رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
انهارت مديحة وتفجّرت الدموع من عينيها وهى تقول فى مرارة :
-ولكننى أحبك .. اقسم على ذلك. قال فى حزم : -ربما , ولكنك تحبين نفسك أكثر من أى شخص آخر , ثم أننى لم أعد أحبك. بكت فى حرارة , وهو يلتفت الى الأم , قائلا : -لن يتغير فى الأمر شئ , ستقضون اليومين الباقيين هنا , وسيبقى فندقى بكل العاملين فيه فى خدمتكن , ولقد اجريت اتصالاتى بالقاهرة , لتسوية امر الديون. قالت حكمت هانم فى مرارة , محاولة الحفاظ على ما تبقّى من كبريائها : -اننى غير مستعدة لأن تسدد أنت ديوننا. أجابها فى هدوء: -اننى لم أفعل , ولكننى حوّلت الدين لصالحى , ويمكنك سداده وقتما تشائين. ولم تستمر حكمت فى اعتراضها , فقد بدا لها حلا مناسبا لمشكلتها , فى الوقت الحالى , وضمّت ابنتها الى صدرها , وتعالى نحيبها , وهى تقول بنفس النبرة المتعالية , التى بدا وكأنها أصبحت جزءا منها: -سنسافر الى القاهرة غدا .. لم يعد هناك ما يدعونا للبقاء. صمت حسين لحظة ثم قال : -فليكن .. سأتصل بشركة الطيران , وأحجز تذاكركن لرحلة الغد. |
رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
قالت سماح فى خفوت: -أريد أن اعود الى القاهرة الليلة. قال حسين فى حزم: -هذا مستحيل .. لا توجد طائرات متجهة الى القاهرة الليلة. قالت فى توتر : -اذن فسأقضى ليلتى بالمطار. قال وهو يتطلّع الى حكمت هانم ومديحة: -اننى اقدر دوافعك , ولكننى أستطيع أن أوفر لك حجرة أخرى حتى يحين موعد السفر. ولكنها أسرعت تلتقط حقيبتها وتضع فيها ثيابها قائلة : -لا .. أرجوك أن توفّر لى سيارة تقلّنى الى المطار فحسب , و .... قاطعها فى صرامة : -لا .. حتى لو اُضطررت لحبسك هنا. تخلّت حكمت عن لهجتها المتعالية وهى تقول : -ستقضين الليلة معنا يا سماح , وسنسافر نحن كلنا غدا , فـأنت لم تخطئين فى شئ ولا حتى مديحة .. المخطئة الحقيقية هى أنا. وأطلقت زفرة قوية من أعماقها قبل أن تستطرد : -نعم .. أنا المخطئة منذ البداية. وأحاطت كتف سماح بذراعها وضمتها الى صدرها مع ابنتها , وربتت على رأسها فى حنان وهى تتابع : -ثم انك فى النهاية ابنة أختى .. أى ابنتى .. تطلّع اليهن حسين فى تأثر , ثم غادر الحجرة فى هدوء وأغلق بابه خلفه .. ومعه أغلق بابا آخر .. باب حبه لـ مديحة .. https://sl.glitter-graphics.net/pub/...lyej8jf3g4.gif |
رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
استعدت الأسرة لمغادرة الفندق فى اليوم التالى , وقد حرصن جميعا على الانصراف فى هدوء و دون مقابلة حسين , ولكنه كان ينتظرهن فى ردهة الفندق , حيث لم يغمض له جفن وهو يستغرق فى التفكير ,طيلة الليلة الماضية , حتى وصل الى قراره الحاسم مع الصباح , ولقد استقبلهن وهن يغادرن المصعد قائلا :
-أنا من تراجع عن السفر اليوم ؟ قالت حكمت فى تواضع عجيب : -بلى .. ونشكر لك حُسن ضيافتك. قال فى خفوت: -ستنقلكن سيارتى الى المطار اذن , وستكون معدّة بعد بضع دقائق , فهل تسمحين لى يا حكمت هانم بالتحدث الى سماح على انفراد , خلال هذه الدقائق ؟ |
رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
تطلعت الى ابنة أختها ثم جذبت ابنتها من ذراعها لتبتعدا معا وهى تقول : -تفضّل. اصطحب حسين سماح الى أحد أركان الفندق , وجلسا معا حول مائدة وضعت فوقها لفافتان كبيرتان , وقال فى صوت هامس : -سماح .. لقد قضيت ليلتى الماضية كلها أفكر فيك , فلست اطيق فكرة الابتعاد عنك , بعد ان وجدت فيك ما اصبو اليه من حب حقيقى , وعاطفة صادقة .. انك اقرب الى نفسى , و ... وضعت يدها على فمه لتمنعه من الاسترسال فى الحديث وهى تقول : -أرجوك .. دعنى أرحل , ولا تزد الأمر تعقيدا وصعوبة. ابتسم قائلا : -حسنا .. لن أتكلم , ولكن ما رأيك فى قبول هديتى. قال هذا وهو يفتح احدى اللفافتين ويتناول منها ذلك الثوب المصنوع من الدانتيلا الزرقاء , والذى بهر سماح فى محل الأزياء , ولكنها قالت فى هدوء: -اشكرك , ولكن لا يمكننى أن أقبله. |
رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
-لماذا ؟ .. لقد قلت من قبل انه ما من فتاة لا ترغب فى اقتناء ثوب مثله. -وقلت أيضا أنه لا يناسب فتاة مثلى. فضّ اللفافة الأخرى وأخرج منها ثوب زفاف وهو يقول : -ولكن هذا يناسبك تماما , خاصة اذا ما كنت سترتدينه من أجلى. ملأت الفرحة وجهها لحظة , ثم لم تلبث أن غابت عنه , وهى تغمض عينيها وتهز رأسها قائلة : -لا .. لا .. مستحيل أن أوافق على هذا. وهبت واقفة , محاولة الابتعاد , ولكنه أمسك معصمها قائلا : -لماذا يا سماح ؟ .. اننى أشعر أنك تبادليننى نفس الشعور. قالت وهى تحبس دموعها فى مقلتيها : -وما شعورك ؟ أجابها فى دهشة : -ألا يكفى ان أعرض عليك ثوب الزفاف , لتعلمى أننى أحبك ؟ |
الساعة الآن 03:57 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية