رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
قالت وهى تحاول أن تبدو متماسكة : -لا .. الأفضل ان أسير بمفردى. قال فى اشفاق : -كما تشائين , ولكن لا تنسى موعد الغداء. وقالت لها خالتها فى حنان مصطنع : -لا تبتعدى كثيرا يا بنيتى , حتى لا نقلق عليك. غادرت سماح المكان , وحسين يتابعها بنظراته , حتى أمسكت مديحة بيده , تدعوه الى الجلوس , وهى تقول فى دلال : -جسين .. كم يسعدنى ان ألتقى بك مرة أخرى. جلس وهو يبتسم .. ولكن ابتسامته هذه المرة كانت باهتة .. وحائرة .. https://www.up-9.com/uploads/148783352590241.gif |
رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
الفصل الحادى عشر
قلب لا يعرف الحب https://pa1.narvii.com/6765/4dae4072...ab7cab3_hq.gif تفقدت مديحة أقسام الفندق المختلفة , فى صحبة حسين , وهى تبدى اعجابها الشديد بطريقة تصميمه , وان لم يمنعها ذلك من الاشارة الى ما ينبغى اضافته الى هذا الركن , أو تغييره فى ذلك المكان , وكأنها تعد نفسها لدور زوجة صاحب الفندق , ولكن حسين ظل صامتا معظم الوقت , مكتفيا ببعض التعليقات المقتضبة , حتى كانا يعبران تلك الشرفة المطلة على حوض السباحة , ورأت مديحة انعكاسات ضوء القمر على صفحة الماء وشعرت بنسمات الهواء الرقيقة المنعشة , التى تجود بها الطبيعة فى مثل هذا الوقت من السنة , فقررت أن تستغل ذلك التأثير الرومانسى لتسعى الى هدفها مباشرة , وتظاهرت بالتعثّر ولم يكد حسين يلتقط يدها , فى محاولة لمنع سقوطها حتى التصقت به , وتركت شعرها الأسود الناعم يلامس وجهه , واطمأنت الى نجاح خطتها والى أنها قد أحدثت الاثر المطلوب , عندما رأت وجه حسين يضطرب ويحتقن فى وضوح , فأطلقت ضحكة قصيرة وهى تنظر اليه قائلة : -ماذا طرأ عليك يا حسين ؟ .. انك لم تكن تضطرب الى هذا الحد فى الماضى , عندما أقترب منك. قال وهو يحاول اخفاء الانفعال الواضح فى وجهه: -ألا ترين ان الوقت قد حان لعودتك الى حجرتك ؟ .. لقد طالت جولتنا , واخشى ان تقلق حكمت هانم بشأنك. |
رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
قالت فى تبرّم:
-ما زال الوقت مبكرا .. أترغب فى التخلص منى ؟ قال متوترا: -على العكس .. لقد سعدت كثيرا بالوقت الذى قضيناه معا , ولكننى لا أريد أن أسبب قلقا لوالدتك , ثم ان لدىّ بعض الأعمال التى يتعين انجازها. قالت فى دلال , وهى تسوى عقدة رباط عنقه: -لن تقلق والدتى , ما دامت تعلم اننى معك , والأعمال يمكنها أن تنتظر , ثم ينبغى أن تتوقف عن معاملتى على هذا النحو الرسمى , وان تتحدث معى كما كنا نفعل فى الماضى , أيام الكلية .. هل نسيت تلك الأيام ؟ .. أنسيت كيف كنت تتغزّل فى جمالى ؟ ابتسم قائلا : -ما زلت تملكين وجها جميلا نضرا. سألته فى لهفة : -أما زلت تحمل بعض الحب لصاحبة هذا الوجه ؟ -من الأجدر بالحب فى نظرك .. وجه جميل , أم نفس جميلة ؟ -ماذا تعنى ؟ -لقد أحببت فى الماضى مديحة الجميلة بما تصورته فيها من عاطفة مخلصة وقلب وفىّ , ونفس هادئة , أما اليوم فلست اجد سوى جميلة الوجه فحسب ,والوجوه الجميلة تتغضن مع الزمن , أما النفوس الجميلة فلا ينال منها الدهر أبدا. |
رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
-اذن فأنت لم تصفح عنى بعد.
-على العكس .. اننى لم أعد أحمل لك شيئا فى نفسى .. لقد كان من الغباء أن اترك نفسى تستسلم لمشاعر خوف وضعف لا معنى لها , وأن افرّ من لقائك , عندما شاهدتك لأول مرة .. كان ينبغى ان نلتقى , وان نتحدث , ليتطهر قلبى من أحقاد الماضى , ولأنزع من نفسى ضعفها ازاء حبك الوهمىّ , الذى عشت أتصوره جرحا لا يندمل فى نفسى. اختنقت عيناها بالدموع وهى تقول : -لقد شرحت لك كل الظروف والدوافع التى ... قاطعها فى هدوء: -التى اضطرتك للتضحية بحبك من أجلى , ومن أجل أمك المريضة .. أليس كذلك ؟ . أتصورت لحظة أننى سأصدق هذه الرواية ؟ .. ان أمك لم تكن تعانى أية أمراض عندما تقدمت لطلب يدك , اللهم الا مرض الطمع وحب المال , مهما كان المقابل , أما عن الديون التى تراكمت بعد وفاة والدك , فلم يكن لها وجود الا فى مخيلتك أنت وأمك , وحديثك عن التضحية زائف سخيف , لأن مثلك لا يضحى من أجل الآخرين أبدا , لأنك ورثت الأنانية والجشع وحب الذات عن أمك , ولم ادرك ذلك الا مؤخرا للأسف. |
رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
احتقن وجهها وهى تقول : -كيف تجرؤ على ..... ؟ ولكنه عاد ليقاطعها: -علىّ أن أواجهك بالحقيقة , التى لا مفر من أن تواجهيها يوما .. صحيح أنك تملكين وجها فاتنا جميلا , ولكنك فى الوقت ذاته صاحبة نفس أنانية , لم ولن تعرف الحب يوما. ومط شفتيه وهو يردف : -واننى لأرثى لك فى الواقع. اكتست ملامحها بالكراهية وهى تقول فى انفعال: -أهى التى أخبرتك بذلك ؟ -من هى ؟ -سماح. |
الساعة الآن 04:14 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية