رد: جزيرة الزهور - لوريس غرانت - من روايات غادة المكتوبة
اجلس جسمه الطويل بجانبها . اصبحت مدركة بانزعاج لرجولته وحاولت تجاهله بإعطاء تركيز متوتر لربط حزام امانها .
انفتح البحر تحتهما . شواطئ بيضاء تمتد على حافته , منقطة بعبدة الشمس . الجبال ارتفعت , والحكام الدائمون للجزر بدائيون .انطلقت الطائرة مع موجة من الطاقة , ثم مال جناحاها وهي تحلق الى عنان السماء.ريحانة " كاواي هي جنة طبيعية " بدأ ديلون بنغمة مرشد سياحي . إتكأ الى الوراء في مقعده واشعل سيجارة " انها تقدم , على الشاطئ الشمالي, نهر وايلوا الذي ينتهي عند تغارة فيرن . الاشجار هي استثنائية . هناك اميال من الشواطئ , وحقول قصب السكر اشجار الأناناس . شلالات اوبيكيا , وخليج هنائي, وساحل نابالي هي ايضا تستحق المشاهدة . على الساحل الجنوبي" تابع , بينما تبنت لين حالة مستمعة يقظة " لدينا حديقة كوكي ستيت , ووادي وايميا . هناك اشجار وازهار استوائية في اولوبيا وحدائق مينهون . الألعاب الرياضية المائية هي استثنائية على الأغلب في أي مكان حول الجزيرة . بحق الشيطان لماذا جئت ؟" السؤال , سريع هكذا على ذيل وعظه الميكانيكي , جعل لين تهتز في مقعدها وتحدق " لكي ... لكي أرى والدي" " لقد امضيت وقتك اللذيذ حول ذلك" تمتم ديلون ومجّ سيجارته بشدة . هو التفت ثانية واعطاها نظرة حميمة بطيئة " اعتقد انك كنت منهمكة تماماً في حضور تلك المدرسة النهائية الأنيقة " عبست لين , وفكرت بالمدرسة الداخلية التي كانت لها بمثابة بيت ومأوى لحوالي خمسة عشر عاماً . قررت ان ديلون اوبريان كان مجنوناً . لقد كان هناك مخبول متناقض بدون جدوى " أنا سعيدة لأنك واقفت " اجابت ببرود " من المؤسف انك فقدت الخبرة , من المدهش انك قد تنجح مع الحواف الوعرة " " لا شكراً, ايها الدوقة " نفخ سحابة من الدخان " أنا افضل القليل من الوقاحة الأمينة " " يبدو ان لديك مورداً كافياً منها " " أنا اتسلل , حياة الجزيرة قد تكون متوحشة قليلاً احياناً" كانت ابتسامته خفيفة " أنا اشك فيما اذا كانت ستناسب اذواقك" " أنا ساتطيع ان اتكيف تماماً, يا سيد اوبريان " حركت كتفيها برشاقة لطيفة " أنا استطيع ايضاً أن أراقب كمية محدودة من الفظاظة لفترات قصيرة من الزمن , ثمانية وعشرون دقيقة هي فقط أدنى من حدودي".منتديات ليلاس |
رد: جزيرة الزهور - لوريس غرانت - من روايات غادة المكتوبة
" هائل , اخبريني يا آنسة سيمونز " تابع باحترام حانق " كيف هي الحياة على القارة؟"
" مدهشة " بامعان , هي أمالت رأسها ونظرت اليه من تحت حافة قبعتها " الفرنسيون متمدنون , يشعر المرء ..." محاولة تقليد طريقة والدتها السهلة , هي أومأت واعطت الكلمة التالية التعبير الفرنسي " لدي ذاتي مع الاشخاص الذين لديهم ميولي الخاصة " " صحيح جداً " كانت النغمة ساخرة , ابقى ديلون عينيه على السماء المكشوفة عندما تكلم " انني أشك اذا كنت ستجدين اناساً عديدين من نفس ميولك في كاواي" " ربما لا " دفعت لين التفكير بوالدها جانباً وأمالت رأسها " وربما , قد اجد الجزيرة مقبولة مثلما وجدت باريس" " أنا واثق انك ستجدين الرجال مقبولين " قذف ديلون بسيجارته . وجدت لين غضبه الجديد يتضاعف . ذكرى عدد من الرجال المستحقين للشفقة الذين كانت على اتصال وثيق معها جعلتها تغتصب ضحكة . فقط ابتسامة صغيرة هربت .ريحانة " الرجال من معارفي " اعتذرت عقلياً للأب رينيه " هم رجال الأناقة والثقافة والسلالة , هم رجال العقل السامي والأذواق المميزة الذين يمتلكون الأساليب والحساسية التي أنا اجدها حالياً ناقصة في امثالهم من الاميركيين " " هل الأمر هكذا ؟" سأل ديلون بنعومة . " هكذا , يا سيد اوبريان " قالت لين بحزم " هكذا تماماً" " حسناً , نحن لا نريد ان نفسد سجلنا " متحولاً الى ربان آلي , ثم استدار في مقعدها وأسرها . فمها قد اصبح مرضوض قبل ان تدرك نيته . كانت محجوزة بين ذراعيه وتقاومه بينما هو يمنعها بواسطة قوته وبواسطة احاسيها المذهولة . كانت مغمورة برائحته ومذاقه وإحساسه . هو زاد التودد , وفتح شفتيها ليقبلها . لتهرب من احساسيس هي أكثر حدة مما افتكرتها ممكنة , فتمسكت بقميصه . رفع ديلون وجهه, وحاجباه استقاما عند نظرتها من قابلية الشابة المذهولة . استطاعت ان ان تحدق فقط , وعيناها مليئتان بمعرفة جديدة مشوشة . مبتعداً , وتحولاً للسيطرة اليدوية ويوجه انتباهه الى السماء " يبدو ان عشاقك الفرنسيين لم يعدوك للطريقة الاميركية " |
رد: جزيرة الزهور - لوريس غرانت - من روايات غادة المكتوبة
ملسوعة وغاضبة بالضعف الذي اكتشفته لتوها , استدرات لين في مقعدها وواجهته " طريقتك , يا سيد اوبريان , هي وقحة كطريقة بقية الاميركيين "
كشر وهز كتفيه " كوني ممتنة , ايتها الدوقة , لأنني بكل بساطة لم اقذفك خارج الباب . لقد قاومت هذا الميل لمدة عشرين دقيقة " " انت ستكون حكيماً لكبت مثل هذه الميول " قالت لين , وقد شعرت بغضبها يغلي بسرعة خطيرة . أنا لن افقد اعصابي , قالت لنفسها . لن تعطي هذا الرجل المقيت الرضا برؤية كيف انه افقدها اعصابها .منتديات ليلاس غطست الطائرة غطسة سريعة . البحر اندفع نحوهما بمعدل رهيب عندما الطائر المعدني الصغير قد قام بسلسلة انقلابات في الهواء . السماء والبحر كانا كتلة زرقاء متبادلة مع غيوم بيضاء لا تنفصل .منتديات ليلاس تمسكت لين بمقعدها , وعصرت عينيها المغلقتين عندما السماء والبحر دارا في دماغها . كان الاعتراض مستحيلاً . فقدت كلاً من صوتها وقلبها عند الدائرة الأولى . تعلقت وصلت لمعدتها كي تبقى ثابتة . استوت الطائرة , ثم حلقت , لكن داخل رأسها كان العالم ما زال يدور . سمعت لين رفيقها يضحك من كل قلبه . " يمكنك ان تفتحي عينيك الآن , يا آنسة سيمونز . نحن سنهبط خلال دقيقة " ملتفتة اليه , نفثت لين تحليلاً مفصلاً طويلاً عن شخصيته . اخيراً , ادركت انها كانت تصرح برأيها في الفرنسيين . اخذت نفساً عميقاً " أنت يا سيد اوبريان" انتهت بانكليزية قاسية " أمقت رجل التقيته في حياتي " " اشكرك , ايتها الدوقة " مسروراً , بدأ يدندن . ارغمت لين نفسها لإبقاء عينيها مفتوحتين عندما بدأ ديلون هبوطه . كانت هناك بقع صغيرة من الاخضر والبني تذوب مع الأزرق , ومن جديد الارتفاع السريع للجبال قبل ان يقفزا على الاسفلت وينزلقان الى ان توقفا . مذهولة , تأملت الحظائر وصفوف الطائرات , ومحركات مزدوجة , وطائرات نفاثة للركاب . هناك خطأ ما , فكرت. هذا لا يمكن ان يكون ملكاً لأبي.منتديات ليلاس " لا تكوني اية افكار, ايتها الدوقة " ألمح ديلون , ملاحظاً نظرتها المشدوهة . فمه متوتر " لقد خسرت حصتك , وحتى لو أن الكابتن يميل ليكون كريماً , فشريكه سيجعل الأمور صعبة جداً. إن عليك البحث عن مكان آخر لركوب سهل" قفز الى الأرض عندما حدقت اليه لين في عدم تصديق . فكت حزامها , واستعدت لتنزل نفسها الى الأرض . |
رد: جزيرة الزهور - لوريس غرانت - من روايات غادة المكتوبة
يداه امسكتا بخصرها قبل ان تنزل قدميها . للحظة , امسكها معلقة . مع وجهيهما فقط على بعد عدة بوصات , وجدت لين عينيه تسجانها . لم تعرف عينين هكذا خضراوين او هكذا قاهرتين .
" راقبي خطوتك " امرها , ثم انزلها الى الارض. تراجعت لين , متقهقرة من العدائية في صوته . جمعت شجاعتها , ورفعت ذقنها وتمسكت بأرضها " يا سيد اوبريان, هلا تكرمت بإعلامي اين اجد والدي" حدق لحظة , وهي اعتقدت انه بكل بساطة سيرفض ويتركها . بسرعة , هو أومأ نحو مبنى أبيض صغير " مكتبه هناك " صاح قبل ان يستدير ويخطو بعيداً. المبنى الذي وصلت اليه لين كان كوخاً متوسط الحجم . تحف مدخله اشجار النخيل والازهار . بيدين مرتعشتين , دخلت لين . شعرت كأن ركبتيها توشكان ان تذوبا تحتها , وكأن طرقات قلبها توشك ان تنفجر من رأسها . ماذا ستقول للرجل الذي تركها تتعثر في الوحدة لمدة خمسة عشر سنة ؟ اية كلمات كانت هناك لتصل الهوة وتعبر عن الحاجة التي لم تمت ؟ هل هي بحاجة لتوجيه اسئلة , أم هل تستطيع ان تنسى لماذا وتتقبل الواقع فقط ؟ صورة لين لجميس سيمونز كانت صافية وواضحة كالأمس, هي لم تكن مظلمة بظلال الزمن . هو قد يكون أكبر, ذكرت نفسها , وهي كانت أكبر كذلك . هي لم تعد طفلة تجري وراء لعبة , بل امرأة تقابل والدها . هما لم يكونا نفس الشيء كما كانا . ربما كان ذلك بحد ذاته ذو فائدة .ريحانة كانت الغرفة الخارجية للكوخ مهجورة . كان لدى لين انطباع غامض للأثاث البسيط . نظرت حولها , وشعرت بالوحدة وعدم الاطمئنان , أشبه بشبح من الماضي , وصل صوته , يطل عبر باب مفتوح . مقتربة نحو الصوت , راقبت لين عندما كان والدها يتحدث على الهاتف في مكتبه. استطاعت ان تشاهد التغييرات التي صنعها السن على وجهه, لكن ذاكرتها كانت دقيقة . الشمس سمرت بشرته ووضعت خطوطها عليها , لكن ملامحه لم تكن غريبة عليها . حاجباه الكثيفان كانا رماديان الآن , لكنهما ما زالا بارزين فوق عينيه العسليتين . كان الأنف لا يزال قوياً ومستقيماً فوق الفم الطويل الرقيق . شعره بقي ممتلئاً , مع ان الشيب قد خط حاجبيه . ضغط شفتيه معاً عندما أعاد السماعة , عندئذ ابتلعت ريقها , وتكلمت لين في ذاكرة ناعمة . |
رد: جزيرة الزهور - لوريس غرانت - من روايات غادة المكتوبة
" هاللو يا كابتن "
لوى رأسه , وهي راقبت الدهشة تغمر وجهه . عيناه اجرت سلسلة سريعة من الانفعالات , وفي مكان ما بين البداية والنهاية هي شاهدت الألم . وقف , وهي لاحظت بإحساس طفيف من الصدمة انه كان أقصر مما تذكرته في طفولتها . " لين ؟" كان السؤال مرتبكاً , ملوناً بالتحفظ التي حطم دافعها للإندفاع نحوه . احست في الحال ان ذراعيه لم تفتحا لاستقبالها , وهذا الرفض هدد تدمير ابتسامتها التجريبية . " من الجيد ان أراك " كارهة الانحراف العقلي , تقدمت الى داخل الغرفة ومدت يدها . بعد لحظة , هو تقبلها . امسك يدها باختصار , ثم اطلقها .منتديات ليلاس " لقد كبرت " كان تأمله بطيئاً , وابتسامته لمست فمه فقط " لديك شبه بوالدتك . لم تعد هناك ضفائر ؟" الابتسامة أنارت وجهها مع حافز سريع , فملامح والدها كانت دافئة " ليس لبعض الوقت . لم يعد هناك احد ليشاهدها" التحفظ استقر عليه من جديد . شاعرة بالرعشة , بحثت لين عن خط جديد للحديث.منتديات ليلاس " انت لديك مطارك , يجب ان تكون سعيداً جداً. أنا أرغب في رؤية المزيد منه " " سنرتب ذلك" كانت نغمته مؤدبة وغير شخصية , ضربت عبر وجهه كلسعة سوط. سارت لين نحو النافذة وحدقت عبر ضبابة من الدموع " إنه مؤثر جداً" " أشكرك, نحن فخورون به " تنحنح ودرسها من جديد " كم ستمكثين في هاواي ؟" تمسكت بحافة النافذة وحاولت ان توازي نغمته . حتى في أسوأ حالاتهما , مخاوفها لم تعدها لهذه الدرجة من الألم " عدة اسابيع ربما , أنا ليس لدي خططاً محددة. أنا جئت ... أنا جئت مباشرة الى هنا " ملتفتة , بدأت لين تملأ الفراغ بالثرثرة " أنا واثقة بأن هناك اشياء يجب ان أراها طالما أنا هنا . وربان الطائرة الذي حلق بي قال ان كاواي جميلة , بساتين و ..." حاولت وفشلت ان تتذكر التحديات لكلام ديلون "ومتنزهات " استقرت على العموميات , وابقت ابتسامتها ثابتة " ربما يمكنك ان توصي لي بفندق ؟" كان يفتش في وجهها , ولين ناضلت لمنع ابتسامتها مع الذوبان " أنت على الرحب والسعة للبقاء معي طالما أنت هنا " |
الساعة الآن 07:31 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية