رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
- اجلسي يا آنسة سمريس.
قبلت شانون ثم جلست , شخص ما كان يجلس خلف المكتب. -هل أنت السيد جوناثان دريم؟ - نعم أنا جوناثان دريم . - أنا لم أفهم لماذا طلبت منى المجيء إلى هنا ؟ كما أنني لم أقابل هذا عندما يتعلق الأمر بالعقود الإعلامية والمساومات التجارية. أجاب جوناثان: - أنا غير قلق على الشركة الإعلامية يا شانون لأن صديقك ويلي يتحمل مسؤوليتها , إنما أرسلت لك للمجيء هنا من أجل ابنتي لتعيدي لها الحياة. أطلقت شانون صرخة مملوءة بالدهشة. - ماذا تقصد؟! - اعرف أنك قضيت فتره ما بعد الظهر مع ديدى ورأيتها في الكرسي المتحرك, لقد أكد الدكتور أنه بعد إجراء آخر عملية , ومع المجهودات العظيمة ومع جهاز تقويم العظام ستستطيع ديدى الحركة من جديد . لكن التدريب المهني الجديد كان مؤلماً , فرفضته ديدى فاضطررت ووعدتها بأن كاسي بيل ستأتي لتساعدها . - ألم تذهب إلى هناك؟ - بلى, لم أهتم بأي شيء سوى رؤية ابنتي سعيدة , وكنت سأشتري لها الشخصية الخيالية لو أمكن. - كاسي بيل ليست للبيع. - هي لا, إنما أنت ربما . ما ثمنك يا آنسة سمريس؟ أنا أشتريك. لم يعرف جوناثان السبب الذي جعله فظا . هل بسبب انجذابه لهذه المرأة ؟ استمعت له شانون كان جوناثان يتكلم بسرعة. قالت : - الناس ليست للبيع يا سيدجوناثان وخاصة أنا. ثم نظرت له فوجدت علامات الفوز , انه مقنع تماما لدرجه انها كادت توشك أن تقبل كلامه. أضافت : - لا تفكر في ذلك يا سيد جوناثان , لأنني لست للبيع أنا لم أقبل العمل مع رجل ليس لديه الشجاعة أن يتعامل معي وجها لوجه . أمرني شخص ما بواسطة التليفزيون أن أحزم أمتعتي وأحضر إلى هنا ولم أر من أمرني , أنا لا استطيع أن أقدم لك كل ما تريده. - أنا لا أريد شيئا سوى الحفاظ على الحياة التي أعيشها. - هذا غير ممكن. وبعد لحظه شعرت شانون" بالرعب , وأدرك جوناثان ذلك فى الحال. - اتركيني اشرح لك. قالت: - حسنا. بالرغم من بداياته الفظة إلا انه كان لديه صدق النية التي لم يستطع إخفاءها , إنه إنسان مجروح , كان يخفى طيبة شديدة خلف تواجده المنعزل . قال في النهاية: - أنا لست كما تظنين. - إنها حالة كل شخص , نحن جميعا نخفى شيئا ما عن الناس. |
رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
- لماذا لم تأت لاستقبالي في المطار؟
- أنا لم اذهب إلى اشبيلية . - لا ... أنت فقط تدخل الحجرات المغلقة بالمفاتيح لترى الناس وهم نائمون , هل وجدتني كما توقعتني؟ أجاب: - أنا لم أتوقع شيئا. هل رأيتني؟ - أنا لست متأكده من ذلك حتى الآن, أتجه نحوى يا سيد دريم لو سمحت , هناك مشكلة ما وسأفهمها. دار الكرسي في مكانه , وفى نفس اللحظة انطفأ النور , لم يعد بالحجرة سوى الضوء الذي ينبعث من النار في الموقد. نسيت شانون خوفها وتقدمت للأمام واكتشفت خيال الرجل مع الكرسي الذي يجلس عليه . طلبت منه بهدوء: - أعد النور للمكان من فضلك. - لا. الحلم لا يستمر في الضوء. - لماذا ؟ هل تخاف مني؟ حاول النهوض ثم تقدم نحوها ورد على التحدي , رغب في لمس شعرها بنفسها على خده , من أين تأتي هذه الرغبة غير متوقعة؟ لم يستطع الرد. - ربما أكون خائفا. اجلسي شانون وقولي ما تريدينه؟ جلست شانون على أحد الكراسي أمام المكتب ,وعندما تعودت عيناها على الظلمة استطاعت تمييز نصف وجهه. قال: - هذا أفضل أنا سعيد جداً لأنك تفاهمت جيداً مع ابنتي. - هل كنت تتجسس علي؟ - نعم. قالت: - اعرف ذلك . شعرت بوجودك. - لماذا أجبرت السيدة بيتر على الكذب بخصوص غيابك المزعوم ؟ - أنا آسف . لكنني أردت أن ألاحظك من بعيد قبل رؤيتك وجهاً لوجه . ولو كان هناك أي مانع لتركتك ترحلين. سألت : - وماذا ستفعل مع ويلي ومع عقد الشركة؟ أجاب : - أوه , لقد تناقشنا معا هذا الصباح . ستطبقين الاتفاق مدة طويلة حتى أحصل على ما أريد . كما قلت لك سابقاً يا آنسة شانون, أنا أريدك أنت. - لماذا أنا يا سيد دريم ؟ أنا لست من نوع النساء اللاتي تفضلهن , فأنا لست رقيقة مع الناس ولم أقدم أي تنازل , لست شجاعة , وفي الحقيقة أنا لا اعرف أي شيء بخصوص الأطفال! - أخطأت حينما اختلقت شخصية أعجبت كثيرا من الأطفال, يجب أن تكوني إنسانة خارقة وغير عادية. لكنه تجنب إخبارها إلى أي حد هي أعجبته. - أنا لم أفهم شيئا . أضاف : - ابنتي تريد كاسي بيل الجنية الصغيرة المصنوعة من الشوكولاتة وانتظر منك ... لا , بل أنا أطلب منك أن تلبي ما تتمناه ديدي. |
رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
- كيف؟
- ترسمي لها, أو تحكي لها القصص. شاهدي معها التليفزيون. - لكن , يا سيد دريم. - من فضلك ناديني بجوناثان. إنها غير قادرة على ذلك إنه ودود جداً. - اختصت شخصية كاسي بيل من الآن فصاعدا بشوكولاتة كاسي ولفريقه بالتليفزيون . ولم أعد أمارس أي حق عليها. - أعرف ذلك , لكن ديدي لا تعلم. -أنا أحب ديدي يا سيد جوناثان ومشكلتها تزعجني وتسبب لي الألم في نفسي ولكنني لا أستطيع أن أقدم لها ما لم أعد أمتلكه , والآن يجي أن أعود لـأتلانتا , سأرحل هذا الصباح. مقت جوناثان نفسه , ثم نهض وتقدم نحو النافذة وقال: - كل يوم يمر وأنت بجوار ابنتي ستنتفع وكالتك بإعلاناتي مدة عام وسأقيم لك مكتبا لتتمكني من العمل , لم يبقى أمامك سوى أن تبلغيني أتعابك. تعجبت قائلة: - مستحيل! وضع كفه على الحائط ثم نصب رأسه , ثم قال بغضب : - توجد وسائل عديدة للحصول على ما تريدينه يا آنسة سمريس وأفضل تجنب ذلك لكنني يجب أن أفعله , وإذا لم توافقي على عرضي , فسأشتري شوكولاتة كاسي , وسأحطم كاسي بيل وويلي. قالت شانون : - لن تجرؤ على فعل ذلك. - أنا لم أرغب فيه لكنني مستعد في أي وقت . ثم قال : - هل يجب عليّ أن أتوسل إليك ؟ حسناً, سأفعل.. يا شانون. أتوسل إليك مساعدة ابنتي يا شانون. استطاعت شانون التغلب على غضبها , لكنها فشلت على التغلب على شجنها , وتساءلت هل يجب عليها ترك الآخرين يُعذبون بسبب رفضها, ومهما كانت سمعة هذا الرجل فهو يمتلك طاقة حب هائلة. - لا يفيد حتى لو توسلت يا سيد جوناثان , أنت لم تفهمني, كما أن عرضك لا يمكن التعامل به, الأمر يتعلق بي , أنا لا أستطيع بكل بساطه الموافقة على رغبتك , أنا أخشاها. - تخافين ! أنت لا تعرفين الخوف . هل رأيت شخصا ما تحبينه يتعذب من الداخل ؟ هل شعرت بأن أهم جزء من حياتك يموت ؟ شعرت شانون أن جوناثان يعاني اضطرابات عميقة وأنه لا يطلب شيئا لنفسه , إنما أخطأ فقط . وهذا اليأس ليس من ديدي وحدها إنما أيضا من نفسه . - ماذا حدث لـ ديدي ؟ - حادثة . انحدرت السيارة من فوق الجبل وظلت ديدي عاجزة. - وأمها؟ استدار جوناثان وتقدم خطوة نحو النافذة وأضاف: - أمها ماتت -كيف؟ - قتلتها. انحنى جوناثان نحو الموقد . فظهر وجهه كاملا في ضوء النار. وجدته نفس الرجل الذي كان يقف فوق الثلج , والذي كان يقف بالقرب سريرها . ونفس الشبح الذي رأته في حلمها وكان يرتدى عصابة رأس , لتخفى إحدى عينيه , وله ندبة مرعبة في وجهه. نهاية الفصل |
رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
الفصل الثالث
حتى هذه الليلة الثانية , لم تتذكر شانون إلا الأحلام الغامضة ,عصابة رأس تغطي عين هذا الرجل , وصوته الخشن الذي كان يرعبها ويشدها في نفس الوقت وتساءلت :ألم يضحك قط ؟ هل الوحدة التي يفرضها على نفسه جزاء عن شيء فعله في الماضي ؟ شكت شانون أن جوناثان سيقول لها شيئاَ عن هذا . نهضت شانون من فراشها وكان يبدو عليها التعب والإرهاق , لم تصدقه عندما قال لها : إنه قتل زوجته . كيف – وهذا الرجل مستعد أن يمتلك كل العالم ليجعل ابنته سعيدة , إنه لا يستطيع أن يجرح شخصاً. خرجت شانون من فراشها واتجهت نحو الموقد لتتدفأ , وقالت لنفسها أيا كان قراري فلن يلومني أحد فالأفضل أن أرحل أولاً سأبدل ملابسي ثم أستدعي تاكسي ثم أنتظره في مكتبه لأحدثه قبل رحيلي . فتحت شانون الدولاب لتأخذ ملابسها وترتديها . اختفت الملابس ووضع مكانها ملابس كاسي بيل نسخة مطابقة تماماً كما رسمتها لكاسي بيل , كيف حدث هذا ؟ قالت لنفسها : جوناثان دريم بالتأكيد لقد كشف عن نياته . وأخذ البداية , إنه لشيء سيء أن أعرف هذا, لو كان هذا الرجل أغنى وأقوى من في العالم , ستعرف شانون كيف تتعامل مع السلطة في الحال . بالتأكيد أنها ليس بيل : دثاراً يختلط فيه اللونين الأخضر والموف وجاكيتاً صغيراً حتى الوسط, وحذاء مذهباً – كما كانت كاسي بيل ترتدي دائماً – ثم سرحت شعرها بالفرشاة ونزلت للطابق الأرضي , سمعت شانون صوت ديدي وحوارها مع السيدة بيتر ثم توجهت نحو المكتب لتتحدث مع جوناثان . لم تجد أحداً بالمكتب, إنه خال حقاً . أليست هذه فرصة لتستدعي تاكسي ؟ ألا يوجد أي دليل تليفون ؟ ثم رفعت السماعة ولم تجد به حرارة . فقالت لنفسها يا للخسارة, يبدو أن السيد جوناثان نسي أن يدفع الرسوم التليفونية . قالت " لا أعرف إذا ما كان التليفون معطلاً أم هو من بين التركيبات المراقبة بطريقة إلكترونية . هذه التمثيلية السخيفة بدأت تصيبها بصداع تراجعت شانون, ثم توجهت نحو المطبخ لتطلب من بيتر معرفة مكان السيد جوناثان . - كاسي بيل ! |
رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
ظلت الزجاجة التي كانت تمسكها ديدي في يدها ثم وجهتها إلى فمها وهي محملقة, امتلأت عينا ديدي بالسعادة و الدهشة .
قالت ديدي : - أعرف أنك كاسي بيل , أبي لديه حق ,كم أنت جميلة ! قالت بيتر وهي منبهرة بالمشهد: - يا إلهي ! إنك صورة حية من الجنية كاسي بيل . عضت شانون شفتيها, ثم دخلت المطبخ, واستمرت الدعابة وشعرت بالاحترام اتجاه الحب الأبوي لجوناثان , لكن سعادة ابنته لا تشترى . رقصت شانون برشاقة وخفة مثل كاسي بيل ثم قالت : - حاولت أمي أن تعلمه لي لكنها فشلت . أخبرتهما شانون أن السعادة الداخلية لا تتحقق لا بالمال ولا بعرض خاص من جنية. قالت ديدي : - لا يا ديدي لقد أخطأت, أنا لست كاسي بيل وأنا فقط ارتدي ملابسها – تذكري جيداً, أنا التي قلت إنني رسمتها . - ديدي لا تريد أن تفهم ما تقوله . - أوه نعم يا كاسي تعالي بسرعة لتأكلي الجاتوه السحري الذي أعدته بيتر . - أين السيد جوناثان يا بيتر ؟ - أعتقد أنه في مكتبك يا شانون. - مكتبي ؟ مكتبي في شارع باستر في أتلانتا في الدور الثاني بالعمارة التي كانت تحمي بائع الزهور. أضافت ديدي : - وكاسي بيل أنقذته, أعرف ذلك, لقد رأيته في التليفزيون. استسلمت شانون : - حسناً يا سيدة بيتر قولي لي أين مكتبي ؟ - ثاني باب على يدك اليمنى – بالضبط – بجوار مكتب جوناثان. لم تستطع تصديق هذا فلا أحد يستطيع التصرف بهذه السرعة . كان مكتبها نسخة طبق الأصل من المكتب الموجود في أتلانتا , نفس المكتب ونفس الكتب ونفس الأدوات . وقف جوناثان دريم خلف المكتب. بدأ جوناثان الحوار : - لو نقصك شيء – قولي لي , سأحضره لك خلال ساعات! - ما أحتاجه يا سيد جوناثان هو الإجابات . - ضعي أسئلتك. - رأيت صورك من قبل , ولم أر بها أي ندبات , ولا منديلاً على عينك هل أنت جوناثان دريم ؟ - نعم فقدت عيني وحدث لي هذا الجرح في الحادثة التي تسببت في موت زوجتي منذ ثلاث سنوات . - أرى أنك نجحت في الحفاظ على السر. أضاف جوناثان: - تستطيعين الحصول على أي شيء عندما تمتلكين المال الوفير وقد ساعدني القصر في ذلك , عندما أعمل مع العالم الخارجي, أصبح جون مساعدي , ما عدا بيتر ولارونيس , وأنت فلا يعرف أحد أن الإنسان المشوه هو جوناثان دريم . - أعدك بألا أخون ثقتك بي . |
الساعة الآن 11:01 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية