رد: 1- لقاء عند منتصف الليل - انجيلا كارسون - كنوز عبير الجديدة
 

اخيراً افلتت يده إحدى يديها ليمر بها مستكشفاً بشرتها الناعمة , فأدركت ميلاني ان باستطاعتها انتهاز الفرصة لدفعه بعيداً عنها في محاولة اخرى أقوى للانفلات منه . لكنها اصمت أذنيها عن نداء عقلها ورفعت جسدها باتجاهه في وضع مناسب , وتمسكت بكتفيه العريضين مستسلمة لمتعة لمسته المثيرة.
لكن عندما شعرت بأن يده اخذت تفك وتجذب حمالة صدرها بعيداً عن جسدها اخذ عقلها يصر عليها بالمقاومة فتشبثت بحمالة صدرها المحلولة بشدة وانطلقت الكلمة اعتراض عنيفة من شفتيها :
- لا ! . اتبعتها برفسة عنيفة من ركبتها على معدته .منتديات ليلاس
التوى على نفسه قليلاً ثم رفع رأسه محدقاً بها والتمعت عيناه ببريق جليدي . ولمدة دقيقة فكرت ميلاني برعب بأنه سوف يتجاهل اعتراضها ويجبرها على الخضوع ومن المؤكد انه ليست لديها القوة لمقاومته . لكن عند هذا الحد التوى فمه بإزدراء وهز كتفه بلا مبالاة وابتعد عنها وجلس على طرف السرير.
مرة اخرى حاول معرفة اللغز الذي تخفيه فإن استيلاء الرعب والخوف عليها بهذه الطريقة لا يبدو طبيعياً أبداً, فقد سبق له ان سمع الكثير حول تصرفات كارين ولم يكن يتوقع منها المقاومة خصوصاً وانها بدأت تميل إليه فقال:
- انك تحيرينني , فلم اعرف امرأة مثلك تحارب مشاعرها . لو لم أكن متأكداً انك متزوجة لظننت بأنني أول شخص يقبلك ويلمسك , فمن أنت ؟.
لم تجب ولزمت الصمت فتابع بلهجة صارمة :
- انظري إليّ , قولي لي الحقيقة. لا يعقل أبداً ان تكوني السيدة مالكولم ! لم يلمسك أي رجل من قبل, إنني متيقن من ذلك.منتديات ليلاس
اجابت بعفوية :
- لا طبعاً لم يمسسني أي رجل من قبل.
وتبدلت تعابير وجه ادوارد, واحست ميلاني بالخطأ الذي ارتكبته مرة اخرى , فقد تحدثت عن نفسها ناسية أنها تمثل كارين .
صاح ادوارد :
- هل هذا ممكن, إنني لا اصدق ذلك.
وتمنت ان تبوح له بكل الحقيقة فتشرح من تكون ؟ وما سبب وجودها في هذا القصر ؟ لكنها قالت بصوت خافت :
- دعني وشأني ارجوك. يجب ألا تفكر في كل هذه الأمور بعد الآن .
- هل تقصدين أنك قادرة على نسيان ما دار بيننا من أحاديث وما اختلج بيننا من عواطف, وانك ستعتبرينني غير موجود؟

رد: 1- لقاء عند منتصف الليل - انجيلا كارسون - كنوز عبير الجديدة
 

- حاول ان تتفهم وضعي, ارجوك , ان ذلك يبدو لنا في غاية الصعوبة نحن الاثنين. ان الوقت متأخر الآن واريد أن أنام .
ظل في مكانه للحظات وقد بدت على وجهه علائم تفكير عميق , ونظر إليها وكأنه أراد ان يقول شيئاً ثم عدل عن قوله ووقف بسرعة وخرج من الغرفة .منتديات ليلاس
بعد خروجه شعرت باليأس والحزن يغمران قلبها , فهي لن تراه بعد اليوم . انه الشخص الذي تتخيله والذي كانت تتمنى لقاءه , والذي كانت تظن انه غير موجود بل يعيش في مخيلتها فقط.
" إنني ارتكب أكبر حماقة في حياتي " قالت في سرها فقد التقيت بالشخص الذي كنت أحلم بلقائه دائماً, لكنني مرغمة على تفويت هذه الفرصة , لأنني لا اجرؤ على فضح كارين . لا أبداً فأنا لا اريد أن أتسبب بطلاقها .
تذكرت ميلاني الساعات الحلوة والممتعة التي امضتها برفقته والأحاديث المشوقة التي دارت بينهما . والأحاسيس الغريبة التي أيقظتها في اعماقها .
تذكرت ايضاً كلمات شقيقتها كارين :
- هل تنوين قضاء حياتك وحيدة . ان جيزيل لن تمكث معك الى الابد.
سأقوم بإتمام كتاب والدي الأخير , ولكن لسوء الحظ ليس لدي المؤهلات الكافية لكتابة كتاب جديد.
" قد أكتب قصة لم لا ... او اعمل على تدريس الأطفال في مدرسة القرية"
لقد عملت ميلاني مدرسة في مدرسة القرية لمدة سنتين قبل ان يملأ عملها مع والدها كل وقتها . وكتبت قصة لقيت رواجاً, ويومها قال لها والدها ضاحكاً " إن قصتك لقيت تشجيعاً من الناشر أكثر من مخطوطاتي . فلديك موهبة وسوف تكونين يوماً كاتبة مشهورة " فأجابته بأنها تفضل العمل معه في ترجمة المخطوطات لأنها تجد فيها فائدة أكبر.ريحانة
لكن كيف ستكون حياتها بعدما عرفت ادوارد ؟ هل العمل سينسيها إياه ؟ هل احبها مثلما أحبته ؟ لم يقل بأنه يحبها , إنه يظنها كارين , وقد بدت نواياه واضحة مثل أي رجل يرغب بعلاقة عابرة مع امرأة متزوجة . ولكن لو لم تكن تمثل دور كارين وتعرف بها فربما اختلف الأمر فقد بدا من خلال احاديثهما ان هناك تقارباً كبيراً بينهما . ولكن ما الفائدة فهي بنظره كارين وليست ميلاني .

رد: 1- لقاء عند منتصف الليل - انجيلا كارسون - كنوز عبير الجديدة
 

وشعرت بالأسى عندما فكرت بأنها لن تراه . وتذكرت وعده لها بالمجيء غداً لتقديم كتابه لها . لكن هل سيأتي ؟. أتعبتها أفكارها فتغلب النوم عليها أخيراً.
في الصباح التالي وفيما كانت الآنسة ليزلي تساعد ميلاني على ارتداء ثيابها اخبرتها بأن الطقس تحسن كثيراً فانقشعت السماء وتوقف تساقط الثلوج . وان سائق سيارتها قد أمضى ليلته ايضاً في جناح الخدم. فطلبت منها ميلاني إعلام السائق برغبتها في الانطلاق إلى لندن بأسرع وقت .
- إن الليدي ايفلين ترغب في رؤيتك قبل سفرك إلى لندن يا سيدتي . يمكنك إلقاء التحية عليها بعد تناول الفطور وسأخبر السائق برغبتك في الانطلاق.
- شكراً لك يا آنسة ليزلي.ريحانةمنتديات ليلاس
ألقت ميلاني نظرة اخيرة إلى المرآة بعد ان ساعدتها الآنسة ليزلي في تصفيف شعرها , ثم تركت الغرفة وهبطت السلم متوجهة نحو الصالة الكبيرة حيث توقعت ان تجد ادوارد هناك. ودخلت إلى غرفة الطعام لتناول الفطور لكنها لم تجد احداً ولم تقع عيناها على ادوارد فأحست بخيبة الأمل .
- صباح الخير يا سيدتي . قال لها رئيس الخدم وهو يدفع الكرسي الذي همت بالجلوس عليه .
لم تستطع ميلاني ضبط رغبتها في السؤال عن ادوارد فقالت :
- هل تناول السيد تيلور فطور الصباح ؟
- اجل يا سيدتي وقد انطلق في الصباح الباكر إلى لندن .
- لقد سافر ...؟
- كان لدى سيدي موعد هام في لندن, وقد ترك لك يا سيدتي كلمة صغيرة لتوديعك قبل سفره .
وقدم رئيس الخدم إلى ميلاني طبقاً من الفضة فتناول منه الورقة التي تركها لها ادوارد.
ارتعشت يداها وهي تقرأ:
" لقد انطلقت إلى لندن باكراً لكي اتمكن من ايداعك الكتاب حسبما وعدتك . آسف انني ربما لن أتمكن من المجيء في موعد الشاي , ولكن سأزورك في المساء . فأرجو المعذرة على عدم استطاعتي اعلامك بذلك قبل الآن "
أ . تيلور

رد: 1- لقاء عند منتصف الليل - انجيلا كارسون - كنوز عبير الجديدة
 

احست بطعنة قوية في صدرها . فقد سافر دون إلقاء التحية عليها . وصدمها قوله عن القدوم لرؤيتها في المساء, فهذا يعني أنها لن تقابله , بل ستكون في طريقها إلى القرية في مثل هذا الوقت وسوف يلقى كارين ! تملكها الخوف والإضطراب من فكرة تسليمه الكتاب لكارين التي لا تهتم بهذا النوع من الكتب , ومن جهة اخرى فهي تجهل كل شيء حول ما جرى بين ميلاني وادوارد.
اوه , لم كل هذه التعقيدات. ولكن يجب ان تخبر كارين حول هذا الأمر كي لا تدعه يكتشف الحقيقة .
رفعت رأسها فجأة وتطلعت إلى رئيس الخدم كي تطمئن عما إذا كان قد لحظة اضطرابها فسرها ان رأته مشغولاً بصب الشاي لها .
وضعت الورقة على الطاولة وقالت لرئيس الخدم :
- لقد اضطر السيد تيلور إلى السفر باكراً للقاء الشخص الذي سينشر كتابه . لقد كنت اجهل حتى البارحة انه كاتب هام ومشهور.
- أحقاً كنت تجهلين ذلك !. اجاب رئيس الخدم . إننا فخورين بكتاباته هنا في القصر, كما كان سيدي اللورد رحمه الله يطالع كتاباته ويفحر بها امام اصدقائه لكنه لم يكن راضياً عن حياة الترحل التي كان يعيشها .منتديات ليلاس
اكتفت ميلاني بتحريك رأسها علامة الإيجاب . وانكبت على تناول فطورها على عجل للانطلاق إلى لندن بأسرع وقت . فقد كان عليها ان تصل لتمنع لقائه بشقيقتها .
قبل سفرها ألقت التحية على الليدي ايفلين , وكانت هذه الاخيرة قابعة في غرفتها , شاحبة الوجه, حزينة تبدو عليها إمارات الوهن والشيخوخة .
- لقد تحسن الطقس اليوم وتحسنت حالة الطرقات بالمقابل . قالت الليدي ايفلين . لقد سعدت كثيراً ببقائك هنا الليلة الماضية بعد ان امضيت السهرة برفقة عزيزي ادوارد.
شعرت بالاضطراب عندما تذكرت ما جرى بينها وبين ادوارد الليلة الماضية, لكنها سيطرت على نفسها واجابت بهدوء:
- آه , انه رجل عبقري فعلاً. ريحانة
- اجل إنه في غاية اللطف , لقد كان أخي يحبه ويقدره كثيراً , كما كان يتمنى ان يحتل ادوارد مكانة ولده ووريثه في آن معاً. ارجو ألا ترددي ذلك على مسامع أحد.
- لقد مات والداه إذاً ! . قالت ميلاني وهي تشعر برغبة في معرفة كل ما يتعلق بحياة ادوارد.

رد: 1- لقاء عند منتصف الليل - انجيلا كارسون - كنوز عبير الجديدة
 

- لقد توفيت والدته وهو يناهز السادسة من العمر فتزوج والده مرة ثانية ولم يتحمل ادوارد الحياة إلى جانب زوجة أبيه التي كانت تكرهه كرهاً شديداً . كما كان يقوم بقضاء عطلاته هنا في القصر فأحببناه كثيراً وعاملناه كأحد أفراد العائلة .
- كان محباً للسفر . قالت ميلاني كأنها تكلم نفسها .
- اجل كان محباً للسفر والمغامرة فلا يتحمل الحياة الروتينية في القصر او في منزله حيث كان يعيش اخوه الذي يكبره سناً.
- إنني افهم ذلك . اجابت ميلاني بهدوء.
- بالطبع فقد كان ادوارد طموحاً للغاية وأكمل ما كان والده يحلم بانجازه في منزله في أوكسفورد.
كانت ميلاني تتمنى ان تتحدث مع الليدي ايفلين أكثر في هذا الموضوع لكن ضيق الوقت حال دون ذلك .
واستأذنت من الليدي ايفلين , ووضعت معطفها فوق كتفيها وتوجهت مسرعة إلى السيارة التي تخص شقيقتها والتي كانت بانتظارها خارج المنزل.
اثرت الثلوج التي تساقطت الليلة ايفلين , ووضعت معطفها فوق كتفيها وتوجهت مسرعة إلى السيارة التي تخص شقيقتها والتي بانتظارها خارج المنزل.
أثرت الثلوج التي تساقطت اللسلة الماضية على سرعة انطلاق السيارة فيما كانت ميلاني تتوق للعودة إلى لندن للقاء كارين والحؤول دون التقائها مع ادوارد.
ماذا ستفعل كارين؟ وماذا ستكون ردة فعلها عندما تخبرها عن ادوارد؟ هل ستصر على عدم البوح بالحقيقة فتحرمها ممن تحب؟ انها تعرف ان كارين أنانية لا يهمها سوى مصلحتها الشخصية ورغباتها .
يجب ان تجد حلاً بأية طريقة , حل لا يسيء إلى كارين , ولكن كيف ؟
يجب ان تجدا معاً مخرجاً من هذه الورطة . اجل الورطة ! , فهي لم تعتبرها كذلك عندما رضيت بالقيام بهذا الدور. اما الآن فهي كذلك بدون شك . ولكن هل سترضى كارين بمساعدتها ؟ بالتأكيد لا .منتديات ليلاس
وشعرت ميلاني بالنقمة على كارين , وفكرت ان حياة كارين هي سلسلة من الأكاذيب , فكما اخترعت لجديهما قصة موت والديها وشقيقتها , واخترعت لها قصة حملها وإجهاضها لكي تقابل حبيبها منتهزة فرصة غياب زوجها وفرضت عليها الحلول مكانها باستطاعتها ان تخترع الآن كذبة اخرى فهي بارعة في اختلاق الأكاذيب.منتديات ليلاس
لقد حرمتها من لقاء جديهما بكذبتها عن موت اهلها , لكن ان تحرمها من حبيبها والسعادة التي تنتظرها فهذا ما لن ترضى به .