منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات زهور (https://www.liilas.com/vb3/f246/)
-   -   وداعاً للماضى ( مكتوبة ) (https://www.liilas.com/vb3/t207583.html)

SHELL 22-09-20 02:47 AM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 

قالت وهى تحاول أن تبدو متماسكة :
-لا .. الأفضل ان أسير بمفردى.
قال فى اشفاق :
-كما تشائين , ولكن لا تنسى موعد الغداء.
وقالت لها خالتها فى حنان مصطنع :
-لا تبتعدى كثيرا يا بنيتى , حتى لا نقلق عليك.
غادرت سماح المكان , وحسين يتابعها بنظراته , حتى أمسكت مديحة بيده , تدعوه الى الجلوس , وهى تقول فى دلال :
-جسين .. كم يسعدنى ان ألتقى بك مرة أخرى.
جلس وهو يبتسم ..
ولكن ابتسامته هذه المرة كانت باهتة ..
وحائرة ..




https://www.up-9.com/uploads/148783352590241.gif

SHELL 25-09-20 09:22 PM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 
الفصل الحادى عشر

قلب لا يعرف الحب

https://pa1.narvii.com/6765/4dae4072...ab7cab3_hq.gif

تفقدت مديحة أقسام الفندق المختلفة , فى صحبة حسين , وهى تبدى اعجابها الشديد بطريقة تصميمه , وان لم يمنعها ذلك من الاشارة الى ما ينبغى اضافته الى هذا الركن , أو تغييره فى ذلك المكان , وكأنها تعد نفسها لدور زوجة صاحب الفندق , ولكن حسين ظل صامتا معظم الوقت , مكتفيا ببعض التعليقات المقتضبة , حتى كانا يعبران تلك الشرفة المطلة على حوض السباحة , ورأت مديحة انعكاسات ضوء القمر على صفحة الماء وشعرت بنسمات الهواء الرقيقة المنعشة , التى تجود بها الطبيعة فى مثل هذا الوقت من السنة , فقررت أن تستغل ذلك التأثير الرومانسى لتسعى الى هدفها مباشرة , وتظاهرت بالتعثّر ولم يكد حسين يلتقط يدها , فى محاولة لمنع سقوطها حتى التصقت به , وتركت شعرها الأسود الناعم يلامس وجهه , واطمأنت الى نجاح خطتها والى أنها قد أحدثت الاثر المطلوب , عندما رأت وجه حسين يضطرب ويحتقن فى وضوح , فأطلقت ضحكة قصيرة وهى تنظر اليه قائلة :
-ماذا طرأ عليك يا حسين ؟ .. انك لم تكن تضطرب الى هذا الحد فى الماضى , عندما أقترب منك.
قال وهو يحاول اخفاء الانفعال الواضح فى وجهه:
-ألا ترين ان الوقت قد حان لعودتك الى حجرتك ؟ .. لقد طالت جولتنا , واخشى ان تقلق حكمت هانم بشأنك.

SHELL 25-09-20 09:24 PM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 
قالت فى تبرّم:
-ما زال الوقت مبكرا .. أترغب فى التخلص منى ؟
قال متوترا:
-على العكس .. لقد سعدت كثيرا بالوقت الذى قضيناه معا , ولكننى لا أريد أن أسبب قلقا لوالدتك , ثم ان لدىّ بعض الأعمال التى يتعين انجازها.
قالت فى دلال , وهى تسوى عقدة رباط عنقه:
-لن تقلق والدتى , ما دامت تعلم اننى معك , والأعمال يمكنها أن تنتظر , ثم ينبغى أن تتوقف عن معاملتى على هذا النحو الرسمى , وان تتحدث معى كما كنا نفعل فى الماضى , أيام الكلية .. هل نسيت تلك الأيام ؟ .. أنسيت كيف كنت تتغزّل فى جمالى ؟
ابتسم قائلا :
-ما زلت تملكين وجها جميلا نضرا.
سألته فى لهفة :
-أما زلت تحمل بعض الحب لصاحبة هذا الوجه ؟
-من الأجدر بالحب فى نظرك .. وجه جميل , أم نفس جميلة ؟
-ماذا تعنى ؟
-لقد أحببت فى الماضى مديحة الجميلة بما تصورته فيها من عاطفة مخلصة وقلب وفىّ , ونفس هادئة , أما اليوم فلست اجد سوى جميلة الوجه فحسب ,والوجوه الجميلة تتغضن مع الزمن , أما النفوس الجميلة فلا ينال منها الدهر أبدا.

SHELL 25-09-20 09:25 PM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 
-اذن فأنت لم تصفح عنى بعد.

-على العكس .. اننى لم أعد أحمل لك شيئا فى نفسى .. لقد كان من الغباء أن اترك نفسى تستسلم لمشاعر خوف وضعف لا معنى لها , وأن افرّ من لقائك , عندما شاهدتك لأول مرة .. كان ينبغى ان نلتقى , وان نتحدث , ليتطهر قلبى من أحقاد الماضى , ولأنزع من نفسى ضعفها ازاء حبك الوهمىّ , الذى عشت أتصوره جرحا لا يندمل فى نفسى.
اختنقت عيناها بالدموع وهى تقول :
-لقد شرحت لك كل الظروف والدوافع التى ...
قاطعها فى هدوء:
-التى اضطرتك للتضحية بحبك من أجلى , ومن أجل أمك المريضة .. أليس كذلك ؟ . أتصورت لحظة أننى سأصدق هذه الرواية ؟ .. ان أمك لم تكن تعانى أية أمراض عندما تقدمت لطلب يدك , اللهم الا مرض الطمع وحب المال , مهما كان المقابل , أما عن الديون التى تراكمت بعد وفاة والدك , فلم يكن لها وجود الا فى مخيلتك أنت وأمك , وحديثك عن التضحية زائف سخيف , لأن مثلك لا يضحى من أجل الآخرين أبدا , لأنك ورثت الأنانية والجشع وحب الذات عن أمك , ولم ادرك ذلك الا مؤخرا للأسف.

SHELL 25-09-20 09:28 PM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 

احتقن وجهها وهى تقول :
-كيف تجرؤ على ..... ؟
ولكنه عاد ليقاطعها:
-علىّ أن أواجهك بالحقيقة , التى لا مفر من أن تواجهيها يوما .. صحيح أنك تملكين وجها فاتنا جميلا , ولكنك فى الوقت ذاته صاحبة نفس أنانية , لم ولن تعرف الحب يوما.
ومط شفتيه وهو يردف :
-واننى لأرثى لك فى الواقع.
اكتست ملامحها بالكراهية وهى تقول فى انفعال:
-أهى التى أخبرتك بذلك ؟
-من هى ؟
-سماح.


الساعة الآن 04:14 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية