منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات زهور (https://www.liilas.com/vb3/f246/)
-   -   وداعاً للماضى ( مكتوبة ) (https://www.liilas.com/vb3/t207583.html)

SHELL 22-09-20 02:32 AM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 
الفصل العاشر

أسير الحب

https://3.bp.blogspot.com/_A1R0_mW0l...sasCTV_21a.gif

جلست سماح مع خالتها حول احدى موائد كافيتيريا الفندق المطلة على الحديقة , وعيناها معلقتان بمدخلها , ولم تكد ترى مديحة مقبلة مع حسين , حتى هبّت واقفة فى حركة لا شعورية , وخفق قلبها فى قوة ..
انه لم يغادر الفندق اذن ! ..
لم يستطع مقاومة فكرة لقاء مديحة ! ..
ما يزال يحبها ! ..
ولم تدرِ .. أتشعر بالسعادة لرؤيته مرة أخرى ؟ أم بالغيرة والتعاسة , لأنها تأكدت من كونه لا يزال محبا لـ مديحة ؟ . أم بالشفقة عليه لأن مديحة لا تستحق هذا الحب ؟ ..
لقد تصورته أقوى من ذلك , ولكن مشاعره التى هزمها , طيلة سنوات الفراق , عادت تهزمه عند أول لقاء ..
واقترب حسين من المائدة , وصافح حكمت هانم قائلا :
-يسعدنى أن ألتقى بك فى فندقى يا حكمت هانم
لم تكن الأم اقل براعة من ابنتها فى فن التمثيل , فلقد رسمت على وجهها ابتسامة ودودا , وهى تصافحه قائلة:
-لقد اسعدنى كثيرا أن اعلم بوجودك فى تونس يا حسين , وقررت ألا ننهى رحلتنا قبل أن نلتقى بك , خاصة وأن هذه رغبة مديحة.

SHELL 22-09-20 02:34 AM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 
قال حسين بأسلوب أقرب الى الرسمية:
-أشكركن على أنكن لم تحرمننى من هذه الزيارة , خاصة وانها زيارتكن الأولى لـ تونس.
ثم صافح سماح وهو يتجنب نظرة الحيرة فى عينيها , قائلا :
-أهلا بك يا آنسة سماح .
ودعاهن الى مائدة خاصة , تحتل موقعا متميزا , واختار لنفسه مقعدا الى جوار مديحة وهو يقول :
-هل تناولتن شيئا ؟
أجابته حكمت هانم :
-عصير البرتقال ..
قال فى هدوء :
-سأدعوكن الى بعض مشروباتنا الخاصة اذن , حتى يحين موعد الغداء.
-لا داعى .. لقد أتينا لتحيتك فحسب , وسنتناول الغداء فى فندقنا.
-هذا لا يصح , أنتن ضيفاتى .. كم تبقّى لكن فى تونس ؟
-يومان فحسب.
-سأرسل من يحضر حقائبكن اذن , وسأخصص لكن جناحى الحاص , لتقمن فيه هذين اليومين.
تظاهرت حكمت بالاعتراض وهى تقول :
-لا يمكننا قبول ذلك .. اننا لم نتخذ الترتيبات لذلك.
أجابها فى هدوء:
-كل شئ يمكن ترتيبه .. أرجوك يا حكمت هانم , لا تحرمينى من شرف اقامتكن بفندقى , خلال اليومين المتبقيين لكن فى تونس.

SHELL 22-09-20 02:38 AM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 
تظاهرت بالرضوخ وهى تبذل أقصى جهدها لاخفاء فرحتها قائلة :
-لست ادرى ماذا اقول , ولكنك تحرجنا كثيرا بهذه المعاملة , خاصة وأن ......
قاطعها فى هدوء :
-دعينا ننسى الماضى.
ربتت على كتفه فى حنان مصطنع قائلة :
-المهم أن تنساه أنت , وألا تكون ناقما علىّ , واظن أن مديحة قد شرحت لك كل شئ , و.....
عاد يقاطعها :
-لا بأس .. اننى أقدر ذلك.
التقت نظرات مديحة وسماح , ورأت الأخيرة نظرات الظفر والتشفى فى عينى الأولى , وكأنها تقول فى صمت :
-أرأيت ؟ .. انه لم يقوَ على الفرار منى .. ألم أؤكد لك أننى ما زلت أحكم سيطرتى عليه ؟
لقد أصبح هذا الأمر بمثابة حرب بينها وبين سماح , منذ رأتها تغادر سيارة حسين فى الليلة الماضية , وعلى الرغم من أن سماح - حتى هذه اللحظة - لم تحاول ولم تفكر فى الظفر بقلب حسين , بل ان ذلك كان أبعد ما يكون عن خيالها , برغم مشاعر الغيرة التى تتسلل الى قلبها أحيانا ..

SHELL 22-09-20 02:41 AM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 
وعادت حكمت هانم تدير دفة الحديث , قائلة :
-اقد بلغنى أن ظروفك المادية قد تحسنت كثيرا , منذ استقررت هنا.
أجابها حسين فى هدوء :
-حمدا لله , لقد ساعدتنى الظروف , واستطعت أن أحقق بعض النجاح هنا.
سألته مديحة فى شغف :
-أتصحبنى فى جولة لتفقد فندقك ؟
أجابها :
-بالطبع .. انه ليس فندقا ضخما كالفنادق الأخرى , ولكننى أعدت تصميم ديكوراته على الطراز الشرقى والعربى , وستروقك بعض اللمسات الفنية فيه.
-اننى متشوقة لرؤيته من الداخل.
-حسنا .. سأصحبك لمشاهدته هذا المساء , وستأتى معنا حكمت هانم وسماح بالطبع.
قالت حكمت هانم فى خبث :
-لا .. اننى أفضل ان أستريح فى حجرتى .. يكفى أن تذهب مديحة معك.
تجاهل حسين تلميحها الواضح بالاكتفاء بصحبة مديحة , وقال لـ سماح :
-ما رأيك أنت يا سماح ؟
حاولت ان تخفى مسحة الحزن التى تغلّف وجهها وهى تقول :
-لا .. من الأفضل ان أستريح فى حجرتى ايضا.

SHELL 22-09-20 02:45 AM

رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
 

قال معترضا:
-ولكن ألا ترين أنه من الأفضل حقا أن .... ؟
أسرعت مديحة تقول :
-دعها على راحتها.
ثم اضافت فى دلال:
-ألا يكفيك وجودى معك ؟

هبت سماح واقفة بغتة وهى تقول :
-اتسمحون لى بالتجوال فى الحديقة , حتى تصل الحقائب ؟
نهض حسين بدوره قائلا :
-أتحبين أن أصحبك ؟


الساعة الآن 07:50 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية