رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
-سماح ؟! .. وما شأنها ؟! -تلك الحرباء .. اننى اعرف جيدا ما تسعى اليه .. لقد تسللت اليك , فى مظهر البريئة المسكينة , ذات المثاليات , لتدفعك الى الابتعاد عنى .. لقد رأيتك معها أمام الفندق فى تلك الليلة , وأدركت أنها تلعب دورا مزدوجا لابعادك عنى , ونيلك لنفسها. -أى هراء هذا ؟ -تلك الجاحدة الحقود .. لقد أحسنّا اليها , وآويناها فى منزلنا , واتخذتها أنا أختا لى , وشاركتها أدق اسرارى , ثم سعت لحرمانى منك , والاستيلاء عليك لنفسها .. تلك الحيّة الرقطاء هى الأحق بكراهيتك. وانطلقت تعدو نحو حجرتها , وهو يهتف مناديا ايّاها , ولكنها لم تتوقف .. وتوقف هو .. وفى عقله برز نداء قوى .. نداء حب .. https://img.rjeem.com/imgcache/2013/11/313356.gif |
رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
متبقى فصل واحد أخير
|
رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
الفصل الثانى عشر
حبك فى قلبى .. https://pa1.narvii.com/6347/b8cd25fc...59cbaf5_00.gif اقتحمت مديحة الحجرة على سماح وأمها وهى تواجه الأولى فى عصبية : -أهنئك .. لقد أديت دورك الحقير بكل براعة. اتسعت عينا سماح فى ذهول وهتفت حالتها فى دهشة : -ماذا تقولين يا مديحة ؟ .. هل جننتِ ؟ تحولت اليها مديحة صائحة بنفس عصبيتها: -لقد كنت مجنونة حقا , عندما وثقت بهذه الحيّة الرقطاء. شاركتها أمها عصبيتها وهى تهتف : -ماذا حدث بالله عليك ؟ كان حسين قد بلغ الجناح فى هذه اللحظة , وهمّ بطرق الباب عندما تناهى اليه من الداخل صوت مديحة , وهى تقول فى غضب : -لقد كانت تلعب منذ البداية دورا مزدوجا , وأنتِ المخطئة عندما طلبت منها أن تصحبنا فى هذه الرحلة , فلقد تظاهرت بمسايرتنا , فى حين كانت تخطط لنفسها لتنال هى حسين .. استغلّت براعتها فى تمثيل دور الفتاة المسكينة ,ذات القيم والمبادئ , لتكسب عطفه وتدفعه الى كراهيتى , وابلغته أننى أسعى وراء ملايينه , ومن يدرى ماذا أخبرته أيضا ؟ ثم التفتت الى سماح هاتفة : -ماذا كنت تبغين من وراء هذا ؟ .. أتصورت أنه من الممكن أن يحبك حسين ويتزوجك فى النهاية .. انك واهمة يا صغيرتى , فـ حسين لن ينظر اليك بعد أن أصبح مليونيرا , وحتى فى أيام فقره , لم يكن ليفكر فى فتاة وضيعة مثلك .. ان لعبتك لن تحرز النجاح الذى تصورته , عدا نجاحك فى اشباع حقدك وكراهيتك تجاه من أحسنوا اليك , وشملوك بعطفهم. |
رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
تحولت حكمت هانم الى سماح قائلة فى غضب :
-أهذا صحيح ؟ ولكن سماح وجهت حديثها الى مديحة قائلة : -برغم جهلى بسبب كل هذه الاهانات , الا أننى لست احتاج الى القسم بأننى لم أخن ثقتك بى .. اعترف أننى حاولت ابعاد حسين عنك منذ البداية , ولكن دون أن اخبره بأى شئ , وذلك حماية له من أطماعك التى لا تقف عند حد , واخلاصا لمبادئ أؤمن بها , وعلى الرغم من ذلك فلم أخبره أنك وأمك قد جئتما الى تونس سعيا وراء ماله , واستغلالا لعواطفه , وذلك ايضا اخلاصا لقيم أؤمن بها , وهى أنه لا ينبغى للمرء أن يخون ثقة الآخرين به , خاصة لو أنهم أقرب الناس اليه , وأنت تعرفين جيدا أننى لا ألعب دورا مزدوجا فلم أكن راضية عن خطتكما هذه , ولقد اعلنت رفضى لها منذ البداية , ورفضى لمحاولتكما تعزيز مركزكما المالى وانقاذه على حساب التغرير بمشاعر صادقة مخلصة , ولكننى اضطررت للسفر معكما , بعد اصرار خالتى , لأقوم بدور السكرتيرة الخاصة والخادمة المطيعة لكما , استكمالا لمظهر اجتماعى زائف , تتشبثان به .. كما أننى لم ولن أفكر فى الاقتران بـ حسين , ولست ممن يلجأن الى تلك الأساليب الوضيعة , للظفر بقلوب الآخرين .. |
رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
أمكست مديحة بكتفيها وراحت تهزها فى عنف قائلة :
-كفاكِ تمثيلا وادعاءً .. أتعتقدين أننى صدقتك عندما قلت انك قد التقيت به مصادفة ؟ .. لقد كان كل شئ من تدبيرك أنت , ولكنك انكشفت فى النهاية , ولم يعد دور ( سندريلا ) يصلح لك .. وهنا اقتحم حسين الحجرة وهو يقول فى غضب : -كفاكِ ظلما لها .. انها لم تخبرنى بشئ , على الرغم من أنه كان ينبغى لها أن تفعل. ورمق سماح بنظرة خاصة وهو يضيف : -فالثقة لا تمنح للمتآمرين. قالت مديحة فى انفعال : -لا تحاول الدفاع عنها. قال فى حزم : -لست ادافع عن أحد , فتلك هى الحقيقة , ومن مزايا الثراء أنه يتيح للمرء الوصول الى الحقيقة بأسرع من الآخرين .. لقد أجريت اتصالا هاتفيا مباشرا بطبيبكم الخاص فى القاهرة , والذى تربطنى له صلة قديمة , وأكّد لى أن حكمت هانم لا تشكو من أية امراض , كما أكّد لى بعض الاصدقاء فى مصر أن الديون لم تعرف طريقها اليكما الا بعد وفاة زوجك السابق ( عبد القادر بك ) , الثرى المعروف , الذى كان اكثر فهما لكما منى , وأكثر ادراكا لحبكما للمال , فتنازل عن كل ثروته لزوجته الأخرى , وأولاده منها , فترككما فى محنة مالية حقيقية , بسبب بذخكما الشديد ولم يكن أمامكما سوى تقليب الدفاتر القديمة , والعثور على اسم محب مسكين طردتماه من حياتكما يوما بلا رحمة , لمجرد أنه لم يعد ثريا .. ولكنه أصبح الآن كذلك , وأنت تثقين فى تأثيرك على قلبه وعواطفه , لذا فقد وجدتما فيه الحل الأمثل لمشاكلك ومشاكل امك .. ولذا كانت رحلتكما الى تونس. |
الساعة الآن 04:28 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية