منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الروايات المغلقة (https://www.liilas.com/vb3/f836/)
-   -   رواية دروب (https://www.liilas.com/vb3/t207855.html)

لارا مصطفى 28-12-20 10:06 PM

رواية دروب
 
الفصل الأول



حبيبى ... اكتب إليك رغم أنك لست موجودا وربما لن تأتى يوما ... ولكنى مع ذلك اكتب إليك، لأن الحزن بات شديدا وقدرتى على التحمل صارت تشكونى ... اكتب إليك لانى غرت عليك من نفسى ولنفس السبب أيضا بدات بكلمة حبيبى ... لا تسألنى التفسير الآن ربما أفعل يوما حين نلتقى ... هل على الآن بث حزنى إليك؟ لست واثقة من جدوى هذا ومن مدى لباقته فى اول رسالة لك ولكن أعلم أننى لا أشكو حزنى الا لمن أحبه كثيرا! هل أتألم؟ لا أدرى أو ربما نعم بالتأكيد أتألم؟ وكعادتى فى أى صدمة أرمى بها فى جانب النسيان من الذاكرة، هذا الجانب الذى ينسى ويدرك فى الوقت ذاته ينسى ولا ينسى، يتألم بصمت عقل يدركد ان التالم لن يغير من الامر شيءا. هل على التعبير عن ذالمى هذا؟ ولكننى ارفض رغم جهلى بالسبب.
أتساءل متى سنلتقى؟


كانت نسمات الخريف المنعشة عبر الغرفة المفتوح شباكها هى من شجعها على الكتابة فى هذا الصباح الباكر..... فالتاسعة ليست الوقت الذى تستيقظ به عادة خاصة بعد هذا الملل الذى كلل حياتها مؤخرا ... ترغب ببعض الإثارة ألا يحق لها ذلك؟ حسنا ها هى الآن تستمع لنصيحة من الصديقة المقربة بمعاودة الكتابة لانها تستطيع من خلالها اخراج ولو بعض مشاعرها، آه هل تستطيع حقا؟! لطالما آمنت أن المشاعر كالأنهار لا تجف لأن روافدها الذكرى والعقل لا ينسى ويسجل كل صغيرة وكبيرة، لكن لا بأس بأن يجف كل فترة لنستطيع التنفس حتى تأتى ذكرى أخرى تطغى على الأولى وتجعلها ضبابية. نظرت إلى آخر ما كتبت " " أتساءل متى سنلتقى؟ " فابتسمت بحزن ليشوش عليها التفكير صوت أمها تناديها:

" جود ... جود "

خرجت لأمها فى صالة المنزل لتجدها كانت فى الاتجاه إلى غرفتها، حسنا بما أن الأمر كذلك فذلك يعنى أن هناك خبرا أسعد أمها ليجعلها تأتيها بنفسها

" أجل أمى ... ماذا هناك؟ "

" عزيزتى مفاجأة .... بعد طول غياب وأخيرا سيلم شمل العاءلة من جديد خالاتك قادمات إلى مصر ومعهن بنات
خالاتك ... سيكون الأمر راءعا أليس كذلك؟!

" أمى هل تمزحين؟ "

" أمزح؟! لماذا؟! ألست سعيدة بلقاء بنات خالاتك ألا تشتاقين لتلك الأيام التى جمعتكم سويا؟! "

كان من الواضح جدا لجود فرحة أمها وحنينها للقاء أخواتها وتتخيل الآن احساس جدتها الأم التى سافرت بناتها بعد الزواج ليتركوها مع ابنة هى أمها ريم والتى رفضت رفضا قاطعا الزواج إلا بشرط الاستقرار بمصر بجانب والدتها، حسنا كل هذا مفهوم الغير مفهوم هو رضا هذه الجدة الأم عن بناتها اللاتى سافرن وتركنها رغم حزنها الدفين على هجران من ربت لها وفى النهاية تعلم جيدا الابتسامة السعيدة التى ستقابلهم بها كما تقابلهم بها دوما عبر الإنترنت، هل هذا مما يعتبرونه قلب الام مثلا؟ ربما من يدرى هى لم تجرب قط أن تكون أما .... عند هذه النقطة قطعت نفسها من الاسترسال فى حبل أفكارها لتفكر من جديد إن كان هذا حال جدتها وأمها لانهما رغم الفراق كانوا على تواصل داءم عبر الإنترنت ولكن لماذا قد يعتقدون انها ستكون سعيدة بلقاء بنات خالاتهت اللاتى لم تقابلهم منذ ما يقرب من 15 عاما ولم تتواصل معهم الا فتاتا.

" جود ..... أين ذهبت؟ هل ضعت وسط أفكارك من جديد؟ "

" أمى أنا لم أقابل البنات منذ ما يقارب 15 عاما ولم نتواصل خلالها الا قليلا جدا هل تعلمين معنى هذا؟ أنا حتى لم أكن سأعرف شكلهن إن لم يكن يضعن صورا لهن على مواقع التواصل الاجتماعي أما أنا فبالتأكيد قد نسو شكلى لأنى لا أضع صورا لى "

" لا تبالغى جود انظرى إلى نفسك لقد لقبتيهم لتوك بالبنات كما كنتم تفعلون قديما، أنت تحنين لتلك الأيام أيضا! "

هل تحن لتلك الأيام حقا؟ ربما ولكن إن يكن فهذا لا يعنى أنهم أيضا يحنون لها، من المنطقى أن تحن الأخوان اللاتى قضين عمرا لا بأس به مع بعضهن البعض ولكن لم تقض مع بنات خالاتها سوى 9 سنين هل تكفى لتنشىء رباطا قويا لا ينقطع بمرور السنين؟

" متى سيأتون أمى "

" بعد أسبوع من الآن .. أى السبت القادم، عليك مساعدتى فسنستقبلهم هنا حتى لا تتعب جدتك فى التحضير "

" حسنا أمى ... فهمت "

كان لا جدوى من النقاش مع أمها فالعائلة بالنسبة لها خط أحمر ولا مجال لأى انسحاب خاصة وأن اللقاء عندهم فى المنزل فالأمر محسوم.
عادت إلى غرفتها والذكريات بدأت تتهافت فقررت
الكتابة من جديد وهى تتساءل لمن ستكتب هذه المرة؟


طفلى العزيز ... كيف حالك؟ ... اشتقت إليك .. لم أكتب لك منذ مدة ... يقولون ان الأطفال يشعرون بأمهاتهم وهم فى بطنهن ... أنت لست فى بطنى بعد ولكنى أعلم أنك موجود وتسمعنى الآن ... دعنى أفضفض معك قليلا ... ستأتى بنات خالاتى فى خلال أسبوع من الآن ... لا أخفيك سرا أحن لأيامى معهن، ولكن يا عزيزى من فى هذه الحياة مثلى يحن إلى كل جميل وإن كان من الماضى البعيد؟! الجميع لديه قدرة عجيبة على النسيان، لا بأس فقد عالجت هذه المشكلة وأصبحت أتحكم ولا أحن إلا لمن يحن لى، فهل يفعلون؟ كنت قد تأقلمت على غيابهن وتأقلمت أن الحياة فى تغير مستمر ولكن الآن ومع هذه المفاجأة تهب ريح الذكريات، فتأتينى صورتنا ونحن الأربعة نأكل الفوشار فى غرفة اللعب فى الدور العلوى لمنزلنا، ونتسامر غير حاملين للحياة هم ونحن نلبس لباس النوم ونبيت معا على فرش مفروشة على الأرض، أتذكر آخر حوار دار بيننا أيضا رغم كوننا صغيرات ولكنه كان عن الزواج وقول أرسنا أنها لن تتزوج زواج صالونات كما يسمونه وقول شفاء أنها تريد الزواج فقط لأنها تود إنجاب الأطفال ليس إلا وقول شفاء أنها تريد فقط العيش بصحة جيدة طول عمرها وإن لم تتزوج، كم كنّا صغارا على حديث كهاذا هل لا زالت أمنياتهن كما كانت؟ أتذكر حين وبختنى أمى يوما أمام شفاء ووقوفها بجانبى ومواساتها لى وحديثى الطويل العميق معها عن كل ما يزعجنى، أتذكر شقاوة حنين وخفة دمها، عناد أرسنا وكبرياءها، هل ما سيحدث يا عزيزى تحقيق أمنيتى لأننى أردت بعض الإثارة فى حياتى ... أتمنى فقط ألا يسود الجو توتر خانق يتحول إلى كآبة. على توديعك الآن فلدى مذاكرة كثيرة لتحضير الماجستير.
إلى لقاء قريب
المخلصة
جود "

Mohamed Hasan 30-12-20 11:10 AM

رد: رواية دروب
 
رووووووووووووووووووووووعة


الساعة الآن 05:21 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية