منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   سلاسل روايات مصرية للجيب (https://www.liilas.com/vb3/f207/)
-   -   الوداع _ قصة رومانسية قصيرة (https://www.liilas.com/vb3/t207766.html)

SHELL 22-09-20 03:09 AM

الوداع _ قصة رومانسية قصيرة
 
السلام عليكم ورحمة الله

https://ekladata.com/hCG3SQ0OROw94YXG0zWwteD4LIc.gif

جففت هدى دموعها وهى ترقد فى فراشها وتحتضن صورة خطيبها عادل الذى ودعته منذ ساعات وهو يستقل الطائرة فى طريقه الى الولايات المتحدة الأمريكية ..
لم تكن تحتمل فكرة فراقهما طيلة شهور ثلاثة , هى المدة التى سيقضيها عادل فى عمله هناك ..
كانت تحبه ..
تحبه بحق ..
منذ عرفته وهى تذوب حبا له على الرغم من أنه لم يبح لها بحبه على نحو صريح قط.
طوال عام كامل من خطبتهما , لم ينطق بكلمة حب واحدة ..
كانت ترى الحب فى عينيه ..
فى كلماته ..
فى لمساته ..
كانت تشعر به فى كل تعاملاته معها ..
ولكنها لم تسمع منه كلمة حب أبداً ..
هكذا هى طبيعته ..
هادئ , رصين , خجول ..
ولهذه الصفات تحبه ..
راحت تسترجع لحظات وداعهما عندما احتوى كفها بين راحتيه , واحتضنه بهما فى حنان , ثم تطلع إلى عينيها طويلاً , دون أن ينبس ببنت شفة .
ثم ذهب إلى حيث تقبع طائرته ..
وانطلق ..
حتى فى لحظة الوداع لم ينطقها ..
لم ينطق كلمة حب تشتاق لسماعها من شفتيه ..
وأسبلت جفنيها وهى تحتضن صورته فى حب ..
ونامت ..
لم تدر كم نامت ولكنها شعرت فجأة بضرورة أن تستيقظ ..
وعندما فتحت عينيها , رأته أمامها ..
عادل بنفسه ..
بوجهه الوسيم ونظراته الحانية ..
كان ينحنى نحوها , وعيناه تحملان نظرة حب وحنان كعادته ..
وكان مبتلاً ..
هكذا خيل إليها ..

SHELL 22-09-20 03:11 AM

رد: الوداع _ قصة رومانسية قصيرة
 

كانت خصلات شعره ملتصقة بجبينه كما لو أنه قد انتهى من الاستحمام على التو ..
وحاولت أن تبتسم ..
أن تهتف بدهشة لعودته ..
ولكن لسانها كان ثقيلاً ..
وجسدها كان أثقل ..
بدت كما لو أن طناً من الفولاذ يجثم على أنفاسها ..
ولم تملك سوى التطلع إليه ..
وفتح هو شفتيه , وقال بصوت عميق :
- أحبك يا هدى ..
اختلج قلبها فى قوة ..
لقد نطقها ..
نطقها أخيراً ..
نطق كلمة الحب ..
اغرورقت عيناها بدموع السعادة , وهى تتطلع إليه , فاستطرد فى حب وحنان ..
- لا تبكى يا هدى .. لا تبكى أبداً .. دموعك تؤلمنى .. لا تبكى ..
وفجأة ارتفع رنين الهاتف المجاور لفراشها ..
واختفى عادل ..
حدقت أمامها فى دهشة , وأيقنت من أنها كانت تعيش حلماً جميلاً وهى تلتقط سماعة الهاتف وتقول فى صوت متناوم :
- من ؟
أتاها صوت يقول فى حزن :
- هدى .. لقد سقطت طائرة عادل فى المحيط .. سقطت وغرق كل ركابها يا هدى ..
خيل إليها أن قلبها قد توقف عن النبض , واتسعت عيناها فى ذعر وذهول , وتجمهت فيهما دمعة هائلة , اختفت بين جفنيها , كما اختنقت تلك الصرخة فى حلقها ..
سقطت الطائرة ؟! ..
غرق كل ركابها ؟! ..
وفجأة وقع بصرها على بقعة المياه , التى تبلل أرضية الحجرة , إلى جوار فراشها تماماً ..
بالتحديد عند النقطة التى كان يقف فيها عادل منذ لحظات , بخصلات شعره الملتصقة بجبينه ..
وفى بطء أعادت هدى سماعة الهاتف ..
وبسرعة جفت تلك الدمعة فى عينيها ..
إن دموعها تؤلمه ..
هو نفسه أخبرها ذلك , مع كلمات حبه ..
فى لحظة الوداع ..


https://lescreationsdemarion.fr/menu...ouge_barre.gif


الساعة الآن 07:13 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية