منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات زهور (https://www.liilas.com/vb3/f246/)
-   -   وداعاً للماضى ( مكتوبة ) (https://www.liilas.com/vb3/t207583.html)

SHELL 30-09-20 02:31 AM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 

قالت فى ألم :
-لا .. انك لا تحبنى .. انك تريد الانتقام من مديحة فحسب , تريد ان رد لها الصاع صاعين , عندما تراك وقد فضلتنى عنها , بعدما ارتكبته فى حقك , وأنا الفتاة المسكينة , التى احتقرتها هى دوما.
هب واقفا وهو يقول فى غضب :
-ما هذا الهراء ؟ .. الزواج ليس لعبة انتقام مسلية , انه مستقبل وأطفال , وحياة جديدة , ومنزل يمتلئ بالحب والاخلاص والتفانى , ولقد اخترتك لكل هذا , فأنتِ وحدك يمكنك منحى هذا , وما كان لى أن أعبث بأمر مقدس كهذا .. ان الانتقام لا يؤذى سوى صاحبه , ولقد نزعت من نفسى كل ما يتعلّق بـ مديحة , ولم يعد هناك من يشغل قلبى وتفكيرى سواك.
خفق قلبها فى شدة , وراح كيانها كله يرتجف , وقد رأت الصدق واضحا فى عينيه , حتى أنها لم تصدق نفسها فغمغمت فى تلعثم :
-حسين .. اننى .....

SHELL 30-09-20 02:32 AM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 

قاطعها فى حزم:
-انك تبادليننى الحب .. أليس كذلك ؟
أطلّ حبها من عينيها , وهى تتطلع اليه , وتقول فى استسلام :
-بلى .. ولم يبدأ هذا الحب عند لقائنا فى تونس , بل هو داخلى منذ سنوات , دون أن أدرك حقيقته , ولكن المشكلة هو أننى أشعر بالاثم بسببه.
سألها فى دهشة :
-الاثم ؟! .. وما الذى يدعوك لمثل هذا الشعور ؟
فجأة برزت حكمت من خلف شجرة الزينة المجاورة للمائدة وهى تقول :
سأخبرك أنا ما الذى يدعوها الى هذا .. ومعذرة , فلم اقصد التصنّت الى حديثكما , ولكننى جئت أتعجل سماح بعد ان أخبرنى السائق بضرورة الانطلاق الآن للحاق بموعد الطائرة , ولكن من حسن الحظ أن حدث هذا , فـ سماح تخشى ان تجرح مشاعر مديحة , لو وافقت على الزواج منك , وأن تبدو لنا ناكرة الجميل , أو تؤكد بقبولها ما رمتها به مديحة من أنها كانت تسعى للايقاع بك , ولكننى أؤكد لك أن زواجكما سيسعدنى جدا , فلو ان القدر لم يوفق بينك وبين ابنتى , فسيسعدنى زواجك من ابنتى الأخرى.

SHELL 30-09-20 02:34 AM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 

ألقت سماح نفسها بين ذراعى خالتها وهى تبكى هاتفة :
-خالتى الحبيبة .. لم أركِ أبدا بمثل هذا الحنان.
ضمتها خالتها الى صدرها وهى تقول مداعبة :
-ما الذى تقصدينه أيتها الشقيّة .. اننى لم أكن بمثل هذا السوء أيضا.
ثم اضافت فى حنان :
-انك لم تخونى ثقتنا فيك يا سماح , بل كنت دوما نعم الابنة , فلا تعاندى نداء قلبك من أجل أوهام .. صحيح أننى متقدمة عنك فى السن , ولكننى أدركت مؤخرا أن الحقيقة , التى ينبغى أن يحرص عليها المرء , أكثر من أى شئ آخر فى الدنيا , هى الحب .. الحب المخلص الحقيقى , الذى لا تشوبه أية أطماع مالية .. تزوجى واسعدى يا بنيتى , فكلاكما يناسب الآخر.
وتناولت ثوب الزفاف من المائدة وناولتها ايّاه , وهى تقبّل جبينها مستطردة:
-وهذا يناسبك أيضا .. أتمنى لكما حياة سعيدة.

SHELL 30-09-20 02:35 AM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 

سألتها سماح وهى تمسح دموعها:
-وماذا عن مديحة ؟
تنهدت حكمت فى حزن وهى تقول :
-ربما كان درس الأمس بداية حقيقية لعلاج نفسها وأنانيتها وعلاج نفسى ايضا , وسيحتاج هذا الى بعض الوقت حتما , حتى تنظر كلتانا الى الامور نظرة مختلفة , عن تلك التى عشنا ننظر بها طيلة عمرنا.
ثم صافحت حسين مستطردة:
-بارك الله فيك وفى عروسك .. حاول أن تحافظ عليها جيدا.
سألها فى تأثر :
-ألا تبقين لحضور حفل الزفاف ؟
هزت رأسها قائلة :
-سيكون ذلك صعبا مع وجود مديحة , ولكن قلبى سيكون معكما.

SHELL 30-09-20 02:36 AM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 

هزت رأسها قائلة :
-سيكون ذلك صعبا مع وجود مديحة , ولكن قلبى سيكون معكما.
وعادت تحتضن سماح وتقبّلها قائلة :
-طمئنينى عليك دوما , واحرصى على زوج المستقبل , فهو يكن لك حبا حقيقيا.
ومسحت دموعها بأناملها واسرعت تبتعد وهى تلوّح لهما , فقالت سماح فى تأثر , وهلى تتابعها بعينيها :
-أتعلم انها أول مرة اراها فيها تبكى ؟
أحاط كتفها بذراعه وهو يقول فى حنان :
-لكل شئ بداية.
ثم اضاف فى حب:
-ما رأيك فى أن نبدأ اعداد متطلبات الزفاف ؟
ضمت ثوب الزفاف الى صدرها , واستكانت لذراعه التى تحيطها بالثقة والحب والأمان , واتجها معا لاعداد حفلهما ..
وبدء رحلة حبهما ..



https://2img.net/h/dl3.glitter-graph...y6rxb5vwfx.gif


الساعة الآن 09:00 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية