رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
الفصل العاشر
أسير الحب https://3.bp.blogspot.com/_A1R0_mW0l...sasCTV_21a.gif جلست سماح مع خالتها حول احدى موائد كافيتيريا الفندق المطلة على الحديقة , وعيناها معلقتان بمدخلها , ولم تكد ترى مديحة مقبلة مع حسين , حتى هبّت واقفة فى حركة لا شعورية , وخفق قلبها فى قوة .. انه لم يغادر الفندق اذن ! .. لم يستطع مقاومة فكرة لقاء مديحة ! .. ما يزال يحبها ! .. ولم تدرِ .. أتشعر بالسعادة لرؤيته مرة أخرى ؟ أم بالغيرة والتعاسة , لأنها تأكدت من كونه لا يزال محبا لـ مديحة ؟ . أم بالشفقة عليه لأن مديحة لا تستحق هذا الحب ؟ .. لقد تصورته أقوى من ذلك , ولكن مشاعره التى هزمها , طيلة سنوات الفراق , عادت تهزمه عند أول لقاء .. واقترب حسين من المائدة , وصافح حكمت هانم قائلا : -يسعدنى أن ألتقى بك فى فندقى يا حكمت هانم لم تكن الأم اقل براعة من ابنتها فى فن التمثيل , فلقد رسمت على وجهها ابتسامة ودودا , وهى تصافحه قائلة: -لقد اسعدنى كثيرا أن اعلم بوجودك فى تونس يا حسين , وقررت ألا ننهى رحلتنا قبل أن نلتقى بك , خاصة وأن هذه رغبة مديحة. |
رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
قال حسين بأسلوب أقرب الى الرسمية:
-أشكركن على أنكن لم تحرمننى من هذه الزيارة , خاصة وانها زيارتكن الأولى لـ تونس. ثم صافح سماح وهو يتجنب نظرة الحيرة فى عينيها , قائلا : -أهلا بك يا آنسة سماح . ودعاهن الى مائدة خاصة , تحتل موقعا متميزا , واختار لنفسه مقعدا الى جوار مديحة وهو يقول : -هل تناولتن شيئا ؟ أجابته حكمت هانم : -عصير البرتقال .. قال فى هدوء : -سأدعوكن الى بعض مشروباتنا الخاصة اذن , حتى يحين موعد الغداء. -لا داعى .. لقد أتينا لتحيتك فحسب , وسنتناول الغداء فى فندقنا. -هذا لا يصح , أنتن ضيفاتى .. كم تبقّى لكن فى تونس ؟ -يومان فحسب. -سأرسل من يحضر حقائبكن اذن , وسأخصص لكن جناحى الحاص , لتقمن فيه هذين اليومين. تظاهرت حكمت بالاعتراض وهى تقول : -لا يمكننا قبول ذلك .. اننا لم نتخذ الترتيبات لذلك. أجابها فى هدوء: -كل شئ يمكن ترتيبه .. أرجوك يا حكمت هانم , لا تحرمينى من شرف اقامتكن بفندقى , خلال اليومين المتبقيين لكن فى تونس. |
رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
تظاهرت بالرضوخ وهى تبذل أقصى جهدها لاخفاء فرحتها قائلة :
-لست ادرى ماذا اقول , ولكنك تحرجنا كثيرا بهذه المعاملة , خاصة وأن ...... قاطعها فى هدوء : -دعينا ننسى الماضى. ربتت على كتفه فى حنان مصطنع قائلة : -المهم أن تنساه أنت , وألا تكون ناقما علىّ , واظن أن مديحة قد شرحت لك كل شئ , و..... عاد يقاطعها : -لا بأس .. اننى أقدر ذلك. التقت نظرات مديحة وسماح , ورأت الأخيرة نظرات الظفر والتشفى فى عينى الأولى , وكأنها تقول فى صمت : -أرأيت ؟ .. انه لم يقوَ على الفرار منى .. ألم أؤكد لك أننى ما زلت أحكم سيطرتى عليه ؟ لقد أصبح هذا الأمر بمثابة حرب بينها وبين سماح , منذ رأتها تغادر سيارة حسين فى الليلة الماضية , وعلى الرغم من أن سماح - حتى هذه اللحظة - لم تحاول ولم تفكر فى الظفر بقلب حسين , بل ان ذلك كان أبعد ما يكون عن خيالها , برغم مشاعر الغيرة التى تتسلل الى قلبها أحيانا .. |
رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
وعادت حكمت هانم تدير دفة الحديث , قائلة :
-اقد بلغنى أن ظروفك المادية قد تحسنت كثيرا , منذ استقررت هنا. أجابها حسين فى هدوء : -حمدا لله , لقد ساعدتنى الظروف , واستطعت أن أحقق بعض النجاح هنا. سألته مديحة فى شغف : -أتصحبنى فى جولة لتفقد فندقك ؟ أجابها : -بالطبع .. انه ليس فندقا ضخما كالفنادق الأخرى , ولكننى أعدت تصميم ديكوراته على الطراز الشرقى والعربى , وستروقك بعض اللمسات الفنية فيه. -اننى متشوقة لرؤيته من الداخل. -حسنا .. سأصحبك لمشاهدته هذا المساء , وستأتى معنا حكمت هانم وسماح بالطبع. قالت حكمت هانم فى خبث : -لا .. اننى أفضل ان أستريح فى حجرتى .. يكفى أن تذهب مديحة معك. تجاهل حسين تلميحها الواضح بالاكتفاء بصحبة مديحة , وقال لـ سماح : -ما رأيك أنت يا سماح ؟ حاولت ان تخفى مسحة الحزن التى تغلّف وجهها وهى تقول : -لا .. من الأفضل ان أستريح فى حجرتى ايضا. |
رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
قال معترضا: -ولكن ألا ترين أنه من الأفضل حقا أن .... ؟ أسرعت مديحة تقول : -دعها على راحتها. ثم اضافت فى دلال: -ألا يكفيك وجودى معك ؟ هبت سماح واقفة بغتة وهى تقول : -اتسمحون لى بالتجوال فى الحديقة , حتى تصل الحقائب ؟ نهض حسين بدوره قائلا : -أتحبين أن أصحبك ؟ |
الساعة الآن 07:50 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية