منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   المنتدى العام للقصص والروايات (https://www.liilas.com/vb3/f16/)
-   -   رواية: أحببتُ حُطاما سَبق أوان الرحيل\ بقلم شتات الكون (https://www.liilas.com/vb3/t207822.html)

شتات الكون 27-05-21 02:22 PM

رد: رواية: أحببتُ حُطاما سَبق أوان الرحيل\ بقلم شتات الكون
 
يسكت...يستمر في القيادة بصمت ..ينظر لخطوات الرحيل على هذا الطريق..قطع مشوار النصف ساعة ...متبقي نصف آخر..وهذا النصف الآخر رحيل تُعلن عن رحيلها بالتحديق في كثافة النخيل..أجل حينما يقتربان من كثافتها ووقوفها الشامخ...وظلالها المرسومة على الأرض تطلق تنهيداتها التي اعتاد على سماعها..يعلم رحيل مهووسة بالنخيل..بالنخل...بالتراب..بالأشياء البسيطة ..وهذه الأشياء تذكّرها وبشكل كبير بالماضي ...بالطفولة ..حنينها لا يبقى راكدًا في صدرها تخرجه بلا قصد...تحدّق للنخيل..تفترس ماضيها بالتحديق..لا تطلبه من أن ينزل النافذة من أجل شم رائحة " النخّل" ورائحة "الطبينة" التي تحبها ولكن ليث يفهم كل رغباتها من على هذا الطريق...ينزل النافذة قليلًا..الهواء يبدأ يداعب أنفها..ليستثير ذاكرتها في تجرّع الماضي...سيارة جدّها "الددسن"..قيادتها على الطريق هذا ..كان الطريق صلبًا بسبب الحجارة الصغيرة كان آنذاك غير مزفلت ..النخيل كانت في ذلك الوقت أكثر كثافة ولكن الآن تم قطع بعضها...رائحة الطبينة لم تكن كالرائحة التي تشمها الآن يبدو انهم يمزجون معها اشياء تُفسد من رائحتها الجميلة السابقة ..ولكن مع ذلك..تستل النفس..تغمض عينيها...تشد على بطنها...تتحسس حركات "رجوى"...تتذكر ركضها أمام "الثبر"..الأرنب يقترب لناحيته...ضحكها يصعد في قلبها..تسقط تسمع صوته
" رحيل طاحت في الثبر"...تفتح عينيها..تنظر لليث...الذي يسترق نظره لناحيتها..ينظر لعواصفها وينظر لنفسه..يمد يده..يمسك يدها كعادته..لا تسحب يدها...تعود بالنظر إلى النخيل!
.
.
تنهض مزون تجلب القهوة ثم تجلس بالقرب منهن تضربها على ظهرها بخفة تهمس
هيلة: الفارس المغوار موصيني اسوي لكم تهريب...
تنظر لها وهي تضحك وتضع دلة القهوة أمامها: لا تكفين...ابوي ما يرضى...
تتحدث الأخرى "اصايل": اخوي يعامل النخل..مثل ايش ياربي...مثل ايش اي...مثل سطح صالحة في درب الزلق..مكان لقى الأحبة...
وضربتها على فخذها بخفة: لا طاوعين هيلوه...وربي لو شافك ابوك راشد بزوجك هنا في لحظتها هذا انا اقولك...
دانة تنظر لهما: شوقولون انتوا؟
الجده تنظر لهم: ما غير يتهامسن..الله يهديهن..
عهود تتحدث بهمس: لاحظوا جدتي سوت آبديت للإعدادات ...وغيّرت اللهجة..
حاولن كتم ضحكاتهن هنا.
...
ام ليث: اذا ما تبون تجلسون هنا ..روحوا المجلس الثاني...
هيلة بجدية: اي والله بنات...خلونا نروح هناك...
الجده: يا الله عفوك يبون الفرقى...
ام صارم : ههههههههههه خليهم على راحتهم يمه...
وصايف تضحك : قوموا طيب...نروح داخل النخل...ونقطف رمان...
الجده بتحذير: لا وين تقطفونه...بعده ما استوا...والرمان الحساوي ياخذ وقت...
ام فهد: لا تقطفون شي ولا جدكم بعصب..
دانة تهمس: والله خاطري بالليمون الأخضر...
وصايف اخيرًا تحدثت: والله طعمه مع الملح بالراس...
مزون: شوقتوني اذوقه..
الجده تنظر لهم بتحذير: لا تقطفون ولا شي...تو الثمر ما بعد ينضج...تبون اكلوا رطب...
هيلة : زرّعت معدتنا وحنا ناكله...
ثم نهضت: قوموا..
على صوت جدتها وهي تقول: قولي الحمد لله على النعمة...
نهضوا
وسمعوا صوت "بوري السيارة"
ام فهد: اظن بنيّتي رحيل جات..
الجده تهلل وجهها: يا الله انك تحييها..
.
.
فتح باب النخل محمد...لهما دخل ليث بسيارته وأوقفها جانبًا...وتحدث: تأخرت ليث؟
ليث يركن السيارة وينزل ...ورحيل نزلت معه: الطريق زحمه...
فهد وريان تقدما لناحية اختهما بينما ليث ذهب لناحية محمد
ريان ابتسم: اخبارك اليوم..
تنظر له من خلف النقاب بهدوء: الحمد لله..
فهد : الحريم داخل..
.
.
موكّل بإنهاء الأمر من جذوره ..شعر بالتوتر..الجميع هنا ..لو اخطأ سيقتلونه حتمًا..ينظر له عن بعد يقف أمام الباب بنوعه"الشينكو" والذي يعتبر باب آخر للمزرعة على الوجهة الأخرى..تعرق..لابد أن ينهي المهمة...ابتعد صارم عن ليث..وكذلك فيصل..رحيل بدأت تمشي مبتعدة عنهم للداخل..لكن لم تصل للآن لمبنى النساء للدخول..يركّز...يحاول أن يصيب..يعلم ما إن تنطلق الرصاصة سيعلن ضجيج في المكان وفي الأنفس..
.
.
صارم يضحك: ههههههههههههههههههه وانت بس تتشكّى مني؟
محمد: اتركه يا ذياب اتركه هذا لا احساس ولا ضمير...
فيصل ينظر لهم: عندكم وعندي خير؟
نواف بدأ ينخرط بالحديث معهم : تبوني افتّن؟
ليث يضحك بينما فيصل اردف: كل تبن يا حمار...
نواف يضحك...
ليث يتحدث: صارم صدق ورا ما تزوّج الحين؟
صارم بجدية: مالي مزاج للزواج...بدري عليه...
ليث كاد يتكلم ولكن..
سمع صوت الجد يقول: اقول..شوفوا غدانا...نزّل الرز في التنور يا صارم...الحطب اشتعل كله..لا يصير رماد الحين ولا نستفيد منه!
صارم ابتسم: على هالخشم جدي..
بو صارم نظر لأخيه: إلا اخبارك اليوم يا بو فهد..
بو فهد ابتسم على مضض: الحمد لله بخير..
بو ليث يرفع صوته: ليث..نزل صناديق الموية من سيارتي نسيتها..
ثم رمى عليه مفتاح سيارته وتلقفها
..مشى على جانبه الأيسر ليذهب لسيارة ابيه
.
.
شعر أنه الوقت المناسب..خائف ومتوتر..اصبعه السبابة على الزنّاد..رحيل دخلت لهن..رحبّنا بها..جلست بالقرب من دانة ..اخذت تبتسم على حديثهن..نست الماضي...في هذه اللحظة والجده تنظر لها وخالتها تدعي الله ان يخفف حزنها...والفتيات يضحكن ..ضغط على الزناد..ارتفع صوت اطلاق الرصاص..ارتجفت القلوب الجميع نهض ..صارم يلتفت على "باب الشينكوي" ينظر للعامل وهو يركض
يصرخ فهد: لييييييييييييييييييث
صارم يصرخ: العاملللللللل اللي سواها...
يركض هو وفيصل باتجاه العامل الذي يركض بالخروج...
بو ليث ينظر لأبنه قلبه يختلجه: ولدي...
.
.
كانت تجلس..تحاول ان تحتضن حديثهن باحتضان بطنها..سمعت دوي اطلاق النار..اغمضت عينيها..مسكت بطنها همست كالمجنونة وكأنها تعلم بنوايا العامل: ليث...
نهضت بثقل وتبعوها البقية...صوتها يخرج وهي تمشي بثقل: ليث...ليث...رجوى..
ام فهد تتقدم: يمه رحيل وقفي..
اخذت تركض..
.

بينما ليث..انحنى على ركبتيه امام فهد..وريان عن يمينه يشد على ذراعه بقوة والجد يرتجف بقوله: ليث ...وش جا لوليدي وخروا..
بو ليث يتعرق ينظر لأبنه وابا صارم يشير لهم: في ذراعه في ذراعه اذكروا الله ...ما في شي..جات سليمة!
بو فهد يتقدم لناحية ابن اخيه
فهد ينظر لليث المصدوم: لازم ننقلك المستشفى...

كان سيتحدث
ولكن سمع صوت النساء يتقدمن..ورحيل تكرر اسمه بصوت مرتفع..كيف علمت؟ انه هو المصاب..نظروا لهن وهن يقتربنا
سمع صوت الجد: ما في شي...ما في شي...ارجعوا داخل..
جثلت رحيل هنا على الأرض بعد أن رأت دماء ليث..والفتيات شهقن بخوف على رحيل وكذلك ليث
تحدث راشد وهو ينظر لفهد: اضغط عليه...ما زال ينزف...بروح اجيب من سيارتي...خرقة...
.
.
ينظر لرحيل..ليست على ما يرام سقوطها يخيفه..
: رحيل...وخروا بقوم لرحيل..أنا ما فيني شي!
التفت فهد وريان على رحيل وخالته ومحاولة البقية في جعلها تنهض
ولكن يسمع انينها
نهض ليث..
وتحدث ابيه: يا بوك اجلس..تنزف لا تقهرني فيك...اجلس واترك عيال عمامك يودونك المستشفى..
..
تركهم جميعًا تقدم لناحيتها يصرخ جدّه: ليث...ليث..بشويش على نفسك..
تحدثت من بعيد ام صارم عن يمينها وعن يسارها ام ليث: بنيّتي رحيل...روحوا لها...
ام ليث: يا يمه دخلي داخل...دخلي..
تمشي الجده خطوة: لالا..بنتي...ليث..ولدي..طمنوني عليهم..
ام صارم تنظر للبنات ترفع صوتها: بنات دخلوا..
هيلة مصدومة تحدّق بأخيها وتنظر لخوف رحيل..وكذلك اصايل..بينما مزون..تقدمت لناحية والدها حينما اقترب
تحدث: ما في شي..ادخلي داخل...
تهز رأسها..ولكن لا تدخل..جميعهم في صدمة
.
.
بينما رحيل..تنظر له..حينما جثل على ركبتيه..جسدها اخذ يرتجف..ذاكرتها أخذت تعود للتذبذب بشكل مأساوي وكبير..الألم يرتفع..رجوى تعلن عن رحيلها أم قدومها الآن؟ كيف للألم يستحوذ ذاكرتها..على ذاكرت الرّحيل والدخول في سباق آوانه؟
ترتجف..ِشفتيها..عينيها لا تزحزحهما عن وجهه.."مصعوقة"..أجل كصعقتها بالماء البارد لتعاقب على ضربها الجنوني للنزيلة الجديدة التي أخذتها على لسانها بالسخرية..تمت معاقبتها لتبقى تحت الشّمس..بعد سكب الماء البارد على رأسها..كانت تشهق..عمرها ثمانية عشر..وبعد ذلك الحدث اصبح مائة وخمسون..تسمع صوت طلق الرّصاص..يختبأ رأسها في كتفيها..تتذّكر كيف اطلقوا الرّصاص في الهواء ليطلقوا بعد ذلك صراح الكلاب البولسية من أجل لا تدري من أجل ماذا؟ ولكن تذكر رعبها وقتها..تذكر خوفها من هذا الصوت..سمعت طنين في رأسها..وحنين في قلبها لإمساك هذا الخوف بأي شي..تذكر..كل شيء الآن..
.
.
يطوّق وجه الألم..يطوّق ألحانه الحزينة يهمس: أنا بخير..رحيل...بخير..
يأتي عن يمينه ريّان وعن يساره فهد
يتحدث فهد: ليث تنزف كثير....قوم...
هو الآخر مصعوق..كيف للعامل التجرّأ ليطلق النّار عليه..كيف؟..ولكن رحيل...رحيل وجهها يعلن عن الرّحيل..هي تخشى موته من أجل رجوى لم ينسى ذلك..لم ينسى هذيانها بهذا الأمر..قلبه متعب..خائف من استمالة ذنوب الماضي لفقد الحاضر والمستقبل..
ارتجفت كفيه بسبب خوفه، وذعره..وصدمته: اششش..فهد...ااننا بخير..
ريان ينظر لأخته التي ترتجف: رحيل...شفتيه بعينك بخير..قومي..وانا خوك قومي...
.
.
تتقطّع امعاؤها ربما..هذا الألم لم تذقه من قبل..يشد على خاصرتها اليُمنى على الجروح على آثار السنين يلتهمها بصمت الأنين من الدّاخل ..ولكن قساوته اجمعت الدموع في محجر عينيها..تريد الصّراخ ولكن تعجز..هذا الألم البغيض يطوّق بطنها وعنقها..احتضنت بطنها لتنحني للجانب الأيسر..عيناها وقعتا على ماضيها...على رجوى الرّاكضة..وعلى خوفها من فُقدان رجوى آنذاك..تركض..تريد أن تبعدها عن "الثبر"..تركض تريد احتضانها ما بين يديها..تركض لأنها تخشى على الأرنب من الموت فسقطت ليعلن ليث بصوته
"رحيل طاحت في الثبر"..تلتفت سريعًا على ليث...تفتح عينيها على وسعهما؟ هل سيسقط ليث في "الثبر" هل سيسقط في تلك الحفرة المشؤومة؟ هل سيموت لتعلن رجوى قصّة رحيلها بمحاور أخرى؟
تشد على كفّيه بشكل مفاجأ له ولأخويها حينما شعرت الألم بلغ مُنتهاه..تبتلع الألم..تبتلع ألم "الطّلق" في الواقع بصمت ضجيجها من الدّاخل..
تقترب ام فهد: رحيل وانا امّك قومي..
لا تسمع رحيل صوتهم في الواقع تحدّق بليث
لتهمس برجفة شفتيها: عشاننن...رجوى...لا تموت..
ليث ينحنى بغصن وجعه: ما راح اموت...تكفين هدي..وقومي...
تهز رأسها..تبتلع قصّة احداث مرّه تجرعتها في ذاكرتها من خلال التذّكر..حاولت النهوض.بمساعدة ام فهد ولكن لم تستطع ان تستقيم بظهرها شعرت السائل يعود بالتسلل إلى ساقيها..رفّ جفنها الأيسر..
.
.
أتى وهو يمسك به..وفيصل يطوّقه من يده الأخرى
ارتفع صوت صارم: بلغنا الشرطة...هالحمار هو اللي اطلق عليه..
تحدث العامل وهو يزفر انفاسه بعد ركضه لمسافات طويلة ولكن فيصل طبّق عليه: بابا انا..
فيصل يصرخ: اشششششششششش ولا كلمة..
راشد يتحدث: جيبوه جيبوه...هنا...
الجد بقهر: اربطه الله ياخذه..
نواف يركض للمستودع: بجيب حبل...
النساء يقفن على الجانب الآخر..
رحيل تحاول الإستقامة..
وليث يُدرك عجزها..
تتنفّس بصوت مسموع تضع يدها اليسرى أسفل بطنها..
يرتفع صوت ريّان: بتصل على الاسعاف ...ليث تكفى روح ريّح...
ليث تنخرس الأصوات عن أُذنيه..حينما يرى رحيل..تسقط من جديد على ركبتيها ...وخالتها تذعر..
فهد سريعًا اقترب وامسكها
ام فهد: اسم الله عليك يمه...شفيك؟
الجده تنظر لهم عن بعد مسافة بسيطة: رحيل..جيبوا بنتي...دخلوها داخل..لا تتعب من الوقفة!
.
.
تنظر بعجز لليث..تنظر له وهي تزدرد ريقها..تلتهمها الآلام وتشتعل بالذكريات..الألم لا يُحتمل..بل يستفيض حمض عينيها بالبكاء..وكيف لا ؟ هي الآن تبكي المها وخوفها لفقدانها لرجوى..تتذكر كيف تتلّوى ألمًا بسبب عدم انتظام عادتها الشهرية في السجن..تذكرت نزيفها بسبب جاسيكا..تذكرت كيف وقعت من على السرير ليضيق تنفسها..ويزيد النزيف..وتنظر لفراغ ذهاب المجرمة عن عينيها..هذه الآلام جميعها الآن تجتمع لتحرقها وتقتل رجوى..تشد على بطنها تهمس له حينما اقترب وامتدت يده السليمة ليمسك بعضدها
: رجوى..رجوى...
يسكت..يتذكر هو الآخر حالها الضعيف بالأمس..يخشى من أمر واحد ولكن رحيل الآن تجعله يتيقّن به
همس: بتولدين؟
لا مجال للإنكار..هزّت رأسها..بذعر..
ينظر لخالتها يقول: خالتي...رحيل..بتولد...بتولد...
فهد ينظر لريّان
وام فهد تنظر لليث: تو ما دخلت التاسع...
.
.
رحيل أخذت تتأوّه بصوت ضئيل وبالكاد يخرج...تلتهمها العواصف الآن..يمتزج ريح النخيل بريح ماضيها..صوت الضفادع بات الآن يُسمع من خلال الصرف الصحي الخارجي!، كل شيء يتضخم في رأسها مع تضخّم الألم..الدجاجات تركض..الديك يصيح...هي تبكي تحت منحدرات السجن!
تحمر عينيها تزم شفتيها
يصرخ ليث: فهد احملها...للمجلس..
ريان بذعر: نوديها المستشفى..

يرتفع صوت ابا فهد من بعيد: شصاير؟
الجد: علامكم مجّمعين؟...قلنا دخلوا داخل...ويا ليث تعال لا تعاند...
ليث يهز رأسه وبتوتر شديد: ما يمدي...الإسعاف بتجي...بتجي صح...بس متأخر..النخل بعيد ومعزول!
يهز ريّان رأسه لتهدأته...
يصرخ ليث: محمد...دانة...
متوتر..وقلبه مفجوع...يكره النهايات الحزينة..يكره عجزه...يتذكر موت سلمان...يتذكر جنون ركان..يتذكر نفسه أمام معملهم وهو يبكي يرجوهم بأن يخرجوا رحيل من السجن..لقبّوه بالمجنون لفترة لبعد الشكوك عنهم..ليسقط على القبول والرضوخ كلما عاند وكلما زاد الغضب..كلما عنّفوا رحيل في السجن!
خضع ..ورفع رايات الإستسلام..ولكن ما باله الآن؟ لِم يخضع؟
ينظر لها: رحيل تتوهمين؟
دانة تقترب ومحمد اصبح خلفه
: شصاير؟
ليث ينظر لدانة بذعر: رحيل...بتولد...
دانة تنظر لرحيل..تخشى هي الأخرى الأمر وتفهم ما يرمقها إليه ليث
يكمل ليث: تعرفون الطريق طويل..وأخاف ما يمديها...من هنا للمستشفى بناخذ يمكن ساعة...
محمد يفهم أخيه يتحدث وهو مولّي بظهره عنهم: دانة تكشف عليها ونحدد ناخذها المستشفى ولا...
ليث فقد سيطرته : شيلها فهد شيلها..
حملها فهد ما بين يديه..وبتذبذب ام فهد تبعته وريان وقف حائر
التفت على النساء: ادخلوا..جدتي ادخلي رحيل ما فيها شي..
الجده بخوف: علامها قولوا؟
دانة تجرأت لتتحدث: بتولد..
شهقوا البنات
اصايل: كيف؟؟؟؟؟
هيلة ترقرقت الدموع في عينيها: تو ما دخلت التاسع..اصلًا...تمزحون؟!
مزون بدأت بالبكاء الصامت ووصايف شعرت برجفة تتسلل إلى جسدها خافت من أن تفقد اختها كما فقدت مناهل ..ازدردت ريقها تقدمت لريان: ما دخلت التاسع..
ريان ينظر لها هو الآخر خائف: مو صاير لها شيء اذكري الله..
ليث يتحدث لدانة وكذلك محمد: وزنها ناقص...بأثر على ولادتها...قالوا لي احتمال ما تولد طبيعي...
دانة تنظر لمحمد وهي تمسك بطرف حجابها
محمد: : هد من نفسك واجلس...تدخل دانة تكشف عليها اذا يمدي نوديها المستشفى..وإن شاء الله مو صاير إلّا كل خير.
دانة شعرت بالذعر..ولكن سحبها قليلًا محمد لتقف امامه تحدث بصوت واطي: انا معك لا تخافين بكون عند الباب اذا صار شي طارىء ناديني بس..
دانة بخوف من فكرة توليد رحيل: ما قد سويتها...
محمد يهدئها: ما بصير شي...اذكري الله...وتذكري رحيل محتاجتك...وأنتي قدها..روحي...تمام..
تهز رأسها تركض لناحية المجلس الرجالي..تدلف الباب وتدخل..وتبعها ليث..
فهد خرج سريعًا ام فهد تنظر لرحيل..صامتة رحيل..لا تخرج الأنين يحتقن وجهها فقط...ابعدت عن رأسها الحجاب لتنثر شعور الألم ..ابعدت عن جسدها العباءة لتنسلخ من ترهات الماضي..تسحب دانة نفسًا عميقًا تقترب وليث يقترب ايضًا
تحدثت اخيرا رحيل لتنظر لخالتها: خالتي.انا بخير...بقوم..ما فيني...شي..رجوى مو الحين..
ليث قاطعها: رحيل...تكفين...يكفي مكابرة على الألم...
رحيل تنظر له تتكأ على كوع يدها الأيسر تحاول النهوض من سقوط الثمان سنين ترتجف سواعدها
: ما تموت...ما تموت عشان رجوى..
تهذي أجل..تهذي...دانة برجاء: خالتي معليش طلعي برا..وانت ليث...اطلع لا تخلونا تفقد طاقتها بالكلام..
تتحدث رحيل بثقل لسانها: ليث يتم..
دانة سكتت..ثم نهضت ام فهد وفي عينيها دمعة قهر على رحيل..
تنظر لليث تمد كف يدها لتشد على كفه
: ما طيح في الثبر!
ليث يفهم رموزها هذه إلى ما تشير
همس: ما اطيح..هدي رحيل..
رحيل تتنفس بصوت ضعيف: ما تموت لا انت ولا رجوى..
دانة تتحدث لتدعمها نفسيا: ماحد بموت رحيل...ماحد..
وبجدية: ساعديني وساعدي نفسك.
.
.
الخارج اصبح في استنفار..محمد يتصل على معارفة في قسم الطوارىء.."النخل" بعيد أخيه ينزف ويأبى التطبيب ورحيل ربما ستلد طفلتها الآن..يخشى من أمور كثر..يجري اتصالات كثيرة يتحرك أمام الباب لا يسمع صراخ لرحيل ولا حتّى أنين!
بينما الرجال جميعهم ابتعدوا عن المكان احترامًا لرحيل واحترامًا للخصوصية ...توقعوا منها الصراخ ولكن هي تبتلع هذا الصراخ وهي تلوذ بنفسها يمنةً ويسرى بتقلّب مواجع الماضي..تنظر لليث تشد على كف يده
تكرر" لا طيح في الثبر" تعتصر ذاكرتها الماضي لتتألم وتشق طريق الأوجاع باحمرار عينيها ، تشعر بارتطام جسدها على الجدار المتسخ في الخلاء..يدفعونها يضربونها على بطنها.يركلونها في مناطق ضعفها..يسحبونها تحت الماء..يلهبون جراحاتها التي احدثوها..تغمض عينيها تفتحها
تنظر لدموع ليث تكرر"لا يصير لها مثلي" تكمل مسيرة الألم..تُدرك دانة انّ رحيل في طور خوف وصدمة وولادة صارمة..ومتعسرّة!
بينما النساء دخلن في المجلس الآخر
يترفع صوت الجده: ادعو لها ادعو..
تبكي ام فهد وتواسيها بالدموع ام ليث
ويرتفع صوت وصايف بالبكاء ايضًا
ام صارم: اذكروا الله ما هوب جايها شي...باذن الله بتولد..
الجده لتخفف وجعهن: ياما ولدنا في بيوتنا ولا جانا شي..يا ام فهد اذكري الله خوفتي بنتس..قولي لا إله إلا الله...
اصايل تنظر لوصايف: وصايفوه بسّك عاد لا صيرين بزرة..
وصايف بخوف وذعر: لا تموت مثل ما ماتت مناهل..
مزون : قولي لا إله إلا الله ما هوب صاير شي..
تنهض هيلة: بقوم اجيب ماي.
.
.
يمشي أمام باب"النخل" ينتظر قدوم الإسعاف ينتظر قدوم الخبر يخشى من كل شي
يأتي بالقرب منه: فهد اذكر الله..
يلتف عليه: خالي خايف خايف تموت...
فيصل يتقدم: ماحد يموت إلّا في يومه..اجلس فهد...اجلس..الاسعاف بتجي..
فهد يمسح على رأسه ووالدها يتكأ على فخذه بيأس من أن تعيش رحيل بلا كدر!
يتلوّى عليها وجعًا وخوفًا هل ستموت ؟ هل الآن تحتضر؟
يخفف عنه ابيه واخوته وراشد ولكن قلبه لا يهدأ
.
.

شتات الكون 27-05-21 02:25 PM

رد: رواية: أحببتُ حُطاما سَبق أوان الرحيل\ بقلم شتات الكون
 
.
أموت..اشعر بالموت يطوّقني من كل جانب..رحيل لا تلفظ الألم..تتجرعه بصمت..يلوّن الألم وجهها فقد دون ان تصدر صوتًا له..تخفيني نظراتها..تخفيني همهماتها تخشى عليّ من الموت..تخشى من فقدان رجوى ايضًا ..وتخشى من فقدان رجوى لي أنا..تخشى الموت..ولكن اراه يقلّب وجهها..أجل يتخطفه بصمت..تحدّق في وجهي..تقلّبني على يدي الضمير..تقلّب اوجاعي على انتقامها الصّامت..تبكي..ها هي تبكي بصمت ..تجعلني ابكي معها..ابكي خوفًا على فقدانها..ابكي على فقدان رجوى ايضًا ولكن ما يهمني الآن نجاتها هي..اخشى الفقد..اخشى العواصف التي تعقب هذه العاصفة..اخشى من الماضي حينما يعاقبني على حاضري بضرب عنيف وغير عادل..
.
.
يمسح دموعها..يشد على كف يديها وهي تشد..تشد بقوة ..تضع ثقل الألم بهذا الشّد..تضع ثقل الماضي في يده..تهمس وتكرر"ما عشت ليث ما عشت" تخرج الكلمات بصوت متقطع..وخافت ولكن يفهمه..يستوعبه..يتمم معناه بقراءة شفتيها وهي تتحركان..تنظر للسقف الآن..تنظر وتغمض عينيها لتشد على كفّيه..تنظر لها الآن..ملامحها بارزة لم تعد ملامحها باهتة كما تأتيها في السّابق..تأتيها..الآن تقف على حافة المها تعزّيها بسواد لباسها..تنظر لها من بعيد..تنظر لها..تنظر لرحيلها المبكر..تنظر لشوقها الغائر لها في أمواجها الرمادية..تنظر تحدّق ..تختفي والدتها..لتقع في اشد الأوجاع..تشد على يد ليث..تحتضر رحيل الآن تسابق أوان رحيلها..لترعب قلب دانة..لترعب قلب ليث..لا يخرج صوتها تريد الصراخ ولكن لا يخرج..تخشى من التوبيخ..فكلما صرخت ..كلما صرخوا عليها ليزيدوها وجعًا..لتتقوقع مقرفصة جسدها تحت السرير..تبكي بدموع..تعاصر الألم بجمود..تنظر لنفسها تقف على حافة انهيار لمسات ستيفن..تنظر لنفسها وهي تبكي في المكتب ترجو ذلك الأرعن بالإبتعاد عنها ليصفعها على وجهها وتسقط على ركبتيها ويضعها في الإنفرادي!
أي حياة عاشت؟ اي حياة تجرعتها رحيل لتسابق أوان رحيلها بصورة فعلية الآن؟
لا يخرج صوتها للآن..
ينطرق الباب
محمد يخشى هذا الصمت: دانة...
دانة تتنفس بعمق..تخشى من كل شيء سيّء قد يحدث..رحيل أو شكت على لفظ وجعها ولكن سكونها مخيف..مخيف وجدًا..والوقت يمر كالبرق ليختطف ابصارهم وانفاسهم!
ليث يمسح على شعرها يريد منها ان تفتح عينيها..ولكن رحيل تغوص..في الوجع...في رغبة الأمومة التي تظن خسرتها..تبكي وجعها بدموع فقد..اشتاقت لذرف الدموع..اشتاقت وجدًا في لفظ الوجع خارجيًا بالتخريب..بالصراخ...بالبكاء والعويل..ولكن فقدت كل هذا لا تستطيع أن تفعل أحدهم..تتجرّع الآلام بصمت..تلفظ أمنيتها على مشارف الموت بإستسلام...ماتت رجوى؟ أم رحيل هي من ماتت؟
صرخت بشكل مفاجأ دانة: محمد ادخل..
.
.
محمد وقع قلبه هنا..هل ماتت رحيل؟ لم يسمع لها صوتًا في الواقع..كيف لمرأة تلد دون صوت؟ دون أنين؟ دخل ولكن ولّى بظهره وانزل رأسه..رأى دانة تتجه لناحيته وهي تمسك بطفلة؟
تعجّب ولدتها دون ان تصرخ دون أن تحدث ضجيج..دون أن تمزّق الجدران بحطام صوتها؟!
دانة بذعر: البنت مخنوقة!
محمد سحب الطفلة من يديها المرتجفة..سحبت دانة عباءة رحيل..لتضعها على المفرش الجانبي ويضع عليه محمد الطفلة ليقوم بالاسعافات اللازمة
رحيل فتحت عينيها تنظر لليث تبكي اخيرا خرج صوت بكاؤها وهي تقول: بنتي..
ليث لا يلتفت للوراء لا ينظر للهث دانة وهي تفعل ما يؤمرها به محمد يطوّق وجه رحيل يقبّل جبينها
يهدئها وهو يشعر بغشاوة تسرق عينيه ولكن يقاوم ألم الرصاصة: بخير...بخير..
رحيل تشد على يده: هي أملي ليث..أبي أعيش...تعبت أبي أعيش ليث...لا تموت...
ليث تنزل دمعه حارقة على خده الأيسر: والله والله ما فيها شي...
رحيل ترتجف..تبكي ..حسرةً على نفسها ..تبكي وجعًا..تبكي قهرًا...

يترفع صوت دانة: متى بتجي الاسعاف؟
محمد ينظر لها وينظر للطفلة
: مرت خمسين دقيقة...اتصلت على صديقي..يقول بالطريق.
تنظر لرحيل..تتجهة لناحيتها..تسحب مفارش قديمة متراكمة فوق بعضها البعض بالقرب من الزاوية تسحب احداهم وتضعه على رحيل بعد نفضه..ترتجف دانة..لم تقم بتوليد امرأة من قبل..تنظر لرحيل..ولمحمد واسعاف الطفلة التي لم تبكي بعد..تمضي خمس دقائق..يلجأ محمد إلى الإنعاش الرئوي..
ليث يشد على يد رحيل التي بدأت تدخل في غار الهذيان والتعب والبكاء والحسرة على النفس
.
.
تمضي..الدقائق..انتظر صوت سماع ابنتي..انتظر رجاء وأمل رحيل..يحزنني أن تفقدها هي ابنتي..اسمع تخبطات محمد وخوف دانة..انظر لضعف رحيل وبكاؤها..يا الله..رحيل تطلب الحياة الجميلة عن طريق ابنتها..وابنتي تموت ما بين يدي عمها..ابكي أنا ايضًا ...اضعت رحيل ..اضعت رحيل ضياعًا لا يقبل النقاش..تقبلت قربي..تقبلت العيش معي من أجل رجوى..ولكن أين رجوى الآن؟
يا الله عفوك..يا الله رحمتك
.
.
يرتفع صوت بكاؤها..لينحني محمد قليلًا يبتسم هو الآخر كالمجنون وينظر لدانة التي اتت بالقرب منه تبكي وتضحك في الآن نفسه أخذت الطفلة لتلفها بالعباء
: الحمد لله ...الحمد لله..
محمد يرفع صوته: بنتكم بخييييييير...
تفتح رحيل عينيها..الألم يضاعف ولكن تبتسم ..تشد على يد ليث بلا وعي: بنتي..
ليث يزفر براحة يلتفت: محمد تكفى الاسعاف..
ولكن سمع صوت فهد وهو يرتفع: وصلت الاسعاف..
دانة تحمل الطفلة تبعدها عن الهواء..تخشى عليها صغيرة وللغاية تحتاج إلى رعاية عظمى..وجهَها محمد للخروج معه..يناول الصغيرة ليد المسعف..خرجوا النساء ..ليرتفع صوت محمد: رحيل بخير...الكل بخير..
الجده يتهلل وجهها: الحمد لله الحمد لله..لك يارب...يارب ألطف ببنتي...يارب لطفك..
تضحك وتبكي وصايف..يمسكون بها الفتيات..تنظر ام فهد لهن بوجه مدمع وبمبتسم..
يبتعدن الرجال...وهم يحمدون الله...
رحيل بدأت تفقد تركيزها حقًّا ..جبل الكبرياء الآن سقط تهذي"لا تموت ليث"..."عشان رجوى".."والله ما اسامحك لمت".."بنتي ما تعيش مثلي!"..يمسك بيدها يشعر برجفة جسده هو الآخر مصاب..حينما حملوها على "النقّالة" ابتعد....واقترب منه اخويه وكذلك فهد الذي
قال: ليث..ارحم نفسك نزفت كثير...
ريّان رأى كيف تهذي اخته عن الموت: لا تحر قلب اختي..واتركهم يشوفون جرحك..
ليث بخوف على رحيل: بخير..بركب معهم الاسعاف..لا تحاتون..
محمد اوصى احدى المسعفين بالنظر إلى جرح ليث..دخلوا سيارة الاسعاف واغلقوا الباب..
فيصل بهدوء: بلحقهم...
وفهد : وانا معك...
دانة تنظر لأم فهد: خالتي رحيل بخير..بخير..
ام فهد وكأن جبل ثقيل تجلّى من على صدرها : الحمد لله الحمد لله..يارب..
الجده: دخلي يمه...بدلي ملابسك...وغسلي يدينك...
دانة للتو استوعبت الدماء على يديها ...ركضت للداخل..
بينما الجد قال: ما نمشي كلنا...للمستشفى...
بو فهد: انا ماشي يبه بشوف بنتي...ما اتحمل اجلس هنا وهي تعبانه...
التفت على راشد: وصلني راشد..
هز رأسه..
الجد نظر للشرطيّين وهما يسحبان العامل وتقدم احدهم: لازم واحد منكم يجي معنا..
تحدّث صارم وهو ينظر لوجه ابيه المختطف وللوجوه الحائرة: تفضل...بجي معكم.
ابا ليث بقلق شديد على ابنه وابنت اخيه: طمّنا يا صارم..
ونظر لوالده: تعالوا ندخل في المجلس الثاني..
هزوا رؤوسهم واتجهوا للناحية اليُسرى.
.
.
نهاية الطريق..ونهاية الألم..ونهاية التعاسة...تهذي ما زالت تهذي..تارة بالعربية وتارة بالإنجليزية ينظر لها..وينظر لخوفه..يمسك يدها..والمسعف بدأ بالنظر لجرحه..تكرر وبشكل جنوني"رجوى"..ذاكرة رحيل مليئة بالثقوب ولكن أي ثقوب ثقوب الماضي التي لا تنسى على النقيض من عملها الفعلي..ذاكرتها نشطة تقلّبها ما بين ركض ولعب مع وصايف ومناهل وما بين سماع حكم سجنها..وركضها بعيدًا عن يد ستيفن..وكل الأيادي!..قلبها سعيد الآن رغم الألم الطبيعي الذي تشعر به..خشت من الولادة المبكرة ولكن فعلتها..رجوى هي سعادتها من بعد الآن..رجوى هي طريقة عَيشها..ستفعل كل شيء من أجلها..ومن أجل تمهيد مستقبل رائع لها..ستركض معها ستبعدها عن حُب النخيل وعن حفر "الثبر"..لن تجعل طينه يوسّخ ملابسها..لن تجعلها تسقط فيه..ستهتم بها..ستهتم..وليث لن يموت..لن يقتلوه..لن يسقط في هاويتهم..هي الأخرى ستهتم بليث من أجل رجوى ليس من أجل نفسها لا..بل رجوى تحتاج إليه..وهو مجبور بأن يصبح ابًّا مثاليًا لها..لا تريده يشابه والدها أو حتى جدها ووالده ..تريد ان يمارس ابوّته على منحنى المثالية التي ستسعد رجوى..لن تشتري لها ارنبًا..ولن تهديها قفص الـ"كتكوت" ذلك الدجاج الصغير الملوّن التي تحبه..لن تجعلها تحب رائحة الطبينة ولن تجعلها تتعلّق"بالنخل" ستحاول أن تبعدها عن كل هذهِ الأشياء لا تريد أن تشابهها...لا تريد..
تهمس: ليث..
يقترب منها ينحني..ينظر لبهوت وجهها ..يمسح من على جبينها حُبيبات العرق
يمسك قلبه رغبته في البكاء يشد على يدها يقبلها ولا يهتم لأي أحد..
تزدرد ريقها تنظر له بابتسامة
: صوتها..
ابتسم رغمًا عنه..رجوى كانت تبكي..وبكاؤها يجعله يطمئن ويطمئن قلب رحيل في الواقع يهز رأسه
تكمل رحيل: لا صير سبب في بكاها في يوم من الايام..
يهز رأسه تنزل دمعه حارقة من عينيه يهمس: اذبح اللي يبكّيها يا رحيل!
تصمت تغمض عينيها..تركّز على صوت ابنتها تبتسم..تنفرج السعادة من عقر حزنها، تشد على يد ليث لتشعر هو الآخر يعيش لم يمت..تريد بقاؤه..تريد أن يصبحون من أجل رجوى فقط اسرة سعيدة ..بينما هو ينظر تارة لابنته وتارة لرحيل..يحمد لله ويشكره على هذه العطيّة..يحمد الله على سلامة رحيل..وسلامته ايضًا..ينحنى قليلًا حينما شعر بهمس رحيل وهي تقول لتختم رغبتها واصرارها للعيش بطريقة اخرى في المستقبل ولتضع النقاط على الأحرف بشكل نهائي وصارم
" ما راح اسمح لك تطيح في الثّبر"
يبتسم يهز رأسه يقبّل جبينها يشد على يدها تغمض عينيها وهو يسحب نفسه..لن يسقط بعد الآن في أي"ثبر" ولن يعيش كما عاش في السابق..سيعيش من أجل اسعاد رحيل واسعاد امل..سيحاول تعويض ما تلف..ما عاشه هو الآخر قاسيًا ويريد حياة أخرى..قبّل يدها ثم اسند ظهره
تحدث بخفوت: بنعيش حياة حلوة..أوعدكم كلكم.
نظرت له رحيل هزت رأسها وفتحت عينيها ببطء شديد همست بوحشية رغبة التحوّل إلى حياة سعيدة بعيدة عن الحزن"غصبن عنّك" ابتسم رغمًا عنه وشد على كف يدها..ليشد على وعوده الجديدة..رحيل لم تحبه ولن تحبه يدرك ذلك ولكنها تتنازل من أجل رجوى ومن أجل الجميع ومن أجل نفسها حتى. حقًّا هي تريد حياة..وتريد من يوجهها إلى هذه الحياة المليئة بالسعادة..لن يوجهها ..فهي وجهت نفسها برجوى..ويتمنى رجوى أن تكون وجهة لسعادة الجميع بعد الآن..ويرجو الله الخلاص من ثقل ذنوبه لتعويضهم عمّ احدث في قلوبهم طيلة هذه السنوات..قبّل يدها..واسند رأسه للخلف..ليطببوا جراحه بهدوء وهو يشد على يدها بيده السليمة..يؤمن بداخله لا أحد من المجموعة سيكون قادر على أذيّته وإن كان العامل من جماعتهم فبعد هذهِ البلبلة سينسحبون طوعًا عن رغباتهم وإن احدثوا ضجيجًا يومًا في حياته..لن يتوانى في البلاغ عنهم وإن كان ذلك على حساب دخوله في السجن..لن يسلك بعد كل هذا طريق التخفي والجبن..سيواجه كل شيء بحزم وإصرار من أجل حماية الجميع..يسمعها تهذي من جديد
وهي مغمضة لعينيها ولتؤكّد عليه
"لا طيح في الثبر"
يبتسم كالمخبول بعد كل هذه الآلام يشد على كف يدها ليردف
" بندفن الثبر يا رحيل عشان ما تخافين منه ابد".
ينحني يقبّل يدها بعمق..ثم يعود يستند للوراء وهو يطلق زفير الراحة ويشد على كف يدها بقوّة وكأنه يبرهن لها شدّة وعوده في تعويض ما تُلف.

.
.
.
تمت بحمد الله

الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه.

تمت بحمد الله

الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه.
وفي الختام
اسأل الله أن تكون هذهِ الرواية شاهدة لي لا علي.
اعتذر على بعض المشاهد الحزينة أو العنيفة
اعلم جيّدًا ظهرت شخصيات مليئة بالذنوب والثقوب
ولكن أكرر لا اشجع على الحرام ولا اشجّع على الإقتداء بهم ابدًا
اللهم بلغت فاللهم اشهد.
اعتذر عن أي تقصير حدث، وآمل أن تحوز الرواية على رضا الجميع
اذكروني بدعوة
محبتكم شتات الكون.

شتات الكون 27-05-21 03:39 PM

رد: رواية: أحببتُ حُطاما سَبق أوان الرحيل\ بقلم شتات الكون
 
.
.

واخيرًا وصلنا للنهاية
بعد سهر ليالي ...وإعادة كتابة وصياغة أكثر من مرة
وبعد تردد كبير من النشر..تمّ الختام..تجربة رحيل وليث وأمل من التجارب اللي اخذتها كتحدي مع نفسي في الواقع!
بدأت كتابتها ومشوارها الطويل بعيد عن النشر حتى إني اخذت مساحة كتابية كبيرة في منحنيات معينية لمدة سنة كاملة!
كان لصديقاتي "الثلاثي المرح" دور من اكمالي لأفكاري فيها..كنا نخوض جولة نقاش خفيف..وحاد..وضد ومع في ساعات الفجر.. كانت ايام حلوة ولكن وهبتني الثّبات من إكمال الرواية حتى اظهرها لكم..فشكرًا صديقاتي ..شكرا لكم من الاعماق على وقوفكم معي وعلى توجيهكم لي في بعض النقاط..خلتوني اصّر على هذا التحدي مع ذاتي من الاكمال..رغم التذبذبات اللي صارت معي في فترة كتابتها وتركتني افكر بالتوقف من إكمالها...شكرا لكم ولوقتكم اللي اعطتوني اياه.

ما كانت الرواية خفيفة كتابيًّا، وما كانت فكرتها بالنسبة لي عادية وكنت اشوفها من منطلق الجرأة في الطرح، خفت من الفشل وعدم مقدرتي في إيصال أمور كثيرة، كتبت مشاهد أولية عدّة ومن شدّة تدقيقي مسحتها وحذفتها، ترتيب افكاري ما كان بيوم وليلة وبنيت صحبة معها وسهر ليالي، بالنسبة لي كوني "شتات" تحديت نفسي اخوض تجربة حازمة بعيد عن "أبي اكتب عشاني طفشانة" خذت الموضوع بشكل جدّي رغم ظروفي كانت صعبة وقتها بديت الفكرة رغم كل شيء كان حازم ومتعب ومُهلك ويمكن مو مناسب للكتابة حقيقةً لكن أنا وقتها كان عندي رغبة من إني اكتب بعيد عن ظروفي وتأثيرها كان عندي رغبة من إني اطرح شيء مُختلف بغض النظر عن اللي مريت فيه، فدخلت تحدّي ثاني من إني اتجرّأ وابدأ كتابة الأفكار اللي خفت من إني في الواقع اناقشها ولكن بديت اخط خطوطها ابتعدت عن تفاصيل معيّنة مو لأني عاجزة على كتابتها ولكن في الواقع لأني حاطة لنفسي خطوط المفترض إني ما أعدّيها لأسباب كثيرة، رسمت شخصيات كثير هالمرة وكان هالشي مربكني كيف بحرّك شخوص بهالعدد ولكن استمريت اكتب، فكرت كثير وتراجعت كيف بطرق لفكرة جذب العقول والخداع وكيف برسم شخصية ليث وركان وسلمان وريان وفهد وفيصل ومحمد وصارم وستيفن وبو سلمان واللورد كيف لأوّل مرة بحرّك شخصية جد وجده بطريقة ثانية، كان عندي مخاوف كثير، بس عدم نشري ترك لي دور في المواجهة، اصرّيت على الفكرة وقلت اكتبها بعيد عن الأنظار عشان لا اصير تحت ضغط"آراء" يشتتني، بديت اكتبها وشاركتها فقط مع صديقاتي، وتوجيهاتهم الصدق نبهتني على إني امسك الجرأة في الطرح بتخفيف حدّتها في الحوارات وكذلك الوصف!، استمريت اكتب وكان شعور إني اكتب وانا مو تحت ضغط(القارىء) تارك لي مجال اناقش كثير من الأمور سواء كانت منطقية ولا غير منطقية وكان هالشيء يحتاج منّي جهد في كيفية إيصاله، كثير مواقف انحبست بداخلها بكيف اوصّل الشعور؟ بكيف اقنع القارىء فيها؟ ولكن الحمد لله حبساتي الكتابية صارت بعيد عن انتظرك وتنتظرني(صديقاتي شاكرة لكم صبركم معي في هالنقطة وكثير)، يمكن الفكرة جديدة ويمكن ما تكون جديدة ويمكن تعجب البعض وما تعجب ناس كثير بس حقيقةً تحدّيت نفسي من إني اطرحها بهالطريقة، بطولة ثلاثية وأحداث فرعية جاهدت من أنها تترك أثر في الرواية بطريقتي اللي حاولت أحسّنها، مسكت خط الغموض وكشفه بلمحات أو أنا اسميها ثغرات كان معقّد صديقاتي(^^ ههههههههه) بس الحمد لله لم نشرتها حسيت البعض يلتمس هالتلميحات (حتى لو نسبة بسيطة كانت ترضيني)، عارفة في شخصيات كرهتوها بشكل كبير ما توقعت راح تنكره بهالشكل رغم الخلفية اللي شفتها من عند "الثلاثي المرح" بس قلت يمكن غيرهم احسنهم ولكن اتفق الجميع على الكره(انتوا تدرون منو هههههههه بس مو ليث) ومع ذلك استمريت بتحدي أكبر هنا وناقشت الأحداث بطريقة يمكن جديدة على شتات تستخدمها ولكن بالأخير ولله الحمد وصلت للنهاية اللي خفت اصلًا ما اوصلها. ما ابي اكثر عليكم ثرثرة لأني لو بتم اتكلم ما راح اخلص، ولكن ولله الحمد، هالرواية فعليًّا كتبتها بحب وبجدية وبتحدي وبقبول وبرضى داخلي راضية عنها كل الرضى وأتمنى استمتعتوا معي فيها.

وشكرا لكم يا اعضاء غرام..شكرا لكم من الاعماق على القراءة وعلى كل تعليق كُتِب..وشكري موصول للي يراسلوني في الداركت على الإنستغرام..وشكرا لكل رد كُتب في الواتباد..شكرا البيداء...ِشكرا نبض..شكرا يا رفيق"ساسولا"..شكرا احاسيس ذابلة...شكرا ام محمد..شكر اوركيد السوداء..شكرا مخملية على الحضور حتى لو كان لحظي..وشكرا لكل من وضع لي رد وعشان ما انسى أحد شكرا للجميع بدون استثناء..تواجدكم في المتصفح يزيدني حماس وشغف من تنزيل الرواية..شكرا لوقوفكم معي لآخر نفس من الرواية..شكرا للي قرأ معنا الرواية خطوة بخطوة وشكرا للي راح يقراها مستقبلًا^^


يعز علي أودّكم وأودّع ابطالي ولكن ..دايمًا اكررها لكل بداية نهاية
وإن شاء الله النهاية تكون مرضية بنسبة مقبولة للجميع..وان شاء الله اذا اراد ربي
نلتقي معكم في رواية جديدة ...ولكن هذه الفترة انسحب من الكتابة..وكلي شوق لقراءة رواياتكم
خاصة
البيداء
ونبض

.
.
تحياتي لكم


الساعة الآن 11:05 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية