على مقهى العرب (مسرحية قصيرة )
المشهد:( مقهى العرب، حيث يجلس عدد من الزبائن، أشكال وألوان مختلفة، من العمال، إلى الطلبة الجامعيين، ومن العاطلين، إلى أساتذة العلوم السياسية، ويدور عليهم القهوجي بالمشروبات، ساخنة وباردة)
أستاذ العلوم السياسة : ( يطوي الجريدة بعنف) يا للعار.. طالب: (للأستاذ) أخبار سيئة يا أستاذ؟ الأستاذ : (بقرف) بدأت قافلة التطبيع.. عامل: تطبيل! الأستاذ : (مصححاً باستعلاء) التطبيع يا جاهل وليس التطبيل. عاطل : يا جماعة تطبيع، تطبيل، المهم الفائدة.. هل سيأتي من وراء التطبيع هذا خير أم لا.. الأستاذ : (للعاطل) عقلية أمثالك هى السبب فيما نحن فيه من تردي، لا يهمك سوى السبوبة، لا أخلاق، لا قيم. عاطل : الأخلاق والقيم ستجد لي عمل؟ القهوجي: العمل موجود.. أنا محتاج من يساعدني في شغل المقهى. عاطل: (باستنكار) أنا أعمل قهوجي على آخر الزمن. القهوجي: يعني لو طلبوا قهوجية في تل أبيب ستذهب؟ العاطل : (مفكراً) أكيد المقاهي هناك أرقى من هنا. الأستاذ: يا للعار.. كيف صارت أفكارنا بهذه الدونية؟! عامل : هدئ أعصابك يا أستاذ، دونية فانية.. واشرح لنا ما أخرة التطبيع هذا. الأستاذ : ( يجذب نفس ثم يبدأ الشرح) التطبيع يا جهلة هو مرحلة التوافق والتطابق في الرؤى، والعمل كمنظومة لتحقيق الأهداف الاستراتيجيه، وجعله واقع دبلوماسي وشعبي معاً . مما يحقق التوازي الأفقي للانحلال البرعوثي المتضمن للمشنكاح الكلي، في الآمان يا لالالي. العامل : ( بجزع ) يا نهار أسود!.. الطالب : ماذا بك؟ العامل : لم أفهم شيئاً! الطالب : أصبر الأستاذ سيوضح لك أكثر..( للأستاذ) تفضل يا أستاذ، أكمل. الأستاذ: (يتنحنح) الحقيقة أنا انتهيت. العامل : (بجزع أكبر) يا نهار اسود!! الطالب: ماذا أيضاً؟ العامل : القهوة بردت! العاطل : كله كلام بلا طائل.. في النهاية هم يتطورون ويتقدمون، ونحن محلك سر، نشجب ونندد. الأستاذ: ودماء الأطفال، ودموع الثكالى.. العاطل: هذا هو الكلام الذي لا يقدم ولا يؤخر. الأستاذ : خذو هذا الكائن من أمامي.. الطالب: ( للعاطل) أسكت من فضلك ودعنا نستفيد أكثر من الأستاذ. (يدخل شخص غريب عن رواد المقهى ويجلس في طرف المقهى) العاطل: (هامساً) ششت.. يبدو أنه مخبر من إياهم.. الأستاذ :( يبتلع ريقه) يبدو شخص عادي.. أنت المصاب بالبارانويا. العاطل : الحذر مطلوب. الأستاذ: صرنا نخاف من أنفسنا أكثر من أعدائنا. الغريب : ( يصفق للقهوجي) شاي بحليب. العامل: (للطالب والأستاذ) إنه لا يحمل جريدة، كل المخبرين يحملون جرائد للتمويه. الأستاذ: (ملوحاً بالجريدة في يده) ماذا تقصد؟ العاطل: أهم صفة في المخبر يديه.. الطالب: هذه يد لا تمسك إلا بالقلم غالباً.. الأستاذ: (مفكرا) من أرباب القلم، ويشرب شاي بحليب، هذه سوقية فجة. (يخرج الغريب من حقيبة يده أرواقاً بيضاء وقلم) الطالب : (بلهجة منتصرة) ألم أقل لكم. الأستاذ: لو كان فعلاً من أرباب القلم فحي هلا.. الطالب: (رافعاً صوته ليسمع الغريب) حضرتك جورنالجي؟ الغريب: (يرفع وجهه عن الورق ) شيء من هذا القبيل.. الطالب: يسعدنا أن تشاركنا جلستنا.. لديك هنا جميع أطياف المجتمع الذين تكتبون عنهم غالباً.. الغريب : الحقيقة أنا لا أكتب عن أطياف المجتمع.. الطالب : تكتب عن السياسة ؟ الغريب : لا..أنا أكتب دراسة عن الصهيونية. الطالب: (متهللاً) يا محاسن الصدف.. ونحن كنا نتحاور عن التطبيع..(يشير للأستاذ) معنا هنا أستاذ كبير في العلوم السياسية. الغريب: (ينظر للأستاذ باستغراب) غريب.. مكانك على الشاشات وليس على المقاهي. الأستاذ: أنا متواضع بطبعي. الطالب: موضوع الصهيونية صار موضوع شائك الآن بعد التطبيع. الغريب: حقيقة أنا أكره تلك المصطلحات العائمة.. وأحب الوضوح.. الأستاذ: ( في ضيق) التطبيع واضح جداً وهو شيء مرفوض ولا نقبل به أبداً. الغريب: هون عليك يا سيدي..اليهود لن يتركوا لنا الأرض التي احتلوها بهذه العبارات العاطفية. الأستاذ: ( ينتفض) ومن قال لك أننا نهدف إلى إخراج اليهود من الأرض.. الغريب: ( معتدلاً في دهشة) نعم! الأستاذ: طبعاً.. لابد أن نعترف أن لليهود حق تاريخي في أرض فلسطين.. ألم تقرأ وعد الإله لهم في التوراة؟.. الغريب: لا، قرأت وعيد الإله لهم في القرآن. الأستاذ : لا ينبغي أن نقحم الدين في كل صغيرة وكبيرة.. أنا أومن بفصل الدين عن السياسة. الغريب: حضرتك أستاذ علوج سياسية؟! الأستاذ: ( شامخاً بأنفه).. تقصد علوم سياسية. الغريب: و ترفض التطبيع مع اليهود؟.. الأستاذ:( بنفس الشمخة) بكل شدة وصلابة. الغريب : وفي نفس الوقت تعتقد أن لليهود حق تاريخي في فلسطين. الأستاذ: أينعم.. وبكل فخر. الغريب:( ينظر للحاضرين بالقهوة متسائلاً) هو انا هضرب لوحدي؟ ( يقوم الجميع مع الغريب، الطالب، والعامل، وحتى العاطل، وينهالون بالنعال على رأس أستاذ العلوم السياسية ( يدخل صاحب المقهى) صاحب المقهى: (بعد أن فض المعركة، بصوت جهوري ) المقهى هنا لشرب الشاي والشيشة، وليس للكلام في السياسة. الغريب: أي سياسة.. أستاذ العلوج هذا صهيوني، بيدعي أن لليهود حق تاريخي في فلسطين.. صاحب المقهى: قلنا لا كلام في السياسة.. لا سياسة في المقهى ولا مقهى في السياسة.. مفهوم. تمت |
الساعة الآن 08:39 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية