رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
قالت فى ألم : -لا .. انك لا تحبنى .. انك تريد الانتقام من مديحة فحسب , تريد ان رد لها الصاع صاعين , عندما تراك وقد فضلتنى عنها , بعدما ارتكبته فى حقك , وأنا الفتاة المسكينة , التى احتقرتها هى دوما. هب واقفا وهو يقول فى غضب : -ما هذا الهراء ؟ .. الزواج ليس لعبة انتقام مسلية , انه مستقبل وأطفال , وحياة جديدة , ومنزل يمتلئ بالحب والاخلاص والتفانى , ولقد اخترتك لكل هذا , فأنتِ وحدك يمكنك منحى هذا , وما كان لى أن أعبث بأمر مقدس كهذا .. ان الانتقام لا يؤذى سوى صاحبه , ولقد نزعت من نفسى كل ما يتعلّق بـ مديحة , ولم يعد هناك من يشغل قلبى وتفكيرى سواك. خفق قلبها فى شدة , وراح كيانها كله يرتجف , وقد رأت الصدق واضحا فى عينيه , حتى أنها لم تصدق نفسها فغمغمت فى تلعثم : -حسين .. اننى ..... |
رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
قاطعها فى حزم: -انك تبادليننى الحب .. أليس كذلك ؟ أطلّ حبها من عينيها , وهى تتطلع اليه , وتقول فى استسلام : -بلى .. ولم يبدأ هذا الحب عند لقائنا فى تونس , بل هو داخلى منذ سنوات , دون أن أدرك حقيقته , ولكن المشكلة هو أننى أشعر بالاثم بسببه. سألها فى دهشة : -الاثم ؟! .. وما الذى يدعوك لمثل هذا الشعور ؟ فجأة برزت حكمت من خلف شجرة الزينة المجاورة للمائدة وهى تقول : سأخبرك أنا ما الذى يدعوها الى هذا .. ومعذرة , فلم اقصد التصنّت الى حديثكما , ولكننى جئت أتعجل سماح بعد ان أخبرنى السائق بضرورة الانطلاق الآن للحاق بموعد الطائرة , ولكن من حسن الحظ أن حدث هذا , فـ سماح تخشى ان تجرح مشاعر مديحة , لو وافقت على الزواج منك , وأن تبدو لنا ناكرة الجميل , أو تؤكد بقبولها ما رمتها به مديحة من أنها كانت تسعى للايقاع بك , ولكننى أؤكد لك أن زواجكما سيسعدنى جدا , فلو ان القدر لم يوفق بينك وبين ابنتى , فسيسعدنى زواجك من ابنتى الأخرى. |
رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
ألقت سماح نفسها بين ذراعى خالتها وهى تبكى هاتفة : -خالتى الحبيبة .. لم أركِ أبدا بمثل هذا الحنان. ضمتها خالتها الى صدرها وهى تقول مداعبة : -ما الذى تقصدينه أيتها الشقيّة .. اننى لم أكن بمثل هذا السوء أيضا. ثم اضافت فى حنان : -انك لم تخونى ثقتنا فيك يا سماح , بل كنت دوما نعم الابنة , فلا تعاندى نداء قلبك من أجل أوهام .. صحيح أننى متقدمة عنك فى السن , ولكننى أدركت مؤخرا أن الحقيقة , التى ينبغى أن يحرص عليها المرء , أكثر من أى شئ آخر فى الدنيا , هى الحب .. الحب المخلص الحقيقى , الذى لا تشوبه أية أطماع مالية .. تزوجى واسعدى يا بنيتى , فكلاكما يناسب الآخر. وتناولت ثوب الزفاف من المائدة وناولتها ايّاه , وهى تقبّل جبينها مستطردة: -وهذا يناسبك أيضا .. أتمنى لكما حياة سعيدة. |
رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
سألتها سماح وهى تمسح دموعها: -وماذا عن مديحة ؟ تنهدت حكمت فى حزن وهى تقول : -ربما كان درس الأمس بداية حقيقية لعلاج نفسها وأنانيتها وعلاج نفسى ايضا , وسيحتاج هذا الى بعض الوقت حتما , حتى تنظر كلتانا الى الامور نظرة مختلفة , عن تلك التى عشنا ننظر بها طيلة عمرنا. ثم صافحت حسين مستطردة: -بارك الله فيك وفى عروسك .. حاول أن تحافظ عليها جيدا. سألها فى تأثر : -ألا تبقين لحضور حفل الزفاف ؟ هزت رأسها قائلة : -سيكون ذلك صعبا مع وجود مديحة , ولكن قلبى سيكون معكما. |
رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
هزت رأسها قائلة : -سيكون ذلك صعبا مع وجود مديحة , ولكن قلبى سيكون معكما. وعادت تحتضن سماح وتقبّلها قائلة : -طمئنينى عليك دوما , واحرصى على زوج المستقبل , فهو يكن لك حبا حقيقيا. ومسحت دموعها بأناملها واسرعت تبتعد وهى تلوّح لهما , فقالت سماح فى تأثر , وهلى تتابعها بعينيها : -أتعلم انها أول مرة اراها فيها تبكى ؟ أحاط كتفها بذراعه وهو يقول فى حنان : -لكل شئ بداية. ثم اضاف فى حب: -ما رأيك فى أن نبدأ اعداد متطلبات الزفاف ؟ ضمت ثوب الزفاف الى صدرها , واستكانت لذراعه التى تحيطها بالثقة والحب والأمان , واتجها معا لاعداد حفلهما .. وبدء رحلة حبهما .. https://2img.net/h/dl3.glitter-graph...y6rxb5vwfx.gif |
الساعة الآن 09:00 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية