منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات أحلامي (https://www.liilas.com/vb3/f506/)
-   -   حصري 314- وقائع سنوات الجمر ( من روايات احلامي المكتوبة ) (https://www.liilas.com/vb3/t207701.html)

Rehana 01-08-20 10:47 AM

314- وقائع سنوات الجمر ( من روايات احلامي المكتوبة )
 
https://e.top4top.io/p_1674jkuq91.gif

من جديد اعود لهذا القسم بكتابة رواية جديدة من روايات احلامي
باسم ( وقائع سنوات الجمر )
واتمنى تنال اعجابكم

المخلص

"إنني احبك يا مارتينا. بل أحببتك منذ تلك الليلة التي التقينا فيها على الطريق. وكان غضبي انني اكتشفت من أنت.
كنا ما نزال نعيش في ذلك الوهم الخاطيء بأن والدتك قد أساءت إلينا. أوه مارتينا لو تعرفين كم أحببتك. لقد جننت حين اختفيت من البيت لأنك وضعتي تلك الرسالة تحت شجرة عيد الميلاد.
آن ذاك عرفت أنك ما زلت قريبة من البيت فأخذت مصباحي وخرجت فلمحت آثار أقدامك على الثلج فتبعتها إلى هناك."
مد يديه إلى جيبه وأخرج علبة مغلفة بالقطيفة الحمراء فيها حلقة ذهبية. وضعها في اصبع مارتينا ثم رفع يدها وطبع عليها قبلة رقيقة قائلاً:
"يا زوجتي الحبيبة! ".


لا احلل نقل رواية في أي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي بدون ذكر اسمي Rehana
,والمصدر

Rehana 01-08-20 02:13 PM

رد: 314- وقائع سنوات الجمر ( من روايات احلامي المكتوبة )
 
روابط الفصول

1- ذكريات الماضي

2 - الرحيل

3- دموع من الماضي

4 - حنين في الليل

5- الحب بعد صفعة

6- حدث فجأة

7- حجر في بركة راكدة

8 - الغضب البارد

9 - لن أفكر بك

10 - دفء فوق صخور الثلج

Rehana 02-08-20 11:31 AM

رد: 314- وقائع سنوات الجمر ( من روايات احلامي المكتوبة )
 
1 - ذكريات الماضي

النهار وتصبغ الدنيا بلون الليل الطاغي , وهناك في الأفق البعيد بدت السحابات الرمادية المحملة بالماء تتراكم وتتراكم وتقترب من الأرض حتى كأنها تكاد تجثم عليها وتلتصق بها كسلسلة جبال طويلة بلا نهاية وكئيبة حتى الحزن وكانت مارتينا تطل من إحدى شرفات منزلها , او الذي كان منزلها كانت عيناها ترصدان ذلك المشهد السماوي , شعرت بشيء ما , شيء ثقيل يجثم على صدرها , وفجأة اضاء البرق .ريحانة
كان خيطاً براقاً لدرجة ارعبتها فاندفعت داخل الشرفة بحركة لا إرادية وطرحت نفسها على احد المقاعد العتيقة المتبقية من زمن جميل , ومن كان حنوناً عليها يهدهدها , كانت هناك أمها وابوها واخيها جون .
فجأة وضعت يدها على جبينها كأنها تحاول ان توقف نزيف الذاكرة , لكن دم الذكريات الدافئ راح هو الآخر يترسب كقطرات نور من رأسها ليشكل امام عينيها صوراً باهتة وبعيدة , بعيدة لكنها بعثت في جسدها رعدة محببة , وكأنها نشوى بإكتشاف أرض بكر لم تأتها قدماها من قبل.
تذكرت جلستهم حول المدفأة في ليالي الشتاء , ابتسامة أبيها العذبة الرقراقة كقطرات الندى , دعابات اخيها الشقية تذكرت حكايات أمها التي كانت عندما تحكيها تنفتح كل خزانات الحواديث والأساطير وتفتح أمامها شاشة في قلب دماغها الصغير ترى فيه الأشباح الصغيرة وسندريلا والساحرة العجوز وتنطط مع الأقزام السبعة وتجوب مع أليس في بلاد العجائب وأرض الأحلام " آه " اطلقتها متبوعة بزفرة حارة وتساءلت في نفسها , اين كل هذا الآن , لقد ماتت أمها بعد صراع مع المرض وهي مارتينا ما زالت في التاسعة من عمرها , واخيراً ومنذ بضعة اشهر ماتا اباها واخيها في حادثة سيارة وجاء عمها آرمسترونج وزوجته جينا ومعهما إبنتهما فانسيا وابنها صمويل .
في البداية كانت الليدي جينا زوجة عمها تعاملها بحب وشفقة وانطلت عليها الحيلة , وبمرور الأيام بدءت ليدي جينا تقسو عليها وتزدريها احياناً, اما العم فلم يكن له ثمة وجود يذكر في ظل جبروت زوجته المستبدة وابنة عمها فانسيا دائماً منشغلة في شؤونها الخاصة وما أتفهها .
و آه للمرة ثانية وايضاً مع زفرة حارة ومرة اخرى وضعت يدها على جبينها تحاول وقف نزيف الذاكرة الذي يبدء دوماً وردياً رائعاً , ثم رويداً يتحول إلى لون أحمر قان كئيب ومثير .منتديات ليلاس
واندفعت فجأة دفعة ريح باردة من الشرفة , ارعدتها كأن الهواء يتخلل من مسأمها , يخترقها حتى النخاع واتتها رغبة في ان تغلق النافذة في وجه الريح , لكن شيئاً ما ضغطها من الداخل ارغمها رغماً عنها , على ان تسلم نفسها لبرد الريح وقصف الرعد المدوي على ابواب آذانها واحست بأنفاس دافئة تلفح عنقها من الخلف .منتديات ليلاس

Rehana 02-08-20 11:32 AM

رد: 314- وقائع سنوات الجمر ( من روايات احلامي المكتوبة )
 
بدء الدفء يسري في بدنها ودون ان تنظر خلفها قالت وكأنها دخلت لتوها في حلم ملون جميل.
- صمويل.
- نعم يا حبيبتي , هو أنا .
عندما لامست أنامله كتفها , تهادى القمر هابطاً نحو الأرض , إنطلقت موسيقى كونية رائعة لا تدانيها جمالاً وروعة كل سيمفونيات بيتهوفن وموتسارت ومزار وتوقف نزيف الذكريات فجأة واختصر الزمن كل الزمن عند اطراف اصابع حبيبها وابن عمها صمويل .
- آراك تواجهين البرد وحدك.
قال كلماته بصوت مشبع بالحنين والحنان ,فقالت وهي ما زالت في حالة الحلم :
- لم اعد وحيدة بعد ان جئت وسأواجه بك كل اعاصير العالم وكل غضب الطبيعة وجمالها .
- آه يا حبيبتي , ما أروع رومانسيتك .
- وما أروع حبك حين يسكنني فيهبني السكينة والرضا وكل إرادة الجبال .
اقتربت شفتاه من وجهها فتمحور العالم كله في دفء انفاسه ورقصت كل أوتار اعصابها على ايقاع صدرها جرفها شعور طاغ بأن كل أحزان عمرها البالغ ثمانية عشر سنة تذوب في المسافة ما بين شفتيه وخدها , لم يبقى سوى مسافة بسيطة لتلامس وجهها شفتاه وتذوب هي الأخرى كما ذابت احزانها وفجأة مر تيار هواء بارد إخترق المسافة التي ظنتها تلاشت , وكانا جفناها شبه منطبقات تماماً , فلما فتحت عيناها وجدته بعيداً .. بعيداً كان واقفاً عند مدخل الغرفة وعلى شفتيه إبتسامة مموهة ومائعة واخيراً انفرجت شفتاه ليقول :
- عذراً حبيبتي , لقد أتيت لأخبرك أننا في إنتظارك بأسفل على مائدة العشاء.
شعرت بأحشائها تنقبض بقبضة الغيظ , احست انه دائماً يمسك بمشاعره في يده ولا يسمح لعواطفه ولا لإنفعالاته بالإنفلات وبعد ان ابتسم ابتسامة اخرى مشابهة استدار عائداً إلى مائدة العشاء.

Rehana 02-08-20 11:32 AM

رد: 314- وقائع سنوات الجمر ( من روايات احلامي المكتوبة )
 
وبعد تناول العشاء وحتى اثناءه كانت مشاعرها تتأكد يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة , بل ودقيقة بعد دقيقة , ان ثمة شعور بالنفور بل وشبه عداء يتنامى تجاهها , فبعد ان استولوا على املاكها وكل إرثها من والديها يتمنون الآن ان تذهب بعيداً حتى لا تذكرهم بما فعلوا , ولم تكن مارتينا لتخطئ نظرات زوجة عمها ليدي جينا , كانت نظرات غير ودودة بالمرة بل وفي احيان كثيرة تكون مشحونة بالإزدراء .
حتى كان يوماً لن تنساه مارتينا طيلة عمرها ...
- اريد ان اقرر أمراً واحداً منذ البداية , لا يمكنها البقاء هنا .ريحانة
جاء صوت الليدي جينا هارولد واضحاً من خلال الباب المغلق لغرفة الجلوس , مسمراً مارتينا في مكانها ويدها ممتدة لتدق الباب , تدافعت الأفكار إلى رأسها وهي تستعيد كلمات جينا وبدت ان من الأفضل لها أن تستدير وتبعتد متظاهرة بأنها لم تسمع شيئاً ومعللة نفسها بأن مسترقي السمع عادة لا يسمعون شيئاً حسناً عن انفسهم . لكنها عرفت في الوقت نفسه , انه ليس في مقدور شيء إزاحتها عن مكانها خطوة واحدة .. وسيكون مبعث راحة لها ان تكتشف حقيقة مشاعر زوجة عمها نحوها على عكس معاملتها اللطيفة فيما سبق , قالت " فانيسا " بصوت خفيض ولكن نافذة الصبر.
- اوه , اماه , ليس من السهل ان تلقي بها إلى الشارع إنها لا تملك أي تدريب او مؤهلات , وتعرفين مثلي انها ضيعت وقتها في المدرسة , ما الذي تستطيع فعله على وجه الأرض؟.
اجابت الليدي جينا ببرود :
- ليس ذلك خطأنا , هي التي اضاعت الفرص التي اتيحت لها , فليس من حقها الشكوى الآن إذا لم يتحملها احد بعد , كان على ابيها وهو يدرك مدى تعقد قضية الميراث , ان يترك لها إحتياطاً من المال وهو ما يزال حياً.
ردت فانيسا :
- ربما انت على حق, لكن كان من المستحيل ان يتنبأ بأنه وجون سيقتلان معاً في الحادثة نفسها .
كان جون هو الوريث , لذا كان هو من سيعتني بأمر مارتينا .منتديات ليلاس


الساعة الآن 04:51 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية