منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات زهور (https://www.liilas.com/vb3/f246/)
-   -   وداعاً للماضى ( مكتوبة ) (https://www.liilas.com/vb3/t207583.html)

SHELL 21-09-20 05:20 AM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 
توقفت أفكارها , مع توقف السيارة امام الفندق , فغادرتها مع الفتاتين وقالت لابنتها , وهى تتجه معها الى الفندق :
-سأنتظرك مع سماح فى الكافيتيريا , فمن الأفضل أن تسألى عنه وتلتقى به بمفردك , فسيكون هذا أفضل.
ترددت مديحة فى البداية , ثم لم تلبث أن استعادت ثقتها بنفسها , فاتجهت نحو موظف الاستقبال , على حين ذهبت أمها وسماح الى الكافيتيريا وسألت هى الموظف فى حياء :
-هل عاد السيد حسين من رحلته بالخارج ؟
ابتسم موظف الاستقبال وهو يقول :
-آه !! أنت الآنسة التى جاءت للسؤال عنه من قبل .. أليس كذلك ؟
ضايقتها تلك المقدمة التى لا معنى لها , فهى تريد اجابة سريعة ومحدودة , تنتزع منها هذا التوتر , ولقد بدا لها موظف الاستقبال بطيئا وهو يقول :
-فى الواقع , ان السيد حسين .....
قبل أن يكمل عبارته , رقض قلبها طربا , على صوت يهتف :
-مديحة ؟!
التفتت تتطلع الى حسين , وملأت الفرحة قلبها ووجهها ..
لم تكن فرحتها العارمة لرؤيته , وانما لأن وجوده قد أعاد اليها ثقتها فى انوثتها وفتنتها , وهى كونه أضعف من أن يقاوم حبه لها ..

SHELL 21-09-20 05:21 AM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 
وبأداء تمثيلى رائع لا يُقاوم , اندفعت تتناول يده بين يديها هاتفة :
-حسين !! .. لست أصدق نفسى ! .. بعد كل هذه السنوات !! .. كم افتقدتك.
ولكن حسين بدا أكثر رصانة وتماسكا , وتحكما فى مشاعره , وهو يقول :
-وأنا ايضا .. لقد أخبرونى أنك قد حضرت للسؤال عنى من قبل.
رمقته بنظرة عتاب ودلال وهى تقول :
-هذا صحيح , ولقد قيل لنا انك قد غادرت تونس.
أجابها فى هدوء :
-نعم .. كانت لدى بعض الأعمال فى الخارج.
زاد العتاب والدلال فى نظراتها وهى تقول :
-ليس هناك ما يدعوك الى الكذب .. فأنا أعلم أنك لم تغادر تونس قط , وأنها كانت محاولة منك لتجنب مقابلتى.
بدا الغضب فى ملامحه وهو يقول :
-من أخبرك بذلك ؟
أجابته فى دلال :
-لم يخبرنى أحد .. لقد رأيت سماح تغادر سيارتك أمام فندقنا.
انفرجت أساريره , ودوت فى أعماقه صيحة :
-ما دامت سماح لم تخن ثقتك , فلا يهم ما اذا كانت مديحة قد عرفت بوجودك أم لا ..
وقالت هى , وكانها تضع الجواب على لسانه خشية أن يصدمها جواب آخر :
-سأخبرك انا لماذا خشيت مقابلتى .. لأنك ناقم علىَ , وتتصور أننى قد غدرت بك , وخنت حبنا , ولك كل الحق , لو كان هذا شعورك نحوى.

SHELL 21-09-20 05:22 AM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 
حسين :
-ليس هناك ما يدعو لمثل هذا القول .
مديحة :
-بل لا بد أن تمنحنى فرصة شرح موقفى.
رمقها بنظرة تجمع ما بين السخرية والمرارة وهو يقول :
-أى موقف ؟ .. موقفك عندما تخلّيت عن حبنا , وانصعت فى سلاسة لقرار أمك , أم موقفك عندما جئتك فى الاسكندرية , متوسلا أن تمنحينى دقائق من وقتك , مناشدا قلبك ألا يتخلى عن حبنا الكبير , الذى تعاهدنا فيه على الاخلاص والوفاء , فرفضت بكل غطرسة أن تلتقى بى , وارسلت مع ابنة خالتك ردا قصيرا , تنهى به كل شئ فى لحظة , وتقولين فيه انك ترفضين مجرد مقابلتى.
امتزج الغضب بالسخرية والمرارة فى صوته وهو يستطرد :
-انك لا تدركين حجم الاحباط والمرارة والمهانة , التى شعرت بها فى ذلك اليوم.
لم تجد مديحة أمامها سوى أن تلجأ الى أشهر وأقوى أسلحة المرأة , فترقرقت فى عينيها دموع زائفة وهى تقول:
-حسين .. اننى .......

SHELL 21-09-20 05:23 AM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 

ولكنه قاطعها دون أن يبدى لمحة تأثر:
-لا تبريرات جديدة يا مديحة .. لقد كان التبرير أيامها واضحا , فلقد خسر حسين , ابن الثرى المعروف - آنذاك - تلك التركة المتخمة . وتلك الثروة والاموال والعـقارات , عشيّة وفاة ابيه , عندما تبيّن له أنها تركة مثقلة بالديون , ووجد نفسه بين ليلة وضحاها فقيرا , لا يملك سوى قدر من المال لا يشبع الهانم وابنتها , وهكذا لم يعد حسين زوجا مناسبا للأميرة الصغيرة , فوداعا اذن لكل عهود الوفاء والاخلاص , وليذهب الحب الى الجحيم.
وأضاف فى سخرية :
-الحب الذى لم تعرفيه أبدا.

بكت بدموع التماسيح وهى تقول :
-لا تظلمنى يا حسين , اننى لم احب يوما سواك.
-هذا واضح .. بدليل أنك قد تزوجت بعد رحيلى الى تونس بشهر واحد.

SHELL 21-09-20 05:26 AM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 
-كنت مرغمة على ذلك , فلقد كانت أمى مريضة , وتعرضت لعدة أزمات قلبية بعد وفاة ابى , الذى بدد ثروته كلها فى مشروع فاشل قبل وفاته , وأصبح الفقر يهددنا بعد حياة البذخ والثراء , ولو أن الأمر بيدى لتساوى الفقر والثراء , ما دمت سأحيا فى كنف رجل أحبه , ولكن كيف أتخلّى عن أمى فى مثل هذه الظروف , وأتركها للفقر والمرض , وهى التى ذاقت طعم الرفاهية يوما ؟ . وهكذا التقت أسوأ ظروفنا .. كنت أنا أقف عقبة فى طريق طموحك , ,ارفض أن احملك عبء فتاة فقيرة وأم مريضة , لذا فقد ضحيت بحبى لك فى سبيل أمى , وفى سبيل أن أحقق لك ما تحتاج اليه من الحرية والانطلاق لتحقيق نجاحك .. هل عرفت الآن لماذا رفضاك أمى , ولماذا رفضت أنا مقابلتك فى الاسكندرية ؟ .. لقد خشيت أن أضعف أمامك , وأتخلّى عن قرارى وتضحيتى .. ولعلك تدرك الآن لماذا وافقت على الزواج من رجل ثرى .. وليتنى ما فعلت , فلم اذق من هذه الزيجة سوى البؤس والعذاب.
-وما الذى تغيّر الآن ؟
-لا شئ .. لم آتِ هنا لأذرف الدمع أمامك , بل جئت فقط لرؤيتك وتحيتك , ولأطلب الصفح منك , ثم أنصرف على الفور , وسماح وأمى ينتظراننى فى الكافيتيريا , لننصرف معا ..
لم يدرِ لحظتها أيصدقها أم لا , ولكنه قرر أن يستسلم مؤقتا ..
يستسلم لها ..



https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...7fb9809155.gif


الساعة الآن 04:16 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية