منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات زهور (https://www.liilas.com/vb3/f246/)
-   -   وداعاً للماضى ( مكتوبة ) (https://www.liilas.com/vb3/t207583.html)

SHELL 30-09-20 02:19 AM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 
انهارت مديحة وتفجّرت الدموع من عينيها وهى تقول فى مرارة :
-ولكننى أحبك .. اقسم على ذلك.
قال فى حزم :
-ربما , ولكنك تحبين نفسك أكثر من أى شخص آخر , ثم أننى لم أعد أحبك.
بكت فى حرارة , وهو يلتفت الى الأم , قائلا :
-لن يتغير فى الأمر شئ , ستقضون اليومين الباقيين هنا , وسيبقى فندقى بكل العاملين فيه فى خدمتكن , ولقد اجريت اتصالاتى بالقاهرة , لتسوية امر الديون.
قالت حكمت هانم فى مرارة , محاولة الحفاظ على ما تبقّى من كبريائها :
-اننى غير مستعدة لأن تسدد أنت ديوننا.
أجابها فى هدوء:
-اننى لم أفعل , ولكننى حوّلت الدين لصالحى , ويمكنك سداده وقتما تشائين.
ولم تستمر حكمت فى اعتراضها , فقد بدا لها حلا مناسبا لمشكلتها , فى الوقت الحالى , وضمّت ابنتها الى صدرها , وتعالى نحيبها , وهى تقول بنفس النبرة المتعالية , التى بدا وكأنها أصبحت جزءا منها:
-سنسافر الى القاهرة غدا .. لم يعد هناك ما يدعونا للبقاء.
صمت حسين لحظة ثم قال :
-فليكن .. سأتصل بشركة الطيران , وأحجز تذاكركن لرحلة الغد.

SHELL 30-09-20 02:21 AM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 

قالت سماح فى خفوت:
-أريد أن اعود الى القاهرة الليلة.
قال حسين فى حزم:
-هذا مستحيل .. لا توجد طائرات متجهة الى القاهرة الليلة.
قالت فى توتر :
-اذن فسأقضى ليلتى بالمطار.
قال وهو يتطلّع الى حكمت هانم ومديحة:
-اننى اقدر دوافعك , ولكننى أستطيع أن أوفر لك حجرة أخرى حتى يحين موعد السفر.
ولكنها أسرعت تلتقط حقيبتها وتضع فيها ثيابها قائلة :
-لا .. أرجوك أن توفّر لى سيارة تقلّنى الى المطار فحسب , و ....
قاطعها فى صرامة :
-لا .. حتى لو اُضطررت لحبسك هنا.
تخلّت حكمت عن لهجتها المتعالية وهى تقول :
-ستقضين الليلة معنا يا سماح , وسنسافر نحن كلنا غدا , فـأنت لم تخطئين فى شئ ولا حتى مديحة .. المخطئة الحقيقية هى أنا.
وأطلقت زفرة قوية من أعماقها قبل أن تستطرد :
-نعم .. أنا المخطئة منذ البداية.
وأحاطت كتف سماح بذراعها وضمتها الى صدرها مع ابنتها , وربتت على رأسها فى حنان وهى تتابع :
-ثم انك فى النهاية ابنة أختى .. أى ابنتى ..
تطلّع اليهن حسين فى تأثر , ثم غادر الحجرة فى هدوء وأغلق بابه خلفه ..
ومعه أغلق بابا آخر ..
باب حبه لـ مديحة ..


https://sl.glitter-graphics.net/pub/...lyej8jf3g4.gif

SHELL 30-09-20 02:25 AM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 
استعدت الأسرة لمغادرة الفندق فى اليوم التالى , وقد حرصن جميعا على الانصراف فى هدوء و دون مقابلة حسين , ولكنه كان ينتظرهن فى ردهة الفندق , حيث لم يغمض له جفن وهو يستغرق فى التفكير ,طيلة الليلة الماضية , حتى وصل الى قراره الحاسم مع الصباح , ولقد استقبلهن وهن يغادرن المصعد قائلا :
-أنا من تراجع عن السفر اليوم ؟
قالت حكمت فى تواضع عجيب :
-بلى .. ونشكر لك حُسن ضيافتك.
قال فى خفوت:
-ستنقلكن سيارتى الى المطار اذن , وستكون معدّة بعد بضع دقائق , فهل تسمحين لى يا حكمت هانم بالتحدث الى سماح على انفراد , خلال هذه الدقائق ؟

SHELL 30-09-20 02:27 AM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 

تطلعت الى ابنة أختها ثم جذبت ابنتها من ذراعها لتبتعدا معا وهى تقول :
-تفضّل.
اصطحب حسين سماح الى أحد أركان الفندق , وجلسا معا حول مائدة وضعت فوقها لفافتان كبيرتان , وقال فى صوت هامس :
-سماح .. لقد قضيت ليلتى الماضية كلها أفكر فيك , فلست اطيق فكرة الابتعاد عنك , بعد ان وجدت فيك ما اصبو اليه من حب حقيقى , وعاطفة صادقة .. انك اقرب الى نفسى , و ...
وضعت يدها على فمه لتمنعه من الاسترسال فى الحديث وهى تقول :
-أرجوك .. دعنى أرحل , ولا تزد الأمر تعقيدا وصعوبة.
ابتسم قائلا :
-حسنا .. لن أتكلم , ولكن ما رأيك فى قبول هديتى.
قال هذا وهو يفتح احدى اللفافتين ويتناول منها ذلك الثوب المصنوع من الدانتيلا الزرقاء , والذى بهر سماح فى محل الأزياء , ولكنها قالت فى هدوء:
-اشكرك , ولكن لا يمكننى أن أقبله.

SHELL 30-09-20 02:28 AM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 

-لماذا ؟ .. لقد قلت من قبل انه ما من فتاة لا ترغب فى اقتناء ثوب مثله.
-وقلت أيضا أنه لا يناسب فتاة مثلى.
فضّ اللفافة الأخرى وأخرج منها ثوب زفاف وهو يقول :
-ولكن هذا يناسبك تماما , خاصة اذا ما كنت سترتدينه من أجلى.
ملأت الفرحة وجهها لحظة , ثم لم تلبث أن غابت عنه , وهى تغمض عينيها وتهز رأسها قائلة :
-لا .. لا .. مستحيل أن أوافق على هذا.
وهبت واقفة , محاولة الابتعاد , ولكنه أمسك معصمها قائلا :
-لماذا يا سماح ؟ .. اننى أشعر أنك تبادليننى نفس الشعور.
قالت وهى تحبس دموعها فى مقلتيها :
-وما شعورك ؟
أجابها فى دهشة :
-ألا يكفى ان أعرض عليك ثوب الزفاف , لتعلمى أننى أحبك ؟


الساعة الآن 03:57 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية