لذا لا تقلق وجودة لا يهمني في شئ .
نظر الي الحقائب خلفة : هذا كل ما استطعنا ايجادة اليوم .
تركة بدورة وغادر وجلس ياس علي المقعد يتنفس الصعداء .

***********************

دخل السيد كلارنس غرفتة وهو يتمتم بشئ ما بينه وبين نفسه ووقعت عيناه علي روبي الجالس علي فراشة وقد التفت اليه , بدا وجهه محتقن والكثير من المحارم امامة علي الفراش , تطلع اليه السيد كلارنس باهتمام ظهر في سؤاله : هل انت بخير .. هل كنت تبكي .
نفي روبي بصوت متهدج : ما الذي سيدفعني للبكاء برأيك .
اقترب منه الرجل اكثر وتأهب روبي له فهو حين يقترب منه يساورة شعور بأن عليه اخذ الحذر والحيطة طوال الوقت , حدق السيد كلارنس في عينية الواسعتين المتعبتين ووجد روبي ان رقبتة تؤلمة لأنه مجبر علي رفعها ليبادلة النظرة : ماذا هناك اذا ً.. ما هذه الهيئه التي تبدو عليها .
اشاح بوجهه عنه : يبدو انني لم انتبه في الأيام السابقة ان حالتي بالفعل كانت سيئة .. وقرر جسدي ان يعترض الأن .
جلس الرجل مجواراً له ورفضة روبي بجفاء : انهض من هنا .. كنت في طريقك للنوم لذا لتكمله .
قال الرجل بتهذيب لم يتوقعة منه : لن اتخطاك بسهولة وسأنام ملأ جفوني وكأنني لا اراك .. تبدو بحال سيئة جديا ً .
: وماذا .. ماذا تريد ان تفعل .. يمكنني تولي شوؤني بنفسي .
بدا مزاجة سيئا ًوربما ليس ما يشعر به من تعب هو السبب الوحيد بل ثمة ما حدث اثناء انشغالة بعيدا عنه , وجده يسعل عدة مرات ليزداد وجهه شحوبا ًويعلو صدرة ويهبط بمشقة واضحة : تعلم ان هناك اطباء في المكان يجب ان يراك احدهم علي الأقل .


Koedara 26-06-21 08:47 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


لم تشجعة نبرة صوتة المتعبة علي الصدق وهو يؤكد : انا بخير احتاج للنوم فحسب .
اخذ يبحث عن شئ حوله حتي جذبت يدة وسادة كانت خلف ظهرة حين شعر ان رأسة اصبح ثقيلا ًولم يعد بأمكانة البقاء جالسا ً امام الرجل الذي لا ينوي الأنسحاب بسهولة , وضع الوسادة علي مبعدة منه واراح عليها رأسة واستمر بالنظر الي الرجل الذي يراقبة بقلق بعين ثاقبة , مسح انفة وهو يقول : يمكنك الذهاب .. لن يفيد تحديقك بي بشئ .. انت تزعجني بهذا فقط .
: اذا كان ما يجول في رأسك انني قد اذهب واتركك بهذه الحال فلا فائدة من المحاولة .
رفع روبي قدمية عن الأرض وانكمش حول نفسه وقد بدأ يشعر بالبرد اكثر وخبأ وجهه في الوسادة هربا ًمن مراقبة الرجل له , اذا كان بحال افضل لما اتخذ مثل هذا التدبير ونام ببساطة في وجودة لكنه حقا ً لايهتم بما عليه ان يفعل او يتصرف , شعر بقبضة خفيفة علي ذراعة وانتقلت اليد لجبينة وازاحها عنه بحركة عابرة فتح عينية والقي الرجل بنظرة تهديد : عليك ان تدرك ان لا احد هنا قد يكترث لأمرك بقدري .. وانا اعني ما اقول .. فصديقك الوحيد ينوي التضحية بك .
عقد روبي حاجبية قائلاً : ماذا تعني .
: لقد اختارك لخطتة الحمقاء .. هو ينوي دفعك لتسلم نفسك لتلك القوات وتتجسس عليهم .. ثم بطريقة سحرية تعود لتخبرنا ماذا يجري بالداخل هذا اذا بقيت حيا ً.
اثار ما يقول انتباه روبي الذي استند بذراعة يحاول رفع نفسه للجلوس ثانية ولم يساعدة الصداع في رأسة علي تحمل الحديث اكثر بعد : يجب ان اخبرك ان امر ذهابي الي هناك كنت افكر فيه بنفسي .
حدق فيه الرجل بذهول واردف روبي قائلا بعد ان سعل مرتين : هو حل جيد ليتكم جميعا تقررونة لا فائدة من مقاومتكم بعد .
: يبدو مرضك شديد بحق ووصلت لمرحلة الهلاوس .
: انا اعني ما اقول .. وهو حل صائب بالنسبة لي علي الأقل .
رفع عليه الرجل صوتة المتسلط : وكأنه يحق لك ان تقرر هذا .
استمر روبي بالنظر اليه بثبات : لتأتي وتعيدني اليك من هناك اذا استطعت .
كاد الرجل جديا ً ان يفقد اعصابة وهو يري كم يتحداه لكنه تمالك نفسه قائلا من بين اسنانة : انت علي استعداد لتنفيذ خطتة اذا ً.. لكن في هذه الحال لدي الحق في التدخل .. يريد ان يحمي فتاة هنا يبدو ان بينهما شئ ما واختارك انت بدلا ً منها كما لو انك لا تساوي شيئا ً ومبررة الوحيد انك مناسب لهذه المهمة دون سواك .. وانت كالأبله تشجعة علي فكرتة وستفعلها طواعية .

Koedara 26-06-21 08:49 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


عبس روبي فجأة وشعر برأسة يدق بقوة حين بدأ يستوعب ما يقوله السيد كلارنس , انها الونا بالتأكيد هي من يعنيها , لن يسمح بأن يكون بديلا ً لها تحت اي ظرف لكنه كذلك يرغب بالرحيل ايا ً ما قد يقول السيد كلارنس , رمي برأسة علي الوسادة وهو يغمض عينية بتعب لما كلما حاول ان يتخذ قرار تتعقد الأمور بهذا الشكل , سمع صوت الرجل يقول : لما لا تعتدل في فراشك حتي يرتاح جسدك .
: لن انام سأنهض .. لدي شئ لأفعلة بعد .

لكنه حتي لم ينتبه الي ما قاله كأنه ليس من تكلم وسمع بضعة كلمات مبهمة اخري من الرجل بنبرتة الخشنة المألوفة لكنه لم يعي ما كان يقول او ما حدث بعدها لم يشعر سوي انه يهمهم بشئ واحدهم يحرك جسدة الذي تزداد حرارتة , بعدها استطاع ان يذهب في النوم ليغيب تماما ًعما حوله .
لا يعرف كم استغرقة هذا من وقت مع توقف الزمن من وعيه كان يلمح طيف الرجل يسير في الغرفة , يجلس علي الفراش يقرأ كتاب ًما , يكون الي جوارة احيانا ً, يناولة دواء يجهله , كلما فتح عينيه يجد امامة مثل تلك الصورة ولا يعرف كم مر من الوقت هل هي ساعات ايام كل ما يعرفه ان السيد كلارنس يلازم الغرفة طوال الوقت , هل هو يعتني به او ماشابه , لا يمكن ان يصدق ان مثل هذا الشخص قد يتصرف علي هذا النحو فهو علي الأرجح ليس لديه فكرة عن هكذا اشياء , لكن مايؤكد انه يعتني به هي تلك المناشف الباردة علي جبينة وتلك الماء التي يشعر بها تروية بين وقت واخر , كان يتمني لو ان لسانه واعيا ً بعض الشئ مثل عينية ليطلب اليه المغادرة فالوضع لا يستحق وجودة وهو لا يشعر بالراحة لهذا ايضا ً لكن الحرارة الشديدة والأوجاع في جسدة جعلتة عديم الحيلة .



Koedara 26-06-21 08:51 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


بعد انقضاء بضعة ساعات علي موعد الفطور اخذ السيد كلارنس يسير جيئة وذهابا ً بقلق وعصبية واضحة , لم يعود ريفين ورفاقة بعد ولا يمكنه تصور ان يخسرة , كان يعرف جيدا ًخطة سيف ليتخلص منهم واحد تلو الأخر كأنه ينتقم منهم علي طريقتة , كان البعض حولة مشغولا ًبالتدريبات باللعب بالركض بالسير وتساءل لما لا يملك ياس عدد كبير من المقاتلين فعددهم هنا ربما لا يتجاوز العشرون شخص يزيد عليهم السيد كلارنس ومن اتوا برفقتة رغم هذا كان معظهم اشخاص يجهلون القتال الحقيقي , عدة دقائق اخري وسمع صوت الباب المألوف للبوابة الصغيرة يفتح وظهر هناك ريفين مغطي بالدماء وشخص واحد فقط من الأربعة اللذين رافقوة , تقدم السيد كلارنس نحوة بخطوات حازمة : كأنها مهمتك الأولي لتستغرق كل هذا الوقت .. لم اتوقع ان يصبح هناك شئ عسير عليك .
لم يعلق ريفين وادرك السيد كلارنس ان البعض ممن كان مشغولا ًبأمرة بدؤا بالتجمع حوله لسماع الرجل الذي برفقة ريفين يقول : كان المكان الذي ارسلنا اليه بعيد تماما ً.. حتي تلك القوات لم تتمكن من الوصول اليه .. نعم به الكثير من الموارد .. لكنه لا يزال مظلم مكفهر وقديم وملئ بتلك الحيوانات جميعا ً .. لم تتمكن القوات من قتلهم جميعا ًيبدو انهم هربوا الي هناك بشكل ما .
نقل الجميع نظرات الخوف والقلق والأرتباك لبعضهم البعض وحول السيد كلارنس بصرة الي ريفين الذي اضاف بحديث مقتضب : قتل البقية ممن كانوا معي .. وتلك المرة الأولي التي اخسر فيها رفاقا ً في البحث .
كانت فرصة السيد كلارنس ليحدث الجميع حوله قائلا ً : هذا خطأ قائد واحد هنا .. لتعلموا ان كل شخص في هذا المنصب لا يجدر بكم ان تنساقوا خلفة بدون فهم .. لقد تسبب سيف في هذا ارسلهم الي هناك بأصرار وهو يدرك مدي خطورة الوضع .
ظهر سيف من خلف الجميع وتقدم بخطوات ثابتة الي الرجل الذي يحاول ان يكسب الوضع لصالحة , وقف امامة بتحد ً واضح في عينية : لا تقلق يا كلارنس فقريبا ً سيذهب الجميع الي ابعد من هذا المكان حيث لن يكون امامنا خيارات اخري لأننا بصدد التعرض للموت جوعا ً وعطشا ً.. ماذا لو ذهب اكثر المحترفين في القتال اولا ًهذا واجبهم .. وجميعنا هنا معرضون للمصير ذاته .
قال كلارنس بأصرار : لماذا لم تتحرك انت اولا ًاذا كنت تري الأمر علي هذا النحو .. لقد قتل ثلاثة اشخاص وانت المسئول عن هذا .. لا اعرف ما طبيعة وضعك هنا لكن اذا كان الأمر بيدي لعاقبتك بأن تذهب الي هناك للبحث وحدك .. أما ان تعود بموؤن وأما لا تعود ابدا ً.

Koedara 26-06-21 08:52 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


ضيق سيف عينية وعاندة بنبرة باردة : يا للأسف لست المسئول هنا ولن تكون .. لذا لتترك علاج هذا الأمر في يد من يعنيهم .
كاد كلارنس ان يرد عليه حين انتبه الجميع الي اقتراب ياس الذي وقف بينهم قائلا ً: حسنا ًيا رفاق نحن نضيع الكثير من الوقت في مشاحنات لا جدوي منها .. دعوني اوضح للجميع امرا ً.. نحن علي عتبة نفاذ جميع ما نملك من طعام وماء لهذا كان الأمر يقتضي بأن نذهب ابعد من خارج المدينة وكما نعلم لا احد منا يعرف ماذا يجري هناك .. الأمر الذي يحزننا بالتأكيد اننا فقدنا ثلاثة من المقاتلين ان ما يحدث هناك ليس سهل واننا سنواجه الكثير من الصعاب .. لم يخطئ سيف فقد ناقشنا امر مهمة البحث تلك وكان الجميع علي علم بها عدا ريفين لأنه بطبيعة الحال يستطيع ان ينجح في تولي مثل هكذا مهمات بسهولة .. لم يجبرهم احد علي الذهاب لحتفهم وكما قال سيف جميعنا في الوقت الحالي معرضون لمصيرهم لأننا رغما ً عنا سنحتاج للبحث اكثر بعد هناك .
احتج كلارنس قائلا ً : اذا كنا بحق نواجه خطر ما فلما لم تشارك الجميع بهذا يا ياس .
ايده الجميع بالموافقة وقال ياس : نحن لا نضع اوامر لشخص معين الجميع هنا حر في الذهاب او عدمة وبالتأكيد من سيذهب للبحث يجلس ويتحدث معي اولا ً.
نظر الي كلارنس بنظرة تؤكد كلامة : لم يكن مقصدنا التقليل منك او من رفاقك يا كلارنس بل قصدنا ان نشرك ريفين في رحلة صعبة كهذه .. قال سيف انه من اكثر الأشخاص المؤهلين لهذا وايده الكثير ممن اتوا معك وكاد بعضهم يوافق علي الذهاب برفقتة لكننا رفضنا .
رد السيد كلارنس بحده : مازلت ارفض هذه الطريقة في التعامل معنا منذ جئنا الي .. لكن لدي حديث معك لن اناقشة هنا و الأن .
دفع السيد كلارنس ريفين بخفة وذهبا معا ًواخذ الجميع كذلك يعود لشؤونه وما كان يفعله , وقف سيف يعقد ذراعية ويراقب ما يحدث بصمت حتي قال ياس : لن نتمكن ابدا ًمن العيش وانتما علي هذه الدرجة من الخلاف .
قال سيف بفتور : امنحهم الوقت فقط وستسود الفوضي هذا المكان .. اذا وقف الجميع يعارض كما فعل هو منذ قليل فلن تتمكن من اقناع احد اننا في حاجة ماسة لنضحي بأنفسنا .
: ماذا تقترح اذا ً.. هل ترغب ان اطرد الرجل والبقية ممن معه .
: لم اقصد هذا ثم اذا اراد الرحيل فسيفعل وحده .. من أتي الي هنا سيظل في المكان .. نحن بحاجة للجميع الأن وبحاجة اكثر للتحرك اسرع بأي شكل .
: هذا يتوقف عليك .. احضر لي الشخص الذي سيذهب الي هناك وسأبدأ بأخذ التدابير .
توجه سيف بعدها الي غرفة الشخص الذي ينوي ان يحضرة الي ياس ولأنه يعرف ان السيد كلارنس بعيدا ً الأن عن الغرفة يخطط ويتبادل الأفكار مع ريفين كانت فرصتة للوصول الي هناك خاصة انه لم يري روبي اليوم في اي مكان .

Koedara 26-06-21 08:53 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


طرقت الونا علي باب غرفة نوين التي تمكث فيها الأن مع زينا , ترددت كثيرا ًبشأن تلك الزيارة لكنها بدأت تشعر بشئ ما نحو تلك المرأة فهي الوحيدة التي تعاملها بشكل جيد ولا تثقل عليها بالكثير من الأسئلة او تطلب منها ان توضح لما تتصرف علي هذا النحو او تتهمها بالقسوة كما يفعل جميع من حولها , والأن وبعد كل هذا الوقت ولأنها اصبحت محاطة بأشخاص عدة حولها كان عليها الأعتراف انها بحاجة لصديقة ما ولن تجد افضل من نوين , وجدتها تجلس علي احد المقاعد وتبدو كأنها قضت الساعات الماضية في التفكير لكنها تطلعت الي زائرتها علي غير العادة وقالت بأعجاب : ياله من تحول .. لم اتخيل يوما ً انني قد اراك ترتدين فستان كهذا او تسريحة شعر مثل هذه .
ابتسمت الونا بعفوية وجلست وهي تقول بصوتها القوي الذي لم تستطيع تغييرة كذلك : سأرحل عن هنا عما قريب ربما اليوم وربما غدا ً.. لدي مهمة وهي صعبة بعض الشئ .
ولأنه يومها الأخير كانت قد قررت ان تغير مظهرها وللمرة الأولي منذ وقت لا تتذكرة حتي كانت ترتدي فستانا ً بسيطا ً وتسرح شعرها الذي لطالما كانت تعقدة بأحكام وتخفية , بدت كما يجب ان تكون وكانت تخشي ان يفكر عنها احدهم حين يراها بهذا المظهر بشئ غريب لكنها ارادت للمرة الأخيرة ان تقول لهم مازلت استطيع التصرف كما يروق لي ولا يحق لكم ان تحكموا علي فقط لأنني احاول حماية نفسي , سألت نوين باضطراب : ماذا تعنين ستغادرين .. ماذا حدث والي اين انت
ذاهبة .
: لدينا خطة ما لمحاولة التقصي عما يحدث خلف اسوار تلك القوات .. ارادوا ارسال شخص لتسليم نفسه ومحاولة العودة الي هنا ثانية ليخبرهم الحقيقة .. وانا هذا الشخص واتمني كثيرا ً النجاح بهذا .. لذا قد اعود وقد لا افعل .
قالت نوين بقلق اكبر : لماذا انت .. لا يمكنك ان تفعليها .. انت فتاة جيدة لما تحاولين القاء نفسك دوما ً في الصعاب ولا يهمك النتائج .
ردت بأصرار : لأنني مقاتلة ولا اعرف شئ في العالم سوي هذا ولا اجيد غيرة .. حين علمت بالأمر وافقت بدون تفكير وحتي الأن مازلت متمسكة بهذا ولن اتراجع .. الأشياء السيئة تقع هنا او هناك لسنا في امان تام لذا الأمر يستحق المحاولة .
: تتحدثين هكذا كأنك تعيشين وحدك .. الجميع حولك يا الونا بعضهم يحاول التقرب منك والتعرف عليك اكثر لكنك لا تساعدين بهذا .. الجميع يري تلك الفتاة القوية التي تصد ايا ًمن يقترب منها لكنك في الحقيقة لست كذلك بل ترحبين بالحديث والتعارف .

Koedara 26-06-21 08:54 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


ضيقت الونا عينيها : لا تحاولي ان تغيري نظرتي عنك يا نوين .. اشعر اننا صديقتان لسبب ما لكن هذا لا يعني انني قد اتحول فجأة الي فتاة تافهه واترك ما اهتم به او انني بحاجة للتعرف الي الجميع .
: كنت مقاتلة ايضا ً مثلك لكن الظروف فقط هي ما جعلتني اصل الي ما انا عليه الأن .
: وماذا انت عليه .. انت شخصية جيدة والا لما كنت امامك اتحدث معك .
: اعني كونك مقاتلة ليس بالضرورة ان يصحبة ذلك الجمود منك .
: انها شخصيتي ولا انوي تغييرها .. لا تجعلي فستانا ً سخيفا ً تعتقدين هذا .. الأمر وما فيه انه معي منذ وقت طويل .. احببتة منذ عثرت عليه في احد المحال ولم اتمكن من ارتدائة لكنني ادركت اذا لم افعل الأن فلن افعل ابدا ً .
: كلا ليس الفستان هو ما يجعلني اقول ذلك .. بل لأنني افهمك واعرف .. لا احد يحب ان يعيش وحيدا ً مهجورا ً لا يسمع ولا يقول كلمة .. وانت خائفة وحيدة كل ما تحتاجين اليه في تلك اللحظة شخص تثقين به يؤكد لك ان الأمور علي مايرام حتي ولو كان كذبا ً.. انكري وقولي لا .
ابتسمت الونا بمودة : ارجو انك تتحدثين بشكل عام وألا سأغضب كثيرا ً اذا كان هذا تلميح لشئ .
: اعرف انك تستطيعين الأعتناء بنفسك وتولي امورك وألا لما وصلت الي هنا وحدك .. فقط اقول من المؤسف ان تذهبي الي حتفك بتلك البساطة .
: من قال ان الأمر سئ ربما نحن لا نعرف فقط .. كما وانني اتقبل نتائج اختياراتي مهما كانت .. كان من الجيد انني تعرفت اليك في النهاية لكن حين اعود واذا كانت الأمور بخير فأعدك سأفكر فيما قلت لي .
لم تخبرها نوين عن رغبة روبي في تسليم نفسه هناك ايضا ً لم يكن من عاداتها الأفصاح عن اسرار شخص ما لكنها وجدت بما ان هناك من يرغب في الذهاب الي هناك من تلقاء نفسه فلما عليها هي ان تخاطر .


Koedara 26-06-21 08:57 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


الفصل 31

بدون استئذان او حذر اقتحم سيف غرفة روبي , كان يتوقع ان يجده بالداخل يجلس باسترخاء او يسير هنا وهناك بتفكير وقد قرر الأختفاء عن الجميع كعادتة لكنه وجده لا يزال نائم وحين اقترب اكثر من الفراش اكتشف انه مريض ربما للغاية ملامحة تنفسة الصعب وجهه الشاحب , وتأكيد اخر لا يقبل الشك وهي تلك المنشفة علي جبينة التي ابعدها سيف ووضعها علي المنضدة جوار الفراش وهو يتطلع الي دواء بعينه جذب اهتمامه لأنه من النادر الحصول عليه ولأنه لم يكن في مكان اخر سوي في منزل السيد كلارنس , الرجل يملك بعض الأشياء الخفية اذا ً لا تظهر سوي حين يحلو له , وبشكل ما شعر روبي بحركة الي جواره وفتح عينية بأرهاق يتوقع رؤية السيد كلارنس لكنه لم يتوقع رؤية تلكما العينان الثاقبتان تنظران نحوه بشكل متسلط , علي اي حال كان من الغريب انه ينام مكانه في وضع مريح اخر ما يتذكرة هو انه كان يتحدث مع السيد كلارنس وعن من , عن هذا الذي قال
: كان من المؤسف اننا لم نكمل حديثنا في المرة الأخيرة ولم افهم مغزي رد فعلك حينها .. لكن يبدو اننا لن نتمكن من ذلك الأن كذلك .. كيف سقطت مريضا ً لهذا الحد بتلك السرعة .
حاول روبي رفع نفسه ليتمكن من الجلوس وتجاهل كل هذا الدوار والصداع الذي يزداد الأن
: السؤال هو من سمح لك بدخول الغرفة بكل اريحية هكذا .
صفر سيف بنعومة وقال بسخرية : هل انا شخص غير مرغوب فيه الأن .. اصبح باستطاعتك التفوه بأشياء ناضجة كثيرا ً لكنها مازالت قليلة الأحترام .
وجده يجلس الي جوارة فجأة يحدق لعينية وكأنه يحاول قرائتها : لقد تغيرت .. اري هذا خلف ذلك التعب الذي يبدو في عينيك .. نجح الرجل بالفعل يجب ان اعترف بالأمر .. ماذا فعل في تلك الفترة القصيرة ليحدث هذا .. اعرف تلك النظرة جيدا ً .. هل جعلك الرجل تقتل اخيرا ً.
شعر بالدهشة , كيف استطاع اكتشاف ذلك : لا تقلق فهذا ما انتابني ايضا ًبعدما قتلت للمرة الأولي .. احيانا ً الشعور بالذنب واحيانا ً ألا مبالاة .. كيف نجح في جعلك تفعل هذا .
ظل روبي محتفظ بصمتة وهو يثبت نظراتة نحوه فحسب لكن الرجل امامة لم يتحرك وكأنه لن يفعل ابدا ًسوي حين ينطق بشئ : ماذا تريد يا سيف .. لم يعد لك الحق في سؤالي عن شئ او التدخل بأسلوب حياتي وما اختارة وما اتعلمة .. فعل الرجل ما يؤهلني لأستطيع الأستمرار بالعيش .. لكي اتصدي لأمثالة ربما .. لكي لا يسألني شخص مثلك ما الذي تغير بي ويتفاجئ بذلك وكأنه امر غريب .

Koedara 26-06-21 08:58 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


اخذ يسعل بشدة ورشف بعض الماء من الكوب الي جوارة بيد مرتجفة لكن سيف لم يتأثر بكلامة : هل كنت صادقا ً وانت تقول طريقنا ينتهي هنا .
: نعم كنت كذلك .. لم اعد بحاجة اليك .
: لكنك بحاجة اليه .. ينتابني الفضول لأعرف كيف تحولت الأمور بهذا الشكل .
: لا احتاج لأحد ببساطة يمكنني الأعتماد علي نفسي الأن .
: لكنك قد تبقي في صفة اذا لم يكن لديك خيار .
: هذا شأني وحدي لست في حاجة لأوضح شئ لك .. نعم اخطأ في حقي ولم يأتي وقتي لأسترده بعد .. لكنني وصلت الي هنا وهو قائدي .. لن اتخلي عنه او عن جميع من كانوا معي .
اتسعت عيني سيف : هل انت حقا ً الشخص الذي تركتة هناك .. جديا ً هل غير تفكيرك لهذا الحد .. قائدي .. هذا الوغد الذي قام ..... قاطعة روبي ليوقفة : قل ما اتيت لأجله يا سيف ولا داعي لتذكر شئ مضي .. اخبرتك انني اتولي شؤوني بنفسي الأن .
اخذ سيف وقتا ً يفكر قبل ان يقول : هذا يعني انك مستعد لتقديم شئ ما لمساعدة الجميع .
: لست مستعد لتقديم اي شئ لأي شخص .. سأرحل عن هنا علي اي حال .
: انا حقا ً معجب بتلك الشخصية الجديدة امامي .. شديدة الأنانية متعجرفة .. تشبهه تماما ً الأن .. لكنه علي الأقل يعرف ان واجبة هو تقديم المساعدة لكل من حوله اذا كان باستطاعتة فعل شئ .
القاه روبي بنظرة حادة : لن اسمح لك باتخاذ قرار يخصني وتشركني به متي يحلو لك .. سأذهب لتسليم نفسي واترككم جميعا ًهنا تتشاجرون علي لا شئ .. الم ترغب بمعرفة رد فعلي عن الأمر هذا هو .. لكن ايا ً كان ما سأواجهه بالداخل لن اعود اليكم مرة اخري .
لم يستطيع سيف ان يفهم شخصيتة الجديدة تلك , متي تحول الي هذا المخلوق البارد ذات النظرات الميتة , كلا لم يعد يشبه السيد كلارنس بل هو نسخة اسوء ربما , كان ورقتة الرابحة بكافة الأشكال كيف عساه اقناعة بقبول المهمة وهو يبدو عليه عدم الأكتراث لأي مما قد يحدث ويبدو مقتنع ان لا مستقبل لهم , ثم تذكر زينا ونظر الي الفتي الذي اخذ يسعل ثانية : ماذا عن الدفاع عن شخص يحبك هنا من النظرة الأولي كما يبدو .
القاه روبي بنظرة غامضة : ماذا عن زينا .. لقد عرفت بضعة اشياء عن انها معجبة بك كثيرا ً .
: كف عن التحدث بسذاجة .. لا اهتم لهكذا امور .. سأسلم نفسي مهما كان ما ستحاول اقناعي به .. وحتي اذا عثرت علي زين لن اخبره بشأنكم هنا ابدا ً.
امسك سيف بذراعة وهو يعتصرة بغل بين قبضتة قائلا ً بصوت محتدم : ماذا دهاك .. اين كنت تخبئ كل تلك الكراهية للجميع .. انك اسوأ من تلك القوات .. اسوأ من القتلة اللذين لطالما تنمرت عليهم .. اسوأ منا جميعا ً .. وادرك الأن لما تعرضت لكل تلك القسوة لأنك تستحق اكثر منها .

Koedara 26-06-21 08:59 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


دفعة بعنف ونهض بخطوات حتي النافذة يحاول تمالك اعصابة لا يصدق ان روبي يجعله الأن يفقد اعصابة : هل حدث شئ اجهله هناك يا روبي .
سأل بنبرة هادئة يحاول ان يجد عذر يبرر طريقتة الغريبة في النقاش : حتي واذا حدث .. لما عليك معرفتة .
التفت سيف اليه : لأنني في يوم ما تقاسمت معك لقمة واحدة .. تعاونا معا ً علي البحث عن طعام وشراب .. عشنا في المكان ذاته .. اصدقاء اليس هذا ما يطلقون علي من يتشاركون هكذا امور .
: هذا لا يجعلني مضطر لقتل نفسي حتي احقق مصلحة الجميع .
: لم اطلب منك فعلها مضطرا ً بل قلت انك ستذهب علي اي حال .
لن يقول له لن اكون بديل لألونا بل سيترك الأمر بينه وبين نفسه , عليه ان يحذو حذوهم في التصرف كيفما يشاء بدون توضيح السبب : احترم كل ما قلته لكن لست مستعد لمهمة كهذه .. لا اعدك انني سأنجح في هذا .
: لديك وقت لتفكر .. كن واثقا ً انك اكثر شخص ملائم بيننا .
: تضع احتمال كبير ان زين قد يساعدنا .. قد لا يكون هناك .. قد لايكون بين القوات .. قد يكون ميتا ً ربما .. في تلك الحال لست ملائما ً ابدا لخطتك .
عبس سيف لتلك الفكرة فهو يضع كل ثقتة في وجود زين هناك , نظر الي روبي : حين تشعر انك اصبحت علي ما يرام خذ بعض الوقت في التفكير بعدها اخبرني بقرارك النهائي .
دخل السيد كلارنس الغرفة فجأة ونظر بدهشة اليهما , الي وجه روبي الذي يزداد شحوبا ً و الي سيف الذي يقف عند النافذة يبادلة النظرة ببرود : حاولت التخلص من ريفين ولم تنجح فجئت للشخص التالي .
قال السيد كلارنس بنبرة متعجرفة رد سيف بنبرتة الهادئة ذاتها : لدي الحق في التحدث معه علي ما اذكر .. هل يجب ان احدد موعد او ماشابه .. ثم انت تخبئة هنا بشكل ما لم تخبر احد انه مريض .
: توقف عن تصرفاتك المريبة نحو الجميع .. كان ياس محق .. لا افهم ما تحاول فعله .. تأخذ قرارات نيابة عن الجميع وتطالب بتنفيذها .
اخذ سيف يحدق اليه بجمود وهو يتكئ علي الجدار خلفة ويعقد ذراعية ثم اشار نحو روبي بأصبعة : اذا ً كيف اصابة المرض بتلك السرعة .
قال السيد كلارنس بجفاء : لقد تعرض للغرق قبل مجيئنا الي هنا بيومين .. كان مريض حينذاك ويبدو انه تهاون كثيرا ً في صحتة حتي سقط جسدة منهك اخيرا ً.
: تعرض للغرق .. اين كان هذا .
سأل سيف : ذلك البحر قرب المنزل .. بحر مخيف صحيح .. تعرض روبي للغرق هناك واكتشفت انه لا يستطيع السباحة حين انقذتة .

Koedara 26-06-21 09:01 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


هكذا اذا ً انقذه الرجل من الموت , هل بهذا يسدد دينه نحوه , كيف يري روبي الأمر وهل كان يدافع عنه لأجل هذا الموقف : اتعجب انك كنت شديد الأهتمام بحياتة .
: من اخبرك انني سعيت يوما ً للتخلص منه .. علي العكس تماما ًكان روبي واحد منا واصبح كذلك بالفعل
الأن .
تقدم سيف بخطوات واثقة ليغادر قائلاً : انا شديد الثقة من هذا .. لكن عليه الأن التفكير بعض الشئ في امور اهم .
القي الرجل بنظرة عابرة قبل خروجة وهو لا يصدق ان الأمور قد تأخذ منحي اخر بينهما كيف كان الفتي يمقتة والأن استطاع ان يقولها في وجهه انه قائدة , كيف فعل به السيد كلارنس كل هذا بل وقيد حريتة وكيف يأتي الأن ليعلمة حتي يصبح اقوي ويساعدة علي بناء شخصية جديدة شاهدها بعينية للتو .

**********************

غادرت الونا غرفة نوين وبقيت بعدها بمفردها بعيدا ً عن الجميع قدر الأمكان تأخذ وقتها في التفكير , كان يوما ً دافئا ًوتشعر بنفسها مرتاحة علي غير العادة وكأن لا شئ يشغلها في هذا العالم من السئ ان المساء يحل وسينتهي اليوم بعد وقت قصير وغدا ًسيكون عليها الرحيل , ثمة صوت يتردد في ارجاء المكان بنعومة لأغنية هادئة تأتي من احدي النوافذ , لا تتذكر متي كانت اخر مرة اتيحت لها الفرصة لتشعر بهذا الهدوء والأسترخاء , لكنها ما ان نظرت الي جهة الساحة وجدت من يتقدم نحوها وقد أتي ليعيدها الي الواقع , اخذت تتابعة بنظرها وهي تراه بوضوح مندهش ويحدق بها بنظرة اعجاب , كان عليها ان تبدل ملابسها اولا ًحتي لا يراها هو خاصة ويبدأ بأثارة اعصابها بسخريتة لكنها وقفت تنتظر ما هو اتيا ً ليقوله فهي لا تنوي الأنصات اليه , لم تخفي عنها نظراتة المأخوذة بمظهرها وشعرت بخطورة ما فعلت وهو يقول : يجب ان اقول ان هذا التحول السحري يجعلك .. حقا ً.. كما تمنيت رؤيتك يوما ً ما تماما ً .
نظرت حولها في الأرجاء تحاول تلاشي نظراتة التي تتفحصها عن كثب لأنه ربما يري الأن حقيقتها الظاهرية مثلما عرف حقيقتها الداخلية قبلا ً: كانت فرصتي الأخيرة لأرتداءه لذا لا تفهم الأمر بشكل خاطئ .
احتاجت الي النظر في وجهه وثانية كانت ملامحة مختلفة عما يكون وهو بين الأخرين لديه حالة خاصة معها وحدها ونظرات تعرفها جيدا ً, شعرت بالأرتباك وان التصرف ليس في يدها ليست في موقف قوة ولا يمكنها ان تتحمل هذا لذا اخذت قرارها بالرحيل : تعلم لا يجب علينا الوقوف وحدنا هكذا .. علي الذهاب .
اوقفها سيف بقبضة حازمة علي ذراعها التي حررتها منه مسرعة : ليس بتلك السرعة .. ألا يكفي ما فاتني من وقت لم انعم فيه برؤيتك .

Koedara 26-06-21 09:02 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


قالت بحده : ماذا تقول .. لست اداة للعرض لتشاهده كما يحلو لك .. لا تنخدع بهذا المظهر من فضلك ودعني وشأني .
لكن سيف اقترب اكثر , بجرأه , بعطف , بحاجة ليبقي معها بعد والمشكلة انها تدرك تلك الحقيقة الأن : توقفي يا الونا عن قول مثل هذه الأشياء لا تستهيني بذوقي .. لم اكن لأختارك منذ البداية لو انني لا اعرف حقيقة ما انت عليه .. لا يتعلق الأمر بالثياب او بمظهرك رغم وانك علي هذه الحال يؤكد انك كنت تهملين الكثير من سحرك .. جميلة مشرقة وناعمة .
رغم انها ارادت ان تجارية فيما يقول ويحاول اقناعها به وفي محاولة كسر هذا الحاجز الذي تتخفي ورائه ألا انها عجزت عن التنازل وقالت بنظرة اصرار : طلبت اليك من قبل التوقف عن طريقتك هذه معي .
: لكنك لا تعنيها وانا اعرف وألا لأبتعدت عنك .. لن اسمح لنفسي بالأستمرار بالمحاولة معك اذا كنت اشعر بذرة رفض منك .. انت تكذبين ليس ألا .
قالت بصوتها القوي : لست كذلك .. واطلب منك جديا ً التوقف عن هذه الطريقة .
القاها سيف بنظرة اخيره متأملة الي ذراعيها المكشوفين , الي اسفل رقبتها الناعمة يتتبع اثر خصلات شعرها , ما يظهر من ساقيها , خصرها الصغير , ربما علي حد قولها هذه اخر مرة قد يراها بهذه الحرية , خطوتين فقط منه كانت كافيتان لتأخذ قرارها بأنها لا , لا تريد ابتعادة ولا قطع علاقتها به ولا ان تفقد اهتمامة بها لذا اوقفتة وهي تعترض طريقة لكنها رغم ما تريد قوله ورغم انها علي حافة اعترافها قالت ببرود : سأرحل غدا ً.. لم يعد لدينا متسع من الوقت .
شاهدت نظرة ما في عينية غير مفهومة ربما في البداية كانت تعبر عن القلق والأستياء لكنها الأن تنم عن غضب شديد وقال وهو يعني كل كلمة وهي تعرف : لا تحاولي استفزازي يا الونا .. لا تجعليني افقد الصبر معك .. ربما لن يروق لك ما سيحدث حينها لكنه قد يجعلك تستيقظين مما انت فيه .
: لايمكنك ان تجبرني علي تغيير قرار اتخذتة .. ولا اسمح لك بتهديدي كذلك .
قال بجدية وهو يتجاهل كلامها : الونا .. هل تريدين مني الأبتعاد عنك ام لا .. ردك الأن سأتخذه جديا ً.
ظلت صامتة وهي تنظر اليه في حيرة وكأنها تجد صعوبة كبيرة في نطق ما تود قوله لكن حين هم بالرحيل قالت بسرعة : كلا لا اريد منك الأبتعاد .

Koedara 26-06-21 09:03 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


كان هذا كافيا ً ليسمعه منها ووجدت نفسها بعدها في لحظة خاطفة ترتفع عن الأرض وهو يحملها علي ذراعية ويسير بها لا تعرف الي اين وتوقف عقلها لدقائق تحاول استيعاب ما يجري , وحين استطاعت ان تعود الي رشدها قالت بحده وهي تناضل للتخلص منه : هل جننت .. كيف تجرؤ علي ما تفعل .. انزلني الأن .
كان يعرف انها تمكث في غرفتها وحدها وهذا استثناء سمح به ياس لها لأنه يعلم انها لا تريد شخص معها بأي شكل لذا كان في طريقة الي هناك , كما ان الوقت يتضمن العشاء والبعض يذهب لغرفتة للراحة او التحدث هو وقت ينشغل فيه الجميع بأمورة وهو كان لديه امور يجب تسويتها مع تلك العنيدة علي ذراعية , فتح الباب ودخل واغلقة بقدمة وهو يتعجب من كونها هادئة ولم تصرخ او تحدثت بصوت عال فقط لم تكف عن محاولة التحرر منه لكنه يدرك جيدا ً انها تتجنب ان يراها اي شخص بهذا الشكل , انزلها علي الفراش وقبل ان تتخذ اي اجراء نحوة حاصرها وهو يغلق عليها الطريق وينحني عليها يحيطها بذراعية حولها علي الفراش وثبت نظراتة علي وجهها المصدوم : والأن يا عزيزتي قد نستطيع ان نتحدث بتعقل قليلا ً.
وحين كادت تهاجمة كعادتها وتلجأ لأسلوب القتال وضع الخنجر الصغير عند رقبتها وهو يقول بصوت ناعم : قلت بعض التعقل .. هل تدركين يا الونا انا احبك .. احبك كثيرا ً لدرجة انني مستعد لقتلك حتي لا ترحلين عني ابدا ً.. لن احايلك اكثر بعد .
كانت عاجزة تماما ً امامة تتملكها الصدمة وتشل حركتها وتجعل لسانها ثقيلا ً في قول شئ , هذا اسخف موقف قد تتعرض اليه وهي تحت تصرفة الكامل , ابتلعت ريقها بصعوبة وراقبتة وهو ينظر اليها باستمتاع قائلا ً : هذا اعتراف كبير اقدمة لك قد تقتنعي الأن لما احاول جاهدا ً التدخل بشؤنك .
ارادت الرد , ارادت ان تجادلة , ارادت التحرك لكنها بقت مكانها وهي ترتجف من فعل الأرتباك والتوتر واعصابها المشدودة لكنه تمادي اكثر وهو يوجه السكين الي فتحة صدر الفستان قائلا ً بنبرتة الناعمة ذاتها : اخترت اليوم الخاطئ لترتدي فيه شئ كهذا وتدلي بأنك اتخذت قرارك بالرحيل غدا ًبوجهي .
اقترب من اذنها وهو يهمس بخفوت : هل اعطيك نبذه صغيرة الي ما قد تتعرضين له هناك اذا كان الوضع سئ .
كانت خائفة جديا ً في هذا الوقت وشعرت بأطرافها مثلجة وجسدها يرتجف وعاد سيف الذي يلعب علي اعصابها ينظر الي عينيها كأنه يحاول اكتشاف الي مدي اوصلها لتنهار كأنه يراهن نفسه علي هذا او علي شئ اخر لا تدركة : هل انت خائفة يا الونا .. اري الأن امامي الفتاة الحقيقية بداخلك ولا اثر لتلك القوية المسيطرة .. اري بداخلك ضعف وخوف .

Koedara 26-06-21 09:04 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


قالت بصوت مرتجف وهي لا تصدق انه صادر منها : لما تفعل هذا .. ماذا تريد مني .
رد سيف باستياء : لا .. لاتسأليني شئ كهذا وكأنني اوشك علي اذيتك .. لست هذا النوع من الرجال صحيح .
لا تشعر في قرارة نفسها انه قد يؤذيها لكن تصرفة الخشن الجديد عليها يربكها ويجعلها تفقد القدرة علي التحكم بأعصابها , استمر بانتظارها صامتا ً كأنه يود ان يسمع منها شئ ما بعد كل ذلك : لاتحاول اهانتي .. ارفض تصرفك معي لذا دعني وشأني .
وشعرت بأعصابها تتخلي عنها تماما ً حين وجدته يمزق جزء من فتحة صدر الفستان واسرعت يدها تغطي جسدها وانسابت الدموع علي وجنتيها بدون اراده او وعي : لما تفعل ذلك .
قالت بصوتها الباكي الجديد عليها واقترب سيف من وجهها اكثر ورغم تصرفة الغريب ألا ان عينية كانت بها تلك النظرة المهتمة وقال وهو لا يزال يتأملها : انا اوقظ مشاعر يجب عليك ان تدركي انك تملكينها حتي يعود اليك صوابك .. اساعدك لا اكثر ولا اقل .
انتزعها من مكانها و اوقفها امام مرآه في الغرفة قائلا ً وهو يجبرها علي مواجهة صورتها : انظري جيدا ً واخبريني انني اخطأت بذلك .. هل تتعرفين الي تلك الفتاة الجديدة التي تنظرين اليها امامك .
لم تصدق بدورها ما تراه امامها , هل هذه هي , ملامحها ناعمة كثيرا ً رقيقة وجنتيها الحمراء وانفها , وجسدها الذي يرتجف بضعف تحت قبضتية التي يضعهما علي كتفيها , ادارها نحوه وهو يحدق لوجهها بحنان ويمسح دموعها : لم اقصد القسوة ابدا ً لكن الصدمة تبدو الطريقة التي قد تجدي معك .
لم يتمكن من تمالك نفسه امامها , وجهها الباكي اللطيف , شعرها المتناثر حول وجهها بشكل فوضوي , جسدها الناعم , صوتها الأنثوي , رائحتها العطرة , كل تلك الأشياء جعلته رغما ًعنه يرغب بها اكثر واكثر وارسل لها هذا التأكيد في قبلتة التي كانت تلك المرة عنيفة بعض الشئ وهو يمسك بوجهها بين يدية , اخذ وقتا ً قبل ان يبعد وجهه ببطئ وهو يدرس تعبيراتها الشغوفة , لم تحاول دفعه او رفضه وهذا شئ طمأنه انها هدأت من فورة عصبيتها لكنه لا يدري الي مدي قد تستمر هذه السكينة والهدوء منها قد تعود لجنونها بعد ان تستعيد تركيزها , رفع ذقنها ليتمكن من النظر اكثر بعد لوجهها وهو يراقب نظراتها تبحث عنه وقال بصوت اجش واصبعة تغوص في خصلات شعرها : يجب ان تعرفي انني اخشي عليك كثيرا ً لهذا عليك الأستماع لي .. اعرف انك تحبينني يا ألونا لم يعد الأمر بحاجة لأعتراف منك عينيك تعترفان بصمت نيابة عنك .
لم تجد ما يقال ولم تعاود النظر نحوه ثانية ولم تعد تحتمل مايجري تشعر بأنفاسها ضحلة وتوترها يتزايد وهو لا يفهم انها تموت خجلاً ولن تنطق او تقدم علي شئ , وسمعت صوتة الهامس قريب من اذنها : لا ترتدي شئ كهذا مرة اخري امام الجميع .. ارفض ان تعرضي مفاتنك امامهم فأنت لا تدركين ما اراه منك ولن يروقني ان تمري مجرد خاطر علي ذهن اي رجل هنا .

Koedara 26-06-21 09:05 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


وشعرت بأوصالها تذوب وهي مستسلمة لقبلاتة الخفيفة علي رقبتها ببطئ بدون الرغبة منه في الأسراع , لم تختبر من قبل ما تمر به ولم تكن علي علم ما الذي عليها ان تفعل لكن عقلها لا يزال يقظا ً يعطيها الأشارة اللازمة علي انه وقت الأبتعاد والا سيحدث ما قد تندم عليه , ابعدتة عنها برفق وهي لا تزال تنظر للأسفل وقالت بصوت ناعم هادئ لا يمت لها بصلة : لم اكن علي علم ان ثياب كهذه قد تحولك علي هذا النحو .. انا اسفة لكن عليك ان تغادر الأن هذا يكفي .
اجبرها علي النظر اليه ولمح مدي الأرتباك والخجل الذي تشعر به : لن تقولي كلمة واحدة .
: سأقول انني لا اشعر بالراحة .
: طرحت عليك السؤال من قبل .. ما الذي يخيفك .
: فقدان كل شئ قمت ببنائه .. لن اتحول الي الشخص الذي تريده يا سيف .
نظرت في عينية : زوجة جديدة لك.. وام لطفل جديد لك .. وحياة جديدة لك .
ضيق عينية وقال بنبرة باردة : حقا ً.. لا ارغب بأن بالنزول بك لأرض الواقع وانت تعيشين دقائق ثمينة لكن لا يوجد ماهو جديد لكلينا يا الونا وانا ادرك هذا جيداً .. لا مستقبل ولا اي أمل ضئيل علي حياة مستقرة .. وصلت بتفكيرك الي احتمالات بعيدة .. كل ما قصدتة يا الونا هو لي ولك لست انانياً كما تخالين اردت ان اكون الي جانبك امنحك ولو قدر ضئيل من أمان وسعادة تستحقيها .. زوجان واصدقاء .. شخص تتحدثين اليه ويجيبك .. كائن حي في حياتك يشاركك امورك .. افكر بك ايتها الحمقاء .
استمرت بالتحديق نحوه وتعلم انه اذا ارغمتة علي مغادرة تلك الغرفة الأن فلن يعود اليها مرة اخري أما ان تعطيه جواب وأما ان تنسي امرة , هي تريده وهذا يغضبها ولا تعرف السبب لذا تغلب عقلها علي مشاعرها وقالت : لا احتاج لكل هذا في حياتي .. سلاحي اسفل وسادتي يشعرني بكل الدفئ والأمان الذي احتاج اليه وهو افضل شريك لي حتي الأن .
ابتعد عنها خطوة وقال بجفاء : هناك الكثير مما تشعرين به يا الونا وربما اختلطت عليك المشاعر .. أما هذا و أما انك مجرد صورة لفتاة جميلة لكنك من الداخل بالفعل لا شئ .. لكنني لن اذهب ابعد من هذا معك .. انت اكثر من يعرف ما تريدين وحاولت مساعدتك لتقتنعي انك بحاجة لشخص ما الي جوارك .. طابت ليلتك .

Koedara 26-06-21 09:07 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


هكذا تركها وغادر الغرفة بخطوات مسرعة ونظرة تشير الي مدي استياءه وضيقة من عدم قولها اي شئ له , تعرف شعورة وهو انه ربما يفرض بنفسه عليها لكنها صراحة لا تعرف ماذا تريد , لا ترغب في ان تخسرة فهي تشعر الي جوارة بأشياء لا تشعر بها نحو اي شخص اخر و مستعدة لتتنازل عن الكثير لأجل ان تظل معه ليس صحيح انها فرحة بحياتها الباردة وحدها , في الوقت ذاته ترفض التخلي عن شخصيتها العادية الحرة التي تعيش وفق مزاجها و أوامرها فهي لا تطيق ان يحاول السيطرة عليها بأي شكل كان حتي ولو بكلمة , لكنه نطقها امامها اخيرا ً اعترف بصراحة بحبه ومن الواضح ان الأمر ليس هين عليه فقد تردد في قولها كثيراً فلما لا تجارية , ماذا تحتاج من حياة المعارك والقتال اكثر من هذا , كل ما ادركتة انها لا تعرف ولم تعد تحتمل وضع ذلك الفستان علي جسدها اكثر فقد لمسة بيدية ورغب بها بشكل مخيف بسببه تشعر طوال انه علي جسدها بالضيق وبالندم لأنها فكرت في ارتدائه فسيظل يذكرها بهذه الساعة معه وكل ما حدث بينهما فيها وبصوتة وبلمساتة وبقدرتة علي التغلب عليها واخضاعها لرغبتة , لذا خلعتة وابدلته بثيابها المعتادة والقت به علي الفراش امامها تتخيل نفسها في ذلك الوضع وهو يحاصرها ويجبرها علي اظهار الضعف والخوف ليشفي غرورة كرجل , شعرت بالغضب يتملكها وبالرغبة في الأنتقام منه , كلا هي لا تشعر بالحب نحوه ولا تفكر فيما حدث علي انها لحظات ناعمة وسعيدة بل هي امور مهينة وقد قلل من شأنها , اخذت الفستان في يدها وغادرت الغرفة الي الساحة الخالية ألا من من يتسلمون مناوبة الحراسة الليلية ذهبت الي احد الأركان بعيدا ًواشعلت النار به وراقبتة ومعالمة تختفي ببطء وكأن هذا قد يجعل تلك الليلة كذلك تختفي وحين تأكدت انها اخمدت النار اخذت طريقها الي غرفة التدريب لأطلاق النار وهناك بقت وقتا ً كافيا ً تتدرب لتخرج تلك الشحنة المخيفة بداخلها بغضب وقسوة وقوة وساعدها هذا علي الأسترخاء قليلا ً وعادت بعدها الي غرفتها تتطلع من النافذة الي بعيد حيث الظلام والهدوء وكل ما يدور في خلدها انها علي استعداد تام لترحل غدا ًولو انه ليس لأجل هذه المهمة والجميع هنا فهو لأجل الأبتعاد عنه حتي لو ان تهديده بقتلها لو ابتعدت كان حقيقيا ً , هو يريد الأستمتاع بها لا اكثر رغبتة المجنونة تجاهها تؤكد الأمر وهي ليست الفتاة المناسبة لما يريده ولن تسمح له .


Koedara 27-06-21 07:26 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


الفصل 32

جلس روبي في الفراش يراقب السيد كلارنس الذي يجهز عدتة للمغادرة , هل هو راحل عن هنا , لما يأخذ الكثير من العتاد : الي اين انت ذاهب بكل هذا الأستعداد .
رد الرجل وهو يخبئ المطواه : لدي نزهه قصيرة علي القيام بها وحدي .
: اري انك تحزم اغراضك .. يبدو وكأنك ذاهب للأستيلاء علي شئ ما .
وقف الرجل يلقية بنظرة ثابتة واعتدل روبي وهو يجلس علي حافة الفراش يستعد لينهض حتي يستعيد نشاطة واقترب السيد كلارنس عليه وجلس جوارة صامتا ً لدقائق ثم اخذ نفسا ً عميقا ً وقال : يقول ريفين ان هناك مكان ملائم لنا .. يجب ان نرحل من هنا .. كنت مخطئ حين قلت اننا سنجد الأستقرار معهم .
استمع اليه روبي بأهتمام : من اين ظهر هذا المكان .. وما خطبك كنت اكثر شخص متفائل لنصل الي هنا .
نظر اليه الرجل : نعم كنت كذلك حين ظننت ان من يملك المكان هو ياس .. لكنك تري بوضوح هم لا يتقبلوننا .. يريد الجميع التضحية بنا وكأننا اقل منهم في شئ .. ارسلوا ريفين الي مكان خطر ناءً في نهاية المدينة لا يصلة اي تجديدات ولا تزال تسكنة تلك الحيوانات .. يرغبون بأن تسلم نفسك لتلك القوات حتي يعرفوا ما حقيقة ما يحدث بالداخل ولا يهم اذا قتلت هناك .. يريدون مني مرافقة سيف للأقتراب من مقر القوات ومحاولة التجسس لنحصل علي اي معلومة .. والبقيه دورهم ات ً.. لن انتظر بعد يجب ان نرحل .
يشعر بالخوف من شعورة انه يؤيده ويشعر بالفعل انه فرد منهم وكأنه عاش معهم لسنوات ويجب ان يكون ولائه لهم ولم يعد يثق بسيف او ما يحاول حثهم علي القيام به , لكن ما هو متأكد منه انه لا يرغب بالبقاء هنا او مرافقة السيد كلارنس الي اي مكان بل يرغب بالرحيل وحده بعيدا ً عنهم جميعا ً: هل انت ذاهب الي هذا المكان الخطر اذا ً .. ستذهب بمفردك .. للمرة الثانية انصحك ألا يدفعك غرورك وثقتك بنفسك للقيام بشئ اكبر من قدراتك .
: هذا ليس غروري او اي ادعاء من قبلي هذا واجبي اتجاهكم .. انا من ادخلتكم الي هنا ويجب ان اجد مكانا ً بديلا ًلنا بأسرع وقت .
قال روبي بأصرار يحاول اقناعة : لست مدينا ً لأحدنا بشئ .. كل فرد منا يستطيع الأعتماد علي نفسه .. انسي انك كنت ذلك القائد لمجرد مبنيين يحيط بهما السياج وبعض المقاتلين للدفاع .. اصبحت هنا شخص عادي مثلنا جميعا ًومن يرغب منا في الذهاب لمكان اخر لأنه يشعر بالضيق فسيفعلها برغبتة .
اخذ السيد كلارنس وقتا ًيفكر ثم قال روبي بود : الم يحين الوقت لتعطيني سلاح .
نظر اليه الرجل باهتمام وقال بهدوء : لا .. من الأفضل ان تظل مع سكينك الصغير .
نظر روبي الي حقيبة الرجل واعاد اقتراحة : اعطني مسدساً به بعض الرصاصات .
نقل بصرة الي الرجل : احتاج لهذا يا سيد كلارنس .. لقد علمتني استخدامة لذا حان الوقت لأملك سلاح .
: ما الذي تخطط له يا روبي .
: لا شئ .. لكنني اشعر بالخطر في الخارج كما الجميع .. ليس من السهل امتلاك الأسلحة .

Koedara 27-06-21 07:27 AM

رد: علي الجهة الأخري الفصل 32
 


جر الرجل حقيبتة قرب قدمة وبحث فيها واخرج مسدس صغير امسك به وهو ينظر للفتي بتعمق : ليس للجنون هل تفهم ما اعني .. من يريد ان يملك سلاح ليستخدمة بتعقل فهو شخص جدير بالمسؤلية .. لكنني لا اقبل ان تكون معرض للخطر في الخارج ولم يعد بأمكاني مراقبتك كما كان الوضع سابقاً .
سلمة السلاح بتردد وراقبة وهو يتفحصة بنهم ويقول : نصائح قوية اتلقاها من قاتل .
جعله الرجل ينتبه اليه وقال بجدية : كن مسئولاً عن كلمتك يا روبي .. قلت لأحمي به نفسي اذا كانت خطنك هو اخذه والهرب ليكون سلاحك اذا ما تعرض لك احدهم فستندم علي هذا .
أومأ اليه الفتي بطاعة بشكل غير متوقع : حسناً فهمتك .. توقف عن الأعتقاد انني اخطط لشئ طوال الوقت.
نهض الرجل وهو يقول : آمل ذلك .. يجب ان اتحدث الي ياس .

نهض بدورة بعد ان قضي وقتا كافيا ً في الفراش جعله يستعيد نشاطة , استغرق نصف ساعة حتي كان في الأسفل ينظر الي زينا التي تقف علي بعد منه ويفكر بتردد هل يذهب للتحدث اليها ام لا , كانت قد لمحته لكن يبدو انها قد سئمت من طريقتة في التحدث اليها وقررت تجاهله لذا ذهب اتجاهها قائلا ً : مرحبا ً.
ردت بصوت مرح كعادتها وهي تتفحصة بعينيها : مرحبا ً .. لقد اختفيت فجأة .
: ليس صحيح .. ارغب فقط بالقول انني لا اكون عادة فظا ً في الحديث لكنك بدأت في الوقت غير المناسب .
: احب التعرف علي كل شخص يعيش معي لكن يبدو انني كنت مخيفة في التعبير عن ذلك .
عقد روبي حاجبية بتساؤل : مخيفة .. ليس الوصف الصحيح .. ربما جريئة .
اخذا يتمشيان وهي تقول : ربما ينبغي ان احسدك لأنك كنت تعيش مع كلارنس كل هذا الوقت بينما انا بعيدة .
: قال انك اخترت هذا بأرادتك .
اتسعت عينيها بدهشة : هل تحدثتما عني من قبل .
: كانت هناك صورة مرسومة له بشكل متقن وجذبت انتباهي هكذا اخبرني عنك .
ابتسمت بعفوية : نعم اتذكرها .. كما تري هو اغلي شخص الي ووجدت نفسي ذات يوم احدق به كثيرا ًوفكرت في رسمة بما ان البعض قال انني املك تلك الموهبة .
نظر اليها روبي والي ملامحها التي تبعث علي الراحة في الحديث معها وروحها المتفائلة دوما ً وصوتها المرح : بما انك تشعرين بأهميته في حياتك لهذا الحد لما اصررت علي الرحيل .
: لأعتمد علي نفسي .. لأترك له فرصة ليعيش بعضا ً مما فاته في الحياة .. فقد كان دوما ً كأنه بانتظار اتمام شئ ما .. دوما ً يعمل .. مشغول وهناك الف شئ لأنجازة .. لكن كان لديه الأصرار لتعليمي القتال ولن انكر ابدا ً كم افادني هذا .. الي جوار ذلك كان هناك اهتمامة وحبة ووقتة كله لي .. لذا كان يجب الا اكون انانية للنهاية واتركة ليتوقف عن القلق بشأني وتحمل اعبائي .

Koedara 27-06-21 07:28 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


لم يسمع ابدا ً من اي شخص علي معرفة وطيدة بالسيد كلارنس ألا وتحدث عنه بطريقة مليئة بالأمتنان عن مدي كونه محبا ً ومراعيا ً للأخرين اذا ً ماذا عنه حين كان يعيش معه هل تغير الرجل في النهاية ربما , لكن لا لأن رفاقة اللذين لا يزالون معه مازالوا علي عهدهم به التفسير الوحيد هي انه يكرهه وسيف لهذا قام بأيذائة بهذا الشكل , عادت زينا تقول : الي اين سرحت بأفكارك .
انتبه اليها روبي : يجب ان تعرفي ان والدك يتصرف بتهور الأن ربما عليك التحدث اليه فأنت تفهميه بشكل افضل .. ينوي القيام بشئ جنوني قد يعرضة للموت .
: ماذا عنك اجد انه يستمع اليك .. دعني اسألك سؤال يحيرني .
أومأ اليها بالموافقة : لما شخص في مثل عمرك يكون له صديق في سن السيد كلارنس هذا غريب بعض
الشئ .
: تفهمين الأمر بشكل خاطئ كنت اعيش معه في نفس المكان لكننا لسنا اصدقاء .. ليس بيننا اي تفاهم حتي .
: غريب .. فأنت وهو معا ً دوما ً حتي انكما تمكثان في الغرفة ذاتها .. ليس هو وريفين القريب منه منذ زمن .
حتي ريفين هي تعرفه جيدا : اسألي السيد كلارنس عن الأمر ربما يخبرك .. ماذا تعرفين عن ريفين .. لما لديه كل هذا الأخلاص للرجل .
: لأنه انقذه من القتل ذات يوم .. كاد ريفين يتعرض للموت بعد ان اختطفة احدي العصابات وقاموا بحبسة في مكان لمدة كبيرة وتركوة ليموت بلا طعام او شراب .. كان يعمل في البداية مساعد لكلارنس فقد اتي عليه وقت كان يقود شاحنة للعمل كان ريفين حينها لا يزال صغير السن .. لم يهدأ كلارنس وقتها ابلغ الشرطة واستخدم نفوذة فكان يعرف الكثير من الأشخاص من كافة الطبقات .. حتي استطاع العثور عليه وانقذة من الموت البطئ .. منذ ذلك الوقت وريفين يرافقة الي اي مكان وكما تري مستعد لدفع حياتة اذا لزم الأمر .
: قصة مؤثرة .. لكنني لا استطيع تصديق كل هذه الحكايات عن السيد كلارنس .. يجب ان اصدمك قليلا ً واخبرك انه وغد بعض الشئ .. بل كثيرا ً.
حدقت اليه زينا بعبوس : كيف عساك تقول هذا عنه .. لما تكرهه علي هذا النحو .. ومن يفعل هذا مثلك هو سيف واشعر بالغرابة لموقفكم اتجاهه .
: انا اسف اعلم انه والدك لكن لم يكن مضيافا ً كما ينبغي حين طلبنا مساعدتة للعيش هناك .. لو انه رفضنا وقام بطردنا لكان هذا الطف اكثر ولما وجدتي احدنا يتحدث عنه بهذا الشكل .. لذا السيد كلارنس الذي تصفية انت والجميع ليس هو من نعرفه انا و سيف .
: مازال الأمر مريب فلم يؤذي كلارنس احدهم يوما ً.. نعم هو كثيرا ًما يصبح متسلط وعصبيا ً لكن الأمر لن يصل لأرتكابة امر يجعلك تكن له الكراهية .. ربما لم تتمكن من فهمه بشكل صحيح .
لم يعلق روبي واكتفي بالصمت والتفكير حتي عادت تقول : لكن انا سعيدة لأنني اكتشفت انك تتحدث مثل الجميع .. هل يعني هذا اننا اصدقاء الأن .
: نحن كذلك بالفعل .


Koedara 27-06-21 07:30 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


ذهب السيد كلارنس الي غرفة ياس التي يمكث فيها وشخص اخر لم يكن هناك في هذا الوقت ربما هو في الخارج للبحث , رحب به ياس فهو علي كل حال سعيد بأن يعرف ان احد اصدقاءه القدامي لا يزال علي قيد الحياة , جلسا وقدم اليه ياس بعض الشاي الساخن بواسطة نار المدفأة قائلا ً: ربما سنحرم بعد وقت قصير عن هذه الرفاهية .
: انهم يتقدمون وهم الدخلاء بينما نحن نكاد ننتهي .
أيده ياس باستياء : بالفعل .. لقد استنزفنا كل ما حولنا من موارد باقية .. ماذا برأيك قد نفعل تاليا ً.. نحتاج بحق الي خطة سريعة .
: سأذهب وسيف اليهم هناك .. سنفعل ما بوسعنا لمعرفه الحقيقة .. سيظل الخلاف قائم بين روبي والونا ومن يذهب ومن لن يفعل .. روبي يتمسك برأيه هو يريد تسليم نفسه هناك لكنه لا يدرك مدي حماقة ما يفعل .
: لكن الونا كذلك تتمسك برأيها وهي مستعدة للذهاب اليوم .
ارتشف كلارنس بعض الشاي وقال بشرود : كلا لن يفعل احد هذا .. اذا كان من شخص يجدر به اخذ تلك الخطوة فهما نحن الأثنان .. يمكننا النجاح ادين بهذا لرفاقي وهو يدين بهذا للجميع هنا ولأبنتة كذلك .. لا داعي لتضييع المزيد من الوقت لتجربة شئ لسنا واثقين من نتيجتة .
سأل ياس بهدوء : كلارنس .. لا تخبرني انك تحاول الغاء خطتة وتنفيذ فكرتك انت بالذهاب ومهاجمتهم .. اذا ما قررنا اغضابهم سيدمرون المنزل .
نظر اليه كلارنس باستغراب : فيما تفكر يا ياس .. هل سأذهب انا وهو لمهاجمة هؤلاء في موقعهم وحدنا .. لم اقل اننا نحاول الأنتحار قلت سنحاول جلب اي معلومة في حدود المعقول .
: اذا ً .. ماذا تريد مني ان افعل .
: هل اتحدث بصراحة كوني صديقك .
: بالطبع لك الحرية في الحديث .
التفت اليه السيد كلارنس وقال بجفاء : سيطر علي المكان هنا بعض الشئ وعلي كل من فيه .. اعلم انه ليس سجن وانك لا تضع قوانين لأي شخص وانت فقط تعطيهم مكانا ً أمنا ً للعيش ومشاركة الجميع ما تملك من موؤن .. لكنك لا تفرض السيطرة الكاملة فكل شخص يأتي بفكرة ما له حرية تنفيذها .. من يرغب بالرحيل .. ومن يرغب بأخذ مهمة ما .. ومن يرغب بالتحكم بالجميع هنا .
: ماذا تريد القول يا كلارنس .

Koedara 27-06-21 07:31 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


: لما عساك تأخذ رأي اي شخص حول شئ ما .. يفترض اننا هنا جميعا ً لننفذ ما فيه المصلحة للمكان حتي واذا كان هناك خطورة علي حياة اي ممن يذهبون للخارج .. لما لا تفرض رأيك ببساطة .. تقول لألونا ستذهبين لتأدية مهمة ما لا تخيرها بل اعطيها الأمر فحسب .. يقول سيف انه يرفض ذهابها ما شأنه هو برفضها من عدمة .
: حتي واذا شمل هذا الأمر رفاقك .
: يجب ان اخبرك ان رفاقي علي اهبة الأستعداد لأي امر .. حين كنا في منزلنا لم يكن احد يقف امام المصلحة العليا لنا بل ينفذون بصمت حتي واذا كان الأمر يعني موتهم .. وهذا ما كنا نختلف عنكم فيه ولهذا ايضا ً كنت املك اكبر عدد من المقاتلين .
: لكنني يا كلارنس لا املك هذا المكان بل جميعنا نفعل .. لست قائد فعليا ً لكنني فحسب من جئت الي هنا اولا ً ولن افرض امر كهذا علي احدهم .
: بل عليك وفي الوقت الراهن .. البعض هنا بل الكثير يحتاج لشخص في يدة زمام الأمور .. شخص واحد فقط وليس عدة اشخاص .
: تعني سيف .
: بعيدا ًعن خلافي معه ألا انني اشعر بتصرفاتة الغريبة .. كأنه يرغب بأخذ المكان بالكامل تحت امرته .. يحدد دور كل شخص .
: عليك معرفة ان سيف كان يرفض بأصرار ان يكون له اي سلطة هنا وانني من اجبرتة علي القبول بهذا .
: منذ متي تعرف سيف بأي حال .
: ليس بالكثير .. الونا هي من اوصت به هنا واجد انها كانت صائبة فالرجل يملك الكثير من الصفات التي تؤهله لمساعدتنا .. لم يشكو احد منه والجميع يحبه ويتقبل وجوده ومن قبل ان يصل كانت ابنته تعيش معنا .. اتت مع الونا قبل ان يصبح المكان مزود بالكهرباء وكنا نعيش في منزل صغير نختبئ فيه قدر الأمكان .. ساعدتنا الونا كثيرا ً هي بحق فتاة قوية .. لذا يا كلارنس قل بوضوح هل ترغب ان اتخلص من سيف .
: بل اريد منك اقناعة بأنه مثلنا جميعا ً لا يملك الحق في التحكم بأحدهم .
: حين جاء سيف والبعض من رجالك في المرة الأولي وقالوا انهم في مهمة لمحاولة التقصي عن تلك القوات قبل ان يتمكنوا من التمركز وتعزيز قوتهم لهذا الحد كان قد توصل الي نتيجة جيدة وهو ان الأمور ليست سيئة بالداخل واخبرتة اننا سننضم اليكم اذا كان قي نيتكم تسليم انفسكم وبعد ان عاد وغابت اخبارة قلت انهم لم ينجحوا في العودة .. لم يكن لدي فكرة من هو قائد هذا المنزل لكن السؤال يا كلارنس ما منعك من تصديق كلام الرجل حينها واستغرقت كل هذا الوقت ليسوء الوضع اكثر لتقرر مهاجمتهم .
: لأنه ببساطة كان يتصرف مثلما يفعل هنا .. يحاول السيطرة علي الجميع وشعرت انه ربما يكذب .
: ماذا عن بقية المرافقين له .. ما كان رأيهم .
: يؤيدون كلامة .. لكن انت لا تفهم الوضع حينها .. لم يكن في يدي ان اخاطر وهو كذلك لم يطلعني علي كون هناك اشخاص اخرون قد ينضموا الينا .. اخفي الأمر كذلك كأنه يخطط لشئ ما .. لم يكن صريحا ً يوما ً ويدفعك للتشكك به علي الدوام .

Koedara 27-06-21 07:33 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


: ليس بالضرورة ان تشعر بالراحة اتجاه احدهم حتي واذا كان الوحيد الذي قد يقدم لك الدعم في امر صعب .. لهذا انت تحتاج الي الرجل برفقتك لأنكما معا ً قد تنجحا في شئ .. ليتلاشي اذا َ كل ماحدث فيما مضي .. فقط خبر واحد عن هؤلاء .. خبر يؤكد هل نتوقف ام ان علينا القتال بعد وتعرف كم اصبح هذا صعب .. لديكما المدة الكافية بينما سأبقي هنا وريفين وسأحاول اقناع الونا كذلك بالبقاء بعد نستطيع تدبر امر المكان .


ذهب ياس برفقة السيد كلارنس الي الساحة ليجد سيف يسير جيئة وذهابا ً بعصبية واضحة , اوقفة ياس يسأله بقلق : ما خطبك .. لا تخبرني من فضلك ان مصيبة قد وقعت .
قال سيف بنبرة حادة : هل انت من اعطي الموافقة لألونا بالرحيل .
حدق اليه الرجل بدهشة وظل صامتا ً حتي عاد سيف يوضح : لقد رحلت .. اخبرتني البارحة انها ستذهب الي هناك اليوم وقد رحلت .. بدون ان يعرف احد حتي .
تبادل ياس النظرات مع كلارنس وهو لا يعرف ماذا قد يقول ووجد سيف يطرح السؤال ثانية بصوتة الغاضب : من اعطاها الأذن بالرحيل يا ياس.
رد الرجل باضطراب : هي لا تحتاج لأذن احدهم يا سيف .. كانت قد قررت الذهاب الي هناك ولا يسعنا فعل شئ حيال رغبتها .
نقل بصرة الي السيد كلارنس بحده : انت .. هل نحن في طريقنا للخارج ام ماذا .
: نعم انا مستعد .
يبدو ان سيف ينتظر منذ وقت ولم يكلف نفسه ان يسأل اين كان بل كان ينتظرة بصمت لذا حمل حقيبتة موجها ً الحديث الي ياس : قد يستغرقنا هذا وقتا ً في الخارج لا اعدك ان عودتنا ستكون سريعة .
اعطاة خريطة مرسومة بخط يده واشار الي مكان بعينه : هنا سنتوقف .. علي الأغلب هذا اخطر مكان قد نصل اليه .. لا ترسلوا احد للتقصي عنا حين يدفعك الوقت لهذا اذا لم نعود هذا يعني ان تنسوا امرنا تماما ً.

*********************

لم يناقشة السيد كلارنس بكلمة حينها وتركه يضع شروطة كما يرغب ثم ذهبا للخارج , وعلي الطريق قال السيد كلارنس ببرود : اذا كنت تعتقد اننا سنذهب خلف حبيبتك الحسناء فأنت مخطئ .
رد سيف وهو يراقب الطريق حوله : لا ارغب بسماعك تتحدث عنها .. ولم احيد عن مهمتنا .


Koedara 27-06-21 07:34 AM

رد: علي الجهة الأخري االفصل 32
 


لم يناقشة السيد كلارنس بالمزيد والتزم الصمت لدقائق ثم قال بصوت لا يخلو من التحدي : اذا ً لما لا نذهب اولا ً لأكتشاف المنطقة القديمة .. لما لا نأخذ فكرة عما تعرضوا له هناك .. قد تكون فرصتنا الأخيرة .
انتبه سيف لكلامة وشعر بالحذر , هل يخطط لقتلة ولهذا يتحلي بذلك الصبر ولم يعارض بشأن شئ : هل تعرف كم سيستغرقنا هذا .
ابتسم السيد كلارنس بمودة : لدينا كل الوقت كما تعرف وقد نقتل هناك اذا ما اقتربنا من مقر القوات .. اري ان ذهابنا الي المنطقة القديمة اهم فائدة لنا جميعا ً علي الأقل قد نعثر علي شئ مفيد .
: لقد قتل الرجال هناك .. لا يمكن ان نخاطر بمهمتنا الأساسية لنرمي بأنفسنا الي المجهول في شئ غير
مجديا ً.
لكن السيد كلارنس اصر قائلا ً: سنذهب .. وسترافقني .. بعدها انفذ مهمتك .. اذا اردت التراجع فلا بأس اشعر ان المكان يخيفك اكثر من تلك القوات .
توقف سيف عن السير , اراد ان يقول له حسنا ً انا اعرف خطتك وانك ترغب في التخلص مني ولن تجد وسيلة يصدقها الجميع سوي انني قتلت هناك لكنه وافقه : سنذهب .

هكذا التزما الصمت , اراد سيف سؤاله عما يحاول اثباتة بالذهاب الي تلك المنطقة ما هي خطتة ولما يتصرف بهذه اللياقة كأنه جديا ً يوافقه علي الذهاب لمحاولة التسلل الي تلك القوات ماذا يدبر وماذا يدور في ذهنه لكنه ابقي علي وضعية التأهب لأي هجوم غادر منه , والسيد كلارنس الذي يرغب بمعرفة لما اختاره هو شخصيا ً لمرافقتة لمهمة كهذه وهو يعرف جيدا ً انه لن يكون الشخص الذي قد يساعدة اذا تعرضوا لأي متاعب بل سيكون سعيد للغاية اذا تم القبض عليه وابتعد عن حياتة , يتظاهران بالهدوء من الخارج وانهما منشغلان بتفقد الأرجاء حولهم بينما هما منشغلان بالحذر والتأهب للضربة الغادرة التي قد تأتي من احدهم نحو الأخر , كلما ابتعدا اكثر كلما قل الضوء وعادت الشوارع المظلمة علي ضوء القمر والبيوت القديمة والأصوات التي لا تدرك مصدرها وحفيف اشياء هنا وهناك , وحين اصبحا ثانية وسط الخطر من تلك الحيوانات التي تجوب الطرقات اخذا يتسللان وسط البيوت والزقاق والمحال القديمة يعلمان جيدا ًان المكان يعج بهذه الحيوانات بأعداد ضخمة وما ان يقررا الأشتباك معهم ستظهر المجموعات كلها وهذا ربما ما قتل الرجال اللذين كانوا في مهمة في المكان ذاته من قبل , اضطرا للتوقف رغما ً عنهم في متجر قديم بضاعتة تضم الكثير من الأشياء المتنوعة والكثير من البهارات والحبوب وبعضا ً من المشروبات السائلة و الجافة , وقفا بمحاذاه الحائط يتطلع سيف الي الشخص الذي مر من امامهم في الظلام منذ لحظات وقد انتابه القلق فجأة , اخذ السيد كلارنس يتطلع بدورة اليه وهو يقف علي بعد امتار منهم وقال بصوت هامس : هل تعتقد انه منهم .


Koedara 27-06-21 07:35 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


رد سيف بخفوت : لا شك في هذا .. لم يتم القضاء عليهم كما ظننا بل هربوا الي هنا .
يعرفان انه احد مصابي السعار : ربما يمكننا التحدث اليه .
: لا تبدأ بقول تفاهات .. ليس من النوع الواعي انه اسوأ من تلك الحيوانات .
: علينا قتلة لا سبيل اخر امامنا .
فكر سيف سريعا ً يحسب كل خطوة قد يتخذانها ووجد ان هذا به بعض الخطورة : كلا علينا ان نغادر
بصمت .
يعرفان كم سرعة هؤلاء في الركض وكم يتمتعان بالقوة الجسمانية لكنهم لا يملكون ذره من العقل , ليسوا من نوع السيد بيهان الذي يترك للمرء فرصة لمناقشتة ولا يهاجم بلا تمييز , لكن السيد كلارنس لم يعطيه المجال للتفكيراكثر بل ركض فجأة ليجبر سيف علي اتباعة , علي الأرض الترابية كانا يسمعان خلفهما صوت الخطوات السريعة والتنفس الثقيل , انه يطاردهم , ولم يملك اي منهم الوقت للتلفت ومحاولة اصابتة فمن سيفعل سيكون قد وقع فريسة له قبل ان يدرك هذا , توقفا عند كل بيت في الطريق يحاولان فتح اي باب للأختباء وزاد الأمر سوءا ًحين وصل اليهم نباح تلك الحيوانات وكأنها ادركت وجودهم بدورها , كان الظلام في صالحهم فمن اصابة السعار لا يري في الظلمة وكانت هذه نقطة لصالحهم , وبعد السير في شارع تلو الأخر هروبا ً من كل ما يسمع ويري , خلف احد المباني كان هناك ذلك الصوت الهادئ للماء ووقف الأثنان يحدقان علي طول بصرهما الي ما امامهما : هل هي الجهة الأخري .
سأل السيد كلارنس وهو يحاول ان يري ابعد مما يصل اليه بصرة : بلي .. وهذا يجعلك تتساءل الي اين قد تصل بقية الجهات .
اخذا ينظران الي الأغراض الطافية علي سطح الماء وبعض الأثاث واجزاء تظهر لأشياء غرقت بالفعل في الأسفل , عاد سيف يقول وهو ينظر للرجل : هل تجيد السباحة لمسافات طويلة .
رد السيد كلارنس باقتضاب : علينا مغادرة المكان علي اي حال .
هكذا اتخذا قرار بالنزول الي الماء ومحاولة العبور منه الي اي مكان اخر , يسبحان قليلا ً يعبران بين السيارات والحافلات والأثاث الغارق في الماء الذي يتيح لهما الأستراحة قليلا ً علي متنها , حتي استطاعا الأهتداء ليقفا علي ارض صلبة ثانية في حي قديم وحينها اجبرا علي التوقف وضوء السيارة الساطع امامهما يعمي العيون .

********************

اخذت الأفكار تلاحق الونا بين العودة عما ستقدم عليه وبين الأستمرار في قرارها وهي تجبر نوين علي السير برفقتها بعد ان اجبرتها علي مغادرة المكان معها تحت تهديد رضيعها بالقتل اذا لم تنفذ , نعم لقد وصلت لحال شديدة القسوة منذ ليلة البارحة ولم تتركها حتي الأن , اذا كان روبي هو ورقة رابحة لدخول هذا المكان بشكل آمن لوجود زين هذا فماذا اذاَ عن زوجتة وابنة , هكذا بلا مبالاة كانت تدفع المرأة للسير بتعقل معها , لم ترغب بالتضحية بنوين بعد ان وثقت بها كصديقة لكنها لم تملك خيار اخر : عليك التوقف امام البوابة وطلب المساعدة .. لا تطلبيها بشكل مبتذل بل كوني طبيعية .
ردت نوين وهي تشعر بالسلاح عند خصرها طوال الوقت : هل تدركين حماقة ما تعرضينا له .
: لا احد يكره هؤلاء اكثر مني يا نوين صدقيني .. وانا اسفة لكنك الوحيدة التي قد تمكنا من دخول هذا المكان احياء .. ثم موقفك قوي فأنت ستقابلين زوجك اخيراً .
: ما ادراك ما اصبح عليه زوجي الأن .
: كوني متفائلة فحسب .

Koedara 27-06-21 07:36 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


كلما اقتربتا اكثر كلما شعرت بحماقة ما ستقدم عليه لكنها تفضل تقبل ما ستواجهه بدلاً من تغيير رأيها امام نوين , سمعا صوت السيارات التي تقترب وتقطع السكون حولهما , جذبت الونا نوين جانباً برفق وهي تحاول الأختباء معها خلف احدي الأشجار , اخذتا تراقبان نحو ثلاثة سيارات مألوفة وهي لتلك القوات تتجة في طريقها للمدينة , لم تفهم الونا ماذا يحدث ولما قرروا الظهور الأن خاصة , قالت نوين وهي تراقب البواية التي تغلق ببطئ مرة اخري وكل ما لمحتة في الداخل بنظرة خاطفة هو بضعة اشخاص من ذوي الملابس السوداء لكنها تشعر بثمة حركة غريبة وبالخطر : الونا .. كوني عاقلة وعودي ادراجك انهم في الطريق للقيام بشئ ما .. سأذهب الي الداخل بمفردي ستكوني اسهل للحركة بدوني ولن يرتاب احدهم بأن هناك شخص غيري علي الطريق .
لم تصدق الونا ما تسمعة منها : من عليها ان تنصح الأخري بأمر كهذا .. لنتذكر انك هنا بسببي .
نظرت اليها نوين بجدية : اذهبي .. علي اي حال لا مكان اخر لأذهب اليه لدي زوجي في الداخل وبما انني قطعت كل هذه المسافة لا ضير في المتابعة .. فقط افتحي عينيك وادركي ان بأمكانك الوثوق بالأخرين .
: ماذا تحاولين ان تقولي .
: فقط من تشعرين انك بأمان ومرتاحة معهم لا تحاولي الصد .
نظرت الونا حولها تراقب الوضع وبدأت تلاحظ تلك الأضواء التي اضاءت الشارع والمكان حولهما منذ خروج تلك السيارات وقالت : تري الي اين هم ذاهبون .. لقصف مكان اخر .. لقتل اشخاص اخرون .. للقبض علينا .
: ارأيت .. اذا عدت او لا يبدو ان الأمور تتأزم ولم يعد بمقدوري القتال مثلكم وانا بهذه الحال .
استمرت الونا بالنظر اليها ملياً ونقلت بصرها الي الطفل الذي تضمة الي حضنها وقالت بخفوت : انا اسفة .
ابتسمت نوين : لا عليك .. ربما كنت في حاجة لتلك الدفعة لأنجح في الوصول الي هنا .

راقبتها الونا وهي تتجه الي هناك وتارة توشك علي مرافقتها وقتل ذلك الفضول بداخلها فها هي قريبة للغاية منهم وتارة اخري تتراجع وتحاول الأختباء اكثر في مكانها , اتاها صوتها المكتوم من بعيد وهي تحثهم علي فتح الباب وراقبت ما يتم باهتمام , فتح الباب , التطلع الي القادم , التأكد من شخصها , السماح لها بالمرور بابتسامات مطمئنة , لاحظت الونا وجود فتيات بينهم ايضاً ليسوا جميعهم رجال كما اعتقدت , حاولت ان تسرق نظرة واحدة الي الداخل وهي تخرج من مخبأها قبل ان يغلق الباب وكل ما رأته اشخاص في الداخل يسيرون هنا و هناك , ربما بضعة اشخاص عادية يرحبون بنوين في الداخل وربما شوارع فسيحة وبيوت كثيرة , المكان في الداخل ليس محدود فهو بقية مساحة المدينة , ليست متأكدة مما رأت تماما وايأً منه كان صحيح وماذا كان من تخيلها لم يسعها الوقت لتتحقق .

Koedara 27-06-21 07:37 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


اقتحم احدهم الغرفة الصغيرة لمكتب ياس وهو يقول بفزع : ياس القوات في الأسفل .. لقد اقتحموا المنزل .
نهض ياس مسرعاً يرافقة الي الأسفل يحاول استيعاب ما قالة الرجل , اين كان الجميع لحظة علمهم بأنهم يقتربون وما الذي دفعهم للتحرك في هذا الوقت اخيراً , وشعر بالقلق من حماقة ما فعلت الونا او سيف او كلارنس ربما تم القبض علي احدهم وما حدث في الداخل خلاف ما توقعوة وها هم الأن هنا ليقبضوا علي البقية , وقعت عين ياس عليهم يقفون في الساحة قريباً من بوابة الدخول وجميع السكان يتهامسون في ما بينهم , وصل ياس الي الرجل الذي يقف في المقدمة ويبدو انه قائدهم وخلفة يقف نحو خمسة اشخاص اخرون ملثمون لكنهم لا يصوبون ايه اسلحة نحوهم ولا يبدو علي وجه الرجل انه هنا للتهديد او ما شابه , في الواقع قابل ياس بابتسامة وديه وهو يقول : انك القائد اذاً .
اتسمت طريقة ياس بالجدية : نعم انا هو .. أليس من الخطر القدوم الي هنا مع خمسة اشخاص منكم فقط .
ضحك الرجل بسخرية اكثر منها رحابة صدر ياس يعرف : لا داعي لمحاولة التعرض لنا فقد جئنا للتحدث .. اتتنا بعض الأخبار عن وجود هذا المكان ونعلم ان اغلبية من هم احياء حتي الأن يمكثون هنا .. لذا اتينا لنخبرك يا سيدي انه لا جدوي من محاولة العيش وفق تلك الظروف الصعبة .. دياركم هناك معنا .. هذا يوفر عليكم الكثير من الوقت والجهد .. ماذا نجحتم في فعله حتي الأن منذ كنا نحث الجميع علي الأنضمام الينا هناك .
عقد ياس ذراعية وهو يقول بثقة : ها قد قلتها .. دياركم .. وهنا بيتنا .. اذا كان الأمر بالفعل ودياً فنحن نرغب ببقائنا هنا .
قال الرجل بنبرة عالية بعض الشئ وكأنه يحدث الجميع : لدينا خلف تلك الأسوار اكثر بكثير مما يظن اياً منكم .. الماء الطعام السكن الخاص حياة امنة والترفية العادي .. لدينا الحياة الطبيعية التي حرمنا منها فترة من الوقت .
لا يبدو وان اياً من الثلاثة اللذين اقترحوا الذهاب لذلك المكان وصل اليهم بالفعل فالرجل لم يذكر اي شئ بشأنهم , ترك الرجل الجميع بضعة دقائق ثم عاد يقول : من يرغب بالمجئ معنا ليفعل نحن لا نجبر احد بل يؤرقنا ان نراكم تعانون بهذه الطريقة .
لاحظ ياس ان البعض اخذ يفكر وينظرون لبعضهم البعض ويعلم ان اكثرهم يود تصديق كلامهم والذهاب برفقتهم لذا قال ليعيدهم الي صوابهم : ماذا عن قصف ذلك المنزل الذي كان يمكث فيه اشخاص كذلك .. لما لم تعرضوا عليهم المساعدة كما تفعل الأن .
وقف الجميع منصتاً لأجابة الرجل : كانت اكثر المناطق خطورة ومازلنا في اتمام عملنا لتجديد كل شئ ليصلح للمعيشة .. نحاول اعادة المدينة الي سابق عهدها لكنكم لستم مقتنعون .
: هل يعطيكم هذا الحق في قتل من يعيشون في تلك المنازل .. هل هذه طريقتكم السلمية .
عقد الرجل حاجبية : لم نقتل احد هناك .. لقد تم نقل كل من عثرنا عليه حياً الي مقرنا .

Koedara 27-06-21 07:38 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


التفت ياس الي الأشخاص اللذين اتوا برفقة كلارنس وهو يفكر اي رد هذا , ماذا بشأن قتل البعض هناك وانهم استطاعوا الأفلات والنجاة بطريقة ما , هل كلارنس كاذب , هل يستطيع تصديق الرجل امامة وتكذيب صديقة , ولم يفهم روبي ايضاً الذي يقف مع الأخرين يراقب ما يجري بلا مبالاه , في الوقت الذي استيقظ فيه ووجد نفسه معهم يخبروه ان البقية قتلوا كان قد فاتة الكثير ومن المؤكد ان يصدق كل لكمة قالها السيد كلارنس وقتها لا سيما بعد الحال التي كان عليها من المستحيل انه كان يدعي وانه خدعة ومن معه هنا , الهذا لم يجد اي اثر لقتلي او دماء , لكن لما هؤلاء معهم هنا هم من ظلوا وجاؤوا برفقتة , كان يفكر في هذا وهو يراقب احد الأشخاص الملثمين يهمس في أذن الرجل المتحدث الذي وجه اليه نظرة ثابتة فجأة , تقدم منه الشخص الملثم والجميع يراقب بترقب ماذا في طريقة ليحدث , قال الشاب بصوت واضح النبرات : ما اسمك .
حدق اليه روبي ونقل بصرة الي ياس كأنه يسأله ماذا عليه ان يفعل الذي يراقب مثل الجميع , عاد يحدق الي عيني الشخص الذي امامة وقال بخفوت : روبي .
وقف امامة صامتاً لوقت ساد فيه السكون التام وكأنهما وحدهما في المكان حتي التفت الشاب الي الرجل المتحدث قائلاً ببساطة : سنأخذه معنا .
اعترض ياس بغضب لتلك الطريقة وكأنه يحق لهم التصرف كيفما يشاؤون في المكان : لا اسمح لك بهذا .. لن يغادر احد من السكان هذا المكان .
نظر اليه الشاب وقال بطريقة ودودة علي غير المتوقع : لكنه يرغب بمغادرة المكان .. انا اثق بهذا .
التفت الي روبي يسألة : صحيح يا روبي .

صحيح هذا ما كان يريدة ولا يشعر بأن الأمر سئ لهذا الحد لكنه يشعر بدورة بالغضب ليعاملوة بهذه الطريقة ويقرروا اخذه معهم , يتسائل عما همس به الي الرجل المتحدث ماذا بشأنة ماذا يريدون منه فهو ابداً لم يشتبك مع احد منهم ما خطبهم اذاً , نظر حولة بارتباك الي نظرات الجميع المنصبة عليه هو يرغب بالرحيل لديه قناعة بهذا لقد سئم منهم جميعاً , وحين تذكر عودة السيد كلارنس ليزيد من حنقة ويتولي زمام امورة كافة قال : لا بأس .. سأذهب معهم .
: ولكن .
اعترض ياس بدهشة وفسر روبي : كنت سأسلم نفسي علي اي حال .. لا تقلق بشأن صديقك فقد اخبرتة
بالأمر .
هكذا راقبة الجميع وهو يغادر برفقتهم بملأ ارادتة ولاحظ ياس النظرات في عيون البعض التي تتمني ان تحذو حذوة وقال : من يرغب بمرافقتهم كذلك ليفعل .. انا لا اجبر احد علي البقاء هنا كما
تعلمون .

كان البعض يخشي مما يوجد هناك عند هؤلاء الغامضون ورغم هذا يرغبون اكثر بمعرفة من هم حقيقة , وشعر بالدهشة اكثر حين قرر ثلاثة اخرون الأنضمام الي روبي ولم يعلق ياس بحرف واحد وقد بدأ تفكيرة يتذبذب ويشك انهم ربما علي خطأ وان من اقتنعوا بالذهاب معهم علي صواب ويشعر بهذا اكثر بعد ان نفي الرجل انهم قتلوا احد في منزل كلارنس .

Koedara 27-06-21 07:40 AM

رد: علي الجهة الأخري الفصل 33
 


الفصل 33

كان السيد كلارنس يعرف ان طريقهما ينتهي هنا ولن يتاح لهما القيام بأي خطوة جريئة للتملص من موقفهما لذا قال بخفوت الي سيف : ابتعد عن هنا .. حاول العودة للمنزل وابلاغ الجميع انهم في المكان بالفعل .
قال سيف وهو يراقب اضواء السيارة تطفئ : لا تلعب دور البطل الأن ليس امامي علي الأقل .
التقت اليه الرجل بملامح جدية ونبرة مقنعة : لن يفيدك بشئ ان يتم القبض علينا معاً .. لديك ابنتك عد اليها فحسب.
: سيد كلارنس لا تثير غضبي .. لا تملي علي شروط وكأنني احد تلامذتك .
استمر الرجل بالتحديق به صامتاً وسيف يدرك موقفهم جيداً ويعلم ان الرجل محق ولا يوجد وقت ليتجادلا لكنه يرفض ان يعتبر نفسه الشخص الذي ضحي لأجلهم ليس هذا الوضيع , اقترب منه وهو يقول مسرعاً : من واجبك ان تعود بأي شكل الي المنزل وتعلمنا بما يحدث هناك .
ثم اضاف بسخرية وتهكم : يا للقدر اخر من توقعت ان يقترب من هناك يتم القبض عليه .
ابتعد سيف والسيد كلارنس يراقبة ويتمني لو يلقيه برصاصة تنهي امرة فحسب , وجدهم امامة فجأة لا تحمل وجوههم سوي نظرة صارمة ولسانهم نبرات قوية يعلم انه لن يعامل مثل البقية ولن يقنعة احد بالذهاب الي هناك وعيش حياة جديدة فهو قد قتل منهم الكثير ووجهه مألوف لديهم , قال من يبدو قائدهم : انت مطلوب لدينا يا سيدي وتدرك السبب وبعد ان نجحت في جعل رفيقك يرحل لترافقنا بصمت .
وجة اليه السيد كلارنس سلاحة قائلاً بكراهية : اعطني سبب افضل يجعلني انفذ أوامرك .
في لحظة خاطفة وجد احدهم ينتشل السلاح من قبضتة واخر يرغمة بالنزول علي ركبتية واصبح محاصر بينهم واسلحتهم الموجهه نحوه , ابتسم بسخرية : نعم ايها الأوغاد اظهروا وجوهكم الحقيقية .
وضعوا الأصفاد في معصمية واجبروة علي ركوب السيارة لكنه لم يكن خائفاً او غاضباً او أسفاً بل يشعر بالراحة ان طريق القتال ومحاولة الصمود تنتهي حتي هنا .

Koedara 27-06-21 07:41 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


بحذر عادت الونا ادراجها تتلفت حولها تبحث عنهم في الأرجاء وما ان اقتربت من المنزل وجدت السيارات السوداء تسد البوابة الأمامية لذا اختبأت سريعاً وهي تختلس نظرة من وقت لأخر وتنصت للحديث الذي يدور بالداخل , حديثهم اللبق ذاتة , نبرتهم الصارمة , كلماتهم المعتادة , لا شئ جديد لم يكن في نيتهم افتعال المشاكل او التدخل بقوة لأخذ احد , لكنها تفاجأت حين وجدت البعض يرحل برفقتهم , راقبتهم بحذر حتي ابتعدوا عن المكان كادت ان تخرج من مخبأها لكن القبضة الحازمة علي ذراعها سمرتها مكانها , التفتت مسرعة تحدق بدهشة الي سيف : تباً لك .. لقد اخفتني .
: وهل خوفك هو ما اعادك الي هنا .. حين اصبح الوضع جدياً قررت الأنسحاب وادركت انك لست بتلك الشجاعة .
: لا تتحدث عن شئ لا تعرفه .
عقدت ذراعيها وهي تقول بخفوت : هل رأيت ما حدث للتو .
: سترين هذا المشهد كثيراً قريباً حتي يتمكنوا من اقناع الجميع بمرافقتهم الي هناك .. لقد حاصرونا .
اتجها لداخل المنزل وهي تفكر في كم هو هادئ ولم يثور غضباً لأنها غادرت ونفذت ما تريد رغم تهديدة لم يكن مبالاياً للأمر واغتاظت اكثر لما هي منشغلة بشئ كهذا وسط ما يحدث , الجميع يثرثر في الداخل والقلق يعلو الوجوه واكثرهم ياس الذي لا يستوعب بعد ان هؤلاء كانوا هنا امامة وان البعض رحل برفقتهم بالفعل بل ايضاً يجد الونا وسيف امامة , وضح سيف لما عاد وان السيد كلارنس تم القبض عليه , اخبرة ياس ان روبي رحل برفقتهم وثلاثة اخرون , ووضحت الونا لما اختارت نوين الذهاب الي هناك وعاتبها ياس علي موقفها مع المرأة , هكذا كان هناك ستة اشخاص منهم داخل هذا المكان اثنان يعرفان بخطتهم وواحداً فقط قادر علي تنفيذها واحتمال هروبة من هناك وارد وهو روبي , كان الوقت قد حان ليطلب منهم سيف الأنتقال ليظل المقاتلين فقط في المنزل والأخرين هو يعرف مكان ملائم لا تعرفه تلك القوات بعد يمكنهم الأنتقال اليه , وهو بيت السيدة فلورا , عليهم اخلاء المكان والأستعداد لمواجهتهم لم يعد الوقت يسمح بالتخطيط , استفسر ياس اكثر عما يعني وشرح سيف كل شئ بالتفصيل وايدتة زينا لأنها كانت برفقتة حينها , سأل ياس : كيف نستطيع نقل الناس العادية الي هناك وهل ستسمح هذه السيدة بهذا .
وأكد سيف : ستفعل سأذهب اولاً الي هناك وحدي وسآتيكم بالأخبار .
ولم يضيع دقيقة اكثر اخذ ابنتة جانباً وهو ينزل علي ركبتة يتأملها ملياً قائلاً وهو يبعد خصلات شعرها عن عينيها : هل انت بخير .
أومأت اليه الفتاة وهي بدورها تهذب خصلات شعرة الشاردة : انت تتغيب كثيراً يا ابي .
: اعرف يا صغيرتي .. ارغب بالبقاء معك كل الوقت لكن ما افعله هو لأجلنا لكي نعود ونعيش في منزلنا بأمان .. انت فتاة قوية يا ميمي والدك فخور بك كثيرأً .. عليك البقاء برفقة الأصدقاء لبعض الوقت ستنتقلون لمكان اخر .
: وانت اين ستذهب .
: سأكون دائماً قريباً متي ما احتجت الي ستجدينني .. فقط لنصمد لوقت قصير بعد .. بعدها سيكون لدينا كل الوقت معاً .
احتضنتة الفتاة : حسناً يا ابي سأنتظر .

Koedara 27-06-21 07:42 AM

رد: علي الجهة الأخري 33
 


ضمها سيف بقوة اكثر وهو يتمني لو بيدة ان يجنبها هذا الخوف والخطر لو بأمكانة ان يبقيها في حضنة تشعر بالدفئ والأمان , لو ان بأمكانة ان يوجد لها حياة مستقرة طبيعية .. لكن للأسف كانت هذه الدقائق الثمينة هي كل ما يملك لها لأنه في طريقة للخارج مرة اخري لمنزل السيدة فلورا , اوقفتة الونا قبل ان يرحل : هل انت مستعد للمغادرة فوراً .. ربما لا يزالون في الأرجاء .
: لقد اخذوا ما يريدون وهو القبض علي البعض منا لذا هذا افضل وقت للتحرك .. لن اضيع المزيد من الوقت
للتفكير .
حين ظلت صامتة ترمقة اخذ خطواتة للخارج لكنها قالت ثانية وهي تلحق به : ارغب بمرافقتك اذاَ .
لم يلتفت اليها ولم يتوقف : لا احتاج لمرافق لكنت عرضت الأمر علي زينا لو انني ارغب بذلك .
تبعتة وهما يبتعدان : لا اصلح اذاَ لأكون رفيق في مهمة .
: بل تصلحين جيداً لكن ليس معي .. انت لا تتحملين قربك مني للحظة وقد فهمت ذلك الأن جيدأً يا الونا .
اجبرتة علي التوقف : لم تسألني حتي لما عدت .
: لا اهتم .. لدي عمل اهم حالياً .
اخذت تنظر في جميع الأتجاهات حولها بتوتر وتنغست بعمق وبدون ان تنظر اليه قالت : حين اصبح الأمر جدياً ادركت انني اكره ان اكون وحيدة .. لم افهم هذا الشعور لكن اخافني المجهول هناك .
تطلعت اليه : وانت السبب .. لقد جعلت ثقتي بنفسي تهتز .. خلقت بداخلي شعور التراجع والتفكير .. كنت مستعدة من قبل للأقدام علي اي امر أما الأن .. انا .. انا ......
: انت واثقة من نفسك جيداً وما يثبت ذلك انك عدت .. انت فقط اصبحت تهتمين وتشعرين .. لن اسألك عما جعلك علي هذه الشخصية السابقة لكنني سعيد لما اسمعة منك الأن .
لم تتمكن من مهاجمتة لم تتمكن من الأعتراض عليها الأعتراف انها تريده وألا لما عادت اذاً , تركها وعاود السير و بصمت رافقتة ولم يضيف كلمة حيال الأمر ولم تفهم هل موقفة يعني انهما تصالحا ام انه يتركها تقوم بما يحلو لها , كانت كالطفلة تنظر اليه احياناً وتنتظر ان يعلق بكلمة ثم تعود لتتفقد ما حولها ثم بفضول تنظر نحوه وتحاول بصمت ان تطلب اليه التحدث عن اي شئ لكن حتي لو لاحظ موقفها فأنه سيظل صامتاً مستمتعاً بحالتها المزاجية المختلفة , كانت الأجواء هادئة اخيراً هذا لم يمنعهما من اخذ الحذر والحيطة واخذت تراقب حولها بتوتر لأنها لم يسبق وان وصلت لهذا الحد في الأقتراب من تلك القوات سوي حين كانت مع نوين منذ ساعات واتي صوت سيف لتكتشف انه شعر بقلقها : لا انوي تسليمك لذا اهدئي انت تنقلين الي شعور التوتر .

Koedara 27-06-21 07:43 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


قالت بأصرار : انا لست خائفة .. فقط انت جرئ لتسير بهذه الثقة ونحن علي مقربة منهم .
وصل الي الطريق ذاتة الذي ركضا فيه خلف جراي يحاول ان يسترجع اي تقاطع سلكا : اخبرتك سابقاً انهم اخذوا ما يريدون لذا لن يظهر احدهم الأن .
لا تفهم من اين يأتي بتلك الثقة , كما فعل هو من قبل كانت تتبعة من شارع الي اخر تحاول ان تحفظ طريق العودة لكنها تاهت تماماً وسط الطرقات المتشابهه : كيف عساك تقنع تلك السيدة ببقاء البعض عندها .
: لما ينبغي علي اقناعها .. عليها تقديم المساعدة كما الجميع .
: و اذا رفضت .

ظل صامتاً , احيانا تشعر بالخوف من افكارة الصامتة ماذا في وسعة ان يفعل اذا رفضت السيدة , حين وصلا الي هناك وتقدم ليطرق الباب استعدت الونا وهي تتحسس سلاحها لأي أمر طارئ وحين وجدت الباب يفتح وشخص ما يسدد اليهم سلاح بالفعل اخذت الموقف ذاتة معه لكن قبضة سيف ارغمتها علي خفض سلاحها وهو يتحدث الي الشاب : لا بأس يا جراي .. جئنا طلباً للمساعدة .
تنفس الشاب الصعداء حين تعرف عليه وسمح لهما بالدخول مرحباً , طلب منه سيف لقاء السيدة فلورا لأنه بحاجة للتحدث اليها في امر هام , لكن كما كان وجه ابنها المسرور برؤيتهم بخير كان وجه السيدة القاسي يقابلهم بريبة واخذت تتطلع الي الونا بشراسة لكن سيف حاول ألا يركز في مزاجها قائلاً : نحن بحاجة لمساعدتك يا سيدتي .
لم ترفع عينيها عن الونا التي اخذت تتساءل عن السبب : سبق وكنت مستعدة للقيام بذلك .. انك رجل محظوظ قليلون من لديهم الفرصة ليرافق في كل مرة فتاة مختلفة .
قالت الونا بخشونة : اننا صديقان في مهمة وليس هناك اي امر مريب اخر مما تحاولين ان توهمي به نفسك .
لم تهتم السيدة ونقلت بصرها الي سيف الذي قال : انهم يقبضون علي الجميع الأن .. نحن بحاجة لننقل بعض الأشخاص اللذين لا يجيدون القتال الي هنا .. لن اقبل منك كلمة رفض لا نملك الوقت لمحاولة اقناعك بالمناسبة .

تعجبت السيدة من هذه الطريقة الفظة التي يتحدث بها اليها : انه منزلي ليس لك الحق في ان تأتي الي هنا وترغمني علي قبول هذا .. اننا في مكان آمن هنا ولن يصل الينا احد وبصراحة لا اهتم بجانبك ومن معك .
استمرت لغة النظرات الحادة بينهما حتي قال سيف بلهجة جافة : سيدة فلورا جانبكم هنا هو الضعيف وانت تفهمين مقصدي .. لا تجعلينا نصل لهذا الحد .

Koedara 27-06-21 07:44 AM

رد: علي الجهة الأخري 33
 


نهضت وهي تقول بقوة : غادرا منزلي فوراً لن اسمح ببقائك وانت تحاول تهديدي .
منذ الوهلة الأولي وادرك سيف ان هذه السيدة يدور حولها شئ مريب وهو لا يرغب بمعرفتة بل هو يرغب بالبيت فحسب فهو ابدا لم يعثر علي سكن بعيد ومختبئ كما هذا المنزل لذا راقبتة الونا بعينين متسعتين من الدهشة وهي لا تصدق انه انقض علي السيدة في لحظة ووضع شئ ما علي انفها وكتم صراخها وهو يحاول السيطرة علي تصديها له واستمرت في النظر اليهما وهي تري قوة السيدة تضعف وتحركت قدميها اخيراً لتحاول ايقافة وهي تقول بعصبية : ماذا تفعل هل جننت .. اتركها الأن لا تقتلها يا سيف .
لكنه لم يجيب سوي حين اصبحت السيدة ساكنة مكانها علي المقعد : لم اقتلها انه مخدر فحسب .
حدقت اليه بدهشة : من اين حصلت عليه .. ومنذ متي تحمله بحوزتك .
استدار في مواجهتها وهو يقول بانزعاج : كان في اغراض السيد كلارنس .. كان بحوزتة الكثير من الأشياء النادرة .. فعلت هذا يا الونا لأجل ابنتي حتي واذا وصل الأمر لقتلها فسأفعل .
بحث حوله وهو يتحرك بسرعة عن شئ يصلح ليوثق به السيدة فلورا : ماذا سيفعلون هنا ابنها في الخارج هل تعتقد انه سيسمح لك بأيذاء والدتة .. طريقتك الهمجية تلك لن تصلح الأمور .
: لم أؤذي احد انها بخير تماما وتحصل الأن علي غفوة مريحة لنبدأ نحن بالعمل لن انتظر موافقة هذه اللعينة علي شئ.
شاهدتة يوثق السيدة ويكمم فمها ثم قال وهو ينظر الي الونا : تعالي الي هنا وساعديني في نقلها الي الأريكة .
ظلت مكانها تحدق اليه وقد بدأت تشعر بالضياع في شخصياتة المتعددة حتي قال بلهجة قوية : تحركي .
نفذت ما يريدة واشتركت معه في نقل السيدة الي الأريكة لتنام عليها ثم تبعتة الي الخارج حيث ينتظر جراي الذي قال بلهفة : اذاً كيف جري الأمر .
اخذ سيف نفساً عميق وقال : جراي انت شاب جيد وانا اثق انك مستعد لمساعدة الأخرين صحيح .
: بالتأكيد .
: هذا جيد .. لكن والدتك لا تريد هذا لذا لما لا تعطيني تلميحاً بسيطاً حول ما تفعلونه هنا .. ما هو هذا المكان حقيقة .
: انه منزلنا .. فيما تحدثتما ولما تلقيني بهذه النظرة .
: لأن رفض والدتك سيجعل اشخاص لا يفقهون شئ عن القتال ويرغبون بمكان آمن كهذا يواجهون مصير سئ فقط لأنانيتها الشديدة .
قال الشاب بقلق : ماذا تعني .

Koedara 27-06-21 07:46 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


: نريد مساعدتك يا جراي وعلي والدتك ان تتنحي جانبا لبعض الوقت .
تقدم الشاب يحاول دخول الغرفة بقوة وهو يقول بغضب : ماذا فعلت بوالدتي .. دعني أمر .
امسك سيف بذراعة بقبضة قوية تؤكد ما يريدة : قلت عليها ان تتنحي .. انها بخير تماما أؤكد لك ذلك .. ليس لدينا وقت لمشاعرك حول والدتك هناك اشخاص في خطر حقيقي وهذا ملجأهم الأخير .
: بهذه الطريقة جئت لتطلب المساعدة .. كيف تجرؤ علي وضع يدك علي والدتي .
: لقد قبلت ببساطة موت اشخاص ابرياء لغرورها .
تدخلت الونا وهي تقول بصوت هادئ وتحاول تلطيف الأجواء : لم نأتي سوي لأننا بحاجة حقاً لهذا المكان .. من فضلك سامحنا لكن رفضت والدتك بقسوة شديدة وقامت بطردنا ونحن لا نملك الوقت .. ان السيدة بخير وستأتي فتيات من بيتنا الي هنا وسيمكثون معها وسيعتنون بها .. الأمر اصبح جدياً ولا تنكر انكم ايضاً تعانون نقص في الموؤن مثلنا ولن يطول الوقت حتي يعثروا عليكم كما الجميع .
هدأ جراي بعض الشئ وظل صامتاً يفكر ثم وجه حديثة الي الونا وتجاهل سيف تماماً : هل هي
بخير .
: صدقني انها علي مايرام هي نائمة فحسب لم نؤذها ابداً ولم نكن لنفعل نحن في الجانب ذاته ولم نأتي لأفتعال اي مشاكل .
نظر الي المفتاح في يد سيف وقال بغضب : اعطني هذا المفتاح .
: لقد اضطررنا لتقييدها اذا ما حررتها فستحدث الكثير من المشكلات .
قال سيف ببساطة وحين كاد الشاب يعترض اقترب منه قائلاً بتهديد : واذا حدثت الكثير من المشاكل فأنا لا انوي التخلي عن المسكن هنا لأي سبب ونحن هناك مقاتلون يا عزيزي لذا لن يستغرق الأمر دقيقة .. كن ذكياً يا جراي وتعاون معنا واعدك ان والدتك ستنال الأعتذار اللائق لاحقاً .
: اعطني المفتاح علي اي حال .
: كلا سيبقي معي لست بهذا الغباء انه تذكرة مروري لدخول هذا البيت ثانية .
: ستتركها بلا طعام او شراب .
: ستظل الونا هنا وستهتم بها حتي يتم نقل البقية .
نظرت اليه الونا باعتراض حتي قال : لا فائدة من جدالك انت ايضاً انا لا ارغب بسماع اعتراضات من احد دعوا الغضب لوقت اخر ولننهي عملنا فحسب بعدها سأكون مستعداُ لصب جام غضبكم
علي .
ناولها المفتاح وغادر ببساطة وبقيت وهي تنظر الي جراي وتقول : هو ليس بهذا السوء .. لديه ابنة صغيرة وهو يشعر بالرعب اذا ما تعرضت للخطر .. انه اب خائف فحسب لذا يحاول ايجاد حل .
: هل انت زوجتة .
كان سؤالاً مفاجئ منه وترددت في الأجابة : لا لست كذلك .. اننا في المهمة معاً فحسب .
: هي ليست والدتي .. السيدة فلورا اخذتني منذ كنت طفل صغير .. علمتني الكثير .. هي امرأة قوية علي الدوام وهي كذلك ليست بهذا السوأ .
ابتسمت الونا : جراي لا تستهن بي لست اقل قوة من اي رجل منكم لا تحاول ان توصلني لأعطيك المفتاح .. سأهتم بالسيدة ولن يصيبها سوء اتفقنا .
لم يجد بديلاً سوي انهما اتفقا ولو انه يعلم ما ستؤول اليه الأمور لما ساعد سيف و زينا منذ البداية .

Koedara 27-06-21 07:48 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


واخيراً كان روبي داخل المكان الذي يثير ريبة الجميع , لم يكن كما اعتقد ليس مقر وليس منزل وليس مكان خاص انه بقية المدينة ببساطة تمتد المباني والشوارع والمحال كيفما اتفق , لكن داخل مبني بعينة شديد الفخامة والأهمية توجهوا , وجدهم يأخذون بقية الرفاق معه الي وجهه مختلفة واخذه الشخص الملثم ذاته وحده الي مكان اخر , لم يفهم لماذا كما لم يفهم لما طالب بأخذه معهم هو خاصة , هل هو زين طرأت عليه الفكرة وهو يسير خلفة بتوجس , لم يكن المكان من الداخل بهذا الأهتمام والتجهيز كما من الخارج ومعظم الغرف ابوابها مفتوحة ومهملة , داخل غرفة يتوسطها طاولة يحيط بها ثلاثة مقاعد كما اسلوب الأستجواب المتبع وعندها علم انه تم القبض عليه ولا يوجد حياة عادية كما وعدوا وكان الجميع محق بشأنهم , طلب اليه الشخص الجلوس علي مقعد مواجه له وجلس امامة وهو ينزع اللثام عن وجهه وحدق اليه روبي بدهشة فاقت كل التوقعات التي اتت علي خاطرة : كان لدي كل الجرأه للقيام بأي شئ تالياَ حتي ظهرت انت امامي .
كان اندي شقيقة الكبير نعم كانت مفاجأة رائعة لكن ربما لغيرهما لأن من وجده امامة ليس اندي الذي عرفه يوماً ليس مع تلك النبرة وتلك النظرة وهذا التهديد : اذاً هي كذبة صحيح .. وانت احد من يجذب الجميع الي هنا .. لا اصدق .. وانا من ظن ان كل من حولي اصبح شديد القسوة .. بعد رؤيتك هنا اصبحت ادرك انه الوضع الطبيعي يا اندي .

اخذ يتأملة ملياً لوقت بصمت و روبي لا يعرف كيف عليه ان يتصرف , اي وجه يجب ان يرتدي ما الذي يجدر به قوله , هل هم اعداء , هل مازال شقيقة الذي عهده دوماً , رغم انهما من دم واحد رغم انه يتمني سؤالة عن الكثير واخبارة عن الأكثر ألا ان كل شعورة كان مدي ابتعادهم وانهما غرباء : لما تنظر نحوي بهذا الكره .. لقد تغيرت كثيراً لكنك مازلت اخي الصغير .. رسمت في خيالي كل الأحتمالات لموتك ولكن ها انت ذا امامي وكم كنت بحاجة لأراك .. واين هي لي الأن كذلك لما ليست برفقتك في هذا المنزل .. لا تلومني بحثت عنكما كثيراً في كل مكان لأحضركما الي هنا واين كنتما .. اين اختفيت وكيف استطعت الصمود حتي الأن .
: يمكنني الأجابة علي اسئلتك فور ان اعرف ما الذي سيحدث لي هنا .. الي اين ذهب بقية من كانوا برفقتي .
ظل اندي صامت وتراجع بظهرة للمقعد وهو لا يزال يحدق به بشغف وكأنه لا يصدق انه امامة جدياً , عاد روبي يقول امام صمتة : هل تعمل معهم .. هل ستسمح لهم بأيذائي .. لما لا تخبرني فحسب .

Koedara 27-06-21 07:49 AM

رد: علي الجهة الأخري 33
 


: الأمر معقد يا روبي لكنني بالتأكيد لن اسمح لأحدهم بالأقتراب منك وألا ما احضرتك الي هنا وحدك .
: الأمر حقيقي اذاَ لستم بهذا الود والصدق ولا يوجد شئ يسمي حياة عادية افضل مما كنا عليه .
: ليس تماما ً .. هناك حياة جيدة ومريحة هنا .. لكن ثمة ثمن لكل شئ .. من يملك المكان هنا سبعة اشخاص منهم انا .. ما فعلناه هو تحصين هذا السور العالي منذ بداية هذه الأزمة ومنذ عرضت عليك مرافقتي .. ظللنا هنا لوقت طويل نهيأ المكان حولنا ونجمع اكبر قدر من الناس اللذين يستطيعون مساعدتنا .. نقيمهم ومن يصلح لأفادتنا بأي شكل يظل حياً ومن ليس كذلك يتم التخلص منه .. تمكنا من جعل كل من يملك المال والمعدات اللازمة في الأنضمام الينا كذلك وهذا سبب تمكنا من الحصول علي تلك السيارات والأسلحة والمعدات لبناء المدينة من جديد .. وانا لا اعني اشخاص عادية وبسيطة مثلك ومن معك اللذين يقاتلون لأنهم يعتقدون ان حياتهم بهذه الأهمية .. بل اعني اشخاص ذو مناصب رفيعة .. وبالتأكيد كانت هناك تعويضات كافة ومن نتاجر بهم لندفع كل هذا هم انتم يا اصحاب المقاومة السخيفة .. انتم ترفهون عنهم هنا بكافة الأشكال وتعملون علي خدمتهم .. وفقط ما ان نتخلص من بقيتكم في الجانب الأخر سنعود للمدينة المهيأه حالياً ليسكن هؤلاء اللذين يبحثون عن حياة راقية سخية .. لكن فقط ما ان نقرر الأنقلاب علي احدهم او اذا فكر احدهم يوماً في معارضتنا سينالة مصيركم ذاته .

استمر روبي في التحديق اليه لا يمكن ان يصدق ان من يتفوه بهذا الكلام هو شقيقة لا يمكن ان يتحول اندي الي هذا الأنحطاط , ظل فترة صامتاً يحاول ان يلملم شتات افكارة يرغب بشدة بتحذير الجميع في الجهة الأخري , كانوا علي حق في رغبتهم بالقتال , هؤلاء هنا يستحقون النفي حتي هذا الذي علي هيئة شقيقة لم يتخيل يوماً انه قد يشعر بكم الكراهية التي بداخلة اتجاهه : اذاً انا هنا لهذه الأغراض .. أما ان اوافق علي ان اصبح دمية تضعونها في اي مكان يروق لكم او سيتم التخلص مني .
: اخبرتك لن اترك مكروهاً يصيبك .. شقيقك ذو مكانة هامة هنا يأمر وينهي والجميع يطيع .
: لا اصدق يا اندي انك الشخص ذاته .
: ولا انا كذلك .. اصبحت تملك نظرة قاتل كالأخرين .. من علمك هذا يا صغيري .. اعطني بعض اللمحات عما حدث معك .

Koedara 27-06-21 07:50 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


: اذهب الي الجحيم .. وبالمناسبة يمكنك اعتباري شخص عادي مثل من وصلوا معي ليس عليك ان تستخدم نفوذك لتضعني في مكان افضل .. سأعتبر ان اخي مات كما كنت اعتقد .
ضيق عينية وهو يقول بقوة واصرار : ونحن لسنا اشخاص عادية وبسيطة بل مقاتلون نجحنا في البقاء احياء حتي الأن تحت تهديد كل المخاطر .. الجوع والعطش وتلك الحيوانات التي تتجول في الأنحاء .. وكذلك انتم في النهاية .. ربما انت لا تعرف شئ عن هذا لأنك استطعت الفرار منذ البداية .. انت جبان .
ابتسم اندي بدهشة : يا لجرأتك الشديدة هل هذا انت روبي الصغير الذي كان يختبئ بي حين يشعر بأي خطر يهدده .
: لم اعد كذلك كما لم تعد اخي الذي اعرفه .. ولا اعرف بشأن لي لكن اذا كانت هي من امامك الأن لقتلتك ربما بعد سماع كل ما قلت .
: احذر لا تتحدث بهذه الثقة فأنت لن تتحمل ما يحدث هنا لعامة الناس اللذين لا فائدة لهم .. اخبرتك ان لا حدود لشئ كل امر متاح .. انتم تباعون هنا يا روبي احياء واموات .. هل رأيت الأجواء في الأسفل لدينا كل سبل الراحة وكل اماكن الترفية .. وانتم من تخدمون هؤلاء لهذا الترفيه .. حتي ان لدينا فقرة مميزة للغاية مباشرة في المسرح اسبوعياً وهي تتعلق بأعدام بعضكم وقتلة بشكل حقيقي اثناء العرض .. واحياناً يطلب الجمهور عروض خاصة بهم اكثر دموية ووحشية وليست ميتة بسيطة وسريعة .. انتم دجاجات لا اكثر .. وبعضكم ذو منفعة لأشياء اخري واخشي ان يقع بصر احدهم عليك ويقرر شرائك لأي غرض خاص به .

لم يعد يحتمل الوضع اكثر ووجد نفسه يهجم عليه فجأة وهو يصرخ بغضب وانفعال : سيتم تدميركم قبل هذا .. لن تسنح لكم الفرصة لتعيشوا في شوارعكم الأنيقة .. ستقتلون شر قتلة واتمني ان تكون اولهم يا اندي .
اقتحم اثنان اخران المكتب حين سمعا الصوت العالي والجلبة واستطاعا تخليص اندي من قبضتي روبي التي تقبض علي رقبتة بقوة وسحباه الي الخارج وهو يحاول الأفلات : انتم مجموعة مجانين فقدتم عقولكم .

وجد نفسه بعدها في زنزانة في رواق يضم العديد منها ذو اضاءه خافتة وكان هناك بعض الأشخاص في الغرف الأخري , جلس ارضاً يستند الي الحائط يفكر ووجد نفسه هادئ فجأة , اذاً لا مستقبل ولا أمل في البقاء بعد ما كانوا يعتقدون انه مكان آمن اظهر العكس , حتي واذا استمروا في الجهة الأخري يقاتلون الي ماذا سيصلون لقد نفدت الموؤن لذا تلك نهايتهم , هكذا بحسبة بسيطة كان الأمر واضحاً , نهض يقترب من السياج وهو ينظر الي ما يصلة من الممر , كانت الزنزانة المواجهة له بها شخص يجلس بصمت يبدو غارقاً في التفكير لم يبالي به ونادي قائلاً : هل احد منكم هنا يا رفاق .

Koedara 27-06-21 07:51 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


اتاه صوت يعرفه لشخص يدعي جي : نعم نحن هنا .. الي اين اخذوك .. لم يطلعنا احدهم علي شئ .
روبي : لسنا في حاجة لهذا لقد القوا بنا في السجن لذا انسوا ان الأمر سلمي .
قال اخر : ماذا اخبروك .
: الكثير مما يؤكد اننا لسنا في المكان الصحيح . يجب ان نحاول المغادرة .
وجد كل شخص في الغرف يظهر عند السياج وكان جي الأقرب اليه في الغرفة المجاورة لجارة الصامت الذي رفع وجهه يسمع باهتمام الأن , اتاه صوت يعرفه جيداً : من يسمعك تقول ذلك بهذا الأصرار لن يصدق انك الشخص الذي اتي الي هنا برغبتة .
تبادل نظرة مع المدعو جي الذي أومأ اليه يؤكد انه السيد كلارنس الذي يستطيع رؤيته امامة بينما روبي في الغرفة المجاورة له لا يأتيه سوي صوته المتهكم , سأل روبي بقلق : ما الذي تفعله هنا .. هل انت وحدك هل ثمة شخص اخر تم القبض عليه برفقتك .
: كلا انا فقط .. استطاع سيف العودة الي المنزل .. آمل انه لم يضيع الفرصة علي امر غبي وهم في طريقهم لأخذ التدابير اللازمة .

علي الرغم من خلافاتة مع الرجل وانه هرب من هناك خصيصاً ليبتعد عنه ألا ان وجوده في المكان معهم جعله في حال اكثر تماسك وهدوء , هذا شخص يستطيع ان يتسلم زمام الأمور ولديه العديد من الحيل بالتأكيد : انهم يقومون ببيعنا هنا يا سيد كلارنس احياء لخدمتهم واموات للأستفادة من ما بداخل اجسادنا .. اذا ما قررنا الهرب والعودة للجهة الأخري ما الذي سنقاتل لأجله .
قال الشخص في الغرفة امامة اخيراً : العيش مكانهم وقلب الطاولة عليهم .. انا هنا منذ عدة اسابيع برفقة اثنان اخران .. مات احدنا والأخر في الزنزانة الأخيرة هنا .. صدقني لن يكون هناك فرق ما مدي قوتك هؤلاء باستطاعتهم تحطيمك تماماً .. انت ومن بقي من احباءك .. لذا السبيل الوحيد هو التخلص من هذا المكان .
اتاه صوت السيد كلارنس ثانية يحادث الرجل : كيف .. لا احد في الجهة الأخري يعرف بحقيقة ما يجري هنا وكنا في حيرة وتساؤل عن هذا .. بالأضافة لا يمكننا مجاراتهم لما يملكون من عتاد واسلحة .
قال الرجل بقوة : اذاَ يجب تدمير المكان من الداخل .. هناك مفاعل للكهرباء في احد المصانع القريبة ونحن نعمل هناك لصيانة كل هذا .. هو في قلب المصنع تماماً لا يدخل هذه الغرفة سوي اشخاص بعينها .
السيد كلارنس : هل سبق وهرب احدهم من هنا .
الرجل : نعم لكنهم يطاردونهم ولا نعلم شئ بشأنهم هل استطاعوا النجاة ام قتلوا .

Koedara 27-06-21 07:52 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


: علينا وضع خطة ما ليخرج احدنا واعرف من يمكنة المجئ ليتولي امر مهمة كهذه .. لكن هل تفجير هذا الشئ قادر علي محو المكان بمن فيه .
قال الرجل بثقة : بالكامل يا رجل .. أي علينا ان نكون في طريقنا الي الجهة الأخري اثناء ذلك .. البحر الذي يحيط بالجهات يمنع وصول اي ضرر الينا لكن بالنسبه لهم سيحترقون جميعاً .
يبدو ان حديث الرجل يروق للسيد كلارنس وهو منسجم بهذه الخطة وشعر روبي بقلبة ينقبض فجأه , علي الرغم من كل شئ ألا ان شقيقة هنا , هل يتمني له ميتة كهذه , هل يقبل ان يشارك في قتلة , لكنه علي وشك ان يبيعه لأغراض مجنونة لقد هان عليه لذا ما الذي يفكر به , اخرجة صوت السيد كلارنس من افكارة : عليك يا روبي الخروج والعودة الي المنزل لتطلع الجميع علي الأمر .. عليك احضار سيف الي هنا متسللاً .. اخبره بالخطة وهو سيعرف ما الذي يجب القيام به .
سأل الرجل بشك : شخص واحد فقط .. هل انت واثق من هذا .. لقد حاول اشخاص قبلنا يا صديقي لكن احداً لم ينجح .. وصدقني عقوبتك التي ستنالها جراء هذا لن تروقك .. سيقطعونك ببطئ في عرضهم المسرحي ولن يتوقفوا حتي اذا لفظت انفاسك الأخيرة بعدها سيطعمونك لحيواناتهم الأليفة .
السيد كلارنس : انهم الأغنياء اللذين رفضوا فكرة سقوطنا وتحول حياتهم الي العشوائية واصحاب العالم المظلم في عالمنا .. ادرك ما تتحدث عنه الأن .. ارغب بأخبارك ان هؤلاء متواجدون حولنا منذ زمن بعيد يتاجرون بالبشر لكن في الخفاء .. لكن رداً علي سؤالك وعلي الرغم انني اكره ما سأعترف به ألا انه نعم سيف يستطيع وحده تنفيذ مهمة كهذه بل واثق انه سينجح فيها .. دورنا هو ايجاد الشخص المعني بتلك الغرفة والحصول علي طريقة الدخول حتي اذا ما وصل الأمر لقتلة .. لا يعرفون من نحن بعد واننا بعد ان صمدنا امام كل تلك الصعاب نستطيع التصدي لهم .
نظر الرجل الي روبي : المشكلة الأن هي خروجك من المكان الأمر ليس بتلك السهولة .
سمع السيد كلارنس يسأله : هل وجدت زين هذا هنا كما كان لديكم احتمال كبير للأمر .
نفي روبي بصوت بارد : كلا لم اجده بل وجدت اندي .. صديقك .. لكن لا يمكنني ان اجزم انه هو تماماً لقد اصبح .. لا ادري .. اصبح شخص حقير .
: ليس لدينا حلفاء اذاً .. فقط اذا استطعنا تنفيذ الخطة يجب ان نتأكد من مغادرة جميع الأبرياء اولاً .. ثم يأتي دور هؤلاء .

كان روبي يعلم ان السيد كلارنس لن يتراجع لحظة عن هذه الخطة فهو بطبيعتة شخص انتحاري ولن يهتم ان يموت قبل ان يري نتيجة ما يخطط له كذلك هو بانتظار هذه الفرصة منذ وقت طويل للقضاء عليهم .

نهاية الفصل

Koedara 28-06-21 08:06 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


الفصل 34

لم يكن في نيتهم محاكمتهم بهذه السرعة لذا في اليوم التالي انضما الي الأخرين في العمل وفي المساء الي غرف مشتركة لم يعودا علي الأقل الي السجن مرة اخري , العمل المتنوع يفعلا الكثير من الأشياء التي تضمن عودتهم ليلاً فاقدين النطق من كثرة الأجهاد فلا يفكرون في اي تخطيط للهرب , مع هذا هم يعملون علي الأمر حتي حين يغفو البعض يستمر السيد كلارنس في تبادل الثرثرة الخافتة مع كرو الشخص الذي كان في الزنزانة المقابلة لروبي الذي يسمع السيد كلارنس يخطط ويرسم الكثير من الطرق ليحاولا القضاء عليهم هنا ويغرق في النوم علي احاديثهم المسلية , والغريب بعدما كان السيد كلارنس يرغب بتدمير كل بناء جديد لهم اصبح هو من يعمل في هذا المجال وجودة مفيداً لأعمال البناء نظراً لقوتة الجسمانية , أما روبي فهو يتشارك اعمال التنظيف في الكثير من الأماكن والمحال ويلاحظ كلما ذهب لمكان جديد مراقبة الجميع له فهو وجه جديد ينضم للحمقي اللذين صدقوا خدعتهم , وفي ليلة بعد ان عاد الجميع الي الغرفة تناولوا الطعام ثم كل الي فراشة طلباً للنوم كان السيد كلارنس جالساً كالعادة مع كرو واشار الي روبي بالأنضمام اليهم , كان بالفعل يظل مستيقظاً لوقت يستمع اليهم لكنه لم يحاول اخذ ما يقولانة بجدية , تحدث كرو واخبر السيد كلارنس انه تحدث الي احد رفاقة هنا وهو علي استعداد لمساعدة روبي علي مغادرة المكان فقط الأمر يتوقف عليه وهل باستطاعتة الألتزام بالخطة وتنفيذها , اخبرة روبي بأصرار انه مستعد ويستطيع تنفيذ اي شئ اذا كان سيضمن مغادرتهم هذا المكان وتحذير الجميع في الخارج , لكن السيد كلارنس لم يكن مقتنعاً فالأمر هنا جدي وهو شاهد بعينية كيف يعامل الجميع ماذا اذا وقعوا في الخطأ , يوم تلو الأخر كانوا يضعون ملامح لخطتهم في الخفاء ويطلعون عليها اشخاص متأكدون من قدرتهم علي الوثوق بهم ويحتاجون اليهم للتنفيذ , استطاع كرو ان يحضر جهازين لاسلكيين ليكونا وسيلة الأتصال بينهم و روبي , في اليوم التالي حين مر امام اندي ولم يعيرة الأخر اهتماماً كأنه لا يراه ولا يأبه بوجودة ولا بالمعاملة التي يلقاها هنا ادرك انه لايهتم به , اراد التحدث معه ثانية لكن ماذا قد يقنعة انه علي خطأ ولا شئ بالتأكيد لذا في الليل بعد انتهاء العمل طلب منه السيد كلارنس الأنضمام اليهم للتحدث و حينها عرف انهم وجدوا طريقة ما لتنفيذ خطتهم , لم يكن ماسيقال سري علي البقية معهم في الحجرة لكن وقف ثلاثتهم جوار النافذة بعيداً عن النيام يتحدثون وبدأ كرو يقول : امر الخروج من هنا هو سهل لكن حين تقترب من البوابة فهذه اصعب خطوة سيكون عليك الخروج من المبني الذي يحوي الملفات سنجد شخص لمساعدتن

Koedara 28-06-21 08:07 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


الطابق الثاني يعمل فيه اشخاص عادية مثلنا وهم يسجلون اوراق لا نعرف بشأنها لكن اعتقد انهم يسجلون اسماء الموتي وينقلونها الي تلك المباني الأدارية في الخارج ..يجب عليك الوصول في البداية الي المبني التجاري الطابق الأخير هو لكافة متاجر المعروضات وهو مكان فسيح للغاية .. هناك متجر للملابس بعينة في الداخل في غرفة جانبية يعيش بي وهو الشخص الذي عليك ايجادة سيساعدك في الخروج من هذا المكان .
قاطع السيد كلارنس الرجل بسؤالة : اذا كان السيد بي يعرف طريقة للهروب من هذا المكان لما لم يفعلها بنفسه .
: الرجل يملك ساقاً واحدة وعلي الرغم من انه يعمل في التنظيف الا انه اكثر من يستطيع دخول كافة الأماكن ويستمع الي الكثير من احاديثهم ويتمكن من التجول بحرية قدر الأمكان .. هو الوحيد الذي يستطيع مساعدتنا .
: سأفعل ذلك .. سأتصرف بشكل طبيعي بما انه مسموح لي الأقتراب من هذا المبني ولن يشك احد بوجودي هناك .. وسأبقي في المبني الأداري حتي يأتي الشخص الأخر بما ان هذا ما يفصلنا عن نجاح الخطة .
قال روبي وهو ليس اكيداً من هذا لكنه دورة ولا يمكن ان يتراجع , سأل السيد كلارنس وهو يحدق بروبي : ماذا اذا تم القبض عليه .. الي اين سيذهبون به .
: لا ترغب بمعرفة ذلك ليس عليه ان يسمع سيزيد هذا من خوفه .. لا اعتقد كذلك ان شقيقة قد يتركه يتعرض لأي خطر اذا ما وقع في ايديهم .. علي خلاف حظ الأخرين فأن الفتي لديه الكثيرين هنا لمساعدتة علي الهروب .

صحيح لأن خلال هذا الوقت القصير كان السيد كلارنس قد استطاع ان يضم اليه الكثيرون اللذين يرغبون كذلك بالأنتقام من السكان هنا و روبي يعرف جيداً انه سعيد بهذا بأن يعود ويشكل جماعة ويكون قائد لها يبدو موهوب في ذلك بشكل واضح , استمر السيد كلارنس بالنظر اليه ثم اشار : اقترب الي هنا .
نفذ روبي واقترب وجذبة السيد كلارنس من ملابسة ليقترب اكثر وقال بخفوت : لا تكن متحمساً حيال الأمر .. اذا لم تكن واثقاً من قدرتك علي القيام بهذا لا تذهب .. تذكر ان اندي لم يعد في صفنا .
: لا تقلل من شأني كما عهدتك .

Koedara 28-06-21 08:08 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


: لم افعل ابداً بل كنت الشخص الذي يدفعك لتكون اقوي .. لكنني ادرك خطورة ما نحن فيه .. الأمر لا يتعلق بشخصك يا روبي .. انا اخشي عليك لا يبدو ان ما يجري هنا لطيفاً .
: سأذهب لأنه دوري حتي واذا كان خطراً فأنتم جميعاً ستفعلون الشئ ذاته .
قبل ان يبتعد خطوة جذبة الرجل اقرب قائلاً : قبل ان ترحل ولأنني اجهل ما ستؤول اليه الأمور يجب ان اقول .. انا اسف حيال ما فعلت .
وقف امامة ينظر اليه بطريقة باردة : هل ما تقول هام الأن .. ليس الوقت المناسب .. ارجو ألا يكون هذا وداع ايضاً لأنك شخص ارغب بالتخلص منه لا تتعامل كأن خطأك قد تلاشي مع الوقت .. اذا رأيتهم يقطعونك ارباً هنا يا سيد كلارنس فلن ترمش لي عين .
رد السيد كلارنس بجدية : لم يكن كذلك .. لكنني بذلت جهداً معك لتعليمك الكثير .. لدي شئ من حقي فيك اياَ ما ستقول .

ابعد روبي قبضتة التي تمسك بسترتة وتركه بدون كلمة , لماذا كان هنا معه , حتي حين قرر تسليم نفسه لأجل الأبتعاد عنه وجده في طريقة ثانية لا سبيل للتخلص منه ومع فارق العمر بينهم ألا انه مقدر ان يكون صديقة بشكل غامض , عاد الي فراشة وقال كرو : انتظر حتي يأخذونا للعمل حينها ستتمكن من الأنسحاب بحذر لا تكون الحراسة مشددة اثناء ذهابنا هم لا يهتمون لأن اذا فر احد سيجدونة لكنك تبدو واثق من نجاحك .
: انا كذلك لا تقلق سأجد الرجل وسأغادر المكان سأخبر الأخرين في الخارج .

تحقق من ان جهاز الأستقبال الذي معه يعمل وهو يحاول النوم , رغم ان المهمة لا تقع علي عاتقة وحدة وهناك عدة اشخاص في طريقهم لتسهيل امر هروبة ألا انه كان يفكر بأعصاب مشدودة في كافة الأحتمالات اذا تم القبض عليه سيندم كثيراً .. لكنه لا يملك خيار لقد اجبروه بشكل او بأخر علي القبول بمغادرة المكان وخططوا سريعا للأمر وهو مقتنع مثلهم انه الشخص الأنسب لهذا .

Koedara 28-06-21 08:09 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


في اليوم التالي بدأ بشكل معتاد وتوجه الجميع بوجه مكتئب الي عمله , كذلك روبي الذي يسمع ضربات قلبه السريعة واضحة يحاول التصرف بشكل طبيعي رغم انه متوتر ويشعر الأن بأنه يريد تسليم الدور لشخص اخر لكن لا انها فرصتة ربما الوحيدة لأثبات شئ لذا اتخذ طريقة الي الأماكن المسموح له بدخولها وهو يعمل بملامح باردة حتي وصل الي المبني التجاري الذي لم يفتح ابوابة بعد بينما تفتح المحلات في الداخل ابوابها استعداداً للعمل وكان دورة قد حان لبدأ خطتة كذلك , ينتقل من طابق الي اخر وحين وجد نفسه وحده همس في جهاز الأرسال لديه الي كرو : ماذا هناك انت تحاول الأتصال بي منذ بضعة دقائق .
اتاه الصوت المشوش للرجل : اردت تحذيرك ربما هناك خائن بيننا .
صمت الرجل وكأنه يتطلع الي المحيط حوله وعاد صوتة ثانية : لقد قبضوا علي السيد كلارنس ولا احد يعلم ما الخطب .
شعر روبي بالقلق جديا الأن : هو فقط .. بتهمة ماذا .
: لا احد يعلم لقد اخذوه بصمت فقط اقول حاول ان تسرع ان السيد بي ينتظرك لقد اخبرتة بالأمر والجميع علي استعداد ليخروجك من المكان بأي شكل وبسرعة لتجنب ايا َمما يحدث .
صمت مرة اخري : حسنا يا سيد كرو انا في طريقي .
: لا تفقد الأتصال بي .

تحرك روبي بنمط اسرع الأن لا يريد ان يفزع نفسه وان امرهم انكشف وهو يتوقع ان يمسكوا به في اي لحظة , لماذا قبضوا علي السيد كلارنس وحدة يبدو ان الجميع لا يزال في مكانة يعمل بشكل عادي ما الذي فعله في هذا الوقت القصير ولما هو خاصة من بينهم , هذا الأمر جعل حماسة يقل تجاه ما سيقوم به لكن في الوقت عينه شعر برغبة عارمة في مغادرة هذا المكان يكره فكرة انه قد يبقي هنا حتي لدقائق اخري اضافية , هل هذا لأن السيد كلارنس مقيد الأن ولن يتمكن من مراقبة ما يجري ماذا عن البقية هم ايضاً يستطيعون اكمال المهمة وحدهم , حين وصل للطابق الأرضي سار بخطوات بطيئة متعبة كأنه لايرغب بالوصول الي السيد بي قبل ان يعرف لما تم القبض علي السيد كلارنس هو يهتم لأمره اذاً وهذه حقيقة يكتشفها الأن , ربما سيقومون بقتلة قبل ان يتسني لأحد ممن في الخارج ان يأتي لمساعدتهم , لكنه تابع ما بدأه وحين اصبح في المتجر الذي ينتظرة السيد بي في غرفة داخلية به وهو غرفة مهملة لا تتعدي مساحتها الثلاثة امتار في اربعة امتار لا يوجد بداخلها سوي فراش ومقعد وصنبور مياه ومنضدة متهالكة عليها بضعة لوازم لأعداد المشروبات , و كون الرجل يحظي بغرفة حقيرة كهذه ألا انها تبقي بالنسبه اليه سكن ممتاز له وحدة ويبدو انه نالها تعويض عن خسارتة ساقة التي سببها شخص منهم بالتأكيد , القاه الرجل بنظرة شملته من رأسة لأخمص قدمية ثم ابتسم بود قائلاً : ها انت ذا .. اتعجب لما تعمل في التنظيف من هم في مثل عمرك هنا يعملون في وظائف تمكنهم من الظهور اكثر .. فهم يحبون ان يري الأوغاد هنا الوجوه الحسنة في كافة
الأماكن .

Koedara 28-06-21 08:10 AM

رد: علي الجهة الأخري 34
 


لهذا السبب كان يتطلع اليه البعض هنا بتساؤل , هل لأندي يد في هذا الأمر جعله يعمل نوعا ما بعيداً عن الألتقاء بأحدهم مباشرة ربما خلف شخصيتة الجديدة تلك لايزال يهتم لأمره حتي واذا لم يظهر ذلك نعم بالتأكيد هو كذلك لن يتخلي عنه شقيقة ابداً مهما كان ما اصبح عليه , اخرجة الرجل من شرودة : عليك بالفعل التحرك سترافقني بصمت مهما سمعت او حدث لا تحاول الخروج عن صمتك .. السيد كلارنس رجل صالح كونه اهتم لأمر الجميع ونفذ خطتة بتلك السرعة يجعله موضع ثقة و يجعلنا نخاطر رغم اننا نعلم اذا كشف امرنا ما ستؤول اليه الأمور .
ها هو يحظي باحترام ومحبة الناس من جديد وفي هذه المدة القصيرة لن يتمكن ابداً من اثبات وجهة نظرة عنه انه شخص سئ , اخذ الرجل جهاز الأرسال من يد روبي وتكلم : كرو .. اخبر ريف ان يبقي مستعداُ لتسلم الفتي نحن في طريقنا .
: تلقيت ذلك .. اين روبي .
: انه امامي .
: روبي لا اعتقد ان امر السيد كلارنس مطمئن يقول البعض انهم ينوون اعدامة بتهمة قتله البعض من القوات .
خطف الجهاز من يد الرجل وقال بعصبية : ماذا تقول .. لما اطلقوا صراحة خلال تلك الأيام اذا كان في نيتهم محاكمتة .
: لا اعرف التفاصيل بعد ولا تشغل بالك بالأمر عليك التركيز علي مهمتك الأساسية .

لكنه لم يتمكن من ألا ينشغل بالأمر بل انتابة القلق والضيق فجأة هل سيقتل في هذا المكان حقاً , لمحة سريعة عنه جعلته يقتنع انه كان شخص هام في حياتة وبالفعل تعلم منه الكثير لذا عليه التحرك قد يكون امامة وقت لأنقاذة : لا تشرد بأفكارك الأن لابأس جميعنا معرضون للمصير ذاته لم ينجو احد منا حتي الأن .
نظر اليه روبي قائلاً بأصرار : لا احد يملك القوة لمجابهتهم .. لكن ستأتي المساعدة واضمن لك ان من في الجهة الأخري يستطيعون القيام بشئ ما .
: ارجو هذا .. لنتحرك .

جعلة يحمل الدلو و المكانس ويتبعة ولم يعلق روبي بشأن هذا , سار الرجل بخطواتة البطيئة وهو يرتكز علي عكازة ولا يبدو عليه اي اثار للخوف او التحفظ كما غيرة فهو ينظر للجميع بجرأه ويستطيع التحدث الي الحراس وكأنهم اصدقاء

Koedara 28-06-21 08:12 AM

رد: علي الجهة الأخري 34
 


هل نال الرجل هذه المعاملة الأستثنائية جراء خسارة ساقة فحسب قبل ان يغادر المبني التجاري اوقفة رئيس الحراس وهو ينظر الي روبي بريبة : الي اين يا بي .. هل وجدت مساعداَ اخيراً .. لكنه لا يصلح مساعد للتنظيف بل ..... قاطعة السيد بي قائلا بلهجة مرحة تخفي غيظة : انه ليس مساعدي بل يعمل هنا منذ بضعة ايام وتم نقله الي المبني الأداري .
: ليس لدي اي معلومة بشأن هذا الأجراء .
قال السيد بي بثقة لم يفهمها روبي : تحقق اذاَ فنحن لن نذهب الي اي مكان .

راقب روبي الحارس الذي اخذ يتصل ليتحقق من الأمر بالفعل وكاد ان يهمس الي السيد بي ما الذي يفعله هل يريد ان يكتشف امرهم , استمع الي الرجل وهو يحبس انفاسة ويتأهب للقبض عليهم لكن الكلام الذي اخذ يتبادلة مع الشخص علي الخط كان يبدو مقنعاً له وقد اصبحت ملامحة مسترخية اكثر وهو يضع سماعة الهاتف مكانها قائلاً : حسناً يا بي يمكنك الخروج وهو .. لما ترافقة علي اي حال .
: لا تحاول ان توقفني اكثر بهذا الشكل تعرف اصابة ساقي قلت لم يصل سوي منذ ايام يحتاج الي فهم بعض الأمور .
لا يصدق روبي كم ان الرجل جرئ ليتحدث بهذا الشكل لكن الحارس الذي يبدو معتاد علي طبيعة الرجل لم يعلق وفتح البوابة ليغادرا , وحين تأكد اكونية انهم ابتعدا كفاية قال بتساؤل : كيف فعلت ذلك .
: لست انا تذكر ان هناك عدة اشخاص يساعدوننا من اماكنهم .
: وهل هناك شخص يستطيع ان يلفق امر انتقالي من هذا المبني .
: نعم كما ان هناك من سيساعدك حتي تصل قريب من بوابة الخروج حينها عليك التسلل لتكون حراً وهذا يتوقف عليك وحدك .. كان كرو والسيد كلارنس سريعان كفاية لتدبر كل شئ .
: اذا كان الأمر بهذه السهولة كيف لم ينجح احد في الهروب من هنا من قبل .
: فعل الكثيرين هذا لكن لا احد كان يملك وجهة معينه يذهب اليها .. ما اعنيه ان الخطة هذه المرة محكمة انت في طريقك لتغادر هذا المكان ثم يتم تنفيذ باقي الخطة المتفق عليها وهي احضار المساعدة .

Koedara 28-06-21 08:13 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


فهم روبي ان الأمر جدي والجميع يجازف بكل شئ حتي يحصلون علي حريتهم , حين اقتربا من المبني انقبض قلبة وهو يري هؤلاء الأشخاص ذوي الملابس السوداء لكن السيد بي بتلك الثقة توجه الي هناك وتحدث الي احدهم وكما فعل الحارس في المبني التجاري تحقق الرجل بنبرتة القوية الحازمة ثم اخذ روبي بعيداً عن السيد بي عدة خطوات وهنا شعر بالرعب لأنه لم يطلع احد علي انه لا يزال بحوزتة المسدس الذي اعطاه اياه السيد كلارنس وحين اتي الي المكان لم يفتشة احد كما هو علي وشك ان يتعرض لهذا الأن بالأضافة لجهاز الأرسال معه يوشك علي قول اوقفة للسيد بي لكن لسانه انعقد وهو يدرك ان غباءه الشديد سيفسد الأمر علي الجميع وسينتهي امرهم , قبل ان يبدأ اتي صوت السيد بي المتشكك : هل ستفعل هذا حقاً بشخص احضرتة انا .. انت تقلل من شأني .
: انه النظام المتبع يا بي .
: ليس نحوي ومن اوصي بهم .. دع الفتي يبدأ عمله فحسب ماذا في اعتقادك قد يفعل شخص مثله .. هل تعتقد انه يحمل سلاح او ماشابه .
تنهد الرجل وهو يتراجع ويشير الي روبي ان يحمل معداتة : تحرك الي الداخل .

من هو السيد بي كيف يملك هكذا سلطة عليهم في الواقع انه اهم شخص بينهم تري كم مر عليه من الوقت وهو يعيش معهم حتي اصبح يحادثهم وكأنه يملك شئ عليهم ولما لا يجادلة احد ابداً , علي اي حال كان ممتن ان الأمر انتهي علي هذا النحو , اخذ يعمل قليلاً وفي الوقت عينه يتطلع الي هنا وهناك ويدرس المكان حوله جيداً وحين وصل الي عدة مكاتب خاليه تكلم في جهاز الأرسال بخفوت : سيد كرو الي اين يجدر بي الذهاب الأن انا داخل المبني الأداري .
: التزم بعملك في الوقت الراهن وفي نهاية الدوام اذهب مباشرة الي القبو كأنك تضع معداتك هناك سيأتي اليك ريف حينها .. سيساعدك الرجل علي بلوغ اقرب نقطة من البوابة .. قال السيد كلارنس انك ستتمكن من عبور سور البوابة متسللاً .. اتمني لك النجاح وتذكر اذا تم القبض عليك اغلق فمك ولا تذكر احدنا ابداً هذا واجبك يا روبي .
تنفس بعمق وقال : فهمت يا سيد كرو .

نفذ اوامر الرجل واستمر يومة ما بين العمل واستراحة الغداء ثم تلبية طلبات الموظفون في المكاتب من مشروبات الي اي اعمال تنظيف يحتاجون اليها وحين انتهي الدوام كان بالفعل منهك ان العمل في المبني الأداري اكثر ضغط وجهد

Koedara 28-06-21 08:14 AM

رد: علي الجهة الأخري34
 


توجه الي القبو وهو يأخذ وقته ليضع معدات العمل كان يفترض بعدها ان يذهب الي المبني السكني حيث وجهته لكنه بقي مكانة في القبو بانتظار ريف ولم يتصل بالسيد كرو كما لم يفعل هو ربما الأمر ليس سهل من جانبة وهو منشغل في عمله , ظل هناك لوقت طويل حتي غفا وظن ان لا احد سيأتي ولم يكن بأمكانة ان يعود ادراجة الأن , حتي سمع صوت الباب يفتح ببطئ واتاه صوت الرجل الذي امامة يقول بخفوت : هيا تحرك الأن بسرعة .

نهض روبي يحاول ان يمرن جسدة المتصلب ويزيح عنه النعاس , تبع الرجل الذي يبدو في عجلة من امرة وهو يتلفت حولة بقلق اكثر من اللازم علي الرغم من ان المبني خالياً الأن , لم يتخذ خطوات نحو الباب الأمامي بل اتجة الي ممر طويل علي جانبية غرف مجهولة حتي وصلا الي غرفة خلفية ثم غرفة ذات ضوء سئ يؤلم العين وتحوي الكثير والكثير من الملفات والأوراق عبرا بين الخزانات والأدراج التي تحوي مزيد من الأوراق حتي باب اخر في الداخل يوصل للجهة الأخري , وحين وجد نفسه في الخارج اخيراً اكتشف انه ابتعد كثيراً عن المباني الأخري واصبح قرب السور تماماً انتظر مع الرجل بصمت لأقل من دقيقة ربما حتي ظهر احد الحراس من العدم فجأة وقال ريف بخفوت : ينبغي عليه مغادرة المكان الأن تأخر الوقت بالفعل وسيبدأون بالبحث عنه لأنه لم يعود الي الغرفة .

أومأ اليه الحارس بصمت وتركه السيد ريف ورحل وحين بدأ الحارس في السير وهو يتفقد الأرجاء حولة تبعة روبي , لماذا يساعدهم احد الحراس هل هو منهم ايضاً هل من وصلوا الي هنا منذ بداية حثهم علي المجئ نالوا بعض المناصب الهامة وهل هذا الحارس يرغب بالتخلص منهم ايضاً , لم يفهم طبيعة العلاقات بينهم لكن كان عليه الخروج يرغب بشدة ان يعبر هذا السور ويصبح في الخارج مرة اخري , اتجة الحارس الي باب جانبي ومرر منه احدي البطاقات وفتح ببساطة ومرة اخري كان في غرفة اكثر نظافة وتنظيم تحوي اوراق وملفات ثم بعدها غادرا الي ممر يحوي غرف مكاتب انيقة لكن المكان خالياً من اي شخص سواهم , تبعة حتي الدرج الذي قادهم بضعة درجات الي الأسفل ثم استخدم البطاقة ذاتها ليفتح الباب قائلاً لروبي اخيراً : يجب ان تدرك ما اقحمت نفسك فيه واياً كانت وجهتك فيجب عليك العمل سريعاً ثم اختفي .. سيأتون للبحث عنك واذا تم القبض عليك فسوف تصبح مجرد ملف لشخص ميت اخر في هذا المبني .
تنهد روبي بعمق وهو يراقبة يفتح الباب وامسك به وهو ينتظرة ليغادر قال روبي بتساؤل : هكذا انا في الخارج .
: نعم حراً تماماً .. انت تعرف طريق الوصول لوجهتك صحيح .

Koedara 28-06-21 08:15 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


أومأ اليه روبي ثم خطا نحو الخارج بتأهب وما ان عبر من الباب اغلقة الحارس مسرعاً ولم يصدق انه علي الطريق مرة اخري وهو في شارع جانبي يظهر السور العالي قريباً منه وقد اصبح في الجهة الأخري منهم , لم يتوقف ليستوعب الأمر بل اطلق ساقية للريح باتجاه المنزل .

*************

الأن يعرف الفارق بين اين يكون في الجهة الخاصة بهم او وهو حراً علي هذا النحو يرغب بهذا لجميع من كانوا معه هناك , حين اقترب من المنزل شعر بالتوجس من هذا الهدوء الذي يغلف المكان حتي الهواء بدا من حولة ساكناً فجأه , هل ثمة خطب قد حدث , هل هناك احد من تلك القوات بالداخل , هكذا مثلما تسلل من هناك من الأبواب الخلفية ذهب حتي نهاية السور وحاول الصعود ليفاجئ بثلاثة اشخاص يسددون نحوه الأسلحة وهذا جعله يرتبك فجأه ويسقط من الأعلي , كانت اعصابة محطمة وحدها ولم يكن في حاجة ليري مشهد كهذا في المكان الوحيد الذي يفترض ان يشعر بالأمان لأنه وصل اليه اخيراً , ظل مكانة ارضاً وهو ينظر اليهم حتي أتي صوت ريفين يتطلع الي ما يحدث وحدق الي روبي : توقفوا يا رفاق .
: لا اتذكر ان المكان كان مشدد الحراسة لهذا الحد حين رحلت .
قال روبي وهو يمسك بظهرة الذي دب فيه الألم : كيف وصلت الي هنا .. ماذا حدث معك .. اين البقية واين السيد كلارنس .
ثانية السيد كلارنس هو الأهم : لقد هربت يا ريفين .
استمر بالنظر اليه بدهشة ثم قال بريبة : انهض وتعال معي .

نهض بصعوبة وقد وصل التعب مداه انه بحاجة للنوم بشدة ولن يسعه توضيح مفاجأة انه في المكان من جديد لكنهم لن يتركوه بهذه السهولة , سأل وهو يتبع الرجل : اين سيف انا بحاجة للتحدث اليه .
: لا اعتقد انه من الحكمة ان تتحدث الي شخص بعينة الأن قبل ان نفهم كيف استطعت الفرار من هناك .
عبس روبي قائلاً : هل تشك بأمري يا ريفين .. هل تعتقد انني هنا لشئ في مصلحة هؤلاء هناك .. ثم ما خطبكم هنا مع كل تلك الحراسة واين البقية .
: اننا في وضع مشدد الأن والبقية بعيداً في مكان اخر لن اطلعك عليه .
لا يصدق انه يشك به وانه قلق من توضيح مايجري له , وصل به الي غرفة ياس وقال وهو ينظر لعينية بقسوة : اين السيد كلارنس .
: تم القبض عليه وهم يستعدون لأعدامة .. وانا هنا للأسراع في مساعدتة قبل ان يتم تنفيذ هذا .

Koedara 28-06-21 08:16 AM

رد: علي الجهة الأخري34
 


ابتلع الرجل ريقة وقد ظهر القلق واضحاً علي وجهه : يا فتي انت لا تقدر ما يقوم به السيد كلارنس لأجلنا سواء قبل مجيئنا للعيش هنا او ونحن هنا بالفعل وما هو مستعد لتحمله لمساعدة اي شخص اذا كان في امكانه هذا.. ما بينكما هو امر خاص لا اريد معرفته لكن تذكر هذا الرجل لا يستحق الأيذاء .
: لما تخبرني انا بذلك .. انا هنا للمساعدة يا ريفين اقسم علي هذا .. المساعدة تشمل السيد كلارنس كذلك .
فتح الباب ليدخل قائلاً : آمل ذلك .
تركه يدخل وحده وكان ياس وسيف الذي يبحث عنه في الداخل ووقف الرجلان فجأة لايصدقان انه امامهما , توجه سيف ناحيتة بنظرات ثابتة وامسك به من ذراعية وكأنه يحاول التحقق جدياً انه امامة واخذ يهزه بعنف وهو يقول : كيف .. كيف وصلت الي هنا .
رد روبي ببساطة : لقد هربت .
: هل وجدت زين .. هل هو من ساعدك .
: كلا .. لا اثر لزين هناك .

ان ما اراده يتحقق اخيراً شخص كان في الداخل وعاد اليهم الأن ليخبرهم عن كل شئ , طلب منه سيف الجلوس ثم اخذ الرجلان ينهالا عليه بالأسئلة كل ما ارادا معرفتة بدءاً ًمن مغادرتة من هنا حتي هروبة من هناك , وحين انتهي من اخبارهم كل شئ وتوضيح لما هو في المكان كان قد اصبح غير منتبهاً تماماً وهو يشعر بالجوع والتعب والأرهاق لكنهما لم يأبها لذلك : نحن بحاجة لمساعدة الأخرين هناك بسرعة .. سيعدم السيد كلارنس وربما اخرون وسيقع البعض في المشاكل حين يكتشفون اختفائي .
نظر ياس الي سيف الذي بدا يفكر : هل انت مستعد للمخاطرة .
: حتي واذا لم اكن ليس لدينا اي رفاهية للرفض صحيح .
التفت سيف الي روبي : هل هم علي علم بأنني سأذهب الي هناك .
: بالتأكيد .. سيساعدك البعض للدخول كما غادرت انا .. لكنك لا تملك الوقت عليك القيام بهذا بسرعة .. وسأرافقك .
سأل سيف بدهشة : لما ترغب بدخول هذا المكان مرة اخري .
: السيد كلارنس هناك وسأغادر معه يجب ان يكون لي دور في مساعدة البعض ايضاً .
: انتهي دورك الأن يا روبي .. كل ما ستفعله هو الأنتقال الي المنزل الأخر مع البقية وستترك اكمال المهمة لنا .
نهض فجأة وجعله هذا يشعر بالدوار : لا .. سأعود الي هناك .. ثم انت بحاجة لوجودي ليتعرفوا عليك ولتعرف ايضاً الي من ستذهب في الداخل .

Koedara 28-06-21 08:17 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


استمر سيف بالتحديق به بصمت ثم قال : اذهب الأن للنوم لكي لا تموت من التعب بسببنا .. سنناقش هذا الأمر حين تستعيد نشاطك .
: الي اين يمكنني الذهاب للنوم .. اجد ان المكان قد تغير فجأة .
قال ياس اخيراً الذي اكتفي بمراقبتهم يتحدثان معاً : غرفتك والسيد كلارنس لا تزال كما هي يمكنك العودة اليها .. اطلب من ريفين بعض الطعام يا عزيزي .
قبل ان يخرج من الباب قال ياس مرة اخري بلهجة مرحة : ان زينا الأن في المنزل الأخر بالمناسبة لذا لديك الوقت لتفكر الي اين تود الذهاب فعلاً .. كانت قلقة عليك .
القاه روبي بنظرة حانقة ثم اختفي ضحك الأثنان بخفة وعاد ياس لجدية الموضوع قائلاً : عليك ان تدرك خطورة ما ستقدم عليه .
: يبدو ان الجميع يعاني هناك يا ياس لكي يخاطروا بهروب الفتي حتي يأتي بالمساعدة .. سأذهب اولاً اذا نجحت دوركم هو المساعدة في اخراج الجميع من هناك .. يجب بمجرد دخولي المكان ان يقوم بعض الأشخاص من هنا بتسليم انفسهم نحتاج الي دعم هناك بشكل قانوني واشخاص اخرون علي استعداد .. بما انهم لا يقتلون احد ويعطونهم فرصة للعمل فلدينا وقت .
قال ياس بنبرة جافة : سيف .. قد لا تتمكن من العودة يا صديقي .. قد يكون اخر ما ستصل اليه هو هناك .
كان يدرك هذا فهو ليس ذاهباً لقتال بعض الأشخاص كما تعود بل هو ذاهب الي وكر هؤلاء الي باطن قوتهم , اخذ قلبة يدق بألم وهو يفكر بمصير ابنتة اذا لم يتمكن من العودة فما فائدة العناء اذاً , سيكون لديها فرصة لمستقبل جيد علي الأقل هكذا لن يخسر كل شئ .

*********************

اقتحم اندي غرفة السيد بي وهو يقول بلهجة غاضبة : اين الفتي يا بي .. الي اين قمت بتهريبة .
نهض السيد بي يحاول نفض النعاس عن عينية واستيعاب ما يحدث , كان امامة اندي بملامحة الغاضبة وخلفة اثنين من رجالة وقال السيد بي بلهجة البساطة : لما عليكم اقتحام غرفتي بهذا الشكل واتهامي .
قال اندي من بين اسنانة : بي لا تحاول ان تدعي الجهل .
: قمت بتسليم الفتي الي جهة العمل التي أمرت بها .. كونكم لا تجدونة في اي مكان هذا تقصير منكم لا تحاولوا ان تجعلوني ضحية اخطائكم مرة اخري .

Koedara 28-06-21 08:18 AM

رد: علي الجهة الأخري34
 


استمر اندي في التحديق به ثم قال بلهجة باردة تعني مقصدة : دون اي شخص هرب من هنا قبلاً فقد اخترتم الشخص الخطأ هذه المرة .. هل تعرف لماذا يا بي .. لأنه شقيقي وسأجدة في اي مكان حتي اذا اضطررت لقتلكم جميعاً .
ازدرد لعابة وهو يدرك حجم المشكلة بالفعل , لما لم يخبرة احد بهذه المعلومة فهو في غني عن التورط في مسألة جدية كهذه ام انهم كذلك لا يعرفون بشأن الفتي , استمر السيد بي في لهجتة البسيطة : مازلت اصر علي موقفي لا يوجد شبهة ادانة لقد سلمت الفتي الي المكان بعينة وغادرت امام الحارس .
ابتسم اليه اندي بوحشية وغادر بصمت , جلس السيد بي علي فراشة يحاول تحديد ما يجب القيام به .

اكتشف اندي امر اختفاء روبي حين لم يعود للغرفة البارحة مع البقية بعد انتهاء دوام العمل وتطوع للبحث عنه بنفسة حتي واذا كان قد اصبح في الخارج بالفعل ونجح فسوف يعيدة لايدرك الأحمق ما يفعله ولا ما اقدم عليه واذا تولي شخص اخر هنا امر البحث عنه و عثر عليه فهو لن يتحمل ان يتم عقابة علي يد شخص اخر , كان يعرف من له يد في هذا ومن الجيد ان حريتة مقيدة الأن , هناك البعض ممن وصلوا مع روبي سابقاً لكنهم لا يملكون القدرة علي التخطيط بهذا الشكل لينجحوا في تهريب الفتي لذا كان كلارنس لا احد قد يعرفه مثلة انه صديق منذ اعوام ويعرف طريقة تصرفة وتفكيرة , ذهب اليه وحده كان عليه التحدث اليه بلا تهديد تلك الطريقة لن تجعله يظفر بفرصة لينطق الرجل بشئ , انتظر في الغرفة الصغيرة التي يسمح بمقابلة السجناء فيها حتي اتي برفقة احد الحراس وجلس امامة , كانت هناك نظرة طويلة بينهما جعلت اندي يشعر انه ليس امام شخص عادي يستطيع ان يخيفة ببضعة كلمات , انه شخص مخضرم في القتال ولا يبدو انه يأبه لموتة وانتابة الضيق فجأة حين اتاه شعور بأنه يخشاه هذه الثقة بالنفس والقوة التي تطل من نظراتة ليس الصنف الذي تعود عليه من هؤلاء في الجهة الأخري نعم كان هناك الكثير من المقاتلين اقوياء واثقين من انفسهم لكنهم الأن يعملون بوداعة وخضوع لكن هذا الرجل لا , السخرية الواضحة نحوهم والجرأه التي هو عليها تحتاج الي اخذ الحذر : اذاً يا كلارنس حتي وانت هنا مازلت تمارس العمل ذاته .. اتسائل ما الذي سيجعل وتيرتك تهدء قليلاً .
: الموت .
: ربما سأرسلك اليه عما قريب .
: لا يهم .

Koedara 28-06-21 08:20 AM

رد: علي الجهة الأخري34
 


: تعرف جيداً لما انت هنا وحتي قبل ان تنال العقاب الذي تستحقة ارتكبت جرماً اخر .
: ليس لدي الصبر لسماع احاديث مملة من جانبكم لتفعلوا ما شئتم .
: ليس بتلك السرعة .. ليس قبل ان اعرف الي اين ارسلت الفتي .. من الأفضل ان تخبرني لأنك اذا لم تفعل سيذهب الي منزلكم العزيز من سيدمرة ولا اضمن ان الجميع سينجو .. تذكر انك لست ذكياً كفاية لقد ساعدت الفتي علي الهروب لكننا نعرف الي اين سيذهب .
: اذاً ارسل قواتك الجبناء لتنفيذ تهديدك ولا ترهقني بسماع كلماتك يا اندي .
ظل اندي صامتاً لوقت ثم غير مجري الحديث : لا افهم كيف لم تكن معنا منذ البداية .. كيف اصبحت عدونا وقتلت احداً منا .
: ليس قتل بل دفاع عن النفس وعن جماعتي وعن منزلي الذي تحطم هناك .. الم تكن جزء من هذا .
: لم يكن لدي معرفه بأنه منزلك بالمناسبة ولا انك قائد لهؤلاء ال .... قاطعة السيد كلارنس بنبرة خشنة : لا تضيف كلمة اخري عنهم لا يحق لك التقليل من احد .. ثم ان الصغير الذي يشغل بالك لهذا الحد كان احد هؤلاء ال .
ضيق اندي عينية وهو يسأل بريبة : هل كان روبي يعيش معك .
: نعم .. انه تعليم يدي .. ليس لديك ادني فكرة عما عاناه شقيقك في الجهة الأخري مثلنا جميعاً لكنني قبل معرفتي بمن يكون حرصت علي ان يكون افضل .. لو انك عاملتة بطريقة اخري حين وقع بين يديك هنا اقسم انني كنت لأختار شخص اخر للهروب لكنك رميت به وكأنه لا يعني لك شيئاً بينما غرباء عنه كانوا بمثابة الأهل بشكل او بأخر .
: حسناً نفهم بشكل واضح كم تكرهنا ولا اهتم في الواقع .. لماذا غادر الفتي المكان ما الذي هو في طريقة ليفعله .. كان خطأنا حين وضعناك مع البقية كان عليك ان تبقي منعزلاً بأفكارك الخطرة .
: لما تعاقبني علي خطأكم اذاً .. اذهب واقبض علي الفتي واستجوبة كما تحب .
: افكر في ان تكون متعاون معنا قليلاً .. لن يروقك ما سيحدث لك يا كلارنس اذا قبضنا علي الفتي بأنفسنا وأقر بما خططت له .
: لن يفعل روبي ذلك انا اثق به علي عكسك .. ثم لما تتهمني بأنني من ساعدت في هروبة ما الدليل الذي
تملكه .
: لأنكما وصلتما في اليوم ذاته وبقيتما في الزنزانة ذاتها ثم انتقلتما الي الغرفة ذاتها .
: هراء ان ما تقوله لا يعني شيئاً وانا ارفض اتهامك لي لذا اذهب وقم بعملك بمفردك .

Koedara 28-06-21 08:21 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


: سأعاقبكم جميعاً بصفتكم مشتركين في الجريمة .
: هذا يدل علي كم انت يائس .
تنهد اندي بعمق كان يعلم انه لن يفوز بشئ معه في النهاية لذا امر الحارس ان يأخذه لزنزانتة ثانية وقرر ان يبدأ بعمله بالفعل .

******************

تجهم وجه الونا وهي تستمع الي سيف الذي يخبرهم بما آتي روبي لأجله وانه سيعود الي هناك برفقتة وقد لا يكون الأمر بهذه السهولة لكنها فرصتهم الأخيرة اذا ارادوا ألا يعيشوا بقية حياتهم يخدمون هؤلاء في الجهة الأخري , اخذ روبي كذلك يصف الحياة هناك ماهو دورهم وكيف يعاملون وكيف يعاقبون وما هم في طريقهم ليفعلوة بالمدينة بعد ان يتم القبض علي البقية وتدمير المنزل الوحيد المتبقي لهم , لم يأتي سيف ليأخذ رأيهم في الذهاب او عدمة بل جاء ليوضح الأمر حتي يتمكنوا من الصمود هنا لبعض الوقت وسوف ينضم البقية اليهم كذلك حتي ياس وريفين وسيبقي المنزل القديم خالياً لأن الأمر شديد الوضوح في انهم سيأتون للأنتقام ولن يكون هناك اي حل ودي معهم , وافق الجميع لأنهم لا يملكون خيار اخر ولأنهم شعروا بالخوف والأحباط من معرفة الحقيقة هناك وانه لا مستقبل امامهم , لم تنطق الونا بشئ وهي تراه يغادر مرة اخري وطلب من روبي ان يظل في المكان حتي عودتة وبقية الرفاق ليكون المنزل القديم خالياً قبل تحرك القوات , في طريقة للعودة لاحظ سيف حركة غريبة في مقر هؤلاء فهو يقطع الطريق القريب منهم بحذر لكن ثمة اصوات يتردد صداها في الداخل كأنهم يعلنون عن شئ لا يفهم ما يقال لكنه يسمع , بات كل شئ يجري الأن يثير القلق اكثر فلم يتبقي الكثير منهم ولو انهم قرروا الهجوم سينتهي الأمر بسهولة , وجد ان الجميع بالفعل علي استعداد للمغادرة وقد اخذوا كل ما هو هام بالنسبة اليهم في المكان ليأتوا اذاً ويقوموا بشن الهجوم الذي يحلمون به , كان ريفين يقف برفقة اثنان من رفاقة القدامي وقال له سيف : كان هذا خيارك هذه المرة لا تحاول ان تهاجم احد بتورط رفاقك في الأمر .
قال ريفين بقوة : السيد كلارنس هناك واذا كان هناك من عليه ان يقدم المساعدة فهو نحن بالتأكيد .. لن نتخلي عنه بهذه السهولة فقط اذهبوا وسنكون في طريقنا لتسليم انفسنا .

Koedara 28-06-21 08:22 AM

رد: علي الجهة الأخري34
 


: سأكون والفتي في الطريق لمحاولة التسلل للدخول الي هناك الليلة كذلك .
أومأ اليه ريفين ونظر سيف الي ياس والشاب الذي معه قائلاً : لنذهب اذاً لا وقت لدينا .
القي ياس نظرة شاملة حوله في المكان هنا تعرف علي الكثيرين ورأي العديد من الأشياء تحدث وعاش مواقف جمة وكان سعيداً برؤية المزيد ينضمون اليه طوال الوقت , شعر في وقت ما انه بالفعل منزلة وكان مستعد لتقديم المزيد من المساعدة لأي شخص يأتي بعد , لكن عليه الأن البدأ بحماية منزل اخر وترك هذا المكان خلفة لذا تحرك برفقة سيف والشاب قاصداً الطريق الي هناك .

**************

قالت زينا التي تقف في الشرفة برفقة روبي : لقد غضبت كثيراً حين رأيتك تتركنا وتغادر معهم .. هل تدرك انك تبدو مثلهم .
التفت اليها قائلاً بتساؤل : ماذا يعني ذلك .
: اعني تبدو خالي التعابير ولا تأبه لشئ مثلهم ولن تهتم سوي لمصلحة نفسك .
: هل هكذا ترينني .. اي جزء من ذلك يجعلك ترغبين في ان نصبح اصدقاء .
: قلت انك تبدو كذلك لكنني اعلم انك شخص جيد و ألا ما كنت هنا الأن .
امسك بحقيبة التي استطاع استرجاعها من المنزل القديم حين ذهب لغرفتة واخرج منها رسمة السيد كلارنس واعطاها اياها قائلاً : انها الشئ الباقي من مسكنة القديم وجدتها في طريقي واعتقدت انها قد يكون لها اهمية لديه قبل ان اعلم انك من رسمتها .
اخذتها زينا وهي تتأملها كانت مجعدة قليلاً وقالت بعد وقت : هذا رجل تلاحقة النساء بالتأكيد .. مشكلتة الوحيدة انه لم يأخذ شئ بجدية طوال حياتة كان يعيش اليوم بيومة ولم يكن ليفكر في الغد طالما هو محاط بمن يحبهم .. لطالما كان مراعياً لمشاعر الأخرين دوماً حتي واذا اظهر بعض القسوة ألا انها احياناً تكون طريقة في قول انا اهتم لك .
نظرت الي روبي : شكراً لك لأحتفاظك بها .. كنت آمل ان احتفظ بك انت ايضاً هنا .
لا يعرف من اين تأتي بتلك الجرأة العفوية في نطق هكذا اشياء وحدق الي ضحكتها وهي تقول بمرح كعادتها : تبدو ممن لا يتحملون المداعبات وجنتيك تفضحك باستمرار .

Koedara 28-06-21 08:23 AM

رد: علي الجهة الأخري 34
 


تضايق لأنها لاحظت خجلة ولم يكن بأمكانة ان يقول كلام مثل كلامها : اتمني ان يعود لأجلك .. علي العودة للداخل لأننا علي وشك الرحيل .
امسكت بذراعة لتوقفة وتأثر للمستها ووقف مسمراً مكانة : كنت آمل ان نتحدث لوقت اطول بعد .
: انا ايضاً لكننا لا نملك الوقت .. اسف .
: ألا يمكنك ان تقول شئ لطيف لمرة .
ظل يفكر حتي ضحكت ثانية وقالت : الأمر لا يحتاج لكل هذا التفكير .. لابأس يكفيني نظرتك تلك .
تركها وذهب قبل ان تلاحظ خجلة ثانية لما لا يملك الجرأة ليرد عليها بكلام مماثل علي الرغم وهو بعيداً عنها تأتيه الكثير من الأفكار عما يمكن قوله حين يراها لكنه حين يكون امامها يصبح عقلة فارغاً فجأة .


قالت الونا وهي تراقب سيف يحزم امتعتة : كيف وافقت علي بقاء ياس هناك وحده وانت تعرف يقيناً انهم سيأتون لمهاجمة المكان .
: اراد الرجل ان يبقي في منزلة ماذا في وسعي ان افعل .
: ان تقنعه بمرافقتك مثل الجميع .
: هو حر الأختيار .
ظلت صامتة تريد ان تفهم موقفه فأذا كان يريد اجبار الرجل علي المجئ الي هنا لفعل هي واثقة لما اذاً وافقة علي ان يظل هناك وحده : سيف .. لما تتصرف بتلك الطريقة دائماً .
توقف وهو يبادلها النظرة ذاتها : انت والبقية كافياً للغاية وجودكم لحماية المنزل .. انه منزلة يا الونا انا افهم الرجل وافهم لما يريد البقاء هناك حتي اخر لحظة .
: نعم ولكن .
عاد الي مايفعل قائلاً ببساطة : لا وقت للمشاعر الأن كل شخص يعرف جيداً ما الأفضل له .

شعرت بالغيظ من طريقتة المستفزة في تولي المحادثة ثم شعرت بنفسها تهدأ فجأة , قاومت رغبة مجنونة في لمس وجهه وهي تتأملة بصمت , وكلما تذكرت انه علي وشك الرحيل تكاد تتوسل ليبقي , كان يجب عليها الحصول علي شئ منه قد لا تراه مرة اخري قد تحرم منه ومشكلتها انها علي الرغم من مشاعرها فهي لم تخبرة بكلمة واحدة , تفاجئ حين شعر بيدها علي وجنتة تدير وجهه نحوها هذا اخر ما قد يصدقة وهو يقف مستسلماً لها لتفعل ما تشاء اياً كان ما ستقدم عليه , وحين التفت ناحيتها يقف هادئاً يراقب عينيها التي تتأملة بشغف وبعمق من ارتفاعة الشاهق

Koedara 28-06-21 08:25 AM

رد: علي الجهة الأخري 34
 


اخذت يديها تسير برفق علي وجهه داخل شعرة ولم تفهم ما تفعله كأنها مسحورة , ترغب في حفظ ملامحة عن ظهر قلب اكثر ترغب في الأحتفاظ به وحدها بعيدأً عن كل هراء العالم هل هذا ما كان يقصد ان يوصلها اليه , ألا تتمكن من تحمل الي اي مدي تريده معها , لا ترغب بأن يكون له قوة او رفض تريد اخضاعة تريدة في موقف ضعف امامها سيطرت عليها تلك الرغبة وهي لا تزال تحدق به لا تريد ان تكون الفرد الأضعف بل الأقوي , نعم ترغب بأن يكون قوي مع الغير لكن في علاقتهما لا عليه ان يكون خاضعاً لها ببساطة وهي تعلم ان تخيلاتها ستظل لها وحدها , حين شعرت به يمسك بيدها ويقبلها بسعادة تراجعت خطوة وقد توقف الكلام في حلقها : شكراً .
قالها بخفوت لكنها اغتاظت حتي من نفسها حين قالت فقط : هذا رد علي الدقائق الثمينة التي منحتني اياها سابقاً علي حد قولك .. متساويان اذاً .
لماذا لم تقلها لماذا قررت اخذ الموقف ذاته معه فهي علي وشك الموت خوفاً من ان يصيبة مكروه ويختفي عنها من ان تستيقظ يوماً ولا تجده في حياتها انه حالياً كل شئ يدفعها لتبقي علي قيد الحياة وتتحمل يوماً اخر بعد , ما خطب لسانها لما لا يسمح بمجاراتها مرة , لم يناقشها ولم يتفوه بكلمة اخري تأكد من وجود عتادة معه و اوشك علي المغادرة وهو يدير لها ظهرة حينها اخذت خطوة سريعة باتجاهه : سيف .
توقف مكانه يراقبها وهي ترتمي في حضنة وتحكم ذراعيها حول خصرة , لم يكن هذا عناق عشاق بل كانت خائفة شعر بهذا : ما خطبك يا الونا .. هل انت خائفة .. لا تكوني طفلة الأن .
قالت بصوت مكتوم : بل انا خائفة كثيراً ً .
رفعت وجهها اليه : لا تذهب .. بأمكان اي شخص اخر القيام بهذا .. أما انت لديك اشخاص بحاجة لوجودك بعد .
ابتسم برقة : كم انت قاسية .. انتظرت وقتاً طويلاً لأجل هذه الكلمات والأن حيث لا رجعة تعترفين .
: ابقي .
: اسف لايمكنني انه عملي وانا مسئول عنه .. اهتمي ب ميمي من فضلك .
كلا لم تكن راغبة بأن يبعدها عن حضنة فهي مرتاحة وتشعر بالأمان هناك لكنه تركها ورحل ومن المستحيل ان تجاري مشاعرها المخيفة اكثر لتبكي وتتوسل لكي يظل بل وقفت مستسلمة للأمر الواقع وهي تعرف انها بالفعل تأخرت , تأخرت كثيراً .



Koedara 29-06-21 07:17 AM

رد: علي الجهة الأخري الفصل 35
 


الفصل 35

كان لا يزال هناك شئ يجعل روبي غير راغباً بمرافقة سيف لم يصفي من ناحيتة بعد لكنه لا يملك رفاهية الأختيار , انتظرة ليودع ابنتة التي قالت : سترحلان انتما الأثنان .. لما لايبقي روبي معي .
: لديه عمل ايضاً يا صغيرتي .. لكننا هذه المرة سنعود وسنبقي معاً ولن اذهب بعيداً مرة اخري وهو كذلك .. انها المرة الأخيرة فحسب .. هل ستكوني فتاة قوية وستساعدين البقية لحماية المنزل .
أومأت اليه الفتاة بحزم وابتسم سيف وهو يقبلها علي وجنتها واحتضنتة بقوة : انا احبك يا ابي .
: و انا كذلك يا صغيرتي .
نظرت الي روبي : اهتم لسلامتة .
: اطلبي منه بعض التعقل سيكون هذا كافياً .
علق سيف نظرة بها لوقت قبل ان يغادر .

دفع روبي حجر صغير بقدمة وهو يلحق بسيف بكسل علي الطريق الساكن ثم اخذ ينظر للرجل الذي يسبقة ببضعة خطوات , كان في حاجة ليخفف هذا الأرتقاب والقلق الذي يشعر به وهو لا يصدق انه يعود لهذا المكان ثانية وقال فجأة : ارغب بأخبارك شئ ما .
: تفضل .
: انا لست كما يخالني جميعكم .. قبل ان ارافق السيد كلارنس الي ذلك الهجوم واقتل الرجل كنت قد سبق وقتلت من قبل .. ليس شخص واحد بل ثلاثة اشخاص .. وكان احد اصدقائهم هو هذا الذي اصاب لي في اليوم الذي رافقتكم فيه لتحصلوا علي الأسلحة .. هذا ما كان يجعله بهذا الأصرار
لقتلها .
توقف سيف والتفت اليه وهو يتفحصة سريعاً وعاد روبي يتابع : حين وصلت الي منزل زين لم تكن اصابة قدمها جراء سقطة او هروب من تلك الحيوانات بل كانت جراء شجار معهم .. في البدئ وافقوا علي انضمامنا اليهم كانوا يسرقون من البعض ويقتلونهم بلا ادني اكتراث بعد استحواذهم علي اسلحتهم والموؤن .. بعد عدة ايام من عملي معهم قرروا ان يتجاهلوا نصيبي ونصيب لي من الطعام والماء ودار شجار بيننا لكنهم ثلاثة اشخاص اقوياء ونحن اثنان فقط بالأضافة انهم يكبروننا سناً .. اصبت في قدمي ورأسي وهم من هاجموني بعد ان ساعدت لي علي الهرب .. لذا انتظرت حتي ذهبوا في النوم وقمت بذبحهم حتي تكون ميتة سريعة صامتة .. وهربت بعدها حتي اهتديت للمنزل الذي وجدتني به .
ساد الصمت ثم قال سيف بجفاء : لما تخبرني بذلك .

Koedara 29-06-21 07:18 AM

رد: علي الجهة الأخري الفصل 35
 


: لا ادري لكن كان يجب ان اخبرك .. كنت مثلكم منذ البداية لكنني وجدت ان كوني فتي مسالماً لم يقتل احد من قبل يجعلكم تعتقدون انني لا اشكل خطر وكان هذا يمنحني مساحة من الحرية .
: كلا لم اعتقد هذا يوماً بل كان لدي شك دائماً ان ثمة شئ مريب حولك .. وها انت تعترف .
: اقول هذا فقط لأن شقيقي هناك في ذلك المكان وهو من الأشخاص المسئولين .. لكي لا تقل عنه انه شخص سئ جميعنا كذلك يا سيف لدينا ما يدفعنا لنصبح بهذه القسوة في نظر الأخرين .. حتي انت تفعل كل ما يلزم لأجل ابنتك مهما كان .
: لن الوم احد يا روبي لدي دور لاؤديه في الحياة وهذا كل ما اعرفة .. اخبر قائدك الذي انت في طريقك لأنقاذة بهذا سيكون فخوراً بك .


تابعا طريقهما بصمت بعدها وحين اقتربا كفاية اخذ روبي يتقدمة وهو يتجة الي ذلك المبني الذي يحوي الأوراق وقال بخفوت : سنبقي قريبان من هناك حتي يأتي الشخص الذي سيدخلنا لا يوجد امامنا سوي الأنتظار حتي يغادر لأي سبب .
: هل يعرف بوصولنا .
: يعرف بالتأكيد لكنه لا يدري متي ولا نملك اي وسيلة تواصل مع الأخرين في الداخل .
: ماذا عن جهاز الأرسال لديك .
نظر اليه روبي بريبه : لن نخاطر بالطبع بهذا نحن لا نعلم ما أل اليه الأمر في الداخل قد يكون الأخر في حوزتهم الأن .
: يروقني هذا الفكر منك .. تغيرت يا روبي رغم كل شئ .
: لا ادري هل هذا مدح ام انك تحاول التنمر علي .
اختبأ جوار احد الأسوار وهم يراقبان البوابة تفتح ويخرج سياراتان تابعة لتلك القوات في طريقها الي مكان بعينة وهم يعرفان جيداً اين هو , اغلقت البوابة وساد الصمت ثانية وقال سيف : كان هذا
وشيكاً .
: هل تعتقد انهم سيقبضون علي ياس ام سيقتلونة حين يجن جنونهم ولا يجدون غيرة هناك .
تجاهل سيف الرد عليه وقال : يجب علينا ايجاد طريقة للدخول .
: انتظر فحسب .
وهذا ما حدث وهما ينتظران ان يظهر هذا الحارس الذي سبق وساعد روبي في المغادرة ودق قلبة خوفاً من ان يكون امرة انكشف وقبضوا عليه سيظلون هنا للنهاية اذا ً .

Koedara 29-06-21 07:19 AM

رد: علي الجهة الأخري الفصل 35
 


طال انتظارهم لبعض الوقت حتي سمعا صوت علي الطريق وراقبا من بعيد ريفين والأخرين يقتربون من المكان : انهم في طريقهم لتسليم انفسهم لكنهم علي الأقل يفعلون ويعرفون ما ستؤول اليه الأمور وخاصة ريفين هذا الشخص ليس سهل ابداً , قبلوا بدخولهم ببساطة شديدة وقال سيف : لا يمكننا الأنتظار اكثر بعد علينا التحرك .
في خضم انشغالهم في الداخل بهؤلاء القادمون حديثاً ستكون فرصة جيدة لدخولهم اخذ سيف يبحث عن مكان مناسب ليتمكنا من التسلل منه للداخل و خلف المبني حيث هناك اكوام مكدسة من الأوراق القديمة المهترئة والمحترقة ولم يفهم ما الغرض من كمية الملفات هذه ما الذي يدونه هؤلاء الأشخاص : هل يحوي هذا المكان الكثير من الأشخاص .
التفت سيف الي روبي يطرح السؤال الذي اجاب : لا يوجد احد بالداخل هناك مكاتب فارغة .
نظر الي النوافذ التي يحيط بها السياج الحديدية ثم نقل بصرة الي الطابق التالي وكانت نوافذة بلا حماية انزل حقيبة ظهرة وثني اكمام قميصة قائلاً : انتظرني هنا قد اجد طريقة للدخول .
: سيف لا تقدم علي شئ احمق ليس هذا المكان المناسب .
قال وهو يستعد ليقفز الي النافذة الأرضية : ثق بي .
وكأن لديه خيار اخر او سيتراجع سيف عما يريده , راقبة بتأهب وقد وصل الي النافذة الأولي برشاقة واخذ يبحث عن طريقة لفتحها ومحاولة العبور الي الداخل لكن باء الأمر بالفشل لذا تطلع الي خطوتة التالية وهي محاولة الوصول للنافذة التالية , قال روبي بقلق : لا تفعل ذلك يمكننا الأنتظار بعد .
لكنه لم يستمع اليه بل حاول الصعود وهو يتمسك بكل ما تصل اليه يداه حتي استطاع ان يضع قدمة علي حافة النافذة وبجهد رفع جسدة اكثر حتي نجح في الوصول واستطاع فتحها بسهولة والدخول , وقف يتفقد المكان المظلم حولة لا يصل اليه سوي ضوء القمر في الخارج وكان خالياً وهادئ بشكل مريب كأنه مكان مهجور , نظر الي الأسفل حيث روبي وقال : ايمكنك ان تقذف الي بحقيبتي .
: ماذا عني .. هل ستتركني هنا .
: هذا خيارك اذا كان بأمكانك التسلق فافعل .
: لا تمزح هل تنوي ان تتركني هنا جدياً .
: يمكنك انتظار الحارس وستتمكن عندها من الدخول اما انا ليس لدي وقت .. آتني بالحقيبة .
كاد ألا يفعل وهو لا يصدق ما يحدث وقال بضيق : انت مخادع ماذا اذا لم اتمكن من الدخول .
: اعدك بأنني سأجد طريقة لأدخالك .

Koedara 29-06-21 07:20 AM

رد: علي الجهة الأخري الفصل 35
 


لم يصدقة فقد تخلي عنه للتو لكنه القي اليه بحقيبتة بقوة مرتين حتي طالها سيف وقال وهو يلقي اليه نظرة اخيرة : عد للوقوف في مكانك حين اتينا وانتظر .
شاهدة يختفي من امامة وتنهد بضيق وهو يعود لمكانة بالفعل ينتظر ويتمني ألا ينال اي فرصة بالدخول الي هناك مرة اخري .

**********************

ظل ريفين صامتاً وهو يتطلع الي الرجل الذي امامة وهو احدي القادة من القوات وكان قد القي عليه سؤال لما قرر تسليم نفسة بعد كل هذا الوقت , تمني لو انه يجهز عليه وينهي امرة لكنه تحلي بالصبر ولم يفقد اعصابة : ادركنا انه لافائدة من المقاومة اكثر بعد وبعد ان وجدنا البعض منا يسلم نفسه قررنا اخذ القرار ذاته .
: نعم لكنكم لن تنالوا اية معاملة جيدة هنا في الوقت الحالي لأنكم تدركون كم من مرة اخطأتم وهاجمتم بعضنا .
: نعرف .
اغتاظ الرجل من عدم اهتمام ريفين بما يقول وقرر نقلهم الي غرف العمال لحين يبدأون في استلام عملهم المحدد , بدا ريفين مشغول متي يمكنه ان يصل الي السيد كلارنس لم يكن باستطاعتة ان يبقي هادئاً اكثر وهو يدرك انه في زنزانة ما وهؤلاء الملاعين يهددون بأعدامة .

تفاجئ اندي حين وجد المنزل خالياً ليس هذا هو المشهد الذي توقعة كان يرغب بأيجاد اشخاص اخرون يلعب علي اعصابهم ولا سيما اذا كان هذا الصغير هنا امامة الأن لأخذه بطريقة تعلمة ألا يحاول ان يتصرف بذكاء ليهرب مرة اخري , لكن كان ياس وحدة من وقف في مواجهتة وحراسة كان اندي يعرف ان المنزل ملك له بما انه سبق واتي مع احد القادة من قبل لكن ياس علي الرغم من دهشتة حين وجد ان من جاء ليهددة هو اندي بقي ينظر اليه بلا اكتراث قائلاً : لقد ذهب الأخرون الي وجهتكم بالفعل ليسلموا انفسهم قبل ان يأتي احدكم ليدمر المكان فوق رؤسهم .
عقد اندي حاجبية : كيف اقتنعوا بهذه السهولة .
: لأنهم يعرفون انه مصيرهم في النهاية لذا لم يزيدوا العبأ عليكم لتقوموا بزيارة اخري مزعجة .
: لا يهم .. اين الفتي يا ياس .. اين خبأته هو والبقية .. انا اعرف انكم تخططون لشئ ما وارغب بأخبارك انكم فاشلون وستسقطون في النهاية نحن فقط نتسلي برؤيتكم تحاولون بجهد وبطئ حتي ننتهي من تجهيزاتنا بعدها ينتهي وقت اللعب .
:لا فكرة لدي عما تتحدث لقد اخذتة بنفسك في المرة السابقة .
اخذ يخبط بقدمة في الأرض بأنزعاج واضح : اين بقيتكم يا ياس .. لديكم خطط تروقني لا شك لكن المدينة كلها تحت سيطرتنا الأن لا فائدة من المحاولة .

Koedara 29-06-21 07:22 AM

رد: علي الجهة الأخري الفصل 35
 



: لما اتيت لتسألني اذاً .. لقد غادر الجميع هذا كل ما اعرفة لكنني لن اترك منزلي واذهب الي اي مكان اذا اردت قتلي القبض علي او القيام بأي ما تريد فافعل لكنني حقاً لا اعرف بشأن البقية .
: من المؤسف ان يكون اصدقائي القدامي اعدائي الأن .. سأجدهم يا ياس لكن لن يكون هناك نقاش اخر سيقتل كل من سيقع بين ايدينا بما انكم ترفضون التعاون .

**************************

يعرف سيف انه في وضع خطر ليس له حرية التحرك وليس لديه مكان يذهب اليه فهو دخيل , كذلك لا يملك ادني معرفة بالمكان حوله لذا هو اضعف بكثير من ان يتخذ اية اجراء , بدا المكان حوله خالياً اخذ يتجول في المكتب الذي يقف فيه يتفقد الملفات والأوراق , عناوين واسماء وسجلات للسكان , لماذا يحتفظون بتلك المعلومات هنا إذا لم يكن لديهم اهتمام بمن كانوا في الجانب الأخر , كان عليه اخذ خطوة للخارج لكن الي اين عساه يذهب هو لا يعرف بعد من في صفهم ومن ليس كذلك يحتاج الي روبي كان الفتي محق في انه سيجد صعوبة في دخول المكان بدونه , امسك سلاحة وابقاه مخفياً قدر الأمكان يجب عليه العثور علي الحارس الذي سيساعدهم واذا صادف شخص اخر سيكون عليه قتلة لا سبيل اخر امامه , ينبغي ان يصل الي نهاية الممر يعبر المكاتب ثم يصل الي السلالم التي يراها في الضوء الخافت , ظل متأهب ومستعد لظهور اية شخص , وتوقف حين لمح ظل يسير بين المكاتب ودخل احدها , حاول الحفاظ علي اعصابة هادئة وهو يقترب من الغرفة ينتظر خروجة ثانية , وحين ظهر اخيراً وهو منشغل بالتحديق في عدة اوراق في يدة كانت حركة سيف اسرع وهو ينتقض عليه يحيط رقبتة بذراعة ويصوب مسدسة الي رأسة قائلاً : الفتي ينتظر عند باب الدخول منذ وقت طويل.
كان عليه ان يبدأ المحادثة بشكل به ايحاء عن من هو لا يمكن ان يسأله ببساطة اذا ما كان الشخص المنشود لمساعدتهم او لا , حاول الرجل الخروج من صدمتة قائلاً : انني اتجول هنا منذ رحل لوقت طويل بانتظار قدومة
ثانية .
افرج عنه سيف ونظر اليه الرجل : لم يكن تصرف ذكياً فأذا قتلت حارساً هنا لن يهتموا بالبحث عن الفاعل بل سيأخذون اي شخص لمعاقبتة علي الجريمة ثم .. كيف دخلت الي هنا .
: نستطيع القيام بالكثير من الأمور التي تدهشكم في الجهة الأخري .. عليك فتح الباب في الأسفل للصبي .
: انا في صفكم ولهذا اساعدكم لا تعاملني كما لو انني واحد منهم .

Koedara 29-06-21 07:23 AM

رد: علي الجهة الأخري الفصل 35
 


: لقد صدقتهم وجئت الي هنا بقدميك .
: لم يكن امر المعيشة هناك سهلاً علي الجميع لذا كنا في امس الحاجة لوجود امل ما بحياة عادية .
يعرف ذلك , كم من مرة كاد بالفعل ان يسلم نفسة بأرادته قبل ان يحكم تفكيرة بالعزوف عن الأمر كان يفكر في ذلك وهو يتبع الرجل الي الأسفل الذي عاد يقول : لأنك والفتي لا يعرف احد منهم بوجودكم سيكون لديكم غرفة سرية يعرفها السيد بي .. سيأخذكم ريف الي هناك لكن عليكما الأنتظار ساعتين ونصف اضافيتين حتي تتمكنا من التحرك في الخفاء .

يعلم سيف انه سيجاري الأمور حتي اذا كانت غير واضحة وغير مقنعة له لذا لم يناقشة هو مستعد لأي مما سيحدث حتي يصل لمهمتة , كان روبي مكانة مختبئ قدر الأمكان ووقف متأهباً حين سمع صوت الباب يفتح واشار اليه الحارس بالدخول سريعاً وطلب اليهما البقاء في مكانهما حتي يجري اتصالاً ويعود , ذهب الحارس واتصل ب ريف وطلب اليه القدوم ليصحبهما الي السيد بي , اخبره ريف ان المبني التجاري موصد في هذا الوقت لا يمكنهم الوصول اليه وحين عاد الحارس اليهما قال روبي : لا يزال لدي جهاز الأستقبال وكرو لديه الأخر .
: لقد عاد الجميع الي الغرف الأن لذا لاباس سنحاول معه .
هذا يعني ان الوضع لا يزال كما كان حين رحل , نجحوا في الوصول الي كرو الذي اتاهم صوتة المتفاجئ : اعطني بضعة دقائق فحسب .. سنتمكن من ارسالهم الي البيت .
تركوا كرو يحاول وسأل سيف : البيت .. هكذا بكل بساطة .
: نطلق عليه بيت الرياح هو بيت من طابقين بناءه قديم وبه العديد من النوافذ وسلم دائري مكشوف الدرجات لذا يتخللة الهواء علي الدوام وتصدر الرياح في الداخل الكثير من الأصوات المريبة لذا هجرة الجميع ولا احد يقترب منه كذلك هو في مكان غير سكني يحيط به الكثير من الأبواب الخلفية للمتاجر .. انه المخبأ الوحيد لكم .
اتاهم صوت كرو ثانية : روبي عليك التوجة الي القبو ثانية ابقي انت وصديقك هناك حتي اتصل بك ثانية .
اخذ سيف منه الجهاز وهو يحادث كرو قائلاً بقوة : سيد كرو لسنا في حاجة لأنتظار احد .. يمكنني الوصول الي ذلك البيت اذا ما ساعدنا احدكم بوصف الطريق .. بأمكان روبي ان يرشدني الي هناك بما انه كان في المكان سابقاً .
: هل انت سيف .
سأل كرو : نعم هو .
: لاشك .. كان السيد كلارنس محق بشانك تبدو الشخص المنشود بالفعل .. لكن الأمر به بعض الخطورة الفتي مطلوب الأن وانت شخص من المفترض ألا يكون هنا .

Koedara 29-06-21 07:24 AM

رد: علي الجهة الأخري الفصل 35
 



: قلت ان الجميع نيام والمتاجر موصدة .. يمكننا التحرك يمكنني تولي الأمور اذا ما واجهنا اي
خطر .
: لاتكن مندفع المكان هنا يختلف عن الجهة الأخري اخر ماتريده هو ارتكاب جريمة .. سأرسل ريف يمكنة ان يساعدكما في الوصول الي الشارع الرئيسي بعدها تعتمدان علي نفسيكما .. خذا وصف للطريق من الحارس قبل التحرك .. سأبقي علي اتصال لكن احرص علي ان تفعل هذا وانت داخل مكان مغلق هناك اجهزة في الخارج تلتقط الأصوات وهناك مراقبة بالتأكيد لكن ريف سيتولي الأمر .

*************************

تبع روبي سيف وهو يتطلع حوله بعصبية صحيح ان المكان يبدو مهجوراً ليس هو ذاته الذي كان يعمل به ألا انه الأن في وضع اخطر من السابق اذا ما رأه احدهم , بينما سيف لا يزال يحملق في الورقة التي اخذها من الحارس تصف بشكل ما الطرق هنا , كانا يعبران من الشوارع الخلفية حيث جميع المحال مغلقة وتتكدس المخلفات علي جانبي الطريق الضيق وبرك المياه الصغيرة , وحين اصبحا في شارع اخر جذب سيف بعض الأضواء مبهرة وملونة تأتي من شارع محالة مغلقة كما هو الحال يحمل لافتة في مدخلة ( القط السعيد ) توقف وهو ينظر الي روبي يسأله : ما هذا المكان الغريب .
: لا ادري .. ليس مسموح لي بدخولة فقط من هم فوق سن معينة يسمح لهم بالدخول .. يسمح لنا بالعمل في الداخل لكن كون اخي هنا كما اخبرتك تم منعي من ذلك .
قال سيف وهو يحدق لوجهه : وهل طلب منك العمل هناك حين وصلت .
: نعم .. جاء رجل ليوزع الأعمال بيننا وكان علي اصرار ان مكاني هنا بلا شك .
: فهمت .
تابع السير وقال روبي بشغف : ماذا فهمت .. ماذا يجري في الداخل .
: سنتحدث بشأن هذا لاحقاً .
: لدينا كل الوقت الأن .
: انه مكان تجري فيه امور محرمة وخليعة .. فقط هكذا يمكنني قولها لك .
: منطقة الضوء الأحمر .
توقف سيف عن السير وهو يلتفت لينظر اليه بدهشة وقال روبي : لست طفلاً كما تعلم .
: لست كذلك بالتأكيد .
عاد للسير ثانية : يبدو ان شقيقك لا يزال يحمل شئ من الخوف عليك في النهاية ليجنبك العمل في مكان كهذا .

Koedara 29-06-21 07:25 AM

رد: علي الجهة الأخري الفصل 35
 


نعم يحب سماع الكثير من الأشياء التي تؤكد له ان اندي ليس هو ذاته الذي تحدث اليه حين وصل , اصبحا علي الطريق الأسفلتي بضوءه الأبيض وسكونة المريب , يسيران بمحاذاه الأسوار والمتاجر ينتظران اللحظة الحاسمة لظهور احدهم للقبض عليهم حتي بدأ يظهر تقاطع جديد امامهما وهنا سمعا صوت من بعيد لحافلة تقطع هذا الصمت المطبق , اختبأ الأثنان في لحظات يراقبان الحافلة التي تسير بتمهل ولم يتمكنا من معرفة من بداخلها كانت النوافذ ستائرها مسدلة وسأل سيف ثانية بخفوت : الي ايت تتوجه هذه الحافلة .
: لا اعرف .. هناك حظر تجول في هذا الوقت كما تري لا يغادر احد مكانة .. المباني جميعها مغلقة وكذلك المنازل .. انه قانون هنا .
: هناك امر مريب بشأن هذا المكان .. ليس كما خلت انه سيكون .. مشدد الحراسة ولن تتمكن من ان تخطو الي اي مكان .. حتي المبني الأداري الخاص بهم كان خالياً كذلك بل هناك مكاتب علي سطحها الكثير من الغبار .. هذا يعني ان لا احد يعمل هناك .
التفت اليه روبي : الأمر ليس كذلك في الصباح هناك بالفعل عمل وسكان وحياة صاخبة .
: لم انفي وجود حياة هنا لكن ثمة شئ ما غريب .

كاد سيف ان يذهب ليتبع الحافلة الي اين تتجه ونعم لأنها تسير بهذا البطئ كان بالأمكان تتبعها علي القدمين لكن روبي اوقفة بقوة : لا .. لسنا في الجهة الأخري الأن تذكر اين نحن .. علينا متابعة طريقنا .
: لدي رغبة عارمة لأعرف لما بين هذا السكون تسير تلك الحافلة بحرية .. من علي متنها واين تذهب .
: هذا ليس هدفنا الأن .. عد الي صوابك .. اعلم انك تجد الوضع سهل وانا كذلك اتسائل لما لم يظهر حارس واحد حتي الأن .. لكننا لن نبقي محظوظين اذا ما كشف امرنا .

كان اجمل ما في المكان هو الأضواء الرائعة فوق كل متجر ومنزل ومحطة وكل مكان , الأضاءه خافتة متناسقة مريحة للعينين كذلك الطرق المرصوفة بشكل انيق في كل شارع وكل زقاق حتي , يبدو المكان بحق مبهر ويتمني المرء ان يعيش به لولا انهم كاذبون , كان هناك منحدر طفيف بعده كانت المتاجر والأستراحات تأخذ مساحات مربعة بالمساحة ذاتها علي ابعاد متساوية وحولها الطريق النظيف اللامع الذي يتمشي فيه الناس لمشاهدة المعروضات وعلي الأرصفة بعض مزروعات الأزهار يحيط بها مصباح طويل لشموع ملونة , وجد روبي قطة اخذ يحاول كسب صداقتها وهو ينادي عليها حتي اختبأت منه في مكان ما , التفت الي سيف الذي يسير بصمت : تتمني لو انهم صادقون صحيح .. وتقول ليت كان بأمكاني ان اتجول هنا مع ابنتي واراها سعيدة بكل ذلك .

Koedara 29-06-21 07:26 AM

رد: علي الجهة الأخري الفصل 35
 


: لم لا .. ألا تستحق ذلك .. تلك الطفلة التي منذ وعيت لم تجد من حولها سوي القتل فحسب .
ظل روبي صامتاً لبعض الوقت ثم سأله فجأه : ماذا عن زوجتك .. لم يسمع احد شئ عنها ابداً .
لم يجيب سيف وحين نظر نحوه لم يجد التعابير علي وجهه تشجعه علي طرح سؤال اخر من هذا القبيل لذا قال : انت في طريقك لمساعدة ابنتك علي التجول هنا يوماً ما بأمان .. اثق انها حين تكبر ستقدر لك هذا وستفهم لما كنت متغيب عنها طوال الوقت .
: المرء لا يخسر كل شئ .. لا يزال لديها الكثيرين يهتمون لأمرها رغم كل شئ .. حتي انت .. انها تحبك كثيراً لم اراها تلعب بسعادة وتضحك بهذا الشكل مع شخص اخر .
: لا تقلق يا سيف سأهتم بها ليس عليك ان تقول اشياء مثل هذه لتطلب مني ذلك .
: انت ضعيف امام الأطراءات وتقول اشياء مزعجة لتخفي خجلك من الأمر .
ظلا صامتين بعدها حتي توقف سيف ينظر الي الورقة في يدة وقال مشيراً الي بيت من طابقين السلالم فيه مفرغة ويقبع في مكان مظلم ووحيد : هذا ضالتنا اخيراً .. هيا الصباح يدنو منا .

بعد كل هذا الأنبهار بجمال المدينة ليلاً كان المنزل الكئيب في انتظارهما بعيد في مكان مهجور مظلم لا يأتي سوي ضوء ضعيف لمصباح اصفر معلق علي الباب الأمامي لكل طابق والسلالم المعدنية المفرغة التي تساعدك اكثر علي انزلاق قدمك منها لتسقط وتدق عنقك ببساطة , كان بالفعل الهواء يمر من حولهما بشدة عكس اي مكان اخر ويسمعان صوت الحفيف المجهول في كل مكان في الطابق الثاني دفع سيف الباب الذي فتح بسهولة يصدر صرير رتيب واستقبلهم الظلام في الداخل , دخلا واغلق سيف الباب وتنفس الصعداء انهما في المكان الأمن اخيراً , اخذا وقت حتي تعتاد عينهما علي الظلام وجال سيف ببصرة في الأنحاء حوله هناك نافذتان مفتوحة تتطاير ستائرها بشراسة بفعل الهواء وتجعل اشياء في الداخل تتحرك يميناً ويساراً بأزعاج ويطوف الهواء في ارجاء المنزل يصدر صوت اشبه بالعاصفة ولم يفهم لما هناك مثل هذا الصوت القوي هنا , المنزل مزود بالكهرباء لكنهما يعجزان عن اضاءه اي سبيل للأنارة حتي لا يلفتا الأنتباه كذلك محاولة اشعال اي شمعة هي فكرة فاشلة مع كل هذا الهواء , تحرك روبي يحاول اغلاق النوافذ لكه عجز عن الأمر , جلس مكانة يستند الي الحائط واتخذ سيف الأجراء ذاته , يعلمان ان طريقهما ينتهي حتي هنا عليهما الأنتظار لوقت مجهول حتي يأتي احدهم ليخبرهما بالتحرك التالي , استمع روبي الي صوت غريب في الغرقة الداخلية فتح عينية ينصت بانتباه , نظر الي سيف الذي بادلة النظرة ذاتها قائلاً : ماذا بك .

Koedara 29-06-21 07:27 AM

رد: علي الجهة الأخري الفصل 35
 


نهض روبي ينظر جهة الداخل : هناك صوت ما .
: انها الرياح فحسب .
انصت ثانية وسمع الصوت وكذلك سيف هذه المرة , حين التفت روبي نحو سيف ووجدة ينهض بدورة ادرك ان ما سمعة حقيقي لذا تراجع بخطوات بطيئة يبتعد عن مجال الغرفة ويقترب من سيف قائلاً : لسنا وحدنا .. ثمة شئ في المكان .. كان الحارس محق البيت مهجور لأنه مسكون بشئ مجهول .
قال سيف بلهجة هادئة : لاتفقد صوابك ماذا تقول .
علي الرغم من ذلك لم يتحرك سيف خطوة ليتبين الأمر وحين شاهدا الضوء الضعيف الذي يأتي من الغرفة اليهما اختبأ روبي خلف سيف وهو يقبض علي ذراعة يكاد يعتصرة بقبضتية حتي قال يشتكي : انت تؤلمني .. دعني سأذهب لأعرف ماذا يجري .
: كلا لنغادر فحسب .
لكن الضوء اقترب اكثر عليهما ببطء وصوت رتيب لخطوات , اتسعت عيني روبي وهو يري يتبع سيف الذي تقدم بخطوات بطيئة صوب الغرفة حتي ظهر هيئة شخص من الداخل بتؤدة يسلط ضوء بطارية اليهم , قفز روبي الي الخلف بفزع ليسحب معه سيف الذي وضع ذراعة امام عينية يحجب الضوء المسلط عليها وسأل : من انت .
اطفأ الضوء قائلاً وهو يتنفس الصعداء : لقد اثرتم رعبي بوجودكم هنا .
خرج روبي من مخبأه خلف سيف ينظر الي ريفين بدهشة : كيف وصلت الي هنا .
وضح ريفين الأمر وهو يتخذ لنفسه مجلساً علي الأرض : لقد ساعدني كرو علي الذهاب قبل موعد النوم .. ناقشنا بعض الأشياء وحين اخبرني انكم في المكان بالفعل وقد نجح سيف في الدخول وانكم في طريقكم الي هنا كان علي اخباركم امر ما .
جلسا بدورهما يستمعان اليه : لا يمكننا المضي في خطتنا القديمة المتفق عليها .. وجدنا خطة بديله .
: من وجدها .. متي قررتم .. لقد انتهي الأمر يا ريفين ليس لدينا رفاهية تجربة امور اخري .
قال سيف بضيق وهو يشعر ان دورة فحسب ان يرسلوة الي اي مكان يرغبون به لتنفيذ خطتهم : ما لا تفهمه يا سيف اننا مخطئون بشأن اعتقادنا انهم بهذه القوة .. نحن الأغلبية هنا .. عددهم ضئيل للغاية وعددنا اكبر بكثير .. لذا يمكننا التغلب عليهم .. كذلك هم لا يملكون كل هذا العدد الذي اعتقدنا من الأفراد اغلب الأماكن ليس لديها حراسة ومن نراهم يجوبون الشوارع في الجهة الأخري للقبض علينا هم انفسهم من يديرون المكان ليس لديهم اشخاص مؤهلون لهذا حتي .. خطتك هي ذاتها لكنك فحسب ستدمر القسم المسئول عن تزويدهم بالـتأمين .. سيجعل هذا انظمة دفاعهم تتوقف واسلحتهم والألات التي يعملون بها لن يتبقي سوي الحراس والقادة وهؤلاء سنجد نحن الطريقة لأيقافهم .

Koedara 29-06-21 07:28 AM

رد: علي الجهة الأخري الفصل 35
 


قدم اليه ملابس وقطعة من الورق مرسومة بخط اليد من المفترض انها وصف للمكان الذي سيتجه اليه اخرجها من حقيبتة : انها ملابس خاصة بالأشخاص المتاح لهم الدخول الي غرفة التحكم .. الشخص الذي كان من المفترض ان يساعدنا تم نقلة الي قسم أخر .. مايحدث في الداخل حتي تصل الي الغرفة المطلوبة هو عملك وحدك .. ستعتمد علي الخريطة وعلي حدسك وستدخل من باب خلفي ربما نسوا امره منذ وقت .
نهض روبي وذهب ينظر للخارج من احدي النوافذ وتركهما يتحدثان : وبعد .
: سنملك كل شئ .. هناك اناس منا يعيشون هنا من الصعب نقل كل هذا العدد الي الجهة الأخري .. خسارة ايضاً تدمير مدينة كهذه انها مؤهلة للعيش تماماً .. ما نحتاج اليه هو عجزهم عن اتخاذ اي اجراء للدفاع وستكون انت الشخص الذي يحقق هذا .. لكن احذر هناك ثلاثة اقسام وهم في لوحة واحدة داخل غرفة نعرف الأن الشخص المسئول عن تأمينها .. سيكون عليك تدمير قسم واحد فحسب اية خطأ سندفن جميعاً تحت
الركام .
: اعذرني يا ريفين لم يمر علي وجودك ساعات .. من اين حصلت علي هذه المعلومات ومتي وضعتم خطة بديلة بتلك السرعة .
استمر بتثبيت بصره عليه : هل تشك بي .. انا شخص يستطيع العمل علي اشياء كهذه في وقت قصير .. تذكر انني هنا لأجل السيد كلارنس فحسب لا انوي المشاركة بأعمال بطولية .. لكن كرو والبقيه ممن يعيشون في المكان بالفعل وجدوا ان تدمير المكان هو امر طائش وايضاً لم اكن علي علم بأننا اكثر منهم عدداً .
: نعم لكنهم ليسوا مقاتلين مثلنا ولن يستوعبوا وجود خطة كهذه ليشاركوا بها .
: لا نحتاج لذلك فور ان تقوم بتعطيل كل وسائل الدفاع لديهم يعني هذا انهم سقطوا .. سنتكفل بالأمر .
: لا نملك اسلحة .
: سنحصل عليها .
: ماذا عن قائدك سيكون احد الضحايا .
: لدي من يهتم لأمر السيد كلارنس لا تقلق .

Koedara 29-06-21 07:31 AM

رد: علي الجهة الأخري الفصل 35
 


نظر سيف لجهة اخري وظل صامتاً يبدو غير مقتنع او غير واثق من الرجل امامه لن ينسي انه ذات يوم كان حليف لعدوة وكما قال هو هنا لأجل السيد كلارنس فحسب , لم يعطيه كرو هذا ولو تلميحاً حين حادثة عن تغيير الخطة او ما شابه .. لكن هل يملك بديل بالتأكيد لا , هناك ايضاً جزء يجبر نفسه علي انه مقتنع به وهو عدم وجود قوات كافية في المكان وألا ما وصل ثلاثتهم الي هنا بسهولة , لذا ما يقوله ريفين صحيح لا داعي لتدمير المدينة انها السبيل لحياتهم القادمة اذا نجحت خطتهم , حتي التفت نحوه مرة اخري وجدة ينظر الي روبي الذي يوليه ظهرة ولايزال ينظر للخارج وهو شارد بعض الشئ كأن مايقال لا يعنيه في شئ , قال ريفين بخفوت وهو يشير نحوه : انه هو .
هز سيف رأسة بتساؤل : انه هو الشخص الذي بأمكانه الذهاب واخبار السيد كلارنس عن كل ما يجري .
يبدو ان ما قد يثير انتباهه فحسب هي سيرة الرجل , استدار اليهما قائلاً الي ريفين باستغراب : ماذا .
: اعلم ان شقيقك هنا .. كل ما عليك فعله هو الظهور فحسب لا يهم ماستقول لتبرر وجودك في المكان ما يهم ان يأخذاك الي السجن حيث السيد كلارنس .
: هل تعرف كذلك انه قد يقتلني لهروبي بلا ادني اكتراث .
: لا يبدو انهم يقتلون احد بتلك السرعة .. انهم بحاجة الينا بعد لخدمتهم .
رفض بعصبية : لا يوجد سبب واحد للمجازفة لأجل هذا الحقير .. حتي واذا كان الأمر في يدي .. اريده ميتاً عليك ان تعرف تلك الحقيقة يا ريفين .
عاد ينظر للنافذه : لتذهب وتنقذه بنفسك .
: انت الوحيد الذي قد يتمكن من الدخول اليه لأنك مطلوب الأن .
: ارتكب جريمة ما وسيأخذونك اليه .
: لدي دور اخر يا روبي .
التفت اليهما ثانية ونظر الي سيف : هل توافق علي مايقول .
: نحتاج الي الرجل في الوقت الحالي انه مقاتل جيد .
: لقد جننتم اخيراً وتعتقدون ان كل شئ سوف يسير كما خططتم .
قال ريفين باستياء : اننا نحاول علي الأقل .
ظل صامتاً لوقت ثم قال : لأنني لا اصلح لأي دور اخر صحيح .. هذا ما تودان قوله .
رد سيف : ذكي .. لكنه ليس دور ضعيف كما تعتقد .. قد تنضم اليه في زنزانة ويقتلونكما ببساطة .
لم يروق لريفين هذا الكلام منه سيفعل اي شئ لكي يتفادي السيد كلارنس هذا لذا قال الي روبي : ستذهب فحسب .. لكي يتمكن من اخذ الأحتياطات اللازمة .. نضع احتمالية كبيرة ان شقيقك لن يتخذ اجراء موتك بتلك السهولة مهما كان ما حدث او قال لك .. مازلت ورقة رابحة .


الساعة الآن 09:22 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية