منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل الاخير (https://www.liilas.com/vb3/t207569.html)

لولوھ بنت عبدالله، 10-09-20 10:47 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله (بـ حلة جديدة-2020م) الفصل التاسع
 
،,



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



الفصــل العشــرون






وقفت امام اشارة المرور وهي تسترجع رسالة سعاد النصية التي اتتها منذ ساعتين ... تتوسلها رؤية اطفالها واليوم كما ترجو ..

كادت تبكي تعاطفاً وهي تقرأ كلمات الاخيرة في الرسالة .... فقررت في لحظة طائشة اخذ الصغيرين لها

بعد عشرة دقائق كانت تقف امام منزل عائلة سعاد ... انزلت الصغيران ودلفت معهما لحوش المنزل المشرع بابه المعدني على مصراعيه

بعد ان دخل الجميع لداخل الفيلا برفقة الخادمة .... هرولت سعاد نحوهم لتحتضن صغيريها بقوة .... ولتقبلهما قبلةً وراء قبلة

وهي تغمغم بكلمات الشوق ومرارة الفقد والعذاب الروحي ببعدهما عنها ..... ثم وقفت وهي ترمق مدية بعينان دامعتان .... اخفت خلفهما حقدها وكراهيتها اللامتناهية

رأت وجه مديه الذي ازداد حلاوةً وعافية ..... والابتسامة تتوسط ملامحها بتلك الطريقة التي تكاد بسببها ان تقذفها تحت اقرب شاحنة الآن كي تموت وتتخلص منها

رباه .... تكرهها حد الموت

على الرغم من هذا .... مسحت دموعها وقالت بامتنان كاذب: تسلمين مديه ما قصرتي

هزت مديه رأسها بابتسامة جميلة وقالت: ما سويت شي انتي امهم يا سعاد ... يلا بخليكم ومتى ما خلصتوا كلموني بيي اشلهم

لتتراجع مصدومة وهي تتلقى كلمة سعاد المستنكرة:
نعممممم !!!!

استغربت مديه غضب سعاد المفاجئ ... لتقول بعفويةِ صوتها الناعم: هزاع ما يدري اني يبتهم عندج واذا رديت البيت بلياهم بيزعل

سعاد بغضب:
خل يزعل خير يا طير ... من متى انتي تهتمين اصلا حق مشاعره اخت مديه ؟

رفعت مديه حاجباً ..... كلام سعاد لم يعجبها البتة .... لتصلب ظهرها .... ولتهتف بنبرة قوية:
من زمان يهمني هزاع ..... نسيتي انه ولد عمي قبل لا يكون ريلي

وتعمدت ذكر علاقتها الرسمية والشرعية بـ هزاع
تتعاطف مع سعاد نعم .... تحترم كونها ام تبكي شوقاً وتوقاً لحضن اطفالها .. نعم
لكن لن تسمح بمزيد من التجاوزات ..... فهي تحمل الان طفلها وهزاع
يجب عليها الدفاع عن حقوق طفلها في حياة هزاع قبل ان تدافع عن حقها هي في حياته
يجب عليها الحفاظ على بيتها وكرامتها وكرامة ابن عمها

كل الامور تغيرت مائة وثمانون درجة مع معرفتها بـ وجود هذا الجنين القابع في احشائها

كل الأمور ... وكل شيء !


ثم شمخت بنفسها وقالت بكلمة واحدة لا تقبل الجدال: ساعتين بالكثير وبيي اشلهم يا ام عبدالله


التفتت وخرجت تحت ناظر سعاد المصدوم المشتعل

اهذه مديه !!
لا لا مستحيل

غير ان هناك شيء آخر متغير بها

وجهها ؟
جسدها ؟
مشيتها ؟
لا تعرف


شهقت بعد ثوانٍ وهي تستنتج بحدس المرأة والام لديها الامر المتغير بـ مديه

أهـــــي حامــــــــل ؟!!!



،,



خرجت من منزل عائلة سعاد وهي تعقد حاجبيها بانزعاج شديد

فعلت للتو ما لا تقبله على نفسها .. فـ سعاد ام ... وهي ستصبح ام .... لكنها كانت مضطرة !

يالله .... ليتها لم تضعف ولم تجلب الصغيران .. بل ليتها لم تر رسالة سعاد وتتأثر بها

ان علم هزاع سيغضب بالتأكيــــــــــــــد



انتفضت مكانها وهي تسمع هاتفها يرن قربها

خفق قلبها بقوة ما ان لمحت اسمه يحتل مقدمة الشاشة

استلته بعد ثلاث رنات ..... وقالت بعد ان تنحنحت تريد إزاحة توترها: ألو

: فدينا الألو

كادت تبكي ندماً .... كيف تغدر بـ هزاع هكذا ؟ كيف ؟

ابتلعت غصتها ..... وقالت باختناق: هـ هلا هزاع

: شبلاج مديه ؟

رمقت المنزل من نافذة سيارتها المتوقفة ...... وقالت: مـ ماشي

: فيكم شي ؟ اليهال فيهم شي ؟

عضت شفتها بتأنيب ضمير ... وقالت بسرعة تعترف بفعلتها: الـ.. اليهال عند امهممم

لم يستوعب بسرعة ما قالته: ها !

مديه: اليهال ..... اليهال عند امهم يا هزاع

سمعت انفاسه الحادة وكأنه يكبت بقوة انفجاره عليها ..

لتفتح فمها تريد توضيح الامر لكنه كان اسرع منها اذ انه قال بقسوة: في البيت نتفاهم ... نص ساعة ان شاء الله وواصل بوظبي

اطبقت شفتيها ببعضهما البعض .... وقالت بهمس نادم: قلت حق سعاد ساعتين وبيي اشل اليهال

: ردي البيت انتي ... وانا خلاف بمر اشلهم



،,



هدرت بغضب مشتعل لجارتها التي اتصلت بها منذ لحظات واخرستها مطالبةً إياها ان تكف وصديقاتها النمامات عن افتعال المزيد من القصص والاشاعات عن ابنتها

لتغلق الهاتف بعدها وهي تغمغم وتنهت من الغضب

اقتربت روزة منها هاتفة باستغراب:
شبلاج امايه ؟ منو هاللي متصلتبج ومخلتنج جي معصبة ؟!

قالت أمها بوجه ممتقع: ماشي

روزة بإصرار: امايه قولي شبلاج ؟

صاحت والدتها بقهر كانت قد كبتته منذ اسابيع: من يوم تطلقتي والعرب ماكلين ويوهنا برمستهم .. لو سامعه رمستي من اول واهتميتي بريلج وبيتج وصاكه بيتج على روحج جان ما هذا غدا حالج وحالنا
يلا اخت روزة استلمي الحينه اللي بييج

اتسعت عينا ابنتها وهي تقول بدهشة: الحين انا الغلطانة يا امي ؟! معقولة جي تقولين ؟

قالت والدتها بانفعال: لا حول ولا قوة الا بالله ... يا بنتيه انتي تشوفين اللي حصل شي سهل خصوصا انج حرمة وعندج ياهل ؟

لوحت روزة بيدها مقهورة/مستنكرة: ما سويت شي غلط ... ربيع من خذته ردي ... ترييته يصطلح ولا فاااااد ... سنة ورا سنة ورا سنة وهو ابددد
فـ لا تحطون اللوم عليه لاني مب غلطانة
وخليني ساكتة مابا ارمس زود

هتفت أمها بقهر اشد: لا ارمسي .. ارمسي قولي .. وبعدين انتي اللي وافقتي على ربيع برضاج .... محد غصبج .... مع انه يوم خطبج قلتلج تريثي ... انتي كنتي مندفعة ومصرّة عليه

اشاحت روزة وجهها تخفي شفقتها المريرة على ذاتها
اجل
هي دوماً مندفعة
دوماً بلهاء عند اتخاذ القرارات الصائبة
دوماً انانية وعنيدة
ودوماً تنكب على انفها بسبب حماقتها !

هل تقول لأمها انها وافقت على ربيّع نكايةً بـ سهيل الذي غدا تحت التراب !

رغم ان ربيع سبق وان خطبها مرة ومرتان وثلاث ... هو وآخرون غيره

لكن في المرة الأخيرة ... عندما خطبها ... كانت تحت وطأة غضب عارم اثر مواجهة بينها وبين عمها شاهين الذي عايرها بقلبها المتعلق الى الآن بـ "عديم الرجولة" بـ "الشهواني الشاذ القذر" كما نعته

عمها الذي كان اول من اتاها بعد موت سهيل مباشرةً واخبرها بكل جرائم الأخير آخذاً منها وعداً الا تحكي لأي شخصٍ كان لأن الذي حصل سيكون وصمة عار في جبين العائلة والقبيلة اذا انتشر

جاهلةً ان ربيع كان يعلم مسبقاً بـ ما ينوي والده قوله لها .. لانها كانت فكرته هو !

بعد المواجهة الأخيرة بينها وبين عمها .... المواجهة الأشد وطأةً على نفسها المعتدة وكبريائها الانثوي
لم تفقه صراحةً ما حصل بعدها .. الذي تتذكره انها توجهت ليلتها لوالدها واعلمته بموافقتها على ربيّع

هكذا وبكل عجرفة وغرور وغباء !

لكن ان كانت هي أخطأت بالاختيار ... وارادت تصحيحه وتصحيح مسار حياتها .. فلم الناس لا يتركونها وشأنها ؟

قالت لوالدتها بانفعال: شو يقولون الناس خبريني ؟؟؟

: بنت يارتنا شافت من دريشتها شو حصل ذلك اليوم ... يوم يه ربيع واتهمج انج ترمسين واحد وضربج ....

اتسعت عيناها وهي تتذكر الفتاة التي لطالما حقدت عليها غيرةً من جمالها وشخصها ونجاحها العلمي والمهني: شريفة ؟!!
شو شاااااااافت !!!!

: كل شي ... اصواتكم وزعيقكم وصل لين بيتهم ... يا فضيحتنا بين النااااس



انهارت على الاريكة بـ وجه ممتقع وشاحب
الفتاة حرفياً تكرهها كره ابليس لـ بني آدم .. فـ كيف وهي الآن تحمل بين يديها وجبة دسمة تلوك لقيماتها بين اسنانها ؟!!
فـ كيف وهي تحمل ما يدينها ويلوث سمعتها بين الجيران والاهل والاقرباء !!!

يا ربــــــــــــــاه




ماضٍ يتحدث



خرجت من منزل جدها وهي ترفرف كالفراشة
سعيدة اليوم وتكاد تشعر انها توازي نور الشمس بوهجها

اعلموها منذ دقائق ان موعد عقد قرانها على سهيل قد تحدد

سيكون بعد سنتان من دخول سهيل الجامعة اذ ان الأخير اخبر الجميع انه سيعمل وسيدرس في ذات الوقت

والجد ولثقته العالية بـ حفيده وشطارته ومثابرته .... وافق بلا اية اعتراض

من فرط سعادتها .... حركت جلال صلاتها حول جسدها وهي تقفز
خفقاتها تتزايد ومشاعرها منتشية ..... هل الأمنيات عندما تتحقق تصبح بهذا الجمال بعين الراجي المترقب ؟!

ضحكت بخجل طفولي

تحبه
تحب حبه الجلي لها
حب من فرط صدقه .. تراه ينعكس بأعين كل فرد من عائلتها
تحب كم يهتم لها ويداري خاطرها
تحب كيف يقدم نفسه عليها دوماً منذ ان كانوا اطفالاً ...
في اللعب .... في الطعام .... في الشراب

رأت الطفل منه
والمراهق منه
ويالشدة فخرها كون الرجل منه قد اختارها هي
لكَم يشعرها بالتميز
بالتفرد .... بكونها الاولى على جميع الفتيات

دخلت منزل والدها المجاور لمنزل جدها وهي تعض شفتها بغنج غروري

كسرت انف تلك المعتوهة المسماة حمدة .. والتي تقرب لـ سهيل من بعيد من طرف والدته
تلك البلهاء ذات الجمال المستفز
ظنت ان سهيل سيخطبها هي ... بل ونشرت الخبر بين فتيات البلدة بكل ثقة

لن تكون روزه ان لم تنتقم لكل لحظة شعرت فيها باهتزاز الثقة امامها !
ستنتقم بلبس الفستان الأبيض امامه ...


ما ان دخلت منزل ابيها حتى التقت بـ حرابة التي كانت ترتدي جلال صلاتها تريد التوجه لمنزل الام ريسه بعد زيارة قصيرة لخالتها ام روزة

: اووووه حرابة تحريتج اليوم عند امج عفرا

توهجت تعابير حرابة وهي تقول: لا ... بسير لها باجر ان شاء الله ... رويزززه ما قلتلج ..... سهيل بيوديني اليبل وياه عقب اسبوعين

زمت روزة فمها بـ غيظ طفولي وقالت: ودوني معاكم انا بعد أبا اشوف النيم

قالت حرابة تثير غيظ روزة اكثر: لااااااااااااااااااااا ..... انتي ممنوع عليج تشوفين اخووووويه

وانصرفت مبتعدةً عنها وهي تضحك بحماس



،,



حاضرٌ يتحدث
منزل هزاع بن حامد



ادخل الولدان للداخل .... وهو يلقي السلام بـ مزاج سيء: السلام عليكم

وقفت بخجل وهي ترد: وعليكم السلام .... هزاع

رفع يده وهو يسكتها بصوت ساخر متعب: لا تبررين لا تبررين .... اعرفج خبز ايدي ..... ما تعرفين تقولين لا حق اللي يطلبج
بس ليتج على الاقل اتصلتي فيه وخبرتيني قبل ما تودينهم عندها

اقتربت وهي تهتف بصدق: خفت

ليقول بنظرة حادة: لانج تعرفين اني راااافض الفكرة

دعكت يديها ببعضهما وهي تبرر بـ تعاطف: عيالهااا يا هزاع عيالهـ....

قاطعها بانفعال: وعياااالي بعد يا مسك ... عياااالي بعد

اكمل وهو يجلس امامها بجلسة متحفزة متأهبة: ممكن طلب

همست وهي تقف امامه بعينان منخفضتان: تامر انت

: ممكن ما تكونين انتي السلاح اللي تستخدمه سعاد ضدي

رفعت عيناها بـ ذهول وهي تقول: افا يا هزاع هاي هقوتك فيه ؟
انا اكون سلاح ضدك ؟


امسكها بقوة حانية واجلسها قربه ليعتدل بجلسته بحيث اصبح وجهه مقابل وجهها

تأمل بياض جبينها .... لتنحدر حدقتيه الى عيناها الحلوتان اللطيفتان
عينان لا تعرفان المكر والخداع
لا تفقهان لغة التفرعن والتنمر والحقد

: مشكلتج لين الحين ما تعرفين سعاد ... انا اعرفها واعرف كيف تفكر اذا شي وقف في دربها


هل الألم الذي يعتصر أوردتها الآن هي ....... الغيرة !
تباً ....... كانت زوجته يا خرقاء
طبيعي جداً ان يعرف طباعها ... وكل امر ولو كان صغيراً يخصها


قطبت حاجبيها بعبوس وهي تبتعد قليلاً تحاول السيطرة على دوران رأسها

هزاع من بين تقطيبة حاجبيه: شبلاج مسك ؟

تنهدت بـ ارهاق وهي تجلس
تخبره .... او لا تخبره ؟؟

لم مترددة يا مديه ؟ حرج ؟
توتر ؟ خوف ؟
لكن ممَ الخوف ؟

أتخافين ان يكون هذا الجنين فرحة غير مكتملة اذ انك اعتدت فقد الأشياء الجميلة في حياتك حتى اصبحت تستكثرين عليك السعادة والفرحة ؟

امسكت قلبها بذعر تنفض الأفكار السوداء من عقلها

وابتسمت لزوجها ابتسامة مرتبكة .... وقالت تهمس له: تعال

قرّب وجهه منها باستغراب ليسمعها تهمس مطالبة: اكثر

ابتسم وقد كان منذ لحظات مشتد الاعصاب ومنفعل .... لكن هذه محبوبته .... قطعة الحلوى الخاصة به

اقترب اكثر ..... وهو يقول: تبين بوسه
تعالي

: ههههههههههههههههههههههههههههه

جرته نحوها وهي تهمس بغنج: تعااااااااااااال بسااااسرك


قرب اذنه منها بقهقهة خافتة
ليسمعها تقول بنعومة الحرير: انا ............ حامل



،,



فلوريدا – أمريكا



احكمت وضع الحجاب على رأسها .. وعدلت لباسها المحتشم بخفة .. ثم خرجت من غرفتها .. لترى منصور مولياً ظهره ويبدو انه سيخرج

هذه هي حالته منذ ان أتت وابنتها لمنزله منذ أسبوعين

يخرج من الصباح ولا يعود الا بعد ان يخلدان للنوم .. ولولا خوفها من اثارة غضبه واثارة شكوكه منها لأخذت اغراضها وابنتها وعادت لمنزلها

قالت بارتباك قبل ان يخرج: منصور صباح الخير

استدار قليلاً .. ليجيب باقتضاب من جانب وجهه: صباح النور

قالت نارة بتردد خجول: خـ خلك شوي يا منصور .. بسوي ريوق وبنتريق رباعه مع ضي ..

ذكرت اسم ابنته لـ يلين قلبه ويمكث قليلاً معهم فهي تشعر بالندم اتجاهه اذ ان الأخير يبدو عليه امارات التعب والارهاق و........... الحزن !

اكيد انه حزين ... ألم يكتشف منذ أسابيع ان زوجته الحبيبة قد ماتت !
ليس سهلاً على المرء ان ينسى احبائه بضغطة زر !

كاد يرفض لولا خروج ضي من الغرفة وهي تهرول نحوه بفرح: بابااااااااااااااا

عند كلمة بابا ... ابتسم ... وارتخت اعصابه المشدودة ... واُزيحَت الاحزان عن روحه قليلاً ...

حملها وقبّل خدها وهو يقول بـ محبة ابوية خالصة: يا عيون بابا

بعد الإفطار ... قالت ضي بلسانها الأمريكي وهي تقف بابتسامة واسعة: سأذهب خارجاً لإطعام القطط الصغار

اومأت لها ضي باسمة ...... لتخرج الفتاة ...... ليقف منصور ويقول مخفضاً اهدابه السوداء: العصر لازم نروح المركز .. خلج جاهزة بمر عليج وبنسير ..

: تمام .. ضي بيكون عندها كلاس إضافي في المدرسة ... يمدينا نروح ونرد نشلها صح ؟!

منصور: هي يمدينا ... يلا نتلاقى خلاف

اوقفته نارة بارتباك: منصور

: لبيه

نارة: بتقول حق ضي عني ؟!

فهم ما عنته ..... فقال بنبرة مباشرة متفهمة: لا بنخليها على ما هي لين تكبر شوي ان شاء الله وتفهم

هزت رأسها وهي تتنفس الصعداء .... ثم قالت بعد تردد ولعثمة: ا ا ..... انزين ...... ا مممممم منصور ..... نحن لين متى بنتم على هالحال ؟!
ا ا انت تعرف .. ان وضعنا جي غلط ... شـ..

قال منصور وهو يفهم بذكاء ما تريد قوله: لين تخلص سالفتج على خير ونرجع البلاد سوى

نارة بتعابير متخاذلة متوترة: وبعدين ؟

رفع حاجبه وقال: وبعدين شو ؟

اشرت بيدها وهي تسأل: انا وين بروح ؟

منصور باستغراب: انتي بتمين خالة ضي .... أمها اللي ربتنها وخالتها

هتفت نارة بنبرة شابتها المخاوف والتخبط والأفكار المتناحرة: وضي ... بتقدر تتأقلم مع الحياة هناك ؟

منصور ببرود تام: صدقيني ... الحياة في البلاد احسن ألف مرة من الحياة هني ..

: اعرف

منصور: عيل ليش تسألين ؟

نارة بناظر منخفض متخبط: تهمني مشاعر بنتي .. تهمني اذا بتكون راضية ولا متضايقة .. مالي غيرها

: لا تحاتين .. كل شي بيمشي مثل ما تحب وزود


وقفت وهي تكاد تشعر انها ستسقط مغشياً عليها ...... لكن عليها التفوه بما دار بعقلها الأيام الفائتة
يجب ان تتكلم والا من الممكن ان يحدث ما تخشاه فعلاً

فقالت بصوت خرج حاداً مرتفعاً بسبب ارتباكها الشديد: تـ ...... تزوجني


ارتد مذهولاً متفاجئاً مما سمعه

قالت بذات توترها ..... وهي تعدل حجابها على رأسها بعنف: لا اطالعني جي الله يخليك ..
انت ...... انت ما تعرف شو القوة اللي يتني عسب أوقف جدامك الحين واطلب هالشي منك ويه بـ ويه
منصور ..... منصور انا ... اناااا عشت في امريكا سنين وكوّنت نفسي بنفسي بشكل انت ما تتخيله ... عقب التعب والشقى والكفاح اتفاجئ إني ارد للمكان اللي كنت فيه صفر على الشمال
مكان كنت فيه ولاشي بالمعنى الادق
وين بروح اذا رجعت معاكم ؟؟؟؟ شو بسوي ؟؟؟؟ شو بكون ؟؟؟؟
أكيد انت بتاخذ ضي بيتك وبتعرفها على أهلها وناسها
بس انا ..
انا وين موقعي من الإعراب ؟؟


اخذت تدور حول نفسها وتتكلم بكل ما يجول في بالها بكلمات وجمل غير مرتبة .... عاجزة كل العجز عن السيطرة على انفعال صوتها:
خايفة ومرعووووبة من فكرة الرجعة
مابا ارجع للدار ... مابا ادوس أي بقعة تذكرني بطفولتي ومراهقتي
مابا ارجع وحيدة مثل قبل .... لا ابو يحظني ولا ام تلمني على صدرها ... عسب جي لقيت انسب حل إني أكون على ذمتك
على الأقل اسكن في بيت مثلي مثل باقي البنااااات .... وأكون عند بنتي


استطاع السيطرة على نفسه واستعادة سيطرته ... ليضع يداه داخل جيوب بنطاله ويقول ببرود لم يظهر ما يجول في خاطره من ثوران:
ليش الزواج أنزين ؟ اقدر أأمن لج سكن ووظيفة ومستقبل ... هذا أصلا حقج علي كونج خالة ضي واللي مربتنها ... الحمدلله الخير موجود




يالصقيعيته ونبرته الجافة المستهينة !


نارة بعصبية ظهرت اثر رده المستفز البارد: قلتلك ... مابا أتم رووحي ... أبا ضي معاي ... وأنت أكيد ما تبا تخلي بنتك تعيش بعيده عنك ..

رأت نظراته الحادة واستهجانه القاسي الجلي للعيان
فتساقطت دموعها وشعور الخزي/خذلان النفس يغزوها
ثم قالت تبرر ما قالته بصوت متحشرج: خله على ورق بسس ... انا بس أبا بيت يحتويني وعائلة حولي ماظن إني اطلب المستحيل

قست تعابير وجهه وهو يهتف بصرامة .... مستشعراً كمية الإهانة الكبيرة لـ شخصه المعتد: بيَوزج واحد من ربعي ... عندي واحـ...

رغماً عنها صرخت غاضبة من بلادته واحساسه المنعدم: لا تحسسني إني رخيصة اكثر مما احس انااا الحيين يا منصوو...

قاطعها بغلظة من بين اسنانه: لا تباغمين
(لا تباغمين = لا تصرخين)



ارتعشت فكيها وصوتها يخفت شيئاً فشيئاً ... يالله .... شعور الذل مُر وكريه على النفس: انا مب رخيصة .... والله مب رخيصة
انا بس أبا بنتي معاي افهمني الله يخليك

اخرج نفساً حاداً سريعاً وهو يحاول السيطرة على اعصابه .... ثم قال موضحاً بصوت اخفض من ذي قبل: نارة ... ترومين تعرسين وتيبين بدال الياهل عشر

ردت نارة بصوت مكتوم متعذب: ضي بنتي ... انت مستهين بهالموضوع ؟

منصور بنظرة حادة: مب مستهين ولو يينا للواقع انتي مب امها .... فلا تهدمين مستقبلج وشوفي حياتج
انا ابوها وأنا المتكفل بهااا

امسكت جبينها بيدٍ مرتجفة وكُلها يكاد يختنق ويصرخ من شدة الذل والمهانة
فـ جلست وهي تهتف بهمس مختنق: ما ظنيتك جي قاسي وبارد وما تحس !!

هدر بتقريع وهو يوليها ظهره: وما ظنيتج جي بليا عقل !
منو قال برضى اتزوج وحده لا تحبني ولا تباني ؟!


استدار نحوها وقال رافعاً انفه بـ أنفة: وبعدين في شي حطيه في بالج
انا اللي اقرر منو اتزوج ... مب غيري اللي يقرر عني
تفهمين ؟

احتقن وجهها بمشاعر مريعة ... ليتها انخرست ... ليتها لم تتكلم ولم تصارحه بما يعتمل خاطرها

لم تكن تعلم انه بهذه القسوة والجبروت واللامراعاة !

شخرت ساخرة بصوت لم يتجاوز حدود بلعومها

منذ متى عرفته اصلاً ؟ ومنذ متى حانت لها الفرصة لتعرف أي انسان هو ؟!

هزت رأسها بـ كيفما كان ..... وهرولت تدخل غرفتها من غير ان تنبس ببنت شفه ..



،,



بعد نصف ساعة

اتصل به الضابط الموكل له قضية نارة .... واستشف منه انه خلال سويعات سيلقون القبض على المجرم ... اذ انهم وبعد بحث طويل عن جثة الفتاة .. استطاعوا العثور على بقاياها في منطقة نائية جداً ..
وسيتطلب قدوم نارة إليهم وتقدم شهادتها امامه

اغلق الخط عن الضابط وهو يشعر ان الدنيا بأكملها تضيق عليه

ليس بسبب قضية نارة ... فقد اطمئنه الضابط ومن قبله المحامي بحقيقة ان القضية ستسير بسهولة اذا كان المجرم متعاون واعترف بسرعة ... واذا وجدوا الأدلة المطلوبة ضده ...

ما يضيق عليه صدره رغبته الشديدة بالعودة الى البلاد
شيء يجثو صدره يخبره ان هناك من يرغب مساعدته وحالاً

فجأة استل هاتفه واتصل بـ اخته الكبيرة ريسه ..... ألقى السلام عليها واخذ اخبارها واطمئن على حالها وحال والده
وأكد انه خلال أيام فقط سيعود للوطن ان شاء الله .. متجنباً التحدث عن ابنته ونارة ..

عندما يعود سيواجه الجميع بهما ولن يرف له جفن

من هم كي يثيروا به الخوف ؟

الكل ...... الكل فقدوا حقوقهم عليه

منذ ان كمموا قلبه وتركوه يشهد فاجعة رحيل عضيده بعيناه



ماضٍ يتحدث



احتضن عنق سهيل وهو يدندن بأغنية قديمة .... ليقول وهو يؤشر لشيء بعيد: سهيل شوف

رفع سهيل عيناه: شو ؟

منصور: تشوف الغزال هذاك ؟

: هي

منصور بنظرة براقة: شو تعطيني اذا صدته حي ؟

ضرب سهيل صدره وقال: اذا سويتها يا عم لك عليه احل واجب الرياضيات مالك ... وفوقه اسويلك مشروع الاحياء

اتسعت عينا منصور مذهولاُ: احلللللف

: عيب يا عم ..... كلمة ريال

منصور وهو يتحرك: تم .... إلحقني


وبالفعل ...... استطاع منصور صيد الغزال بحيلة تعلمها من ابيه صياح صغيراً ... حيلة من حبل صغير وحبة فاكهة فقط

مسد سهيل رأس الغزال وهو ويضحك: هههههههههههههههههههههههههه كفو كفو عمي .. ولك اللي تباااااه .... ان ما خليتك السنة هاي تييب شهادتك بليا دواويح ماكون سهيل بن احمد
(دواويح = العلامات الحمراء التي تدل على الرسوب)



حاضرٌ يتحدث



ضحك منصور بمرارة ... "دواويح" يا سهيل ؟
ألا تعلم ان حياتي من بعدك أصبحت كـ أوراق نتائجي المدرسية ؟!
كلها ملونة بـ لون الدم
كلها ملونة بالعار .... والضعف .... والهوان ...
والفشل المقيت !



دقائق حتى اتاه اتصال ... اتصال طال انتظاره

رد ليهتف من بين ظلمة عيناه الحادتان: ها يا جهاد .... عرفت منو ديدريك ؟!
..
تسارعت خطواته كي يمر وسط الشارع المزدحم بالسيارات وهو يتلقى بأذنه كلمات الرجل ثم قال: بس هاللي عرفته ؟! هاي معلومات عادية الكل يقدر يعرفها
عندك صورته ؟!
..
: طرشلي واتس
..
: تمام .... تسلم ما تقصر جهاد


ثوانٍ حتى رن هاتفه رنين رسائل الواتس آب


ليفتح المحادثة وهو عين على الهاتف وعين على الشارع


ليشهــق بإحســاس رهيـــب
رهيـــــــــــــــب جـــــــــــداً ....
وهو يحدق بالصورة بمحاجر متسعة مرعوبة !



،,



ابوظبي – منزل صياح بن احمد
ليـــلاً



نظرت للسماء المتلألئة ... المبهجة للنظر/القلب ...... مرددةً بخفوت موجع: يا جامع النجوم .... يا جامع الغيم في السما يا حي يا قيوم ... اجمعني به
لو كان حي .... بس اجمعني به يا رب

اخفضت عيناها وهي تستدير .... ثم سارت نحو غرف النوم

لسانها يردد بهمس جملة كانت تقولها جدتها رحمها الله بسعادة في مثل هذا الوقت من السنة:
سهيل طلع في الما
سهيل طلع في الما

(مثل شعبي قديم معناه بزغ نجم سهيل وانعكست صورته في الماء)



تنهدت بإرهاق ...... وامسكت مسبحتها ذات حبات اللؤلؤ الثمين ...
ثم اخذت تدمدم بأذكارها وهي تنتقل من غرفة لأخرى تتأكد من نظافتها وترتيبها واطفاء الأضواء

بعدها ذهبت واطمأنت على حال ابيها لآخر مرة قبل ان تخلد للنوم
صحيح لا يتحدث معهم .... ولا يتجاوب معهم ..... لكن وضعه البدني وكما قال الطبيب جيد ولله الحمد
الطبيب ما زال حائراً بوضع الشيخ صياح النفسي .... واكد عليهم الا يثيروا حنقه او استياءه فيبدو انه يمر بحالة من الاكتئاب تحدث احياناً لمن هم في سنه ... خاصةً وانه يتناول ادوية الضغط والسكر
والأدوية اغلب الأحيان تسبب في مثل هذه الحالات النفسية ..

بعد ساعة .... دخلت سريرها .... تاركةً باب غرفتها موارى قليلاً

طيف سهيل لا يفارقها ... خاصةً بعد ما حدث اليوم معها وهزاع

تكاد تقسم ان ما تشهده هو الجنون بعينه

فـ كيف وبعد تلك السنين يكون سهيل حي ؟

كيف ؟

وكل تلك الحقائق المريعة !
يالله ...... رحمتك يا رحيم


وضعت يدها على قلبها تردد آيات السكينة علّ خفقان قلبها يخف قليلاً

لكن الضغط والاختناق يزدادان ويرتفعان

لحظات فقط حتى بدأت تدخل جوف النوم ...

شعرت بـ رائحة قوية شذية تقتحم انفها

رائحة جعلت قلبها يخفق اشد من ذي قبل رغم انها ما تزال مغمضةَ العينين وفي طور النعاس


فكرت .... لابد وانها تحلم
لابد ان طيف سهيل الحائم حولها جعلها تستشعر بأقل الأمور المرتبطة به


رن هاتفها رنتين .... وسكت .... فـ نهضت فجأة وكانت تتعرق رغم برودة الغرفة

استلت هاتفها لترى رسالة تأتيها بعد المكالمة "ذات الرقم المجهول"

فتحتها بقلب يرتعد من الخوف ... خوف لا تعلم مصدره



"روّاس ..... تخليني ارقد بـ حظنج ...؟ ولا كبرنا خلاص وما عاد الحظن يوسع ؟"


روّاس
روّاااااااااااس

من كان يناديها قبلاً بـ "روّاس" عندما يريد اغاظتها ســـــــــــــواه !!!!




سقط منها الهاتف بعنف وهي تكتم صرخة الهلع العاصف

كما بدأت تتساقط دموعها وهي تتلفت حولها وتبحث عن شيء غير مرئي

لتنهض من سريرها وتخرج مهرولة بجسدها الضعيف المتعب

متبعثرة .. حائرة .. وخائفة



توقفت
فـ توقف الزمان والمكان عند اشرعة النظرات
توقف الحاضر قبل الماضي عند حمم الانفاس والجنبات

توقفت السماوات هديراً لتتوقف الأرض صامدة امام مهالك القلوب وعذابات الأرواح المشتاقة المحرومة !

فـ كان سهيل يقف على آخر رصيفٍ ثابت من ارصفة الظنون والضحكات والعتب ومرارة الانكسارات


وكــأن الأرض قــد قبّلتـــه نجمـــاً ...... وجبــــلاً ...... وصخـــراً

قبّلته صبيـــــاً ..... ورجـــلاً ..... ومحــــارباً



،,



أمريكا – فلوريدا
مساءاً



لم تفهم ما جرى ... مجرد اتصال وجيز من قسم الطوارئ في المستشفى اعلمها ان قريبها "كما قالوا" قد تعثرت قدماه على الشارع ولولا ان السيارات كانت تسير وقتها بسرعة معقولة واستطاعوا التوقف في الوقت المناسب ...... لكان الآن في عداد الموتى !

لبست حجابها بسرعة وذهبت لتراه .... رغم انها حاقدة عليه وغاضبة ومجروحة
لكنها طيلة الدرب وهي تدعو الله لأجله وتتعثر خفقاتها ارتباكاً لمجرد التفكير ان مكروهاً قد أصابه

بعد عشر دقائق كانت تمشي في الرواق وتتلفت يمنةً ويسرة تبحث عن رقم غرفة العلاج

قبل ان تشهق مرعوبة وهي تصطدم بأحدهم

لتراه .... ترى المجرم بأم عيناها

ارتد جسدها للخلف تريد إخفاء وجهها والهرولة بعيداً
لكن يده كانت السبّاقة

امسك معصمها ... بعينان فاحصتان محدقتان بحدة ... وتساؤل مستغرب خرج من فمه: يا فتاة
ارفعي وجهك

دفعته بقوة وهي تستنجد بصوت مختنق

هو ومن شدة وقاحته كان يريد نزع الحجاب عنها ورفع وجهها ليتأكد مما يظنه

ذلك اليوم كان ثملاً وخُيِّل له انه رأى فتاة ما تشبه تلك الماكرة التي شهدت على جريمته .. لكن اليوم هو متيقظ ويستطيع تمييز الوجوه من حوله بوضوح

وقبل ان يفعلها وينزع الحجاب كان احد رجال طاقم الأمن يوقفه بصرامة .... وشخص آخر يجر الفتاة من كتفها ويخبئها خلف ظهره

وقف منصور امامه ند بـ ند وهو يقول بصوت غليظ قاسي: ماذا تريد من زوجتي ؟!

اتسعت عينا الرجل وهو يحاول رؤية الفتاة هنا او هناك لكن لم يستطع: ا ا اريد فقط التأكـ...

هدر منصور بشراسة: قلت ماذا تريد من زوووووجتي !!!!!

: لا ... لا شيء ...

فولاهم ظهره وهرع خارجاً وكأنه يشعر ان اعين تتربص به
ولم تكذب احاسيسه ... فـ جهاز الامن كان حقاً يترقب خروجه بعد ان كان الضباط يراقبون تحركاته منذ ساعة يريدون القاء القبض عليه

هي .. ومن شدة رعبها .. لم تسمع الحوار الذي جرى بين منصور والمجرم .... كانت تتمسك بقميص الاول من الخلف وتبكي مرتعشة ... ناسيةً المكان والزمان

نزع منصور نفسه منها بهدوء وهو يقول مخفياً الكثير والكثير من ارتباكات روحه وتخبطاته: لا تخافين نارة ... الامن برع يترياه .. من دقايق الضابط كلمني وخبرني انه هني في نفس المستشفى .. ويتريونه

فأردف وهو يخفض رأسه ويتأمل وجهها المحتقن: انتي بخير ؟

قالت بلعثمة ... بعيناها المتلألئتان بالدموع: يـ يعني خـ خلاص ... مـ ما بيجتلني ؟؟؟

رغم توهان روحه من الصورة التي رآها منذ سويعات ... الا انه تأثر مما سمعه .... ولـ كَم اثارت كلماتها الهلعة عواطفه الرجولية ...... ورغبته الحقيقية في حمايتها
ومحو نظرة الخوف من عيناها ....

قال وهو يهز رأسه بالرفض: باذن الله لا ... لا تخافين ... انا معاج ... وضي معاج

فانفجرت باكية وهي تمسك بارتعاش طرف جاكيته المتدلي .... تستنجد الظهر والأمان والطمأنينة
تستنجد سنين جاعت فيه للحنان .... والدفئ ..... والاحتواء ......

: ا ا انت ... بخير ؟؟؟ شو فيك ؟؟؟؟ شو صار ؟؟؟

غضن جبينه وهو يتوجع صمتاً من قدمه الملفوفة اثر تعثره العنيف في الشارع

رباه ..... ما زال تحت صدمته المدمرة .. لا يصدق .... لا يصدق
ولا يستطيع الا ان يكذّب عيناه حتى يرى الشخص بنفسه
وجهاً لوجه ...

قلبه يخفق بشكل هستيري كلما تذكر تقاسيم وجهه .. وعيناه .... وكل ما فيه ....

لذلك قرر الجنــــــون ذاته .. بعد ان فكر ملياً بما عليه فعله خلال السويعات الماضية وحده ....!

ان عاد للبلاد ... فـ سيعود بـ خطة جديدة ... وصورة يكونها لنفسه وابنته .... ولـ نارة
صورة عائلية مرتبة نظيفة لامعة لا تشوبها شائبة ...

نظرته السابقة كانت خاطئة .... وقلقه من تخبطه ومن منصور القديم لا يوجد منها فائدة

لن يعود بـ فوضاه ... وتعثراته .... واخطاءه .... لن يعود الا بـ منصور "الرجل الجديد"

وحينها ...... سيبدأ بالبحث بطرقه الخاصة عن كل ما هو متعلق بذلك الرجل

في بلاده لديه من الوسائل المتاحة والقدرة والمكانة الاجتماعية ما يساعدونه في الوصول لكل امر يبحث عنه

حسناً يا نارة ..... يبدو ان ما طلبتِه ..... هو الصحيح والمعقول في النهاية !



،,



ابوظبي
قبل ساعتين تحديداً



اتصل به صديقه محمد يعلمه ان المخبر الذي وضعه لأجله اعلمه منذ سويعات ان هزاع وعمته الكبيرة ريسه ينبشون الماضي

وما ادراك ما الماضي !

تلك المسكه الفواحة ..... لم يعلم انها هي من ستكون المفتاح !



محمد: راقبنا تلفوناتهم ... غير ان أجهزة المراقبة اللي حطيناها في مواتر عيال حامد بن صياح حمايةً لهم من عصابة الادوية
فادتنا بشكل ما تتخيله ..


بعد صمت وجيز ....... قال لـ صديقه محمد بـ نبرة خاوية: يمكن يه الوقت اني ألتقي بها يا محمد

محمد: انا ماشوف فايده من انك تتريا زود

ليكمل بنبرة صادقة نقية: تشافى يا خويه .... تشافى من جروحك باللي تقدر عليه ... العمر يمضي ... والسنين تمر ..... وانت تستاهل ترتاح عقب العنا والتعب ...




الآن .....



سقط على ركبتيه امام ساقيها المرتجفتان ... متواجهان في الرواق

بعيدان عن مسمع الجد الراقد في عالم آخر

ويراها .... ويريد احتضانها .... لكنه عاجز

يريد لملمة رائحتها العطرة القابعة منذ سنين في انفه ... لكنه عاجز

يريد محو المسافات القصيرة بينهما .... ومحو الألم المتجسد على هيئة الفراق
لكنه عاجز


ظل يتأملها بعيناه المثقلتان بالوجع .... بعيناه الشبيهتان بعينا ابيه وجده ..... بلا كلمة واحدة


حتى وضع الرحمن القوة في قلبها هي
لتتقدم نحوه

بدموعها المتناحرة على خديها ..... بكل الذهول والهلع والهستيرية في نبضاتها

لتسقط مثله ..... على ركبتيها امامه

تحدق به بنواح خافت مختنق ... بشهقات مكتومة متوجعة

لن تغامر وتوقظ والدها بعويلها ... لن تغامر والا ستفقده هو الآخر من هول صدمته



قرّبت صدرها منه .... ببطئ ..... وهي ترفع يدها
هي لا تحلم
اكيد لا تحلم
ولو كان حلماً .... فلا توقظني منه يا رب العباد
لا توقظني

لكن عندما شعرت بحرارة بشرته على باطن كفها

خرج نواح أليم من باطن حنجرتها
نواح كتمته وهي تصفع وجهها ...... لتضعه بعدها على الأرض


تكتم عويلها بالأرض
على من ظنته تحت الأرض
يبكي جوراً على من هم فوق الأرض !



رفع رأسها ..... ليدفنها في صدره ..... ثم اخذ يهدهدها كـ هدهدة الأطفال .... يريدها ان تهدأ
يريد لـ تشنجات جسدها المتتالية ان تهدأ


ما ان احس بانها بدأت شيئاً فشيئاً تهدأ وتستكين .... حتى قال بـ صوت اجش متحشرج:
انا هو .... انا سهيل ..... سهيل عمرج مثل ما كنتي تزقريني دوم

امسكت بكتفيه وهي تنوح بكتمان .... تنوح نواحاً لا يسمعه سواهما ..
عاجزة عن الكلام
عاجزة عن السؤال
عاجزة عن كل شيء


رفع يديها وقبلهما بشدة
قبلةً بعد قبلة
بأنفاسه المتلاحقة الهادرة

ثم وضع رأسه في حضنها .... وهو يدمدم بكل اوجاع البشر: اشتقتلج
اشتقتلج كثر سنين الغربة وزود

انغمس برائحتها العبقة وهو يشد من احتضانها .. فـ تذكر "نـــــورته"

ليغمغم بـ عذاب مرير: شفتها ... شفت الغااااالية .... وليتني قدرت احظنها شرات ما انا حاظنج الحينه


اشتد نحيبها وهي تفهم ما عناه ... فـ اشتدت معه تشنجات جسدها الضئيل ..



آهٍ يا نورة
آهٍ يا صديقة الروح



لتسمعه يكمل بصوته المختنق البعيد جداً ... السحيق جداً ..... وكأنه في عالم آخر ....... آخر جداً: آآآخخ ... يا شيب عيني من شوفت نورة .... ويا ويل حالي وفواااااادي ...
مت وحييت يا امايه ... مت وحييت ... ويعلني ما اموت الا في ثبانها



،,



بعد نصف ساعة



تتلمس شعره المعتم بعد ان سقطت عصامته عن رأسه

ناعم كما هو
غليظ كما عهدته
مرتب انيق كما عادته دوماً

تحملق باندهاش مؤلم بـ تقاسيم وجهه وتفاصيل جسده الذي ومن شدة استنزافه المشاعر ظل يتوسد أرض الرواق


تساقطت دموعها مغمغمةً بمشاعر مثقلة حارة وهي تلاحظ ازدياد طوله وعرض جسده:
صليت بك على النبي صليت بك على النبي ... يا ويلي عليك ويلاه يا حبيبي
وين كنت كل هالسنين وين ؟
شو كان حالك ؟ شو كانت دنياك يا ولديه ؟



نائماً نوماً عميقاً
عميقاً جداً
وكأنه اخيراً وصل لملاذه
وصل لنقطة الارتواء بعد الضمأ


لحظات
حتى انتفضت مكانها وهي تسمع نداء ابيها لها
نداء خرج اخيراً وبعد أسابيع من الصمت الذاتي


من شدة ارتباكها مسكت كتف سهيل بقوة .... ليستيقظ مفزوعاً وهو يشهق بصوت غليظ سحيق:
حبيبي آسفة والله ... ادخل حجرتي ارقد خلني اشوف يدك شو يبا

تساءل بنظرة ضبابية تائهة: يدي ........ صياح ؟

غطت ثمها بيدها وهي تكتم شهقة باكية كادت تفلت منها

نظرته أليمة
أليمة ومكسورة ومجروحة بألف قطعة زجاج سامة
اجل
صياح
حبيبك وغريمك
عيناك وخصيمك امام الله ان لم تظهر الحقيقة




هزت رأسها بلوعة وقالت: هي يدك يا حبيب عمري انته ... دش داخل وانا بييك .. ما بتحيّر

وقف على ساقيه وهو يقول بوجه محتقن شاحب: لا امايه ناش انا ... لازم اروح

: وين يا حبيبي وين بترووووح ما شبعت من شووووفتك
دخيلك لا تخليني بعدني مب مصدقة انك هني جدام عييييني

لثم كفيها وهو يهتف بأجش: راجع ان شاء الله لا تحاتين ... انتي سيري شوفي يدي شو يبا وانا بتوكل


تشبثت به تريد ابقاءه .. تريد التنعم بعيناه ومرآه ... ما زالت تراه حلماً


كرر وعده .... يريد لقلبها الطمأنينة/السلام: باذن الله راجع يا امايه .. لا تخافين


مسّد ظهرها بحنيّة بالغة .... ثم رحل






ما ان اصبح خارجاً
حتى فتح فمه يريد التقاط انفاسه الهاربة

لم يكن يظن ان الوجع ماكن حتى عاد

لم يكن يعتقد ان الشوق مدمر حتى لمست قدماه ارض الوطن




ماضٍ يتحدث
احدى ضواحي هولندا



اقتربت منه ريكا وهي تشعر بالسوء اتجاهه
صحيح في البداية كانت مكرهة على ابقاءه بجانبها وجانب ولدها

ولولا صرة الذهب الخالص الذي أعطاها إياها ذلك الرجل لتبقي سهيل قربها بعيداً عن اعين القبيلة .... لما وافقت


لكن عندما اكتشفت إصابته بفقدان الذاكرة

رغماً عنها ضعف قلبها نحوه
وكذبت عليه مدعيةً انها والدته


ناولته صحن الحساء وهي تقول بعربيتها المكسرة: اشرب يا سهيل هالشوربة ... وايد زينة حقك

هز رأسه رافضاً وهو يتوجع من ألم رأسه .... ثم بحث بعيناه عن الشخص الوحيد الذي يرتاح بقربه

شخص يشعر .... رغم فقدانه الذاكرة ... انه جزء منه
عكس ريكا


ليهتف بعدها بخشونة: وين آرنود ؟

قالت ريكا بحزن: ما ائرف .. من الصبح تلئ وما رجئ
صاير ما يتكلم وايد ... انا خصوصا ما يتكلم مئاي الا اذا في شي ضروري
انا خايفة عليه وايد يا سهيل


بالطبع لم يكن بوضع يسمح ان يتحاور مع احد او يعطيه حلولاً اسرية

رمقها بنظرة خاوية وعاد ليشاهد الحمَام الواقف على نافذة الغرفة

بعد تفكير في عالم لا يعلم بماهيته سوى الله

التفت نحوها رامقاً إياها بنظرة صيّاحية ... ليقول بعدها بتوجس: انا اعربي ؟ اقصد اعربي اباً عن جد ؟
ولا شو ؟

اربكتها نظرته لكنها قالت بسرعة مؤكدة: بالتأكيد انت ئربي يا ولدي وإماراتي ..... ليش تسأل ؟

: شو اسمي الكامل ؟ انتي قلتيلي ان اسم أبويه احمد


ارتبكت ..... لكنها ابتلعت ريقها وسألته بعفوية ظاهرية: ما شفت جوازك ؟

صرخ وهو يكاد ينفجر مما يمر فيه من حيرة وخوف ونسيان وضياع: شفت شفت .... بس الاسم هذا ماعرفه .. ما ذكره .. ماذكر منو انا ... ماذكر ابويه احمد .. ماذكر يدي صيااااح
وينهم ؟؟
وليش ما اتذكرج ؟؟؟ ليش ما اتذكر ارنود ؟؟؟؟

أخذت تهدئه بالإنجليزية جراء شعورها الباطني بالتوتر الشديد: اهدأ يا ولدي اهدأ ... فقدانك للذاكرة بسبب حادث السيارة سيكون ان شاء الله مؤقتاً فلا تقلق
أما بخصوص جدك فلا اعلم .. لكن وكما قلت لك سابقاً والدك قد توفي وانا اضطررت إلى العودة إلى بلدي ... إلى هولندا
معكما
انت وآرنود

ربتت على كتفه واردفت: يجب عليك تهدئة نفسك يا سهيل ارجوك

قال بنظرة فيها التشكك والاتهام: ليش اخويه اسمه ارنود ؟؟

تلعثمت وهي تجيب بعربيتها المكسرة: ا ا ..... اسمه ناصر أصلا ... بس انا اناديه ارنود

: ليش شمعنى ؟؟؟

: ا ا .... لانه ..... لانه يشبه بابااا وايد .. عشان جي انا اناديه باسمه


ظل يرمقها بعيناه الحادتان
ثم قال: ليش في المطار طلبتي مني اسكت اذا حد وجهلي سؤال ؟؟

ارتخت كتفيها وهي تشعر بضعفها يتصاعد امام اسئلته المستمرة وتشككه الذي لم يتوقف منذ استرداده الوعي قبل سفرهم بأيام قليلة



ماذا تجيبه بحق الله ؟
انها كانت خائفة ان يتفوه بكلمة تؤدي بها/ولدها للسجن ؟
فهي كانت فعلياً تحاول اخراج الشاب من بلاده وهو في حالة شبه فقدان وعي ... فقدان عقلي وادراكي ان صح التعبير .... لذلك رجته السكوت تحت وطأة نظراته المتوترة المليئة بالأعياء والتعب



ردت بلسانها المكسر: ئزيزي سهيل الاسئلة كانت بتئبك زيااادة
انت كنت محتاج هدوء وريلاااكس

قاطعها وهو يكز على اسنانه: ابا ارنود .. مادري ناصر ....... اباه الحينه

هزت رأسها بتفهم وقالت: اوكي يا ولدي .. بتصل فيه بقوله ايي .... وانت خلك ريلاكس .... البيت هذا بيت بابا القديم
مرتب ونظيف وفيه كل شي .... تكدر تسوي اللي تباه ئزيزي سهيل


اومىء برأسه كيفما كان .... وآثر الصمت بـ كتم ما فيه من ضيق ..... لتخرج هي لتنهي بعض الاعمال المنزلية المتراكمة


ظل على حالته
حالة الصمت والجمود وخواء الروح

لكن كل بضعة دقائق كان يصم اذنيه بيداه بشكل خائف مرتعد

تقتحم مسامعه اصوات وصراخات

يسمع من مكان ما نحيب امرأة يكاد يقتلع قلبه من شدة لوعته وعذابه



قبض يسار صدره والاختناق يداهمه ..
ليشهق بعدها بقوة يريد سرقة كل نسمة هواء تسير امام انفه وثغره



يالله
رحمتــــــــك






حاضرٌ يتحدث






استفاق من ذكراه المعتمة ...... على صوت هاتفه


ما ان استله حتى اتاه صوت أحد توأميه: باباااااا اين انت ؟؟؟

ابتسم بـ حنان فيّاض ...... وهتف له بالهولندية: ألم تنم بعد يا آدم ؟






نهـــاية الفصـــل العشــــرون



لولوھ بنت عبدالله، 10-09-20 10:49 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله (بـ حلة جديدة-2020م) الفصل التاسع
 
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 3 والزوار 15)
‏لولوھ بنت عبدالله،, ‏soma libya, ‏deegoo

:c8T05285:

روعة النسيان 11-09-20 02:25 AM

يسعد صباحكم / مساءكم جميعاً ياقوم سهيل 🤍

باسبحان الله من رجع سهيل وانا فرحانه فرحانه جداً كان عندي شك ان سهيل مات
واللّول م قصرت كانت دايم تغيضنا وتترحم عليه ف احس رجعته وربي ردت روحي
قبل روح ريسسه اللي مسسسست مشاعرها بهالبارت قلوبنا ^ شلون بنتحمل اذاالتقى بنوره 😔💔💔 والله ان كاني اليوم بمكان ريسه وقدرتي تبارك الرحمن عليش توصفين اللقاء بشكل موجع موجع موجع فالله يعين قلوبنا يوم يلتقي بنوره

بس تعالي تعالي والله انفرت روسنا بالحقائق اللي تطلع بكل بارت
يااختي شلون سهيل فقد الذاكره !!!

يعني فيه احد هربه اجباراً وضربه ع راسه هالضربه خلته يفقد الذاكرة ؟

ولا هذيك الليله صار فيها شي لسهيل وتعرض لحادث سيارة زي ماقالت ريكا ؟
واللي عطا ريكا صرة الذهب هل هو العم جابر ؟

واذا مب العم جابر ممكن يكون ابو غابش!!

احس شكوكي حول هالاثنين هم بهذاك الوقت ممكن يعطون صرة ذهب
لان لو قلت محمد فمستحيل يكون هو محمد بهذاك الوقت عمره بعمر سهيل .. لكن اكيد محمد كان يعرف بمؤامرة ابيه وشاهين وهو ممكن استعان بحد كبير يساعده بحماية سهيل

معليش معليش ع م قيل بالمثل الكويتي اللي بالجدر يطلعه الملاس
مصيرش يالولو تريحينا من هالغموض والمعمعه بحادثه سهيل وتنكشف ونرتاح ونرجع نروق على البارتات المليانه مشاااااعر مشاعر ^ عاد هذي لعبتش والله 😭😂🧡🧡🧡


وعلى طاري المشاعر اه من هزاع ومسكه واه

ياربي شكثر خايفه عليهم من سعادوه م ادري ليش تمنيت تشطبينها مثل م شطبتي عوشه من حياة سلطان وشما 😔💙

شكثر حابه حب هزاع لها لكن لازلت ام المسك تستفزني بطيبتها يارب يارب تعدل قبل يصير فيهم شي يخليها تعض اصابعها ندم

احس سعادوه باسها قوي مستحيل تخليهم بحالهم خصوصاً ان طيبة ام المسك فعلاً سلاح تقدر
تنتصر فيه على هزاع وياخوفي مخاوفنا حن وهزاع فعلا تصير حقيقه

عاد ع طاري الباس القوي خلينا نحط جنبه العناد الغبي اثنين في واحد عند روزه ام القرارت الطايشه المتسرعه

وفعلا زي م توقعنا ربيّع كان ماخذ نصيبه من المؤامره اللي صارت واخذ روزه بهالطريقه الوضيعه وكانت تستاهل روزه هالنتيجه اللي وصلت لها وياانها اكثر شخص بتلطم بنفسها بيوم تنكشف حقيقه هالمؤامره وماادري اذا بعد لها وجه وبتسترجع حب سهيل لها او انها بتبتعد

والاصعب من هالشي علينا هو انها تفكر ترتبط بمحمد صديق سهيل صديقه
والله صعبه عليها كثيير لان سهيل مستحيل يكون نسى حبها مستحيل
والدليل انه للحين بينه وبين جواهر حاجز كبير رغم انه يدري بحبها واحس ماله سبب الا حبه لروزه

روزه للحين بخير بس رجعت سهيل بتبعثرها بشكل كبييير خصوصاً بعد م تعرف انها ظلمته وكثيييييير واوجعته بزواجها من غيره 💔

اما سهيل مصيره يتجاوز هالحب ويمحيه مع انه حب نقي وكبر معهم من وهم اطفال الا انه بالنهايه جواهر تستحق يقدر الحب اللي تكنه له وهي اولى يكمل معاها حياته لانها مثل ماقال

الانسب والاطهرررر ....💗


نارة ومنصور :

ياخي منصور وش هاللؤم اللي فيك !!!

توقعته لطيييف لكن صدمني رده على ناره 💔 وحزنت عليها
^ اكثر وحده بتعصب وبيستفزها موقف ناره وطلبها بهالبارت هي شوش ادري ههههههههههههههههه م تحب خنوع النساء وضعفهم ^

ان شالله تسترجع كرامتها وترفض لما يعرض عليها هو الموضوع لانه لقى انه يصب في صالحه مع ذلك اللئيم يبقى لئيم اعتقد لو رفضت هي مع اني استبعد رفضها لكن لو فرضاً رفضت
ممكن يجبرها هو ويهددها بالي سوته وكيف لعبت عليه انها ساره

ولو سواها صدقيني بغسل يدي منه اصلا مابقى رجا في عمام سهيل الا هو
رغم ان له ماضي عفن لكن كلنا نعرف وش اللي خلاه يطلع من غلافه

وارجع واقول رجعه سهيل بتصلح قلووووب كثييره ومنصور على راس القائمه ...



اممم الى هنا استنفذت طاقتي بالتعليق وانا بعدني مااعطيت كل حرف انكتب بهالبارت حقه
انتي تستاهلين معلقات تنكتب لش والله وقليل بحقش ... دايم مبهره ودايم متألقه ودايم أعجز اثني عليشش بالشكل اللي يليق بروائية جبارة ومخضرمة شراتچ ياللولو ☺💛

فيتامين سي 11-09-20 04:08 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله (بـ حلة جديدة-2020م) الفصل العشرون
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صباح الخير على لولوه ومتابعاتها الجميلات

كما تعودنا منك يابنت عبدالله بارت راااااائع جدا مميز من كل النواحي
حبكه ووصف وسرد ودقه املائيه ولغويه ماشاء الله تبارك الله

مديه & هزاع
مديه أبو طبيع مايجوز عن طبعه طيبه لحد الغباء كيف تروح
لسعاد بنفسها لحد عندها أولا كسرت كلام زوجها وثانيا ممكن
سعاد تعمل لها مصيبه
هزاع لو واحد غيره كان قلب الدنيا على راسها لكنه مثلها طيب
وعارف معدنها والبلاء الأكبر غرقان بحبها ومرر غلطتها وعدت
بسلام مدري إذا بيمرر كذبها عليه وإنها ماخبرته بحملها يمكن
يشفع لها إنها خبرته قبل مايكتشف هو بنفسه حملها


روزه وعرفنا سبب تغيرها من ناحية سهيل الكلام وصلها من عمها
وأكيد مابتشك في إن فيه عم يبتلي على ولد أخوه وصدقت كلامه
خاصه إن سهيل ماهو موجود ينفي كلامه
وهالحين تجرب ظلم الناس لها مثل ما انظلم سهيل
شاهين وولده لابارك الله فيهم أعوذ بالله منهم حقد وكره
ماله مثيل وكل بارت نكتشف تصرفاتهم البشعه عندهم
الغايه تبرر الوسيله وش بقى ماعمله شاهين ظلم وقتل
وماخفي كان أعظم ماخلى شيء حسبي الله عليه

سهيل ذكرياته موجعه للقلب ومقابلته لريسه تقطع القلب
ابداااع وصف اللقاء بين ريسه وسهيل لولوه
تسلم يمين خطت لنا هالإبداع وجعلها تحرم على النار
منتظرين باقي الأحداث لا خلا ولا عدم منك يارب


د ا ن ة 11-09-20 05:09 AM

فصل ناااااار وشرااار

أحس تفاجأت بعودة سهيل لحياتهم توقعت بيطول بس والله مفاجئة رهيييبة

متى بس يلتقي أمه 💔💔

...

عندي احسااس كبييير وان شاء الله انه يصيب ان اللي ساعد سهيل من النار جده صياااح والعلم عند الله

ننتظر القاااادم بشوق وحماس

حكايا الروح 11-09-20 05:14 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله (بـ حلة جديدة-2020م) الفصل العشرون
 
هذا بارت الشهقات بامتياز

الشهقة الاولى مع مسك
ظليت ايدي على قلبي لا تسوي فيها سعاد شي قبل لا يعرف هزاع بالحمل بس ياعمري عليها شلون بدأت ترجع لها قوتها الصياحية

الشهقة الثانية مع منصور
ماتوقعت صراحة اهي اله تطلب منه الزواج بس رده متوقع
منوو مثل منصور يرد بهالشكل بس والله خفت عليه لما كان بالشارع

الشهقة الثالثة مع سهيل وريسه
هني كل الكلام يوقف وبس

ناطرييين اللقاءات الاخرى مع سهيل واللي اكيد بتحرق ناس في مكانها
ومشتاقة وايد لحضور جوجو


لولوة بدعتي وزدتي على الابداع
هالبارت كنا ناطرينه من زماااان واتقنتي حبكته بشكل عجيب لدرجة ان رغم انه الاحداث بدت تنكشف لنا قبل الا انج قدرتي تحافظين على عنصر الحماس والمفاجئة بالسرد

bluemay 11-09-20 07:52 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله (بـ حلة جديدة-2020م) الفصل العشرون
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يسعد صباحكم لولوتي الحلوة ومتابعاتها العزيزات


بارت بخطف الانفاس


مدية ما عرفناك ما شاء الله ثقة وتحكم
عجبتني بالقوة المكتسبة الجديدة
واخيراً بقيتي هالبحصة لووول



نارة موقفها لا تحسد عليه
وينها تفترق عن بنتها وينها عن كرامتها اللي رح تهدرها لما تطلب من منصور يتزوجها

حسيت منصور شعر بالإهانة وهو بنخطب لووول
ولو انه في قرارة نفسه قد يكون فكر بهالشي

ننتظر ردة فعلها لما تشوفه غير رأيه.



رجوع سهيل موجع مؤلم
ولو اني عتبانة عليه
ليش ما راح لأمه نورة بالأول

ولكن بتوقع لأنه ريسة أقوى اكتر تحكم بمشاعرها
بدأ فيها
إي إذا هيه القوية صار فيها هيك
فشلون نورة ما استبعد تجيها السكتة 💔


روزة يداك اوكتا وفوك نفخ
تستاهلي ما جاك

للأسف ما عندي اي تعاطف معك🤛🏼👎🏼
وبصراحة بشوف محمد كتير عليك🕶️
شو رايك لولوتي تعطيه عايشة وتتركي روزوه تخلل عند اهلها 🙈👅


يسلموا إيديك يا قمر
كلي شوووق للقادم

تقبلي مروري وخالص ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°







شبيهة القمر 12-09-20 11:18 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله (بـ حلة جديدة-2020م) الفصل العشرون
 
بروح اصلي بس فيه سؤال محيرني
ليييه سهيل راح لريسه قبل امه ؟؟
يعني المفروض انه يشوف امه قبل الكل والجمييييع !!!!!!!

لي عودة بإذن الله ...

لولوھ بنت عبدالله، 13-09-20 07:01 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله (بـ حلة جديدة-2020م) الفصل العشرون
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روعة النسيان (المشاركة 3732980)
يسعد صباحكم / مساءكم جميعاً ياقوم سهيل 🤍

باسبحان الله من رجع سهيل وانا فرحانه فرحانه جداً كان عندي شك ان سهيل مات
واللّول م قصرت كانت دايم تغيضنا وتترحم عليه ف احس رجعته وربي ردت روحي
قبل روح ريسسه اللي مسسسست مشاعرها بهالبارت قلوبنا ^ شلون بنتحمل اذاالتقى بنوره 😔💔💔 والله ان كاني اليوم بمكان ريسه وقدرتي تبارك الرحمن عليش توصفين اللقاء بشكل موجع موجع موجع فالله يعين قلوبنا يوم يلتقي بنوره

بس تعالي تعالي والله انفرت روسنا بالحقائق اللي تطلع بكل بارت
يااختي شلون سهيل فقد الذاكره !!!

يعني فيه احد هربه اجباراً وضربه ع راسه هالضربه خلته يفقد الذاكرة ؟

ولا هذيك الليله صار فيها شي لسهيل وتعرض لحادث سيارة زي ماقالت ريكا ؟
واللي عطا ريكا صرة الذهب هل هو العم جابر ؟

واذا مب العم جابر ممكن يكون ابو غابش!!

احس شكوكي حول هالاثنين هم بهذاك الوقت ممكن يعطون صرة ذهب
لان لو قلت محمد فمستحيل يكون هو محمد بهذاك الوقت عمره بعمر سهيل .. لكن اكيد محمد كان يعرف بمؤامرة ابيه وشاهين وهو ممكن استعان بحد كبير يساعده بحماية سهيل

معليش معليش ع م قيل بالمثل الكويتي اللي بالجدر يطلعه الملاس
مصيرش يالولو تريحينا من هالغموض والمعمعه بحادثه سهيل وتنكشف ونرتاح ونرجع نروق على البارتات المليانه مشاااااعر مشاعر ^ عاد هذي لعبتش والله 😭😂🧡🧡🧡


وعلى طاري المشاعر اه من هزاع ومسكه واه

ياربي شكثر خايفه عليهم من سعادوه م ادري ليش تمنيت تشطبينها مثل م شطبتي عوشه من حياة سلطان وشما 😔💙

شكثر حابه حب هزاع لها لكن لازلت ام المسك تستفزني بطيبتها يارب يارب تعدل قبل يصير فيهم شي يخليها تعض اصابعها ندم

احس سعادوه باسها قوي مستحيل تخليهم بحالهم خصوصاً ان طيبة ام المسك فعلاً سلاح تقدر
تنتصر فيه على هزاع وياخوفي مخاوفنا حن وهزاع فعلا تصير حقيقه

عاد ع طاري الباس القوي خلينا نحط جنبه العناد الغبي اثنين في واحد عند روزه ام القرارت الطايشه المتسرعه

وفعلا زي م توقعنا ربيّع كان ماخذ نصيبه من المؤامره اللي صارت واخذ روزه بهالطريقه الوضيعه وكانت تستاهل روزه هالنتيجه اللي وصلت لها وياانها اكثر شخص بتلطم بنفسها بيوم تنكشف حقيقه هالمؤامره وماادري اذا بعد لها وجه وبتسترجع حب سهيل لها او انها بتبتعد

والاصعب من هالشي علينا هو انها تفكر ترتبط بمحمد صديق سهيل صديقه
والله صعبه عليها كثيير لان سهيل مستحيل يكون نسى حبها مستحيل
والدليل انه للحين بينه وبين جواهر حاجز كبير رغم انه يدري بحبها واحس ماله سبب الا حبه لروزه

روزه للحين بخير بس رجعت سهيل بتبعثرها بشكل كبييير خصوصاً بعد م تعرف انها ظلمته وكثيييييير واوجعته بزواجها من غيره 💔

اما سهيل مصيره يتجاوز هالحب ويمحيه مع انه حب نقي وكبر معهم من وهم اطفال الا انه بالنهايه جواهر تستحق يقدر الحب اللي تكنه له وهي اولى يكمل معاها حياته لانها مثل ماقال

الانسب والاطهرررر ....💗


نارة ومنصور :

ياخي منصور وش هاللؤم اللي فيك !!!

توقعته لطيييف لكن صدمني رده على ناره 💔 وحزنت عليها
^ اكثر وحده بتعصب وبيستفزها موقف ناره وطلبها بهالبارت هي شوش ادري ههههههههههههههههه م تحب خنوع النساء وضعفهم ^

ان شالله تسترجع كرامتها وترفض لما يعرض عليها هو الموضوع لانه لقى انه يصب في صالحه مع ذلك اللئيم يبقى لئيم اعتقد لو رفضت هي مع اني استبعد رفضها لكن لو فرضاً رفضت
ممكن يجبرها هو ويهددها بالي سوته وكيف لعبت عليه انها ساره

ولو سواها صدقيني بغسل يدي منه اصلا مابقى رجا في عمام سهيل الا هو
رغم ان له ماضي عفن لكن كلنا نعرف وش اللي خلاه يطلع من غلافه

وارجع واقول رجعه سهيل بتصلح قلووووب كثييره ومنصور على راس القائمه ...



اممم الى هنا استنفذت طاقتي بالتعليق وانا بعدني مااعطيت كل حرف انكتب بهالبارت حقه
انتي تستاهلين معلقات تنكتب لش والله وقليل بحقش ... دايم مبهره ودايم متألقه ودايم أعجز اثني عليشش بالشكل اللي يليق بروائية جبارة ومخضرمة شراتچ ياللولو ☺💛


يسعدلي صباح العهد وطلتها البهية

نورتيني نورتيني نورتيني كومايات

حبيبتي تسلميلي ع كلامج وتشجيعج المستمر

افرح اذا شفت الفرحة والحماس والتشويق بعيونكم

>>>> اعتبروني معاكم واشوف عيونكم :lol:

ارنود مممممممم تبونه يعرس ويدبس بحرمة غصب هههههه :lol:

خلوه ع صوب هذا يحتاج خطابة من جزر الواق واق تصفف له كل الحريم اللي عكس حرابة قلباً وقالباً 😂😂😂😂😂

تتوقعين يالعهد شو اللي خلاه يحبها هالحب الغريب

رغم اني ابد ما قلت ان حرابة تمتلك الجمال الملفت المثير الطااااااااغي !



فكري وردي علي

مممممممم وشو فيها المسكينة ناره عشان ما تحبوووووونها 😢😢😢😢😢😢😢


بنتي هاي ما يه منها الا كل خير


الى الآن ع الاقل


ههههههههههههههههههه

لولوھ بنت عبدالله، 13-09-20 07:03 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله (بـ حلة جديدة-2020م) الفصل العشرون
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي (المشاركة 3732983)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صباح الخير على لولوه ومتابعاتها الجميلات

كما تعودنا منك يابنت عبدالله بارت راااااائع جدا مميز من كل النواحي
حبكه ووصف وسرد ودقه املائيه ولغويه ماشاء الله تبارك الله

مديه & هزاع
مديه أبو طبيع مايجوز عن طبعه طيبه لحد الغباء كيف تروح
لسعاد بنفسها لحد عندها أولا كسرت كلام زوجها وثانيا ممكن
سعاد تعمل لها مصيبه
هزاع لو واحد غيره كان قلب الدنيا على راسها لكنه مثلها طيب
وعارف معدنها والبلاء الأكبر غرقان بحبها ومرر غلطتها وعدت
بسلام مدري إذا بيمرر كذبها عليه وإنها ماخبرته بحملها يمكن
يشفع لها إنها خبرته قبل مايكتشف هو بنفسه حملها


روزه وعرفنا سبب تغيرها من ناحية سهيل الكلام وصلها من عمها
وأكيد مابتشك في إن فيه عم يبتلي على ولد أخوه وصدقت كلامه
خاصه إن سهيل ماهو موجود ينفي كلامه
وهالحين تجرب ظلم الناس لها مثل ما انظلم سهيل
شاهين وولده لابارك الله فيهم أعوذ بالله منهم حقد وكره
ماله مثيل وكل بارت نكتشف تصرفاتهم البشعه عندهم
الغايه تبرر الوسيله وش بقى ماعمله شاهين ظلم وقتل
وماخفي كان أعظم ماخلى شيء حسبي الله عليه

سهيل ذكرياته موجعه للقلب ومقابلته لريسه تقطع القلب
ابداااع وصف اللقاء بين ريسه وسهيل لولوه
تسلم يمين خطت لنا هالإبداع وجعلها تحرم على النار
منتظرين باقي الأحداث لا خلا ولا عدم منك يارب



فيتو حبيبتنا الغالية يسعدلي هالويه

شحالج شخبارج ؟؟؟؟

اوووووه يا دعاويكم دعاوي المطر والسيل ع شاهينوه وولده

بس يستحقون للاسف



مديه هي والله

بوطبيع ما يجوووز عن طبعه وياليتها تتعلم من اللي فات 😢😢😢



روزه ممممممم يمكن صدق بدور الدنيا فيها ويمكن بتاخذ درووووووس وعبرررررر الله يستر عليها ويحفظها لوليدهاااا



خالص محبتي لج يا راقية

لولوھ بنت عبدالله، 13-09-20 07:05 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله (بـ حلة جديدة-2020م) الفصل العشرون
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د ا ن ة (المشاركة 3732984)
فصل ناااااار وشرااار

أحس تفاجأت بعودة سهيل لحياتهم توقعت بيطول بس والله مفاجئة رهيييبة

متى بس يلتقي أمه 💔💔

...

عندي احسااس كبييير وان شاء الله انه يصيب ان اللي ساعد سهيل من النار جده صياااح والعلم عند الله

ننتظر القاااادم بشوق وحماس


دانة

وحشتيني

الله يحفظج من الشر انتي ومن تحبين



تفاجأتي برجعته 💔🥺



٢٠ فصل غايب

وقبلها ١٥ سنة غايب



لازم نترفق بقليبه شوي

لولوھ بنت عبدالله، 13-09-20 07:07 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله (بـ حلة جديدة-2020م) الفصل العشرون
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكايا الروح (المشاركة 3732985)
هذا بارت الشهقات بامتياز

الشهقة الاولى مع مسك
ظليت ايدي على قلبي لا تسوي فيها سعاد شي قبل لا يعرف هزاع بالحمل بس ياعمري عليها شلون بدأت ترجع لها قوتها الصياحية

الشهقة الثانية مع منصور
ماتوقعت صراحة اهي اله تطلب منه الزواج بس رده متوقع
منوو مثل منصور يرد بهالشكل بس والله خفت عليه لما كان بالشارع

الشهقة الثالثة مع سهيل وريسه
هني كل الكلام يوقف وبس

ناطرييين اللقاءات الاخرى مع سهيل واللي اكيد بتحرق ناس في مكانها
ومشتاقة وايد لحضور جوجو


لولوة بدعتي وزدتي على الابداع
هالبارت كنا ناطرينه من زماااان واتقنتي حبكته بشكل عجيب لدرجة ان رغم انه الاحداث بدت تنكشف لنا قبل الا انج قدرتي تحافظين على عنصر الحماس والمفاجئة بالسرد

حكايا يا حكايا
يسعدلي صبااااااحج وحضوووورج

وانا بين شهقة وشهقة اخذ نفس من محبتكم ولطافتكم وجمااااااالكم :c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285:

لولوھ بنت عبدالله، 13-09-20 07:11 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله (بـ حلة جديدة-2020م) الفصل العشرون
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3732992)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يسعد صباحكم لولوتي الحلوة ومتابعاتها العزيزات


بارت بخطف الانفاس


مدية ما عرفناك ما شاء الله ثقة وتحكم
عجبتني بالقوة المكتسبة الجديدة
واخيراً بقيتي هالبحصة لووول



نارة موقفها لا تحسد عليه
وينها تفترق عن بنتها وينها عن كرامتها اللي رح تهدرها لما تطلب من منصور يتزوجها

حسيت منصور شعر بالإهانة وهو بنخطب لووول
ولو انه في قرارة نفسه قد يكون فكر بهالشي

ننتظر ردة فعلها لما تشوفه غير رأيه.



رجوع سهيل موجع مؤلم
ولو اني عتبانة عليه
ليش ما راح لأمه نورة بالأول

ولكن بتوقع لأنه ريسة أقوى اكتر تحكم بمشاعرها
بدأ فيها
إي إذا هيه القوية صار فيها هيك
فشلون نورة ما استبعد تجيها السكتة 💔


روزة يداك اوكتا وفوك نفخ
تستاهلي ما جاك

للأسف ما عندي اي تعاطف معك🤛🏼👎🏼
وبصراحة بشوف محمد كتير عليك🕶️
شو رايك لولوتي تعطيه عايشة وتتركي روزوه تخلل عند اهلها 🙈👅


يسلموا إيديك يا قمر
كلي شوووق للقادم

تقبلي مروري وخالص ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°








هلا وغلا ومرحبا مليووووون
وحشتينا يا جميلة الجميلات مواااااااااحححح وعودة حميدة


ضحكتيني ربي يسعدج
تتخلل ف بيتها ليييييييييش
فعلياً ترى روزة ما اذت الا نفسهاااا :( :(
ترفقوا حبتين فيها :lol:


لقاء سهيل وريسه موجع وأليم الله يرد كل حبيب لحبيبه
وهو راح لـ عند ريسه اول لان لو لاحظتوا
ريسه عندها معرفة مسبقة انه ممكن يكون حي
ف الصدمة بتكون اخف
ولا هو فعلياً واجه امه نورة .. وواجه جده صياح
اعز اثنين ع قلبه مع ريسه طبعاً


حبيبتي بلوماي تسلميلي ع المرور

لولوھ بنت عبدالله، 13-09-20 07:15 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله (بـ حلة جديدة-2020م) الفصل العشرون
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 3733028)
بروح اصلي بس فيه سؤال محيرني
ليييه سهيل راح لريسه قبل امه ؟؟
يعني المفروض انه يشوف امه قبل الكل والجمييييع !!!!!!!

لي عودة بإذن الله ...


حبيبتي شبيهة يسعدلي صباحج ي قلبي

سهيل شاف امه
وشاف يده صياح
قبل الجميع
لكن لان ريسه عندها معرفة مسبقة
ف الصدمة بتكون اخف ع قلبها اذا ظهر لها

عكس نورة
وعكس صياح

وسهيل بنلاحظ بعدين ان شاء الله
انه رح يظهر لناس معينة فقط
مو الكل مرة وحده

ادري نقطة "ان نورة امه هي الاولى من الجميع وهي لازم تكون اول العارفين" مهمة جداً خصوصا ان نحن البنات عاطفيات وفينا نزعة الامومة

بس واقعياً نورة ما رح تتحمل ظهور سهيل فجأة
لازم تمهيدات مسبقة
بنعرف اكثر ان شاء الله الفصل القادم ترقبوا جميلاتي

شبيهة القمر 13-09-20 11:17 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله (بـ حلة جديدة-2020م) الفصل العشرون
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3733048)
حبيبتي شبيهة يسعدلي صباحج ي قلبي

سهيل شاف امه
وشاف يده صياح
قبل الجميع
لكن لان ريسه عندها معرفة مسبقة
ف الصدمة بتكون اخف ع قلبها اذا ظهر لها

عكس نورة
وعكس صياح

وسهيل بنلاحظ بعدين ان شاء الله
انه رح يظهر لناس معينة فقط
مو الكل مرة وحده

ادري نقطة "ان نورة امه هي الاولى من الجميع وهي لازم تكون اول العارفين" مهمة جداً خصوصا ان نحن البنات عاطفيات وفينا نزعة الامومة

بس واقعياً نورة ما رح تتحمل ظهور سهيل فجأة
لازم تمهيدات مسبقة
بنعرف اكثر ان شاء الله الفصل القادم ترقبوا جميلاتي

اهاا يعني سهيل يبي يمهد لأمه عن طريق ريسه ..هنا ممكن نعذر سهيل هههههه

بس والله ظهور سهيل سوى لنا حمااااس واكشن ننتظر كيف بيطلع لعمه شاهين ولربيع اتوقع بيطلع لهم بالليل علشان يخوفهم هههههه👹👽👻
بيصيرون يهذرون باسمه على بالهم انه يتهيئ لهم هههههه وناااسه متحمسه لهالنقطه >>الفيس الشرير 😈😂😂 اتوقع عمه من كثر الخوف الي بيصيبه بيعترف بكل شي .

نارة اكثر وحده رحمتها موقفها لاتحسد عليه وهي تعرض نفسها لمنصور من جد موقف مؤلم ... الضعيفه منتظره منصور يبادر ويحل الوضع بالزواج مادرت انه صخر هههههه
بس زين بالاخير اعترف ان كلامها هو الرأي السليم

الان منصور وش عنده يبحث وراء ديدريك ؟؟
طيب لحظه الحين هالعائله ماعندها شي اسمه يخلق من الشبه اربعين !!يعني منصور من يوم شاف صوره ديدريك على طول قال في نفسه هذا سهيل ودعم وبغى يموت ..طيب يالاخو يمكن يشبه له ..ومو معقوله 15 سنه ماتغير ..
ابي اعرف كيف عرف منصور انه سهيل هل فيه علامه فارقه بوجهه جرح قديم ..حبة خال ..اي شي ...ياخي انا طلع لي فوق الاربعين الي يشبهون لي وأولهم القمر ههههههه:lol:

لولو ...الجزء يهبببل وبرجع اقراه مره ثانيه ...ظهور سهيل غير مجرى الاحداث 180 درجه ونااااسه ..تكفين لولو نبي نستمتع وهو يطلع لكل واحد بروحه .. 👻👻😈

مشكوووره ياقلبي على روح المتعه الي نعيشها معااك ..بإنتظاااارك 😚😚

ماه 14-09-20 03:35 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله (بـ حلة جديدة-2020م) الفصل العشرون
 
واخيرا سهيل ظهر ⁦❤️⁩ وادي حبيبته القديمة اتطلقت رغم اني حاباه مع جواهر بس حابه يختار جواهر وهو يملك الاختيار الفعلي

زهرة منسية 17-09-20 10:57 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله (بـ حلة جديدة-2020م) الفصل العشرون
 
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 24 ( الأعضاء 3 والزوار 21)
زهرة منسية*, ‏لولوھ بنت عبدالله،, ‏فيتامين سي

اسعد الله مساءكم بكل خير
اتمني للجميع سهرة سعيد مع آل صياح

لولوھ بنت عبدالله، 17-09-20 11:12 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله (بـ حلة جديدة-2020م) الفصل العشرون
 

(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



الفصـــل الحـــادي والعشـــرون



بعد أذان صلاة الفجر
منزل صياح بن احمد



اقتربت من والدها تريد تجفيف رأسه من اثر الماء بالمنشفة الصغيرة .... وهي تخفي بقوة آثار شحوب الصدمة بوجهها .. بعيناها .. برعشات صدرها .... تخفي آثار رؤية سهيل بعد الغياب الطويل

لترى الشيخ يبعد وجهه عنها ويغمغم: برايه خلي راسي

قالت ريسه وهي التي منذ دقيقة فقط اطفأت جهاز التكييف الخاص بغرفة ابيها: ابويه الحجرة بعدها بارده
وانت بعدك تعبان ... الزجمة مب زينة لك

اقتربت مرة أخرى واخذت تمسح رأسه وهي تكمل بعبوس: هذا يدود ابويه مب سبوح الله يهداك
قلتلك بدش وياك اساعدك ما طعت
(يدود = وضوء)



سألها فجأة وعيناه مخفيّتان خلف المنشفة وخلف كفوف ابنته: وينه ؟

ارتدت للخلف وهي تسأله بتلعثم: مـ منو ؟

رمقها بعيناه المشيبتان ثوانٍ كأنه يحاول استيعاب سؤاله
كأنه يحاول فهم سؤاله الذي خرج من فاهه !
اين هو ؟
اين هو ذلك الذي لم يفارق مخيلته منذ أيام !


ليهمس بـ اختناق ... بـ حيرة ... بـ خوف لم يفقه مصدره: مـ .. مـ .. ماشي ... برايج خليني اصلي

لملمت نفسها بـ ربكتها بـ ذعرها بـ خفقاتها المجنونة .... وتركت ابيها يصلي فرضه

أغلقت الباب خلفها لتسير بـ خطوات غير ثابتة

اين هاتفها ؟
يجب ان تتصل به .. يجب ان تأخذ منه وعداً الا يتركهم مرة أخرى
ان يعود
ان يحدثها بكل شيء حصل معه في الخمس عشرة سنة الماضية
كل شيء

حسناً ... لقد ارسل رسالة لها من هاتفه المحمول
اذا هي لديها رقمه ..


عندما دخلت غرفتها واستلت هاتفها ..... ضغطت على الرقم الذي اتتها منه الرسالة

وانتظرت لـ يجيب ابنها

لكن ...... لا مجيب !



،,



عندما سلم من صلاته وانهى ورده

اشتدت قبضة يديه على المصحف وهو يشعر بآلامٍ فظيعة بطول عاموده الفقري وساقيه

ما يزال يعاني من تبعات ازمته الأخيرة

ازمتة الـ..... ربـــــــــــــاه
احمـــــد
احمــــــــــــد

كيف فعلتهــــا ؟
كيف يا ولــــدي ؟

لقد ربيتك على بسم الله والله اكبر
ربيتك على سبعٍ من المثاني والقرآن

توضأت قربي عمراً
وصليت خلفي سنيناً

ما ان أكبّر تكبر
وما ان اسلّم تسلّم
كيف فعلتها وكفرت بالحي الذي لا يموت ......!

علّمتك ان اذنبت تستغفر
لكن ذنبك لا مغفرة له
لا عفو ولا استغفار ينفعك الان

ليتني علمت قبل الطوفان
لأجرّك كالشاة معي

لكن ما الحيلة وانا الآن كـ نوحٍ الثاني ؟
ما الحيلة وانا اشعر بخزيٍ ورعبٍ كالجمرات ..... اشعر بالخجل من الله

ذنب من كان ؟
ذنبي ؟
هل كان ذنبي انا يا الله ؟!


جحظت عيناه بـ بريق الألم الماكن ... وهو يتذكر ما حصل معه قبل أيام
قبل ان يخرج من المستشفى بسويعات قليلة
موقف حصل معه جعله يخرج شيئاً فـ شيئاً من حالته النفسية السيئة بعد أسابيع مكفهرة سوداء لا وصف لها الا الموت



قبـــل أيـــام فـــي مستشفـــى العاصمـــة
وقت الضحى



مر من باب غرفته الموارى احد الرجال
فـ توقف الأخير وهو يتعرف على هوية الشيخ الراقد على السرير

اقترب من الباب وهو يصدر صوتاً رجولياً رناناً: هود هود

بعفوية بالغة ... استقام الجد بظهره قدر استطاعته وهو يهتف مجيباً: قربوا قربوا
ما من غريب
قربوا

دخل الرجل الذي يقارب ابناءه سناً
وهو يهتف بذات صوته الرنان القلق: عمي صيااااااااح ؟!!
انا يوم مريت من الحجرة وطاحت عيني عليك شكيت انك هو ما غير
افااا افااا سلامااااااات سلامااااااااات


في البداية اشتدت أعصاب الشيخ يريد تذكر الرجل
والحمدلله ان ذاكرته لم تخنه هذه المرة
فـ تراخت اهدابه وهو يتلقى قبلة الآخر على رأسه وهو يخفي توتره وارهاق جسده

ثم غمغم بـ تعابير هادئة لطيفة: مرحبا مرعي .. شحالك ابويه شعلومك ؟؟؟
شحوال ابوك وخوانك ربهم كلهم بخير ؟؟؟

أجاب مرعي وهو يمسك مقعد صغير ويجلس قربه: مرحب لا هان يالغالي .. كلهم بخير وسهالة يطولي بعمرك
خير خير ما من شر .. شحقه مرقدينك عمي ؟؟؟

اشاح الشيخ صياح بيده وهو يهتف بـ ضجر الكبار وسخطهم الذي لا ينتهي: ما عندهم سالفة يا ولديه .. يبون حيّة عسب اترقد
الشرهة عليّه اللي مسولهم سالفة
(حية = حجة)

اسمحلي ابويه ماروم اقهويك تـ....

قاطعه الرجل وهو يقف ويمسك دلة القهوة ..... وقال: يعلني افداك عمي
انا اللي بقهويك بيديه



واخذت الاحاديث تتأرجح بين الاثنان مخفياً الجد حقيقةَ انه لا يتذكر أي من ابناءه هو صديق مرعي

اهو شاهين ؟
حامد ؟
او
احمد !!!!!


فـ سأله بعفوية ظاهرية: يا حيك يا مرعي ... وشعلومك بعد ؟
سنين ما ريناك ... نتخبر عنك ... وربيعك يتخبر عنك

اتسعت عينا مرعي بـ تفكه "وهو الذي عُرف منذ صغره بـ خفة دمه وبساطة حديثه"
ثم قال: وابوووووييي يا عمي صيااااح ..... ما تيوز عن سوالفك
بعدك تحب تزيّغ العرب ..... مبونكم يا قوم صياح مخاوين الين الأزرق

ضحك الجد صياح ليكمل الرجل حديثه بنبرته الكوميدية: تباني ألحق احمد الله يرحمه ؟ اميييييه تباااااني ... اطّالع الله واطاااالعني في هالدنيا

قهقه الجد بـ صوت خفيض ثم سعل وهو يحاول التمسك والسيطرة على هلعه المتصاعد في روحه



اذاً هو صديق احمد ..... هل ........ هل يعلم بما حصل ؟
من طريقته في الحديث ... يبدو انه لا يعلم



بعد تردد ... استجمع قواه وسأل: انت كنت وياه قبل لا يتوفى ؟

أجاب مرعي بـ عفويته وبساطته: لا عميييه ... شو نسيت ؟؟؟ انا كنت في مصر اكمل دراسة .. جاسم ومهنا كانوا وياه
كانوا رباعه ما يتفارقون موليه

تنهد بـ حسرة ..... واكمل: جاسم توفى من سنة ونص .... الله يرحمهم يميع ويرحم موتانا وموتى المسلمين

الشيخ صياح: لا حول ولا قوة الا بالله .. انا لله وانا اليه راجعون
شقى مات ؟

مرعي: في الحي توفى ... بسبة التزاحم والتصادم بين الحجاج

همس بـ صوت اجش: يعله في الفردوس الأعلى مع الانبيا والصديقين

: اللهم امين

بعد تردد ... وارتباك مريع في خفقات قلبه
قال: عندك رقم مهنا ؟

: هي هي معلوم عمييي .. عندي رقمه واتواصل وياه بين فترة وفترة

ثم أعطاه الرقم ويبدو انه لم يشعر بالتوجس من طلب الشيخ صياح الغريب

جلس معه مرعي لـ دقائق أخرى ثم استأذن منه مع وعد ان يزوره المرة الأخرى مع ابيه واخوانه


بعد انصراف مرعي ..... اعتدل بجلسته
ثم استل هاتفه ..... واتصل بـ مهنا
ليطلب منه بعد السلام وتبادل الاحاديث الخفيفة
ان يأتيه للمنزل غداً صباحاً اذ انه بعد ساعتين سيخرج من المستشفى كما قال له الطبيب

وعندما اتاه زائراً للمنزل .. بعد ان تأكد من خلو المنزل الا منه .... حصلت المواجهة المحتومة
والحديث الذي لم يسبق له ان خاض مثله في حياته !



وياليتــــــــــــه لم يتصل بـ مهنا
بل ياليته لم ير مرعي

ياليته اكتفى بالرسالة فقط
لكان قد عاش باقي عمره يحاول عشم نفسه ان الخط ليس بخط احمد رغم ان الحقيقة هي ان الخط
هو خط احمد

لكان قد عاش باقي عمره وهو يتأمل ان آخر كلمات ابنه كانت لا اله الا الله مهما جرى ومهما حصل

لكن "ليت" لم تعمّر ابداً "بيت"
فـ مهنا قد صفع جبينه بحقيقةٍ مغايرة !

قال الأخير له وهو يحمل بصوته الكثير والكثير من الاوجاع .... قالها بصريح العبارة: كنت على راسه يوم الله بغى امانته ..... كنت في الموتر اللي ورا الموتر اللي دعمه ..... حاولت ألقنه الشهادة
حاولت وربي يشهد ... حاولت لـ آخر ثانية انه يتوفى على دين محمد صل الله عليه وسلم
لكنه مسكني من رقبتي قو ....... زغدني يا عمي .... زغدني بيدييييه
ووو......

ليردف بصوت مختنق ..... بـ صوت قلبه المنفطر على حال صديقه: تفل بـ ويهي
ومات
ما رمست .. ما تكلمت ... كنا انا وجاسم متعاهدين ما نقول حق حد اللي احمد مر فيه .. خلينا السر في يوفنا
حتى ما قلنا حق مرعي خوينا


سكت للحظات وكأنه أراد قول شيء ما ........ لكنه تراجع
ثم بلع ريقه واكمل حديثه السابق: لو انك ما اصريت عليّه ارمس يا عمي صياح
جان ما رمست والله .. لا لك ولا لأي مخلوقٍ كان



عاد لمرارة واقعه .... لـ رعشات قلبه ونواح "نوحٍ الثاني فيه"

في خضم عذاباته واحزانه ..... تراخت عيناه المرهقتان المتجعدتان وهو يتذكر الصندوق الذي سبق وان سأل ربيّع عنه

لكن الأخير قال له ان العم جابر قد اخذ الصندوق عندما وجدوه مغشياً عليه


قطب الشيخ صياح حاجبيه بـ استياء وعصبية
الى الآن لم تأتي له الفرصة المناسبة للذهاب لـ أخيه جابر واسترداد الصندوق
يجب ان يتخلص منه .. ومن الرسالة ومن تلك الصور وذلك الخاتم
يجب ان يتخلص من كل اثرٍ لـ مصائب احمد !



،,



اليوم التالي – وقت الضحى



خرج من سيارته الفخمة ليدخل احدى الوزارات الحكومية لملاقاة صديقه صاحب المنصب العالي
ويتقهوى معه
حاز على كل شيء أواخر السنين التي مضت

المال والمكانة والأملاك ومصاحبة عليّة القوم

نسبَه بحد ذاته وثروة ابيه ببيوتهم المتفرقة ومحلاتهم التجارية الكبيرة ومزارعهم الضخمة المنتشرة في شمال البلاد
اضافةً لاعتزال ابيه واخيه حامد الحياة الاجتماعية اخر السنين
وانتقالهم من البلدة القديمة الى العاصمة
كل تلك العوامل اتاحوا المجال له لبزوغ شخصه بين جميع اطياف المجتمع

وحان الان فعل ما خطط له اخر سنتان

وهو الدخول للمجلس الوطني ويصبح عضواً مهماً فعالاً فيه
فلا ينقصه شيء ابداً
وبالفعل اكمل الاجراءات الضرورية كي يخوض الانتخابات


غضن جبينه بانزعاج شديد .... شيء واحد فقط يعكر صفو مزاجه
الخناجر
خنجره وخنجر ابنه
اين
من اخذهما ؟ ..... بالاحرى من قام بسرقتهما ؟

بعد انتهاء ميعاده ..... عاد لسيارته
وقف وهو يلاحظ كيس مخملي متدلي من المرأة الجانبية

امسك الكيس ودخل بسرعة لسيارته ...... وبعد ان جلس وارتخى بجلسته

فتحه ليرى ما بداخله .... كانت علبة متوسطة الحجم كـ علب الساعات الثمينة

فتح العلبة بهدوء



ليصرخ فجأة بفزع مريع وهو يرميها على المقعد المجاور

تلونت مقلتاه بلون الدم المنعكس

وهو يحدق بـ بقايا الافعى ...... ودماءها المنتشرة في كل مكان في سيارته وعليه كذلك

ظل يصيح بخوف وقرف غير مستوعب ما يراه .... حتى سقطت عيناه على بطاقة بيضاء اتسخت زاويتها بالدماء


استلها بتوتر شديد
وقرأ ما فيها


"سنين وانا محتار
بين اني اصفح ..... او انتقم
تعرف يا شاهين شو اغرب شي آمنت فيه في خمسطعشر سنة من حياتي ؟؟
ان البني آدم عنده فرص كثيرة للصفح
بس ما عنده الا فرصة وحدة للانتقام
فـ الافضل ينتهزها ان قدر ..
وبالمناسبة .. خنيرك رِدي .. سنّيته لين غدا حاد ويقطع"



بلا مبالغة ... شعر بأوصاله ترتعد وتتراخى شيئاً فشيئاً

افعــــــــــى !!!!!



جحظت عيناه وعقله يعود للوراء خمس عشرة سنة



ماضٍ يتحدث


واقفين ثلاثتهم امام المستودع القديم
ليقترب حامد محذراً بوجه شاحب غاضب: خلوه لحد يدش عنده ... تسمعني ربيع ؟؟ تسمعني يا ابوه ؟؟
خلااااص .... اللي ياااه من الضرب يسده

تقدم ربيع الذي رغم توتره وخوفه المتصاعد .... هتف بعصبية: الامام عبدالكريم معصب يقول تأخرنا في العقاب

وجه كلامه لأبيه: ليش يدي يماطل ؟؟؟

شاهين: رد علييه يا حاامد ... الشيخ صياح ليش يماااطل ؟؟؟

هدر حامد بقهر عظيم: ما يماااطل ما يماااطل .... انتو شوووو من بشررررر !!
حسوا فيه شوي ... حسوا انه ابو قبل كل شي وما يرووم يقرر بسرررعة

اقترب ربيع يهتف من بين احقاده/غليان روحه: لازم يقرر واليوووم

صرخ فيه حامد: انثبر انت وانجعممممم

اقترب شاهين من الباب الضخم العتيق وهو يقول: بدش عنده

قال حامد يريد منعه: شو تبا تسوي ؟

: ما بسوي شي .... ابا اشوفه بس

حامد: شاهين خاف الله فيه ما يزداااد ... الولد منهد حيله وطايح من كم يوووم

شاهين: اوهوووووو حامد خلااااص .... قلتلك بشوفه بس
ردوا بيوتكم انتو


انصرف عنهم حامد وهو يغمغم ويحولق بـ انهاك ضميري وعذاب لا قبل له ولا بعد

كذلك انصرف ربيع وكله رجاء الا يتأخر جده اكثر في اتخاذ قراره

دخل هو على سهيل ... بخطوات الشيطان والفرعون والنمرود

ما ان اصبح امامه ... حتى اخرج من جيبه كيس قماشي
واخرج ما فيه


كانت افعى



لتبتسم عيناه شراً
شراً ونشوةً وهو يتخيل كم سيكون صراخ سهيل كالنغمات والموسيقى على مسامعه المنتقمة
اجل ..... سهيل كان لديه خوف مرضي من الثعابين ... بحيث انه بمجرد ان يرى ثعباناً ينتفخ وجهه وعنقه واطرافه ويبدأ بالارتعاش
ويبدأ يصرخ بطريقةٍ لا يستطيع السيطرة عليها
حالة نفسية لازمته منذ ان كان صغيراً اثر حادثة حدثت له ليلاً لوحده عندما ذهب للبر وكل العائلة للتخييم والترفيه



رمقه بـ عينان الحاقدتان ..... كان جالساً على الارض يسند ظهره ورأسه على الجدار

مرهق حد النخاع مجهد النفس والروح حد الرمق الأخير

ما ان راى الافعى تزحف اتجاهه حتى انتفض بجلسته وداهمته الحالة

نهض وهو يريد الهرب لكن رجلاه خانتاه
فسقط مهزوماً مرعوباً متألماً


اما شاهين
فـ ضحك بكره جنوني ..... ثم خرج واقفل الباب خلفه





حاضرٌ يتحدث



لا
لا لا
مستحيل
مستحيل ان الذي يفكر به ........... حقيقة !
مستحيل


اخذ على نحو هستيري يمسح الدماء من ثوبه بمحارم ورقية
حركة خرقاء منه جرّاء ذعره ... اذ انه يستحيل عليه تنظيف ثوبه من الدماء بهذه الطريقة

خرج من سيارته وهو يبحث بعيناه علّه يتمكن من معرفة من وضع الكيس
لكن دون جدوى


: خير خير يا عم فيك شي ؟!

تلعثم شاهين وهو يرى شاب ما ... يقترب منه بقلق ويحدق بالثوب المتسخ بالدماء ..

هز شاهين رأسه نافياً بارتباك عارم ووجهه شاحب اصفر ...... ثم دخل سيارته وشغّلها وطار بها هارباً من كل ذكرى تتعلق بـ ابن أخيه ..



،,



خرج من النادي الرياضي وهو يشرب عصيره الطازج ليرن هاتفه .. فـ كان زميله الذي يمسك معه قضية عصابة الادوية


: محمد حصل اتصال بين ربيع وجماعته

هتف محمد مستفسراً: شو قالوا ؟

: تعال المركز وبقولك

: تمام عطني ساعة يلين ارد البيت واتسبح وابدل

: تمام اترياك



بعد ساعة ... وفي مقر العمل



اقترب محمد من زميله متسائلاً بتشوق: شو بوغنيم قولي .. اسمعك

وقال له زميله تفاصيل المكالمة بين رجل العصابة وربيّع ... وتهديده بإبنه

قال محمد بغمغمة غاضبة: الخسيس

اومئ زميله برأسه ..... ثم قال بعد تردد قصير: محمد عندي سؤال واسمحلي اذا تعتبره فضول

عندما شد الرجل انتباه محمد ... اكمل متسائلاً: ليش تبرعت انت تسافر ورا ام حامد ؟ المهمة كانت موكلة لـ زميلنا حمدان أصلا ؟


عقد محمد حاجبيه بـ ضيق
آخر ما يريده الآن أسئلة الزملاء التي لا تنتهي
بالطبع لن يخبره انه قد اخذ المهمة بطلب خاص من سهيل بن احمد
الذي كان على علم مسبق بـ امر العصابة وما ينتوون فعله بـ ابنة عمه



عض شفته بـ مشاعر حارقة
حارقة جداً
ما ان يتذكر انها كانت في يومٍ ما كانت خطيبة سهيل ... يشعر بأوردته تتعارك على نحو قاسي

ما يسمي هذه الحالة ؟
غيرة ؟
تباً

اجل ................... انها الغيرة
الغيرة على امرأة للتو تطلقت وما تزال في العدة

كم انت معقد يا محمد وغريب وشاذ بتركيبتك ...... حتى بـ عواطفك

تغار من خطيبٍ سابق ... خطيب حي في عداد الموتى
ولم تشعر بالغيرة من زوج كانت على ذمته وتحت دفتر الاسرة الخاص به

شخر ساخراً بصمت
شتان
شتان بين الذي يراه رجلاً حقيقياً
وبين من يراه ذكراً هلامياً وهمياً



لذلك شعر بالغيرة من سهيل
ولم يشعر بها مع ربيّع !



ماضٍ يتحدث



وضع قبعته الثقيلة على رأسه يحمي نفسه من برد لندن القارص
لينفث هواء أنفاسه بيده يريد تدفئة نفسه قليلاً
ما الذي عليه فعله الآن
الزميل الذي كان يشاركه غرفته المستأجرة قام بسرقة كل ما يملك وهرب
حتى سيارته وجوازه

انقطعت فيه السبل ويجب عليه الذهاب الى السفارة وطلب مساعدتهم ليكمل طريقه نحو أحلامه العالقة في الغربة

يريد اكمال دراسته وتأسيس مستقبله بعيداً ... بعيداً حتى عن ابيه الذي غدا تحت التراب الآن .... بـ خاتمة مروعة مخيفة يسأل الله ألف مرة تجنبها

اخفى نصف وجهه بياقة كنزته الصوفية واسرع خطاه يريد اللحاق على الموعد المنتظر

فجأة شعر بأحدهم خلفه
وما كاد يلتفت ليراه حتى دفعه من ظهره واشهر السكين على عنقه مهدداً إياه باللغة الإنجليزية ان يعطيه ما يملك

لا يملك شيء حرفياً .... لكن على ما يبدو هيئته العربية اثارت الطمع في نفس النشال الإنجليزي

قال باختناق يريد دفع ذراع الرجل عن عنقه: لا ... لا املك شيء أيها الحقير

: اخرس واعطني ما لديك هياااا

دفعه محمد بغضب عارم وهو يصرخ: قلت لك لا املك شيئاً الا تفهمممممم ؟؟؟
آآآآآآآآآآآآآخخخخخخخخخخ

خدش عنقه بالسكين وقبل ان يكرر النشال تهديده كان احدهم يدفعه برجله من الخلف ويرديه ارضاً

سقط محمد على الأرض وهو يكاد يفقد وعيه

هرب النشال عندما احس ان خطته قد فشلت .... لينزل الرجل المنقذ على ركبةٍ واحدة ويقول لـ محمد بنبرة مستعجلة بلسان انجليزي: امكث مكانك ولا تتحرك
سأجلب سيارتي لأنقلك لأقرب مستشفى


وسط صدمة محمد من هوية الرجل الذي انقذه للتو
وسط ذهوله من كمية الدماء المنبثقة من عنقه رغم انه يعلم ان الخدش لم يمس مكان حساس وهذا بفضل الله وحده

هز رأسه بـ إعياء وظل مكانه حتى اتى الشاب بسيارته وذهب به بسرعة الى اقرب مستشفى


ما ان استفاق من اثر مسكن الألم حتى نطق اسمه بعفوية: سهيل

اقترب منه سهيل وجلس على المقعد المجاور ... وقال بصوت لا مشاعر فيه ابداً: انتَ بخير .. كان جرحاً سطحياً

رغم استغراب محمد من ان سهيل يتحدث معه بالانجليزية

الا انه اومئ برأسه وقال يجاريه بذات لسانه: اعلم

ثم اردف بامتنان وهو يحاول الاعتدال في جلسته: شكراً سهيل .. ممتن لك كثيراً



ظل سهيل صامتاً يتأمله
وألف سؤال حارق يتأجج في دماغه
منذ اشهر قليلة استعاد ذاكرته ..

لكن لمَ محمد يعامله بشكل طبيعي وكأنهما تفارقا ليلة البارحة ؟؟

يعلم ان محمد قد غادر البلدة القديمة قبل سنة من المكيدة التي وقع بها
وبالطبع هو "سهيل" كـ غيره من أبناء البلدة لا يعلم بالاسباب .. لكن ومن طريقة محمد في الحديث ولطافته واريحيته وعدم نفوره وصدمته ...

يبدو انه فقَد كل أنواع التواصل مع اهله وأبناء البلدة


لم يبالي .... فعلياً فقد قدرته على المبالاة تماماً
يعيش حالة تبلد فظيعة .... ويجهل كيف يخرج منها !

عدا انه يعلم حقيقةً واحدة فقط
انه اصبح يبغض العربية بكل لهجاتها ... لا يعلم هل هي حالة نفسية مؤقتة ام ستدوم !

بمقابل هذا ..... اصبح يتشرب كل لغات دول أوروبا
الإنجليزية الهولندية الألمانية الفرنسية والقائمة تطول
اصبح كالرجل الآلي
يعمل .. يأكل .. ينام ......... يعمل .. يأكل .. ينام
هكذا على مدار اليوم ... طيلة أيام الأسبوع




قال بصوت مقتضب وهو يقف: سأنصرف الآن


كان محمد محرجاً .. وبقوة ..... لم يعتد طلب المساعدة من احد .... حتى المال الذي جمعه من عرق جبينه ليأتي الى لندن باحثاً عن مستقبله
كان كله بجهده الخاص ... كان يعمل ليل نهار
واحد وعشرون ساعة كل يوم ... حتى نهاية الأسبوع لم يكن يرتاح خلالها

لكن هذا سهيل
ويعلم الله كم هو معجب بـ شخصه وخُلقه
رغم انه الآن يشعر بالتوجس من تغير شخصيته وتصرفاته الغريبة

ناداه بتوتر: سهيل

التفت إليه بصمت ... ليكمل محمد بذات توتره وحرجه لكن هذه المرة بلسانٍ عربي: بغيت فزعتك يا خويه

اقترب منه سهيل ليهتف بعفويةَ صوته الغليظ .... عفوية خرجت مع نقاء طينته ورجولته: انت تامر يا محمد ... قولي شبلاك ؟؟ شو محتاي ... خبرني

تلعثم بحرج وقد بدأ توتره يخف عندما سمع سهيل يحدثه بالعربية: والله ماعرف شو اقولك .. انسرقت .. حتى يوازي اسرقوووه ووو...

قبل ان يكمل .... كان سهيل يخرج بطاقته المصرفية .... ويقول بصرامة: خل البطاقة عندك

: لا لا

قاطعه بصرامة اشد: خلني اكمل رمستي .. خل هالبطاقة عندك .. وانا بروح اخلص كمن شغله وبييك لا تتحرك من مكانك
خلاف بتيي وياي ونحل مشكلتك في السفارة
تمام ؟

قال محمد وهو يحك عنقه بحرج شديد: لا حول ولا قوة الا بالله .... تحرجني يا سهيل

تجاهل سهيل كلماته ...... وقال باقتضاب قبل ان ينصرف: شي أخير ..... اسمي ديدريك ..... ديدريك وبس



حاضرٌ يتحدث



وسط دوامة أفكاره المشتعلة ...... تنفس الصعداء وابتسم بمجاملة ثم أجاب زميله الذي ما زال يقف امامه ينتظر الاجابة: فاضي وما عندي شي يا بوغنيم ... هذا هو السبب بس

حك ذقنه .... ثم اردف بصرامة: ما علينا شو بنسوي الحينه ؟

اجابه زميله ابوغنيم: بنسوي كمين ... شرايك ؟ نحن عيزنا ونحن ندور على مواقع بضايعهم
وما قدرنا لين الحين نحصل دليل يدين الراس العود اللي يمولهم

اسند ذراعه على رأسه المقعد الجلدي ... واكمل: شرايك بـ كمين ..... والطعم ربيع ؟

اسند محمد كلتا ذراعيه على الطاولة وقال بحزم: هاي الفكرة سبق وتناقشنا فيها .. لكن عطني تفاصيل .. اشرح

وأخذ يشرح له زميله الخطة التي تتراقص بزهو ماكر في رأسه

بعد لحظات ... قال محمد بموافقة: حلو ... عيل نتوكل على الله

ثم استل هاتفه بخفة يريد الخروج
لكن توقف وهو يسمع احد الضباط يهتف بغضب شديد لزميله المناوب ويبدو انهما يتحدثان عن قضيةٍ ما:
حسبي الله عليه هو وربعه
مغتصبين مراهق وضاربينه ... والحين مرقد في المستشفى يطلب رحمة الله



اسودّ وجهه ألماً
ألماً ملؤه العذاب والذل

ماذا يا محمد
أتذكرت والدك وافعاله السقيمة بخلق الله ؟
اتذكرت ما اكتشفته وعلى اثره هربت من البلدة تنجو بنفسك وبما تبقى لديك من كرامة واعتداد نفس ؟؟



ماضٍ يتحدث



منذ فترة يلاحظ خروج ابيه مع جوهر بين وقتي المغرب والعشاء ... ثم من العشاء وحتى قرابة منتصف الليل
عادة شبه يومية

إلى أين لا يعرف

في البداية ظنّهم يرتادون حلقات دينية في منطقة أخرى .. او لديهم مشروع خيري يرتبونه ويتجهزون لإكماله

لكن توجسه وشكه لم يتركا قلبه وشأنه
لذا قرر هذا المساء ملاحقتهم واكتشاف ما يحدث

وياليته لم يفعل !

فبعد ملاحقة طويلة على الاقدام ..... رآهم يدخلون الى بيت صغير من طين .. قديم جدًا ومتهالك ..... قرب احدى المقابر

وهناك رآى من بعيد مالا يصدقه العين والحواس وفطرة الانسان ... اذ ان احدى فتح التهوية كانت مفتوحة بلا غطاء ويبدو ان البعض تهاون في اخذ احتياطاتهم السقيمة

وقبل ان يلحظ احدهم وجوده

هرب وهو يسيطر على معدته كي لا يخرج كل ما اكله منذ الصباح

لكنه فشل
فارتمى قرب اقرب شجرة ..... واخرج كل ما في كبده
حرقة وصدمة لا حدود لهما



حاضرٌ يتحدث



سار بسرعة وكأنه يريد الهرب من زملاءه ... كأنه لا يريد منهم ان يسمعوا خواطر نفسه المكسورة
المجروحة في الصميم



،,



مســــاءاً



جابت غرفتها ذهاباً واياباً
والتفكير بكل الأمور التي تمر بها يرهقها وينهكها

مالذي يحصل معها بحق الله ؟
لم الأذية من الناس ؟ لم الاشاعات والتلذذ بسمعة العفيفات ؟

توقفت وهي ترى حامد الصغير يتقدم ويطلب منها المبيت في منزل خاله خليفة فوافقت

لتقرر هي استغلال الفرصة وتطلب من هزاع القدوم إليها لتستشف منه مستجدات القضية




بعد العشاء ... غرفة المعيشة



جلست قرب مديه وقالت لابناء هزاع: يا عيال تبون تروحون بيت عمكم خليفة عند الباجيين ؟

قفزوا فرحاً وقالوا: هي هي نباااا

وقف هزاع وقال: نشوا بوديكم انا مشي

قالت مديه باهتمام: ودهم بالموتر حر عليهم فديتهم

رمقها بسخرية لطيفة ... ليضرب ظهورهم بخفة ويقول: البيت جريب .... شحقه الموتر ؟!
خل يتحملون الحر شوي هاييل رياييل
صح ولا لاااا يا شبااااااااااب

هتف الولدان في ذات الوقت: صححححححح

ما ان خرجوا حتى جرت روزه كف مديه وهي تهتف بمكر باسم:
خبرتيه ؟

: شـ شو...

نكزت يدها بمكر وهي تقول: مديووووه

احتقن وجهها وهي تومئ برأسها ... ثم قالت ببسمة خجولة:
باين علي يعني ؟

: هههههههههههههههههههههههههههه هيييييي
انتي يوم قلتيلي في الواتس انج بتكنسلين حجوزات التصوير وبتكتفين هالسنة بالدراسة استغربت
بس يوم شفتج الحينه ... وشفت ويهج وتعبج
عرفت السبب ههههههههههههههههههههههههههههههه

ضربتها مديه بحرج باسم ... مسترجعةً بذاكرتها وجه هزاع المذهول
هزاع الذي طار بها للسماء ما ان علم بـ خبر حملها .... طار بها وحلّ ورقصت شفتاه زهواً بين شفتيها وعنقها وكفوف يديها

: لا تضحكييييييييين

احتضنتها روزة بحب وقالت: وااااايه فديت ختيه بتستوي مامااااااا

ثم همست بصدق: الله يعوضج يا رب انتي تستاهلين الخير كله



يالله .... وهي تحتضن مديه
اكتشفت كم كانت انانية حد انها لم تقف بجانبها مع فشل زواجها الاول
مع ادراكها التام ان مديه لم تخرج من ذلك الزواج الا بروح انثى محطمة ورحم يجوع الضنى والأمومة

وعندما تزوجت مديه اخيها هزاع .... ومرت السنون بهم
لم تحاول الجلوس معها ومساعدتها اذ انها كانت تلاحظ ان الاثنان يسيران في علاقة زواج غريبة

علاقة لا تمت للازواج الطبيعيين بصلة
خاصةً عندما كانت تتواجد سعاد طليقته معهم في العزائم والاجتماعات العائلية


سعاد
تلك المرأة التي لم يستسغها اي فرد من آل صياح .... من كبيرهم الى صغيرهم
لكن تعترف ان طلاقها من هزاع جاء صادماً لها ولوالديها والجميع


همست روزة بحزن: آسفة مديه ... آسفة لاني نسيت اللي حولي وانشغلت بروحي السنين اللي طافت

مديه باستنكار رقيق: شو هالرمسة روزه عييييييب ما مبينااااا
كلنا انشغلنا ولهينا وخذتنا الدنيا مب بس انتي ..... حتى انا لازم اعتذر منج

هزت رأسها بخيبة شديدة واكملت: واعتذر بسبّة ربيع اللي اذّاج ومرمط عيشتج
وايد متضايجة عشاااانج .... واااااااايد
الله يهديه ويصلحه

تنهدت روزة ثم اردفت بابتسامة مقتضبة: صار اللي صار يا ختيه انتي مالج خص ... المهم .... خلينا من هالسوالف ما نبا زعل وضيج
قوليلي .... حرابة وين ؟؟

مديه: مسافرة شغل

قالت روزة بضيق: خاطري اكلمها .... بسسس

مديه بنبرة جادة: صح انا احب حرابة بس قلتها مرة في ويهها
هي غلطانة في حقج ..... وشو يعني خذتي ربيع .... وين الغلط ؟؟


سكتت روزة وهي تخفض اهدابها بمرارة ..... مديّه لا تعلم بما حصل في الماضي
لا تعلم انها وحرابة الوحيدتان من شهدتا في الماضي محاولة ربيّع "قبل حادثة سهيل" قتل الأخير عند منحدر جبل

هذا طبعاً مع محاولات ربيّع نكران الشيء .. في المقابل هي نفسها لا تعلم ما الحقيقة

أكانت حقاً محاولة قتل
او مجرد انقاذ كما قال !

قسم ربيع المتكرر المنفعل ذلك اليوم جعل الامر يلتبس عليها



ماضٍ يتحدث



صرخت به حرابة وهي تكاد تهجم عليه بالحجر المسنن بيدها: شفتك بعييييني تبا اطيحه

ربيّع بارتباك عارم: ا ا والله لااا ..... والله لا يا سهيل ..... لا تصدقها

هدرت وهي تنظر لـ روزة المحدقة بالجميع بخوف وتوتر: رووووزة
شفتيه بعينج ولا ما شفتييييه !!!

رمقتها روزة بتوتر وهي تغطي شعر رأسها بإحكام ... كانت في الأصل آتية تركض خلفها تريد اخذ تسجيلات الأغاني الخاصة بها منها ... فـ سمعتها وهي تصيح محذرةً سهيل

قالت بصدق لـ سهيل: شـ شفته يرفع ايده صوب ظهرك يا سهيل .... بس .... بس ماعرف شو كان في نيته يسوي

انتفخت اوداج حرابة بقهر جنوني اذ انها لا تمتلك دليلاً على ما تقوله

قال ربيّع مدافعاً عن نفسه وهو يكاد يشتم ابيه بقرارة نفسه على فكرته المجنونة: قسم بالله كنت أبا ايّرك صووبي عسب ما اطييييييح
قسم بالله وراااااس امي وابوووووي يا سهييييل
(تذكير = لا يجوز الحلف بغير الله)


اخفض سهيل عيناه بتفكير عميق يخفي ما يعتمل روحه
ثم رفع عيناه ليقول لـ حرابة الثائرة الغاضبة: حرابة ربيّع اخونا
مستحيل يفكر يأذيني

صرخت حرابة بـ قهر جعل صوتها مبحوح: اتجذذذذب عيوووووني يا سهيييل !!!
اتجذبني اناااا وتصدددددقه ؟؟؟؟ اقولك شفته من بعيد وهو يحاول يدزززك
كان يبا يجتلللللك

نظر سهيل لـ روزة بمشاعر عاتية
ثم قال وهو يقترب من حرابة التي ترتعش من شدة الانفعال ...... يريد تهدأتها: خلاص حرابة
ما حصل شي
انتي كنتي تتوهمين بس
ربيّع اخويه ومستحيل يأذيني
اهدي خلاص



حاضرٌ يتحدث



انزلت جبينها بـ مرارة شديدة
سهيل كان شيء عظيم في قلب حرابة ولا زال .... اذ انها لا تعلم بأسباب موته الحقيقية
لذلك غضبت الأخيرة وثارت عندما علمت انها ارتضت بـ ربيع زوجاً لها
ولهذا فقط هي تشعر انها تتفهم حرابة وتريد لقلبها القاسي ان يحن ويلين من ناحيتها ..

فيبدو انها هي نفسها بالنهاية ... اكتشفت فداحة فعلتها بموافقتها على تلك الزيجة !



قالت روزة بتلهف .... وهي تستقيم بجلستها: اتصلبها ؟ ماعرف عندي احساس انها بترد عليه

مديه: رقمها الرئيسي مغلق ... صبري بعطيج رقمها اللي دقت عليه منه


بعد لحظات من الترقب المتلهف
رفعت حرابة الخط

لتقول روزة بقلب خافق: سلام عليكم

واجهت روزة بالصمت ..... الى ان قالت بجمود تام: شو تبين ؟

قالت روزة معاتبة: ردي السلام اول يالجاسية
(الجاسية = القاسية ... بعض الكلمات التي تحوي حرف القاف تُقلّب لـ حرف الجيم في بعض مناطق الدولة)



: شو تبين ؟

ارتعش فكها بـ وجع عارم .... لتهمس وعقال قوتها ينفلت: حرابة ... حرابة تعبانه انا
والله تعبانة ...


صمت حل فوق رؤوس الاخوات الثلاث
تراخت تعابير ام المسك بحزن وألم

بعد صمت قارص ...... قالت حرابة بقسوة: كنتي تقدرين تاخذين سِيد سِيده .... لكن دومج تمشين ورا عنادج وجهلج

انفجرت روزة وهي تبكي بمرارة حقيقية: ظربني حرابة .... ظربني وسبني يا ختيه
وقال عني اشيا ما تنقاااال
ما بستحي من مديه .... هاذيه عندي وتسمع كل شي عن اخوهاااا

: من يومج تفرين الرمسة فر .... وما تهتمين لمشاعر حد

صاحت بقهر ... وبحسرة:
هي انا جييي ... انا جييي ... انااانية مغرووورة ثوووولة ما يهمني الا نفسي وبسسس
وانتي تعرفين هالشي ... ومديه تعرف ... يمكن عسب جي انا استحقيت ربيع في حياااااتي


ابتسمت مديه بشحوب وهي تهز راسها فاقدة الامل من هاتين المجنونتين .... من غرابة المشهد كله ..... ومن غرابة الحوار المضحك المبكي

: اخلصي روزة ..... شو تبين داقة ؟

هتفت روزة بعصبية ودموعها ما تزال تنهمر: وينج انتي ؟ شو مودنج افريقيا الحينه ؟
ردي تعاااالي ..

همست مديه لنفسها وهي تكتم ضحكتها: بتسكر الخط في ويهها



وبالفعل اغلقت حرابة الخط بوجه روزة

فانفجرت مديه ضاحكة: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه اعرفهاااا خبز ايييييدي .... مرة ثانية اذا تبين تعبرين عن شوقج حق حرابه
عبريه جدامها ... فيس تو فيس
لان لو تلفون صدقيني بتتحراج تتعدين حدود مقامها السامي
ههههههههههههههههههههههههههههههه


غمغمت روزة بعصبية طفولية بكلمات غير مفهومة ..... ثم قالت بعد لحظات وهي تتنفس براحة:
اهم شي ردت عليّه .... في امل منها لين الحينه



بعد نصف ساعة عاد هزاع ... لتستأذن مديه من زوجها وروزة اثر اتصال اتاها

جلس قرب اخته وهو يقول: يلا خبريني شو عندج

تململت بجلستها بتوتر .... ثم قالت بعد ان تنحنحت: في شي يديد بوعبدالله ؟؟

حرك فكه بـ وجه لا تعابير فيه ثم قال: افرجوا عنه من اسبوع

تعلم هذا ..... فأمه لم تقصر اذ انها اتصلت بها وانهالت عليها بالإهانات والألفاظ الجارحة ونكزتها في الحديث مهددةً إياها انها ستزوج ربيع بأجمل منها وأكثر احترامًا وادباً واخلاقاً
ظنًا من الأخيرة ان روزة ستغضب او حتى ستهتم



،,



المجلس الأخر من منزل حامد بن صياح



لم تكن تريد الاجابة
ما زالت غاضبة منه عما فعله بـ روزه
وغاضبة اكثر واكثر من ابيها وامها اللذان يقفان بصفه ويعززان لظلمه وبطشه

والديها في الحقيقة لا يريان سوى ربيع ابناً لهما متاجهلينها وعائشة منذ القدم

ليس وكأنها تستطيع هجرهما او نبذهما من حياتها
لكن اتخذت وضعية الصمت

الابتسامة باقتضاب ، التحدث بأدب ، الاهتمام بهدوء ولطف عند الحاجة

كل تصرفاتها الحياتية وافعالها الروتينية مع والديها نهايتها الصمت

لم تكن امها صديقتها .. كـ صداقة روزه لامها على سبيل المثال
ووالدها لم يأطر نفسه بعيناها بـ اطار الاب المثالي
كما اطار صورة عمها حامد بعيون ابناءه على سبيل المثال

رغم صمت عمها حامد اغلب الاحيان الا انه حنون
حنون حد الوجع
صفة مهمة ارادت لمسها من ابيها شاهين
لكن عبث
ارادت لمسها من امها لكن عبث
فـ اكتفت برؤية هذا الحنان من بعيد وهو يوجه لـ ربيع
وتعلم
وموقنة
ان عائشة عاشت وما تزال تعيش ذات احاسيسها

وفي الحقيقة .... السبب الاهم بانها لا تريد الاجابة على اتصال ربيع الآن
هو خوفها
رباه .. ظلت لساعات تحاول انطاق هزاع تريد معرفة ما جرى معه وريسه في البلدة القديمة
لكنه ظل متمسكاً بجوابه ان لا شيء مهم نطقت به السيدة المسماة حسناء وان لا شيء مهم قالته واستفادوا منه
لكن تشتت نظرته .. والتفاتة وجهه المستمرة
اخبراها العكس تماماً
اجل
تخاف ان يكون لابيها وربيع يد بما حصل لـ سهيل قبل سنوات .. ان يكونا متورطان مع جماعة عبدالكريم
تخاف .... والله وحده يعلم
انه مهما تصاعدت الفجوة بينها وبين والديها وربيع
آخر ما يرغب به قلبها
ان تكون عائلتها هي السبب في ظلم سهيل .. والسبب في ان تلك الاتهام الشنيعة قد سقطت على ظهره



رن هاتفها مرة اخرى عندما صمت من بين تهيّج افكارها المظلمة المتعاركة

لتجيبه هذه المرة وكلها امل الا تنخذل
الا تبكي على من هم يحملون دمها


ثوانٍ حتى اتاها صوته المنهك من الجانب الآخر من الخط: شحوالج ؟

رفعت كلتا حاجبيها بتعجب شابه الحسرة/الخيبة ثم قالت: الحمدلله ربيع .. انت علومك ؟
وو ... وتستاهل السلامة

ربيع بعد ان تنهد: الله يسلمج .... في البيت انتي ؟

ردت بصوت متباعد: لا في بيت عمي حامد ... ليش ؟!

بلع ريق العلقم في صدره وقال: عند روزه ؟

: هي ... انا وهزاع

سألها معاتباً: راضية باللي سووه فيّه ؟؟

رغماً عنها هتفت بقسوة: انت ما قصرت في اختهم يا ربيع .. مرغتها مراغ وبغيت تجتلها

قال بانفعال: ما كنت في وعيي

: متى كنت في وعيك يا ربيع ؟ متى ؟
لو تشوف كيف امايه ريسه زعلت وتضايجت من سواياك
لو تشوف كيف عمي حامد زعل وشل في خاطره .... الحمدلله يدي صياح مب في حاسيته جان الله العالم شو سوى


صمت بمشاعر متناقضة
بعضاً منه نادم وبعضاً منه يريد رمي خواطر الجميع خلف ظهره
اذ انه يشعر بطعنة الغدر والخيانة تكاد تسبب بلفظ أنفاسه الاخيرة

قال بألم متمكن وسط قلبه ... احبّها ... ويشهد الله كم حبه لها طاهراً لم تدنسه سكرات النجاسة ولا قاذورات الحياة

صحيح اخطأ في امور كثيرة في حياته لكن ابداً لم تكن هي او ابنه ضمن من ارادهم ان يستأثموا معه
او يتضرروا بسببه
ابداً



: في الاول ندمت وانا في الحبس ... ظنيت للحظة ان اللي سمعته وشفته من اثر الشرب
بس .... بس لا ..... لا
انا متأكد انها تخوني
روزه خاينة يا مديه .... خانتني ودعست على قلبي

عبست بقرف من تفكير اخيها ..... لتجيبه بذات نبرة القسوة ... نبرة لا ترحم: لا تعيد رمستك جدام حد عن يقصون لسانك
روزه رابيه ويانا وفي بيت واحد اي كلمة تقولها عنها معناتها تقصدني انا


اغمض عيناه بتعب .... ليهتف بتحشرج: حنونة على الكل الا على اخوج

تنهدت وقلبها يكاد ينفطر .... لكن ما فعله ربيع بـ روزه لا يغتفر
ربيع ذكرها بما فعله مروان من افعال مخزية ومهينة ومؤذية لها
لهذا تقسو عليه بطريقة لم يعهدها احد منها ..

قالت له محذرة بصرامة: لا تتصل فيها يا ربيع ... تراها خبرتني انك ادق دوم
ماعرف شو تبا بس خلاص ... هي محرّمة عليك
ومستحيل تردون حق بعض




يتصل بها اجل
كمن يريد جرعة مخدر ليخفف اوجاعه
ناسياً ان المخدر لا يعالج بل يزيد من سوء حالته

ماذا تريد يا ربيع
ماذا تريد ؟

استرجع ما قاله الرجل له في مكالمته السابقة
رغم حقده على روزة
لكن لا يستطيع الا ان يعض قلبه قهراً وغضباً اذ انه السبب في الحادث الذي وقع لها في سيريلانكا
بل هو السبب كذلك في الحادثة الأخرى


رباه
معها يشعر بكل تناقضات العالم تغزوه
معها يشعر انه الجوكر
يضحك وهو حزين
يشتاق وهو حاقد وكاره
يصرخ غضباً وهو يبكي داخله دماءاً وانهارا
مريضٌ بها ..... الأكيد انه مريض وعقيم العقل بها ومعها



زفر بضيق وتمتم لـ اخته بضعة كلمات مختصرة
لكن قبل ان يغلق الهاتف
اتاه صوتها المتباعد: دق على عاشة وباركلها على التخرج ... طبعاً انت ما تعرف انها كانت تدرس حق الماجستير

اخفض اهدابه بحرج شديد ... والضيق في روحه يتصاعد اكثر من ذي قبل

مع هذا غمغم بصوت خرج اجشاً: بدقلها



اغلق الهاتف عن اخته ..... وهو يشعر بأنفاسه تتضاءل

مرهق
وتائه
ويخشى السقوط مرة أخرى في الوحل

رغم هذا ... استقام بظهره ما ان سمع الآذان ... وقرر ان يصلي العشاء هذه المرة بوقتها
لن يترك الصلاة وقد عاهد نفسه ان يواظب عليها
فليفعل المحرمات
فليفعل الخطأ ويسلك طريق الآثام

المهم ان يقف امام الله ويرفع يداه مكبراً راكعاً ساجداً


عندما انتهى من الوضوء ... ووقف امام القبلة
تردد
ثم التفت وخرج من غرفته وقد قرر ان يصلي صلاته جماعةً في المسجد


انتهت الصلاة في المسجد .. فـ خرج وهو يبحث عن نعليه بعيناه
لبسهما ما ان وجدهما ....... لبسهما بروح صافية جديدة
وبتعابير هادية باسمة

لم يعلم ان الصلاة في المسجد بهذا الطعم الحلو
سبق وقد صلى كثيراً في المسجد أيام مراهقته
لكن كان رغماً عنه وبعد ضرب وسحب من ابيه وجده
لذلك لم يستشعر هذه الحلاوة سابقاً
حلاوة ان تقف بين يدي الله طائعاً منصاعاً متراخي القلب والحواس
بكل رغبتك وتوقك

قبل ان يدخل سيارته ... التي كانت مركونة امام احدى البيوت المجاورة
شعر بأحدهم يقترب منه
وقبل ان يلتفت
كانت قبضتان تمسكان بياقة ثوبه .... وتدفعانه دفعاً على باب السيارة

ولم يتمكن من رؤية وجهه بوضوح بسبب انارات الشوارع الخافتة ذلك الوقت
لكنه سمع زمجرته التي خرجت من بين اسنانه:
متى بتفك الناس من شرك ؟
متى ؟
ما سدك اللي سويته من سنين ..... ما اتوب ...... ما تحس انك قذر من داخلك وتحتاج لألف يد طاهرة عسب تتنظف !
قول .. انطق .. شو تبا عسب تحس بـ دناوتك وباللي وصلت له من انحطاااااااااط

لم يستطع ربيع النطق والتنفس فقد كان محمد يشد على رقبته بعنف ...... دفعه ربيع بأقوى ما عنده حتى ابتعد الأخير وهو يلهث بـ غضب عارم
لكن وبحركة مفاجئة اقترب محمد بسرعة ولكمه على وجهه

استشاط ربيع غضباً بعد ان صاح متألماً متوجعاً

وقبل ان يهجم عليه ليرد اللكمة .. ارتد مصدوماً وهو يمعن النظر بوجهه بعد ان انعكس بعض الضوء عليهما ... فقال بعينان متسعتان: انــت .... انت محمـــــد ... محمد ولد الاماااام !!!

لم يبالي محمد بصدمة ربيّع بل اخذ يلكمه على وجهه يريد اخراج كل غضبه واحقاده المتراكمة

تمكن ربيّع من التقاط اندهاشاته المترامية ..... وتيقظ على ما يجري من حوله
وهجم يريد الدفاع عن نفسه ..... من رجل لا يعلم ما أسباب تحامله الشديد عليه

ابتعد محمد بحركة رشيقة عن يداه وقبل ان يثبت ربيّع مكانه ويتزن .... رفع محمد قدمه ورفس بطنه
ليتهاوى ربيع على الأرض وهو يصرخ بحدة


اغمض محمد عيناه بقوة
رباه لـ كَم اوجعه اندهاش صديقه الجريح
لـ كَم رغب بـ سكب ماء النار على وجوههم وهو يرى كم تمعنوا بأذيته حد النخاع


كز على اسنانه يريد سحق كل شيء حوله
تذكر صمته التام بعد ان صارحه ان روزة تعلم بـ أسباب فعلة رجال قومه به ... "الأسباب المزعمة"
اذ ان الأخير كان يعتقد ان لا احد يعلم خاصةً روزة ... حتى محمد كان يظن ذلك
لكن الحقيقة كانت العكس



لم لا يغضب لأجله ...!
لم !
هو من وقف بجانبه في أوروبا عندما سافر بحثاً عن الشهادة والمستقبل .. هو من سانده وشد من أزره ليقف وينسى ابيه ومخلفاته ... ليبني ذاااااااااته !


وهو الذي علمه ان الانسان لا يأخذ بذنب ابويه او بذنب قريب له
والا لكان سهيل قد انتقم منه بسبب فعلة ابيه فيه !


الرجال مواقف
وسهيل اثبت له مرة ومرتان وعشرة انه جعل لمواقفه بصمة على جبين الحياة


ومن كفة أخرى
هو يشتعل غضباً كلما تذكر ما قاله زميله حول المكالمة التي جرت بين ربيع ورجل العصابة

ألا يكفيه ما بلعته روزة من اذية بسببه ؟!
والآن ولده البريء


اجل .. محمد يخاف
يخاف على الولد
يخاف ان يمسوه بسوء ... سوء اشد شراً من القتل نفسه

اغلق عيناه بقبضتان مرتجفتان
يريد دفع صور الماضي ... وابيه ... ومزبلة افعاله ...




صرخ ربيّع بمحاجر تكاد تخرج من مكانهم وهو يتلقى الضربة الأخيرة على معدته


تراجع محمد وهو ينفض الغبار عن ذراعه بعنف ... ثم قال بـ صوت كالفحيح ... قبل ان يرحل: بخليك حي
بس عسب ما اضيّع على خويي فرصة انه يشوفك تتلوى تصيح تبا الموت ولا تلقاااااااه



،,



فلوريدا - امريكا



ترتب غرفتها وابنتها وهي تفكر بما قاله لها منصور البارحة قبل ان يخلد للنوم

فرطت دمعة من عيناها ... بالطبع طلبه المفاجىء لم يكن ليخفف عنها حرجها وذلها من رفضه السابق لها

لانها تعتقد يقيناً انه لم يكن ليغير رأيه الا لغاية في نفسه !

لكن هل ندم على وقاحته السابقة وقسوته ؟ بالطبع لا

عيناه الحادتان الآمرتان لا الراجيتان ... كانتا الدليل على ذلك

رباه كم تريد خدش تلك النظرة
كم ترغب بإذلاله كما اذلها
لكن لا .. ليس الآن ..

ليس وقد اعلن رغبته بالارتباط بها .. وبأسرع وقت

وبالطبع كانت كالبلهاء امامه اذ انها اعلنت موافقتها فقط بـ ايماءة رأس !

لا يهم ... المهم انها سـ تظل مع ضي
بل الاهم
انا لن تعود للوطن الا وهي محاطة بعائلة
زوج وابنة ومنزل يكتنفها ..

لن تعود للشقاء المميت .... لن تعود للوحدة المقيتة



بعد ساعتين .... كانت تلبس فستان فضفاض زاهي اللون
وتلبس حجاب رأس ابيض اظهر لون القهوة بعيناها

اخذت نفساً عميقاً ورددت الاستغفار كي يهدأ توترها قليلاً

تذكرت وجهه ذو التعابير القاتمة والاختلاجات الغامضة لكن سرعان ما ازاحت صورته وهي تفكر انها لابد ان تمضي للامام
لن تفكر بأي شيء يعكر فرحتها بخبر مكوث ابنتها في حضنها

دخلت ضي الغرفة بحماس لتقول: بابا يى .... بابا يى ...

نارة بابتسامة حنونة: فديت اللي بدت تتعلم عربي

قالت الصغيرة وقد عاد لسانها للامريكية: لمَ هناك رجالاً معه ؟

ابتسم بتوتر وقالت مجيبة: انهم مدعوين حبيبتي على العشاء

: ماما لقد صنعت عشاءاً لذيذاً جداً ... رأيتكِ وانتِ تطبخين

جلست على السرير ثم وضعت الصغيرة في حضنها وقالت مساسرة: أتظنين ان الطعام سيعجبهم ؟

ضي: بالتأكيييييييد ماما .... طبخك لذيذ جدددداً

قبلتها على خدها بقوة وقالت: انت اللذيييييذة

واكملت وهي تدفع ابنتها بلطف: هيا اذهبي واجلسي عند بابا الى ان تجهز القهوة والشاي

: اووووكي




بعد قرابة نصف ساعة .... اعلن الشيخ امام منصور والشهود اتمام عقد القران
ليدعوهم منصور للعشاء مرحباً مهللاً برجولية فخمة



،,



عندما اختلى بها في غرفة الضيوف بعد رحيل الشيخ والشهود

اقترب منها بخطوات ثابتة هادئة .... ليقول وهو يتأمل اهدابها المنخفضة وتوتر اصابعها حول طرف حجابها: مبروك نارة

: احم ..... الله يبارك فيك

اقترب خطوتان بعفوية يريد ازاحة الحجاب عن راسها ... عفوية قوبلت بالتراجع الحاد من قبل نارة اثر خجلها الشديد وارتباكها العارم

ليتذكر كلمتها امام الشيخ انه لم يسبق لها الزواج رداً على سؤاله لها


مضحك صحيح ؟
مضحك ان يقرر الزواج من فتاة لم يسألها من قبل ما اذ كان مرتبطة في السابق ام لا

مضحك ان يتزوج بـ توأم سارة ... وهو الذي ظن مسبقاً انه يعرف سارة ويعرف كل شيء متعلق بها

لكن اكتشف انه جهل سارة
قلباً وقالباً
كما يجهل الآن كل شيء عن شبيهتها



قالت معتذرة وهي تلمح اسوداد نظرته وكأنه ............ مستنكر

: سـ سسوري


اخذت نفساً عميقاً قصيراً علّ التوتر يخف في روحها
ثم ازاحت حجابها بنفسها

كما اخرجت بعفوية عقصها المختبىء اسفل ملابسها ليظهر جلياً امامه


كتم انفاسه لوهلة
فـ ما يراه ... وما توهج بمقلتاه الرجوليتان

تعدى كلمة اعجاب

كان منبهراً
منبهراً جداً وجداً

الان فقط رأى الاختلاف بين التوأم


الشعر
الشعر بحد ذاته اكبر اختلاف !

كان طويلا وغليظاً بخصلات عسلية ربانية مذهلة

تسابقت عيناه بتيه على طوله الى ان وصل ناظره الى ركبتها

لم ير قط فتاة تمتلك شعراً طويلاً غليظاً يصل لركبتيها ..!


ابتلع ريقه محاولاً السيطرة على توتر نظرته المأخوذة

ثم اخفض اهدابه وهمس بثقل صوته: ما شاء الله


عصرت يديها ببعضهما بخجل فظيع

واحتارت بما تجيبه ..... لكن دخول ضي لغرفة الضيوف انقذها


: باباااااااااااااا


ليتراجع قليلاً ما ان قفزت ابنته الى حضنه

ضحك ضحكة دافئة مجلجلة وقال بعفوية شديدة: فديت ويهج يا ربي .... محد منسيني الهموم الا انتي


فـ تساءلت نارة في لحظة ضوضائية مبعثرة

ما الهموم التي تغزو شخصاً كـ منصور ... منفلتاً كالطائر البري الحر !

شخصاً يمتلك المال والاهل والعزوة والمكانة الاجتماعية العالية !!

لكن سكتت
فمن هي كي تظهر غبطتها امامه وهو الذي اظهر اكثر من مرة تعنته وتغطرسه عليها !!



بعد ان جلس قليلاً مع من اصبحت حلاله وابنته في جلسة هادئة سادتها حكاوي ضي اغلب الوقت

تركهما وخرج من المنزل ..... يكفيه ادعاءاً ان ما حصل شيء عادي
يكفيه ادعاءاً انه لا يوجد عواصف عاتية تموج في روحه


يعلم ان فعلته وقحة ولا تمت للذوق العام بأي صلة
لكنه يشعر بالاختناق
بالكره الشديد للذات

من جانب هو فعلياً اصبح زوجاً لأخت زوجته المتوفاة

ومن جانب آخر ما زال مصدوماً مرتعباً من الصورة التي أُرسِلَت له


يالله لم يهنىء له نوم ولا زاد
يريد فقط العودة للبلاد والبدأ في بحثه بالطريقة الصحيحة

سهيــل ..... مالذي يحدث معي بسببك يا ابنَ أخي

مسد جبينه بإعياء روحي

وقرر المشي قليلاً ليخرج ما فيه من انفعالات ثم العودة بـ نفسية هادئة مستكينة



بعد ان فرغ بعضاً من طاقته السلبية بالسير حول المنطقة قليلاً
عاد للمنزل



عندما دخل ..... اتته أصوات حادة مصدرها المطبخ
أصوات زجاج وطقطقة صحون
تقاذف الملاعق
وازيز باب الثلاجة مع الفتح والاغلاق القوي


اقترب من المطبخ
ليرى "الرابونزل" يمشي هنا وهناك بحلطمة وتهكم
ووجهها يكاد ينفجر بالدموع

وصل مسامعه صوتها المتحشرج المختنق:
انا كلبة ... انا كلبة لاني عرررضت عليه يتزوجني من اول .. انا اللي نزلت من قدر نفسسسسي


امسكت الملعقة الخشبية وضربت جبينها بقوة حقيقية ..... وهي تصرخ بقهر: انااااا اللي يبته حق روووووحي ..... لو منطمة وسااااااكتة احسسسسن


اقترب من الباب اكثر وهو يراها تغسل الصحون وتغمغم بغيظ مختنق:
عمري ما شفت ريال يهد حرمته ويطلع في ليلة زواجه .... صح قلتله زواج صورة بس مب لهالدرجة توصل فيه قسوته وجلاااافته ... حشى عيني عييييينك مب مسولي ساااااااالفة
لو وحدة ثانية جان شلها شيل وحطها فوووق راسه
لكن انا منو .... انا ولااااشي


رمت ما بيدها وهي تنفجر باكية:
انتي منو يا نارة .... عشتي رخيصة ومنبوذة
وبتموتين رخيصة ومنبووووذة



عظمت المآسي في روحه
هل عليه محاربة مساوئه بطعنة في القلب ويموت كي ينقذ الناس من شره ؟؟

هل عليه ان يكتب لافتة على صدره مفادها تجنب الاقتراب منه لانه شخص لا يتقن الا اذية الأرواح ؟؟



دخل للداخل .... حتى اصبح خلفها تماماً

صاحت مرعوبة من بين دموعها المنهمرة ما ان احست بـ ظل يقف خلفها

لتقول وهي ترمقه بعيناها المتسعتان المحتقنتان ... وبالانتفاخ البسيط في جبينها الناعم:
بسم الله الرحمن الرحيم

: ليش تصيحين ؟

عبست بوجهه كالهريرة الغاضبة
واجابته وهي تشيح بوجهها وتكمل غسل الصحون: ما اصيح

امسك يدها وهو يبعد الصحون والاسفنجة
ليديرها نحوه
متجاهلاً انبهار قلبه المتواصل بـ شعرها العسلي الطويل

ثم قال بقسوة ظاهرية: لا تاخذينها عادة تصيحين على أي شي
وفري دموعج لأشيا تستاهل



كلماته بدل ان تقويها
سممتها اكثر
وسببت لها مزيداً من المرارة


قالت وهي تبلع العلقم في جوفها: كرامتي ما تستاهل اصيح عليها ؟

رفع منصور حاجباً وقال: منو مس كرامتج الحينه ؟؟


جففت يديها كيفما كان بالمنشفة وهي تريد الابتعاد
تريد التوجه لابنتها واغراق مآسيها بين طيات شعرها الناعم

: ولا حد .... تصبح على خير بو ضي

اوقفها بصوت صارم: اوقفي



وقفت صامتة ... وهي تقبض جانبي فستانها الرقيق بقوة
لا تريد ان تبكي
لا تريد



اقترب من ظهرها .. ليواجهها بسؤال لم تتوقعه: شو تبين ؟


سأل يريد ارضائها اذ انه شعر بالعطف نحوها
شعر بملامة النفس .... وبمدى جلافته معها


قالت بـ عينان منخفضتان وهي تتحرك لـ تعطيه جانب ظهرها: مابا شي
انت تكرمت عليه وتزوجتني عسب اتم ويا بنتي .... ممنونة لك يا منصور وجميلك ما رح انساه



امسك معصمها بقوة حانية
وكرر سؤاله كي تفهم .... كي يسمع بأذنيه ما يجول في خاطرها وما ترغب به
كي يفهم هو ما اذ ارادت حقاً زواجاً صورياً او كاملاً متكاملاً

: شو تبين نارة ؟ شو اللي يرضيج ؟


تكابلت الدموع مرة أخرى في مقلتاها .... كم تكره شفقته عليها
كم تكره كونه يراها حملاً ثقيلاً على كاهله
حملاً وضعه على ظهره لأسباب ... لغاية
وتكاد تقسم على ذلك ..


ماذا يا نارة ؟ ماذا ؟
حتى انتِ في البداية عندما طلبتِ منه الزواج بك كان لغاية
ولسبب

انت كذلك ارتضيت به زوجاً لمصلحة فقط !



لتقول له وهي تهز رأسها برفض: ولا شي منصور .... صدق مابا اكثر من اللي عطيتني إياه
تصبح على خير

ثم انصرفت عنه



،,



ماضٍ يتحدث



التفت حوله بعينان تقدحان شرراً ...... قبل ان يشهد موت سهيل ..... يجب ان يخرج ما في جعبته

فـ هو ميت ..... لكن عليه الموت بـ موتتان

لم يشفِ غليله من احمد
فـ ليشفه الآن من ولده الجالب معه للدنيا ..... كل هلاك لـ قلبه المنصهر بعشقها .....

دخل المستودع المظلم .... لا يسمع الا انفاس سهيل الحادة والواضح انه يعاني من ضيق تنفس قوي

لم يهتم

اقترب شيئاً فـ شيئاً

حتى دفعه برجله وهو يهدر مسلطاً ضوء المصباح عليه: مت ولا بعدك ؟

رفع سهيل رأسه من بين ساقاه
محدقاً بالرجل بلا صوت ... فقط ينظر بعيناه الحمراوتان المنهكتان

: ليش ما كليت ؟ الذبيحة يوكلونها ويشربونها قبل النحر ..

اعاد رأسه لوضعه السابق ولم ينبس ببنت شفه

اقترب شاهين منه بجنون
ثم امسك شعره ورفع رأسه نحوه

ثم بصق كلماته بصقاً: قذر ... لوث ... شرات ابوك
وموتتك بتكون شرااااته



عند ذكر ابيه ... دفع عمه بقوة ووقف بصعوبة
حتى استقام

وقال بصوت منهك متقطع انما قوي ...... وذات معنى: الذبيحة يوكلونها ويشربونها .. بس اكيد ما يسألونها عن طلبها الأخير

كز شاهين على اسنانه حاقداً باغضاً غاضباً حد السموات/ألارض

ليهدر بـ شرر من بين عيناه: وشو طلبك الأخير ؟

: جواب ...... جواب بس

شاهين: على ؟

سهيل بعينان متورمتان من اثر الضرب: ليش خططتوا لهالمكيدة ضدي ؟
شو مصلحتكم ؟

رمقه عمه بعينان متسعتان .... ثم فجأة ..................... ضحك
ضحك بـ هستيرية حتى احمرّ وجهه

ليقول وهو يؤشر على نفسه بنظرة ذهب منها العقل والانسانية: انا
انا اللي أبا اشوووفك ميت
انا اللي أبا اشوفك تحتررررق جدامي
من يوم انت في مهادك وانا أبا اشووووفك ميت
كبرت ... واشتد عودك
ورغبتي تزيد
ربيّع ما قدر يجتلك قبل كم سنة
لكن انا الحينه خلاااااص
بسوي اللي في خاطري وبشووووفك اخيراً ميت



اقترب من عمه بـ عرج
وسأله وجهاً لوجه: ليش ؟ ودام اني ميت ميت على كلامك
أتوقع منك تقولي كل شي ..


مرر لسانه على باطن خده ... وهو يدور حول سهيل ويمرر عليه ضوء المصباح

ليقول وهو يعود ليقف امامه: تبا البداية !!



على وطأة نظرات سهيل المعتمة ..... وصمته

قال شاهين وهو يطحن اسنانه بـ نبرة سقيمة مدمرة: البداية من امك





تكلم شاهين .... فـ تكلمت عينا سهيل بأشد الكلمات نحيباً
نحيباً وويلات انبثقت من نظرته المنفطرة
لينتهي شاهين وهو يصرخ كالافعى السامة بكل شيء
كل شيء
حتى انه اخبره كيف علم ان ريكا قد هددته بـ ابيه اذ انه قد امسك بها عند السوق القديم وهي تتكلم مع الاخير وتحاول ابتزازه بـ تلك الحكاية !
وكيف هو ذاته علم بـ أمر أخيه احمد


كان مراد شاهين ان يقتل سهيل مرتان بهذه المواجهة
وفعل بالضبط ما انتواه ..........!




حاضرٌ يتحدث
دبــــي



تأمل البناية الشاهقة بـ ظلمة عيناه الساهرتان
وقرر الدخول بعد تفكير لم يأخذه الا لنقطة مقفلة

منذ متى فُتحت أبواب السعادة في قلبه ؟ ... كل الأبواب كانت مقفلة ...... موصدة بألف قطعة حديد ..




فتح باب شقته ببطاقته الخاصة
ودخل ...... ليسمع الفراغ يأتيه من كل جانب وزاوية
فراغ يتخلله فقط صوت أجهزة التكييف المركزية

وضع بطاقته ومحفظته ومفتاح سيارته على الطاولة في الرواق ..... وقال بخفوت عفوي وهو ينزع عصامته عن رأسه: السلام عليكم


: وعليكم السلام


لم يتوقع رد .... وفي هذا الوقت المتأخر من الليل
لكن منذ متى صاحبة الصوت لم تتخطى حاجز توقعاته وظنونه وحدوده الشائكة !



التفت بوجهه .. ليراها تقف امام النافذة الكبيرة
بـ هالة ليلية ساكنة

ترتدي بيجامة نوم سوداء حريرية ... يتوهج عنقها الابيض بعقد ماسي ناعم
وشعرها المنفلت يلتمع تحت نور القمر

اثيرية .... وهّاجة كـ شمعة في الظلام .... جمال اسود فخم ..... يليق بمن يحمل اسم جوهري كـ اسمها

احتار وهو يرمقها بتمهل من اعلاها لـ اسفلها
أجمالٌ مثل هذا .. فخم بشكل بسيط ؟
ام بسيط بشكل فخم ؟
الاكيد انها كانت تحفة تصرخ بـ الانوثة الطاغية

قالت وهي ما تزال ترمق القمر .. والنجوم .. ثم النخيل المتراص .. وشوارع دبي المنيرة في هذا الليل الهادىء:
صدقت ... جمال هولندا باهتة جدام هالجمال

التفتت بنصف وجه نحوه وقالت تذكره بكلامه السابق في هولندا: لا صوت يناديكِ منها أو مرسال .. ولا طير يخبركِ من فوق الاغصان ان الدنيا ما تزال مفعمة بالجمال


وقف قربها وهو يتأمل ما تراه
ليقول بابتسامة باهتة: اكيد دبي حلوة .... وتبهر الناظر خصوصاً في الليل
بس مقصدي من ذلك الكلام مكان ثاني

سألته وهي ترمقه بلمعة مقلتاها: وبتراوينا المكان اللي تقصده ؟!

تأملها بأجفانٍ متراخية .... وعيناه تحكي ألف قصة وقصة
ثم انزل ناظره للأرض وقال بـ اجش لا يعبر عما في دواخله من حروب ومعارك طاحنة: يمكن ...... في يوم من الأيام

ابتسمت له بشحوب .... وآثرت الا تتكلم
يكفيها رؤيته بعد ايامٍ من الاختفاءات غير المفسرة

في الحقيقة
ليست غير مفسرة

بل تعلم "بإحساسها" اين يختفي .... لكن تريده هو من يأتي إليها ويتحدث

تريده ان يأتيها رامياً كل اثقال صدره المدججة بالاحزان والهموم عليها .. كي توقن فقط
انها قدر الثقة

قدر المكانة التي ولاها لها كـ شريكة ..... وام لأطفاله
كي توقن انها ذات قيمة حقيقية في حياته !


قالت وهي تنظر لجهة أخرى ... أي جهة غير جهة وجهه الوسيم المعتم: آدم ويعقوب تعشوا وناموا .. يعقوب حبيبي تم يسأل عنك بس لا تحاتـ...

شهقت وهي تشعر بوجهها يصطدم بـ صدره
ثم شهقت مرة أخرى بارتباك جنوني وهي تشعر بيداه تحيطان خصرها

متأخراً استوعبت انه يحتضنها
ديدريك ..... او سهيل ........ او أي اسم كان
يحتضنها اخيراً
بعد تباعد غريب منه .... منذ ان عقد عليها قبل أسابيع واصبحا زوجان امام الله


اعتصرها بين ذراعيه ..... مغرقاً انفه بين خصلات شعرها الأسود
ليقول بـ صوت غليظ خافت: وحشتيني



شعرت بـ كلها يحترق
نااااااااااار
نااااااار من جذور رأسها حتى اظافر قدميها

نار شعرت بها اول مرة عندما لمسها تحت المطر مطالباً إياها بغطرسة ان تتزوجه
وها هي النار تندلع للمرة الثانية في روحها وجسدها


انخرس لسانها لكن لم يخرس قلبها عن الخفقان

عاد يهمس قرب أذنها: وآسف

همست وهي تشعر بخفقاتها تتصاعد الى حنجرتها ورأسها: على ؟

: وايد أمور

سألت وحروف كلماتها تختفي بين جنبات صدره الدافئ: تكلم سهيل ... ولا
ولا تفضّل ديدريك ؟

شد من احتضانها ليقول: سهيل احلى من ثمج

تصاعدت خفقاتها وهي تتنعم بصوته الذي يتحدث بـ اللهجة المحلية ..... لطالما تاقت لـ سماع لسانه العربي باستمرار ... منذ سنين طويييييلة ...... لكن كان يصر على التحدث بالهولندية ... بذلك الإصرار القاسي الجاف

همست ببراءة عيناها الواسعتان: اذكر كنت دوم تعصب اذا حد زقرك سهيل بالغلط ... لين تعودوا على ديدريك ..

ابتعدت قليلاً وهي تلمح ابتسامته الحزينة واكملت تتأمل وجهه نصف المضيء: حتى انا .. كنت تعصب عليه اذا بغيت منك ترمسني عربي .. كنت اتوله على البلاد واتوله على رمستنا .. عسب جي كنت دوم اطلب منك ومن ارنود ترمسوني عربي عسب ما انساها ...
ارنود عادي يرمسني عربي ... بس انت كنت رافض

مرر اصبعه على خدها الناعم وتركها تخرج ما في روحها من كلام ..... وبوح: سهيل انا ماعرف ماضيك .. ماعرف الا انك اخو ارنود
ماعرف شو اللي خلاك تترك البلاد وتهاجر هولندا مع خالتي ريكا وارنود
ماعرف أي شي عن هلك هنيه

رمقته بابتسامة عين ذابلة ...... وقالت: الا حرابة اختك


عند اسم حرابة
تراخت يداه على خصرها ....... حرابـــــــــــــة
كمــا يلقبـــها دومـــاً .... حرابـــــة الوطـــــن ...


: كيف تعرفين حرابة ؟



عضت شفتها ..... بروحٍ مثقلة بالمشاعر
لن تخبره انها أتت الامارات آخر مرة خصيصاً لأجل حرابة
صحيح انها اخذت الاعمال حجةً لها
لكن ما ان اتتها الفرصة للقدوم لم تتوانى ولم تتردد

أتت لتتعرف على الشخص الذي هذى بـ اسمه يوم ان سقط من الحمى

ولولا المعلومات التي زودها بها ارنود لما علمت اين تجدها ... رغم ان الأخير كان قد حذرها مراراً ان حرابة ليس شخص يمكن مواجهته واقتحام حصونه بسهولة
لكن لم تبالي

ارادت وبشدة رؤية أي شخص يحمل رائحته ... يحمل رائحة ديدريك الاصلية الاصيلة الثابتة في تراب الوطن



امالت وجهها برقة وقالت تشبع عيناها من عيناه الحزينتان: انت قلتلي عنها

عقد حاجبيه باستغراب شديد: انا ؟؟ مستحيل

نظرت إليه بنظرة لامعة وقالت: مافي شي مستحيل ... تذكر من ثلاث سنوات يوم طحت في مكتبك ويتك حمى ؟
انا وارنود شليناك وتمينا وياك في البيت .. ولحقتنا امي بعد ..
طول الليل يلست تهاذي بـ وايد اسامي ..... من الاسامي قدرت اسمع اسم حرابة .... ونورة
يوم سألت ارنود عنهم .... قالي ان حرابة اختك .... ونورة امك



انزلت رأسها لتهمس بـ وجع سببه الأول والأخير هو .... وماضيه الذي يكاد ينطق من عيناه وجعاً وعذاباً: وقتها فهمت ليش سميت الشركة نورين
(نورين معناه النور باللغة الهولندية)




ابتعد
حتى عاد للنافذة
ينظر للدنيا من فوق خمس طوابق


: وما قالولج اني سافرت هولندا بـ خديعة
واني كنت فاقد الذاكرة وقتها ؟


وضعت يدها على فمها بـ ذهول ..... لتسمع اول اعتراف يخرج من لسانه

ثم اقتربت منه وهو يردف على مسامعها المتحفزة: وان الذاكرة رجعتلي عقب خمس شهور
والفضل يعود لـ حرامي كان يبا يسرق بيت ريكا ..... ضربني على راسي
وبدال ما ما يوديني درب الموت ...... وداني درب ذاكرتي

ابتسم ابتسامة أظهرت صف اسنانه البيضاء واردف: شي يضحك صح ؟


على وطأة نظراتها المتأثرة المتلألئة ...... اخذ نفساً طويلاً
ثم اخرج زفيراً أطول من انفه ....... وردد بـ صوت خشن ... بعيد .... بعيد جداً:
يدي صياح
امي نورة
امايه ريسه
ختيه حرابة
عمي منصور

ثم ابتسم بـ حب اخوي واكمل: ختيه وبنت عمي مديه

سألته وهي تبادله الابتسامة ... احبت بقوة تباسطه معها في الحديث ... تباسط هو الأول من نوعه: اختك بالرضاعة بعد ؟


قهقه وكأن ذكرهم على لسانه هي سعادة بحد ذاتها

ثم هتف .... بعقل مغيب ومأخوذ بذكريات جميلة نقية:
لا .... مديه بنت عمي بس ..... ريسه عمتي ربتنا كلنا في بيتها بعد ما توفى ريلها علي الله يرحمه
ربتني انا وعمي منصور ومديه بنت عمي وحرابة ختيه بالرضاعة
و....

صمت قليلاً ثم ابتسم بـ ابتسامة لم تتجاوز حدود عيناه .... واكمل: وربيع ولد عمي

رمقته بنصف عين وهي تهتف بمكر باسم:
واكيد كنتو مسوين عصابة على هالبنتين الفقيرات




صمت للحظات
ثم استدار حتى اصبح عكس اتجاه وقفتها
ليقول بصوت خاوي فارغ: ثلاث

ابتعد وهو يتجه نحو غرفة اطفاله: ثلاث بنات كانن .... الثالثة اسمها روزة






نهـــاية الفصـــل الحـــادي والعشـــرون



للفصل بقية ..... او للموقف الاخير ان صح التعبير بقية
قراءة ممتعة

لولوھ بنت عبدالله، 17-09-20 11:13 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله (بـ حلة جديدة-2020م) الفصل العشرون
 
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 28 ( الأعضاء 3 والزوار 25)
‏لولوھ بنت عبدالله،, ‏فيتامين سي

:)

حكايا الروح 18-09-20 09:09 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 21
 
يسعد صباحج لولو وصباح الجمهور اللطيف

بااارت يبرد (الچبد)
من حركة حبيبنا سهيل في شاهين ،لمحمد في ربيع ،للحديث بين الحبيب وجواهر اللي كنت انطره اكثر شي وبظل انطر تكملته احس فعلًا محد يلوق له كثرها

محمد وسهيل يربطهم نفس الوجع ،الخذلان من صورة الأب المزعومة
ونطمن محمد من جهة روزة وسهيل
بالمرة ماعتقد سهيل للحين يكن شي لروزة، ماكو شي غير وجع الخذلان والخيبة منها والماضي بكبره

يعطيج العافية يا لولو كالعادة مبدّعة ومسكّتة

bluemay 19-09-20 05:47 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 21
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يسلمو إيديك على هالبارت الحلو استمتعت فيه وعيشتينا في أجواء نابضة بالحياة

بلش الانتقام وما احلاه لما ينطبخ ع نار هادية

ما اتخيلت في هيك بشاعة، كل مرة ببهرنا شاهين بحقارته ونذالته👎🏼💔

مرور سريع وتعليق لا يليق بروعة حرفك

تقبلي خالص ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°







لولوھ بنت عبدالله، 19-09-20 10:01 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 21
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكايا الروح (المشاركة 3733154)
يسعد صباحج لولو وصباح الجمهور اللطيف

بااارت يبرد (الچبد)
من حركة حبيبنا سهيل في شاهين ،لمحمد في ربيع ،للحديث بين الحبيب وجواهر اللي كنت انطره اكثر شي وبظل انطر تكملته احس فعلًا محد يلوق له كثرها

محمد وسهيل يربطهم نفس الوجع ،الخذلان من صورة الأب المزعومة
ونطمن محمد من جهة روزة وسهيل
بالمرة ماعتقد سهيل للحين يكن شي لروزة، ماكو شي غير وجع الخذلان والخيبة منها والماضي بكبره

يعطيج العافية يا لولو كالعادة مبدّعة ومسكّتة




هلا غلااا حكايااااا
الله يعافيج يا جميلة
تسلميلي وفرحت ان البارت حاز ع اعجابج ورضااااج
دمتي بود

لولوھ بنت عبدالله، 19-09-20 10:03 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 21
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3733166)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يسلمو إيديك على هالبارت الحلو استمتعت فيه وعيشتينا في أجواء نابضة بالحياة

بلش الانتقام وما احلاه لما ينطبخ ع نار هادية

ما اتخيلت في هيك بشاعة، كل مرة ببهرنا شاهين بحقارته ونذالته👎🏼💔

مرور سريع وتعليق لا يليق بروعة حرفك

تقبلي خالص ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°










وعليكم السلام ورحمة الله
هلا حبيبتي بلو
كيفيك ؟؟؟؟؟
الحمدلله ان الفصل نال اعجابج ورضاج يا راقية
تسلميلي ع تشجيعج ومرورج
نورتيني

شبيهة القمر 19-09-20 01:55 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 21
 
السلام عليكم
ياالله وش كثر تعذب سهيييل 🥺
شاهين ياليت يحرقونه بوادي الجن مع كومة ثعابين 😡😡 احس من يجي طاريه يجيني غثيان .. ماادري كيف النسمه مسك طالعه من صلبه !!! سبحانه يخرج الحي من الميت

سهييييل ..آآآآآه انا الحين ماألومك على صمتك ولا على حاله الحزن الي تتلبسك .. اصعب شي لما يجيك الظلم من قريب
صح نسيت ابارك لك زواجك واخيييراا ياشيخ إلتم الشمل ههههه مبروك عليك جوجو ان شاءالله تكون هي بلسم جروحك ..

ربيع كل ماجاك من محمد تستاهله وين تروح وابوك شاهين ... معقوله كنت ناوي تقتل سهييل !!ياالله الان ماالوم حرابه يوم تزعل من روزه بسبب زواجها من ربيع ..

اكثر شي متحمسه له لقاء سهيل لحرابه ..بس عندي احساس انه ماراح يطلع لها الا بعد ماتكتشف حرابه خدعة غابش ..ويمكن يجيبه غابش رضاوه لها هههعههه

لولو ..تسلم يدك وإلهامك وابدااعك ياملهمه ..جزء رووووعه بإنتظااار تكملة الجزء .. 💕

ماه 19-09-20 09:22 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 21
 
ازاي انا اشفقت على شاهين في يوم حقيقي شخصية حقيرة مكنتش ست اللي راحت منك يعني
مش عارفة سهيل ازاي هيرجع لعيلته تاني بعد كل اللي حصل

فيتامين سي 21-09-20 12:35 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 21
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء / صباح الخير على متابعين كما رحيل سهيل

وهذه أبيات كتبتها في حبايبي حرابه وغابش


اهداء لغابش وحرابه

ألف مبروووك.. يابنتنا حرابـه
مبروووك غابش اللي لهـا نال

حرابه جامعه حســن ومهابـه
تستاهلين غابش شيخ الرجال

مـاتـردد في فـزعتـه للقـرابــه
وبعـالي الصــوت أنــا لهـا قـال

مايـلـومه اللي يعرف أســـبابه
حتى لو في زواجه منها احتال

والحب اللي ماحسب له صابه
مـايلحـقـه خـطـأ القلـب لامـال

يـاعسـى حبهم الكل يتغنى به
وحياتهم في سعاده وراحة بال


وسلامتكم


ام البنين 21-09-20 01:38 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 21
 
السلام عليكم

ماله ضهور حرابه وعايش مادري ليش احس ان اعرف نهايتهم او قد قريته قبل

جواهر وسهيل للحدث بقيه هل لازال على حبه لروزا او تعرف جواهر ان في شي يخص الثالثه

او مجروح منه

شبيهة القمر 21-09-20 02:27 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 21
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي (المشاركة 3733200)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء / صباح الخير على متابعين كما رحيل سهيل

وهذه أبيات كتبتها في حبايبي حرابه وغابش


اهداء لغابش وحرابه

ألف مبروووك.. يابنتنا حرابـه
مبروووك غابش اللي لهـا نال

حرابه جامعه حســن ومهابـه
تستاهلين غابش شيخ الرجال

مـاتـردد في فـزعتـه للقـرابــه
وبعـالي الصــوت أنــا لهـا قـال

مايـلـومه اللي يعرف أســـبابه
حتى لو في زواجه منها احتال

والحب اللي ماحسب له صابه
مـايلحـقـه خـطـأ القلـب لامـال

يـاعسـى حبهم الكل يتغنى به
وحياتهم في سعاده وراحة بال


وسلامتكم


صح لسانك فيتوو
وانت سالمه ياشاعرتنا الجزله 💚💚

لولوھ بنت عبدالله، 22-09-20 09:02 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 21
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 3733175)
السلام عليكم
ياالله وش كثر تعذب سهيييل 🥺
شاهين ياليت يحرقونه بوادي الجن مع كومة ثعابين 😡😡 احس من يجي طاريه يجيني غثيان .. ماادري كيف النسمه مسك طالعه من صلبه !!! سبحانه يخرج الحي من الميت

سهييييل ..آآآآآه انا الحين ماألومك على صمتك ولا على حاله الحزن الي تتلبسك .. اصعب شي لما يجيك الظلم من قريب
صح نسيت ابارك لك زواجك واخيييراا ياشيخ إلتم الشمل ههههه مبروك عليك جوجو ان شاءالله تكون هي بلسم جروحك ..

ربيع كل ماجاك من محمد تستاهله وين تروح وابوك شاهين ... معقوله كنت ناوي تقتل سهييل !!ياالله الان ماالوم حرابه يوم تزعل من روزه بسبب زواجها من ربيع ..

اكثر شي متحمسه له لقاء سهيل لحرابه ..بس عندي احساس انه ماراح يطلع لها الا بعد ماتكتشف حرابه خدعة غابش ..ويمكن يجيبه غابش رضاوه لها هههعههه

لولو ..تسلم يدك وإلهامك وابدااعك ياملهمه ..جزء رووووعه بإنتظااار تكملة الجزء .. 💕


يسعدلي صباحج يالغالية
الله يسلمج حبيبتي ويعافيج
كلنا نبارك حق جوجو الجميلة
الفصل القادم ان شاء الله بنعرف تفاصيل زواجهم وشو صار في الاسبوعين اللي طافوا :)

لولوھ بنت عبدالله، 22-09-20 09:10 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 21
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماه (المشاركة 3733184)
ازاي انا اشفقت على شاهين في يوم حقيقي شخصية حقيرة مكنتش ست اللي راحت منك يعني
مش عارفة سهيل ازاي هيرجع لعيلته تاني بعد كل اللي حصل


:lol:
:lol:

لولوھ بنت عبدالله، 22-09-20 09:13 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 21
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي (المشاركة 3733200)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء / صباح الخير على متابعين كما رحيل سهيل

وهذه أبيات كتبتها في حبايبي حرابه وغابش


اهداء لغابش وحرابه

ألف مبروووك.. يابنتنا حرابـه
مبروووك غابش اللي لهـا نال

حرابه جامعه حســن ومهابـه
تستاهلين غابش شيخ الرجال

مـاتـردد في فـزعتـه للقـرابــه
وبعـالي الصــوت أنــا لهـا قـال

مايـلـومه اللي يعرف أســـبابه
حتى لو في زواجه منها احتال

والحب اللي ماحسب له صابه
مـايلحـقـه خـطـأ القلـب لامـال

يـاعسـى حبهم الكل يتغنى به
وحياتهم في سعاده وراحة بال


وسلامتكم





يسعدلي صباحج/مساج
هلا وغلااااا

صج لساااااااااااااانج وبوحج واحساسج يا راقية
حبيت حبيت حبيت ما شاء الله
يا حظ غابش وحرابة :)

الله يحفظج ويخليج لاحبابج يا فيتامين لا خلى ولا عدم

لولوھ بنت عبدالله، 22-09-20 09:14 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 21
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام البنين (المشاركة 3733222)
السلام عليكم

ماله ضهور حرابه وعايش مادري ليش احس ان اعرف نهايتهم او قد قريته قبل

جواهر وسهيل للحدث بقيه هل لازال على حبه لروزا او تعرف جواهر ان في شي يخص الثالثه

او مجروح منه


تسلميلي يا ام البنين ع المرور ممتنة وسعيدة :)

لولوھ بنت عبدالله، 24-09-20 08:54 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 21
 
،,


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شحوالكن بنوتات عساكن طيبات ؟ :)

ممممم الليلة الفصل 22 ان شاء الله
وبنسميه فصل ................. غابـــــــــش

هو بالطبع ابطالنا الباقيين بيظهرون ان شاء الله
لكن هو ظهوره اليوم بيكون سبيشـــــــــل

خلكم بالقرب
وابا الكل يسجل حضور ويصور معانا سيلفي :)
:peace:

لولوھ بنت عبدالله، 24-09-20 10:38 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 21
 
اهداءات البنوتات لـ ابطالنا الحلوين 



فيتامين سي*



اهداء لـ غابــش وحرابــه:

ألف مبروووك.. يابنتنا حرابـه
مبروووك غابش اللي لهـا نال

حرابه جامعه حســن ومهابـه
تستاهلين غابش شيخ الرجال

مـاتـردد في فـزعتـه للقـرابــه
وبعـالي الصــوت أنــا لهـا قـال

مايـلـومه اللي يعرف أســـبابه
حتى لو في زواجه منها احتال

والحب اللي ماحسب له صابه
مـايلحـقـه خـطـأ القلـب لامـال

يـاعسـى حبهم الكل يتغنى به
وحياتهم في سعاده وراحة بال


وسلامتكم



//



باتمانه/الغيـــد*



غابش ..
ليلُ حالك يحيطني، وأنا الفجر بشروقه!
من حولي الذئاب تتعارك ، وأنا أسبح في العسلِ .
الحرب قائمة في داخلي وأنظر لوجه الحياةِ بوجه ضاحك متشدقِ ..

أمي والأم مدرسةً وأنا لأمي تلميذ ناصحُ، درست في فصلها، كيف أسير على الأرض مرِحاً وتهطل من عينيي الدمعة !

وأبي .. ذاك الأب الشامخ، المعتد بنفسه !!
ذاك الأب الذي انهك جسده اليتم والحرمان
أورثني ذات خصالهِ، اليتم والحرمان والوحدة ..

زوجتي .. أيا حبيبة الروح ، أيا من ألتقينا صدفة فعمر بيينا الودّ، وكثير من الحبِ وكثير جدًا من الصبابةِ.

أمي .. سامحيني كنت ولد عاصٍ ولم أحنو عليكِ، ولم أمسد قلبك وأضع رأسي بين قدميكِ.
لم أكن ولدًا كما تمنيت ..
أمي يا حبيبة الطفولة والصبا والمشيب كيف السبيل لفرحة تعمر قلبي؟
وبسمة تلطف صفوي؟ .

أبي .. يا من حملت اسمه ووهبته ابني!
يا من نال مني الصد والهجران والألم ..
كيف يشفى قلبي من وعثاءه دلني؟
ويمحى العطب منه انجدني ؟

.
حبيبتي ..لو التيمم يطهر القلوبِ من ذنبكِ ..
لتيممتك بتراب العالمين أجمع .
زوجتي .. سامحيني حملتك مالا طاقة لكِ به، ونلتِ مني نصباً .

حبيبتي .. سامحيني
وأنا لكِ من العاشقيني


رسائل لم تكتب بقلم : غابش



//



ديجــــو*



بعدك أضعت روحي وضللتُ الطريق..
يا رفيق الدرب .. لم يعد لي في غيابك لا ونيس ولا صديق.. دخلت بقدماي دروب العناء.. علّني من فجيعة موتك أفيق.. لكنني خسرت روحي بعد روحك ولا أزل.. كـ طائرًا محلقًا لم يجد موطن يأوي إليه.. أهيم الأرض بجناحين مكسورين لفقدك.. حلقت للسماء علِّ أرى نجمك.. لكنه منطفئ لرحيلك ياسهيل.. كانطفاء الحياة بعيني.



//



طعـــون*



يا ولدي ..

التمس لي سبعين عذرًا على قسوتي ، فليست بيدي ..

التمس لي من الأعذارِ الكثير و الكثير .. فأباك يا ولدي رجل قد نخرت قلبه الدُّنيا ..

لم يرى بحياته الكثير من العطف و الحنان ، بل يكاد لم يراها ..

فـ جدك يا ولدي قد نبذني إلى أقصى مكان ، إلى مكانٍ نائي ، تعوء فيه النفس كـ الذئاب ..
لا تجد سوى غرس أنيابها بكل من يقترب منها ..

إلى مكان لا يصل إليه فتافيت حنان ، و رحمة ..

اعذرني يا ولدي .. فـ أبيك لا يعرف كيف يصل إليك .. ألا تدله على طريق يعبره ؟؟

ألا تقوده إليك ؟؟



،,



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



الفصــل الثانــي والعشــرون





فـي غرفـة آدم ويعقــوب



قبّل جبين ولداه وهو يردد دعاء حفظ النفس والاهل
يحبهما .. واوتار قلبه معلقة بهما حد النخاع
ممتن لـ ديانا على اهدائها له هذان الغاليان

في الحقيقة هو ممتن لها بشكل لا يوصف اذ انها كانت له حبل نجاة اخرجته من عذاب الغربة والخوف والتيه .... بعد خمس سنوات ثقيلة جداً جداً من بداية حياته في هولندا

كان يحترمها ويقدرها ووجد خلال زواجه منها الرضى والسكينة وبصيصاً من نور

وفقدُها كان موجعاً له
فقدُ أضيف لـ سلسلة المفقودين في خانة حياته المنكسرة ألف كسرة

ديانا ساعدته كثيراً في حياته
ويعترف ان مكانتها ومكانة والدها الاجتماعية جعلته في الصف الأول في المجتمع الأوروبي الراقي البرّاق
رغم انه كان حينها يأسس شركته الصغيرة مع أخيه
لكن لم يعلم ان زواجه من ديانا سـ يطير به الى السماء اجتماعياً

ولم يطمع ابداً .. حتى بعد ان اخذ الجواز الهولندي وغيّر اسمه بشكل رسمي

بل اعطى ... واعتنى ... واهتم .... الى ان رزقا بـ التوأمان آدم ويعقوب

ثم ماتت ديانا الحبيبة بسبب المرض ..

لم يعلم حينها ان والدها هو الآخر كان مريضاً وبدأت منيته تقترب

ليتفاجئ بالاخير يكتب كل أمواله له ولـ حفيديه

لكنه رفض وبشدة وارجع كل الثروة المهولة ... حتى انه اخبره بـ رفضه ميراث ديانا لاختلاف ديانتهما ..... لكن والد ديانا ابى الا ان يجزي الرجل حقه لـ نبله واخلاقه العالية

فـ ساعده على دخول عالم آخر .. تحديداً ادخله الى اصدقاءه وزملائه في مجلس النواب الهولندي
استغل ديدريك الفرصة وامسكها بنابيه
كوّن الكثير من العلاقات الضخمة ..... وانشأ العديد من المصالح والاعمال والعقود

ليصير خلال سنوات بسيطة ... من شاب يمتلك شركة صغيرة قرب ميناء روتردام الى رجل عصامي وصاحب شركة نورين الضخمة للجرافات البحرية ... والتي أصبحت تمتلك افرع وشركاء حيويين في دول الخليج وافريقيا

ومن مجال الجرافات البحرية دخل الى كافة أنواع القطاعات البحرية العالمية

ممتن للأشخاص الذين وقفوا بقربه في الوقت الذي شعر خلاله بالموت البطيء
الموت القلبي المقيت !






اغمض عيناه وصورتها تحتل بغطرسة خيالات سهيل القديم
روزه
ربـــــاه
يريد تخفيف النار في صدره ..... فيفشل

حبها العذري الذي اذاقه سكر الحياة لأول مرة .... منذ ان كان صبياً على اعتاب المراهقة
حبها ذاته .... الذي طعن عزّته الرجولية ونفسه الأبية قبل خمسة عشر سنة عندما ذكر شاهين اسمها بهمس في مجلس الرجال مهدداً

ان ازاح بالطبع جانباً .... غدر اهله به وحقارة جماعة عبدالكريم بحقه

عندما علم منذ سنوات من مصادر خصصها فقط لـ جلب كل شاردة وواردة عن عائلته .. بأنها تزوجت بـ ربيّع ........ ضحك

ضحك ضحكةً حقيقية !

وفكّر .... من هو لتقف روزة على الاطلال طيلة العمر ؟
من هو كي لا تتزوج "بالاحسن والأفضل" منه بنظرها ؟

هو لا شيء بالطبع

لذلك فقط ... آمن ان ترك حبها جانباً ... هو الأفضل له ... ولـ قلبه الموجوع بـ مئات الجروح

لكن ماذا يفعل بـ قلبه كلما تذكرها ؟ .... هل للأفئدة سلطان عليهم ؟
هل للخفقات جنود مجندة تحرسهم من الارتجاج والتصادم ؟


منذ أيام ... عندما اخبره محمد بشكوكه حول معرفة "ام حامد كما يناديها" بالتهم التي وضعت ظلماً وبهتاناً عليه ..
إلهي كم شعر وقتها برغبته الجنونية بـ قتلهم
قتلهم جميعهم
قتل شاهين على وجه الخصوص
قتله واقتلاع كبده من جسده وحرقها امام عيناه

الشيطان المارد ..... لقد وعده ... حرفياً وعده الا يذكر أي شيء مما حدث لأحد .... لـ روزه على وجه الخصوص

صحيح انه ما كان ليثق به بعد ان رأى الوجه البشع الشيطاني منه
لكن قلبه العاشق حينها ... صدّقه
قلبه الذي كان يناضل كي تبقى صورته الرجولية بيضاء بأعين احباءه
صدّق وعد شاهين الواهي

من يعلم ايضاً غير روزة اذا استثنى امهاته .....
حرابة ! مديه !

اللعنة عليك يا شاهين ... اللعنة عليك




خرج من عاصفة روحه الهوجاء على صوت خطواتها الناعمة


اغلق عيناه بقوة
لا يريدها ان تراه الآن
ليس وهو غاضب ...... هش ... مرهق ......
ضعيف
خالٍ من طاقة تخوله لمجرد ابتسامة


يكفيه انه يتعطش وصالها
ويترقب لمسها حتى اعمق خلايا بشرتها العطرة
لن يجازف بأن يقربها منه الآن ..... ليس وهو مغموس بـ وحل الماضي المظلم



رباه ... هو الى الآن لا يصدق انها وافقت على الارتباط به والقدوم معه الى الوطن .. مضحيةّ بفكرة انها تستحق فرصاً أخرى افضل واحسن من فرصتها بالزواج منه ...

الى الآن لم يستوعب كونها تركت والدتها في هولندا واتت معه وطفليه "بعد أسبوع ونصف من انشغال مستمر لينتهيا من إجراءات السفر والزواج"
متجاهلةً ما يمكن مواجهته هنا

حتى عمها سلطان .... الذي يعمل في القنصلية الاماراتية في إيطاليا ..... والذي كان وليها في عقد الزواج .... ظل يسألها قبل كتابة العقد ما اذ كانت واثقة كل الثقة من قرارها ... وهي التي وضعت مسبقاً كل مستقبلها واحلامها المزدهرة في هولندا وأوروبا عامةً


ممتن لها جداً
وموثوق بحبال روحها شكراً وعرفانا
لأنه لم يكن ليقرر المجيء بنفسه مع الطفلين ... ليس وجرحه من التهم الشنيعة ما زال طرياً ماكناً مؤلماً
لم يكن ليضحي اكثر بماء وجهه ورجولته بأن يعود بعائلة ناقصة بلا زوجة



تأمل ابناه الحبيبان ........ كذلك لم يكن ليقرر العودة بصغيرين من غير امرأة محبة شغوفة مهتمة لترعاهم وتضع مصلحتهم قبل مصلحتها


اخفض اهدابه متذكراً كيف اتاه خبر إصابة صياح بالزهايمر
جـــــــــــن
وظل كالاسد الغاضب يدور حول نفسه ويضرب كل ما تقع عيناه عليه
جــــن بحـــــــق !

أيفقد صياح ذاكرته قبل ان يراه ويعلم بأنه حي !
أيفقد صياح كل ما في عقله من ماضٍ قبل ان يقف امامه ويتواجها امام الجميع ليخبره بالحقيقة !

لا
وألف لا



شعر بكفها يلامس كفه
وهمسها الخافت يخرج من بين فكها المرتعش ونظراتها المتذبذبة المرتبكة: سـ سهيل

خدشها بنظرةٍ حادة ملؤها الذهول والعذاب
رأى تلك النظرة الضعيفة التواقة للقرب .... للحب .... للانتماء
بل قنصها بعيناه كـ ما يقنص الصياد طيره


امسك يدها بقوة ... وجرها خلفه بـ طريقة بدائية خشنة

ما ان اغلق باب غرفة الولدين ورائهما
حتى سحبها بهمجية إليه ليغرق بها .. وفيها .. ومنها
لينهل ...... ليتذوق
ليستوعب ..... ليدرك
ان ليست كل القُبل ..... جنون
ليست كل الانفاس ...... حياة
ليست كل اللمسات ...... عافية

شعور لم يذقه مسبقاً مع زوجته الأولى ديانا
ليس وقلبه الآن يرتعد ويخفق مع قبلاته الحامية المتطلبة

يطالبها الحنان
يطالبها علاج سقمه
وتطبيب روحه
وتخفيف اوجاعه


دمعت عيناها في خضم معركة العشق
معركة اكون او لا أكون

سحبت نفسها تريد رؤية رغبته بها ... تريد رؤية عاطفته الخاصة لها
تريد ان ترى ثلوجه تذوب من بين نيرانها المشتعلة

شعر بالغضب من ابتعادها .... فـ كز اسنانه وهو يسحبها مرة ثانية نحوه تحت وطأة نظراتها الذائبة المغرمة

قابضاً وجهها وعنقها بيداه السمراوتان
يدرس ثغرها مرة اخرى
يدرسه ... يتفنن بتخطيط تعرجاته الناعمة وامتلاءته الطازجة بلمساته .. بهمساته الغزلية .... بأنفاسه الملتهبة

هناك امتحان امامه
الا يجب عليه الدراسة ؟
والمراجعة أيضاً ؟؟؟


زأر وهو يفلتها من يداه ... ليحملها بخفة جسدها الصغير
ويتجه بها لغرفتهما الرئيسية



،,



بحذر خجول جداَ .. استطاعت فلت ذراعيه القابضة على خصرها بقوة

ثم اعتدلت بجلست وهي تمسك قلبها بجنون

لا تصدق الموجة الجنونية التي واجهتها منذ قرابة ساعة معه


رباه كم كان عاصفاً بمشاعره
اهوج بتطلباته
جنوني بـ همسه ولمسه

وسمَها بـ وسمه الخاص ... وسم النجم الساطع


ابتعدت تريد الذهاب الى الحمام .. لكن استوقفها انينه الأليم
التفتت ناحيته .... فـ رأت وجهه يحمرّ ويمتقع

خفق قلبها بهلع
هل يحلم ؟ ...... هل هو كابوس ؟
أتوقظه ؟

اقتربت منه تريد ايقاظه بالفعل .... لكن صوته المتحشرج جعلها تتراجع
صوت تصاكك اسنانه على حرف الـ زاي:
زززززززز..... زززززززززز
ليـ .............ششش ؟؟؟؟


خرس انينه وصوته المتألم
وهو يتحرك بـ انزعاج .. وانفاسه تصدر صوتاً عالياً

: حرقت ...... حرقت يوفي ......
رووووووززز...... ززه


انتفض مكانه وهو يلهث بصوت حاد
العرق يتصبب منه .... والذعر يكاد يتفجر من عيناه الجاحظتان

هدر بهلع حقيقي: شو ... شو فيييي ... شو فييييي !!!



ثم التفت نحوها ليراها ترمقه بـ فاه نصف فاغرة .... والدهشة القاتلة تمزق تقاطيع وجهها الذي ما زال متوهجاً من اثر حرارة عشقهما منذ قليل


ثوانٍ حتى لملمت شتات نفسها وقالت بصوت مكتوم ... وترمقه بـ عذاب متجنبةً الاقتراب منه
خائفة ..... وموجوعة لسبب لا تعلمه !
ليس الاسم من اوجعها ...... بل طريقة نطقه للاسم

: انت بخير ؟

التفت حوله بـ عقل ما زال تائهاً ضائعاً .... لـ يومئ برأسه بحدة
ويزيح عنه الملاءة


اتجه للحمام بسرعة .... ليقف امام المغسلة ويسكب الماء سكباً على وجهه يريد استيعاب الكابوس الذي عاشه
كابوس بصورة عمه الضاحك بشماتة وهو يخبر روزة وربما البقية بكل الأكاذيب التي رموها عليه .... بكل التهم البشعة المخجلة


اغلق عيناه بقوة
ومن فرط غضبه الجنوني .... صرخ وهو يضرب بيده صنبور المياه
لتأتي الضربة على حافة الصنبور الحادة

أتت إليه جواهر مسرعةً بقلق .... لتقف قربه وهي تمسك يده

شهقت وهي تقول بهلع عارم: بسم الله ..... دمممم
اصبر اصبر بييب علبة الاسعاف


لم يبالي بالدم الذي انبثق كـ السيل الجارف
لن يخفف دمه نار غضبه ..... لن يخفف ولن يطفئ

ولم يهتم بما قالته .... كان في حالة نفسية يرثى لها

غسل يده بالماء كيفما كان ..... وخرج
ليراها تقترب بـ خوف صادق تريد تطبيبه لكنه تجاهلها وخرج من الغرفة بعد ان غطى جسده بـ روب الحمام الأبيض ..

يريد الانفراد بنفسه فقط



،,



بعــد ثــلاث أيــام
جنــــوب افريقيـــا



استل هاتفه ما ان اتاه اتصال ارنود .... ليخبره الأخير انه انتهى من عمله في جنوب افريقيا ... وسيعود الى هولندا

سأله بتشكك: انت كنت حول بيتي من فترة ؟

: هي

قطب جبينه ..... يشعر بعدم راحة ...... لكنه ازاح شعوره الذي يعتقد ان لا داعي منه
ثم سأل بهدوء: ليش ما قلتلي ؟

أجاب آرنود بصوتٍ حاول قدر المستطاع ان يجعله طبيعياً: كنت مار صدفة ... ما كنت ادري انها بتشوفني

عقد حاجبيه والشك في روحه بزغ من جديد .... ليقول باستغراب: مار ؟
انزين وشو صار ؟
ما انصدمت من الشبه بينك وبين اخوك ..؟

آرنود بعد ان تنحنح: انصدمت .... بس انا قدرت افلت منها

قال غابش بسخرية: جذبت عليها قلت انك يارنا ..؟ وهولندي .. اقصد أوروبي ..
اقتبس كلامها بالحرف طبعاً

اجابه آرنود باقتضاب: وهاي مب جذبة ... انا ارنود الهولندي .. واخوي ديدريك الهولندي

صمت غابش لوهلة .... ثم قال بـ نظرة مظلمة: ان يينا للحق ... اخوك سهيل اعربي أبا عن جد
وانت بعد يا ناصر


عندما واجه غابش الصمت المطلق من آرنود
هز رأسه بسخط ...... واردف: اغرب من قصتكم ما شفت ... مع ان سهيل هو ربيعي الأقرب وشريكي
لكن متعاطف وياك انت من بد كل الناس

كز آرنود على اسنانه وهو يقول: مابا شفقة حد

نقل غابش هاتفه من اذنه اليمين لليسار وهو يهتف بـ قسوة ... قسوة سببها انه يتفهم تماماً ما يمر به ارنود:
مب شفقة يالاهبل ... انا أبا مصلحتك ... غيّر من حالك ارنود ... غيّر من حياتك اللي عايشنها
وشو يعني لو هلك ما اعترفوا فيك ؟
شو يعني لو امك كانت السبب في المصايب اللي حلت على سهيل !
قدر الله وما شاء فعل
اللي راح راح ..... لا تحط ايدك على خدك وتندب الحظ
ربك قاعد يعطيك بدال الفرصة ألف .... استغلها بالطريقة الصح
اتفَهم موضوع انك مقهور من قوم صياح اللي يدي ياااااابر منهم
واتفهم انه متويع كونك الولد المنبوذ


سمع قهقهة ارنود الخافتة المريرة ... ليكمل حديثه وهو يعدل كلمته الأخيرة ... بنبرة اشد قسوةً
اشد صرامةً: الولد المجهوووول
لكن اذا عرفوا .... شو بتستفيد ؟! اهل .... ظهر ؟!
عزوة ؟! ماااال ومكاااااانة ؟!
لو الاهل والظهر والعزوة فادوا حد ... جان من باب أولى فادوا اخوك
واذا على الماااال .... الحمدلله عندك وزووود

كتم آرنود المرارة ببلعومه ....... فـ غابش لا يعلم ان ما يعتمل خاطره اعمق بكثير من مجرد اهل لم يعلموا .... ولن يعلموا "كما يؤمن" بوجوده
غابش لا يعلم انها قد تزوج بمن "تأمل انه سيصل للقمر معها حباً ورحمةً وارتباطاً"


فقال بعدها ساخراً من نفسه ... قبل ان يكون من غابش: الحينه عرفت كيف انت وسهيل ربع
نفس التفكير ...... نفس الأسلوب

قلب غابش عيناه يائساً من تغيير حال الشاب .... ويبدو ان حديثه قد ذهب مع الريح !
حسناً .... لن يكرر ما قاله .... فليفعل هذا الناصر بنفسه ما يشاء

ثم قال بنبرة جافة: وينه مختفي ؟ آخر مرة رمسته قبل لا تيي انت بوظبي

ابتسم ارنود ..... ثم قال: عرّس

: هااااه !!!

آرنود بقهقهة اخفى خلفها احزانه: الفال لي هههههههههههههههههه

: تستهبل ولا ترمس صدق !!

آرنود: والله ... خذا جواهر بنت خالتي


بالتأكيد غابش يعرف جواهر ..... فـ هي تعتبر من اهم عناصر مؤسسة نورين للجرافات البحرية: ما شاء الله ...... الله يباركلهم

اكمل آرنود بعد ان تنهد بخفة: ورد البلاد معاها ومع التوم

رفع غابش حاجبيه بذهول: صدق !!! اشوف علوم يديدة صارت وانا بعيد

آرنود بابتسامة ساخرة: صدقني حتى انا توني اعرف ... من شوي رمست خالتي ام جواهر وقالتلي

غابش بثقة: اكيد في سبب قوي ... ولا كيف يرد وبهالسهولة !!

قال آرنود متسائلاً: محمد عبدالكريم قالك شي ؟

غابش بنفي: لا ... من زمان ما رمست محمد ... آخر مرة يوم كان في سيريلانكا يأدي مهمة تخص اخوك

ليسمع ارنود يقول له باستعجال: بخليك غابش ... برد اتصلبك عقب شوي

: مب مشكلة خذ راحتك

اغلق غابش الهاتف ثم تحرك ووقف امام نافذة غرفة الجلوس ... ليرى حرابة تقف تحت شجرة كبيرة في الحديقة وتتمرن

رشيقة ... مرنة .... مثيرة للاعجاب
تتصبب عرقاً وهي تقترب من جذع الشجرة ... ثم اخذت تتسلق برشاقة تحسد عليها



شعر برغبته العارمة بالذهاب إليها وحملها كالاطفال

هل سـ تغضب ؟ او سـ تخجل ؟


خفق قلبه وهو يتذكر الوجه الخجول منها
انثى
تصبح انثى بمعنى الكلمة

لكنها انثى تحمل في حناياه احزان وعويل ... ونيران



"
: اذا شويّة قهوة حرقتك ... شو بتقول عن اللي عقوه في تنور
شو بتقول عن اللي مات وهو يشوف عينه .. وايده ... وريله .... يحترقون جدامه

"


شعر بـ شرايينه تنكمش وتتسع حينها من كمية الألم في صوتها
هل رأت حادثة سهيل ؟
ام فقط اخبروها ؟
ربـاه
لا

اكيد انها رأت الحادث بأم عيناها ... لن يتجرأ احد ان يخبر مراهقة عن حادثة مأساوية كـ تلك الحادثة التي سبق وحكاها له ارنود في لحظة انفراد غارقة بالسواد والبؤس ..
لا يعلم ...... الله وحده من يعلم !

الذي يعلمه انه الى الآن لم يتمكن من الولوج لأقصى نقطة في روحها

يعلم ان زواجه بها بتلك الطريقة خطأ .. وخطأ فادح
وعندما تكتشف المؤامرة سـ تشعر بالانكسار ... بالصدمة المروعة
لكن ليست تلك هي نواياه يالله
ابداً


تذكر عندما اتاه منصور الى مكتبه
وذكرها امامه

ادعى عدم معرفته بها .... لا ..... لم يدعي

بل حقيقةً لم يكن يعرفها كـ أي شاب يعرف ابنة عمته !


المضحك انه عرفها بدقة عن طريق سهيل ...... او ديدريك
ثم تذكر لقاءه بـ ابيه يطلب منه الأخير الزواج منها

لا يعلم ما الصدف التي لعبها القدر معه هو بالذات ... من اين جاءت لابيه فكرة ان يعيد حبل الوصال مع عائلة عمته ..... بل وان يقترح عليه الزواج منها ؟!!
وفي الفترة الذي يخبره بها شريكه سهيل عن الخطر الذي يحوم حول حياة حرابة بنت ليث .... اخته بالرضاعة

يعترف ان الفكرة ككل ... فكرة ان يطلب ابيه منه الزواج منها .... ازعجته واثارت حنقه
لكن كان عليه التحرك وفعل شيء
كان عليه تقديم المساعدة ... فـ في نهاية المطاف هي ابنة عمته



ماضٍ يتحدث



الثلاث يجلسون امام بعض بعد ان قاموا بتشغيل مكالمة الفيديو بينهم .. ديدريك .. ارنود .. غابش
واستمروا حوالي ساعتين كاملتين مناقشة المشاريع المشتركة بين الشركتين .. مشاريع متعلقة بـ موانئ الخليج على وجه الخصوص ...

كان غابش يفكر وهو يضرب مؤخرة قلمه على فكه ... يفكر بالحوار الذي جرى بينه وبين والده منذ سويعات

قال بعد ان تنحنح ... وبعد ان قرر ان يخطو خطوته: ديدريك ... يمكن لقيت حل حق مشكلة اختك

قال ديدريك/سهيل بلسانه الانجليزي وهو يدوّن بعض الملاحظات السريعة: انني اسمعك غابش


: يوزوها
(أي زوِجوها)


رفع ديدريك رأسه مذهولاً ..... ليرفع بعدها حاجبيه ساخراً

لكن غابش كان جاداً ... وجدية لاحظها الأخوان بوضوح: اتكلم جد .. خويّك العقيد كان صريح بكلامه
داعش مب ناويين الخير

اسند سهيل ظهره على المقعد الجلدي .... مسترجعاً حديث العقيد الذي سبق وتعرف عليه في عشاء دبلوماسي في مدينة لاهاي

اكمل غابش يشرح فكرته بمنطقية: البنت اذا قعدت في البيت وتجنبت وسائل الاعلام بتكون انقذت حياتها وسهلت المهمة على القيادة عسب يفجون رقبتها من الموت

نظر سهيل لـ اخيه الصامت .... وقال بلسانٍ عربي نادر ما يخرج منه ... وفقط للمقربين منه: من وين يبت هالحل ؟
وشدراك بيساعدنا بموضوع حرابة ؟
انت ما تعرف ختيه ... حرابة ما ينياب راسها بسهولة
(ما ينياب راسها = لا ترضخ لأي أمر بسهولة/لا تلين بسهولة بالافعال والاقوال)


حك غابش ذقنه بصمت ... ولم يقل ان والده هو من اقترح موضوع الزواج قبل الجميع جاهلاً الاخير ما يدور حول حرابة من خطر
وكأن الله قد ارسله لحكمة .... في الوقت المناسب ... كي ينقذ ابنة اخته

قال ارنود بعد صمت طويل: تزوجها انت غابش

رمقه غابش باستخفاف هاتفاً في داخله "انت بعد يا ارنود" !!

قال سهيل وهو يسند ذراعيه على الطاولة: حرابة لو تبا تعرس جان عرست من زمان

ثم زفر قلقاً .... واكمل يرمق الفراغ بانزعاج: ماشي وقت شباب ... السلطات الله يشهد مب مقصرين .... عينهم عليها ٢٤ ساعة ... بسسسسس



لاجل صديقه فقط .... اخذ يفكر بعمق مطولاً ... ليسمع ارنود يهتف هذه المرة بإصرار غريب: انت يا غابش .... صدقني اشوف انك الانسب لهالمهمة

قال سهيل بـ صوت بارد قاسي: تذكروا انكم الحينه ترمسون عن ختيه .. اصطلبوا

رفع غابش كلا يداه بابتسامة رجولية متفكهة:
اخوك اللي ماخذ السالفة سوم مب انا

رمق سهيل اخيه مطولاً ثم قال من غير مواربة: ان يينا لـ الزواج .... الى الان هو انسب حل .. لكن كيف ؟

ونظر لـ غابش متمعناً ....... قبل ان يقول غابش بحاجبان معقودان: لا اطالعني

ابتسم سهيل بـ عبث وقال: انت راعي الاقتراح وانت اللي بطبقه

قلب عيناه بضجر ثم قال للأخوين: مب انتو قلتوا ما ينياب راسها !!

اكمل باستهزاء شابه الاعتداد/الأنفة: كيف بترضى ؟ وكيف اساساً بتحمّل انا وحدة شراتها ؟
الا اذا كنت مينوووون ما عندي عقل

اشر نحو سهيل وهو يبرر ساخراً: لا اطالعني جي
هاي عسكرية .... اشوفها ريال اكثر مما هي حرمة

هدر سهيل بتهديد غاضب: غااابش ... انا شو قلت ؟

وقف غابش يريد الرد هو الآخر بغضب لكن آرنود قاطعهما بأن قال: هذا هو الحل

هتف كل من سهيل وغابش مع بعض: شووو ؟

عض آرنود باطن خده وقال: انك تصير مينون

قال غابش برفعة حاجب: فهّمنا هاي النكتة يا اخ ارنود ؟ مينون كيف ؟

واخذ يشرح لـ سهيل وغابش كيف ستجري الخطة
الخطة التي ولابد ان يكون بعض الاشخاص المقربين على معرفة كامل بها حتى تسهل المهمة من غير شكوك

قال سهيل مُقراً بعد تفكير ... بعد ان شعر ان حرابته ذات الشخصية الفريدة من الممكن ان تقبل بالمعتوه حتى لو خطبها ألف عاقل:
اذا قبلت يا غابش ... مع اني مب واثق مية بالمية
اذا قبلت حرابة فيك ..... بتكون رسمياً ماخذ مهمة حمايتها ..... وبروحك
محد منا ومن اللي يعرفون بينذكر اسمه ابداً ....... عُلِم !



حاضرٌ يتحدث
مساءاً



بحلته السوداء الرسمية ... بـ ذقنه المشذبة والتي تشذبت بيد حرابة نفسها بعد ان ادعى بطفولية انه يخاف مسك جهاز الحلاقة بنفسه
فـ قدمت مساعدتها بصبر بالغ ... وكذلك صبر اشد وهو يتحرش بها بلمساته الماكرة ونظراته العابثة
اذا كانت ابنة ليث تريد التذاكي ومنعه من التنعم بقربها فـ هو اكثر ذكاءاً منها
سـ يجعلها هي تأتي إليه تطلب الوصال وتكسر ظمأ الحرمان ...



وضع يداه داخل جيوبه وهو يقف بهيمنة رجولية على الرصيف ... يتأمل الشارع النظيف الخالي تقريبا من المركبات
يفتخر بنفسه
يعتد بكونه صنع نفسه بنفسه
رغم انه يعلم ان والده حاول مراراً وتكراراً توصية رجال الاعمال المقربين له به هو شخصياً
من غير علمه
لكنه ابى الا ان يكون سيفاً يقطع المستحيل بنفسه

حتى شراكته مع سهيل في آخر مشاريعه ما كانت الا طريقة ذكية ليصل للعالمية
وسهيل كان اكثر من مرحب للفكرة اذ ان الاخير يعلم بمدى نفوذه في اوروبا


الاثنان يطمحان للنجاح
للرفعة
للانتصار
وقبل كل شيء
لاثبات انهما يستطيعان وكفى !



ماضٍ يتحدث



على قارب وسط البحيرة الجميلة في هولندا .. ينبطح باسترخاء واضعاً يداه خلف رأسه .. وقبعته المصنوعة من القش المرن على وجهه
ويسمع زقزقة العصافير الجميلة .... واصوات الطبيعية المرهفة تغني موسيقى على مسامعه

كان يحتاج لهذه الراحة وهذا الاسترخاء خاصةً بعد تعب الجامعة وضغوطات آخر سنة تخرج

وبعدها سيعود للبلاد كي يرى والديه

مشتاق لهما حد السماء/الارض رغم ان الشوق الجارف لا يوضحه مباشرةً امام والده عبدالرحمن الجاف معه

اثناء استلقاءه ... شعر بأحدهم يقفز داخل قاربه ويطلب منه بأنفاس متلاحقة ان يسرع بالتحرك

عقد حاجبيه بعصبية على هذا الوقح الذي احال مزاجه الجميل الى سيء

ليقول بغضب بارد: من انت ؟

ازاح الشاب ياقة جاكيته عن وجهه فـ بهت قليلاً عندما رأى وجه غابش لكن الأوان قد فات

فقال بسرعة مستعيداً سيطرته بالانجليزية: هيا هيا بسرعة تحرك

رغم ان غابش رأى وجهه المألوف بشكل ما له .. قال بإنجليزية هادئة وهو يشعر بأنه ليس من المجرمين او اصحاب السوابق:
الى اين ؟

: ايّ مكان .. هيا ارجوك

وحرك قاربه حتى اوقفها في المكان المخصص للقوارب ثم قال بحاجب مرفوع: من شكلك اعربي

زفر الشاب براحة ... ثم قال بامتنان متجاهلاً جملة غابش الاخيرة: شكراً جزيلاً

وقفز من القارب يريد الانصراف الا ان غابش كان اسرع منه وهو يقفز مباشرةً خلفه ثم يقف امامه بهيمنة: شايفنك قبل ... وين ماعرف ... وان ما خاب ظني انت من معارفنا


امعن سهيل النظر به
قبل ان يبتسم ... ابتسامة جامدة لا حياة فيها .... ثم قال وهو يمد يده محافظاً على لسانه الانجليزي: ديدريك ... اسمي ديدريك وممتن لـ مساعدتك ...

مد غابش يده مسلِّماً ... وهو يتأمله بعيناه نصف المغلقة ... قبل ان يهز رأسه نافياً وهو يقول بتذكر:
ذكرتك .... انت تقرب حق قوم الوالده .... ان ما خاب ظني انت سهيل ولد ولد عمها

حاول سهيل تدارك المآزق التي وُضع فيها اليوم ... منذ قليل رأى احد ابناء عمومته ويبدو انه اتى هولندا للسياحة ويشك ان الآخر لم يره
والان غابش بن عبدالرحمن بوالشريس
الذي سبق وقد رآه مرة منذ سنوات طويلة في منزل العم خلف بوالشريس القابع في البلدة المجاورة لبلدتهم .. ومرة أخيرة بشكل خاطف وهو يمر من منزل العم جابر .. حتى انه يومها لم يره وجهاً لوجه

وضع غابش سبابته على جبينه يفكر بصوت عالي: مممممممم مب قالوا انك مت !!
ولا يطرون واحد ثاني ؟؟؟
ولاااا.......

اتسعت عيناه ما ان كمّم سهيل فمه يقطع حديثه .... ثم جره للوراء وهو يهمس بانفعال: اووووووصصصصص
سيسمعونك ؟؟؟

ليلتفت غابش قليلاً فيرى بعض الشبان يركبون دراجات هوائية قربهم ... واحدهم يلتفت حوله وكأنه يبحث عن شخص ما بحيرة

سأله بتوجس: شبلاك ؟ شارد منهم ؟

اجاب سهيل بسخط: لاشيء من هذا او ذلك

: ارمس عربي زين شبلاك

كز سهيل على اسنانه بقوة وقال وهو يبتعد ليرحل: لا حول ولا قوة الا بالله

لكن غابش وكأن مغناطيساً يسحبه لـ سهيل
لحقه وهو يسير
خطوةً بعد خطوة

الى ان توقف سهيل بضجر ...... وقال بعد ان زفر انفاسه: شو تبا ؟؟ ليش تلحقني ؟؟

ابتسم غابش بتلاعب وقال: زين يوم استوعبت ان نحن عرب

: شو تبا ؟

هز غابش كتفيه وقال: فاضي ورايق وابا اسمع سوالف
شرايك تقولي شو سالفتك ؟؟

: ما عندي سوالف وانصحك تتوكل على الله وتروّح

صفّر غابش من بين شفتاه ثم قال بابتسامة مستفزة: مشكلتك طحت في درب وايد نشبه
اللي في راسه يسويه
(نشبه = الشخص الفضولي الذي يتدخل بأدق التفاصيل)



تمعن سهيل بالنظر به قليلاً ...... ثم قال بغلظة: ومشكلتك ما تعرف حق منو تبا تنشب

اتسعت ابتسامة غابش الرائقة .... وقال بثقة هذه المرة: انشب حق سهيل بن احمد بن صياح
مممممممممم قولي يا سهيل شو سالفتك وليش شارد عنهم ؟؟؟

ثم زم فمه بتفكير وهو يغمغم بحيرة: متأكد ان الوالده كانت تقصدك انت
انت اللي اقاموا عليك الحد
ولا انا غلطان ؟



اسودّ وجه سهيل وامتقع
أهنت عليكم يا آل صياح حتى تشيعوا خبر مقتلي وتشوهوا سمعتي ؟


اكمل غابش يفكر بصوت مسموع: اذكر قالتلي ان سهيل جتل واحد واهله ما رضوا بالدية وووو

آشر إليه واردف بدهشة: بس ليش انت حي ؟



لولا ان الذي يسمعه موجع
لـ ضحك على تعابير وجه غابش الخرقاء



حسناً
يبدو ان آل صياح قد اشاعوا "حكاية رسمية مغلفة بالرقي للجمهور" كي يتستروا على "فضيحة ابن عمهم المخزية"



اقترب منهما رجل طاعن في السن اذربيجاني الأصل: سمعتكم تتحدثون بالعربية
هل انتم مسلمون ؟

اجاب سهيل بسرعة: الحمدلله

: هيا معي اذا .... لدينا متوفي ونريد الصلاة عليه بعد صلاة الظهر

غابش: انا لله وانا اليه راجعون .... يلا يلا يا عم معاك

بعد ان ادوا صلاة الظهر جماعة .... وبعد ان صلوا على الميت

ظل سهيل متربعاً على ارض المسجد الصغير يتأمل الخواء بـ عينان مظلمتان معذبتان

يفكر والنيران تنهش عظامه

هل بقى منه شيء بعد الحرق ؟
هل صلى عليه جده والناس ؟
هل اقاموا له عزاء ؟

ألم ينشروا خبر انه "فقط" قتل احدهم ؟!
اذن هم ولابد انهم فعلوا تلك الأمور ظاهرياً كي يسكتوا افواه الناس ؟!
أليس كذلك ؟!



ليهتف غابش بسرعة مقترباً منه: يلا سهيل بندفن ميتهم

هز سهيل رأسه بـ وجه شاحب ميت وقال: بتم هني
روح انت

اوقفه غابش على قدميه بإصرار ... وقال بحزم شديد: اجر يا خويه اجر .. اذا انت تخاف من المقا...

نزع يده منه ... وهو يهتف ساخراُ بمرارة: أخاف ؟
ههههههههههههههههههههههههههههه

دفعه بخشونة امامه واكمل بقلبٍ ينصهر من الذكريات الأليمة ..... لا يعلم هذا الغابش انه شهد الموت بأم عينه ... انه ميت لكن لحكمة فقط تركه رب العزة بين الاحياء
: امش امش ... ماعرف ليش ربي طيّحني عليك اليوم ..


بعد الدفن .... جلس على التراب منهد الروح
منهد البدن
وصوت قراءة الشاب الذي كان يجلس امام سور مدفن المسلمين وبيده المصحف .... يتخلل حواسه وانفاسه

كان يختم حينها سورة الحجر

فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93) فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)


ليمسك التراب بارتعاش بين يداه ويمرغه على وجهه بعنف

ثم اجهش في بكاء مرير
مريـــــر مريـــــع حــــــاد

كانت هذه اول مرة يبكي بعد نجاته من النار وبعد ان استعاد وعيه
اول مرة وآخر مرة

لا يعلم ما حدث بعدها ... من شدة بكاءه شعر انه سقط او ربما ذهب للبرزخ حيث يجب ان يكون

لا يعلم .... لكن من بين انهياره .... احس بـ غابش يحتضنه بقوة ويهدئه بكلمات كثيرة وطبطبات رجولية حانية

من يومها ..... وغابش صديقه
صديقه المقرب جداً
صديق الدارين ..... لا مجرد صديق دار فانية !



حاضرٌ يتحدث



بعد ان انتهى من عمله الذي دام ساعات .. عاد للمنزل بإنهاك شديد
يريد اخذ حمام دافئ والنوم في غرفة باردة جداً جداً جداً

عندما عبر صالة الجلوس .. سمع أصوات ملاعق آتية من المطبخ فـ خمّن انها حرابة

غريبة هذه الحرابة
تمتلك هالة بنات الشيوخ المدللات اللاتي لا يحملن حتى الابرة
الا انها عكس هذا كلياً
صارمة مرتبة سريعة منظمة تعتمد على نفسها في كل شيء وتتقن كل شيء
سواء اعمال مخصصة للرجال او النساء !

لكن روحها جافة
ولـ كم يتعطش لسقياها !


اقترب من المطبخ ليراها تقف امام المغسلة وتدندن بصوت خافت
خفق قلبه
تغني !
رباه ..... حرابة تغني !


امال بجسده على زاوية الباب وتنحنح بصوت عالي مبتسم
ليراها تلتفت نحوه بتكشيرة

اصبح يعرف ان لتكشيراتها أنواع
واحدى هذه الأنواع هي تكشيرة حرج .... وهي المرتسمة على وجهها الآن


يا وجع قلبه الضعيف ... اصبح يذوب بـ مجرد رؤياها ... رؤيا ذئبته الصغيرة والتي تستعد للإنقضاض دوماً كلما ظهر امامها



: السلام عليكم

عادت لغسل كوبها وهي تقول باقتضاب: وعليكم السلام

قال بخبث: كملي دندنة ليش وقفتي !

ردت بغيظ: ما كنت ادندن

تقدم بخطواته حتى اصبح خلفها تماماً ... ثم همس قرب منابت شعرها الأسود اللامع المتمايل بخصلاته على جبينها وفوق اذنيها

: لا تقصين عليه .. سمعتج بأذنيه

رمقته بجانب عيناها وقالت وهي تبتعد عنه وتنشف يديها بالمحارم الورقية: خلصت شغلك ؟

ظل يتأمل وجهها الندي الخالي من مواد التجميل .... بعينان متراخيتان ..... خلفهما الكثير والكثير من المشاعر المشتعلة

ثم اومئ برأسه بهدوء
قبل ان تسقط عيناه على معصمها ويقول بصوت خفيض مستغرب:
ساعتج كبيرة عليج

فـ ردت بسخرية طفيفة: توك تشوفها ؟

اردف وهو يميل وجهه: ورجالية بعد

قالت بفظاظة وهي تهم بالخروج: كيفي عايبتني

امسك يدها وقربها إليه وقال وهو ينظر للساعة عن قرب: مممممممم جديمة مبين

أبعدت يدها عن يده وقالت بضجر: ولو انها من القرن ال١٥
احبها وما بغيرها

اتسعت ابتسامته وقال: ما قلتلج غيريها

: عيل شو تبا تعلق عليها !!

غابش: مستغرب بس


تأملت شعره الغليظ المسرح للخلف على نحو جميل ومرتب
اظهر جبينه وسواد حاجبيه

ثم قالت بصراحة تُحسب لها وهي تعدل وضع الساعة .. مشيحةً بـ وجهها وتنظر لكل شي عداه: هاذي ذكرى
صغرتها على قياسي بس ضعفت وايد آخر سنتين واوسعت عليّه

شعر بدغدغة في قلبه لصراحتها النادرة جداً ... فقال يتأمل ملامحها القمحية بنهم: ذكرى من منو ؟

ردت بجمود: من اخويه الله يرحمه

سأل بعفوية: سهيل ؟

التفتت له بحدة وقالت بتوجس: تعرف اسمه ؟

رفع حاجبيه بطريقة خرقاء .... وقال ساخراً: ما فقدت ذاكرتي مع الحادث ... اعرفه سهيل .. نسيتي انه يصير ولد ولد عم امي ؟!
وامايه قالتلي من زمان ان عمتي عفراء راضعتنه وهو صغير

حرابة: ادري بس انت ولا عمرك شفته ولا كنت تيي عند يدك يابر .. خالي عبدالرحمن وخالي زيد دومهم كانوا في بوظبي

: منو قال ما كنت ايي ؟ كنت ازور يدي يابر ويدي خلف الله يرحمه

حرابة بنظرة متفحصة: انا ربيت عند عموه ريسه .... وعموه ريسه بيتها ملاصق بيت عمي يابر
لو ييت كنت بشوفك

قال ساخراً: راداراتج كانت شغالة ما شاء الله حتى وانتي ياهل !!
كنا انا وخواني نزور يدي كم مرة فالسنة مب معناته في هالزيارات لازم نصادف حضرة سموج ؟!

حكت عنقها تخفي حرجها بمهارة .... ثم تنحنحت وقالت: يعني انت شفت سهيل ؟

: هي مرة بس

تراخت تعابيرها بشكل مؤلم وقالت وهي تقترب منه: شو ريته ؟

تلقف تفاحة من الطاولة الصغيرة وقضمها .. ثم قال بملئ فمه: كيف يعني شو ريته !!

ارتجف فكها ..... لتهتف بصوت بعيد ... بعيد جداً ... ومغيّب ... ومظلم: شو شفت عليه ؟

زم فمه وقال بعد ان بلع لقمته: ولاشي ... كان ريال ما شاء الله عليه والنعم فيه وفي من رباه

هزت رأسها توافقه الرأي بطريقة متلهفة تواقة ..... وقالت: هي ... هي
صدقت سهيل ريال ولا كل الرياييل
عيل ليش !! ليش اجتلوه !! ليش احرقووه !!
سهيل ما سوى شي .... سهيل أصلا ما يروم يجتل عصفور

سعل من حديثها الصادم وعلى الفور وضع التفاحة على الطاولة ليوليها اهتمامه

كانت كمن دخل حالة من الهلوسة ! واخذت تحدق بـ غابش وكأنه "قوم آل صياح" أجمع

تسأله عن السبب وكأنها ستجد عنده الجواب الشافي !

أكملت وهي تمسك ذراعه بقوة: ليش اجتلووووه قولي
ليش عقووه في النااار !!! قولي غابش !!

يتأمل عيناها المحتقنتان بنظرة ضبابية
فكها المرتعش .... وجهها الممتقع الشاحب
ليعلم في نهاية المطاف
ان لا شيء يهز هذا الكائن امامه .... ان لا شيء يفكك صلابتها وجمودها وقوتها الحديدية
سوى سهيل !!

ولو انه لديه المقدرة لجبر الكسر في روحها ... بأن يعطيها على الأقل بعض الأجوبة
لفعلها !
لكن لا يستطيع ... ليس الآن


رآها تتراجع بحدة وتركض خارجة من المطبخ
ليتدارك وضعه ويركض خلفها

وقبل ان تغلق باب الغرفة عليها .... كان هو يمنعها ويدخل خلفها بإصرار

صرخت بملئ حنجرتها المبحوحة: خلني رووووحي

اقترب منها يهتف بحزم: اهدي حرابة

صرخت بصوتها المختنق وقد اخشوشن من شدة الانفعال ... انفعال لم يجعلها تدرك ان الذي امامها اسقط عن وجهه العتاهة والبلاهة رغماً عنه: ما بهداااا خلني رووووحي

حاول مسك يديها كي يثبت جسدها يكرر هتافه الحازم الهادئ: حرابة

لكن حرابة كانت في حالة عقلية أخرى
حالة عنيفة عاصفة ضائعة منهارة !


حركها حتى صدم ظهرها الحائط .... ليحاصرها بيداه وجسده وصدره

رباه كم آلمه انهيارها الكامل
كم عاث في روحه فساداً من عيناها اللتان ترفضان إمطار خديها بالدموع

تكااااابر وتكاااااابر وتأبى الخنوع للضعف وللدموع ..... وكأنهما شيئان قذران نجسان
ان اقتربت منهما فـ ستّبطَل عباداتها !

وكأنها قرأت ما دار في مخه .... ولكي تثبت له انها حقاً وفق ما يظنه

كزت على اسنانه بقوة وهي تزأر
ثم دفعته اقوى ما عندها ..... ولكمت ذراعه بشراسة

تراجع للخلف وهو يكتم ألمه المتصاعد اذ ان عملية القسطرة كانت عن طريق يده

ظلت واقفة تنهت من هول ما اعتراها من جنون ... ثم جمدت تعابيرها وكأنها للتو استوعبت ما جرى

اقتربت منه تسأله بوجه ممتقع: غـ غابش ..... تعورت ؟

اردفت وهي ترى وجهه يتغضن من الألم: و .... وين ؟؟؟
وين تعورت ؟؟؟؟

لمست صدره وذراعه بكفوف مرتعشة وهي تتخيل مالذي ستفعله لو ان مكروهاً احل به بسببها ؟
بسبب غبائها ولحظة الانهيار التي مرت فيه

حرابة بارتباك: غابش .. غابش .... اوديك المستشفى ؟

هز رأسه نافياً بحاجبان معقودان وعينان مغلقتان

ساعدته حتى جلس على السرير
ثم قالت وهي تقف بسرعة: اييبلك مسكن ؟

هز رأسه نافياً مرة أخرى .... لتقف امامه وقالت بنظرة فيها من المآسي الكثير: ارحمني يا ولد النااااس اللي فيني مكفيني
قولي شو اسوي كيف اساعدك



اخذ نفساً عميقاً
قوياً
حازماً
ثم نظر إليها بعينان منهكتان .... لكن تتوهجان بالكثير
قبل ان يصلب ظهره .... يصلبه كـ عادة غابش الأبدية
صلب
عنيد
لا يوقفه شيء


أمسك خصرها بكلتا يداه
فـ قربها إليه ببطئ
شيئاً ... فـ شيئاً ... حتى اصبح انفها ملامساً لأنفه
صدرها يصعد ويهبط من اثر الانفعال امام صدره


ثم همس وهو يكاد يستشعر نعومة ثغرها على شغره المتعطش: وجودج قربي
بهالقرب ..... وزود شوي
يكفيني




انهارت حصونها
انهارت كلياً امامه



فكانت هي من بادرت هذه المرة
وقبّلته بعذاب تام !


انين غليظ خشن صدر من حنجرته
يقولون الغرام صعب
فـ لمَ تدرِّسه بشفتيها كـ سهولة جريان المياه !

يقولون لعبة العشق قاتلة !
فـ لمَ السم الذي يغرقه منها ..... يتذوقه عسلاً دوعنياً مصفى !

صوت نزار يحتل حواسه
ينفضه
ويشتته
مع تشتته الجنوني من قربها المهلك وخضوعها الراغب المدمر لرجولته وسيطرته


أشهد أن لا امرأة ً
تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال
تحرقني .. تغرقني
تشعلني .. تطفئني
تكسرني نصفين كالهلال

أشهد أن لا امرأة ً
تحتل نفسي أطول احتلال
وأسعد احتلال
تزرعني
وردا دمشقياً
ونعناعاً
وبرتقال

يا امرأة
اترك تحت شعرها أسئلتي
ولم تجب يوماً على سؤال

يا امرأة هي اللغات كلها
لكنها
تلمس بالذهن ولا تقال



،,



منذ الصباح الباكر .. قرروا انهاء آخر إجراءات القصية بحضور المحامي ... وبعد ثلاث ساعات من التحقيق المتواصل ادلت خلالها نارة بشهادتها ضد المجرم بوجوده .... وتعرفت كذلك على صور الضحية التي اظهرها الأمن بعد فحص بقاياها والتعرف على الحمض النووي الخاص بها
وبعد تأكد منصور من خلوا كامل مسؤوليته ونارة من صديقه الضابط .... اعلم الاخير انه ينتوي العودة لبلاده مع نارة وابنته .. اجراء روتيني فقط ليأخذ كامل حسبانه الأمني لأجله ولأجل نارة وطفلته ...



في شقة منصور



تنهدت بـ مشاعر متبلدة مكتئبة وهي تتأمل طاولة الطعام المليئة بـ اطباق الفطور الشهي .. بـ فستان صيفي بسيط زاهي اظهر جمال عيناها وخديها .. لم يأكل الا لقمتان ونهض
حتى ضي لم تأكل الا القليل قبل ان يقلها والدها للمدرسة بنفسه

اليوم آخر يوم دراسي ... وبعدها يجب ان تأخذ اوراقها وتصدّقها حتى ان عادوا الى البلاد تبدأ السنة الجديدة من حيث انتهت ... وبعد يومان وكما قال منصور سيحين موعد سفرهم

خائفة ومتوترة ويائسة من كل شيء
لكن ما يهوّن عليها المصاعب هو قربها من ابنتها

حتى لو ارتبطت بأكثر الرجال فظاظةً وبرودةً
بأكثر الطرق فداحةً وبشاعة


فتحت مسجل الصوت في هاتفها وبدأت تلقي بشجن ناعم احدى اقرب القصائد القريبة من قلبها



أرى الحزن لا يجدي على من فقدته
ولو كان في حزني مزيد لزدته

تغيّرت الأحوال بعدك كلها
فلست أرى الدنيا على ما عهدته

عقدتُ بك الأيمان بالنّجح واثقاً
فحلّت يد الأقدار ما قد عقدته

وكان اعتقادي أنك الدهر مسعدي
فخانتني الأيام فيما اعتقدته

أردت لك العمر الطويل فلم يكن
سوى ما أراد الله لا ما أردته

فيا وحشة من مؤنس قد عدمته
ويا وحدة من صاحب قد فقدته

وداع دعاني باسمه ذاكراً له
فأطربني ذكر اسمه فاستعدته

فقدت أحبّ الناس عندي وخيرهم
فمن لائمي فيه إذا ما نشدته



لـ عماد الدين الأصفهاني



رمت هاتفها وامسكت الممسحة تريد تنظيف غرفة الجلوس وهي تفكر انها يجب ان تتواصل على الفور مع صديقتها ذات الاصل الافريقي والتي سبق وطلبت ان تبيعها المركز التجميلي فـ وافقت وبسعر مناسب للطرفين

رغم ان منصور قد عارض فكرة بيع المركز اذ انه قد وعدها بـ وضع شخص امين من طرفه كي يشرف على عمل المركز لكنها رفضت
اما ان تكون قرب الشيء الذي اسسته بقلب نابض مجتهد
او لا تكون

وضعت الممسحة جانباً وهي تشعر ان فستانها الجميل سيتسخ
لذا وبعفوية شديدة نزعت لباسها لتظل فقط بـ تي شيرت شفاف بلا اكمام وشورت اسود قطني ملاصق للجسد

بعد ان مسحت ارضية الغرفة ... جلبت المنشفة لتنظف طاولة التلفاز من الاعلى
صحيح انها سيغادرون خلال أيام ... لكنها تكره الجلوس في مكان يتراكم فيه التراب

وقفت على طاولة صغيرة ثم ركبت على زاوية طاولة التلفاز واخذت تنظف بهمة حتى انتهت


عندما نزلت ... كانت حركتها سريعة
فانزلقت وهي تجهل انها كانت تنزل على ارضية رطبة

صرخت متألمة: اخخخخخخخخخ

ظلت على حالتها جالسة مكانها تأن بألم لـ دقائق قصيرة
الى ان سمعت صوت باب الشقة يفتح

شهقت بتوتر بالغ ووقفت كي تجلب ملابسها لترتديها
لكن تعثرت من الالم وسقطت

عندما دخل منصور ورآها بوضعها المزري ... اقترب بسرعة وهو يهتف بعفوية/قلق:
سلمتي سلمتي

غطت صدرها بذراعيها بلا فائدة وهي تغمض عيناها بخجل مريع: ابا ... ابا ملابسي ... ريلي ... ريلي تعورني

التفت يميناً وشمالاً بـ وجه مرتبك محتقن

هدرت بحدة وهي ما زالت مغمضة العينان: فـ في .... في الغرفة الثاااانية

تدارك ارتباكه بسرعة بأن تقدم وحمل نارة وسط شهاقاتها واعتراضاتها

لكن تجاهل وهو يشد من أعصابه كي لا يرميها على اقرب اريكة

يكفيه الكهرباء التي تسري على طول ظهره كلما رآها

يكفيه انه البارحة نام في صالة الجلوس على الاريكة الصلبة متعذباً بشتى أنواع الكوابيس
بدءاً بالرجل الذي يظن انه خرج من القبر بقدرة عزيز مقتدر
نهايةً من الفتاة التي يرى انعكاس سيئاته وقذارته على صفحة وجهها وكأنه يرى سارة

الفتاة التي اصبح يتوتر ويرتبك بقربها وهو الذي عُرف عنه صيد نظرات الاناث بخيلاء وجرأة


تباً ................ شفاف
لباسها شفاف


شعر بـ نار تجتاح وجهه لكنه تماسك كما عادته متمسكاً بـ وجه البرود والخشونة


وادخلها غرفتها
ثم اغلق عليها الباب بحدة



من خلف الباب
كانت تستند على الجدار وهي تمسك قلبها الخفق بجنون
عيناها متسعتان وانفاسها تضيق بشكل فظيع

بعد لحظات من الذهول والتوتر والذعر
قررت ان تأخذ حماماً ساخناً وتلبس ملابس أخرى غير التي وضعتها في الخارج

لكن قدمها ...... قدمها تؤلمها



فـــي الخـــارج



تأفف بعصبية وهو يحرك شعره فوق رأسه
ما هذا الغباء يا منصور
أأنت اخرق ؟
الفتاة تعاني من ألم في قدمها فـ كيف تتركها بتلك الفظاظة وترحل !

ثم التفت مبتعداً وهو يتذكر للتو انه عليه جلب بعض قطع الثلج لها كي تضعها على مكان الوجع

بعد دقائق .... طرق الباب وهو يحمل كيس الثلج وقال بصوت خشن: نارة

: هـ هلا

منصور: اقدر ادخل ؟

: لـ لا ... لحظة

بعد دقيقتان فتحت الباب بحذر
ليكمل فتحه بخشونة .... ويدخل

ناولها كيس الجلس وقال متمعناً النظر بقدمها العارية: بييب لج مرهم رضوض

نارة: لا لا ما يحتاي .. الثلج يكفي

منصور بجبين مقطب: خلج مكانج .. بروح الصيدلية وبرجعلج ان شاء الله ما بطول

اومأت برأسها على مضض وسكتت


ما ان خرج .. حتى تركت اعصابها تتراخى بعدما كانت مشدودة بقوة
واخذت تأن بألم حقيقي .. الرضة كانت قوية

بعد ربع ساعة ... خرجت من الغرفة وهي تشعر بأحدهم يصدر صوتاً قريباً من باب الشقة
فـ ظنته منصور .. لذا اقتربت من الباب لكن فجأة قفزت مكانها مرعوبة وهي تسمع رنين الجرس

وضعت يدها على قلبها وهي تبسمل
بسبب ما عانته في طفولتها ومراهقتها وما شهدته من أمور فظيعة فور قدومها لأمريكا
تشعر انها والخوف صديقان لا يفترقان
ليتها تعاديه
ليتها تعطيه صك الحرية ليختفي نهائياً من قلبها
تكرهه وتكره ما يسبب لها من ارهاق في روحها/عقلها


ازاحت الخصل الندية من وجهها وهي تقترب اكثر

لتسمع احدهم يهتف من وراء الباب لـ شخص آخر: انها هنا انا متأكد .... جارتها اعطتني عنوان زوجها الحقير .... لابد وانها طيلة الوقت كانت تتنعم به كما ينتعم بها وبجسدها الجميل
لكنها نست اني مايكل .... واني آخذ ما اريده مهما كان مستحيلاً


غطت فمها بيدها لتصدر شهقة مكتومة مصدومة

مايكل !!
تباً ..... لم تتوقع ان إعطاء الجارة عنوانها لتجلب لها بعض الحاجيات التي نستها في منزلها القديم سيأتي لها بالمصائب
سيأتي لها بـ مايكل المهووس المجنون بـ سارة اختها

سمعت الآخر يقول بصوت شرير: هل من خرج منذ لحظات كان زوجها ؟

كز على اسنانه ورد: اججججل

: انه وسيم وقوي ..... ويبدو انه يمتلك المال الوفير .... ما رأيك ان تأخذ الفتاة .. لأسرق انا الشقة الفخمة بما فيها من ممتلكات واموال

مايكل من بين اسنانه: لك هذا ... فقط ساعدني بـ فم اخرس

: هههههههههههه حسناً يا صديقي


هرعت تبحث عن هاتفها تريد الاتصال بـ منصور ليأتي حالاً لكن تباً
هاتفها مغلق

اخذت تبحث عن الشاحن برعب جنوني حتى وجدته

رن جرس المنزل مرة أخرى ... لتنتفض مكانها وترتعش من غير حول لها ولا قوة
يالله .... ساعدني يالله


لم يكتفي مايكل بالجرس بل اخذ يطرق الباب بقوة

بعد دقيقة واحدة .. اشتغل الهاتف .... وبسرعة شديدة ضغطت على رقمه
رنة
رنتان
ثلاث

رد منصور بهدوء: الو

: مـ منصووووور .... إلحقني منصوووووووووور



،,



لا تعلم مالذي حدث
سمعت صراخ واصوات ضرب مبرح وشتائم ووعيد

سمعت اصوات الجيران العرب يخرجون من شقتهم ويفرقون بين منصور والرجلان الامريكيان

من هول قلقها على منصور .... لبست غطاء رأسها وفتحت الباب قليلاً تريد رؤية ما يحدث

لتسمعه يهتف بإنجليزية .... وعلى وجهه ابشع معالم الاجرام .... والشر الأسود

مصوباً على رأس مايكل مسدساً

: اقسسسسم
اقسسسسم ان فكرت بالاقتراب منها سأقتلك
اقتلك واقطعك لأشلاء أيها القذر النتن .... انت تجهل مع من تتعااااااامل أيها الفأأأأأر الموبوووء
القتل في قاموسي كـ شربة مااااااااااااء
أتسسسسسسمع !!!!


مايكل ومن شدة هلعه .... كاد يسقط مغشياً على الأرض
رماه منصور وهو يصرخ للجيران غاضباً ثائراً متأججاً: يلااااا كلن على بييييته شو تبوووون !!! مسرحية هي ولا سيييينماااااااااااا !!!!!!!

ثم رفس بطن مايكل المرمي المتهالك ارضاً ... مدركاً متأخراً ان صاحبه الجبان قد هرب

ليقترب من باب شقته وهو يزمجر بـ وجه نارة: دددددددددشششييييييييييييي



ما ان دخل ... حتى اغلق الباب خلفه بقوة
لكن نارة هربت من أمامه مذعورة لا تريد رؤيته


هربت وصورته تلاحقها كلسعات الكهرباء
صورته بـ عيناه المجرمتان تلاحقانها

رباه
قاتل ومجرم

كيف نست انه كان احد رجال ابيها في الماضي ..... كيف !!!
كيف تناست انه كـ ابيها ... يحمل في روحه الشر والقسوة والاجرام !!!

تذكرت عنفه ونار الشياطين تفوح من جنباته .... وهو يهدد مايكل بالسلاح

الهي
بـ أي حفرة اوقعت نفسها ؟؟

أهربت تسع سنوات من مجرم لترمي نفسها بين يدي مجرم آخر ؟؟
يا ويلي


اغلق باب غرفتها بقوة وهي تشهق باكية وتلطم خدها بذعر شديد

طرق منصور الباب بعنف ...... وهدر: بطلي الباب نااااارة

صرخت به وهي تبكي: ماباااا ..... طـ طلقني .... طلقني مابااااااك
كنت مينونة يوم واقفت على هالزواااااج
طلقنننني

جن جنونه اكثر ..... أتستهزأ به ؟ أأصبح دمية بين يدي كل من يهوى اللعب

: على كيفج هووووو !!! على كيفج متى ما بغيتي تعرسين ومتى ما بغيتي تطلقيييييين !!!
لعب يهال هوووووووو !!!!
وضيييي
مب قعدتي تنعرين تبينهااااا وما تبين تفارجينهااااا
الظاهر صدق لعب يهاااااال .... وانا مب غببببي
مب غبي ولا اهبلللل
الكلب هذاك تجرأ ويه هني لانج انتي اللي عطيتيه المجاااااال ولا اذكررررج بكلاااامج اخت نااااارة


رغم وجعها من اهانته الواضحة لشرفها وعفتها ..... صرخت بهستيرية تطالب بحق امومتها :
ما بخليهااااا عندك
مب مينووووونة اخلي بنتي عند واحدددد مجررررم
انا كيف نسيت انك كنت في يوم من الأيام تبع عبدالرزاق .... كيففففف !!!
ان ما طلقتني وخليتها عندي بالطيب بششششتكي علييييك
بخبر الشرطة عنك وعن عبدالرزااااق
وعن كلللل شي


ضحك ضحكةً مذهولة ...... متفجرة بالقهر والغضب
ليصرخ باعلى صوته: انتي !!!!!!
انتي تهددينيييي !!!!!! انتي ولااااا شي
ولااااااا شي .... انتي قيمتج بين الناس صفرررررر
وفوق ها تهددينيييييييي !!!
ياليااااهل اقدر امحيييج اذا بغيت بصبع وااااااحد
تسمعييييين

ضرب الباب بيداه ورجله وهو يزمجر:
تسمعييييييننننن !!!

تركها مبتعداً عن الباب والاشتعال يفوح من كل مكان منه
لتنهار ارضاً وهي تمسك جبينها بعينان متسعتان مصدومتان محتقنتان بالدموع



،,



بعــد يومــان



خرج من خيمته الانتخابية وهو يقهقه بـ سعادة
لا يصدق عدد الرجال الذي اخذوا يتصلون به منذ الصباح يعلنون دعمهم الكامل له
رغم ان بعضاً منهم لا تجمعه معهم الا معرفةٌ سطحية !
وها هو الآن يتلقى مكالمة من رجل ذات رتبة عالية في القوات المسلحة يخبره انه مستعد لترشيحه هو وكل أبناء قبيلته وانه كما قال له
"يراه نعم الرجل الذي سيمثلهم في المجلس الوطني"


بعد انتهاءه من الاتصال .. اتصل بـ ربيّع وقام بتوبيخه اذ انه نبّهه مسبقاً انه يجب ان يكون من أوائل الواصلين للخيمة كي يظهر امام الجميع ترابطه المتين بـ ابنه .... لكنه تأخر

كذلك اتصل بـ أخيه حامد واوصاه ان يأتي وابناءه خليفة وهزاع وان يتناسوا الخلافات العائلية قليلاً ويقفوا بجانبه
فهو اليوم وغداً وبعد غد ومستقبلاً .... سيكون من الأوجه البارزة جداً في المجتمع ويجب على جميع أبناء قبيلته الوقوف بجانبه ومساندته
اذا استثنى ابيه الذي لن يستطيع حضور كل الجلسات والإلقاءات بسبب تعبه المستمر
ومنصور أخيه الصغير "والذي لا يراه في الحقيقة اخاً" ..


بعد عشرة دقائق .... دخل المجلس الخاص به ثم جلس في الصدر وكل رجال قبيلته حوله
كذلك اصدقاءه ومعارفه

يسلم على هذا ويجيب على ذلك ويبتسم بحفاوة لآخر

والجميع بلا استثناء كان يسأله عن الشيخ صياح فيرد بحزن مصطنع بأنه مريض ولا يستطيع الحضور لمساندته ومؤازرته

وبينما هو في خضم معمعمة الضيوف والتأكد من ان الجميع قد نالوا الضيافة بالشكل المطلوب

سمع اثنين يتكلمون قربه بـ مساسرة
قال احدهما للثاني: بغينا بوغابش يترشح بس خسارة ما طاع ... يقول ماله في امور المجلس ولا له في سوالف الانتخابات

فـ اجابه الآخر بخيبة: والله صدقك خساااارة ...... بوغابش ريال كفو وصنديد وكان بيروم يحل وايد مشاكل نواجهها بمعرفته ونفوذه

طحن اسنانه شاعراً بغيظه يتصاعد ..... كما تصاعد رغبته الجامحة بالنجاح والوصول لمقاعد المجلس

لـ كَم يكره ذلك العبدالرحمن ... زوج ابنة عمه ! .... ويبغض هالة الاعجاب والتقدير المحيطة به أينما أتى واينما ذهب

لكن لا ..... من اليوم وحتى اجل غير مسمى
وهج الاعجاب والاحترام والنفوذ سـ يُسلّط عليه هو فقط


رفع هاتفه واتصل بـ مدير حملته الانتخابية
ليرفع صوته يريد للرجلان ان يسمعاه ويعلما كم هو شديد القوة والهيمنة

: أبا خيمة اكبر عن هاي الضعفين .... اباها في وسط دارنا يا عمر .... في وادينا بين عربنا وناسنا
وماوصيك بالدعايات والصور والمانشيتات .... أبا الكل يعرف ان شاهين بن صياح فايز فايز بحول الله


لحظات حتى اقترب منه احد أبناء عمومته الكبار وهو يتحزم بـ خنجر آل صياح الشهير

ليهتف له برفعةِ حاجب: شاهين ... وين خنيرك ؟ شقى تنساه اليوم ؟

اللعنة .... لم يكن ينقصه الا هذا الفضولي كي يلاحظ عدم ارتداءه للخنجر على خصره

ليجيبه بنبرة متصنعة: ا ا يا خويه شو اسوي .... داير راسي يمين ويسار نسيت اييبه

: لام الله من لامك .. بس ما شاء الله شغلك تمام التمام وامورك ماشية بالشكل المطلوب

ثم اقترب من شاهين وهو يهتف له بخبث: عاد لا تنسانا اذا فزت يا بوربيّع
نحن هلك .. واولى من الغريب
وانت فاهم عاده شو اقصد

ربت شاهين على كتف الرجل وقال: ابشررررر ابشررررر ما نحتاي توصيه


بعد اربع ساعات .... خرج من الخيمة وهو متهالك الجسد
لكن روحه نابضة بالقوة
بالنشوة

ليت نورة تراه الآن وهو في اوج قوته
اكيد ستندم انها ركلت قلبه قبل ثلاثون سنة
لو انها فقط تراه الآن وهو يكاد يمسك الشمس بيداه ... بالتأكيد ستركع تطلب الحب والرضا منه

اغمض عيناه بعذاب
لمَ خذلته ؟!
لمَ خذلت حبه الطاهر لها

حتى بعد ان فقدت البصر أرادها .... أرادها اكثر من ذي قبل
لكنها دعست عليه وكأنه كلب اجرب


وهو في وسط ذكرياته الحامية .... اتجه بسيارته نحو منزلها .... كـ عادته كلما اشتاق لـ شمِها من بعيد
كـ عادته منذ سنوات كلما تأججت النيران بـ روحه
وكما يفعل دوماً ... توارى بـ سيارته قرب المسجد المجاور لمنزلها ... وبدأ يتأمل الباب المعدني من بعيد



،,



انزلت هاتفها بعد ان هاتفت كل من المها وصنعا أخواتها تخبرهما عما قاله لها منصور منذ ساعة ونصف
رغم صدمتها وصدمة شقيقاته
لكن تعلم انه منصور وكفى .... منصور الذي قرر منذ سنين عزل نفسه بكل أمور حياته عنهم هم يا آل صياح

حتى وان كانت اقرب الناس إليه .... حتى وان كانت اقرب له من شقيقاته من ذات الاب وذات الام
لكن يظل منصور الخاوي الفارغ من المبالاة والمراعاة بمن حوله ... الذي تغيّر 180 درجة بعد فاجعته

تذكرت كلماته المختصرة ... انه متزوج ... منذ سنوات ولديه طفلة
انه عائد بهما بعد يومان .... ولولا محبته الشديدة لها لـ ساواها مع البقية بأن يدخل عليهم بعائلته الصغيرة ويصفعهم بالحقيقة

حزنت كثيراً .. لأجله لا منه .... ألم يكن يعتقد ان احداً من آل صياح ومن ضمنهم هي يستحق ان يفرح بزواجه ؟
ترك الامر سراً سنة وراء سنة لمدة تتجاوز التسع سنوات
تســـــــع سنـــــــــــــــوات يالله !
ليت الامر خفي سنة او سنتان
لا
بل تسع سنوات واكثر !



تنهدت بعمق
وهي تحمد الله انها استطاعت إقناعه ان تخبر شقيقاته على الأقل
اذ انها تؤمن انهن يستحقن المعرفة قبل الجميع
فـ ليس لصنعاء والمها يد بـ اوجاعه وروحه الدامية

رمقت هاتفها من بعيد ... لتذهب نحوه بلهفة ما ان اتتها رسالة سهيل
منذ لقاءها به وهي تتواصل معه بالرسائل
برغبةٍ منه ... رغبة احترمتها جداً حتى تتمكن من رؤيته مرة أخرى
على امل ان تكون المرة القادمة بحضور الجميع اولهم والدها صياح
وبدفاتر آن لها ان تنفتح على مصراعيها

عندما اخبرته انها كانت تنقب مع هزاع عما حصل في الماضي
ذُهلت وهي تتلقى كلماته الهادئة المسيطرة
اخبرها ببساطة انه يعلم
بل انه يعلم كل شيءٍ عنهم

قلقت من هالة البرود والسيطرة المحيطة به
وغرابة
شيء ما بين رسائله توحي بغرابةٍ ما تفوح منه

لكن نفضت رأسها وهي تكرر بداخلها انه سهيل
وسهيل هو سهيل
حتى لو اختلفت شخصيته بمرور السنين والأيام
سيظل ولدها وحبيبها ونجمها

ما ان فتحت رسالته .. حتى ظهرت صورة لتوأمان جميلان
احدهما يميل شعره للبني الفاتح

ومكتوب اسفل الصورة
"آدم ويعقوب"



هل كانت تحتاج تأكيداً منه لتعرف انهما ولداه ؟
بالطبع لا
صاحب الشعر البني وكأنه نسخة مصغرة طبق اصل من احمد عندما كان صغيراً

ربـــــــاه


انهارت على السرير وقلبها يتصاعد بخفقاته الجنونية الى دماغها ثم الى تفكيرها المذهول التائه

كثير هذا ....... كثير علي يالله

يا ويل قلب نورة
كيف ستتحمل كل هذه الوقائع
كيفففففففففففف !!!!


انتفضت مكانها ما ان رن هاتفها لترى اسم نورة يتوهج في مقدمة الشاشة

وضعت يدها على قلبها وهي تذكر الله بخفوت
ثم تنحنحت بصوت خفيض ..... واجابت


نورة: السلام عليكم

ريسة بابتسامة حانية: هلا والله هلا نورة وعليكم السلام

نورة: علومج ريسة ؟

ريسه: الحمدلله حبيبتي ومن صوبج ؟

بعد تردد وجيز .... هتفت نورة بقلبٍ وجل: ريسه .... ريسه يا ختيه قلبي مقبوض ... ماروم اهيع ولا يغمض لي يفن
(اهيع = اهجع والهجع هو نوم الليل)
(يفن = جفن)



اجابت ريسة بارتباك وهي تعتقد ان الموضوع يخص سهيل: بسم الله عليج يا ختيه ... جي من شو ؟؟

نورة بـ صوت متهدج: ماعرف ... فوادي تعبان .. تـ تعبان .... تعالي اقري عليّه

نهضت ريسة بسرعة وقالت: يلا مسافة الدرب ويايتنج


بعد ساعتين ... كانت تساعدها على الجلوس بعد ان عملت لها مساج في رأسها وقرأت عليها الرقية الشرعية

ثم جلست قربها وهي تهتف بعتاب: يبالج مستشفى يا نورة
لا تعاندين وامشي ويايه باجر اوديج

ارخت نورة رأسها على الاريكة وقالت بعد ان خف صداع رأسها بعض الشيء: ما فيه شي يا ريسه لا توسوسين

ريسه بحنق: اوسوس ؟ عنبوه يا نورة تتحريني ما اعرفج ؟
الا اعرفج اكثر عن روحج .... تتويعين الموت ولا تبين تتشكين لـ حد
يختي ما نباج تتشكين لكن خلينا نساعدج

ربتت على رجل ريسه تطمئنها ... ثم قالت: ما فيّه الا كل خير
خبريني انتي .... علومج شو دنياج ؟


لو ان نورة ترى
لـ رأت التوتر البادي على وجه ريسه
توتر سيطرت عليه بمهارة وهي تقول بـ نبرة عادية: الحمدلله من الله بخير
وابويه صياح بخير

اشاحت بيدها وهي تكمل ساخرة: ادريبج ما بتتخبرين عنه بس انا اقولج انه بخير

ابتسمت نورة ابتسامة هادئة ... بسيطة ... لا تشوبها سخرية من نوع ما
اذ انها تعلم كم ريسه عانت نفسياً وروحياً بما فعله والدها في الماضي
ولا تريد اذاقتها المزيد

قالت ريسه وهي تتأمل الأثاث الجديد حولها: ما شاء الله غيرتي الكنبات

: هي ... حورية اختارتلي هالنوع من الأثاث عسب أكون مرتاحة اكثر في يلستي

تنهدت ريسه بخفة وقالت: يزاها الله خير هالحورية ما في منها

نورة: صدقتي .. توفقت بها الحمدلله .. بنت حلال

ريسه: نورة نسيت اقولج .. اخت حرمة بوسبيت توفت الله يرحمها
تخاويني العزا ؟؟


تذكرت نورة اخت زوجة احد جيرانهم القدامى في البلدة القديمة
في وادي أبو الجن
يالله
منذ متى لم تر ذلك الوادي !!


آآآآه
تتذكر جيداً كيف كانت آخر المغادرين للبلدة بعد فجيعتها بعد رحيل الشيخ صياح وابناءه
اعتقدت انها ستتحمل المكوث ورائحة قبره تصلها
اعتقدت انها ستكون قوية كفاية حد انها تستطيع العيش في المكان الذي طعنت فيه
تذكرت توسلات ريسة ان تختار العاصمة للعيش فيها بدل الشارقة او دبي
تذكرت كيف ان الاخيرة بكت وهي تترجاها التعاطف مع مصابها
هي "ريسه" اصيبت في مقتل لفقد سهيل
فلم ترغب بأن تصاب ايضاً بفقدها امه ... والتي دوماً كانت لها الاخت والسند

بعد اشهر من الاتصالات والتوسلات .. قبلت نورة اختيار العاصمة للعيش فيها لكن في منطقة بعيدة عن منطقة آل صياح

وارتضت ريسه بل وفرحت فرحاً شديداً
ولولا خوفها من الله وخوفها على سمعتها كونها الابنة الكبرى للشيخ صياح
لتركت كل شيء خلفها ..... وذهبت للعيش مع نورة


إحساسٌ قوي سيّرها وهي تجيب بـ اجابةٍ لم تتوقعها ريسة وحتى هي نفسها:
الله يرحمها ... هي بخاويج






نهـــاية الفصـــل الثـــاني والعشـــرون

لولوھ بنت عبدالله، 24-09-20 10:40 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 21
 
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 5 والزوار 17)
‏لولوھ بنت عبدالله،, ‏ثرثرة حنين, ‏فيتامين سي, ‏ذاكرة الجسد, ‏نور بلادي


هلاااااااااااااااااااا

شبيهة القمر 25-09-20 09:03 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 22
 
السلام عليكم

تسلم يمناااش لولوة باارت يحبس الانفاااس خاااصه القفله ..
اتوقع نورة بتشوف ابوسبيت وبيعترف لها بكل شي .. بس هل هالاعتراف بيخفف على نورة سالفه ان سهيل حي او بتزيد اوجاعها !!

غاابش شكله ناسي نفسه انه معتوه ههههه وحتى حرابه اتوقع بتبرر لنفسها انها تعودت عليه وصار بالنسبه لها شخص عادي

شاااهين ..مهما علا نجمك مسيرك تطيح ..

سهييل .. تعوذ من ابليس و روزه خلااص انساها ..ربي عطاك جوهره تسواها .

لولوة .. الجزء اليوم يهبببل مثل ماعودتينا واحسه هاادي رغم حرب المشاعر الي فيه .. ننتظر زياره نوره لوادي الجن ..💀👻👹

طُعُوْن 25-09-20 04:01 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 22
 
مساء الخير ..


اول شيء اعتذر على تقصيري بالتعليقات ☹


ثاني شيء نبدا ب ابطالش المستفزين جدًا جدًا جدًا ..
كل ما جيت اقول لا موب تربية صياح ما يعطوني مجال
ابدًا 😒😒


،

سهيل ..


"ممتن لها جداً
وموثوق بحبال روحها شكراً وعرفانا
لأنه لم يكن ليقرر المجيء بنفسه مع الطفلين ... ليس وجرحه من التهم الشنيعة ما زال طرياً ماكناً مؤلماً
لم يكن ليضحي اكثر بماء وجهه ورجولته بأن يعود بعائلة ناقصة بلا زوجة"


اهاااااااا و ظهرت نواياك يا سهيلووووه .. والله ان توني اقولها لش من يومين ان سهيل ما حب جواهر .. بس
عشان يثبت للكل انه مو شاذ .. و عنده كمان ولدين بيدخلهم بعيون هله ..

شوفي لولو .. خليه بس ما يحب جواهر .. ان تنجلدين🙄🙄🙄 الحال المايل ما يعجبني ..

مو عشان هي تحبه يقعد يستغلها .. مالت اي والله ..
صدق تربية صياح 😒 -> نونا لا تجين تدافعين لأنه
ضاغطني ..

امحق عايلة و امحق خلفة .. ما اردى من صياح الا اولاده و احفاده ..



"خرس انينه وصوته المتألم
وهو يتحرك بـ انزعاج .. وانفاسه تصدر صوتاً عالياً

: حرقت ...... حرقت يوفي ......
رووووووززز...... ززه


انتفض مكانه وهو يلهث بصوت حاد
العرق يتصبب منه .... والذعر يكاد يتفجر من عيناه الجاحظتان

هدر بهلع حقيقي: شو ... شو فيييي ... شو فييييي !!! "

قوووووول والله !! شووو فيييي !! فيه انك جبت العيد
يا ولد احمد .. قال شووو فييي قال .. ااعععع -> بجيش صوت عشان توصلش المشاعر صح 😂



"ليراها تقترب بـ خوف صادق تريد تطبيبه لكنه تجاهلها وخرج من الغرفة بعد ان غطى جسده بـ روب الحمام الأبيض ..

يريد الانفراد بنفسه فقط"


ما ابغى ادعي 😊 تُحسب لي صح 🤣🤣🤣🤣

شوفي .. انا صدق متعاطفة مع سهيل .. بس ما يحق له يعامل جواهر كذا 😒


،



ارنود !!! نعععم يااخي .. صح ما انت تربية صياح ..
بس الجينات وحدة سبحان الله 🤓

مدري ليش حسيت خطته خبيثه .. و انه يبغى من وراها
منفعة .. مستحيل ولا تقنعيني ان ما وراه شيء 😁


سهيل و غابش .. طنجرة و لقت غطاها قسم ..
ومحد بياكلها الا جواهر و حرابة ..


،


غابش & حرابة


"يعلم ان زواجه بها بتلك الطريقة خطأ .. وخطأ فادح
وعندما تكتشف المؤامرة سـ تشعر بالانكسار ... بالصدمة المروعة"

قول والله انت بعد 😒 و دامك تعرف انه خطا وراك
تتمم زواجك فيها !! والا قد هي قلة حيا وبس 😒


" يا وجع قلبه الضعيف ... اصبح يذوب بـ مجرد رؤياها ... رؤيا ذئبته الصغيرة والتي تستعد للإنقضاض دوماً كلما ظهر امامها"

جعلك تتوجع زود 🤓

وحرابة وضعها وضع اللي حاس بشيء خطا بس موب عارف وشهو ولا قادر يمسك طرف له ..


"هزت رأسها توافقه الرأي بطريقة متلهفة تواقة ..... وقالت: هي ... هي
صدقت سهيل ريال ولا كل الرياييل
عيل ليش !! ليش اجتلوه !! ليش احرقووه !!
سهيل ما سوى شي .... سهيل أصلا ما يروم يجتل عصفور"

ياعمري عليهاااا 😭😭😭😭😭 اكثر حد متوجع من فقد سهيل هي .. و نورة ..


"تكااااابر وتكاااااابر وتأبى الخنوع للضعف وللدموع ..... وكأنهما شيئان قذران نجسان
ان اقتربت منهما فـ ستّبطَل عباداتها !"

اعرفها ذا الحالة .. لما تمسكش بقعا و لا تخليش تطلعين اللي جواتش 😁


"انهارت حصونها
انهارت كلياً امامه

فكانت هي من بادرت هذه المرة
وقبّلته بعذاب تام !"

وضعي وانا اقرا هالشيء وضع عبلة كامل وهي تحط يدها على راسها من الصدمة .. و اقول لا يا الخبلة لاااااااا


،


منصور & ناره


"تباً ................ شفاف
لباسها شفاف


شعر بـ نار تجتاح وجهه لكنه تماسك كما عادته متمسكاً بـ وجه البرود والخشونة"


قللللللة ادب 🤣🤣🤣🤣🤣🤣


"مصوباً على رأس مايكل مسدساً

: اقسسسسم
اقسسسسم ان فكرت بالاقتراب منها سأقتلك
اقتلك واقطعك لأشلاء أيها القذر النتن .... انت تجهل مع من تتعااااااامل أيها الفأأأأأر الموبوووء
القتل في قاموسي كـ شربة مااااااااااااء
أتسسسسسسمع !!!!"


ذاه خبل والا وشهو !! مطلع مسدسه ب امريكا 😭😭
عسى ما يتلونه بس🤣

"
الهي
بـ أي حفرة اوقعت نفسها ؟؟

أهربت تسع سنوات من مجرم لترمي نفسها بين يدي مجرم آخر ؟؟
يا ويلي "


خبزن خبزتيه يا الرفلا اكليييه 🤣🤣🤣🤣
من يومين تندب على انها احرجت نفسها وطلبت منه يتزوجها و اليوم تندب على انها فكرت فيه من الاساس😂😂😂😂😂 تستاااهل مسوية المضحية على غفلة ..


"ضحك ضحكةً مذهولة ...... متفجرة بالقهر والغضب
ليصرخ باعلى صوته: انتي !!!!!!
انتي تهددينيييي !!!!!! انتي ولااااا شي
ولااااااا شي .... انتي قيمتج بين الناس صفرررررر
وفوق ها تهددينيييييييي !!!
ياليااااهل اقدر امحيييج اذا بغيت بصبع وااااااحد
تسمعييييين

ضرب الباب بيداه ورجله وهو يزمجر:
تسمعييييييننننن !!! "


اقووووول افلح افلح عساس انت الحين اللي شيء واو .. قال اقدر امحيچ .. محاك الموت و مسكك ابليس 😂🤓

قال انتي ولا شيء .. طيب انت وش ! لو انك ما تحس انك ولاشيء صدق ماكان انك سلكت ذاك الدرب الشين و عقبها لا افلحت هنا ولا هناك ..

صح اني ما ابلع ناره بس عالاقل هي لها فايدة و خذت بنتك وربتها .. صح انها ما ربتها لعيونك او عيون ساره وانها كانت لغاية بنفسها .. بس عالاقل ربتها زين ولا خلت عليها قاصر ..


،


شاهين 🤢


"ليرفع صوته يريد للرجلان ان يسمعاه ويعلما كم هو شديد القوة والهيمنة

: أبا خيمة اكبر عن هاي الضعفين .... اباها في وسط دارنا يا عمر .... في وادينا بين عربنا وناسنا
وماوصيك بالدعايات والصور والمانشيتات .... أبا الكل يعرف ان شاهين بن صياح فايز فايز بحول الله "


ياربي لا تجعل الدنيا أكبر همنا .. شاهين باع آخرته و اشترى دنياه .. واذا انت قوي و مهيمن .. فوقك اللي اقوى منك ولا يرضى الظلم لعباده ..


" وهو في وسط ذكرياته الحامية .... اتجه بسيارته نحو منزلها .... كـ عادته كلما اشتاق لـ شمِها من بعيد
كـ عادته منذ سنوات كلما تأججت النيران بـ روحه
وكما يفعل دوماً ... توارى بـ سيارته قرب المسجد المجاور لمنزلها ... وبدأ يتأمل الباب المعدني من بعيد "


انتظر اللحظة اللي ينتقم فيها سهيل من شاهين .. و يطلع حب امه من بين ضلوعه غصب .. و ياخذ منه الأول و التالي ..

شاهين مقررررف جدًا جدًا جدًا .. و اتمنى يلقى شيء على قد قرفه و حقارته ..


،



ريسة ..

"قلقت من هالة البرود والسيطرة المحيطة به
وغرابة
شيء ما بين رسائله توحي بغرابةٍ ما تفوح منه"

طبيعي يا عيني .. سهيلش ماعاده سهيل ..
صار ديدريك بكل غربته و بروده و قسوته ..
بكل حقده و وجعه .. مستحيل رح يكون سهيل
هو سهيل .. فلا تقعدين تطمنين نفسش بهالشيء ..



"بعد تردد وجيز .... هتفت نورة بقلبٍ وجل: ريسه .... ريسه يا ختيه قلبي مقبوض ... ماروم اهيع ولا يغمض لي يفن
(اهيع = اهجع والهجع هو نوم الليل)
(يفن = جفن)



اجابت ريسة بارتباك وهي تعتقد ان الموضوع يخص سهيل: بسم الله عليج يا ختيه ... جي من شو ؟؟

نورة بـ صوت متهدج: ماعرف ... فوادي تعبان .. تـ تعبان .... تعالي اقري عليّه"


يااا قلب نورة و وجع نورة و قهر نورة 🥺😔
محد انظلم بهالرواية قد نورة و محد انحرق قلبه قد نورة ..

و كن لسان حالها يقول


‏"أنا يا الله ترى عبدك ولا لي غير بابك باب
‏ولا لطفٍ سوى لطفك أحسّه ماسك إيديني

انا يالله ترى همّي غزير وماشكيت الحال
‏ولا عطفٍ سوى عطفك احسّه مالي اسنيني

‏تعبت اسقي ظما قلبي ولا به واحدٍ جزّال
‏عجزت اخفي عنا صوتي ولا به ظل يحويني "


..


اعتذر لو نسيت احد ماعلقت عليه و احس للحين ماقلت كل اللي بقلبي .. بس هذا اللي طلع معي ..


دمتِ بود و تألق 💜🍃

ماه 25-09-20 10:51 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 22
 
يعني لولا أنه سهيل عايز يرجع بلده وهو منفي عنه التهمة القديمة مكنش هيتجوز جواهر 🤔🤐والله عيب عليك يا سهيل رغم أنه روزة مغلطتش انها اتجوزت وخصوصا لما تعرف انه خطيبها وحبيبها شاذ فهي مظلومة بس اللي هتتظلم اكتر هي جواهر

روعة النسيان 30-09-20 08:05 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 22
 
يسعد مساءكم /صباحكم قوم سهيل :liilas:


ازيكو عاملين ايه قلوبكم باقي بمكانها الطبيعي ولاسارت صوب دبي تحديدا شقه سهيل ؟

انا والله قلبي راح بالعجه مشوش بس يافرحه ماتمت سهيل جاب فينا العيد والله جعله من الكورونا سالم بس وش نقول بعد

الحين عمرك كله مافكرت تهلوس بروزه الا يوم جواهر جنبك !!!

ياترى قد نطق فيه قداام ديانا بعد ؟؟؟؟

ولاحيله عالضعيفه بنتنا بس !!!!


ويله بالدور نعصب ونستهجن من اجتماع الثلاثي المتعجرف بسميهمم
الاصدقاء الثلاثه اللي نصبوا كمين الزواج لحرابه

غابش ووببلعها له وانه يبي يقدم معروف لخويه وقبلها خايف على بنت عمه

وسهيل هذاك اللي الغربه سوت فيه عمايلها وصرت م استبعد منه شي


لكن ارنوووووده ؟؟

هو صاحب فكرة العته ! وهو اللي اشار على غابش بالزواج من حرابه !

هو انتا ميييين ياارنووود ! وعايز ايه ! ووينها مصلحتك من هالموضوع !!

تقدم مثل هالتضحيه لغابش ليش ! وانت اللي مييت ومتشفق على حرابه !!

انا زعلانه عليه كثير وحاسه انه متاذي كثير بس ياليته ماتدخل بزواج حرابه من غابش

وياخوفي يعرف غابش بيوم حب ارنود لحرابه

على ان هالغابش يبيله مزع اذاني الا ان حرابه وعلي عليها عطته هالمره اللي يبيه :lol:

سعد من شاف وجها بعد اللي سوته ههههههه وربي احس صابني م صاب شوش ذيك اللحظه بالراحه يالوليتا على حروب بالراحه :waves:


لحظه قبل نرد من جنوب افريقيا نسيت اقولش اني حبيييت كيف تعارفوا غابش وسهيل حبيتهم حيييل والموقف اللي جمعهم حضن غابش وطبطبته الرجوليه الحانيه ومحببه صافييييييه جمعتهم بهالموقف الله يدووومها بينهم

حسيت من بعد هالموقف ان غابش م اقدم على هالتلاعب بحرابه وسالفه العته
الا انه كان واثق فعلا ان حرابه راح تغفرله فعايله

كيف لا وهو عضيد سهيل وصديق الدارين !

لكن هل يترى هالشي كافي تسامحه حرابه عشانه ولا المشاعر الي صارت تدق طبولها بقلب حرابه لها دور كبير بالسماح !!

ياحلونا وحن واثقين ان حرابه مصيرها تسامح غابش :peace:


ونروح على طريقنا صوب منصوروه وناره
ومثل ماقالت شوش طبخ طبختيه يالرفله اكليه .... والله ياناره هالمنصور م يتعدل وكلام الليل عنده يمحيه النهار ولا توه من يومين يبي يرجع الامارات ويبدا حياه جديده ويعود منصور الطيب
وتكه وصدقته بس م امداه بموقف طلعت دناءته وقام يقط خيط وخيط

الله يصبرني على منصور لين يرد منصور عم سهيل والعضيد :52:

ودايم لاطرينا الدناءه خلو جنبها اسم شاهين بين قوسين والف خط تحت اسم هالنجس

هه ضحكني وهو بكل بجاحه مترشح للانتخابات ههههههه هذا لو يشم ريحه سهيل بالديره راح يرشح نفسه بالانتخابات في جنوب افريقيا عندهم مدن مليانه عصابات مايزيد عليهم بالخسه الا شاهينوه

لكن كفو ع سهيل عرف كيف يشمم عمه شاهين ريحته وهنا نقول ابتدات حرب سهيل وكلنا قلبا وقالب معه في حربه بشررررررط

جوج بنتا يسنع نفسه معها ويقدم اعتذار حلو كذا يخلي قلوبنا ترفرف ترفرف وانتي ابخص ياللول شوفي شغلش هنا:lol::9jP05261::real_madrid3:


وبالاخير والله اسفين يالولوه كالعاده مانكتب اللي يوفي والله ويجمل في حقش يابنت عبدالله وحق هالابداع اللي نقراه :Sorry:

ام البنين 30-09-20 10:40 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 22
 
متحمسه ضنيته اليوم الموعد

لولوھ بنت عبدالله، 01-10-20 12:36 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 22
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 3733294)
السلام عليكم

تسلم يمناااش لولوة باارت يحبس الانفاااس خاااصه القفله ..
اتوقع نورة بتشوف ابوسبيت وبيعترف لها بكل شي .. بس هل هالاعتراف بيخفف على نورة سالفه ان سهيل حي او بتزيد اوجاعها !!

غاابش شكله ناسي نفسه انه معتوه ههههه وحتى حرابه اتوقع بتبرر لنفسها انها تعودت عليه وصار بالنسبه لها شخص عادي

شاااهين ..مهما علا نجمك مسيرك تطيح ..

سهييل .. تعوذ من ابليس و روزه خلااص انساها ..ربي عطاك جوهره تسواها .

لولوة .. الجزء اليوم يهبببل مثل ماعودتينا واحسه هاادي رغم حرب المشاعر الي فيه .. ننتظر زياره نوره لوادي الجن ..💀👻👹



هلا والله وغلا
الله يسلمج حبيبتي ويحفظج
ممتنة لحضورج
والحمدلله البارت نال ع اعجابج
ترقبوا بارت الليلة ان شاء الله يا جميلات :)

لولوھ بنت عبدالله، 01-10-20 12:40 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 22
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طُعُوْن (المشاركة 3733299)
مساء الخير ..


اول شيء اعتذر على تقصيري بالتعليقات ☹


ثاني شيء نبدا ب ابطالش المستفزين جدًا جدًا جدًا ..
كل ما جيت اقول لا موب تربية صياح ما يعطوني مجال
ابدًا 😒😒


،

سهيل ..


"ممتن لها جداً
وموثوق بحبال روحها شكراً وعرفانا
لأنه لم يكن ليقرر المجيء بنفسه مع الطفلين ... ليس وجرحه من التهم الشنيعة ما زال طرياً ماكناً مؤلماً
لم يكن ليضحي اكثر بماء وجهه ورجولته بأن يعود بعائلة ناقصة بلا زوجة"


اهاااااااا و ظهرت نواياك يا سهيلووووه .. والله ان توني اقولها لش من يومين ان سهيل ما حب جواهر .. بس
عشان يثبت للكل انه مو شاذ .. و عنده كمان ولدين بيدخلهم بعيون هله ..

شوفي لولو .. خليه بس ما يحب جواهر .. ان تنجلدين🙄🙄🙄 الحال المايل ما يعجبني ..

مو عشان هي تحبه يقعد يستغلها .. مالت اي والله ..
صدق تربية صياح 😒 -> نونا لا تجين تدافعين لأنه
ضاغطني ..

امحق عايلة و امحق خلفة .. ما اردى من صياح الا اولاده و احفاده ..



"خرس انينه وصوته المتألم
وهو يتحرك بـ انزعاج .. وانفاسه تصدر صوتاً عالياً

: حرقت ...... حرقت يوفي ......
رووووووززز...... ززه


انتفض مكانه وهو يلهث بصوت حاد
العرق يتصبب منه .... والذعر يكاد يتفجر من عيناه الجاحظتان

هدر بهلع حقيقي: شو ... شو فيييي ... شو فييييي !!! "

قوووووول والله !! شووو فيييي !! فيه انك جبت العيد
يا ولد احمد .. قال شووو فييي قال .. ااعععع -> بجيش صوت عشان توصلش المشاعر صح 😂



"ليراها تقترب بـ خوف صادق تريد تطبيبه لكنه تجاهلها وخرج من الغرفة بعد ان غطى جسده بـ روب الحمام الأبيض ..

يريد الانفراد بنفسه فقط"


ما ابغى ادعي 😊 تُحسب لي صح 🤣🤣🤣🤣

شوفي .. انا صدق متعاطفة مع سهيل .. بس ما يحق له يعامل جواهر كذا 😒


،



ارنود !!! نعععم يااخي .. صح ما انت تربية صياح ..
بس الجينات وحدة سبحان الله 🤓

مدري ليش حسيت خطته خبيثه .. و انه يبغى من وراها
منفعة .. مستحيل ولا تقنعيني ان ما وراه شيء 😁


سهيل و غابش .. طنجرة و لقت غطاها قسم ..
ومحد بياكلها الا جواهر و حرابة ..


،


غابش & حرابة


"يعلم ان زواجه بها بتلك الطريقة خطأ .. وخطأ فادح
وعندما تكتشف المؤامرة سـ تشعر بالانكسار ... بالصدمة المروعة"

قول والله انت بعد 😒 و دامك تعرف انه خطا وراك
تتمم زواجك فيها !! والا قد هي قلة حيا وبس 😒


" يا وجع قلبه الضعيف ... اصبح يذوب بـ مجرد رؤياها ... رؤيا ذئبته الصغيرة والتي تستعد للإنقضاض دوماً كلما ظهر امامها"

جعلك تتوجع زود 🤓

وحرابة وضعها وضع اللي حاس بشيء خطا بس موب عارف وشهو ولا قادر يمسك طرف له ..


"هزت رأسها توافقه الرأي بطريقة متلهفة تواقة ..... وقالت: هي ... هي
صدقت سهيل ريال ولا كل الرياييل
عيل ليش !! ليش اجتلوه !! ليش احرقووه !!
سهيل ما سوى شي .... سهيل أصلا ما يروم يجتل عصفور"

ياعمري عليهاااا 😭😭😭😭😭 اكثر حد متوجع من فقد سهيل هي .. و نورة ..


"تكااااابر وتكاااااابر وتأبى الخنوع للضعف وللدموع ..... وكأنهما شيئان قذران نجسان
ان اقتربت منهما فـ ستّبطَل عباداتها !"

اعرفها ذا الحالة .. لما تمسكش بقعا و لا تخليش تطلعين اللي جواتش 😁


"انهارت حصونها
انهارت كلياً امامه

فكانت هي من بادرت هذه المرة
وقبّلته بعذاب تام !"

وضعي وانا اقرا هالشيء وضع عبلة كامل وهي تحط يدها على راسها من الصدمة .. و اقول لا يا الخبلة لاااااااا


،


منصور & ناره


"تباً ................ شفاف
لباسها شفاف


شعر بـ نار تجتاح وجهه لكنه تماسك كما عادته متمسكاً بـ وجه البرود والخشونة"


قللللللة ادب 🤣🤣🤣🤣🤣🤣


"مصوباً على رأس مايكل مسدساً

: اقسسسسم
اقسسسسم ان فكرت بالاقتراب منها سأقتلك
اقتلك واقطعك لأشلاء أيها القذر النتن .... انت تجهل مع من تتعااااااامل أيها الفأأأأأر الموبوووء
القتل في قاموسي كـ شربة مااااااااااااء
أتسسسسسسمع !!!!"


ذاه خبل والا وشهو !! مطلع مسدسه ب امريكا 😭😭
عسى ما يتلونه بس🤣

"
الهي
بـ أي حفرة اوقعت نفسها ؟؟

أهربت تسع سنوات من مجرم لترمي نفسها بين يدي مجرم آخر ؟؟
يا ويلي "


خبزن خبزتيه يا الرفلا اكليييه 🤣🤣🤣🤣
من يومين تندب على انها احرجت نفسها وطلبت منه يتزوجها و اليوم تندب على انها فكرت فيه من الاساس😂😂😂😂😂 تستاااهل مسوية المضحية على غفلة ..


"ضحك ضحكةً مذهولة ...... متفجرة بالقهر والغضب
ليصرخ باعلى صوته: انتي !!!!!!
انتي تهددينيييي !!!!!! انتي ولااااا شي
ولااااااا شي .... انتي قيمتج بين الناس صفرررررر
وفوق ها تهددينيييييييي !!!
ياليااااهل اقدر امحيييج اذا بغيت بصبع وااااااحد
تسمعييييين

ضرب الباب بيداه ورجله وهو يزمجر:
تسمعييييييننننن !!! "


اقووووول افلح افلح عساس انت الحين اللي شيء واو .. قال اقدر امحيچ .. محاك الموت و مسكك ابليس 😂🤓

قال انتي ولا شيء .. طيب انت وش ! لو انك ما تحس انك ولاشيء صدق ماكان انك سلكت ذاك الدرب الشين و عقبها لا افلحت هنا ولا هناك ..

صح اني ما ابلع ناره بس عالاقل هي لها فايدة و خذت بنتك وربتها .. صح انها ما ربتها لعيونك او عيون ساره وانها كانت لغاية بنفسها .. بس عالاقل ربتها زين ولا خلت عليها قاصر ..


،


شاهين 🤢


"ليرفع صوته يريد للرجلان ان يسمعاه ويعلما كم هو شديد القوة والهيمنة

: أبا خيمة اكبر عن هاي الضعفين .... اباها في وسط دارنا يا عمر .... في وادينا بين عربنا وناسنا
وماوصيك بالدعايات والصور والمانشيتات .... أبا الكل يعرف ان شاهين بن صياح فايز فايز بحول الله "


ياربي لا تجعل الدنيا أكبر همنا .. شاهين باع آخرته و اشترى دنياه .. واذا انت قوي و مهيمن .. فوقك اللي اقوى منك ولا يرضى الظلم لعباده ..


" وهو في وسط ذكرياته الحامية .... اتجه بسيارته نحو منزلها .... كـ عادته كلما اشتاق لـ شمِها من بعيد
كـ عادته منذ سنوات كلما تأججت النيران بـ روحه
وكما يفعل دوماً ... توارى بـ سيارته قرب المسجد المجاور لمنزلها ... وبدأ يتأمل الباب المعدني من بعيد "


انتظر اللحظة اللي ينتقم فيها سهيل من شاهين .. و يطلع حب امه من بين ضلوعه غصب .. و ياخذ منه الأول و التالي ..

شاهين مقررررف جدًا جدًا جدًا .. و اتمنى يلقى شيء على قد قرفه و حقارته ..


،



ريسة ..

"قلقت من هالة البرود والسيطرة المحيطة به
وغرابة
شيء ما بين رسائله توحي بغرابةٍ ما تفوح منه"

طبيعي يا عيني .. سهيلش ماعاده سهيل ..
صار ديدريك بكل غربته و بروده و قسوته ..
بكل حقده و وجعه .. مستحيل رح يكون سهيل
هو سهيل .. فلا تقعدين تطمنين نفسش بهالشيء ..



"بعد تردد وجيز .... هتفت نورة بقلبٍ وجل: ريسه .... ريسه يا ختيه قلبي مقبوض ... ماروم اهيع ولا يغمض لي يفن
(اهيع = اهجع والهجع هو نوم الليل)
(يفن = جفن)



اجابت ريسة بارتباك وهي تعتقد ان الموضوع يخص سهيل: بسم الله عليج يا ختيه ... جي من شو ؟؟

نورة بـ صوت متهدج: ماعرف ... فوادي تعبان .. تـ تعبان .... تعالي اقري عليّه"


يااا قلب نورة و وجع نورة و قهر نورة 🥺😔
محد انظلم بهالرواية قد نورة و محد انحرق قلبه قد نورة ..

و كن لسان حالها يقول


‏"أنا يا الله ترى عبدك ولا لي غير بابك باب
‏ولا لطفٍ سوى لطفك أحسّه ماسك إيديني

انا يالله ترى همّي غزير وماشكيت الحال
‏ولا عطفٍ سوى عطفك احسّه مالي اسنيني

‏تعبت اسقي ظما قلبي ولا به واحدٍ جزّال
‏عجزت اخفي عنا صوتي ولا به ظل يحويني "


..


اعتذر لو نسيت احد ماعلقت عليه و احس للحين ماقلت كل اللي بقلبي .. بس هذا اللي طلع معي ..


دمتِ بود و تألق 💜🍃


مسا الفل حبيبتنا طعون
هلا والله وغلا
ممتنة لوجووودج يا سكرة
والحمدلله البارت نال ع اعجابج مع ان ابطالي مستفزييييين ع قولتج
وهم مستفزييييين صدق ههههههههههه

ترقبوا بارت الليلة ان شاء الله يا جميلات :) اتمنى يعجبكممممم :55:

لولوھ بنت عبدالله، 01-10-20 12:42 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 22
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماه (المشاركة 3733317)
يعني لولا أنه سهيل عايز يرجع بلده وهو منفي عنه التهمة القديمة مكنش هيتجوز جواهر 🤔🤐والله عيب عليك يا سهيل رغم أنه روزة مغلطتش انها اتجوزت وخصوصا لما تعرف انه خطيبها وحبيبها شاذ فهي مظلومة بس اللي هتتظلم اكتر هي جواهر

نورتيني حبيبتي ماه
تسلميلي يا رب وتسلملي طلتج الجميلة

لولوھ بنت عبدالله، 01-10-20 12:43 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 22
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روعة النسيان (المشاركة 3733398)
يسعد مساءكم /صباحكم قوم سهيل :liilas:


ازيكو عاملين ايه قلوبكم باقي بمكانها الطبيعي ولاسارت صوب دبي تحديدا شقه سهيل ؟

انا والله قلبي راح بالعجه مشوش بس يافرحه ماتمت سهيل جاب فينا العيد والله جعله من الكورونا سالم بس وش نقول بعد

الحين عمرك كله مافكرت تهلوس بروزه الا يوم جواهر جنبك !!!

ياترى قد نطق فيه قداام ديانا بعد ؟؟؟؟

ولاحيله عالضعيفه بنتنا بس !!!!


ويله بالدور نعصب ونستهجن من اجتماع الثلاثي المتعجرف بسميهمم
الاصدقاء الثلاثه اللي نصبوا كمين الزواج لحرابه

غابش ووببلعها له وانه يبي يقدم معروف لخويه وقبلها خايف على بنت عمه

وسهيل هذاك اللي الغربه سوت فيه عمايلها وصرت م استبعد منه شي


لكن ارنوووووده ؟؟

هو صاحب فكرة العته ! وهو اللي اشار على غابش بالزواج من حرابه !

هو انتا ميييين ياارنووود ! وعايز ايه ! ووينها مصلحتك من هالموضوع !!

تقدم مثل هالتضحيه لغابش ليش ! وانت اللي مييت ومتشفق على حرابه !!

انا زعلانه عليه كثير وحاسه انه متاذي كثير بس ياليته ماتدخل بزواج حرابه من غابش

وياخوفي يعرف غابش بيوم حب ارنود لحرابه

على ان هالغابش يبيله مزع اذاني الا ان حرابه وعلي عليها عطته هالمره اللي يبيه :lol:

سعد من شاف وجها بعد اللي سوته ههههههه وربي احس صابني م صاب شوش ذيك اللحظه بالراحه يالوليتا على حروب بالراحه :waves:


لحظه قبل نرد من جنوب افريقيا نسيت اقولش اني حبيييت كيف تعارفوا غابش وسهيل حبيتهم حيييل والموقف اللي جمعهم حضن غابش وطبطبته الرجوليه الحانيه ومحببه صافييييييه جمعتهم بهالموقف الله يدووومها بينهم

حسيت من بعد هالموقف ان غابش م اقدم على هالتلاعب بحرابه وسالفه العته
الا انه كان واثق فعلا ان حرابه راح تغفرله فعايله

كيف لا وهو عضيد سهيل وصديق الدارين !

لكن هل يترى هالشي كافي تسامحه حرابه عشانه ولا المشاعر الي صارت تدق طبولها بقلب حرابه لها دور كبير بالسماح !!

ياحلونا وحن واثقين ان حرابه مصيرها تسامح غابش :peace:


ونروح على طريقنا صوب منصوروه وناره
ومثل ماقالت شوش طبخ طبختيه يالرفله اكليه .... والله ياناره هالمنصور م يتعدل وكلام الليل عنده يمحيه النهار ولا توه من يومين يبي يرجع الامارات ويبدا حياه جديده ويعود منصور الطيب
وتكه وصدقته بس م امداه بموقف طلعت دناءته وقام يقط خيط وخيط

الله يصبرني على منصور لين يرد منصور عم سهيل والعضيد :52:

ودايم لاطرينا الدناءه خلو جنبها اسم شاهين بين قوسين والف خط تحت اسم هالنجس

هه ضحكني وهو بكل بجاحه مترشح للانتخابات ههههههه هذا لو يشم ريحه سهيل بالديره راح يرشح نفسه بالانتخابات في جنوب افريقيا عندهم مدن مليانه عصابات مايزيد عليهم بالخسه الا شاهينوه

لكن كفو ع سهيل عرف كيف يشمم عمه شاهين ريحته وهنا نقول ابتدات حرب سهيل وكلنا قلبا وقالب معه في حربه بشررررررط

جوج بنتا يسنع نفسه معها ويقدم اعتذار حلو كذا يخلي قلوبنا ترفرف ترفرف وانتي ابخص ياللول شوفي شغلش هنا:lol::9jP05261::real_madrid3:


وبالاخير والله اسفين يالولوه كالعاده مانكتب اللي يوفي والله ويجمل في حقش يابنت عبدالله وحق هالابداع اللي نقراه :Sorry:


هلا والله وغلا دوووودي

ما عليج زووود يالغالية ع عيني وع راسي كلامج

ووووممتنة لحضورج يا جميلة

والحمدلله البارت نال ع اعجابج

ترقبوا بارت الليلة ان شاء الله يعجبكممممم :)

لولوھ بنت عبدالله، 01-10-20 12:45 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 22
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام البنين (المشاركة 3733399)
متحمسه ضنيته اليوم الموعد

التنزيل كل خميس الساعة 12 منتصف الليل بتوقيت مكة المكرمة

شبيهة القمر 01-10-20 03:33 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 22
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3733416)
التنزيل كل خميس الساعة 12 منتصف الليل بتوقيت مكة المكرمة

💃💃💃💃💃💃💃💃💃💃

لولوھ بنت عبدالله، 01-10-20 11:09 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 22
 
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 39 ( الأعضاء 6 والزوار 33)
‏لولوھ بنت عبدالله،, ‏فيتامين سي, ‏deegoo, ‏ام البنين, ‏ماه

مرحبا مليون بالجميع
دقايق وبينزل البارت ان شاء الله

لولوھ بنت عبدالله، 01-10-20 11:30 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 22
 



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



الفصــــــل الثـــــالث والعشـــــرون






يومان اختفى خلالهما منصور كلياً
فقط اعاد ضي ذلك اليوم من المدرسة ورحل .... مرسلاً رسالة شفهية على لسان الصغيرة لوالدتها ان يجهزا كل امورها ويرتبا الحقائب

يومان مروا على نارة ببطىء شديد .... ببطىء كئيب بائس يائس ملؤه التفكير والقلق

لم تجد خلال ساعات الوحدة والتفكير اي حل يرسيها لبر الأمان ... والذي يزيد في قلبها الالم تعلق ضي الشديد بوالدها واحاديثها المستمرة عنه

كيف لها فطر قلب تلك الصغيرة بعد حرمان سنوات منه !!
لهذا فقط استكانت وهدأت واخذت تقرأ القرآن مراراً وتكراراً دبر كل صلاة لتشعر بالطمأنينة

صباح يوم سفرهم ... نهضت بنفسية هادئة ..... متوترة صحيح وانما هادئة على نحو غريب
أتسميه خنوع ورضوخ للواقع ؟ ...... لا تعلم

المهم ان الرعب الذي سكنها يوم ان رأت وجه منصور الآخر ذلك اليوم .. استكان وخفُت لهيبه

دخل الشقة بجمود تام ومباشرةً اتجه للحمام ليستحم ويجهز نفسه

وبعد ثلاث ساعات كانت كل الحقائب امام الباب مجهزة ومرتبة

هتف وهو يضع نظارته الشمسية على رأسه: جاهزين ؟

أومأت براسها صامتة لتقفز ضي قرب والدها وهي تقول بحماس بلسانها الامريكي العفوي: اخيرا سأرى جدي الذي حدثتني عنه منذ اسبوع
وايضاً عمتي ممممممم ..... ما اسمها بابا نسيت

ابتسم لها بـ دفئ واجابها: ريسة

نطقت الاسم بتهجئ: اجل اجل راااا... يسسسه ..... اظنها جميلة مثلك باباااااا

اتسعت ابتسامته وهو يدنو منها ويقبّل رأسها



وبعد رحلة طويلة دامت يوم ونصف .... خرج من المطار وابنته ونارة يلفحهم هواء الوطن العليل الجميل خاصةً في هذا الوقت من السنة اذ ان الشتاء بدأ يطل بخجل على سماء الخليج عموماً

تنفست بعمق مغمضة العينين وابتسمت رغماً
مجروحة من طفولتها هنا
لكن هذا الوطن ... والوطن امان
الوطن حنان .... الوطن اعتزاز واعتزاز وسنان

هتف بنبرة هادئة لـ نارة: تستاهلون السلامة

هزت راسها بخفة وقالت بهدوء: الله يسلمك وانت بعد تستاهل السلامة

اشر بأنفه نحو احد سيارته المركونة التي وضعها صديقٌ له مسبقاً كي يستخدمها ما ان يصل للبلاد
: السيارة مبركنه هناك

ثم مد يده لابنته كي يعدي معها الشارع
لكن قبل ان تمد له يدها في المقابل

شعر بأحدهم يقترب منه
ورائحة العود تسبق خطواته

قبل ان يستدير ..... سمعه يقول بصوته الرجولي الفخم: تستاهلون السلامة


استدار بحدة ..... برعب !

فـ جحظت لواحظه ..... وانعصر صدره بـ أنفاسه
وظلت النواظر فقط مصلوبة بـ ذهول العمر وصدمة السنين .. نواظر تحكي وتهذي وتقول !



عندما رأى صورته في أمريكا
اقسم ما ان يراه حتى يخنقه بيداه

فـ من هو ليمتلك وجه سهيل بهذه السهولة ... بهذه السفالة !
من هو ليشبه النجم وهو ميت وروحه تضيء في كبد السماء !
هو .. منصور ..
يُستهزأ به على هذا النحو المقيت الجارح !
لمَ ؟

الا يكفيه جراحاته الدامية .. الا يكفيه غضبه النابض وهو يفكر كل ليلة منذ سنين انه لم يمنع الأذى والموت عن ابن أخيه ؟!

الا يكفيه انه فشل في اظهار براءته وفشل في امساكه عندما هرب منه .. وذهب لمجلس الرجال ؟

ألا يكفيه ان جسده خانه واغمى عليه قبل ان يتمكن من إنقاذه
إنقاذه كان مستحيلاً
لكن لم يكن مستحيلاً ان يرمي جسده خلفه ليموت معه ... هو فقط شخص جبان وضعيف وفضّل العيش في هذه الحياة البشعة من دونه

ألم يتعاهدا ان يدخلا ذات الجامعة ؟
ألم يتعاهدا الا يفترقا !

يداً بيد
قلباً بقلب
روحاً بروح

سهيل لم يكن مجرد ابن اخ

سهيل كان أخيه
صديقه
ضميره الحي النابض
ضمير منصور الشقي المشاكس المتمرد دوماً وابداً



هل بعد كل هذا
يأتي شخص .... بكل وقاحة ..... يلعب به لعبة الموت والحياة
ويخبره "من غير تلميح او همس" انه سهيل !!!

لكن كل هذا كتمه بقوة يُحسد عليها حتى وهو يقرر نسيان ألم قدمه المصابة
حتى وهو يقرر بسرعة فائقة الارتباط بـ نارة
حتى وهو لم ينم فعلياً اياماً وساعات حتى في الطائرة


اشتعلت حرارة في حناياه يتأمل الواقف امامه ..... ويشعر بـ ضجيج وصراخ وهستيرية

من هول ما اعتراه
امسك قلبه يعتصره بوحشية ..... بنظرات متسعة جامدة خاوية

ليقول فقط لـ نارة بعد تحديق مطول
واتزان داخلي معدوووووم !
: نارة ... شلي ضي وروحوا السيارة ... بييكم

أعطاها المفاتيح وهو ما زال يخدش الواقف امامه خدشاً لا وصف له

اومأت نارة برأسها بلا تعليق وهي تشعر انه من الأفضل ان تصمت وتتقي شره

لا تريد رؤية جانبه الشيطاني ابداً

رغم استغرابها من الواقف قربهم جاهلةً انه ديدريك الذي انقذها مسبقاً مع جواهر

لأنها ذاك اليوم لم تره .... فقط سمعت اسمه مراراً على لسان جواهر

امسكت يد ابنتها وسارا حيث سيارة منصور .. تاركتان صاحب السيارة بـ فجيعته !

بطريقة مثيرة للشفقة .. حاول اظهار سيطرته ..... وقوته ...... بأن ارخى يداه بجانبيه

جاهلاً ان يداه ترتعشان


: سهّلت مهمة البحث عليك .. وييتك يلين عندك ياا ...... عمي


تأمل طوله .... وهيئته الرسمية بالثوب الاماراتي ونسفة الشماغ والعقال

نار مريعة تكاد تصهر عضامه وعضلاته

لا يعرف كيف تحرك نحوه ... ومتى !

فقط وجد نفسه يقف امامه بالضبط
صدراُ بصدر
وقامةً بقامة


بنظراته الجامدة .... رفع يده نحو وجه الآخر

ما ان لمس طرف شاربه
حتى تراجع ....... لكن يد سهيل كانت اسرع

امسك يد منصور ووضعه على شاربه ليهتف من بين اسنانه بكل مشاعر الدنيا عذاباً وقسوةً:
انا .. انا هو
لا ديدريك ولا غيره
انا ولد اخوك ... سهيل بن احمد بن صياح

دفعه وهو يصدر صوتاً كالزمجرة
لكن سهيل كان فطناً ولم يجهل ابداً توحش عمه ما ان يراه

ويعلم جيداً انه من الممكن ان يقتله من هول الصدمة ..... وهو لا يريد اثارة فضيحة وهنا امام بوابة المطار

رفع يداه امام بحركة استسلام وقال يهدأه: سوا فيّه اللي تباه ... لكن مب هنيه


صدره يعلو ويهبط بأنفاسٍ متلاحقة
ونظرته كان تقطر بالوحشية والشر

اشر سهيل نحو سيارته المركونة بالقرب من مكان وقوفهما .. وقال: تفضل

رمق السيارة بنظرة ضبابية
ثم نظر حوله ليرى دوريات الشرطة التي تنظم السير في المطار
كذلك ازدحام البشر من حولهما

وبعقل مغيب وفكر مضبب ... واطراف ترتعد بجنـــــــــــــــون

سار بـ اتجاه السيارة
وابتعد مع سهيل عن المطار



بعد دقيقتان فقط ... وما ان اختفى المطار عن ناظرهما
حتى زمجر: وقققققققققففففففف

وبهدوء تام وثبات عالي .... توقف سهيل في موقف خاص بالحافلات
وكان المكان فارغاً تماماً من الحافلات والمارة ... فقط ارض عشبة واشجار ونخيل

خرج منصور من السيارة يشعر بالاختناق
بالخفقان الفظيع

امسك قلبه يهتف بـ حشرجة/رعب لا يكاد يصدق ما يحدث معه ... الصور شيء .... والرؤية بالعينان شيئاً آخر
: كـ كيف ؟؟
كيف ...... اناااا
انا شفتهم وهم يشلونك وووو .. ويعقونك
لا
لا
انا طحت قبل لا يعقونك في النار
لكن انت مت .... متتتتتتت
كـ كيفففف !!!
انا شفت قبرك ..... شفته



اقترب منه سهيل من غير ان ينبس ببنت شفه

واحتضنه بقوة عنيفة
يؤلمه رؤية عمه هكذا
لكن لم يكن لديه وسيلة أخرى ... لقد ارسل احدهم منذ أيام لإعطاء صورته لـ جهاد احد رجال عبدالرزاق السابقين .. ليفعل الأخير ما يرغب بالوصول إليه

كشف عن صورته التي حاول خلال سنين عمره في هولندا اخفاءها بأن يتجنب مباشرةً الوقوف امام الصحافة او أجهزة التصوير او أي متتبع يريد التقاط صور للمشاهير ورجال الاعمال

كشف عن نفسه امام عمه في النهاية .. رغبةً منه في تخفيف ضغط الصدمة على قلبه قبل ان يتواجها واقعياً


فجأة شعر بمنصور يدفعه ... وينهال بالضرب واللكم عليه

: جذاااااااااااااب انت مب سهييييييييييييييييل
مب سهييييييييييييييييييييل
جذااااااااااااااب
قوووووووول انت منوووووو !!!
وشووووو تباااااااااااا !!!
منووو دزك عليّه !!!!!

وسقط سهيل على الأرض مغضن الجبين
متحملاً ضربات عمه بصبر جم

ليقف منصور ينظر إليه وهو ينهت من اعصابه المتلفة والجنون الذي يكاد يؤدي بقلبه

مسح الدم من فمه .... ثم قهقه وقال: بعدك قوي مثل ما عهدتك

كشر بـ بابتسامة شرسة واكمل وهو ما زال جالساً على الأرض العشبية .... ينظر له من الأسفل: زين يوم ودرت السقم اللي تشربه
لو بعدك تشرب ماظنتي بتروم تضرب عصفور

هجم عليه وهو يصرخ كالوحش: يالحيووووووووووووااااااااااااااااااااااااااااااااااننن

وهجم عليه مرة أخرى
لكن سهيل استطاع صده بأن وضع ساقه على بطن منصور وشقلبه حتى سقط بعيداً عنه

منصور: اخخخخخخخخخخخخخخ


فجأة ....... ضحك سهيل بالحياة ......... ضحك بالشوق ........ والروح ......... والشقاوة: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

ضحكة بدل ان تثير اكثر غضب منصور
اذهلته
وجعلت وجهه باهتاً محتقناً متفجراً بلون الدم

ضحكته
هذه ضحكة سهيل
يقسم بالرب انها ضحكته


فجأة
رقد منصور على الحشيش
وجهه للسماء
وجهه لرب السماء

ثم وضع ذراعه على عيناه ليعصبها ..... لا يظهر منه الا فكه الذي يرتعش
لتتساقط دموعه سيولاً بعد سيول
ويشهق بغلظة سنين القحط والعذاب والمرارة


همس بصوت باكي مختنق: يا رب مب حلللللم
يا رب ارحمني وقول انه مب حلللللم

صفع وجهه بـ اعصابٍ متهالكة ...... وهو يصرخ: لااااا منصووووور
حلممممممم ..... حلمممممم هذااااا
نششششش منه
نششششششششششش



اقترب منه سهيل بخطوات تقطر وجعاً .... ومد يده لينتشله من الأرض
وهو يبتسم بـ شحوب وحزن: مب حلم عمي .... كفّخ روحك لين باجر اذا تبا
بس لازم تصدق اني مب حلم
سهيل جدامك ... انا ما مت .... بس بموت يوم الله يأمر

كان اضعف من ان يمد يده .. منهكاً حد انه يعجز عن رفع اصبعاً واحداً
هتف وهو يحدق به من الارض: يعني انت سهيل ؟

ارتخت تعابير وجه سهيل .... وقال بعد تنهيدة مهلكة: هي
سهيل يالغالي ......... سهيل



عندما لم يمد عمه يده
جلس قربه يتأمل الشارع والأشجار .... ثم همس: اسف لاني اجبرتك تخلي حرمتك وبنتك
ما كنت اروم اشوفك الا الحينه ...

تأمل جانب وجهه بشجن بضبابية بفؤاد مثقل بالوهن:
شو دراك انهممممم ....

: انها حرمتك والصغيرة بنتك ؟

وضع يده على وجه ليقهقه بمرارة:
اخخخخخ يااا عم ..... ومنو قالك عنهم غيري !!

عقد حاجبيه بعيناه الحمراوتان
لتبدأ الصور تتشابك ببعضها
الصورة فوق سيارته
نتيجة فحص الحمض النووي
انقاذه لنارة هو وتلك الفتاة جواهر من غير ان يُظهر نفسه له


مصدوم
لكن ليست هناك صدمة اكبر من وجود سهيل امامه


ليسأل بعدها اول شيء سقط كالصاروخ على دماغه:
كيف
كيف انت حي !!


حرك فكه بعفوية ثم قال بنظرة معتمة كـ عتمة ليلته هذه: مثل ما توقعت ... محد يعرف لين الحينه بالسر

: سر شو ؟

ربت على فخذه وقال بصوت هادئ: عقب عمي عقب

لكن منصور صرخ بهستيرية: لا مب عقب
مب عقب
الحين ابا اعرف
منو يعرف غيري انك حي ... ابويه صياح !!
عمك شاهين !! عيال عمك !!!!
منووووو !!!!


حدق به للحظات ... ثم اجابه بصوت ثابت: بس امايه ريسه ... وانت .............
وعمي يابر

وقف بعنف ليهدر غير مصدق ما يراه/ما يسمعه: عمي يااااااااااابر !!!!
شو تقوووول انت !!!
شو تقووووول !!!
لا تخبلبييييي يا بني آدددددم
باجي نص عقل في راسي وبيطير ان تميت جي تررررررمسسسس


تأمله سهيل بوجع عظيم
حد السماء والارض

لو يستطيع الآن لأخبره بكل شيء
لكن لا يستطيع ... ليس الآن

وقف وهو يربت على ثوبه الأبيض ويقول ببرود: صدقني بتعرف كل شي عمي بس مب الحينه

اقترب من سيارته وهو يستل عقاله الذي سقط جرّاء هجوم عمه منصور عليه
ثم رماه وقحفيته داخل السيارة ليتعصم بغترته بدل عن ذلك

قال وهو يستدير نحوه: يلا عمي بوصلك الـ...

لتتغيم نظرته وهو يرى عمه يحدق به مبهوتاً ضائعاً خائفاً
وكأن يخاف ان تحرك خطوة ... ان يستيقظ من حلمه !

اقترب منه بسرعة واحتضنه برجولية قوية
حضنه بأيام الاخوة المفقودة من روزنامة العمر
حضنه بـ عدد صباحات طلوع الشمس ومساءات غروبها
حضنه بـ عدد بزوغ نجم سهيل .. كل مطلع شتاء

ثم مسد ظهره وقال بـ حزم شديد: اثبت يا عم .. اثبت .. ويلا تعال خل ارجعك .. بطيت انت على حرمتك وبنتك .. يلا






بعد دقائق ... وعندما توقفت السيارة .... تأمل منصور اضاءات المطار العالية من نافذة السيارة بلا تعابير ظاهرة
ما زال على صمته

حتى قال له سهيل: عمي اذا محتاي شي امره ر...

قاطعه بنظرة مرهقة حادة: عطني رقمك

اعطاه الرقم برحابة تامة ثم هم منصور بالخروج لولا انه تذكر شيئا فـ قال: شو ازقرك ؟

رمقه سهيل مستغرباً لوهلة قبل ان يفهم باطن السؤال ثم اجاب بحزم : ديدريك

منصور بملامح ممتقعة: تمام ... باجر لازم نتلاقى

لانت سهيل ملامحه وهو يهتف: خلها بعد كم يوم مضطر ارد دبي الحينه

: انت في دبي عايش !

تردد قليلاً ثم قال وهو يسند ظهره لمقعد السيارة: هولندا ... بس ييت حق فترة معينة وراد ان شاء الله



هولندا
أكان طيلة تلك السنوات في هولندا !!!



سيطر على نفسه بمهارة .... ثم هز رأسه بصمت
اكتفى بالاسئلة حالياً ... خاصةً وهو يلاحظ تحديق سهيل المستمر بساعة يده

اي نعم يريد معرفة ما حصل في الماضي بشكل جنوني
لكن ليس الآن
ليس وهو حتى هذة اللحظة يرتعش داخلياً من هول الفاجعة ويشعر ان ضغطه ينخفض شيئاً فشيئاً



ظل يتأمله لحظات وكأنه يريد التقاط صورة لا تُمحى له .. وكأنه يخشى انه حلم
فـ ان استيقظ ... يكون قد التقط له صورة العمر ....

قال بعدها وهو يخفض عيناه: نتلاقى على خير

وخرج بسرعة متوجهاً نحو سيارته ... حيث نارة وابنته



،,



بعد ساعة ونصف



دخل الشقة وهو يناديها بقلق: جواهر

: باباااااااااااااااا

اقترب التوأمان منه بحماس
قفز آدم وهو يهتف بحماس بلسانه الهولندي: باباااا ذهبنا اليوم مع جوووجي الى الالعااااااااااب

يعقوب بحماس مشابه: اجلللل اجلللل كان يوماً جميييييلاً ... لمَ لم ترافقنا باباااااا ؟؟

ابتسم للولدان وهو يجثو على ركبة واحدة وقال: لقد رأيتكما بالفعل
جوجي التقطت لكم الكثير من الصور وارسلتها لي
كنتما في قمة الروعة أيها الشقيان

آدم بغيظ: لست شقياً .. بل هو جاااكوووووب
لقد اثار فضيحة لنا ببكاءه عندما رفضت جوجييي ان يلعب بلعبة قطار الموت

قال يعقوب وهو يمد لسانه: كنت اريد اللعب فقط

زم فمه واردف: جوجي رفضت يا باباااا

رفع حاجباً وقال: ليتها قرصت اذنك حتى تتأدب أيها الشقي


: لقد فعلتها حقاً


هرع يعقوب يركض نحوها حتى تلقفته واغرق وجهه في عنقها

جواهر بقهقهة لطيفة: ههههههههههههههههه أيها الثعلب المكار



يتأملها ولا يشبع من بهاءها
منذ ان أصبحت حلاله .... وهي كل يوم تظهر له بلون جديد
تارة بالبياض النقي
تارة بالسواد الملكي
تارة بالاصفر الصيفي
تارة بالازرق البحري
والآن بـ لون البطيخ الشهي


رفعت عيناها نحوه ثم ابتسمت له بـ شحوب
ليسألها بـ قلق وهو يقترب منها: فيج شي جواهر ؟

رمقته بـ استغراب ... ثم همست: لا

قال لها موضحاً: المسج

تذكرت رسالتها التي أرسلتها منذ سويعات "تعال بسرعة"
على ما يبدو اثارت قلقه .... وقطع اعماله بسببها
شعرت بالندم اذ انها لم تقصد اخافته ..

ليحتقن وجهها وهي تتذكر انها رمت الهاتف بعيداً وهي في قمة انشغالها بعد ارسالها الرسالة ولم يتنسى لها رؤية كم عدد الاتصالات التي أتت منه بعدها

ابتسمت له تطمئنه ... وهي تقول بأسف: سوري شكلي خوفتك ... ا ا هذا يعقوب الله يصلحه زيغني .. كان يصارخ يتويع من بطنه .. ويصييييح من قلب ورب
ثرها السالفة غازات متراكمة لانه كلى وايد مكسرات ما شاء الله
والحمدلله اموره طيبة الحينه

زفر براحة ... ثم رمق ابنه بنظرة متفكهة مغيظة: جاكووووووب

قال يعقوب باستغراب وهو لم يفهم فحوى حوار الكبار: ماذا يا ابي ؟؟؟

حمل ابنه وهو يضغط بطريقة مضحكة على بطنه ويقول: الن تتعلم اغلاق فمك قليلاً !!

فـ صرخ يعقوب ضاحكاً وهو يصيح: هل آدم من اخبرك !! الوغد سألكم وجهه

آدم بتهكم/عصبية: وما دخلي انااااااااااا !!!


وظل الاب يتعارك مع الولدان ويلعب معهما
لتتركهم جواهر وهي تضحك بخفوت على منظرهم المبهج للنظر ... لتجهز أغراض الصبيان حتى يغتسلا ويناما
حمدت الله انها قررت ترك المربية في هولندا .. أصبحت تعشق الاهتمام بالصبيان لوحدها



تأمل ظهرها بطرف عيناه .... ثم اخفضهما ببقايا ضحكة كانت سببها حديث آدم .... وهو يتذكر بقلب خافق ... هروبه تلك الليلة من فراشهما الذي حمل حرارة حبهما واشتعال تلاحمهما

تذكر انفراده في غرفة فارغة ساعات طويلة لم يعلم مدتها ... وكيف استحم سريعاً في الفجر وارتدى ثيابه وخرج

الى الوادي
وادي ابوالجن
تحديداً الى قبره !





قبــــل أيــــام



كان في حالٍ يرثى لها حد انه نسى كلياً انه من المحتمل ان يراه احد ويتعرف عليه
لكن لحسن حظه لم يلمحه احد اذ ان الوقت كان في ذروة الصباح


وقف حينها امام القبر
واخذ يفكر
............. ويفكر !

من الذي ينام في قبره الآن !
من الذي ادّى مهمة الحرق بدل عنه !
من الذي اتقن تمثيلية الموت بتلك المهارة لينقذه !



شعر بخطوات نعلين وعصا تصطدم بالحصوات والحجارة
لم يلتفت .... بل تأنى بردة فعله

عندما واجه الصمت من قبل القادم ... التفت قليلاً ... فقط بجانب وجهه ... يريد ان يراه

ليسمع بعد ثوانٍ صعيبة خانقة ..... الصوت المبحوح الغليظ المصدوم:
يا اهل الله
يا اهل الله
اللي اشوفه صدق ولا لال
(اللال = السراب)





عرفه
كيف لا يعرف صوته العذب المحبب للقلب !
رباه ... لم يتوقع وجوده هنا ... في المقبرة ..



استدار نحوه ليرمقه بعينان ذابلتان مثقلتان بالاوجاع ... وهمس:
عمي ....... عمي يابر



سقطت عصاه وكاد يسقط بعدها لولا يدا سهيل وتثبيت جسده الضئيل
أوقفه على قدميه مرة أخرى ممسكاً به بقوة

: سـ سهيل !! انت ... انت .....

رمقه بقلق وهو يتلمس صدره .... ليقول بصوت حاول قدر المستطاع إخراجه ثابت هادئ:
ما بغيت اظهر جدامك الحينه .... خفت عليك
دخيلك لا يستويبك شي بسبتي .. دخيلك القلب ما عاد يتحمل شي يا عمي


ابتلع العم جابر ريقه بصعوبة وهو يلتقط أنفاسه الثقيلة
ليهز رأسه ومشاعر الفزع والسعادة والصدمة والقلق تموج وتصرخ في روحه الطاعنة في السن

: قوي ... انا قوي بفضل الله ... لا تخاف .. لا تخاف ابويه

ثم قبض على رأسه وهو يحاول قدر المستطاع ان يسيطر على خفقات الصدمة والمفاجأة ..
وقال بصوت متحشرج متقطع وكأنه يحادث نفسه: يحيي العظام وهي رميم
يحيي العظام وهي رميم
كنت بين الحياة والموت .. عقب .... عقب ما طحت بين ريولهم وهم يضربونك
شلتك
شلتك من النار وعطيتهم اياك عسب يشردون بك
والله .. و .... والله ....... واللي فلق البحر ونجى موسى
اني عشت سنين اتجلب على ناااااار ... نار تلبببببج ...... خليتك عندهم وانا مادري انت حي ولا ميت
يالله
يا رب الكون
كل يوم كنت ادعي الله يجمعني بك
كل ليلة كنتي اناجي الله اني اشوفك قبل لا امووووت
رحمتك يا رب ..... رحمتك وغفرانك
(تلبج = تشتعل)



وتساقطت دموعه بمرارة وهو يتلمس بيد مرتعشة صدر سهيل
: يا سهيل صياح
يا عيون صياح
يا اليمرة في فواد صياااااااااح


تماسك سهيل بقوة وهو يتنحنح بخشونة ... لكن رغماً عنه هتف بصوت متحشرج أليم:
منو ؟؟؟
منو اللي احرقوه بدالي ؟!!
قولي عمي .... منووو ؟؟؟

مسح دموعه بعنف وهو يهز رأسه: ما يعرفون يا ولديه
ما يعرفون
انا وأنيل البشكار حطينا ولد خاله بدالك



تذكر سهيل الخادم أنيل الذي عاش اغلب سنين عمره مع العم جابر ليسمع الأخير يردف بصوت مكتوم:
كان متوفي الليلة اللي قبلها .. وانيل يوم شافني مغتم ومويم افكر كيف اشلك من بين ايد عيال عمومتك
ياني وقالي عسب نحط ولد خاله بدالك
مع انه كان في ثلاجة المستشفى
بس انيل طلب من المستشفى ياخذه لانه بيسفره بلاده عسب يحرقونه هناك بعوايدهم الدينية
وسيده يابه عندي

هز رأسه بعذاب وقال: استغفر الله العظيييييييييم
يا رب سامحني واغفرلي
ما كنت راضي والله .... يا غيررر ما لقيت الا هالحيلة عسب اشردك

: بس .... بس كيييف ؟؟؟


تنهد بعذاب ليجيبه بصوت حنجرته المشيبة: خليت انيل اييب ربعه عمال مزرعة شاهين عسب يتيمعون ويسون حشره جدام ميلس صياح ويطالبون شاهين برواتبهم المتأخرة
حزتها سرت المخزن واول ما شفت الرياييل يغطونك ويشلونك وقفتهم قبل لا يظهرون
وزيغتهم بالعمال قلتلهم إلحقوا حوشوهم قبل لا ايون هني ويكشفون المستور وننفضح
وعاده شاهين زاغ وقتها حتى ما فطن لـ جذبتيه لا هو ولا حد من الشباااب
ياني أنيل على طول وعاوني فيك
بدلناك بـ ولد خاله
والحمدلله ان قدرنا ننفد قبل لا يرجعون .. غابوا عشرة دقايق بس .. يا غير والله حسيتهن دهر ذيج الليلة السودا


اغمض عيناه الشاحبتان ..... للحظات ...... قبل ان يقول بصوت أجش: يدي وين كان ؟

تنهد العم جابر بـ انفاسٍ مختنقة ورد: مايود .. كان واجف جريب نخل الوادي .. كان يتريا الرياييل هناك
(مايود = موجود)


اتاهم من بعيد صوت صراخ غليظ مبحوح ... يتردد صداه ارجاء المنطقة كلها

فالتفت سهيل يبحث عن مصدر الصراخ ليسمع عمه يغمغم بهزة رأس ملؤها الخيبة: لا حول ولا قوة الا بالله
هذا حاله من سنين .. يهوم اليبال بليا عقل
اللهم عافنا يا رب واعفو عنا

سهيل: منو ؟؟

: يوهر

امتقع وجه سهيل وهو يتذكر صاحب الاسم ليسمع العم جابر يكمل: غضب الله يا ولديه
واعوذ بالله من غضب الله



انزل عيناه بلا ايّة ردة فعل
ثم سمع عمه يقول بعينان متلألئتان بالتأثر: تعال ابويه عندي البيت تعال .. انا ظاري كل فجرية امر هني .. ما ظنيت اليوم بشوفك عقب هالسنين كلهااااا ... يا سعد عيني ويا كبر بختي
اللهم لك الحمد
اللهم لك الحمد

ابتسم له سهيل بذات تأثره الواضح .. ليسمع عمه يكمل بـ مرارة: والله يا سهيل ما هان عليه صياح يبيع البيت عقب ما سار بوظبي
اشتريته عنه مع انه ما طاع ياخذ مني فلس حمر ... بس انا لزّمت
كنت محطي امل في قلبي انك ترد بالسلامة واعطيك إياه

قال سهيل بعد ان التقط نفساً عميقاً: سويت اللي محد سواه يا عمي .. قولي كيف ارد لك اليميل !!

ليهدر العم جابر بانفعال: انت ولديه يا سهيل .. ولديه وولد صيااااااح اخويه وتاج راااااااسي
انت انظلمت ... ووانهنت واشتقيييت وتعببببببت

: انت جازفت ذيج الليلة عسب تنقذني ... وحطيت على ظهرك مسؤولية كبيرة ... وفوق ها عطيت ريكا كل اللي حيلتك عسب تشردني وياها

قهقه بـ سعادة وهو يتأوه جذلاً ... ليقول وهو يربت كتف الشاب: الخير واااايد يا ولديه ... وكله فدااااااك يالغالي كله فداااااااااك
الا وينها هي الحينه ؟؟

: توفت الله يرحمها

اومئ برأسه بصمت ... ثم قال بخفوت: الله يرحمها ويبيحها .... وولدها .... اطري اخوك ؟؟ وينه ؟؟

سهيل: ارنود ؟ بخير الحمدلله ... موجود

ثم سكت بـ مشاعر هوجاء .. قبل ان يمسك كتفا عمه جابر ويقول بـ اجش: ارد اقولك يا عم
يميلك ما رح انساه دام النسم في الروح
انا ما قدرت أصلا امشي في اول حياتي في الغربة الا من الذهب اللي عطيتهن ريكا
صح نيتك ان الذهب لها عسب تخلصوني من الجبيلة
لجنها يوم اوثقت فيّه خلاف ولانت من ناحيتي وبدت تعاملني شرات ولدها ارنود
باعت الذهب وعطتني نص البيزات وقالتلي شل اخوك وروحوا أسسوا شغلكم الخاص
وقتها ما كنت اعرف شو السبب ؟ شو سبب كرمها وشو سبب ثقتها فيّه !
وما كنت اعرف اساساً من وين لها الذهب !!
بس عقب العناد والزن ... قالتلي كل شي





حاضرٌ يتحدث





بعد دقائق مطولة ..... وبعد ان ناما ولداه

عادت إليه بخطواتً خفيفة .. بـ تهدل ناعم عذب كـ هي

ثم سألته باهتمام: تعشيت ؟

كان مسترخياً ... بـ تي شي بلا اكمام ... وبنطال قصير اظهر رشاقة ساقيه السمراوتان

اعتدل بجلسته على الاريكة ... وقال وهو يمد لها يده لتجلس قربه: لا .. وانتي ؟

مدّت له يدها مستجيبة ...... وجلست قربه بهدوء لم يظهر ما يعتمل روحها ... لتجيبه بهمس: لا .. بس عشيت اليهال

سألها وهو يقرّب جبينه من جانب رأسها .. بصوت رجولي خدر خفيض: ممممم وشو مسويه عشا ؟


ارتبكت من قربه ..... وتبعثرت
رغم انها مجروحة منه
ومتألمة
وحائرة
وضائعة


لكن هذه هي
هذه هي جواهر التي تحب ديدريك الدب القطبي بكل عيوبه
بكل طرقه التي تجعلها تنفر من ضعفها وحيرتها وقلقها المستمر بما يخصه


رغم ان الدب القطبي منه نادراً ما اصبح يظهر منذ عودته للوطن
وكأن الصقيع في روحه قد ذاب مع شمس الوطن الوهّاج !


اجابته وهي تتحاشى النظر لعيناه .. عيناه المربكتان جداً جداً: باستا حمرا .... فتوش .... وووصينية دياي حق آدم لانه قالي الظهر في خاطره ياكل دياي ... فـ سويتله اللي يباه على العشا
ومممممممممممم وشو بعد
هي ............... وحمص


ابتسم لها بـ ذوبان ....... وقلّد صوتها الرقيق عند آخر كلمة نطقتها: حمصصصصص

رمقته بـ نظرة متفكهة خجولة وهي تلكزه بجانبه: اووووه لا تعيّب

لتشهق فجأة وهو يقبض وجنتاها بيدٍ واحدة ويجرها نحوه

ثم اسكتها بـ قبلـــــــــــــة قويــــــــــــــــة !



،,



أبوظبـــــي
شقة منصور آل صياح



بعد ان صلت الفجر ... خرجت من غرفتها وهي تلتفت حولها كاللصوص وتتسلل للبلكونة تريد تأمل السماء وهي تتوهج مع اشراقة شمس الصباح

تتسلل لتتجنب رؤيته في طريقها !
ذلك النائم بعمق في غرفة المعيشة المغلقة وكأنه يعطيها بحركته تلك حجمها الحقيقي في حياته
هه
حمداً لله انها اتت منه وليس منها
لا تريد منه الاقتراب ولا حتى التفكير بالتودد


منصور يتودد لها ؟
احتقن وجهها بحرج شديد ونفضت راسها تريد ازاحة الوجه الرقيق منه من عقلها

عوجت لسانها تقلّد بحقد ما قاله لها قبل ان يغلق باب غرفة المعيشة خلفه قبل سويعات:
ابا انام واشبع نوم لحد يزعجني .. مالت .... منو اصلا يبا ايي صوبك يا ويه السبال ... روحي كارهتنك وكارهة روحي فوقك



ثوانٍ .... حتى عضت لسانها بتردد
هل يجب عليها ايقاظه قبل ان يخرج وقت صلاة الفجر ؟
لكنه هو من طلب بوقاحة الا يزعجه احد !!

حسناً ... لو كان يهمه صلاته لطلب منها ايقاظه في حال هو من اصحاب نوم اهل الكهف !
أليس كذلك ؟!


اخذت خطوة متقدمة
ثم متأخرة
ثم متقدمة
ثم متأخرة
حتى تراجعت وهي تغمغم بقهر: كيفه ... هو لو يحاتي آخرته بينش روحه

ثم تسللت للخارج تريد الجلوس ومشاهدة شروق العاصمة

ثوانٍ حتى سمعت احدهم يفتح باب ويغلقه
كان منصور
الذي خرج من الحمام وعليه امارات الوضوء وبيده سجادة الصلاة

اوه
المسلم التقي .... يبدو انه فضّل آخرته ولله الحمد !

رغم انه ومن هيئته الخارجية يعطي انطباع لاغلب البشر بمدى استهتاره ولا مبالاته بعبادته وأمور دينه

حسناً
على الاقل تزوجت بشخص يهتم بصلاته رغم انعدام لباقته وتهذيبه

نست ترقبها للشروق ودخلت للداخل بفضول تبحث عنه
صحيح انها تبغضه وتنفر منه وتتجنبه
لكن رأت عيناه عندما عاد لهما البارحة ودخل السيارة !

رأت شحوب وجهه واحتقان نظرته وتوهانه
توهان غريب

اقتربت من غرفة المعيشة ..... وسمحت لنفسها ان تطل بوجهها قليلاً للداخل ... فـ رأته في وضعية السجود

مممممم لمَ اطال في سجوده ؟! هل يدعي علي هذا المتوحش !




بعد دقائق ... سلّم ... لتتراجع هي بسرعة ... لكنه اوقفها بندائه الرنان الحازم: نارة

ابتلعت ريقها بتوتر بالغ .... ثم اقتربت وهي تهتف قرب الباب المواري: هـ ... هلا

: تعالي

تمالكت توترها بقوة ...... ثم سمت بالله ودخلت



كان ما يزال على وضعية جلوس الصلاة
رآها تدخل بهدوء .... بقامته القصيرة الصغيرة وشعرها الشلال يتهدل خلفها

يحدق بها بعينان متراخيتان هادئتان

ربّت على الارض بجانبه ..... يطلب منها بصمت ان تجلس قربه


بمشاعر مخدرة منقادة
تقدمت منها يسبقها اليه بقايا عطر تعطرت به بالأمس قبل النوم ...
عطر تراقص بمكر انثوي بين جنبات انفه



عندما جلست قربه .... لم تستوعب ما حدث بعدها ... فجأة امسك ساقيها
وهي .. ومن الصدمة التي صفعتها .... شهقت مفزوعة تريد النهوض والهرب لكن شد من قبضتيه وفرّج عن ساقيها حتى استقامتا على الارض

يا ويلي سيغتصبني
سيغتصبنــــــــــــي !



بصمته ذاته
اراح رأسه على فخذها

قبضت على يديها تكاد يغمى عليها من شدة الذعر

وهو .... بعينان متراخيتان ناعستان
همس بنبرة اقرب للهذيان: شفت البارحة واحد ميت

فغرت ثغرها ببلاهة وقلبها يخفق بجنون

اكمل وهو يغلق عيناه بتعابير شاحبة مرهقة: ميت
كان ميت ١٥ سنة
كيف ظهر ماعرف
كيف ما مات ماعرف

قالت بتلعثم: ا ا ..... مب ... مب فاهمة عليك

اكمل بهذيان متواصل ...... ولوعة تحرق نياط القلب:
احس روحي حلمان
ما رمت ارقد مع اني كنت هلكان ابا ارتاح
بس وين الراحة تييني
وين ؟

تنحنحت وهي تقرر ابتلاع ريقها عل وعسى تتمكن من السيطرة على نفسها وعقلها وفكرها

فقالت بتحشرج اخفت خلفه حرجها/توترها: منو الريال هذاك ؟

: ما عرفتيه ؟ تحريتج عرفتيه يا ام ضي

ترفرفت اجنحة روحها فرحاً من اللقب العفوي
لتقول: ا ..... لا اكيد ماعرفه ..... شو بيعرفني فيه

رد ساخراً وهو ما يزال مغمض العينين: هذا اللي انقذج من ايد خوليان هو ومساعدته

: هذا ديدريك ؟ .... ا ا انا ما شفته ترى بس سمعت عنه على لسان جواهر ....
انزين شو فيه ما فهمت ؟

رفع رأسه عن فخذها .... ليقول بجمود وهو يعتدل بجلسته: ديدريك اللي ترمسين عنه طلع سهيل ولد اخويه
اللي كنا نتحراه ميت من سنين

شهقت وهي تضع كفها الصغير على فمها غير مصدقة: ميت !!
ليش !! ما فهمت

مسد شعره الاسود بحدة .... ليقول بعبوس: قصة طويلة

وجدت نفسها تسأله فجأة: سارة الله يرحمها تعرفها ؟

رمقها ساخراً بمرارة وقال: سارة الله يرحمها ما عرفت اي شي عني او عن حياتي

اخفضت عيناها بوجع عاصف

كرت دقائق صمت بينهما .. كسرتها هي عندما نظرت إليه ببراءة روحها ..

نست حقدها، نست جرحها، ونست غضبها منه وهي تهتف له واضعةً خصلة من شعرها خلف اذنها: انزين انا موجودة ... اذا حاب تفضفض وتقولي قصتك


ابتسم ابتسامة لم تتجاوز حدود عيناه ثم وقف ومد يده لها

اوقفها معه وهو يلاحظ احتقان وجهها الاحمر لكنه تجاهل ما رآه ..... وخرج معها للخارج

سألته بربكة شديدة: وين بنروح ؟

مد لها عباءتها وقال بنظرة مرهقة: ضي بعدها نايمة
خل نستغل الوقت ونتمشى عند البحر شوي

: ما تبا ترقد وترتاح ؟

تنهد وغصات كثيرة تتقافز في روحه ثم قال:
الصدمة والضيجة ماكلات فوادي
ما بروم ارقد
خل ننزل نتمشى احسن
على الاقل يمشي الوقت يلين اقدر اشوفه مرة ثانية
واتأكد
اذا هو حلم
ولا علم





عنـــد البحـــــر
تأملت الشمس التي بدأت تظهر بخجل بين السحب

ابتسمت بانبهار
ارادت رؤية الشروق من الشرفة لكن رويتها وهي تقف امام البحر اجمل واروع واكثر انتعاشاً
خاصةً والموج يضرب ساقيها المتغطيتان ضرباً ناعما عذباً مدغدغاً


رفعت هاتفها لتلتقط بعض الصور وهي تهمس بنظرة براقة: وانا صغيرة ما كنت اقدر اسير البحر دوم
صاحبة الدار كانت تبغضني
كل ما كنت اشاغب مع ربيعتي تحرمني انا وياها من الرحلات
ورحلاتنا ما كانت على مزاجنا .... اما بحر او حديقة او سوق



تأملها بعيناه الحادتان بالفطرة
وقال بهدوء: متواصلة بعدج مع حد في الدار ؟

هزت رآسها بالنفي .... وهمست: لا
كنت اتواصل وياهم بداية حياتي في أمريكا بس عقب قطعتهم ..

اخفضت عيناها بمشاعر لم تظهرها فـ اردفت: عقب ما توفت سارة الله يرحمها

اشاح بوجهه بهدوء ولم يعلّق .... ظل يتأمل رجل وزوجته ويبدو انهما عريسان جديدان

ومن المفترض انهم يتشابهون !
أليس هو عريس جديد ايضاً !

هه
مضحك ما يمر فيه في حياته
مضحك جداً .... وعجيب جداً !


لتستعير انتباه بحديثها المفاجئ: مريت بوايد احداث وياك لدرجة احس اني اعرفك من سنين
لدرجة احس اني صدق سارة ومريت وياك بقصص ومواقف احداث



دوما تبهره بسلاسة الكلمة التي تخرج من فاهها


فـ عادت تكمل ما في جوفها وهي تتأمل جمال البحر وحلاوة الغيوم: دوم اسأل روحي لو عشت حياة طبيعية بين ابوي وامي واختي شو كان بيكون حالي !!
شو كنت بقدر احقق من أحلام !!
هل كنت بقدر اكمل دراستي واوصل الجامعة واتخرج واغدي شي كبير في المجتمع ؟ هل كنت بقدر اعيش من غير خوف وضياع وحيرة ؟؟؟
هل كنت .........



فـ سكتت وهي تحاول جمع احاسيسها المتبعثرة يمنة ويسرة
كـ طفل سقط منه صندوق حلوى القطن
لينزل مجبوراً على الأرض يلتقط الحبات بـ خوف وقلق وانفعال !


: ليش سكتي ؟


: هل .. كنت بقدر ارتبط بانسان شهم وطيب وحنون أأسس معاه بيت ونييب عيال ونملي حياتهم فيهم ؟؟؟؟


ابتسم لها بسخرية لطيفة ...... لتلاحظ لأول مرة شامة متخفية بين شعيرات ذقنه
ليقول وهو يستدير نصف استدارة نحوها بطريقة احرجتها واربكتها ذات الوقت:
وخاب ظنج طبعاً .... لاني اظن انا الضد تماماً من الانسان اللي كنتي تبين ترتبطين به

بادلته ابتسامة خفيفة ... فيها من السخرية القليل ..... واجابت:
ماظنتي انا الانسانه اللي بغيتها زوجة لك يا بو ضي



سكت ببقايا ابتسامته ...... وهو يعود بأنظاره للامام يتأمل الدنيا من حوله

ثم قال بعد لحظات: شو رايج في البلاد ؟

: حلوة .... ولو اني ما احمل ذكريات شينة فيها جان صحت من الشوق والفرح اول ما وطت ريلي ارضها

فقال لها وهو يهز كتفيه: الآدمي يكبر ويتعايش مع مشاعره مهما كانت سيئة

حدقت به تفكر بعمق ثم قالت ترد على نظريته:
حالتك البارحة تثبت العكس

التفت نحوها .... وهو يعقد حاجبيه لتكمل هي بثقة: وكلامك عقب الصلاة يثبت العكس بعد
واضح انك ما قدرت تتعايش مع مشاعرك القديمة
اياً كانت نوعها
ما زلت على نفس حالتك


قرّب وجهه منها وهو يقول بأجفان متراخية كسولة: شو كنتي تبين تدرسين في الجامعة ؟

قالت باستغراب: انا ؟

: هي

نارة: ممممممم لغة عربية ... ليش ؟

منصور بسخرية: اهاا .... توقعت فلسفة

قالت بعينان متسعتان بمرح: تتمصخر ؟

منصور بابتسامة مائلة: اتصمخر هي ... عندي شي اسويه غير اني اتمصخر !!


لم تعلّق على ما قاله .... بل ظلت تحدق بما حولها
البحر والطيور والأشجار والناس الذين يتمشون بنسب قليلة حولهم ..


لتقول بعدها على نحو فاجأه
تباً
هي دوماً تفاجئه


: حبيتها يا منصور ؟


لن يجعلها تنتصر
لن يجعلها تظن انها اربكته او شتّتت بعضاً من سيطرته !


فـ اجابها بنبرة عقلانية واقعية ... نبرة خبئ خلفها غلّه الشديد بما اقترفته يداه:
حبيتها ... بس مب لدرجة اني احارب ضعفي واتم معاها
يمكن صدق لقيت حجة عشان ابتعد
ما كنت قد الثقة ... ما كنت الريال اللي تستحقه ولا الريال اللي يعوضها عن ابوها عبدالرزاق
صدق او لا تصدق !
سارة كانت مثلج
ظاهرياً مع ابوها ... بس في الصدق كانت مثلج ..... يتيمة
يتيمة ام وابو
بغت الحب وما لقته
بغت الحنان وما ذاقته
بغت حد يحتويها ويمكن شافت هالحد انا
بس خيبت ظنها




يتحدث ... ويتحدث
ولم يعلم انها اخفضت رأسها
ودخلت في موجة بكاء صامتة !


ما السبب يا ترى ؟
هل شوقاً لاخت لم تعرفها ؟
هل قهراً من حياة بائسة ذاقتها والاخرى بكل ظلم ؟
هل غضباً كونها كانت العنصر الوحيد الذي تعامل معه الكل كـ قمامة ؟

على الاقل سارة عاشت مع اب
ظناً من الاب ان ابنته الاخرى مع أمها
لكن المضحك ان الام رمت ابنتها في دار رعاية الايتام بلا اي رحمة او شفقة


انتبه لما سبّبه لها من ألم .. فـ هتف مغضن الحاجبين بـ تعاطف: آسف ... ما قصدت اذكرج باشياء مب زينة

اخذت نفساً حاداً وهي تمسح دموعها بظاهر كفها
ثم قالت: عادي عادي .... ماعليك الدموع تنظف عيونا من الشوائب


رفع حاحبيه بـ شبه ابتسامة وقال: متأكدة افلاطون ما يقربلج ؟


: ههههههههههههههههههههههههههههههههههه



ابتسم لها بهدوء ..... فرح لأنها ضحكت
فرح لأنه سبب هذه الضحكة !


نارة: زين عادي اسألك سؤال ؟!

منصور: اسألي

نارة: كيف صرت مصور .... ووووصياد

ابتسم منصور وهو يتذكر تلك الايام: صدقيني انا روحي ماعرف



عقدت حاجبيها بتعجب
فـ أكمل يوضّح ما قاله: في امريكا تعرفت على ضابط .... جون ما غير اللي مسك قضيتج
تعرفت عليه وسط ازمتي مع عبدالرزاق .. وشاف مهارتي مع الاسلحة والتقنيص



ما تذكرت ان الذي امامها قد قتل نفساً بشرية في يوم من الايام .... حتى انكمش جسدها لا ارادياً


اكمل منصور حديثه غير منتبه لها: عقب ما حليت بمساعدته مشاكلي العالقة مع قضايا عبدالرزاق ..
طبعا بعد ما ادليت باعترافاتي وعطيتهم كل الاوراق اللي تساعدهم يمسكون بمعاونيه في امريكا الجنوبية
استضافني في بيته وهناك تعرفت على معد برامج ناشيونال جيوغرافيك امريكا
وتقدرين تقولين من ذيج الزيارة دخلت عالم الحيوانات هههههههههههههههههههه


كان يقصد الاستهزاء من نفسه لكن نارة كانت في عالم اخر


رفع حاجباً بسخرية وقال: اضحكي زين .. توني شاتم عمري جدامج !

سألته وهي مغيبة العقل: ا ا انت كيف ... كيف تجتل .... وتعيش حياتك عادي
وكأن شيئاً لم يكن ؟؟؟

سأل مستغرباً جداً ... وهو يقطب حواجبه: جتلت ؟ انا عمري ما جتلت

سألته بنظرة اتهام: واخو خوليان ؟

: شدراج ؟

نارة بذات نظرتها: قالي يوم كنت محبوسة عنده

منصور بصوت صقيعي: اولاً امسحي هالنظرة من عينج لانها ما بتهز فيّه شعري
ثانياً .... ومع اني مب مجبور اقولها لج
بس بقول
اللي ايي صوبي وناوي الشر عليّه ..... يتحمّل

انزلت عيناها بـ ربكة خائفة داهمتها للحظات ... ثم قالت وهي تستجمع قواها من جديد: يعني جتلته

قال ساخراً بنبرة تهكمية: عيل اخليه يجتلني !!

قالت توضّح: ما قالي خوليان ان....

قاطعها بقسوة: وخوليان شو يعرف اصلا !!
على العموم مات وريّح الناس من شره

اتسعت عيناها بذهول: مات !!

تذكر منصور حديث جهاد عن الذي حصل مع خوليان
ليقول بعدها وهو يرمي بعض الحصوات في البحر: هي ... منتحر

اقشعر بدنها حقاً ... فتراجعت قليلاً وهي تغمغم: اعوذ بالله

أراد الوقوف والعودة للشقة لكنها قالت قبل ان يقف: انزين سؤال أخير

بـ صبر يُحسد عليه
ظل جالساً وقال: تفضلي

عندما استوعبت انه كان يريد الوقوف
احست بالحرج وقالت: ماعليه تحملني عشان بس اطمن وما اتم افكر واحاتي

: اسمعج

نارة: ممممم منو قالك عنا ؟ كيف عرفت ان عندك بنت ؟

اصدر صوت خفيض ساخر
ليقول وهو يقف هذه المرة ويستقيم بقامته ..... قبل ان ينفض تي شيرته الأبيض بحركة خفيفة وهمية

: واحد

قطبت حاجبيها مستغربة: منو هالواحد !!

مشط شعره بأصابعه السمراء الطويلة
قبل ان يضع الكاب على رأسه ويستدير: ديدريك



،,



في احدى اشهر متاحف جنوب افريقيا



أعطت نظرة خاطفة ليده التي تلامس كتفها بعفوية
فتنحنحت بخفوت تريد إزاحة الخجل من وجهها ونبضها

رباه من هذا الغابش
يجمعها ويشتتها
يفككها ويعيد تركيبها

مصدومة هي من حرابة التي تخرج بمجرد ان يتواجد قربها


تصاعدت نبضاتها ورعشات الخجل فيها وهي تتذكر انهزام قوتها التام تلك الليلة

كان عذباً
كعذوبة النهر
كعذوبة همس السماء بالمطر
جارف وكريم وسخي ...... ووووووويجبر الكسر !

تشعر بعتهه يداويها
ببلاهته تقوّمها وتجعلها طبيعية كـ باقي الاناث


كتمت ضحكتها بقوة وهي تتذكر وجهه صباح اليوم التالي عندما استيقظ وصرخ مذعوراً ما ان ازاحت المنشفة من رأسها
اذ انه فتح عيناه وهي ترفع رأسها بقوة فـ ارتعب من منظر شعرها الأسود وهو يتراقص امامه ظناً منه انه شبحاً ما او كائناً هطل عليه من المريخ


"
: بسم الله الرحمن الرحيم .... زيغتييييني .... ما بغيتي تنشفين شعرج الا هني وانا توني فاج عيوووووني !!!!
"


هههههههههههههههههههههههههه
دوماً يضحكها بردات فعله العفوية
دوماً يجعلها تبتسم
وهذا مالم يفعله أي احد كان منذ سنين طويلة


وقف امام التحفة الفنية يحدق بها بتمعن
لتلمحه يرفع هاتفه ويعمل بحث في متصفح البحث قوقل

سألته وهي تقترب: شو تسوي ؟

اجابها بعفوية: اسوي سيرج على باقي اعمال الفنان

تعجبت من لمعان نظرته التي اظهرت شغفه المخفي: عيبك شغله ؟

نظر للتحفة المتمثلة بصورة امرأة غجرية جميلة وتنتثر حولها اوراق لعب الكوتشينة

ليهتف بـ إعجاب: ما تشوفينه حلو ؟

نظرت للتمثال لتهتف بصراحة: صراحة حلو

تأملت تعابير وجهه بشكل غامض وقالت: شكلك شغوف بهالنوع من الفنون

قال بسرعة وهو يوسّع عيناه على نحو مسرحي: طبعاً شغوف .... لا تصدقينهم يوم يقولون اني خبل وما افهم شي
انا احب الفنون عموماً وشغوف فيها

حرابة ساخرةً بداخلها " لا ابد مب خبل ..... محشوووووم"

جرّها برقة حتى اصبحت قربه اكثر .... كتفها يلاصق جانب صدره
تشتم رائحته العطرية الجميلة فيقشعر ركن قصي في جوفها

فـ اتاها صوته مدغدغاً مسامعها .. صوته مثير .. لكن لن تخبره بهذا حتى لو قطعوا رأسها

: هاي ملكة البستوني ... بس بالنسخة اللي تعبر عن دواخل الفنان الافريقي
لكن في الاصل ملكة البستوني هي اقصوصة للاديب الروسي ألكسندر بوشكين
كتبها سنة ١٨٣٣
وتحولت عقب لاوبرا ... وسووا منها بعد افلام كثيرة


رفعت ذقنها للاعلى نحوه
تحدق بشفاهه التي تتحرك بتشويق وحماس

لتهتف مجاريةً اياه ولا تعلم الى متى: وعن شو تتكلم هالاقصوصة ؟


حركها قليلاً حتى وقفت امامه
ظهرها مقابل صدره مرخياً ذراعه على كتفها .... ورد:
سلمج الله تتكلم عن.....

نظرت ليده المتدلدلة قرب صدرها وقالت بعبوس:
شل ايدك غابش ... ماله داعي نصير فرجة للناس

قال بلا مبالاة: شعليج منهم محد مفتكر في حد هني
المهم خليني اكمل لا تقاطعيني حرابووووه

همت بأن تدفعه وتزمجر: غويبششش

اغلق فمها بيده وقال بتهكم: صه خليني اكمل

اتسعت عيناها بذهول من حركته "المهينة" لكن تراخت ما ان سمعت صوته القريب من اذنها وهو يكمل سارقاً انتباهها: القصة عن ضابط في الجيش مشى ورا هواه وابتلش شر بلشة

نزعت يده عن فكها بتكشيرة .... لتسمعه يكمل باندماج:
هالضابط كان يشوف دوم ربعه يلعبون قمار ويراهنون بفلوسهم بس ما يلعب وياهم
مجرد متفرج
يوم من الايام قرر يلعب وياهم ... ودخل عالم القمار لين ادمنه
في الاخير فقد عقله بعد ما فشل في كمّن دور وما قدر ينال الفلوس اللي كان متأمل يربح بها في اللعب



حدق بجانب وجهها الناعم
وكتم نفساً حاراً
ثقيلاً
متمنياً الا يصبح حاله كـ حال ذاك المقامر


رفعت حاجباً ... وقالت: يستاهل .. الحماقة اعيت من يداويها

سألها على نحو مباغت: وانتي ؟

: انا شو ؟

سأل وكله امل ان تجيبه بأي شيء صادق يعتمل في داخلها: منو يداويج ؟

لكن حرابة فهمت مقصده بشكل مختلف ... فقالت متهكمة: هاي نغزة يا بوالشريس !!

اصدر صوتاً معترضاً بأن ضرب لسانه بسقف حنكه ..... ليقول بعينان غائمتان: سؤالي واضح
انتي يا حرابة ..... منو يداويج ؟


خفق قلبها مستشعرةً ان سؤاله اعمق من ظنونها
اظلم من بياض تفكيرها
لكن الشكوك تخدشها خدشاً
وتكاد تغرق رأسها في بحر لا قرار فيه

استدارت نحوه حتى اصبحت تواجهه لتهتف بصوت خافت وكأنها تحادث نفسها ..... بصوت مغيب حائر:
انت قولي ... منو يشوفك خبل ؟
لان اللي جدامي الحين مب خبل ابد



نسى نفسه
نسى مهمته
نسى تدابير السلامة "اللسانية" التي يجب ان يحافظ عليها بوجوده قربها


لكن تدارك نفسه وهو يقول بعبوس طفولي: بس انا مب خبل ... ابويه بس اللي يشوفني خبل لانه ما يحبني

تراخت تعابير وجهها عطفاً عليه وشعرت بالندم لانفلات لسانها .... ثم قالت: مب خبل انت غابش ... مب خبل ... ا ا ....

سحبها من يدها وهو يقول: عادي عادي اصلا انا....

عقد حاجبيه بغضب وقد سكت فجأة لتراه يسحب طرف حجابها ويغطي رقبتها التي كانت مكشوفة من غير علمها: تغطي زين

جحظت عيناها مصدومة .... لتجبره على الوقوف ونزع يدها من يده: انا متغطيه الحمدلله

تأمل الجاكيت الأسود الطويل الذي كانت ترتديه .... وبنطالها الذي لم يخفي جيداً رشاقة ساقيها

فكشّر بعصبية وهو يغمغم: شو هاللبس ؟؟ انا ليش توني اركز عليه !!
وايد مظهّر مفاتنج
ماعليه خل نرد البلاد ...... بحبسج ..... ولا ريال بخليه يشوفج
حتى دوام ماشي

شخرت وهي تحرك يدها بلا مبالاة .... وقالت: اكرمني بـ سكوتك بس

هدر غابش بعصبية: حرااااابة

: وصمّه

غابش بإصرار: ماشي دوام .. ماشي جيش .. ماشي طيايير

عقدت ذراعيها امام صدرها تجاري احاديثه الخرقاء .... لتهتف لعدها بحاجبين مرفوعين: ليش يا ريلي العزيز ؟
عطني اسبابك عشان اغلفهن واحط عليهن ورد محمدي يابس واعقهن في البحر

تجاهل سخريتها بأن زم فمه وهو يتأملها من رأسها لاخمص قدميها ... ثم هتف بجدية:
كيف عمي ليث خلاج تشتغلين في الجيش ؟؟؟
وايد غاوية انتي وتلفتين النظر


خفق قلبها بجنون
في كل مرة يذكر فيها محاسنها او يتغزل بها بتلك العفوية التي يقشعر لها انوثتها ... تشعر انها تتجدد
تشرق
تنتعش
تزهر مع الورد وضحك الياسمين

مع هذا تماسكت وهي تهتف بغضب بارد: انا كبيرة وواعية واعرف مصلحة نفسي
ما كنت اتريا موافقة حد عسب ادش السلك العسكري

سحبها حتى خرجت من المتحف .... ليصيح وهو يرفع يده لحد بائعي العصائر المتجولين: هلوووو ماي فريند ..... تو مانجو جوسس بليزززززز

حرابة بذهول: غابش تتحرا روحك في سوق بني ياس ؟

(بني ياس منطقة قديمة في مدينة ابوظبي)


قال وهو يستدير نحوها: لا تغيرين السالفة

عقدت حاجبيها بعصبية: سالفة شو يا ولد !!

: دوامج

قلبت عيناها بـ غضب بارد وقالت: شبلاه ؟؟؟

: ودريه

حرابة بنبرة احتدت وقست: ايييه حووووووه اول مرة خذتك على جوك قلت اتسلى حبتين معاك بس مب معناته تتمادى

رفعت اصبعاً واكملت بنظرة متوحشة: ان عدت الطاري مرة ثانية ما تلوم الا نفسك يا غااااابش تسمع !!!

تأمل صدرها الذي يرتفع وينخفض من الانفعال
ثم امسك طرف حجابها الملاصق لصدرها ... وقال بخفوت شابه الضيق والانكسار:
اغار

انزلت اصبعها بتفاجىء ... لتسمعه يردف من بين خفوت صوته الخشن المدغدغ لروحها:
يمكن الحادث اثّر شوي على مخي بس اتم ريال ... اتم انسان عندي احاسيس يا حرابة
وانا اغار عليج


ابتلعت ريقها بتوتر شديد

تنهد بصمت ثم التفت ..... وهمس: خلاص سوي اللي تبينه
انا خبل بنظرج وما ينشره عليه
وانتي حرابة بنت ليث اللي تعرف مصلحتها اكثر من اي حد

رغم احساسها بالضعف من نظرته المنكسرة الحزينة ... رغم انها لا تريد زيادة احساس الضعف في روحه

الا انها هدرت رغماً عنها بعد ان عضت شفتها السفلى:
اتمنى ما تفتح مرة ثانية اي طاري يخص دوامي .... دوامي خط احمرررررر

ابتعدت عنه وهي تزبد وتغمغم بوجه احتقن من الغضب: هالمرة بطوفها لك
المرة الياية لاااااااا


حينها تقدم البائع من غابش واعطاه العصيران ..... ليترك الاخير يحدق بحرابة بنظرات سوداء لا تشي بأي شيء يعتمل فيه

مص بواطن خديه وذهب خلفها يكمل تمثيليته


بعد نصف ساعة .. بعد ان اخرج غابش كل جنونه على حرابة ..... والتي ختمت الرحلة الاستكشافية بأن امسكت حجراً صغيراً ورمته على ظهر الاخير من شدة غضبها منه

عادا للمنزل يرتبان ما تبقى من اغراضهما اذ ان الليلة ستكون رحلة عودتهما للبلاد

لكن قبلها ذكّرت حرابة غابش انه من الواجب عليه التوجه لشركته والاجتماع مع بعض الأعضاء الذي أرادوا مراجعة بعض الأوراق معه وانه يجب ان يظهر كامل احترامه وتقديره لتعاونهم معه

تذكيرها له واهتمامها المتفاني .... زادا من رفعة مكانتها في قلبه



،,



البلدة القديمة – وادي أبا الجن



تقدمت وهي تمد يدها نحو المرأة بمساعدة ريسة: احسن الله عزاج يا ام سبيت

احتضنتها المرأة بقوة وقالت: الدوام لله يا ختيه

ودخلت موجة بكاء أخرى لا يُعرَف لها عدد !!

هدأتها نورة بكلمات بسيطة وتركتها لتجلسها ريسه على اقرب مقعد


بعد دقيقتان .... سمعت نسوة يتهامسون قربها

: مب هاي ام سهيل ؟؟

: يووووووه ما شفناها من عمر .... اكثر عن 13 سنة

: شقى جي غدت ؟! مع ان ريسه اكبر عنها ... بس مبين ان هي الأكبر سبحان الله

: ما تنلام ... وحيدها مات ... وصفت في هالدنيا وحيدة لا أبو لا ريل لا ولد





ظلت جالسة تسمع
ملامحها لا تشي بما يعتمل روحها المنصهرة المتسممة من كلماتهن الخالية من المراعاة

بعد دقائق من الثرثرة المتواصلة
لم تتحمل
ارادت شم هواءاً نظيفاً

فـ وقفت وطلبت من ريسه بصوت خفيض ان تجلسها خارجاُ
فأجلستها على احدى المقاعد الفارغة الموضوعة في حوش المنزل الواسع



بعد لحظات
احست بأحداهن تجلس قربها
وتلقي السلام عليها بأدب جم

ردت بلباقة بعد ان أغلقت المصحف الكريم: وعليكم السلام

هتفت المرأة بـ ربكة واضحة: قالتلي ام سبيت انج نورة
ام سهيل

اجابت نورة بشموخ: وصلتي خير
منو معايه ؟

: ا ا ..... انا هداية ... اخت بوسبيت

هزت نورة رأسها بهدوء وقالت: مرحبا هداية .. اذكرج .. حضرت عرسج قبل عشرين سنة

هداية بـ عينان ذابلتان: هي .. عرست وسرت الشارجة .... بس رديت قبل خمس سنوات
ا ا يا ختيه يا نورة .... ترومين تسمعيني شوي ؟
عندي رمسه أبا اقولها لج

رغم استغرابها من حديث المرأة
الا انها قالت بلباقة رسمية: هي الغالية قولي .... اسمعج

بعد تردد ملؤه التوتر ... استجمعت قواها وقالت هداية: اخويه ... اخويه بوسبيت مريض
مريض مرض موت

همست نورة بعفوية وهي تجهل تماماً ان أبا سبيت ممن شاركوا بفقدها ولدها: لا حول ولا قوة الا بالله .. شبلاه ؟

فـ انهارت هداية باكية: بيموت
بيموت
حلليه يا ختيه ... حلليه
من كم يوم ياني وهو يصيح صيَاااااح تقولين ياااااهل
وخبرني باللي سواه في ولدج قبل سنين ..
قال ... قال انه سار من فترة عند الشيخ صياح
كان يبا يعترف له بكل شي
بس .... بس ولده بوربيّع ما خلاه

اتسعت عيناه نورة وهي ترمق الفراغ

فـ هتفت بـ صوت مختنق: شو ... شو تقولين ؟ شاهين ؟!

هداية من بين دموعها المنهمرة: هي .. هي شاهين

اشتعلت نظرتها وهي تأمرها بالحديث: ارمسي

: سهيل ....ولدج سهيل

ابتلعت ريقها الجاف واكملت وهي تمسح دموعها: ا ا الله يخليج ... اخويه يموت .... يبا يجابل ربه وهو مصفي روحه من كل الذنوب
ا ا
ماعرف شـ شوو....


نورة ومن فرط ذهولها .... وتوترها .... وذعرها
لكزت المرأة بعنف على كتفها وهدرت: ارممممسي عدلللل لا تسكتييين

وقفت هداية وهي تقول متلفتةً يمنةً ويسرة: تعالي معايه ... ماروم ارمس هني ... صوتنا بيوصل عند الحريم داخل


ساعدتها على المش حتى وصلوا لغرفة صغيرة قرب المطبخ الخارجي


وحكت لها ما قاله أبا سبيت بالضبط من غير زيادةٍ او نقصان



،,



من أيام وهو يتوارى عن الأنظار يعيش عزلة تشوبها مزاج اسود لا بصيص ضوء يمر من منتصفه

يكره ما فعله
يكره انه كان يقف يومياً قرب منزل غابش يترقب فقط خروجها ورؤيتها
يكره الحقارة التي يتمرغ بوحلها
يكره دناءة الاخلاق التي وصل إليها
لهذا فقرر قرر الرحيل
فـ عمله في جنوب افريقيا انتهى
كان يجب عليه العودة الى هولندا واخذ مكان ديدريك وجواهر مؤقتاً حتى يعودان


تنهد بضيق عارم وعاهد نفسه ان يسيطر على مشاعره
لا يستطيع نسيان حبها المتمكن في قلبه
لكنه يستطيع السيطرة كما سيطر دوماً منذ ان رآها بشعرها الغجري الأسود تركض خلف الأولاد تتوعد بضربهم واحداً تلو الآخر



ماضٍ يتحدث



منذ سنة اتى مع والدته للبلدة القديمة بعد سنواتٍ طويلة قضاها في دبي

البلدة التي ينتمي إليها ويكمن فيها جذوره كما تقول له أمه دوماً
ومنذ ان وطأت قدماه المكان وهو يتجنب الاختلاط بأي احد وهذا بسبب تحذيرات امه المستمرة حتى يحصل ما تخطط له

لكنه ومنذ ان اتى وهو يلمح كل يوم فتاة تجري بين الطرق والازقة الضيقة تلعب مع الفتيات والأولاد

فتاة مشاغبة سمراء حلوة للناظرين ..... لا تفرّق بين الصبي والفتاة وهي تلعب

فقط تنط هنا وهناك كالثعلبة الصغيرة
الكل يسخر منها وينعتها بالصبي
لكن هو يراها اجمل من الزهر وابهى من الفراشات الملونة


عرف اسمها من مناداة الجميع لها وعرف انها اخت أخيه بالرضاعة من أصحاب المحلات الصغيرة والدكاكين ...... موارياً بعض من ملامحه كي لا يلاحظ احد شبهه بأخيه فيثير بينهم الشك والريبة


كان يراقبها أينما ذهبت كالابله الممغنط ! وكم بغض والدته عندما علم بمخططاتها الدنيئة

بغضها وحقد عليها لكن لم يكن بيده شيء
هي امه والتي ربته ..... هي التي قضمت الغربة والهلاك والشقاء لتطعمه وتكبّره وتعلّمه

وذات البغض كنّه لـ نفسه ولصديقه الجشع الذي اقترح عليهم استخدام برنامجه الخاص ضد أخيه الكبير



ربـــــاه
يشعر ان حياته تنسرب من بين أصابعه وليس بيده حيلة للاعتراض والرفض

يعترف انه في لحظة ما شعر بالغل والغيرة من أخيه
الذي حاز على كل شيء
كل شيء

لمَ لم يتقاسما حب الناس !
لمَ لم يتربى معه تحت كنف جده صياح وعمته الكبيرة ريسة !
لمَ لم ينال إحساس المحبة والدفئ والاخوة والتعاضد من عمه منصور
أليس عمه هو ايضاً !


لكن كان وما زال يرفض إلحاق الأذى بسهيل
يريد العائلة
لا كسرها وتحطيمها !


يريد التعرف على حرابة من قرب .... يريد رؤيتها والتحدث معها والتنعم بـ مبسمها عن قرب

لكن كيف وهو الفرد المنبوذ
الفرد غير الموجود أصلاً في دفتر آل صياح

لا احد يعرف بوجوده
لا احد يعلم ان لـ احمد ابن آخر غير سهيل .....!



وها هو واقف كعادته تحت الشمس الحارقة
يترقب خروجها من منزل العمة ريسة
لكن من شدة حرارة الشمس الحارقة

تهالك على الأرض وهو يشعر بأعراض اغماءة سـ تنتابه


فتح عيناه بإعياء على صوتها الخشن: حووووووووه انت
شبلاااك
تبا ماااااااي !!!!


عرف صاحبة الصوت
كانت هي
ملهمته الشقية
ذات الصوت الصبياني والذي يغدو كـ زقزقة العصافير على مسامعه


بـ وجهه المنخفض ارضاً
وقف بصعوبة ... وركض مبتعداً عنها
لا يريدها ان تراه

: اييييييه انت شبلاك !!!! مينوووون !!!!
لا حوووول ... تعال تعال بييبلك مااااااي



خفق قلبه بجنون وهو يهرول مبتعداً
تريد ان تسقيه الماء
ولا تعلم ان قربها منه كان الماء
وسقيا الخير
ومطر الرب وفرحة الطير ..




حاضرٌ يتحدث




قبض على قلبه وهو يحاول قدر المستطاع ازاحتها عن مخيلته

هل هي هوس حقاً كما قالت ابنة خالته جواهر !
لا
لا بالطبع



عادت ذاكرته لسنواتٍ مضت .... اول سنوات له واخيه في هولندا ...
ديدريك ... أخيه المطعون في ظهره والسبب هو وامه رحمها الله

أخيه الذي اصبح له الاب والام والعائلة ....
يتذكر كيف كان يصمت طيلة الوقت ..... ولم يكن يتحدث عن احد من افراد عائلته ابداً بعد ان عادت له الذاكرة ..

وعندما يتحدث ... كان يذكر فقط حرابة

عندما يشعر ان براكين الشوق والوحدة والبعد تتفجر فيه
كان يذكر فقط حرابة

لهذا .... هو "ارنود" يشعر ... انه تقاسم حب حرابة مع أخيه
لكن بطريقة أخرى
فـ أخيه يحبها كونها اخته
لكنه هو آرنود احبها كونها الانسانة الأولى التي شدته منذ او وطأت قدماه ارض الوادي

لهذا فقط ..... يشعر ان هوسه ..... "ان كان ما قالته جواهر صحيحاً"
زاد وتمادى في روحه طيلة السنوات الماضية

لولا احاديث ديدريك المستمرة عنها بـ وجوده
كان من الممكن ان ينساها
ان يتجاهل وجودها في روحه على الأقل
لكن ديدريك بين فترة وفترة كان يذكّره "بغير قصد" فيها

كان يستغرب لمَ ديدريك يتحدث معه هو بالذات عنها
لكنه ضحك ساخراً
بالله عليك يا ارنود !
وهل كان لدى الشاب المسكين احدٌ سواك !

أخيه رآى فيه الصحراء التي يفتقدها
صحراء يصرخ وسط رمالها ليرجع له الصوت اشد حدةً واكثر تردداً


كانت حرابة هاجساً له
فـ زاده ديدريك "من غير ان يعلم" بالهواجس
كانت حلماً عذباً
فـ زاده ديدريك بالاحلام والخيالات


كان يقف في تلك المشاعر على الشاطىء
ولم يدخله البحر الا احاديث اخيه المستمرة


حتى انه في يوم ما اراد اسكاته
ان يقول له كفى
هي حلم مستحيل
فلمَ تعلق آمال قلبي عليها !

لمَ تزيد لوعته وحرمانه وآهاته !

لكن اخيه كان يحتاج للتحدث
كان يحتاج لـ لفظ نيران جوفه

وإلا لأصبح عقله في خبر كان وجنونها



،,



أبوظبي - مساءاً
امام منزل شاهين بن صياح



ترجّتها وهي تحاول الإمساك بذراعها: يا نووورة سمعيني بسسسس

هدرت نورة وقد بح صوتها من شدة الصراخ والشتائم في السيارة طيلة طريق العودة من البلدة القديمة الى العاصمة


ضربت بعصاتها باب المنزل بوحشية وهي تصرخ بغضب جنوني: يعلني المووووت ان خليييييته ..... يعلني المووووووووووووووووت
وانا اللي تحرييييت ان المصايب كلها بسبة الجلب عبدالكريم وررررربعه
ثره اخوووووج طلع اجلللللب عننننننننه

امسكتها ريسة بقوة قبل ان تتسرع وتدلف من باب منزل شاهين الخارجي:
اهدددددي
اقولج اهددددددي واسمعيييينييييييي

دفعتها وهي تكاد تسقط من خطواتها غير المتزنة المتخبطة المنفعلة جداً جداً
: شو اسممممع شو اسممممع بالله عليييييييج !!!!
الحرمة قالتلي كل شييييي
كل شيييييييي
حسسسبي الله ونعم الوكيييييل
حسبي الله ونعم الوكيييييييل


تمكنت ريسة من إيقاف خطوات الاخيرة بقوة تحسد عليها
خفقاتها وصلت عيان السماء ... ووجهها شاحب اصفر اللون من هول الصدمة
لم تتوقع ان تعلم نورة بالحقيقة بهذه السرعة
ليس على الأقل قبل ان تعلم ان ابنها الوحيد حي يُرزق !


هدرت وقد فقدت السيطرة على لسانها: ادري
ادرررري
ادري بكل شي

جحظت عينا نورة ................. لتقول بـ وجه امتقع اكثر من ذي قبل: تدرين ؟!

جرتها .... حتى ادخلتها مرة أخرى الى السيارة ....... ثم قالت بانفعال: هي ادري
بس ما قلتلج لاني خفت عليج

نورة بـ صدمة عاتية: كنتي تدرين ان اخوج كانت متعاون مع قوم عبدالكريم على ولديه
وسكتتتتتتتي !!!!!

فـ صرخت ووجهها اصبح بنفسجياً من شدة الغضب: حسسسبي الله عليكم يا عيال صياح
حسسسسسبي الله عليييييكم

اسكتتها ريسة وهي تشعر بحرارة جسدها تتصاعد مع ارتفاع ضغط دمها ... آلمها دعاء نورة المرير والذي شملها هي ايضاً: لااااااااااا
لااااااااااااااا .... اهدي شوي يا نووووورة دخيل الله
ماروووم امسك نفسي احس بطيييح من كثر ما قلبي يراااااااااقع

طحنت نورة اسنانها وسكتت لكن انفاسها تتصاعد دليل انها بالكاد تسيطر على لسانها


اخذت ريسة نفسان متتاليان ملؤهما التوتر ....
ثم قالت: دريت من أسبوع ....... انا
انا وهزاع ولد حامد

: هزاااااااااع !!!!


لن تخبرها بأمر سهيل
لن تستطيع
لكن عدا ذلك .... فـ ستقول ما تعرفه
يكفيها عذاب وكتم في القلب



: هي .. وداني صوب السوق الجديم في ديارنا والتقينا بـ راعية الصالون حسناء اذا تذكرينها

اجابت بسرعة وانفعال: حسنا ؟ هي ... هي اذكرها .... شبلاها ؟؟؟

: اول في شي بقولج عنه

هدرت نورة بلا صبر: لا حول ولا قوة الا بالله ... ريسسسسه انطقي والله دمي نششششف


هزت ريسه رأسها وهي تمسك جبينها بإعياء
لم تكن تريد هذه المواجهة يالله
مالها هي ومال نبش الماضي بأسراره !!!!


: احمد


ارتد وجه نورة ...... لتنطق الاسم بـ غلظة: احمد ؟

اخذت نفساً عميقاً وهي تهمس بـ خفوت "يا رب" ثم قالت بصوت مسيطر: احمد كان معرس عليج يا نورة ... كان ماخذ وحدة من موظفات حسناء في صالونها


صمـــــــــــــت
صمــــــت تــــــــام


هتفت ريسه وقد لانت ملامحها ألماً وتعاطفاً: ادري مصدومة ... ويمكن ما تصدقيني وو.....

قاطعتها نورة بجمود: هالشي ما يهمني

هتفت ريسة بذهول: ما يهمج اذا احمد كان معرس عليج او لا !!

: لا ما يهمني
اللي يهمني شو علاقة اللي ينقالها حسناء في ولديه وشاهين والجلب عبدالكريم

هزت ريسة رأسها متفهمة اذ باعتقادها ان نورة من الممكن قد اخذت الموضوع ببرود فقط لـ طول مدة رحيل احمد .. ولابد وان علاقتها به كونها كانت زوجته قد فترت وأصبحت معدومة !
لذلك لم تبد غضباً او انفعالاً ..


لتجيبها بعدها بصوت اصبح متزن وثابت: بتييج الرمسة
اللهم صل على سيدنا محمد
المهم
ريكا حرمة احمد كانت تشتغل مع حسناء .... ويوم احمد خذاها وحملت ودرت الشغل

لم تلمح أي تغير بتعابير وجه نورة .... لكن رأت كيف شدت من قبضتها على عبائتها
وكأنها قبضةٌ على الجمر

قالت نورة بهدوء شديد لم يظهر ما يعتمل روحها: ما شاء الله ... ويابتله عيال بعد ؟

ريسة: هـ ... هي

هتفت نورة بسخرية: وينهم ؟

تنحنحت ريسة بـ ارتباك ثم قالت: واحد بس .... اسمه ناصر

كررت نورة الاسم على لسانها: ناصر

ريسة: هي ... سموه ناصر ... وريكا بغت من احمد يعترف بزواجهم ويعترف بـ ولدها بس ما طاع

رفعت نورة يدها تقاطعها .... لتسأل متوجسة: صبري ... متى خذاها احمد ؟

: خذاها يوم سهيل عمره حول سنة ونص

سكتت نورة بمشاعر هوجاء لم تظهرها البتة .... وتساءلت ..... هل يعني هذا انه تزوج عليها قبل ان يضرب الشيطان عقله ويرتد !
....... وهل ريسه من الاساس تعلم بـ حكاية ارتداده او لا !!



لتقول بعدها بصوت جاف: كملي انزين


وحكت لها ريسه ما قالته حسناء لها
كيف ابعد احمد ريكا والصبي عن البلدة .... وكيف عادت وهي قد قررت مسبقاً اخذ حقها وولدها
وبمن التقت وكيف حاكوا المكيدة ضد سهيل ....



وضعت يداها المرتجفتان على وجهها المحتقن ... وهي تهتف بـ غلظة سحيقة: يعني صدق
صدق اللي قالته هداية
شاهين كان مع قوم عبدالكريم
شاهين كان له اكبر يد باللي صاااااااااااار

صرخت وقد قفزت عروج جبينها من هول الغضب: شاهين السسسسسسبب
شاهيييييين هو سااااس البلااااااااااااا
هو ساس البلااااااااااااا


فتحت الباب وهي تسير بخطوات سريعة مريعة نحو المنزل مرة أخرى

نزلت ريسة خلفها وهي تقاوم دموعها: نوووورة تعاااااالي
اذكري الله يا بنت الناااااس مب جي تنحل الاموووووور


: أي أمور تنحلللل ..... اي اموووووور
بيردولي ولدددددي اللي احرقووووه
بيردولي ضناااااي اللي اغدروووا فييييه !!!!


لتصرخ بـ كل قوة تجمعت في روحها المكلومة ..... وهي تحرك عصاتها امامها حتى اصطدمت بالباب المعدني:
شاهييييييييييين
شاهييييييييييييييييينووووووووووووووه
اظهرررررررررر ...... اظهر يا الخسيييييييييييس
يالنييييييييييييس اظهررررررررررررررررررر






نهـــاية الفصــــل الثـــالث والعشــــرون

لولوھ بنت عبدالله، 01-10-20 11:31 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 22
 
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 43 ( الأعضاء 5 والزوار 38)
‏لولوھ بنت عبدالله،, ‏فيتامين سي, ‏deegoo, ‏سلام لعيونك

هلا بالجميع والسموحة ع التأخير

عبيرك 02-10-20 11:47 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 23
 
اتمنى ان تحدث المواجهه بين نوره وشاهين وتفضحه و يعرف ان كل مافعله ذهب بلا فائده بل كان سبب بكره وحقد نوره عليه وانه انفضح والكل عرف حقارته وعندي احساس ان شاهين يقوم باعمال مشبوهه من تهريب وامور اسوء وبدل مايصل لمكان عالي بالدوله سيذهب للسجن ويتعفن واكبر عقاب له سيكون ظهور سهيل ومعرفته انه لم يستطيع قتل ابن محبوبته واخيه الذي يذكره بخسارته لمن عشقها واحببت مواجهه منصور وسهيل واعتقد ان ظهوره بهذا الوقت بحياته سيجعل منصور يعود لاصله ووسيزول تخبطه وستكون ناره سكنه وعلاج روحه اما ارنولد رغم تالمي لحبه لحرابه وهنا الشك يظهر بقلبي واخاف ان تفعلي شى للمخبول لتعيدي حرابه لارنولد لان المخبول اظنه يليق بحرابه اكثر ورغم انها ستنصدم لما تعرف انه عاقل بل عاقل وذكي ويمكن تنقم عليه ولكني متاكده انه تمكن من قلبها وسيستطيع كسب ودها مره اخرى الا اذا كنت مخططه له شى كبير وخاصه انه يعاني من قلبه فمعرف ان الكاتبات شريرات ودائما لهم تخطيطات مفاجئه لذلك نحذرك ان توجعي قلبنا بالمخبول الروايه روعه ورغم انني مقصره بالتعليق ولكني اتابعك وبحب رمستكم الامارتيه كثير وبانتظار القادم

روعة النسيان 03-10-20 02:06 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 23
 
احم احم انا جايه اعلن انهزام واستسلام مشاعري واحاسيسي الهفهافه قدامش يابنت عبدالله :Xiv05302:

كل بارت اتاثر فيه اكثر من البارت اللي قبله وكثييير تأأأأأأأثرت مع منصور هالبارت
حسسسيت بعمق الوجع اللي بصدره وبعمق مشاعره لحظة اللي شاف سهيل

الحين منصور وبكيت معه شبيصير فينا لاشافته نوره ؟؟؟؟

ولا يوم تعرف حرااابه !!!!!

ولا يوم يدري صياح ببراءة سهيل ويوم يشووفه :dfghd654:


واااه بس رغم المشاعر اللي فاضت منا وعلينا وباقي بتفيض طالما لازال قلم اللولو يبدع الا انه ياقرت عيوووونهم برجعة سهيل وياقرت قلوبنا حن بعد ياقوم سهيل هههههههههه صحيح نطالب بجزء ثاني لروايه وغيري الاسم كما رجعة سهيل
:lol:


ويافديييت العم جابر اللي زي ماتوقعنا هو اللي ساعد سهييل وهربه قلوووووووببب وبوسسسة راس للعم جابر ونقول لسهيل لاتنسى البيبي اللي احسه صار ببطن جوجي سمه باسم جده جابر يستاهل والله هههههههههه





bluemay 03-10-20 08:41 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 23
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


روووعة يا لولوتي

بصراحة كنت مفكرة انه الرواية رح تنتهي بظهور سهيل

لكن فاجأتينا كعادتك بتأجيج نار الإثارة والتشويق بالرواية

ابدعتي في وصف مشاعر الأبطال

وصلتيلنا احاسيسهم ومشاعرهم

حبيت الأجواء النابضة بالحياة رغم احزانها

متشوقة لسقوط الأقنعة وكشف الحقائق


مرور لا يليق بروعة قلمك

تقبلي خالص الود

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°







فيتامين سي 04-10-20 02:29 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 23
 



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا لله يابنت عبد الله مدري وش أقول ووش أخلي بارت
رهيييييب وموجع بارت انكشاف الحقائق مكتوب بحرفنه
عاليه الله يحرم يدينك على النار يابنت عبدالله


منصور & ناره

أفضل شيء عمله منصور وقت غضبه من ناره إنه خرج
وتركها حتى يهدأ كل واحد منهم
لقاء سهيل بمنصور أتعب وأنا أقول مميز وصف للحدث
كأننا نراه وصف أثر فينا وعشنا معهم الموقف سهيل اجبر على مواجهة
عمه بعد ماعرف إنه يبحث وراه ولنفس السبب ظهر
لريسه وأتوقع قريبا لهزاع ومديه
منصور يحزن من الصدمه ماهو عارف إذا حلم أو حقيقه حتى بعد
مرور وقت على اللقاء
أعتقد راح تكون ردت فعل منصور قويه جدا بعد مايكتشف
مخطط شاهين وأتباعه ضد سهيل

ناره طيبه أحسها طفلة مرات عاشت حياه صعبه وقلبها طيب
رغم كرهها لمنصور أول مافضفض لها حنت عليه ونسيت مابينهم
أعتقد منصور راح يحبها ويتعلق بها وسهل عليه يحتويها بحبه
وحنانه ويخليها تغير نظرتها له وتحبه ولأن أصلا منصور مع عودة
سهيل بتتغير شخصيته للأفضل


سهيل

( يتأملها ولا يشبع من بهاءها
منذ ان أصبحت حلاله .... وهي كل يوم تظهر له بلون جديد
تارة بالبياض النقي
تارة بالسواد الملكي
تارة بالاصفر الصيفي
تارة بالازرق البحري
والآن بـ لون البطيخ الشهي)

الحمد لله هالحين ماتشبع من بهاءها وفي الآخر بتنسيك
روزه وحب روزه


جواهر

( رغم ان الدب القطبي منه نادراً ما اصبح يظهر منذ عودته للوطن
وكأن الصقيع في روحه قد ذاب مع شمس الوطن الوهّاج ! )

ههههههه السبب شوفته لك وأنت تتمخطرين أمامه بكامل
زينتك وأناقتك ضاعت علومه


جابر

مثل ماتوقعنا هو اللي ساعد في انقاذ سهيل ولأنه يعرف
إنه لم يحرق لم يتأثر بلقائه مثل منصور اللي تفاجأ لأنه يظنه
أحرق لكن لقائه بجابر مؤثر ووضح لنا بعض الحقائق مثل من
أحرق بدل سهيل ويمكن اللي يسهل الأمر إن من أحرق ميت وهذا
من عاداتهم الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به


جوهر

هذا جزاء الظلم في الدنيا فقط فقدت عقلك اللي تخطط به وتظلم
الناس بدون خوف من الله

أرنود
بما انك معترف بأنك مخطىء فهذا بدايه لتصحيح الخطأ وأفضل
طريقه هي الإبتعاد عن حرابه ونسيانها

نوره وآه من وجع نوره وجعنا معها أكبر قهر تعرف إن ولدها
تعرض للظلم وتلفقت له تهمه هو بريء منها وماهي أي تهمه
والمخطط من تحت راس عمه جعله العمى
قفله شريره لولوه ليه نوره راحت لشاهين وعلى أيش ناويه
أكيد بتصفعه في وجهه بالحقائق اللي عرفتها وماهي بعيده شاهين
يتهمها بالجنون حتى يبري نفسه

معرفة نوره بالمخطط الدنيء ضد ولدها راح يعجل بتخطيط
سهيل للإنتقام أو بإظهار نفسه لها



باتمانه S 04-10-20 04:50 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 23
 
[FONT="Franklin Gothic Medium"]




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخباركم وعلومكم يا آل ليلاس ؟
كنت والله هاجرته اربيه واعيد تربيته😜
وهالحين رجعت له وبكتب لكم معلقة معلقة إن شاء الله

أول شيء يا لله إنك لا تحرمنا من الزين بنت الزين لولوة بنت عبد الله
اشي بارت .. اشي حلاوة .. اشي دموعٍ سالت 😭
يعني مندري أنا ابتسي على الوصف . ولا ابتسي على المشاعر
يا أختييييي حرااااااام انتِ ما يصير لج كتاب ولا رواية
يفووووووز الأسلوب عندج❤❤❤❤❤

المهم ببقى في منصور ..
يا لبيييييه يا هو والله كسر لي قلبي إحساسه وصلني
هذا وهو شايف صورة سهيل .. تفاجأ وارتعب وصبت عظامه
نوره المسكينة وش يبي يصير لها!! 💔💔
يا عوينتي والله العظيم .

ايه صح في هالبارت والله العظيم حسيت إنه منصور
يستاهل ناره ماضيهم يقول حنا حق بعض ..

منصور فقد " سهيل " وفقد ابوه لما ابتعد منصور عن اهله
فقد الحنان بإرادته .
وناره .. فقدت ابوها يوم رماها على أمها وفقدت امها
يوم قطتها في الملجأ جعل يقطونها في الي ماني قايله
حسيت إنه الاثنين راح يعوضون بعض ❤❤
الاثنين لقوا في بعض الي ما لقوه برا ..


غابش وحرابه ❤🔥❤❤❤❤❤😭😭
والله وانا اقرأ بس اكركر ههههههههههههه
مت مت على براءة غابش مع حرابة
وذكاءه وهي تحسبه معتوه ههههههههههه
احلى ثنائي والله يا رب نا يصير بينهم شيء
مع اني احس انه عودتهم للديرة فيها مصايب💔

استودعتهم الله .

جابر .. ❤❤❤
حيييييي ما جابت لولوة .. طلع هو الي مساعد سهيل
بس شلوووووون! ننتظر

ديك ( سهيل ) .. جواهر 😜😶😶
عايشين الغرام ما شاء الله
ننتظر الانتقام .. يا سهيل

وبس والله راح اجي اعلق على البنات بعد



[

شبيهة القمر 05-10-20 12:49 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 23
 
السلام عليكم
تسلم يمناش يا بنت عبدالله جزء رهيييب خاااصه لقاء منصور وسهيل قممممة في الرووووعه والوصف ..ماشاءالله عليش يابنت عبدالله اسلوبش لامثيل له ربي يحفظش

حرابه وغابش ..يازين الي يغاروون هههههه اتوقع مع رجعتهم للبلاد بتنكشف الحقيقه وخاصه اذا الدواعش بعدهم يتصيدون وراها
اتوقع الوحيد الي يروم يقنعها تترك دوامها سهيييل 🤩🤩

نوره ..وآآآآآه من وجع نوره ..وحرقة نورة ..وغضب نورة ..الشي الوحيد الذي لايستطيع احد مجابهته الام المكلوم..الله يربط على قلبها وتتقبل سالفه ان ولدها حي مامات💔

أرنود ( ناصر ) شوف الحل الوحيد انك تقش عفشك وتروح طيراااان لهولندا كود ربي يطيحك بوحده هناك تنسيك حب الطفوله


لولوتنا الجميله .. تسلمين ياقلبي بارت رووووعه مثل ماعودتينا واكثرررر ...💕💕

لولوھ بنت عبدالله، 06-10-20 05:29 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 23
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبيرك (المشاركة 3733443)
اتمنى ان تحدث المواجهه بين نوره وشاهين وتفضحه و يعرف ان كل مافعله ذهب بلا فائده بل كان سبب بكره وحقد نوره عليه وانه انفضح والكل عرف حقارته وعندي احساس ان شاهين يقوم باعمال مشبوهه من تهريب وامور اسوء وبدل مايصل لمكان عالي بالدوله سيذهب للسجن ويتعفن واكبر عقاب له سيكون ظهور سهيل ومعرفته انه لم يستطيع قتل ابن محبوبته واخيه الذي يذكره بخسارته لمن عشقها واحببت مواجهه منصور وسهيل واعتقد ان ظهوره بهذا الوقت بحياته سيجعل منصور يعود لاصله ووسيزول تخبطه وستكون ناره سكنه وعلاج روحه اما ارنولد رغم تالمي لحبه لحرابه وهنا الشك يظهر بقلبي واخاف ان تفعلي شى للمخبول لتعيدي حرابه لارنولد لان المخبول اظنه يليق بحرابه اكثر ورغم انها ستنصدم لما تعرف انه عاقل بل عاقل وذكي ويمكن تنقم عليه ولكني متاكده انه تمكن من قلبها وسيستطيع كسب ودها مره اخرى الا اذا كنت مخططه له شى كبير وخاصه انه يعاني من قلبه فمعرف ان الكاتبات شريرات ودائما لهم تخطيطات مفاجئه لذلك نحذرك ان توجعي قلبنا بالمخبول الروايه روعه ورغم انني مقصره بالتعليق ولكني اتابعك وبحب رمستكم الامارتيه كثير وبانتظار القادم

يسعدلي مساج حبيبتي عبيرك
نورتيني يا عسل
ممتنة ان البارت عجبج
وباذن الله الفصل القادم بنعرف الكثير
والكثير من الاسرار بتنكشف :)
تسلميلي ع المرور يا سكرة

لولوھ بنت عبدالله، 06-10-20 05:32 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 23
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روعة النسيان (المشاركة 3733454)
احم احم انا جايه اعلن انهزام واستسلام مشاعري واحاسيسي الهفهافه قدامش يابنت عبدالله :Xiv05302:

كل بارت اتاثر فيه اكثر من البارت اللي قبله وكثييير تأأأأأأأثرت مع منصور هالبارت
حسسسيت بعمق الوجع اللي بصدره وبعمق مشاعره لحظة اللي شاف سهيل

الحين منصور وبكيت معه شبيصير فينا لاشافته نوره ؟؟؟؟

ولا يوم تعرف حرااابه !!!!!

ولا يوم يدري صياح ببراءة سهيل ويوم يشووفه :dfghd654:


واااه بس رغم المشاعر اللي فاضت منا وعلينا وباقي بتفيض طالما لازال قلم اللولو يبدع الا انه ياقرت عيوووونهم برجعة سهيل وياقرت قلوبنا حن بعد ياقوم سهيل هههههههههه صحيح نطالب بجزء ثاني لروايه وغيري الاسم كما رجعة سهيل
:lol:


ويافديييت العم جابر اللي زي ماتوقعنا هو اللي ساعد سهييل وهربه قلوووووووببب وبوسسسة راس للعم جابر ونقول لسهيل لاتنسى البيبي اللي احسه صار ببطن جوجي سمه باسم جده جابر يستاهل والله هههههههههه





هلا وغلا هلا بـ دودي
نورج طفى ع الكهربا يا شمس الشمووووس
لافيووووو

منصور صيّح الكثيررررررر :(
وبالفعل
صيحني انا شخصياً
:(

يا ترى شو بيحصل مع ابطالنا
بنعرف ان شاء الله ف الفصول القدمة ترقبوا

لولوھ بنت عبدالله، 06-10-20 05:33 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 23
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3733478)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


روووعة يا لولوتي

بصراحة كنت مفكرة انه الرواية رح تنتهي بظهور سهيل

لكن فاجأتينا كعادتك بتأجيج نار الإثارة والتشويق بالرواية

ابدعتي في وصف مشاعر الأبطال

وصلتيلنا احاسيسهم ومشاعرهم

حبيت الأجواء النابضة بالحياة رغم احزانها

متشوقة لسقوط الأقنعة وكشف الحقائق


مرور لا يليق بروعة قلمك

تقبلي خالص الود

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°









وعليكم السلام ورحمة الله

هلا والله

يسعدلي ايامج كلها

ممتنة لانج تعطيني شوي من وقتج يا حبيبتي

ممتنة وسعيدة

لا خلى ولا عدم

ترقبي معانا الفصل القادم ان شاء الله

لولوھ بنت عبدالله، 06-10-20 05:35 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 23
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي (المشاركة 3733480)



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا لله يابنت عبد الله مدري وش أقول ووش أخلي بارت
رهيييييب وموجع بارت انكشاف الحقائق مكتوب بحرفنه
عاليه الله يحرم يدينك على النار يابنت عبدالله


منصور & ناره

أفضل شيء عمله منصور وقت غضبه من ناره إنه خرج
وتركها حتى يهدأ كل واحد منهم
لقاء سهيل بمنصور أتعب وأنا أقول مميز وصف للحدث
كأننا نراه وصف أثر فينا وعشنا معهم الموقف سهيل اجبر على مواجهة
عمه بعد ماعرف إنه يبحث وراه ولنفس السبب ظهر
لريسه وأتوقع قريبا لهزاع ومديه
منصور يحزن من الصدمه ماهو عارف إذا حلم أو حقيقه حتى بعد
مرور وقت على اللقاء
أعتقد راح تكون ردت فعل منصور قويه جدا بعد مايكتشف
مخطط شاهين وأتباعه ضد سهيل

ناره طيبه أحسها طفلة مرات عاشت حياه صعبه وقلبها طيب
رغم كرهها لمنصور أول مافضفض لها حنت عليه ونسيت مابينهم
أعتقد منصور راح يحبها ويتعلق بها وسهل عليه يحتويها بحبه
وحنانه ويخليها تغير نظرتها له وتحبه ولأن أصلا منصور مع عودة
سهيل بتتغير شخصيته للأفضل


سهيل

( يتأملها ولا يشبع من بهاءها
منذ ان أصبحت حلاله .... وهي كل يوم تظهر له بلون جديد
تارة بالبياض النقي
تارة بالسواد الملكي
تارة بالاصفر الصيفي
تارة بالازرق البحري
والآن بـ لون البطيخ الشهي)

الحمد لله هالحين ماتشبع من بهاءها وفي الآخر بتنسيك
روزه وحب روزه


جواهر

( رغم ان الدب القطبي منه نادراً ما اصبح يظهر منذ عودته للوطن
وكأن الصقيع في روحه قد ذاب مع شمس الوطن الوهّاج ! )

ههههههه السبب شوفته لك وأنت تتمخطرين أمامه بكامل
زينتك وأناقتك ضاعت علومه


جابر

مثل ماتوقعنا هو اللي ساعد في انقاذ سهيل ولأنه يعرف
إنه لم يحرق لم يتأثر بلقائه مثل منصور اللي تفاجأ لأنه يظنه
أحرق لكن لقائه بجابر مؤثر ووضح لنا بعض الحقائق مثل من
أحرق بدل سهيل ويمكن اللي يسهل الأمر إن من أحرق ميت وهذا
من عاداتهم الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به


جوهر

هذا جزاء الظلم في الدنيا فقط فقدت عقلك اللي تخطط به وتظلم
الناس بدون خوف من الله

أرنود
بما انك معترف بأنك مخطىء فهذا بدايه لتصحيح الخطأ وأفضل
طريقه هي الإبتعاد عن حرابه ونسيانها

نوره وآه من وجع نوره وجعنا معها أكبر قهر تعرف إن ولدها
تعرض للظلم وتلفقت له تهمه هو بريء منها وماهي أي تهمه
والمخطط من تحت راس عمه جعله العمى
قفله شريره لولوه ليه نوره راحت لشاهين وعلى أيش ناويه
أكيد بتصفعه في وجهه بالحقائق اللي عرفتها وماهي بعيده شاهين
يتهمها بالجنون حتى يبري نفسه

معرفة نوره بالمخطط الدنيء ضد ولدها راح يعجل بتخطيط
سهيل للإنتقام أو بإظهار نفسه لها






هلا وغلا
هلا ومرحبا مليون
امييييييين يا ربي ومن قال عسسسسى
ممنونة لكم والله
ممنونة وسعيدة انكم معاي وحولي وتشجعوني بكلامكم
عساه دوم مب يوم
قريت تعليقج كله
رائع وجميل كعادته
:peace:

لولوھ بنت عبدالله، 06-10-20 05:36 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 23
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باتمانه S (المشاركة 3733482)
[FONT="Franklin Gothic Medium"]




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخباركم وعلومكم يا آل ليلاس ؟
كنت والله هاجرته اربيه واعيد تربيته😜
وهالحين رجعت له وبكتب لكم معلقة معلقة إن شاء الله

أول شيء يا لله إنك لا تحرمنا من الزين بنت الزين لولوة بنت عبد الله
اشي بارت .. اشي حلاوة .. اشي دموعٍ سالت 😭
يعني مندري أنا ابتسي على الوصف . ولا ابتسي على المشاعر
يا أختييييي حرااااااام انتِ ما يصير لج كتاب ولا رواية
يفووووووز الأسلوب عندج❤❤❤❤❤

المهم ببقى في منصور ..
يا لبيييييه يا هو والله كسر لي قلبي إحساسه وصلني
هذا وهو شايف صورة سهيل .. تفاجأ وارتعب وصبت عظامه
نوره المسكينة وش يبي يصير لها!! 💔💔
يا عوينتي والله العظيم .

ايه صح في هالبارت والله العظيم حسيت إنه منصور
يستاهل ناره ماضيهم يقول حنا حق بعض ..

منصور فقد " سهيل " وفقد ابوه لما ابتعد منصور عن اهله
فقد الحنان بإرادته .
وناره .. فقدت ابوها يوم رماها على أمها وفقدت امها
يوم قطتها في الملجأ جعل يقطونها في الي ماني قايله
حسيت إنه الاثنين راح يعوضون بعض ❤❤
الاثنين لقوا في بعض الي ما لقوه برا ..


غابش وحرابه ❤🔥❤❤❤❤❤😭😭
والله وانا اقرأ بس اكركر ههههههههههههه
مت مت على براءة غابش مع حرابة
وذكاءه وهي تحسبه معتوه ههههههههههه
احلى ثنائي والله يا رب نا يصير بينهم شيء
مع اني احس انه عودتهم للديرة فيها مصايب💔

استودعتهم الله .

جابر .. ❤❤❤
حيييييي ما جابت لولوة .. طلع هو الي مساعد سهيل
بس شلوووووون! ننتظر

ديك ( سهيل ) .. جواهر 😜😶😶
عايشين الغرام ما شاء الله
ننتظر الانتقام .. يا سهيل

وبس والله راح اجي اعلق على البنات بعد



[



غيد القلب
نورتيني

هالفصل منصور بكانا كلنا :(
فقد الاخو كسر
الله لا يحرمنا من اخواننا وعزوتنا ومن نحب

لولوھ بنت عبدالله، 06-10-20 05:38 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 23
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 3733500)
السلام عليكم
تسلم يمناش يا بنت عبدالله جزء رهيييب خاااصه لقاء منصور وسهيل قممممة في الرووووعه والوصف ..ماشاءالله عليش يابنت عبدالله اسلوبش لامثيل له ربي يحفظش

حرابه وغابش ..يازين الي يغاروون هههههه اتوقع مع رجعتهم للبلاد بتنكشف الحقيقه وخاصه اذا الدواعش بعدهم يتصيدون وراها
اتوقع الوحيد الي يروم يقنعها تترك دوامها سهيييل 🤩🤩

نوره ..وآآآآآه من وجع نوره ..وحرقة نورة ..وغضب نورة ..الشي الوحيد الذي لايستطيع احد مجابهته الام المكلوم..الله يربط على قلبها وتتقبل سالفه ان ولدها حي مامات💔

أرنود ( ناصر ) شوف الحل الوحيد انك تقش عفشك وتروح طيراااان لهولندا كود ربي يطيحك بوحده هناك تنسيك حب الطفوله


لولوتنا الجميله .. تسلمين ياقلبي بارت رووووعه مثل ماعودتينا واكثرررر ...💕💕




يسعدلي مساج يا شبيهة
نورتينا بحضووورج

اي اي غابش يغاااااار
ليش ولدنا ما عنده قلب ولا شووووو !!!! :lol:
يعجبكم ولد عبدالرحمن



مممممم منصور يا منصور
مكسور وموجوع ومصدوم
يا ترى شو اللي بيحصل مستقبلاً مع اخونا في الله :(

طُعُوْن 07-10-20 09:02 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 23
 



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)

شاهين استعد النفس لابد منصوره
يالظالم اللي زاد في ظلمه وجوره
بتنكشف جرايمك لوهي مستور ه
و يظهر اللـه الحق للأم المذعوره
ماتسكت على الضيم الغاليه نوره
قبل الكلام ضرب الراس بالباكوره
والوجه ياليت تخفي معالم الصوره
وجرايمك للناس تصبح منشوره
الكل يحتقرك مع عائشه المكسوره
وانتقام سهيل بعدها بيجيك دوره
واشدها انتقام الله للنفس المغدوره


#كلمات_فيتامين_سي 💘

الجــــزء الأول من الفصـــل الرابــــع والعشــــرون



،,



امسكت ريسة ذراع نورة تريد تهدئتها ... إلا أن فجأة اعتلى رنين هاتفها المحمول
لتستله بسرعة من جيب ثوبها اسفل عباءتها ... وتقول بانفعال: عواش انتي في البيت ؟

ردت عائشة وهي تنظر من نافذة غرفتها لما يحصل امام باب المنزل الخارجي: هي عموه في البيت ... لمحت موتر دريولكم مجابل الباب جان اتصلبج .. شو السالفة ؟؟ منو يزاعق عموه ؟!

هدرت ريسة وهي تلتفت حولها وتدعو الله ألّا تصبح ليلتهم هذه فضيحة على لسان كل الجيران:
منو في البيت الحينه !!

نظرت عائشة لأختها الغارقة في النوم على سريرها لتجيب: بس انا ومديه وووامايه ووو..

سكتت وهي ترى من النافذة الخادمة وهي تخرج للحوش وخلفها والدتها التي تتلحف كيفما كان بجلال الصلاة الكبير

فـ هرعت عائشة للخارج وهي تقول لعمتها ريسه على الهاتف: امايه يايتنكم عمووه



أغلقت الهاتف وهي تتراجع لتوقظ اختها بتوتر شديد .. اختها التي أتت عصراً تزور كـ عادتها بيت اهلها كل أسبوع .... ويبدو أن الحمل انهكها فـ استسلمت للنوم

: مديه نشي نشي

استيقظت مديه مرعوبة وعيناها محتقنتان من أثر النوم: بسم الله .... شو فيج عواش ليش تزاعقين !!

ثم شهقت وهي تدرك متأخرة أنها نامت على سرير اختها
امسكت هاتفها تريد رؤية قائمة الاتصال الخاص بها: اوييييه كيف رقدت !!
أكيد هزاع اتصلبي وانا ما سمعت التلفووون

أخذت منها عائشة الهاتف بحدة ...... ثم هتفت بينما تستل بسرعة جلال صلاتها: مب وقته انتي وريلج
تعالي تعالي .... شي سالفة مستوية تحت
زعيق ودنيا وحالة

همست مديه بـ قلق: خير اللهم اجعله خير




في حوش المنزل


اندفعت نورة للداخل وهي تدفع ريسه بعيداً عنها إذ أن الأخيرة كانت تمسكها بقوة مخافة ان مكروها يصيبها جرّاء سيرها المتخبط السريع

لكن نورة كانت تدفعها عنها باستماتة .... وهي تصرخ وتشتم شاهين وزوجته رملة وكل فرد ينتمي له

فجأة احست بأحدهم يوقف خطواتها الغاضبة بدفعة قوية من يده

هدرت ام ربيّع "رملة" من بين شرار عيناها: حوووه حوووه حوووه ..... عنبوووه لا احم لا دستور .... لا هووود لا هداااا
داشه علينا شالة البقعة بصريخج .... شعندج نورة خييير !!!
شبلاج عليناااا بسم الله الرحمن الرحييييم ...



وكأن مارداً تلبسها بالكامل !
وكأن دموع السنين الشبيهة بالدماء .... والتي ذرفتها من كبدها قبل عيناها
أصبحت تلوّن وجهها ..... وزجاج عيناها الشفافتان


حرّكت عصاتها امامها متعمدة ... حتى دعست على قدم ام ربيّع

: اخخخخخخخ يعل ايدج الكسر ما تشوفييييين !!!!

فـ أكملت بحقد .... وهي ترى امامها مالكة قلب زوجها ... ترى امامها حسرة شاهين .... وقهر شاهين ..... وعذاب شاهين

: طاعوووووو ... معلوم ما تشوفين نسيت انج عمياااا .. عافاناااااا الله
عميا وتشوووطح بعصاتها تكفخ بالعررررب


وهي تتحدث بكلماتها المسمومة .... كانت نورة تقترب شيئاً فشيئاً منها
حتى غدت امامها
فـ لطمتها لطمةً كادت ترديها ارضاً من قوتها


صاحت ام ربيّع بينما شهقت ريسة مصدومة
لتهتف هي بكره عارم: ملعونة الصير

واكملت سيرها وهي تهدر بوحشية: ويييينه !!! وييييينه الوصصصصخ النييييييس !!!! وييييييينه !!!!

أتت عائشة تركض وهي التي شهدت من بعيد صفعة نورة لأمها: خالوه نورة شبلاااج !!! ليش حادرة علينا جي !!!! وووليش تضربين امي !!!!
اصلا ما يحقلج تضربينها نحن وين عايشييييين !!! في غااااابة !!!!!

في تلك اللحظة .. اقتربت مدية من والدتها وساعدتها على الوقوف

ثم قالت بـ صدمة شابتها العصبية والاستنكار ... فـ مهما حصل
لن يرضى أي انسان ان يُضرب احد ابويه امام عيناه ويسكت !
: شسالفة عموه !!! شبلاكن !!
خالوه نورة شبلااج على امايه !!!! ليش تمدين ايدج عليهااا !!!!
نحن ما نرضى

اسكتت نورة الفتاتان وهي تهدر: اسألكن انتي وهي وييييييينه !!!

عائشة بعصبية: منو هووو !!

نورة: ابوج الكلب .... ابوج اللي ما حط اعتبار لحد
ابوووج اللي طعن ولديه وطعني في الظهرررر
حرمني منه يعل الله يحرمه شوووفت الجنة




هنا شعرت مديه بالدوار
هل علمت نورة !!!
هل علمت نورة ما حاول هزاع اخفاءه عنها "هي مديه" اذ انها في نهاية المطاف ابنة شاهين ولن تشعر الا بالذل والآسى كون ابيها كان السبب فيما حصل لـ سهيل !



،,



الساعة الثانية بعد منتصف الليل



دخل شاهين ليتواجه مع الثلاثة
زوجته رَملة .... وابنتاه عائشة ومديه التي كانت فعلياً بالكاد تسيطر على انفعالها بعد ان توسلت الخالة نورة ان "تدحض الشر" وان تعود لمنزلها من غير اثارة مزيداً من الفضائح

ترجتها بالفعل بعد ان أخرجت نورة ما في جعبتها امامهن .... ترجتها بعد ان اخبرتهن بما فعله والدهن شاهين بـ ابنها الوحيد !

ترجتها مديه بأن قالت باكية وهي تمسك كفوف الاخيرة

"دخيل الله
دخيل الله عدي هالليلة على خير يا خالوه
ابويه ما بيي الحينه
اللي تسوينه صدقيني ما بيتعب حد غيرج
تعوذي من بليس يا خالوه دخيلج"

حينها التَفَّت نورة بعباءتها بـ جمود تام ... جمود نواظر اختفت اغلبها تحت برقعها
ثم هتفت بصوت غليظ اسود كـ سواد الشر الحائم حولها
"ظلمكم يا عيال صياح زااااد
زاااااد وفاق كل حد

اكملت بـ صوت مبحوح وهو توليهم ظهرها
"يمكن الله رحمني يوم ربي خذا ولدي
خذاه من جبروتكم
خذاه قبل لا يتعلم منكم الظلم وكسرة نفس اليتيم

وعضت باطن يدها بـ مشاعر جنونية ...... واكملت بـ نبرة مكلومة متقلبة على نار لا تُخمد: وعض كف المسكين وانتو تدرون انه ما عرف اهل ولا ظهر غيركمممممم




دخل شاهين وتقدم من الثلاثة الواجمات المحدقات به على نحو اثار توتره .... ليهتف برفعة حاجب: عوذ بالله
شياطين الانس توالفوا علينا اليوم !!


بصمت تام .... اقتربت زوجته رملة منه ..... لتهدر من بين اسنانها:
ما غيرك الشيطان .. إلا انت ابليس نفسه ... ها شاهين ... عساها كانت سهرة حلوة ..؟!
الا تعاااال ما قلتلي .... شعلوم نويرة قلبك !!!

عبس مديه ومعها عائشة مستغربات مما تقوله والدتهن ......... "نويرة قلبك !"


ليكشّر هو بعصبية ويسيطر على خفقان قلبه ..... ثم قال بـ حدة: صخي عني رملوه .. مب متفيج حق لغوة الحريم المااصخه

بصقت كلماتها بصقاً وهي تقول باحتقار: على الاقل اذا تبا تسوّد ويهك
سودَه

وضربت كتفه مسترجعةً صفعة نورة لها فـ ازداد غضبها وغلها
وثوران روحها

أكملت بصراخ حاقد: سوّده
ولونَه وشخبط عليه على كييييييف كيفك بصورةٍ عدلة يالعــــوي
يا المتعوووووس
ياللي ما ريت منك من يووووم خذتك شيٍ سنع
شيٍ يبرد اليوووف
ما غير اخدمك واخدم عيالك ...... لا حمداً ولا شكووورا
سود الله ويهك سوادٍ ما يتنظظظظظف


اقتربت مديه من أمها وابيها وهي تعقد ذراعيها امام صدرها: يعني انتي مب زعلانة من اللي عرفتيه ..
زعلانه لان ابويه انفضح ويت خالوه نوره وصفعتج بسبته ... صح !!


اخرستها أمها بغضب ما بعده غضب: جججججب انتي ..... ججججب ولا كلمة
ما شفتج عصبتي .. ولا حاميتي عني .. جنه الا انتي واختج عيبكن اللي صاااار
مالت عليكن من بنات بسسسس


ليهمس هو بإسمها مأخوذ البال مصدوماً مما يسمعه: نورة يت هني ؟


صرخت بجنون .... زوجها الوغد ما زال يعشق نورة عشقاً مسموماً مجنوناً:
هي يالعاشق يالولهااااان ..... نورة حبيبة القلب احدرت علينا بـ شرهاااا ... وخبرتنا كل شي ...
يالمقروووود يا طايح الحظ يا مضيع المذذذذهب


خفق قلب مديه بـ شراسة ..... وكأنها للتو بدأت تفكك كلمات والدتها الغريبة !
هل اباها كان يحب زوجة أخيه !
رباه ...... لا لا
لا مستحيل ...... اباها بالتأكيد لن يصل لهذا المستوى المقرف من الاخلاق
بالطبع لا



تحدّق بهم عائشة من بعيد وهي تتخذ من الصمت مسكناً

أهناك صور متراكمة فوضوية فوق بعضها البعض ..... ابشع من الصور التي تراها الان !

أهناك واقع اشد صدمةً واشمئزازاً من هذا الواقع الذي تعيشه الآن !

أهناك ألمٌ اشد من ألم فتاة ترى والدتها تُضرب امامها ولا تفعل شيء لانها تعلم بشكل ما ان والدتها تستحق الضرب !

أهناك ذل اشد من ذل فتاة ترى والدها يُهان ويُنعت بأقبح الالقاب امامها ولا تفعل شيء
لانها تعلم ان اباها يستحق الاهانة والشتيمة !


نظرت لـ مديه الواقفة بجمود وتحدق فقط بالذي يحصل بمشاعر غامضة غير ظاهرة

استرجعت بعقلها توسلات اختها للخالة نورة ... توسلات ملؤها الخزي والخجل والغضب
لتدرك عائشة ان ظنونها في محلها

مديه كانت تعلم بما فعله والدهما شاهين بـ سهيل
على الأقل
كانت تشك وبقوة !

لكن لمَ هي ترمق الاثنان بتلك الطريقة المثيرة للتوتر ؟!

مديه التي تعرفها كانت ستقف في المنتصف وستدافع عن هذا وتربت كتف هذا وترفع راية المحاماة لصالح كل الاطراف ... لتعود ادراجها كالعادة وقد فشلت في وظيفتها المخصصة لها في دفتر الاسرة


اشتدت معركة اللسان بين الزوجان
حتى ان عائشة لم تعد تسمع شيء ...... عدا صراخ الوجع والخيبة والسخرية بعينا مديه

مديه التي اخفضت جبينها
واقتربت بهدوء من عائشة .... لتقول بنظرة مقتضبة متصلبة: راجعة البيت .. تأخرت وايد على هزاع واليهال

فجأة ... امسكت عائشة يدا اختها وكأنها تستنجد: لا تخليني في هالبيت روحي


كان يكفي ان ترى مديه نظرة اختها الصغيرة
لتدرك انه يجب عليها اخراج الاخيرة من هذا المنزل الموبوء بالشر
الغارق بالسميّة والظلام ..... والجنون !


قالت وهي تلبس عباءتها ..... وتضغط بجبين مقطب طبلة اذنيها تريد الهرب من صراخ ابويها المزعج:
لبسي عباتج وإلحقيني



،,



في مكان آخر من البلاد



رفع هاتفه بهدوء .... وارسل لـ صديقه عن طريق برنامج الواتساب: متى الوصول ان شاء الله ؟

رد عليه غابش: الطيارة بتتأخر كم ساعة بسبة الجو المتقلب

سهيل: اها ... بالسلامة ان شاء الله

غابش: الله يسلمك ... شفت عمك منصور ؟

سهيل: هي شفته .. وبالمناسبة .. تسلم على المعلومات اللي عطيتني إياها بخصوص نارة
لولاك ما كنت بعرف انها منتحلة شخصية سارة اول ما عرفت بوجودها

: نقطة تُحسَب لصالحي

ابتسم سهيل ابتسامة مائلة وطقطق على هاتفه: تحب تسبقني دوم بنقطة

ارسل له غابش وجه يغمز .... وقال: اعيبك يالخوي



،,



ترك غابش هاتفه بجانبه ببقايا ابتسامة
وهو يسترجع ما حصل منذ فترة طويلة .... عندما اكتشف وسهيل ان منصور عمه لديه زوجة وابنة عن طريق احدهم ..... يسمى جهاد ان لم تخنه الذاكرة ..

ولولا انه كان حينها في هولندا وفي ضيافة سهيل .... ورأى معه صورة سارة والصغيرة لأول مرة ..... لما تذكر تلك الفتاة .............. نارة !


اذ ان الأخيرة التقَت صدفة بـ رحمة اخته في حديقة العاصمة قبل سنواتٍ طويلة

حينها .... صادَقتها رحمة سنة ونصف فقط وعلى لقاءات معدودة ..... قبل ان ترتحل نارة وتتجه الى أمريكا من غير ان تترك لها أي رسالة او تسلّم عليها سلام الوداع

جاهلةً رحمة ان نارة كانت تعيش في دار رعاية وانها ذهبت بعيداً تبحث عن عائلتها الضائعة !


عندما اختفت نارة كلياً
بحثت رحمة عنها في كل مكان ولم تجدها
احبتها بصدق
واقلقها اختفاءها المفاجئ بل واثار فيها كل أنواع الهواجيس

لذلك طلبت منه المساعدة في البحث عن الفتاة بواسطة أصدقائه في الداخلية
واعطته صورة لها كـ وسيلة للتعرف عليها
وهو بكل سهولة ... تمكن من معرفة ان نارة سافرت الى أمريكا
واخبرها بذلك .......... حزنت في تلك الأيام وانطوت على نفسها
لكنها كانت أيام
وولّت
بحلوها
ومُرِّها !


: يعلها دوم الابتسامة

رمقها بـ طرف عيناه ... فـ لمح نظرتها الذئبية
كعادتها
تراقب
تقنص بمقلتاها
تحلل بعقلها الذي لا يهدأ ولا يستكين
وتوقظ كل حواسها
فقط بمجرد ان تصبح قربه

أعطاها ابتسامة حلوة .... وقال يدّعي الجهل بما يموج في خاطرها وبالها:
وياج

لتخفض عيناها على هاتفها ..... ما ان اتتها رسالة نصية من احدهم

رمقت غابش الذي كان منشغلاً بقراءة احدى المجلات العالمية المختصة بالاقتصاد

ثم فتحت الرسالة .... والتي كانت محتواها فقط

"ام ليث ... الاسم اللي عطيتيني إياه ما حصلته ضمن ملفات حوادث المرور آخر خمس سنوات .... لا في مرور ابوظبي ولا في مرور أي امارة ثانية ..... وانا متأكد تماماً من هالشي"



تجمّدت اصابعها على الهاتف
كذلك عقلها
وانفاسها !



هل هذا يعني ............... ان
ان غابش ...........
لم يحدث له
أي حادث مروري !!!



،,



أبوظبـــي



الليل ما زال دامساً .... لكن لمَ ساقته قدماه الى هنا
الى منزلها تحديداً !


اقترب من سيارة الحارس الذي وضعه ليراقب منزل حامد بن صياح
طرق عليه نافذة السيارة .. ليخرج الرجل بسرعة وهو يحاول إزاحة آثار النوم من عيناه:
هـ هلا هلا سيدي

لانت ملامحه وهو يشعر بالرحمة نحو الرجل ... ليقول له بحزم هادئ: عرفان .. خلاص رد بيتك انا بتم هني

توتر الحارس المراقب وقال: سيدي لا لا .... انا مصحصح وعيني على المكان 24 ساعة

مشط محمد شعره بأصابعه .... وكتم تنهيدة منهكة كادت تفلت منه

ضائع ... وضائع جداً جداً
ووحيد


دوماً كان وحيداً
شقيقاته انشغلن بحياتهن بعد ان تزوجن وانجبن الأطفال
اشقاءه الذين يصغرونه سناً انشغلوا كذلك ... بعد ان توظف احدهم في حقول النفط بعيداً عنهم .... والثاني طيار يجوب العالم بلا توقف

وهو لم يتخذ من الدنيا اي صديق ...... عدا سهيل

لكن سهيل الآن منشغل بأمور شتى في حياته .... ولا يريد ازعاجه او مضايقته باتصالاته


اومئ له محمد بصمت
ثم جلس على رصيف نظيف .... وقال لـ الحارس عرفان: اقعد عرفان

: تامر سيدي

هتف محمد بابتسامة بسيطة: خلنا الليلة مثل الطيور احرار
لا القاب ولا رسميات

: احم ...... تامر سيدي

محمد: هههههههههههه شو قلت انا يا عرفان ؟!

استل عرفان مطارة القهوة الخاصة به وسكب لـ محمد قهوة في كوب بلاستيكي: ا ا ان شاء الله سيد....... اقصد محمد
اسمحلي قهوتي يمكن باردة

ابتسم له محمد وهو يأخذ الكوب برحابة صدر: تسلم ..... الا ما قلتلي يا عرفان ... كم عمرك ؟!

جلس قربه الشاب وقال: 22 سنة

محمد بنظرة لطيفة: شكلك اصغر


سكت عرفان حرجاً
ليترك لـ محمد مجالاً .... للتنهد من انفه .. والتأمل بما حوله بعيناه المرهقتان

ثم حدق بالمنزل امامه .... بنظرات مبهمة مخفيّةَ المعاني

سأله عرفان بـ طريقة فاجأته: ملاحظ اهتمامك بهالقضية

رد محمد ببرود شديد: قضية مثل باقي القضايا

قال عرفان بعد تردد: بس بسيطة وايد مقارنة بالقضايا اللي تمسكها مع باقي الضباط بالعادة


كان يحرك ركبتيه يمنةً ويسرة بتوتر بلا وعي منه !
اجل .... بسيطة جداً ..... وفواحة جداً ....... ومغرورة جداً حد انك تريد تحطيمها بحضنك فتتأوه
وتتناثر ....
لا يهم ان جرحتك او خدشتك بأظافرها المرتبة


المهم ان تراها طوع امرك بتناثرها .. بتفكك صلابتها ...... بانهيار تعنتها !




تصلب ظهره مصدوماً من حقيقة انه يتمادى ..
ويتمادى بشكل مريع بخيالاته ورغباته ووووو



تنحنح وهو يشيح وجهه مستغفراً بخفوت

عرفان بحيرة: قلت شي سيدي ما سمعتك !!!

: ا ا لا ولاشي

اردف وهو يؤشر بانفه نحو المنزل يريد التحكم بخفقاته المجنونة:
هل البيت اعرفهم من سنين
ابوهم العود كان له الفضل على جميع عوايل وبيوت فريجنا الاولي


وسكت لا يريد البوح بالمزيد

عرفان بتفهم: اهاا

ثم تحفز بجلسته وهو يقول ما تذكره للتو: سيدي في شي حصل ما قلتلك عنه

محمد بحاجبان معقودان: شو !!

عرفان: قبل كم ساعة صارت مشكلة جدام بيت شاهين بن صياح

واشر نحو المنزل الذي يبعد عن منزل حامد مسافة ثلاثة منازل

محمد باستغراب: مشكلة ؟! مشكلة شو ؟!
بين منو ومنو !!

حك عرفان رقبته بابتسامة محرجة وقال: ماعرف سيدي بس يمكن مشاكل عائلية هههههه

رمقه محمد بحزم ... وقال: اذا مشاكل عائلية معناته نحن مالنا دخل يا عرفان


تحفز عرفان وكأنه تذكر امراً آخر: سيدي بقولك شي

: قول

عرفان بتردد: انا ماعرف اذا هالشي يفيد التحقيق او لا ..... لكن دام يخص ام حامد قلت لازم اقولك ...... من يومين وقفن عدالي بشاكير الفريج
كانوا يرمسون عن ام حامد

تحفز محمد لا ارادياً عند ذكر اسمها وقال: انزين ؟

احس عرفان بالحرج لكن شد من عزيمته وقال: وحدة من البشاكير عطت حق ثنتين بيزات قالتلهم انها بتعطيهم زود اذا انشروا بين بيوت الفريج ان ام حامد وحدة مب زينة وانها خانت ريلها مع واحد ... واننن ........

اسكته محمد بـ عصبية: بس بس

عرفان وهو يبرر بجدية: انا قلتلك هالشي سيدي خفت تكون هاي وحدة من حيَل عصابة الادوية بما انهم يبون الاذية حق اهل حامد بن صياح

قال محمد بـ جبين مقطب: البشكارة اللي عطتهم البيزات من وين طلعت ؟ من أي بيت ؟!

اشر عرفان نحو المنزل المجاور لمنزل حامد بن صياح وقال: من هالبيت

محمد: بشكارة يارهم !

عرفان: هي


اخذ يفكر ويفكر .... يريد معرفة التفاصيل
حتى لمح عامل توصيل طلبات المطاعم وهو يوقف دراجته امام منزل جار حامد

ما ان خرجت الخادمة ......... حتى قال محمد لعرفان بسرعة: هاي هي ؟

: هي سيدي .... هي البشكارة

اقترب منهما محمد بخطوات واسعة سريعة ......... وقال للخادمة في الوقت الذي كانت فيه تأخذ كيس الطعام من عامل التوصيل:
تعالي

قالت له بـ لسان غير مهذّب: شو يريد !

اشر بيده وهو يكرر بقسوة: اقولج تعالي بلا هذربان


عندما رأت نظرته المرعبة وهيئته التي تشبه هيئة رجال الامن
تقدّمت منه بتوتر شديد وقالت بتلعثم: شـ شو يريد انته ؟!

بنبرة ثابتة مسيطرة اخذ يذكر امام عيناها المتسعتان اسماء بعض رجال عصابة الادوية
المتعددة بين اسماء اجنبية واخرى عربية

حتى قالت وهي تنكمش من شدة الخوف : انته شو يقول سير ؟ انا ما يفهم


عندما لم يلاحظ بوادر معرفة بمعالم وجهها
اذ انه ومن خبرته البوليسية يستطيع الاستنتاج ببديهية سريعة من علامات وتعابير معينة من وجوه المتهمين

قال وهو يرفع حاجباً: شو سالفتج ويا مدام روزه !!

عندما ارتدت للخلف متوترة احس بشكل ما ان الموضوع شخصي ولا يتعلق ابداً بقضية العصابة

كرر سؤاله بنبرة اشد رعباً حتى تفزع وتتحدث على الفور:
ارمسي ..... شو تبين من مدام روزه !!
اذا ما رمستي بتصل الحين في المركز .. اييبون السيارة ويشلونج

اشرت الخادمة بيداها مذعورة: لا لا سير بليز نو بولييييسسس

واكملت تعترف: ا ا هذا بنت مال بابا صالح قالتلي عطي كلو بشكارة مال حارة فلوس عشان يرمسون قر قر قر عن مدام روزاااا


واقتربت من محمد وهي تردف بصوت خفيض:
هي ما تحب مدام روزاااا .... هي شافتها يوم ريلها ضرب روزاااا وسوى بيج بروبلم وياهااااا
بعدين هي يجي ويقول ان روزه بنت مش كويس ..... قالت انها تكلم ريال ثاااااااني
بعدين هي يت عندي وقالت تبا كل حد يعرف هالشي
تبا كل حد يعرف ان مدام روزه وحدة مش زينة .... وحدة كچرة وسخاااا

وهمست بكلمة اقتبستها من الفتاة بالحرف: وحدة ترابع الرياييل


غمغم محمد وهو يحدق بها بغضب عارم: غربلكن الله

ثم طحن اسنانه مقهوراً مما سمعه

هل اندفاعه تلك الليلة سبّب كل تلك الفوضى في حياتها ؟
تباً

رمقها بنظرة مشتعلة ....... ورفع اصبعه مهدداً: بقص لسانج اذا عدتي اللي سويتيه تسمعين !!!
تشوفين هذاك الريال

واشر نحو عرفان

: بخليه 24 ساعة عينه عليج ...... اي شي تسوينه بيقولي عنه
تسمعين !!!

انكمشت الخادمة متراجعة خطوتان للخلف .... وقالت: زين زين سير

بس ..... بس سير هي تعطيني فلوس واااااجد


علم انها ترغب بالمال منه ...... لـ تفعل ما طلبه منها !


رفع كفه الكبير امامها وهدر بـ عينان تقدحان شرراً:
اذا هي تعطيج فلوس واااااجد ....... انا بعطيج صطارات واااااااجد
ها
شو رايج !!


ثم صرخ بها: اذلفي لا بركتن فيج وفي اللي ياااابج


وابتعدت الخادمة تهرول وتقول: زين زين سير خلاص خلاص



،,



اليوم التالي
في منطقة أخرى في العاصمة



ابتسمت بحب وهي تتلقى صوته العذب: علومك ابويه ؟ شحوالك فديتك ربك الا بخير ؟

اجابها على الخط الآخر: الحمدلله بنتيه .. الحمدلله والشكر له

سألته ابنته صبحة بقلق: شبلاك الغالي احس صوتك مب اللي هو .. ميهود ؟!

تنهد بتعب ...... ثم قال بصوت مبحوح: ماشي ابويه ... ماشي
بييكم هاليومين ان شاء الله .. بسيّر اول على عمج صياح عقب بييج

رغم استغرابها من قدوم ابيها
الذي نادر ما يأتي للعاصمة
الا للضرورة
الا انها قالت بـ بهجة روح خالصة: تنوّر بوظبي فديت روحك

ليسألها بـ صوته المبحوح الخشن: علوم عيالج وريلج ؟

: الحمدلله كلهم بخير

سألها والدها جابر: غابش وينه ما ريته من زمان !!

صبحة: مسافرعنده اشغال في فرع شركته في جنوب افريقيا

قال بـ نبرة صادقة محبة: تولهت على اليلسة وياه وعلى سوالفه


احتقنت عيناها بالدموع ولا تعلم لماذا !
صوت ابيها لا يشعرها بالراحة
بل لا يشعرها انه على ما يرام

قالت له وهي تحاول اخذ نفسٍ عميق: فديت روحك .... وهو والله سألني عنك كم مرة
واتصلبك لكن ما رديت عليه

: يا بنتيه انا ماعرف حق هالتلفونات .. يبندن ولا اعرف شقى ارد اشغلهن
يوم أبا اتصلبج اييني البشكار ويدقدق به لين اييني حسج

قالت له راجية: ليش ماتيي تقعد ويايه يا بويه ... سنين وانا أحاول فيك وما ترضى

: مابا يا بنتيه .... هني مكاني وهني أبا اتم

تنهدت بعمق .... وقالت: على راحتك فديتك .... وغابش بوصيه يتصلبك
أصلا المفروض ايي اليوم ولا باجر
ان ييت انت ان شاء الله بتتلاقى وياه اكيد


: على خير ان شاء الله

قبل ان يغلق الخط قالت له باهتمام قلق: ابويه اكيد ما فيك شي ؟

صمت للحظات ....... حتى قال: أبا اوصيج

اعتدلت صبحة بجلستها وقالت: ابويه شبلاك الله يهديك .. لا تزيّغني
ترى بضرب خط لين عندك الحينه وما عليّه من حد

: صبحة

: لبيه

قال لها وهو يتأمل مسبحته التي تتحرك بين اصابعه: لمي عيالج حولج ..... خلي ريلج يحتويهم كلهم تحت ينحانه .... تحت عينه ونصخه
لا تقولين غدوا كبار
ابد محد يكبر على المحبة والود وضمّة الام والابو
وانتي يا بنتيه لا تفرطين بـ حقج وحق عيالج عند ريلج عبدالرحمن
امسكي بـ هلج وبيتج بضروسج وايدينج
مول لا تخلين شي يفرق مبينكم ويشتتكم


دقائق حتى أغلقت الخط عن ابيها بقلب منقبض ...... منعصر

من غير سابق تفكير ...... دخلت في موجة بكاء شديدة

لا تعرف السبب !

اباها ليس بخير
ليس بخير !

تكاد تقسم على هذا



،,



اشتدت النيران في جوفه حتى ما عاد يستطيع نفثها من مكان في جسده قابل لتحمل اللهيب والاشتعال


كل سبب اوجاعه من ابيه
كل مصائبه السابقة والحالية منه
لمَ زوّج نورة لـ احمد !!
لمَ لم يدعه يتزوجها هو !!
لمَ !!!!!
فعل ما طلبه وتزوج بـ احدى بنات القبيلة
فـ لم لم يوافق على امنية حياته الوحيدة !!
لم !!



دار حول نفسه ..... منذ البارحة وهو يدور حول نفسه
نورة كانت هنا
في منزله
رباه
واخيراً حمل منزله بعضاً من عبقها
بعضاً من وهجها
وغرورها
وروعة حسنها الذي لا يموت ولن يموت في قلبه

تذكر شتائم زوجته التي لم تسكت حتى وهو يتركها وينام في غرفة منفصلة عنها
تذكر نظرة ابنتاه له قبل ان ينصرفا


صياح
كل ما حدث ويحدث له من صيـــــــــــاح



ارتدى ثوبه بسرعة
تسبقه اوجاعه
واحقاده المتراكمة
وعشقه المريض الدامي

واتجه لمنزل ابيه


دخل المنزل ... ليرى ريسة اخته الكبرى امامه
وكأنها بشكل ما كانت تنتظره
كانت تعلم في قرارة نفسها ان شاهين سـ يأتي
حتى لو اتى كي ينفي التهم ضده !


قالت وهي ترمي جهاز التلفاز على الاريكة: وين تبا ؟

شاهين من بين اسنانه: أبا اشوف ابويه


وقفت امامه
ليرى نظرة لم يرها ابداً بعيناها
نظرة مرعبة
اثارت فيه التوتر بحق


لتقول له: ابويه تعبان مب ناقص ويع راس
رد مكان ما ييت

اصر وهو يحاول اكمال سيره نحو غرفة ابيه: أبا اشوفه

اوقفته بـ هديرها العاتي: اسمع ... بعدني محطيه اعتبار الاخوة اللي بيني وبينك
اذلف ولا تراويني ويهك يا ولد صياااااح

استدار نحوها وهو يهتف بانفعال: جذابين
كل الرمسة اللي سمعتوها عني جذذذذب
انا ما سويت شي


أغلقت عيناها بقوة
بفك يرتعش
مخزي ما تشهده ..... ومرير ما تتذوقه الآن بلسانها !

قالت وهي تفتح عيناها .... الدموع تغرق محاجرها ... وابت ان تتساقط: كيف سويتها يا شاهين !!
كيف !!
اول كنا نتحرا السبة من عبدالكريم
كنا نتحرا عنده أسبابه خفية ضد سهيل الله العالم شو هي
لكن انك تكون متعاون ويااه وداري انه مظلووووم !!!
لا
لا
صدقني انت مب ادمي
انت شيطااااااااااان
قولي ... حامد كان وياكم بعد !!


عندما انخرس لسانه وعجز عن الرد ..... صرخت به بلوعة: ارمسسسسس
حامد كان وياكممممممم !!!!

: انتي ما تعرفين شو تقولين ... شكلج تخبلتي على كبر
انا مروّح


وابتعد لكن باتجاه باب المنزل ليخرج ...... وقد اكتشف انه اخطأ بقدومه الآن
اخطأ في لحظة غضب

: لا تروووووح
لا ترووووح قبل لا تقولي كل ششششي يا شاهييييين

وامسكت بذراعه لتوقفه بـ كل ما يعتمل روحها من قهر وغضب وحسرة !

: قوووول ... ارمسسسسس ..... ليش جي سوييييييييت !!!!
ليييييييييييش !!!!



جن جنونه
بل
شيطانه المريض القابع فيه
استيقظ في لحظة نام الوعي والادراك فيها !
وهل هناك اشد وطأة على نفسه من ان نورة تأتي لمنزله وتفضحه امام الجميع وهو الذي يعشقها عشق العالمين وعشق المجانين

كي لا يستيقظ شيطانه !!!!!!



فـ دفعها بعيداً عنه وزمجر: هييييي
انا كنت مع قوم عبدالكريم
كنت وياهم وخططت وياااااهمممم وسعييييييت اكسرررر سهيييييل
مب اكسسرررره
الا اذذذبحه
اشوووفه يموووت جداااامي
سهيل كان لازم يموووووت
كان لازم يمووووت لانه وجوووده في هالدنيا كان اكبر غللللللطة
واكبرررر حسررررة
واكبر هم ليييييي

اشر على نفسه واخذ يصرخ غير مستوعب البتة
ان صدى صوته ضرب جدران غرف المنزل كلها !

: ابوج كان يعرف اني احب نووورة وابااهاااااا
كان يعرف قبل ما حامد يعرس .... قبل ما آخذ انا رملة
هي ..... خذت رملة عشان اسكته وقلت ما عليييييه
نورة الثاااااانية
نورة بتكون الثانية والشييييخة على العرب يمييييييع
لكن كسر قلبي يوم خطبها حق احمددددد
احمدددد اللي ما عرف جيمتها اول وتااااااااالي


شخر بـ مرارة الروح في جوفه:
عقب سنة ونص عرّس عليهااااا خذا اللي ما تسووووى مواطييييها
نورة الشييييخة
نورة ماي العييييين وتاج الرااااااااااس
متخيلة انه عرّس عليهاااااا
انزين وانااااااا
اناااا اللي كنت أبا اشتريها بالروووح والدم
ويني
وييييييييني !!!!!!!



كانت تسمعه وهي تغلق فمها بكف مرتعدة
ما تسمعه مريع
مريع وفظيع حد النخاع !!!!!!


اشر على نفسه وهو ينفث براكين جوفه الخامدة سنواتٍ وسنوات: هي
سهيل كان برررري
سهيل مات وهو برررررري
انااااا
انا اللي بغييييته ميت
من يومه في مهااااده بغيته ميييييت ...... عبدالكريم ما بغاه ميت كثررررري
ولا غييييره
جهنم ترعاهم كلهممممم محد همني
انا اللي كان همي سهيل يمووووت
ومااااااااات
سهيل ماااااااااااااااااااات
وابوووووه قبله
ابووووه السفْلة الكللللب الكــــ




قفز مكانه ... فعلياً قفز وتراجع ما ان سمعوا طرقاً حاداً على باب المنزل


التفت حوله بتوتر شديد
وكأنه استيقظ من نوبة هستيرية مخيفة !

استل هاتفه بسرعة واغلقه بالكامل ...... بقلب يرتعد بجنون !
اصبح يؤمن ان هناك العديد ممن يريدوا ان يسقطوه
او يردوه ارضاً
الكثير من المتربصين والكثير من الاعين المتجسسة عليه !
الكثير ممن يريدون معرفة كل تفاصيل حياته ليأخذوها سلاحاً لهم ضده في الانتخابات !
قصص مثل قصة سهيل وابيه احمد يمكن ان تقتل حلمه بـ الوصول لـ السلطة والنفوذ

لقد اخطأ عندما ترك نفسه ينفجر
اخطأ
والحمدلله انه لم يكمل حديثه




فُتح الباب ليدخل ربيّع العابس وهو يهتف: وينكم انتو !!
من الصبح اهرن محد فتح لي الدروازة
وي....


دفعه ابيه بقوة ورحل تاركاً ريسه في انهيار تام !


اقترب ربيع وسأل بتوتر:
شسالفة عموه !!
شبلاه ابويه ؟!!!


ولّته ريسه ظهرها وهي تستند على ذراع الكرسي المجاور بأطراف مرتعدة

ثم أكملت سيرها مبتعدة وهي تصفق يمناها بـ يسراها

وتغمغم بـ نفسٍ ذاوية
منكسرة
مضروبة بـ اسواط الدنيا الغريبة ضرباً مميتاً:

"يوم يفر المرء من أخيه، وأُمّه وأبيه، وصاحبته وبنيه"

وابتعدت وهي تتعثر بخطواتها الثقيلة المنهكة ...... تحت انظار ربيّع المتوترة القلقة

: اللهم لا تخزنا يوم يبعثون
اللهم لا تخزنا يوم يبعثون



،,



بعد لحظاتٍ معدودة
دلف غرفة جده وهو ينادي بارتباك: يدي ... انت واعي ؟!

عندما تقدم نحو سرير جده
رآه يجلس مقابل النافذة الكبيرة ... بظهره المنحني وعيناه المشيبتان المصوبتان على الفراغ على نحو اثار ارتباك ربيّع اكثر من الارتباك الذي يحوم حوله منذ ان دخل المنزل

جلس قربه وقال بعد ان لثم رأسه: يدي شحوالك ؟!

لم يجبه
هل جده غاضبٌ منه ؟!
بالتأكيد غاضب
اذ انه علم من امه قبل أيام ان جده اصبح يعلم انه طلّق روزة !


: ا ا ..... يدي ... يدي ادريبك زعلان مني ومعصب
ماعرف شو اقولك ..... هي بغت الطلاق
وانا سويت اللي تباه
العرس في النهاية قسمة ونصيب



بصمته التام ....... استدار نحو حفيده ببطئ
ونظر إليه مطولاً ....... مطولاً حد ان ربيع رفع يده قرب انف جده بتخوف يتأكد ان كان يتنفس او لا !


: يدي انت بخير ؟ شبلاك جي اطالعني ؟!



رفع صياح يده التي تهتز لا ارادياً لكبر سنه
أراد اخذ علبة دواءه من فوق الطاولة الصغيرة


لكن خانته يده
كما خانته الدنيا شر خيانة
كما خانه الابناء
والقلب ....... والضمير !



فتح فمه ..... يريد اخذ نفساً حاداً
لا يريد ان يسقط مرة أخرى
تكفيه سقطة واحدة

لان الثانية ستقتله
ستقتله وهو الذي تمنى الموت مراراً طيلة السنوات الماضية

ستقتله وهو الذي ادعى الصلابة والقوة والثبات حتى وهو يواجه اعظم ابتلاء
الا وهو ابتلاء سهيل !

ستقتله وهو الذي تمنى لقاء ملك الموت كل ليلة
كل مطلع سهيل


"سهيل كان بررررررري ...... سهيل مات وهو برررررررري"


يتردد صراخ شاهين على مسامعه كـ صدى صياحات الجن ، الصحراء الواسعة
والاودية المظلمة الخاوية !


نطق الاسم
نطق الاسم المحظور .... المبتور من قلبه والمقتلع من روحه:
سهيل



انتفض ربيّع واقفاً
وقال بتلعثم: شـ شو فيك يدي ؟


: سهيل


سأل ربيّع من غير ان ينطق بـ اسم ابن عمه
اسمه مرعب
مرعب بالنسبة له
: شـ شبلاه ؟


رفع الجد عيناه نحو حفيده
وقال بـ نبرة لا توحي بشيء ......... فقط تثير الهلع في العروق: تعرف شي عنه ؟

: مـ مثل شو يدي ؟ ما .... ما فهمت عليك



امسَك يد حفيده
لم يتوسل احد في حياته

ولم يخفض جبينه لقريب او غريب
ولا لعدوٍ ولا حتى صديق


لكن هذه المرة
هو مستعد ان يتوسل ربيّع !

حتى وان كانت ريسه قريبة منه ويمكن ان يسألها
حتى وهو يستطيع سؤال شاهين ذاته !


لكن بشكل ما .... علم ان ربيع يعرف شيئاً بشكلٍ او بآخر !

يعرف ويستطيع البوح ..... عكس شاهين وريسه !

اللذان لن يخبراه

الأولى لأنها تخاف عليه
والثاني لأنه

لأنه من الممكن ان يكون .................. المذنب !



قال له وهو يحدق بوجه ربيع الشاحب بكل قدرة بصرية لديه ...
تحديقه كان معذباً حد السماء/الارض: سهيل كان بري ؟!


ارتد للخلف وهو يتلعثم
نظرة جده كانت مؤلمة
مؤلمة وتبكي القلب


كرر الجد صياح سؤاله وهو يقف بصعوبة: عندك اليواب يا ربيّع
اشوف هالشي الحينه في عينك
قولي
سهيل
سهيل ولد احمد ............ كان بري ؟!


هز ربيّع رأسه وقال بـ صوت مكتوم مختنق: مـ ماعرف
ماعرف
انت اللي تعرف يدي
انت اللي عطيت الحكم الأخير عقب ما شفت الدلايل وسمعت الاعترافات
انت اللي امرت نقيم عليه الحد
انا ماعرف شي



استل الجد بظهره المنحني كتاب الله
وألصقه بصدر ربيّع


وقال بـ صوت شديد
عظيم
مبحوح
: هذا كتاب الله
احلف عليه
احلف انك ما تعرف أي شي يا ربيّع


هدر وهو يبتعد برعب: لاااااا
لاااااااااااا ما بحلف

امسك صياح بـ كتاب الله يتشبث به كما تشبث الغريق بحبال واهية
من بين امواجٍ عاتية


انتكس ظهره اكثر وهو يحاول الجلوس
لكن رجلاه غدرتا به
فـ سقط على الأرض المسجاة بالسجاد الفخم القاتم
سقطة اهلكت ما تبقى من قواه


هتف بصوت خفيض أجش: طعم الذل مر
مر يا ولديه
ذقته مرة
لا تذوقني إياه مرة ثانية



انهار ربيّع ارضاً
عند قدمي جده

وكانت هذه القاصمة له
القاصمة والعاصفة
والقاتلة !


قال بمحاجر متسعة ... محاجر مرعوبة مرتعدة: الله يخليك
ابوس ريلك يدي

يترجاه ولا يعلم في الحقيقة يترجاه على ماذا !
على الا يذكره بفعلته بـ سهيل !
على الا يذكره انه خان
والخيانة تدور ... وتدور ... وتدور ...... وتعود لصاحبها لتقتلع عيناه وكبده !



: ارمس ..... قول



ارتعش فكه وهو يحاول جمع مشاعر كبست في قلبه عمراً .... فقال بتلعثم وهلع ورعب:
ما كنت راضي على اللي سووه
والله ما كنت راضي
بس



انقطعت احرفه بـ مأساة الضمير .... مأساة خيانته لـ من تربى معه كـ اخ
لـ من نام قربه وشاركه اللقمة كـ شقيق

والخيانة كانت سببها الاول فتاة !
فتاة عاش عمره كله يتوسل الحب منها ويشحذه بـ ذل من قلبها !


اكمل بنبرة مختنقة ملتاعة: بس ابويه وسوس لي مثل الشيطان
وسوس لي واغراني بـ احَب الناس على روحي
اغراني وقال بيَوزك روزة ... بنشل سهيل عن دربنا وبيوزك روزة اللي تحبها من وانت صغير
وانا ضعفت
ووافقت
عشان روزة
عشان حبي لـ روزة



انخرس لسانه وهو يحاول التقاط أنفاسه الهاربة
رباه
الآن فقط ادرك ان ما فعله بـ ابن عمه عظيم
عظيم جداً
للتو ادرك ان أسبابه
ونواياه
كانت لا تستحق
فـ التي حارب وخان لأجلها
تركته في النهاية
بل خانته وتركته كالقمامة في النهاية !


لتتساقط دموعه على قدمي جده
بعينان ما تزالان متحجرتان
متسعتان
مرعوبتان حد الموت !



ليأتيه صوت صياح من مكان بعيد
بعيد عن عقله وقلبه المنصهران


: ارمس
أبا اعرف كل شي
لا ادس عني ولا شي يا ربيّع



،,



دبــــي



همست لعاملة التنظيف بضعة كلمات باسمة ثم اعطتها بخشيشاً كعادة ارستقراطية ورثتها عن والدها رحمه الله
ثم رفعت الهاتف وهي تجيب على اتصال من والدتها لوسي

كان يراقبها من بعيد والشمس تتلاعب بخصلات شعرها المنسدلة وكمي قميصها الزهري الذي يظهر نعومة ذراعيها الانثويتين

بعد ان أنتهت من المكالمة .... سمعها تقول لآدم بالهولندية وهي تضع يدها على خصرها:
لن تفلت من درس اليوم .. صحيح انكما في عطلة رسمية لكن طيلة الاجازة ستتعلم واخيك دروساً جديدة وتمارين من مادة الرياضيات

قال يعقوب وهو يضرب الأرض باعتراض: جووووووجي

: نو نو نو لا تملص ولا هروب ... واعدكما كل يومين سنزور اماكن جديدة في الامارات
سنكتشف كل شيء سوياً
من العاصمة ابوظبي الى امارة الفجيرة
لدينا 3 اشهر إجازة يا اولاد


بعد ان انتهت والتوأمان من دروس التعلم الذاتية على الحاسوب
ذهبت لـ سهيل تستأذنه اخذ الولدين للألعاب .. فـ ألغى اعماله النهارية وقرر ان يأخذهم بنفسه للمكان الذي يريدونه



بعد ساعتيـــن
في قلب مدينة دبي



تشرب قهوتها في الكافيه المطل على برج خليفة تتفكر بكل شيء حولها
صامتة هادئة
صمت لا يعبر عن الصخب الاهوج داخلها
تتذكر اسم تلك المرأة على لسان زوجها فتشعر بكهرباء قاتلة تسير مع مجرى دمها

من تلك الروزة بالنسبة له !
أهي مجرد ابنة عم واخت تربت معه في ذات المنزل ؟!
ام هي فتاة اكثر من هذا وذلك !

صحيح ان ابن خالتها ارنود ذكر لها بعض الامور التي تخص سهيل

لكن روزه لم يذكرها ويبدو انه لا يعرفها معرفة حقيقية اساساً !

فقط ذكر لها حرابة
حرابة الهوس الجنوني بالنسبة له


تنهدت وهي ترخي ظهرها على مقعدها ثم اخذت نظرة سريعة على توقيت الهاتف وهي تتذكر انه يجب ان يُخرجوا الصبيان من قاعة الالعاب بعد نصف ساعة
اين سهيل لقد تأخر في دورة المياه
لقد طلب منها ان تسبقه وتجلس على احدى مقاعد الكافيه حتى يأتي إليها


: مرحبا


رفعت عينان هادئتان نحو الصوت لتقول بعفوية طبعها الاوروبي: اهلين

رفعت حاجبيها وهي ترى وجه الشاب المحدق بها بابتسامة بلهاء معجبة ... شاب على ما يبدو لا يتعدى ال 18 من عمره

لتقول ساخرة بعد ان فهمت وضعه المريب: مضيّع شي في ويهي يا اخ !

ليصدر تأوهاً اخرقاً ويقول بلا أي سيطرة على نفسه: ليتنييييييي والله اضيع وما يحصلووووني

هزت رأسها بسخرية وهمست: الله يخلف على هلك .. اقولك توكـ.....


لتسكت فجأة وهي تعض شفتها السفلية بتوتر خفي ..... ترمق القادم بعيناها الواسعتان الحلوتان

التفت الشاب ما ان احس بطيف احدهم خلفه
وعندما ابصر الرجل المهيب ..... تململ بوقفته وارتبك

ليسمعه يهتف بصوت خفيض وانما مخيف .... وقاتم جداً جداً: سر يا صبي ..
امك ادوّر عليك

فغر الشاب فاهه بذهول وارتباك: هاا ... ا ا السسموووحة السسسسموحة

ومن شدة توتره تعثر بالسلم وكاد يسقط على وجهه

لتغلق جواهر فمها وتضحك بصوت مكتوم من هيئة الشاب المرتعب المثيرة للشفقة


اقترب سهيل بوجه غدا مظلم من الغضب
فقال وهو يجلس قربها ليحتل المكان كله بجسده الطويل العريض ....... ليحتل الهواء والنفس وقدرات اكسجينها المتلهفة المنبهرة العاشقة:
ماله داعي تضحكين

جواهر ببراءة: هههههههههههه شكله كان يضحك

أشر بأنفه بـ قسوة: وشحقه يالسة هني مجابلة الخلق كل من مر يشوفج !!

رمقته بنظرة باسمة وقالت: ابا اتقهوى بهدوء بعيد عن ازعاج الناس داخل الكافيه

سهيل بصوت جاف: والناس اللي هني ما ازعجوج مدام جواهر ؟!

لتقول له بتكشيرة باسمة: ياهل يا سهيل .. لا تعصب

غمغم بعبوس شرس وهو يعتدل بجلسته: قد الجحش وتقولين ياهل !!

: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

قال بتقريع حاد: بس جواهر .... رياييل حولنا

قالت هامسة وهي تقترب منه ....... يالله كَم تذوب هياماً وهي ترى جانبه الشرقي المتملك:
سوري

ثم اخفضت عيناها ...... ليجذب ناظرها ساعة يده

تشبه الى حد ما تلك الساعة التي كانت تلبسها حرابة !
ذات الماركة العالمية وذات اللون والشكل تقريباً

لتتذكر لقاءها ذلك اليوم بـ حرابة وكيف ان الأخيرة ثارت عليها لأنها "جواهر" في لحظة حماسية نزعت عن يدها الساعة لتلبسها الساعة التي اشترتها لها
تتذكر كيف انها بعد أيام تواصلت مع حرابة مرة أخرى واعلمتها بصدق نواياها اتجاهها وانها ابداً لم تقصد اغضابها بالتعدي على حدودها ..... ثم اعادت ارسال الهدية إليها
فـ ارتضت حرابة بها رغم توجسها وريبتها الجلية مع اعتذار راقي منها انها هي كذلك أخطأت واعطت الامر اكبر من حجمه !



قالت جواهر لـ سهيل برقة وهي تميل رأسها:
ذوقك في الساعات حلو

هز معصمه يعدل وضع ساعته بشكل عفوي وقال:
عيونج الحلوة

رفعت أرنبة انفها الصغيرة وهي تقول بغرور لذيذ: كلي حلوة مب بس عيوني

التفت كله لها ...... ليقول وهو يحدق بها ببسمة كسولة: تتريين مني اعترض عسب اكسر غرورج
ولا اوافقج الراي وارضي غرورج ؟

بادلته ذات الابتسامة الكسولة وانما تخللها هذه المرة بعض من الذبول والحزن

ثم همست: اللي تباه .. اهم شي تسولف وما تسكت


اذاب قلبها بنظرته الرجولية الثقيلة .... لتسمعه يقول وهو ينظر بكل شيء عداها:
لو بإيدي دسيتج عن عيون الناس كلها


ارتفع صدى خفقاتها حتى وصلت اذنيها
هو وحده من يعرف كيف يذيب اوصالها بنظرته الشبيهة بنظرة الطير الحر !
بهمسه الخفيض المبحوح .... بخشونة عقدة حاجبيه القاتمتين


وقف وهو يمد يده لها: قومي خل نتمشى شوي



اخذا يتمشيان على مهل وهدوء قرب النافورة الراقصة

فقالت وهي تتأمل المياه والرذاذ يضرب وجهها برقة: قول حق البودقارديه يردون ..
ادريبك موصنهم ما يظهرون جدامي ولا جدام اليهال بس كشفتهم على طول

طرق على سور النافورة طرقات رتيبة وقال: لا تناقشيني في هالموضوع جواهر لانج تعرفين جوابي

جواهر بعقدة حاجبين: هولندا غير وهني غير

اجابها بصرامة: بس ديدريك هو نفسه سواء في هولندا ولا الامارات
طبعه وقوانينه ما بتتغير


سكتت ... وهل لديها القدرة اساساً لتليين حدائد عقله الصلبة !!


بعد لحظات من التأمل الصامت الهادئ
قالت بصوت خفيض ناعم يحمل في جعبته صراخ الغيرة والشكوك: منو روزة ؟!

عبس بـ وجهه وهو يلتفت نحوها بحدة: شو ؟!

جواهر بثقة: روزة

سهيل: شبلاها ؟!

جزاهر بخفقات قلب تطرق جنبات روحها طرق: منو !!

نظر للطفل الذي يشاكس والده بالقرب منهم ..... واجابها باقتضاب: قلتلج عنها ..... بنت عمي وتربينا سوى في نفس البيت

: بس بنت عمك ؟!!

رمقها بـ عقدة حاجبين: شو بتكون زود !

: ليش كنت تحلم بها هاك اليوم ؟

سأل باستغراب ... اذ انه بالفعل كان ناسياً الامر: انا ؟!

: هي .. سمعتك


يحاول تذكر الحلم بالتفصيل ... فلا يتذكر !

قال بنبرة صادقة: ماذكر جواهر

اشاحت وجهها عنه تبتلع غصة ماكنة في روحها

ثم همست بوجع: متى بترمسني عنك وعن هلك ؟
متى بتخليني اشوف سهيل الصدقي يا سهيل ؟

سألها بـ ذهول اخفى خلفه توتره واعصابه المشدودة: شو اللي صار وجلب مزاجج الحينه !

: انت مب صريح ويايه

قال لها بحزم: شو تبيني اقولج يا جواهر ؟!

توقفت وهي تسأله هذه المرة بإصرار: منو روزة !!



قلبه يؤلمه
رجولته تؤلمه
لا يريد تذكر الماضي لكن جواهر تصر إلا ان تدعس على الجرح وتقرحاته !


قال بعد صمت جعل قلب جواهر يصرخ من عصبية الترقب والانتظار
: كنت خاطبنها


ارتدت للخلف مذهولة
وشحب وجهها كلياً

ربــــاه !
يحبهــــا
يحب ابنة عمــــه
لهذا ......... لهذا فقط التقطت بأذنيها مرارة العذاب والفراق بصوته وهو ينادي اسمها في منامه


اكمل بنظرة معتمة: هالرمسة من سنين
الحينه الحرمة لها حياتها الخاصة وعندها ياهل

عقدت حاجبيها بـ حيرة مؤلمة


هل يتعذب ؟
هل يحبها ويتعذب اذ انها من المستحيل ان تغدو من نصيبه ؟!
هل الامر على هذا النحو حقاً يا جواهر !


قالت وهي بالكاد تستطيع تمالك اعصابها: شو اللي صار وخلى الخطبة ما تكتمل ؟

ابتسم ساخراً .. وقال: اوووه .... وايد اشيا


هل هذه المرارة الناضحة من عيناه لأنها لم تصبح من نصيبه !
هل يحبها لهذا الحد !


ابتلعت غصتها بحدة ... وقالت بنبرة اظهرتها قدر المستطاع ثابتة ومسيطرة: مثل شو ؟

حدّق بالناس حوله
بالمكان الذي رغم ضوضائيته الآن
وحيويته
وتبهرجه وبريقه
يراه فارغاً خاوياً خامداً


لينظر إليها بطرف عيناه
فـ لمح رفعة حاجبها .... وتوهج التمرد بعيناها


لم يعجبه
شعر انه كالمتهم امامها
وهو ليس متهماً ابداً


اجابها ببرود شديد
برود الدب القطبي ذاته
: اشيا مب من ضمن اهتماماتج يا جواهر


قطبت حاجبيها بـ سخرية قاسية ..... وقالت: هاي طريقة راقية تقصد بها "مالج خص"


كز على اسنانه بعصبية
هذه السنجابة يعرفها كما يعرف عروق يداه
وقت المواجهات .... لا تتركه حتى تفرغ كل "بترول سيطرته"

لهذا قال بـ حدة يريد قطع الحوار برمته: افهميها مثل ما تبين

ولاها ظهره الا انها وقفت امامه
وقالت له بإقرار بدل ان يكون سؤالاً: بعدك تحبها

اتسعت عيناه ذهولاً واستنكاراً .... الا انه سيطر على نفسه .... وقال بصوت بارد جداً: جواهر ممكن تغيرين الموضوع ؟

ابتسمت عيناها بـ شراسة ..... بـ قهر شديد .... وقالت: ليش ؟ ترانا نسولف يا ديدريك
وين الغلط في اللي اسويه !!


لم يعلّق على الاسم الذي خرج من فمها
فقط قال: الحوار هذا كله غلط في غلط


كررت وهي تأكل عيناه بنظرتها القوية .. بتحديها الصلف
: تحبها صح !!

اسكتها بحدة: جواهر

انتفخت اوداجها وهي تشيح بعيناها عنه

كانت كفوفها ترتعش لكن هيهات ان تضعف اكثر ..
هيهات ان تنوح عند ركبتيه تتوسل منه بعض الرحمة بـ فؤادها

: مب انا اللي بقعد نفس المراهقات اتبجبج واصيح .. حتى وانا اعرف الحينه انك تحب وحدة وهيمان بها
لكن يا ديدريك ... بقولك شي واحد
اللي خلاني أوافق عليك .... واطير من آخر الدنيا وياك لين البلاد
اظنه سبب كافي يخليك تحترمني وتحترم مشاعري


وسارت مبتعدةً عنه

ليسير هو بخطوات واسعة خلفها حتى اصبح قربها
وقال من بين اسنانه: منو قال اني ما احترمج ولا اقدرج !!

قالت وعيناها مصوبتان للأمام ... للأمام وفقط: مشكلتي اني كنت اتريا منك اكثر من الاحترام
واكثر من التقدير يا ديدريك


اسرعت بخطاها وهي تردف بجفاء .... وتصلب: خلص موعد لعب اليهال .. خل نلحق نظهرهم






نهــــاية الجـــزء الأول مـــن الفصـــل الرابـــع والعشـــرون

لولوھ بنت عبدالله، 07-10-20 10:13 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء او
 
هلا وغلا بالجميع
قراءة ممتعة يا حلوات
هالله هالله بالتعليقات :)

التفاعل ابد ما يدخل المزاج :( ولا يهونون المتابعات اللي يكتبن لي باستمرار

طعون
شكراً يالغالية ع النقل لا خليت ولا عدمت :hR604426:

روعة النسيان 08-10-20 02:16 AM

ودررررن شكلي اول وحده بعلق هنا ☺💗💗💗✌

خلوني اسوي حركات الطيبين احجز مكان ثم ارجع اعلق 🤣🤣🤣




احم احم وحجزنا مكان جنب اللوّلوّ فديتها ^^ والله شعور خطير ✌😸


ونجي للبارت الحريقه اللي شب قلوبنا معااااااه والله ..

نووووره وياوجع قلوبنا يانوره اسييييين ياام سهيل اسين الفرج قريب اه من ريسسسسسه ليش م تقول لنوره او تلمح لها تلميحه بسيطه ان سهيل بيرجع

يااخي ياقو قلب سهيل شلوووون كذا م راح لامه اول وحده!!

اوك فهمت انه راح لريسه عشانه عرف انه تنبش ورا الماضي
وهالشي مب لصالح خططه بس امه !! م يقدر يروح لها هذي هي لحالها بعيده عن قوم صياح
بحي ثاني ولاحد يتواصل معها غير ريسه بشكل يومي

والله موجعني قلبي عليها بششششكل بسسسسسسرعه يالولو ردي سهيل لحضنها عشان ارتاح ..


والحين صدق بديت استوجع ع صياح وبدا وجعه الحقيقي ياخوفي يصير له شي بعد م عرف انه ظلم سهيل 😰💔

وبخصوص ان شاهين يوم كان معصب وحاقد على ابوه راح له البيت !!! ليش؟

ليكون هالشاهين يسوي شي لابوه او هو السبب بهالزهايمر اللي عنده؟
عاد م استبعدها من الشيطان الرجيم خااالص ..


ياقلبي ع عواش اضنيت لها حيييل مديه الحمدلله ربي عوضها بهزاع ومرتاحه معه
لكن عواشش وبين هالعايله النجسه 😰 ^ بنات م تحسون عواش وارنود بينهم نقاط مشتركه؟؟

اولها يوم درت ان سعادوه بتسحر اختها راحت وفضحتها وطينت عيشتها !!

وارنود هذا هووو مع اخوه سهيل مب مقصصصصر وناوي ع الانتقام من شاهين معه ؟


ثانياً ام عواش نسررره وام ارنود نسرره 😆

ثالثاً ظهورهم خفييييف بس لهم كريزمااا قويه لاظهروا ..🤷🏻‍♀

رابعاً زوجيهم يالولو وصل الله وبارك ☺



محمد :


الحبببب وم ادراك مالحب !! اضعفه بشكل انه يراقب بيتها هووو بنفسه
يااااختي والله انه بوضع صعب ماينحسد عليه 💔💔

ادري سهيل راح يتخلص من حب روزه ... بس روزه م تخلصت من حبه
غير كذا احسها استخفت شوي يبيلها حرابه ترجع وتسامحها وتردها عن هالخفه

اعرست بربيّع واوهمت نفسها انها بتحبه وبعدين اعجبت بمحمد وتطلقت وباقي تفكر بسهيل !!

وش هالضياع بمشاعر هالروزه !!! متى تركد مشاعرها وتدل الطريق الصح!!


وبما انه سهيل خط احمر سجل رسمياً لسنجابتنا الفخمه .. وربيّع ايقن انها م حبته وباعته ع طول ... مالها الا العاشق المتيم محمد اللي حتى هو موقفه صعب

خصوصاً انه تايه بين سهيل وصداقته وبين قلبه وحبه💔

وترا لو م خاطر محمد شوفة عينش شكثر هايم فيها ولا كان قلت سدها تجلس تربي ولدها وتبدع بعالم العطور وبس ..


حرابه .. وياانها بتقوم الحرب العالميه الثالثه ع يد حرابه بنت ليث ياجماعه

وعلينا تشكيل دول تحالف معها والانضمام لحربها بااستثناء فيتو وغيود ذوليا مسوين اتفاق سلام وحب واشعار وقصايد لغويبش ..

لازم نرصد تحركاتهم وخططهم هم وغوبيش..^ والراس الكبير انتي ^ 🤷🏻‍♀




وختام البارت برررررردت كبدي من مواجة سنجابتنا لسهيل ويااافديت السنجابه والله كلمتييين ورد غطاها ي سهيل ان شالله تعدل وانا اختك عشان نقعد اصحاب ومتفاهمين وحلوين ..

هههههههههههههههههههه بس ياهو كرش الولد المسكين بطريقه موتتني ضحك !! ي عمري رحمت الولد صراحه 😭😭😭😭

لكن احسن كثري كثري من هالامور خلي سهيلنا الحقيقي يظهرررر 😰🤍



واموااااااااح ي ام مريومه فديتش والله لايحرمنا من هالابداع 💗💗💗💗💗💗

حكايا الروح 08-10-20 01:11 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء او
 
السموحة الغالية لولو كنت في مرحلة امتحانات نهائية وماقدرت أعلق على البارتات الاخيرة
ماشاء الله ابداع ماعدت استغربه قادرة تديرين رحى كل الأحداث بدقة وصرت ما استهين بأي تفصيل تخلينه بين الفصول لأن مؤكد وجوده مو مجرد كماليات وإنما دلالة مخفية للقادم


التعاطف الأكبر هذا الفصل من نصيب مدّية
ما اقدر اتصور موقفها صراحة، جداً صعب ودي اغمض عيونها عن كل اللي صاير

غابش وحرابة
كان عندي احساس ان لقائها بسهيل راح يتزامن مع انكشاف غابش لها
لان ماكو شي بيخفف الحدة وبيصعدها غير الحبيب سهيل
هو الوحيد اللي عنده الزر الخاص بحرابة وبيقدر يتعامل معاها

جواهر وسهيل
ياعيني عالغيرة ياحلو
سهيل اذا مابدت تذوب حواجزه قدام جوجو مادري أي قد بيصمد لين مايجيها ذايب ويدخلها في داخله بماضيه وحاضره ومستقبله

لولو الليلة الجزئية الثانية من الفصل صح ؟

ام البنين 09-10-20 04:08 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء او
 
Iالسلام. عليكم

بارت كشف الحقائق او ماقبل الانفجارات. باختصار

جواهر ومواجهة سهيل

نوره وشاهين واهله

حرابه وبداية كشف الخدعه

محمد واكتشافه خبث بنت الجيران

واخيرا الجد صباح

ماه 09-10-20 04:59 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء او
 
يا بختك يا ست روزة لميتي رجالة القصة كلهم يحبوكي 😂

فيتامين سي 09-10-20 05:35 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء او
 


مساء الخير على لولوه ومتابعاتها الغاليات


هذه أبيات على لسان صياح يرثي حاله وحال أولاده وأحفاده



يارب الصبر ياعالما بالحال
شلت الهموم اللي حيل هدني

ظنيت أنجبت و خلفت رجال
واليوم اكتشفت أنه خاب ظني

أحمد صـدمني عن ديننـا مـال
يـاكبر المصـاب واللــه قهرني

شـاهـين رئيـس شــلة الأنذال
وســهـيل بـالغـدر يبعـده عني

وربـيـع تابعـا لـه يــوم قـااال
تـنال الحـب.... لك وعـد مني

يـظهراللـــه الحـق ولـو طـال
الظـالـم مـايعـيـش أبد متهـني


وسلامتكم



لولوھ بنت عبدالله، 10-10-20 07:45 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روعة النسيان (المشاركة 3733556)
ودررررن شكلي اول وحده بعلق هنا ☺💗💗💗✌

خلوني اسوي حركات الطيبين احجز مكان ثم ارجع اعلق 🤣🤣🤣




احم احم وحجزنا مكان جنب اللوّلوّ فديتها ^^ والله شعور خطير ✌😸


ونجي للبارت الحريقه اللي شب قلوبنا معااااااه والله ..

نووووره وياوجع قلوبنا يانوره اسييييين ياام سهيل اسين الفرج قريب اه من ريسسسسسه ليش م تقول لنوره او تلمح لها تلميحه بسيطه ان سهيل بيرجع

يااخي ياقو قلب سهيل شلوووون كذا م راح لامه اول وحده!!

اوك فهمت انه راح لريسه عشانه عرف انه تنبش ورا الماضي
وهالشي مب لصالح خططه بس امه !! م يقدر يروح لها هذي هي لحالها بعيده عن قوم صياح
بحي ثاني ولاحد يتواصل معها غير ريسه بشكل يومي

والله موجعني قلبي عليها بششششكل بسسسسسسرعه يالولو ردي سهيل لحضنها عشان ارتاح ..


والحين صدق بديت استوجع ع صياح وبدا وجعه الحقيقي ياخوفي يصير له شي بعد م عرف انه ظلم سهيل 😰💔

وبخصوص ان شاهين يوم كان معصب وحاقد على ابوه راح له البيت !!! ليش؟

ليكون هالشاهين يسوي شي لابوه او هو السبب بهالزهايمر اللي عنده؟
عاد م استبعدها من الشيطان الرجيم خااالص ..


ياقلبي ع عواش اضنيت لها حيييل مديه الحمدلله ربي عوضها بهزاع ومرتاحه معه
لكن عواشش وبين هالعايله النجسه 😰 ^ بنات م تحسون عواش وارنود بينهم نقاط مشتركه؟؟

اولها يوم درت ان سعادوه بتسحر اختها راحت وفضحتها وطينت عيشتها !!

وارنود هذا هووو مع اخوه سهيل مب مقصصصصر وناوي ع الانتقام من شاهين معه ؟


ثانياً ام عواش نسررره وام ارنود نسرره 😆

ثالثاً ظهورهم خفييييف بس لهم كريزمااا قويه لاظهروا ..🤷🏻‍♀

رابعاً زوجيهم يالولو وصل الله وبارك ☺



محمد :


الحبببب وم ادراك مالحب !! اضعفه بشكل انه يراقب بيتها هووو بنفسه
يااااختي والله انه بوضع صعب ماينحسد عليه 💔💔

ادري سهيل راح يتخلص من حب روزه ... بس روزه م تخلصت من حبه
غير كذا احسها استخفت شوي يبيلها حرابه ترجع وتسامحها وتردها عن هالخفه

اعرست بربيّع واوهمت نفسها انها بتحبه وبعدين اعجبت بمحمد وتطلقت وباقي تفكر بسهيل !!

وش هالضياع بمشاعر هالروزه !!! متى تركد مشاعرها وتدل الطريق الصح!!


وبما انه سهيل خط احمر سجل رسمياً لسنجابتنا الفخمه .. وربيّع ايقن انها م حبته وباعته ع طول ... مالها الا العاشق المتيم محمد اللي حتى هو موقفه صعب

خصوصاً انه تايه بين سهيل وصداقته وبين قلبه وحبه💔

وترا لو م خاطر محمد شوفة عينش شكثر هايم فيها ولا كان قلت سدها تجلس تربي ولدها وتبدع بعالم العطور وبس ..


حرابه .. وياانها بتقوم الحرب العالميه الثالثه ع يد حرابه بنت ليث ياجماعه

وعلينا تشكيل دول تحالف معها والانضمام لحربها بااستثناء فيتو وغيود ذوليا مسوين اتفاق سلام وحب واشعار وقصايد لغويبش ..

لازم نرصد تحركاتهم وخططهم هم وغوبيش..^ والراس الكبير انتي ^ 🤷🏻‍♀




وختام البارت برررررردت كبدي من مواجة سنجابتنا لسهيل ويااافديت السنجابه والله كلمتييين ورد غطاها ي سهيل ان شالله تعدل وانا اختك عشان نقعد اصحاب ومتفاهمين وحلوين ..

هههههههههههههههههههه بس ياهو كرش الولد المسكين بطريقه موتتني ضحك !! ي عمري رحمت الولد صراحه 😭😭😭😭

لكن احسن كثري كثري من هالامور خلي سهيلنا الحقيقي يظهرررر 😰🤍



واموااااااااح ي ام مريومه فديتش والله لايحرمنا من هالابداع 💗💗💗💗💗💗


صباح الفل ع دودي القمرررررر
ههههههههههههههههههههههههههه عسسسسل وانتي معصبة ومنفعلة والله
وضحكتيييييني بخصوص عواشة وارنود
هو من ناحية تشابه
ايوه في تشابه بين الثنين
ناقصين بس نييب المليج
ههههههههههههه

دول التحالف العربي مع حرابة ما شاء الله
الله يستر ع غويبش منكن يا معشر نون النسوة 🤣

لولوھ بنت عبدالله، 10-10-20 07:47 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكايا الروح (المشاركة 3733561)
السموحة الغالية لولو كنت في مرحلة امتحانات نهائية وماقدرت أعلق على البارتات الاخيرة
ماشاء الله ابداع ماعدت استغربه قادرة تديرين رحى كل الأحداث بدقة وصرت ما استهين بأي تفصيل تخلينه بين الفصول لأن مؤكد وجوده مو مجرد كماليات وإنما دلالة مخفية للقادم


التعاطف الأكبر هذا الفصل من نصيب مدّية
ما اقدر اتصور موقفها صراحة، جداً صعب ودي اغمض عيونها عن كل اللي صاير

غابش وحرابة
كان عندي احساس ان لقائها بسهيل راح يتزامن مع انكشاف غابش لها
لان ماكو شي بيخفف الحدة وبيصعدها غير الحبيب سهيل
هو الوحيد اللي عنده الزر الخاص بحرابة وبيقدر يتعامل معاها

جواهر وسهيل
ياعيني عالغيرة ياحلو
سهيل اذا مابدت تذوب حواجزه قدام جوجو مادري أي قد بيصمد لين مايجيها ذايب ويدخلها في داخله بماضيه وحاضره ومستقبله

لولو الليلة الجزئية الثانية من الفصل صح ؟


هلا والله حبيبتي حكايا
معذورة قلبي موفقة يا رب وان شاء الله نشوفج في اعلى المراتب
النصيب الاكبر من الوجع مديه
ممممممممم
البعض شاف النصيب الاكبر كان ل عواشه
ف الحالتين البنتين ما الله رزقهم ب ابوين طبيعيين للاسف
لكن اكيد اكيد هالشي خيره
واكيد ربج عنده حكمة لكل شي سبحان الله


حرابة مممممممممم من يعلم
يمكن ما تعرف بوجود اخوها الا بعديييييييين
نترقب ونشووووووف

لولوھ بنت عبدالله، 10-10-20 07:49 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكايا الروح (المشاركة 3733561)
السموحة الغالية لولو كنت في مرحلة امتحانات نهائية وماقدرت أعلق على البارتات الاخيرة
ماشاء الله ابداع ماعدت استغربه قادرة تديرين رحى كل الأحداث بدقة وصرت ما استهين بأي تفصيل تخلينه بين الفصول لأن مؤكد وجوده مو مجرد كماليات وإنما دلالة مخفية للقادم


التعاطف الأكبر هذا الفصل من نصيب مدّية
ما اقدر اتصور موقفها صراحة، جداً صعب ودي اغمض عيونها عن كل اللي صاير

غابش وحرابة
كان عندي احساس ان لقائها بسهيل راح يتزامن مع انكشاف غابش لها
لان ماكو شي بيخفف الحدة وبيصعدها غير الحبيب سهيل
هو الوحيد اللي عنده الزر الخاص بحرابة وبيقدر يتعامل معاها

جواهر وسهيل
ياعيني عالغيرة ياحلو
سهيل اذا مابدت تذوب حواجزه قدام جوجو مادري أي قد بيصمد لين مايجيها ذايب ويدخلها في داخله بماضيه وحاضره ومستقبله

لولو الليلة الجزئية الثانية من الفصل صح ؟



وسوري ما جاوبتج ع سؤالج قبل
الجزء 2 من الفصل 24 الخميس القادم ان شاء الله حبيبتي

لولوھ بنت عبدالله، 10-10-20 07:50 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام البنين (المشاركة 3733590)
Iالسلام. عليكم

بارت كشف الحقائق او ماقبل الانفجارات. باختصار

جواهر ومواجهة سهيل

نوره وشاهين واهله

حرابه وبداية كشف الخدعه

محمد واكتشافه خبث بنت الجيران

واخيرا الجد صباح


وعليكم السلام والرحمة هلا والله
صدقتي
فصل المواجهات والاعترافات
واكيد في مواجهات اخرى في الدرب ان شاء الله
نورتي ي ام البنين ممنونة لحضورج

لولوھ بنت عبدالله، 10-10-20 07:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماه (المشاركة 3733594)
يا بختك يا ست روزة لميتي رجالة القصة كلهم يحبوكي 😂


😂
يا بختي فيكم انتو يا راقيات
بالمناسبة
روزة ترى مب سيئة ابدا
وتنحب
لكن يمكن وقوفها ضد حزب محبي سهيل خلاها من الاعداء .... وهالشي خطأ لان حتى سهيل مب ملاك وغير منزّه :)
وروزه تمثل الكثير من بنات جيلنا
باندفاعها بعفويتها بخفة تصرفاتها مممممممم وهيك يعني
مع هذا البنت نبتتها نبتة حسنة

لولوھ بنت عبدالله، 10-10-20 07:55 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي (المشاركة 3733595)


مساء الخير على لولوه ومتابعاتها الغاليات


هذه أبيات على لسان صياح يرثي حاله وحال أولاده وأحفاده



يارب الصبر ياعالما بالحال
شلت الهموم اللي حيل هدني

ظنيت أنجبت و خلفت رجال
واليوم اكتشفت أنه خاب ظني

أحمد صـدمني عن ديننـا مـال
يـاكبر المصـاب واللــه قهرني

شـاهـين رئيـس شــلة الأنذال
وســهـيل بـالغـدر يبعـده عني

وربـيـع تابعـا لـه يــوم قـااال
تـنال الحـب.... لك وعـد مني

يـظهراللـــه الحـق ولـو طـال
الظـالـم مـايعـيـش أبد متهـني


وسلامتكم




مرحبا مليون
هلا والله ب فيتو
يا حافظ
ما شاء الله تبارك الرحمن 👏🏼👏🏼👏🏼👏🏼👏🏼
صح لسانج يالغلاااااااا وصح بووووحج
لا عدمنا احساسج وادبج وذوووووقج 💘💘💘💘💘💘💘💘

لولوھ بنت عبدالله، 10-10-20 07:57 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء او
 
تسلمولي كلكم ع المرور والتشجيع 💘💘💘
اترقب باقي الردود
ليلاس صاير يزعلني وايد وايد وايد 💔🥺
اتمنى ما نتخاذل بنات ولا نستصغر اي كلمة تطلع منا لوووو حتى كلمة شكراً


شكراً تكفيني وزود ❤❤❤❤

شبيهة القمر 10-10-20 09:08 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء او
 
السلام عليكم

صباااح القنابل الذريه والدبابات الحربيه ..اليوم الجزء تقولين نهاية الحرب العالميه ..كلها مشحوون متفجراات ..باقي القنبله الذريه الي راح تطيح على راس نوره يوم تشوف سهيل وبتنبت زهر وبساتين ...متحممممسه مررررة لهاللحظه ..

اما حرابه هالسوسه ماتصبر ابد لازم تنبش وراء كل شي ..طيب ياالمتحري الذكي يمكن غابش صار له حادث بس اخفوا هالشي وهو بمركزه اكيد بيسوي اي شي ..أمنّا بالله يمكن صار له حادث بالفلبين . بالصين ببلاد الواق واق ..يعني بيعلمونك !!
مااش قلبي قارصني من حرابة وعليها .. ماتدري انهم جالسين يحمونها وهي بتجلس تخرب عليهم من تحت الطاوله 😒
الي مطمنا هو وجود سهيل بالصور ..يعني اي حركه ياحرابة راح تلاقين سهيل قدامك 😁

شااهيين ..واخييييراا انهاار الجبل عساه ينهد ..باقي تو الناس ياشاهين مابعد شفت شي 😈

جوجو ..والي يرحم امك ..خلااص قالك الحرمه عندها ياهل ..يعني لاتكبرين السالفه .. خلك ذكيه وحافظي على حبك لسهيل ولاتحاولين تغرسين شي هو يحاول يقلعه من عقله وقلبه ...

محمد ..يامحمد .. مدري وش اقول لك .. بس وضعك مزري .. 🤔🧐

لولو .. الجزء اليوم يهببببل احب الاكشن الي يحرك سير الاحدااث ..بس تكفين صياح لاتموتينه باقي يشوف سهيل ويعرف ان الحق عمره مايضيع ..
تسلم يمناش يالاسطورة وننتظر باقي الحرب 😎

فيتو ... ماشاءالله ..صح لسانك ياشاعرتنا ..دووم مبدعة 🤩

طُعُوْن 10-10-20 02:13 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء او
 
مساء الخير لولوة القلب 💜🍃

اعذريني على تقصيري .. مع إن السبعين عذر قد نفذوا خلاص بس نجيب سبعين عذر جداد 😂😂


البارت كان متفرقعات .. كل شوي تفرقع من جهة ..
و اول من تفرقع وجه رمله 😭😂

معليش بس يا ان نورة بردت خاااطري فيها وليت شويهن كان موجود عشان تدفسه و تطيح عليه بعصاتها لين يشوف النجوم يتلامعن قدام عيونه ..

نورة احس حزنها هو اللي مقويها .. هو اللي مخليها للحين واقفة .. و احس خلاص طلعي لها سهيل .. حرام ياخي 😞😞

شاهين صدقيني الحب اللي يحبه لنورة مرض مش حب .. انسان مريض بكل ما تعنيه الكلمة .. عسى بس الانتخابات اللي قاعد يدور وراها هي و المناصب هن اللي يفضحنه بين الخلق و يعرف بسالفته القاصي و الداني .. مرييييض و يكش جلدي واحنا نتعمق بدواخله و قذاراته .. الله يكفينا شر من هم على شاكلته اجمعين ..


رمله .. مع انها حقيرة زيها زي شاهين .. بس الصدق شاهين هو السبب بحقارتها .. مافي وحدة ترضى يكون زوجها يهذي بغيرها رايح جاي صاحي نايم وما تتشوه نفسها .. الغيرة تشعل حروب .. و مهاجمة رمله لنورة طبيعية حتى لو نورة مالها ذنب .. بس الكف اللي جاها برد خاطري بعد ما شمتت بنورة انها ما تشوف 🤭🏃🏻‍♀


شاهين البارت ذا يمشي و تطيح مصايبه وراه .. اول شيء قدام بناته و بعدها قدام اخته و ابوه .. فضح نفسه و بانت بشاعته على قد ما داراها الا إنه بالنهاية فضح نفسه بنفسه و بحركته ذي يا انه يقوّي علاقات العايلة ببعضهم أو يقطعها نهائي .. لأن اللي يربطهم خيط باهت متوارى و قاعدين يتشبثون فيه بقوة .. بينما بعد اللي عرفوه يا ينقطع هالخيط يا يصير اقوى من قبل ..


،


صياح .. و عرفت بالمتخبي .. و عرفت إن سهيل بريء .. و بدال عذابك اللي تستحقه السنوات اللي راحت .. اتمنى تتعذب اكثر بعد ما عرفت و قبل يطلع سهيل للكل 🙂🙂 عيش أيام صعبة اكثر لأنك تستحقها .. اجل تحرقون بني آدمي بعد ما ضربتوه لين صار ماعاد يقدر يدافع حتى عن نفسه !! و غير كذا كله متجاهلين عمره وانه لسى مراهق تصرفاته مش موزونه .. مراهق انت ربيته بنفسك و عطيت بنتك تربيه .. مراهق إنت بنفسك علمته عالصلاح .. و الكل يثق بأخلاقه و إنت أولهم .. بس الظاهر ثقتك ماكانت بالشكل الكافي .. فـ تستاهل كل اللي عرفته و كل اللي بتعيشه .. تستااااهل .. و اتمنى جابر ما يعلم صياح إن سهيل حي .. عالاقل هالفترة 🙂


،


محمد .. انسان مستفز .. قبل هه كنت اقدر ابلعه بس هالمرة ما قدرت .. ووووااااععع 🤢🤢

تكفين لولو ابغى القى بطل صاحي عندش بس مافيه .. كل واحد اخس من الثاني .. مستفزين .. كريهييين ..


،



حرااابة و عرفت ان غابش ماصار عليه حادث ابد .. ما اعتقد تواجهه و تتصرف بتسرع .. احسها بتبحث اكثر .. بتحاول تعرف أكثر .. و صراحة يعني ما اعرف كيف بتتصرف .. حماااس ياخي .. ليتها تجلد غابش 🥱😂

انا من الحين حزينه على كسرة نفسها لما تعرف الموضوع كامل 😞 بالذات انها داخله الموضوع بكل عواطفها و صدقها .. بعد سنوات من الحذر تطيح هالطيحة الشينه .. حسبي الله عليكم يا الثلاثة .. غويبش و ديدريك و ارنود .. ووووججععع يوجع مصارينكم 😤😤😤😤😤

دايم عند حرابة احس ما تطلع كلماتي .. فيه شيء يمنع انها تطلع .. و بنفس الوقت عندي ترقب فضيع اعرف كيف بتصير الأمور بينهم ..


،


سهيل و جواهر .. عادي اقول ضحكت وهي قاعدة تحدّه و تواجهه وهو يتهرب 😂😂😂

بدقيقتين طلعت له نخلتين براسه و فوق كذا زعلانه 🥱🤣

قدوتي هذي 😂😂😂😂😂😂😂


،


في النهاية .. اعرف التعليق ما يوفي مقام البارتات ..
بس تقبلي مروري الخفيف اللطيف 😇😇


دمتِ بود و سعاده يا جميلة 💜🍃

لولوھ بنت عبدالله، 10-10-20 07:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 3733616)
السلام عليكم

صباااح القنابل الذريه والدبابات الحربيه ..اليوم الجزء تقولين نهاية الحرب العالميه ..كلها مشحوون متفجراات ..باقي القنبله الذريه الي راح تطيح على راس نوره يوم تشوف سهيل وبتنبت زهر وبساتين ...متحممممسه مررررة لهاللحظه ..

اما حرابه هالسوسه ماتصبر ابد لازم تنبش وراء كل شي ..طيب ياالمتحري الذكي يمكن غابش صار له حادث بس اخفوا هالشي وهو بمركزه اكيد بيسوي اي شي ..أمنّا بالله يمكن صار له حادث بالفلبين . بالصين ببلاد الواق واق ..يعني بيعلمونك !!
مااش قلبي قارصني من حرابة وعليها .. ماتدري انهم جالسين يحمونها وهي بتجلس تخرب عليهم من تحت الطاوله 😒
الي مطمنا هو وجود سهيل بالصور ..يعني اي حركه ياحرابة راح تلاقين سهيل قدامك 😁

شااهيين ..واخييييراا انهاار الجبل عساه ينهد ..باقي تو الناس ياشاهين مابعد شفت شي 😈

جوجو ..والي يرحم امك ..خلااص قالك الحرمه عندها ياهل ..يعني لاتكبرين السالفه .. خلك ذكيه وحافظي على حبك لسهيل ولاتحاولين تغرسين شي هو يحاول يقلعه من عقله وقلبه ...

محمد ..يامحمد .. مدري وش اقول لك .. بس وضعك مزري .. 🤔🧐

لولو .. الجزء اليوم يهببببل احب الاكشن الي يحرك سير الاحدااث ..بس تكفين صياح لاتموتينه باقي يشوف سهيل ويعرف ان الحق عمره مايضيع ..
تسلم يمناش يالاسطورة وننتظر باقي الحرب 😎

فيتو ... ماشاءالله ..صح لسانك ياشاعرتنا ..دووم مبدعة 🤩


مسا مسا الياسمين يا جميلة
هههههههههههه ضحكت ع تعليقج بخصوص حرابة
يختي طبع العسكري ما يتغير لو شو ما يحصل سبحان الله 😂 🤣
مممممم محمد وضعه مزري صدقتي 😏 ههههه
ما تبون صياح يموت ؟ يختي الاعمار بيد الله سبحانه 🌹🌹🌹
وانا اعرف انكم تبون الحق يظهر
ورح يظهر
ان كانو احياء ولا اموات
ان كانوا مجابلين بعض في الدنيا ولا كانوا امام الله في الاخرة
💔💔💔💔💔💔💔

يسلمج ربي ويخليج ي شبيهة لا خلى ولا عدم ممنونة لمرورج

لولوھ بنت عبدالله، 10-10-20 08:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طُعُوْن (المشاركة 3733619)
مساء الخير لولوة القلب 💜🍃

اعذريني على تقصيري .. مع إن السبعين عذر قد نفذوا خلاص بس نجيب سبعين عذر جداد 😂😂


البارت كان متفرقعات .. كل شوي تفرقع من جهة ..
و اول من تفرقع وجه رمله 😭😂

معليش بس يا ان نورة بردت خاااطري فيها وليت شويهن كان موجود عشان تدفسه و تطيح عليه بعصاتها لين يشوف النجوم يتلامعن قدام عيونه ..

نورة احس حزنها هو اللي مقويها .. هو اللي مخليها للحين واقفة .. و احس خلاص طلعي لها سهيل .. حرام ياخي 😞😞

شاهين صدقيني الحب اللي يحبه لنورة مرض مش حب .. انسان مريض بكل ما تعنيه الكلمة .. عسى بس الانتخابات اللي قاعد يدور وراها هي و المناصب هن اللي يفضحنه بين الخلق و يعرف بسالفته القاصي و الداني .. مرييييض و يكش جلدي واحنا نتعمق بدواخله و قذاراته .. الله يكفينا شر من هم على شاكلته اجمعين ..


رمله .. مع انها حقيرة زيها زي شاهين .. بس الصدق شاهين هو السبب بحقارتها .. مافي وحدة ترضى يكون زوجها يهذي بغيرها رايح جاي صاحي نايم وما تتشوه نفسها .. الغيرة تشعل حروب .. و مهاجمة رمله لنورة طبيعية حتى لو نورة مالها ذنب .. بس الكف اللي جاها برد خاطري بعد ما شمتت بنورة انها ما تشوف 🤭🏃🏻‍♀


شاهين البارت ذا يمشي و تطيح مصايبه وراه .. اول شيء قدام بناته و بعدها قدام اخته و ابوه .. فضح نفسه و بانت بشاعته على قد ما داراها الا إنه بالنهاية فضح نفسه بنفسه و بحركته ذي يا انه يقوّي علاقات العايلة ببعضهم أو يقطعها نهائي .. لأن اللي يربطهم خيط باهت متوارى و قاعدين يتشبثون فيه بقوة .. بينما بعد اللي عرفوه يا ينقطع هالخيط يا يصير اقوى من قبل ..


،


صياح .. و عرفت بالمتخبي .. و عرفت إن سهيل بريء .. و بدال عذابك اللي تستحقه السنوات اللي راحت .. اتمنى تتعذب اكثر بعد ما عرفت و قبل يطلع سهيل للكل 🙂🙂 عيش أيام صعبة اكثر لأنك تستحقها .. اجل تحرقون بني آدمي بعد ما ضربتوه لين صار ماعاد يقدر يدافع حتى عن نفسه !! و غير كذا كله متجاهلين عمره وانه لسى مراهق تصرفاته مش موزونه .. مراهق انت ربيته بنفسك و عطيت بنتك تربيه .. مراهق إنت بنفسك علمته عالصلاح .. و الكل يثق بأخلاقه و إنت أولهم .. بس الظاهر ثقتك ماكانت بالشكل الكافي .. فـ تستاهل كل اللي عرفته و كل اللي بتعيشه .. تستااااهل .. و اتمنى جابر ما يعلم صياح إن سهيل حي .. عالاقل هالفترة 🙂


،


محمد .. انسان مستفز .. قبل هه كنت اقدر ابلعه بس هالمرة ما قدرت .. ووووااااععع 🤢🤢

تكفين لولو ابغى القى بطل صاحي عندش بس مافيه .. كل واحد اخس من الثاني .. مستفزين .. كريهييين ..


،



حرااابة و عرفت ان غابش ماصار عليه حادث ابد .. ما اعتقد تواجهه و تتصرف بتسرع .. احسها بتبحث اكثر .. بتحاول تعرف أكثر .. و صراحة يعني ما اعرف كيف بتتصرف .. حماااس ياخي .. ليتها تجلد غابش 🥱😂

انا من الحين حزينه على كسرة نفسها لما تعرف الموضوع كامل 😞 بالذات انها داخله الموضوع بكل عواطفها و صدقها .. بعد سنوات من الحذر تطيح هالطيحة الشينه .. حسبي الله عليكم يا الثلاثة .. غويبش و ديدريك و ارنود .. ووووججععع يوجع مصارينكم 😤😤😤😤😤

دايم عند حرابة احس ما تطلع كلماتي .. فيه شيء يمنع انها تطلع .. و بنفس الوقت عندي ترقب فضيع اعرف كيف بتصير الأمور بينهم ..


،


سهيل و جواهر .. عادي اقول ضحكت وهي قاعدة تحدّه و تواجهه وهو يتهرب 😂😂😂

بدقيقتين طلعت له نخلتين براسه و فوق كذا زعلانه 🥱🤣

قدوتي هذي 😂😂😂😂😂😂😂


،


في النهاية .. اعرف التعليق ما يوفي مقام البارتات ..
بس تقبلي مروري الخفيف اللطيف 😇😇


دمتِ بود و سعاده يا جميلة 💜🍃


مسا الحب طعون ❤
اعذارج كلها تتغلف بالامتنان
وتنحط ع الراس ي عيوني 😘 لا خلى 😚

مممممم حرابة من الشخصيات اللي ما تقدرين تجزمين بردة فعلها التالية
يمكن هذا بسبب طبعها العسكري الطبيعي

محمد ممممممم اقدر مشاعرج ناحيته الا اني استغرب كرهج له واحتقارج وهو ما سوى شي
مثله مثل روزه ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه تذكرت راي دعاء فيها
المهم
احترم كرهج له هههههه

صياح يا صياح
انا ماقدر اوافقج ع كلامج
وذات الوقت ماقدر اعترض والله

ك كاتبة
اعطف عليه
ك قارئة
ابغضه بغض العالمين
يحيرني مع مشاعري هالصياح

جوجو
ههههههههه من الشخصيات الممتعة جدا جدا

نورتيني يالشوش واسعدتيني بحضووووورج 🌹💘🌹

لولوھ بنت عبدالله، 14-10-20 04:18 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء او
 
يسعدلي مسا الجميع ❤
موعدنا غداً ان شاء الله مع الفصل 24 الجزء 2
نصف فصل
وانما بحجم فصل كامل ما شاء الله
فيه الكثير والكثير🌹
ترقبوا😁
ابا الكل يسجل حضور ماوصيكم يا بنات ليلاس
دمتم بود 💘🕊

حكايا الروح 14-10-20 05:54 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء او
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3733772)
يسعدلي مسا الجميع ❤
موعدنا غداً ان شاء الله مع الفصل 24 الجزء 2
نصف فصل
وانما بحجم فصل كامل ما شاء الله
فيه الكثير والكثير🌹
ترقبوا😁
ابا الكل يسجل حضور ماوصيكم يا بنات ليلاس
دمتم بود 💘🕊

ويسعد مساج يا لولو

حماااااس والله
اعتبريني مسجلة حضووور من الحييين

مِسك 14-10-20 10:39 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء او
 
مساء الخير عليكم آل ليلاس 🌸
........

لولوه القلب يعني بعد ابداعك في بات من يهواه نلقى ابداع اقوى في كما رحيل سهيل 🤭💔
حقيقي قرائتي لسهيل كانت صدفه بحته لقيت الكاتبه نبض افكاري منزله عنها في حسابها وعلى طول جيت اقراها ماتتخيلين فرحتي يوم عرفت انك نفس كاتبه بات من يهواه وبعد ماقريت خمسه بارتات انصدمت ان الروايه مو كامله 😭😭 عندي عقده من الروايات اللي مو مكتمله المهم قررت ما اقراها لين تكتمل وللاسف ماقدرت اصبر على قراري الا يومين 😂💔 وقريتها كلها في يوم ونص ويافرحتي يوم وصلت لكم عشان اعلق على نجوم سهيل

:::::
بالنسبه للفصل 24
كان قنبله متحركه اسمها نوره 😂💔 ياهي بردت خاطري في رمله وشويهين عسا ماشويهين ماخلاني احزن الا مديه وعواشه ☹😭

::::::

عويد البان وغويبش 😂💔
[ هل هذا يعني ............... ان
ان غابش ...........
لم يحدث له
أي حادث مروري !!! ]
وبدت حرابه تشك والله يعينك ياغابش عاد ياهي بتطلع العتاهه من عيونك لادرت مابيشفع لك الا انك ساعدت سهيل .

::::::

[ علم انها ترغب بالمال منه ...... لـ تفعل ما طلبه منها !
رفع كفه الكبير امامها وهدر بـ عينان تقدحان شرراً:
اذا هي تعطيج فلوس واااااجد ....... انا بعطيج صطارات واااااااجد
ها
شو رايج !! ]
محمد 😂😂💔 حقيقي مت ضحك من تخيلت شكل الخدامه مصدومه

:::::
شاهين 🤓🔪
[ كل سبب اوجاعه من ابيه
كل مصائبه السابقة والحالية منه
لمَ زوّج نورة لـ احمد !!
لمَ لم يدعه يتزوجها هو !! ]
شويهين البجيح ماخس منك الا اخوك ما اقول الا الله يعوضك يانوره بسهيل وعياله اما عيال صياح ماعليهم حسافه
،
[ ارتدى ثوبه بسرعة
تسبقه اوجاعه
واحقاده المتراكمة
وعشقه المريض الدامي
واتجه لمنزل ابيه ]
اعتقد ان شويهين له دور في تدهور حاله ابوه الصحيه والنسيان اللي ساير يجيه
،
[ فـ دفعها بعيداً عنه وزمجر: هييييي
انا كنت مع قوم عبدالكريم
كنت وياهم وخططت وياااااهمممم وسعييييييت اكسرررر سهيييييل
مب اكسسرررره
الا اذذذبحه ]
ياسبحانك ياربي يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين خطط في ظلام الليل وفي ظلام الليل فضح نفسه بنفسه وعشان سبب تافهه وحب كذاب لو صادق حب نوره ماكان تمنى لها الشر بس ذيل الكلب اعوج 😷💔
::::::
[ فتح فمه ..... يريد اخذ نفساً حاداً
لا يريد ان يسقط مرة أخرى
تكفيه سقطة واحدة ]
اعترف صياح الجد يقطع قلبي ويحزني اما صياح شيخ قبيلته ابد ماحزن عليه واتمنى له الزود من الهم
:::::::
سهيل وجوججي 🤭♥
[ لتقول ساخرة بعد ان فهمت وضعه المريب: مضيّع شي في ويهي يا اخ !
ليصدر تأوهاً اخرقاً ويقول بلا أي سيطرة على نفسه: ليتنييييييي والله اضيع وما يحصلووووني
هزت رأسها بسخرية وهمست: الله يخلف على هلك .. اقولك توكـ.....
لتسكت فجأة وهي تعض شفتها السفلية بتوتر خفي ..... ترمق القادم بعيناها الواسعتان الحلوتان
التفت الشاب ما ان احس بطيف احدهم خلفه
وعندما ابصر الرجل المهيب ..... تململ بوقفته وارتبك
ليسمعه يهتف بصوت خفيض وانما مخيف .... وقاتم جداً جداً: سر يا صبي ..
امك ادوّر عليك
فغر الشاب فاهه بذهول وارتباك: هاا ... ا ا السسموووحة السسسسموحة
ومن شدة توتره تعثر بالسلم وكاد يسقط على وجهه ]

ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه نقول اول الغيث قطره امس تعجبه كل مالبست لون واليوم يغار بكرا يحبها ان شاءالله 😂💔
،
[ثم اخفضت عيناها ...... ليجذب ناظرها ساعة يده
تشبه الى حد ما تلك الساعة التي كانت تلبسها حرابة !
ذات الماركة العالمية وذات اللون والشكل تقريباً
لتتذكر لقاءها ذلك اليوم بـ حرابة وكيف ان الأخيرة ثارت عليها لأنها "جواهر" في لحظة حماسية نزعت عن يدها الساعة لتلبسها الساعة التي اشترتها لها ]
للحين ماقدر اتخيل لقاء حرابه وسهيل انا بس افكر واحس بصيح واخاف على حرووب خصوصاً انها مانهارت من شافتهم يرمونه ومات قدام عيونها الا كاتمه في قلبها بس عسى تكون راضيه على غابش عشان يهون عليها الصدمه ,, اما عاد نوره احسها بتسير زي يعقوب عليه السلام يوم رجع بصره بشوفه يوسف ☹😭💔

::::::

اخيراً اعذري ماواجهتي لولوه بعدني جديده في الموقع واجرب واخربط 😂💔 ..
وانتظرك بكرا بكل حماس 🍂 ..



bluemay 15-10-20 10:26 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء او
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

عظمة على عظمة يا لولوتي

كلمة روعة لا تفيك حقك

استمتعت كتير بالصدمات

بس خايفة عندي شعور انه النهاية اقتربت

ونحن لسه بنقول يا هادي

يا ترى شو مخبيتلنا يا اللؤلؤة

اترفقي بقلوبنا فهي لا تحتمل

كلي شوووق للقادم



تقبلي مروري وخالص ودي

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°







زهرة منسية 15-10-20 10:48 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء او
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3733810)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

عظمة على عظمة يا لولوتي

كلمة روعة لا تفيك حقك

استمتعت كتير بالصدمات

بس خايفة عندي شعور انه النهاية اقتربت

ونحن لسه بنقول يا هادي

يا ترى شو مخبيتلنا يا اللؤلؤة

اترفقي بقلوبنا فهي لا تحتمل

كلي شوووق للقادم



تقبلي مروري وخالص ودي

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°








أووووووه يا هلا و غلا باحلي اطلالة بلوووووووووومي و الله زمان على ها الاطلالة الحلوة

مشتاااااااااااااقين كتير فرحت جدا برجوعك لبيتك الثاني كيفك و كيف بنوتاتك

من زمااااان مشتاقين لـ التعليقات و المناغشات الحلوة حبيبتي

ام البنين 16-10-20 12:19 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء او
 
السلام عليكم ليش معلق عندي كتبت كم مره ولا ينزل

ننتضر أو اقلعتو

K H W L A H 16-10-20 12:46 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء او
 
وين لوولوتنااااا الجميييييلة

لولوھ بنت عبدالله، 16-10-20 04:17 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء او
 



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



الجزء الثاني من الفصل الرابع والعشرون




ما زال يجلس داخل سيارته المركونة امام منزل جده منذ البارحة
ما زال على وضعه منذ ان ترك الأخير وانصرف
لم يعد لمنزله

قابعاً داخل سيارته وحتى انه تجاهل فتح جهاز التكييف

تعلكت روحه العذاب المضني !
ويشعر بـ الموقف الذي عاشه ينهشه نهشاً مريعاً
وزاد عمره عمراً



اغلق نافذة سيارته التي كانت مفتوحة
واسند رأسه على مقعده

مسح وجهه وجانب عنقه من بعض قطرات من العرق
رغم ان الطقس بدأ يبرد وتقل فيه نسبة الرطوبة بشكل كبير

لكن العرق كان سببه تلهفه الشديد للشراب
والتدخين ايضاً اذ انه كان مدخناً شرهاً فيما سبق !

رباه
عونك


اغلق عيناه بـ شراسة يريد محو نظرة صياح فلا يستطيع
إزاحة صدى بحات انينه على مسامعه فلا يستطيع



بعد اعترافه لجده بكل ما حصل
ظل جده متوسد الارض ويتأمل الفراغ بلا رمشة هدب او نفس صدر

كان فقط يأن بـ اسم سهيل وهو يضرب موضع قلبه بقبضة يده المهتزة الضعيفة

مرة تلو المرة تلو المرة

ومن بين اسم سهيل ...... وسهيل

يدخل اسم نورة هذيان اللوعة والمرارة والفاجعة القاتلة

واسم احمد
احمد كان ضمنهم
ومعهم ...... ووسط صراخ العذاب بصوت صياح المبحوح

يلفظ الاسماء الدامية في روحه كـ لفظ الاسد دماءه من بين انيابه بعد رميه بالرصاص شر رميةٍ ... بـ شر نظرةٍ وشماتة !


بكى
هو ربيع البارد اللامبالي المغرور الوغد
بكى لـ مصاب صياح العظيم
بكى لمصاب روحه هو ... روحه المستغيثة التي تريد الخروج من جحيم دنياه القذرة النتنة

بكى لانه اكتشف انه في نهاية المطاف .... ربيّع الجبان
الذي خان العهد والمواثيق وروابط الرحم المعلقة بعرش الرحمن

بكى وهو يقبّل ركبة جده يتوسله الرحمة
وكان الاجدر به قبلاً
ان يقبل السماء بعيناه ويطلب رحمةِ الله ..... وان يتعوذ مائة بعد الألف
مما قد يحصل به جرّاء فعلته الشنيعة !



ارتد جسده للخلف ما ان احس بشي يضرب نافذة سيارته
كانوا مجموعة من الصبية يلعبون بالمسدسات المطاطية قربه


تأملهم ... فـ تذكر مصيبته الأخرى
عصابة الادوية وتهديدهم إياه بـ ابنه حامد


تمكّن من جمع المبلغ المطلوب
لكن لديه مشكلة لا يعرف كيف يحلها

مجموعة من الشابات الوقحات من العمالة الأجنبية
يهددنه بأنهن سيفضحن عمله مع جماعة الادوية في وسائل الاعلام الاجتماعية ان لم يزودهن بالبضائع التي طلبنها
بـ صورة كاملة له ... وبـ جميع بياناته المعروفة
واسم عائلته

يردن منه ان يتوسط لهن عند رجل الادوية بأن يعطيهن الحبوب المطلوبة اذ ان الأخير يريد السفر لـ شرق آسيا فوراً ولا يريد مزيداً من التعاملات المحلية
ولم يؤخره عن السفر الا المال الذي يتأمل الحصول عليه من ربيّع


سيقتله ابيه على وجه الخصوص ان انفضح امره
ابيه كل همه الآن الفوز في انتخابات المجلس الوطني


دعك عيناه بأصابعه وهو يغمغم بالاستغفار
كيف سمح لنفسه بالدخول لذلك العالم القذر !
كيف ؟

كان في وقتٍ ما يحتاج للمال بشدة اذ انه لا يمتلك وظيفة ثابتة
في وقتٍ احس انه اخذ من والديه المال بما فيه الكفاية .... وكان يريد وقتها اثبات نفسه كيفما كان لـ روزة
رغم ان الأخيرة لم تكن ابداً من اولئك النسوة اللاتي يتذمرن من قلة المال
هي في الأساس لم تعتز للمال ..... اذ انها تمتلك عملها الخاص بالعطور
لكن أراد تبييض صفحته بعيناها
أراد منها ان ترى الجانب القوي المكافح الساعي المجتهد منه
الذي يكسب المال الكثير والكثير فقط لأجلها ولأجل ابنها

لكنه للأسف اختار اسهل الطرق واقذرها



رن هاتفه ...... فـ كانت احدى الشابات اللاتي يهددنه

اغلق هاتفه عن بكرة ابيه بـ عصبية
وهو يفكر بـ حلٍ ما يسهل عليه افلات نفسه من الورطة من غير فضائح






على بعد مترات .. بمسافة عدة سيارات تفرق بينهما فقط
كان ينظر نحو ابن عمه ...... وتعود به ذاكرته لسنواتٍ مضت

هل يقول انه غاضب من ربيّع ... الآن على الأقل وبعد سنوات من الانغماس في عالم آخر لا يمت لعالم آل صياح بأي صلة
عالم المال والاعمال .... وسهر الليالي .... وكفاح الصباحات المتواصلة بلا كلل وملل


لا
ليس غاضباً

هل يقول انه مقهور او عاتب او يحمل الانتقام بروحه ؟!
صدقاً لا

حتى قضية عصابة الادوية الذي هو متورط بها
لا تهمه
كان همه عندما ارسل محمد خلف روزة
ان تعود ابنة عمه لأهلها بسلام
ان لا يحدث لها مكروه هو وابنها وخالها
تقديراً للدم المتربط بينهما فقط
كونها –مهما جرى وحصل- ابنة عمه وشرف ابيها من شرفه


يعطف على ربيّع
يعطف على من كانت افعاله المندفعة وخيانته جريرة حقد ابيه وروحه البشعة وذاته المسمومة !

ربيع كان أخيه
أي نعم حصلت بينهما الكثير من المعارك والمشادات في الصغر والمراهقة
لكن الخيانة العظمى لم تكن لتحدث لولا ابيه وعبدالكريم



يطرق برتابة نافذة سيارته بسلاميات اصابعه
ويتذكر سنواتٍ خلَت

عندما استعاد وعيه كان امام احد خيارين لا ثالث لهما

اما العودة للتهلكة وسط النار وهو خالي الوفاض من ادلة تظهر بياض قميصه الذي اتسخ بقذارات اتهاماتهم

او ينتظر ...

ينتظر بأن يرضى بالحال الذي هو عليه الآن ...... حتى يستطيع جمع كل قواه والعودة كبيراً شافياً من الصدمات

حتى يستطيع فعلها ونيل ما يجعله شامخاً قوياً شماء الجبين بين العرب اجمع


تجلجلت ضحكة عمه الشامتة وهو وحيد معه في المستودع المظلم القذر
لا ينيره الا مصباح عمه القديم


"لا تخاف ... ما برمس عن ابوك الكلب ... يسدني اعترافك بالجرايم ... يسدني والحمدلله مرتاااااااااااااااح واقدر ارقد بعد سنين شقا وعذاب ........ بس لا
لا
بتريا ............ ما برقد الا يوم اشوفك ميت
مب وقت الرقاد الحينه ابد
ههههههههههههههههههههههههههههه"



رأى اليقين بعينا عمه ..... لن يتحدث بأمر ارتداد ابيه
كان همه التخلص منه هو
هو سهيل لا غير



وطالت مدة الانتظار ....... فطال معها مدة المكوث ومدة العذاب ومدة الاشواق المتراكمة

حاول البحث عن اهل الضحايا كي يعرف كامل الحقائق منهم .......... لكن بلا جدوى

اختفوا جميعاً عن بكرة ابيهم

بحث في شمال البلاد وشرقها وغربها

بحث في عمان

بحث في أفغانستان

بحث في كل مكان يمكن ان يجد فيه دليل لصالحه

لكن عبث

اربع سنوات ونصف من حياته عاشها في بحث مستمر بالاضافة الى تأسيسه بمساعدة اخيه عمله

كانت السنة التي تمر عليهم عن مئة سنة ...... من الجهد والبحث والكفاح والنضال والمعاناة


حتى قرر ان يهدأ قليلا ويضع عقلاً سليماً متوازناً وسط عيناه

فـ قرر ان يسلك طريقا اكثر تعبداً واتزاناً واتساعاً

ادرك انه لن ينال حقه اذا ظل طريح الحيرة والتشتت وعدم الاستقرار

فـ ركز في عمله وتطويره ...... ثم قرر الزواج وتأسيس عائلة الخاصة


ومن هنا بدأ تأسيس مركزه الفعلي وقوته التي لا تُستهان في هولندا



يوماً بعد يوم ...... شهراً بعد شهر
الى ان قرر مراقبة كل عائلته من بعيد


قرار عاطفي اكثر من كونه عقلاني في الحقيقة !!


رغم صمته المتواصل وتعامله الجاف المغلف بالاحترام مع الجميع

رغم تجرده من اصوله العربية من اسم وشخصية وحياة


علم بـ رغبة عمه منصور العارمة في الوصول الى العالمية في مجاله لهذا طلب من غابش ان يتعاون معه ...... فـ تلك الصفقة سترفعه للسماء

كذلك سارة/نارة وابنتها
علم بأمرهما فـ اخبر منصور عنهما
فـ ترك له مهمة التعامل مع المشكلة اذ انها تخصه هو وحده !
-رغم انه لم يرغب ابداً بتوريط نفسه هو ديدريك وجواهر عندما اختطف خوليان نارة وتعمد الا يظهر في المشهد بوضوح كي لا يراه عمه حينها-


علم بـ تورط ربيّع مع جماعة الادوية الممنوعة وديونه المتراكمة لديهم وتهديداتهم المستمرة بـ إيذاء عائلته

لذلك ارسل محمد خلف ابنة عمه روزه اذ انه علم من احد رجاله بالخطة التي رسموها بعض رجال الجماعة ليلحقوا الضرر بها وابنها


كذلك علم بقصة مروان طليق مديه فـ أرسل محمد لمساعدة هزاع

لم يكن ابداً من الذين يحبذون بروَزت انفسهم ....... بـ برواز الرجل الخارق متعدد المهمات !

لكنه عندما اصبح صاحب نفوذ عالي في اوروبا
لم يستغل الامر ابداً لشيء يشعره بالرضى
رضى النفس ورضى شعور الغربة فيه

لم يشعر ان لـ نفوذه قيمة الا عندما استغله لصالح من يراهم يستحقون العيش بأمان وهناء ..... من يراهم يستحقون تصحيح مسار حياتهم المعوجّة !



اما حرابته الغالية

الذي فُجع بخبر نية داعش بـ ايذائها
فـ كان شد المهمات صوبةً عليه
حتى انه يومها لم يستطع النوم من شدة القلق والتفكير


صدقاً لم يكن بيده حل الا الموافقة على فكرة ارنود عندما اجتمع معه وغابش عن طريق شبكة الانترنت


فـ حرابة لن ترضى بالاستقالة بنفسها ان علمت ولن ترضى الاختباء كالجبناء

واذا علمت من القيادة بأمر داعش ..... فلن ترضخ بسهولة بل ستواجه ستقف كالنمرة وتواجه مصيرها بنفسها

لكن ما ذنب امها عفراء وظبية اختها !

ما ذنب ابيها ليث !

ما ذنبه هو –سهيل- ليفقد اخته بعد سنين الانتظار لملاقاتها واحتضانها من جديد !

يعلم انها ستغدو كالبركان ما ان تعلم بالحقيقة




تشوشت نظرته بالعاطفة الأخوية ............. لكن الغايات تبرر الوسائل بعض الأحيان يا عين سهيل





اغمض عيناه وهو يشعر بوخز بهما .... وتذكّر رغماً عنه حديث غابش عنها


رباه

لقد شهدت ليلة الحريق

شهدت موته

او من المفترض ان يكون موته

كيف استطعتِ المضي بحياتكِ يا حرابة بعد هذا

كيف !





اهتز هاتفه ذو الوضعية الصامتة
وضعه على الصامت مسبقاً لا يريد لأحد قطع اختلائه الحميمي مع روائح عائلته البعيدة عنه


رفعه ... ليهتف بصوت غليظ خفيض: هلا
..
: شحالك عمي ؟
..
: الحين ؟
..
: ان شاء الله ولا يهمك .. بصلي العصر وبييك


اغلق الهاتف عن عمه منصور ..... قبل ان يزفر بـ مشاعر مثقلة بالكثير
والكثير

ليستعير انتباهه اقتراب سيارة ابن عمه هزاع من سيارته والمرور بجانبه ليسلك الطريق المؤدي للشارع العام
ويبدو ان الأخير لم ينتبه بما حوله

زم فمه بـ تفكير وقرر فعل ما خطر بباله



،,



بعد نصف ساعة



وقف هزاع امام شعيب اخو سعاد امام باب مجلس الرجال التابع لمنزل الأخير ... وقال: تسلم يا شعيب وقفتك كانت وقفة حق مع انك اخوها

شعيب بـ شهامة عالية: الحق حق يا خويه .... ما فينا على المحاكم وويع الراس وانا وعدتك
سعاد لا تقرب صوبكم ولا بتأذيكم ..... خذها كلمة من اخوك

اومئ هزاع بـ رأسه وقال: يعل راسك يسلم

: ومثل ما اتفقنا يا بوعبدالله اربعة ايام عندك و ثلاث عندها ..... يلين يكبرون الأولاد ان شاء الله ويختارون وين يستقرون

رغماً عنه كان قلقاً على اطفاله ... فقال: بوعدنان يوم ايون عندكم خل عينك عليهم
ماعليه ادري وايد انت تعز اختك وتحبها ..... بس انا بعد اعز عيالي واحبهم واخاف عليهم
والشيطان شاطر

هز رأسه متفهماً قلق هزاع فالذي فعلته اخته ليس بالامر الهين ابداً

لقد وضعته حقاً في موضع محرج مخزي


فـ طمأنه شعيب بثقة: لا تخاف بيتمون تحت عيني

هزاع بامتنان: يزاك الله خير
يلا بترخص

شعيب: خلك يا بوعبدالله تعشى ويانا

هزاع بابتسامة رسمية: لا اخويه تسلم ..... يعل خيركم في زود .... ورايه اشغال بخلصها

شعيب: على خير ..... سلّم سلّم على الوالد

هزاع: ان شاء الله سلامن يبلغ



دخل سيارته وهو يزفر بحدة ...... يشعر بالضيق
ولولا اصرار مسك المستمر ولحاقها به على الدوام حتى يحدد مع اخ سعاد تسوية ترضي الاطرف ..... لما فعلها ووافق على الاتفاق

يعلم انها بقرارة نفسها ما تزال تحمّل نفسها ذنب طلاقه بسعاد

وتشعر انها الطرف الغدار الخائن !!

وهو فعل ما ارادته .... رغم قلقه الذي لا يخمد على اطفاله من امهم سعاد




رن هاتفه
فـ كان المتصل ابن عمه


رد بسرعة وهو يرحب بـ رجولية خشنة: مرحبا الساع



،,



بعد العصر



أغلقت الهاتف بعد ان اتصلت بـ نورة تطمئن عليها
فـ اجابتها الخادمة حورية بدل عنها
واخبرتها انهم الآن في مطار ابوظبي ...... ينتوون الاتجاه لـ مكة المكرمة لتأدية العمرة
وان الخالة نورة في دورة المياه –اكرمكم الله-

فـ هزت ريسة بتفهم واوصت الخادمة ان تعتني جيداً بـ نورة

أغلقت الهاتف وهي تحوقل بخفوت
هذه عادة نورة منذ سنوات
ما ان تضيق الدنيا عليها من جميع الجهات
تحجز تذكرة في اقرب طائرة متجهةً لـ بيت الله الحرام ومعها حورية



أسندت يداها على طاولة المرآة الكبيرة
تتأمل وجهها الشاحب المرهق

لم تنم ليلة البارحة ابداً .. كل الكوابيس غزتها
ولولا ان قامت لقيام الليل .... وبكت على سجادتها تناجي الله الراحة والسكينة
لما استيقظت الصباح وهي تزخر بطاقة جديدة ..... وثبات متجدد للمواجهة
للتصدي
للقتال


تأملت صورة زوجها على المنضدة بحنين عظيم

لطالما فكرت بينها وبين نفسها ... لمَ لم تتزوج بعد علي رحمه الله ؟

لمَ لم تعش حياتها بالطريقة الطبيعية
تتزوج وتنجب الأطفال ... الكثير والكثير منهم ؟!

لمَ قررت المكوث مع ابيها ومن ثم الارتضاء بتربية اطفال ليسوا من صلبها !

لمَ ارتضت ادخال حبهم في اعمق نقطة في قلبها والاستغناء عن كل شيء حلوٍ دنيوي ... عداهم هم !

منصور .. سهيل .. ربيع .. مديه .. روزه ......وحرابة

يالله لكَم تحبهم حباً لا يوصف .. حباً يجعلها تشعر بالسقم ان اصابهم مكروه

ابدا لم تفرق بينهم ..... حتى حبها لسهيل ... لم يفق ابداً حبها لباقي ابناءها ..... واولهم ربيّع الذي لطالما رأت غيرته منه وسخطه
احبتهم جميعهم سواسية

وبعد كل تلك السنين
عرفت الإجابة !

اراد الله لها تذوق كل احاسيس الفقد
كل نوع من انواع نزع الروح من القلب
اراد لها الخير بأصفى صوره

من قال ان الخير فقط في الضحكة المجلجلة ...... والصحبة ؟
من قال ان الخير فقط في الزوج والجلوس معه في الانس والرحبة ؟



لتنزع عيناها من عينا زوجها الراحل ....... وتنتقل لـ صورة أخرى
صورة جمعت جميع ابناءها
وكان سهيل في الصورة يجلس قرب ربيّع ويضع يده على كتف الاخير


فـ تجمعت الدموع بمقلتاها المشيبتان
ليست بلهاء ..... ليست بطيئة الادراك !

بعدما اكتشفته البارحة على لسان شاهين نفسه بكل ما جرى قبل سنوات

علمت بحدسها ان ربيّع ابنه كان على علم بكل شيء
كل شيء

وتعلّم ان الأخير قد دخل البارحة غرفة جده
وحصل اعتراف ما بينهما
باستجواب من جده نفسه !


صياح
صياح سمع كل شي
صراخ البارحة وصل لمسامعه بوضوح

لهذا لم تذهب إليه حتى الان
لا تريد رويته مكسوراً
لا تريد رؤية الفاجعة والخيبة بعيناه

صدق او لا تصدق !
ارادت من قبل رؤية الانكسار والصدمة والفاجعة تطفح من ملامحه
ومن قلبه

لكن الان
لا
لا تريد
كل شيء حولها يموج ويدور في حلقة سوداء كئيبة
وكأن كاساً من الماء البارد سكب عليها فـ جمّدتها

يكفيها والله ما حصل ويحصل لها
يكفيها حقداً
يكفيها كرهاً
يكفيها شماتةً ونفوراً

والدها اخطىء في الماضي خطئاً مريعاً –صحيح بسبب مكيدة من عبدالكريم وشاهين- لكن الخطأ ما زال يتلبسه ..

لكن اين والدها القوي آنذاك لتواجهه بقوة وتقول له
"هذه نتيجة فعلتك يا صياح ... فـ خذ ما تستحق" ...........؟


اين هو ؟
والدها بين رحمات الله الان
اصبح ينسى كثيراً ... ويتعب من اقل حركة .... ويعيش أيامه على الادوية كذلك الحبوب المهدئة التي صرفها له الطبيب لتخفف نوبات عصبيته وأرقه الليلي

صياح اصبح يعرف بالظلم الذي وقع على سهيل ..... لكن كيف سيعرف ان كان سهيل نفسه ما زال حياً !

منها ؟

لا والله
لن تستطيع فعلها
لن تستطيع فعلها واخباره انه حي
اخبار نورة اهون عليها واخف وطأةً ... من اخبار صياح ذاته



رن هاتفها فجأة .... لتتنهد بـ ارهاق ..... فـ استلته بخفة وقالت: ألو ... هلا هزاع

هزاع بنبرة حازمة هادئة: هلا عموه ... شحوالج ؟

ريسة: بخير فديتك نحمد الله .. علومك انت وعلوم مديه والعيال ؟

هزاع: الحمدلله كلنا بخير ما نشكي باس

سكت قليلاً ثم قال: عموه عندج شي الحينه ؟

: لا ابويه ما عندي شي .. شو بغيت ؟

هزاع بـ مراعاة: كنت بيي بشلج وياي بس قدني في الوثبة
(الوثبة منطقة خارجية .. خارج مدينة ابوظبي)


ريسة بقلق: فيك شي حبيبي ؟

هزاع: ماشي الغالية ... بس اذا فاضية تعالي صوبي ما عليج اماره .... اباج في سالفة






هل هذا انسب وقت لتتهرب من مواجهة صياح !
لكن المواجهة محتومة يا ريسة فلم تأجليها ؟

لكنها الآن ضعيفة اتجاهه
ضعيفة جداً

يجب ان تصلب نفسها قبل رؤيته على الأقل

وجدت نفسها تقول بسرعة: انت وين بالضبط ابويه ؟

هزاع: عزبتي عموه ... ادلين مكانها بالضبط ؟

: هي ابويه ادلها .... يلا يايتنك ان شاء الله




حسناً
تظن انه الوقت المناسب لاخبار هزاع ان سهيل حي
فـ هزاع يجب ان يعلم اذ انه هو من اخبرها اول البشر بموضوع سهيل واحتمالية انه ما يزال عائش يتنفس هواء الدنيا



بعد مغيب الشمس
كانت تدخل المجلس المتواضع التابع للمزرعة الكبيرة بكامل هيبتها المعروفة بها
وهي تعدل برقعها على انفها الطويل بـ حزم .... وتحدق امامها بالأثمد المرسوم داخل عيناها




ألقت السلام بصوت رنان

لتأتيها ثلاث أصوات ترد السلام عليها

صوت هزاع
ومنصور
وسهيل



اتسعت عيناها من اسفل برقعها بـ خفقاتٍ وصلت حنجرتها حتى مخها
ونزعته مصدومة وهي تقول: بسم الله الرحمن الرحيم

اول اسم نطقته بل اول وجه سقطت عيناها عليه
كان منصور !


: منصور !!


وقف منصور بقامته المديدة .... وباستقامة صدره
وهو يبتسم لأخته الكبرى بـ ودٍ خالص


دنى من رأسها ..... تحت عيون الشابان الآخران .... وقبّله


لمست صدره .... وهي تتنشق رائحته بـ شوق كبير
لكن صدمتها بـ الصورة التي تحتوي على ثلاث اشخاص لم تعتقد انهم سيجتمعون معاً ...
اكبر واشد

: شـ شو السالفة ؟!!

نظرت نحو هزاع بذات صدمتها واكملت بتلعثم وهي تنقل عيناها منه الى سهيل: هزاع
هزاع ..... كيف .....

اقترب سهيل من هزاع وعيناه تبتسم لـ امه الروحية يريد تخفيف وطأة الصدمة عليها

ربّت على كتف هزاع برجولية فاخرة ..... ثم قال:
هزاع يعرف امايه ... تقابلنا من كم يوم وعرفني ما شاء الله عليه على طول
ما جني مفارقنّه سنين

هتف هزاع بتهذيب رجولي .... وهو رغماً عنه يكن لـ سهيل احتراماً وتقديراً بالغان: سهيل ما ينتسى



خفقاتها اشتدت
وهي تلمح الود المتبادل بين أبناء العم

لتستوعب ان منصور امامها بعد رحلة طويلة
منصور الذي كانت بأمس الحاجة إليه في الفترة الماضية
ارادته بشدة وهي تكتشف افظع الحقائق في حياتها
افظع الحقائق عن اخيها شاهين ..


احتضنته بقوة .... وانهمرت دموعها رغماً عنها:
حبيبي وحشتني

احتوى رأسها الصغير حول ذراعه وبصدره وهو يهتف بـ اجش: ليش الصياح يالغالية ؟!

اقترب منها هزاع .... تحت وطأة دموعها المريرة .... لتجد نفسها تخرج ما فيها بـ هلاك: تـ تعبت .. تعبت والله
بسني
اللي شفته يسدني والله
يـ يسسسسدني



وهو يتأمل هزاع ... ومنصور حول عمته ريسه
شعر بـ الغربة تكتنفه
غربة بـ طعم اثقل/اشد حموضةً من الغربة التي ذاقها سنواتٍ خلَت

احس ان وجوده الآن بينهم
شاذ
غريب
وباهت ................. باهت جداً
وكأنه العنصر المتّشح بالسواد داخل صورة ملوّنة بكل ألوان قوس المطر


رغم هذا .. اقترب وهو يضع يده على ظهر عمته وقال: شي صار امايه ؟


ساعد هزاع عمته في الجلوس ليجلس قربها ويقول:
مديه قالتلي عموه

سأل منصور بحيرة .... وهو يجلس يسار اخته الكبيرة: عن شو ؟

نظر هزاع لسهيل ..... ثم قال بنظرة معتمة: خالوه نورة راحت بيت عمي شاهين والعنت خامسهم كلهم
عرفت ان عمي شاهين ورا اللي صار حق سهيل


قبض سهيل على يده ... بشدة
ولهيب مر امام حدقتيه ......!

لكنه حافظ على تعابير وجهه الجامدة
الضبابية
التي لا تشي بشيء البتة !



رمق منصور سهيل نظرة خاطفة ثم قال لـ هزاع مستغرباً: شو تقول هزاع !! ما فهمت

وضع سهيل يده المنقبضة داخل جيبه يخفي رجفة الغضب بها ...... وقال: بقولك انا خلاف عمي

وقف منصور هادراً بحدة: انت لين متى بتم داس عني !!
هااا !!!

اخفض سهيل عيناه بقسوة
في الوقت الذي اقترب منصور منه ..... وهو يكمل وينفث ثورانه عليه: لا يكون تتحراني معطي اهمية حق اللي ينحسبون عليّه اهل

اشر على ريسه واردف بحرقة لا تُضاهى: امك ريسه بس اللي مخلتني لين الحينه مرتبط بهم .... الاهل اللي مثلهم وشرواهم يستاهلون الحرق كلهمممم

وبّخته ريسه وهي تنظر نحو هزاع الصامت: منصور عيب عليك

ليقول هزاع بتفهم: خليه عموه ... اعرفه عمي منصور اذا عصّب ما يعرف شو يقول

هتف منصور لهزاع بـ عنف: احمِد ربك ما شفت اللي شفته انا
احمد ربك بس
هاييل وحوش مب اوادم لعنة الله عليهم كلهم
وفوقهم شاهين الكلب

وضعت ريسه يدها على خدها بـ استنكار ...... وهدرت موبخة بغضب: خلاص منصور خلاااص


لم يبالي منصور البتة .... حيث قال وهو يوجه حديثه لـ هزاع: قولي انت

اشر على سهيل واكمل بقهر: هذا لو عليه ما قالي شي مول



تنهد هزاع بـ خفة ..... وقال لهم ما حصل ...... معتمداً على ما قالته مديه بالكامل له
مخفياً حديث الأخيرة ..... عن انها اكتشفت ان والدها كان يحب الخالة نورة
فـ ذكر هذا الموضوع يُعتبر إهانة واذحة لـ سهيل ابن عمه



جلس منصور واجماً .. وهو يتكئ بمرفقيه على ركبتيه ....... ويحدّق مطولاً بـ هزاع

ليقول بعدها بنظرة سوداء وهو يصلّب ظهره:
تصدق مب مصدوم ..

نظر لـ اخته وسهيل واكمل بـ ادراك ألهب روحه قبل ان يلهب أرواح من يقفون امامه:
تصدقون وتآمنون بالله مب مصدوم ولا شيّاته !
من صارت السالفة وانا حاس في داخلي ان شاهين له يد
كيف وليش ومتى
ماعرف
بس والله قلبي كان حااااس


وقف وهو يمشط شعره بأصابعه بحدة
ولسان حاله يلعن بـ غضب شاهين ويشتمه بـ اقوى الشتائم واشنعها

اخرسته ريسه بقسوة: منصور .. بلا هالالفاظ .. حطلي قدر شوي يا وووولد

هدر بعنفوان: همج ما اسبّه !! تتحرين اللي أقوله عنه قلة احترام لج !!
ليش يا ختيه العوده ؟!
لا يكون تتحرينه يستاهل المديح ولا يستحق انشد له المعلقات !!


زمجر وهو يؤشر نحو سهيل الواقف بصمت تام: هالانسان هذا شو ذنببببببببه !!!!
شو ذنببببببببه !!

اقترب سهيل منه .... وقال يريد تهدئته: عمي خلاص اهدا
امايه ريسه عصبت لانها ربتنا ما نتلفظ جدامها الا بالشي الزين

اشر بيده بـ استخفاف ساخر غاضب: هذا كان زمان .. يوم كنا يهال
الحين كل واحد فينا قد الثور


وابتعد عن سهيل بطريقة فجة ليخرج للخارج

يريد استنشاق هواءاً نظيفاً
هواءاً لا يذكره انه ابن صياح
وانه من آل صياح
يكفيه عاراً وذلاً

والذي يزيد في نفسه الضيق
سهيل نفسه
يراه ولا يكاد يعرفه
غريب على نحو يشعره بالارتباك
صامت على نحو يشعره ان هناك آلافٍ من الجيوش المجيّشة خلف نظراته الخرساء

أي نعم اخبره واجابه عن كل إجابة أتت لعقله
وكل شيء كان يجهله
وأول شيء ..... والاهم
كيف نجى !

لكن ريبته من تصرفاته ...... تتفاقم في روحه




اخفض جبينه وهو يمسد شعره للمرة العاشرة للخلف
متذكراً تلك الليلة المشؤومة


عندما اخبره سهيل بما فعله العم جابر معه
تجمعت الصور بعقله وتذكر ان اثنان من أبناء عمومته جرّاه معهم نحو المجلس مخافةَ ان الأخير يفسد عليهم خطة القتل
جاهلين ان من كذب عليهم بخصوص تجمع العمال امام مجلس صياح
هو من أراد انقاذ سهيل منهم


عجب لهذا الزمان
عجب !



شعر بها تقف قربه .... تتأمل المزرعة الشاسعة
والأشجار الباصقة
بـ حزن مرير حد النخاع

لتقول له بـ اختناق .... اختناق الصدر لم يخفف وطأته النسيم العليل الذي يضرب وجهها: لا تلومني
بعدني مب مستوعبة ان اخويه ......... ولد امي وابويه
جي سوى في ولد اخوه

بصق كلماته بصقاً ملؤه الكره: اخوج من استوى وهو مثل العقرب
مب شي يديد


وضعت يدها على صدرها بـ تهدج/ألم ...... وقالت: ابوك صياح عرف

أغلقت عيناها بارتعاش واكملت بـ حسرة محفورة في الوجدان: يالله
اسمع ونينه عند اذنيه يا منصور


قال بلحظة تهور خرجت مع سنينٍ عجاف تمكنت في روحه المسمومة: يعله يون ويصيح الدهر كله

ما ان انتهى من كلمته ..... حتى شعر بـ كرة صلبة تضرب ظهره

: لين هني وبس

التفت منصور فـ رأى كرة سلة تتأرجح نحو الحشيش ويبدو انها ملكٌ للصغار يلعبون بها عندما يتواجدون في مزرعة ابيهم

كشّر عن انيابه وهو يقترب نحو سهيل .... ليقف امامه وجهاً لوجه
انفه يكاد يضرب انف الثاني

ثم هتف بوحشية مقلتاه:
تبا تظّارب !! ........... عشان منو !!
عشان يدك !!

دفع صدر سهيل بقوة .... واكمل بـ قهر جنوني: قلبك الرهيّف ما تاااب !!!!

دفعه مرة أخرى وصرخ حتى سُمع صداه في ارجاء المكان كله: انت .... انت ما تبت عن غباااااااااااااااائك !!!!
شو ترتيي من يدك زووووود !!!!
شو ترتيي عسب تحامي عنه واداااافع !!!!
(ترتيي = ترتجي)


ليهتف سهيل بـ اعتداد عاصف: يدي الشيخ صياح بن احمد بن صياح
شيخ العرب يميع
ان بغى يقص راسي ........ حلاله


اتسعت عينا منصور بـ ذهول ..... بـ نيران تعصف تعابير وجهه

: حلاله !!

رفع كفه امام منصور ... وقال بنبرة لا جدال بعدها: مثل ما سمعت
حلاله

ثم نظر لـ امه ريسه .....وقال بـ صوت بعيد
بعيد جداً: امايه مروّح انا

اقتربت منه تهمس بلوعة: وين بتروح يا بويه ؟!
ايلس وياي شوي ليش دومك مستعيل !!!

اعطاهم ظهره ...... وقال: اخوج الظاهر نسى تربيتج له
ذكريه
في امان الله

ثم اعطى نظرة خاطفة نحو هزاع
وكأنه يأكد عليه بنظرته الحازمة ..... ما اتفقا عليه فيما سبق

اومئ له هزاع بسرعة ولوَح له مودعاً



،,



(( تدور عقارب الوقت معه بسرعة ، وكأن الوقت عدو قلبي ، عدو نبضي ، عدو روحي . . وذات العيون السوداء لا يرحمني . . كلما نظرت بعيناه ترتد حدقتاي للارض . . اريد ان اقول للعقربتان المستفزتان قفا ، لكن هذا المتوهج المتقد رفيع المستوى يضيعني ، يشتت انتباهي . . اريد ان ادعس على رأس الثانية . . ويد الدقيقة . . وساق الساعة : لكن سموه يرعد اوصال ثباتي . . فـ ما الحل ؟ ))



توقفت عن الكتابة بنزق

دوماً هي هكذا
ما ان تنتهي من مشاهدة فلماً رومنسياً
حتى تتقمص دور البطلة من حيث لا تعلم .... وتبدأ بكتابة عاطفتها نحو العاشق المجهول في احلامها الوردية

يالخيبتها وخيبة طفوليتها




اغلقت مذكرتها بعد ان وضعت قلم الرصاص بداخله

لترى ضي تتقدم نحوها ... وتقول بـ فم مزموم: اين ابي ؟ لقد اشتقت إليه ..... ولقد وعدني ايضاً ان نذهب سوياً لشراء ايباد جديد لي


ابتسمت عيناها لابنتها التي تصبح مدللة جداً عند ابيها

فـ قالت لها بنصف عين: هل اصبحت ماما الآن خارج نطاق اهتمام ابنتها الحبيبة ؟

اتسعت عينا ضي بذهول وقالت: لماذا تقولين هذا يا ماما ؟


نارة بمكر: اصبحتِ لا تحبينني كالسابق يا مدللة ابيها ..
حتى انكِ اتيت الان فوراً بعد استيقاظك من نوم العصر الذي لطالما حذرتكِ منه ..... وانتي تتذمرين من والدك وعدم قدومه الى الآن

قلّدت صوت ابنتها بتفكه: لقد اشتقت إليه

ضربت يد ابنتها برقة ..... واكملت بعتاب كاذب:
وانا ؟؟؟ أليس لي من اشواقك ومحبتك ؟!

احتضنت بطن امها ...... وقالت بميوعة: ماميييييي
انتي معي كل حين
اما ابي فلا



اعتصر قلبها للصدق الناضح من كلمات ابنتها

منصور يختفي اغلب الوقت لإسبابٍ تعود له ولا تتدخل بشأنه

لكنه وللامانة يحرص ان يمضي الوقت معهما في وجباتهم الثلاثة الرئيسية
او على الاقل
اول الوجبتين



لم لا تسأليه يا نارة اين يذهب ؟ .. اين يمضي وقته خارج المنزل ؟
من يرى ؟
من هم اصدقاءه ؟
لمَ لم تسأليه الى الآن عن سبب عدم رؤيتهم لـ عائلته الى الآن ؟
الم يكن يريد هذا من قبل ؟
لمَ يماطل ؟!


نارة
أيتها البلهاء الجبانة
اسأليه
واجهيه وجهاً لوجه
واسأليه بكل صلافة وجرأة ...... ولا تخافي

لم تبنين الحواجز بينكما ؟

لقد افضى بالكثير من الامور التي كانت تقبع في روحه
أمور لم يقلها حتى لـ سارة

رأيتِ منه بالفعل جانباً مختلفاً من شخصيته

اصبحتِ تعلمين انه ليس بذلك السوء

ليس قاتلاً بالمعنى الدقيق ..... فما حصل كان رغماً عنه

لمَ اذا الفجوة بينكما ؟


تخافين ؟
ممَ تخافين يا نارة ؟



انعكست صورتها على شاشة هاتفها المعتمة


تخافين ان يقارن بينك وبين سارة صحيح ؟
تخافين المقارنة
الاختلاف


وتخافين ان فتحتِ له ذراعيك له
لحياتكما معاً

ان يخذلك
ان يؤلمك

كما تألمت منه سارة من قبل
صحيح ؟

تخافين قبل كل هذا وذاك ....... ان تخوضي الحياة معه بأكمل صورها واوضحها

فـ تواجهي الذي لا يُطاق

فـ تُجبري في النهاية على التخلي
على الرحيل
على الهرب ان صح التعبير

فـ تغدو حياتك كـ حلقة دائرية مجوفة ...... مثل السابق
في هروب مستمر من الخوف والوحدة والخيبة
والتفكير المنهك المتواصل

لذلك انت تفضلين المنطقة الاقليمية التي انت عليها الآن

منطقة غير تابعة لأحد
ولا لـ خانة تعريفية

لا لـ مسمى زوجة كاملة متفانية

ولا لـ مسمى زوجة ناشز ..... ومكروهة

زوجة في المنتصف وكفى

حتى لا تخسرين شيئاً في النهاية واولهم ........... قلبك !



،,



بعد ساعتين



اتصلت به ريسة مرعوبة مخطوفة الانفاس من شدة القلق والتخبط
واخبرته انها عادت للمنزل ولم تجد والدها
وهم الآن ... الجميع بلا استثناء
يبحثون عنه


بعد ثلاث ساعات من البحث المتواصل من قبله ..... تمكن من معرفة مكان جده بمساعدة صديقه




ختم حديثه مع محمد وهو يزفر براحة: تسلم محمد ما تقصر

محمد: مب مبينا سهيل
عين الصقر قدرت اطلع لنا موقعه بالضبط

(عين الصقر = أجهزة المراقبة والتحكم الموضوعة اعلى الطرق، والمنتشرة في جميع شوارع العاصمة ابوظبي الداخلية والخارجية)



قال سهيل وهو يشعر ان أنفاسه الهاربة قد عادت لـ صدره اخيراً بعد القلق الذي اجتاحه بشأن جده: يزاك الله خير



اغلق عن محمد الخط ... وزفر مرة أخرى بحدة


وبعد لحظات معدودة ...... كان يوقف سيارته بالمقربة من مكان جلوس جده على صخور منطقة الكاسر
امام البحر تماماً


تأمل ظهر جده بحنين شديد
بشوق اشد
بمشاعر متفاقمة متصارعة في جوفه



يا وجع الروح عليك يا صياح
أهذا انت من كنت تهز جبال الوادي هزاً بقوتك وعتو روحك ؟

سبحان الذي يغيّر ولا يتغير
سبحان القوي الجبار المتكبر


خرج من سيارته واقترب منه ببطئ ..... فهو لا يريد اخافته خاصةً وهم في الليل المعتم

اخفض زاوية عصامته المتدلية .... ليغطي جانب وجهه قدر المستطاع

وقال بعد ان اصدر صوتاً بقدمه كي لا يخيفه: السلام عليكم

ببطئ ..... رفع الجد رأسه نحو الشاب
وهو يرص لا إرادياً على محاجره

ليقول بنظرة ضبابية عميقة: وعليكم السلام

جلس سهيل قربه على الصخرة .... وهو يحاول الا يرفع وجهه مباشرةً نحوه

ليقول بصوت حاول تغييره قدر المستطاع: ابويه شو ميلسنك هني في هالليل ؟!
نش خلني اوصلك بيتك

عاد الجد بانظاره نحو البحر المظلم ...... وقال: يزاك الله خير ولديه خلني مكاني .. مرتاح هني

التفت سهيل ليساره وهو يرمق من بعيد مجموعة شباب متهورين .... ويضايقون المارة بتصرفاتهم الرعناء

عادت انظاره لحيث كانت
ثم نظر لـ جده بطرف عيناه

قاوم بشدة الا يلمس يد جده ..

ليقول بصوت غليظ: نش ابويه نش .. لابد هلك وعربانك يدورون عليك الحينه

حاول الجد ان يدقق بنظره على وجه الشاب لكن البصر خذله
فقال له بصوته المبحوح: شو عرفك انت ان هليه يدورون عليه ؟!

: ا ا ماعرف
قلت يمكن يعني ا ا.....

هتف صياح بسؤال مفاجئ: منو ولده انت يا صبي ؟!


صفى سهيل المرتبك حنجرته ....... فأخبره بصوته الغليظ الذي يختفي اغلبه خلف الشماغ المتدلي
بإسم قبيلة معروفة ....... كذِب عليه ..... وياليته يصفع اكاذيبه وكل ضعفه ويقترب اكثر ليشتم العود المعتق من بين خطوط كفوفه السمراء الضئيلة

اومئ صياح له برأسه واتخذ الصمت مأوى

ثوانٍ مرت .... حتى تنهد بقلة حيلة ...... ولجأت عيناه للبحر مرة أخرى


أخذ يردد بخفوت متهدج:

واعلتي من مصابي وأكثر لحزان
واليعتي من حادثاة الليالي
واحتسرتي لي جرابي ما جرا بأنسان
أبكي حسف وصفج حدا الكف خالي
دمعي تكفكف على الخدين والاويان
مسفوح كالوبل همال وهطالي
أردد النوح بقصا ظامري نيران
وأبث حزني إلى علام لحوالي




سكت الجد وهو ينكس جبينه
ليغمغم بنبرة خدشت قلب حفيده خدشاً: نـ ..... نسيت



ليتصلب جسد حفيده وهو يشد من قبضة يده على بضعةِ احجارٍ صغيرة قربه



اكمل الابيات وعيناه بعيدتان عن عينا جده التائهتان الموجعتان:

مفجوع كسري بعظدي من فقد غلمان
غدرهم البين ومسوفي بطن يالي
برحت جثايث ركايبهم عشا السرحان
وهالو عليهم من كثيب الرمالي
وانا صابني من فقدهم لاعج الهفان
مغبون حتى لاعبا البين بحوالي



اغمض صياح عيناه ......... وهو يهدر بأنّات روحه الباكية: اخخخخخخخخخ يالله
يالله
انا اشهــــد يا ولديه ..... انا اشهــــــد


واكمل بلوعة ســـــــــوداء تبكي القلب:

وأعز تأتي عليهم حاذرة لعيان
طيب الكرا عقبهم ما ظن يحلااااااالي
حزني عليهم مي على غيلان
ما ظني القا لهم في عصري أبداااااالي
لجل فقدهم يا نااااس ما عنه سلوان
لهم حسرة بقلوب صحب وأهالي
تبكيهم الدار والاصحاب والخلان
بكي النسا المولهاة التكالي
عزة لهم كل خوداء من اللحان
بالنوح تصفج بليمين الشمالي
شقن ملابيس لهن والحزن ما هان
ونا من أبكاهن تزايد علالي
ألا يا بني عمي ويا صفوة الشبان
ويا من عليهم عقد رأي وكمالي
أخذ ثارهم ما دام للحرب ميدان
ما دام نار الحرب فيها أشعاااالي*



*لـ الشاعر سالم الجمري





جعّد –بلا إحساس منه- على الصورة الصغيرة التي كانت مختبئة بـ كفه اليمنى

وهو يردد مع دمعةٍ يتيمة سقطت رغماً عنه من طرف عينه:


تبكيهم الدار والاصحاب والخلان
تبكيهم الدار والاصحاب والخلان يا ولديه
شـ حيلتي والبكا ما يفيد
شـ حيلتي والدمع ما يعيد




نكس سهيل وجهه يحاول السيطرة على نفسه
يحاول التماسك والثبات

دمعة صياح انهكت عظامه
دمعته اشد عليه من نيران وادي أبا الجن .... ومن كل اسقام الفؤاد



لتشتد خفقاته .... وهو يسمع جده يقول ... بتبدل حالٍ مباغت ..... بـ بحة متقطعة اشعلت النار في جوفه
وهو يحاول النظر بوجهه:
والله اني اروِح فيك طيبن مب غريب عليه

(اروِح = اشم)



وقبل ان يبدي سهيل ردة فعل
امسك صياح طرف شماغ سهيل وحركه رامياً إياه خلف كتف الاخير


لتتصاعد فاجعته على وجهه الهرم
وسهيل .... ومن هول توتره بحركة جده المباغتة
تحرك بربكة عارمة فـ ضرب اصبع قدمه بـ احدى زوايا الصخور


لكن ما اخرس حواسه كلياً
حتى عن ألم اصبع قدمه
صوت الشيخ صياح ....... وهو يهتف بصوت معذّب
بعيد
وشاحب كلياً: ا ....... احمد
ا ا احمد
و ..... ولديه .......... احمــ ــــد





وصلت خفقاته لـ دماغه
تطرق رأسه طرقاً بهستيرية !


ليكمل جده بفاجعة ملؤها القهر والعذاب وهو يمسك كتفي الشاب الواجم برجفات متواصلة:
احمد شحقه .....
شحقه يا ابويه تسوي فيّه هالسوات ؟!!!!
شحقه تحط يبال على ظهري عقب هالعمر ؟!!!


وبدأ يتكلم ويهدر بكلمات انصهرت في روح سهيل انصهاراً عظيماً

جده لم يعرفه
لم يعرفه
انه يرى ابنه احمد فيه



اي موت سيلحقه بعد هذا
اي موت !!!

ألم يكفه عذاب ؟!
ألم يكفه يالله الخراب الذي حل بروحه واحالها لـ مدينة خاوية منقلبة على اعقابها ؟!
الا يوجد من يوقف هدم انسانيته ..... وازقة روحه القديمة ؟


اشاح بوجهه ينظر للأسفل ... بعينان تحتقنان بلون الدم


هل يعلم صياح انه رضى بالسكوت قبل سنوات ..... لاجله هو ؟

هل يعلم انه رفض البوح بسر والده احمد ...... وفعل المستحيل كي يكمم افواه الذين حوله
فقط لاجله ..... لاجلك انت يا صياح ؟!!!!


لم يهتم بسمعة ابيه الذي لم يعرفه في الحقيقة ..... اذ انه توفي وهو صغير

بل اهتم لخاطر جده
لاجل مكانة جده
لاجل قلب جده ومشاعره وعزته

جده الذي كان بمثابة الاب واكثر
بمثابة العم واكثر
بمثابة النخل والصخر ومياه الوادي واكثر

هل كان بمقدوره رؤية الاذى بروح جده ويخرس ؟
لا ...... حاشى لله

هل كان سيتحمل ان يتكلم الرجال جميعهم عن ابيه احمد بحضور جده
ويشتموه ويلعنوه ويصفوه بأبشع الالقاب
وجده موجود .... ويسمع
وهو يظل صامتاً اخرس الحواس ؟!

ابداً

فليخسأ ان فعلها
فليخسأ الفاً بعد ألف

الا صيـــاح

كان سيدعس على الجميع بـ كذبهم وخداعهم واتهاماتهم وتهديداتهم
كان يستطيع اخراس ريكا حينها عندما اخبرته بحكاية ابيه واخيه .... وهددته بفضح الاسرار

لكن فاجعته تضخمت عندما علم ان عمه يعلم بقصة ابيه
مهدداً إياه هو الآخر
ان لم يضع التهم على ظهره
فـ سيفضح كل شيء.... لم يكن في ذلك الوقت نوايا شاهين الحقيقية
لم يعلم بكل الحقائق الا عند مواجهته إياه بعدها بأيام في المستودع

لكن ووسط معمعمة حياته مع ريكا ... وشاهين
وجماعة عبدالكريم المتسممين بـ شر ابليس

لم يكن هو –سهيل- ليقبَل ان يدخل صياح وسط كل ذلك الهرج المرج

صياح ربّاه ..... وربّاه بإحسان
فهل جزاء الاحسان الا الاحسان ؟!




ليت جده لم يعلم بـ حكاية احمد بعد هذا العمر الطويل
ليت ...................!
لكن الـ ليت ..... دوماً تقتل صاحبها كمداً
تعض بنواجذها على روحه المبعثرة بلا رحمة !




اخفض رأسه
فلا هناك اي كلمة تُقال بعد هذا
ولا فعل يمكن ان يخفف وطأة الفاجعة بقلبه
فـ صيّاح قد نسيَه
نسيَه وهو الذي دعا الله دوماً
ان يكون "هو" اشد الذاكرات سوداوية بأدمغة محبيه وقبلها كارهيه

فـ الذاكرة السوداء ... لا تنسى
لكن يبدو ان رحيله
كان اقل ثقلاً
من ان يوضع في حِجر الزمن الباقي
وصفحات العمر الصفراء المجعدة


بقيَ كل شيء عداك انت يا سهيل
عدا ذكراك الهزيلة المحترقة !


ربّت على يد جده المتجعدة
ولثمها وهو يأخذ انفاساً عميقة وحادةَ الصوت


ليهمس بـ تعابير زجاجية خالية من اللون/الروح:
انت ميهود يالشيخ .. تعال معايه .. بوصلك البيت

ووسط نظرات صياح المتلهفة التائهة الحائرة .. والتي تلاحق سهيل كـ ملاحقة الطفل الخائف امه


وقف الأخير ..... وساعد المسن المنهك على الوقوف
لتسقط صورة سهيل القديمة من يد الشيخ صياح
حتى طارت في الهواء وسقطت على صفحة مياه البحر الراكدة

رآه
رآى وجهه في الصورة والتي تعود لـ سنواتٍ بعيدة

لكن ما فائدة الصورة
وجده اعلن محو صاحبها من عقله !



استل هاتفه من جيب ثوبه ...... محاولاً قدر المستطاع الا يفقد اعصابه
الا ينهار

واتصل بـ امه ريسة على الفور



،,



بعد وصول غابش وحرابة للبلاد ..... استقبلهم سائق منزل عبدالرحمن بوالشريس
الذي اخبر ابنه وزوجته مسبقاً ان عشاء الليلة سيكون على شرفهم
رغم ان غابش لم تعجبه الفكرة ولم يرغب بهذه العزيمة برمتها
لكن لأجل امه السعيدة به جداً جداً
ارتضى وقبِل من غير اعتراض

عندما سلكت السيارة الطريق العام للتوجه لمنزل أبا غابش مباشرةً
استرخى غابش بجلسته خاصةً بعد ان نزع عنه لباس الغرب ولبس الثوب العربي

اعطى السمراء المليحة الجالسة قربه نظرة خاطفة

وهو يفكر بـ سبب صمتها التام من قبل ان تقلع بهم الطائرة

صمت يثير التوجس والريبة
صمت يختلف عن صمتها الذي تتخذه بالعادة عندما لا يحصل بينما حوارٌ ما
او نقاش من نوع شيّق !


برقت عيناه مكراً واقترب
همس بأذنها بضعة كلماتٍ من تلك الكلمات التي اصبح يعلم انها تلين تصلب تعابيرها العفوية

لتبتسم له بجمود ... جمود تام !


لا
هناك خلل ما
وهو يستشعره كما استشعار الاسلاك للتيارات الكهربائية !


ليراها تصلب ملامحها مرة أخرى ..... وتنظر للنافذة من غير ان تنبس ببنت شفه !

شتّان بين هذه الحرابة
وحرابة التي ذابت منذ أيام بين يداه !

خفق قلبه بقوة وهو يتذكر بريقها الانثوي

بريق قهقهتها بتلك الطريقة الرزينة التي اصبحت تسلب لبّه وتحيل قلبه المعتل الرمادي الى جنة نعيم بـ عصافيرٍ ضاحكة

يحب تلك الشامة الصغيرة التي لا تكاد ترى اسفل شفتها

يحب طريقتها في كتم ابتسامتها المتفكهة رغبةً منها "كما تعتقد" الا تزعزع شخصيتها وثقلها

يحب كيف تهتز نظرتها وتتقطب حاجبيها عندما تشعر بالخجل

يحب كيف ترمقه باهتمام كلما شعر بالتعب خاصةً بعد عمليته

رباه
يحبهـــــا
هو غابش
اصبح يحب حرابة رسمياً
وبشـــــرع الحــــب والقلـــــب ..... والـــــروح !



اخفض عيناه بـ مرارةٍ ماكنة

هل سيغفر لنفسه خداعه لها ؟!

هي لن تغفر له ...... يعلم هذا يقيناً

لكن هو .... هل سيغفر لنفسه كسر روح هذه الهامة المجسدة على هيئة انثى نقية ؟

عندما قبِل بتلك المهمة ...... كان بالكاد يعرفها
لم يهتم حينها بما ستفكر به ان اكتشفت خطته
لكن الآن
الآن يالله !


يشعر بالرعب
ليس منها قطعاً
بل يشعر بالرعب لمجرد التفكير انه سيفقدها !

انها ستفلت كالرمال الناعمة من بين أصابعه



التفتت له ... وسألته فجأة ... وبمشاعر خفية كلياً: فيك شي ؟!

هز رأسه بابتسامة بالكاد تُرى ....... من تكدس مشاعره الثقيلة الهوجاؤ في روحه

وقال: لا ...... ماشي



يريد قولها
حتى لو كان معتوهاً بنظرها ولن تأخذ كلمته بجدية
يريد قولها ..

فـ قد تضخمت كلمة "احبك" كالبركان بقلبه حتى تكاد تصل بحممها الى انفاسه ...

الى بيت الداء/الدواء ... الى كل شريان في جسده !

يريد لفظها فيرى تأثيرها على نظرتها ..

هل سترتعش بتلك الطريقة التي يعشقها والتي تخبره انها ملكه
ملكه هو فقط


يريد قولها

قــــــــــول
"احبــــــك"
وكفـــــىٰ



امسك كفها باحتواء ..... لترمقه هي بنظرة مظلمة ضبابية
ما ان فتح فمه ..... لينطقها


انكسرت النافذة قرب حرابة ............. وقبل ان تستوعب الاخيرة ما يحدث
كانت يداه سبّاقة الى عنقها
واخفضها بسرعة واياه ........ اسفل المقعد تجنباً لاي هجوم تالي



،,



بعد ساعتيـــــن



فتحت عيناها بـ ضعف ..... بعد ابرة المسكن التي طالب بها غابش لأجلها في حال كان الألم ما زال موجوداُ

لا تسمع الا أصوات مختلفة .... مصدرها رجال يقفون خلف الباب


أصوات منفعلة
بعضها حاد
وبعضها يتراوح من تهديد
ووعيد
وبعضها نصح وتهدئة وتسكين !


دقائق حتى تمكنت من تحريك جسدها والجلوس على حافة السرير ... حتى تمكنت من استرجاع ما حصل قبل هذا بدقة !


احدهم هجم على سيارتهم
احدهم كان يريد تصويب رصاص على دماغها الا ان غابش تمكن من اخفاض رأسها في الوقت المناسب
احدهم ......
احدهم صدم السيارة من جانب السائق... فـ تأثر جانب جسدها نتيجة لذلك


تأوهت وهي تمسك ذراعها المتألمة
حسناً
ليس بها كسر .... تشعر بهذا فهي ملمّة بهذه الأمور جيداً

لكن تشعر بالكدمات الزرقاء موزعة في كل ذراعها وجانب ظهرها


بتمهل منها ...... وقفت ..... وسارت نحو الباب ..... شيئاً فـ شيئاً
تريد رؤية غابش والاطمئنان عليه
القلق يكاد يصرخ من تعابير وجهها العابسة المرهقة


صحيح انها اكتشفت انه -من المحتمل- انه يكذب بخصوص الحادث

لكن في ذات الحين .... هي -من الممكن- ان تكون مخطئة بتخوفها !

لم تكتشف بعد كل الحقيقة
ولم تتحرى عن كل شيء !

من المحتمل انه قد واجه حادثاً بالفعل .... لكن خارج البلاد !!

كل شيء جائز فلم جهَزت أسلحتها ضده قبل التأكد حقاً !




تأوهت بـ خشونة ....... وهي تقترب من الباب ..... رباه ............ غابش

اسمه هو اول اسم رن بعقلها ما ان احست بالخطر يحوم حولها

اسمه اول اسم ارعبها ........ ارعبها مخافةَ ان يحصل له مكروه
ارعبها مخافةَ ان تفقده وهي التي لم تفكر ابداً بنيله !

لكن انالها الله غابش
انالها روحه الصافية وقلبه النظيف

انالها عتهه الذي بنظرها
كل العقل
وكل الرزانة
وكل القوة والحب والعطاء



يا لوعات الروح
وجوعها
وجفاف ارضها

هل احبته ؟!
بالتأكيد فعلت


احبته
واللهِ احبته


لم تكن تريد الاعتراف بها
لكن نطق بها قلبها ........... احبت ذلك المعتوه المجنون
احبته واحبت تعابيره الخرقاء ...... وتصرفاته المضحكة



عقدت حاجبيها وهي تسمع رجلان يتحدثان بعصبية
كل منهما كان بالكاد يكتم انفعاله وغضبه



،,



في الخارج



أبا غابش بـ وجه ممتقع: شو حالها الحين ؟!

اجابه غابش وهو يكتم بقوة وجع قلبه الفعلي: الحمدلله .. نايمة من اثر المسكن .. الاشعة ما بيّنت ان فيها كسر الحمدلله
بس كدمات

اقترب الطبيب الأجنبي منهما وهو يهتف بمهنية حازمة: يجب ان نستدعي الشرطة
هناك محاولة قتل على ما يبدو
المسعفين قالوا ان طريقة الحادث لم تكن طبيعية


نظر غابش لابيه بعينان غاضبتان ....... انما راجيتان ملؤهما القهر !

وكأنه يطلب منه ان يتدبر الامر وينهيه بمعرفته .... فليس بمزاج يسمح له بالتحدث ابداً لأي شخصٍ كان

فما بالكم الشرطة !


اومئ ابيه رأسه .... رغم انه غاضب منه حد النخاع
كانت حرابة في عهدته ... ووفقاً لكلام الأخير .... كان يتدبر امر داعش مع احد القياديين في الجيش

فـ كيف حصل الهجوم الآن
كيف !!
وأين العيون التي من المفترض انها تراقبها وتحميها من أي خطر محتمل !!




اشر أبا غابش للطبيب .... وقال بصرامة شديدة لا تليق الا بمن هم في مكانته المرموقة: تفضل دكتور .... اريد ان اتحدث معك قليلاً



ترك الاب ابنه بمواجهة أخرى
مواجهة اشعلت غضبه اكثر من ذي قبل
فـ احد المسؤولين بشكل مباشر عن ملف حرابة مع داعش قد اتصل به للتو


استل هاتفه بحدة ..... وهتف من بين اسنانه: شو هالمصخرة اللي صارت يا فهّاد
شو هالمصخرة !!!
وين كنتو يوم حصل الهجوم !!!!
حرمتي لولا ستر الله جان راحت فيهاااااا

اكمل وهو يلتفت حوله بعيناه الحادتان: انا قاعد اسوي واجبي هني .... وكنت اتريا من الجميع يأدي واجبه عشان ننتهي بسرعة من الموضووووع
لكن على ما يبدو قصرتوا وتساهلتوا وايد في مهمتكمممم

هتف المسؤول بـ صوت صارم: ثمّن رمستك غابش بوالشريس

هتف من بين اسنانه وكله يشتعل من الغضب: ما بثمن اللي ما يثمّن جهود غيره ...... واسمعني زين ما زين
انا مب عسكري ولا احمل صفة عسكرية ..... لكن تعرف شو اقدر اسوي اذا شفت تهاون من ناحيتكم
اتصال واحد للشيخ وبتكونون كلكم في خبر كان
انت تعرف زين ما زين مكانة حرابة عند الشيوخ



توتر الرجل على الجانب الآخر ..... وتذكر للتو ان الذي يحادثه هو ابن عبدالرحمن خلف بوالشريس
لكن ابى ان يعترف بخطأه

: غابش لا تهدد نحن نسوي...

زمجر غابش وقد انفجر كلياً ..... ولم يعد يستوعب ان المكان والزمان غير مناسبان ابداً لهذا النوع من الحديث

: سوّيت اللي ما يتسوى يا فهّااااااااد عشان سلامتها .. سبّلت بعمري لين الله شاااااافلي
"سبّلت بعمري = جعلت من نفسي اضحوكة ......... وكان يقصد غابش تمثيلية العته والجنون التي يجهلها في الحقيقة الرجل على الناحية الأخرى من الهاتف"


كنت متحذر لآخر درجة ...... واكيد ما كنت اتريا منكم تخربون شغلي
لاني حزتها بجلب حياتكم عاليها واطييييهااااااااا
انا اذا دشيت في شغله لازم اتممها بالشكل المطلوب ...... وما اقبل اي حد يعترض دربي
ودام انا وانتو في نفس الخط المستقيم اتمنى تتقيدون بالمطلوب وبسسسسس
تسمع !!!!!
المطلوب وبسسسس من غير تهاون



اغلق الهاتف بـ وجه الرجل
ثم استدار ... وهو يتنفس بـ حدة
صدره يعلو ويهبط بعنف

ليتراخى كتفاه بـ خيبة وهو يتأمل باب الغرفة بـ عينان منهكتان مخذولتان


فجأة قرر الدخول
يريد رؤيتها
يريد غرق وجهه بـ حنايا عنقها وتقبيل كل انش من وجهها وفمها

ما ان دخل
حتى رآها تقف امامه بهالتها المُبهرة

التي رغم تعبها

كانت تتوهج

تتوهج كـ توهج الحطب في ليالي الصحراء البدرية الباردة



همس بـ اسمها فقط: حرابة


عيناها جامدتان عليه .... وقفتها متصلبة كـ تصلب الخشب

وتعابيرها ........ تعابيرها لا.......حيّة


بدأ شيئاً فـ شيئاً ... مع اقترابه ...... باستشعار الجمرات المختبئة تحت جلدها

يكاد يلمسها ويحترق بها

اقترب منها اكثر ...... وببطئ

ليهمس بحشرجة: شو تحسين الحيـ....



اسكتته ..... بأن رفعت فقط كفها
واصدرت صوتاً خافتاً قارصاً: اصصصصصصصصصص


ثم قالت بنظرة ميتة خاوية وجميع اصابعها تنطوي عدا سبابتها: انا بسأل
وانت بس تجاوب


: حرابـ......


اسكتته مرة أخرى ...... وهي تغمض عيناها: اصصصصصصصصص
قلت .............. بسأل
وانت عليك تجاوب
وبس


طحن اسنانه بفكين مطبقين


سمعته
يكاد يقسم انها سمعته وعرفت الحقيقة



: انت ................ خبل !



رفع حاجباً بنظرة ضبابية .... ليظهر امامها وجهاً لم تشاهده من قبل
وجهاً رأته اقرب للشيطان من الملاك


تدارك غابش نفسه ..... بأن حاول انقاذ ما يمكن إنقاذه ....... على الأقل


فاقترب منها يهتف بتعابير مصدومة: حرابوووه انتي شو تقوليييين !!!!



وقبل ان يجمع شتات تفكيره


كانت تلتقط ابرة المغذي التي كانت مرمية على السرير

وتجرح خده طولياً بها

لتكشر عن انيابها وهي تهدر من بين اسنانها ..... وبعينان تقدحان شرراً شيطانياً:
جاوب


لم يصدر أي ردة فعل
سوى انه اغمض عيناه بهدوء
مستشعراً الدم المسال من خده وجانب ذقنه

دمه الذي اختلط ببقايا دمها الذي كان في الابرة ذاتها
وكأنها جرحته بدمها هي



مرر اصبعه على خده المدمى
ليدعك فيما بعد اصبعيه ببعضهما ورائحة الدم تتخلل جيوبه الانفية

ثم انزل يده بجانبه


بعد ان حدّق مطولاً بها .............. قال: شو تبين تعرفين ؟


: انت ........... خبل ؟!


رمقها بعينان متراخيتان اجادتا إخفاء الكثير
والكثير !



ليقول تحت وطأة الاشعاع المنبثق من جوانبها


: تبيني خبل بكون خبل
تبيني عاقل .......... بكون عاقل



كم ثوانٍ مرت وهي ترمقه بخواء .... واحساس فظيع ..... مريع
مقيت !

إحساس انك تقف على حبل أدق من الشعرة
وأحد من السيف

تسمع ضحكات الشماتةً والاستغفال والاستهزاء المدمر

ترى اعين الساخرين المستصغرين الجارحين
الذين ارتضوا لها الذل
والمهانة !



لاحظ ارتعاشة فكها
ارتعاشة ارادت السيطرة عليها كي لا تظهر ما يعتريها من اعاصير
لكن فشلت !

فشلت كما فشلت قبلاً ..... وهي تخضع لقلبها لا عقلها




قالت وهي تقترب منه
تتأمل عيناه اللتان اصبحتا اعتم ... واقوى من ذي قبل: منو يعرف ؟!



فهم مقصدها ....... ليقول وهو يخطو خطوة نحوها حتى اصبح لا يفرقهما سوى انفاسهما الثقيلة:
شو بتستفيدين ؟


رفعت انفها ..... وقالت: انا اللي هني اسأل


رفع جانب ثغره بابتسامة قاسية بالكاد تُرى ... بقلبٍ خفّاق

فعلياً كان قلبه في تلك اللحظة يخفق لها هي
هي فقط !


ليفرج عن ذراعيه بحركة مسرحية مرحباً بأسئلتها وقذائفها بصبر وتفهم تام !


ثم قال: تفضلي


تجاهلت حركته التي ظنتها استهزاء

وقالت مكررةً سؤالها: منو يعرف ؟


: مع ان الجواب ما بيخفف صدمتج
بس بجاوب



دار حولها
يتأمل قمة رأسها
كتفيها اللتان تحملان الكثير والعديد من قبلاته الثائرة
وهمساته الخدرة
وأبتساماته الحارة الممتزجة مع نظراتها العذراوية الخجولة ..


: ابوج .... امج ..... ابويه ...... امايه
ووووو


قاطعته بتصلب ....... وقلبها يتضخم من فرط الصدمة: لا تقولها


: و............. امج ريسه



اخذت نفساً عاتياً عنيفاً
لتكتمه لحظات بلا استيعاب
ترمقه بنظرات أليــــــــمة
أليمــــــــــة حـــــد النخــــــــــــــــــاع



حتى مر وقت تجاوز المعقول ...... فأمسك كتفيها يهتف بسيطرة: خذي نفس حرابة



دفعته بقوة
ليتراجع خطوتان للخلف

تصاعد توتره وهو يرى وجهاً فيها اقلقه ... وأثار فيه الكثير من الأفكار المتخبطة

وجهاً جهل معه ما الخطوة التالية التي ستخطوها صاحبته !



قرر التصرف بسرعة .... فـ اقترب يريد لمّها ...... احتضانها .... يريد اخماد نارها

لكن هيهات
من هذا الذي يستطيع اخماد نار حرابة ..
وهي التي ذاقت للتو طعم الإهانة التي رُسمت بأبشع طريقة بحقها !



استقامت بـ قامة انثوية شامخة ...... وهي تبتعد عن مدى ذراعيه
لترمقه نظرةً انحفرت في روحه ..

لم تكن نظرات ذهول
ولا نظرات عتاب
ولا نظرات ألم

بل نظرات محارب طُعن من الخلف على ظهر فرسه !



بانخراس تام ........ شدت من حجابها على رأسها ..... وخرجت تاركةً إياه يتأمل الفراغ المخلف ورائها بــــ ألم !


تحرك يريد اللحاق بها
الا ان ألم آخر داهمه بقسوة اجبره على الجلوس في اقرب مقعد

جلس رغماً عن نفسه ...... متوجعاً
غاضباً
مهزوماً
يريد الصراخ والزئير فلا يستطيع !



رددت نبضات قلبه المرهق اسمها العذب بـ انين موجع


حـــرابة
حـــــ ـــ ـــــرابة



رنيــن
رنين مفاجئ قطع حروف اسمها على لسان وجدانه



كان صديقه
سهيـــــــل



"اذا قبلت يا غابش ... مع اني مب واثق مية بالمية
اذا قبلت حرابة فيك ..... بتكون رسمياً ماخذ مهمة حمايتها ..... وبروحك
محد منا ومن اللي يعرفون بينذكر اسمه ابداً ....... عُلِم !"




ليسند رأسه على المقعد بـ ملامح متغضنة محتقنة ......... متجاهلاً الاتصال مجبراً لا مخيّراً







"كـــــــــــــــــت"
نهاية الجزء الثاني من الفصل الرابع والعشرون
،
(ليلة ابطالنا الطويلة ما انتهت .... ترقبوا الباقي)



،,



"فقـــرة مأخـــوذة مـــن الفصـــل الـ 25"



،



شهقت الفتاة التي كانت حينها تقود سيارتها في الحي السكني ...... لمنظر فتاة أخرى متّشحة بالسواد تكاد تسقط ارضاً وهي تحاول اسناد ظهرها على انارة الشارع الجانبي

: بسم الله ....... منو هاي ؟

ما ان اقتربت بسيارتها اكثر حتى استوعبت ان الفتاة واقفة تقريباً بالقرب من منزل عمها ليث

غمغمت مرعوبة: لا يكون حد من الاهل ... بسم الله الرحمن الرحيم ... سترك يا رب

اوقفت سيارتها بحدة ..... وهرعت خارجة ..... بقلبٍ يخفق بشدة من الخوف

لتقف مكانها فجأة .... وهي تغلق فمها
ما ان ادركت ان التي امامها ............... حرابة !



: حراااااااااااابة



بعيناها الحمراوتان القاسيتان ..... رفعت جبينها المتغضن

لترى ابنة عمها جميلة


حاولت الوقوف لكن رجليها خذلتاها


وياليته خذلان البشر وقعه كـ وقع خذلان الجسد !



: جـ جمـول


اقتربت وهي تصيح بفزع وتحاول مساعدة ابنة عمها على النهوض: يا ويلي عليييييج يا بنت العمممم ..... شبلااااااج ؟؟ شو صااااااير ؟؟؟


غمغمت بـ انكسار ..... لأول مرة تعترف بها .... انكسار مريع حد السماء/الارض: شليني
شليني من ........... هني
من هالمكـــان
كلـــــــــــه





،,




قراءة ممتعة 



حكايا الروح 16-10-20 05:02 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء او
 
شنو سويتيني فينا لووولوة مو عارفة اكتب تعليق يليق بهالبارت
بارت المواجهات على جميع الجبهات ويستاااهل النطرة أكييد

ان شاء الله لي رجعة لما امتص أثر الاحداث

د ا ن ة 16-10-20 09:04 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء او
 
حرابة ان زعلت فلها الحق الكامل لان يعتبر متزوجة بخداااع والله يعين غباش على زعلها وراه مشوااار طويل على مراضاتها هذا اذا رضت 😥

الجد يحزني بس اليوم تمنيت عرف سهيل .. سهيل مسكين يبغى جده يعرفه والجد اصدمه بأحمد وإن شاء الله المقابلة الثانية بينهم يكون يذكره
البارت اليوم هادئ نسبيا أخاف الهدوء قبل العاصفة 🤗
شكرا عالبارت وعالمتعة 💞

شبيهة القمر 16-10-20 10:46 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء ثا
 
ااسلام عليكم

ياالله وش هالبارت الي يخطف الانفااااس ..ابي اكسجين ياناااس 😰
لولوه وش سويتي فينااا 😥 !!
بداية من غضب منصور قدام سهيل وريسه الي توقعت بيروح يفرغ رشاش كامل براس شاهين .. الى لقاء سهيل بجده ..الشي الي ننتظره بكل حمااااس واخر شي يحطمنا صياح انه ماعرف حفيده 😔
وختمتيها بالقفله الي ماكانت على البال ..آآآه ياوجع قلبك ياحرااابه ...مدري وش اقول ..الموقف كله صعععععب لا عليك ولا على غابش الي اتوقع ماعاد له وجه يقابلك ..
...
بس المقتطفاات ..تبين لنا ان حرابة راح تروح مع جميله بنت عمها .. والكل راح يدورها ويمكن يشكون انها مختطفه من قبل داعش !!!!
طبعا خلال جلوسها عند جميله راح تفكر بعقل وتهدأ شوي ..وتفكر بالسبب الي يخلي اهلها وامها ريسه دارين وراضين بهالشي .. حرابة ذكيه وراح تبحث عن السبب ..لانه مو معقوله اهلها بيرضون مني والطريق !!صح لولوه .. تكفين لولو لاتكبرين السالفه براس حرابه وتخلينها تعذب غابش بالفراق ...

لولو ..الجزء اليوم يببن لنا ان الجزء الي بعده ..بيكون كااارثي .. اربطوا الاحزمه يابنات ..بندخل بقلب العاصفه بالجزء القادم 😎🧐😰😥😫🌊⛈⚡

شبيهة القمر 16-10-20 11:01 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء ثا
 
لولو ياقلبي ..الحين الرواية كم جزء ؟؟
توني استوعب ان احنا بعدنا بالجزء الاول 🧐

عبيرك 16-10-20 12:12 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء ثا
 
ماحاعلق على الاحداث لانه مافي كلمه تصفها ولكني حاعلق على كميه الابداع والتميز بالوصف والدقه بايصال الموقف والحدث والاكثر ابداع بايصال المشاعر صراحه قلمك رائع واكثر من رائع البارت اليوم كان واووو واكثر حسيت بالم صياح وكسرت روح سهيل وشعوره بالغربه عن احبابه وكم هو بالفعل انسان متميز فكان رحيله عن احبابه موجع ومؤثر فهو كان نقطه التحول بحياتهم واظن عودته ستكون تاريخ جديد لهم حرابه واه من احساسها بالغدر من اقرب الناس لها ياترى هل ستستطيع ان تنسى انهم لعبوا عليها هي المراه الحديديه الصادقه هل ستغفر ذنبهم الذي يحمل هدف حمايتها ام انها ستعاقبهم وتعاقب قلبها الذي احب الرجل الذي نجح بخداعها رغم هدفه النبيل غابش ووجع قلبه وفقده لحرابه هل سيستطيع النجاه من الالم والفقد ومن الحب وهل سيستطيع احياء قلبه واعاده حرابه له بارت اكثر من رائع وبشوق لمعرفه القادم لابطالنا شكرا كاتبتنا على جمال ماتقدميه

bluemay 16-10-20 07:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3733811)
أووووووه يا هلا و غلا باحلي اطلالة بلوووووووووومي و الله زمان على ها الاطلالة الحلوة

مشتاااااااااااااقين كتير فرحت جدا برجوعك لبيتك الثاني كيفك و كيف بنوتاتك

من زمااااان مشتاقين لـ التعليقات و المناغشات الحلوة حبيبتي



يا هلا والله بزهورتي 💓

تسلمي يا رب ع هالترحيب الحلو متلك

الحمد لله انا بخير وبنوتاتي بخير ربي يجعلك بخير دايماً 🌹

لك ودي

bluemay 16-10-20 08:30 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء ثا
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


فصل خاطف للانفاس

موجع يا لولوتي ما اترفقتي بقلوبنا الضعيفة

مو عرفانة كيف رح ينصلح حالهم

وجع حرابة عمييييق.. خيانة أليمة ما بعرف كيف غابش رح يستسمحها


صياح رحمته اخد جزاه يا جماعة انردت عليه ضرباته الموجعة واستجيبت دعوة نورة عليه 💔


لولوتي ارحمينا ونزليلنا فصل بلسمي خلال الاسبوع


شو يصبرني للأسبوع الجاي T_T


تقبلي خالص ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°







فيتامين سي 17-10-20 11:53 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء ثا
 



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صباح الخير على لولوه ومتابعاتها الحلوات

والله لولوه تستاهلين أحلى تعليق على البااارت الروووعه

وأحلى تقييم ياعسل

ربنا يسعدك دنيا وآخره ( قولوا آمييييين )

بارت صعب نوفيه حقه مهما كتبنا بارت فخم بكل شيء

من حيث الطول والسرد والتصوير والأشعار أتعب وأنا أقول

ابدااااااااااااااااااااااااااااع
.
.
.

ربيع

الآباء يأكلون الحصرم والابناء يضرسون
ندم لكن مع الأسف ماينفع الندم بعد ماتسبب في ظلم
وأذى ناس كثير والسبب كله من أبوه اللي مثل الشيطان
يوسوس له ويزين له السوء أتمنى أن عقابه مايكون في
ابنه ويفقده بسبب العصابه
.
.
.

منصور

يحق له يغضب وينفعل من شاهين اللي عرفه عنه ماهو شيء
سهل وسواد وجه لا بد لمنصور من مواجهه مع شاهين وربيع
وقتها راح يبرد قلبه فيهم

لكن إن شاء الله ناره بطيبتها وشخصيتها الطفوليه تخفف من غضبه
وتغير منصور من شخص غاضب إلى شخص هادئ
.
.
.

صياح

الله يعينك قهر وغبن لك معرفتك بظلم سهيل وإنك ساهمت
معهم في ظلمه هو وأمه ولو ماكنت متعمد يمكن فقدانه لذاكرته
رحمه له من ربي
.
.
.
هزاع لمديه

شاااااااااغلي ياراااعي الطرررف الخجووول..
باااااااااااااع حبك في خفووووووقي واشترى..


مديه لهزاع

تدري وش اللي جاعلي ميتن فيك؟؟
وتدري عيووني ليه تفرح بلقيااااك؟؟
لنك عسل سبحاااان منهو مسويك
ياااامروعك في وسط قلبي ومحلاك
ولنك فخر يفخربك اللي مخاااااااااويك
وياشينها دنيااااي والله بلياااااااااااااك
ولنك تحلّي الطيب ماااااااهو محليك
ياجعل ربي يابيض القلب يرعاااااااااك
منقول

.
.
.

حرابه & غابش

يالله على اللي حصل لهم كثير قلبي الصغير لا يحتمل
الموقف صعب والتصوير ابداع لولوه حال الإثنين يقطع
القلب غلط غابش لما خبرحرابه باللي يعرفون إنه
ماهو معتوه ليته سمع كلام سهيل لما قال له مايذكر اسم
أي أحد من اللي يعرفون خطته على الأقل تلجأ لأهلها
حتى تهدأ ويتغير حالهم والحمد لله ماخبرها بإن سهيل
يعرف على الأقل لما يظهر تفرح به ويمكن يقدر يصلح
الوضع بينها وبين غابش
حرابه ماذا حل بها ماهي قادره توقف هل من الصدمه
اللي مرت عليها أو تكون حامل معقوله !!
غابش سلامة قلبك بيوقف قلبه بسبب حبه لحرابه وخوفه
عليها وخوفه من فراقها تكفين لولوه لا تفرقينهم
حرام مايستاهل غابش لخاطر حرابه قرصة أذن وخفيفه
وترجع له ماعندنا استعداد نخسر ولدنا بسببها

لولوه الرحمه بقلوبنا ليه تقسين علينا ياربي قفله
اجراميه قلوبنا بتلحق قلب غابش والسبب انت وقفلاتك
منتظرين الفصل 25 وقنابله على كل الأصعده واضح إن
القادم أقوى على أبطالنا


فيتامين سي 17-10-20 11:55 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء ثا
 



الفصل يستاهل أكثر من تعليق ومانوفيه حقه


لولوه من الآن هاشتاق

# غابش ــ لايموت ــ مقهور



لـولـوه يــوووم للـمـنـتدى زارت
أصـبح الكـل بقدومهـا مســــرور

تســلم يمينك لمـاخطـت وصـارت
أروع روايه عندنا وأروع حضور

في قـصـتك أفـكـارنـا .... حـارت
حرابه صح والا غابش المجبور

الأهل والا الأم للمصـلحه دارت
وغابش الشهم يفزع لها معذور

حرابه اللي الرابطه لأجلها ثارت
هاشـتاق غابش لايموت مقهوور


يالله نبغى تفاعل مع الهاشتاق يمكن نأثر على لولوه ونلين قلبها

وتصلح حال حرابه وغابش


حكايا الروح 18-10-20 04:35 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء ثا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي (المشاركة 3733844)



الفصل يستاهل أكثر من تعليق ومانوفيه حقه


لولوه من الآن هاشتاق

# غابش ــ لايموت ــ مقهور



لـولـوه يــوووم للـمـنـتدى زارت
أصـبح الكـل بقدومهـا مســــرور

تســلم يمينك لمـاخطـت وصـارت
أروع روايه عندنا وأروع حضور

في قـصـتك أفـكـارنـا .... حـارت
حرابه صح والا غابش المجبور

الأهل والا الأم للمصـلحه دارت
وغابش الشهم يفزع لها معذور

حرابه اللي الرابطه لأجلها ثارت
هاشـتاق غابش لايموت مقهوور


يالله نبغى تفاعل مع الهاشتاق يمكن نأثر على لولوه ونلين قلبها

وتصلح حال حرابه وغابش



صح لسااانج فيتامييين

قلوبنا كلها مع غابش صراحة ماعرف شلون بننطر للخميس عشان نعرف مصيره
(يعني نستعطف كرم لولو عشان تنزل لنا بارت قبل الموعد :brW05215: )
أما العزيزة حرابة فردة فعلها ولاشي قدام الجاي وشكله فعلا هذا البارت مجرد شرارة بسيطة قدام النار اللي تنطرنا

شبيهة القمر 18-10-20 11:47 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء ثا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي (المشاركة 3733844)



الفصل يستاهل أكثر من تعليق ومانوفيه حقه


لولوه من الآن هاشتاق

# غابش ــ لايموت ــ مقهور



لـولـوه يــوووم للـمـنـتدى زارت
أصـبح الكـل بقدومهـا مســــرور

تســلم يمينك لمـاخطـت وصـارت
أروع روايه عندنا وأروع حضور

في قـصـتك أفـكـارنـا .... حـارت
حرابه صح والا غابش المجبور

الأهل والا الأم للمصـلحه دارت
وغابش الشهم يفزع لها معذور

حرابه اللي الرابطه لأجلها ثارت
هاشـتاق غابش لايموت مقهوور


يالله نبغى تفاعل مع الهاشتاق يمكن نأثر على لولوه ونلين قلبها

وتصلح حال حرابه وغابش



صح لساانك فيتوو ..👏👏👏👏
تستااهل لولو كل خير ..بس ياليتها ترحم حال هالضعيفين حرابه وغابش ..احس كل واحد فيهم مقهووور من نفسه ..غابش مقهور انه خدعها ..وحرابه مقهوره انها صدقته
بس انا عندي احساس لما ليث يكلمها ويفهمها الحقيقه يمكن تلين ..وينتصر الحب في النهاية 😍:lol:

شبيهة القمر 18-10-20 11:48 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء ثا
 
# غابش ــ لايموت ــ مقهور

رتويت ياجماااعه نبيه يوصل ترند
😅😅😅

لولوھ بنت عبدالله، 18-10-20 12:08 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء ثا
 
ههههههههههههههههههههههه ربي يسعدكم يا بنات
ليلاس انقلب صار تويتر
انقلب وصار يحتوي ع الكثير من الانقلابات يالله سترك بس هههههههههههههههههههه

رفقاً بـ غابش يا حزب حرابة
رفقاً بـ مشاعر حرابة يا حزب غابش :lol:
:liilas:

وتستمر الهاشتاقات وتستمر الاحزاب بالهتافات المعترضة لوووووووووول

bluemay 18-10-20 12:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي (المشاركة 3733844)



الفصل يستاهل أكثر من تعليق ومانوفيه حقه


لولوه من الآن هاشتاق

# غابش ــ لايموت ــ مقهور



لـولـوه يــوووم للـمـنـتدى زارت
أصـبح الكـل بقدومهـا مســــرور

تســلم يمينك لمـاخطـت وصـارت
أروع روايه عندنا وأروع حضور

في قـصـتك أفـكـارنـا .... حـارت
حرابه صح والا غابش المجبور

الأهل والا الأم للمصـلحه دارت
وغابش الشهم يفزع لها معذور

حرابه اللي الرابطه لأجلها ثارت
هاشـتاق غابش لايموت مقهوور


يالله نبغى تفاعل مع الهاشتاق يمكن نأثر على لولوه ونلين قلبها

وتصلح حال حرابه وغابش






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

صح لسانك يا فيتو 👏🏼👏🏼👏🏼

أنا معاكم ع طول الخط 🌹🌹🌹

و بقولها بالفم المليان يا لولوتي # غابش ــ لايموت ــ مقهور


كانت معكم مراسلة ليلاس من وسط زحام حشود المتابعات الهاتفات بـ :"الشعب يريد نزول البارت 🙈".


تقبلي خالص ودي



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°







فيتامين سي 18-10-20 02:02 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء ثا
 


حيالله حكايا الروح والنوري وبلومي عضيداتي

ويصح بدنكن حبيباتي

إن شاء الله الهشتاق ترند ويجيب نتيجه ويحنن قلب لولوه على حبايبنا

وأعتقد صلاح حالهم يحتاج تدخل من سهيل هذا إذا ماضمته حرابه للقائمه السوده

لأنه عايش وماخبرها أو تواصل معها ههههههههه

رتويت

# غابش ــ لايموت ــ مقهور


شبيهة القمر 19-10-20 12:06 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء ثا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي (المشاركة 3733905)


وأعتقد صلاح حالهم يحتاج تدخل من سهيل هذا إذا ماضمته حرابه للقائمه السوده

لأنه عايش وماخبرها أو تواصل معها ههههههههه

رتويت

# غابش ــ لايموت ــ مقهور



لااااا فيتو وش هالتوقع الخااايس ..😣
تفي من بؤك يابت ...ابدااا ماجاء ببالي انها ممكن تزعل من سهيل ...هذي والله النكبه
لولوه تكفين احنا املنا بالله ثم بسهيل انه يهدي الحرب ويرجع المياة لمجاريها ..
مانبيه عون ويصير فرعون ..تكفين لولوة
توقع فيتو لاتقرينه غمضي وكنك مادريتي ...
ياربيييه انا من شفت ان كل هالزحمه واخر شي تونا ندخل الجزء الثاني وانا اقول ماعينا خير من وراء سالفة حرابة ..يارب سترك ..
😥😥😥

لولوھ بنت عبدالله، 19-10-20 05:46 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء ثا
 
حبيبتي شبيهة اي جزء اول وثاني تطرين ما فهمت

شبيهة القمر 19-10-20 07:57 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء ثا
 
روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء ثاني ..
لولوة قصدي هذا الي بالعنوان 🙈

لولوھ بنت عبدالله، 20-10-20 06:22 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء ثا
 
حبيبتي انتي 💘
اقصد الجزء الثاني من الفصل 24
الخميس باذن الله نزول الفصل 25
خلكم بالقرب ❤❤❤❤

مِسك 20-10-20 04:22 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء ثا
 
مساكم الله بالخيير آل ليلاس ✨
جيتكم متأخر بس يلا ان تصل متأخراً خير من ان لاتصل 🤓 الله يسامح الجامعة بس
المهم ماعلينا لولوه ابداع كالعاده يفوق الوصف

،,

الجزء الثاني من الفصل 24 كان جزء كشف الاسرار بجدارة
سهيل ولقاءه مع جده ، هزاع وسهيل ، واخرها حرابه وغابش 😭💔
حزنت على حرابه ويا مقوى صدمتها في غابش بس مع هذا انا مع غابش قلباً وقالباً
#غابش_لايموت_مقهور كفايه قلبه تعبان ☹😭 وخلاص يعني حبه لحرابه يشفع له عندي.
اما لقاء سهيل مع جده كان مؤلم للقلب مره يمكن من رحمه الله في صياح يكون عنده زهايمر لانه مابيتحمل انه 15 سنه ظالم حفيده حبيب قلبه 😰☹
انتظر امه النوري تعرف انه عايش وقتها دمووعي شلالات 😭😭😭💔

،,

مشكوره لولو عالابداع اللي تمتعينا بقراءته بس عندي استفسار صغيرون 🤭 ايام بات من يهواه وصلت 80 فصل هل رحيل سهيل بتكون مثلها ؟ لاني ملاحظة سرعه الاحداث .

bluemay 22-10-20 07:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3733947)
حبيبتي انتي 💘
اقصد الجزء الثاني من الفصل 24
الخميس باذن الله نزول الفصل 25
خلكم بالقرب ❤❤❤❤

بالانتظاااااار لا تطولي علينا ياااا قمر

والله يستر من توقع فيتو

قلبي قرصني

ياااا رب لا يصير شي منه

فيتامين سي 22-10-20 07:52 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء ثا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3734022)
بالانتظاااااار لا تطولي علينا ياااا قمر

والله يستر من توقع فيتو

قلبي قرصني

ياااا رب لا يصير شي منه


هههههههه لا بلومي هذا ماهو توقع ما أظن لولوه قلبها قاسي لهذه الدرجه

وتموت غابش لا هو هاشتاق لكسب تعاطف جمهور كما رحيل سهيل

نبغى وقفتهم مع غابش لا تعلمين أحد :friends:

لولوھ بنت عبدالله، 22-10-20 11:00 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء ثا
 



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



الفصــــل الخامــــس والعشــــرون



فصــل اليــوم بعنــوان
"الــــزرع زرعــــي ، والمحصـــود محصــــودي"




قرر التصرف بسرعة .... فـ اقترب يريد لمّها ...... احتضانها .... يريد اخماد نارها

لكن هيهات
من هذا الذي يستطيع اخماد نار حرابة ..
وهي التي ذاقت للتو طعم الإهانة التي رُسمت بأبشع طريقة بحقها !



استقامت بـ قامة انثوية شامخة ...... وهي تبتعد عن مدى ذراعيه
لترمقه نظرةً انحفرت في روحه ..

لم تكن نظرات ذهول
ولا نظرات عتاب
ولا نظرات ألم

بل نظرات محارب طُعن من الخلف على ظهر فرسه !



بانخراس تام ........ شدّت من حجابها على رأسها ..... وخرجت تاركةً إياه يتأمل الفراغ المخلف ورائها بــــ ألم !


تحرك يريد اللحاق بها
الا ان ألم آخر داهمه بقسوة اجبره على الجلوس في اقرب مقعد

جلس رغماً عن نفسه ...... متوجعاً
غاضباً
مهزوماً
يريد الصراخ والزئير فلا يستطيع !



رددت نبضات قلبه المرهق اسمها العذب بـ انين موجع


حـــرابة
حـــــ ـــ ـــــرابة



رنيــن
رنين مفاجئ قطع حروف اسمها على لسان وجدانه



كان صديقه
سهيـــــــل



"اذا قبلت يا غابش ... مع اني مب واثق مية بالمية
اذا قبلت حرابة فيك ..... بتكون رسمياً ماخذ مهمة حمايتها ..... وبروحك
محد منا ومن اللي يعرفون بينذكر اسمه ابداً ....... عُلِم !"




ليسند رأسه على المقعد بـ ملامح متغضنة محتقنة ......... متجاهلاً الاتصال مجبراً لا مخيّراً



،,



قبل اتصال سهيل بـ ساعتين



عاد لمنزله .... وجبال تقبع فوق ظهره
ألم
ألم لا يُطاق
ألم أحال وجهه لشيء مريع
مخيف ..........!


وقف امام باب شقته الفخمة
يحدّق بـ المقبض المعدني بـ مشاعر غريبة
بـ عظامٍ منهكة
انهكها الزمان حد انه يريد النوم وكفى ..

شعور السخرية المريرة طفح بوضوح على وجهه في تلك الاثناء

سخرية من كل شيء
كل شيء بلا استثناء

مرر بطاقته الالكترونية
وفتح الباب بهدوء


لتقع عيناه وقبلها مسامعه على الفوضى الصبيانية داخل الشقة

رغماً عنه لانت تعابيره

رغماً عنه يجد ان عائلته الصغيرة ... عائلته الذي كوّنها بعيداً عن آل صياح
تلعق جراحه باستمرار
تجعل قلبه كـ طائر العنقاء
يولد من جديد
تتولد نبضاته مرة بعد المرة
ويصبح اقوى من ذي قبل ..


رأى جواهر التي تجلس على سجادة غرفة المعيشة الواسع وتلعب لعبة الالغاز مع آدم ويعقوب وابن عاملة التنظيف

والى الآن لم تلاحظ وجوده .. حتى ولديه والصبي الثالث

تأمل قمة رأسها ... شعرها الأسود المكوّم بفوضوية في قمته .... ليتتذكّر الهدنة الصامتة الباردة غير الرسمية ..... والتي حدثت بعد رجوعهم من المركز التجاري ...

هدنة لم يقررها هو ... ولا قررتها هي ..... قولاً ان صح التعبير



رآها تلتفت قليلاً
لترتد للخلف وهي تعقد حاجبيها ما ان لاحظت وجوده

وكأنها تقول له بعيناها
" متى اتيت بحق الله ؟"



لكنها اغرقت تعابيرها ببحرٍ من الماء المثلّج .... والتفتت لـ ابن عاملة التنظيف تحاكيه بلغة الإشارة

عندما لمحت نظرة الخوف بعينا الصبي .. والتي كان سببها على ما يبدو سهيل بهيئته الجامدة المحدّقة القاسية

قالت لـ آدم بـ ود: حبيبي آدم خذ اخاك .... وإلياس ..... والعبوا في غرفة الألعاب

اومئ آدم برأسه ومدّ يده لـ إلياس يحثّه بـ ابتسامة على الذهاب معه

ما ان دخلوا للداخل

حتى اقترب منها
وقال بهدوء وهو يضع هاتفه في سلك الشاحن لـ يعيد شحن بطاريته: ما كنت اعرف انج تتقنين لغة الإشارة

اجابته بـ نبرة صقيعية وهي تعيد ترتيب ألعاب الصغار المتناثرة: اشيا وايدة ما تعرفها عني



لو رأت شحوب وجهه
وتعبه الجلي
لـ خففت من ضربتها التي كانت من تحت الحزام حينها


رغم ذلك ... جلس على الاريكة الفردية
مسنداً ذراعيه على وركيه
وقال بـ اجش:
حاب اعرف ..... اذا ممكن طبعاً


هنا رفعت عيناها المثقلتان بالعتاب/الخيبة
ليقف الكلام بحنجرتها وهي ترى شحوب وجهه
وعيناه اللتان تشوبهما بعض الاحمرار


شعرت بـ انجراف جنوني في عاطفتها
رباه
كلما تقرر ان تنجو بكرامتها ....ان تتصرف وفقاً لعقلها لا قلبها
يأتي هو ويهدم كل شيء

ارادت سؤاله
لم الحزن المنبثق من محاجرك يا حبيبي ؟
لكن تباً
تعرفه
لن يجيبها
لن يخبرها بالحقيقة
ما زال يراها غير كفؤ لحفظ اسراره في صدرها

بحركة لم يتوقعها

تربعت امامه
وهي ترفع رأسها اذ انه كان يجلس على الاريكة
وقالت بجدية: بشرط
تقولي انت بعد شو تحب وشو هواياتك



جلستها اللذيذة
البسيطة
التي أظهرت جمال قدميها الصغيرتين الناعمتين
جعلت امعاؤه تتأوه بالعاطفة الفجة


وجده نفسه يخفض جسده وينزل
ليواجهها بجلسةٍ مثل جلستها

انحرجت
وخجلت
لكن حافظت على قوة نظرتها
واردفت:
وانا اقصد سهيل ..... سهيل شو يحب
او شو كان يحب
Whatever



تخدرت آلامه لمجرد ان اصبح في حلقةٍ لا تحوي الا وجهها الحلو ونظرتها الفريدة من نوعها

فقال لها بـ خفوت: زين ... اعطيج المايك

كان جدياً كـ هي تماماً .... فـ قالت وهي تؤشر نحو الغرفة التي تحوي الأطفال بألعابهم الكثيرة:
مثل ما شفت ... احب اتواصل مع اصحاب الصم بالإشارة ..... من ثلاث سنوات قررت اتعلم لغة الاشارة وتعلمتها ......... مممممم واحب الرماية بعد

برقت عيناها رغماً عنها ..... وهي تكمل: وايد احب الرماية

قال لها وهو يكاد يأكل شفتيها بعيناه: هالمعلومة اعرفها

تغضن جبينها بـ استغراب فـ سمعته يردف بابتسامة صغيرة: امج قالتلي
مرة من المرات يبت اليهال عندها وما حصلناج .... قالت راحت جواهر تمارس هوايتها المفضلة
الا وهي الرماية

قلّبت عيناها بـ استنكار وقالت بلكنتها الهولندية: اوووووه مامي

سألها سؤال مباغت: متولهة عليها ..... صح ؟

لم تجد الا الصدق بأن قالت بقلبٍ يعتصر من الشوق الجارف فـ جواهر لم تفارق ابداً والدتها من قبل:
وايد

تنهدت بلا صوت .... واكملت بحزم وبطريقة لا تظهر لـ سهيل انها من الممكن ان تكون قد ندمت على قرار سفرها معه:
يلا قول انت ....... شو تحب ؟

اشر لخاتم الاباتيت الذي يتوسط اصبعها بـ انفه .... وقال بنظرة متراخية:
احب اقتني الاشيا النادرة

رفعت حاجبيها بـ ذهول ..... وقالت تنظر للحجر الكريم الذي يتوسط خاتمها: هالحجر كان عندك من زمان ؟
ا ا .......... اتحراك شريت الخاتم جاهز

امسك كفها .... واجابها وهو يحرك خاتمها بين اصبعيه بـ صوت ثقيل مستكين: لا ... هالخاتم فصلته لج

عضت شفتها بـ خجل عارم ...... وآثرت الصمت

اكمل وهو ما زال يلعب بأصابعها بين أصابعه: في بيتي مخصص غرفة خاصة في آخر طابق ........... حق الاشيا اللي ايمّعها
كل ما حسيت بالضيج ادش الغرفة واقعد ارتب الاغراض وانظفهن وألمعهن

رمقت تعليقة مفاتيحه ........ والتي كانت عبارة عن عملة ذهبية .... وقالت: مممممم وهالعملة ؟؟

سهيل بابتسامة كسولة: لمعتها تتكلم
هاي عملة الملك ادوارد الثامن ... عملة سيادية نادرة عمرها حول 75 سنة

اتسعت عيناها وهي تتعرف على العملة التي كانت بيعتها حديث اوروبا جمعاء قبل عدة اشهر: انت اللي اشترييييييتها !!!!

ابتسم وهو يتذكّر حرصه على الا يتم ذكر اسمه في الصحف والمجلات ووسائل الاعلام

فـ نالت اجابتها من ابتسامته الفخمة

لتقول وهي تحاول كبح ابتسامتها: عملة نادرة اشتريتها بـ مليون ونص جنيه استرليني .. تحطها تعليقة حق مفاتيحك ؟؟

رمق العملة ......... ثم هز كتفيه: احترت وين احطها تبين الصدق
بغيتها جدام عيني دوم

ابتسمت وهي تخفض عيناها ..... لتنتفض فجأة مذعورة وهي تستشعر ملمس شفتيه على عنقها


اغمضت عيناها بقوة
وهمست: د ..... ديدريك



الالم يعتصرها
ينتهكها بلا حول ولا قوة

كيف تتقبل قربه بعد حوارهما الأخير !

حوارهما الاصعب على روحها العاشقة ....

كيف تتقبل قبلاته بذل وضعف وهي التي رأت بأم عيناها حبّه لابنة عمه تلك

طعنات واحدة تلو الاخرى تتلقاها منه وهي تجاريه وتسير خلفه حالها حال اي فتاة عديمة الكرامة تعشق اذية النفس


: د ..... ديدريك بليز


نطق وهو يكاد ينهار:
سهيل ... اسمي سهيل ... انتي بس اللي اباج تناديني بهالاسم



امسك خصرها .... ورفعها قليلاً نحوه بحركة فجة

وهو يغمغم: انتي بس



هي فقط من يريد سماع اسمه على لسانها ...... هي من ترسم خارطة رجولته بخريرها

هي من تكفكف دمع الوجع مع صوتها وهي تلفظ حروف اسمه الأربع

حروفه التي تشكلت على هيئة نجم اغتُصب حقه بكل وحشية ونجاسة !

حق الكرامة
حق الفخر
حق الرجولة وحق الروح وحق الفؤاد !


لتنطقها
لتقُل سهيل
لتهمُس به وهي تتلوى غراماً وجنوناً بين ذراعيه

عل عصرة الحامض التي تنسكب يومياً على تقرحاته سنواتٍ طوال .... تصبح كـ عصرة العنب المسكر ... خفيفة عذبة حلوة الوطىء

علّ رجولته التي اضاعوها قبل سنوات
تعود
او يشعر بطيوف عودتها
لا يهم
المهم ان هذه الفاتنة شفاءه
شفاءه ولعقة العسل لجراحه



قبض عنقها من الخلف ..... ليقرب وجهها اكثر من حدوده

ويغرق في انهارها الحلوة
يغرق في ثغرها الممتلىء العذب



تأوه بغلظة وهو يكاد يسقط على ظهره من شدة احتضانه لها ودفعه لجسدها ناحيته ...


ابعدت بصعوبة وجهها عن هيجان قبلاته

وهمست مختنقة متألمة بمشاعرها الثائرة التائهة المثارة:
ا ........... اليهال


وقف وهو يغمغم بنبرة اجشة متخدرة: تعالي

همست بعينان دامعتان من هول ما يعتريها من مشاعر عاصفة وحب ابى الا ان يقع صريع الذل والهوان:
مـ مابا



وسط هيجان مشاعره ... وسط انهياره الصامت القابع في جوفه
بسبب نسيان جده له



علم انها ما تزال مجروحة
ما تزال تظن بكل غباء انه يحب ابنة عمه

مجنونة هذه السنجابة
وستصيبه بجنونها ان لم يخرسها
وحالاً


سحبها خلفه عنوةً
وهو يقول بـ شراسة ..... بـ قلب ينتفض بالعاطفة ........... والتوق
والجنون بها/لأجلها: ما طلبت رايج

همست بـ غيظٍ شديد: شايف نفسك على شو !

ليقهقه بـ افتتان/استمتاع ............. وهو يغلق الباب خلفهما




بعد ساعتين



خرج من الحمام .... وهو يلاحظ خلو الغرفة من جواهر ........ ففكر انها ولابد قد ذهبت عند الأولاد تطمئن عليهم بعد ان اضطرت لتركهم



خرج .... ليستل هاتفه بعد ان اكتمل شحنه
وقرر الاتصال بـ غابش للاطمئنان عليه وعلى اخته اذ ان من المفترض انهما الآن في البلاد


لكن لم يتلقى أي استجابةٍ على اتصاله


رغماً عنه
شعر بـ التوجس
والقلق !



،,



أبـــوظبي



جلست قرب زوجها وهي تهتف بقلق: مب المفروض طيارتهم نازلة من كم ساعة ؟
وينهم يا ليث ؟
اخويه عبدالرحمن شو قالك ؟

اجابها وهو يشعر بالتوتر اذ انه كان يتصل بـ غابش وابا غابش وكذلك حرابة
لكن لم يجبه أي احد منهم
: محد رد عليه أصلا
صبري شوي اكيد بيتصلون بنا ويطمنونا

عفراء: قلبي مقبوض يا ليث
دخيلك اعرفلي اخبار بنتي


عاد ليتصل بـ أبا غابش
الا انه قطع الاتصال بسرعة وهو يرى تلك التي دخلت المنزل عليهم بكل عنفوانها
ونارها
وجنون غضبها



كانت تلهث ... تلهث فعلياً ............ وتتصبب عرقاً !
بـ وجهٍ قاسي عابس
مصفر


كانت وكأنها عبرت مسافة ستة كيلومترات بين المستشفى ومنزل والدها مشياً على الاقدام

وهذا بالفعل ما حدث !


شهقت عفراء وصاحت بـ اسم ابنتها وهي تهرع ناحيتها: حـ حرااااااابة
يا ويل قلبي
يا ويل قلبي على بنتي
شبلااااااااج ؟؟؟؟

اقترب منها ابيها بقلق ..... أراد السؤال
أراد الحضن
والاحتواء


يالله كم شعر منذ ان تزوجت غابش
بـ انه انسلخ من ضميره
بـ انه اقل من يوصف بـ الابوة !

لطالما افتخر كونها ابنته
لطالما تركها تفعل ما تشاء
لانه يثق انها لم/لن تفعل الا ما يجعل رأسه في أعالي الجبال
انها ابداً لن تخطو خطوة الا وهي تضع قلب ابيها وشرفه امام عيناها

في المقابل هو خذلها
هو خذلها عندما رماها من أعالي تلك الجبال

عندما فعل ما يؤمن انه سيكسرها
سيعصر روحها الشمّاء المعتدة ...... وسيحيلها لـ مارد ناري لن ينطفئ !


لطالما شرّفته حرابة
لكنه هو بفعلته بها ...... لم يشرفها !



بـ صدرٍ يعلو ويهبط .............. قالت بنظرة متوحشة: كيف ...... كيف قدرتوا تسوونها ؟!!

ابتلعت عفراء ريقها ..... وقالت بتوتر وقلق عارمان: حرابة امايه شو فيج ؟؟؟

دخلت للداخل اكثر بـ خطوات مدججة سريعة ..

قبضت يد أمها ... ترمقها وترمق ابيها باشتعال: كيف خدعتيني ؟
كيف
كيف خدعتوني انتو الثنينه ؟؟؟؟
اناااا
اناااااا........


انقطعت كلماتها تحاول التقاط أنفاسها مع غضبها وانكسارها
وكل شيء

: لـ ....... ليش!!!
ليش حطيتوني بهالموقف !!!!


زمجرت بأعصاب منفلتة كلياً: ليش رضيتوووووها علي !!!

هتفت عفراء وقد علمت ما سبب انهيار ابنتها المريع ... فـ انهارت هي الاخرى: كـ كنااا ..... كنا مجبورين يا بنتيه

اقترب ليث يحاول احتوائها لكن حرابة ابتعدت بحدة وهي تهتف بقسوة: مجبورين !!!!


صرخت ..... حتى شعر والديها ان صراخها وصل لمنزل الجار السابع:
مجبووووورين ..... مجبوريييييين تهينووووووني وتوطوووون خشششششمي القااااااااع
مجبورين على شووووو ولا على شوووووو يا امااااااايه


نظرت لـ ليث الذي نكس عيناه بـ حزن مثقل بالقهر



: ابوويه
يا ليث بن حمد
شو سويييتلك ؟؟
شو سويتلك عسب توقف معاهم ضددددددي ؟؟


امسكت رأسها بقوة وهتفت بعذاب:
حطيييتك على رااااااسي

واشرت على عيناها بأصبعيها: وبين عيوووني ......... ان كان في سر ولا في علن


وقالت لامها التي تبكي بشدة ...... تبكي ابنتها التي ولأول مرة
تراها بهذا الانهيار المرعب !


: وانتي يا امايه
شو سويتلج عسب تسوين هالسوات فيّه ؟؟؟؟
قولي
شو سويييييييت ؟؟؟

حطيتج هنيييي

"وضربت قلبها بقهر"

حطيتج في القلب وعلى الراس وعلى الروووووح
والله

"واشرت لهما بيدها"

والله لو طلبتوا الرووووح تفداكممممم


انخرس لسانها ترمقهم بعينان متسعتان تبرقان بـ آثار الصدمة المقيتة ..... وبصدرٍ لاهث لا يستكين

فـ تراخت كتفيها تدريجياً
وبح صوتها المطالب بـ الأجوبة

لتسألهما بـ صوت قاسي متقطع:
ليش ؟
ليش ترخصوني وانا اشوفكم اغلى من الذهب ؟
ليش تثمنوني بالتراب وانا اللي عمري ما فكرت اساوم عليكممممممم ؟؟؟

صرخت بجنون: تيوزوني خديعة !!!!
انا ..... اناااا تيوزوني واحد على اساس انه خبل ..... وهو اعقل مني ومنكم
ليش ..... ليششششششش ؟؟؟؟؟


انتفضت عفراء محلها ..... وهي ما تزال تبكي بحرقة
وتتوسلها ان تهدأ
كي يستطيعوا محادثتها وتوضيح كل شيء لها على نحو هادئ ومتفهم


هتف ليث بصرامة ..... رغم ألمه
رغم حزنه على ابنته المنهارة

: لا تزاعقين يا حرابة
نحن والديج
حسّج ما يعلى علينا


اقتربت منه وهتفت متحدية
من بين الشرار المتطاير من مقلتاها

: شو بتسوي ؟
بتقص لساني ؟؟


صاح بغضب عارم: بقصصصه واقص رااااسج فوووقه
بتصطلبين وتهدين يا حرابة عسب نتفاهم ولا كييييييف !!!!!!


: قصه .... قص لساني
وقص راسي
ترى انا سعري بسعر الدبَش في مزرعتك
جيمتي من جيمتهم
ما افرق عنهم بشي مووووول

(الدبش = البهائم/المواشي)



صرخ بهيجان
الغضب المتصاعد فيه لأجلها
واللهِ لأجلها
لا منها

يالله لـ كم يبغض نفسه الآن وهو يراها بتلك الحالة
يالله لـ كم يريد عض قلبه بنواجذه ندماً وحسرةً

: حرااااااااااابة



صرخت بصوت اشد ...... حتى احست ان حنجرتها انجرحت وانخدشت بلون الدم: لا تصاااااااااااااااارخ
لا تصاااااارخ وانت الغلطاااااااان
لا تفكر تلعب دور الحقّاااني وانت غلطان من راسك لـ ساسك
انت وهيييييي ..... واللي على أساس مربتني
اللي ازقرها امييييييييي ..... ريسة بنت صياااااااااح
كلكممم
كلكمممم جذبتوا عليه
وخاااااالي .... خالي اللي فرحت به فرحة الدنيا وما عليهااااا
خالي اللي شفت في ويهه ويه يدي خلف بوالشريس
اللي عمري ما ريته ولا شميييت ريحته
جذب علي هو بعددددد



شهقت عفراء بـ روحٍ تنوح بالوجع
روحٍ تعتصر بالفاجعة



رفعت يدها تؤشر بغضب هستيري وصل عيان السماء .... من بين عرق جبينها المتغضن ..... وانتفاضة صدرها ............. وحجابها الذي سقط نصفه:

صدقوني ما بنساها لكم
لا انتي ولا هوووو
لا امي ريسه .......... ولا خالي عبدالرحمن



استدارت تلحقها نيرانها المتأججة ............. وهرعت للخارج ..........


صرخ والدها منادياً إياها بانفعال مريع

: حرااااااااااابة


لحقها
فلحقته عفراء وهي تضرب وجنتيها بـ آسى وخوف لا قبل لهما ولا بعد


لكن حرابة التفتت نحوهما
وهتفت:
لحد يلحقني


وحذرتهم بقسوة:
اللي سويتوه يسد وزود ........... ماباكم قربي لحظة وحدة
انت بالذات
انت ياللي رخصتني بنفسك .... وكنت ولي امري في هالزيجة الجذابة
ماباك قربي ولا ثانية
تسمع !!!!!
ولا ثااااااااااااانية



،,



ذات الحي السكني
بعد لحظات معدودة



شهقت الفتاة التي كانت حينها تقود سيارتها في الحي السكني ...... لمنظر فتاة أخرى متّشحة بالسواد تكاد تسقط ارضاً وهي تحاول اسناد ظهرها على انارة الشارع الجانبي

: بسم الله ....... منو هاي ؟

ما ان اقتربت بسيارتها اكثر حتى استوعبت ان الفتاة واقفة تقريباً بالقرب من منزل عمها ليث

غمغمت مرعوبة: لا يكون حد من الاهل ... بسم الله الرحمن الرحيم ... سترك يا رب

اوقفت سيارتها بحدة ..... وهرعت خارجة ..... بقلبٍ يخفق بشدة من الخوف

لتقف مكانها فجأة .... وهي تغلق فمها
ما ان ادركت ان التي امامها ............... حرابة !



: حراااااااااااابة



بعيناها الحمراوتان القاسيتان ..... رفعت جبينها المتغضن

لترى ابنة عمها جميلة


حاولت الوقوف لكن رجليها خذلتاها

وياليت خذلان البشر وقعه كـ وقع خذلان الجسد !



: جـ جمـول


اقتربت وهي تصيح بفزع وتحاول مساعدة ابنة عمها على النهوض: يا ويلي عليييييج يا بنت العمممم ..... شبلااااااج ؟؟ شو صااااااير ؟؟؟


غمغمت بـ انكسار ..... لأول مرة تعترف بها .... انكسار مريع حد السماء/الارض: شليني
شليني من ........... هني
من هالمكـــان
كلـــــــــــه



،,




منزل صياح بن احمد




غطت جسد ابيها وهي تشهق
وتمسح دموعها المنهمرة بلا توقف

للتو فقط
للتو
احست انها عادت ريسة ذات الستة أعوام .... ريسة التي كانت تجلس بـ دلال/حب تحت ابط والدها كلما عاد من مجلس الرجال
والتي كانت ترى والدها حينها كل الدنيا وكل الحياة وكل العمر والقلب

رباه
للتو فقط
ادركت ان فقدانه اشد عليها من فقدان زوجها علي
وفقدان سهيل
وفقدانها هي لروحها ..


رغم كل شيء
اكتشفت ان صياح يبقى صياح في قلبها


عندما سقط قبل أسابيع
غلّفت قلبها بـ قيودٍ من حديد
شيئاً جنونياً كان يقول لـ عقلها ..... ان صياح لن يموت بهذه السرعة
لن يموت حتى يأذن ربّه وربُّها .... وتسترد الحقوق لـ أصحابها


فـ هل استرد سهيل حقه بمجرد رؤيته لـ جده !
حتى وهي تعلم ان جده لم يتعّرف على حفيده !

تذكرت جملة سهيل عندما سلمها بيده الشيخ صياح

"تحملوا عليه ..... تعبان وايد ...... واحرصوا ياخذ ادويته في الوقت المحدد عسب ما تسوء حالته"



لم يتذكره
والدها لم يتذكر حفيده المطعون !

ياللــــــــــــــه

لن تنسى نظرة سهيل حينها ما حيّت وما بقيَت تتنفس هواء الدنيا



ردد بـ عذاب هو يحاول النهوض من سريره:
احمد .... وينه احمد ؟

مسحت دموعها بـ ظاهر كفها وقالت:
اللي ريته مب احمد يا بويه

الشيخ صياح بـ صوت مبحوح متحشرج: ريته يا بنتيه ... ريت اخوج

فـ انهارت وهي تحضنه بقوة: مب احمد يا بويه ...... هاذاك سهيل
ولد احمد

قطب حاجبيه بـ حيرة ..... ونطق: سهيل ؟

هزت رأسها بـ وجه اصبح منتفخاً من شدة البكاء: هي .... سهيل

نطقها مرة أخرى ... لكن بصوت مرتعب جداً
ومثقل بالحسرة حتى الرمق الأخير:
سهيل


دمعت عيناه المشيبتان واكمل:

سهيل مات يا بنتيه
مات ......................... وانا السبب

ظلمته


ردد وهو يأن بغلظة: ظلمته

سهيل كان بري شروا ذيب النبي

بـ ...... بري .......... شـ ...... شروا ذيب النبي




مع تصاعد انين بكائها ....... خفق قلبها بقوة
وهي تدعو الله ان تعود له الذاكرة ولو قليلاً

فـ مسحت دموعها بعنف
واخرجت من حقيبتها المرمية صورة قديمة تجمع ابناءها

وقالت وهي تعطيه الصورة وتأشر نحو سهيل: هذا سهيل يا ابويه
هذا هو شوفه
سهيل حي ....... حي


رمقها بعد ان رمق الصورة من بين ناظره الضعيف: حي ؟


فـ رفع عيناه نحو السقف
والجدران
والنوافذ ..

وحام بهما بتوهان في كل زاوية من زوايا غرفته
حركة تبدر منه عندما يحاول بما تبقى فيه من اعتداد نفس
الا يُظهر ضعفه ونسيانه لأحد


وادركت
انه لم يتذكر صاحب الاسم


فـ اطبقت فكيها ببعضهما تقاوم انهيار ثاني


يالله
لو كان صياح بـ وعيه
لم تكن لتكون ردة فعله بهذا الجمود
واللامبالاة
ابداً !



،,



بعد مرور أيام
أيامٌ كانت هي الأصعب على روحه منذ ان وطأت قدماه ارض الوطن
فـ الوطن الذي كان بقلبه ... متألم
وانينه وصل لأعمق نقطةٍ بقلبه حتى لو كان بعيداً عن ناظريه

اخته الحبيبة
حرابة

وغابش .. صديق الروح .. حالته سيئة جداً ... اذ انه يعاني من قلبه وتبعات العملية التي علم بها فيما بعد !

الرجل فعلياً لا ينام الليل ابداً ... ولا يهدأ النهار البتة !

يبحث عنها في كل مكان ..... من اقصى الشمال لـ اقصى الجنوب
من شرق البلاد الى غربها

هو –سهيل- ايضاً يفعل المستحيل ليجدها ... حتى رجاله لم يتمكنوا من فعل شيء يخفف ولو قليلاً من قلقهم ..

وقد طلب مسبقاً من محمد الاستعانة بأجهزة المراقبة المنتشرة حول المنزل والحي السكني

لكن ولسوء حظهم ... حدث التماس كهربائي في المكان واُغلقت الكهرباء كلها
فلم يظهر لهم في الاجهزة الا ظهر فتاةٍ ما وهي تحاول إيقاف حرابة
بمسافة لا تبعد كثيراً عن منزل ابيها ليث




اخرجه من نوبة التفكير والتخبط اللانهائيان ..... صوت أخيه


: سهيل


احتضنه سهيل بـ تعابير مسيطرة لا تظهر أي شيءٍ مما يعتمل خاطره

وقال: تستاهل السلامة

وسار معه مبتعدان عن بوابة المطار بينما يجيبه الأخير باقتضاب: الله يسلمك

قال له أخيه الأكبر وهو يلبس نظارته الشمسية: مستعد ؟

: فوق ما تتخيل



،,



ما ان سلم لرجل العصابة المبلغ الذي يدينه له .... فتح فمه يريد اخباره بأمر الشابتان اللتان لم تفارقاه منذ الصباح وكأنهما بنات الشيطان ذاته

لكن قبل ان يخبره ...... اقتحموا المكان عناصر الشرطة

وانقلب المكان رأساً على عقب في ثواني فقط

صراخات واعتراضات ..... وأوامر بعدم التحرك

نطق الرجل موجهاً حديثه لـ ربيّع المرتعب: يالخسيس

ربيّع وهو يضع يداه خلف عنقه بأمر من احد العناصر: شو ..... شو في !!!! ........ وقسم بالله ما سويت شي

صرخ الرجل به: تتحرا روحك بتفلت منها يالحقيررررر
والله ما ريت شي لين الحينه

دفعه احد الضباط واخرسه: انطم انت وياه
عسكرررري
كل شي في هالمكان يتصادر ماباكم تخلون ولا كرتوووون ......... ولا حتى جيسه وحده


ثم نظر للشابتان الاجنبيتان
أومىء لهما ..... وهما بالمقابل ...... هزتا رأسيهما بـ طاعة ...... وانصرفتا



ليدرك ربيع انها كانت حيلة من الشرطة
وهو كان الطعم !


اتى احد العناصر .... ليقول لمسؤوله: سيدي لقينا هالسي دي
وابشرك
لقيت فيه اللي يثبت تورط شاهين بن صياح بن احمد

اتسعت عينا ربيع بـ صدمة عاتية: ابووووووويه

ليهتف الضابط بسخرية: هي يا محترم
انت ما تعرف ان ابوك هو اللي يدير هالعصابة هاي كلها
وكنا نتريا بس نمسك الدلايل عليه



دخل محمد عبدالكريم في تلك الاثناء ..... لتتصاعد صدمة ربيّع الاضعاف


اخذ السي دي من زميله ..... وقال بنبرة باردة جداً متجاهلاً ربيّع:
مب الحينه بنعرضه على المسؤولين
بنتريا شوي

سأله زميله باستغراب: ليش نتريا يا محمد ؟

نظر محمد لساعته ... وقال بحزم بالغ: كمن ساعة بس

شوّح بالقرص المدمج بخفة واكمل: هالسي دي بيتم عندي

وانصرف من المكان النتن المليئ بالقاذورات


تاركاً ربيّع ينهار ارضاً

ينعى نفسه
وحاضره
ومستقبله






عندما اصبح في الخارج .... وحوله سيارات الشرطة من كل صوب

رفع هاتفه بخفة ... وضغط على آخر رقم كان ضمن قائمة المتصلين

وقال: مرحبا سهيل ............. وين تبانا نتلاقى ؟!



،,



اتسعت عيناه بـ قلبٍ خفّاق وهو ينتظر باستماتة إجابة احد معارفه والذي على اطلاع مباشر بنتائج الانتخابات
فـ اعلن له مبشراً ان اسمه ضمن قائمة الانتخابيين الفائزين ... والتي لم تُعلن رسمياً بعد ..

كاد يسقط مغشياً عليه من السرور والفرح ..... بل كاد يقفز من سريره وهو ينوي الخروج والاحتفال امام الناس جميعها
دخل الحمام وهو يضحك بـ صوت عالي ويتوعد بصوتٍ رنان بذبح الذبائح ومد سفر الولائم
وعزيمة كل اعيان البلاد

وبعد ان اغتسل وتبخّر وتعطّر بـ اغلى أنواع العطور .... بينما زوجته رملة تزغرط بصوت مرتفع مسرور
وتتصل بكل اخواتها وأهلها وصديقتها لتزف لهم الخبر الذي –بمنظروها- سيقتلهم من الغيرة والحسد


حتى خرج من باب منزله مسرعاً بسيارته .... مُراد ان يتجه مباشرةً لمجلسه الانتخابي في البلدة القديمة

فـ هناك ارضه ..... وهناك اناسه وقبيلته وكل ما يمت له بصلة

ومن هناك سـ يبني مجده الذي لن يلين ولن يسقط ابداً



قبل ان يدعس على دواسة البترول ليتجه للشارع الرئيسي
حتى أوقف السيارة وهو يتفاجئ بـ ثلاث سيارات بيضاء تقف امامه
تمنعه من اكمال طريقه !



،,



مجلس شاهين بن صياح الانتخابي في البلدة القديمة



بدأ الناس يجتمعون في المجلس بعد ساعات من اعلان فوز شاهين ...... وبدؤوا افراد آل صياح من صغيرهم لـ كبيرهم يتوافدون شيئاً فـ شيئاً
بدأت التهاني تتصاعد
والتبريكات
والضحكات الرجولية الرنانة
بعضهم يتشدق بالوعود لـ اصدقائهم
وبعضهم يتلفظ بالادعية الصادقة لـ شاهين كي يتمكن من مساعدتهم مادياً في المستقبل

وأنواع البشر في المكان
لا تُعد ولا تُحصى !


عندما تأخر
بدأ الجميع بالسؤال عنه
واخذوا يتصلون به لكن ما من مجيب !



وسط الهرج والمرج
والاصوات العالية والضوضاء


دخل محمد ابن الامام عبدالكريم
بلباسه العسكري

تقدّم احد المعارف منه يهتف بـ سعادة: محمد !!!
ما شاء الله ما شاء الله
والله وكبرت يا محمد وغديت في الشرطة
شحوااالك شعلوووومك ؟!



استقام بظهره وهو يقف في وسط المجلس الضخم

وقال بصوتٍ رنان ......... جملة واحدة فقط بعيناه الجامدتان: الكل يظهر


ارتفعت الأصوات المستنكرة والمصدومة
ليرتفع معها صوته مرة أخرى: الكل يظهر في الميلس
محد يتم الا قوم صياح وبس

وانتقلت عيناه لـ حامد الجالس اساساً في كرسيه المتحرك
ثم لـ هزاع ..... ثم لـ خليفة
ثم لـ منصور الذي كان يحدّق به بصمت
ثم لـ باقي أبناء عمومته الكبار منهم والشباب

هتف رجل من الحاضرين: انت صااااحي يا ولد .... تبا تروغنا من ميلس الشيخ شاهين بن صياح !!!!


وتصاعدت الأصوات المحتدة الممتعضة
والتي اغلبها كانت من أصحاب المصالح الشخصية


هتف منصور بفظاظة عندما اشتدت عصبية الحاضرين واعتراضاتهم: اظن سمعتوا الريال شو قال
يلا توكلوا ... الله يسهل عليكم

قرّب عامر ابن عمة صياح رأسه لـ حامد وهو يهتف باستنكار: شو السالفة حامد ؟

هز حامد كتفاه بـ وجه متغضن ملؤه الاستفهام وآثر الصمت ليفهم المشهد الحاصل امامه


وخرج الجميع فرداً فرداً بطواعية شابها الاستنكار والغضب
خاصةً عندما اتى الامر من احد أبناء آل صياح


المجلس كان ضخماً بحق
يحوي ثلاث أبواب .... بوابة رئيسية وبوابتان جانبيتان


ثوانٍ فقط
مرت خلالها نظرات حامد المستغربة
وباقي الافراد الذي اخذوا يتسائلون فيما بينهم بـ حنق وذهول واستغراب !


ليدخل فيما بعد اربع رجال بحُلات سود ..... ضخام طوال لا تشي وجوههم بالخير ابداً

اغلقوا جميع الابواب عدا الرئيسي

ليدخل ارنود ..... بـ بدلة رسمية .... رائحة عطره الفرنسي الغالي تسبقه خطاويه
شعره الأبيض مسرح للخلف ليظهر جبينه ...... وكامل وجهه الذي كان صياحياً
اكثر من أي وقتٍ مضى !



وقف قرب محمد
ليدخل سهيل بعده ..... بـ ثوبه العربي وشماغه
يمسك العم جابر ويساعده على الدخول على مهله


تصاعدت الشهقات المصدومة
ارتفع أصوات الرجالية المتخمة بـ فاجعةِ ما يرونه !
خاصةً الرجال الذين شهدوا موت سهيل قبل خمس عشرة سنة !


اجلس سهيل العم جابر
وسط نظرات الجميع الجاحظة


ليقف بعدها قرب أخيه

الجميع بلا استثناء كأن على أكتافهم خُلِقَ الصخر وعلى رؤوسهم الطير !


حامد .. ومن هول صدمته .. حاول ارخاء فتحة عنقه شاعراً بخفقاته تتضخم في صدره .... حتى وصلت لـ رأسه وقبضت دماغه بكل اجزاءها
تريد الفتك بها !

وهذا كان حال باقي رجال القبيلة ايضاً !
الذين يعرفون سهيل خاصةً ان صح التعبير !


رعب جارف عظيم كـ عظمة المسافة بين المشرق والمغرب اجتاحهم !



ابتسم آرنود ببرود تام ..... وهو يرمق وجوه الرجال بنظرات سريعة خاطفة

ليهز رأسه بحركة لا تكاد تُلاحظ ...... وقال بصوت معتدل ليس بمرتفع ولا منخفض: عجيبة الدنيا


وقف العم عامر بهلع شديد يردد بصوت عالي مرتجف: اشهد انه هو الحق وانه يحيي الموتى ..
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم

ليهتف ابنه هادف بـ ذعر مريع كـ ابيه: انننت ....... انننت

اقترب ابنه الآخر محمد يهتف بعينان جاحظتان .... وهو يحدّق بـ سهيل: سهيييييي.....

فـ وقف احد رجال سهيل امامه ..... يمنعه من الاقتراب اكثر

اشر سهيل لـ حارسه وطلب منه بعيناه ان يتراجع ويقف حيثما كان


ثم رفع انفه بـ اعتداد
وقال بصوت رجولي رنان
صداه ضرب كل زاوية في المجلس: اعرفكم على نفسي

واشر بيده لبعض الشباب الصغار في السن .... والذين لم يكونوا على معرفة شخصية به: للي ما شافني ولا يعرفني من قوم صياح

انا سهيل بن احمد بن صياح


ثم اشر نحو أخيه واكمل بذات نبرة صوته المجلجلة: وهذا اخويه ..... ناصر بن احمد بن صياح



تصاعدت الصدمات بأعين الرجال اكثر فاكثر

لكن لم يتأنى ولم ينتظر أي تعليق منهم
قاطعهم بـ حضوره
بـ هيبته
بـ شخصه الذي حرص على رص طوب الصرامة والقسوة حوله حمايةً من غدر الناس
طالما ينتفس هواء الدنيا !


ثم اشر نحو محمد قبل ان يربت على ظهره بقوة ....... واكمل:
وهذا محمد عبدالكريم الشيخ ..... وعشان اريح راس اللي ما يتذكرونه
هذا محمد ولد الامام عبدالكريم الله يرحمه


رمق من بعيد عمه حامد .... الذي كان فعلياً يقبض جانبي كرسيه .... وترتجف اطرافه بعينان متسعتان مرتعشتان


صرخ محمد ابن العم عامر بعدم تصديق: جذذذذاب انت مب سهييييل .... سهيل نحن جتلنااااااه وشهدنا مووووته بعيوووونا

هدر رجل آخر من أبناء العمومة بنبرة جنونية: سهيل مييييت مييييت

هتف العم عامر: يا جماعة انتو تقصون على منوووو !!!
هذا سهييييل بشحمه ولحمه
طالعوووووه ... شوفووووووه


تراجع بظهره وهو يكمل مصدوماً: بسسس
بسسس سهيل كان وحيد امه وابووووه
كيف يقول ان هذا اخوووه !!!


هتف أخيه الاصغر ابراهيم بعينان عاصفتان: وانت صدقت هالمهززززلة !!!!!
كلام ولدك محمد صح ..
نحن كلنا شهدنا مووووت سهيل ... هذا واحد ينتحل شخصييييته واللي وياااااه بعد جذااااب والظاهر مسويين هالمسرحية عسب ينهبون صياح
شافوه خلاص خرّف وبيموت قالوا خل ننهبه وننهب ورث ولده احمدددد

هدر هادف بـ غضب عارم: بتصل في الشرررررطة الدنيا مب ساااااايبة


سحب الحارس منه هاتفه المحمول .... واوقف الرجل في مكانه


وبهدوء تام ..... تقدّم ناصر خطوتان للأمام ..... وقال لـ سهيل بتعابير خاوية: اقدر ارمس الحينه ؟


اومىء سهيل برأسه وتراجع ليقف قرب محمد عبدالكريم ذو التعابير الجامدة
تعابير لا تظهر البتة بما يعتمل روحه الان من مرارة وغضب وذل وعار


ليفرد ارنود صدره .... ويهتف للجميع بلا استثناء
فـ الوقت قد حان ليعرف الجميع ما حصل قبل سنين مضت


: انا ناصر
ناصر ولد احمد بن صياح
امي ريكا الهولندية .... الحرمة الفقيرة اللي كانت كل هدفها في الحياة انها تأمن لولدها بيت دافي واهل وعزوة يسند الظهر فيهم



وبدأ يتكلم ويتكلم ............ وكأنه يستشعر امه ريكا امامه بكل معاناتها واوجاعها وآلامها

وكأنه يطبطب عليها
ويطمئنها
انها ورغم ما اقترفته يداه بحق سهيل
فـ هي قد تابت توبةً نصوحة ..
وتستحق ان تشعر وهي تحت التراب
ان ابنها الآن يقف كالجبل بين أبناء قبيلته ....
ويخبرهم بكل ثقة وقوة ... ابنُ من هو !



اخذ يسرد الحكاية بكل هدوء
لكن الهدوء كان ابعد من ان يكون في نواظر الحاضرين
وقلوبهم
ورعشة اياديهم !

اخبرهم بـ لجوء امه لـ عبدالكريم وشاهين ..... وكيف خطط الاثنان -مستغلين ضياع ريكا النفسي- ضد سهيل

لكن مخفياً عنهم حقيقة واحد ..... حقيقة ابيه وارتداده

وهذا فقط بـ طلبٍ من سهيل
لان آرنود في الحقيقة ..... لا يهتم لابيه ولا لسمعته !!


وهو يتحدث
اخذ سهيل يسترجع حديث ريكا الموجع قبل سنواتٍ مضت



ماضٍ يتحدث



كانت تتكلم بصوت متحشرج متقطع ..... توضّح له ما جرى بالحرف
شاعرةً بأكوام حجارة تجثو على صدرها

ما فعلته بحق سهيل كان كبيراً
مدمراً
لا يحتمله الروح


: بعدما علمت ان شاهين سيغدر بي وبولدي
لم اجد سواك امامي .... خفت من مواجهة الجد صياح .... خفت من هيبته وجبروته
اتيت اليك مهددة اياك بوالدك
كي انال ما اريد فقط
لم اطمع بأي شي ليس من حقي وحق ابني

لكنك كنت صعب المراس شديد البأس
لم ترضى بسرعة
رغم هذا كنت اعلم انك ستفعل المستحيل
كي لا ينكشف امر ابيك امام جدك
جدك بالذات

رأيت هذا يلمع بعيناك الوحشيتان
ولم يخب ظني اذ انك تمكنت من حبسي في مزرعة والدك القديمة
ولم تعلم بعدها انني تمكنت من الهروب بمساعدة الحارس الا عندما اتيت للمجلس

وانا كلي راغبة بفضح والدك عند جدك وكي انتقم منك شر انتقام

كنت سأحرق حرفياً كل اوراقي من شدة غضبي وحقدي

لكن عمتك ريسه كانت لي بالمرصاد
لا اعلم لمَ منعتني من الدخول لكنني رضخت عندما علمت ان المجلس ممتلىء بالرجال
فـ تراجعت وعدت لإبني الذي كان حينها وحيداً خائفاً وقلقاً في كل وقت


هزت راسها بانهاك: لم اكن اريد فضح ابيك
لكن كل الحيل ضاعت من يداي ..
اردت فعلها لمصلحة ولدي ومستقبله ومكانته التي اترقبها بينكم حد النخاع

لكن
لكن لسبب لا اعلمه ... بل اعلمه في الحقيقة اذ انني في تلك الايام كنت اتوجه كثيراً بالدعاء الى الله كي يلهمني طريق الحق

توجهت بعد يومان ظهراً للشيخ جابر الذي عرف بطيبته وسماحته ... واخبرته بكل شيء

عن شاهين ... عن عبدالكريم .... عن الحيلة التي استخدمناها للإيقاع بـ سهيل ورمي التهم عليه

ادركت حينها ان سلك درب العقل والمنطق حتى ياخذ ابني حقوقه كاملة هو الحل الانسب لي ..

ولانني شعرت عندما علمت انهم قاموا بحبسك في المستودع ببعض الندم والعطف وبالطبع كنت جاهلة انهم سيقتلونك ليلتها

بعدها طلب مني العم جابر العودة للمنزل ...... وبعدها بساعتين اتى إلي وألف شيطان يسبقه
كان كمن يهرب من ابليس نفسه

اعطاني صرة كبيرة من الذهب الخالص وطلب مني الهرب بك وارنود لاي مكان في العالم ... المهم ان نرحل من الوادي الى غير رجعة

ذهلت حينها وارتبكت لكن لمعان الذهب جعلني عمياء عن كل شيء ... فقلت هذه هي فرصتك يا ريكا
اذ انك على ما يبدو لن تنالي شيئاً من هذه العائلة فخذي ما يهديك لك القدر .... واخرسي



اخذت انفاساً ثقيلة صعبة .... واكملت بصوت متحشرج مبحوح:
ثم طلب مني العم جابر بعدها ان التقيه عند اشجار الغاف الضخمة ما ان يقترب الليل من الانتصاف ..
ليلتها اخذت ارنود معي
ارنود الذي كان اشد المعارضين بأفعالي وخططي
ظللنا ثلاث ساعات ننتظر في السيارة

ونحن ننتظر
خرج ارنود بسرعة من السيارة وكأنه رأى احد يعرفه .... ناديته بخوف لكن لم يستجب لي ...
عندما تأخر .... ذهبت للبحث عنه فـ رأيته مغشياً على الارض وجهه كوجه الموتى

حينها كنت منفعلة وعصبية ومتوترة فلم اتمكن من فهم ما يجري لابني

كنت افكر بـ اسباب تأخر العم جابر بجلبك إلينا
ايقظت ارنود في الوقت الذي اتى فيه العم جابر
كان يحملك على ظهره بصعوبة وانفاس مختنقة لاهثة



ضربت خدها بـ مشاعر مدمرة وهي تتذكر بياض شعر ابنها واعصابه التي تُلِفت بعد تلك الليلة:
يالله
لم اكن اعلم حينها انه رأى رجال القبيلة وهم يرمون جسداً في حفرةٍ من نار معتقداً انه انت
آآآآهٍ يا ولدي
آآآآهٍ عليكَ يا حبيبي




ليقطع نواحها وهو يسألها بعيناه القاسيتان:
كيف تمكن العم جابر من انقاذي ؟

: لا ..... لا اعرف ....... ولا اعرف ماذا حدث خلال تهريبه اياك من بين ايديهم




حاضرٌ يتحدث



عاد لواقعه بعد ان ارخى يداه اللتان كانتا مشدودتان ...... وهو يسمع آرنود يوجه حديثه لـ العم جابر:
لولا العم جابر جان اخويه راح غدر ليلتها ..
وامي يا عم جابر .... تراها تابت توبة صادقة يوم استوعبت شكثر ظلمت سهيل وكانت الشرارة اللي استخدموها عبدالكريم وجماعته ومعاهم شاهين
عسب يحرقون اخويه


نظر لـ أخيه نظرة خاطفة اخفى انكسارات عظيمة خلفها:
واكثر من مرة طلبت السماح مني ومن اخويه سهيل .... وكانت دوم قبل ما تتوفى تتصدق عنك انت بالذات لانك قدرت توقفها عن درب الشر قبل لا تكمله

لكز صدره بـ وجع ماكن واردف: وانا اللي تعهدت جدام اخويه اني اردلك كل الذهب والفلوس اللي عطيتها حق امي
واضعاف اضعافه


وقف جابر بصعوبة
لكن آرنود اقترب منه واجبره بقوة حانية ان يظل جالساً

كانت تعابير آرنود ابلغ من ان توصف
ابلغ من ان تُرسم

فتح العم جابر ذراعيه
ليقترب ارنود ويحتضنه

همس العم بـ نبرة ملؤها الحب والود: مابا شي
يسدني انك واخوك جدامي الحينه ....


ربّت على ظهر حفيد أخيه ....... واكمل: ناصر .... انت ولدنا
ولدنا كلنا


وكانت تلك المرة الأولى التي يحتضن فيها ارنود فرداً من عائلته
بعد سهيل أخيه !

حتى منصور
الذي قابله قبل ساعتين

كان لقاءه به سريعاً
وغريباً جداً
وبارداً جداً جداً
ولم يستغرب آرنود من شكل اللقاء ولا من برودة عاطفة عمه معه
اذ انه هو نفسه كان بارداً كذلك !



ليتكلم اخيراً حامد بن صياح ..... وقلبه وصل عيان السماء من شدة الخفقان
والرعب
والألم القاتم: عمي .... عمي يابر
كيف حميته منا ....
كيف !!!!

رغم ان سهيل لم يكن يريد التحدث معه هو بالذات
الا انه قاوم عواطفه المتصدية
فـ حكى له وهو يرمق العم جابر باختصار ما فعله الأخير له كي ينقذه


فـ ختم حديثه بأن قال ساخراً: مع ان مب لازم تعرفون ..... بس هاذو وصلكم العلم


فـ انتكس وجه حامد الشاحب ..... واحتقنت عيناه بالدموع


همس بـ صوت مبحوح معذّب وهو يشد من قبضته على جانب كرسيه المتحرك:
انت الوحيد اللي صدقت سهيل يا عمي ....... انت الوحيد فينا اللي قدرت تصدقه


اجابه سهيل بقسوة: مب الوحيد


نظر لـ خليفة ابن حامد الكبير .... واردف: خليفة ولدك كان مصدقني

نظر حامد الى خليفة وتسائل مصدوماً: خليفة


: هي نعم
ياني بالدس قبل يوم من الليلة السودا .... وكان يصيح عند راسي يطلب السماح وانا طايح على الأرض .... راس مالي اذني اللي اسمع بها

وقالي انه يدري في ملعوب مستوي عليّه .... وانه مب مصدّق اللي حاصل .... وحاول اكثر من مرة يبحث عن الدلايل اللي ممكن تنقذني
راح ودوّر عن هل الضحايا ومالقى اي واحد منهم


وقف حينها خليفة ..... بـ وجهٍ منخفض ...... بـ صوتٍ لأول مرة يخرج بتلك الحرارة القوية
حرارة اثارت ذهول أخيه الأصغر هزاع اذ انه ابداً لم يرى أخيه الأكبر بهذا التأثر العظيم من قبل:
كنت اعيش الموت



هز رأسه ....... وقال: من الغبنة اللي يتني عقب سالفة سهيل
عانيت من اوياع وامراض ما انزل الله بها من سلطان
من الغبنة والقهر وكتمة الخاطر

رفع سبابته وهو يكمل بـ انفعال متهدج رامقاً سهيل مباشرةً: لكن يشهد الله
مع كل ويع ...... كنت استشعر موتك جدامي
ماعرف هو عقاب الله في الدنيا على ضعفي وسكوتي ..... ولا عسب شي ثاني


اصلب سهيل ظهره ...... وقال بصوت جهوري على مسمع كل الرجال: خليفة .... يسدني انك صدقتني وقتها ... مع اني كنت معترف بلساني اني مرتكب الجرايم

صرخ هادف ابن ابن عمة الجد صياح بـ عدم تصديق: ليش تعترف انزييين بشيٍ ما سوييييته !!!
وليش خططوا جماعة عبدالكريم للمكيدة ضددددك !!!! شو كنت مسولهمممممم !!!!



بالطبع لم يأته الجواب على سؤاله الاول !
فالجواب لن يظهر ابداً لأي شخصٍ كان


ليقاطع محمد ابن الامام عبدالكريم الحوار بين أبناء العائلة ...... وقال بصوته الجامد الرنان:
ابويه عبدالكريم كان يبغضكم يا آل صياح
يبغضكم كلكم
غير انه ما نسى ابداً اللي سواه العم صياح فيه يوم حرق ويهه ايام الشباب
عسب جي لفّق التهم وعقهن على راس سهيل

وحاب اقولكم شي مهم



كان يريد ان يتفوه بجرائم ابيه
الجرائم التي اسقطها تعمداً على رأس سهيل


لكن سهيل اوقفه بأن قبض على ذراعه ..... واعطاه نظرة قوية تمنعه

يكفيه صديقه من المعاناة
يكفيه صدقاً
لن يجازف بأن تتمرغ عائلته المتواضعة بسمعة ابيهم بعد سنين من وفاته


هتف احد كبار آل صياح ... وهو يقف وقد تذكّر تفاصيل حكاية صياح وعبدالكريم: بوووووووه ..... هالساااااااالفة جدييييييمة يا محمد


رد محمد بتوتر .... فهو كان يريد الراحة ... يريد الاعتراف بافعال والده الشنيعة

تراجع وهو يجيب على الرجل الهرِم: بس كانت حية في قلب الوالد ...
وبغى يحرق قلب صياح في حد من عياله تحت غطا الدين والحق والعدالة


هتف العم عامر بـ انفعال .... وكلماتٍ كانت في غير محلها: وانت يا جابر ........ قدرت تقص علينا واطلع ولد اخوك وتحط بداله حد من قرايب البشكار الهندي !!!

رد العم جابر بقسوة شديدة: بغيت انظّف وصاختكم
حمدوا الله ان الجذبة مشت عليكم ولا جان صارت علووووووم


هتف محمد ابن عامر بتهور: شووووو يضمنا ان اللي تقولونه صددددددق !!!
شو يعرفنا هاااااااااا !!!


اقترب محمد ابن عبدالكريم وقد طفح الكل فيه من تحمل هراءاتهم

مصدوم من كمية الصبر والبرود الذي يتحلى بهما سهيل !

لكن يد سهيل اوقفته

ليقول آرنود هذه المرة بسخرية: بعد اذن اخويه انا اللي برد
منو قالكم نباكم تصدقون ولا تجذبون !
علكم ما صدقتوا
اخويه ياه منكم اللي يسده وزود

اردف بـ فكين مشدودين: يمكن انا في البداية تمنيت أكون مكانه بس عقب يوم شفت بعيني وحشيتكم وخياسكم ..... تبريت من الساعة اللي تمنيت فيها هالامنية
ماباكم عايلة .... ماباكم اهل ...... ولا اباااكم عزوة وظهر
لا أبا صيااااح ولا عيااااااله


هنا وقف منصور ................ بدواخل عاصفة تموج فيه حد اللامعقول

وخرج من المجلس بأكمله

الموقف كان اكبر من ان يتحمله
اشد من ان يمسك اعصابه اكثر ويخرس !


نظر لـ ظهر منصور ببرود ...... واكمل امام الحاضرين بثقة:
مع اني ادري ان اخويه لين الحينه ما يلوم يده صياح على اللي صار

ضرب صدر أخيه بقوة حانية ........ واكمل بصوت شديد: ورغم كل اللي حصل لهالرجل


والتفت ينظر لهزاع وخليفة والعم حامد:
الا انه عاش سنين يهاذيبكم يا هله
حاولت اعوضه لكن ابد
وما ينلام انتو هله في النهاية
انا الا واحد ظهرت في حياته في مرحلة حرجة وانجبر هو يعتبره اخوه


هتف سهيل بقسوة: بس ناصر


ليهتف آرنود بقسوةٍ اشد: مب بس يا سهيل ..... وجدامهم كلهم اقولك
ربيعي غلط يوم فبرك الصور
وانا غلطت قبله لاني ما قدرت اكلمك واحذرك من امي واللي يتسمى عمك وعبدالكريم
لاني جبان


تحشرج صوته بقهر:
جبااااااااااان مثلهممممم هاييل اللي واقفين جداااامك

تعرفون ليش هذا الرجل الأصيل هني ....؟!
لا لا تخافون .... مب عسب يأذيكم تحت اسم الانتقام
مع ان ما شاء الله مركزه عااااااااالي
عالي فوق ... وربكم اللي فوق
وللمعلومية ..... هو اللي ساعد شاهين ينجح


ضرب كتف سهيل واكمل: هالرجل هني لانه يلين يومكم هذا فواده ملتاع
يبا يرد بياض تربية صياح له في نفوسكم .. عقب ما تلوثت وتوصّخت
صياح ربّاه
صح ما ربّاني ...... بس ربّاااااه
واشهد انه ربّاه صحححح



عند كلمة
"صحححح"
بح صوته ... وتحشرج


فقال سهيل له بتأثرٍ واضح:
خلاص ناصر


صمت ..... صمت بإرهاق عاطفي ماكن ..... وهو يشعر انه افرغ كل طاقته

فـ التفت موليهم ظهره ..... وخرج من المجلس بأكمله


ما ان خرج أخيه
حتى تنهد بصمت
ثم رفع رأسه بـ أنفة
وقال بـ صوت رنان واثق:
وقفتي هني جدامكم اليوم .... مب عشان اظهر براءتي
لا ابد
ما هميتوني
على الاقل الحين .... في هالوقت بالذات
انا في يوم من الايام وعدت اخويه اني اسويله اللي يباه بس يظهر من حالة لومة النفس اللي عاشها
وعسب اعوضه عن الاهل اللي فقدهم وما ذاق اي قرب وحنيّة منهم
قال ابا منك وعد بس ..... انك تخليني اواجه الجميع ..... وانا اللي اقولهم بنفسي كل اللي صار
ووعدته
عشانه .... مب عشاني لا والله
ولا عشانكم انتو *واشر إليهم بـ ازدراء*


ثم نادى ابن عمه: هزاع

تحت وطاة صدمة حامد من تعابير ابنه التي لم تكن ابداً مصدومة او مستغربة او تشوبها الحيرة
وكأنه يعلم مسبقاً ان سهيل حي ..... تقدم من ابن عمه الكبير وقال: لبيه

اومئ له سهيل وقال: تسلم على المساعدة
شاهين تصدر المراكز الاولى بفضل ربعك وربع عمي منصور


هزاع باقتضاب تام: ما يستحق الفوز
لكن سعيت وياك في الموضوع عشانك


هتف العم عامر وهو يتلفت يمنةً ويسرةً ببقايا صدمةٍ ورعب لا يظن انهم سيختفوا من روحه: شاهين وين ؟؟؟



تجاهله سهيل كلياً بأن اقترب من العم جابر وساعده على الوقوف

ثم انصرف معه .... ورجاله .... ومحمد
تاركينَ آل صياح –عدا هزاع-
في وجوم شاحب
كاسح
مثير للسخرية !



،,



قبلهــــا بدقائــــق




عندما خرج من المجلس الكبير
لمح منصور بطرف عيناه واقفاً قرب شجرةٍ كبيرة
ويدخّن بشراهة
وعلامات العصبية واضحة على محيّاه

مشى قربه
وهو يتجاهله كلياً

ليقف وهو يسمع الأخير يقول بسخرية:
ناصر ....... ومنصور


اخذت نفساً حاداً من سيجارته واكمل بذات نبرته: وين النصر في حياتنا !
ما شفنا الا الصخّام
(الصخّام = الفحم ... وتُقال الكلمة دلالةً على الشيء حقير القيمة وصغير الشأن)



قال له آرنود بـ جفاء واضح: اسمي آرنود لو سمحت

عقد حاجبيه بـ ابتسامة مستهزئة وقال: آرنود ؟
وايد رخو الاسم

لتأتيه كلمات آرنود المزدرية: اخيَر عن اسم منصور اللي شكل راعيه ما شاف الا الخيبة في حياته


اخذ نفساً آخر من سيجارته قبل ان يقهقه بخفوت ويقول: متأكد من كلامك ؟
ولا اذكرك باللي قلته انت بنفسك داخل


وهنا كان يقصد منصور ان آرنود كان يعلم بما كانوا يفعلونه ويخططونه جماعة عبدالكريم ضد سهيل الا انه سكت ... غير ان الصور تفبركت بواسطة صديق آرنود ذاته



كلمات منصور ضربته في مقتل


ليستدير نحوه ويقول بـ مرارةٍ صادقة لم يخجل من اظهارها البتة:
تعرف يا ...... منصور
انت صادق
صادق هي والله



اخفض ناظره للأرض العشبة بعبوس قاسي
شعر بالندم
خاصةً عندما نظر بعينا ابن أخيه مباشرةً ورأى الألم الواضح بهما !


ابن أخيه
ناصر ابن أخيه الذي التقى به منذ سويعات فقط على الطريق العام المؤدي للبلدة
وبطلبٍ منه سهيل

هل يقول انه شعر بالغيرة ما ان رآه ؟!
هل يقول انه شعر بالوحدة تزداد بداخله
عندما لمح الود والتراحم بين الاخوان ؟!

وفكّر في لحظةٍ طفولية غيّورة

بأن سهيل رغم ما حدث به ... كان لديه أخيه في غربته
اما هو
فـ قد عاش سنين طويلة وحيداً
هارباً من عائلته التي حرموه من الشخص الوحيد الذي كان يعتبره اخاً له
وعضيداً
وظهراً

لكنه تدارك مشاعره الخرقاء –كما نطق بها عقله-
وادرك انه ما فكّر به
شديدُ الانانية والغباء !

لكن يعترف
ان المشاعر الانانية الغبية تلك
هي من جعلته بارداً نافراً من آرنود وقت لقاءهم
اما الآن

وبعد ان شهد بنفسه ما حدث في الداخل
كل شيء تغيّر


رمى سيجارته ودعس بها بنعاله واقترب من الآخر

وقف امامه ... مخفضاً عيناه العابستان

ليهتف بخشونة: السموحة ...... يمكن رمستي ما كانت في محلها

تنهد آرنود بصوت غير مسموع ..... وقال بهزة رأس: قلت الصدق يا عم



"يا عم"

خرجت الكلمة بلا وعي منه

ليرفع ناصر عينان شاحبتان نحوه ............ فـ بادله منصور رغماً عنه نظرة اكثر شحوباً ..... واكثر تأثراً

فـ اقترب خطوتان منه ..... واحتضنه بقوة رجولية
شديدةَ العاطفة


ليقول بصوت صادق وهو يربت على ظهر ابن أخيه: وانا عمك ..
ما بقولك حياك بين قوم صياح
لاني باغضنهم بغض الموت
لكن بقولك حياك بيني وبين هالدنيا كلها اللي حولك
حياك ومرحبابك كل وقت وحين



،,



مساءاً
وقبل انتصاف الليل بساعتين



خفق قلبها بارتباك شديد وهي تستمع لمقطع فيديو ظهر امامها صدفة في احد تطبيقات الوسائل الاجتماعية

كان المقطع يتكلم ويحذر من عقاب المرأة المقصّرة بحق زوجها والتي لا تعطيه حقوقه الزوجية كاملةً


خرجت من التطبيق .... وهي تزم فمها بانفعال

هل سيعاقبها الله حقاً على ما تفعله !!

لكنها لا تحبه
وهو يبادلها ذات الإحساس ...

فلم تجبر نفسها على اعطاءه مالا تريده !!


تتحرك وتجوب الشقة .... والتوتر فيها يتصاعد


لا لن تتقدم أي خطوة في هذه العلاقة

كما تؤمن انه لن يتقدم

وحتى اذا حصل تقدُم

لابد ان تكون منه هو

كفاها ذلها وخزياً

أرخصت نفسها بما فيه الكفاية في لحظة ضعف عندما طلبت منه الزواج منها


لكن عقاب الله يا نارة !

هل سيفيدك منصور يوم القيامة ؟



حسناً
سأذهب وافتح حوار لطيف معه

فقط حوار رسمي مع ابتسامة بسيطة وايماءة رأس بلهاء صغيرة

وسأسأله اذا كان جائعاً ويريد مني طبخ اكلةٍ ما

هكذا سأكون قد فعلت ما استطيع فعله

استقامت بظهرها وهي تتنحنح بربكة ..... ورسمت ابتسامة مسرحية صغيرة على ثغرها
واقتربت من الشرفة شبه المفتوحة كي تحادثه


ليأتيها صوته المقهقه الرائق على نحو اثار استغرابها

منذ متى منصور يعرف المزاج الحلو !



: ههههههههههه تؤبرني ؟

..

: لوتيّه

..

: شمعنى انا تحبيني ؟

..

: هههههههههههههههه اقنعتيني ... خليني ابدل وبييج .. بعدج في نفس البناية هاييج صح ؟

..

: تمام .. باي



ارتدت للخلف بملامح مذهولة موجعة مشئمزة



يالله
هل كانت تظن ان منصور قديساً
ولا يميل للنساء !!
بل هل كانت تظن انه لن يميل للنساء وهي على ذمته شرعاً وقانوناً ..!

بالطبع لا
لا تظن
فـ لمَ الذهول ........... والوجع
واحساس الطعن في القلب ؟؟



بخطوات هلامية ضائعة غير ثابتة

هرعت باتجاه غرفة ابنتها تريد اخفاء روحها المنكسرة بين احضانها الياسمينية الصغيرة

وتندب حظها الذي اوقعها بيد مجرم آخر

مجرم من نوع آخر !



،,



: بطيتي مسك وايد

قالت ام المسك وهي ترمق ساعة يدها: صدقني ما كان بـ ايدي والله
المكتبة كانت زحمة ... الطابور لين برع تخيّل ؟!

: مب مشكلة .... المهم انتي حطي بالج على روحج ولا تشلين شي ثقيل ... يبالي انا ساعتين لين أوصل بوظبي ان شاء الله

: من عيوني
توصل بالسلامة ان شاء الله

لم يتمكن من اغلاق الهاتف عن زوجته قبل ان يهمس لها ببضعة كلمات غزلية وقحة فـ غطت فمها وهي تهتف بخجل شديد:
يا ولدددددد تحشششم

: هههههههههههههههههههههههههههه كيفي ........ حرمتي وحلالي


ضحكت بوجه متورد وهي تنقل هاتفها من اذنها اليمين الى اليسار
ثم فتحت مؤخرة سيارتها بجهاز التحكم عن بعد لتضع اغراضها في الداخل
ثم اغلقته

هبّت ريح قوية حرّكت عبائتها ونثرت اوراق دراستها حتى سقطت في منتصف الشارع


تنهدت برقة ..... وقالت: هزاع بخليك تنشّحت اوراقي كل مكان بسبة الهوا ..... دقايق وبرد اتصلبك


هزاع: اوكي حبيبي تمام



اغلقت الهاتف وذهبت لتجمع اوراقها
غير منتبهةً ابداً للسيارة التي اتت نحوها ...... وتوقفت قربها


ارتدت متوترة للخلف ما ان خرجتا امرأتان افريقيتان ضخمتان من السيارة

واقتربتا منها

لتسقط ارضاً بدفعة قوية من احداهن
وتتلقى اعنف الضربات منهن على بطنها






نهايــــة الفصــــل الخامـــــس والعشــــرون


روعة النسيان 23-10-20 02:15 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 25
 
لله درك يالولو وش هالبارت الحلووووو بس اقولش شي


م شبعت منه احسه خلص بسرعه , هجتتتتت

وعاصفه هالبارت كانت حرااابه وشخص مثل حرابه ماهي غريبه عليها ردة هالفعل
ولاني لايمتها الكل كسرها بهالخديعه ولا هالشي هين عليها ابدا ولا هين علينا يارابطه حرابه


وننتظرها تستجمع نفسها وتطلع لساحه لان مو حرابه اللي بتنهزم بهالسهوله



واه ياوجع قلبي على صياح لييييييييش ليييش مايتذكر سهيل

تدرين لولو ابطالش يوجعون قلبي ويقهرونه بنفس الوقت

عشان كذا متعاطفه مع صيااح كثيير رغم الي صار بسهيل
ولاقدرت اكرهه رغم قسوته بحياته وحتى اني انقهرت انه حرق وجه عبدالكريم


لانه ماطلع هالضرر من عبدالكريم الا من قهره من صياح وللي سواه فيه
ولكن هالشي مايبرر له ولا يبرءه من سواته لرذيله

لولو السيارات البيضاء وين ودت الشيطان الرجيم ؟ ياسلااااااام شاش راسي وتحمسسسسسسسست لليوم الاسود يوم شاهيييين

لوهله عبالي سهيل بينتقم فيه بمجلس الانتخابات اقرتا وانتظر متى يدخل شاهين مذلول عليهم

لكن طلعت جيته عشان ارنود اللي تعاطفت معه بهالبارت وتمنيت من كل قلبي اسري مع المملك لابو ظبي ونملك له على عواشه الحلوه وكل منهم يداري الثاني

:lol:


منصووووووووور من ذي اللي يكلمها ياربي من الاخ ذا متى يصطلللب تعبت منه ترا !!!!!!!!



ونهايه البارت كانت فاجعه على قلوبناااا ! الله كنت خايفه من سعادوه وهدوءها
يس ماتوقعت تسوي كذا عديمه الرحمه

لكن جزاء المعروف عشر كفوف



ومن يفك سعادوه من هزااع ؟؟ اذا احد فكر يفكها انا بنفسي بتفاهم معه :waves::waves:


شكرااااا لوليتاااا ماننحرم من هالحلاوه والابداع والسموحه ماعلقت على الفصل اللي قبل ان شالله م تنعاد ...

فيتامين سي 23-10-20 08:40 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 25
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صباح الخير على لولوه الغاليه ومتابعاتها العزيزات

فصل مميز كما تعودنا منك لولوتنا ولكن حسيت أنه قصير مدري من جماله
أو لأن ماظهر ولدنا ولا عرفنا علومه غير من سهيل

جواهر
اسم على مسمى نعمه من ربي لسهيل وتعويض له على اللي شافه في حياته
جمال مظهر ومخبر وعقل وتعشق سهيل وحبها له يخليها تتغاضى عن بعض
تصرفاته وتفوت له

سهيل
محتاج يتخلص من مشاكل اهله والماضي حتى يتفرغ لحياته وأسرته حاليا
مشغول بالماضي وهذا مأثر عليه وعلى حياته مع جواهر محتاج يفتح قلبه
لجواهر ويريحها من الغموض ويعرفها بحبه لها
أعتقد الخطوه التاليه لسهيل مقابلته لأمه ولحرابه ماظل غيرهم متى بيريح
أمه وحرابه استغرب تأخر مقابلته لأمه للآن
مواجهته هو وأرنود لأهله شيء رااائع وضع النقاط على الحروف والكل
عرف الحقيقه وعرفوا بإن له أخ من أبوه

أرنود عندي أحساس أنه ماراح يجلس عندهم وراح يرجع يسافر

صياح قهر إنه فقد ذاكرته تمنيت أنه مايفقدها ويعرف سهيل وينتقم من اللي
شاهين وأعوانه

شاهين من اللي أخذوه وفين أخذوه روحه بلا رجعه إن شاء الله

حرابه إنفجارها شيء متوقع منها والله يستر منها إذا أمها وأبوها مارحمتهم
أجل كيف بتعمل مع غابش

غابش فقدته في هالفصل مشغول يدور على حرابه الهرابه مدري هاربه
من المواجهه والا تخطط لغابش على الثقيل هههههههههه

نارا كل ماقالت زانت جد علم جديد واللي سمعته راح يخليها تتراجع عن
قرارها اللي أتخذته
لكن أتوقع أن منصور يكلم حرابه أبو ريسه ما أعتقد إنه له علاقه هو تغير

مديه ياقلبي عليها أتوقع أن اللي تهجموا عليها من طرف سعاد أو من طرف مروان
طليقها الإثنين مانستبعد عنهم هالفعل

تسلم يمينك لولوه منتظرين البارت الناري بارت غابش وحرابه ههههه



حكايا الروح 23-10-20 12:42 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 25
 
جمعة مبارك عليكم جميعًا
الفصل مثل العادة مسكت من حلاته رغم أنه حسيته ما روّى تعطشنا عدل بس موعودين ان شاء الله

المسج اللي من سهيل لغابش واضح يعني ما اكو أمل سهيل يكون بالنص بينهم
وياعمري على حرابة والوصف الامثل مثل ماتفضلتي لشعورها( محارب طُعن من الخلف على ظهر فرسه ) خصوصا مع شخصيتها الكسر راح يكون كبير وجبره بيحتاج مجهود خارق وماتنلام والله بس بعد مايهون علينا غابش خصوصا وكلنا عارفين نيته والمجهود اللي بذله وأكيد مو سهله عليه يكون بهالشخصية قدامها

سهيل وأرنود وانكشاف الحقيقة على نطاق أكبر وأخيرا.
والمرحلة التالية من انتقام سهيل بشاهين عبر فوزه بالانتخابات يخليه يلهى ويستانس لدقايق قبل مايحسب البساط من تحته
ومنصور حبييت الموقف لما حضن ارنود عدل وكنت متعاطفة معاه حدي لين المكالمة اللي أثارت نارة

جواهر القلب ياعيني عليها ماكو وصف يوفيها
الجبر والمعافاة لكل جروح سهيل تجسدت على هيئة قلبها

يسلم ابداعج لولوة

bluemay 23-10-20 04:57 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 25
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


ايه العظمة دي كلهاااااا

رووووووووعة رووووعة منقطعة النظير


بارت الأوجاع بارت الحقائق المرررة


ابدعتي وتفوقتي بإخراج هالتحفة الفنية


عيشتينا لحظات المرارة والخذلان والانكسار بعيون حرابة


وشفنا الصدماااات والرعب وعدم التصديق بعيون قوم صياح


لكن لولوتي ليش القفلة الشريرة

يا ويلها سعاد لو هي اللي دازة هدول البلدوزرات ع مسك

يا رب تحميها وما يصير فيها شي هي أو جنينها T_T


تعليقي لا يرقى بروعة حرفك
تقبلي خالص ودي

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°







شبيهة القمر 23-10-20 05:36 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 25
 
لاااااااا لولو وش هالافريقيتين ااااااه تكفين لولو عيدي السيناريو مانبي مسك يجيها شي ياويل قلبي عليها حراااام ببقتلونها وبيقتلون الجنين 😨😭😭😭
اكييبد هذي سوالف سعادوه جعل مامن سعااد هذي المفروض يعطونها مؤبد حراام تعيش بين الناس 😡😡😡😡😡
شوفي لولو ..سعاد وشاهين وجهين لعمله وحده تكفين احرقيهم بوادي الجن جعل السكن تلعب فيهم 😡😈

حرااابه .. ماعليه فضفضي عقب لعرفتي ان غابش بين الحياة والموت بتجين تركضين

سهيييل ...ترى انا صابره عليك من الاول ...بس الى هنا وخلااااص ...يااخي امرك غريب توقعت اول شخص تبي حضنه وتبيه يعرف بوجودك هو امك بس للاسف احسك بارد تجاهها مدري وش اقول بس نصبر ونشوف وش تاليتها معك ...

منصور ...وبعدين معك متى تبطل تتشاقى مع بنات اخوك ..وهالضعيفه نارة صدقت انك راعي بنات 🤦‍♀️

لولو ...البارت يهبببببل كله حمااااس من دخلة حرابة على اهلها الى مواجهة سهيل وناصر بأهلهم ..بس تكفين رجعي الذاكرة لصياح ..هذا الاساس نبي قلبه يرتاح عقب هالسنين
..

لولوھ بنت عبدالله، 25-10-20 05:51 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 25
 




،,


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شحالكم يا عرب شعلومكم ؟ تولهت عليييييييييييييكم

كل الشكر يا حبيباتي موصول لكم ولـ تفاعلكم وهاشتاقاتكم وردودكم

لضيق الوقت برد رد شامل ولا الصدددددق ودي ارد ع كل وحدة تعرفون شكثر احب ارد ع الجميع من غير تقصير

شكراً للجميع ممتنة للكل ... لا خليت منكم يااااااااااا رب

حابة اعلق ع اكثر نقطتين تكرروا اخر كم بارت

الاول ليش الاحداث تسير على نحو سريع ؟
الثاني ليش سهيل قاسي وايد وما شاف امه لين الحين ؟

عزيزاتي
الاحداث ابداً مب مسرعة .. صدقوني آخر شي اباه اني اسرع الاحداث واخرب جهد بنيته صارلي سنين .... انا ما ابتعدت 4 سنوات عشان في الاخير ارجع واكتب شي ما رح يرضيني في النهاية

آخر كم فصل مكتوبين من قبل شهر ونص
فـ كيف اسرع الاحداث اذا كنت اكتب ع مهلي من غير ما احد يحن ع راسي ويستعجلني بالكتابة ؟
بديهياً لا :congrats:

انا ماشية تماماً ع الخطة الموضوعة وبتم ان شاء الله ماشية عليها لين نختم وياكم سهيل بـ اذن الله تعالى
ولا تستعجلون
الاحداث بعدها مشعللة
لا ننسى غابش وابوه
لا ننسى مديه ........ هل بت مسكه اللي نعرفها ولا بينقلب حالها 180 درجة
لا ننسى نارة
محمد وعاطفته نحو روزة
مممممم روزة نفسها بنتعمق فيها اكثر ونشوف دواخلها بعد الطلاق وبعد نشبة بنت الجيران لها ورغبتها بتشويه سمعتها

وووووربيع
وووومنصوي :)

وكذلك سهيل لان نحن بعدنا في جوانب من شخصيته ما شفناها خصوصا بعد الصدمات اللي مر فيها


كلن بياخذ حقه في #كما_رحيل_سهيل
لا زيادة ولا نقصان
ان شاء الله تعالى

فـ اللي تقول ... احس الاحداث تمشي على نمط سريع يا لولوة ... اقولها لا تخافين
انا وانتي في ذات المركب سوى يا عسل
وبنوصل بر الامان ان شاء الله ونحن كلنا مستانساااات وراضياااااات ومتخماااااات

(وبليز بليز بليز افصلوا هالرواية عن بات من يهواه ... لان الاثنين مثل ما صرحت قبل
مختلفين عن بعض قلباً وقااااااااااااالباً)

>> في بنت ذكرت بات من يهواه اسمها "مسك" اشهد انها مسك ... محلاها يا ربي اتوقع اتابعني هني والمنتدى المجاور .... تهبل تهبل تهبل ...... شلة حسب الله من غير تكفيخ بليز انتو بعد تهبلون وحلوين ....... :lol:



،,



نيي ع الموضوع الثاني
ليش سهيل ما شاف امه لين الحين .... ليش هالبرود والقسوة

جوابي ع الاول
هو نفسه جوابي ع الثاني

اذا انا لولوة بنت عبدالله ما ابا اكتب حيا الله شي وما اريد اسرع الاحداث
بديهيا برسم طريقة رجوعه للناس حوله ومحبينه بطريقة عقلانية وما فيها استصغار لعقل القارئ
صحيح ؟
هو ظهر بدايةً لناس معينين
ناس عندهم ظون مسبقة ان سهيل ممكن يكون حي
ما افجعهم بظهور صادم
سوى تمهيد يعني
كيف يظهر لأمه جي فجأة من غير ان يمهد بطريقة ممتازة ما فيها اي نتايج ممكن تأثر عليها ؟
ظهور سهيل لأمه لازم يكون ظهور جبر خاطر + سعادة
مب يوقف قلبها واطيح عليه
وبدال الفرحة نصير بـ جنازة

غير ان ظهور سهيل لـ امه تعمدته يكون عقب ....... لأنه بيتوافق مع ظهوره لـ اشخاص آخرين
وطبعاً هذا كله له اسباب بتساعد الرواية انها تمشي بالشكل اللي خططت له




بربرت وايد يا قوم
بس لاني من فترة بغيت اكتب هالتوضيح لكم وما قدرت
اليوم يتني الفرصة اكتب واشرح


احبكم
وفخورة كوني بينكم يا راقيات
وفخورة اكثر كوني قدرت اجذب هالعدد الذي لا يستهان به من القارئات

الله لا يحرمنيييييي مواااااااااااااححححح

دمتم بـ ود

شبيهة القمر 27-10-20 02:08 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 25
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3734113)




،,


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شحالكم يا عرب شعلومكم ؟ تولهت عليييييييييييييكم

كل الشكر يا حبيباتي موصول لكم ولـ تفاعلكم وهاشتاقاتكم وردودكم

لضيق الوقت برد رد شامل ولا الصدددددق ودي ارد ع كل وحدة تعرفون شكثر احب ارد ع الجميع من غير تقصير

شكراً للجميع ممتنة للكل ... لا خليت منكم يااااااااااا رب

حابة اعلق ع اكثر نقطتين تكرروا اخر كم بارت

الاول ليش الاحداث تسير على نحو سريع ؟
الثاني ليش سهيل قاسي وايد وما شاف امه لين الحين ؟

عزيزاتي
الاحداث ابداً مب مسرعة .. صدقوني آخر شي اباه اني اسرع الاحداث واخرب جهد بنيته صارلي سنين .... انا ما ابتعدت 4 سنوات عشان في الاخير ارجع واكتب شي ما رح يرضيني في النهاية

آخر كم فصل مكتوبين من قبل شهر ونص
فـ كيف اسرع الاحداث اذا كنت اكتب ع مهلي من غير ما احد يحن ع راسي ويستعجلني بالكتابة ؟
بديهياً لا :congrats:

انا ماشية تماماً ع الخطة الموضوعة وبتم ان شاء الله ماشية عليها لين نختم وياكم سهيل بـ اذن الله تعالى
ولا تستعجلون
الاحداث بعدها مشعللة
لا ننسى غابش وابوه
لا ننسى مديه ........ هل بت مسكه اللي نعرفها ولا بينقلب حالها 180 درجة
لا ننسى نارة
محمد وعاطفته نحو روزة
مممممم روزة نفسها بنتعمق فيها اكثر ونشوف دواخلها بعد الطلاق وبعد نشبة بنت الجيران لها ورغبتها بتشويه سمعتها

وووووربيع
وووومنصوي :)

وكذلك سهيل لان نحن بعدنا في جوانب من شخصيته ما شفناها خصوصا بعد الصدمات اللي مر فيها


كلن بياخذ حقه في #كما_رحيل_سهيل
لا زيادة ولا نقصان
ان شاء الله تعالى

فـ اللي تقول ... احس الاحداث تمشي على نمط سريع يا لولوة ... اقولها لا تخافين
انا وانتي في ذات المركب سوى يا عسل
وبنوصل بر الامان ان شاء الله ونحن كلنا مستانساااات وراضياااااات ومتخماااااات

(وبليز بليز بليز افصلوا هالرواية عن بات من يهواه ... لان الاثنين مثل ما صرحت قبل
مختلفين عن بعض قلباً وقااااااااااااالباً)

>> في بنت ذكرت بات من يهواه اسمها "مسك" اشهد انها مسك ... محلاها يا ربي اتوقع اتابعني هني والمنتدى المجاور .... تهبل تهبل تهبل ...... شلة حسب الله من غير تكفيخ بليز انتو بعد تهبلون وحلوين ....... :lol:



،,



نيي ع الموضوع الثاني
ليش سهيل ما شاف امه لين الحين .... ليش هالبرود والقسوة

جوابي ع الاول
هو نفسه جوابي ع الثاني

اذا انا لولوة بنت عبدالله ما ابا اكتب حيا الله شي وما اريد اسرع الاحداث
بديهيا برسم طريقة رجوعه للناس حوله ومحبينه بطريقة عقلانية وما فيها استصغار لعقل القارئ
صحيح ؟
هو ظهر بدايةً لناس معينين
ناس عندهم ظون مسبقة ان سهيل ممكن يكون حي
ما افجعهم بظهور صادم
سوى تمهيد يعني
كيف يظهر لأمه جي فجأة من غير ان يمهد بطريقة ممتازة ما فيها اي نتايج ممكن تأثر عليها ؟
ظهور سهيل لأمه لازم يكون ظهور جبر خاطر + سعادة
مب يوقف قلبها واطيح عليه
وبدال الفرحة نصير بـ جنازة

غير ان ظهور سهيل لـ امه تعمدته يكون عقب ....... لأنه بيتوافق مع ظهوره لـ اشخاص آخرين
وطبعاً هذا كله له اسباب بتساعد الرواية انها تمشي بالشكل اللي خططت له




بربرت وايد يا قوم
بس لاني من فترة بغيت اكتب هالتوضيح لكم وما قدرت
اليوم يتني الفرصة اكتب واشرح


احبكم
وفخورة كوني بينكم يا راقيات
وفخورة اكثر كوني قدرت اجذب هالعدد الذي لا يستهان به من القارئات

الله لا يحرمنيييييي مواااااااااااااححححح

دمتم بـ ود

ياقلبي يالولو ..ابد خذي راحتك تدوسين على البنزين او تهدين السرعه كله حلالك يابعدي

واحنا فخورين فيك اكثررررررررر 💕
الله يديم المحبه ويجمعنا على خير 🌸

ننتظر الجزء القادم احس من طلع سهيل وكل جزء الحمااااس فيه 100%💪💪💪

bluemay 27-10-20 06:44 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 25
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

تسلمي لقلبي لولوتي الحلوة

ونحن كمان بنحبك ومستمتعين بلحظاتنا معك

الله يديم الود بينا وما ننحرم منك


تقبلي خالص ودي

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°







لولوھ بنت عبدالله، 29-10-20 12:15 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 25
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 3734186)
ياقلبي يالولو ..ابد خذي راحتك تدوسين على البنزين او تهدين السرعه كله حلالك يابعدي

واحنا فخورين فيك اكثررررررررر 💕
الله يديم المحبه ويجمعنا على خير 🌸

ننتظر الجزء القادم احس من طلع سهيل وكل جزء الحمااااس فيه 100%💪💪💪

يا عمري انتي اللهم آمييييييييين ولا يغير علينا هالدفء والمودة والترابط الجميل

لولوھ بنت عبدالله، 29-10-20 12:18 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 25
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3734189)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

تسلمي لقلبي لولوتي الحلوة

ونحن كمان بنحبك ومستمتعين بلحظاتنا معك

الله يديم الود بينا وما ننحرم منك


تقبلي خالص ودي

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°








قلبي ميمي
امين يا رب
تسلمولي كلكم وتسلملي عيوووونكم الحلوة

لولوھ بنت عبدالله، 29-10-20 10:41 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 25
 




(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



الفصـــل الســـادس والعشـــرون



،,



مرت ثلاثة أشهر
أشهرٍ كانت عصيبة جداً بجميع المقاييس



في مكانٍ بعيد
مجهول الإحداثيات .. ومجهول التوقيت



فتح عيناه وهو يدعو الله بعذاب الا يظهر البياض امامه مرة أخرى

الا يرفع كفوفه فيرى البياض

الا يخفض عيناه فيرى البياض

الا يستنشق رائحة المكان الأبيض .... الشبيهة برائحة غرف العمليات المقيتة

الا تلتقط اذناه صوت اجهزة التكييف المركزية الطنانة المستفزة

فـ خاب ظنه في كل أمانيه

صرخ وهو يصفع وجهه .... ويضرب رأسه مرة تلو المرة

يريد فقأ عيناه كي لا يرى الابيض

لكن لا شيء حوله
لا شيء فعلياً مُغطى سوى بالبياض

يحدّق حوله بنظرات جاحظة مهتزة

يقبع داخل غرفة كبيرة جداً

كل شيء فيها ابيض .... ومن جميع الاتجاهات

ولا تحتوي الا على سرير ابيض ومرتبة بيضاء وغطاء ابيض

وحتى ألوان المغسلة والمرحاض ورشاش المياه
الموضعين بشكل مرتب ومتراص قرب السرير
كذلك باللون الابيض الناصع البارد


ضرب الباب الابيض وهو يصرخ بهستيرية
بعيناه الجاحظتان المحتقنتان من اثر الارق والحالة النفسية المتدنية:
طلعوووووووني
طلعووووووني خلاااااااااص
بتخخخخخخخخخبل
بموووووووووووووت


ظل على حالته الهستيرية دقائق طويلة
دقائق سبق وان تكررت كثيراً الشهور الماضية

في أول شهر له هنا كان يومياً يصرخ ويستنجد بـ اللا احد
فلا احد يسمعه او يتكلم معه او يراه او يدخل عليه

لا تدخل غرفته سوى ثلاث وجبات يومية من فتحة صغيرة اسفل الباب


وكلها اطعمة باللون الابيض
ارز ابيض .. وزبادي .. وحساء ابيض

تُقدم الوجبات المتشابهة بمعالق بيضاء وصحون بيضاء

اما في ثاني شهر .. فـ خفت حالته قليلاً اذ انه اصبح ثلاث مرات اسبوعياً يقع صريع الهستيرية والصراخ والعويل والبكاء

بداية الشهر الثالث كانت بداية الموت البطيء
لان حالته العقلية بدأت تدخل دهاليز غريبة لكنه اغلب الوقت يحاول صفع نفسه
وتذكيرها انه يجب ان يقاوم .. يجب ان يصارع ..
يجب الا يخضع للضعف ...... لكنه مرتعب حد الموت ...


لا يعرف اين هو .. وكم من الوقت مر عليه هنا ..... ولا يعلم من وضعه هنا اساساً ....!


دار حول الغرفة الواسعة بسرعة جنونية وهو مغمض العينان
لا يريد رؤية اي شيء له علاقة بالبيـــــاض

رؤية احمرار دمه اهون عليه من رؤية اللون الابيض



صرخ من هول هيجانه حتى ضرب برأسه الحائط

يريد رؤية الدم
يريد اراحة عقله قليلاً ورؤية اي لون غير الابيض


لكن حتى الحائط كان مغطى بطبقة سميكة من الفلين الابيض ذو الملمس الناعم البارد
كـ حال المغسلة واجزاء دورة المياه الباقية

وكأن الذي وضعه هنا يعلم انه سينوي اذيّة نفسه في مرحلة ما من مكوثه !



،,



منزل عبدالرحمن ابوالشريس



تكتنفه الغربة من كل صوب .. وشعور اسود يعتصره وهو يحدّق بسقف غرفته القديمة
التي هجرها منذ ان قرر ان يتفرد بحياته ويعيش في منزلٍ خاص به


قفز من سريره برشاقة جسده
قفزة يقاوم فيها اعياءه اذ انه منذ اسبوعان سقط امام ابيه في مواجهة محتدمة بينهما
والسبب ............ "الحرابة"

لينكشف امر مرضه لعائلته

فـ انهارت امه واقسمت عليه الا يبرح منزلها حتى يتعافى

حك ذقنه النامية بـ تجهم

لتتجهم نبضاته الملتاعة اكثر

فـ استرجع لمسات يدها الرقيقة ... وهي تشذب ذقنه بدقة .... وتوبخه بـ عيناها الفاتنتان ان يتأدب والا يفعل أي تصرف ماكر او احمق


تأوه بغلظة حارة
حارة كـ حرارة الجمر ......... وهو يدفع قنينة العطر بحدة


هل كان عقاباً من الله ان يحبها قبل ان يخبرها بالحقيقة بنفسه ؟
هل كان جزاء نيته بأن يحميها ولو كانت حماية مغلفة بالاستغفال والكذب
هو التمرغ بغرامها ؟


طيلة عمره تجنّب الخوض في دوامات العاطفة مع من حوله .... طيلة عمره لم يفقه لغة الحنيّة والتربيت

الا عند شخصان فقط
سهيل واخته
ويعلم الله وحده ..... كم كان احساسه اتجاههما صادق .... ونقي

عندما كان معتوهاً امام حرابة ..... كان يشعر بشكلٍ او بآخر انه على طبيعته
طبيعة الحرية التي لطالما افتقدها وهو يدّعي ان كل شيء في حياته يسير على ما يرام إلا انه في الحقيقة كان يسير ضد المرام دوماً
وضد المعقول
وضد المستطاع

لا يعلم ما الخلل الذي كان يعاني منه
لكن ما ان يشعر به ويستشعر قربه ..... تظهر صورة ابيه امامه
عبدالرحمن بن خلف بوالشريس


لطالما فكّر في اكثر لحظات حياته حساسيةً ...... هل ابيه عبدالرحمن من جعله لا يُظهر حقيقة انه يستحق ان يعيش بلا تجهم مستمر ؟؟

هل ابيه عبدالرحمن من جعله لا يُظهر دفء مشاعره لمن حوله ومن ضمنهم أشقاءه ؟

حتى جده جابر الأحب الى قلبه ...... كان يعامله بتلك الطريقة التي تخبره
"قف .... هناك حاجز معطوب"

رغم انه الاحب الى قلبه ...... الاقرب الى نبضه بعد امه
رغم انه يحب التحدث معه وتبادل القصص الجميلة ..... ويسعى لـ التواصل معه والسؤال عنه باستمرار
لكن هو هكذا
لطالما كان يضع حدود غريبة حتى مع اقرب الناس إليه

ليس لديه أصدقاء فعليين ..... الغريب انه اكتشف هذا عندما إلتقى سهيل اول مرة

لم يحز على اي علاقة صداقة حقيقية منذ مراهقته
وشبابه

سهيل فقط من شعر ان الصداقة معه هي الصداقة التي لطالما تمناها

صداقة يرى خلالها سيئاته قبل حسناته .... جانبه الاسود قبل جانبه الابيض

يرى خلالها مواهبه وتميزه وتفرد شخصيته


عندما طرقت حرابة باب حياته ..... يكره الاعتراف بها ...... لكنه كان يمر بمرحلة كئيبة في حياته

مرحلة رغم شغله المستمر وانشغاله ..... يرى فيها انه لا يختلف ابداً عن أيةِ آلة كهربائية

انه كـ آلةٍ ..... تعمل وفقط

اجل ..... رغب بالمغامرة
رغب ببعض التشويق
رغب بالمقامرة


ماذا غابش ؟
هل تذكرت قصة المقامر ...... وكيف انتحر بعد ان تمكن منه الادمان الفظيع ؟



حدّق بعيناه امام المرآة ..... عيناه الحمراوتان من قلة النوم
الذابلتان من التفكير والقلق



هل فشل ؟
هل فشل حقاً في مهمته ؟


اجل فشل
هو غابش بن عبدالرحمن
فشل رسمياً في مهمة وُكلت إليه

ويعترف انه بشكل او بآخر ..... هزم وسواس النجاح هذه المرة "بلا رغبةٍ منه"

هزمه وهو الذي تمنى دوما الخسارة امامه ........... كي يستمر بالنجاح
كي يستمر بالصعود
كي ................ كي يصل لسلم ابيه

ويتعداه ............ وهو يرمقه بطرف عيناه
ويقول له ............ "ها انا ذا قد وصلت إليك ......... وتجاوزتك"



طُرق بابه طرقاتٍ هادئة
ليأذن بخفوت للطارق ان يدخل
فـ كان أخيه الأصغر غيث

سأله الأخير بـ اهتمام: علومك ؟

اومئ غابش برأسه ببرود ..... وقال: الحمدلله

غيث: خذت ادويتك ؟



مشّط شعره بـ فرشاة شعره كيفما كان
وتجاهل سؤال أخيه
لـ كم يستفزه هذا السؤال من عائلته ..... يشعر مع هذا السؤال انه ضعيف
انه مثير للشفقة

وهو ليس بالاول ولا بالثاني

لكن عندما رفع عيناه إليه ولمح ترقبه للجواب
واهتمامه الصادق الخالي من الشفقة والتعاطف

تنهد بصوت غير مسموع ....... وقال بخفوت: هي

ابتسم له أخيه بـ مودة خالصة وقال: فيه العافية والشفا .... تعال ابويه يزقرك
يباك في مكتبه



،,



دخل مكتب ابيه وهو يحمل دلة القهوة وفنجانين
حركةٍ فطرية تربى عليها كلما ناداه ابيه في الماضي ليتحدث معه في امرٍ ما

استل أبا غابش فنجان القهوة ذات الرائحة الزكية من يد غابش ... وجلس على احدى الارائك الفردية .... وقال باهتمام: شحوالك ؟

ارتشف غابش من فنجانه القليل .... وقال بـ نبرة مقتضبة: ماحب هالسؤال

هتف أبا غابش بـ رفعةِ حاجب: ما تباني اطمن عنك ؟

غابش ببرود: انا بخير الحمدلله

لكن ابنه لم يكن بخير
على الأقل نفسياً

سـ يضع كل صدمته وقلقه من مرض بكره وحزنه ... جانباً
سـ يضع ليالٍ مضاها ذهاباً واياباً حول نفسه يسترجع قسوته على غابش
وبلادة مشاعره نحوه وفظاعة ما عاناه الأخير عاطفياً منه ....... جانباً
سـ يضع انهيار زوجته صبحة وبكاءها في الليل وعتابها وتحميله الذنب -هو عبدالرحمن- جانباً كذلك

لكن غابش يعاني وبشدة من فراق "الحرابة"
وهذا واضح لعيناه ... ولروحه



هز فنجانه مكتفياً ..... ثم قال بطريقة مفاجئة: تباها ؟

كان للتو فقط يرخي ظهره على الاريكة .... لتتصلب عضلاته وهو يقول بتوتر اخفاه خلف نبرته الساخرة:
نعم ؟

: ينعم عليك ...... تباها ولا ؟


رغماً عنه ... تذكّر بتعابير ساخرة حوارهم المشابه قبل زواجه منها

ليتذكّر كلمة سهيل ... والتي اغاظته عندما سمعها اول مرة


"حرابة ما ينياب راسها"



فليشهد عليه إله القلوب ..... انها هي من جلبت رأسه من أول نظرة رمقته بها




قهقهَ بـ خيبة شديدة ........ بصوت لا يُكاد يُسمع
ليقول وهو يضع اكواعه على ركبتاه:
تعرف شو يا بوغابش ...........

قاطعه ابيه وهو يشيح بناظره بقسوة: لا تضحك جي .. هالضحكة تضايج بي ..

وأردف فوراً وهو يحرك أصابعه على الخشب اللامع لـ ذراع الاريكة: قول شو فيك ؟!

ليسأله ابنه بـ امرٍ مغاير عن الذي كان بباله: ليش تضايجك ؟

: قول غابش شو كنت تبا تقول ؟

قال غابش بعناد: جاوب وبجاوبك انا عقب

تجهم وجه ابيه وامتقع ..... على نحو اربك غابش من الداخل لكنه لم يظهر هذا على وجهه

رآه وهو يقف وهو يسير حول مكتبه
ليقف امام خزانة زجاجية .. بداخلها صور عائلته وهي مصفوفة بطريقة جميلة انيقة


ترقب بـ توتر ... ترقب ابيه يتكلم ....

فـ لم ينتظر كثيراً


سمعه يقول بصوت بعيد ................ شاحب جداً:
ادري اني ما كنت الابو اللي تتمناه


شعر غابش بقلبه ينقبض ........ وانفاسه تمور وتموج بجنون

وصدقاً ......... عجز للحظاتٍ عن الرد
لكنه تدارك الوضع
ليقف بعد ان زفر من انفه

ثم لتأتيه كلمات امه والتي قالتها له في يومٍ ما
(ترفق على ابوك يا ولديه ..... ابوك شاف من هالدنيا الويل ..... اذا قصّر معاك خلك انت الوافي البار .... خلني افتخر بك كونك غابش اللي رغم حاجته لابوه ..... كان هو كل الحاجة له ولسنين عمره الياية ..... ابوك يحبك ويفتخر بك انت واخوانك
صدقني يا حبيبي .... صدقني)


قال بنبرة جامدة مثقلة بكل شيء عدا الجمود:
كنت أبا اقولك ...... اني ماظنتي بكون الشخص اللي يستاهلها .... وانا احس روحي مشوهة من داخل وناقصنه الكثير في هالدنيا
أولها....


استدار نحوه ابيه وهو يشعر بالالم .... أليس مؤلم ان ترى ابنك بهذه الثقة المهتزة ؟

ليطالبه بالاكمال: اولها شو ؟

مشط شعره الأسود الغليظ بأصابعه بحدة ....... ليكمل بتجهم: اولها اني مب متصالح مع اللي حولي
مب ..........
مب متصالح داخلياً معاك انت بالذات


تحت نظرات ابيه المذهولة الموجعة ........... اردف بـ غلظة: تحيد يوم قلتلي
اذا اكتشفت حرابة الخدعة اللي حبكتها ضدها ... الأخير اسوي شي يشفعلها عندي ؟


هز رأسه بـ قلة حيلة

واكمل:
يمكن عندي الشي اللي بيخليها تلين من صوبي ... ويمكن تسامحني
لكن شو بستفيد ؟
شو بستفيد اذا رجعنا حق بعض وقررنا نكمل زواجنا بالطريقة الصح
وانا احس روحي مشوهة
وانا افتقر لابسط ابجديات التواصل بين الابو وولده
اذا يبنا عيال
كيف بتعامل معاهم ؟
كيف بتعامل معاهم من غير ما اتذكر طريقة تعاملك معايه ؟
اعترف ......... اني وانا مع حرابة
كنت بين ألف نار ........ كنت اقول في خاطري
تخيل يا غابش امورك وياها تمشي ..... تعرف وتسامحك
تخيل انك عشت حياة طبيعية معاها
شو بيصير عقب ؟

اشر لـ نفسه واكمل بـ انفعال: انا كيف بدبر عمري اذا يوني عيال
هي
كنت خايف ..... وما زلت خايف
صح نسبة رجوعنا لبعض ما تتعدا الخمسة بالمية
لكن حتى هالخمسة بالمية تخوفني

اشر بيداه بـ صدق جلي من عيناه المنفعلتان: تخوفني
تخليني اهويس



رص فكيه ببعضهما البعض بقوة .......... لو انه بارع في الرسم
لـ تمكن من رسم الخيبة والضياع المتشكلتان على هيئة عينا غابش الآن


ليسمع ابيه يقول بتعابير ذابلة خائبة: كنت سيء لهالدرجة يا غابش ؟
سيء لدرجة انك تخاف تكون عايلة ؟


قال بصدق وهو يهز رأسه رافضاً: مب سيء ... محشوم يا بوالشريس
سيء تنقال حق اللي ما يخافون الله ولا يعرفون الدين والحشيمة
وانت مكرّم عنهم
لكن كم تسوى عند البني ادم حضن في لحظة فشل .....وابتسامة فخر في لحظة نجاح



مرت ذكريات كثيرة بشريط ذاكرته عند كلمات ابنه الأخيرة
ليدرك اخيراً
ان بكره محق
بكره لم يقل الا الصدق


لم يعرف وقتها ما يفعل
انتابه الخوف ...... والألم المضني

دقائق رتيبة مرت بينهما ........ دقائق متعثرةَ الخفقات مترددةَ الارادات
مشعثة الهيئة والنفحات


ليقترب عبدالرحمن بوالشريس من ابنه ... خطوتان ضئيلتان
وقال بصوت مبحوح: آسف


ارتد وجه غابش بذعر .... ليقول بانفعال وهو يقترب من ابيه ويمسك ذراعه الأيمن بكفوفه
وكأنه يستعصم بـ ذراعه
بيمناه
بذخيرته في هذه الحياة


: لا تعتذر....... يعلني الموت اذا كنت اتريا منك هالكلمة

وضع كفه على كفوف ابنه وقال بنظرة حنونة موجعة: عيل شو كنت تتريا ؟


: كنت اتريا هاي



واحتضنه بعنف
ضرب ظهر ابيه بقوة حانية وكرر مؤكداً بقهر مثقل بالعاطفة: هاااي هاااي
اذا ابوك خلَف ما عرف جيمتك انا اعرفها
اذا ابوك خلف عقّك وراه وخلّى ريل امك يربيك نحن ما نتخلى عنك


رباه
ابنه فعل ما كان من الاجدر ان يفعله هو معه


استرجع الجملة الأخيرة

"اذا ابوك خلَف ما عرف جيمتك انا اعرفها"


ليغلق عيناه المحتقنتان بقوة ...... ويقول بنبرة مختنقة حد اللامعقول: مسامحنّه على كل اللي سواه ..
يمكن الشي الوحيد اللي معذبني من ناحيته .... الشي الوحيد اللي حطمني
يوم اختي بغتني حولها يوم ملجتها وهو حلف عليه ماروح لا انا ولا زيد عمك
ذيج الليلة ما رقدت من ويع الروح يا ولديه
ما هنَتْلي الرقده مول


ابتعد عن ابيه وهو يتنهد بعمق
ثم سحبه برفق واجلسه

بعدها جلس امامه على الطاولة الصغيرة

وقال بحزم: عسب جي بغيتني اخذ حرابة من البداية ؟ بغيت تعوّض عمتي عفرا


اجابه ابيه بـ حزن ماكن: صحيح بغيت اعوض اختي وبغيت ارد روابط الرحم بـ حرابة
لكن حرابة انا شفت فيها امي الله يرحمها .... ما اجذب عليك
بعدني اشتاق لريحتها
بعدني اروِح طيبها مع كل نصخ ... مع كل ركعة


همس غابش بخفوت "الله يرحمها ويرحم يدي خلف"


ثم قال: خل نكون واقعيين ابويه
انا وانت كانت عندنا مصالح مع حرابة في هالزواج
بغض النظر عن سالفة داعش وتهديداتهم


زفر ابيه الضيق من جوفه ... ليومئ برأسه يوافق ابنه ما قاله
اجل
كانت لديه مصلحة
وكم يريد عض روحه قهراً بسبب كل ما جرى
ابنة اخته لم تستحق منه هذا
ابداً
خذلها وهو الذي كان للتو قد تعرف عليها وبدأ يبني جسور الترابط بين عائلته وعائلة اخته عفراء


ليقول بنبرة صادقة ... قوية مكرراً سؤاله السابق: برد بسألك
تباها ؟
اذا قلت هي
صدقني بوقف وياك لين اخر لحظة


ابتسم له بـ ذبول ..... وقال: ما يهمك اذا بنت اختك تباني او لا ؟

اجابه على الفور بثقة عالية: تباك

: من وين يايب هالثقة ؟


اسند ظهره على الاريكة .... وضع يده على فمه ليحك بعدها ذقنه بتفكير

تذكّر نبرتها الصادقة عندما حادثها قبل ليلة عودتهم بيومين ...... كانت نبرتها نبرة فتاة راضية
نبرة فتاة تعيش اجمل ايام حياتها

: لين الحينه ما طلبت الطلاق منك .... شو معناتها هاي ؟

اتسعت قليلاً ابتسامته الذابلة ... ابتسامة شابها الشوق
الشوق الجارف
والافتتان المثقل بالتوق ولوعة الوصال

ليقول: خلها يا بوالشريس .. خلها
بعدها شروا اللبوة المجروحة
واللبوة المجروحة تلحس جروحها لين تتعافى
عسب ترد الضربة ضربتين

رفع أبا غابش حاجبيه بشبه ابتسامة .... وقال: وانت تتريا ضربتها يا غابش ؟

ارتد قليلاً للخلف وهو يقهقه بـ خفوت ..... ثم وقف وقال بصوت ناعم خفيض:
اترياها الموت
ثلاث شهور وانا اتريا يا بوغابش


ينتظرها منذ ان علم بمكانها منذ الشهر الأول .... فـ عندما عاد للمستشفى يبحث عن بعض حاجياتها
والتي تُركت هناك بعد ان خرجت حرابة هارعة للخارج وبعد ان قاوم تعبه ولحقها ولم يجدها



"قبـــل شهـــرين"



رأى من الرواق المؤدي الى احدى غرف تخزين الامانات فتاة تخرج وبيدها حقيبة حرابة
والممرضة تبتسم لها وتقول: هجئي لي اسمها باللغة الإنجليزية حتى ادوّنه في جهاز الحاسوب ارجوكِ

قالت الفتاة بـ ابتسامة صغيرة: حرابة ليث الـ..

ونطقتها كذلك بالانجليزية مع التهجئة الصحيحة

رفعت الممرضة قلمها وهي تتذكر صاحبة الاسم عندما ركزّت على الحروف الانجليزية:
اوووه اجل اجل تذكرتها ... فـ اسمها مميز وهي كذلك تحمل ملامح مميزة ورائعة ... هل انتي اختها ؟ تشبهينها كثيراً

اجابتها جميلة برقة: لا انا ابنة عمها

: اووووه انتِ جميلة حقاً
ما اسمكِ ؟

: هههههههههههههههههههههههههههههههه جميلة



"الحـــاضـــر"



عاد لواقعه وهو ينظر لساعة يده نظرة خاطفة ...... ثم قال: بتخاويني ؟ ساير صوب يدي يابر شوي

اعتصر فؤاد أبا غابش محبةً مؤلمة ... ابنه يطلب منه مرافقته ومشاركته لحظات يومه

هز رأسه بخفة وقال وهو يستل هاتفه المحمول ومحفظته: هي .. ساير وياك



،,



توقفوا عند اقرب محطة بترول ليعبأ خزان سيارته
ليسمع ابيه يقول له بعد ان ارتشف قليلاً من قهوة اللاتيه التي يفضّلها كثيراً بعد القهوة العربية:
كنت تعرف ان سهيل بن احمد حي سنين وسكت ؟

رغم تفاجئه ... وذهوله ... اظهر الهدوء التام وهو يقول: سهيل بن احمد ؟
منو هذا ؟

ضربه بخفة بطرف مسبحته ... وقال بشبه ابتسامة: غويبش
ديدريك جورنا
شريكك اللي ما بغيتني اعرف عنه


قهقه بخفة ثم قال: شبلاه ؟

: ليش سكت ؟

هز كتفيه ببرود وقال: مب من حقي ارمس عن الموضوع اذا هو ما يبا ....
كيف عرفت ؟
بعلمي هله ما ارمسوا عن اللي صار يوم فوز شاهين بن صياح في الانتخابات عسب محد ياكل ويوهم


ليكمل عقله الحديث
لم يتحدثوا عن الذي جرى فما زال لديهم امل بعودة شاهين وعودة مصالحهم معه
وهنا ... من الضروري جداً على القبيلة المحافظة على بياض سمعتها لآخر درجة
وألا "ينشر احد غسيلهم القذر"



ارجع عبدالرحمن نظارته الشمسية على عيناه وقال جاذباً انتباه غابش الشارد: سكرتيرك راشد زل لسانه عند ابوه

عقد غابش حاجبيه....... وقال بـ نبرة شابته بعض الحدة: متأكد زل لسانه ؟

رمقه ابيه بـ حزم حاني وقال: هي نعم ..... لا تسويبه شي المسكين

: ما بسويبه شي .. اعرف راشد واعرف امانته واخلاصه في الشغل .....
بس ذكرني المرة الياية ما اوظّف عندي حد له صلة قرابة مع موظفينك
خصوصاً اللي يشتغلون معاك مباشرةً


: ههههههههههههههههههههههههههههههه



،,



ثلاث اشهر مضت وهي بعيدةً عن الجميع
بعيدةً عن والديها .. اختها الصغيرة
عائلتها
معارفها والمقربين منها
حتى عملها

اول أسبوعٍ من اختفاءها
كانت في حالة صعبة حد انها فضّلت الصمت ومشاهدة اربعةِ جدران محيطةً حولها
بينما تتذكر كل تفاصيل حياتها مع غابش ... كل دقيقةٍ وثانية ..
تتذكر كل لحظةٍ توقفت خلالها وهي تحارب شكوكها المستمرة من ناحيته
تتذكر ترددها .. توجسها
مدها وجزرها وهي تحاول اخراس اعتراضات عقلها
وترك المجال لـ قلبها بالتحدث
تذكرت غباءها المقيت حد النخاع !

لكن بعدها ..... تداركت وضعها .... وحزمت امرها
اتجهت لـ عملها على الفور ... للقيادة تحديداً
طلبت مقابلة احد الألوية ... اذ انها كانت تعلم انها ستجد الجواب عنده لتعمقه التام بأغلب القضايا المهمة في المنطقة خاصةً داعش .... لكنه ولسوء حظها ..... كان في رحلة عمل
فـ قابلت مسؤولها المباشر ..... فهّاد

لا تريد تذكر المعركة اللسانية التي حصلت في المكتب والتي كانت حرابة حاملةً لوائها
لا تريد تذكر مرة أخرى هديرها القاسي تطالب بـ معرفة سبب عدم اخبارها بـ تهديدات داعش

ضاربةً عرض الحائط رسميةَ المكان .... والفارق والمقام بين الاثنان

فهّاد ... ولمعرفته الشديدة بحرابة وأدبها وإلتزامها وحُسن اخلاقها الذي لا تشوبه شائبة

لم يعتب عليها ولم يغضب بسبب دخولها الغاضب عليه .... بل امرها بتمالك اعصابها والجلوس
حتى يستطيع افهامها كل الأمر

حرابة –بالطبع- لم تتطرّق لـ حكاية زواجها الخادعة ... ليس وهي مطعونة بـ سكين مسموم من الذل والغدر وازدراء النفس



"قبـــل شهـــرين وبضعـــة أسابيـــع"



: كل همنا كان حمايتج ... نحن ما قلنالج عسب الموضوع ما ينتشر وما توصل الاخبار لـ هلج ولا حد من البلاد
السالفة هاي حساسة وايد وبتنشر الرعب بين الناس اذا عرفوا فيها وبتكثر الاشاعات
وللمعلومية
سالفة تهديدات داعش وصلتنا من احد أصدقاء العقيد فلاح
ويوم تأكدنا من مصداقية الموضوع
قدرنا بمساعدة غابش نسوي صفقة مع واحد من جماعة داعش ينقاله أبو يزيد
بحيث يدعي عند جماعة أبو قتادة ... واللي انتي تعرفينهم خير المعرفة
انج ميتة مقابل استقالتج واختفاءج كلياً اضافةً لـ مبلغ مالي ضخم
لكن أبو يزيد طمع بفلوس اكثر بحجة انج تأخرتي بـ استقالتج
بالأحرى
يوم تأخرنا نحن بموضوع اعفاءج عن عملج
طبعاً تأخرنا لان غابش نفسه كان رافض الشي .... بغى استقالتج تيي منج انتي وبكامل ارادتج

تجاهلت نبضةً خائنة اشتدت في حناياها
لتقسو ملامحها واكثر وتهتف بغلظة: وغابش شو علاقته بالموضوع كله ؟

هز كتفيه ...... وقال: مثلي مثلج ..... ما اعرف شو علاقته الرسمية بالموضوع
فجأة دش علينا المكتب وكنا مجتمعين بخصوصج عقب ما جمعنا كل الدلايل على تهديدات داعش لج

وكان ياي بـ رسالة خطية من الشيخ نفسه يأمرنا نتعاون معاه
واذا غابش عنده خطة معينة ومناسبة بـ جميع المقاييس
نتبعها بطواعية تامة
وخطته كانت واضحة
بياخذج على سنة الله ورسولة ... وبيسافر فيج مؤقتاً يبعدج عن البلاد لين يهدون شوي داعش من ناحيتج
لكن سبحان الله
قدر الله وما شاء فعل
رغم ان غابش دفع من حر ماله الفلوس اللي طالب فيها بويزيد ..... فلوس الدفعة الثانية اقصد
الا ان الأوان فات
جماعة ابوقتادة اكتشفوا اللعبة
قصوا راس ابويزيد وبعض من رجاله
طبعاً المقطع انتشر في جميع مواقع التواصل الإعلامي
الفيس بوك والانستغرام وتويتر والقائمة تطول

المهم
اكتشفوا اللعبة ... وعرفوا بموعد عودتكم من السفر
والباقي تعرفينه يا حرابة




"الـحـــاضـــر"



عقدت ذراعيها حول صدرها تتأمل من النافذة قطط الجارة الامريكية وهم يلعبون قرب الرصيف

هل تقول ان العصبية في روحها ما زالت كما هي ؟
لا
لن تقول اذ ان العصبية تحولت لـ شي آخر
شيء اكثر صمتاً .. اكثر سخريةً
اكثر عتمةً
كـ وحشٍ محبوس بين القضبان ..... ينتظر فك اغلاله
وفتح أبواب الحريةِ له



تعلم ان الجميع كان يبحث عنها في الأسابيع الأولى من اختفائها
الجميع بلا استثناء حتى ذلك الرجل الذي لا تريد نطق اسمه الآن
وانهم لم يتركوا مكاناً الا وبحثوا فيه عنها
اخبارهم كانت تصل إليها عن طريق جميلة ابنة عمها
بالطبع .. لم تتصل بهم ولم تخبرهم ان الاخيرة –عندما طلبت منها اخذها لأي مكان لا يوجد فيه أي انسي- قد اخذتها لشقتها التي تقبع في منتصف العاصمة

شقة كانت تجلس فيها خاصةً وقت الامتحانات اذ ان تعيش مع أمها المطلقة في مدينة تبعد عن العاصمة خمسة واربعون دقيقة
ولو انها ذلك اليوم لم تكن في زيارة سريعة لمنزل ابيها القريب نسبياً من منزل عمها ليث لما تمكنت من رؤية حرابة ولا مساعدتها


الوغد
لا تعرف كيف علِمَ بـ مكانها
لكن تقسم انه سينال منها اضعاف مالا يتمنى رؤيته منها !



اخفضت اهدابها بنظرة واجمة مكفهرة
وهي لا تريد تذكر السبب الآخر لاستمرارية مكوثها هنا
بعيدةً عن الجميع .. مانعاً إياها من الذهاب لـ "ذلك" وجر كلمة "طالق" من لسانه


وقفت امام المرآة الطويلة
تحدّق ببطنها الذي ما زال كما هو
مسطحاً ضامراً

جنين
يقبع في احشاءها جنين

ولا تعرف حقاً
ما الشعور الذي احست به بمجرد معرفتها بـ وجوده !
بل لا تعرف ما هو شعورها الآن وهي تشعر بنبضاته الحية تحت جلدها !

اطبقت فكيها بقسوة
وشعور الغضب يعاودها
ويطفح على سطح بشرة وجهها


لو انها تزوجت بطريقةٍ طبيعية
وعاشرت زوجها بطريقةٍ طبيعية .... لـ فرحت اشد الفرح كونها ستصبح اماً عما قريب
لـ اشعلت الدنيا كلها اشهراً ... بأيامها ... بلياليها ... سعادةً وامتناناً

لكن هذا الجنين ما هو الا نتاج خدعة نُسجت بخيوط الغدر والخيانة والاستغفال


تنهدت بـ حدة من بين عيناها المتجهمتان
وهي نادمة انها اخبرت جميلة بأمر حملها اذ ان الأخيرة شعرت ان هذا الامر اكبر من ان يتم كتمه على والديها ... ليث وعفراء
فـ اتصلت جميلة بـ أمها واخبرتها
عندما عرفت حرابة بـ فعلة الاخيرة ... لم تستطع الغضب منها او عتابها
بحق الله ...... تشعر ان طاقتها استنزفت كلياً من الغضب

غير انها مدينة لـ جميلة ولن تجرحها بالكلام لمجرد انها تصرفت وفقاً لعاطفتها الرحومة ورقة احاسيسها
جميلة –رغم وقوفها الكلي معها واخفاء امر مكانها عن الجميع بلا استثناء-
كانت تتعاطف مع ام حرابة "عفراء" ...... وتخبرها باستمرار ان الأخيرة تبكي الليل والنهار تترقب دخولها – هي حرابة- عليها في كل وقتٍ وحين


رن هاتفها
ليظهر اسم ريسة بنت صياح
فـ تجاهلته
كما تجاهلت مئات الاتصالات قبلاً
منها ...... ومن أمها
وابيها
وخالها ........... وحتى زوجة خالها

بالطبع ... وبعد الذي جرى ... كل العائلة .. كل من يقرب لـ حرابة
من بعيدٍ كان او قريب
قد علم بأمر زواجها من ابن خالها ... بـ اعلان صريح من خالها عبدالرحمن ...... ورغم استهجان البعض من سرية الارتباط ..... لكن على ما يبدو
استطاع خالها تكميم افواههم ببعض الحجج والحكايات

أصبحت تعلم كم يتفنن الأخير بـ تدبير امره وعائلته عند كل مأزق
حتى ولو كانت بطرق ملتوية

هل هذا ارثٍ مجيد قد وضعته مسبقاً في روح ابنك يا .............. خال !



كادت تطحن بين يديها قلماً من الرصاص
ما مرت فيه مريع
مريع ومشين بحقها

لن تنسى آخر كلمات المقدم فهّاد ما حيّت

استرجعت ما قاله كـ شريط اسود مهترئ ....... والذي كان بخصوص داعش

اخبرها انهم اغلقوا ملفها لديهم تماماً اذ انهم يعتقدون انها قد ماتت فعلاً جرّاء عملية الاغتيال
والذي ساعد هذا الاعتقاد انها ولحسن القدر .... اختفت من المستشفى بعد محاولةَ الاغتيال مباشرةً .... ولم تظهر للعلن ابداً

فـ استغلوا –القيادة- ما حدث لصالحهم واعلموا إدارة المستشفى بأن يعلنوا خبر وفاة حرابة بنت ليث لأي شخصٍ يأتي ويسأل عنها سواءً كان احد الموظفين او احد المرضى او مجرد زائر ..
فقط بين اروقة المستشفى كما طلبوا الضبط


وختم حديثه .... بكلماتٍ كانت كالسكين في جوفها لكن أجبرت نفسها ان تلبس قناع القسوة والبرود



"


.....: مجبورين نعفيج من كامل مهامج يا حرابة دام وصلنا لنقطة ما نقدر نرجع فيها ولا نعدل من أي شي
أتمنى تتفهمين قرارنا وما تاخذج العصبية .... هالقرار اعتبريه حمايةً لج
وحمايةً لعيالنا وبناتنا وشيبانّا


"



صدقاً حينها ......... لم تفعل سوى ان استدارت
ورحلت

شعور القوة الذي غزاها في ذلك الوقت .... لـ تصمت والا تقلب الدنيا فوق رؤوس الجميع
كان شعوراً نزل من الله تعالى
ولحكمة


فـ بعد شهر ..... وعندما علمت بـ امر حملها
شعور القوة ذلك .... القوة المختلطة بالعذاب والقهر
تحول لـ رضى ساكن ........ وقبول بليد غير مهتم !


اجل
كل شيء خيرة
وكل شيء من الله هو بالتأكيد لحكمة

لكن يعلم رب السماء و من فيها

انها ما تزال تدوّن تحت جدول غابش
الكثير والكثير من الويلات


هو السبب
ذلك الثعلب الغدّار هو من دمّر حياتها



،,



"


: لولا ان الموضوع مهم ما كنت بقولج عنه يا خالوه ... قبل اسابيع شفت حرابة متحطمة
وهي اللي كانت مثال البنت القوية الشامخة اللي ما يهزها ريح
اللي سويتوه فيها كسرها
لكن الحمدلله نتأمل انها رجعت مثل ما كانت واقوى
ومثل ما قلتلج ...... لو السالفة مب مهمة ما اتصلتبج وخبرتج
وأتمنى الموضوع يتم سر لين ما حرابة بنفسها تخبر اللي تباه


"



ما تزال كلمات جميلة ترن بأذنيها
لا تستطيع نسيانها

مسحت وجهها المحتقن من شدة البكاء وهي تغمغم لـ روحها:
حرابة حامل
حامل
قلبي بيوقف يا ربي

اشتدت رعشات اصابعها وهي تهمس بحرقة:
أبا اشوف بنتي .......... أبا احضنها واشمهااااا
يا ويلي يا عفرا شو سويتي ؟؟
شو هببتي ؟؟؟
ثلاث شهور البنية بعيدة عنج ..... ثلاث شهووووووور
والحين حااااامل ......... يا ربيييييييييييي كم بتحمل بسسسس
كم بتحممممممل




تصلب ظهرها ما ان احست بباب الحمام يُفتح
ثم يُغلق بحدة
ثم احست بعدها بباب الغرفة يُفتح
ثم يُغلق ....... كذلك بحدة


آهٍ على ليث
آهٍ على الغضب الملتهب تحت جلده

منذ ذلك اللقاء الجنوني بـ ابنتهم
وهو على هذه الحالة من الصمت والوجوم والمرارة
لا يتحدث كما السابق
لا يشتهي اللقمة كما السابق
هو الوحيد الذي لم يذهب للبحث عن حرابة
وكأنه كان خجلاً ...... ومثقلاً بالعار
تعلم انه انصدم وتألم مما قالته حرابة له
رغم انه مثلها .. مثل زوجته
يعرفان ابنتهما حق المعرفة
لكن لم يصدف ان حدث في حياتهم موقفاً رأوا خلاله غضب حرابة عليهما



،,



مســـاءً



دقّت جرس الباب بانفعال ... بعينان محتقنتان بالدموع
خرجت من عدتها منذ فترة
انتظرت حريتها
لكن اين الحرية وهي مسجونة خلف قضبان سمعتها التي تشوهت
وأصبحت علكةً على لسان القاصي والداني !

ما الخطأ فيما يحصل معها ؟ ..... هناك خطأ لا تستطيع لمسه يالله

هل هو عقاب على قسمٍ تلفظت به ولم تبرّه ؟

هل أذّت في يومٍ ما احد ولم تتمكن من الفرار من دعوته عليها ؟!

هل ظلمت احد بشكلٍ او بآخر ..... كي تدور الدنيا عليها وتظهر لها الويلات ؟!

ماذا فعلت ؟

ما المصيبة التي فعلتها والتي على اثرها ترى شرفها يُدعك كـ منشفة بالية بين ايدي شياطين الانس ؟





فتحت لها الخادمة الباب .... ثم سألتها بعفوية: يس

رغم استغرابها من وجود خادمة مدية هنا .... الا انها تقدمت اكثر ... وهتفت: سلام عليكم .... وين حرابة ؟


: خير


شهقت برقة وهي تلتفت لترى اختها تسند قامتها على باب غرفتها .... وتكتف ذراعيها على صدرها


: حرااااااااااااابة


هرعت نحوها لترتمي بحضنها وهي تشهق بدموعٍ أليمة ..

دقائق مرت وهي على تلك الحالة حتى احست بيد حرابة تربّت على ظهرها .... وتقول بصوت مبحوح: بـ بطني ......... روزة


: شوي شوي عليها يا ام حامد ..... البنية حامل


لتتسع عينا روزة مذهولة ... وتتراجع متعثرة ...

قالت مصدومة من وجود مديه ومن كلمة "حامل": مديه انتي هنييييه !!!

قالت مديه بجفاء وهي تجلس وتضع ساقها اسفل وركها وترخي ظهرها على الاريكة .... جلسة متعجرفة ظاهرياً الا انها لم تخفي ابداً شحوب وجهها والهالات السوداء المحيطة بعيناها وذبول ملامحها المريع:
هي ... شحقه مصدومة ؟!

نقلت عيناها بين حرابة الصامتة ببرود ومدية الساخرة ببرود ايضاً
لتبرر بقلق حقيقي: اتحراج رديتي بيتج من بعد ما كنتي تقضين فترة النقاهة في بيت هلج


ثم اشرت نحو حرابة تريد السؤال فهي في قمة الذهول
هل حقاً حرابة ............ حامل !
هي تعلم انها تزوجت سراً بـ ابن خالها
لأسباب لا احد يعرفها
لكن ....................... ان تكون حامل
حرابة ................. حامل !!!!
تخيلت منظر اختها .... ببطنٍ منتفخ
فـ احتارت
أتضحك من شدة الصدمة
أو تضحك من شدة السعادة !




أمالت مديه شفتيها بمرارة .... "اتحراج رديتي بيتج من بعد ما كنتي تقضين فترة النقاهة"


بالطبع كانت في فترة نقاهة ... وفي آخر مكان رغبت في المكوث فيه ... منزل أهلها


بعد هجوم الافريقيات عليها ..... بعد ان قاموا بكل سفالة ووحشية بإجهاظها ..... ذهبت لمنزل أهلها غارقة بآلامها وفداحة نفسيتها المهتزة .. وشعورها المتصاعد ان الله قد عاقبها لأنها شتّتت عائلة كاملة

بالأحرى عائلتان ... عائلة هزاع وعائلة مروان

مروان الذي دخل السجن بسببها ...

كل الأفكار تناحرت بعقلها ..... لتخرج بفكرةٍ واحدة فقط

انها نقطة سوداء في حياة أي شخص يقرب منها

فأل شؤم لأي منزل تطأه قدماها

انها نالت من الله ...... جزاء اقترافها ذنب الخيانة والغدر

ذنب تشتيت البيوت وافتراق الأزواج

لكن بعد ان ذهبت سكرة الفقد
وحلّت بدل عنها فكرة الادراك واليقين
علمت انها يجب ان تخرج بنفسها من الوحل
ان تنقذ ما يمكن إنقاذه من روحها المعطوبة
لقد فقدت ابناً
ابناً انتظرته عمراً بقلبها الصامت الطيب الباسم على الدوام
بروحها التي يظنها الجميع خرقاء ساذجة

لكن خروجها لم يكن لمنزل زوجها
بل لـ حيث مكوث حرابة


ممتنة لـ جميلة التي اعطتها عنوان الشقة ... شقتها التي في الحقيقة لا تمكث فيها ابداً الا وقت انشغالها مع امتحاناتها الجامعية


عادت بها الذاكرة لقبل اسبوعان .. قبل قرار مكوثها مع حرابة
عندما اتصل بها هزاع -الغاضب منها اساساً بعد مشادة كلامية حدثت بينهما قبل ذهابها لمنزل عائلتها-
وطلب منها تجهيز نفسها لانه سيصطحبها معه لمركز الشرطة لتتعرف على المرأتان اللتان تهجمتا عليها قبل عدة اسابيع



"قبـــل أسبوعـــين"



دخل مركز الشرطة .... وخلفه مديه وعائشة

لم يكن يريد لهما هذا الامر اذ انه من الكبائر عند من يمتلكون الحمية والكرامة .... ان تدخل نسائهم مراكز الشرطة ..... لكن للضرورة احكام


وقف الضابط بـ ادب رجولي وقال: حياك بوعبدالله حياك

اجلس زوجته واختها امامه .... ليفضّل هو الوقوف وترقب ما سيقوله الضابط

فقال يستعجل الضابط وهو يسيطر بقوة على عصبيته: يبنا الحرمة عسب تتعرف على اللي اعتدوا عليها

اومئ الضابط رأسه بتفهم .... ونادى العسكري كي يجلب المعتديتان

ما ان دخلتا للداخل حتى وقفت مديه وهي تبلع ريقها بـ قهر جنوني ملؤه المرارة
غضب يشتعل فيها ووحده الله يعلم كم تسيطر عليه كي لا يخرج الوحش الكامن فيها

فقد الضنا غالي
خاصةً لمن انتظره عمراً كاملاً


طحنت اسنانها بقوة .... وقالت: هي ..... هاييل هن

لمح هزاع كفوفها المرتعشة

ورغضم غضبه منها لهجرها إياه .... لتفضيلها الحزن على فقد ابنها لوحدها من غير ان يشاركها الألم والحزن
شعر بروحه تنتفض لأجلها
حزناً ولوعةً

قال الضابط بصرامة: بوعبدالله تراهن من عقب كفين اعترفن على طول ... طبعا ما يعرفون اسم الشخص اللي طلب منهم هالخدمة .... لان اللي طرشهم رمّسهم من رقم راعيه اجنبي مسافر بلاده ...
ويوم تواصلنا مع صاحب الرقم الأصلي .... قالنا انه دريول بيت شعيب فرج الـ.....
وان اخت شعيب هي اللي خذت عنه الرقم قبل لا يسافر


هتفت عائشة فوراً بصدمة شديدة:
سعااااااااااااااد





"الحاضــــر"



اجابت مدية روزة المترقبة بنظرة باهتة باردة: لا ... خليت البيت حق هل البيت ... انا هني بتم


قالت روزة بـ اندفاع عفوي: هزاع يباج
لا تخلين اللي صار يفرق بينكم يا ختيه

رمقتها باستهزاء مرير .... لتقول ببساطة: بس انا ماباه

تقدمت حرابة ببرود قارص ... لتقول: روزة شو تبين ياية ؟
صحيح الكل عرف مكاني ... طبعاً مب من دواعي سروري
لكن مب مرحب بـ اي شخصٍ كان هنيه

قالت روزة وهي تبتلع جرحها من كلمات حرابة: مديه مرحب بها وانا لا يا حرابة ؟


حرابة .......... ورغم كل ما حصل معها ...... شعرت بالمسؤولية نحو اختها الكبيرة مديه
اختها التي تراها الآن محطمة
وتتلبس وجهاً ليس بوجهها ابداً

لتجيب روزة بنبرة جافة: مديه محتايتني

مسحت دموعها التي انهمرت رغماً عنها ... ثم قالت وهي تخفض عيناها ارضاً بـ وجع:
انا ......... انا محتايتنكن بعد .......

عندما لم تتلقى أي تعليق من مديه وحرابة

أكملت بعد ان تنهدت بـ اختناق: ما بتم اذا انتو ما تبوني
بس ........ بس


يالله ........... لم تتحمل
لم تتحمل اكثر هذا الصد والنفور من اختاها
لم تتحمل



وسقطت جالسة على الاريكة وهي تنخرط ببكاء حاد شديد

ما يحدث معها فوق طاقتها
تريد أجوبة
تشعر انها في غابة مظلمة مليئة بالدهاليز
ولن تتمكن من الخروج من هذه الغابة الا بـ بعض الأجوبة


: شو سويت ؟؟؟
أبا اعرف انا شو سويت عسب يستويبي ها كله ؟؟؟؟؟


وبدأت تتحدث بـ كلمات متقطعة متحشرجة:
الناس كلت لحمي وانا حية .... كلهم يرمسون عني ويتكلمون بعرضي وشرفي
يتحروني وحدة رخييييصة معدومة الشررررف

هنا ........ اعتصر قلب مديه وهي تشعر بعاطفتها تعود نحو اختها
قالت وهي تقترب مغضنةً جبينها:
ليش يرمسون عنج ويتكلمون بعرضج ..... هاييل ما يعرفون انتي منو ... ومنو مربيج ؟؟؟

لتقترب حرابة من رأس روزة المنكوس .... وتسألها تحت وطأة بكاءها المريع
والذي أحال وجهها لـ كتلة دم تكاد تنفجر:
شو السالفة ؟ منو اللي يرمس عنج بالشينه ؟


رفعت روزة وجهها الأحمر الباكي
واخبرتهم باختصار –لـ حرابة تحديداً- من بين نشيجها
قصة ليلة ضرب ربيّع لها ..... كذلك قصة ابنة جيرانهم وكيف بدأت تحيك عنها القصص وتألف اقذر الحكاوي بين جيران الحي

جلست حرابة امامها ... وطالبتها بـ توضيح الامر لها
اذ انها سمعت أسماء لأول مرة تسمع بها
من ضمنهم
الضابط محمد عبدالكريم


لتحكي لها روزة حكاية سيريلانكا لها
والضابط محمد
واعتداء عصابة الادوية عليها بالطعن والذي على اثرها كادت تموت


قالت حرابة باستغراب: معقولة كل هذا صار ؟

قالت روزة بـ مرارة شديدة: انتي ما كنتي ترمسيني ولا تبين تتواصلين ويايه
غير انج غطيتي عنا كلنا ... ما كنا ندري ان السالفة فيها عرس



سكتت
بالطبع سـ تسكت
فـ ما تسمعه الآن يذكرها بحقيقة انها ارتضت المهانة لنفسها يوم ان تزوجت بالسر وانجرت كالبلهاء خلف أكاذيب عائلتها


: ليش عرستي حرابة بالسر ؟
ليش ما قلتيلنا
شو السبب
مب فاهمة


نظرت حرابة لـ مديه نظرة مظلمة حادة
وكأنها تقول لها
"يكفيني والله ............ يكفيني قهراً وذلاً"

لتتنهد مديه بـ ضيق ... مديه التي علمت منذ يومان فقط الإجابة التي تترقبها روزة الآن


فقالت مديه لـ روزة: بقولج انا خلاف كل شي
خبريني ... حامد وين ؟


لم ترغب بـ وضع ثقلٍ اكثر على حرابة ومدية خاصةً وهي تعلم ان وجودها هنا غير متوقع
ويا لمرارة جوفها
غير مرحّب به !

لتقول بعدها بـ عبوس خرج عفوياً وهي تدرك الحقيقة المُرّة
حقيقةً انها ابداً لم تكن بقدر ثقة اختيها

: حامد عند امي

تنهدت بـ حزن واكملت: أصلا هي اللي طلبت مني ايي عند حرابة .... لانها شافت شكثر عانيت نفسياً في شهور العدة .. ونفسيتي انعكست على تعاملي مع حامد فديته


شعرت بالصداع يفتك رأسها .. لتردف بـ تجهم: مابا أتذكر اللي صارلي
اكتفيت والله


رمقتها حرابة للحظات قبل ان تسأل وكأن للتو بدأت تربط الخيوط ببعضها: قلتيلي اسمه محمد عبدالكريم ... وضابط ؟


خفق قلب روزة بـ شدة
ان تلفظ اسمه لأنها مضطرة كي تسرد الحكاية كلها لـ اخواتها شيء
وان تسمع اسمه على لسان الآخرين
ليدغدغ مسامعها على نحو مرعب مهيب شيء آخر


: هـ ...... هي ...... احم ....... شكلج عرفتيه


رمقتها من بين ظلال عيناها بـ ريبة ... ثم قالت: ولد الامام عبدالكريم تقصدين ؟ صادفته كم مرة في مؤتمرات ومعارض

: هي ... عليج نور



تململت بمكانها
قبل ان تقف وتقول بـ وجهٍ شاحب: من رخصتكن
بروّح


بعفوية ...... قالت مديه: على وين ؟

كادت دموعها تتجمع مرة أخرى بمقلتيها لكنها قاومتها بقوة وهي تقول بحزم:
برد البيت ... مالي مكان بينكن

امسكت حرابة حاسوبها المحمول بـ رفعةِ حاجب
وقالت بـ حدة اخفت خلفها عاطفتها الجياشة نحو اختها: قعدي مكانج ... لا تسوين فيها انج المسكينة اللي انرّاغت
(انراغت = انطردت)



ابتلعت غصةً في حلقها بصعوبة
وآثرت الصمت وهي تجلس مكانها ........ من غير ان تنبس ببنت شفه



ظلوا على هذه الحالة
هي –روزة- تحدق بالسقف

حرابة تعمل عبر حاسوبها المحمول

ومدية ذات التعابير القاسية الباردة تمسك خيوطها .... وتكمل عمل "الكروشيه"


بعد لحظاتٍ طويلة ...... قالت روزة برقة تكسر فيها حاجز الصمت: شو تسوين ؟

اجابتها حرابة بـ فظاظة وهي مندمجة في قراءة المقال امامها: مالج خص



اكتفت
حقاً اكتفت

كانت بالكاد تستطيع السيطرة على فكرة انّ كل شيء يسقط على رأسها كالألغام

تحملت كل شيء في السابق .... اولها العذاب التي تكبدته بما علمته عن سهيل
ثم كره حرابة لها بسبب زواجها من ربيّع
ثم أفعال ربيّع المشينة بها واهاناته المستمرة
ثم الشائعات المروعة التي أُطلقت عليها

آخرها ..... آخرها اليوم
شعورها انها "لاشيء" بالنسبة لأعز فتاتين إلى قلبها

لا تستطيع تحمل المزيد من البشر .... فـ ما بال لو كان البشر هما "اختيها" وقد اظهرتا بوضوح جفائهما نحوها وصدهما لـ قربها


فـ انفجرت وهي تقف على قدميها : ليش جي تكلميني ؟؟؟؟
ييتج لين عندج وانا محتايتنج ... أبا اختي .... أبا حراااابة

فـ أكملت وهي تحرق آخر أوراقها: خلاااص ربيّع واطلقت منه ..... شو تبين بعد ؟!!!


دفعت حاسوبها المحمول بعنف ...... ووقفت لتقترب منها

حتى وقفت امامها ... وجهاً لوجه

فـ امسكت بـ عبائتها التي ما تزال عليها ..... وجرّتها نحوها بقسوة


هدرت من بين جمرات عيناها ........ وحروفها الحارقة اللاذعة تحرق وجه روزة: فكري ..... فكري يا روزة
يمكن تتذكرين انج سويتي شي اكثر من انج تزوجتي وااااااحد كان يبا يجتل اخويه


دفعتها روزة ..... وقد وصلت لمرحلة ما بعد الانفجار:
أولاً شلي ايييييييييدج عني ..... نحن مب همَج عسب جي تتصرفين وياااااايه
ثااااااني شي ....... ذبحتيني اخويه واخووويه
تراه حي الله واااااحد
ليته شروا الرياييل ...... الا زباااااااااالة
ما يسووو..........




وانخرست
انخرست وهي تتلقى صفعةً دوى صداها بين حيطان الشقة كلها


غمغمت من بين اسنانها ... بنظرةٍ لو كانت خنجراً
لطعنت صدر روزة

: تااااااااااااج راسج
سهيل بن احمد تااااااااااج راسج
مديه قالتلي
قالتلي شو اللي صار قبل 15 سنة ....... وشو الجرايم اللي عقوها على راس سهيل
وقالتلي انج خذتي ربيّع من غيظج عقب اللي عرفتيه



حدقت روزة بـ مديه بصدمة مروعة
بفاجعة جعلت كيانها كله يهتــــــــــز


وضعت مديه ساقٍ على ساق ......... لتهتف ببرود تام وهي تكمل كروشيه
: ابويه ما شاء الله عليه يتفنن بالاعمال الخيرية ... راح عندج وقالج ان سهيل كذا وكذا وكذا
وانتي صدقتي ........ من غير ما تتأكدين
طبعا عرفت هالشي قبل ما افقد ظناي ......... ربيّع اتصلبي قبل ما يلقون القبض عليه واعترفلي في لحظة
مممممممممممم خل نسميها لحظة تطهير الذات



شحب وجهها مع بقايا أصابع حرابة على خدها المحمر

لتهتف بـ حشرجة
وصدمة
وصلتا عيان السماء: شو ...... شو تقصدون ؟؟؟؟


لتجيبها حرابة: اللي نقصده ان سهيل

نفضت كتف روزة بـ سخرية وكأنها تنظف شيء ما
ثم أكملت:
انظف من كل واحد اييب طاريه بالشين
تسمعين ؟



شعرت بأسوار قلبها تنكمش .... ثم تتوسع
تنكمش
ثم تتوسع


وخفقاتها تشتد ......... وتتصاعد
لتصل لـ حنجرتها
ثم لـ دماغها الساخنى بالافكار الهوجاء المجنونة

: ما ... ما فهمت
يعني ........... يعني اللي قاله عمي شاهين حقي
جذب ؟
يعني .............. انا ظلمته ؟؟؟


حرابة بـ ازدراء عاصف: مثل ما ظلمه يدج صياح ...... وعياله

جلست وهي بالكاد تستطيع التنفس من هول الصدمة والذعر: فـ .... فهموني ... شو السالفة ؟؟؟؟
انا ......... مب .............


اعتدلت مديه بجلستها وهي ما تزال محافظة على عبوسها الذي لم يفارقها منذ اشهر .... وحكت لها كما حكت مسبقاً لـ حرابة قصة سهيل
متجنبةً الخوض بحقيقة انه ما زال حياً
كما تجنبت خوض هذه الحقيقة مع حرابة
لا تعرف الى متى ..... لكن وكما حذرتها عمتها ريسة
لن تتكلم ..... وكفى

فـ حرابة بعيدةً عن الجميع
ولو ان خبراً تسرّب بالخطأ هنا او هناك رغم انه مستبعد كلياً وسط هلع رجال القبيلة وتكتمهم الشديد
فـ نسبة وصوله لها ضئيلة



لتنهار روزة على الاريكة .... قبل ان تمسك جبينها الساخن بيدان مرتعشان


: يعني ... يعني هو بري
وووو ما سوى ولا شي ؟!!
يعني هو ..... مب مجرم .... مب مغتصب ...... مب .......


امسكت حرابة حاسوبها لتقاطعها بغضب بارد: قص لسان اللي يقول جي


اشتد خفقان قلبها ... واخذت الذكريات تتراقص بشيطنة في مخيلتها


تذكرت كيف كانت تشتمه بسرها !

كيف تحدثت عنه بالسوء عندما انفجرت في وجه أمها ريسه قبل اشهر !



رباه
سهيل .............. بريء



،,



منزل حامد بن صياح
مجلس الرجال



عامر: ما لقيتوا شاهين ؟

هز حامد رأسه بالنفي .... ليجيب ببرودٍ قارص ...... لكن الله وحده من يسمع صراخات روحه المنكسرة عشرات القطع:
الشباب دوروا عليه في كل بقعة ... بس ماشي فايدة

هتف خليفة بسخرية: يمكن شرد يوم عرف ان سهيل حي

قال هادف بن عامر بـ حدة: وهو شو بيعرفه انه سهيل حي ؟

قال أخيه محمد بـ تخمين: يمكن طلعله قبل ما يطلعلنا

هتف العم عامر للجميع محذراً بقلق: دخيلكم يا عيال .... صكوا اثاميكم ..... اذا حد عرف ان سهيل حي بننفضح فضيحة العالمييييييين


هز حامد رأسه بـ سخرية عاتية
سخرية ظهرت مع تلألئ عيناه الذابلتان الشاحبتان

ليغمغم وكأنه يحادث نفسه: المجرم المغتصب
واللي على أساس أهله اقاموا عليه الحد ومات جدامهم
طلع حي


ليكمل شقيق عامر كلام حامد بـ سخرية غاضبة: وتراراراااااااا
يصدف ان المجرم المغتصب
يطلع بري
يعني لا الأولية تعتبر مفخرة لنا يا قووم صيااااح
ولا الثااااااااانية تعتبر مفخرة وشرف وإنجااااااز
وينك يالشيخ صيااااااااااح
وينك تشووووف المصخرة اللي نحن فيهااااااااااااا


ليهتف هادف من بين اسنانه: وينه الشيخ صياح ؟؟
وينه ؟
خل ايي يشوف حفيده شو سوابنا اول وتاااااالي
لا هو ميت خلانا
ولا هو حي خلانا


اكمل أخيه محمد ببالٍ شارد: لا هو مجرم خلانا
ولا هو بري خلانا


فجأة
انفجر حامد بالضحك:
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه


حمل خليفة نفسه وترك لهم المجلس بأكمله بـ غضبٍ شديد
وهو يدعو الله بالرحمة بصوتٍ جهوري غليظ

فـ رحمةُ الله وحدها من ستنجيهم من عذابه
يوم تبيض وجوه وتسود وجوه



،,



بعينان مهتزتان على نحو غير طبيعي .. التفت حوله يكاد ينهار مرة اخرى بنوبة صراخ

يريد دم
................ يريد اشتمام دم
وتلطيخ يداه بالــــــــــــدم



عضّ اصابعه بقوة من هول ما يشعر به

ثوانٍ فقط .... حتى ازداد جحظ عيناه وهو يتلقى من فتحة الباب نفس الصور التي تُرسل إليه اسبوعياً من ثلاثة اشهر

صور سهيل الملعوبةِ بها

ليتلقفها بيداه المرتعشتان ويمزقها بهستيرية

وقف وهو يدور حول نفسه وعيناه على السقف وكأنه متيقن ان هناك من يراقبه الان


: لا تحااولووون اطيحووووني
لا تحاولوون تكسرووووني
بتم شاهييييين ..... بتم قوووووي
ماعرف شو نوع اللعبة اللي تلعبووونها علي


صرخ بجنون وهو يضرب صدره: بس انا شاهييييييين
شاهييييين يا سسسسسفلة يا لووووووث


دعس صور سهيل وهو يستمر بصراخه:
لا تبتزوووني بهالصور لانهاااا ولااااا شي
ولا تقدر تهز شعرة مني
انا فزت في الانتخابااااااااااات
وبررررررررررجع
بررررررجع وبدوس عليكم كلكمممممممممممم



شخر بـ عنف ليهتف بنبرة اعنف: اغبيااااااااااا
الصور ملعووووب فيهااااا
ما تروموون تمسكون عليّه شي
تسمعووووون ؟؟؟؟




بعد ساعات .......... بعد ان مر الوقت ببطىء شديد ....... وهو طريح الارض الملساء الاسفنجية
ويسمع زقزقات معدته

قلب جسده يريد الكبس على معدته الجائعة
لن يأكل ..... ابداً

لا يريد النظر لـ الرز الابيض
ولا للحساء الأبيض


ان سقطت عيناه على الطعام فـ سيتقيّء


بعد ثلاث ساعات على نفس الوضعية المزرية

سمع صوت خطوات اقدام

انتفض واقفاً ...... قلبه يخفق بعدم تصديق

هل هذه اصوات حقاً ؟

هل حقاً يسمع اصوات هنا بعد ثلاثة اشهر صمت قاحل عدا اصوات الاجهزة المركزية الحقيرة تلك



اخذ ينادي بلهفة مرتعشة: منو هنيييييه ؟؟؟
هاااااا ؟؟؟
ردوا الله يخليكم ...... منو هنيييييه ؟؟؟


صرخ بعذاب مضني: شو تبووون ؟؟
بيزااات ؟؟؟؟
والله لاغرقكم بيزاااات بس طلعوووني



شعر بهواء بارد يلفحه عند اصابع قدميه .... هواء اتٍ من فتحة الباب السفلية

فاقشعر بدنه لا ارادي ......... مالذي يشتمه ؟

عندما تحركت فتحات انفه اثر رغبته بتمييز الرائحة .... سعل بقوة .....

كانت رائحة كيروسين حادة خانقة


سعل مرة أخرى بشكل اقوى من دي قبل ..... وغمغم باختناق حقيقي في قصباته الهوائية: اخ صدري



،,



يجلس على مقعد معدني صغير .... يشرب كوباً من الشاي بالنعناع
منحنياً ظهره واضعاً ذراع واحد على ركبته اليمنى

تلتمع عيناه مع كل إلتفاتة تصدر من "ذلك" الذي يظهر جلياً من خلف الشاشة

كل صرخة يسمعها كـ لحن جميل يتراقص في مسمعه

كل رعب ينطق من عيناه كـ فلم فكاهي قصير يستمتع به ويضحك لمشاهدته


ارتشف شايه مصدراً صوتاً خافتاً مستمتعاً

رن هاتفه ليخرجه من متعته الخالصــــة




استله بهدوء

ليأتيه صوت صديقه من الخط الآخر: سهيل ........ وينه ؟
هلك يدورون عنه


اخذ نفساً من مدواخه العربي .... ثم ضربه على المنفضة
فأجاب بهدوء بليد: اتوقع سبق وسألتني يا غابش وقلتلك ماعرف

: ترى والله ولا يهمني مول هذا اللي ينقاله شاهين ..... اخوك ومحمد رمسوني وطلبوا مني ارمسك ..
يعرفون ومتأكدين مثل ما انا متأكد
انه عندك




آرنود ..... ومحمد
اللذان لم يتمكنا قط خلال الشهور الماضية بإقناعه ان يرجع شاهين وان ياخذ عقوبته بالقانون فالادلة كلها تجمعت لديهم ضده


اجابه بهدوء ولا يريد الخروج من دغدغة السعادة التي تمشي في عروقه الآن
لا يريد الظهور من النشوة ابداً


: عيل اطلع منها ... ولا تسمع لهم .... خصوصاً محمد
ادريبه زنّان


ابتسم غابش من بين سواد نظرته ...... وقال: هذا ثارك انت
سو اللي تباه ..... بس ان احتيتني تعرف وين تلقاني

: ما عليك ....... اموري طيبة


اغلق عنه ثم عاد بانظاره لشاهين المنبطح أرضاً بلا حولٍ منه ولا قوة



بعدها ....... استل صندوق ابيه القديم
الصندوق الذي حمل اكبر ابتلاءٍ في حياته السابقة

وخرج من الغرفة وهو يرتشف آخر ما تبقى في كوب الشاي
وعلى ثغره بقايا ابتسامةٍ قاسية



،,



الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر

اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله

اشهد ان محمداً رسول الله
اشهد ان محمداً رسول الله

حى على الصلاة
حى على الصلاة

حى على الفلاح
حى على الفلاح

الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله


اقتربت منها أمها وهي تشد من حجابها على رأسها
وقالت تعجلها: هيا جواهر ... اريد اللحاق بالصلاة

ردت جواهر وهي تأخذ باقي حاجياتها: حسناً حسناً امي
سنصل في الوقت ان شاء الله لا تخافي
آدم ....... يعقوب
هيا بسرعة فلترتديا نعليكما



دقائقٌ فقط حتى اصبحوا داخل الحرم المكي


يقابلون الله
وبيته العتيق
وما حوله من بشر ..... من كل صنفٍ ولون
من كل حدبٍ وصوب


ادارت وجهها قليلاً .... لتبتسم بانشراح
كانت تعلم انها ستجدها هناك
في تلك الزاوية القريبة من خزانات مياه زمزم ورفوف المصاحف الكريمة


خفق قلبها بعفوية
الكثير من الكلام يقبع في جوفها ولا تستطيع التعبير عنه
الكثير من الكلام تريد إخراجه من قلبها لـ قلب تلك المسنة
لكن تعجز
بل ترتبك
وتتراجع




ارتفع صوت السديس بـ "الله اكبر"

لتترك كل شيء
كل شيء دنيوي ضئيل عابر زائل

ووقفت في الصف المتراص
ثم رفعت كفوفها مكبرة


بعد السلام من الصلاة
قفز يعقوب قربها وهمس قرب اذنها: جوجي اريد الحماااااام

اومأت رأسها بـ هدوء
ثم قالت لوالدتها التي كانت على جلستها تدعو بأدعيةٍ ما بعد الفريضة: امي
سأوصل يعقوب للحمام
آدم لا تذهب لأي مكان ....... مفهوم ؟

: مفهوووووووووم

ابتسمت له بحب
وذهبت مع يعقوب اتجاه دورات المياه


تلفحها الروائح الطيبة من كل مكان
روائح العود الملكي
والمسك
والزهور الفواحة
يالله
ليته هنا معها
تحتضن كفها بكفه الكبير الدافئ ...... يسيران معاً في اطهر بقاع الأرض


يحلقان معاً ............ مع الطائفين والقائمين
والركع السجود



"قبــــل أسبـــوعٍ ونصـــف"



حدّقت به بقلق ...... وقلبها يكاد يعتصر من ذعرها المتصاعد عليه
فـ الذي امامها لم يكن سهيل
لم يكن سهيلها الذي لاطف قلبه قلبها واحبته من بين جميع البشر

كان متباعدأ فيما مضى اجل
كان كتوماً بشدة نعم

لكن سهيل الذي يقف امامها الآن
كان وكأن روح أخرى تسكنه .....!


مع هذا
سألته وهي تجاري طلبه الغريب: وانت متأكد ان امك بتم قاعدة في مكة ؟

: هي .. امي ريسه اكدت لي .. قالتلي ان امايه مب ناوية ترجع هالفترة
خاصةً انها يالسة الحينه في بيت ربيعتها ومرتاحة هناك

: لـ ليش ؟؟؟ ليش ما تسير صوبها ؟؟؟ مب متوله على امك ؟
هي مب متولهة عليك ؟؟؟؟


فقال لها بنبرة قاسية جعلت نبضاتها ترتعب: اذا على الوله
اكيد كل ام متولهة على ولدها الميت


شهقت بصدمة وقالت: ميييييت ؟!!!


قال لها بتعابير مقتضبة جامدة وهو يستل هاتفه بسرعة: انا ميت عند هلي يا جواهر ...
او يمكن ......... كنت عند البعض ميت
بس امايه ما تدري اني عايش


فقالت بسرعة وهي تريد كمش اكبر قدر من المعلومات قبل ان ينصرف

فـ هذا السهيل اتعبها بحق
اتعبها بغموضه واختفاءه المستمر واسراره التي لا قرار لها

رغم هذا أصرت على المقاومة .... وطحن الضعف
والوقوف بـ وجه الـ لا ..... والممنوع


فـ أكملت تحادثه كما تحادث آدم عندما يتمرد ويغضب: يعني انت تباني امهّد لها بطريقتي
انك حي ؟
صح ولا انا غلطانة ؟


رمقها بـ عيناه المعتمتان
واومئ لها رأسه بـ إيجابية



توهجت وجناتها بالجذل والحب
يالله
يكفيها هذا الآن
يكفيها ان ترى انه يريد إعادة حبل الحياة بينه وامه عن طريقها وعن طريق ابناءه
اما باقي الاسرار ستعرفها شيئاً فـ شيئاً
ومنه هو بإذن الله


فقالت وهي بالكاد تحاول السيطرة على خفقات قلبها المتوثبة: ان شاء الله
بسوي اللي بتقولي عنه ........... بس كيف ؟
كيف ألتقيبها ؟؟
وكيف بعرّفها على نفسي وعلى العيال ؟


تنهد بعمق شابه بعض التوتر .......... ثم قال:
انا بقولج كيف ... بس ارجع واقولج جواهر
امايه ما تشوف
لازم تسوين اللي بقولج عنه بالحرف عسب في الاخير نقدر نوصل للي نباه


هزت رأسها بتفهم وادراك
وهي تستمع بـ تركيز لـ ما يجب ان تفعله مع امه في مكة المكرمة




"الحـــاضــــر"




بعد عشرة دقائق .... عادت لأمها وهي تمسك يد يعقوب بحرص مخافةَ ان يضيع بين زحام المسلمين


: ماما ... سأذهب الى الخالة نورة لـ دقائق فقط ... ثم أعود إليك

ام جواهر: حسناً ابنتي ... ابلغيها تحياتي الحارة

هزت جواهر رأسها .... ثم اتجهت نحو ام سهيل


ما ان جلست قربها
حتى رفعت المرأة وجهها ......... وهمست بـ ملامح مشرقة: جواهر


لانت نظرة جواهر بابتسامة حلوة رقيقة وقالت: كيف عرفتي اني جواهر ؟

: هبّت عليّه ريحتج اول ما يلستي عدالي

ثم امسكت يدها واكملت بـ لهفة شديدة: وين آدم ويعقوب ؟
البارحة سرت اوكّل الحمام .... وبغيتهم وياايه بس ما يوا
وينهم حبايب قلبي ؟
خاطري ألوي عليهم وأقعد احبّب فيهم






نهـــاية الفصـــل الســـادس والعشـــرون




قراءة ممتعة صبايا
الاسبوع الياي باخذ اجازة من سهيل وربعه :)
ان شاء الله
يعني الخميس الياي ما في فصل
عاد لا تعصبوووووون
ولا تزعلوووووون
خلكم حنيّنين معااااااااااي :peace:
ولحد يغريني بالكلام المعسول تراني ما اتحمممممل
اسيح واذووووب كما الزبدة لووووول
لا لا صدق
احتاج اجازة يا رفيقات
بس هااااااه
اللي ما تعلق بندخلها مع شويهين في نفس الحجرة
وقد اعذر من انذرررررررررر



ملاحظــــــــــة: المواقف اللي وقفنا عندها ما انتهت ... لها تكملة ان شاء الله وكل شي ان شاء الله بيتوضح لا تحاتون :)



لولوھ بنت عبدالله، 29-10-20 10:49 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 25
 
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 33 ( الأعضاء 5 والزوار 28)
‏لولوھ بنت عبدالله،, ‏ذاكرة الجسد, ‏نور بلادي, ‏باتمانه S, ‏شهههههدد

احلى سيلفي مع احلى حضور

فيتامين سي 30-10-20 08:57 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 26
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كما تعودنا منك لولوه فصل قمة في الروووووعه
تسلم يمين خطت لنا هذا الإبداع وأمتعتنا



شاهين


بأبدأ به اللهم لا شماته لكن يستاهل اللي يسويه
فيه سهيل مرات أقول هذا عمه كيف يعمل فيه كذا
لكن لما أتذكر اللي عمايله في سهيل وغيره أقول
يستاهل مدري ليه اختار اللون الأبيض سهيل له
هذا كان اختار اللون الأسود مثل داخله الأسود

( طلعوووووووني
طلعووووووني خلاااااااااص
بتخخخخخخخخخبل
بموووووووووووووت )

لاتعب نفسك مافيه طلعة إلا بطلوع روحك أو تتخبل مثل جوهر
تفقد عقلك أومثل ماصياح فقد ذاكرته


سهيل

يمكن بعد مايبرد حرته في شاهين يرتاح نفسيا ويرجع لجواهر
وأمه وحرابه سهيل اللي يعرفونه



غابش


أثبت ولدنا إنه ذكي وعرف مكان حرابه وعارف شخصيتها
وشعورها واللي يدور في عقلها وبما إنه متوقع ردت فعلها
أكيد عنده حل لأي ردت فعل منها
مشكلته إن نفسه عزيزه وما يبغى يجبرها تعيش معه بدون
رضاها

"حرابة ما ينياب راسها"

فليشهد عليه إله القلوب ..... انها هي من جلبت رأسه من أول نظرة رمقته بها


لا غابش تطمن أنت بعد جبت راسها لكن هي زعلها لأنها تحس
إن الكل استغفلها

(( قال بنبرة جامدة مثقلة بكل شيء عدا الجمود:
كنت أبا اقولك ...... اني ماظنتي بكون الشخص اللي يستاهلها .... وانا احس روحي مشوهة من داخل وناقصنه الكثير في هالدنيا
أولها.... ))

هذا هو الحب اللي يحب مايسبب أي أذى للي يحبه
لكن لا تقلل من قدرك ترى حتى حرابه روحها مشوهه
وهذا قاسم مشترك بينكم

(( يمكن عندي الشي اللي بيخليها تلين من صوبي ... ويمكن تسامحني))

ممكن غابش يقصد لو خبرها بإن سهيل عايش
أو ممكن يكون عرف بحملها وهذا شيء ما أستبعده لأن هو عارف مكانها وأكيد مراقبها
خايف عليها وحتى يعرف أخبارها ويطمن عليها

لقاء غابش بأبوه والمصارحه بينهم أكيد بتغير كثير في الإثنين
وتريحهم وتحسن علاقتهم ببعض


نجي للحزينات الثلاث حرابه ‘ مديه ‘ روزه




حرابه

الوغد
لا تعرف كيف علِمَ بـ مكانها
لكن تقسم انه سينال منها اضعاف مالا يتمنى رؤيته منها !

هذا غابش الظاهر ماعرفتيه وعيب تقولين عليه وغد هذا جزاته
لأنه حاول يحميك بماله وحاله

(( اخفضت اهدابها بنظرة واجمة مكفهرة
وهي لا تريد تذكر السبب الآخر لاستمرارية مكوثها هنا
بعيدةً عن الجميع .. مانعاً إياها من الذهاب لـ "ذلك" وجر كلمة "طالق" من لسانه ))


لا حرابه تعوذي من الشيطان الطلاق أبغض الحلال وبينكم طفل
في الطريق على شيء مايسوى

لكن يعلم رب السماء واعمدتهن

انها ما تزال تدوّن تحت جدول غابش
الكثير والكثير من الويلات


الله يستر على غابش من حقد حرابه ناويه له على نيه

وجلستها على المحمول وراها شيء أكيد تبحث عن معلومات
يمكن عن محمد أو غابش


مديه

ناويه تجلط هزاع مره بطيبتها الزايده اللي توصل للغباء
ومره بزعلها منه بدون سبب الله يعين هزاع عليك أنشهد
إنه صبور


روزه

جات الحزينه تفرح مالقت لها مطرح
حرابه ومتعوده على أسلوبها وجفافها معها
لكن مديه جديد عليها تعاملها بهذا الجفاف وبدون مبالاه بها
الظاهر جلوس مديه مع حرابه أثر فيها وبتاخذ من طباعها
الحق ياهزاع خذ مديه والا بتندم على تركها عند حرابه




سعاد

ياويلك من هزاع وأخوك هو حذرك لكن ماسمعتي نصيحته
وهالحين مثل ماحرمتي مديه من طفلها بيحرمك من أولادك
وتحلمين يخليك تشوفينهم




هزاع

مايستاهل اللي جاه من حريمه سعادوه وكل مصيبه
عملتها أكبرمن الثانيه
ومديه اللي حبها وشايلها على كفوف الراحه استخفت
وتركت البيت زعلانه عليه وهو ماله ذنب
ليته يروح لمديه ويجيبها لبيته ويرجع لها عقلها

مدري إذا بقي أحد ماتكلمت عنه عاد لو فيه من سقط سهوا
سامحونا
منتظرين باقي الأحداث بفارغ الصبر



bluemay 01-11-20 04:46 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 26
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


رووووعة يا مبدعة

بالبداية فكرت حالي في رواية تانية

منو اللي عقوه بمصحة نفسية و ما اتضحت الرؤية الا بعد ما كشفت لنا اللؤلؤة عن غطاها 🙈 >>مخ سميك ما عليكم لووول


سهيل يا حنووون اتاريك بتخطط وبترسم لتمهيد لأمك ما بدك ياها تنصدم وتنشل من الروعة

متشووووقة اعرف شو مخطط

وشلون جوجو قدرت تتقرب منها....؟!



روزة بصراحة بعده قلبي شايل عليك وبدي ياك تتعذبي كمان شوي
اللي ساويتيه مو شوي يا خسارة حب سهيل فيك


حرابة ومبااااااااارك حمالك.. بس ما عجبني برودك

وين اللي يرعد ويبرق بهالسرعة انطفت نارك؟؟



غابش مباااارك الصلح مع الوالد
يلا روح صالح حروووبة ما بدنا زعلكم يطوول.💔



مدية ربنا يعوضك ما عجبني الإصدار الجديد منك

ليش انهزمتي بالسهولة

وشلون بو عبدالله معطيك ع هواك؟؟



يسلمو إيديك يا اللؤلؤة
وإجازة سعيدة مقدماً
تستاهلين يا قمر مو مقصرة معنا

وطمعانين برجوعك بتعويض يليق يكرمك يا قمر

تقبلي خالص الود

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°







باتمانه S 04-11-20 12:32 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 26
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :peace::peace::peace::peace:
عادت لكم باتمانه من جديد > كابتن ماجد هههههههههههههههههه
المهم شحالكم إن شاء الله أنكم بخير يا أقدع ناس :liilas:

بكتب إهداء للمتميزة الكاتبة لولوة بنت عبد الله التي لا تغيب شمس إبداعها
ولا تنكسف ، الله بارك لها واجعله شاهدا لها .

وإني ليرضيني قليل نوالها
وإن كنت لا أرضى لها بقليل

اي والله يا لولو لا أرضى إلا بقليل 😢
المهم نبدأ بضرب الشخصيات 🤣
خير ما نبدأ فيه عين السيح غابش 💖
اثاريك يا وليدي طحت ومحد سمى عليك
لا ومن زود الثقة يا امك محتري بنت ليث ترد لك الضربة
يا عزتي لك والله لعبت فيك لولوة هي وبنتها بس معليك وانا امك نحتري بنت
ليث حنا وش ورنا إلا هم ..
لا وبنت ليث بعد حامل لا خالصه السالفة حريبة لك ان شاء الله
أحسن شيء انه وليدي رجع إلى قواعده سليم وتصالح مع ابوه هذه نقطة تحسب له والله ...

عبد الرحمن بو شريس الرجل الذي ظلمه أباه وانتصر على الحياة
تأثرت والله من لقطة وقفته عند ركن صور العايلة وكلامه عن أبوه حسيته من جد. يعاني 😢 وفاقد أبوه اصعب شيء الواحد يعيش مع شخص وهو فاقده ومع كل هذا يقول مسامحه يالله بسسسسس يا حنانه وطيبته
.
.
سهيل أو ديك كلاهما وجه لعملة واحدة حسيته فعلا فقد شخصية سهيل وقاعد يتعامل مع شاهين بشخصية رجل الأعمال القاسي الذي لا يحمل في قلبه مشاعر لطيفة اتجاه العايلة والأسرة والأكثر صراحة حسيت انتقامه من شاهين خطط له بعد مقابلته مع جده صياح ويوم طلع ناسي سهيل هني احس سهيل قال استوووووووووووب يا شويهن أنا سهيل بن أحمد حفيد صياح المفضل ينساني والله يا شويهن لاخليك تنسى الحياة وفعلا نسى الحياة ب
في المكان الأبيض ههههههههههههههه
.
.
.
نورة و جواهر وعلاقة حب 💗. تنمو بينهما كلاهما فاقد ذات الشخص بصورة مختلفة
نورة فاقدة الولد الي حبت
وجواهر فاقده الحبيب الي تزوجت

اتمنى لهما أن يعثرا عليه فيهما
.
.
.
حرابه ، مديه، رويزه ...
الأولى مطعونة
الثانية مصدومة
الثالثة أنانية

أتمنى الشفاء للأولى وعودت حبيبها لها
وتلاشي هم الثانية وتعود لنفسها
والثالثة تأكل تراب


وسلاااااااااامي لغااااااااابش وابوه 💕💕😘

:flowers2::peace:





باتمانه S 04-11-20 12:43 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 26
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي (المشاركة 3734260)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كما تعودنا منك لولوه فصل قمة في الروووووعه
تسلم يمين خطت لنا هذا الإبداع وأمتعتنا



شاهين


بأبدأ به اللهم لا شماته لكن يستاهل اللي يسويه
فيه سهيل مرات أقول هذا عمه كيف يعمل فيه كذا
لكن لما أتذكر اللي عمايله في سهيل وغيره أقول
يستاهل مدري ليه اختار اللون الأبيض سهيل له
هذا كان اختار اللون الأسود مثل داخله الأسود

( طلعوووووووني
طلعووووووني خلاااااااااص
بتخخخخخخخخخبل
بموووووووووووووت )

لاتعب نفسك مافيه طلعة إلا بطلوع روحك أو تتخبل مثل جوهر
تفقد عقلك أومثل ماصياح فقد ذاكرته


سهيل

يمكن بعد مايبرد حرته في شاهين يرتاح نفسيا ويرجع لجواهر
وأمه وحرابه سهيل اللي يعرفونه



غابش


أثبت ولدنا إنه ذكي وعرف مكان حرابه وعارف شخصيتها
وشعورها واللي يدور في عقلها وبما إنه متوقع ردت فعلها
أكيد عنده حل لأي ردت فعل منها
مشكلته إن نفسه عزيزه وما يبغى يجبرها تعيش معه بدون
رضاها

"حرابة ما ينياب راسها"

فليشهد عليه إله القلوب ..... انها هي من جلبت رأسه من أول نظرة رمقته بها


لا غابش تطمن أنت بعد جبت راسها لكن هي زعلها لأنها تحس
إن الكل استغفلها

(( قال بنبرة جامدة مثقلة بكل شيء عدا الجمود:
كنت أبا اقولك ...... اني ماظنتي بكون الشخص اللي يستاهلها .... وانا احس روحي مشوهة من داخل وناقصنه الكثير في هالدنيا
أولها.... ))

هذا هو الحب اللي يحب مايسبب أي أذى للي يحبه
لكن لا تقلل من قدرك ترى حتى حرابه روحها مشوهه
وهذا قاسم مشترك بينكم

(( يمكن عندي الشي اللي بيخليها تلين من صوبي ... ويمكن تسامحني))

ممكن غابش يقصد لو خبرها بإن سهيل عايش
أو ممكن يكون عرف بحملها وهذا شيء ما أستبعده لأن هو عارف مكانها وأكيد مراقبها
خايف عليها وحتى يعرف أخبارها ويطمن عليها

لقاء غابش بأبوه والمصارحه بينهم أكيد بتغير كثير في الإثنين
وتريحهم وتحسن علاقتهم ببعض


نجي للحزينات الثلاث حرابه ‘ مديه ‘ روزه




حرابه

الوغد
لا تعرف كيف علِمَ بـ مكانها
لكن تقسم انه سينال منها اضعاف مالا يتمنى رؤيته منها !

هذا غابش الظاهر ماعرفتيه وعيب تقولين عليه وغد هذا جزاته
لأنه حاول يحميك بماله وحاله

(( اخفضت اهدابها بنظرة واجمة مكفهرة
وهي لا تريد تذكر السبب الآخر لاستمرارية مكوثها هنا
بعيدةً عن الجميع .. مانعاً إياها من الذهاب لـ "ذلك" وجر كلمة "طالق" من لسانه ))


لا حرابه تعوذي من الشيطان الطلاق أبغض الحلال وبينكم طفل
في الطريق على شيء مايسوى

لكن يعلم رب السماء واعمدتهن

انها ما تزال تدوّن تحت جدول غابش
الكثير والكثير من الويلات


الله يستر على غابش من حقد حرابه ناويه له على نيه

وجلستها على المحمول وراها شيء أكيد تبحث عن معلومات
يمكن عن محمد أو غابش


مديه

ناويه تجلط هزاع مره بطيبتها الزايده اللي توصل للغباء
ومره بزعلها منه بدون سبب الله يعين هزاع عليك أنشهد
إنه صبور


روزه

جات الحزينه تفرح مالقت لها مطرح
حرابه ومتعوده على أسلوبها وجفافها معها
لكن مديه جديد عليها تعاملها بهذا الجفاف وبدون مبالاه بها
الظاهر جلوس مديه مع حرابه أثر فيها وبتاخذ من طباعها
الحق ياهزاع خذ مديه والا بتندم على تركها عند حرابه




سعاد

ياويلك من هزاع وأخوك هو حذرك لكن ماسمعتي نصيحته
وهالحين مثل ماحرمتي مديه من طفلها بيحرمك من أولادك
وتحلمين يخليك تشوفينهم




هزاع

مايستاهل اللي جاه من حريمه سعادوه وكل مصيبه
عملتها أكبرمن الثانيه
ومديه اللي حبها وشايلها على كفوف الراحه استخفت
وتركت البيت زعلانه عليه وهو ماله ذنب
ليته يروح لمديه ويجيبها لبيته ويرجع لها عقلها

مدري إذا بقي أحد ماتكلمت عنه عاد لو فيه من سقط سهوا
سامحونا
منتظرين باقي الأحداث بفارغ الصبر



عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

شويهين الضفدع يستاهل وزوووووووووووود الي صار له


اكيد غبووووشي ذكي طالع علينا ✌😎


اما عن حرابه اي والله حراااام لا تفكرين بالطلاق بينكم طفل هههههههههههههههههههههههههههههههههه

واما عن سالفة المحمول اتوقع حرابة ناويه تدمر شيء يملكه ولدنا الله يستر بس عليه

شبيهة القمر 06-11-20 11:51 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 26
 
السلام عليكم

لولوه انت قلتي بغيب اسبوع والجزء يشهد انك غايبه ثلاث شهور 😜

لولوه ترى واجد اسبوعين تكفين بنت عبدالله جالسين نحترق ..حتى القفله تحرررق .. خاطري اعرف يوم شافت نوره عيال سهيل وحضنتهم مايشبهون ابوهم في صغرته اكييد بتحس بالانتماء وان فيهم شي منها احساس الام غييير ...
قاطع قلبي غابش مايستاهل هالضعيف كل هالهجر من حرابه ... كان يبي يحميها جت على راسه هالضعيف ...بس ماقلتي لولوه غابش واهله يدرون ان حرابه حامل ؟؟؟
وهالخبله حرابوه وش قاعده تسوي بالحاسوب لايكون تخطط تدمر غابش ترى ادخل واكسر راسها هالخبله ...يعني ثلاث شهور مازارها العقل مره وقال ياحرابه ليش غابش واهلك خططوا لهذا كله ؟؟مافكرتي بكلام فهاد بالجانب الايجابي ليييه السلبيه .. عطي سداح فرصه خليه يقول اسبابه واسمعي تبريره ...حتى ابوك ليث هالضعيف مارحمتي شيباته ...قلبك قااااسي الله يعين الي ابتلى بحبك ...الا جد حرابه مااشتقتي له !!

سهييييل ...لك اللحم والعظم ابد لاتخلي فيه شي سالم خذ حقك على اقل من مهلك ههههههههه

مفتقدين صياااح ..يارب ان الذاكره ترجع له لو يوم ههععهههه

تسلمين لولوه جزء مشحووون بالعواطف الجياشه ننتظر رجوعك من فترة النقاهه على خير ...

لولوھ بنت عبدالله، 11-11-20 06:50 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 26
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شحالكم يا عرب ؟ شعلومكم ؟

اشكر كل من مر وكتب تعليق ع الفصل

جبر خاطر في الذمة

ترقبوا باجر ان شاء الله الفصل الـ 27

ممممممممممممممم

التفاعل ع الفصول السابقة ما كان في محل الظن ولا قد مستوى الحماس اللي كان فيني
للأسف
رغم اننا اقتربنا من النهاية

ع العموم ما بقرقر وايد ولا بتشره

تسلمون جميعاً .... اللي كتب واللي ما كتب ...... ما عندي كلام اكثر عن جي



ملتقانا غداً ان شاء الله
يعطيكم العافية عزيزاتي

لولوھ بنت عبدالله، 11-11-20 06:53 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 26
 
فيتو
بلوماي
باتمانة
شبيهة القمر
تسلمولي يالغاليات لا خلى ولا عدم
شرف لي متابعات راقيات مثلكم يمرون صوبي ويسطرون رقي حروفهم عندي

bluemay 12-11-20 06:24 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 26
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يا الله تحيها لولوتي

أسفرت وانورت واستهلت وامطرت


والسموحة منك يا الغلاا مشاغل ما بتنتهي

بانتظارك بشووووق كبير

تقبلي خالص ودي

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°







طُعُوْن 12-11-20 10:51 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 26
 


(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



،,



الفصـــل الســــابع والعشــــرون






نهضت من سريرها مفزوعة
قبل ان تضع كفها على صدرها وتذكر اسم الله بخفوت متهدج

هذه الكوابيس لن تتركها ابداً
صورة ذلك المجرم لن تفارق خيالاتها ولا حتى سهادها
نظراته الاجرامية البشعة .... وجهه الأحمر المرعب .... عرق جبينه ولعابه المُسال الباعث لكل أنواع الاشمئزاز

يالله كم هي متعبة .... ومنهكة حد النخاع
وما زاد من الضغط النفسي على روحها انها ترى ذلك المجرم بـ وجه مايكل هذه الفترة وهو يريد الانقضاض عليها واغتصابها
كما فعل الرجل السابق قبل سنوات بتلك الفتاة البريئة ..... والتي ذهبت ضحية رغباتٍ حيوانية دنيئة




احتضنت جسدها الضئيل بيدان مرتجفتان

قبل ان يتصلب عامودها الفقري فجأة ........ من رنين هاتفها المحمول والذي سمح لعيناها برؤية اسمه المبجّل المغرور على شاشته


زوجها
زوجها المُفترض .... منصــــــور
ذلك الـ....
لا لا
لن تشتمه ..... وعدت نفسها ألا تشتمه
خاصةً وهي تذكّر نفسها يومياً منذ اشهر انه كـ رجل
هو غير ملزوم لأنْ يبقى وفياً لها ...... غير ملزوم ان يترك كل النساء لأجلها !

هو تزوجها لمصلحة ......... وهي تزوجته لمصلحة

ليس لها اي حقوق عليه وبالمقابل هو ليس لديه اي حقوق عليها

خانها
فليخنها
وماذا في ذلك !
لقد خانها ابوها من قبل
وأمها
وتجزم ان توأمها سارة لو ظلّت حية
لخانتها هي الأخرى بطريقةٍ او بأخرى

تعلمت دروس الحياة بالطريقة الصعبة
ولن تضعف لمجرد ان اكتشفت ان زوجها "الصوري"
خانها ..... او ما زال يخونها


هدرت لنفسها بهيجان وهي تجهل ان الهاتف قد توقف عن رنينه لطول الترقب والانتظار من المتصل:
وشو يعني لو يرمّس بنات ؟؟؟؟ عااااااااادي

لوحت بيدها بصوت احتد واشتدت نبرة الغضب فيه: اصلا عاااااااااادي
طزززززز


رن هاتفها من جديد
استلته ولم تدري ان صوتها كان حاداً مشتعلاُ وهي تجيب: هلااا

: منو معايه ؟؟

طحنت اسنانها بقوة وهي تغمض عيناها

عدّت لـ الرقم خمسة بخفوت لم يصل لمسامعه

ثم قالت بانفعال: انا نارة يا منصور .. منو غيري بيرد على تلفوني الخاص ؟!

ببرود قارص قال: اها ..... تحريت شريف راعي الكراج

عقدت حاجبيها مستنكرة وهي تقول: نعم ؟

أوضح ساخراً بذات نبرته القارصة: في بنية ترد على ريلها بهالصوت ؟

اجابته بـ صوت سيطرت على حدته قدر المستطاع ...... وهي تدور حول الغرفة بخطوات ملتهبة سريعة: كل بنية لها حق تستخدم الصوت اللي تباه
ووووعاد حظك يوم خذت وحده صوتها مثل صوت شريف راعي الكراج


اتاها صوته هذه المرة خفيضاً ...... هادئاً: اعرفه صوتج ...... ناعم
وغاوي


توقفت عن مشيتها المنفعلة وهي تشعر بقلبها يكاد يخرج من شدة خفقانه
الوغد
الوغدددددد يعرف كيف يشتتها بكلمة
ويجمعها بكلمات


تنهد بصوت لم يرغب ان يصل لأذنيها لكنها التقطت تنهيدته بحاسة سمع عالية

ليسأل بنبرة لم تفقه ماهيتها: منو مزعلنج ؟


جلست على السرير ببقايا غضب اصبح بارداً باهتاً: محد


لحظات مرت وهي تسمعه يحادث احدهم بعصبية طفيفة
ثم عاد ليهتف لها بخشونة صوته الطبيعي: المخرج قال بنحاول نخلص المهمة نهاية هالاسبوع



اجل
الصياد المنصور الذي على ما يبدو عُجنت طينته بإحدى دماء ضحاياه من الثعالب ووحوش البراري

فجأة رحل بعد يومان من تلك المكالمة التي اعتبرتها نارة "لكمةً في المعدة والتي ايقظتها من غفلتها الادراكية"
في مهمة كانت تتطلب قدومه على وجه الخصوص والسرعة

مفاجأة غير متوقعة كانت بالنسبة لها .... حتى لابنتها ضي المتعلقة به بشدة

لكن بدورها سكتت فهي كانت تدور في دوامة غضب وخذلان لا مثيل لها
دوامة بعثرت كرامتها وانوثتها وروحها بـ اشد الطرق ايلاماً !

ما اكتشفته من حقيقة مُرة
حقيقة انها ابداً لن تعيش حياة طبيعية مع عائلة حقيقية حتى لو كانت معهم تحت سقف واحد

ابكتها ....... آلمتها
وأدمتها

حقيقة انها ابداً لن ترى العوض .......... وأي عوض
وأي عوض يالله

ارادت المنزل الدافئ فقط

هل هذا كثير عليها ؟؟؟
هل كثير على طفولتها السوداء
ومراهقتها الرمادية
وشبابها الملوّن بكل ألوان الخوف والهروب والقلق والنضال المضني !!




عاد ليسألها وهو يكاد يشتم بقوة المخرج الذي يحاول الضغط عليه منذ اشهر كي يوقع على أوراق شراكةٍ بينه وبين إدارة البيئة في كينيا لكنه رافض كلياً
والسبب هو رفضه القاطع لسياسة عملهم وقوانينهم التي تنافي قيمه واخلاقياته بخصوص البيئة الحيوانية


: علوم ضي ؟

قبضت يدها على الهاتف بقوة ..... لا تريد اظهار تأثرها من صوته
ولطافة لسانه
لا تريد اظهار شوقـ......


اتسعت عيناها بصدمة
وعقلها يقطع كلمة "شوق" بقسوة

فـ اجابت باقتضاب اخفت خلفه توتر وخوف: الحمدلله

سألها بحنان بالغ: حبّت ختيه ريسه ؟؟

اجابته نارة بذات نبرتها الجامدة: هي ... كل كم يوم اوديها عندها عسب تشوفها

: وانتي ..... حبيتيها ؟




لمَ سؤاله هذا اثّر بها الآن ؟
واشعرتها انها ذات قيمة بالنسبة إليه ؟!
تباً
لا ....... لن تتأثر
الويل لها ان تأثرت بأي كلمة يتفوه بها
مممممممممممممم
هل تصبح لئيمة وتكذب عليه وتجيبه بالنفي ؟
بالطبع لا تستطيع
لان ريسه كانت في قمة الروعة والطيبة والحنان والاحتواء
حتى انها منذ اسبوع كانت تصر عليهما ان تمكثا معها في منزلها الخاص الصغير الملاصق لمنزل ابيها الشيخ صياح

لكن نارة اعتذرت منها بلطافة وقالت انها تفضّل عودة منصور اولاً ثم التحدث بأي قرار مستتقبلي مع عائلته
وتفهمت ريسه ما قالته بل واحترمته

دخولها عالم منصور الحقيقي ..... الفعلي ان صح التعبير
جعلها تعيش مشاعر أخرى .. مشاعر لم تذقها من قبل ...... حب ريسة اللامحدود لـ منصور اغبطها واثار فيها شتى أنواع الحنين الثقيل
حنين لـ أمور كانت تتمنى فيما سبق لو فتحت عيناها على الدنيا وهي تراها امامها



كلمات منصور التي سمعتها بعد أسبوع من رحيله عبر الهاتف
اجتاحتها على حين غرة



"

....: امي ريسه تبا تشوفج وتشوف ضي ... لولا الظروف اللي ظهرتلي جان انا بنفسي وديتكم عندها

سكت وكأنه كان يدرس ما يود قوله ...... ثم اردف بنبرة اجشة: رمستني وطلبت مني رقمج
أتوقع بتتصلبج اليوم وبتطلب منج تزورينها مع ضي

عاد يسكت قليلاً قبل ان يكمل بـ حزم دافئ تجزم انها نادراً ما تخرج من فمه: لا تحاتين .. امي ريسة بتشلكم بـ عويناتها
بس يا نارة
ماوصيج
هالله هالله بـ الفعل الطيب
امي ريسه وايد تهمني
وايد وايد تهمني
وترى مثل ما قلتلج قبل .... انتي بالنسبة لها وبالنسبة للكل
حرمتي من سنين .... وام ضي الصدقية

"



فتاة غيرها كانت ستتعمد احراجه وفعل مالا يقبله الذوق والادب العام فقط لتثير غضبه
اذ انه لا يستحق من تحترمه في حضوره او غيابه ذلك الخائن

لكنها جُبلت على الا تتصرف إلا وفقاً لما يمليه عليه قلبها اليتيم
ربتها الحياة على التصرف بفطرة الانسان السليم
وتربية الحياة
اشد ألف مرة من تربية البشر !

لذلك ... اجابته يومها بـ "ان شاء الله" فقط

بلا اعتراض .. بلا حدة .. بلا استنكار .. وبلا عتاب بالطبع !



ردت لواقعها
ولصوته الذي اخرجها من توهان عاطفي لا قبل له ولا بعد

: نارة .... اسألج انا ..... حبيتي ختيه ريسه ؟

اجابت بصدق ..... الصدق الذي تبغضه اغلب الأحيان ويجعلها تريد عض لسانها قهراً:
امي ريسة تنحب



امي ريسة
امــــي ........ الاسم الذي كان نطقُه من لسانها بطلبٍ شخصي من ريسه

في البداية احست بصعوبة نطقه بل استنكرت بداخلها وشعرت بالغربة عند محاولتها فعلها

امـــــي
اسم مكوّن من ثلاث حروف خفيفة فقط ..... لكن التلفظ به كان من اشد الأفعال صعوبةً عليها


مع الايام ومع كثرة اللقاءات ..... والالحاح الامومي الحنون من ريسه ...... تمكنت من فعلها ومناداة ريسة بها .......... تعودت على حروفه العذبة
واحبتها
واصبحت تشعر بعصافير تحلق فوقها ما ان تتلفظ بها ..... "امــــــــي"



تصاعدت وتيرة نبضات منصور على نحو اثار روحه بقوة

"امي ريسه" !

كان سماع الكلمتين منها كـ سماع صوت النوارس قرب مرسى بحر العاصمة

مذهل .... جميل .... بديع .... قمة في الاسترخاء والدغدغة


لهفة غريبة غمرته ..... وهو يرغب بمعرفة دواخلها "هي" واحساسها .... اكثر من رغبته بمعرفة أحوال المسؤول عنه:
شفتوا ابويه صياح ؟

: هي ..... شفناه مرة بس .... وسلمنا عليه انا وضي

هذه المرة سألها بنبرة حذرة: قالكم شي ؟

: لا .... ولاشي .... كان ساكت اغلب الوقت


عقد حاجبيه وكأنه استغرب إجابة نارة وهو الذي كان يتوقع انفلات أعصاب الشيخ صياح عليهم
لكن ومن حديث ريسة المُسبق عن تدهور حالته
يبدو انه مع المرض اصبح غير الذي كان
غير قسوته التي كانت
غير سلاطة لسانه وحدة طباعه التي كانت ما ان يفعل احد ابناءه او احفاده امراً خارج نطاق قوانينه واحكامه وعرفه المجيد !



لكن نارة كانت في فكرٍ آخر
فكرٍ مغاير تماماً
خاصةً وهي تسترجع صورة الشيخ صياح في عقلها


الشيخ صياح
الشيخ الذي لم تره الا مرة واحدة
وامام اشجار ونخيل حديقة منزله الكبير
صورته ذلك اليوم ذكّرتها بصورة شيخٍ كبير التقت به في احدى زياراتها السابقة لإحدى دور رعاية المسنين

نظرته الشاردة
ملامحه العابسة الحائرة
يداه اللتان تشوحان في الخلاء وكأنهما تريدان امساك الماضي والحاضر
وتثبيتهما عنوةً امام عيناه كي لا ينفلتا منه
ومن ذاكرته العتيقة


يومها ... ألقت السلام عليه بـ ابتسامتها الحانية الخجولة وهي تمسك بكفها الايسر يد ضي
وعلى يمينها تقف ريسة

وكانت تعلم انه –من المفترض- انه يعلم بـ امر زواج ابنه منها
وان الأخير لديه ابنة

وتعلم بـ ظاهر شخصيته الصارمة الصلبة العنيدة من عدة قصص ذكرها لها منصور قبل فترة في لحظات صفاء نادرة منه

لكن عيناه المشيبتان
طعنتاها في مقتل
الرجل كان فعلياً تائهاً في فلك الله




"قبــــل أكثــــر مــــن شهــــرين"



رد السلام عليها بحيرة ... وعيناه تذهبان لا ارادياً نحو الفتاة الصغيرة الجميلة


ثم همس بـ صوت المبحوح وهو يمسك ذقن الصغيرة بـ دفء: الصلاة على سيدنا محمد

اكمل بنبرة غليظة عبقة: منو انتي يـ المهـــا ؟

قرّبت ريسة الصغيرة بـ حنية نحو ابيها وهي تقول: هاذي بنت منصور يا ابويه
اسمها ضي

عبس وجهه بـ طريقة الآباء الكبار وقال بعصبية طفيفة: طاعو ... ضي ؟!
اسميه بيتم اثول ولدج
هاي المهـــا

مرر أصابعه على حواجب الفتاة بافتتان ابوي واكمل بعيناه المتراخيتان مع تراخي مزاجه هذا الصباح وتراخي احساسه مع أصوات الطبيعة والطيور والزرع الأخضر الندي:
عيون المها ما شاء الله



قرع قلب ريسه بالقلق والذهول !

رباه
لو كان هذا صياح الـ ماضي ..... لقَلب الدنيا رأساً على عقب
لجعل قاع يومهم هذا فوق رؤوسهم ...... وسماءهم تحت ارجلهم !

سبحانه المغيّر
المبدّل
الذي يعطي القوة للبشر ..... ويأخذها منه برفةِ عين !




"الحــــاضـــــر"


خرجت من فكرها الشارد على صوته وهو يقول: محتايين شي نارة ؟

اجابته وشيءٌ فيها لا يريد لهذا الاتصال ان ينتهي: لا ... الحمدلله مب قاصرنّا شي

اختفى صوته لثوانٍ قبل ان يعود إليها ويقول: حولتلج توني بيزات
اذا بغيتي زود خبريني

عقدت حاجبيها بعدم رضا وقالت: ليش تحول ؟ الحمدلله الخير وايد

: احتياط
انتو هلي وانا ملزوم فيكم .... سواء احتيتوا ولا ما احتيتوا



كانت تريد الجدال اكثر .... والاعتراض اكثر
لكن تعرف منصور وتعرف ان تصرفها المعترض لن ينفعها بشيء
ولن يخفف حتى غيظها الذي يتصاعد في روحها على نحو مبهم لا تعلم سببه

فقالت على مضض مجبورة: تسلم


: نارة




تباً
هل هذه نبرته الطبيعية او يتعمد بث كمية رجولةٍ في صوته حتى يربكها ويضعف اسوار ثباتها !

من شدة توترها وتبعثر مشاعرها ..... اجابته بحدة لم تتعمدها: هلاا

: منو مزعلنج ؟

ارتعش فكها فجأة ووضعت بسرعة كفها على فمها
يكرر سؤاله وكأنه يعلم انه هو السبب بالطوفان الذي يحدث في روحها
يعلم
وتكاد تقسم على هذا


مسحت دمعة حارقة نزلت من مقلتها ثم قالت بعد ان تنحنحت لتصفي صوتها من البحة:
مب زعلانة انا يا منصور

: زعلانة مني ؟
زعلانة لاني اضطريت اخليكم واسافر ؟
ما كان بيدي حيلة والله ............ السموحة
المهمة اطلّبت حضوري شخصياً
وكادر البرنامج مااا.......


قاطعته وقد بثت الكثير من الرسمية والحزم في نبرة صوتها: يا بوضي ماله داعي التبرير ولا الاعتذار
متفهمين اللي صار ..... وندعيلك دوم بالتوفيق
اذا حاب ترمس ضي بزقرها لك



اخفض عيناه بـ تجهم حاد
وغضب مبهم اجتاحه
لا يعرف هل هو بسبب بغضه للمشاعر التي بدأت تتولد فيه تدريجياً .... مشاعر تحيل شخصيته الصلفة الباردة لـ شيء آخر يكره ان يضع له مسمى !

او بسبب ملاحظته جفاءها معه ونفورها ورغبتها بـ انهاء المكالمة معه وكأن مجرد سماعها لصوته يصيبها بالغثيان !


انطفئ حماس خفقاته ..... كما تضاءل توهج اندفاع كلماته الذي كان في بدايةَ الاتصال


وقال لها بـ جمود/برود: برد اتصل بعد ساعتين عسب ارمسها ..... مضطر ابند الحين
مع السلامة


واغلق الخط قبل ان ينتظر ردها عليه



،,



يعيش منذ اشهر عزلة مقيتة ... وظلمة روح مريعة !

طرد جميع الخادمات من المنزل وحمَل مسؤولية اطفاله على عاتقه لوحده

نسيَ جميع من حوله .. نسيَ اهله .. نسيَ والديه .. نسيَ نفسه تماماَ ... فقط هو واطفاله

حتى اسمهان الصغيرة عادت لحضنه بعد اعتقال امها .... اذ ان التحقيقات والاعترافات اكدت تورطها التام في حادثة اعتداء الافريقيات على مديه


اصبح سريع الانفعال .... ويقرص بـ كهرباء بؤسه وانحدار نفسيته كل من يقترب منه

عيناه اصبحتا غائرتان حمراوتان من قلة النوم والراحة

يعلم ان علاجه ... هي
ان راحته ... هي
لكن صدقاً اكتفى من الخذلان والخيبة في حياته مع مديه

اكتفى وهو يتلقى منها باستمرار إحساس انه لا يساوي شيء في كف ميزانها

لـ كَم اظهر لها مسبقاً وبالادلة انه "المشتري الراغب العاشق"

لـ كَم اظهر لها منذ ان سقط قلبه مغرماً بها "انها من بين كل النسوة والجميلات لم يرَ لها مثيل
ولا شبيه" ......... وانه طالما هو حي .... سـ يطلب وُدها دوماً
ورضاها امد العمر

في المقابل ماذا وجد هو منها ؟
لا شيء
لا شيء سوى التردد وهشاشة العاطفة والقلق المستمر من/على الذين يتربصون حول علاقتهما .. واحساسها المتصاعد نحوه انها سرقته من سعاد .. وكأنه كيس رز صغير او خيشة بصل قديم !


حمل ابنته اسمهان التي نامت بحضنه بعمق ..... ووضعها في سريرها الأبيض الصغير
قبل ان يلثم وجهها بـ قلبٍ يعتصر من العاطفة


يا إلهي ..... نعومة خد صغيرته القطني ذكرته بـ نعومة بشرة "مسكه"
لكنه لا يريد تذكر نعومتها ... ولا ضحكتها المبحوحة
ولا شذى عنقها

غاضب منها جداّ جداّ ,,,,, لم تكن شجاعة كفاية لتدعه يقف معها ويساندها

لم تكن شجاعة كفاية كي تعطيه الثقة كي يخفف عنها ويشفي جراح قلبها

يعلم كم فجعت بفقدها للطفل
يعلم كم فجعت لفقدها اول فرحة تدخل اوردتها بعد سنين الخوف والوحدة

يعلم والله ........ يعلم كم تألمت فهو ايضاً قد فقد ابنه الذي اتى بعد ليلة حب عاصف عذب جميل
ليلة اقسم في كل دقيقة خلالها انه سيسعد ذلك الكائن الجميل المستكين بين ذراعيه

لانها جميلة
قلباً وقالباً جميلة

لكنها تركته .... وخذلته شر خذلان
ذلك الخذلان الذي يهين ويؤلم روح الرجل في الصميم

صفعت قلبه بقسوة وجفاء بحجة ان الله قد عاقبها بسبب خيانتها لسعاد وضياع اطفاله بين والدين مطلقين

يالله كم يشعر بالغضب
غضب ظهر بشكل بائس في شخصيته اذ انه صار صامتاً اغلب الوقت
لا يتكلم مع احد ولا يريد رؤية احد



اتصلت به امه "كعادتها كل صباح" تطمَئِن عليه وعلى الصغار

لتقول له بقهر قلب الام فيها: بعدها حرمتك المصونه مب طايعه ترد البيت ؟؟؟

قال وهو يخفي ألم كبرياءه المكسور ألف كسر: خلوها يا امايه

هدرت به بحدة من شدة حزنها على حاله ... هو الطيب الحنون الذي يحتوي الجميع منذ ان ابصر سماء الدنيا:
وعيال شاهين ما نشوف منهم شي زين ؟؟؟؟
حسبي الله ونعم الوكيل ..... حرقوا قلبي على بنتيه والحينه بيحرقونه على ولديه


قال مبرراً ببرود رغم عتابه الشديد على مديه:
مديه بعدها مصدومة من اللي صار

عادت لتهدر به بانفعال: وانت شوووو يخصك !!!
خبرني شو ذنبك .... هذا كله من الخااايسة سعاااد
هي السبب في كل شي
انا مب راضية على اللي صااار في مديه
قلبي معورني عليها ويشهد الله زعلت على اللي صار زعل ما عقبه زعلللل ..... لجني مب راضية بعد باللي تسويه فيك يا هزاااااع


اغمض عيناه ورغماً عنه يحمّل نفسه بعضاً من مسؤولية ما جرى لـ مديّه:
لو اني كنت قربها ما صار اللي صار ... كنت حاس ان سعاد بتسويبها شي خص نص عقب ما زارتها آخر مرة يوم ودت لها العيال ...... سعاد تعمدت يومها تظهر جدامي
وشفت الحقد بعينها ...... شفت التهديد اللي ما نطق به لسانها
بس تجاهلت احساسي
ما كنت ادري يا امايه انها بتأذيني بأعز ما املك


لتقول له امه وهي تكاد تبكي وجعاً وقهراً: انت مالك خص .. مالك خصصص .... كم مرة بفهمك هالشي يا ولديه

اتاها صوته المبحوح الغليظ: استغفر الله العظيم وأتوب إليه

قالت له بتصميم: بتصلبها وبرمسها ..... واذا اضطريت بسير لين عندها واتفاهم وياها

قال لها بانفعال قاسي: لا يا امايه ..... مابا حد يرمس مديه

اكمل وقد انفلتت اعصابه كلياً: مب عشانها اذا تتحرين جي الموضوع
عشاني انا
هدرت كرامتي بما فيه الكفاية ..... ترجيتها شهور ولا فاااد
خلوها خلاص .... مثل ما طلعت من البيت بنفسها بتردله بنفسها

غمغمت الام ببقهرٍ شديد: كل واحد اخبَل عن الثاني
الرمسة وياكم ضايعه
اقول ..... عطني ارمّس عبود ولدك بس



،,



بعد مرور دقائق



اغلقت الهاتف بعد ان اطمأنت على حال احفادها
لتتنهد بـ ضيق وتقول لزوجها الجالس على كرسيه المتحرك بوجوم تام

: عايبنك انت حال هزاع ؟
حرمته مخلتنه روحه وشارده عنه

قال لها حامد بجمود وعيناه ملتصقتان بشاشة التلفاز ولا تحيدان عنها: روزه شارده بعد

قالت الام بدفاع: روزه مب شارده .... انا نصحتها تبتعد عن البيت كم يوم
وما لقيت احسن من حرابة تيلس وياها ...... اذا تمت عندها ما بقعد احاتيها كل شوي

قال حامد بجموده ذاته ..... وصورة ذلك النجم كالسكين تطعنه منذ اشهر:
شارده .... ان كان بـ نصيحتنا ولا بلياها
شارده من رمسة الناس عنها

وقفت ام روزة مستنكرة: حامد شو تقول انت !!

حرك كرسيه المتحرك واتجه نحو غرفته وهو يجيب: سمعتي اللي قلته


ثم غمغم بصوت بعيد
بعيد جداً ........ ويثير القشعريرة في الوجدان: الدنيا ادور ....... ادور ولا لنا بد ولا مفر من عضة المظلوم

قالت ام روزة بنبرة مرتعبة وهي تجهل ما يقصده زوجها: شـ .... شو تقول يا حامد ؟؟؟ شو تخربطططط ؟؟؟؟

قال حامد وهو يغمض عيناه بقسوة يريد إزاحة صورة سهيل الغاضب المنتقم ........... لكن لم يستطع:
اقول ان الدور يانّا يا شمسة ...... والنار اللي حرقت سهيل بتحرقنا
وروزه بتكون اول حرقة ............ خلج واعية وشوفي بعينج
وما وصّيج ........... وقتها صيحي
صيحي قد ما تقدرين
واطلبي النجاة من رب النجاة


ضربت خدها من فظاعة كلمات زوجها وسواد افكاره
ومن ذكره لشخص اختفى من قائمة القبيلة منذ سنين طويلة
رباه ................ سهيل !!!!
مالذي جاء بذكر سهيل الآن ؟!
ومالذي يقصده زوجها بحق الله !!!!


مشت خلفه بتوتر بالغ تريد سؤاله عن مقصد كلماته المرعبة ..... لكنه صدمها ان دخل الغرفة واغلق الباب خلفه بحدة
قبل ان تسمع صوت اغلاق المفاتيح المعدنية مرتان متتاليتان



،,



يجلس جلسة قرفصاء في منتصف الغرفة الواسعة
ركبتاه تغطيان نصف رأسه

لا يريد اسناد ظهره على الحائط فهو بارد
وناعم
اصبح يكره البرد ويكره الملمس الناعم



العزلة تســــمم
الصمت يقتــــل
الخواء يذبــــــــــــح



شد اكثر من اغماض عيناه يريد رؤية وجهٍ يُرجعه لحياته الطبيعية السابقة
رباه كم كانت حياته جميلة
لم يستوعب مدى جمالها الى ان وُضع في هذا المكان المقيت
لم يعلم انه يمتلك اجمل نِعَم الله
الا عندما وُضع هنا في هذه البقعة البيضاء المرعبة
لم يعلم انه عاش عمره يحارب ويناضل ويكافح في سبيل المال
لينتهي به المطاف
يبكي يريد رؤية اهله وابيه واخوانه وابناءه


لتبرز بين عيناه ..... صورة واحدة وسط صور عائلته وابناءه

صورة مدية
ابنته الرقيقة
ابنته التي رغم قسوته وجفاءه معها ...... كانت دوماً تبتسم له بلطافة وسذاجة ..... ابنته التي رغم معاملته البليدة الباردة معها ........ كانت بارة مهتمة مهذبة ولطيفة
عكس عائشة اختها الصغيرة التي لطالما بادلته وامها قسوتهما وبرودة تعاملهما وجفائهما



اغمض عيناه اكثر فـ اكثر يريد تثبيت وجه مديه في مخيلته
كلما تعمق في رؤيتها كلما شعر بالراحة
الراحة المؤقتة والسكينة المخدرة لبضع لحظات
لكن لا يهم
يريد تهدئة خوفه ... وحبس بعض الهستيرية في روحه
منهك حد النخاع وحد الموت


مديه
مديه
مديه


ابتسم بـ خدر وهو يرفع يده وكأنه يريد لمسها


لكن صافحت يده برودة المكان
فصرخ وهو يصفع وجهه مرةً بعد مرة


: لا تروحييييين لا تروحيييييييين
خلج مكااااااانج
اباج هنييييه عندددددددي






خارجاً
ومن خلف أجهزة المراقبة
كان يحدق به وهو يبتسم ابتسامته الخالية من العاطفة والاحساس

يبتسم وهو يراه يصفع وجهه بـ هستيرية فـ يتذكر صفعته له قبل سنواتٍ كانت كـ حبات الحنظل السامة



"

......: اعترف يا سهيل .... ولا والله بتكلم وما عليه من حد ... جهنم تحرقك وتحرق ابوووك


همس بانكسار .. الـ لماذا في صدره تأن وجعاً :
ليش عمي .... ليش ؟
انا شو سويتلك ... ليش تبـ.....


صفعه صفعةً لن ينساها .. صفعةً ظالمة .. والظلم سوط من نار لا يترك صاحبه ... ابداً

"




هل كانت احقادك تستحق فعلاً ان ترمي الاشواك خلفك يا شاهين
فتحيلك لعقرب ساعة تدور حول نفسك
فـ تدعس بقدميك على ذات الاشواك ؟

لتدميك
لتجعلك تصرخ كصرخة المسخ الاجوف القبيح ؟


لا
لا تستحــق

كذلك لم تستحق اباً كـ صيّاح
ولا اختاً كـ ريسه
ولا بناتٍ كـ مديه و عائشة



،,



: بتخبرج يمول ... الحينه صدق بنات صياح يالسات ويا حرابة في الشقة ؟

ابتلعت ابنتها الوحيدة لقمتها على عجل تريد اللحاق على موعدها مع زميلتها ..... وهي تقول: هي .... ممممممممم تصدقين يا امايه
حرابة كانت تبا تشتري الشقة مني

عقدت امها حاجبيها باستغراب وسألت: ليش ؟؟

هزت جميلة رأسها نافية .... ثم قالت تفسّر: ما قالتلي طبعاً ليش بس انا اعرف ...... عسب ما تحس انها غريبة في مكان يالسة فيه ..... يا غير انا ما طعت
عسب تعرف وتفهم ان هي ابد مب غريبة في أي بيت من بيوت أهلها
خصوصاً انا ......... والشقة شقتها .. حلالها من أولها لآخرها
تقعد فيه كثر ما تبا برايها


حملت حقيبتها .... واكملت وهي تنظف بقايا فتات الخبز بمحرمة ورقية: هي راعية المكان الحينه ولها الحق تستضيف منو ما تبا


هزت أمها رأسها بتفهم وتقدير .... ثم سألت ابنتها بنصف عين: عيني بعينج يمول
ما قالتلج حرابة شبلاها مع أهلها ؟؟؟
يعني ما فهمنا صراحة
خالها عبدالرحمن قال حق الكل انها معرسة من فترة على ولده بس ما اعلنوا لظروف عندهم
بس ليش الحينه هي عندج ؟
شو السالفة انا مخي مب قادر يقتنع بهالقصة كلها !



زفرت بخفة
ثم قالت لوالدتها بنظرة حازمة: راعية الشان لها الحق بس ترمس
انا مالي خص
أتمنى الكل يستوعب هالشي
ودخيلج امايه اللي بيتصلبج عشان اير منج رمسه سكتيه ولو تبندين التلفون في ويهه ابرك

رمقتها أمها بنظرة متفكهة .... وقالت: جنج عارفه ان حريم عمامج دقن عليّه يتنشدن يدورن علووووم ههههههههههههههههههههههه

ردت جميلة بغيظ ساخر: وحريم خوال حرابة ..... حتى خالاتها الثانيات اتصلنبج يتنشدن .... واتصلن حق خالتي عفرا بعد

نبرة صوت ابنتها اثارت ضحكها اكثر فهي لم تقل سوى الحقيقة: هههههههههههههههههههههههههههه

اتسعت عينا جميلة بغيظ اشد وهي تردف: لقاااافة حرييييييييييم
تعرفين امايه ...... يشبهن بوبثن
خص نص البني الصغيروني الملقووووووف
اللي ينخش بين اليدران وياكل البعاعيض فليل

: يععععععععععععع شو هالتشبيه الخايس يموووووول


استلت جميلة مفتاح سيارتها وهي تقهقه بمكر
ثم فتحت باب المنزل لتخرج: هذا احسن تشبيه لهن والله
تشاااااااااو مااااااااااامي


(بوبثن = بريعصي/وزغ/بوبريص)



،,



هولنــــدا



رفع الأوراق امام عيناه ورأسه مسند بـ تراخي على ظهر المقعد الجلدي
يراجع لآخر مرة بنود العقد

انزل الأوراق فيما بعد .. ووضعهم على المكتب
المكتب الخاص بـ أخيه ديدريك في الحقيقة

ثم فتح قلم الحبر بأسنانه بانهماك .... ووقّع بخطه المميز اسفل كل ورقة

بعدها ...... رفع سماعة هاتف المكتب ...... وطلب من سكرتير أخيه ان ينسخ له العقد عدة نسخ
ليبعثها فيما بعد لـ الاخير........ ولـ جواهر


مسّد عنقه بـ تعب بالغ
وهو يدعو الله بداخله ان تعود حياتهم العملية كما كانت بأسرع وقت ممكن كي يزاول عمله وحياته بشكل طبيعي

تراكم الاعمال عليه بغياب ديدريك وجواهر احالوا حياته لفوضى لا تُطاق
وهو لا يحب الفوضى ابداً
ولا يحب ان يجبره احدهم على تغيير نظام حياته المعتاد عليه



بعد دقائق
وبعد ان ارخى جسده قليلاً على الاريكة الطويلة

رفع هاتفه واتصل بـ غابش


بعد السلام وتبادل اهم اخبار الاعمال

سكت ارنود بتردد
ليشجعه غابش بأن قال له من بين سواد عيناه: احس في خاطرك رمسة

قال ارنود بعد ان زفر بـ قلق حقيقي: غابش ..... مابا اخويه يكمل اللي يسويه

ليأتيه رد غابش الصامت كلياً ..... وكأنه كان يفكر بالكلام الذي يجب ان يقوله
لكنه لم يجعل ارنود ينتظر اكثر
فقال بنبرة غامضة: خلّه .... هو ادرى باللي يسويه منا كلنا

مشط شعره الأبيض بأصابعه بعنف ..... وهدر: اخويه يتعذب .... غادي انسان ثاني محد يعرفه

رد غابش بقسوة عاصفة ..... وقد اثارت كلمات ارنود الغضب فيه حد اللامعقول: خل يظهّر اللي في يوفه كله ... مستهين باللي استوابه ؟؟
والله ...... والله واللي بسط هالارض كلها وسوّاها
ان لو انا محله جان انا ذابحنهم كلهم من زمان .... جان شويتهم يميع على تاوه


وقلّب كفه فوقاً وتحتاً
واكمل بشراسة: جان شويتهم وهم حيين
وعيني بعيييينهم ....
بسيطة على الريال منا يُتهم بشرفه ورجولته وكرامته ؟؟؟؟
بسيطة عليك انت يا ناصر حد يقول عنك راعي فر.... ؟


هنا اشتد صوته واحتد مطالباً ارنود بالاجابة: هاااا ؟؟؟؟


اكمل وهو يقف ويدور حول نفسه ..... القصة بحد ذاتها تثير نيران أي رجل حر
فـ ما بالكم لو كان الرجل صديقه هو !

: السالفة اعرفها من سنين ..... لكن والله كل ما تيي على بالي آنس نااااار تلبق فيه
هذا وهي مستويه حق ربيعي ..... لو مستويه فيّه شو بيصير ؟! اعووذ بالله
سهيل ما ينلام .... خله يسوي في ذلك الكلب اللي يباااااه
نفااااااد


طحن ارنود اسنانه وهو يفهم تماماً ما يشعر به غابش وما يقوله
لكن أخيه يتعذب .... يتعذب حتى وهو يحمل سيف الانتقام ويطعن صدر عمه به

: بياخذ يزاته بالقانون .... نسيت التهم الثانية اللي عليه !!
نسيت انه جاتل عبدالكريم بعد !!

ابتسمت عينا غابش بعصبية عارمة ...... وقال: لاحق على عقاب القانون .... خل ياخذ يزاته من اول شخص ظلمه وهد حياته فوق تحت
انت تتحرا سهيل عايش حياته طبيعي عقب اللي استوابه ؟!!
تتحراه يشوفك وما يتذكر اللي صار ؟؟؟
تتحراه يشوف محمد وما يرد في راسه الشريط كله !!!!
انا مابا اقسى عليكم ولا اذكركم بأمورٍ مضت
لان انتو مالكم ذنب ..... واحد شرد من ابوه ومن فعايله الردية ..... والثاني كان ضحية صغر السن والخبرة المعدومة
ويشهد الله اني اعزكم وابا لكم الخير
لكن لا تحملون سهيل فوق طاقته
اذا هو سامحك وسامح امك ارضى بالشي وخلاص
وكلامي نفسه بقوله حق محمد اذا شفته
اذا سهيل قرر ما يفضح ابوه بالجرايم هاذيج ولا ارتضى لربيعه الذل والمهانة زود
خلاص يصبر عليه شوي .... ومثل ما قرر يساعده من الاول ... خل يكمل يميله لين نشوف شو النهاية
في الاخير كلنا نعرف ان سهيل اذا دخل في موضوع
بيخلي مجال للرجعة
ما بيضيع ولا بيتوه


شد ارنود من قبضته على الهاتف
وهو يقول من بين اسنانه: انت تعرف ان اللي يصير ..... بيضره ما بينفعه يا غابش

رد بثقة شديدة وهو يصلب قامته الطويلة بعفوية: بينفعه


صمــــت
صمتٌ اتى من جهة ارنود والذي كان سببه استنكاره وعدم تقبله لمنطق غابش الغريب !


رغم هذا اكمل غابش بذات ثقته العالية بـ صديقه: بينفعه .... لانه لو ما ذاق لذة الانتقام
ولو قطرة منه ..... بيتم يهويس طول عمره بـ شاهين والماضي وكل اللي تسبب في عذابه
لكن اذا سوى اللي في خاطره
في مرحلةٍ ما ...... مرحلة بين وعي الدنيا وهذيان الضمير
مرحلة بيحس فيها ان لو شو ما سوى ..... عقابه بيكون بحجم نملة مقارنةً بعقاب الله
بيستوعب الامر بواقعيته ...... وبيختار عقاب الله
ربك وحده يا ناصر ردّاد الحقوق
ولانه سهيل
سهيل اللي سبق وقلت انه اذا دخل في موضوع
بيخلي مجال للرجعة
ما بيضيع
ولا بيتوه



،,



ظهيرة اليوم التالي



ما زالت تنتفض من شدة الحمى .... ولولا إلحاح حرابة القاسي ان تظل على الأقل ليلة معها ومديه
لعادت لمنزل ابيها محملةً بالخيبات والمرارات والحسرات



رباه
الصدمة كانت اكبر من ان تحتملها
اكبر من ان تستوعبها روحها التي طالما تربت على مبادئ معينة

لا تنكر طفولية شخصيتها بعض الأحيان
لا تنكر انها تختلف عن مديه وحرابة ببعض الصفات التي لا تفتخر بها في الحقيقة
لانها ذات الصفات التي جعلتها تسلك طرقاً وعرة وخطرة في حياتها
طرقاً جعلتها في نهاية المطاف .... كائن حزين ... بائس
وعرضةً لألسنة الناس والمجتمع
جعلتها كائن مهبط العزيمة بعد ان كانت من فوقها لتحتها مفعمة بالقوة والامل والاماني المتوهجة


تساقطت دموعها عذاباً اسوداً من كل شيء مرت به
يالله
هو رب العالمين من يعلم انها ليست بذلك السوء المقيت الذي سيجعلها تتهم ابن عمها الراحل بشرفه قاصدةً متعمدةً حاقدة !


اشتدت خفقاتها روعاً ......... سهيل كان بريء
بريء
كيف تلفظتُ بكل تلك الكلمات عنه !!!!
كيف وصلت بها ظنونها ان تظل تكرهه سنين طويلة ولا توقف دعواتها عليه ولا تعترض سيل شتائمها بداخل روحها !!!
كيف !!!!!!



يوم ان عرفت البارحة بالحقيقة
أصابها الدوار
والغثيان الشديد
فـ سقطت بنصف جسدها قبل ترتكز فيما بعد على سواعد كل من حرابة ومديه

لم تعلم كم عدد الساعات التي مرت بينهما وهي بين الوعي واللاوعي !

لتستيقظ صباحاً وهي على سرير حرابة ...... ولتدرك انها نامت الليل كله وهي تحت تأثير الحمى





اتاها صوت حرابة القريب وهي تسأل بحزم هادئ: على وين ؟

استلت عبائتها من علّاقة الملابس وهي تجيب من بين دموعها المتلألئة .... وغضبها
وانفعالها المشوش والذي كان واضحاً جلياً من وجهها "الأحمر من ارتفاع درجة حرارة جسدها":
البيت ..... مالي يلسة هني

: بعدج ميهودة يا ام حامد

استلت حقيبتها وهي تهتف بـ عذاب جنوني: وبتم ميهودة .... هاللي مكتوب لي في هالدنيا
ميهودة قلب وجسد

هتفت حرابة بقسوة ..... وبـ حاجبان معقودان: شو معنى كلامج ؟

روزة: لا تخافين .... مب يالسة اصيح الظلم ولا اقول اني مظلومة .... الذنب راكبني من راسي لساسي

مسكت رأسها الساخن بكفوف مرتجفة ...... وهي تهتف بصدمة لم تهدأ ولم تستكين: صدقته
صدقت عمي يا حرااابة ...... ويوّدت السر في يوفي سنييين
ما كنت شاكة في كلامه ولا عشرة بالمية
واللي خلاني اصدقه زود


صفقت كفوفها ببعضها البعض بنظرة واسعة مذهولة بالقهر/الألم: ان محد رمس ..... محد تكلم
قلت في خاطري هي ..... هاي السوالف منو بيقدر يرمس عنها اساساً !!
فيها فضايح لنا بتوصل لسابـــــع يــــــــــد
هالسوالف فيها شرف ودم وسمعة وعلووووم
واللي زاد ايماني اكثر خالوه نوووورة
خالوه نورة اختفت عنا موليه واقطعت
قلت في خاطري طبعاً بتقطعنا .... اللي سواه ولدها مب شي هين
نزّل راسها القاااااع


لطمت فمها قبل ان تهدر بانفعال حارق: عسب جي انطميييت ..... وقلت يا بنت اسكتييي
لا ترمسيييييين
صدق ما حبيته الحب اللي ينحكابه في القصايد والشعر .... وهالشي استوعبته متأخررررر
لكن دخل قلبي يا حرااااابة .... حسيت اني شيخة البنات وياااااه
من وانا صغيرة وانا احس روحي شيخة البنات بمجرد ما يطالعني بعيونه الدافية
كنت اتبااااااهى فيه وانتي روحج كنتي تعرفين هالشي وتضحكين عليّه دوم ..
كيف بتكون ردة فعلي عقب ما اسمع ذيج الرمسة عنه من عمي شاهين ؟؟؟ قوليلي انتي كيف بتصرف وشو بقووووول ؟؟؟؟
وكيف كنت اقدر اتأكد من صدقه ؟!!!!
الكلام اللي قالي اياه ما ينططططططرى
ما ينقاااااال
عسب جي انطميييييت
وليتني ما انطمييييت
ليت لساني انقصصصص قبل لا اذكر سهيل الله يرحمه بالشييييينه



وانخرطت ببكاءٍ اشد وهي ترتمي على السرير


اقتربت حرابة منها ببطئ
تريد التخفيف عن اختها لكن وجعها منها فاق كل حد

لذلك هتفت بصوت قاسي جليدي رغماً عنها: اللي صار صار يا روزة
ما نقدر نرجع بالزمن ونغيّر القدر والمكتوب


فـ صرخت روزة بكل العواصف التي تكونت كالوحوش في ضميرها الدامي:
لا اطبطبين وتقولين اللي صار صاااار
لان اللي صاررررررر ..... يالسة انا اشوف نتايجه الحييييين
اللي انا فيه الحين من فعايل يديييييني ولسااااااااااني
من استهتااااري وصغر عقللللللي


حملت حقيبتها ..... وهي تضع حجابها بعنف على رأسها ....... وخرجت من الغرفة
ومن الشقة بأكملها


شيّعتها حرابة بعيناها الذابلتان رغم قسوتهما الظاهرة
تركتها ترحل اذ انها هي نفسها منهكة العقل والجسد
ولا تملك قوى إضافية للجدال والاعتراض



جلست على السرير بضيق عارم
فلم تستطع السيطرة اكثر على قوتها
رمت بظهرها للخلف وتمددت مع تنهيدةٍ شرسة انفلتت من حنجرتها


سهيـــــــــــــــل
سهيــــــــــــــــــــــــــــــل

كان وجعك يا اخي اكبر من ان يتحمله العقل .... لم تكن السنين بعدك كفيلة لتشفيه
او لتغلقه حتى

والجرح المفتوح اصبح بشعاً بشحوب لونه القاتم
شوّه الروح وشوّه القلب مع البدن



اغمضت عيناها بـ تعابير ارتخت من فرط الألم المختبئ خلف قناع الحديد الموصد

لتتكون صورته الحبيبة امام عيناها المطبقتان


يا سواد الروح من بعدك يا اخي
مديه اخبرتني بما فعله آل صياح بك
لمَ سكت ؟
لمَ سكت يا جذعي المبتور ؟

من كان يعلم بأوجاعك وسكتَ جبناً وضعفاً ومكراً ؟
من ؟

من كان يعلم بما تعانيه وفضّل عذابك على راحتك ؟


آهٍ لو كان للموتى لساناً ينطقون به وقت عازة الاحياء

آهٍ وآهات ...... وحسرةٍ وحسرات



دمعة حـــــــارة
سقطت على وجنتها الندية المحمرّة
دمعة لم تسقط حتى لأجلها هي .. حتى وهي ترى دماءها تنبثق كالنافورة من ظهرها من طعن الأقارب والاحباب وغدرهم


اخيها الرجل
اخيها الذي سقته الحياة من نبع الشهامة والنبل والمرجلة
اتهم بـ انه قاتل متوحش
و
ووووو......



يالله
لا تستطيع نطقها
كبير عليها هي نطقها ..... وكبير على الذين من حولها فعلها وإلقاءه بالنار ظلماً وبهتانا


كيف كان شعورك يا اخَ الروح وانت تسمع بأذنيك اتهاماتهم لك ؟؟

كيف كان شعورك وانت القمة التي اُجبرت على الانتكاس
والخنوع
والذل ؟!!!

كيف كان شعورك وانت ترى سطوعك من السماء يُرَش بماء النار
حتى سقطت ودُفنت اسفل سابع قاع من الارض !


لكنهم لا يعلمون انك ستبقى مدوّناً في صفحات العمر انك السماء
والأرض
وساحة الحرب والسلام

انك ستبقى راية الخير على جبين الكريم والرفيق .... ورمح الرديني على عنق الخسيس والحقير

انك الحر واليُمن والكرم

انك الجمع وكلهم افرادا ... وكيف للأفراد بعدك عزةً ومهابة ؟!

انك الجمع وكلهم افرادا
وكيف للأفراد يدٍ مبسوطة وانت سحبت البساط والخير وإرث الخُلق .... ورحلت ؟!
كيف ؟



رفعت يدها
وكأنها تريد لمس طيفه
وبقايا آخر ضحكةٍ له انغرست غرساً في وتينها


همست بـ بحة مختنقة وهي تحتضن كفها العائدة إليها بخيبة الظنون والامنيات:
رحمةَ الله عليك يا هوا النفس وطيبها
رحمةَ الله عليك يا خويه



،,



بعــــد نصــــف ساعــــة



(.....: ماحيدج جبانة يا بنت قلبي)



بالطبع المُرسَل ريسة ... عبر تطبيق الواتس آب

ريسة التي من طبعها الا تتدخل وتحل اي مشكلة حتى لو كانت طرف مهم فيها إلا بعد ان تتيقن ان الطرف الآخر قد هدأ واصبح قابلاً للحوار بعقل متزن وسيطرة ثابتة !
لهذا فقط لم تلح عليها كثيراً بالاتصالات الشهور الفائتة مثل أمها عفراء

رغم ان أمها ريسه تعرف انها هي -حرابة- ستغضب منها مما خبأته عنها اكثر من غضبها من والديها

تعرف بالتأكيد .... اذ انها ربتها ورأت خصالها النامية في روحها ورأت كيف تكونت شخصيتها امام عيناها بفخر

لكن ما فائدة الفخر .... وهي كانت اول من رفع راية الغدر عليها !!
وكأنها ربّتها سنين لترفعها عالياً ثم وبلمح البصر
تتذوق وتتلذذ بطعم رؤية صغيرتها تنكسر وتتحطم روحياً



(ماحيــدج جبانــة يــا بنــت قلبــي)



هل بالفعل انا ابنة قلبك يا ريسه ؟!

هل بالفعل كنت الابنة التي أردتها دوما شمّاء شاهقة تعتلي السحب وتحلّق مع الطيور الحرة ؟

هل بالفعل كنت "آخر العنقود" التي قطفت عناقيد قلبك كما كنت تقولين للجميع دوماً بزهو وحب ؟!

اجابت بالكلمة الوحيدة التي تعرفها ما ان غدت تلمح رسالة من احدهم او اتصال مُلحْ ومتلصص على خلوتها الارادية

: نعم ؟


ثوانٍ حتى اتصلت بها ريسه
فلم يكن لدى حرابة مجالاً للتجاهل هذه المرة

استلته بعنف ...... ليأتيها على الفور صوتها الدافئ: الحمدلله على السلامة ولو انها يت متأخرة

زفرت انفاس القهر والغضب من انفها ......... ثم هتفت ساخرةً حد النخاع: سلامتي من شو بالضبط ؟
ردتي من "الهاني مون" ولا لان بعدني حية بفضل جهود ولد خالي الجبار ..... السوبر مان غابش بوالشريس ؟؟؟

ردت عليها ريسة بـ عتب: ماظنتي يا حرابة عطيتي حد فينا مجال يرمس ويوضح لج
كلنا حاولنا نشوفج وما طعتي
حاولنا نتصل وما كنتي تردين علينا

قالت الحرابة بـ قلبٍ ابى ان يلين او يرضخ: عندج شي تحسينه مهم .... مثلا حد انجلط ولا حد انتحر
قولي بسرعة الله يخليج ما عندي وقت

رغماً عنها ابتسمت ريسة بـ دفء شديد وود محبب بقوة

هذه الحرابة لا تستطيع ان تمثل دور الفتاة الحديدية عليها حتى لو قتلت امامها ألف شخص

لكن قالت لها بحزم مغلّف بكثير وكثير من العتاب واللوم: ليش مزعلة امج وابوج ؟ هاييل والديج
انا ربيتج على جي يا حرابة ؟؟

برقت عيناها بسخرية اشد من ذي قبل ...... وهي تجيب بـ لؤم: لا ........ وما ربيتيني بعد على الجذب
والظاهر مب كل مربّي يلتزم بتربيته ويطبقها على نفسه
للأسف ..... لذلك لا تتشرهين اذا تلميذتج خالفت اهم وابسط قواعد التربية


وقفت حينها ريسة وهي تريد التوضيح لهذه التي لا ترى ابعد مما يراه كبريائها واعتدادها: كنااا ....

قاطعتها بقسوة عاتية ملؤها القهر والخيبة: لا تقولين مجبورين وكنا وكناااا .... لان تبريراتكم ما بتخفف ابد حرقة القلب اللي فيّه
ولا اي كلمة بتقولونها بشوفها بعين الصح والعدل ..... لاني مب انا اللي انخدع وتيوزوني واحد على انه بنص عقل ....... وهو ما شاء الله
عقله يوزن بلـــــــــد


قالت جملتها الاخيرة بطريقتها الخشنة الساخرة والتي اثارت في الحقيقة ضحك ريسة لكن ان ضحكت الآن فستأتيها حرابة بـ كلاشنكوف لتقتلها

اضافةً على هذا ...... هي ................. سعيدة !

سعيدة حقاً لأجلها
اجل حرابة متألمة مما تشعر به الآن
وتكاد تقسم هي -ريسه- ان ابنتها ذات الحلاوة السكرية السمراء تشتمهم جميعاً بقرارة نفسها وتلعنهم وتكيل كل ادعية العالمين عليهم

لكنها سعيدةٌ لأجلها

حرابة حامل
يالله

لم تصدق عندما اخبرتها عفراء منذ سويعات رغم ان الأخيرة لم تكن لـ تفشي "السر" كما سمته حينها
لكن عندما اتصلت بها – ريسه- لتطمئن على حالها احست بصوتها الباكي الملتاع فوراً
وبعد الالحاح والتصميم من طرفها ..... اخبرتها مع اخذ وعد منها الا تخبر أي احد .... لأنها رغبة حرابة ان يظل الامر طي الكتمان
لكن الى متى
حقاً لا يعرفون !


اووووه
ابنتها الصغيرة تحمل في احشاءها طفلاً
ابنتها التي كانت تشبه الرجال بلباسهم وتصرفاتهم وتجهم تعابيرهم وصلافة احاديثهم
حامل !

لن تكذب وتدعي انها آسفة كلياً على ما حدث لابنتها من خداع
بل مرحبة جداً ..... وممتنة جدا
ابنتها كانت في عالمٍ آخر

عالم كان كالسجن الافتراضي المقيت حبست كل "كروموسومات الإكس" داخله ورفضت تحريرهم !

والمصيبة انها لم تكن تعلم ان سجنها ذلك كان مظلماً مرعباً ضيقاً ولن تستفيد منه حتى لو تميزت ونجحت واعتلى شأنها بين الناس والعالم

اجل هي تعلم ان السجن اتى بسبب فقدانها سهيل
بسبب فقدانها الجذع التي كانت تترنح بطفولية وسعادة عليه

لكن غابش وبالخطة الذي وضعها للزواج منها
احالها لشخص آخر .... بل تقسم انه حرر شخصيتها القابعة في سجن الحرمان والخوف والضياع

حررها وجعلها تعيش مشاعر لم تعشها ولم تذقها من قبل





رغم كل ما يعتمل خاطرها من كلمات وبوح وجمل ابت ان تترتب وتنتظم في سطور من شدة تاثرها
قالت بصوت قوي ثابت: انزين بعيداً عن اني ابا اقولج "ترى اللي سويناه لمصلحتج ولو كان بكامل عقله ما كنتي رضيتي به ولو ولو ولوو "
اسألج بالله
سؤال واحد بس
ما ريتي من ولد خالج شيٍ زين يشفعله عندج ويخليج تعطينه فرصة ثانية ؟
الريال في الاخير ما سوى ها كله الا لحمايتج
مب لانه يبا يكسر هامتج ولا يذلج ولا يستهزأ بج يا بنت ليث


: خير ؟ ......... حمايتي ؟

هدرت من فرط قهرها المتصاعد: لا لا لا فديتج ... حمايتي هاي خلوها على صوب
لانج اكثر وحدة في الدنيا هاي تعرف ان دم ضروووسي اخلي حد يتفضّل علي او اكون مديونة لحد بحيااااااتي
انا وحدة كونت نفسي بنفسسسسي .... لي شخصيتي لي مكانتي بين الناس والعالم
تبين تقنعيني ان نقطة
"حمايتي"
بتخليني اضعف واتلوم واروح عنده واخذه بالاحضااااان
شو قالولج ؟؟؟ مراهقة وامشي ورا احلام اليقظة الوردية ؟؟؟؟

اكمل وهي توسع عيناها بغضب: وبعدين تعالي
ما سألتي نفسج شو مصلحته يحميني ؟
شو السبب ؟
ولا تقوليلي لاني بنت عمته
في هذاك الوقت انا ما كنت اعرفه ولا هو يعرفني .... أساساً ايامها كنت توني ملتقية في خالي عبدالرحمن
اقنعيني انتي جان تعرفين
ليش بغى يحميني من داعش !!! ليش هو بالذات يحميني منهم



المشكلة ان ريسة تعرف الاجابة
تعرف ان غابش دخل قضية حرابة لاجل سهيل
معلومة قد عرفتها وعفراء مؤخراً عندما التقوا بغابش عند والدته صبحة منذ فترة ليست بالطويلة


قالت بلا مبالاة ظاهرية: والواحد اذا يبا يمد ايد العون حق هله ويبا يحميهم من الخطر خصوصا اذا من ناس ارهابيين مثل داعش
نحتاج نسأله ليش وما ليش ؟


هدرت حرابة بحدة: لاني لازم اسأل
لازم اعرف شو يبا مني غابش
ليش سبل بعمره وسوى معاكم هالتمثيلية كلها عشان ياخذني
شو يبا ؟؟
منو مطرشنه عليّه ؟؟



خرس لسان ريسة بتوتر داهمها على حين غرة
فـ خفق قلب حرابة باليقين الصاعق وهي تتلقى الصمت من امها !

سألت مرة أخرى وهي تعقد حاجبيها بريبة: حد مطرشنه علي يا امايه صح ؟

: ا ا ...... الله اعلم

حرابة بشراسة: لا انتي تعرفين ... ارمسي .... منو مطرشنه علي ؟؟؟
شو يبا مني ولد خالي ؟؟؟

قالت لها بصوت لاذع تخفي خلفه ارتباكها: اظن اتصلبج وايد وما رديتي عليه .... اذا اتصل ردي عليه وتنشديه

: اماااااايه

قاطعتها ريسة بنبرة حازمة وهي تقرر انهاء المكالمة: وخلج من قساوة القلب
رمسي امج وابوج وراضيهم بكلمتين ما يستاهلون اللي اسمعوه منج
لا هم عدوينج ولا يبون لج المضرة
مع السلامة



وأنهت الاتصال بهدوء ..... لتترك حرابة تزمجر بصوت مكتوم وبكل العواصف التي تموج بروحها



،,



داخل مقهى شبابي راقي اسفل بناية شركته



ارتشف قهوته ... قبل ان يقول لصاحبه: استعملت المرهم اللي عطيتك إياه ؟

اجابه غابش بعد ان شرب قليلاً من عصيره: لا

قال له محمد وهو يتفحص وجهه: الاثر بيتم

رد الآخر ببرود لم يُظهر تراقص قلبه لمجرد ان سمع ان "اثرها هي" سيظل في وجهه

: برايه عادي


عقد محمد حاجبيه باستغراب .... ثم قال وهو يتفحص وجه غابش من جديد: متأكد هذا يرح سلك مكينة الموتر ؟

اعتدل بجلسته وهو يجيب بصوته الخشن الطبيعي: هي .. بقص عليك مثلاً !

ابتسمت عينا محمد وهو يعلم ان في الموضوع إنّ
أن جرحه سببه مشاجرة من نوع ما لكن لم يرغب ان يحرج صديقه بفضوله


اخفض عيناه وهو يعود لتفكيره ........... تفكيره المنصب عليها هي
المجنون بها هي
الغاضب منها هي


تباً
كيف له النجاة منها ...... وهو يريد الغرق بها اكثر !

كيف له الدفاع عن نفسه امام سيوف عيناها وهو يريد هجومها
وضرباتها وقتالها الشرس !

كيف ؟!


رفع عينان عاصفتان بالعاطفة الهوجاء
ليجد نفسه يقول بـ اجش: غابش

غابش وهو منشغل مع هاتفه: هممممممم

: ابا اعرس

اتسعت عينا غابش وهو يرفع وجهه نحوه .... وقال: هااا ؟!

كرر جملته هذه المرة بقوة .... وثقة اكثر: ابا اعرس

ابتسم غابش بـ دهشة حقيقية ..... لم يتوقع هذا الحديث من محمد
والآن بالذات

فقال بـ ودٍ صادق: والله هالساعة المباركة حموووود .... تبا تناسب عرب نعرفهم
ولا بعدك بتتريا الوالده تنقّيلك ؟!


: ا ا احم ... الصراحة ابا اناسب قوم حامد بن صياح


عقد غابش حاجبيه وهو يشبك الأسماء ببعضها
وقد كان يعلم مسبقاً ان لدى حامد "ابن عم والدته" ابنة واحدة فقط
والتي كانت فيما سبق
خطيبة سهيل !
وحالياً تعتبر طليقة ربيّع بن شاهين .... ابن عم سهيل

وبالطبع لن يشارك محمد هذه الأفكار فليست ملائمة لا وقتاً ولا حتى مقاماً اذ ان الرجل يريد ان يخطب ويخطو خطوة جديدة في حياته ..

قال له غابش وهو يهز رأسه بابتسامة حقيقية: ونعم من اخترت
ما بيحصلون اخيَر عنك يا خويه

قلّب أصابعه حول ميدالية مفتاح سيارته بحرج شديد
وتخبط اشد

لولا انه يحتاج لشخص يقف معه ليخطو اول خطوة نحو قراره
لما فكر ان يطلب هذا الشيء الحساس بالذات من احد لا يمت معه صلة دم

وهذه احدى الأمور التي تقف كالغصة في روحه دوماً

لا اب يسند ظهره
ولا عم يقف قربه

حتى خاله لا يستطيع الوقوف معه لكبر سنه ومرضه الذي اشتد عليه مؤخراً

وسهيل
سهيل صديقه ...... في عالمٍ لا يعلم ماهيته سوى الله
هو –محمد- من الأساس لا يعرف اين موقعه الآن على خارطة العالم !


وعندما فكّر في الامر .... وقلّبه بعمق في عقله
وجد ان انسب شخص يعتمد عليه بموضوع الخطبة هو غابش وابيه
اذ انه خلال السنين الأخيرة خلَق علاقة جيدةً جداً مع غابش خاصةً بعد ان ساهم سهيل في تقريب الشابان بـ بعضهما خلال سفرهم الجماعي في الاجازات



قال بكل التخبط في روحه: بس انا محتايك ويايه يا بوعبدالرحمن

رمقه غابش بدايةَ الامر باستغراب .... قبل ان يفهم ما يريده محمد بسرعة بديهية

فـ اصلب ظهره فوراً ...... واقترب من صاحبه وهو يقول بـ نخوة رجولية شابتها بريق عينان مذهل:
فااااالك طيب
والله ان تبشر يا محمد
الساعة المباركة يوم نخاويك ونتعنى لك ونخطبلك يا خويه

قال بتوتر ظهَر مع احتقان وجهه بلون الحرج: انت وعمي عبدالرحمن

ربّت على يد محمد وهو يؤكد عليه بثقة باسمة: عبدالرحمن بوالشريس اول القووووم يعلني افدااااك
عيونّنا لك ... انت اخويه يا محمد



،,



قبضت على الهاتف بشدة
شدة لم توازي حتى حجم النطفة مما يشتعل في روحها


غابش
غابش


اسمه لوحده يربكها
ويثير فيها غضبها الذي تحاول كل يوم منذ اشهر ان تهمله كي تستطيع التصرف بحكمة
لكن كل حرف من حروف اسمه كالوحش الضاري يغزو كوابيسها ليلاً

والافظع من كل هذا
عيناه
عيناه اللتان تنبثقان في خيالها في اضعف حالاتها واشدها ضعفاً

عيناه اللتان اثرتا بهما بعنف اللتان كانتا تدعيان البلاهة والسذاجة والعقل الخفيف

تتردد احاديثه الناعمة في عقلها ولا تكاد تبصر بعدها اي شي عدا رغبتها بتذوق ذات الاحساس الذي تذوقته حين سمعتها



"

: وجودج قربي
بهالقرب ..... وزود شوي
يكفيني

"

"

: فديت عقلج وقلبج .. أقول .. شرايج نرد البيت

"

"

: كيف عمي ليث خلاج تشتغلين في الجيش ؟؟؟
وايد غاوية انتي وتلفتين النظر

"




لكن التذوق تغيّر
الطعم تغيّر

الآن فقط ادرك ان كل احاديثها وغزله العفوي ما هي الا ادعاء وتمثيل واستهزاء بها

غصة قبضت قلبها بلا رحمة
لأول مرة تدرك ان احساس الاستهزاء بالروح
اشد مرارةً وقتلاً من الاستهزاء بالشكل والصورة



((وايد غاوية انتي وتلفتين النظر))



امسكت زجاجة الماء الفارغة ورمتها حتى تكسرت امامها كلياً


حدقت بـ وجهها الشاحب امام المرآة
حدّقت بـ حياتها الحالية الخالية من شيء
هي اكبر بكثير من ترضخ لشعور ان حياتها غدت الان بهذا الشكل بسبب غابش
اكبر بكثير
لانها ستسترد كل شيء ومن بؤبؤ عيناه الخبيثتان
كل شيء



تغضن جبينها باستدارك
مدت يدها تريد لمس بطنها
لكن انزلتها وكل الخيبة المتفجرة فيها تمنعها من الرضوخ لمشاعر
تراها الان بلا فائدة

تذكرت كلمة امها ريسه منذ قليل

"اظن اتصلبج وايد وما رديتي عليه"



اجل ..
اتصل بها مراراً وتكراراً ولم تجبه
كما لم تعلّق البتة على اي من رسائله الليلية

قاومت مشاعرها كي لا تمسك هاتفها وترى ما اذ ارسل لها احدى صورها في جنوب افريقيا .. كي لا تقرا الرسالة التي يرسلها بعد كل صورة والتي تحرص ان تتجاهلها كما تحرص ان توصل له تجاهلها التام له "ولتفاهاته" كما تلقبها في قرارة نفسها


بعد تردد شابه توتر
وانفعال
اثارتا غيظها من نفسها

فتحت اول صورة بعثها لها منذ شهران ليلاً

كانت صورةً لها بـ وجنتان متوردتان اذ انه كان قد قبّل اذنها من الخلف بـ قوة اثارت حناياها ونبضاتها

حركت اصبعها على الشاشة لتفتح ثاني صورة بعثها لها بعد اسبوع من الصورة الاولى

كانت تنظر في الصورة إليه بطرف عيناها بعد ان قالت له موبخة ان يكف عن تصويرها خفية لكنه وكعادته عاند والتقط لها صورة

وضعت هاتفها قربها لا تريد فتح الصورة الثالثة

لكن عزيمتها خارت

كانت في الصورة الثالثة تأكل ايسكريم بـ نهم طفولي ولم تعلم انه يصورها في ذلك الحين

الصورة الرابعة كانت تطعم الطيور قرب البحر

والصورة الخامسة كانت تحوز على كامل وجهها المحتقن ..... ترمق عدسة الكمرة بـ فم شبه فاغر من الذهول الخجول

فـ تذكرت انها في ذلك الوقت قد تلقت قبلته الحنونة على عينها



لتصل بها اصابعها لآخر رسالة وصلتها قبل اسبوعان ومن ثم انقطع عنها نهائياً



(بعدني اتريا نكمل رمستنا ...... مشوارنا سوى طويل يا حرابة ......... اذا انتي شفتي غابش الخبل ......... صدقيني بتستمتعين وايد مع غابش العاقل)




ليطرق باب عقلها سؤال واحد
اين غابش ؟
لمَ توقف عن رسائله منذ اسبوعين ؟


غضنت جبينها بضيق وآثرت قمع اهتمامها بالاجابة واهتمامها بسبب دقات قلبها الغريبة الآن !


ما ان امسكت منشفتها لتدخل الحمام كي تغتسل وتتوضأ وتصلي
اتاها صوت رسالة جديدة
رغم لهفتها لرؤية المرسل
لكن قمعت اللهفة كما قمعت الكثير والكثير من الرغبات اخر ثلاثة اشهر



،,



بعــــد قرابــــة ساعــــة




استلت هاتفها تدعي عدم الاهتمام
لتقرأ الرسالة والتي كانت .......... يالشدة خفقانها

من غابش !




(المشكلة ماعرف في اي شقة انتي .. ولولا المنقود ولولا انج مع بنات جان دقيت بيبان الشقق كلها باب باب عسب اعرف انتي وين)


ابتسمت ........... كانت بدايةً ابتسامة خفيفة ثم انقلبت بعد "استيعابها الامر" الى ابتسامة ثقيلــــة منتقمـــــــــة


اجل بالطبع لن يعرف اي شقة هي اذ انها اوصت حارس البناية الا يخبر اي احد كان برقم شقتها كذلك جميلة نفسها اوصته الا يخبر احد

لتأتيها رسالة اخرى تفوح منها رائحة المكر والعبث


(موصية حارس البناية ما يقولي عن رقم شقتج ؟ ممممم حابة تشوفين مهاراتي حرابة بنت ليث ؟)



جلست وهي ترفع شعرها الرطب عن جبينها بـ ترقب كرهته وبغضته جداً

دقائق حتى صدح صوت جهاز انذار سيارتها بالاسفل

اتسعت عيناها وهي تريد استيعاب ما سمعته
هل هذا صوت انذار سيارتها ؟
اجل
هي الوحيدة التي اوقفت سيارتها امام بوابة البناية
والصوت الآن آتٍ من الاسفل مباشرةً


فـ لبست جلال صلاتها كيفما كان وفتحت شرفة غرفتها لترى ما يحصل


فـ رأته يتكئ على باب سيارتها عاقداً ذراعيه على صدره
وينظر للأعلى بـ عيون باحثة وعلى فمه شبه ابتسامة متحدية

ما ان رآها
حتى قهقه بخفوت واخفض رأسه للاسفل

استل هاتفه مرة اخرى لكن هذه المرة اتصل

رنة
رنتان
ثلاثة رنات


طحنت اسنانها وهي تدخل للداخل
وقررت ان تجيبه
هو يتحداها
وتباً لها ان رفضت التحدي



اتاها صوته الاجش المدغدغ للنبضات: ما قلتلج بتستمتعين مع غابش العاقل

لترفع حاجبها وتقول بـ ازدراء: افضّل الخبل تبا الصدق .... كنت ارقوز وتضحّك وتونّس .... الحين ابد
ثقل الدم واصل عندك التوب

: افا عليج حبيبي .... بعدني اضحّك واونّس والله .... جربيني

ثم عاد يهمس بـ نبرة مخدرة: جربيني الحين ... افتحيلي الباب بس

ابعدت الهاتف عن وجهها وكأن همسه عبر الهاتف كهربها ...... شتمته بخجل غاضب خفيض: قليل ادب

وصلها صوته إليها بـ اجشه ... ونعومته ... واثارته: هي والله قليل ادب .... انا ماعرف كيف تحملت اخلي حرمتي ثلاث شهور بعيدة عني ... انا قليل ادب وقليل مذهب بعد .. انا عند باب الشقة الحينه
افتحيلي

: لا

سألها باستفهام: خواتج عندج ؟

: لا

كرر طلبه بـ عناد: افتحي الباب عيل

: لا

قال بـ عصبية خفيفة: واقف عند الباب حرابة ... افتحي



،,




عندما توقف امام سيارتها
ترفرفت نبضاتها كـ اجنحة الطيور
لم يكن يعلم ان قلبه بهذا الضعف الا عندما غزت روحه بعنفوانها

سقيم بقلبه حقيقةً لكن ابداً لم يرضخ للمرض والتعب الجسدي
دوماً كان يقف بعد السقوط .... ويسترد قوته بعد المرض .. وبعد العمليتين الذي اجراهما خلال خمس سنوات الماضية ... منذ ان علم اول مرة بـ علته القلبية
لكن الان
بل منذ ان تزوجها
اصبح ضعيفاُ
ذلك الضعف اللذيذ الذي يشعرك انك قوي حد الفولاذ معه

تناقض غريب
لكنه تناقض يراه في ارض معركته المحتدمة معها


اوف يا لشدة رغبته بامتلاكها مرة بعد مرة بعد مرة

فكرة انها تذوب فقط بين يداه .... ترعش اوصاله
وتهز كيانه

فكرة انها لم تكن ابداً بطبيعتها الا معه تثنيه عن كل معتقد انه يجب ان يبقى قاسياً معها كي لا تكسره

فكرة انها لم تضحك لأحدهم كما ضحكت له .. انها لم تقترب من احد كما اقتربت منه
تثيـــــــــــــــــره
تثير رجولته وشخصه وروحه التي اغرمت بها
بل تجعله والاثارة في ذات كفة الميزان وتعداها بـ أميـــــــــــال

حاول خلال الشهور الماضية التواصل معها لكن ابت ان تعطيه اية فرصة
والذي جعل الامر اكثر صعوبة هو معرفته ان الشقة ليست ملكاً لها بل لإبنة عمها
اصابه الحرج والغضب
فـ كيف سيدخل عليها المكان ويقتلعها منه بوجود فتاة اخرى !!
فهو لا يعلم ان كانت ابنة عمها في سكنٍ دائم معها او لا
والذي زاد الامر صعوبةً انه اكتشف ان مديه آل صياح اصبحت تمكث معها ايضاً !


وعندما سقط امام والديه قبل اسبوعين
والحاح امه عليه الا يبرح مكانه
اضطر ان يترك حرابة لفترة وجيزة
لكن الان لا
لم يستطع
خاصةً وهي تحاول اختراق حاسوبه الشخصي جاهلةً انه وضع اقوى برامج الحماية كي لا يتم اختراق حاسوبه وحتى شبكته

هو كان ينتظر هجومها
فـ لتتلق اذاً دفاعاته ... واحضانه ........... وقبلاته المنتظرة الواقفة على شفا شفتيه



،,



فتحت له الباب على مصراعيه
ليدخل للداخل وهو يدفع الباب من خلفه .... ويهدر: شحقه تشَرعين الباب جي
وين تتحرين روحج !!!
الشقة اطل على شقق ثانية مب على حوي بيتكم



رمقته نظرة رعدية باردة
كان يرتدي الثوب العربي الشتوي بلونه الغامق وشماغه الاحمر الغليظ الدافئ
وواضح ان قطرات مطر ديسمبر تساقطت برقة على خده وانفه وقمة كتفيه

ليس عدلاً ان يكون بهذه الوسامة الفجة
كذلك ليس عدلاً ان تضعف هكذا لوسامته

منذ دخولها للسلك العسكري وهي تواجه الرجال وتلتقي بهم كل صباح لكن لا احد
لا احد فعلياً هز شعرةً منها بشكله او شخصه او مقامه الاجتماعي
لم هو بالذات هزّها
هل لأنه زوجها ؟
هل لانه تجاوز حدوداً لم يتجاوزها احد في حياتها ؟
هل لانها تعلم ........... ان خفقاتها هذه حلالٌ في حلال ؟
وانه يحق لها التحديق به كيفما تشاء ومتى ما شاءت !

لا
بالتأكيد لن تفعلها


اشاحت بوجهها الجامد الصلب تماماً وكأنها نحتت من الرخام البارد .... اسلوب بارع منها كي تخفي ما يعصف في روحها الآن


لتقول فقط وهي تخلع حجابها وترميه بفظاظة على جهاز التلفاز: قول اللي عندك وانت واقف مكانك
اي خطوة تخطيها قربي ما تلوم الا نفسك

اشرت بأنفها نحو الجرح الذي سببته بـ وجهه واكملت بذات صقيعية نبرتها لكن المغلفة هذه المرة بالوعيد: ولا يرحك بيغدي يرحين
وصدقني

اشرت بعيناها نحو قلبه واكملت بلا تعابير: بعدها بتضطر تدخل العمليات again


اقترب خطوة نحوها
يتأملها ولا يشبع
ينهل من جمال عيناها السوداوتان ولا يشعر الا بالمزيد من الجوع

ضعــف جســدها هذه اللبــوة
وأصبحت أنعم بشكل تأوهت له اوردته الملتاعة
خاصةً بـ الشال الكشميري المزركش المحيط بـ كتفيها المستقيمتين الانيقتين

بقايا الكحل بين اهدابها اغوته

من قال ان عيناها تحتاجان للكحل ؟

لبوة صغيرة وجاهلة ............... وفاتنة

لبوة يمشي حُسن الليل على أهدابها
وحُسن القمر
وحُسن المطر


كتفت يديها على صدرها وقالت: شو قلت انا ؟


: خبريني انتي .... كيف ما تبيني اقرب منج وانا محروم ثلاث شهور من ويهج ؟


نفس النظرة
نفس النظرة التي كان يرمقها بها عندما يتغزل بها وهو متقمص دور المعتوه

الخبيث يعرف كيف يجيدها حد النخـــــاع


وجدت نفسها تهتف بنبرة لاذعة محتقرة: امسح هالنظرة من عيونك ما عادت تمر عليه مسرحياتك
وخلك واقف محلك لاني هالمرة ما برحمك


رفع وجهه قليلاً وهو يحدّق بها بعمق
ثم اخذ نفساً طويلاً ..... ثم قال وهو يحرك كرسي تابع لطاولة طعام صغيرة

جلس عليه ليصبح الكرسي بلمح البصر غير مرئي بسبب عرض جسده الرجولي


ثم حرك كرسي آخر
ووضعه امامه بمسافة معينة
ثم قال: اقعدي


رفعت له حاجباً وكادت تقذف عليه احدى قذائف لسانها لكنه قاطعها بصرامة: اقعدي جدامي حرابة واوعدج ما بقرب منج لين انتي ترخصيني
تمام ؟


ظلت واقفة بتصلب وتحفز

فـ لمس طرف شاربه وقال بصوت أليَن
وبنظرة ذكورية أرَق
نظرة كادت تفقأ عيناه بسببها :
وعد




فـ حرّكت فكها ببرود تام
وتحركت لتسير امام ناظره المعتم المحدّق بها بشكل يوتر الاعصاب

حتى جلست امامه وهي تبعد بساقيها الكرسي عنه مسافةً اغاضته بداخله لكنه فضّل الرضوخ

حسناً
يكفيه هذه المسافة التي من خلالها يستطيع شم رائحتها الحلوة

وجد نفسه يهتف بـ اجش: نفس العطر اللي كنتي تتعطرين منه في كيب تاون

وضعت رجل على رجل .... وقالت بتعابيرها الرخامية: قول اللي عندك وخل عنك الخرابيط



اخفض عيناه
يعلم ان التعامل معها سيكون صعباً
كان صعباً عليه مسبقاً وهو معتوه ان يمطر ارض روحها اليابسة بأحاديثه المضحكة في وقتٍ قصير

فـ كيف الآن وهو عاقل ...!!
وهي ترى انها مخدوعة ومغدور بها !!!
بالطبع سيواجه عواصفها حتى تراه يسقط امامها يتوسل الرحمة


تنحنح بغلظةٍ وهو يرفع جانبي شماغه فوق رأسه بطريقة جذبت عيناها الباردتان
ثم وضع اكواعه على ركبتيه وهو ينحني قليلاً امامها

ثم قال بصوت حازم قوي: غابش عبدالرحمن بن خلف بوالشريس
بزنس مان وعندي شركاتي في بوظبي وكيب تاون

رمقته ساخرة وهمت بمقاطعته لكن قاطعه بأن هتف بصوت اعلى واكثر حدة: لا تقاطعيني

اخرج بطاقة هويته من جيبه ورفعها امام عيناه: سبق وشفتي هويتي وشفتي جوازي
طبعاً مب مزورين .. مب لهالدرجة بتخلين افلام الاكشن تأثر على مخيلتج
كل شي عني صحيح
عدا


: عدا انك عاقل ..... مب خبل نفس ما كلكم قلتولي

تنهد بجبين مقطب .... وهتف يريد اكمال حديثه: عداا

: عدا انك ما سويت حادث سيارة ولا انضربت في راسك ولا هم يحزنون

هتف من بين اسنانه: بتخليني ارمس ولا اعق وعدي ورا ظهري واقرب منج ؟

ارتبكت خفقاتها رغماً عنها ..... لكن هيهات تظهر هذا له: جرّب وشوف شو بيصيرلك


اعطاها نظرةً كالسهام .. اخترقتها خرقاً: ترى معاج انتي بالذات ... انا نص مخ
صدقيني ما بستحي اقولها ولا بنحرج
جربي تتحديني يا حرابة وشوفي شو بييج


هدرت بشراسة وهي تقف: تهدد !!!!!
عقب كل اللي سويته فيّه تيي لين عندي وتهدد !!!!

: اقعدي مكانج ولا تزاعقين ..... انتي تبين مني توضيح كامل وانا هني عسب اوضح

هتفت بصوت شديد: وضّح من غير تهديدات

ليهتف هو بصوت اشد وهو يقف قبالها: بوضح بس صخي ولا تقاطعيييني


طحنت اسنانها من شدة الغضب
متقابلان كل منهم ينفخ بوجه الاخر ينتظر الإشارة كي ينقض
هي بسكين الفاكهة التي على الطاولة
وهو بـ قبلاته
بأصابعه التواقة كي تلمسان كل قطعةٍ بها



فـ زفر بحدة وهو يرفع كميه للاعلى
ثم سكت ليسيطر على انفعاله من جديد

قال بعدها بعد ان تمالك اعصابه: اذا وضحتلج كل شي
كم نسبة رجوعج لي ؟

قالت له وهي توسع عيناها بطريقة مسرحية ساخرة: تبا نسب يا غابش ؟

أجابها بجبين متغضّن ولا يريد التفكير باحتمالية انها سـ تحطم قلبه وترفض وصاله
رغم انه فكر بها بالفعل: انتي تمشين ورا الارقام ... ورا العقل
عطيني نسبة معينة
كم نسبة رجوعج لي اذا قلتلج كل شي ؟؟؟



قهقهت
قهقهة ساخرة مزدرئة: اخوانا المصريين يقولون لما تشوف حلمة ودنك
تروم تشوف حلمة ودنك يا بوالشريس ؟


توهجت ابتسامة على محياه .... ابتسامة عابثة مستمتعة ....... فقال: ماقدر اشوفها بس اقدر امسكها


واقترب منها بشكل خطير
خطير جداً


هدرت ووجهها يحتقن ويتجمد من التوتر
: غابش مكااااانك .... حطيت ايدك على شاربك


وقف عندها وقال وهو يعض شفته السفلية بغيظ شديد: اخخخخخ ... نسيت


اشر بيده نحوها بافتتان غاضب وهو يهدر: الحين ثلاث شهور تخليج جي بهالزين كله !!!
شو مسوية بعمرج انتي ؟؟؟؟



: السلام عليكم ... حرابة ليش الباب مبطّل ؟

شهقت حرابة بعفوية وهي تحذّر اختها قبل ان تقترب اكثر منهما: مديه صبري لا تعقين شيلتج

اقتربت مدية باستغراب والحجاب ما زال على رأسها: شو السال...... اووووه السموووحة


كانت بالكاد دخلت للداخل لترى حرابة تقف مع زوجها
فـ تراجعت للخلف بـ حرج شديد

اخفض غابش عيناه على الفور ... وقال بصوت جهوري: السموحة ختيه على الازعاج .. مبوني ظاهر الحينه




وقبل ان يسير مبتعداً
اقترب قليلاً من حرابة وهمس بـ شراسة: في اتصال مهم بييج اليوم ولا باجر بالكثير
لا تسفهينه شرات ما تسفهين كل حد يبا يرمسج
تسمعين ؟


وخرج بخطواته الثقيلة الرزينة ........ وهو يعطي مديه جانب ظهره



،,



اخذ نفساً قوياً متهدجاً وهو يستطرب على صوت ضحكة امه مع صغيريه

نفَس الشوق ونفَس العذاب ونفَس الدنيا التي فرقت بينه وبين رائحة صدرها
نفَس الدنيا التي احالت بينه وبين رائحة العود من يدها نهارات الجمعة
احالت بينه وبين ضحكاتها صباحات العيد وهي تعجن .. وتخبز ... وتساعد ريسه في تقطيع اللحم وطبخه

لطالما وقف امام افران مخابز العرب الصغيرة في هولندا ليشم رائحة الخبز
حتى يتذكرها
حتى يتذكر رائحة خبز "الرقاق" التي تبدع في صنعه على الحطب
ورائحة خبز "الخمير" التي كانت تتفنن بصنعه تارة بـ حبة البركة وتارةً بالجبن وتارةً بسمن الغنم والعسل

ولا رائحة دخلت حناياه اعطته الرضا والسلام الخاص بـ نورة

ولا رائحة وصلت شعبه الهوائية اضحكت خافقه جذلاً وجعلته يصل لـ وجهها البهي كي يقبّله سبعاً
ويتشبث بـ عنقها سبعاً بعد سبعون مرة ..




أحنّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي
و لمسة أمي
و تكبر في الطفولة
يوما على صدر يوم
و أعشق عمري لأني
إذا متّ،
أخجل من دمع أمي!
خذيني ،إذا عدت يوما
وشاحا لهدبك
و غطّي عظامي بعشب
تعمّد من طهر كعبك
و شدّي وثاقي..
بخصلة شعر
بخيط يلوّح في ذيل ثوبك..
عساي أصير إلها
إلها أصير..
إذا ما لمست قرارة قلبك!
ضعيني، إذا ما رجعت
وقودا بتنور نارك..
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمت ،فردّي نجوم الطفولة
حتى أشارك
صغار العصافير
درب الرجوع..
لعشّ انتظارك!




يرثيه درويش حتى وهو في قبره
لم يعلم درويش انه سطّر قصيدته "للأحياء الاموات" من بعده... للذين لم يدركوا قبلاً ان اعمارهم هي الفيصل بين الحياة والموت !

كل "صوَر الموت" كانت كالجدار الفاصل في حياة البشر "الطبيعيين"

الا هو .. فـ عمره الافتراضي من كان الفيصل والجدار والحصن
بين الحياة والموت
حياة سابقة متوهجة بالاماني والاحلام
وموت لاحق كاذب مخادع بـ سرابه وظلال اشجاره الباصقة اليابسة

فـ كانت اشد امانيه في اشد لحظاته سوداوية
ان يصبح حبل غسيل
على سطح دار امه !



سأل جواهر ببحة متلهفة أليمة: شخبارها ؟


هل نبرته الموجعة هذه من ستبكيها ؟
ام هي منذ ان وطأت قدماها ارض الحرمين وهي تناضل كي لا تقع صريعة دموعها على ابسط موقف يمر امامها خاصةً من نورة ؟!


ابتعدت عن الجميع لتدخل غرفة أخرى اصغر حجماً وقالت بصوت ذابل: الحمدلله .... مع اليهال تلعب .... اليوم زرناها في بيت ربيعتها في مكة ... ما شاء الله عليهم اهل مكة ... اهل كرم وجود ... مذهّبين والله
(مذهّبين بمعنى اهل مذهب وسنع واخلاق)



اطرق رأسه بـ ابتسامة شاحبة وهو يعلم مسبقاً ان والدته قد كوّنت في سفراتها السابقة الى مكة بعضاً من الصداقات والتي ترسخت بعمق على مر السنين الماضية

عاد يسألها بعد ان تنحنح: شو صار على اللي اتفقنا عليه ؟


ابتسمت بحزن واجابت: على قدم وساق شرات ما يقولون .... ماما لوسي طايحة سوالف معاها ... عاد تعرف ماما كيف هي اجتماعية وتخلي اللي جدامها يذوب مع سوالفها


اتسعت ابتسامته الشاحبة وهو يعلم ان ما تقوله زوجته صائب تماماً لهذا قام بحجز تذكرة لها من هولندا الى جدة لتظل مع زوجته والصغار لفترة من الوقت
ولتساعدهم فيما ينتوون فعله

: هالمراد ... انزين ... ا ا .....

حثّته بلهفةِ العاشقة ولوعة روحها لأجله: اسأل سهيل ... أسأل وارمس .. لا تتردد ابد


: احم ...... رمستج عن روحها ؟ رمستج عـ ........... عني انا ؟



هنا لم تتحمل
امتلأت مقلتاها بالدموع ....... وهزت رأسها بـ ايجابية
وكأنه سيراها ويعرف الجواب قبل ان تتلفظ هي به

عندما ادركت حركتها الخرقاء
قالت بتحشرج: هـ هي
رمستني


: شو قالت ؟؟




"البــــــارحــــــــــــة"



تجلس معها قرب ساحة السعي .... فـ اخذت تتحدث معها في لحظة تأمل روحانية
ما كان يجول في خاطرها في تلك الاثناء


: سهيل .... كان عندي ولد واحد اسمه سهيل

قُرعت طبول قلبها على سماع اسمه الجميل وهو يخرج من حنجرة امه

فـ سألتها بخفوت مبحوح: وينه ؟


: انجتل


شهقت برعب وهي ترتد للخلف ....... وتلك الحقيقة المريعة كانت جديدةٌ عليها


: مـ مجتول ؟


: مجتول ... مجلوع من روحي ومدفون


: كـ كيف ؟




وحكت لها
حكت لها القصة بـ يدان مرتعشتان ...... وهي تحاول كل دقيقة ان تحرك رأسها يميناً ويساراً حتى تصطاد رائحة جواهر بأنفها
كي تشتم رائحتها بوضوح
وعلى نحو بائس حزين مثير لـ اللوعة والمرارة







هذه الفتاة تحمل بين جنباتها
رائحةً
تبكيــــــــــــــــــــها !

ليست هي فقط
حتى الولـــــــدان !





"الحاضــــــــــــــــــر"



ما عساها تجيبه ؟
هل تقول له اجل حدثتني
اجل امك حدثتني واخبرتني انك مررت بـ ابشع ما مر به انسان على وجه الارض
انك اتهمت برجولتك
وحكم عليك بالموت ظلماً وبهتانا
وانك ضحية مؤامرة عمك واشخاص لم يخافوا الله ولا يضعوا حداً لخبثهم وشرهم !

هل اخبرك انني لم اخبرها انك حي ... وانك الآن بهذا الشكل الروحي المشوّه ببرودك وصمتك وتلعثم روحك الشبيهة بـ روح طفلٍ باكي جائع خائف
لأنك عشت حياة غير طبيعية .... بسبب حقد الاقارب ولسعات العقارب !

ما عساي ان اقول يالله ؟!



عندما وصله صوت نشيج بكاءها
ارتخت اهدابه بـ مشاعر شتى
بـ مشاعر كانت كـ نصل السكين


: قالتلج كل شي ؟ صح ؟

لم تتمكن من التحدث معه
وكانت تعلم ان الحديث معه الآن وهي بهذا الانهيار
لن يفيده هو على وجه الخصوص
لذلك قالت وهي تغطي وجهها المبلل بالكامل بالدموع: بـ بخليك سهيل
بخليك
ماقدر ارمسك الحين


اعتصر قلبه
لأجلها هي
لأجل رقة قلبها الذي اصبح متعلقاً بها تعلق جنونياً رغم تظاهره العكس

فـ همس برقة: حبيبي


: كيف ..... كيف صار ها كله لك ...... كـ ككـ......


خرج انين حاد عالي ملؤها الألم والفاجعة والعذاب
كيف تحمّل حبيب قلبها كل تلك المصائب ؟؟
مصيبة الشرف
ومصيبة فقد الاهل
ومصيبة فقد الروح
ومصيبة فقد الوطن مع حسرة الغربة والوحدة
كيف ؟؟؟؟؟


قال وهو يحاول بث الطمأنينة والراحة في جوفها لكنه فشل: كل اللي سمعتيه ماضي وانتهى .... صدقيني ما عا......


: ما اصدق .... ما اصدق انه ماضي وانتهى
بعدك معتل يا سهيل
بعدك معتل
بس كيف ؟؟
كيف طلعت من الموت ليلتها ؟؟
كيف خالتي نورة ما تعرف انك حي ؟؟




استدارت للخلف بفزع وهي تسمع امها تناديها

لتمسح دموعها وهي ما تزال تشهق بدموعها ...
ثم قالت لـ زوجها بصوت مكتوم: برد اتصلبك سهيل


تأوهت خفقاته وجعاً سرمدياً
خاصةً وهو يسمع تلك الكلمات والتساؤلات منها


فـ ترك كل ما سمعه جانباً ..... وهمس بأول كلمة طرأت على باله الآن
همسٌ صادق حد السماء/الارض: متوله عليج


تجعّدت اوراق الغرام فيها بـ ذهول ثائر
وانصعاقٍ متلهف بالغ

خرج احساسه من فمه بصدق
ليدخل حناياها بـ صدق اشد واقوى

قالت له بـ اندفاعٍ قوي: وانا مووووت ... موت متولهة عليك
ما اتخيل اني بعيدة عنك الحينه خصوصاً عقب اللي عرفته من امك
ما اتخيل اني الحينه مب جدامك ولا اقدر احظنك وازرعك زرع في صدري


مسّدت جبينها الساخن من شدة البكاء بـ عاطفة حارة جياشة وهمست بـ اختناق: يالله



اتاها صوت آدم العالي المطالب بحضورها: جوووووووووووجيييييييييييييييي


: سهيل العيال وامي يزقروني ..... برد ارمسك حبيبي



،,



بعــــد ســــاعــــة



اقتربت حورية من نورة وهي تقول بـ اعجاب واضح: ماما هاذي بنت وايد كويسة ما شاء الله

اتسعت ابتسامة نورة وهي تطالب خادمتها بوصف جواهر والاطفال: اوصفيلي شكلها يا حورية
اوصفيلي شكل عيالها

اخذت توصف لها شكل جواهر والأطفال وحتى لوسي التي أصبحت قريبة منها جداً


يالله كم احبتهم
وشعرت معهم انها عادت لتلك الحياة التي اكبر همها فيها
"متى ستنهض صباح الغد لتعجن الخبز وتشعل التنور"





"قبــــل اكثــــر مــــن أسبــــوع"



كانت كعادتها تقف مع حورية قرب مكان تجمع الحمَام وتطعمهم
وهي جالسة على الكرسي وفكرها يحلق تارةً لما حولها وتارةً اخرى بعيداً عن الجميع


تتلمس ريش الحمام فـ تسترخي اكثر وتستشعر عظمة الله الذي يخفف عنا اوجاعنا بـ ابسط الأمور الممكنة وأكثرها نعومةً ورقةً

لم ترغب بالعودة للبلاد ... صدقاً كان يكفيها ما جرى لها هناك والفواجع التي صعقتها شر صعقة
والتي كانت آخرها من يد الحقير شاهين
ذلك الشيطان الملعون

كانت منهارة في تلك الليلة ولولا القرار الذي اتخذته وهي في اشد حالاتها يأساً
لماتت من شدة الحزن بالتأكيد



: آددددددم

اجاب آدم وهو يلتفت لـ اخيه: يس يعقوب

اشر يعقوب بـ انبهار: انظر انظر كيف تمسك هذه السيدة الحمامة بين يديها



فـ اقترب من المرأة وهو يحدق بما تفعله بإثارة طفولية

وبعفوية
إلتصق عند ركبتها وهو يحاول تلمس الحمامة بضحكة طفولية

: جوووجي انظريييي




ذات الرائحة
ذات اللكمة الناعمة التي لكمت معدتها بـ احساسها القوي المذهل

لكن هذا جلياً يبدو انه صغيرٌ في السن

وجدت نفسها ترفع كفها الايسر وتتلمس بنعومة وجه الصبي الضاحك


لفظت الكلمة من عمق وجدانها: حبيبي


اقتربت جواهر منهم وهي تهتف بتحذير: يعقوب كم مرة حذرتك من ازعاج الآخرين



قلّبت لسانها للعربية واكملت معتذرة "اعتذاراً ظاهرياً": السموحة خالتي الولد ما قصد يضايقج


هزت نورة رأسها نافية وقالت: لا لا عادي
خليه عدالي .... ما سوى شي المسكين

تلعثمت بـ ارتباك وهي تسأل: هو شو يرمس ؟

ابتسمت ابتسامةً ذات معنى واجابت: هو واخوه ما يعرفون عربي ... يرمسون هولندي

رفعت نورة وجهها وسألت بناظرها المتّجه للأمام: انتي امهم ؟

: هي خالتي .. انا امهم

سألتها بقلبٍ خفّاق ... وروحها الامومية العفوية تطفح على صفحة وجهها: شعنه ما علمتيهم لغتهم يا بنتيه .. حرام مايوز هاي لغة القرآن

اتسعت ابتسامة جواهر وهي تقول: قاعدين يتعلمون شوي شوي .. وبديت احفّظهم السور القصيرة


رفعت نورة يدها قليلاً تتلمس طريقها بواسطة صابعها
حتى لمست رأس آدم الذي كان يقف قريب منها ومن توأمه

شعره ناعم كـ نعومة شعر سهيل


مسدت شعره بـ دفء وهي تقول: بارك الله فيج .... وبارك الله فيهم ويعلج تشوفينهم من حفظة كتاب الله


اشتدت خفقاتها وهي تعاود السؤال بلهفة: بنتيه انتو من وين ؟

: من الامارات خالوه .. بس ريلي هولندي

شدت من ناظرها تريد رؤية وجوه الصغار لكن لم تتمكن فـ حزن قلبها واحست بالحسرة


: يعقوب .. آدم


سلكت اصابعها طريقاً باتجاه احساسها بمسافة قربهم منها ..

فـ تمكنت من امساك ايديهما وجمعتهما امامها .... ثم استلت من جيبها مبلغاً من المال

واعطت كل واحد منهما عملةً ورقية


: سيروا اشتروا فيهم حلاو وكاكاو والباقي خشوهن في الحصالة


رغم انهما لم يفهما الا كلمة "حلاو" السهلة جداً بالنسبة لهما اذ انهما تعلما الكلمة مؤخراً

الا انهما فهما بذكاء ما قصدت المرأة الكبيرة بحركتها الاخيرة


قفزا مكانهما وهتفا سوياً: هيا هيا جوووووجي الى السوبرماااااااااااااركت


اتسعت عينا جواهر بحرج شديد: خالتي ليش كلفتي على نفسج !!

قالت لها نورة بـ اصرار: لا كلافة ولا شياته ... اليهال يحبون يروحون الدكاكين ويتشرون حلاو
خليهم يستانسون

رمقت الورقتان بيدي آدم ويعقوب وقالت تريد تنبيه المرأة المسنة فقط: خالتي هاي ألف ريال
أخاف انتي مخربطة بسسس

: لا لا مب مخربطة بنتيه

عادت تهتف بـ حرج اشد من ذي قبل: خالتي والله احرااااااااج .. ما يحتاي ها........


قاطعتها وهي تقول بـ ابتسامة مشرقة: تعالي قعدي عدالي
وخلي حورية توديهم بن داوود
لا تخافين هاي بشكارتي ومأمنة عليها في كل شي

(تقصد اسواق بن داود الشهيرة في مدينة مكة)







"الحـــــاضـــــــر"




تساقطت دموعها الوجلة بلا استئذان

تصف لها حورية اشكال الصغار وتكاد تقسم انها تصف لها شكل سهيل وهو صغير
يالله
كيف لها نسيانه وهو اول الولد واول التلد ؟
كيف لها نسيان مرارة رحيله وهو اول العلقم وفقده زرع في الروح اليتم والميتم ؟
كيف ؟



: ماما


مسحت دموعها بسرعة ..... وهي تقول: ها حورية


استلت حورية ورقة تبدو انها مثل خلاصة قيد الاسرة لكنها نسخة طبق الاصل
ويبدو انها سقطت من يد ام جواهر عندما ارادت اعطاء ابنتها الجوازات واوراقها الرسمية الاخرى منذ قليل



عقدت حورية حاجبيها وقالت: هاي الورقة يمكن طاحت من ايد مدام لوسي من شوي
مممممممممممممم


لتكمل بنبرة متفكهة فضولية: ماما نورة
شوفي هذا الرجّال يمكن ابو آدم ويعقوب
يشبهونه هههههههههههه


ظلّت نورة صامتة وتسمع احاديث خادمتها وثرثرتها ..
لكن فكرها كان يحلّق في سماءٍ بعيدة


لكن ما جعلها تعطي حورية هذه المرة كامل تركيزها ... تركيز ملؤه التخبط والتوتر

هو عندما قالت لها الاخيرة بـ ذهول: هذا الريال شفته قبل مامااااااا
هذا نفسه اللي ساعدج في الجمعية هذاك اليوووم يوم كنتي بطيحين من الدرج






نهــــاية الفصــــل الســــابع والعشــــرون


شهههههدد 13-11-20 05:50 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 27
 
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أولاً و أدري وايد قالوها قبلي إني سجلت فالمنتدى بس عشان اعلق عروايتج الابداعيه
قبل البارت القبلي سجلت و اخر شي لهيت بالامتحانات و ما مداني أعلق .

نيي للبارت الحالي
يا إنه غرام يا إنه عذاب و أكثر شي عجبني إنه مقاطع حرابة واايده، لو الرواية كلها تكون عنها بس عادي عندي راضيه 😂💕
تعجبني هي كشخصيه فالرواية بس فالواقع ما اظن 😂
وأكثر شي متحمسة له لقاءها مع سههييل كيف بيكوون !😭😭
أحس بمشاعر جياشة من الحين ، طولي وانتي تكتبين عنهم لا تخلين المقطع قصير 🥺
و غويبس المسكين يستاهل اللي ييه 🤪 ، متحمسه لانتقام حرابة 😂😂
و خااااطري اعرف شو بيصير حالاً بالاً و شو بيقوللها بس يالله انك تصبرنا للاسبوع الياي .
و سهيل و نوره المساكين ياالله انك تبرد على قلوبهم باللقاء عاجلاً غير أجل بدون صدمات و لا تأثُّرات صحية .

حالياً مخي موقف عن التفكير
فقلت بكتب اللي يي فخاطري و ما عليه لو الكلام مخربط
منتهييييةة ابا انام بس ما هان علي اني ما اعلق عالرواية بعد ما قريتها لأني أدري اذا ما علقت الحين بلهى عقب و بنسى اني اعلق
و السموحة عالقصور
نترررققب البارت اليااي بكل شوق
و ياليت لو تكون حرابة موجوده فيه نفس هالبارت 😁
دمتي بوود 💜

حكايا الروح 13-11-20 09:19 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 27
 
صباح الخير لولوة

غابش وحرابة أعتقد الاتصال اللي يقصده اهو الفاصل لمعرفتها بحياة سهيل (والله ودي تعرف بسرعة لأني حدي متحمسة شلون حرابتنا بتحرك الأحداث)

مدية وهزاع
اتفق مع تصرف هزاع تماما مدية محتاجة تراجع عمرها من جديد عشان تدرك انها بهالتزعزع ماراح تقدر تعيش رغم اني ماقدر الومها مع كل ال insecurities اللي عاشتها وتحس فيها بس فعلا ماكو حل إلا أنها تبتعد وتدرك الأمر بنفسها

منصور ونارة اللي بدت تحوسها نار الغيرة
حبيت التطورات في علاقتهم والبعد حالياً اللي بدى يكشف لمنصور مشاعره


هالفصل لامسني بشكل كبير وبالأخص مقطع سهيل وجواهر ما انتبهت على عمري إلا ودموعي نزلت معاهم لذلك تركته بدون تعليق
فهالمرة مابقول تسلم ايدج بس إلا تسلم روحج اللي تغلفين كلماتج لنا فيها مع كل فصل بأحاسيسج
وأعذرينا عالتقصير ماكو رد من قدرج والله

عبيرك 13-11-20 10:24 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 27
 
صباح ممتلا بعبق الكلمات المبهره فصل روعه من ناحيه التعبير دائما تبهريني بقوه تعبيرك وجملك الوصفيه لااعرف كيف اعبرعن مدى استمتاعي بقراءه الروايه وكل مره اجد نفسي عاجزه عن وصف الابداع الذي اقرائه لذلك سابدا باخر مقطع وحزن الجوهره ووجع قلبها على مصاب حبيبها سهيل والاهم انها لم تفكر للحظه ولم تشك به بل هي كانت واثقه به وبانه من المستحيل ان يكون بلا اخلاق وهذا يدل عن معرفتها الدقيقه بسهيل وصدق مشاعرها وحبها له والاهم ثقتها به ولذلك الجوهره هي الانسانه التي عوض الله بها سهيل وقادني موقفها للمقارنه بينها وبين روزه التي عاشت وتربت معه الا انه لم تعرفه ولم تثق به والاهم كما اعترفت هي انها لم تحبه هي حبت حبه واهتمامه بها واحساسها انها مميزه عن غيرها لذلك كان من السهل ان تقتنع بكلام شاهين وخسرت حب سهيل وعانت ماعانت لانها تستحق واظن ان محمد سيكون مناسب لها لانها مالت له او هناك مشاعر تحس بها نحوه ناتي لنوره وقلب الام التي بالرغم من قصر نظرها الاانها شعرت باطفال سهيل وممكن هي فطره الام او انها امنيه سيحققها الله لها متشوقه للبارت الذي ستعرف نوره ان وليد قلبها مازال ينبض وهو عايش ويد الغدر لم تطله بل نصره رب العرش العظيم اما سهيل بالرغم من انه وصل لشاهين وبدا ينتقم منه الاانه يتالم لان طبع سهيل واخلاقه التي تربى عليها تختلف عن مايفعله ديدريك الغاضب وعندي احساس انه بالنهايه سيترك شاهين ولن يقدمه للقضاء لحمايه اسم عائلته وحمايه جده ولكن شاهين سيصدم صدمه عمره لما يعرف انه فشل بقتل ثمره زواج محبوبته واخيه فسهيل هو الاثبات عن خساره شاهين لنوره واظن ان الله سيعاقبه عقاب كبير وانه سيكون بفقدانه عقله اما حرابه وغابش هل الكبل في متعه باحداثهم واحس اننا امام جوله توم وجيري واتمنى ان يستطيع غابش الفوز على حرابه لان حرابه تحب غابش ولكنها ترفض الاعتراف بمشاعرها نحوه لا نها تشعر انه تم خدا عها او لاحساسها انه ايقظ الانثى بداخلها التي عاشت سنين تسعى لاخفائها وممكن ورقه سهيل واعتراف غابش بانه من دفعه لحمايتها ستكون الجوله التي ستعيد حرابه لغابش وستكون سبب لشفاء قلبه المعلول اما منصور وناره فالاثنين يعانوا من الغباء وسوء الظن بمشاعرهم ويحتاجوا لصفعه توقظهم او يحتاجوا لجلسه مصارحه وكشف مشاعر ويبداوا حياتهم ليكون عوض عن الفقد والالم الذي مروا به ريسه مازالت الام الداعمه لاولادها واظن انها لن تندم بالنهايه انها ربت ابناء لم تلدهم من رحمها ولكنها ولدتهم بقلبها وحبها وببذل حياتها لهم ريسه هي المثال عن الام وبالفعل تستحق لقب ماما ريسه البارت قمه بالروعه وبانتظار القادم بشوق كبير

فيتامين سي 13-11-20 01:52 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 27
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الخير على لولوتنا ومتابعاتها الغاليات

لولوه اسم على مسمى ماشاء الله فصل قمممممممممممه في الروعه يستحق وقت الإنتظار اللي انتظرناه

ما أدري وش أقول ووش أخلي مهما قلت عن الفصل ما أقدر أوفيه حقه فصل جميل جدا راااائع بكل المقاييس
الله يحرم يدينك على النار

روزه
الله يكون في عونك احساسك بظلمك لسهيل قاتل وشعورك بالذنب
كبير ارتكبتي خطأ في حق سهيل وحق نفسك حسبي الله على من كان السبب
،
،
محمد

موفق في خطوبتك لروزه وإن شاء الله كل واحد يداوي جراح الثاني
،
،
جميله

حبيتها جميلة الروح برشحها لناصر
،
،
ريسه
ماشاء الله عليك مايقدر لحرابه غيرك خليك وراها وعقليها
،
،
ناره & منصور
كل واحد فيهم بدأ يحس بشعور ناحية الآخر لكن ناره الغيره
تاعبتها ومنصور الكبرياء تاعبه وإن شاء الله قريبا بتطيح الحواجز
بينهم وبيعترفون بحبهم لبعضهم
،
،
نوره
نوره مشاهد نوره مع جواهر وأحفادها شيء يوجع القلب
يالله متى تعرف نوره إن ولدها حي وتشوفه
،
،
هزاع

يحق له يزعل وياخذ على خاطره من مديه رغم كل اللي
عمله لها وتعامله معها مابان في عينها وتتركه على شيء
ماله يد فيه ولا يحق لها تزعل منه


نأتي لحبايبي

حرابه & غابش

حرابه أسمع جعجعه ولا أرى طحنا فالحه تهدد وتتوعد في
غابش ووقت الجد ضاعت علومها والله أنقذها بمديه
والا كان ماطلع غابش الا وهي معه

حزب حرابه قلنا لكم قدر لها وهو معتوه مايقدر لها وهو صاحي
ترى ولدنا تاركها بمزاجه ولا يبغى يضغط عليها فهموا بنتكم
تعقل وترجع لزوجها وتحمد الله إنه عاقل ماهو معتوه

الإتصال اللي قال غابش عليه من مين راح يكون هل منه
أو من أبوه والا من سهيل والا من عملها
سهيل ما أعتقد

يعطيك العافيه لولوه ولا خلا ولا عدم منك يارب
منتظرين باقي الأحداث بفارغ الصبر



لولوھ بنت عبدالله، 14-11-20 09:33 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 27
 



،,



صباح الورد
ما أحلاكم يا بنات وما ألطفكمممممم

كنت بأجل شوي ردي ع تعليقاتكم بس قلت ع الاقل اعبر شوي عن فرحتي بوجودكم حولي مواحححححححححح


عبيرك
حكايا الروح
شهههههدد
فيتو


لا خليت منكن يا رب
جبر خاطر انتن والله

يلا اترقب تعليقات باقي البنااااااااااااات محد له عذر هالمرررة
بارت طويل ودسم ويستحق منكم كل كلمة صغييييييرة بحقه
:)




لولوھ بنت عبدالله، 14-11-20 09:34 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 27
 
ووووالشكر موصول لصديقة الروح طعون
شكرا ع النقل يعطيج العافية
تسلملي عيوووونج الحلوة

bluemay 14-11-20 02:10 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 27
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


وه بسسسس فديت لولوتي يا ناس


شو هالابداع شو الجمال

استمتعت واتمزمزت فيه ع الآخر


لقاء الأكابر كان جمييييل ومووووجع جدا

شوق ومكابرة وحنين ومثابرة

اااااخ يا مدية ما لقيتي تجي الا هالحزة اخخخخ بس

قطعت علينا معرفة هامة وحاسمة بموضوعهم.




روزة خلاص رحمتك اخدتي جزاكِ بس ما بعرف مستكثرة عليها السعادة الآن >>> الوضع طبيعي ولا اروح اتعالج قولكم🙈





سهيل اااااااااه من حزنك وقهرك جعله ما يتعدى شويهين التيييييييييييت

ويا حليل نورة المتولهة على عيال سهيل وتشم فيه ريحتهم

رائعة يا لولوتي متحكمة بإقتدار في تسيير الاحداث

عيشتيني كل تفاصيل المشاهد وكأنها نابضة أمامي بالحياة


كلي شوووق للقادم
تقبلي مروري و ودي

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°







د ا ن ة 16-11-20 12:38 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 27
 
البااارت يجنن يجنن

منصور ونارة الاثنين كرامتهم ماتسمح يعبرون عن مشاعرهم بس تعجبني ردودهم 😁

مدية قاسية على هزاع وصراحة غلطانة وبقوة اتمنى تفهم

واخيرا التقوا غابش وحرابة مقطعهم كله من بدايته لنهايته من مشاعر وحوارات وردود فعل رااائع 😍😍😍 (مدية بغيت اذبحها دخلت وقت غلط 😑)
بس الخبل وراه مالاحظ بطنها😂😂


نجي عن سهيل وجواهر يااه حزني سؤاله عن امه وبكية جواهر
واعترافه بالاشتيااق 😍😍

اما النهاية الصادمة ماودي تعرف الصورة ابي تشوفه قبل ماتعرف
وابي حرابة بعد

.....

شكرا شكرا عالبااارت مثالي وشاعري بقوة

روعة النسيان 16-11-20 04:16 PM

ياسهله وقربه باللولو وماجابته 💛

اولا ولاني قريت البارت اللي قبل ولاعلقت وكل يوم اقول بكتب تعليق وانزله وراحت الاسبوعين كلها م علقت ☠ وبناء ع ذلك وجب علي اكتب تعليق ع البارتين كلها منعاً لتسيب مرةً اخرى ^ رفعت الجلسه🤣


وثانياً ومن هنا لين بو ظبي دار الفلااا والحي 💜
شكراً يالولو شكراً شكراً على وقتش وعلى قلمش وعلكثر ماحنا ممنونين ومشكورين ومبهورين ومستمعين ومندمجين ومتخرفنين ومتصوعيين 🤣
مع سهيل وقومه 🧡🧡🧡🧡🧡🧡 وانه بكل بارت ينزل اجزم قبل اقرآه انه ينافس البارت اللي قبله واني بوصل لنهاية الفصل وانا في قمة انبهاري واندماجي وحماسي 🙏🏻🙏🏻 ماتوفيش الكلمات ياأم مريم يشهد الله ولاخلا ولاعدم منش ومن ابداعش الفريد 🤍🤍🤍


وبعد م أخذت لمحه على البارت السادس والعشرون اللي كان بارت عــاصـف جداً جداً
ببدايته القويه وانتقام سهيل اللي ابعد م توقعته
واخر م فكرت فيه ان سهيل اللي رسمته ببالي ينتقم
بهالاسلوب صحيح مفروض من البدايه م ارسم سهيل بهالشكل وكان لازم انتظر منه فعلا انه ينتقم
وسبق وقلتي لي عطيني عقاب يخليج ترقصين محلش من السعادة وقلت انفيه من الديره رغم انه يستاهل الجزاء من جنس العمل بس عشان بناته مابيه يموت موته شنيعه ولاني كنت واثقه ان سهيل طيب ويرحم وكانت هذي صورة سهيل في بالي
وجهلت ان الويل اللي ذاقه سهيل مارح يمر بالساهل على روحه وانه من الطبيعي جداً انه يفكر بالانتقام ولكن اللي مش طبيعي الاسلوب اللي اتخذه سهيل التعذيب النفسي 💔💔💔💔

وهنا سهيل خلاني اسال نفسي وش فرقه عن شاهين الحقير؟؟؟

انا كرهت وحقدت وسبيت شاهين مليون مره باللحظه اللي عذب سهيل نفسياً بالافاعي


وسهيل الحين اذا م تراجع قبل تسوء حالة شاهين النفسيه ويستخف راح ينددددم كثيير ولاراح تروح حسررررته من قلبه ولا راح تنطفي النار اللي بصدره

خلاص لهنا كفايه ادري مثل م قال غابش بهالبارت ان سهيل دارس خطواته اكيد بس صدقيني
اذا تمادى بهالتعذيب اللي يتخذه راح يطلع بنتائج ماراح تكون سليمه ولا لصالحه ابداً وممكن تعرقل خطواته

الخوف لو يموت شاهين او يستخف وهو باقي عند سهيل ..

وانا متفاءله برجعه سهيل لنوره والله متفاءله
سهيل بس يرجع لحضن امه والله راح تطفى نار انتقامه وترد له حياته الطبيعيه

وجواهر الحب اللي اكيد بتكون سند له وحضن وراح تحتويه وتعوضه عن كل وجع ذاقه بالماضي

وعياله موجودين معه وطلع بهالدنيا فيهم

وقته ياسهيل وقته الي تسلم شاهين ياخذ عقابه بالقانون وتخلص نفسك من حياه الماضي وجوره


الأيام تداوي لكن حضن نوره دواك ياسهيل 🧡🧡



غابش وعبدالرحمن الشريس :

حبيت شفافية غابش مع ابوه وهو بالعمر
حبيت انه متلهف على حضن ابوه وتشجيعه وكان عنده الجرأه انه بالعمر ويصارح ابوه بهالشي

حوارهم مع بعض كان بسيط وعميق وحسيت بعزوة الاب لعياله 💛💛💛 من ألطف الحوارات




وحرابه والحمدلله استسلمت لأمر استبعادها ورغم غضبها الا ان حملها كان خيره وكان بوقته

احس هالحمل بيروض حرابه وبيخخليها تهجد من العناد والحده اللي عايشه فيها

بس طبعاً غابش ماراح يتنازل لولده بهالمهمه
لان هو اخبر فيها الخبيث 🤣😂

وياساتر لولا دخله ام المسك عليهم ولاكن صارت علوم ههههههههههه غابش مايخش شي في خاطره


وحرابه فعلاً غابش كشف عن روحها اللي مدفونه تحت قوتها وغرورها بنفسها .. شخصيه حرابه مع الكل لئيمه فعلاً 😭 يعني داخلها نظييييف ورحوم ومتوجع بس تظهر للي حولها صلابه حاده تنفر منها

من ناحيه اقول ياقو قلبها كيف صخت تحقد وتقاطع امها وابوها وهم متشفقين عليها كذا وبرروا لها اعذارهم ومن ناحيه مالومها استغفلوها بطريقه
بشعه ولا كان فيه حلول افضل من حلهم هذا

لكن زي ماقال غابش انه وابوه كان لهم مصالح من هالزواج

ابوه يرد صلة الرحم بينه وبين اخته
وهو عشان صديق عمر

ايضاً ام حرابه لها مصلحه من هالزواج عشااانها متشفقه على زواج بنتها ولشخص مناسب مثل غابش خلاها هالشيء هي وزوجها يتشجعون يدخلون بهالخطه..

راح تفهم حرابه موقفهم خصوصاً انها الحين استسلمت لقرار استبعادها ورضت بحملها
ولو اني كنت مستبعده صراحه وكنت متوقعه ردة فعلها عنيفه


لكن واضح حقد حرابه وغضبها كله بتفرغه بالشخص المناسب 🤣 غويبش


يله يستاهل حرابه تطلع عيونه وتكسر لها مزهرية ولا قزازه على راسه ووثلاثين غرزه ولا اربعين ويروح شره ويطيب وهي تشفي غليلها منه وشوي فيه
على حركاته وهو مسوي فيها معتوه و ماجن 😭😂



مديه وهزاع: صدق مسختها مديه بهالبارتين

شذنب هزاع !!!! هجرانها وصدها قلل من قدره قدام نفسه ومن حبه لها هو فعلا مديه ماراح ترتاح وتمسك عقلها الا اذا هزاع استخدم اسلوب الصد عنها مثلها
لكن خوفي هزاع يتهور ويسوي شي انا ماودي افكر فيه حتى !!!!!

بعدين ام المسك كبرتها وهي فاهنه اللي صار بحكمه وارادة من ربي اللهم لااعتراض
وتوهم استقروا بحياتهم هي وهزاع وان شالله بدال هالضنا ربي بيعوضهم بعشره

ليش كذا اكتئبت على عمرها وصدت عن هزاع
وحسستني انها نهاية العالم وان هذا عقاب لها
وانها ماخذه شي مب من حقها!! وربي جازاها

شلون عقليتها ام المسك !!! معقوله في حد باقي بهالطيبه والسذاجه !!!

مقهوره من ردة فعلها وانعزالها على نفسها وكان هزاع اذنب في حقها !!


روزه : وكف حرابة والحقيقه المره على لسان مدية
اقوى على قلبها من كلام الناس في عرضها من وراها ...راح تجلد في ذاتها وتأنبها على الظن السيء اللي ظنته بسهيل كل هالسنيين

هي مو بس ظنت بسهيل ظن سوء وبس ،
الا ظلمت نفسها بعد باللحظه اللي فكرت فيها تاخذ ربيّع عشان تحر سهيل اللي عارفه انه مات محترق وتثأر لانوثتها منه


روزه فعلاً وحيده بحياتها وهالشي متعبها ومزعزع شخصيتها والاكيد محتاجه لشخص يحتويها ويقدرها ويرفعها عن كلام الناس اللي أكل في روحها زايد انها صارت بعيده من خواتها وكل وحده منهم ماخذه العزة بالاثم يااختي على حفيدات صياح بس ☹

وبما ان هالشخص ماراح يكون الا عاشقنا المتيم محمد فالله يسهل طريقك ويعينك على مشوارك مع هالروزه

حبيت شجاعته وانه قدم هالخطوه حتى لو انها كانت حب قديم لااقرب صديق له لكنه اكيد مااقدم
الا وهو عارف ان سهيل ولاواحد بالميه ممكن يردلها


لكن خل يحط في باله ان روزتنا لارجع سهيل
اكيد ماراح تكون رجعته سهله عليها ويمكن تقلب موازينها بس عسى وقتها قد تزوجت محمد واستقرت واستقرت واستقرت بقراراتها المتهوره ☠




نارة ومنصور : ناره فاقده كثييييير الااحساس بعايله وسند وام وديرة امان ومنصور كان خلاصها من الماضي ووحدتها وغربتها

لكن منصور قاسي والله حتى لو لاحظت بالبارت الاخير ان صار عنده فضول حولها وكان هه شويات
لطيف مش ممكن انسى قسوته عليها وكلامه

غير علاقاته اللي للحين م فهمنا نوعها ومنهي ذي اللي راح لها ذاك اليوم وشنو علاقته فيها !!!


ارتحت من ناحيه ان ريسه تقبلت ناره وحبتها
وصارت ناره تعتبرها بمقام الام بحياتها
هالشي ممكن يغني ناره كثييير عن منصور
اذا صملت وقوت قلبها قدامه لان م شالله عرق صياح باابطالش عامل عمايله كلن منهم مأخذ العزة بالاثم والله والاخ منصور مايشوف انه يوجعها ابدا ونافش ريشه عليها ومتعجرف



البارت الجاي احس سهيل بيظهر لأمه ولحرابه

بما ان غابش لمح بااهميه الاتصال اللي بيجي حرابه وبما ان حورية ربطت بين صورة ابو يعقوب وادم وبين صورة الرجال اللي ساعد نوره وخبرت نوره بهالشي اللي م راح يكون الا تمهيد قوي لأحساسها بضناها وريحه اللي شمته يومها فيه
وفي عياله وجواهر


ويالهفتنا يالولو على هاللقاء اللي راح يجمع سهيل باامه وحرابه ☹💜💜💜 احس ماقدرت اخمن ولا افكر كيف يمكن يكون اللقاء بداخلي وجع كبير
على نوره واحس ماراح يبرد كبدي الا لين يرجع سهيل لحضنها وهو سهيل الاولي ماعاد يربطه بذاك الماضي السيء الا نوره ويعوضها على سنين الفقد والحرمان

على كثر م عانا سهيل من ظلم وغربه وشوق لامه
الا ان فقد امه له وحرمانها منه وقتلهم لولدها قدام عيناها بالحرق اقسسسسسسسى وجع واصعب
من وجع سهيل نفسه

...



ويتجدد لقاءنا ولهفتنا وخالص محبتنا لش ولاابطالش بالبارت المقبل 🙏🏻💙💙 دمتي بود يالغاليه

شبيهة القمر 17-11-20 11:28 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 27
 
السلام عليكم
ابدعتي لولوه بهالبااارت يجننننننن خاصه لقاء حرابه وغابش ...مدري وش اقول خانني التعبير ..ابدعتي من جد في رسم مشاعرهم المتضاربه واعجبني صارحة غابش وانه بيحط النقط على الحروف ويوضح لها كل شي ..يدري بها عنيدة وماينفع معها الا التهديد هههههههه
ننتظر المكالمه من بتكون منه !!!
اتوقع من ابو غابش

سهييييل وآآآآآه من سهيل ومن وجع سهيل ومن حرقة قلبه ... احساااس صعب انك تسمع صوت امك وماتقدر تشوفها بعد سنين الحرمااان ... بس سهيل اثبت انه شخصيه قياديه وحكيمه بكل تصرف قاعد يسويه ..خاصه طريقته وتخطيطه للكشف عن شخصيته .

محمد ... تتوقع روزه بعد الي عرفته عن براءة سهيل بتوافق عليك !!وخاصة ان عرفت انك صديقه !! اتوقع ماراح توافق الا بعد مايجي سهيل بنفسه يخطبها لمحمد ..هنا راح تنتهي روزه من قلب سهيل وهالشي افضل لها وله

نورة ... القفله اخرستنا ... عندي تساؤل هل صحيح نورة مصدقة انه مات .. يعني مايجيها احساس الام ان ولدها مازال حي .. حتى لو شافته قدامها ... دايم الام يكون لها احساس لعيالها غيييير عن كل البشر ..
المشكله نورة ماتشوف زين كان نقول اذا شافت الصوره بتقول هذا ولدي ..

لولوة ... اتعبتي من بعدك .. روووعه كل حرف كل موقف كل شخصيه كل شي بالروايه يثبت جدارتك وروعة قلمك وعمق احساسك .. تستحقين لقب ( اسطورة الادب ) بكل جدارة ربي يحفظك .. ولنا الشرف وجودك معنا ..💕

ننتظرك بفارغ الصبر 🌺🌺

لولوھ بنت عبدالله، 19-11-20 06:16 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 27
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

صباحكم ورد وياسمين 💎

كل الحب وكل الامتنان للي كتبت رد ع الفصل السابق
ممنونة وسعيدة يا حبايب القلب

اليوم التنزيل بيكون ان شاء الله على الساعة 9 مساءاً
وهالوقت بثبته اذا ربي كتب لين نختم سهيل يا جميلات
ان شاء الله تعالى 💘

سلامي للجميع ❤

لولوھ بنت عبدالله، 19-11-20 07:02 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 27
 



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



الفصــــل الثــــامن والعشــــرون
(الجزء الأول)



،,



ظلّت نورة صامتة وتسمع احاديث خادمتها وثرثرتها ..
لكن فكرها كان يحلّق في سماءٍ بعيدة


لكن ما جعلها تعطي حورية هذه المرة كامل تركيزها ... تركيز ملؤه التخبط والتوتر

هو عندما قالت لها الاخيرة بـ ذهول: هذا الريال شفته قبل مامااااااا
هذا نفسه اللي ساعدج في الجمعية هذاك اليوووم يوم كنتي بطيحين من الدرج


فـ ضربت الافكار دماغها بحيث انها لم تستطع التنفس للحظات

لتقول بعدها وهي تخرج انفاسها الحبيسة بعنف: وين ؟
وين ؟

: هني ماما

ورفعت الورقة بعفوية رغم انها تعلم ان نورة لن تراها

شوحت بيدها يميناً ويساراً
حتى احسّت بملمس الورقة
فـ جرّتها من خادمتها بارتعاش
وظلّت تحاول ان ترى الصورة بعينها التي ترى التشوش والتضبب بها
حاولت
شدت على ناظرها
هنا وهناك
لكن لم تتمكن من رؤية الوجه بوضوح
كانت تحاول وهي تبكي بحرقة
وهي تأن بألم
لم هذا الشعور الفظيع بـ ابنها
ابنها مات
ابنك يا نورة مات
فلم تعتقدين ان الذي سترينه هو سهيل ذاته

قبضت على الورقة وهي تخفض يدها بـ خيبة لا حصر لها

رحمتك يالله
رحمتك وحبل جوارك بأقرب وقتٍ ممكن
فالحياة اصبحت لا تُطـــــــــاق
لا تُطــــــــــــــــــــــاق

هتفت لها خادمتها بحنان حزين: ماما شوفيج ؟
كلميني ماما
انا حورية بنتج
كلميني يمكن اقدر اساعدج

فأخذت تتكلم وهي تأن وتضرب صدرها من شدة الالم: ولديه
اشم ريحة ولديه سهيل يا حورية
شميتها قبل في الجمعية
والحينه اشمها في جواهر والصغاريه
بس ولديه ميت
ميت


اغتم قلب حورية لأجل نورة .. لأجل المرأة التي ظلت تبكي ابنها الميت سنين طويلة
وما زالت تبكيه

تنهدت بحزن ثم قالت: ماعليه ماما .. ريلاكس .. هدي شويه
الحين نحن بنرد البيت
بوديج الحمام عشان تتسبحين
عقب بننزل نصلي في الحرم
بترتاحين واجد ماما صدقيني

هزت نورة رأسها بـ قلة حيلة ثم غمغمت: زين
حورية يا امايه
خذي 500 ريال من بوكي ووزعيهن على الفقارى والمساكين

سألت حورية وهي تبحث: وين بوكج ماما ؟

: في جيب الشنطة من داخل


وعندما فتحت حورية الحقيبة ... ادخلت يدها تبحث عن المحفظة
اخرجتها بسرعة
لتسقط جراء سحبتها صورة صغيرة مهترئة

رفعت الصورة بعفوية
لترى ما جعل عيناها تجحظان بهلع !


نقلت عيناها المرتبكتان بين نورة
وصورة والد الصغيران
وصاحب الصورة القديمة
حتى انها تذكرت بذكاء حاد ذلك الشاب الذي انقذ الاخيرة في الجمعية


غمغمت بخفوت لم يصل لمسامع نورة ذات البال الشارد الحزين: بسم الله الرحمن الرحيم



ظلت تحدق بالوجوه المتشابهة
وشيئاً ما
شيئاً خفياً صدح صوته الآمر في دماغها منعها من ابداء اي ردة فعل الآن
لا تعرف
هل لأنها كانت خائفة من ردة فعل نورة ذاتها اذ انها لا تستطيع توقع ما سيحدث للأخيرة ان سمعت ما في جعبتها !
او لأنها فكرت انه من الممكن ان في الامر خطأ ما ولا يجب عليها التسرع قبل التأكد !


لهذا تصرفت بطبيعية شديدة
استأذنت ونورة من عائلة جواهر

وعادوا للبيت
وعندما انتهوا من الاغتسال وتجديد ثيابهم
اتجهوا مباشرةً للحرم المكي



،,




عندما دخلت مديه على حرابة وزوجها المكان
اعتذرت من حرابة على الفور ودخلت لغرفتها التي خصصتها لها الاخيرة فيما مضى

عندما تبعتها حرابة ودخلت ورائها
رأتها وهي تجلس بصمت وجل
بجمود
بتلك النظرة اليابسة التي اتقنتها بشكل محزن الفترة الماضية


لكن فجأة ومن غير سابق انذار
نكست وجهها ولاحظت حرابة كم كانت تصارع بقوة دموعها

ما ان نطقت اسمها بـ دفء

حتى انفجرت مديه بالبكاء
والانين بصوت حاد


فضّلت حرابة ان تجلس مكانها وتترك مديه تخرج ما فيها كما تشاء
فالاخيرة كبتت الكثير والكثير ولابد لها ان تبصق اوجاعها كي ترتاح


بعد لحظات

اعطتها كوباً من الماء كي تشرب وتهدأ اعصابها
بعدها جلست امامها
على الكرسي الذي كان يجلس عليه غابش

ليتصارع احساسها بين لذة الاحساس به ورغبة بمساعدة اختها الكبيرة
اختها التي تشابه حمام الحرم بـ طهرهم ورقة نبضاتهم

سألتها وهي تقترب منها: شبلاج مديه ؟ .. رمسيني اسمعج انا

عصرت يديها ببعضهما البعض بشدة وهي تشهق بالبكاء .... لتقول بصوت متقطع شابه الوجع الصافي : انا غلطانة يا حرابة ؟
حلفتج بالله قوليلي
انا غلطانة باللي اسويه ؟

تنهدت بخفة وهي تتأملها بـ حزم
ثم قالت: لو انتي واثقة انج صح
ما كنتي بتسأليني هالسؤال

: ليش عيل ما قلتيها في ويهي اول ما ييتج


اجابتها حرابة بنظرة حانية: قلتيها بلسانج
ييتج
التجأتي لي
ظنج بخلي ختيه وهي محتايتني في شدتها وضيقها ؟
غير اني
والحق ينقال

اشرت لنفسها ساخرة: ما كنت في حال يسمح لي اعطي مواعظ ونصايح
لكن دام انج الحينه تسأليني
اقدر اجاوبج
هي مديه انتي غلطانة باللي تسوينه


شهقت مديه وهي تغطي عيناها بـ رجفان

لتهتف بـ عذاب: مستويعة يا ختيه
مستويعة من الخاطر
ليش يوم ربي عطاني الضنى شلوه شل من يوفي
ليش ؟؟
حاولت ألوم سعاد باللي سوته
قسم بالله حاولت
حتى يوم جابلت الافريقيات في مركز الشرطة
قسم بالله كنت اتمنى يكون عندي القوة اني ازغدهن بيديه من الغييييييييظظظظظ
من القهرررررررر


تأوهت وهي تخفض رأسها وتخفي كامل وجهها
فـ اكملت بنشيجها الحاد الموجع: بس ماقدرت
لاني جبااااانة
لاني خرااااابة بيوووووووت وربي عااااااقبني
انا انسانة سيئة يا حرابة ...... انسانة سيئة ما استحق السعادة في حياااااتي
انا
انااااا ........ بنت ..........


لتلفظها وكأنها لفظت عروقها مع هواء صدرها: بنت شاهيييييييييين
بنت شاهين اللي ماعرف في حياته الا الشر والاذية والمضررررة


اتسعت عينا حرابة بفاجعة وهي تقترب من اختها وتحيط كتفيها بحنو

لتهتف بعاطفةٍ اخوية قوية: يا حمااااااااارة كيف تقولين هالرمسة ؟؟ كيف ؟؟؟؟؟؟
اقسم بالله ما ريت وحده شاله قلب شرواااااااااج يا هببببببببببلة
كيف تقولين عن نفسج هالرمسسسسة ؟؟؟؟؟؟
اذا انا وروزة وامايه ريسة ياما وياما نازعناج وهزبناج على طيبتج الزايدة اللي تخلي الواحد وده يضررربج بسبتهااااا
كيف تقولين جي الحييين عن رووحج ؟؟؟؟


رغماً عنها ذبلت تعابيرها وهي ترى ان اختها لا تستطيع الكف عن البكاء

فـ اكملت متسائلة وهي تحاول تهدئة انهيار الاخيرة:
انتي خليتي بيتج لانج تتحرين انج انتي السبب الاول والرئيسي باللي صار ؟

هزت رأسها بـ اجل ...... بـ فكين مرتعشين
ثم قالت من بين شهقاتها التي خرجت عن سيطرتها كلياً: ما .... ما ....... ما اجذب عليج
ما اجذب عليج ...... هالسبب
و ..... و ..... وشـ شي ثاني


اهدي .. خذي نفس اول عقب ارمسي

لكنها لم تأخذ نفساً لتسترد سيطرتها على شهقاتها وصوتها
بل اكملت بدموع منهمرة وهي تنكز صدرها بعنف: كل شي تيمع في روحي
كـ .... كـ ..... كل شي
يوم عرفت اني حامل
كنت وقتها مكتشفة ان ابويه .... ابويه انااااا
كان السبب في اللي صار في سهيل ..... غير فعايل ربيع اللي ما تشررررف
بس حاولت اسوي طاااااف
كنت اشوف يومياً هزاع واتذكر سوايا ابويه وربيع
كنت مستحية منه واحس

اخفضت صوتها وهي تحترق: احس اني تحت القاااااااااع ...... مستوعبة شو معناة تحت القااااااااااع !!!
مع هذا سويت طاااااف
مرة ومرتين وثلاث
لكن يوم صار اللي صارلي .... تقولين صاروخ ولع في مخيييييييييي


شوحت بيديها وهي تصرخ بهستيرية اذهلت حرابة اذ انها ابداً لم تعتقد ان مديه تمتلك ذلك المستوى من الصوت

: انا بنت شااااااااااهين
بنته
دمي من دمممممممممه
اذّيت ناااااااااس
اذّيت سعااااااد وخربت بيتهااااااا
ربي حرمني الولد لاني ما استحححق الخييييير
ما استحححححقه
لاني بنت شاهيييييييييينننن


امسكت حرابة كتفي مديه بعنف ..... وهي تصيح بغضب عارم: هي انتي بنت شاهيييييييين
بنته ...... ودمج هو دمه .... هذا شي طبيعي اصلااا
لكن مووول ما بتصيرين نفسه

هزتها وهي تكمل بهيجان عاطفي عنيف: مديه الزمزمه مثل ما كانت امنا ريسه تسميج دوووووم
مديه اللي والله

فـ تحشرج صوت حرابة من نقاء الصدق الخارج من فمها على هيئة كلمات: محد يشل قلب شروا قلبهاااااا


ثم احاطت وجه اختها المحتقن المنتفخ من شدة البكاء ..... وهدرت: نحن ما نشل ذنوب غيرنا يا مديه
ما نشل ذنوب ابهاتنا ولا اهلنا ان كان من عم ولا خااااال
نحن انخلقنا في رحم صغير بنفسنا
وبنموت ونندفن في قبر صغير بنفسناااااااا
واللي تقولينه ما يجووووز
ربج عاااادل يجازي الانسان بـ فعايله ونواياه هو وبسسس
لا هو اللي بيغضب على حد على ذنب ابووه
ولا هو اللي بيعاقب حد على سيئة سواها اخووه
تحملي تعيدين هالرمسة يا مديه
تحمليييي


اقتربت مديه من حرابة واحتضنتها
حضن ارادته "مسبقاً" من امها رملة
لكن اين امها ؟

امها ما تزال كالمجنونة تبحث مع اشقائها الرجال عن زوجها شاهين
وتندب حظها الذي اوقعها في زواج فاشل
مع زوج فاشل
الذي عندما ضحكت له الدنيا اخيراً ليفوز في انتخابات المجلس الوطني
اختفى
خرج ولم يعد !


همست بمرارة شديدة واسم واحد فقط من لفظته: عاشة

فـ سألتها حرابة بـ جبين متغضن: شبلاها عاشة ؟


: ابا اشوفها
بس مب راضية تخلي امايه روحها

حرابة: تبين اوديج عندها ؟


هزت رأسها بـ اجل
وقالت بـ وجه ذابل شاحب مرهق: خلاص حرابة ..... ابا ارد بيت ابويه
ابا اعيد ترتيب حياتي
لازم ارتب حياتي من اول ويديد


: وهزاع ؟


هزت رأسها نافية وقالت بروحٍ منهدمة متعبة خاصةً مع انهيارها العاصف المسبق: ماعرف
جد ماعرف يا ختيه



،,



منذ اسابيع وهو يتصل به ولا يجيب
عدا عدة مرات وكان خلالها بعيداً عنه فكراً واحساساً

يعلم انه مهما فعل لأجل ابن اخيه لن يستطيع تعويضه عما حصل معه
ولن يستطيع اعادة الماضي وتغيير ما حدث .. فهذا الامر مستحيل
تأمل البراري حوله بـ نفسٍ يائسة

سهيل ما عاد كما السابق
ما عاد ذلك الصبي اللطيف الباسم على الدوام
الضاحك الجذل الفكاهي

لماذا انت مصدوم يا منصور ؟
هل كنت تتوقع ان يعود الحي بعد الموت وهو بذات هيئة روحه القديمة التي علقت في رأسك ؟
هل كنت تتوقع ان احداً مثل سهيل
ومثل ما شهده سهيل
سيعود لـ عمه "صديقه الصدوق" وسيعود لـ جميع اهله
كما كان سابقاً ....؟

لمَ هذه الحقيقة عصرت قلبه بهذا الشكل ؟

قُلها
اعترف
اعترف انك اكتشفت
ان كل ما حدث معك في الماضي من شتات وضياع ودخول عوالم مظلمة مخيفة نتيجة عذابك برحيل ابن اخيك ... لم يكن ذا فائدة لك ولا لذاتك ولا لمستقبلك ..

قلها
فل انك اكتشفت ان اغراق نفسك بوحل الدنيا متعمداً ...... لم يأتي بفائدة تذكر لك
اذ انك في نهاية المطاف
وبعد ان اجتمعت مع الحي الميت
عادت حياتك كالسابق
عادت حياتك للروتين وللعمل .... لبلادة المشاعر وكأنك لم تعلم منذ اشهر قليلة أنّ ابن اخيك
أنّ صديق عمرك الذي مات لتموت روحياً معه قد عاد للحياة !


اخفض عيناه بـ كل ما يعتمل روحه من حيرة وتفكير وظنون تذهب به شمالاً وجنوباً

ليس وكأنه نادم على اغراق نفسه بالحزن بعد سهيل
فـ الذي رحل غالي
ونادر
والذي عاد ... غالي ..... ولا يُعوّض

لكنه منصعق من حقيقة ان كل ما فعله بنفسه في السابق
ابتعاده عن منزله
ابتعاده عن الوطن
التحاقه بجماعة عبدالرزاق
وسارة
و .. و ... و ....
كثيرةٌ هي "الواوات" في حياته

ان كل شيء حصل معه
يجد انه .......... لا شيء
لا شيء وكفى


فـ سهيل قد عاد ..
لكن اين سهيل ........... ؟



وقف ليقترب من الضبع الصغيرة الموضوع في قفص حديدي متوسط الحجم ... قرب سيارة كادر البرنامج

: مرحبا يا حلو

رمقه الضبع الصغير بعيناه المرهقتان
ليكمل منصور حديثه الخفيض بنعومة: ادريبك تعبان .. لا تحاتي شوي وبتيي النيرس عشان تشلك وياها

دقائق حتى اتت الممرضة الكينية الجميلة
الممرضة التي تحاول منذ ايام اغواء منصور لكنها تفشل كل يوم في مسعاها

اقتربت وهي ترمش وتهتف برقة شديدة .. حروفها الانجليزية مثيرة: هلو مستر منصور

اعطاها ابتسامة رسمية .... ورد: هلو نيكيسا

سألت وهي تميل رأسها مع جسدها الرشيق: كيف حالك اليوم ؟

: بأحسن حال

واكمل بعفوية ظاهرية ...... وهو يريد وقف اي سيل من الافكار المنحرفة الخاصة بعقلها: بأحسن حال اذ اني منذ دقائق تحدثت مع زوجتي الجميلة


حركت فمها بعدم رضا ... لكن قالت بـ بهجة مصطنعة مغوية: اوووه ياله من خبر جميل
انت تعلم اننا هنا في مكان نائي ... ليس كل شخص يستطيع إلتقاط الارسال في كل حين

واقتربت بشكل خطير منه

ليبتعد عنها وهو عاقداً حاجبيه .... وكاد يشتمها علانيةً
لكن سيطر على لسانه فليس من صالحه الآن اثارة عصبية اي احد من الكادر الكيني المتعاون معهم

يكفيه استياءهم منه وهو الذي رفض مسبقاً توقيع العقد مع البلدية هنا


: الصغير ينتظرك نيكيسا


واشر نحو الضبع الحبيس الذي يأن مكانه

طحنت اسنانها بـ غيظ ... وهي ترى انها فشلت في اغواء هذا البارد اللامبالي

استلت القفص بـ حدة .. وادخلته سيارتها ..... وانصرفت الى المستوصف القريب

عض اسنانه بـ ابتسامة صلفة: مع انها غااااوية والله
بس ......... مممممممممممممممممممم



تذكر الرابونزل
تذكر شعرها الطويل المديد كامتداد البحر وبريق امواجه
كـ امتداد الربع الخالي ولمعان رماله


فـ تراقصت خفقاته بـ جبين متغضن

النار
الفرق بين الرابونزل قصيرة القوام
وهذه الكينية الفاتنة طويلة القوام

ان الاولى كالنار المتوهج
والثانية كالصقيع اللامع !


ويالشدة توقه لـ لمس النار
لكنه خائف من النار !

خائف من القمر المختبئ بين النار
قمر صغير يحتضن نفسه ولا يعلم ان هناك قلوب تواقة له !


هنا خفق قلبه بشدة
اجل يعلم انه يتوق ... ولـ كَم يرغب بالخلود في صوتها الاثيري والمكوث بين ترانيمه آمناً مستقراً

تذكر فمها المكتنز الصغير
وذقنها المدبب الناعم

في البداية كان عندما يتذكر وجهها ... تتذكر خيالاته مباشرةً وجه سارة اذ انهما يحملان ذات الوجه

لكن الآن لا
الامر اختلف
التشابه هو ذاته لم يتغير عدا الشعر بالطبع

لكن تشابه الروح هو ما تميز وانقلبت صورته في عقله

ويعود ليسأل نفسه
لمَ الخوف من دخول قلعة الرابونزل يا منصور ؟
هل اضعت مهارات الصياد معها ؟
هل اضعت مهاراتك كـ رجل يعرف كيف يتقرب من الجنس الناعم ؟

ام هو خوفك الباطني من ان تكرر فعلتك الرعناء السابقة
فـ كما خذلت سارة رحمها الله
سـ تخذل توأمها ؟



اشاح بوجهه منزعجاً
لا يحب هذا التشوش
لا يستلطف جو التوتر الذي يعيش فيه ما ان تدخل نارة محور تفكيره

طحن اسنانه بـ تجهم قاسي ... ليتذكر تصرفها معه وهو يحادثها منذ دقائق

نارة لا تريد محادثته ...... بل تشمئز منه حد النخاع .....

وتباً لكبرياءه ان قَبِلَ ان يضعف امامها ...........!



،,



منزل حامد بن صياح



قالت لها بنظرةٍ متراخية وهي تتأمل جلستها على الأرض وامامها صغيرها تلعب معه لعبة تركيب المكعبات: ليش رديتي يا امايه ؟ وليش جي ويهج غادي اصفر وتعبان ؟

قالت لها بابتسامة مجاملة وهي تحمد الله بقرارة نفسها ان حرارتها قد انخفضت: لا امايه ... ما فيّه شي
الصراحة ما رمت اتم بعيدة عنكم وعن حامد
مع ان ما شاء الله يلست البنات ما تنمل ..

أكملت بـ ادعاء .... آذاها في الصميم اذ كانت تتمنى لو ان الذي قالته حقيقة وواقع
لكن يبدو ان علاقتها بـ اختيها لن تعود كما السابق
لا شيء سيعود كما السابق
: قعدت وياهن ليلة ... استانسنا .. يلسنا .. سهرنا .. غيرنا جو بالسوالف والضحك


رمقتها والدتها بعدم ثقة ...... وقالت: صدق يا ام حامد ؟

روزة: هي الغالية صدق

ثم ابتسمت بحماس كاذب ....... واكملت: ما قلتلج
خلاص دفعت فلوس البوث اللي استأجرته في معرض عطور هالسنة

هتفت والدتها بـ ابتسامة مسرورة: ما شاء الله ... انزين والمصنع انتجوا الكمية اللي طلبتيها ؟

هزت روزة رأسها مؤكدة: هي الحمدلله .... خلال يومين ان شاء الله بتوصل الشحنة بوظبي

مسّدت ظهر ابنتها الوحيدة وهي تقول بتشجيع: هالشهور استغليتيها بشي ينفعج .... فخورة والله فيج

احتضنتها روزة بـ حبٍ عارم

تحب أمها بشدة
لطالما كانت تقف بجانبها وتعاونها في السراء والضراء
صحيح انها كانت اشد الناس غضباً واستياءً منها بعد الاشاعات التي خرجت عنها سوءاً بعرضها وشرفها

لكنها دوماً وبداية كل صباح كان تعود لما هي عليه بالاصل

الام حنون المحتوية المكافحة في سبيل اسعاد ابناءها واحباءها

هتفت روزة بتأثر شابه الألم الشديد ... فهي ترى ان هذا الاحتواء لا تستحقه بعد ان اكتشفت دناءتها في موضوع سهيل رحمه الله
: فديتج يالغالية ..... لولا وقفتج معاي ما كنت بخلص المشروع ولا تنسين انج ساعدتيني مادياً


ابتلعت غصة "سهيل العالقة في وجدانها" ثم تنهدت بخفة

وقالت وهي ترفع سبابتها مؤكدة بحزم: بس هااا .... من الحين اقولج .. الارباح نتقاسمها نصيفة ... ما اقبل بأقل من هالشي


: ههههههههههههههههههه ويدييييه يا روزه تبين العرب تاكل ويهي .. يقولون شمسة بنت خليفة داسّة خشمها في شغل بنتها

شوّحت بيدها بـ جبين متغضن ...... وردت بعصبية طفيفة: مالنا خص في الناس .... مالت عليهم وعلى سوالفهم السقم


ثوانٍ حتى دخل ابنها هزاع يحمل بيده اسمهان الصغيرة
وخلفه ولداه


: السلام عليكم


ردت ام خليفة وابنتها روزة بـ سعادة لمجرد ان رأوه يخرج اخيراً من منزله: وعليكم السلاااام ورحمة الله

ام خليفة بترحيب حار: هلا ابويه ... هلا حبيبي ...


روزة بـ ابتهاج: حباااااااااااااااااايبي


واحتضنت ابناء اخيها بشوق اذ انها لم ترهم منذ اسابيع
ثم طلبت منهم ان يذهبوا للعب مع حامد في غرفة الالعاب بما تحتويها من العاب الكترونية وحركية ..

وفي تلك الاثناء اتتها رسالة واتس آب من أمها ريسه


"...: يوم اليمعة فاضية ؟ مسويه عزومة صغيرونة في عزبة اخوج هزاع"

ردت عليها روزة بـ حواجب مقطّبة والحيرة تجتاح روحها: فاضية ... بس شو المناسبة ؟

"...: بتعرفين ان شاء الله خلاف"



،,



بعــــد ســــاعة


لم يعد به حملاً على الجلوس اكثر وادعاء دور الاخ والابن المهتم والمُراعي
يريد الخلو بنفسه والتفكير بما يجري بحياته في جو صافي لا يشوبه صراخ الاولاد ولا بكاء اسمهان المستمر

رفع يده مسلماً لـ كلا من امه واخته روزة ثم خرج


تبعته امه بخطوات عازمة
وقبل ان يدخل سيارته اتت نحوه وهي مغطاة بجلال صلاتها ...... ثم قالت: خل اليهال عندي كم يوم ابويه

اجاب بـ تعابير وجهه العابسة الباردة: ما بترومين عليهم امايه

فـ ردت عليه باستنكار: عنبوه يا هزاع ... اللي ربّاك يربيهم ويربّي عشرة فوقهم ... يلا عن الهذربان سر ييب ثيابهم عقب توكل خلص اشغالك جان تبا

هز رأسه بـ رضوخ وقال بعفوية وقد وصلت لوالدته نبرة الانهاك والتعب في صوته: يزاج الله خير



،,


فجــــــراً



نزعت الوشاح الكشميري الدافئ عن كتفيها بـ ارهاق
وهي تحمد الله ان غابش لم يلحظ اي تغيير جسدي فيها
رغم انها تعلم ان بطنها لم يكبر
شيء استغربته اختها مديه بمزاح لطيف بريء فيما سبق لكن عللت الاخيرة ذلك باختلاف اجسام الفتيات
فليس بالضرورة ان امرأة حبلى تشبه ممن على شاكلتها بالتجربة والشكل الخارجي ..


مديه ... تلك الحلوة ... حقيقةً لا تستحق الا الخير والسعادة في حياتها


بعد دقائق
وبعد ادت فريضتها وختمت قراءة سورة البقرة
جلست امام النافذة المفتوحة
وفضّلت تأمل سماء الدنيا التي كادت تشرق بـ شمسها على ان تنام

لكنها استسلمت للنوم
وغفت
على صورته هو ....... ولا احد غيره
غفت وهي تتعارك بـ عبوس مع عقلها الخائن


فجأة انتفضت وهي تحرك وجهها تبعد عيناها من اشعة الشمس الساطعة
ثوانٍ حتى استوعبت ان هاتفها يرن


استلته بسرعة وهي تهتف بصوتها الناعس المبحوح: مرحبا

وقفت بعنف وهي تتعرف على صاحب الصوت: مرحبا سيدي
..
: هي نعم سيدي
..
: حاضر ...... متى احظر ؟
..
: فالك طيب ... تامر
..
: تسلم تسلم سيدي ... ربي يحفظك من الشر




اتسعت عينا حرابة وهي تنزل هاتفها عن اذنها

هل كان يقصد غابش هذه المكالمة !!!!!!!!



،,



بعد ساعاتٍ طويلة .... وقت الظهيرة تحديداً
وامام البحر مباشرةً
دخل طراده بعد ان بدل سريعاً داخل سيارته ليرتدي قميص قطني خفيف وشورت
رفع هاتفه ليجيب على الاتصال

: هي انا هني صوب المنزال .. اترياك



بعد دقائق
اقتربت سيارة منه
اوقفها ثم نزل منها بهدوء

ألقيا السلام على بعضهما بـ "الانف"
ليقول الأول بـ ابتسامة مرحبة لم تشي بما يعتمل خاطره من ضيق: علومك محمد ؟

محمد: علوم الخير بوعبدالله ومن صوبك ؟

اومئ هزاع برأسه وقال بمزاج حاول قدر المستطاع تلوينه وتحسينه بعيداً عن مشاكله العالقة: الحمدلله نشكر الله ونحمده
تعال تعال عاوني على هالصناديق

: يلا تمام ... اصبر خل ابند موتري واييب ساماني

(ساماني = اغراضي)


بعد ربع ساعة اصبحوا في عمق البحر
كلاً منهما يمسك بصنارته بشرود عميق

ليكسر محمد الصمت بأن قال: هزاع

: لبيه

: لبيت حاي ..

عدّل جلسته لتظهر طول سيقانه السمراء مع تحرك الشورت قليلاً

ثم اكمل بـ نظرة قوية نافذة: اسألك بالله ... شو تقول فيّه ؟
انسى اني ولد عبدالكريم
انت شو تقول فيّه ؟
انا محمد


زفر هزاع من انفه بخفة ....... امام ناظر محمد المترقب

الأسابيع الماضية كانت كفيلة بـ مد جسور التقارب بينهما خاصةً بعد ان اكتشف هزاع علاقة محمد بـ ابن عمه سهيل وكيف ان الاثنان أصدقاء منذ سنين

كذلك اكتشف ان سهيل هو من ارسل محمد لأخته بعد ان اكتشف الأخير رغبة عصابة الادوية بأذية روزة جرّاء تصرفات ربيّع المتهورة غير المسؤولة

بعد كل ما عرفه علم لماذا الخنجر عند محمد
سهيل كان يريد تخفيف وطأة الحزن واحساس العار في قلب صديقه بأن أعطاه رمز الفخر لقبيلة آل صياح
أعطاه الخنجر
ليثبت له انهما شخصٌ واحد
انهما يستطيعان تناصف الحزن
والألم
والفقد
وكذلك الفخر
ليثبت له انه حتى لو ضاقت عليه الأرض بما رحُبت
سيكون هناك صديقاً اسمه سهيل يقف خلفه ويسنده
علاقة صادقة تمنى هزاع لو نال بعضاً من احساسها


لكن معرفة الجميع ان عبدالكريم كان ممن آذوا سهيل
اثرت بنفسية محمد
تأثير كان جلياً لـ هزاع اذ انه تمكن من الإمساك به متلبساً بعد "اجتماع كشف الحقائق"
ورآه يلكم نخلة باصقة بقوة
ويشتم ويصرخ بغضب عارم
لكَم النخلة حتى ادمى قبضة يده
كان مقهوراً
محترقاً
يغلي بشكل مريع !

يومها لم يتمكن من فعل شيء سوى امساك يده وسحبه بقوة حانية بعيداً عن المكان
بعيداً عن الفوضى الحاصلة حولهم وتجمهر رجال القبيلة
ولم يتركه حتى هدأ وتمكن من إلتقاط انفاسه المختنقة



اجابه هزاع بصوت رجولي فخم: يا محمد انت ريال والنعم فيك
ربي يشهد ان على كثر ما كنت متحذّر منك خاصةً مع سالفة الاهل واللي صار وياهم بسبة ولد عمي لجني مول ما حسيت ان فيك خسة ونذالة
وما بكثر من القول لان يقولون اللي مدح في ويهك جذاب وانا صادق امام الله


اطرق محمد رأسه قليلاً
قبل ان يقول: ربي يعز شانك يا بوعبدالله
احم
يا خويه ابا اقولك شي ومنحرج


التفت حوله وقهقه بـ وجهٍ محتقن ........... واردف: عاد نحن وسط البحر
لكن ماعليه اسمحلنا

فقال له بنظرة متفكهة: قول قول
في احلى من هالمكان ؟!
يالله محلاة ريحة السهَج

(السهج يقصد به الرائحة الزفرة التي تأتي من السمك والحيوانات البحرية)


قهقه محمد بصوت خفيض ...... ثم صمت قليلاً .... قبل ان يتنحنح يريد تصفية صوته حتى يخرجه مسيطراً وواثقاً

بعدها قال: انا شاري نسبكم يا بوعبدالله


عندما لمح نظرة هزاع المندهشة
اكمل بثقة اشد: تبا الصدق كنت بدش عليكم البيت خاطب على طول
بس ترددت
قلت اخذ رايك اول وعقب اييكم


كان يرمقه هزاع بنظرات مندهشة غير متوقعة حينها .. الا انه شيئاً فـ شيئاً
ابتسم له بـ ود اخوي
واومئ برأسه بـ ايجابية


هزاع ..... وكأنه لم يتوقع ان محمد سيتخذ هذه الخطوة
اجل .. هو كـ باقي البشر قد وصل لمسامعه ثرثرة الجيران والاقارب عن اخته روزة
وصله لكن تلك الثرثرات لم تهز فيه شعرة لأنه يثق بـ روزة وبأخلاقها
لكن شيئاً فيه كان ينغز خاصرته ويؤرقه

فـ خدش السمعة أمر صعب
صعب على كل المسلمين
فـ كيف بها عليهم وهم الذين تربوا في بيئة قبلية محافظة لا ترضى المهانة لبناتهم ؟

لهذا فقط انشرح صدره لـ الخطوة التي خطاها محمد
خطوة رفعت من مقامه اكثر في عيناه


قال له بايجاز رزين: عن نفسي ما عندي مانع
حياك الله انت ومن يخاويك
لكن في الاول والاخير يهمنا راي الاهل

رد على الرجل بـ قلبٍ خفّاق متحفز: اكيد اكيد



عندها
عندها فقط
ازداد امتنان محمد لـ سهيل الذي رفض فضح ابيه عبدالكريم عن حكاية جرائمه الشنيعة بالمراهقين والصبية
وكأن صديقه الوفي كان يعلم ان لديه -محمد- مستقبل وعائلة يريد تكوينها
لذلك فقط ستر على ابيه



سهيل
سهيل

تذكر ذلك الصديق الغائب الذي اشتاق إليه .... والذي اتصل به كثيراً يريد منه تسليم شاهين له لكن لم يجبه

ولأجله فقط اخبر زملائه والقادة الذين يعلونه انه هرب ولا يعلمون من سرّب إليه خبر اعتقاله مسبقاً


: علوم سهيل ؟ عرفتوا وين داره ؟

اجابه محمد بهزة كتف: لا ... لا هو ولا عمك شاهين

هتف هزاع بتساؤل بارد قاسي: شو تتوقع يسوي فيه ؟ معقولة جتله ؟

رد محمد بـ سخرية لطيفة: انت ما تعرف ولد عمك
لو تعرفه ما قلت هالرمسة

قال هزاع بـ نبرة جامدة وهو يسحب صنارته: تراني بستانس اذا جتله
اللي سواه مب شي هين

عقد محمد حاجبيه باستغراب: انت ماخذ بنته ولا نسيت


شخر هزاع ساخراً


ابنته
اجل ابنته
ابنته التي لم تعرف ابداً ولا اختها مفاهيم الابوة منه

صحيح انه غاضب من مديه
لكن هذا لا يمنع من ان يعترف ان الاخيرة قد تعذبت كثيراً من قسوة والديها وتجاهلهما لها واختها

كان يرى كل شيء ...... ويعلم


: ماظن شاهين يستحق ينقاله أبو
اللهم عافنا فيما ابتليتهم

رد محمد بالجواب المختصر الذي رآه الانسب في هذا الوقت: الله المستعان ... الواحد منا ما طلع على هالدنيا وهو مختار والديه



كان جواباً مختصراً منه
لكن ذُهل عندما ادرك انه اخرج حرقة كبده مع جوابه البارد العفوي

ذُهل وفضّل ان يُخرس افكاره

يكفيه ما عرفه الناس عن ابيه
يكفيه
كذلك يكفيه اثارته لـ شفقة هزاع والذي تعمد الا يظهر الا الجانب الصارم الصلب منه للناس من حوله


تصرف هزاع وكأنه لم يسمع ما تفوه به محمد
فقال وهو يدعي البحث عن شيءٍ ما: محمد وين حطيت جيس البيبسي ؟



،,



اسند جبينه على الحائط
يولي اجهزة المراقبة ظهره

تظهر تارةً صورة جده الذي نسيَه امام عيناه المغلقتان
وتارةً صورة امه الوحيدة المتوجعة مدمّاة الوتين والروح

وتارةً اخرى
جواهر
جواهر التي عرفت كل شيء
كل شيء !


عندما اتصل بها
كان بين جمرتين

جمرةٌ يريد الافلات من لهيبها هرباً من فكرة ان جواهر رأت الجانب المظلم البشع من حياته
وجمرةٌ يريد منها اللسع الحارق رغبةً بمعرفة ردة فعل زوجته عندما تعلم !
هل ستقترب منه اكثر داعسةً عن كل تلك الاتهامات .....
ام ستجزع وترتعب ..... وتندم على دخولها صحراءه المجدبة ؟؟؟

لكنها اعطته الدنيا وما عليها عندما سمع نشيجها الملتاع لاجله
نشيج ظنه في الثانية الاولى فقط ذهولاً كارهاً منفراً منه
لكنها جواهر
جواهر وكفى
وهل للجواهر وُهج يمكن ان تتجاهله ارواح البشر واعينهم ؟



لكنه كـ سهيل
لابد وانه ذاق طعنةً في رجولته وهو يسمع بأذنيه معرفة زوجته لـ ماضيه

ما ذاقه يُؤلم
ويجرح



رمق عمه الذي يتوسد الارض ويحرك اصابعه فوق راسه
وكأنه يحصي امراً في مخيلته



فـ تذكر ذلك الرجل الذي تعرف عليه صدفةً في هولندا عن طريق آرنود .... رجل في اواخر الثلاثينات لكن بدا عليه انه شارف السبعين من عمره بسبب تجاعيد وجهه وجحظ عيناه ونظرته المهتزة المتحركة بشكل مستمر يميناً ويساراً لا ارادياً
وعندما سأل آرنود عما يعانيه الرجل في وقتٍ لاحق
اخبره الاخير ان الرجل كان حبيساً لدى الاستخبارات الروسية فترة طويلة
وان الذي يحدث معه الآن نتيجة التعذيب المسبق له .. تعذيب باللون الابيض !


وقتها
صدقاً وقتها ....... كان يتذكر وجه الرجل ....... ويرسم صورة شاهين بدلاً عنه !!!!

عندما ادرك ما كان يفعله
ارتبك وتوجس من نفسه

لكن حركته تلك
تكررت عبر الايام التالية
يتذكر وجه الرجل ... فـ يقتلعه ويضع وجه شاهين بدلاً عنه

الى ان تجرأ في يومٍ ما ان يبحث عن هذا النوع من التعذيب
حتى انه دفع مبلغاُ كبيراً من المال لأحد الضباط السريين في هولندا حتى يعلّمه كيف تجري عملية التعذيب باللون الابيض بحذافيرها

كل هذا كان يحصل معه
وهو لا يدرك انه كان ينغمس اكثر واكثر في عالم اسود مظلم
كان منتشياً
سعيداً .... حتى لو كانت سعادة مؤقتة
مخدراً على نحو مريح ..... حتى لو كان خدراً لحظياً فقط !



،.



يتوسد الارض الباردة وهو يرفع يداه ويعد: واحد
اثنين ... ثلاث ... اربع ... خمس
يا رب
يا رب

فتح عيناه ببطء ..... فلم يرَ نورة

نورة

ايــن نــورة ؟؟؟

لقد تمكن من اظهار صورة مديه
وعائشة
حتى ربيّع

لكن نورة لم تظهر له الى الآن


اعاد اغلاق عيناه
هذه المرة سيتمكن من رسمها في مخيلته
ثم اذا فتح عيناه ستظهر امامه


اعاد العد
الى ان وصل للمئة
كان صبوراً لاجل نورة
دوماً كان صبوراً لأجلها

حتى إن تلحف بكفنه
سيموت وهو صبوراُ لها ولأجلها !


فتح عيناه عندما وصل الى الخمسون بعد المئة


لم يجدها
ظن انه سيصرخ ... كما هي حالته منذ اشهر

لكنه اغمض عيناه
وبكى بمرارة ... مرارةً جعلته يعتصر نفسه
بجسده
بيديه
برجليه
حتى ينفجر
كان بالفعل يتمنى ان ينفجر بمكانه وقتها
مثله مثل الانتحارين الذي يفجرون انفسهم تحت مسمى الجهاد


خرجت زمجرة مختنقة من اسفل قاع من حنجرته ... يعتصر نفسه ولا يكاد يرى الا الموت المحلّق فوقه

ما اجمل الموت الآن
ما اجملــــه




انتفض بمكانه وتكهرب ما ان سمع خطواتٍ تقترب من الباب

خطوات
اي ان هناك إنسي معه في المكان ذاته !!!!!



حاول الوقوف لكن رجلاه خانتاه

فـ زحف بـ كل ما اوتيت له من قوة الى ان وصل منتصف الغرفة الكبيرة
قريباً من الباب نوعاً ما

وصاح بصوت مختنق متعذب: الله يخليكم
الله يخليكم
طلعوني من هني
طلعوووووووووووونييييييي


جحظت عيناه الحمراوتان وهو يشعر بالخطوات "الانسية" تقترب شيئاً فـ شيئاً من مسامعه

لهث بـ لهفة جنونية شعر معها ان قلبه سيخرج من مكانه



ليُفتح الباب بهدوء
ويدخل الانسي المفترض عليه



لم ير في اول وهلة الا قدمي الرجل
بعدها ... وبأنفاسٍ متلاحقة
رفع ناظره للأعلى

وسقطت عيناه على آخر شخص ظن انه سيلتقيه "في حياته الدنيا" !



،,



افكار الشيطان غزته بجنــــــــــون !

لو كان ميتاً -هو شاهين- الآن لـ ارتضى ان يراه ... وان تتجدد أوجاعه مرةً بعد مرة
لا يهم اين تستقر روحه لكن اكيد ليس في جهنم
هو تعذب بما فيه الكفاية في الدنيا
تعذب مع ابيه الذي تجاهل قلبه المغرم
تعذب مع اخيه الذي تزوج حبيبته الوحيدة
تعذب مع حقيقة ان مالكة قلبه انجبت ولداً من صلب رجل آخر غيره
تعذب وهو يرى انه في كل مرة يحاول فيها اثبات نفسه والصعود لسلم المجد والنجاح
يسقط
وآخر سقطاته قبل اشهر
عندما فاز
فـ انقلبت الآية
فـ بدل ان يسرق احدهم الفوز منه
هو من سرقوه من الفوز !

تعذب كثيراً في هذه الدنيا والله اعدل من ان يرميه في جهنم ولا يجازيه الجنة بعد كل تلك المرارات


وعاد لنقطة البداية
لو كان ميتاً الآن
لارتضى رؤية سهيل ..... غريمه الازلي على هذا الكون
الغريم الذي منذ ولادته شعر ان حياته كلها انقلبت رأساً على عقب

لو كان ميتاً الآن .... لـ......


صرخ بـ عينان جاحظتان وهو يأشر بيداه نحو سهيل وهو يلاحظ ان الاخير فرّج قليلاً عن فمه يريد النطق

: لا لا لا
لا ترمس
لا ترمسسسسس
انت مب سهيل
مب سهييييل
انت واحد من اللي يبون يطيحووووني
انت اكيد واحد منهممممم
خبرني كم عطوك وانا بعطيك الدبل بس طلعني من هني
طلعني من هنييييييييييي


اتسعت مدارات شحوبه وذبوله
فـ بدا للناظر له بعمر يفوق الثمانين


رمقه بجفونٍ تراخت على نحو مبهم ..... واشعاعات كهربائية تنبثق من بينهم ....... ليهتف بصوت غليظ سحيق: بس انا سهيل ................. يا عمي


صدح صراخ شاهين بصوت غير مفهوم لا يحمل كلماتٍ مفهومة ولا حروف واضحة
كـ صوت الحيوانات الضخمة وهي تسقط بعد رمي الرصاص

: هاااااااااا
هااااااااااااااااااااااااااااا



اقترب منه سهيل بـ ثوبه الابيض الناصع
لا يرتدي شيئاً على رأسه لا شماغ ولا عقال
لتستقر على عينا شاهين المتسعتان

لمعان شعر سهيل الاسود الغليظ .... لمعانٌ يعرفه ..
فـ سهيل ورث منه هو -ياللعجب- غزارة الشعر واللمعان الرباني في خصلاته



فـ سأله بصوت غامض وهو يجلس نصف جلسة على ركبةٍ واحدة: شو ريت طعم الاكل اليوم ؟


: هاااااااااا
هااااااااااااااااااااااااااااااااا


على ذات صوته الشبيه بالزئير
ظل يصيح وهو يحدق بـ سهيل مفجوعاً مرتعباً لا يكاد يرى من شدة الهلع


اكمل وهو يتأمل المكان بحوله بـ صقيعية مخيفة: هو مثل كل يوم .... بسسسس مممممممممم
يمكن خففنا شوي ملح
تعرف عمي
يهمني وايد تحافظ على ضغط دمك


: انت منووووو
انت ......... انت منوووووو !!!!

رمقه بـ براءة زائفة وقال: انا سهيل يا عمي شاهين
سهيل
ماظنتي تغيرت وايد عن قبل 15 سنة


: سهيل مات
بيديه عقيته في النار
اقسم بالله بيديه

وقف برشاقة ...... وهتف بصوت مسيطر هادئ وهو يمشي حول الغرفة البيضاء ويحملق بجدرانها وزواياه:
قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم

فـ صرخ شاهين بهستيرية باعتراض .... ولون وجهه اختفى من شدة الفاجعة: طلعناااااااااااااااك
ودفنّااااااااااااااااااااااااك
دفناك تحت الارررررض
غديت انت والارض وااااااااااااحد


فـ واجهه
واضعاً كفوفه خلف ظهره
ليبتسم
ابتسامةً تنبض بالقسوة ...... وحقيقية حد ان صف اسنانه البيضاء قد ظهرت

ليقول بعد ان حدّق بـ عمه اللاهث المصدوم ثوانٍ:
ويحيي الارض بعد موتها وكذلك تُخرجون


حُبست انفاس شاهين بشكل واضح
ينظر لإبن اخيه بنظرات تثير الشفقة
لكن قلب الاخير كان ابعد بكثير من اي شفقةٍ تُذكر


فـ نادى بصوت رخيم جهوري: مجيد
هاتلي كرسي


فـ جلب مساعده صغير السن كرسي له
تحت وطأة عينا شاهين المرتعبة المهتزة


جلس على الكرسي
اخرج مدواخه العربي من جيبه
ثم اشعله بالولاعة

اخذ نفساً طويلاً منه ..... واخرج حلقات الدخان بذات الطول المستفز البارد

ثم قال بعد ان طرق رأس المدواخ بطرف يده اليسرى: انزين يا شاهين بن صياح
خبرني
من وين تبانا نبدأ دردشتنا ؟
مني ... ولا منك ؟
ولا من عبدالكريم ؟ ولا منننن........


: كك... كيييف انت حي ؟


: اووووه ..... داخل انت بالعميق ما شاء الله

ربّت على كتف عمه تربيتة واهية وقال متجاهلاً سؤاله: هد هد وخذ نفس اول

لكن لم يتمكن من اخذ نفسٍ ابداً اذ انه ومن شدة الهلع اختنقت رئتيه فعلياً وهبط ضغط دمه
واغميَ عليه فوراً



،,



يــــوم الجمعــــة



اخذت مسبقاً مفتاح مجلس مزرعة ابن اخيها هزاع .. ثم دخلت قسم النساء مع الخادمات نظفوا المكان وقاموا بكنسه ومسحه

حتى اصبح جاهزاً بلمعانه ونظافته ..... متوسطاً ارضيته المدخن المذهب بـ عوده الازرق فخم الرائحة ..


ما ان اعلنت المساجد قيام صلاة الجمعة حتى دخلت نارة ومعها ابنتها المجلس وهي تسمي الرحمن بخفوت
ثم ألقت السلام بصوت انثوي رقيق

: هلا هلا مرحبا الساع مرحبا مليووووون

خفق قلب نارة على هذا الترحيب العذب .. وابتسمت بـ جذل عميق
كذلك ابنتها الخجولة التي تمسك بها بقوة

اقتربت ريسة وسلمت عليهم بالقبلات والاحضان
ثم احتضنت جسد ضي الصغير وهي "تتفداها" بقوة
: فديتج اناااا .. فديت نصخج .. فديييييت روييييحتج

اخذت نفساً وهي تشتم شعر رأسها مع قبلاتها التي لم تتوقف

تأثرت نارة من المشهد امامها وكادت تدمع لولا انها ذكرت نفسها انه ليس من الضرورة ان يعلم كل البشر "كم هي درامية في المواقف الحساسة" !


: قربن قربن شو موقفكن عند الباب

ودخلن للداخل ..... قبل ان تذهب ريسه لجلب سجادات الصلاة

مددتها على السجاد الفخم وهي تقول بـ دفء ودود: هاي مزرعة هزاع ... ولد اخو ريلج
ريال حبوب ماشي شراته .. فديت يوفه .. اطيب منه ماشي
عقب شوي بتيي روزة اخته ومعاها مديه
عاده مديه تصير حرمة هزاع
وو......

واخذت المرأة المسنة تتحدث باسترسال مع نارة وهي تتحرك يمنةً ويسرة كـ ملكة النحل التواقة ..... تتحدث وتعرفها على كل فرد من افراد العائلة
ولا تعلم ان نارة تسمعها وتكاد تحتضنها من شدة "ذهول القلب السعيد والدهشة الرائعة" !

نارة لا تصدق انها بين عائلة حقيقية الآن
تقسم بالله انها لا تصدق !



بعد ربع ساعة .. سمعن صوت اقتراب سيارة من المجلس من زاوية قسم الرجال
فـ وقفت ريسة وهي تهتف بـ حماس: هاذن ين
تعالي ضي شوفي بنات عمامج


عندما فتحت لهم الباب الداخلي ... دخلت مديه ومن خلفها روزة

هتفت الاولى ومعها اختها بـ تعابير صادمة: السلام عليكم

ريسة بابتسامة واسعة اخذت نصف وجهها المتجعد: وعليكم السلااااام والرحمة

ردت نارة بحرج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

رددت ضي خلف امها ببراءة: وئليكم السلااااااااااااام


سقطت عينا مديه على الفتاة الصغيرة فـ ذابت اضلعها من جمالها

وضعت ريسه يدها على ظهر نارة وهي تقول بـ سعادة فائقة: سلمن على حرمة عمكن منصور

ثم مسدت رأس ضي واكملت بـ تأثر: وعلى بنته ضي



،,



تململت مديه بجلستها متوترة
لم ترغب ان تجلس في مكان يحمل رائحته الرجولية
رائحته العالقة في عنقها ..... خلف اذنها ..... مفارق شعرها ........ رسغها ......

حتى لا تضعف
حتى لا تذهب كالبلهاء وترتمي بأحضانه

ما تزال مجروحة من الامور القاسية التي حدثت لها

فقدها لـ جنينها
افعال ابيها واخيها المشينة
حتى والدتها لم تخفف وطأة العار في روحها
اذا ان الاخيرة وبعد اختفاء ابيها افتعلت فضيحة "خرقاء جداً" بين الاهل ونسوة القبيلة تتهم حامد وابناءه انهم حسدوا شاهين واصابوه بالعين لذلك فقط هرب ولم يظهر الى الآن !


خرجت من تفكيرها التائه الموجع على صوت روزة التي جلست لتُجلس ضي على ركبتيها: صدمتونا والله
ما كنا ندري ان عمي منصور معرس ؟

قبّلت خد الصغيرة وهي تهمس: ما شاء الله تبارك الله
محلااااااج

اجابت ريسه بـ ابتسامة صغيرة: من سنين ما شاء الله معرس


رغماً عنها .. ما تزال ترمق زوجة عمها بدهشة
هي ومديه الصامتة

لكن صمت مديه لم يدم
اذ انها لملمت شتات نفسها وقالت بابتسامة لطيفة: احلى خبر سمعناه

هتفت روزة بنظرة متوهجة: هي والله احلى خبر انتي ما تعرفين شكثر امايه ريسة كانت تزن على راسه عسب يعرس

لكزتها مديه حتى تمسك لسانها قليلاً
لتقول روزة بـ عفوية: اووه مدوووي ما قلت شي والله .... هالصدق

بس بصراحة ..... عمي ذوقه حلووو والله

ضحكت ريسة بـ دهشة ... تحت وطأة احتقان وجه نارة .... وقالت: غريبة روزه تمدح بنت جدامنا

حركت روزة شعرها بغنج وقالت بابتسامة: في اشيا تتغير فينا اذا كبرنا ... وبعدين الواثقة من جمالها بتعرف تقدر الجمال اللي جدامهااااا

ونارة ما شاء الله عليها تهبل ومزيوووونة

دنت ريسة من نارة وهمست: سجلي هاللحظة عندج يا بنتيه .... روزة مول ما تمدح البنات .. تاكلها الغيرة مووووت

: اماااااااااااايه

مديه بضحكة رقيقة: هههههههههههههههههههههههه ما اجذبت امي ريسه

زمت روزة فمها بـ حنق ثم قالت: لا تصدقينهن نارة ... يغارون مني

قالت مديه ساخرة بنعومة صوتها الطبيعي: هي ... هالكلمة اللي متعودين عليها منج ... يغارووون منننننننني

ريسه: هههههههههههههههههههههه


قهقهت نارة على خفة دم الفتيات ... وتوترها يهبط شيئاً فـ شيئاً من صدرها

اخذت تقارن في عقلها بين منصور وبنات اخوانه
مديه تشبه عمها اكثر من شبه روزة به
لهذا لا ارادياً تعلقت عيناها على مديه بشكلٍ اخذ انتباه مديه

لهذا قالت الاخيرة وهي تبتسم لـ نارة: اشبهه صح ؟

ارتبكت وتلعثمت .. لم تتوقع ان نظراتها مفضوحة بهذا الشكل
: ا ا ... هي ... ما شاء الله تشبهين عمج وايد

رمقتها روزة بمكر انثوي وقالت: يا عيني يا عيني

نارة بضحكة خافتة خجولة: هههههههههههه
مممممم الا وين حرابة ؟
امي ريسة قالت ان عندها ثلاث بنات

ردت مديه بابتسامة حنونة: بتيي حرابة ان شاء الله وبتشوفج .. هالفترة هي مشغولة

قالت روزة بـ لطافة روحها: هي اكيد بتيي عسب تتعرف عليج .... هي صح ما تقرب حق عمي منصور بالدم بس كلنا ترى رابيين مع بعض شرا الاخوان
وهو اخونا قبل لا يكون عمنا انا ومديه

اقتربت مديه من نارة وهي تهتف بـ حماس: ويهج مميز نارة
الكمرة بتحبه

رمقت ريسة الفتيات الثلاث بـ حنو ... ثم قالت وهي توضّح لنارة: مديه مصورة شاطرة ما شاء الله وعندها بزنس خاص فيها

نارة بإعجاب: ما شاء الله

مرت الدقائق واللحظات
وتصاعدت وتيرة الاحاديث الحلوة الخفيفة على القلب
بـ ضحكاتها وثرثراتها ... ونكتها .... وخبث روزة المحبب بين الفينة والفينة

جميعهم اشتاقوا هذه الجلسات الحميمية
جميعهم
مديه وروزة وحتى ريسة
بجانب ان نارة كانت غارقة بـ احساس عالي من الزهو والروعة والجمال
احاسيس زاهية تغمرها

زاهية بلونها
لذيذة بمذاقها
مبهرة ببريقها

احاسيس لاول مرة في حياتها تدخل جوفها وتدغدغ معدتها

احساس الأخت والأم والصحبة
احساس الجمعات التي ترافقها ضحك وتسلية واحاديث الفتيات التي لا نهاية لها

مع كل ما كانت تفكر فيه نارة
كان هناك هاجس واحد يدور في عقلها
جواهر
ارادت رقم جواهر كي تتحدث معها وتشكرها وتدعوها لمنزلها
الفتاة فعلت معها معروفاً لا يُنسى
معروفاً انقذها من الموت المحتم !


وتعلم مسبقاً ان جواهر هي مساعدة ديدريك الذي هو من المفترض به ن يكون ابن عمهم الذي عاد لهم من الموت
صحيح ؟
فلم لا تكسر خجلها وتسألهم ما اذ لديهم رقمها او لا ؟

سألت فجأة تحت وطأة ضحكات الفتيات مع ابنتها ضي: ا .. ممممم ... بسألكم
تعرفون رقم جواهر ؟

تصلبت ريسة وارتبكت بحق فهي تعرف ان جواهر هي زوجة سهيل
لكن كيف تعرفها نارة ؟
هل تعرفوا مسبقاً على بعضهما البعض بواسطة سهيل ومنصور ؟؟؟


روزة باستغراب: منو جواهر ؟

عندما لمحت علامات الاستفهام من عيون مديه وروزة
قالت: مساعدة ولد عمكم .....


واكملت توضّح اكثر لكن ريسة وقفت وقاطعتها بابتسامة تصحح "بعفوية ظاهرية" معلومة نارة الخاطئة:
هههههه تلخبطت نارة ..... منصور عمهم عمهم
مب ولد عمهم
هي عندي رقم مساعدة المخرج


سحبت يدها وهي تغمز لها بالخفاء
واكملت:
تعالي بعطيج رقمها احيد من فترة عطاني اياه منصور احتياط اذا ما قدر يرد عليه ..


عندما اتجهوا نحو المطبخ التحضيري التابع لـ قسم النساء

قالت روزة لـ مديه باستغراب:
مساعدة المخرج ؟؟؟

هزت مديه كتفيها بعدم فهم وقالت: واسمها جواهر ؟؟


شيئاً فـ شيئاً
تصلب وجه مديه وهي تحاول ربط الامور ببعضها
هل تقصد نارة سهيل عندما قالت "ابن عمكم" ؟
ألهذا احست ان امها قد توترت وارتبكت وادعت امامهن انها تصحح معلومة نارة ؟؟؟؟


تنهدت بخفة ووقفت
لتقول لـ روزة: بروح الحمام

قالت روزة محذرة: روحي حمام الرياييل
امي ريسه قالت ان الشطاف مكسور في حمام الحريم .. يباله تبديل


: تمام

ثم دفعت اختها بـ غيظ باسم وهي تردف: وخلي البنية في حالها ... اعتقيها من التحبب

(التحبب = التقبيل)



عصرت روزة وجه ضي وهي تقبل وجنتها الحمراء بقوة .... وتغيظ مديه اكثر: مالج خصصصصصص


ضحكت ضي بـ سعادة وهي تغرق نفسها بعفوية في صدر روزة


عندما ذهبت مديه نحو قسم الرجال
قالت روزة لـ ضي بالانجليزية: هل تريدين شرب بعضاً من عصير البرتقال ضي ؟

هزت ضي رأسها وقالت: اجل اريد

: حسناً .. دقيقة واحدة



ابعدت خصل شعرها الفاتحة من جبينها واقتربت بعفوية نحو المطبخ التحضيري
لتقف بتردد وهي تسمع ريسه تتحدث مع نارة


كانت ستعود لمكانها خاصةً وهي تشعر ان الحديث بينهما خاص نوعاً ما
لكن اسم واحد استوقفها

اسم "سهيــــل" !!!



قالت نارة لـ ريسة بتوتر بالغ: يعني ما يدرون ان ديدر..... اقصد سهيل ...... حي ؟

ردت ريسة عليها بـ توتر: لا ما يدرون

غطت فمها بـ ندم ..... وقالت بهمس: سوري والله ما كنت ادري

ريسة بتفهم: لا لا عادي ..... بس انتي كنتي تطرين جواهر حرمته صح ؟؟ ولا انا غلطانة ؟؟

اتسعت عينا نارة بـ الذهول وقالت: جواهر حرمته ؟
اتحرا مساعدته بس

ريسة: لا .. جواهر حرمته


مع كل المفاجآت التي حصلت معها
كررت نارة طلبها لـ ريسة: انزين عندج رقمها ؟ ابا ارمسها

: لا ما عندي بس اذا قدرت اتواصل مع سهيل باخذ رقمها
انا اصلا ابا اشوفها واشوف الصغاريه ..... بس ما ربي كتب لين الحينه



وقفت روزة مكانها باهتةَ الوجه !
متيبسةَ الاطراف !
آلاف الصعقات انغرست في روحها
من هذا الذي هو "حي" !!!!
سهيـــــــــــل !!!
سهيل ابن عمها ..... حــــــــــــــــي !!!



،,



بعـــد عشـــرة دقائـــق




: هوود هووود

كرر ندائه لعمته وهو يشعر بحركةٍ ما عند حمام الرجال .... فـ اقترب وهو يظن انها هناك: عموه وينج ؟
اشتريتلج الاغراض اللي بغيتيها

رفع الكيس واكمل: حتى شطاف يديد يبتلج
بس ما بركبه الحينه اذا شي حريم عندج


توقف مكانه فجأة وهو يلمح ظل
ويبدو ان صاحب الظل جمد محله ولا يريد التحرك من مكانه !


خفق قلبه المعذب بها ولعيناها الحلوتان ....... ويالكثرة ما خفق قلبه الغدار لها


: حبيبي هزاع حط الاغراض عندك ووو........


سكتت ريسه عندما دخلت المجلس من الباب الآخر ...... لتجد هزاع يقف في مكانه ..... وعيناه على الظل الصغير في حمام الرجال

التفت لـ عمته فـ رآها تبتسم بمكر لطيف ..... ثم قالت له "بالاشارة" ان التي تقف بالداخل هي زوجته

اخبرته ...... وعادت لـ روزة ونارة وضي وهي تكتم ضحكتها




نهايــــة الفصــــل الثامــــن والعشــــرون
(الجــــزء الاول)

روعة النسيان 20-11-20 12:59 AM

بارت جميل جداً من ناحيه مشاعر ناره والالفه بينها وبين ريسه والبنات
ومن ناحيه مشاعر الجليد منصور اللي اخيراً خلاني احس ان فيه امل
ولو انه لازال محيرني بالماضي اللي مشتته ياترى وش سوااا مع ساره !!!؟

وشاهين وظهور سهيل اخيرا قدامه وقف شعر رمووشي من هيبة الموقف وقوته
اشفقت على شاهين وهو م يستاهل لكن سهيل صار ينخاف منه ومن انتقامه
احس انه انسلخ تماما عن سهيل الحقيقي خايفه يغرق اكثر بهالانتقام الوحشي


م اعرف وش يدور في راس هالسهيل !! وليش متعمد م يظهر لامه ولهله الا بعد م ينتقم من شاهين !!

وارنود متى بيتدخل باللي يسويه اخوه ؟

وروزه عرفت ان سهيل حي ويبدو ان الكل بيدري بان سهيل حي قبل امه وهالشي مب لصالح سهيل هو قاعد يمهد لامه من خوفه عليها لكن ياخوفي امه تدري من اللي حولها قبله


مدية وهزاع : عاد تمنيت القفله تأخرت شوي كنت انتظر هاللقا
وعاد صدق صدق منتظره هزاع يقسسسى على مديه اقلها تلاقي سبب مقنع على جفاها وصدها منه ^ هييه بس وكأن هزاع بيقول ع خشمي يالروعه هه هذا اذا م ضيع علومه وجاب العيد من شوقه لها ..



شكراً لوليتا واعذرينا على هالتعليق البسيط 💙🙏🏻

عبيرك 20-11-20 09:41 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 28 (جزء
 
جمعه طيبه البارت روعه ومثل العاده تمنيت ان لاينتهي حابدا بشاهين وبجمله لفتتني واحببتها انه سرق من فوزه اجل شاهين سرق من فوزه وهو يعتبر نفسه الرجل المسروق حقه من يوم ماسرقت حبيبته ولكنه بدل ان ينسى ويرضى بقضاء الله لا هو اراد اعاده حقه المزعوم بنوره ويمكن هو بالبدايه كان بالفعل مظلوم ولكنه اتبع طريق الشيطان لاعاده شئ اصبح لغيره شاهين اصبح هو الظالم هو الغادر هو السارق الذي سرق حياه سهيل وحياه نوره وحياه صياح وحياه ريسه وابنائها واعجبني طريقه تعذيب سهيل له رغم شعوري ان مايفعله سهيل سيلوث روحه واخلاقه الجميله ولكني متاكده ان سهيل بالنهايه ستتغلب تربيته ونقائه عن حقده على شاهين اما نوره كم حزنت لحزنها وشعورها برائحه ابنها عن طريق احفادها وجميل ان مساعدتها لم تكشف ماوصلت له لان وضع نوره بحاجه لتمهيد لتعرف ان غريزتها وفطره امومتها كانت صادقه وان رائحه ابنها بالفعل موجوده فالميت بقدره الله مازال حي وقريبا سيعود لاحضانها هو وابنائه وعندها اشعر ان انتقامه من شاهين تحقق وانه انتصر على الشر وعلى الشيطان شاهين مديه بدات تستيقظ من مصابها ولكنها مازالت تجلد روحها وتحس بالذنب لانها تشعر انها الظالمه والسارقه وايضا معرفتها لتاريخ وحقاره والدها زاد احساسها بانها سيئه واتمنى مقابلتها لهزاع توقظها مما تمر فيه مديه بطيبتها وغبائها ستخسر اجمل شئ حصل لها وهو هزااع بحبه وعشقه لها مديه لابد ان تعطي الحق لنفسها بالسعاده وانها تستحق رجل كهزاع وان سعاد خسرته لسوء خلقها وغيرتها وحقدها روزه اخيرا عرفت ان سهيل عايش والصدمه اكيد قويه عليها ولكن الاقوى ستكون المواجهه واظن سهيل محتاج للمواجهه اكثر منها ليتحرر من وهم حبه لروزه اظن يجب ان يجتمع بها ليرى انها لم تعد تسكن قلبه ولم تعد تحرك مشاعره اما محمد جميل انه خطى الخطوه الاولى ليصل لروزه رغم انها لاتستحقه ولكن زواج محمد من روزه سيجعل محمد يتحرر من احساسه انه ابن اقذر رجل لان روزه تعد حلم لمحمد فهي بنت العائله والنسب وايضا هي حب طفولته يعني هي ستحرر احساسه بالذنب وهو سيعوضها عن اختيارها لربيع وايضا عن احساسها الجديد انها ظلمت سهيل لما شكت باخلاقه اما متصور فواضح انه غارق بناره ولكن هناك عائق بينهم واظن العائق وهمي ولكن ماضي منصور وماضي ناره جعل هذا العائق موجود وبخطوه اظن يجب ان تاتي من منصور سيزول هذا العائق وخاصه ان ناره بدات تحس بشعور العائله وانها انسانه مرغوبه ومحبوبه وهذا ماكانت تبحث عنه ولاننكر انها تتمنى ان تفعل حياتها الزوجيه مع منصور اي هما الاثنان مستعدان ولكن الاوهام وعدم الاعتراف بمايريدان هو اكبر عائق امام تفعيل حياتهم البارت اكثر من رائع وبانتظار القادم بشوق كبير

شبيهة القمر 21-11-20 02:54 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 28 (جزء
 
السلام عليكم

ماشاءالله بارت رووووعه مثل ماعودتينا
سهيييل وانغماسه في بحر الانتقااام اتمنى يكون احد حوله وماينسى نفسه ولا ينسى القانون ولاينسى ان مهما فعل به عمه ان هذا يظل رحم ... سجل شاهين غرقان بالجرائم الي بتدفنه بالسجن اذا ماأخذ قصاص
اتمنى ان سهيل ماينجرف في سيل انتقامه ويوسخ يده بدم عمه ..

حرااابه ...تعاااالي هنا معقوله غابش مايدري انك حامل 😳 ..!!! طيب وين امك ماعلمته ..هالشي غلط لازم يعرف ..غريبه على امها وابوها ماجابوا خبر لغابش !!!!

مديه ... ماراح اقول لك الا مثل ماقال هزاع لمحمد مااحد فينا اختار ابوه
ياليت هالشي تحطينه حلق بأذنك وتعيدين حساباتك وتحافظين على الجوهره الي اسمها هزاع ...

ناره ...فرحت لك ولاحساس العائله الي تعيشينه الان وانحرمت منه سابقا
بس الله يستر لاتشوفين نيكيسا جعلها النكسه وتظنين انها الي يخونك منصور معها ..تراها ماتسوى التالي من الدبش ههههه

محمد ...مبرووووك وانا اختك واخيييرااا
العقبه الاولى وهانت باقي العقبه الاهم والي هي روزه ..الله يستر

نوره ..يالله هالسهيل وش ينطر لين تجيه امه بعصاها وتقول طلعت من القبر و هنت عليك ماجيت تسلم علي ههههه
ياخوفي تدري نوره قبل يعلمها هنا انا بكون معها ..

لولو ياجمييييله ..كل بارت يقول الزين عندي الله يحفظك ياارب 💕🌺

bluemay 21-11-20 09:13 PM



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


بارت رهيب وحافل بالأحداث المثيرة


حرابة رائعة لاحتوائك مدية
بثثتي فيها شيئاً من قوتك وثقتك بنفسك
ولكنها موجوعة حد النخاع
مكبلة بالذنب وتصر على أن تنوء بحمله وحدها..


نارة ذاقت حلاوة العائلة وصدق المشاعر الأخوية
ريسة اغدقت عليها بفيض حنانها الجارف
و مدية و روزة ازالا حواجز
بنتها الوحدة وسنون الإهمال السابقة...


محمد أخيراً خطوت بإتجاه هدفك
واحرزت تقدماً ملحوظاً
هزاع يقدرك وتعجبه شهامتك وطيب معدنك...


سهيل تفننت في انتقامك
ليته يطفئ شيئاً يسيراً مما ذقته على يديه...



روزة وصدمتها بهذا الخبر
كيف ستكون ردة فعلها؟


هزاع هل ستستغل الفرصة يا ترى
أم أنك سئمت من هذا الحب الذي لم تنل منه إلا الاذلال وتقليل القيمة؟؟ ولسان حالك يقول ((يضرب الحب شو بذل))



سلمت يداك لولوتي كتبتي فابدعتي
كلي شوووق للقادم

تقبلي خالص ودي

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°







لولوھ بنت عبدالله، 26-11-20 06:07 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 28 (جزء
 



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



،,



الفصــــل الثامــــن والعشــــرون
(الجزء الثاني)






ازدادت شهقاتها المكتومة ... رباه ........... صوته جلب الدموع لعيناها
لكنها تقاوم
تقاوم حد النخاع



فتحت عيناها المحتقنتان بالدموع ما ان احست بـ جسده الواقف قربها

ورائحة بخور "العود السِيُوفي" تسبقه لأنفها

الرائحة بحد ذاتها جعلت روحها تغلي من التوق
من الوله
من عذاب البُعـــد

رائحته لا تتغير ابداً منذ ان عرفته

قربه ..... سيوفي
همسه ...... سيوفي
حتى وهو يلثم شفتيها .... وعنقها ..... وشحمة اذنيها
سيــــــــوفي !


اغمضت عيناها .... تخاف ان يقع بصرها عليه
تخاف ...... وترغب
ترغـــــــــــب بجنـــــــــــــون
كـ جنـــــون شوقهـــــا لـ قربــــــــــــــه



: عاش من شافج


تصلب ظهرها
وتجمدت كلها على بعضها للحظات


يحدّق بجوع غاضب بوجهها الشاحب وملامحها المتعبة الذابلة

غضب يزداد فيه
وقهر يتصاعد بين منحنيات فؤاده


اكمل ساخراً بــ غضب ... وشر:
ما شاء الله ... مستانسة ومرتاحة اشوف
يمعات ويلسات وضحك وسوالف
الا ما قلتيلي


فـ اكمل يسأل ساخراً
وكلماته التي خرجت من فاهه كانت "عفوية جداً": شو تسوين هني يا بنت ابوج ؟
هذا حمام الرياييل



هنا
كل شيٍء انقلب في رأسها ... ولون الزهر الذي كان يغرق قلبها من فرط شوقها
اصبح بلون الفحم !


لتستوعب آخر كلمةٍ تفوه بها
"بنت ابوج"


حسناً يا هزاع ... التقطت لتوي "شتيمتك الراقية" .... فـ شكراً جزيلاً لك


بـ شكل مبهر .. تمكنت من لملمة شتات نفسها واعادت التماسك لـ روحها وجسدها
قبل ان ترسم ذاك التعبير الرخامي على وجهها
تعبير لم يخفي حقيقة انها ترتعش داخلها غضباً وألماً


تجاوزته وهي تلفظ كلماتها ببرود قارص: اظن عندك علم ان شطاف حمام الحريم خربان
عسب جي ييت هالحمام

امسك رسغها بقوة وجرّها وهو يهدر: يوم ارمسج اتمين واقفة مكانج يا مديه
ولا ما علموج هالشي ؟


طوله الفارع ... عرض منكبيه ...... الشر البالغ الذي يفوح من جنباته
تعابيره القاتمة المتجهمة

جعلوها كـ عصفور صغير مبلل
يريد الاختباء حتى ولو تحت قطعة كرتونية قديمة


قالت بـ انفعال مكتوم ... بصوت حاولت السيطرة على اختناقه لكنها فشلت: هدني هزاع

اعترض بنظرةٍ كالسهم القاتل ...... لا ترحم: ما بهدج

حاولت سحب يدها بـ ملامح متغضنة: ا .... انت ........ انت تعورني

رص اكثر على رسغها ..... وقال من بين اسنانه: يعني تحسين؟؟
شرات باقي الاوادم تحسين وتتويعين ؟؟


سحبت يدها بشكل احد ..... فـ تركها هذه المرة بمزاجه

هدرت بنظرة مشتعلة: هييي ... احسسس
ولا تيودني مرة ثانية بهالطريقة


شهقت فزعة ما ان امسك وجهها بيد واحد
شد على وجنتيها بين اصابعه السمراء الطويلة
قربها بحدة لحدود ذقنه النامية

قبضته كانت قوية
لكنها حانية
لم تكن وحشية كـ قبضةٍ بحد ذاتها
لكن وحشية بـ ما تغمرها من مشاعر
من احاسيس جنونية
من عذاب وقهر لا يوصفان


: لا ما تحسين
لو تحسين ما خليتيني شهور اعاني روحي
ما خليتيني مثل الاهبل ارابع وراج ادور رضاج وانتي تتمنعين ... بعيونج الباردة .. بجفاج .. بقسوة كلامج
لو تحسين يا اخت مديه جان ما خليتيني اعض كف الندم ليلة ورا ليلة وانا امسك روحي ابا اسير اذبح سعاد على اللي سوته فيج
وانا احس بالموت لاني محمل روحي ذنبج وان اللي صارلج انا السبب الرئيسي فيه


اتسعت عيناها بـ وجع سرمدي قبل ان تعلن دموعها السقوط
والانهيار !

شيئاً فشيئاً خفف قبضته من على وجهها

تباً لقلبه الضعيف ... قلبه الذي يئن ليل نهار لأجلها
وبسببها


اعطاها جانب جسده وهو بالكاد يسيطر على انفعالاته المدمرة


: تعرفين
مرات صدق ابغض روحي لاني تعلّقت بج
وودي لو اشل قلبي وافره بحر
يا ليتج احترمتي هالحب وقدرتيه يا مديه


قالت بصوت متقطع مختنق: هـ هزاع

اشاح بيده بـ تعابير ضائقة مرهقة حد النخاع: لا هزاع ولا بطيخ
بقولج كلمتين حطيهن في اذنيج يا مديه
مثل ما طلعتي من بيتج روحج ... تردينه روحج
لا تتريين مني اربع وراج شرات قبل واتريّى منج كلمة
لا
هذا كان اول


قال كلماته الحادة كالسكين
وخرج من المجلس برمته !



،,



قبـــل هـــذا بدقائـــق



امسكت حافة الكرسي الذي تجلس عليه ابنة عمها منصور
وهي تكاد تسقط من هول الصدمة

كانوا يتحدثون عن سهيل
عن ابن عمها سهيل !

ما هذا
خلال ايام فقط تكتشف انه بريء من تهم السنين الماضية
وانه ايضاً حيٌ يُرزَق !

ما هذا !
ما هذه الصدمات المتتالية
لكن كيف !!!!!!


تريد ماء
ماء بارد ...... لتسكبه على وجهها الملتهب

فـ خرجت من المجلس برمته
لتسقط عيناها على نافورة المزرعة الصغيرة المصممة بشكل فكتوري مبهر

ادخلت كفوفها على الماء ..... وسكبته سكباً على وجهها
لم تبالي بـ مكياج وجهها الجذاب
لم تبالي بالكحل الذي سال

وهل المبالاة بكل شيء
امام اسمه
يعتبر امراً يستحق النظر فيه !
بالطبع لا


خفقاتها تشتد
رعب يجتاحها من رأسها لأخمص قدميها

لتهجم عليها كلماتها القاسية التي تلفظت بها ظلماً وجرماً امام امها ريسه قبل اشهر

"انااااااا يبدلني بمخااااانيـ...
اناااا رووزه بنت الشيخ حااامد بن صيااح"




لتعصر قلبها كلماتها الاخرى .. امام اختيها



"ليته شروا الرياييل ...... الا زباااااااااالة"




ليت اختها صفعتها اكثر من مرة ... ليتها دعست عنقها اكثر من مرة

هي لم تفق الى الآن من صدمة انها ظلمت ابن عمها الراحل
فـ كيف الآن وهي تكتشف
ان الراحل
موجود
وبينهم !!!!!

ربـــــــــــاه




حينها .. وهي في وسط انصعاقها مما عرفته

لمحت اخيها يظهر من باب مجلس الرجال
فـ نادته بشحوب ملامحها واصفرار تقاطيع وجهها: هـ هزاااع

توقف هزاع "الغاضب اساساً والمتجهم" ثم التفت نحو اخته


قال بغلظة وهو يقف قربها مقطّب الجبين: شبلاج ام حامد ؟


: و ...... ودني البيت



،,



تنظر للشيخ المهيب امامها من غير ان يرف لها جفن
حتى انها لم تنظر نحو الذي يقف قربه مخفضاً عيناه بتوقير وهو يسمع حديث الشيخ عن حرابة وفخر الوطن بها
وانه ابداً لم يكن على علم ان بعض من الضباط قد قرروا انهاء خدمات حرابة قبل ان يقابلها هو ويوضح لها ما جرى وما سيتم اتباعه وفقاً لذلك


حرابة فعلت الكثير للوطن
وان كان انهاء خدماتها لأجلها هي .. ولأجل ابناء الوطن والحفاظ على سلامتهم جميعاً
فـ كان من الاجدر ان تخرج برأس عالي
وجبين شامخ يعتلي السحب !


ربت على كتف غابش وقال: ومرة ثانية يا بنتيه بتحمّد لج بالسلامة
وان شاء الله فالج السعادة والتوفيج مع ولدنا غابش


ثم نادى بصرامة: فهّاد


اقترب فهّاد محتقن الوجه بعد ان تلقى منذ قليل توبيخ صارم من الشيخ
وقال بصوت جهوري: آمر سيدي


: كل اوامر بنتنا حرابة تتنفذ
اللي تباه يصير ومن الآن
شي ثاني
الحراسة اباها مشددة 24 ساعة حولها
حتى لو داعش صدقوا سالفة انها ماتت في محاولة الاغتيال



يقف قرب الشيخ بنظرته المظلمة المتغطرسة
وابتسامة صغيرة
لم يلمحها سواها


هل يعتقد غابش انه انتصر عليها بهذا الشكل ؟
هل يعتقد غابش انه نجح في مسعاه بأنْ "ظاهرياً" رد لها اعتبارها امام جميع قيادات الجيش والشيوخ في المجلس الضخم البرّاق من جميع زواياه ؟؟؟؟


غضب اجتاحها
غضبها الذي لم يخمد اساساً منذ اشهر

لا تريد اراضٍ .. لا تريد اموال .. لا تريد بيوتاً ومزارع وسيارات
تريد استرداد كرامتها وكفى



حرابة بصوت جهوري معتَد: سيدي يعل خيركم في زود ... والله يطول في عماركم ويمد بأجلكم بطاعة الله واتباع سنة نبيه
لكن عندي طلب واحد بس


: طلباتج كلها مجابة


اقتربت بخطوات مسيطرة مدروسة ..... وقالت بصوت اخفض قليلاً من ذي قبل: بيني وبينك يا طويل العمر .. وبين غابش ..


كررت وهي ترمق "الواقف المشتعل" بطرف عيناها: ريلي ..... غابش بوالشريس



تصاعدت خفقات غابش
شيء خاطئ سيحدث
شيء مشين بحقه
وقاسي
سيحدث

يشتَمْ هذا من مخارج حروف تلك الللبوة الحاقدة المنتقمة !



بعد دقائق .. وبعد ان امر الشيخ ان يخلي الجميع المجلس عداه .. وغابش وحرابة

استرخى في جلسته الفخمة وقال مؤشراً بيده: قولي حرابة اللي عندج


وقفت امامه
عيناها عليه هو

لا على غابش الذي كان يرمقها من خلف اهدابه المظلمة ..
كفوفه متشابكة خلف ظهره باشتعال "خفي"
عيناه شرستان ..... ورغبته الشديدة بـ جرها والخروج من المكان برمته ... تتصاعد !


قالت من غير ان يرف لها جفن: انا حامل يا طويل العمر


انزل يداه بجانبي جسده .... متسع العينان اتساعاً رهيباً
وقد تصبغ وجهه بالصدمة البالغة

يأكلها أكلاً بتحديقه الجالب للربكة ... مطبق الفكين بقوة ..... ولا يكاد يميز وجهها مما سمعه


هي ..... وعندما اصطادت نظرته المصدومة غير المصدقة
وكأن ماء زمزم صُبَّ في قلبها


اجل
كانت تنتظر هذه النظرة منه
وتباً لها إن تركته وشأنه قبل ان تشفي غليلها


قال الشيخ بـ تعابير فرحة مسرورة: بالبركة بنتيه بالبركة ... والله اني فرحت لكم كثر فرحتي بعيالي


ثم وقف وربّت على كتف غابش ذو التعابير الخاوية والذي لم يتمكن من التفوه بأي كلمة وسط الشياطين التي تتراقص على رأسه

: يبارك في حياتك يطولنا بعمرك



اخفضت جبينها قليلاً
تدرس خطواتها
تدرسها خطوةً خطوة



ثم اخذت نفساً سريعاً حازماً
واردفت مستقيمة الظهر ... بنبرة الاعتداد ذاتها التي ورثتها من ابٍ وجد: سيدي ... انت ابونا وولي امرنا


ثوانٍ من الترقب
ثوانٍ من التكهرب



ثم لفظت باقي كلماتها: اباك اطلقني من غابش بوالشريس
هذا هو طلبي الوحيد منك



،,



بخفقات متوترة جزعة .. اغلقت الخط عن ابن خالتها وهي تدعو الله الا يحدث مكروه لـ زوجها

لقد تحدثت معه قبل ساعات وكان يتكلم بشكل طبيعي لا يشي بما يمر فيه

تذكرت كلمات ارنود المبهمة المثيرة للخوف والحيرة


".....: يمكن يا جواهر ما بتفهمين اللي بقوله الحين ... لكن ما دقيتلج الا لاني اعرف انج الوحيدة اللي بتخلينه يكنسل اي شي يدور في مخه الحين
سهيل خاطف عمه ... عمه السبب في كل شي صار وياه في الماضي
وسهيل قاعد ينتقم الحين
ماعرف شو يبا منه مع انه مطلوب الحينه للعدالة

واردف بـ رجاء ما ان احس ان جواهر ستقاطعه بسيل اسئلتها وحيرتها: بفهمج كل شي اوعدج ... بس ابا منج الحينه ترمسينه وتقنعينه ما يتهور
انا ما عرف شو اللي في نيته بالضبط
سهيل غادي غامض
ما ابالغ لو قلتلج انه وصل لمرحلة الاجرام
كلميه وحاولي تجتلين اي فكرة ادور في باله
بأسرع وقت ممكن"



سهيل خطف عمه !
عمه الذي تسبب بكل المصائب والفواجع في حياة حبيب قلبها ؟؟؟؟


رفعت الهاتف واتصلت بـ سهيل
لكن لم يجبها
فـ تصاعدت وتيرة قلقها ... وجنون افكارها الموسوسة !



: مدام جواهر


التفتت لـ خادمة الخالة نورة وقالت: هلا حورية

اقتربت حورية منها بـ تردد .... ثم قالت لها: مدام انا ابا اتكلم معاج في شي

عقدت جواهر حاجبيها ولا ارادياً رأت من بعيد نورة وهي تلعب مع الاولاد وبقربها امها لوسي

فقالت لحورية بلطافة: اسمعج حورية .. شو تبين تقوليلي ؟


بتردد مشابه
رفعت حورية الصورة القديمة .... وقربتها من ناظر جواهر
وقالت: تعرفين مدام هذا الرجّال ؟



سيطرت جواهر كي لا تظهر ابتسامة الثعلب على محياها
وتقينت ان حيلتها السابقة قد اثمرت واتت بالنتيجة المطلوبة

لترمق حورية نظرة انثوية واثقة وقالت: هي نعم ... هذا ريلي


اتسعت عينا حورية بـ الصدمة وهي تقول: ريلج ؟
مدام
هذا سهيل ولد ماما نورة
الله يرحمه مات من زمان ....تأكدي مدام يمكن انتي مخربطة


جرّت حورية برقة نحوها ..... حتى ابتعدوا قليلاً عن الجميع
ثم قالت لها بثقة اشد وهي تسير قربها: لا مب مخربطة
هذا ريلي سهيل ... ومب ميت ... بعده حي الله يطول بعمره
ودام عرفتي الحينه
فـ انتي بتساعديني عسب نخبّر ماما نورة من غير ما تتعب زود من الروع
تمام ؟؟؟



،,



كان يقود سيارته بذات عبوسه الذي لم يعتق ملامحه الهادئة اللطيفة لوجه الله
رغم هذا
كان يسترجع حديثه مع محمد ... حديث الخطبة
وتذّكر انه تأخر في اعلام اخته بالامر

فـ زفر وهو يفتح زر واحد من ازرار ثوبه العلوية .... ثم تنحنح بخشونة
وقال ... جاهلاً تماماً ما تمر فيه اخته الصامتة شاردة الذهن: روزة


نظرت نحوه بعيناها الفارغتان الذابلتان
وقالت باقتضاب: لبيه

لم يكن بمزاجٍ يسمح له ان يضيف مقدمات لا داعي لها باعتقاده
ليس وهو بهذا المزاج الاسود

بكل اختصار قال لها: محمد عبدالكريم ناوي يخطبج
انتي شو رايج ؟


غضنت حاجبيها بـ نظرتها الحزينة الشاحبة
وتسترجع بـ توهان حروف الاسم المنطوق !

محمد
محمد


هتفت بصوت خافت مبحوح: محمد ؟ محمد يبا يخطبني ؟

اجاب وعيناه على الشارع امامه: هي نعم
رمسني من كم يوم لجنّي انشغلت شوي وما تذكرت الا الحينه


عادت بأنظارها نحو الشارع بنظرة فــــــــــارغة
كآبة كريهة غزت حناياها
تشعر بنفسها داخل كرة هلامية ... تدور بها وتشقلبها

محمد
محمد


فـ ظهرت صورة سهيل امامها بشكل مشوش امام عيناها

تذكرت كل ما جرى لها الاشهر التي مضت

دعكت شفتيها بارتعاش
كيف سيوفّقها الله بحياتها وهي ظالمة !
كيف
حتى لو كان المظلوم لا يعلم

يا رب
الاختناق تصاعد في مجرى تنفسها
كره الذات تناثر بشظاياه .. وخدش جلدها حتى اعمق اوردتها


مسّدت صدرها بشكل دائري واهي
وهي تهمس: استغفر الله العظيم
استغفر الله العظيم
هزاع وقّف شوي السيارة احس بدوخة ... ولوعة

التفت نحو اخته مقطب الجبين بـ قلق
وقال: شبلاج روزة ؟ شو ياج ؟

: وقف شوي السيارة دخيلك


عندما اوقف سيارته في جانب الطريق

اطرقت رأسها .... وهي تلفظ "آهٍ" طويلة
وعميقة

رفع هزاع رأسها وهو يقول بحزم: رفعي راسج عسب ما تزيد اللوعة عليج

رفعت رأسها مرغمة
وهي تأخذ نفساً حاداً

اسندت رأسها على المقعد
والدموع اخذت طريقها على وجنتيها الناعمتين

: يا رب
يا رب شو اللي يصير وياي ؟

سألها بحدة: ام حامد شبلاج ؟؟ لا تخليني احاتيج
خبريني شو فيج ؟؟




تائهة
وخائفة
وجزعة

تيقنت ان كل ما حدث لها بسبب ظلمها لسهيل
سهيل الذي اكتشفت منذ لحظات .... انه حي !


هل يعلم هزاع بالامر ؟؟؟
لا .... لا تظن


بعد ثوانٍ من التردد ... والالحاح من قبل اخيها القلق


قالت وهي ترمقه بعينان تتلألئان بالدموع: هزاع
ابا
ابا اقولك شي

طالبها التحدث بـ صبرٍ معدوم: ارمسي زين زيغتيني

: سهيل .. سهيل ولد عمنا .. حي



عندما رأت ان الاخير لم يبدر منه ايّ ردة فعل متفاجئة
وغير متوقعة
ادركت انه على علم بشكل او بآخر


زفر براحة عندما اكتشف ان ما في اخته لا يتعدى مجرد صدمة مما اكتشفته

ثم سألها بتجهم ملامحه: منو قالج ؟

روزة بـ ذهول كاسح: يـ يعني انت .... انت تدري ؟؟؟

: هي ادري .. منو قالج انتي ؟

روزة بحيرة عاصفة: كيف تدري ؟؟ منو يدري بعد ؟؟؟ كيف اصلاً هو حي ؟؟؟ مب فاهمة عقلي مب مستوعب السالفة



تنهد بخفة
والضيق والاستياء المصاحبان له بسبب "مديه" لم يزده الا تجهماً وعصبية

لكن فضّل ان يهدأ من انفعاله وعصبيته بأن يدعو اخته في مطعم هادئ
بعيداً عن جو البيوت وفوضى الصغار وصخبهم
ويخبرها ما تجهله



،,



عندما دخل الشقة لم يجد نارة ولا ابنته ضي
فـ عقد حاجبيه باستغراب وقلق

بحث عنهما وهو ينادي بشوق جارف "انبثق" من بين حنايا وجهه ومقلتاه
رغم انه كان مستاءً في وقتٍ سابق من نارة .. ومن آخر محادثة بينهما والتي كانت باردة جداً وجافة من طرفها


لم يأتهِ اي رد على نداءه !


لفت انتباهه حاسوب نارة المحمول المفتوح على طاولة غرفة الجلوس

جلس على الاريكة امام الحاسوب ..... ثم مرر اصابعه بعفوية على لوحة التحكم

يبتسم بحنو ... بعاطفة حارة

ليته يستطيع تمرير اصابعه على وجهها بهذه الطريقة المغوية الناعمة

ليت "الغزال الصغير" يعطيه اشارة واحدة فقط كي يقترب
ويقسم انه سيصطاده
سيهجم عليه هجوم الغرام
فقط اشارة منه تكفيه



تفاجأ ان الحاسوب قد اشتغل وشاشته قد أضيئت تحت تمرير اصابعه

يبدو ان نارة لم تفعّل له كلمة مرور سرية !


بعفوية ..... حامت عيناه على الصفحة الالكترونية امامه

بعد دقائق وبعد ان فهم ما كان مدوناً في الصفحة

ارجع عنقه للخلف وهمس باستنكار متجهم: المينونة شو تسوي ؟؟؟؟


ذهوله .. واستنكاره .... شابهما الألم والغضب
شابهما الشفقة والحزن ورغبة الحماية والاحتواء


لم يعلم كم من الوقت مر وهو يتأمل الشاشة امامه

حتى سمع صوت جلبةٍ قادمة إليه ....... وكانت ضي ومعها امها


: باباااااااااااااااااااااااااااااا


ارتمت ابنته المشتاقة بـ احضانه وهي تصيح بسعادة: متى عدت يا ابييييييييييي ؟؟؟؟؟ لقد اشتقنا إليك كثيررررررراً


اراد اغماض عيناه والتمتّع بـ رائحة ابنته
لكن عيناه انغرستا بالقادمة نحوهما
بـ نارة



توقف الزمن عليهما
هي ترمقه بـ عدم تصديق انه عاد أخيراً ... انه امامها الآن بشحمه ولحمه
وهو
يرمقها بـ عاطفة غاضبة
عاطفة رجل يريد احتضان عائلته بكل ما اوتيَ له من قوة

لمَ نارة كانت تبحث في تلك المواقع المشبوهة والتي تعني بـ اظهار صلات القرب للشخص عبر تدوين الحمض النووي الخاص به
لمَ ؟
يعترف ان ما فعلته اوجعه واغضبه

اوجعه لأنه شعر كم هي يائسة
وبائسة
وحزينة
حزنٌ يتركها عرضةً للنصب وخطر اناس مجهولي الهوية !

واغضبه لأنه الى الآن
لم يظهر لها حجم رغبته بـ اعطاءها العائلة التي تريدها
بـ اخبارها انه يريد اكمال حياته معها وبقربها
بـ افهامها انه
سيحاول ان يكون لها الاب
والام
والاخ
والاخت
يشهد الله عليه انه سيحاول بأقوى ايمانٍ لديه



اقتربت نارة بسرعة نحوه واستلت الحاسوب المحمول من امامه ..... وهي تقول بتوتر: الـ ... الحمدلله على السلامة
متى ييت ؟

خنجر عيناه المعتمتان خدش بشرتها .... وهو يقول: من شوي
وين كنتن ؟

ردت نارة بذات توترها وهي تدعو الله ان منصور لم ير ما كانت تفعله في حاسوبها: عند امي ريسة
عزمتنا اليوم انا وضي وعرّفتنا على بنات اخوانك روزة ومديه


اخفض عيناه وهو يقف .. لتستقيم قامته امام قامتها الصغيرة المرتبكة الخجولة
قال بخفوت ... وهو يقترب منها ببطء
اقتراب اثار العواصف في داخلها: ما بتسلمين عليّه ؟

اتسعت عيناها بـ ذعر ...... وقالت ببلاهة: ها ؟

امسك يدها بيده الدافئة ...... وجرّها برفق نحوه

اخذ الحاسوب منها ووضعه على الطاولة

ثم احاط ذراعيه حول خصرها النحيل

اخفض عنقه حتى اصبح رأسه يجاور رأسها
ثم احتضنها بقوة

صدرها ملاصقاً لـ صدره

أنفها بأنفاسها الحبيسة المذهولة ملاصقٌ لـ كتفه العبق

آه .. رائحته جميلة
جميلة جداً
ومذهلة


تيقظت حاسة الشم لديه .... وهو يغرق انفه بجسدها الغض الناعم
كما تيقظت حواسه كلها


اخذ انفاساً طويلة يسرق الثواني معها
وينهب الدقائق في قربها


قال بـ صوت حار اجش وهي ما تزال كالهرة الصغيرة بين ذراعيه وسط احضانه: كل يوم
كل صبحية
اباج جي تسلمين عليه
مفهوم ؟



عندما لم يأته الرد

كرر بهمس قرب اذنها بنبرة اشد حرارةً
اشد دماراً: مفهوم نارة ؟



هي ومن شدة الهلع والصدمة
هزت رأسها كيفما كان ... ولم تتلفظ بأي كلمة
ليس وكأنها تستطيع التنفس حتى !


اخفض جبينه مرة اخرى
ثم لثم بشرتها الظاهرة من كتفها .... والتي ظهرت مع اشتداد حضنه لها


سمع شهقتها الناعمة المرتعبة


زادته هذه الشهقة اثارة
وكأنها تغويه
وكأنها تحرض على اللا والممنوع والحرام
لكن لا
لا "لا" ... ولا "ممنوع" .... ولا "حرام" بينهما


ابتعد قليلاً لكن بمسافة سمحت له بالهمس قرب فمها المرتعد
وقال لابنته التي ترمقهما بـ فضول: ضي .. ستجدين هدايا كثيرة تنتظرك
افتحي حقيبتي وخذي كل شي


: بابااااااااااااااااااا شكرررررررررا شكككككررر..........


انقطعت كلمات ابنته المبتهجة وهي تبتعد عنهما راكضة للخارج


ما ان لمح بطرف عيناه المتأججتان المشتعلتان ............. ان ابنته قد ابتعدت كلياً عن مرماهم


حتى اقترب من مكمن عذابه .. وارقه .. وحيرته
من ثغرها الحلو


ولثمه بـ جنون حارق
جنون لاهب
جنون كان كالهاجس اسابيع طويلة
يصبح به ويمسي
يخبره كل فجر بصوت تغزل عبدالواحد الخنيزي:

متى يلفَّ الشوق ثغري على ثغرك ؟

وها هو الآن بـ كل اشواقه
بـ كل عواطفه التي كانت تختبئ عمراً تحت روحه الدفينة
تخرج
وتلف حرارة قبلاته لفاً
على ثغرها مرة
وعلى انفها المنمنم الصغير عشر مرات

ثم يعود لذات الحلقة المغوية
فـ يلثم هذه المرة ثغرها ..... ويستكين

اطال
............... واطال
حتى داخ وهلك

ولم يخرجه من حمى المشاعر سوى دموعها الناعمة
التي هطلت من عيناها الخائفتان الحائرتان
على نحو اثار عاطفته اكثر
واكثر


قال بصوت مبحوح .. مختنق من العاطفة
وهو يحضن وجهها الصغير بكفوفه الكبيرة الدافئة:
هي
ولا لا ؟

فغرت فاهها
مع دموعها
مع حيرتها
مع خوفها وتشتتها

ليكرر بـ نبرة قوية وهو يرص على كفوفه: هي .... اقرب زود ؟
ولا لا ..... اتم محافظ على حدودي ؟
جاوبي
وبسرعة




عيناه
وآهٍ من عيناه
الجزع الكامن في روحها تخدر .... تخدر وهي تلتقط حرارة العاطفة والاحتواء بعيناه

أمان
تشعر بالامان وهي هنا الآن
امان لطالما سعت خلفه بقدميها الحافيتين واسنانها


وهي تحدق بمقلتاه خدرة ثملة
تذكرت جملة قرأتها في صفحة من صفحات شبكات التواصل الاجتماعي

"
الامان اسمى مراتب الحب
واعظم شيء تقدمه لـ الحبيب
نقودٍ ذهبية من ........... "طمأنينة"
"



ليخرجها من خدرها وخز شفتيها المنتفختين
وخز ذكّرها بهجومه المسبق عليها
فـ ارتدت عيناها للأسفل خجلة ضائعة مرتبكة

لمَ انقلب حاله بهذا الشكل فجأة ؟
قبل السفر كان جامداً هادئاً ولا يتحدث الا بالفتات ... اضافةً انه لم يظهر ابداً رغبته بلمسها
وبعد السفر .......... انقلب مائة وثمانون درجة !


انقشع الضباب من عيناها وهي تسمعه يهمس قرب شفتيها مرة اخرى: جاوبي
ولا تبين بوسة ثانية
عشان تتأكدين من قرارج ؟


احتقنت كلها من شدة الخجل والخزي
وادركت جزعة انها لم تكن تنتظر قبلته التالية وحسب
بل وكانت تسند كل جسدها على صدره
تشتم بـ جوع رائحته الرجولية المثيرة


ابعدت جسدها عنه بمسافةٍ تسمح له ان يرى كل تفصيل صغير من تعابيرها وردة فعلها الظاهري والذي يعكس حقاً باطنها الحساس المرهف


: شـ ...شو فيك اليوم مـ منصور ؟


امسك يدها
ليسحبها برفق

جلس على الكرسي
ثم ساعدها على الجلوس قربه

بتلك الطريقة الناعمة المليئة بالدغدغة والعذاب

عندما اصبحت قربه
اقترب اكثر منها حتى اصبح يستنشق انفاسها
وعيناه على اهدابها المرتعشة
وشفتيها الحلوتين

شفتيها هلاك
هلاك حقيقي !

فقال بـ صوت خافت ناعم .... يؤكد ما قاله منذ ثوانٍ: هي ... اقرب زود
ولا لا .......... يا نارة ؟
ابا جوابج
والحينه



من شدة حرجها لم تستطع رفع عيناها نحوه
هذا المنصور شرس حتى في عاطفته وطريقة تحدثه


"تحدثــــــــــه" !!!


ليعود ذلك الحوار يغزو رأسها مرة اخرى
حواره الغزلي مع ......... "فتاته"


اطبقت فكيها على بعضهما
ووقفت بحدة .... رغم ان وقفتها كانت بالكاد ثابتة اذ انها ومن شدة ما شهدته من عاطفة ... ولقاءٍ حامي
ساقيها اصبحتا هلاميتان مكهربتان

غاضبة وبشدة
هل يلعب معها منصور ؟
هل "يشتهيها" الآن ... ويريد ضمها مع بقية الفتيات اللاتي يهرجن ويمرجن في حياته الحافلة ؟!
ماذا ؟
هل الزوجة المجانية التي تلقاها ..... اصبحت جميلة ومُلفتة فجأة بنظره بعد ابتعاده فترة من الزمن
واراد الاقتراب منها وتذوقها قليلاً
الى ان يشبع ... ثم يرميها مجدداً ؟



اطبقت فكيها بشكل احدّ من ذي قبل
ثم قالت وقد اسبغت كل البرود
وكل القسوة
وكل التعنّت في صوتها الناعم: وشو اللي تغيّر .. عسب انا اغيّر رايي ؟

اشرت نحوه وقالت بنبرة خاوية من المشاعر: انت بعدك منصور
اللي خذاني عشان بنته
وانا بعدني نارة
اللي خذتك عشان ما تضيع بين هالناس وحيدة مالها بيت ياويها
فـ شو اللي تغيّر الحينه عسب اشوف هالنظرة الدافية بعيونك ؟

لفظت آخر كلمتين بـ استهزاء شديد




طعنته في مقتل
هو في الاصل لا يجيد تواصل القلوب والمشاعر
يبغضه ..... يبغضه لانه لا يجيده اصلاً !
لكن هذه النارة طعنته عندما استخفت به
سخرت منه
تغطرست على مشاعره



انزل عيناه ... ووقف لتكتشف انها غرقت بظله الطويل
ضئيلةٌ هي امام هذا الصياد الضخم


ثم قال باقتضاب خاوي: ما تغيّر شي
قلت ابري ذمتي وياج
بس دام ما تبين نكمل حياتنا بطريقة طبيعية مثل اي زوجين
فـ خلاص ... على راحتج


سار قربها .... لتتلامس كتفيهما ..... فـ اشتد خافق نارة اكثر واكثر

قشعريرة سرت على طول عامودها الفقري

ملمس شفتيه
وكفوفه
وكتفيه
دمروها داخلياً
فـ كيف سيكون حالها ان اقترب اكثر واجتاحها من الوريد الى الوريد ؟؟؟؟


اكمل ببرود قــــــــــــاتل وهو يمر امام عيناها: مبوني مب ميت عليج


جملته الاخيرة دمّرت كل احاسيسها حديثة الولادة



وقف فجأة .. ثم استدار نحوها وقال بقسوة تخللتها سخرية بالغة:
اها .. وشي اخير


اشر بعيناه نحو حاسوبها المحمول واكمل:
لا ادشين هالمواقع المشبوهة ولا تفكرين تقرين هالخرابيط ... ما بتنفعج بشي
ان بغيتي تتواصلين مع اي حد من طرف امج ولا ابوج
انا بظهّرلج ارقامهم بكل بساطة



،,



من هول ضيقها ويأسها ..
وضياع سيطرتها على حياتها بشكلٍ لم تعهده من قبل

استأذنت من امها ريسة والفتيات وانصرفت

ضاقت عليها الدنيا بما رحبت
والمشكلة العظمى ان لا احد يفهم ما تمر به
لا احد
كلهم يتهمونها بغباء التصرف وبلاهة التفكير والاسباب التي جلتها تبتعد عن هزاع
رباه كم يعتصرها غضب عظيم
غضب يفوق الوصف
وتقسم بالله انها ابدا لم تكن تعلم ان هذه الروح التي تقبع فيها الان
ستحتلها في يومٍ ما

بعد قيادة دامت ساعة كاملة حول العاصمة ابوظبي
توقفت امام بحيرة صغيرة
بحيرة اصطناعية جديدة قرب حديقة الكورنيش
فيها البط والوز وبعضٌ من الارانب



تأملت امرأة حبلى تمشي قربها ووقفت بجانبها

فـ اخفضت عيناها بـ مشاعر قاتمة

لو انهم تركوها بحالها
لكانت الآن بنفس هيئة هذه الحبلى

لكانت الآن تجهز ملابس طفلها
وترتبها
وترتب غرفته بكل ألعابه ودببه البيضاء الحلوة


قالت لها بعفوية ... بعفوية مديه الحلوة الساذجة: الله يقومج بالسلامة

ابتسمت لها المرأة وقالت: الله يسلمج .... وعقبال المحروم

فـ أمّنت من كل قلبها: آمين


ذهبت الحبلى مبتعدةً عنها
لتجلس هي على الكرسي
وترمي برقة بقايا الخبز للبطة التي اتت قربها



: السلام عليكم


اتسعت عيناها ....... وبحدة رفعت رأسها للأعلى

لتجد سهيل امامها
بكامل هيئته "الحيّة" امامها !


جنون خفقاتها المرتعبة وصلت إليه
فـ امال رأسه قليلاً .... وقال مبتسماً بحنان "يُبكي": لا تخليني انتي بعد احاتي قلبج


لم تعلم انها كانت تكتم انفاسها
حتى ركزت ناظرها على مبسمه اللطيف
حتى حملقت بعيناه الحنونتان
ذاتهما
لم تتغيرا
على الاقل الآن
في تلك اللحظة
وهرعت باقي الصور تتكون بعقلها
حتى استوعبت
حتى ادركت
حتى فطنت !


فعلياً ..... وبشكل لم يتوقعه -هو سهيل- ....... اخفضت وجهها وغطته بكفوفها المرتعدة
واخذت تبكي بشكل مروّع اربكه !

حتى ان الناس القلة الذي كانوا حولهما
شكوا بهما
وتوترت نظراتهم الفضولية

اقترب وهو يعدل طرف عصامته داخل تكويرتها: مديه ..... مديه يا ختيه اهدي دخيل الله


لكن مديه كانت تبكي بصوت مرتفع وكأنها للتو سمعت ان احد اقاربها قد مات


تنحنح بعد ان سيطر على نفسه .... ثم جلس قربها وهتف بحزم: مديه
مديه اهدي خلاص
طاعي كيف الناس اطالعنا
هذا وانا كنت اتحرا بتمسكين روحج شوي اول ما اشوفج

نشيجها الحاد الملتاع مخبّئ بين كفوفها .. تغطي عيناها بقوة وكأنها تخاف ان ازاحت يديها فإنه سيختفي من امامها

منذ ان علمت من هزاع انه عاد للوطن وهي تنتظر لقاءه
تنتظر رؤيته
حتى تصدق ان كوابيسها التي ارقتها سنين
كانت حقيقة
ان تلك الليلة المظلمة كانت حقيقة
حتى تعتذر له يالله عن كل ما فعله ابيها بحقه


هدرت بلوعة حارقة: والله .. والله ما طرى عليّه اقولها قبل
لكن الحينه .... وانا اشوفك جدامي عقب سنين وعمرررر
ليت اللي مبينا حليب مب دم
عسب امسكك بكل قوتي واتأكد انك مب حلمممممممم


ورصت على وجهها المحتقن المبلل بشكل اقوى من ذي قبل ...... وبكاءها المتحشرج يشتد


ارتخت ملامحه على نحو موجع
يالله ... اخته السُكرة لم تتغير
ما زالت احاسيسها طاهرة
ما زالت ألفاظها صافية .. بيضاء .. عبقة

ما زالت لا تتلفظ الا بصدق ما يعتمل خاطرها الشهْـــــــدي

حاول تخفيف شدة بكاؤها بأن قال بلطف حاني: لو سمعج هزاع الحينه بيعصّب


فـ تصلبت مكانها لكن كفوفها ما تزال على وجهها
لتمسح فيما بعد دموعها وهي تهتف بـ صوت خشن باكي: مب كل حد بيفهم ان في مشاعر
اسمى واصفى من كثير نوايا وظنون


ليقولها بصدق اشد واعتى: تولهت عليج يا ختيه

فـ انهارت بالبكاء وهي تقول: وانا موووت
اتولهت عليك مووووت يا سهيل يا حبيب اختك
عشت عذاب من بعدك .... سنين وانا اشوفك في احلامي
ما دريت انت حي ولا ميت
وكم تلومت يوم اعترفت هالشي متأخر حق هزاع وامي ريسة


اومأ برأسه موافقاً ... ثم قال بعد ان تنهد بخفة: زين يوم رمستي الحينه
مثل ما تقولين ... التوقيت كان لصالحي


: كنت تعرف اني اعرف ؟


لن يقول لها كيف عرف انها كانت على معرفة مسبقة بما حدث له
اذ ان اجهزة التنصت التي كانت موضوعة اساساً في سيارة هزاع والتي كشفت عن حوار ريسة مع الاخير وهما ذاهبان الى البلدة القديمة
قد كشفت له ان مديه كانت تعلم ..
بل وشهدت تلك الليلة المشؤومة ورأت ريكا وارنود وهما ينقذانه



رمقته بعيناها المتورمتان بالدموع مستغربة حائرة


شبه ابتسامة خرجت منه .... ثم قال بـ ايجاز: امي ريسه خبرتني


تنحنح وهو يعدل جلسته ... ثم قال لها على نحو مفاجئ:
مبروك


: عـ ...... على ؟


اجابها بـ عاطفةٍ قوية هو يتأمل الارانب الصغيرة قرب البحيرة: على زواجج من مروان .. ولو انه خسيس
ومبروك ثانية
على زواجج من هزاع
مبروك لج على كل نجاحاتج
على كل انجازاتج في هالدنيا
مبروك لج يا ختيه على كل لحظة نجاح طافتني وكنت بكون فخور بج لو كنت عدالج



لو كان قد قالها لتهدأ
فهو قد اخطأ
لانها هذه المرة دخلت موجة بكاء مريعة !
اشد من ذي قبل


هتفت ببكاءٍ ملتاااااع: والله وبالله جنك قلتها لي في وقتهااااا
جنك قلتها لي في كل مرة تمنيت وقفتك عدالي يا خويه
يا ويل قلبي كم بتحممممل
كم بتحممممل
احس اني بطيح مب مصدقة انك جدااامي


انحرج بحق ... ظن انه سيهدئها وبدل من ذلك جعلها تبكي اكثر

التفت يمنةً ويسرة
حتى رأى من بعيد بائع المثلجات والعصائر

ذهب نحوه وابتاع لها المثلجات

عندما عاد إليها
اعطاها الايسكريم وهو يقول بابتسامة حلوة: اذكر الايسكريم بس اللي يروم يسكتج عن الصياح
ولا يحتاج اسوي آبديت حق مخي ؟؟


تأملت الايسكريم بين اصابع اخيها .... فهتفت بصوت تقطع من جراء بكائها المسبق
وهي تأخذه من يده: مغلاك يا سهيل
لا لا
مثل ما تذكر بالضبط
الايسكريم بس اللي يسكتني ان صحت


سألها وهو يرمقها بطرف عينه: هزاع يعرف هالمعلومة ؟

احتقن وجهها حرجاً .. وهزت رأسها بـ اجل

قهقه بعمق ... بصفاء .... ثم قال: ما كنت اتخيل انكم بتتزوجون ... فرحت والله لكم

سألته بنظرة موجعة: كنت اتعرف عنا كل شي ؟

: كل شي


الالم فيها لا يُطاق .... وكله من ابيها
وآهٍ من ابيها


نكست جبينها وهي تعدل حجابها على رأسها بـ اطراف مرتعشة
وقالت: آسفة يا سهيل
اسفة على اللي سواه ابويه وربيّع فيك


اهتز فكها وهي تردف بـ تحشرج:
اسفة والله ..... ولو بإيدي اسوي شي عسب اكفر عن فعايلهم
جان سويت


نظر لها بـ نظرة نافذة وقال: رفعي راسج

امرها بنبرة اقوى: رفعي راسج مديه

عندما رفعت رأسها ورمقته بعيناها الباكيتان ..... قال بنبرة اخوية صادقة: يكفيني اشوفج سعيدة وراضيه في حياتج
وربي الشاهد على كلامي

اخفضت عيناها بـ وجل ... بـ تناهيد لا تسكت في روحها

لتتلفظ بما كان يسري في دهاليز روحها البائسة الضائعة
على نحو لم يتوقعه سهيل:
ما نعرف وينه
اختفى بعد ما اعلنوا فوزه في الانتخابات ...... مثل فص الملح وذاب


وقف حينها ... لينفض عن ثوبه بحركة عفوية لا معنى لها
ثم قال بعينان ثلجيّتان تماماً:
وين بيروح يعني ؟
مصيره يرد بيته


تصلبت في جلستها وهي تسأل: وين ساير ؟


اعطاها نظرة حانية وقال مودعاً: في امان الله يا ختيه
ردي بيتج الوقت تأخر



وهكذا فقط
فكما اتى إليها
رحل عنها
في جلسة خفيفة قصيرة
اقتطفت من العمر
زهرة وقصيدة !





رحل عنها سهيل
رحل وتركها تتأمل ظهره بـ عينان ذابلتان شاحبتان بلون الألم الماكن


"هزاع يعرف هالمعلومة ؟"


تأوهت نبضاتها المغرمة
اجل
هزاع يعرف كل شيء عنها
كل شيء
لكن لم ما تزال تشعر انها لا تستحق ان تبقى في حياته ووسط منزله
لمَ ؟


" مثل ما طلعتي من بيتج روحج ... تردينه روحج"

هل يعتقد انها تنتظر ان يتوسلها العودة لمنزله ؟
هل يظنها حقيرة حد انها تفرح ان شعر بنفسه مذلولاً وهو يتوسلها القرب والوصال من جديد ؟

هزاع لا يرى ألمها الحقيقي
لا يرى غضبها المتمكن في وجدانها


رفعت هاتفها والقهر يقلبها بقسوة بين كفوفه السرابية

تتقلب بين كفوفه ... وكفوف الظنون والمشاعر الضارية ولا تعلم متى ستقف على ارضٍ ثابتة !


اتصلت به تريد توضيح كل شيء له


رنة ... ورنات
واعقبتهما ثلاث رنات
حتى انقطع الخط فجأة


هزاع اغلق الخط
رباه .... هزاع لا يريد التكلم معها وهذا اثبته جلياً بحركته الصلفة القاسية !



،,



فتح عيناه بـ اتساع
كـ اتساعة ابتسامته الهستيرية

نورة
يرى نورة

مدد ساقيه امامه بـ عقل مغيّب فلم يدرك انه دفع اواني الطعام لتتناثر امامه

مع اشتداد اتساعة عيناه
ثبّت وجهها الذي يتذكره منذ سنيييييين

من فرط انفعالاته الجنونية
لم يعلم انه قد عض لسانه
عضة قوية حتى احس بالدم

حرك لسانه على اسنانه بـ نهم خالص
وتيقظ فعلي
دم
ما ألذ طعم الدم

ما ألذ الدم
وما اعذب نورة ..

آه يا حبيبة السرمد ورفيقة الازل
باقيةٌ هنا
في الوجدان موضعكِ
تبرقين كـ الفرقد .. بلا كلل .. بلا ملل



اغمض عيناه بهدوء باسم

لقد ثبّت صورتها
ويجب عليه رؤيتها وهي في منزله الآن

منزل دافئ صغير يحتويهما
اطفالٌ يشبهونها .. يشبهون بداوتها ... وسمار بشرتها المخملية

يحملون ابتسامتها التي رغم بساطتها ...... ثقيلة مهيبة

دخل وتعمق في حلمه
حتى انه جهل انه بدأ يثمل ثمالة عقلية كاملة !

شيئاً فـ شيئاً


الاطفال تحولت وجوههم وتشوشت

كل وجوههم غدت وجه سهيل
كل ضحكاتهم غدت ضحكته
كل نظراتهم غدت نظرته
وعيناه

عيناه
عيناه
عيناه يوم ان اخبره بكل شيء قبل موته
عن عشقه لامه .... عن كرهه له ولابيه احمد !



شهق وهو يفتح عيناه
وكأنها شهقة غريق خرج من وسط المحيط

عادت الكلمة في عقله " قبل موته"

"قبل موته المفترض"


ربــــاه
هل ما رآه قبل ايام حقيقة
ام هو من فعل الهلوسة التي اصبحت ترافقه بين الفينة والفينة بسبب هذا المكان الكريه البغيض !!


فـ انهار وهو يمدد جسده على الارض الباردة المقشعرة للابدان

انهيار صامت ... شديد الهلع


شاهييييييييييين
لعنات سهيل لن تفارقك يا شاهييييييييييييييين



تذكر اسم شخصٍ ما ... سمعه ذلك اليوم



فـ اخذ ينادي بـ قلة حيلة ...... ووجع:
مجيد
مجييييييييييييد



لكن ليس هناك مجيب .... وليس هناك مجيد !



،,



عندما قذف على مسامعها كل الحكاية ..
القديمة منها والحديثة

ظلّت على حالتها الجامدة
لا نفسٌ يصدر منها ولا همس !

افرد يداه على الطاولة الملساء امامه وقال بهدوء: وهذا اللي صار
في الاخير .. حدر سهيل واخوه ناصر الميلس يوم فاز عمي شاهين في الانتخابات
وفجروا القصة كلها على روس رياييل الجبيلة
طبعاً يومها اختفى عمي شاهين مثل ما تعرفين والكل يعرف
ولين الحينه ما ظهر


قلبها لم يتمكن من التقاط كل هذه الحقائق المريعة
سهيل
وعبدالكريم
وعمها شاهين
وتلك المكيدة التي أحيكت ضده !

عبدالكريم
رباه
عبدالكريم هو والد محمد




كل شيء تركته جانباً
وهو تقترب من اخيها وتهتف متعجبة ... بـ ملامح مصدومة شاحبة: عبدالكريم الشيخ
الامام الفاضل الخيّر
يطلع منه هذا كله ؟؟؟!!!!


قال هزاع وهو يريد قول الحق بحق ابن عبدالكريم: للاسف هاللي صار ..... وانا عرفت محمد في وقت قصير
عرفته وعرفت معدنه الطيّب
ووقفته الرجولية مع سهيل اكبر دليل انه مب نفس ابوه ابد

سكتت وهي ما تزال في حلقة دائرية كبيرة ومطاطية



عادت بذاكرتها لأشهرٍ مضت ..... عندما كانا في سيريلانكا تحديداً


"....: لا ما تعلمت ولا علموني ... ابويه طول عمره انشغل بخدمتكم وما لقى وقت يفضى يربي عياله"



هل نبرة السخرية والاحتقار التي شعرت انها موجّهة نحو ابيه على وجه الخصوص كانت بسبب انه يعلم بالفعل بما ارتكبه الاخير بحق سهيل !!!
يا إلهي


اتسعت عيناها اكثر وهي تتذكر ما قاله في حوارٍ ثاني بينهما ... حوار كان سببه ربيّع واتصاله بها وهي في سيريلانكا

"...: تبدلين الثريا بالثرى .. غبية ..... ليتج عاده اخترتي واحد كفو يستاهل"



الآن فهمَت كل شيء ........ للتو فقط تمكنت من التقاط كل القطع المتناثرة في مخها وكوّنت صورة مفهومة تستحق النظر إليها !



من بين افكارها المتناحرة الكثيرة جداً جداً

سمعت اخيها يحذرها بحزم: خلي الموضوع هذا مبينا .. سهيل صار عنده حياته الخاصة
غيّر اسمه وهويته وكل شي من سنين
حتى جوازه غدا هولندي
حياته مب هني عندنا .. في هولندا مع حرمته وعياله .... وشغله اللي اسسه هناك
هو ما ظهر للجبيلة الا عشان هدف معيّن
واظن خلاص قدر يحققه


هز كتفيه بخفة ثم اكمل بنبرة مبهمة خافتة وهو يقرّب كوب المشروب الساخن من فمه: فترة بسيطة وبيرد هولندا






نهايــــة الفصــــل الثــــامن والعشــــرون



bluemay 27-11-20 08:26 AM



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


لقاء نازف موجع لكلا الطرفين، مدية واحتقارها لنفسها. هزاع وألم الخذلان.
هزاع ثابت على موقفه الكرة في ملعب مديه الآن فهل ستركلها أم تكتفي بالتحديق إليها.


روزة وصدمة اهتز لها كيانها، البرئ المظلوم حي.
كيف ستكفر عن ذنبها في حقه.


حرابة لم يشف غلها رد الاعتبار الملكي الذي حظيت به. لن ترضى الا برأس تقصد قلب غابش مقتلع امامها.


جواهر تتلظى بنيران القلق على سهيل. وما أخبرها به ارنولد آثار فيها خوفاً عليه.

حورية نعم الخليفة لجواهر وستمهدان لنورة خبر رجوع سهيل بطريقة مدروسة.


روزة في طريقها لمعرفة حقائق غيبت عنها، هزاع نعم الرفيق. سيعطيها ما ترغب معرفته وما خفي عنها.
مدية أحياناً احقد عليك كيف تفعلين بجوهرة مثل هزاع هكذا أفعال؟؟
انسان مراعي لأبعد الحدود.


نارة فوتت على نفسها فرصة عظيمة قد لا تتكرر مرة أخرى.
استهزأت بمشاعره بسبب شك لم تتيقن منه.
كيف ستسير حياتهما وسط هذا الجفاء الجديد؟؟


لقاء مديه بسهيل موجع
جيد انه في توقيت كانت قد استنفذت فيه قواها على الحزن والا لكانت قد فاضت تلك البحيرة من دموعها.


شاهين مرحى ها أنت تنحدر إلى درب الجنون بسرعة.
هل سيتوقف سهيل أم سيوصله سعيداً إليها؟؟


روزة ها قد اجتمعت كل الحقائق أمامك على طبق من فضة.
وها قد بتر هزاع اي حلم قد يراودك تجاه سهيل
فهل لمحمد اي فرصة بوصالك وقربك؟.

سلمت يداك لولوتي على ما خطته من ابداع

كلي شوووق للقادم

تقبلي مروري وخالص ودي

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°







ام البنين 29-11-20 07:08 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 28 (جزء
 
السلام عليكم

اخباركم انشغلت كثير

بس عندي توقع ممكن صح وممكن تقولون لاتعلقين مره ثانيه

ابو سهيل اتوقع انه حي ومسجون بالغرب

او فاقد الذاكره

طُعُوْن 02-12-20 03:49 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 28 (جزء
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلام حار للجميع
كلن بـ اسمه الطيب

سلام خاص لبلااااادي
لوطني
دولة الامارات العربية المتحدة
بمناسبة ذكرى الاتحاد التاسع والاربعين

كل عام وانت يا وطني بـ امن وامان بفضل من الله ورحمته

كل عام وجميع من حولي بخير وامان واستقرار وراحة ورخاء

ما عندي الا دعواتي وخالص امنياتي ان ينعم الله على بلادي وجميع بلدان المسلمين الامن والاستقرار

اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين .. آمين


(صلوا على سيدنا محمد)




ووووو
نخش على الفصل يا حلوين 😊



،,



الفصــــل التاســــع والعشــــرون



وقف امامها واضعاً يداه داخل جيوبه
يمسك نفسه كي لا يطحن وجهها الجميل بين اصابعه

تبتسم له بتشفي
فيرد لها ابتسامة بالكاد تُسمى ابتسامة
ميلان شفته للجانب ... ميلان غارق بالغضب
غارق بالشر


يراهما الشيخ بنظرته الثاقبة العميقة
يحلل ويفسر ما يجري بين هاذين الشخصين
واللذين "جلياً" يتصارعان في كيمياء قوية متفاهمة
فـ رغم وقفتهما المتحدية
الا ان "الكيمياء الخاصة بهما" تفوح من جنباتهما

يعرف حرابة
يعرفها اذ انها تخدم في الجيش منذ سنين
ويعرف كيف تحارب
وتكافح
وتعمل
ليس سهلاً ايقاعها
كذلك ليس سهلاً على من مثلها ان يتذوق المهانة
لذلك عندما علم من غابش ان بعض من الضباط انهوا خدمتها بتلك الطريقة الباردة الخرساء اللامبالية
استنكر وغضب واصر ان تزوره ويجتمع بها مع كل الرجال حوله
ويرد اعتبارها


قال لها بنظرة متعمقة متمعنة: حرابة بنتيه ... انتي متأكده من اللي تبينه

اجابت فوراً وعيناها على غابش: اكثر من اي شي ثاني

هتف الشيخ لـ غابش: قول اللي عندك غابش


رمقه غابش بـ نظرات ذات معنى
بتحديق ينفذ لداخل الجلد

وكأنه يسأل ..
هل ان طلبت مساعدتك
ستساعدني يا شيخ ؟

بداية الامر ... عقد الشيخ حاجبيه وهو يلتقط نظرات غابش المبهمة
الا انه استوعب الامر اخيراً
عندما قال غابش وهو يعطي مرة اخرى نظراته الحارقة لحرابة:
طويل العمر انت ما شاء الله اعلم منا بـ امور الدين
هل يقع طلاق المعتوه خفيف العقل ؟

من غير ان تفتح فمها ... شهقت بشهقة خرجت من اعمق نقطة من حنجرتها
فـ صرخت في جـوفهااااااااااا

الحقير
الحقيرررررررررررررررررر



استوعب الشيخ حيلة غابش اذ انه علم مسبقاً من ابيه عبدالرحمن الخطة التي وضعوها لتزويج حرابة من ابنه

لكن سأله امام عينا حرابة ...... وكأنه مستعجب

: ما فهمت عليك يا ولديه

غابش ببرود ظاهري: عندي ورقة تثبت اني خفيف عقل

هدرت وهي تقترب تريد اقتلاع عيناه: چذب

همس امامها وهو يميل جانب فمه للاعلى: عيب تقولين هالرمسة هني ... احترمي مقامات اللي حولج


طحنت اسنانها بعنف ... الثعلب المخاددددع

سأل الشيخ بتساؤل ظاهري: صدق يا ولديه ؟؟

اخفض جبينه بـ تجهم "زائف" وقال: اظن الوالد قالك قبل عن الحادث اللي سويته وو

: چذب سيدي
كله چذب

هتف الشيخ بإيماءة رأس: هي غابش قالي ابوك
بس ما قالي ان مخك تأثر منه

: عندي ورقة تثبت

رمق غابش بتمعن ... ليبادله غابش النظرة
تخللها رجاء خاص


تنحنح الشيخ بخفة وقد قرر ان يجاري الشاب المكار العزيز عليه جداً هو وابيه
ولينهي كذلك الموضوع قبل ان تتفاقم الفكرة في عقل حرابة
فهو في النهاية لا يريد هدم زواجها بسبب خلافات زوجية يُمكن ان تُحل !


قال وهو يرمق حرابة نظرات آسفة "كاذبة": ولديه .... جانك عندك ورقة تثبت ان فيك وشّه في مخك
الطلاق ما يحصل
وهالشي معروف



علمت حرابة ان هناك حيلة تحدث بينهما


بحق الله
كيف يصدق الشيخ ان الذي يقف امامه معتوهاً
وهو -غابش- يمتلك هذه الوقفة المسيطرة الماكرة الـ ............ مستفزززززززة

كان غابش يكتم بالفعل ضحكته الشريرة

جلس الشيخ ومغضن الجبين بـ "اعياء زائف" ثم قال لحرابة: جني نسيت اخذ دوايه

اشر نحو احد الرجال الواقفين بعيداً قرب الباب .. لحظات حتى اتوا بـ دواءه وكأس ماء زجاجي

مع كل الغضب والقهر في جوفها ... الا انها اقتربت من الشيخ وقالت باهتمام صادق: اسمحلي طويل العمر خذت من وقتك وايد .. العذر والسموحة

ربّت الشيخ على كتف حرابة تربيتة واهية لم تتجاوز طرف قماش عباءتها
وقال بـ نبرة ابوية حانية: ما زلت عند وعدي
طلباتج كلها بتتنفذ ان شاء الله


لم تنبس ببنت شفه
فقط اومأت برأسها تقديرا
وقالت بـ تعابير فارغة: من رخصتك طويل العمر
واسمحلي مرة ثانية


: لا تقطعيني حرابة .. تعرفين شكثر انتي غالية عليّه واحب اشوفج دوم

ابتسمت له بـ شحوب وجهها الخمري ... وقالت: على راسي ومن عيوني
من رخصتكم


انصرفت من امام عينا الشيخ
وامام عيناه -غابش- الولهتان
الجائعتان

ليدفعه الشيخ بخشونة
وهو يقول: الحقها
لا تخليها ترد البيت روحها

رمق غابش الشيخ بـ بلاهة قصيرة المدى
قبل ان يتنحنح بغلظة

قبّل كتف الشيخ وقال بامتنان: ما بنسى يميلك
ما رضيت تكسر خشمي جدامها


: بس انت كسرت خشمها
ابوك قالي كل شي


رمى طرف شماغه الاحمر فوق رأسه وقال بعاطفة حارة حاول اخفائها عن عينا الشيخ لكنه فشل:
يعل كسرة الخشم في من عاداها وبغضها
وحق الله .... النوايا وحده ربي اللي يعلم بها


رمقه بنظرة رجولية مسلية قبل ان يقول بثقة عالية: محد يبغض حرابة الا دني النفس واللي يربع ورا المنكر وخسة النفس
امش امش سر ورا حرمتك


اتسعت ابتسامة غابش وهو يقول: من رخصتك طويل العمر




عندما خرجوا
دخل من الباب الجانبي حارسه الشخصي
وسهيل



التفت نحوه وقال: ها ... ما قلتلي يا سهيل ؟
بعدك مصر تخلي البلاد مرة ثانية وترد هولندا ؟



،,





سحبها من يدها قبل ان تفتح باب سيارتها

زمجرت وهي تدفع يده بقوة
وهدرت من بين اسنانها: اتقي شري يا بواالشريس
اتقي شري لاني خلاااااااااااص
وصلت حددددددي منك



هي ترمقه بغضبٍ شديد
شديد جداً
وقهر جنوني


وهو يمشط عيناه الحادتان المظلمتان بـ غضب مماثل
لكن ذلك الغضب الذي يتخلله ................. خيبة !



صدره يعلو ويهبط من شدة الانفعال
وناظره الذي كان على وجهها
انخفض للاسفل
عند بطنها


قال بـ بريق نظرةٍ حزينة لكن "محمومة": حامل يا حرابة ؟

ارجع عيناه الى عيناها بدهشة اليمة وقال: من متى ؟


زمجر وتينها عذاباً
ليت غضبها منه يتصاعد اكثر واكثر
ليتها تمسك صخرة من تلك الصخور اللامعة المصقولة والمنتشرة حول حديقة القصر الفخم
وتفلق بها رأسه
لكن نظرته هذه الآن .... وهو يمسكها تحت نور القمر المكتمل
نظرته الحامية الصادقة
اوجعتها

مع هذا
سحبت يدها بعيداً عنه بقسوة وقالت باقتضاب: من متى هزرك ؟
اكيد من قبل ما اكتشف جذبك وخداعك


: ليش ما قلتيلي قبل ؟
ليش حطيتيني في هالموقف ؟


جرحت بشرته بسكين نظرتها النارية: ليش حطيتك بهالموقف ؟؟؟؟؟

دفعته بجنون وهي تهدر بانفعال عاتي:
الا قول ليش ما ذبحتتتتتك !!
ليش ما خذت بثاااااري منك اول ما عرررررفت !!
ليش ما حطيت خنير في ظهرك شرات ما حطيت انت وهلي خنير في ظهررررري !!


سحبت ثوبه من صدره الصلب
انفها ضرب انفه مع جرتها

يرمقها بذات نظرته التي لم تهتز
ولم يخفت بريقها الحزين
وهي تلهث وانفاسها المشتعلة تضرب وجهه

هي مع كل نيرانها
كانت امام هدوءه "المستكين تحت جلدته المحمومة"
تحت مزاجه المخدّر الملتهب

ما زالت يديها الصارمتان تقبضان على ثوبه

تأوه بحرارة وهو يمسك خصرها
ويقربها منه


: تعالي


صرخت به: لا ترمسني جيييييييي
لا ترمسني وانت هااااااادي لاني ابا اجتلك يا بوالشرييييييس


همس بـ اجش مبحوح امام ثورانها
انهيار اعصابها
: تعالي يا حرابة
وقفتنا هني ما تنفع


هنا استوعبت حقا ان المكان غير مناسب
فتراجعت بكل اشتعال روحها

تنفخ انفاسها عليه ... تريد تحطيم وجهه وبشدة



جرها وادخلها سيارته هو
لا سيارتها

هدرت معترضة وهي تراه يفتح باب الراكب المرافق .... ويدفعها بنعومة لتدخل: ماباااااااااااااااا

: اششششش .... اسكتي حبيبي ولا تصارخين .... البيبي بيزيغ عقب


اتسعت عيناها بقهر اشد
سمعت قهقهته الناعمة وهو يغلق الباب خلفها ... وهو سمعها وهي تشتمه بصوت عالي



،,



هدرت وهي تقبض على الباب بحدة ... وعيناها على موقف السيارات شبه الفارغ: اذا في شي ابا اسمعه منك الحين
فهو جواب واحد بس
منو طرشك عليه يا غابش ؟؟؟
منو خبرك عني وخبرك عن سالفة داعش ؟؟؟


حملق بها بعيناه النهمتان ... مشط خلالها كل تعابيرها بغموض



كرر جملته السابقة بخفوت اجش:
بعيدها عليج مرة ثانية
اذا قلتلج يا بنت ليث ..... كم نسبة ردتج لي ؟؟؟

صاحت به بحقد: وليش تعيدهااا ؟؟؟
ليش تعيدها اذا انت تعرف جوااااااابي


: وليش تبيني اجاوبج عيل
اذا ما بستفيد شي

حرابة: لاني لازم اعرف
حقي عليك وعليكم كلكم اني اعرف
لاني المخدوعة هني مب انت
لاني انا الحامل هني والله وحده يعلم كم انا مقهووورة وتعباااااانة

قالت اخر كلماتها باشتعال .. بقوة .. بفحيح انثى تأبى الانصياع
مع هذا
مع كل شيء كانت تدعيه
كان يرى ضعفها جلياً
ولـ كم اراد حينها غرسها في صدره


حرك سيارته حينها وهو يقاوم احاسيسه ورغباته

طالبته بقسوة: وين بتوديني ؟؟؟


رد عليها بهدوء تام: امج دقت عليه تصيح
وانا وعدتها عقب موعدنا مع الشيخ اوديج عندها

قبل ان تهدر معترضة
رفع يده قاطعاً اعتراضها وقال بجبين متغضن وقد بدأ يضيق ذرعاً: لو سمحتي حرابة
لو سمحتي
صوتج راح من الزعيق وانا بعدني ماسك روحي
اهدي وخليني اهدا معاج


ثم مسد ناحية قلبه بملامح متجهمة مرهقة

فتذكرت مرضه وقتها

عبست وهي ترفع حاجباً
وسكتت بوجوم

لا تعلم
هل سكوتها كان لان وجهه فجّر عاطفتها الخاصة نحوه
او هو سكوت رضا لانها ببساطة

مشتاقة لعفراء ....!


لا تعرف

وفكرت للمرة الالف منزعجة مستاءة

هل الحمل يجعل الحامل ضعيفة بهذا الشكل ؟؟؟؟؟


قالت له وهي تشيح وجهها عنه: سيارتي

اجابها ببساطة: بخلي دريول ابويه اييبها بيت ابوج


التفت اليها واردف بمشاعر حامية: الا اذا قررتي تروفين بقلبي وتردين معايه بيتي ؟


غمغمت بـ جفاء تام: عشم بليس في الجنة



،,




فتح الباب لها
ليقف جانباً ويتركها تتقدمه

اتتها رائحة منزل ابيها العذب
لكم اشتاقت ......... واشتاقت
واشتاقت !

لكن لم تظهر اي من تلك المشاعر على وجهها
خاصة وهي ترى أمها تهرول نحوها
وتحتضنها بقوة

ولم تكد تلتقط سيطرتها على ذاتها التي تبعثرت من حضن أمها عفراء
حتى اجهشت الاخيرة بالبكاء

اغمضت عيناها ... تبغض دموع امها ... تبغضها .... لا تتحمل رؤيتها

وسط بكاء أمها
وهي بتلك الهيئة الجامدة القاسية
حامت عيناها الباحثتان بتوتر حول المكان
لم تجد ابيها
بالطبع لا يريد ابيها رؤيتها
تعلم كم هو مستاء ومتوجع مما تفوهت به قبل اشهر

لكن رأت شخصاً آخر
شخص ارادت بقوة مواجهته قبلاً وقذف كل غضبها عليه

خالها
عبدالرحمن بوالشريس


أبعدت جسدها عن أمها وهي ترفع حاجباً
ثم قالت ساخرة بدة:
واو
عايلة متماسكة ... تعطي انطباع ان كل شي في حياتهم

اطبقت سبابتها بـ ابهامها اكملت: بيرفكت


امسكت عفراء كتفي ابنتها
لتقول بـ صوت باكي متحشرج متجاهلةً عدائية ابنتها: شحوالج يا قلبي ؟ شو صحتج ؟

اجابت بـ صوت متباعد جداً وعيناها الجافتان تشيحان عن خالها الواقف الآن قرب ابنه بصمت فخم: بخير من الله


ثوانٍ حتى شعرت بيد تجرها وتغرسها غرساً في صدره

احتواها بذراعيه بدفء ...... مسد شعرها الذي ظهر اغلبه خاصةً بعد أحضان أمها القوية ...... مسده بـ حنية .... بـ وقار ..... بـ صدق

وقال بـ نبرة اجشة: ما تبين تسلمين على خالج ؟؟



اغمضت عيناها بحدة
بمشاعر هوجاء كثيرة

وحينها فقط
استوعبت ان غابش قد ولاهم ظهره
وخرج من منزل عمته



قالت بقسوة شديدة وصوتها يختفي وسط صدره الحاني: أي خال !!
الخال اللي قص عليه مع ولده واخته وريل اخته عسب في النهاية اطلع اكبر مصخرة في البلاد ؟؟


قال وهو ما زال يحتفظ بـ حرابة بين ذراعيه: قلنالج يا بنتيه عندنا اسبابنا

أبعدت نفسها عنه ..... وهي تهتف بذات صوتها القاسي الجاف: منو انتو عسب تشلون همي ؟!
السموحة يعني منكم ..... منو انتو ؟!
منو غابش ؟

نظرت لـ والدتها مقهورة عاتبة لائمة ....... وهدرت بكل الغضب الذي أُختزل في جوفها لمدة طويلة:
الحينه حرابة .. حرابة اللي واجهت احقر مخلوقات الله وابشعها وارذلها في عمرها كله
تبونها تتروّع من داااااااااااعش !!!!!
شو قالولكم !!!

صرخت وهي تهتف لـ أمها: شو قالووولج يا اميييي !!
بنتج ما تعرف تشل عمرها وتحمي نفسها واللي حووووولها
بدال لا تصارحوني وتقولولي بالخطر اللي يحوم حووولي
تخططون من وراي انتو وغابشكم وكمن واحد من الجيش عسب تنهوووني !!
تنهون مسييييرتي واللي حرصت طول هالسنين اني اخليها نظييييفة شاااااامخة قووووية ترفع الراااااس !!
انطقووووووا


ناحت امها من بين دموعها المريرة: خفنا عليج
والله خفنا عليج يا نبض قلبي


اشرت لها بعين الاتهام .. بعين القهر المشتعل: ما خفتوا عللللليه
انتي بالذات ما كانت المسألة خوووف
انتي بغيتيني اعرس واعيل وانثبر في البيت حالي حال باقي حريم الخلق
تبيني انثبر في البيت لا شغل ولا مشغله
لا انجاز لا رفعة في هالدنيا ولا قدررررر


اتسعت عينا والدتها الدامعتان المحتقنتان وهي تصيح بذهولها: اناااااااااا !!! انااااا يا حرااااابة !!!


: هي انتتتتتتتي ... انتتتتتتتتتي


هتف أبا غابش باستنكار شديد: يا بنتي تعوذي من بليس شو هالكلااااااام !!!
والله امج ونحن كلنا ما كانت نيتنا الا نحميييييج



ابتعدت عنهما تتنفس بصعوبة
عرقها بدأت يتجمع بنعومة على جبينها من شدة الانفعال والعصبية

غضنت جبينها وهي تشعر بألم في رحمها


قال خالها بـ استياء .... وهو يتراجع قليلاً يريد الخروج: برايكم ... بخليكم انا .... عندي مشوار صغير .. وراد


خرج وسط نظرات عفراء المتعذبة لابنتها الواقفة مكانها باشتعال

وضعت يدها على معدة ابنتها .. وقالت: حامل يا بنتيه ... حامل وما بشرتي امايتج !!!



اغمضت حرابة عيناها بتجهم
بـ انفعال
تحب عفراء
وتعشقها
لكن ما فعلته بها كبير جداً وعظيم
لذلك فقط تشعر برغبة شديدة بـ ايلامها حتى ولو باتهامات كاذبة لئيمة
امها آلمتها .. طعنتها



قالت حرابة بجفاء .... تريد تغيير الموضوع: ابويه وين ؟

اجابت أمها عفراء بـ نبرة متهدجة مختنقة: ابوج زعلان

هدرت حرابة بـ غيظ تخلله لوم حاد من نفسها: منو المفروض يزعل !!!



هزت عفراء رأسها بـ وجع بالغ:
لا ... مب منج يا قلبي .. مب منج
زعلان من نفسه ومنا ومن اللي صار كله
والله لو تشوفينه يا بنتيه ما بتعرفينه .... صاير امرره ما يرمس وما ياكل شرات قبل
زعلان ومتضايق ..... ويبا يشوفج

طالبتها بالقول: وينه ؟

: راح السلْع
قال بيتم عند ربيعه أسبوع وبيرد ان شاء الله

(السلع مدينة تقع في المنطقة الغربية من البلاد)


قالت وهي تضع يدها على جبينها بيد مرتعشة: عمري ما شفته بهالحالة
راضيه يا بنتيه
عشان خاطري راضيه بكلمتين


قالت بعبوس متوجع .... وهي توليها ظهرها: القلب شايل
شايل واااااااايد


: والحل ؟ تبين تقاطعينا ؟
تبين تخلين امج وابوج يا حرابة ؟؟


انهمرت دموعها وهي تردف بصوت مبحوح معذّب: ما يسد اللي سواه خلَف بوالشريس فيّه !!!
ما يسد فرْقني عن اخواني وخواتي سنيييييييييين وعقني وجنّي شي ما يسسسسوى



اغمضت حرابة عيناها بخفقات مريعة
أمها لم تشكو ابدا من جور ابيها خلف امامها ولم تشكو ابدا من انها العنصر المنبوذ المرمي على قارعة العمر

لم قررت الآن تشكوها ؟

لم وهي غضبانة وحاقدة ومشتعلة من شدة الغل والألم !!!



لتقول من بين اسنانها بقسوة ظهرت رغماً عنها: وانتي سويتي شراته يا امايه
عقيتيني وجني شي ما يسوى ...... وعلى واحد ..... قاااااااال
قااااااال ان نيته يحميني
ما سألتي عمرررج شو اسبااااابه !!!
شو غااااايته !!!!



تململت بوقفتها متوترة متألمة: ما كان يهمني اعرف شي ساعتها
همي كان تعرسين وتختفين من البلاد فترة ... تبتعدين عن كل من ينويلج الاذية والشر



رمقتها بتوجس اظلم
منفعل

قالت وهي تحرك يدها: انتي شرات ربيعتج ... ريسه بنت صياح
تعرفين كل شي .. بس ما تبين تخبريني
امايه دخيل الله
ترى والله النفس ما عادت تتحمل زود
طلعي العلوم اللي عندج



جلست على الاريكة ولم تعد تتحمل الوقوف على قدميها

تريد ابنتها
تريدها قربها

لكن كيف ستخبرها بما تعرفه
كيف !!

لم تجد نفسها الا ان تقول بصدق شديد: ماروم بنتيه
ماروم


عقدت حرابة حاجبيها بريبة: ما ترومين ؟
كيف يعني ما ترومين !!


: وعدته .... وعدته

اقتربت منها حرابة وهي تطالبها بـ حزم: وعدتي منو ؟؟؟



سكتت ... اذ ان الحروف قد ضاعت من حنجرتها من شدة الربكة


قالت لها برفعة حاجب: وعدتي غابش ؟

هزت عفراء رأسها بـ ايجابية

لتكمل حرابة وهي تحاول جمع الامور ببعضها: وعدتيه ما تقولين منو اللي خلاه يسوي هالخطط ضدي ؟

هزت عفراء رأسها مرة أخرى بـ ايجابية

جلست حرابة قربها وهي تتفجر بقدرة عجيبة على السيطرة بالنفس

الداهية غابش
عرف كيف يجعل الكل في صفه
وتحت سيطرته وثقته


عندما لمحت نظرة امها المرتبكة الضائعة
ورغبتها الشديدة بالبكاء
تنهدت بضيق حقيقي
وقالت بنبرة "حنونة" لأول مرة منذ ان دخلت هذا المنزل: اهدي امايه

انفجرت امها بالبكاء
كانت تريد السيطرة على روحها لكن فشلت


: اباج قربي
اباج معاي في بيتي .. في بيت ابوج
ما تبين تردين حق غابش لا تردين كيفج
لكن انا ما يهون عليه اشوفج بعيدة عنا وفوقها حامل واتم سااااااكتة
ما يهون عليّه والله
ليت لساني انقص قبل لا أوافق على ذيج السالفة بكبرها


اقتربت اكثر من امها ..... سحبتها بطريقة حانية ..... واحتضنت جسدها الصغير

قالت لها بصدق العاطفة التي تعتمل روحها: اسم الله عليج يا ام حرابة
اهدي خلاص .... واذكري الله


ما ان بدأت عفراء بأخذ نفسٍ وراء نفس .... كي تهدئ من روعها

قالت حرابة بـ نظرة صارمة واثقة: انا ما برضى تكسرين وعودج عشاني
لكن عندي حل
انا بذكر اسامي ... الاسم اللي له علاقة بسالفتي
سالفة غابش وزواجه مني
بس ارفعيلي حاجب ..... وبعرف

قالت عفراء معترضة وهي تمسح دموعها بحدة: يعني هذا مب كسر وعد !! تستصغرين مخي يا بنت ليث !!

استفزتها امها .... فوقفت وقالت بعصبية طفيفة: هالحل اللي عندي يا امايه
اتفقنا ولا !!


تنهدت وهي تعلم انه من المستحيل ان تأتي حرابة بالاسم
لذلك سايرتها فيما تريده

واخذت حرابة تذكر اسامي بعض الشخصيات الكبيرة في الجيش
ولم تلمح اي ردة فعل من عفراء

ذكرت بعض الشخصيات التي لها علاقة مباشرة مع الشيوخ
كذلك لم تلمح اي ردة فعل من عفراء

قالت وقد شعرت ان ما تفعله بلا فائدة: امايه انتي صادقة معايه ؟؟؟

هدرت عفراء منفعلة: هي صادقة والله

: حد قريب منا ؟

انتفخت وجنةً من وجه عفراء .... بتوتر

ثم قالت: ا ا ماعرف ماعرف

هدرت حرابة بغيظ وقد بدأت تشعر انها تلعب لعبة طفولية خرقاء مع امها: اماااااااااايه

عفراء بـ عصبية ناعمة: اوهوووو ... انزين كملي كملي ....... قولي باقي الاسامي يمكن تفلحين بـ اسم


امسكت حرابة اعصابها بحرفية ..... ثم اخذت تذكر افراد عائلتها من طرف ابيها ثم أتت لـ افراد عائلتها من طرف أمها

ثم ذكرت افراد عائلة آل صياح
رجالاً ونساءً

مع ذكرها كل تلك الاسماء .... لم تجد أي ردة فعل من عفراء !


زفرت حرابة بحدة ..... وهي تحدق بأمها بتمعن
ثم وقفت وهي تشبك ذراعيها امام صدرها

: يعني كيف ؟!
ما تبين تساعديني ؟؟

اقتربت من ابنتها ... ثم امسكت احدى ذراعيها
وقالت بـ نظرة موجعة مفعمة بالامل: اذا ترييتي يا بنتيه بتعرفين كل شي
اصبري بس
كل شي بتعرفينه من ريلج


هدرت حرابة وقد فاض بها الكيل: أبا الحينه اعرف
الحييييييييينه

قالت لها عفراء وهي تسحبها بنعومة .... متجاهلةً غضبها: تعالي معايه خل نشوف ظبية
فديتها من شهور وهي تهاذيبج تبا تشوفج
تعا......

: لا .. ما بشبّر اي مكان داخل بيتج
اذا مصرّة ادسين عني اللي تعرفينه .. بروّح خلاص

هتفت عفراء بـ قهر الام المشتاقة: ما تبين تقعدين ويايه ؟
ما تبين اتمين في بيت ابوج ؟

حرابة بنبرة لاذعة: اتم وفي اسرار وعلوم داسينها عني ؟!

عفراء بـ انفعال: ابتزاز هذا ... يعني يه تقولين يا عفرا اللي عندج يا انسيني وما برد البيت !!!!

قطبت حاجبيها بعبوس .... وهي تبتعد ..... ثم تستند على طرف الحائط: محشومة .... بس أتوقع يكفيني اللي مريت فيه
على الأقل اتم بعيده عن الكل لين الكل يطلّع اللي عنده ويسمعني علومه المخبايه


بعدها ..... سارت باتجاه الباب وهي تأمل بداخلها ان سائق خالها قد جلب سيارتها للمنزل



نطقت عفراء الاسم بـ لوعة
بـ لهفة
بـ روحٍ مرتبكة بجنون: سهيل



ادارت وجهها نحو امها
لتقول ساخرة بغضب: يعني عشان ما تقوليلي منو اللي دخّل غابش حياتي
تبين تذكريلي اسم اخويه الله يرحمه

ابتسمت عينا عفراء الدامعتان ...... وهي تهز رأسها بـ لا أليمة ..... مبكية !

فـ رفعت حرابة يدها معترضة بـ ضيقٍ شديد هجم على صدرها وجعلها تختنق فعلياً:
دخيلج
دخيلج يا امايه
اكتفيت من اللعب ... اذا ما تبين تخبريني منو هو
لا تنطقين اسم المرحوم وتتمصخرين عليّه
ترى والله طاريه يدمر نفسيتي



ولّت ظهرها لامها
وخرجت
وبالفعل
كانت سيارتها امام الباب مباشرةً



اكملت خطواتها للخارج
وتركت امها تجلس بإنهاك عاطفي على الاريكة
لتنخرط في بكاء ناعم ... لا حيلة فيه !



،,




وادي ابا الجن
بعد ان انتصف الليل بساعة



يتأمل المكان حوله بصمت .... يجلس مع صديقه على صخرتين هنا منذ نصف ساعة
الاثنان صامتان
الاثنان غارقان بـ دواخلهما العاصفتان
غابش .... وكي لا ينفجر امام سهيل
حارب بقوة انفعاله ... وغضبه
ما زال غاضب من حرابة .. ما زال يريد عض عنقها الرقيق من شدة قهره مما فعلته به

حامل
حرابة حامل
وزيادةً على ذلك خبأت عنه الخبر
ولم تخبره الا امام الشيخ
وزيادةً اشد مرارة من قبلها
اعقبت خبرها "الحلو على النفس" بـ كلمة الطلاق !!!!!!!!!


اوففففففففففف
يحمد الله ان صديقه طلب رؤيته عندما كان في منزل عمته .. بطلب فوري مستعجل

وقتها .. استغل الامر
وانصرف عنهم
كان يريد الابتعاد قليلاً كي لا يزيد الموقف سوءاً بـ سيطرته الهشة
صحيح ادعى البرود والاستفزاز الساخر امام حرابة
لكن بداخله كان يغلي


نظر لـ صديقه
وسأله بعد ان رآه يحدق بما حوله بـ وجوم غامض: ليش يبتنا هنيه ؟

: اشتقت حق داري ... داري ومرباي

لمح الشحوب بوجه سهيل ... ورآه كيف يلتقط نفسه بحدة وتعب شديد

فـ عاد يسأله بقلق: مب على بعضك يا سهيل
انت بخير ؟

: من متى كنت على بعضي ؟


هنا .. احس غابش انه يجب ان يتحدث مع سهيل ويصارحه بالقول الصادق الصائب
صحيح انه نصح ارنود مسبقاً الا يتدخل بانتقام سهيل
لكن بقرارة نفسه ... الحقيقة هي ذاتها لم تتغير عن الحقيقة التي بقرارة نفس ارنود
سهيل يتعذّب !

قال له بنظرة متمعنة: ما آن الاوان تعق كل شي وراك وتكمل حياتك مع حرمتك وعيالك ؟

هتف سهيل بـ نظرات مبهمة غريبة: انا بالفعل عندي حياتي ... مع حرمتي وعيالي ... حياتي وشغلي واعمالي

غابش: بس قلبك يا سهيل

سهيل: قلبي ما عاد شرات قبل

هز غابش رأسه بعاطفة غاضبة: لا ترجعه شرات قبل ... مب لازم
رد هولندا خلاص .. اترك كل شي هني .. ورد عيش حياتك .. مع اللي تشوف انهم يستاهلون روحك الحلوة الطيبة
اللي خسرته في هالدنيا تروم ترده وتربح فيه في عيالك .. في مستقبلك .. وفي كل شي

انزل سهيل جبينه بـ احاسيس ... لا قبل لها ولا بعد

اخذ غابش نفساً عميقاً ثم قال بحزم صريح: تعرف شو مشكلتك سهيل ؟

نظر إليه صديقه بـ ضبابية نظرته وتوهانها

: مشكلتك صياح

بهت به سهيل بألم صــــــــــادم

: هي نعم
مشكلتك صياح يدك
انت رضيت المهانة على نفسك عشان صياح
رضيتها على رجولتك عشان ما يتأذى من اللي سواه ابوك احمد
ورضيت تتغرب وتخفي نفسك عن الجميع عشانه
واللي ردك هو ... صياح نفسه
لانك يوم عرفت انه يعاني بداية زهايمر استينّيت .. زر عقلك
انت في كل اللي سويته
بغيت تثبت له انك الابن البار له وانك على العهد
على عهد التربية والاستقامة وطيب المنبت


اكمل غابش بقسوة حتى وهو يرى العذاب بـ ملامح وجه صديقه: يا خويه اذا صياح زهمَر ونسى .. ترى ربك وربه ما ينسى
اذا هو نسى تربيته ونسى كل شي حصل في الماضي
نسى محبته لك ... نسى ظلمه وظلم الجبيلة كلها لك
ترى ربك ما ينسى


: كنت .......
كنت اباه يعرف اني ........ اني بري
كنت ابا اقوله ....... اني مسامحنّه
اني ...... اني والله تولهت عليه
لكن ....... لكن يوم ما عرفني يا غابش


امسك صدره بقبضة عنيفة ارتجاج صوتها وصل لمسامع غابش
اغمض عيناه وهو يحترق بـ انينه:
اااااااااخخخخخخخخخخخخخ
يمـــــــر
يمـــــر انحط هنيييييي



اشاح غابش وجهه بتجهم حاد .. ولا يريد لصديقه رؤية عيناه اللتان تلألئتا بالتأثر

تنحنح بغلظة وهو يزيح اي اثر لأي لمعان انبثق من مقلتاه
ثم قال بصوت خشن مبحوح:
لام الله من لامك





مسد سهيل وجهه بيداه وهو يغمغم بالاستغفار بصوت خافت
ثم انزلهما وظل يتأمل الوادي من حوله والجبال والاشجار
الانارات الخافتة الجديدة التي وضعتها البلدية منذ عدة سنوات ساعدت على اظهار مهابة طبيعة المكان ورهبته ليلاً


بعد لحظات .... قال سهيل لـ غابش: تسمع ؟

تحفزت حواس غابش وهو يسمع صراخ آتٍ من بعيد
صراخ يقترب شيئاً فـ شيئاً على نحو بطيء متأني

: تسمعه ؟

غابش باستغراب: هي .... اسمعه ...... منو هذا ؟
يني ولا ادمي ؟

قال سهيل بنبرة مريرة: هذا واحد من اللي كانوا مع جماعة عبدالكريم


فجأة .... رأوا شيئاً ما يمر امامهما .... سرعته كـ سرعة البرق واشد ........ حتى انهما لم يتمكنا من رؤيته بوضوح


غمغم غابش بجبين متغضن: انا الخبل والله يوم سمعت شورك وييت وياك هني
لكن شو بقول
مبوني ماخذ وحده كانت تخاوي ين
لا وواحد منهم اسمه جونقر

سهيل بـ نظرة مرهقة لكن مسلية: اوووه جونقر .. اذكره هذا
كان ربيعي بعد
مايندرى حي ولا ميت

وقف غابش مغتاظاً ... وهو يؤشر لصديقه بحدة: غربلات بليسكمممم ...... نش نش

وسار مبتعداً ..... وهو يغمغم: شو هالعايلة المستلبسة !!

اكمل سيره ...... وهو يكش بيده امامه: الله اكبر مما اخاف واحذر .. الله اكبر الله اكبر
اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق


فـ ضحك سهيل ضحكة حقيقية من بين ذبول عيناه وشحوبهما: هههههههههههههههههههههههه


نهض من مكانه وهو ينفض ثوبه ...... ليأتيه صوت رسالة آتية لهاتفه المحمول
وكانت الرسالة من محمد


"ابا اشوفك باجر ...... اتمنى ما تردني يا سهيل"



،,



اليـــوم التـــالي
صباحـــاً





ألقت السلام على الضابط .... وهو ... وبكل احترام رجولي
طلب منها الجلوس على مقعد والراحة ..... حتى تأتي المعاونة إليها وتسير معها نحو سجن النساء المركزي


لم تنم ليلة البارحة
ليس من بعد ما مرت به
لقاءها القاسي البارد مع هزاع
وحقيقة انها تقف على ارض هشة مهتزة ... بروح غير روحها
بقلب غير قلبها
حقيقةَ انها لا تستطيع المضي قدماً ولا التفكير بطريقة منطقية بخصوص حياتها الشخصية

ثم رؤيتها لـ سهيل .. رؤية سريعة قصيرة ذكرتها بـ واقع انها ابداً لن تستطيع تعويض الشاب عما اقترفه ابيها واخيها بحقه


مضت ليلتها غاضبة يائسة
ومتأججة بمشاعر سلبية لا تُطاق
غضب ... وحزن ... ويأس ... ورغبة شديدة بالمواجهة
واي مواجهة ...........!
هي مواجهة طال انتظارها
فبعد ان صلت الفجر
ايقنت
ان بداية خلاصها من سجن الضمير المظلم
هي سعاد !



الآن .......... تقف امامها تواجهها ...
وجهاً لوجه
هي بصلابتها
وقوتها وكل آلامها الروحية

وسعاد بـ ارهاقها
وشحوبها
وفداحة ما اقترفته يداها وروحها الحاقدة


قالت لها وهي تشمخ بـ تعابيرها الصياحية ... وقسوة عيناها: كيف عرفتي اني حامل وقتها ؟!


كانت تبكي .... تبكي بشدة

فهدرت مديه بقسوة اشد: صخي عن الصياح وارمسي ... كيف عرفتي اني حامل وقتها ؟؟؟

مسحت دموعها بطرف حجابها البالي القديم وقالت: ما ... ما كنت متأكدة .. عسب .. عسب جي قلت حق الافريقيات يضربونج على بطنج
ان كنتي حامل بتسقطين
وان كنتي مب حامل بتتضرر منطقة الرحم عندج وبيكون عندي امل ما تحملين ابد

قطبت حاجبيها بسخرية شديدة ... مع بروز ابتسامة صغيرة مشتعلة
فقالت: بس الحمدلله ... ما زلت بصحتي وعافيتي بفضل الله .... واقدر اييب عيال


: انـ.... اناااا اسفة
اسفففففة
الحقد عمى قلبي .... الكره خلاني ماشوف جدامي
كنت احب هزاع ....وووبعدني احبببببه
اللي سويتيه فيني مب شوي


: ما سويت فيج شي


اتسعت عينا سعاد بالذهول الكاسح ... كانت تفكر للتو باللعب على نقطة ان مديه ضعيفة جداً امام لوم الذات وتأنيب الضمير

ومديه نفسها ... مديه في تلك الاثناء قد اندهشت من انها قالت تلك الكلمات القوية الواثقة

اكملت وهي تشعر ان قوةً من الله قد غمرتها ... قوةً مُنزّلة إليها من سابع سماء: ما سويت فيج شي يا ام عبدالله
كنت ماخذة ولد عمي ..... وعقب خذاج
صحيح اتفقنا الزواج يكون صوري
لكن محد له سلطان على القلوب ...... ما بالج اذا كان الحب بين ريال وحرمة بشرع الله وسنة نبيه ؟!


اشتدت وتيرة بكاء سعاد
بكاء حقيقي مليء بالقهر ... مليء بالعذاب


هدرت مديه وهي تطحن فكيها ببعضهما
بكاء سعاد زادها قسوة
زادها قوة .... ووحشية
زادها يقين ان كل ما مرت به .... لم يكن ابداً ذنبها ولا جرماً اقترفته يدها:
تعرفين سعاد
لو ان ما بينا الا هالحاجز
جان دخلت صبعي في عينج عسب اسمع صراخج
عسب اشوف دمج يسيل
مثل ما شفت دم ولدي يسيل مني
بسبة فعااااااايلج
مديه الجديمة كانت بتقولج الله يسامحج
ومحلله
وهالكلام الفاضي
لكن لا مرحبن فيج ولا مرحبن في مديه الجديمة


وقفت واكملت بجبروتٍ بالغ ... ارعب سعاد واحالها لكائن ضئيل مرتعش
فـ مدية الآن ......... لم تكن مدية التي تعرفها ابداً:
لكن الحينه اقولها لج
بيني وبينج حكم الله يوم الدين
الولد اللي حرمتيني منه
بيكون مثل الاغلال في رقبتج
بيماشيج لين قبرج
لين يوم الحشر
وهذا الكلام خذيه من وحده ذاقت الظلم بكل ألوانه ..


فصرخت سعاد هلعة مصدومة وهي ترى مديه توليها ظهرها وتبتعد: لا لا
الله يخليج مديه تعالي
ردي
دخيل الله سامحيني مديه
سامحيني




تجاهلتها مديه تماماً وهي تخرج من المكان
صفعتها بنعومة هواء الشتاء البارد ... تنفسته بعمق ....

توهجت نظرتها بـ بريق شديد

حرية
تشعر بالحريـــــــــــــــــة !
بالنشــــــــــــــــــوة ....... بالقــــــــــــــــوة
بأنها خرجت للتو
من سجنٍ كان من صنع يديها هي لا غيــــــــــــــر !



دخلت سيارتها على الفور ..... واتجهت نحو منزلها
منزل زوجها هزاع



،,



بعـــد ثـــلاث ايـــام




جلس عند قدم ابيه الممدد على سريره
يمسك ملعقة ممتلئة بالحساء ... ويرفعه امام فم ابيه يريد اطعامه

لكن ابيه اشاح وجهه بـ تعابيره المتجعدة المتجهمة ... وقال: مابا

انزل منصور يده وقال: شبلاك ابويه ؟ ختيه ريسه تقول ما كليت شي من البارحة
مب زين عليك ... صحتك ما تتحمل

قال بـ تعب .... بـ ألمٍ ماكن ..... بـ سكين مسموم طاعن: هاتولي سهيل


ارتبك منصور
وتوترت نظرته !

هل حقاً تذكر ابيه سهيل !! .... ام هي احدى نوبات الهذيان التي تأتيه كلما تذكر ما حدث قبل سنوات ؟!

اجابه منصور بـ تحفز: موجود .. موجود سهيل
بييبلك اياه
بس تغدا اول


انين خشن صدر من اعمق نقطة من حنجرته
وهو يحرك جسده بثقل شديد ..... ويمدد ظهره الضعيف


يأن بـ اسمه: هاتولي .... سهيل
ابا
سهيل


حاول منصور مع ابيه بـ اصرار: ابويه .. نش ابويه .. اباك تاكل


فجأة ... سمع صوت شخير ابيه ...
استغرب منصور حينها وتعجّب من سرعة خلود ابيه للنوم

الا ان تعجبه تحول لحزن ... وشفقة

بعدها .... حمل صينية الطعام ووضعها على الطاولة بقرب السرير

حدّق بـ ابيه بفكرٍ تائه بائس ..
عندما دخل المنزل صباحاً ... وبعد ان توسلته امه ريسه ان يحن قلبه على ابيه ويجلس بقربه ويشعره بـ بره وحنانه
ادرك كم ان الدنيا مخيفة
مخيفة حد ان الابن يفترق عن ابيه
لأجل اسبابٍ عظيمة
وعندما تمر به السنين
تتضاءل فظاعة تلك الافعال في روحه
لتتعاظم افعاله هو
فيدرك في نهاية المطاف
انه اقترف اخطاءً كـ ابيه تماماً
فلم يختلف عنه بشيء
فكما ظلم ابيه
هو كذلك ظلم ناس اعزاء من حوله !
حينها فقط ... امسك بصينية الطعام التي كانت بين يدي اخته ريسه
ودخل على ابيه المحدق بالسقف بلا صوت ولا همس


اعطى ابيه النائم نظرة أخيرة ..... ثم تركه وخرج من الغرفة



،,



منزل حامد بن صياح



خرجت من غرفة ابيها بعد ان اطمأنت على صحته وهي تحمل هاتفها المحمول
واجابت المتصلة بها: مرحبا هالة

ردت هالة مساعدة روزة في تجارة العطور: مرحبا ست الكل .. خلص جهزنا كل شي ..
بديك تجي هلأ كرمال تشوفي الديزاين وتعطي كومنتاتك عليه ؟

: يعطيكم ألف عافية .. وانا واثقة في شغلج هالة

هالة بجذل: حبيبة ألبي .. يلا تعي لان كل الميديا رح تجي
بدن يصوروا المعرض كلو قبل الافتتاح الرسمي الساعة 4 المسا

: ياية الحين ان شاء الله



،,


بعد عدة ساعات
وفي معرض العطور الضخم ... داخل احدى فنادق العاصمة الفخمة جداً



سحبت العطر التجريبي من يد العاملة وهي تهتف بخشونة: هاتي هاتي من هذا

قالت لها العاملة بسماحة نفس: مدام اشتري العطر ازا عجبك

ردت المرأة الكبيرة في العمر بابتسامة ثقيلة جشعة: لا مابا .... ابا التستر بشمشمه على راحتي .... ان عيبني برد بشتريه

التفت محمد بحرج حول يدعو الله الا يسمعها احد من الناس .... ثم اقترب من رأس امه وقال بوجه محتقن: امايه ليش تيمعين التسترات ؟؟
اشتري اللي يعيبج

اسكتت بتقريع ابنتها التي تصر ان تشتري علبة كبيرة من العود الهندي .... ثم التفتت لابنها مرة اخرى وقالت بنزق: حق شو بالله عليك ؟!!!
ما يحتاي ..... هاييل كلهم حرامية
عنبوه حتى مكاسر ما نروم نكاسر
انا ماعرف شحقه اختك الخبلة عزرت الا نيي هالمعرض

هتفت اخت محمد بـ فظاظة: انتو مب ويه معارض في اماكن راقية شرات هالمكان

اخرستها امها بـ عصبية: جب جي انتي

هز محمد رأسه بـ قلة حيلة وفضّل التوجه للكشك الآخر



حينها اقتربت احداهن من ام محمد واخته وألقت السلام برقة: السلام عليكم

استدارت ام محمد وابنتها نحو صاحبة الصوت الناعم ... وعندما تعرفت عليها اشرق وجهها وهي تسلم عليها بحرارة:
هلا بنتيييي هلااا ومسهلاااا .... وعليكم السلااااام ببنت صيااااااح

اعطتها روزة ابتسامة دبلوماسية وقالت: هلا خالتي شحالج ؟! شخبارج ؟! ...... مرحبا فاطمة

اقتربت فاطمة من روزة وسلمت عليها بحرارة تشابه حرارة سلام امها .... وقالت: هلا والله روزة
شحالج شخبارج ؟؟؟؟

وبـ مهنية التاجرة الماهرة .... اجلست روزة الام وابنتها وبدأت تظهر لهما اكثر العطور التي تُباع عندها واكثرها شهرةً

بعد دقائق طويلة .. عاد محمد الى امه واخته .. وقد اندلعت النيران بعيناه وروحه ما ان رآها تجلس امامهما

حينها .. حمد الله انه لم يخبر امه واخته بموضوع رغبته بخطبة روزة الى الآن
لأنهما ان كانتا على علم ... فـ لن يتركوها وشأنها بفضولهن وتزلفهن النسوي


وقفت امه قربه وهي تهتف بـ حماس: محمد محمد .. تذكر ام حامد ؟؟؟ روزة بنت صياح ؟؟؟ ما شاء الله ثرها هي راعية هالمحل


بقلبٍ خفّاق بجنون
بعيناه اللتان تحاولان قدر المستطاع الا "تلتهماها"

قال بتجهم "متعمد" وهو ينظر لأمه فقط: مرحبا ام حامد

اعطت محمد نظرة خاطفة هادئة ... ثم قالت بهدوء رسمي: هلا محمد .. مرحبا

كانت هادئة ظاهرياً
لكن مشعثة الروح في الحقيقة
عندما رأت ام محمد وابنتها
عاد لرأسها كل الحديث الذي قاله لها اخيها هزاع
عن سهيل وعبدالكريم وكل شيء حدث في الماضي
حينها ... تمكن من السيطرة على روزة المندفعة والتي بالعادة كانت ستغضب منهن وتحتقرهن وتغمرهن بازدرائها

لكن تساءلت حينها
الن تعتبري بدروسك الماضية يا روزة ؟
ظلمتِ مسبقاً سهيل من غير وجه حق .. وعلى ذنبٍ لم يقترفه
والآن تريدين اساءة معاملة ام محمد واخته على ذنبٍ لم يقترفوه ؟؟

ما القيم الاخلاقية التي تنوين تربية حامد عليها ان كنتِ ترغبين بتجاوزها واذية البشر من حولك ؟!


تنهدت بضيق حقيقي .... وتأنيب ضمير
خرجت للحظات من حدود الزمان والمكان فلم تنتبه لحديث ام محمد لها

امسكت يد ام محمد وهتفت معتذرة: عن اذنج خالتي .. مضطرة اروح اييب باقي اغراضي من السيارة

ووجهت حديثها لـ مساعدتها: هالة حبيبتي .. ما اوصيج عليهم .. عطيهم دسكاونت حلو

ثم ابتسمت لـ اخت محمد بـ مجاملة .... وسارت مبتعدة عنهم
متجاهلةً تماماً .... الذي يقف قرب المرأتين
يغلي
ويزبد بداخله !


المغـــــــــــرورة .... عديمـــــــة الاحســــــــــــــاس ..!


لكن قبل ان تبتعد عنهم روزة كلياً .... تعمّد رفع صوته وهو يقول لأمه بغضبٍ بارد: هاييل العطور اللي تبونهن ؟

: هي ولديه

رمى بطاقته المصرفية على الطاولة امام هالة مساعدة روزة .... وقال بفظاظة: حطيهن في الجيس

رمقته روزة برفعةِ حاجب ... لم يعجبها تصرفه الوقح ابداً
وضيقها المتنامي في روحها تكهرب من شدة غضبها واستنكارها !


حينها رمقتها هالة بحيرة .. وكأنها تسألها أتعطيهم تخفيض على المنتجات او لا !!
فـ اشرت روزة لها ان تمرر الموضوع بكياسة ... اذ ان من الواضح ان محمد لا يهتم لأي تخفيضٍ كان !

ثم اكملت روزة سيرها نحو سيارتها .... تريد جلب باقي اغراض العمل ولكي تبتعد عن "تأثير ذلك الوقح" عليها

تعترف ان تأثيره شديد عليها ... وشديد جداً ........... لا تنكر انها تكن له مالم تكنه لأي رجل كان

لا لـ سهيل ... ولا لـ ربيّع .. ولا لـ اي رجل قابلته مسبقاً

لكن الحقائق التي عرفتها عن عائلته
حساسة للغاية
ومخيفة حد النخاع

كيف بحق الله تستطيع الارتباط برجل كان ابيه السبب بما حدث لـ ابن عمها ؟!!
كيف ؟!



"
للاسف هاللي صار ..... وانا عرفت محمد في وقت قصير
عرفته وعرفت معدنه الطيّب
ووقفته الرجولية مع سهيل اكبر دليل انه مب نفس ابوه ابد
"



لا تشك بـ ما قاله هزاع عن محمد "الوقح" ... فـ الرجال وحدهم من يعرفون معادن الرجال الحقيقيين
لكنننننننن


زمجرت بخفوت تريد صفع نفسها على افكارها التي تزيدها قلقاً وحيرةً .... وصفع صدرها كذلك والذي يخفق بشدة .. ومعدتها التي تنقبض وتتوسع من فرط المشاعر الحارة

احمرت وجنتاها بـ عصبية
"الوقح الفظ" ............. ازداد وسامةً
تلك الوسامة المظلمة التي كان عليها في سيريلانكا وكأن ظلامها قد انقشع واشرق شمسها في وجهه
اصبح وسيماً جذاباً على نحو جلي متوهج

عطره
وهي خير من تعرف بالعطور
عطره الرجولي يثير انوثة اعتى النساء صلابةً
واكثرهن خشونةً !


،,



طحن اسنانه داخل فكيه المطبقين .. لمَ تجاهلته بهذا الشكل ؟
لمَ تصرفت معه ببرود مستفز وهو الذي كان يحترق منذ اشهر ينتظرها ان تنتهي من عدتها ثم ليخطبها


حينها .. ومن شدة انزعاجه .. طلب من والدته واخته ان ينتهيا من التسوق بسرعة اذ انه قد ضاق ذرعاً من المشي المتواصل وشعر بالضجر


في الخارج ... وبعد ان وضع كل الاكياس داخل مؤخرة سيارته


لفت نظره سلسال جميل يلمع في معصم امه ... فقال لها بعفوية: بالعافية امايه .. ملبوس العافية
توج اشتريتيه ؟

قالت اخته ساخرة: هذا معرض عطور مب معرض مجوهرات ..

قال محمد بتعجب: ماذكر اشتريتلج اياه

وقبل ان تتحدث امه التي لا تريد في الحقيقة الاجابة .... قالت اخته بفظاظة: امك تفشششل ..
شافت هالسلسال على ايد روزه وقعدت ساعة تمدح فيه لين البنت انحرجت وشلته من ايدها ولبّسته امايه


اتسعت عينا محمد بثوران ... وغضب عاصف .. هدر بانفعال وحرج: اماااااايه
ليش تاخذيييينه عنهاااااا !!!!!!


ردت امه بلامبالاة: هي عطتني .... وانا ما بغيت اردها .... والصراحة غاوي ...

واخذت تحركه بابتسامة واسعة جشعة

: امااااااااايه

قالت امه بصبرٍ نافد: خير خير شو سويت انا !!!
هي اللي عطتني من طيب خاطر .... ما صرقته عنهاااااا

هتفت فاطمة اخت محمد بـ جبين متغضّن: بس واضح انج احرجتيهاااا

قالت ام محمد تخرس ابنتها: لا انحرجت ولا شياته وجب انتي يالسووووسة

محمد لم يكن يبصر وقتها من شدة الغضب والحرج .. هدرت كرامته امامه حد انه يشعر ان كل شيء من حوله تضبب واتشح بالرمااااااد

ذهب لحيث باب الراكب .... على يمين بابه
امسك يد امه بصرامة
ونزع السلسال من يدها على وقع اعتراضها واستنكارها

قال بوجهٍ ممتقع منفعل وهو يدخل بقايا عباءة امه داخل السيارة: بشتريلج محل ذهب كامل بس هذا لا
السموحة مب من نصيبج

صاحت فيه غاضبة: حموووووود .....حموووووود يا جليل الحياااااااااا
هاااااااااته

وعاد فوراً للمعرض يريد اعادة السلسال لـ روزة لكن لم يجدها فـ تذكر انها قد ذهبت لسيارتها

خرج من المعرض وهو يلتفت يميناً ويساراً يبحث عنها بـ لهيب نظراته المتلاحقة

حتى وجدها تقف امام سيارتها ... تحمل اكياساً بين يديها
وترمق السماء الملبدة بالغيوم بـ هيام .................. هيام اذاب مفاصله وكبده المغرم



مع هذا ..... كان الغضب يعميه حقاً

اقترب منها بثقل خطواته الرجولية المتحفزة وناداها: ام حامد

جسدها الرشيق المغطى بـ عباءة سوداء ساترة لم تخلو من بعض الزخارف الخفيفة .... قفز بمكانه من وقع المفاجأة وهي ترد بعفوية: هلا

اقترب منها بجمود تام وقال وهو يمد يده المقبوضة نحوها: نسيتي شي لج

فتحت يدها بعفوية عندما استوعبت انه يريد اعطاءها شيءٍ ما

ما ان اصبح السلسال بيدها حتى اظلمت ملامحها واختفت الرقة منها

قالت له بعينان سهميّتان
قاسيتان: انت قد هالحركة ؟!

ابتسم لها مستخفاً بها
ساخراً من كلمتها: ليش ماكون قدها يا بنت صياح ؟!

اقتربت منه خطوة فلم تنتبه ان بعضاً من قطرات المطر بدأت تتساقط على رأسها: راعي الكرم ما تنرد هداياه

حدق بها هذه المرة بـ صدرٍ واسع
بـ شراسة وصلت لمقلتاه الغاضبتان:
والنفوس العزيزة ما تقبل الصدقة

: صدقة ؟!!!

شمخت بجبينها وهي تكمل بنبرة لاذعة: الصدقة حق الفقارى والمساكين ...
انتو مساكين ؟؟؟


قالتها وهي غاضبة ومحرجة .. لقد اهدت السلسال لـ ام محمد من طيب نفسٍ وخاطر فـ لمَ يتعمد اهانتها وجرحها بأن يرد لها هديتها !!!


لكن محمد ..... فهم مقصد كلماتها العكس تماماً .... فهمها تغطرساً وسخريةً وتذكرةً منها انه اقل شأناً منها اجتماعياً ومادياً


رأت محفظته التي بيده مع كومة من المفاتيح ... فلاحظت ان احدى بطاقاته المصرفية كانت ستسقط

فقالت له تنبهه بـ ببرود قارص: الكارد اللي تتفاخر به بيطيح ..... دسه داخل بوكك


ضربة
ضربة عنيفة لكمت معدته !!

لكن من تألم ليس جسده .... بل عزة نفسه التي لم يخرج من الدنيا الا بها
عزة نفسه ذاتها التي هرب بها من وادي ابا الجن .. حمايةً لها من افعال ابيه وجوره وشناعة ما اقترفته يداه


شهقة من خلفهم اتتهم على حين غفلة
استدار الاثنان نحو صاحبة الشهقة فـ كانت احدى بنات الجيران اللاتي ساهمن بنشر الشائعات السيئة عن روزة

هتفت الفتاة بفضول خبيث جداً: روزة واقفة مع منو انتي !!!

ردت عليها روزة بثقة شديدة
فـ التعامل مع هذا الصنف من البشر لا ينفع معه الا القوة والثقة وعدم الخنوع

: مع زبون ؟؟ فيها شي اخت عالية ؟؟؟

قالت عالية وهي تأكل محمد بنظراتها العبثة: الزباين داخل مب هني صوب الباركنات يا ام حامد

مدت روزة يدها نحو محمد وهي تقول بابتسامة غاضبة غلفتها بالهدوء والرسمية: زبون نسى يردلي الباااجي من الفلوس


عندها .... رمقها محمد ببريق خطف قلبها خطفاً

استل مبلغاُ من المال من محفظته ... واعطاه لها ....

ثم اقتربت من الفتاة وقالت بصرامة اثارت ذعر الفتاة المتطفلة: شرايج تذلفين الحينه من ويهي .. ولا تتريين اسوي بج شرات ما سويت حق ربيعتج الخايسة

فـ تذكرت عالية الضرب المبرح الذي تلقته ابنة جار حامد بن صياح من يد روزة والتي اخرجت خلاله كل ضيقها وقهرها واستياءها
ضرب جعل الاخيرة تبكي من شدة الالم

غمغمت بـ كلمات غير مفهومة ... شابتها الخوف والجُبن .... وسارت مبتعدة عنهم


ووسط عيون محمد على روزة
رآها بكل هدوء تنادي احدى النسوة والتي كانت تجر خلفها اطفال .. يتسولون قربهم

رسمت ابتسامة راقية جامدة على وجهها ..... واعطت المرأة المال الذي اعطاها اياه منذ لحظات ..
ف شكرتها المتسولة جزيل الشكر .... ودعت لها ان يرزقها اضعاف ما تتمناه ....... وانصرفت ومعها الصغار


خدشته بعيناها الثلجيتان وهي تمر قربه وتقول: ولك بالمثل يا محمد

قال بنظرة عابثة ساخرة والتي على اثرها توقفت مكانها: تصدقتي بفلوس غيرج
فلوس خذتيها بـ خديعة يا بنت حامد

رمقته بطرف عيناها وقالت: انا مديت ايدي وانت عطيتني
ما خدعتك

افحمها فوراً بالقول المسيطر الصارم ............"المستفز": لاني ما ارد ايد ممدوده لي
نحن بعد اهل كرم



كانت حقاً قد اكتفت من مواجهته "القوية على روحها" ....... ورسم وجه البرود والهدوء في تعابيرها
اضافةً انها لا تريد لأحد آخر رؤيتهما وهما يقفان هنا لوحدهما ..... حتى لو كلفها ذلك تجاهل اهانته ووقاحته معها



لذلك فقط اخفضت جبينها وهزت رأسها له ..... وقالت: ما اشك بهالشي
عن اذنك



اكملت سيرها نحو المعرض ..... الا ان جملته الاخيرة
قد تمكنت بحروفها الواثقة الرجولية "المتعجرفة على نحو لذيذ"
من وجدانها


: بعدني اتريا موافقتج يا ام حامد



التفتت نحوه مرتبكة .... ومذهولة
وقبل ان تجيبه
كان يوليها ظهره ويتجه نحو سيارته المركونة بعيداً .. حيث امه واخته


،,



لم تفارقها كلمات ارنود القلقة المطالبة للمساعدة
تصاعد قلقها بل ولم تتمكن من الجلوس دقيقة واحدة من غير ان يتوجه فكرها نحو حبيب قلبها

تريد العودة للبلاد

لكن مهمتها في مكة المكرمة لم تنتهي بعد

فماذا بحق الله تستطيع فعله مع قلقها المتصاعد ؟؟؟

هل تجازف وتفعل ما فكرت به ليلة البارحة وهي على السرير ؟

هزت رأسها رافضة بتوتر
لا لا
تخاف ان فعلتها ان يحدث مكروه للمرأة المسكينة


ظلت تتأمل الشوارع ... وتحدق بالناس من خلف نافذتها الزجاجية

ومن بين تفكيرها الممتد والمتجزّر

رفعت هاتفها فوراً
واتصلت بـ الخالة نورة ..... ام سهيل


،,


: اليوم حبيت ايلس وياج رواحنا خالتي
عندج مانع ؟

دلت اصابع نورة طريقها نحو ذراع جواهر القريبة منها
وقالت بـ شجن وحنين: لا امايه
لا حبيبتي
انا روحي استانست يوم قلتيلي تبين تشوفيني
وتيلسين ويايه

جواهر بلطافة وتسلية: هي خالوه قلت خل ندردش شوي على رواق

تساءلت المرأة بابتسامة صافية: نحن وين يالسين بنتيه ؟

جواهر: يبتج هني عند كافيه حلو في برج الساعة

قالت نورة باستدراك: هييي

لحظات ... حتى استجمعت جواهر قواها وقالت: مممممم خالوه ... تامنين بالمعجزات؟
: والله يا بنتيه المعجزات انتهت من بعد سيدنا محمد صل الله عليه وسلم

: اللهم صل وسلم وبارك عليه
ما قلتي الا الحق
لكن نحن .. اكيد حولنا كثير من العجايب في الدنيا
مممم يعني مثلا
اكيد سمعتي عن اللي اختفى سنين طويلة
ورجع عقب ما افقدوا اهله الامل في رجعته
صح ؟

نورة بموافقة: هييي يا بنتيه وايد اعرف من هالقصص
ريل يارتنا في دارنا الجديمة اختفى ثلاثين سنة
ومن كم اسبوع دقت عليه وحده من قرايبنا وخبرتني انه رجع

خفق قلب جواهر بحماس وشعرت ان الله يساعدها الآن كي تحقق ما تفكر به: سبحان الله .. شفتي خالوه؟
هاي تعتبر معجزة بنظري

أومأت نورة برأسها بيقين وقالت: هي والله

: وحرمته شو سوت يوم شافته ؟

نورة بشفقة: بغى قلبها يوقف يا جواهر
يوم سمعت السالفة قلبي عورني عليها
لكن اظن اللي خفف عنها ... انها ما شافته ميت جدامها
تمت على امل انه حي طول هالسنين

قالت جواهر بنبرة ذات معنى: خالوه .. عادي اسألج سؤال وما تضايقين ؟

: اسألي حبيبتي .. يا محلى الاسئلة من ثمج

وامسكت فم جواهر الممتلىء الصغير بطريقة امومية حلوة واردفت برقة عذبة: ثمج
هالحلو هذا


ضحكت جواهر بخجل شديد
قبل ان تتنحنح
وتقول: بس اوعديني هالابتسامة ما تخوز عن محياج

اجابتها ام سهيل فوراً: اوعدج

ادعت جواهر التردد: مممم ولا اقول خلاص خلاص

نورة: افا بنتيه .. ليش ؟؟؟

قالت جواهر تريد التأكد مما هي مقبلةٌ عليه: اخاف اضايقج

: لا لا ما اتضايق ... ارمسي

جواهر: مممممم .... ممكن تتخيلين انج احتمال
احتمال يعني
تكونين مكان هالحرمة ؟

سألتها نورة بعدم استيعاب: اي حرمة ؟؟

قالت جواهر بنظرة ثاقبة نافذة: يارتكم

ابتسمت لها نورة ابتسامة مهتزة: شو تقصدين يا بنتيه ؟ ان يحصلي معجزة شراتها ؟

: هي

شحب وجهها وهي تسأل: مع منو ؟

زمت جواهر فمها لثوانٍ قبل ان تقول بتمهل: مع ولدج

اتسعت عينا نورة بهلع: لا
لا ابد

قالت جواهر وهي تمسك يدها: على شو اتفقنا ؟ مب اتفقنا ما ننفعل ولانتضايق ؟

تنحنحت نورة بانفعال داخلي لكنها قالت بقوةٍ هشة تثير الشفقة: هي بنتيه.... و ... وانا
مب متضايقة فديتج
كملي رمستج

اكملت جواهر وهي تحدق بتعابير نورة بتمعن ودقة: ممممممم يعني خالوه عجايب الدنيا تحصل في كل مكان وكل زمان
ليش اللي حصل مع يارتكم ما يحصل معاج ؟؟؟

قهقهت نورة بتوتر شديد .. شديد جداً ..... لا تريد اظهار انفعالها وهلعها امام جواهر: بس يا بنتيه ولديه ميت
انعق في تنور جدام عيني


اغمضت جواهر عيناها بقوة وهي تشيح بوجهها
لعنت بداخلها رغماً عنها الذين اجبروا هذه المسكينة على رؤية ما لا يتحمله بشر


ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تحاول السيطرة على غضبها وحزنها الفظيع على حال ام زوجها
لتقول لها: من وصفج وكلامج
ماظن شفتيه بعينج وهو ينعق
كان مغطى .... ولا انا غلطانة ؟؟؟

اسكتتها نورة بقلبٍ منفجع مرتعب: جواهر

رفعت جواهر يديها وهي تقول بحزم: اذا تبيني اسكت بسكت خالتي


اخذت نورة نفساً حاداً مختنقاً
ثم قالت بقوةٍ تحسد عليها: كان مغطاي
ما شفت ويهه

جواهر: يعني في احتمال ما يكون هو

هتفت الام المكلومة بوجهٍ اختفى منه اللون والضياء: انتي شو تقولين جواهر ؟؟؟
شو تقولين ؟؟؟

: اهدي خالتي
خلاص
اعتبري اللي قلته ما ظهر من لساني
اهدي

لكن نورة هدرت معترضة بانفعال على امرٍ هو ابعد عنها اميالاً في الحقيقة: اناهادية
هادية

قالت جواهر وهي تقف وتقترب من مقعدها: لا مب هادية


قبّلت رأس نورة واكملت بصدق:
دخيل ربج اهدي
وخلاص انسي اللي قلته

امسكت نورة ذراع جواهر بارتعاد ثم سألتها متوسلة: يا بنتيه ليش قلتي اللي قلتيه ؟؟
تعرفين شي انا ماعرفه ؟؟

اجابتها جواهر وهي تبتلع ريقها: لا خالتي

: عيل ليش تقولين ان اللي مات مب سهيل ولديه

جواهر: انا ما قلت مب سهيل
قلت احتمال ما يكون هو لان انتي قلتيلي انج ما شفتي ويهه

شدت من قبضة يدها على ذراع الفتاة وقالت: اذا مب سهيل منو بيكون غيره ؟


هل تتراجع
او تتقدم !

فقررت التقدم

جواهر: ما اتفقنا ان العجايب تصير في هالدنيا ؟؟؟

هتفت الام المرتعبة بلوعة ومرارة: هي .. بس مب معايه انا
مب معايه ... مب مع سهيل ولديه

جواهر وقد قررت مسك حبل الحوار بقسوة: تقولين هالرمسة وبيت الله جدامج ؟؟؟
انتي خير من يعلم ان ربج قادر على كل شي
انما امره اذا اراد شيئاً ان يقول له كن فيكون

تشبثت نورة بـ صدرها وقد بدأت دموعها بالانهمار: انتي برمستج هاي تحطين فيه امل ما بيزدني الا علة في يوفي
سهيل ميت يا بنتيه ........... ميت
مع ان .......

خطت يداها الى طرف حجاب جواهر
وشمته بقوة
بعذاب علقمي
واخذت منه نفساً حاداً متهدجاً

: مع اني والله
من يوم شفتكم وانا اشمه فيكم
اشمه فيج
اشمه في ادم ويعقوب
اروحكم وجني اروح ريحة صدره

تأوهت وهي تغمض عيناها بقوة: آآه يعلني ألحقه واشمه في الجنة
حبيب عمري ونصخ يوفي
ااااه يا سهيلي اااااااه


اغلقت جواهر عيناها بيدٍ واحدة .... بارتعاش
وانهمرت دموعها بلا توقف وجعاً على ما تشهده الآن

تبكي ولا تريد ان تسمع المرأة المسنة صوت نواحها

كتمته حتى شعرت بالاختناق


ثم احتضنت نورة بقوة وقالت: خالتي


تشممت نورة صدر جواهر
ثم ربتت عليها وقالت: ها امي

جواهر باختناق: خـ خالتي

قالت نورة وانفها ما زال ملاصقاً لصدر جواهر: ها امي

جواهر بصوت باكي: انا ابا راحتج

قالت نورة وقد دخلت داخل موجة هلوسة: راحتي مع ولديه

: تبين ولدج ؟

نورة بابتسامة متألمة: اتريا فرج الله
اترياه ياخذ امانته

اصرت جواهر وهي تسأل بدموعٍ لا تتوقف: تبينه ؟

نورة: ابااااه

مسحت جواهر دموعها وهي تقول بوعدٍ صادق: ان شاء الله
من عيوني
انا بوديج عنده

ابتسمت نورة بخدر ... بذبول ثم قالت : الله يجبر بخاطرج يا بنتيه
من عرفتج خلال هالفترة البسيطة وانتي اداوين جروحي

كررت جواهر وعدها وهي تشد من حضن نورة: باذن الله بوديج عنده
هذا وعدي لج


حينها .. بدأت نورة ببطىء تفهم ما تتفوه به جواهر: ها ؟

امسكت جواهر كتفي نورة بقوة وهتفت بصوت قوي حازم: ماباج تضعفين وقتها
ماباج اطيحين

: جـ جواهر


اغمضت جواهر عيناها بقوة وقالت بعزم منفعل: خالتي نورة
اذا يبتلج آدم وخليتج تتلمسين ويهه
بتقدرين تشوفين شبهه بـ سهيل ؟



هنا
استوعبت نورة ماهية كل الحوار الذي دخلته مع جواهر منذ البداية !

لتأتيها محادثتها الاخيرة مع حورية عندما التقطت اوراق جواهر والأولاد الرسمية !

" .......: هذا الريال شفته قبل مامااااااا
هذا نفسه اللي ساعدج في الجمعية هذاك اليوووم يوم كنتي بطيحين من الدرج"


ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة وهي تشعر بصدرها يختنق
يختنق وينكمش ويضيق

: انا
انا .... مب ..... فاهمة
مب فاهمة عليج
يا بنتيه
كـ كيف .......

قالت لها جواهر بقسوةٍ تعمدتها: فهمتي عليه يا خالتي .. فهمتي
الحين الدور عليج عسب تنطقين الشي بنفسج
قوليها
اسمعج

: ما ..... ما ......

واخذت تحرك ساقيها ويديها بتوتر عاتي
ورعب جنوني

اصرت جواهر وهي تثبت ساقي المرأة الملتاعة المذعورة: قوليها خالوه
انا متأكده انج فهمتي عليه


بعد لحظات
وبعد خفقات شديد كادت بسببها ان تدوخ وتسقط مغمى عليها


هبت عليهما ريح شديدة من احدى الابواب التي تؤدي للسلالم الاحتياطية و التي فُتحت من قبل بعض العمال

ريح محملة بروائح المطر الغزير وتربة مكة الطاهرة
والتي ايقظتها من خدرة الذات والانفعال والهلع


التقطت نفساً حاداً من تلك الريح
غمرتها قوة ربانية رهيبة جعلت روحها تشتعل بالحياة
باليقين
بالايمان الشديد

ثم هتفت وهي تمسك يد جواهر بقوة مرتعشة: سهيل
سهيل هو ابو ادم ويعقوب ؟؟؟؟


لتهتف حينها جواهر بابتسامة دامعة
منتصرة
مفعمة بالعذوبة والعبــق
: هي نعم
سهيل هو ابو ادم ويعقوب
سهيل ولدج
هو ابو عيالي





نهايــة الفصــل التاســع والعشــرون

شبيهة القمر 02-12-20 12:09 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 29
 
لاااااااا وش هالقفله لولو مااتفقنا على كذا ..من بديت اقرأ وانا متحمسه لهاللحظه وشادة اعصاااابي واخرتها نهاية الفصل 😠😠😠😠😠😠😭😭😭😭😭
بس فعلا ابدعت جواهر بإيصال الحقيقه لنوره بطريقه دبلوماسيه خطيره اهنيها عليها

حرابه .... باقي انت مابعد عرفتي بسهيل نشوف غابش ابو الغبابيش وشلون بيوصل لك الحقيقه ... متحمسسسه مررره لهللحظه تكفين لولو لاتسوين حركات كيني ميني وتجينا القفله تكسر حماسنا ابي اشوف ردة فعل حرابه من والى بنفس الفصل تكفين لولو 😘🥺

محمد وروزه ... اتمنى ان روزه تاخذ دروس من الماضي وماتاخذ محمد بجريره ابوه

مديه ..واخيييييرااا طلع دم شاهين هههههه بس اكيد قوتك مع الحق مو مثل ابوك ...ننتظر ردة فعل هزاع لما يرد البيت ويشوفك مع عياله

لولو ...ابدعتي ربي يسلم يديك من النار ..بإنتظااار القااادم بكل حماااااس

فيتامين سي 02-12-20 01:45 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 29
 



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا الله يديم على الإمارات أمنها وآمانها ويحفظ أهلها من كل مكروه وجميع البلاد الإسلاميه

ثانيا تسلم يمينك لولوتنا مفاجأه حلوه منك نصبح نلاقي بارت قدامنا وماهو أي بارت لا بارت من العيار الثقيل اللي يحبه القلب

حرابه & غابش
حرابه الظاهر عجبها غابش المعتوه اللي تمشيه على كيفها والظاهر غابش لازم بين فتره والثانيه يذكرها به ويرد معتوه قدامها ههههههههههه

غابش الله عليك لعبتها صح وكفوا عند كلمتك بردت قلب عفراء وجبت العنوديه لها عاد أتوقع ماراح تتعب نفسك وتجيبها عندك هي بتجيك فضولها بيدفعها تعرف منك جواب للسؤال اللي ماعرفته من أمها

سهيل
موجوع كثير ورغم كل اللي عمله لعمه ما حس بالراحه يمكن يروح لجده لو خبرك منصور بإن جده يطلبه وأتوقع جواهر
هي اللي تقدر تغير سهيل وتأثر عليه وتخليه يتوقف عن تعذيب
عمه



جواهر & نوره
يالله على موقف الثنتين مع بعض وجواهر تحاول تمهد لها إن سهيل عايش بدون ماتصدمها
أبدعتي لولوه في وصف الموقف لدرجة إني تأثرت مع نوره
جواهر كفو والله قامت بالمهمه على آكمل وجه ونوره ماعاد بتجلس وبتطلب منها توديها
لعند سهيل بأسرع وقت عاد جواهر يامهنا جاك ماتتمنا بتقول سمعا وطاعه

مديه
ماعرفتها متغيره 180 درجه صدمتني وبينصدم منها هزاع
إن شاء الله رجع لها عقلها وعرفت إنها غلطت في حق هزاع

محمد
الله يعينك على أمك أحسن شيء أنها تحب روزه وبتتقبلها
والا تتقرب منها لأنها بنت شيوخ ماعرفنا لها لكن هذا الظاهر
من تصرفاتها طماعه وعينها فارغه
عزت نفسه خلته يرجع الإسواره لروزه مايبغى يبين إنه أقل
منهم بعد الموقف اللي بينه وبين روزه الأخير قلت خلاص
ما عاد بيتأمل إنها توافق عليه لكن فاجأني لما قال إنه
منتظر ردها

روزه
بدأت حياتها طبيعيه رغم مامرت به ولو فكرت بعقلانيه
بتوافق على محمد

الله يحرم يديك على النار لولوه استمتعت بقراءة الفصل
جدا وزادت متعتي بإنتصار غابش على حرابه ههههه
منتظرين باقي الأحداث بفارغ الصبر


حكايا الروح 02-12-20 04:13 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 29
 
واو لولوة

القفلة شي خياااال
صراحة ماقدرت ما اعلق رغم اني مو قادرة الحين اكتب تعليق يليق بجمال البارت كله وكنت ناوية أخلي تعليقي وقت ثاني لما يصير عندي مجال افصفص البارت عدل لكن القفلة غيرت الحسابات كلها

جوااهر نسميها الخارقة صاحبة المهمات الصعبة

عبيرك 04-12-20 10:37 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 29
 
كل عام والامارات ارضا وشعبا بالف خير ويارب تبقى بلد الامن والامان والاتحاد وشكرا لولوه على البارت وبانتظار بارت اللقاء وعوده سهيل للحياه لان عودته لن تكون صحيحه الا بعودته لحضن امه وجده الذي اتمنى وبم انه مازال ببدايه مرضه ان يتعرف على سهيل ويعرف انه بريئ لان سهيل لن يرتاح وينسى الا بمعرفه صياح ان تربيته لم تضيع سدى حرابه رغم انا متعاطفه معها لان كبريائها انجرح ولكنها لاتريد الاعتراف لنفسها قبل غيرها ان حب غابش تمكن من قلبها وبتمنى ان عوده سهيل تصلح علاقتها مع غابش لان قوه حرابه لاينفعها الا رجل بدهاء وذكاء غابش اما مديه فحبيت مواجهنها مع سعاد والي حبيته انها اخيرا اعترفت انها بريئه وانها ظلمت ولم تظلم وان سعاد انسانه حقوده ومجرمه ولاتستحق ان تتحمل مديه الاحساس بالذنب وجميل انها قررت العوده لبيتها ولزوجها واظن هذه الخطوه ستفرح هزاع اما روزه واضح انها موافقه على محمد الوحيد الذي اثار بها مشاعر الحب فهي لم تحب ربيع وبنفس الوقت حبها لسهيل كان وهم فهي حبت حبه وانه اختارها ولم تحبه هو والدليل انها صدقت ماقيل عنه ورغم انني لم احب شخصيه روزه ولكن اعتقد ان محمد مناسب لها وسيعرف كيف يكسر غرورها لان عزه نفسه ستجعله يعاملها كند وايضا حبه القديم والمتجدد لها بارت روعه وبانتظا ر القادم بشوق كبير

bluemay 04-12-20 09:34 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 29
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


بارت فخم باذخ يليق بهالمناسبة الغالية

الله يديم عليكم الأمن والأمان وتظلوا بخير وسائر بلاد المسلمين


لولوتي هرمون الشر مرتفع عندك كأنه؟؟

ليش هالقفلة وبهالتوقيت؟؟

هرمنا لأجل هذه اللحظة مو هيك يا النوري >> فيس متضامن مع النوري احسني انا وياها اكتر شي حزنانين ع أمه انه ما شافته لسه.


حرابة اما آن للثورة أن تنطفيء؟؟
غضبك جبااار ويشعل في القلوب النااار

آلمني حال امها.. وابوها حاله ما أحسن.

ما بعرف ليش غابش ما بدو يعترف لها؟.



روزة ومحمد بدو واحد يمسك روسهم ويخبطها ببعض.

ابدعتي بتصويرك للمشهد

العطور الفايحة والأجواء الماطرة



مدية واخيراً واجهتي ضعفك

و رجعتي بنسخة جديدة يعمل لها الجميع الف حساب

للأسف زمن صار الطيبة فيه شي مؤذي لصاحبها 💔


جلسة وادي الجن

بسم الله الرحمن الرحيم

كل ما تجي سيرته مدري شو بصير لي

وكأنه ناقصنا رعب لولوتي >_<


نورة استقبلت الخبر نوعاً ما بطريقة كويسة

ولكن ليس العيان كالخبر

هل راح تتحمل الصدمة..؟؟


سلمت يداك على ما خطته من إبداع

كلي شووق للقادم


تقبلي خالص ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°







شبيهة القمر 05-12-20 09:57 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 29
 
هرمنا لأجل هذه اللحظة مو هيك يا النوري >> فيس متضامن مع النوري احسني انا وياها اكتر شي حزنانين ع أمه انه ما شافته لسه.

هههههههه صادقة اكثر اثنين متحمسه لهم نوره وحرابه ... بس نوره هي الشخص الوحيد الي انتظر لحظة اللقاء .. يمكن هي الي تقول لسهيل يكف اذاه عن عمه ..يكفيها ان ولدها قدامها .. والقانون بياخذ حقه ...

لولو مافيه بارت هديه منا مناك بمناسبه اليوم الوطني لكم 😊 وبمناسبة الامطار علينا 🥰

د ا ن ة 06-12-20 01:12 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 29
 
يمه ياقشعريرة الجزء الأخير
وووواو والله يدي يالله اكتب من كثر ماوصلتني المشاعر 😢😢

يالله يالبارت الجاي كيف متحمسة لكل ثنائي

شكرا عالبارت الرائع استمري ياافنانة

روعة النسيان 10-12-20 01:11 AM

يسعد صباحكم / مساكم لوليتا وقوم سهيل 💙💙💙

الجزء الثاني من البارت 28 م علقت عليه السموحه لولو الحب بس كالعاده بارت قوي ولذيذ
مليان من من وجع هزاع على مديه وكسرته منها وكبرياءه اللي اخيرا هزم حبه وشغفه بمديه وداس على قلبه وتركها وراه تقرر مصيرهم وتصلح الخطأ اللي سوته بحقها وبحقه وبحق حياتهم وحبهم اللي هرمنا لين شوفنا ربيعه ..
وشفنا بالبارت 29 شلون مديه بدأت تراجع نفسها وتتحاسب الشخص الصح والافضل كان بلقاءها بااخوها سهيل كان لقاء لطيف ملياااان دموع وحنية المكان والحوار ودموع مديه واخوة سهيل الشاهد ربي انه من اريح اللقاءات بسهيل مدية كانت تايهه بس رجعه سهيل وكلامه وطبطبته خلتها توقف ع حيلها وتشوف طريقها وان شالله رجععتها لبيتها وعند هزاع تطخ قلوبهم ع بعض لان والله انهم ملح عيال ال صياح كل ابوهم


وبعدها شفنا روزه وصدمتها بان سهيل عايش احس هالشيء راح يريحها من ناحيه احساسها بالذنب انها ظلمته وهو ميت لكن الاكيد ان رجعته وظهوره قدامها بيأثر فيها كثيير

ولو ان تأثير محمد ووجوده حولها صار قويي جداً عليها وواضح انها قريب بتطيح ع وجهاا قدامه رغم الشموخ والغرور اللي معبي راسها وراسه



وكانت الضربه القاضيه بهالبارت من نصيب حرابتنا اللي واجهت غابش قدام الشيخ وممكن نقول انها عطته قرصه بسيطه بطريقة اعلانها لحملها مع طلبها الطلاق منه

لكن غويبش حاط ايديه ورجلينه بموية باردة وكأنه حاسب حساب كل خطوه ممكن تنوي عليها حرابه بعد م تكتشفه ..


واكثر شي اوجعني وخلاني احبس انفاسي وقت حرابه تحقق مع امها وذكرت كل اسما عيال صياح لحظه قالت امها سهيل زفررررررت وكأني كنت متاكده ان حرابه بتعرف وقتها

لكن الصدمه انها م عرفت!! ولاراح الومها او استغرب هالششي بس ياترى كيف بتكون فجيعتها بشوفة سهيل؟؟ لاني احسها بتدري كذا بدون اي مقدمات


واذا جينا لمنصور ونارة فلازلت مستاءه من المدعو منصور
لانه جلف وبخيل بمشاعره تجاءه ناره
يعني بالله عليك تندفع كذا فجاءه تجاهها وداخلك ميت عليها بس مابينت لها ولاواحد بالميه انك حابها كنارة كشخصيتها وحلاوتها وعذوبتها الا خرطي اول م رفضتك عطيتها كلمتين قاسيه مثل شربة الموية مالت عليك بس مصيرك تطيح ع وجهك وم اكون روعه وقتها ويل ناره مني تطيح هي الثانيه ع وجها قبل م تعططيك درس عن عشر دروس

قال ايش !! مهو ميت عليها!!! الا ميت ونص كذاب عيني عينك ..



وطبعاً انتهى البارت 29 بشاهين الي يعيش عذاب نفسي قاسي وبعد كل محاولاته وعذابه ان يتخيل نوره قدر يتخيلها بهالبارت !!!! وشاهين قاعد يغرق بالتعب والاجهاد النفسي والقهر بحذافيره وهالشي خوفني على سهيل كثيييير

وان شالله ان ارنود قدر يتدخل قبل يفوت الفوت ومتأمله كثيير بجواهرنا انها تتحرك وتساعد حبيبها ديدريك وسهيل امه 😓💙💙 اللي فطرتي قلوبنا وقطعتي انفاسنا بالقفله

انتظظظظر ردة فعلها وانتظر خطوة جواهر بعد م تعلم نورة وتوضح لها


متاكدة ان البارت ثلاثين راح ينشف حلوقنا من قوة الاحداث اللي راح نشوفها فيه ...



يعطيش الف عافيه ام مريم لاعدمناش يالغالية 💜💜💜

طُعُوْن 10-12-20 08:00 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 29
 



(لا تلهيكــم القــراءة عــن الصــلاة يالغوالــي)



الفصـــــــل الثلاثــــــــــون



،,



مســـاء اليـــوم التـــالي



جنون فاح من كل عرقٍ منه .... فـ ربط جسده وعقله على حين غرة

جنون وهستيرية مشاعر كانا متكدسان كالعفن في جوفه

يحركان تصرفاته "المسيطرة الهادئة الباردة" على نحو اخرس صامت مرعب

حتى عندما اقحم شاهين عرينه المظلم منذ اشهر ... كان ما يزال يحافظ على ارخاء حبال ذلك الجنون المتعفن

لكن جنونه اليوم
جعل كل شيء كان يعتمل في روحه سنين .. يصرخ بانفجار مدمر
حتى ما عاد يحدق امامه الا من خلف نيران حدقتيه المتأججة

هل كان لقاءه بـ مديه ابنة عمه هو سبب الانفجار !

هل اشفق على قلب البنت التي تشتاق لـ ابيها .......!

ما السبب ؟ يريد ان يعرف

أهو بسبب آخر حديثٍ له مع غابش ؟!

ام ربما تعب حقاً من حياة الضياع التي تحيط بـ روحه وتقبض عنقه حد الاختناق !!




وقف عند رأس شاهين .. الممدد على الارض .. مغمض العينان بـ ارهاق شديد اثر مكوثه المطول في المكان الابيض الخاوي .... وقوته التي هزلت مع الوقت

ومن غير تفكير ... رفعه عن الارض بعنف وبدأ يضربه ضرباً شديداً
ضرباً هستيرياً مخيفاً
لم يترك فيه جزءاً الا واوسمه بـ لهيب كرامته المهدورة
ورجولته المهانة
وكرهه الذي تفاقم عبر السنين العجاف


يضرب عمه وهو يسمعه يصيح بـ عذاب: لاااااااااااااااااااااااااا
لاااااااااااااااااااااااااااا
دخيلك خلااااااااااااااااااااااااااصصصصصصص



ضربه كما لم يضرب بشري قط
حتى ان يدي سهيل نفسه أُدميت
وانتفخت من شدة اللكمات

لم يكن يسمع صراخ عمه وصياحه
واستنجاده
وتوسلاته

بل كان يسمع انينه هو في المستودع القديم المظلم

كان يسمع صراخ جروحه وهو يتلق نظرات رجال القبيلة المحتقرة له وضربهم المستمر له

كان يسمع انينه الخافت طيلة خمسة عشرة سنة
وحيداً ينتظر نظرة جده الحانية وصدر امه العذب


سقط شاهين كالخرقة البالية على الارض
وجهه وجسده في حالة يرثى لهما !

دماءه تسيل من انفه وفمه
والتورم نال من جبينه وخداه وسائر جسده


أنّ شاهين بـ وجع شديد: آآآآآآآآخخخخخخخ


لهاث سهيل حاد ومرتفع
لهاث شرٍ اسود
وانتقام اعمى قلبه وبصره


اخفض جسده يريد ان يستل عمه من جديد ليشبع الغضب الكامن فيه

الا ان صوت الباب المفاجئ ... ايقظ حواسه ومسامعه


فتح الباب الابيض .............
ليدخل آخر شخص اراد رؤيته الآن ................ وهنا بالذات !



جواهـــــــــــــــــــر



،,



قبل ذلك بساعات ...... وقبل ان تقلع الطائرة من مدينة جدة والتي تحمل في داخلها احباب سهيل
استلت هاتفها تجيب على اتصال ابن خالتها ..... وبعد ان ألقيا السلام على بعضهما وتبادلا رؤوس الاحاديث

قالت بقلبٍ يخفق من التوجس والقلق: وصلني الموقع آرنود .. بس ما قلتلي من وين يبته ؟؟

رد ارنود وقد قرر مسبقاً الا يخبر جواهر الآن انه اتفق مع محمد كي يلتق بالاخير ويضع جهاز تعقب في احدى اغراض سهيل بالخفاء: عقب بقولج ... عطيتج الحينه اللوكيشن .. الدور والباقي عليج ..

: تمام ... كم ساعة ان شاء الله وواصلين البلاد

آرنود: درب السلامة

جواهر: الله يسلمك



،,



هرعت تركض نحوه وامارات الصدمة والرعب تغمران صفحة وجهها الجميل الشاحب

امسكت بيده وهي تقول بـ ارتعاش: شـ ... شو تـ ... شو تسوي سهيل ؟؟؟ شو تسوووووي ؟؟؟؟

هدر بـ وحشية ... بـ صدمة ... بـ وجه ممتقع: شو يايبنج هنيه ؟؟؟؟؟ شو .....شو عرفج اني انا هنيه اصلااااا ؟؟؟؟؟


جرته بقوة وهي تترجاه ... وتتوسل "الحبيب" منه
عينها على وجهه مرة
وعلى المتهالك على الارض بـ دماءه وانهاكه مرة اخرى
فـ عرفت ان الرجل المرمي هو عمه شاهين ذاته

قالت بـ فزع .... وصدمات قلبها مما تراه متوالية: خـ .... خله ... خله يولي يا سهيل ... تـ تعععال معايه

دفع يدها وهو يصرخ بـ وحشية تعابيره وروح تنبض بالفاجعة: اطلعي من هنيه بسرررررعة

صرخت به تبكي متوسلة: لا ما بطلللللع
ما بطللللللللللع الا وانت معااااااي
ما بخليك هني رووووحك
الله يخليك يا سهيل خله عنك
بياخذ يزاته بالقانووووون
بياخذ يزاته قبل كل شي من رب العالميييييين
خله يزوووووول

صرخ وهو يمسك ذراعها بقوة ... المفاجأة من رؤيتها اخذت مأخذها من روحه
لم يكن يرغب ان تراه هي بالذات وهو في هذه الحالة الهستيرية المريعة

صرخ وهو يكاد لا يرى من شدة الألم والعذاب

: ذبببببببببببببحني
هذا اللي تشوفينه جدااااامج

ضرب صدره بدمار: ذببببببببببحني


لتصرخ بشدة وهي تمسك يده بشراسة الانثى العاشقة المتألمة: وانت بتذذذذذبحه اذا تميت تعذذذذذذبه
انت مب مجرررم يا سهييييييل
مب مجررررررررررم
ومب خسييييييس ولا حقييييييييير ولا وااااااطي

ضربت كتفه بقبضتها الناعمة واكملت من بين عيناها الواسعتان الصلبتان جداً حينها: انت قوووووووي
انت سهييييييل القووووي
والقوي ما ينتقممممم
تذكر دوووم منو انت وكيف بنيت نفسك بنفسسسك
كيف اسست حياااااااتك بالطووول والعرررررض
كوّنت اسممم وسمعة وهييييييبة
انت سهيل القووووي
وديدريك الاقووووى
اسمين في روح وحده
وكل اسم ينافس الثاني بقوته


اشرت نحو شاهين وهدرت من بين عاطفتها القوية القاسية:
هذا الضعيف ....
تشوووفه ؟؟؟؟

امسكت ذقن سهيل بقوة وحركت وجهه نحو عمه الذي لا يشعر بشيءٍ حوله .....
ثم اكملت بـ هديرها الصارم العنيف: هذا الضعيييييف
مب انتتتت
لا تفكر في يوم تصير نفسه
لا تفكررررررر


وقبل ان ينطق بكلمة .... كانت تسحبه بكل ما اوتي لها من قوة .... سحبته خلفها سحباً
ولم يكن بيده الا الخضوع لـ قوتها المشتعلة حد الصميم

اذ انه وبقدرة قادر ............ انهدمت قواه ... وتشتت اعصابه التي كانت متجمعة على هيئة عواصف منذ دقائق
وشعر -من بعد كلمات جواهر العميقة جداً غير المتوقعة- بـ بلادة اعصاب غريبة .... وفكر ساكن
وخدر



ما ان اصبحوا خارج المكان والذي كان عبارة عن بناية جديدة فارغة من السكان .. بناية امتلكها سهيل في وقتٍ سابق
ويبدو انه اتخذ الطابق الارضي للبناية لتحقيق هدفه من عمه

عندما خرجا للشمس ... وضربتهما اشعتها القوية من بين الغيوم المتراكمة
ضربت الاشعة مخه فـ انبثقت حقيقة اخيرة ... حقيقة جعلته يمسد صدره بقهر داخلي عاتي
لكن قبلها
نظر لزوجته بـ عيناه الضبابيتان وقال بـ صوت اجوف
خشن جداً جداً: كيف عرفتي اني هني ؟

اخذت نفساً قوياً وقالت: اخوك



عندها .......... علم ان هناك خطة أُحيكَت بين اخيه آرنود ومحمد
فـ هز رأسه كيفما كان .............. ثم قبض على يد زوجته ..... وقال بـ عيناه الحمراوتان المنهكتان:
ما خلصنا

قالت جواهر بريبة/خوف ... وهي ترمقه بـ دموعٍ عالقة بـ اهدابها: شـ شو في ؟؟؟

امسك يدها بقسوة وقال بـ صوت مبحوح: تعالي اباج معايه


يده كانت ترتعش رغم قوة قبضته

شدت من قبضتها على قبضته ... تعطيه القوة من عندها ... تزوّده بالثبات والسيطرة ...... لتقول له بـ صرامة
وعزم وهّاج:
وانا معاك



،,



بعد ساعة ..... وبعد إلحاح من سهيل للضابط المناوب في السجن ......

وقف خلف الجدار الشفاف الفاصل بين المساجين والزوار

وقف امام ابن عمه ربيّع ان صح التعبير .. وهو يمسك يد زوجته وبعفوية الرجل الشرقي منه كان يخفي نصف جسدها خلف ظهره الفارع
شاتماً نفسه اذ انه للتو فقط تمكن من استيعاب انه في لحظة "ذعر داخلي" ادخل زوجته معه هذا المكان المليء بالقتلة والمجرمين

ربيّع .... ومن هول صدمته .... تراجع خطوتان للخلف حتى دعم الكرسي خلفه وسقط ارضاً
بعد تحديث مطول بـ سهيل

قال بـ وجهٍ اختفى منه لون الحياة: عـ... عمي منصور .. ياني ... ووو
قـ ... قالي
قالي انك حي
بس ... بس ما صدقته


اطبق على فكيه ........ بهدوء ظاهري شديد ........ وقال: وليش ما تصدقه ؟

حملق به على نحو مثير للشفقة ...... ثم قال باختناق شديد: صدق انت سهيل ؟

قاطعه وهو يخطو خطوة للامام ........ قاطعه وهو يشعر بقوة جواهر تأتيه مع كل شدٍ من قبضتها الصغيرة الرقيقة: ليش جي سويت فيه يا ربيّع ؟؟؟
روزه كانت تستحق تغدر في ولد عمك عشانها ؟؟؟؟


لم يكن يحتقر ابنة عمه ..... او يقلل من شأنها ...... لم يكن يسخر كذلك ..... ولم يكن يعاتب

كان يسأل سؤالاً حقيقياً
سؤالاً وجيهاً
اراد المعرفة
اراد التأكد من ان ابن عمه كان راضياً وسعيداً بما فعله به او لا


جواهر تسمع حديث سهيل بأذنيها ..... وترمق ربيّع المذعور المصدوم بطرف عيناها الشامختان

الغيرة تنهشها .... تنهشها وتأكل قلبها بصورة جنونية
لكنها ستظل شامخة
ستظل معتزة بـ ذاتها الشمّاء ........ وستتحمل .... وهذه المرة لأجل سهيل فقط
فـ ما رأته من اجرام بعيناه قبل ساعة وفي ذلك المكان النائي المخيف
جعلها تدرك ان انقاذ حبيبها من مستنقع الماضي المؤلم هو مهمتها وواجبها وحق من حقوق قلبها المغرم به عليها !


لتأتيها كلمات ابن عمه المنهار كلياً ... والمفجوع ابداً: اشهد بالله ما استحقت
اشهد بالله ......... ما استحقت اغدر بولد عمي واخويه عشانها


اخذ سهيل نفساً طويلاً
حاداً
مسيطراً "هذه المرة" ................ ثم قال بـ رسمية تامة: لكنها تستحق كل خير ... روزة بنت عمنا قبل كل شي
وهي بنت طيبة وتستحق من يحترمها ويقدرها
ولو انك وقتها ييتني وصارحتني بحبك لها جان والله ما بدّيت روحي عليك
جان مسكت ايدك وسرت وياك عند الشيخ صياح عسب تخبره بنفسك انك تباها حليله لك
ما كنت ببدّي روحي عليك يا ربيّع


حينها ..... امسك يد جواهر بقوة
وكأنه يخبرها انك من في القلب فقط .......... وانك مَن مِن الروح ترتوين
وتنهلين رشفةً بعد رشفة


ضرب ربيّع رأسه بعنف ........وصرخ بعذاب الضمير وبؤس فقير الروح الصغير:
هذا كان مسكررررر ........ هذا كان مقفووووووووول
حسبي الله على من كان السبب .......... حسبي الله ونعم الوكيييييييل


هز رأسه سهيل نافياً
وقال بجمود: ما في شي ينفع الحينه
حتى يدي صياح نسى كل شي ..... وما بيعرف مول اني بري من التهم


وقف ربيّع بلهاث وصاح: قلتله ... قلت حق يدي صياح كل شي
عمي منصور قال ان حالة يدي زادت وصار ينسى كل شي
بس لا .... لا ....... وقتها كان واعي ومتذكر كل شي ...... قلتله انك بري ........ قلتله انك مظلووووم
اقسم بالله قلتله
وهو كان في وعيه ومتذكر كل شي


خفق قلب سهيل بـ نشوة عارمة ..... لكن خوفه الشديد لم يجعله يظهر هذه النشوة على وجهه
فقال بتعابير خامدة ذابلة: عرف ؟؟؟ عرف اني بري ؟؟؟

هز ربيّع رأسه وقال بـ دموعٍ عالقة في مقلتيه: هي عرف ...... والله عرف
عرف كل شي

سأله سهيل بـ لوعة ... بـ لهفة ... وهو يقترب من ابن عمه: شو سوى ؟

بكى ربيّع حينها كالصغار ...... وهو يجيب: لطم عينه
لطم عييييينه وشق ثووووووبه
الشيخ .... الشيخ صياااااااح بن احممممممد
شق ثوووووبه وهو اللي عاش الدهر كله بين روس اليباااااااال والعررررب
والاقواااااااااااممم


جواهر .........في تلك الاثناء .......... لم تتحمل حديث ربيّع المرتاع المرثي

اخفضت جبينها وبكَت
بكت حال زوجها الذي يسمع حديث ابن عمه ويقف كالطير الشامخ الجريح
وبكت حال الشيخ الجليل .... الشيخ صيّاح ...... الظالم المظلوم
العدو الصديق
المُحب ......... والشيطان بنظر الجميع


سهيل .... وبعد ان ألقى ربيّع كلماته على اذنيه
امسك كوع زوجته وسحبها خلفه
اذ انه لم يتحمل اكثر المكوث امام ربيّع
لم يتحمل البتة

ما ان خرجا من مركز الشرطة
حتى فلت يدها وهو يمسك جبينه المحموم المتعرق ........
مغمغماً بغلظة خافتة مختنقة: يا رب
يا رب


فتحت فمها لتلتقط انفاسها الهاربة ....... لا تلوم زوجها على اوجاعه
لا تلومه على كل ما مر فيه من مآسي



رن هاتفها فجأة يخرجهم من خدر المواجهة القوية منذ لحظات

رمقها سهيل بعيناه المحتقنتان من التأثر


ثم استلت هاتفها فوراً واجابت على المتصل

بعد ثوانٍ فقط .......... قالت للذي يحادثها على الطرف الثاني: ياية

وضعت هاتفها داخل حقيبتها وهي تبتلع ريقها الجاف ........ ثم امسكت رسغ سهيل ..... وهي تقول: الحين دورك تيي معايه يا سهيل .... اليوم بـ اذن الله لازم نحل كل شي ........ لازم



،,



منزل نورة ............. ام سهيل



امسكت يد ريسة بقوة .... وهي تحاول قدر المستطاع الا تنهار
لكن ما إن سمع الجميع صوت اقتراب سيارة من المنزل
حتى ركضت الخادمة حورية وفتحت باب المنزل الخشبي للقادمين

لحظات من انفاسٍ مكبوتة
لحظات من اعين مصلوبة
لحظات من افواه فاغرة مشدودة


ما ان سمعت وقع خطواتهم امام باب منزلها
حتى دفعت ريسة بهستيرية وهرولت نحوهم
نحوه هو ان صح التعبير

هرولت إليه هرولة العمر وسعيَ الدهر
هرولة العذاب وسعيِّ فوق الجمر

تخطو نحوه فتسبقها عواصف اللهفة والشوق وعشقٌ رباني وضعه الله في رحمها منذ ان علمت بـ انه يقبع فيه
عشقٌ وُضع في قلب كل ام لابنها .... فـ كيف بحال الام التي فقدت ابنها في ليلةٍ كانت كـ سعيرٍ تلظى !

واي حال
........... واي حال يا رب القلوب ؟


منذ ان علمت انه حي ... وهي لم تترك جواهر
كانت تلتصق بها كـ الرضيع ... مثلها مثل آدم ويعقوب
تنام وتستيقظ وهي قربها .. متشبثة بها وكأنها بهذا تذكرها كل دقيقة بوعدها انها ستجمعها بابنها


تخطو نحوه وهي تتلوى مع دموعها
مع آهٍ وليتٍ ...... ولعلّ
مع آه كالعلقةِ في الفؤاد
وليتٌ متشبثةً بالروح
و"لعل" تسبقُ دوماً .... النفس والخشوع


امسكت ريسه يد صديقتها بقوة تريد مساعدتها .... وهي تبكي بشكل مزري ...... تضحك تارةً وتبكي تارةً: من يومي ألحقج يا نورة .... من يوم نحن صغاريه وانا ألحقج
حتى في ذيج الليلة ..... لحقتج ..... ورِيت وياج فجيعة الروح والقلب
واليوم انا معاج ... وعدالج
ما بخليج

شدت من يد صديقتها وهي تسأل بلهفة مدمرة: وينه ؟؟؟؟؟؟ ..... ويييينه يا ريسة ؟؟؟؟؟

اكملت بـ هستيرية وهي تحرك يدها يمنةً ويسرة امامها:
ليتني سمعت رمستج قبل وسرت الدختور
جان الحينه اقدر اشوفه لو بعين وحده


وجهها شاحب مرتعب وهي تتلفظ بتلك الكلمات
لكن في آن الوقت مشرق
كـ صفحة السماء الضبابية من المطر وقت شروق الشمس
رعب يواجه وهجاً
ظلمةً تواجه املاً
عواصف تقابل ثبات الانسان في ارض الله
بـ جبالها
وصخورها
ووديانها



كان هو حينها ....... يقترب منها شيئاً فـ شيئاً
يريد النطق فـ يعجز
يريد ان يأخذ نفساً عميقاً فـ يفشل


وهل من بعد لقاء نورة من نفس عذب يؤخذ من الارض ؟!
وهي الارض
وهي النفس وفقدها الشهيق
وهي اتساع صدر الحياة بعد الزفير !!


يختنق
يختنق

لم يرتخي قفصه الصدري
الا عندما امسك ذراعيها بقبضتيه
واغرق وجهه المشتاق المتعذب بـ صدرها الوافر .. المعطر .. الاخضر بـ اخضرار روحها من جديد

هنا
صرخت نورة صرخةً صدحت بصداها منزلها كله
من شماله لـ جنوبه ....... من شرقه لـ غربه

: سهييييييييييييييييييل
سهيييييييييييلييييييييييييييييييييييي
ياويلييييييييييي
ياويليييييييييييي يا ربييييييييييييييي
هذا سهيلييييي يا عررررررررررررب
هذا سهيييييييييييييييييل

ضربت ريسة بجنون وهي تمسك بيدٍ واحدة رأس ابنها الذي كان .............. يأن بحرقة !

: ريسسسسسسسسه
هذا سهيييييييييييييييل
قسم بالله سهييييييييل
ولدييييييييييييييي
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهههههههه

وامسكت رأسه بيديها المتجعدتين المرتعشتين
واخذت تشمه وهي تتأوه بصوتها المرتفع الحاد

زرعت انفها وهي تشمه شعره
وجبينه
وعيناه
وانفه
وبين كل شمّة وشمّة
كانت تقبّل كل موضع لمسَ انفها
تشم خديه فـ تقبلهما بجنون
تشم زاويتا ثغره فـ تقبلهما بجنون
كما كانت تقبلهما وتقبل ثغره الصغير بحنان عذب عندما كان بالامس رضيعاً
وما اقرب الامس باليوم .........!


: يمييييين بالله ...... يميييييين بالله


قبلت رأسه وانفه بـ عـــــــــــــــــذاب
.......... واكملت: ما فرحت بييتك على الدنيا
كثر فرحتي الحينه بييتك يا حبيبي
آآآه
آآآآآآآآآآه يا الغاااااااااالي

شدت من قبضتها على وجهه وهي تطالبه بـ دموعٍ لا تتوقف:
ارمس
ارمس يا نصخ يوفي
ارمسسسس ....... سمّعني حسك



لكن بدل ان يتكلم
غرق اكثر بحضنها
شد من احتضان جسدها عليه
لا يستطيع التفوه بكلمة
حقاً لا يستطيع
فـ كل مشاعره الآن
في لحظة مهيبة قوية .......... عظيمــــــة والعظيم الله

: ارمس ... ابا اسمع حسّك يا حبييييبيييي

اشتد بكاءها وهي تصيح بعواطفها الهائجة: ريسة خليه يرمسني

هزته بقوة واردفت بلـــــــوعة: ارمس يا عمري
ابا اسمع حسسسسسك


كلما طالبت احدهم ان يجعل ابنها يتكلم .... ريسة
او جواهر
او ام جواهر
او حتى حورية التي كانت تبكي بصمت

كان يشد من حضنها اكثر واكثر
مع كل حضن
كان يعتذر روحياً لها
كان يقول لأمه اسف على الفقد
اسف على الحرمان
اسف لاني تركتك
اسف لانكِ كنتِ اول البشر سقوطاً
وآخر البشر نهوضاً
اسف لانكِ كنتِ اول العالمين موتاً
وآخر العالمين احياءً
فلم يكن موتكِ موتاً يليق بمن يحملون قلبك
ولم يكن احياءكِ يليق بمن عاشوا الموت خنجراً
..... وسماً
............. وكمداً


نطق اول حروفه بحشرجة
ببحة مختنقة : و ...... وحشتي القلب
وووو
والروووووح


: ااااااااخخخ
اخخخخخخخخخخ
فديت الحسسسس
فديت المنطوووووووووق
هييي هيييي هذا سهيييييل هذا سهييييييل


قبلته بعشق القلب المفطور المكلوم:
واااايه واااااايه اللهم لك الحمد والشكر
اللهم لك الحمد والشكرررر


وهي متشبشة برأس ابنها
امالت جسدها وسجدت للحي الذي لا يموت
لعلام الغيوب
للذي كان اعلم بها مــن كل البشـر
للذي كان الطف بها من جور الدهر
للذي اقسم بالضحى والليل والعصر

سجدت امام اعين كل من حولها .. امام كل من هم يبكون بسعادة أليمة الآن لأجل لم شمل الام بـ ابنها الوحيد



فـ كان اول دعواها وآخرها
انِ الحمدلله رب العالميـــــــــــــن



،,



منذ ما يقارب اربعة ايام وهي هنا في منزل زوجها .... ابت ان تخرج منه حتى يعود -كما قال لها بعد عدة اتصالات ملحة منها- من رحلة البر مع اصدقاءه ...
مشتاقة له حد السماء والارض
مشتاقة لـ الصغار والذي فيما بعد عرفت انهم عند جدتهم ام هزاع ...

تذكرت قبل ايام عندما وصلت المنزل بكل اشواقها وعواطفها الهادرة ... بكل تحررها الذي استضاء بعد لقاءها بـ سعاد


لكن عندما دخلت المنزل ولم تجد سيارته مركونة ...... انقبض قلبها

مضت بسيرها للداخل .... وفتحت باب المنزل بمفتاحها الخاص
وللأسف .... فقدت الامل كلياً عندما بحثت عنه فلم تره .... لا هو ولا الصغار ....

في النهاية دخلت غرفتها ..... استحمت وصلت فرضها
وسقطت في نوم عمييييييييق
عميق جداً

وعندما استيقظت فجراً فزعة
اتصلت بـ هزاع مراراً وتكراراً ولم يجبها

وبعد محاولات كثيرة مليئة باليأس والحب

اجابها
كان صوته جافاً
قاسياً
بارداً

قال لها بـ اقتضاب تام انه لن يعود للمنزل الا بعد عدة ايام

وها هو اليوم الرابع ... فـ ما الحيلة والتوق في جوفها يزداد
ويشتعل .....!


انتهت من تنظيف آخر غرفة من المنزل .... تنظيف عميق شمل المنزل كله خلال ايام
تفعل ذلك لتمضي الساعات عليها بسرعة حتى يعود
لكنه لم يعد


استحمت .... وتوضأت
ثم صلت فريضة المغرب وصنعت لها دلة صغيرة من القهوة المهيّلة المزعفرة
تركت انوار المجلس خافتة
واشعلت لها شمعتان من تلك الشموع الفواحة الجميلة

تحاول تكوين جو صغير رائق لطيف لها حتى تهدئ من اعصابها ولا تعود لـ السلبية والضيق والحزن

ربما هي تدعي ان سبب ضيقها الآن من هزاع فقط
لكن الحقيقة انها تفكر كذلك بـ ابيها المختفي تماماً
وبـ اخيها القابع خلف القضبان
وبـ جدها الذي بين رحمات الله الآن


بعد تأمل مطول بـ اهتزازات الشموع وتراقصهن الناعم امام مقلتاها


استلت هاتفها واتصلت بـ روزة


مديه: هلا روزة

روزة: هلا مديه حبيبتي ... شحالج ؟

مديه: بخير .. علومج انتي ؟ وشو اخبار المعرض ؟

روزة بـ ايماءة رأس: الحمدلله كل شي تمام ... مشيت على اللي نصحتيني به ... سويت مسابقة في الانستغرام على بعض العطور
والصراحة كانت فكرة ممتازة سوت دعاية حلوة على البضاعة كلها

ابتسم ثغرها بصدق وقالت: تبارك الله ... الله يزيدج يا رب من فضله ... حركة المسابقة هاي تجذب الزباين لج خصوصاً اللي يتابعونج في الانستا

روزة بامتنان: فديتج مديه الله لا يحرمني منج .. خبريني انتي شو سويتي مع مساعدة التصوير .. بترد من بلادها ولا بتييبين غيرها ؟

مديه: بترد ان شاء الله .. وانا وهي قررنا نغير تماماً الخطة التسويقية لنا
لازم اجدد كل شي في شغلي

: حلووو والله ... هذا احسن شي تسوينه ...



ترددت بتململ .... ثم قالت بـ حرج غلفته بالثقة: يمكن مالي حق ارمسج بموضوع حساس
لكن انتي اختي
ويعز عليه اشوفج متضايقة وكاتمة في روحج
انا ادري غلطت بحقج يا مديه
ادري انج تويعتي من رمستي عن اخوج
ومن رمستي عن وايد امور جدامج
لكن ربي الشاهد ... انج انتي بالذات محد يشل مكانج في قلبي
انتي ختيه الغالية وبنت عمي اللي مالي بد ولا غنى عنها

تنهدت بعمق ..... واكملت بمقلتان متأثرتان:
سامحيني يا مديه
وسامحي اخويه اذا غلط بحقج
هزاع والله يحبج ويغليج
ما عمري شفته مستانس وفرحان كثر الشهور اللي طافت
والله الدنيا ما كانت تشله من فرحته

قالت مديه بيقين .... وهي تضع فنجان قهوتها في طبق الغسول: اذا عليج يا روزة ترى ادريبج ما تقصدين تجرحين الناس
وما بقولج ودري هالطبع وهاللسان الفالت لان واضح خذتي عبرة وتعلمتي
واذا على اخوج .... تراه ما غلط
بالعكس انا اللي غلطت بـ حقه وزعلته وحمّلته اللي في مكانه ما يتحمله


روزة بـ تحفز واثق: هزاع طيب .. سيريله ... وراضيه بكلمتين اذا صدق تشوفين انج مزعلتنّه .. صدقيني بيعق كل شي ورا ظهره وبيسامحج

قالت مديه بابتسامة صغيرة ساخرة: انا اصلا هني في البيت

: صدددق ؟؟

زمت مديه فمها بـ ضيق وهي تغمغم بصوتها الرقيق جداً: بس هو محد .. ما شفته لين الحينه

روزة: وينه ؟

مديه: في البر ويا ربعه

روزة بـ حاجبان مقطبّان: ويعرف انج في البيت ؟

مديه: هي ... يعرف

همهمت روزة بـ تفكير: ممممممممممم عيل زعلته هالمرة شينه ..... هذا صح طيوب بس اذا مد البوز يابوووووي ...
اقولج
تبين الشور ؟؟


مديه بتوجس: روزة من يوم انتي صغيرة وشورج يودي في داهية
اخاف اقولج هاتيه وابتلش

: هههههههههههه لا لا هالمرة صدقيني بتشكريني .. بخليه ايي لين عندج يربع على ريوله وايدينه

مديه باعتراض: روووووزة

: سمعي الشوووور

مديه بعدم ارتياح: انزين قولي والله يسترررر

روزة: مممممممممممممم لا ما بقولج .... لانج بتخربين السالفة اعرفج
باي



واغلقت الخط بـ وجه اختها



،,



بعد ما يقارب الساعة ونصف
انتفضت بمكانها وهي تسمع صوت دخول سيارة بسرعة عالية ... ثم توقفت بحدة

هرعت نحو النافذة .... ونظرت من خلالها

فـ كان هو
"هزاعهـا"

اعتلى خافقها سلم الجنون
وبدأت تتلوى معدتها من التوتر والشوق العارم
حتى ان وجهها بدأ يحتقن بعفوية
يالله كم هي تواقة له
لـ رائحته
لـ رائحة منابت شعره


رأته وهو ينزل من سيارته تحت وطأة المطر الغزير
مكفهر الوجه .. متغضن الجبين على نحو ........... قلق !



لمحته يرمق سيارتها الواقفة بـ شكل غامض

لحظات حتى دخل للمنزل ..... فـ رآها امامه
تقف بكامل بهائها السخي
بـ فستان مخملي ليلكي
بـ فتحة عنق واسعة جداً اظهرت جمال عنقها وطراوة بشرة صدرها الوافر


ارتبكت نظراته .... وعبس بعفوية ...... وكأنه يحرص الا يظهر ما يعتمل في روحه

وما ادراكم ما يعتمل في روح هزاع ..............!




ألقى السلام بصوت خشن: السلام عليكم

اخفضت عيناها بـ وجل
واجابت بخفوت: وعليكم السلام


اقترب منها ... وقال بصوت بارد "تعمده بلؤم": وين متعوره ؟

رمقته ببراءة عيناها .... وقالت: متعوره ؟ ... ا ا
مب ... مب .....

رفع حاجباً واحداً ......... وقال: ما طحتي من الدري وانتي تنظفين ؟

قالت بـ عدم فهم: ها ؟؟؟ ........... ا ا ...........


"صدقيني هالمرة بتشكريني ..... بخليه ايي لين عندج يربع على ريوله وايدج "


تداركت الموضوع بأن قالت بـ محاولة كذب فاشلة: ا ا هي .. هي
متعوره



تأمل حسنها
من شعرها المتحرر بغنج فطري على كتفيها الكاشفتين
الى صدرها الـ................... ـمثير
الى خصرها
الى قدميها

سألها وهو يريد سكب ماء بارد جداً جداً على وجهه: وين ؟

امسكت كفه بـ ارتعاش
سحبته برقة خلفها .... اجلسته وظلت هي واقفة امامه

كشفت عن جزءٍ من ساقها
وقالت: هنيه


نظر لساقها بتجهم

تباً
لا يستطيع تمالك عواطفه المتلهفة إليها

لكنه غاضب منها
غاضب جداً

ما ان لمس ساقها بـ لمسته الحريرية ......... حتى ارتمت في حضنه

وغمرته بقربها ...... بكل المشاعر التي تعتصرها
عشــق
على شــوق
على ارتبــاك
على خجــل
على ارهــاق
على يــأس
على نــدم


قال لها بـ عيون حارة وغمغمة اجشة: ما فيج شي صح ؟ هاي لعبة بينج وبين رويزوه


اجابته بصوت مختنق متحشرج: ودومها اختك تسوي اشيا انا مب قدها


: ادري


همست قرب اذنه ... بحرارة .. بـ حب خالص
انفاسها دغدغت حناياه:
احبك

اغمض عيناه متلذذاً مستعذباً

لكن رغم ما انفجر فيه ........... قال بنبرة قاسية: الشي اللي سويتيه في حقي كبير يا مديه
كنتي تتعمدين تذليني


ارتد رأسها للخلف ... لتواجهه وجهاً لوجه
قريبة منه ومن فمه الذي يتوق وصال الشفاه والعناق
: حشى والله يا بوعبدالله


سكت وهو يطبق فكيه بقوة ......... مشيحاً وجهه عنها

قالت له وهي تقاوم موجة عاتية من البكاء
لا تحتمل قسوته
ولا تحتمل جفاءه هذا
: آ آ آسففففة

غمغم بـ جفاء: على ؟

عانقته مرة اخرى وهي تقول بكل الصدق النابع من جوفها: آسفة ........ آسفة على كل شي


اشتد صوت الرعد ... شدت من عناقها له بردة فعل عفوية

انغلقت الاضواء الخافتة حولهم فجأة والشموع التي كانت مشتعلة
بدأ ضوئها يخفت شيئاً فـ شيئاً


قال وهو ينوي الوقوف: خلج هني بسير اجيك على الكهرب

تشبثت به رافضة: لا ... لا تروح

: مديه

: خلك معايه ........ بليز


"بليز"

تقول بليز بعفوية مدمرة ........ بلفظ لسانها الذي تعود في آخر ثلاث سنوات نطق بعض الكلمات الشائعة باللغة الانجليزية

متى اصبح يعشق الـ "بليز" ؟
والـ "ثانكيو" ؟
والـ "ولكم" ؟

الاكيد واليقين انه ليس قبل أن يسمعهم منها هي
من فمها هي
من صوتها هي




استشعر جسدها الذي يرتعش بشكل فعلي

فـ طحن اسنانه بقوة وهو يدرك ما تمر به محبوبته الآن
فـ شتم مروان بقرارة نفسه ...... ذلك الحقير المتوحش


شد من احتضانه لها وقال بحمائية: لا تخافين


حرّك جسدها كما يحرك الاب طفله الصغير
وضعها قربه .... ثم قال قرب اذنها: ياينج ..... لا تتحركين من مكانج


تركها وهو يفتح خاصية الاضاءة في هاتفه ليستدل على دربه

عندما عاد
قال وهو يجلس قربها: حاولت في الكهرب ما اشتغل
الظاهر العطل في البلوك كله


اشعل الشموع مرة اخرى بـ كبريتٍ جلبه من المطبخ مسبقاً ..... ثم استرخى بجلسته وأعادها مرة اخرى لحضنه


يتأملان الشموع المضيئة بصمت


ليقطعان الصمت معاً
في أنٍ واحد
: مديه
: آسفة



سكت ليترك لها المجال للتكلم
للتلفظ بما يدور في خلدها
الذي يدور حقاً وليس ادعاءً:
آسفة والله
كنت
كنت مقهووورة على ولدي اللي راح وفوقها اللي سواه ابويه واخويه فيكم
والله كنت مقهووورة وزعلااااااااانة ومتضاااااااايجة
والدنيا زاغدتني من رقبتييييي
اسفة
قسم بالله اسفة

قالت كلمتها الاخيرة وهي تغرق جسدها الصغير في صدره الصلب الدافئ


كررت بـ ضميرها المُؤنّب:
سامحني


تنهد بـ جبين متغضّن ........... ليهتف لها بصدق
بإحساسه الحقيقي: انذليت منج يا مديه

فـ شحب وجهها اكثر ... وقفت وهي تواجهه بطول قامتها الانثوية

ثم قالت بـ تعابير متألمة معترضة بشدة: حشى والله .... ما عاش من يذلك يا ولد العممم
ما عااااااش



اكملت ودموعها بدأت تنهمر بلا سيطرة: ان تعلّيت تراك فوق الرااااس
وان توطّيت تراك فوق المتون

(المتون = الكتوف، وهو مثل يقال لصاحب المقام العالي والقدر الثمين والذي في ارتفاعه وسقوطه سيظل في منزلةٍ عالية لا تقبل الدنو ابداً)



ارتعش قلبه من غزلها الراقي الحلو الخليط من دموع وانوثة وصدق


تنحنح بخشونة .... ثم قال لها بحزم: ايلسي

جلست مرة اخرى قربه ..... ثم سمعته يقول: ليش تصيحين الحينه ؟

اخفضت جبينها وهي تحاول مسح دموعها لكن دون جدوى: مستحية منك

سأل بـ عيون ملتهمة: وليش مستحية مني ؟

اجابته بتوتر ..... وحزن: غلطت عليك وانت ما تستاهل الا الخير

هزاع بنبرة تثير التوتر اكثر: وليش غلطتي عليه ؟

انهمرت موجة ثانية من الدموع وهي تقول بحشرجة: لـ لاني .... لاني غبية

مسح دموعها بـ اصابعه الدافئة الحانية .. وهو يقول بصوت قوي:
ماباج تسبين روحج ...... ابا حوار منطقي
ابا حوار كبار

مديه: اچذب عليك ان قلتلك اللي كنت احس فيه من شي واحد
كل شي من يوم طاح البيبي تراكم على روحي

قاطعها هزاع وقد قست نبرته لا ارادياً: بس انتي حملتي نفسج ذنب ناس كانوا هم تسببوا بـ اذيتج
هذا شو اسميه ؟

كررت بـ يأس: غباء

هدر منفعلاً: مب غباء .... لا تستخدمين كلمة قلتلج اياها قبل في لحظة غضب


مسحت دموعها بـ يد مرتعشة ........... ثم اخذت انفاساً طويلة عميقة
قبل ان تقول بناظر منخفض للأرض: رحت حق سعاد


اتسعت عيناه من الغضب والصدمة ........ فقال وهو يمسك كتفها بقوة: لا تقولين سرتي تعتذرين

هزت رأسها برفض وقالت: لا
لا
رحتلها وفجيت غيضي كله فيها



وبدأت تخبره بما حصل قبل ايام ... عن لقاءها مع سعاد في السجن المركزي

ليقول هو بنظرة مرتابة غير مصدقة: معقولة ؟؟

لتأخذ نفساً عميقاً
اعقبته بنفسٍ اعمق


ثم قالت بعفوية الروح الجديدة والتي كانت وليدة التجارب والحياة والخذلان:
حسيت اني طير حر من بعد ما طلعت اللي في خااااطري

رفع حاجباً وهو يقول بغلظة: والمفروض افرح ؟ تعرفين ماداني ادشين هالاماكن لا انتي ولا حد من هلي


احتوت ظاهر كفه وهي تقول بعينان راجيتان تأثران بقلبه حد الموت: كنت محتايه اشوفها يا هزاع



سكت وهو يحاول تمالك اعصابه
ثم قال لها متسائلاً: قلتي كل شي تراكم عليج ...... شو اللي كان فيج غير سالفة البيبي وسعاد ؟

: ابويه ... وربيع
كنت .....
كنت متضايقة من فعايلهم والامور الفظيعة اللي سووها
كنت احس بالفشلة .............. منك

قال لها مندهشاً بغضب: مني يا مديه !!

اجابته بـ هزة رأسه: هي منك

حرك ذقنها ليجعلها تراه
ترى عيناه
ونظرته
وصدقه .. واستنكاره: انا ريلج ... متناصفين هالعمر مع بعض ..... كيف تقولين جي ؟؟؟

لتقول له بصدق وفكها السفلي يرتجف لا ارادياً: وبعدني مفتشلة ومتضايجة ومقهورة

هدر بها بانفعال غاضب: يزولون ... ادري انج تعزينهم وتغلينهم لانه في النهاية شاهين ابوج وربيّع اخوج
لكن اللي سووه ما يسويه آدمي في اخوه ..


امسك وجهها بكفوفه وقال بـ انفعال العاشق منه: وانتي غير وهم غيرررر
انتي احطج هني


لكز صدره واكمل بـ عاطفة حارة:
هني

ثم اردف بحنان بالغ: انتي عمرج ما كنتي شراتهم مسك
افا عليج


وحضنها بقوة ......... حتى اختفى وجهها بين طيات حبه
وعاطفته
ورجولته:
افا عليج بس يا الغالية



فـ بكت وهي تحيط يديها بعنقه:
أحبك

هتف بعد ان تأوه بصوت عالي مرهق:
وانا احبج يا بنت الناااااس ....... احبج وما روم بلياااج
دخيلج افهمي انج سعادتي وراحة بااااالي


ارجع رأسه قليلاً ليأخذ شفتيها بين شفتيه
قبّلها بحرارة
بعنف مشاعره الهوجاء حينها الممتزجة بالتعب واليأس


ثم قال بـ قهر .... وعزم ......... واصرار:
لا تخلين اي حد في الدنيا هاي يأثر على حياتنا ... خلااااااااص


حدقت بوله بعينان متوهجتان مع اضاءة الشموع الخافتة
ثم تحول ناظرها للحيته النامية وحاجبيه الغليظتين


رفعت يدها وازاحت عصامته الحمراء من راسه
وشعثت باصابعها شعره الغليظ

همست قرب شفتيه بـ خفوت ناعم: ان شاء الله


يا رب
يا رب

امعاؤه انكمشت من الشوق
والرغبة
جرّاء لمساتها
وهمسها
ونظراتها الهائمة الذائبة


حلقت يداه ورفرفت على جسدها وخصرها

وهو يهمس بـ صوت اجش شديد: لبسج غاوي

بخجل بالغ .... براءة خرقاء
قالت له بتلعثم: تـ ... تسلم


غضّن جبينه بابتسامة ثقيلة شرسة ..... وقال:
تسلم ؟


وقف حينها فجأة ......... وسحبها خلفه


مديه بتوتر خائف: و ..... وين ؟؟؟ .......... ا ا ا شوي شوي عن تتخرطف


: لا تحاتين ادل دربي

سألته بحيرة وهي تتشبث بيده بقوة: و ... وين بنروح هزاااااع ؟؟؟


اجابها وعيونه تشتعل وسط الظلام الدامس: ما تبين بيبي ؟؟


شهقت بخجل هجم عليها هجوم الضواري ........ فـ ضربت كتفه بوجهٍ محتقن مرتبك

: هززززززاااااااعععععع


: اشششششش .... من شوي كنتي تصيحين عسب البيبي ..
انا بعطيج بيبي ثاني الحينه


عضت شفتها بقوة .......... ووجهها يتلون بكل الوان الطيف
حمدت الله ان المنزل كله مظلم لأنه ان رآها الآن فسينفجر من الضحك



لكن انقطع سيل افكارها وهي تصرخ برعب

فوجدت نفسها محمولة بسرعة البرق بين ذراعي زوجها المبتسم بمكر شديد ..
والذي اكمل حديثه بـ عبث رجولي اثارها حد النخاع: باذن الله طبعاً


حينها ......... اغرقت وجهها في عنقه
لتشم بـ عشقٍ عاصف
رائحة العود السيوفي من عرقه النافر قرب تفاحة آدم الخاصة به



،,




رد بسرعة على الرسالة التي اتته عن طريق الواتس آب: داهمنا المكان والقينا القبض على شاهين

آرنود: ممنون لك يا محمد .. ممنون لك لانك صبرت على اخويه وما اجبرته يسلم شاهين بالغصب

محمد بثقة: انا اللي ممنون لك لانك ساعدتني ألقي القبض عليه من غير شوشرة

آرنود: بنت خالتي ساعدتني ... الحق ينقال

محمد: الله يحفظكم جميع ويستر عليكم



اغلق الهاتف بينما يلمح من بعيد رئيسه وهو مقبلٌ عليه .. فجهز عدته كي يتلقى اسئلته التي لن تنتهي بسهولة

كيف وجد شاهين ؟
ومتى وجده ؟
والى مالا نهاية



انتهى الحوار بأن هز رئيسه رأسه وقال بـ عينان ثاقبتان: بمشيها لك الحينه يا محمد لانك من الضباط الاكفاء عندي لكن لي يلسة ثانية معاك رواحنا عسب افهم منك السالفة كلها


اخفض محمد عيناه وهو يعد نفسه فعلاً ان يخبر رئيسه بكل ما حصل حرفياً فهو بمثابة اخ كبير له ويقدره ويحترمه

وسيتفهم الاخير ما جرى
هو متيقن من ذلك



رن هاتفه بعد ان ودّع رئيسه بتقدير

: ألو

: كنت ذكي

زفر محمد من انفه وقال بـ حزم صادق: كنت ابا مصلحتك يا سهيل

رد سهيل وعيناه على امه التي تحتضن ولداه في تلك الاثناء بقوة حانية: على العموم ... اذا تبوني للتحقيق انا حاضر

: لا ابد لا تحقيق ولا شياته ... خلاص انا تفاهمت ويا بو شيخة

سهيل بـ جبين متغضّن: بييكم عادي ماباك تبتلش بنتايج فعايلي

محمد معترضاً بـ نبرة اخوية: الروح ترخصلك يا خويه .. خلك محلك واستريح



،,



يعترف انه ما يزال غضبان ومغتاظ من تصرف نارة الساخر منه وتلك الكلمات اللئيمة المحتقرة التي خرجت من فمها


لكن لا يستطيع الا تذّكر كم كانت يائسة
وبائسة
حد انها تبحث عن اي فرد من اقاربها عن طريق المواقع الالكترونية الرخيصة



جلس خلف مقود سيارته ينفث دخان سيجارته تارةً

ويحدق بمدخل البناية تارةً أخرى


حتى رأى الشخص المطلوب يخرج من البوابة وهو يترنح

مظهره المريب المزري يعطي انطباع سيء منفر للذي يراه


فـ علم فوراً منصور ان الرجل سكران


تردد وهو يضع يده على مقبض الباب


تباً
هل عندما وجد اخيراً خال والد نارة

يتراجع ويتردد اذ ان الاخير يبدو انه من اصحاب الخمور والمسكرات ؟!


كان يرغب حقاً بـ جمع نارة بـ اي احد من عائلتها

كان يرغب برؤية السعادة على وجهها ونور الامل والحياة



تأفف بحدة واجبر نفسه ان يدعس على دواسة البترول ويتحرك مبتعداً عن المكان


يجب عليه التحري اكثر عن الشخص قبل تعريف زوجته عليه حتى لو كان خال ابيها

لن يجازف ويرمي نارة وسط علاقة اسرية مسمومة

ناهيك عن ان عبدالرزاق نفسه كان مجرماً محترفاً
فـ كيف يكون واثقاً مائة بالمائة انه لم يرث الاجرام من عمٍ او خال !




عندما عاد لشقته
ألقى السلام ببرود على نارة وابنته الجالستان امام جهاز التلفاز
واتجه فوراً للحمام


كانت تكتب بعض الكلمات التي انبثق إلهامها قبل دقائق من دخوله على حسابها الشخصي في تويتر



ان حكى
يسمعه خافقي
وياتيه

وان جفى
يهب له ناظري
ويرثيه

يا بشر
لا بـ حكيه نصَف
ولا بـ زلاتي دمح

ويلي عليه
وويلي من بردٍ يحويه






عيناها لاحقته بخفية قبل ان يدخل للحمام
والحزن يغلف تعابير وجهها ..... حزن خليط من خزي وغضب

لمَ وضعت نفسها في ذلك الموقف المخجل ؟
بل لمَ اعطى نفسه الحق ان يقتحم خصوصياتها ويرى مالا تود ان يراه هو بالذات !!

وفوق ذلك وذلك .. يضعها في امتحان ترى انها لا تقبل خوض غماره
فـ اما تكون في معه في علاقة كاملة ملؤها الشك والقلق والخوف
او تكون خلف الخطوط الحمراء
ترمق من بعيد عبثه الذكوري مع الفتيات ولعبه المتواصل معهن



بعد ان اتمت طبخ وجبة العشاء
امسكت هاتفها واتصلت بـ صديقتها في امريكا
تسأل عنها وعن احوالها وما تفعله من بعد سفرها


لترمق من طرف عيناها جسده الطويل وهو يقترب منها ويبدو انه اخذ حماماً طويلاً قبل ان يصلي فريضة العشاء

لم تكد تنزل الهاتف عن اذنها بعد ان انهت اتصالها ...... حتى رأت يده الممدودة لها

اعطاها صورة خال ابيها بهدوء وقال: هذا خال ابوج
اسمه قاسم
ما كنت بخبرج عنه لان الظاهر الريال مش ولابد
مشكوك في امره
لكن شفت ان مب من حقي ادس عنج سالفته وانتي في خاطرج تتعرفين على حد من هلج

امسكت الصورة بتوتر ملؤه الذهول ...... وقالت: وين لقيته ؟

: اللي يسأل ما يضيّع

تأملت صورة خال ابيها بـ عجب/دهشة/ربكة ................ ثم همست بصوت مختنق: شكراً


كان سيشيح وجهه عنها لكن تمكن من رؤية عيناها الدامعتان المتأثرتان

فـ كتم تنهيدةٍ في جوفه وقال باقتضاب: ما سويت شي

ارتعشت اصابعها على الصورة وقالت بتساؤل موجع: ليش مشكوك في امره ؟؟

: شفته سكران جدام البناية اللي عايش فيها


شحب وجهها وامتقع .... فـ سمعته يكمل وهو يقف قرب النافذة يسند جسده العضلي عليه بـ تكاسل

: عسب جي وقتها ما سرت ورمسته


تململت بجلستها بربكة شديدة .... فأضاف وهو يقول بتوجس: وتبين الصدق ؟
ما افضّل تتعرفين عليه اذا هو جي
لكن في النهاية الموضوع راجع لج
في الحالتين بتكمل تحرياتي عنه لين اتأكد انه تمام التمام


اعتدل بوقفته وذهب باتجاه غرفته ...... لكنها اوقفته وهي تقف وتسأله: وين رايح ؟

رمقها بنظرة مرهقة وقال: بسير ارقد تعبان

سألته بنبرة حاولت الا تظهر اللهفة ولوم النفس فيهما
اذ انها ما تزال غاضبة منه ومقهورة
: ما بتتعشى ويانا ؟؟


اجاب باقتضاب: لا


وانصرف عنها متجهاً بكل برود نحو غرفته



شعرت بالخيبة
بالضيق
الضيق الشديد في الحقيقة


اتت ابنتها وهي تحمل جهاز الايباد الخاص فيها: مامي جااااااااائعة

: حسناً حبيبتي هيا لنأكل



،,



بعـــد ساعتيـــن



لم تتمكن من وضع اي لقمة في فمها ... ليس وهي حائرة ومشتتة وضائعة

منذ ايام تراجع كل كلمة من الحوار الاخير ... الحوار "الافظع" بينها وبين منصور

وكلما تصل لجملته الصفيقة الفظة القاسية "مبوني مب ميت عليج"
يشتعل غيظها

حسنا رغم انها ممتنة الآن لانه يبحث عن عائلتها
لكنها مغتاظة منه
مغتاااااااظة وتريد لكم وجهه وعيناه المتعجرفتان


وقفت امام النافذة تتأمل الجو المسائي الجميل
............. جميل لكنه لا يستطيع تجميل البؤس في روحها


عبست وهي تغلق الستائر
ثم غمغمت لنفسها بحنق حاقد: ليش يسوي جمايل لي اذا هو مب ميت عليه ؟؟
محد ضرب ايده وغصبه
يالله كرييييييييه


لحظات حتى سمعت صوت قهقهته الخافتة آتية من غرفته


اتسعت عيناها بالذهول ..
وشكوكها حوله تتصاعد في روحها


وجع
وجعٌ نقي يتفجر الآن في تجاويف صدرها

الخائن
الحقير



اقتربت من باب غرفته
ليصلها صوت ضحكته المتصاعدة

ارتعش فكها ودموعها توشك على الانهيار

ألصقت اذنيها على الباب بقوة حد انها كادت تسقط على وجهها عندما فتح الباب فجأة

تشبثت بالجدار بخفقات جنونية
ترمق منصور المصدوم مرة
وترمق هاتفه الذي كان يرى من خلاله احدى المقاطع المضحكة مرة اخرى


تبـــــــــــــــــــاً


حدقت بعينان مذهولتان ..... ببقايا دموع القهر والحزن العالقة بين اهدابها
بـ فم فاغر
وانفاسٍ مكبوتة مصدومة



يراها امامه مباشرةً
تتخالط انفاسهما ببعض
وكأنها جنية سقطت عليه من السماء

يراها بهذا القرب فلا يصدق انها في كل دقيقة تمر
تزداد توهجاً بعيناه
فاتنة
كانت فاتنة بشعرها الطويل .... شعر الرابونزل

تثير جنونه بشعرها
بحلاوتها الفطرية البرية



والشعر لو طاح على الردفين مال
ان مشى خصره مع النسمة يميل
فاق كل الوصف واتعدى الخيال
به تصاوير الفرس وجموح خيل



مرت عيناه على شفتيها
فـ تذكر مذاقهما العذب ..
مذاق كان من بقايا احمر شفاه ..... متجانس مع طعم الليمون ... والنعناع ... وووووو .............



كسر فجأة خدر اللحظة التأملية وثمالة الفكر المشتت ...... بأن قال بحاجبٍ مرفوع وصوت فظ: شو تسوين هني ؟


جمعت شتات نفسها بشكل يُحسد عليه وهي تقول بحدة: ماشي

سألها ببرود مستفز: تتصوّخين ؟
(تتصوخين بمعنى تسترقين السمع)



اعترضت بحدة اشد: ما اتصوّخ

وولته ظهرها بسرعة وهي تكمل بنبرة لاذعة تريد ضرب غروره بذات كلمته السابقة: وليش اتصوّخ ؟
مب ميته عليك


فجأة ....... وعلى حين غرة ............. سحبها من يدها وادخلها غرفته بخشونة

اغلق الباب ودفعها دفعاً عليه بحدة

صدرها يعلو ويهبط بعينان متسعتان
لم تتوقع حركته هذه ابداً
الخوف هجم عليها والتوتر اخذ مأخذه من نظراتها وارتعاشة فكها

سأل بنبرة هادئة لكن العيون كانت تشتعل
وتتأجج
: ليش كنتي واقفة عند الباب يا نارة ؟


اغلقت عيناها بقوة .... تباً ..... كل ما فيه يوترها
حتى انفاسه الحارة التي تضرب وجهها الآن


سألها بصوت اقرب
واغلظ
: جاوبي


نبرته المتسلطة اغاظتها بشدة

فقالت وهي تتمسك بكل قوة تأتيها: مالك خص

رص على اسنانه من خلف فكيه المطبقين .... وقال ببرود تــــــــــــــــــــام
: مالي خص ؟
ما تلاحظين اسلوبج معايه ...... مممممم مب محترم ؟

قالت بسرعة حانقة: انا محترمة

: اسلوبج اللي مب محترم

زمت فمها وهي ترمق كل شيء عدا عيناه: اذا احترمتني بيتبدل اسلوبي معاك

كاد يفلت صوت ساخر منه لكنه وبدل عن ذلك قال باستهزاء غاضب: اذا احترمتني ؟

قالت بإصرار وهي تحاول اظهار قوتها عليه حتى لو كانت قوة ضئيلة وواهية: هي

سألها مسايراً طفوليتها رغم انه يشتعل غضباً بداخله: ممممممم ليش تقولين جي ؟
هذا في حال طنشت كلمة بيتبدل اسلوبي معاك لانج يا نارة في الحالتين انتي مجبورة تحترمين روحج وتتأدبين معايه


المتسلط
المتجبر
المتفرعن


تجمعت دموعها قهراً وخزياً


فقالت وهي تشعر انها ابداً ليست نداً له
لا لسانياً ولا فعلياً: ان شاء الله
وخر ابا اطلع


كرر بقسوة: سمعتيني شو قلت توني ؟ قلت مجبورة تتأدبين وتحترميني

هتفت برضوخ اثار غضبها من نفسها اكثر فـ اكثر: لو سمحت يا بوضي ... ابا اطلع


: لا .... ما بتطلعين
خبريني .... ليش تقولين اني ما احترمج ؟


قالت ببرود: احم .... كلام ماله معنى انساه


تحركت تريد الابتعاد عنه وعن مدار ذراعيه العضليتان
لكنه امسكها وثبتها مرة اخرى على الحائط

: سألتج سؤال ... جاوبي عليه


هدرت به وقد فاض بها الكيل منه: ليش جي متسلط علي وتفرض قوتك ؟ يعني عشان ما عندي اهل ولا سند جي بتتعامل وياي ؟؟



لا ارادياً ارجع رأسه قليلاً لخلف ..... متفاجئاً من كلامها
الثعلبة المكارة .... تلعب على وتر احساسه المتفاقم بالحماية اتجاهها
لكن في الحقيقة
هو غير اكيد
هل كلماتها نابعة من فؤادها ؟؟
او ببساطة تلعب به لعب النرد ؟؟؟



اطبق فكيه ببعضهما البعض مرة اخرى
لكنه تماسك
وثبت اعصابه بمكانها المعتاد

وقال: انا مب متسلط عليج
ولا استقوي
انتي ما تحترميني ... شو تتوقعين مني اسوي ؟؟

قالت بعيناها المستنكرتان: رد يقول ما احترمه

فـ انفجرت به .... انفجاراً ناعماً كـ نعومة صوتها المختنق
: انت اللي ما تحترمني
وتستخف فيه
وتخوووونّي


اتسعت مقلتاه مصدوماً ......... مذهولاً
: اخونج ؟
الله اكبر
من وين يبتي هالرمسة ؟؟؟


قالت له بعين الاتهام: سمعتك بـ اذنيه وانت تغازل


شخر ساخراً ....... وقال بـ جبين متغضن: انا لو بغازل ترى بغازل جدامج اي وحده ولا بستحي ولا بخاف

طحنت اسنانها بقهر .......... لكنها قالت بـ نبرة ساخرة لاذعة: منو اللي ما يحترم الثاني الحين ؟؟

منصور وقد بدأ صوته يحتد ويرتفع: قلت لوووو
لووو بغازل
لكن ما بغازل ... ليش بغازل ؟؟

اكمل ساخراً وقد قرر اللعب بها كما تلعب به:
الحمدلله مستد عندي حرمة تكفيني عن حريم العالم كلها
تصبحني وتمسيني على احضان وبوس
وكل يوم ما شاء الله تلبسلي الاحمر والاصفر والاخضر



شهقت وهي تضع يدها على فمها بـ صدمة ...... وخجل مريع

لتسمعه يسأل بلؤم خبيث: صح ولا انا غلطان ؟؟

قالت وهي تنزل يدها ..... وتخفض عيناها بحرج لا يوصف: تبا تضيّع السالفة ؟

قال بـ عين قوية شرسة: لا ما اضيعها ... خبريني متى غازلت بنية ؟


لم تجد حلاً الا الاجابة وكفى: قبل ما تسافر
كنت في البلكونة


عقد حاجبيه باستغراب وهو يقول: ما اذكر

لتقول هي بطفولية ... بفم مزموم: طبعاً ما بتذكر .. من كثر اللي ترمسهن

ضحك بـ دهشة شابها استخفاف لطيف: اللي يسمعج يقول هاي تحب ريلها وتغار عليه

احتجّت بغمغمة ملؤها الحرج والاضطراب: ما اغار

قال منصور وهو يرمقها بعمق شديد ..
عمقٍ عتيم: عيل ليش معصبة ؟

هتفت بصوت مختنق متقطع متلعثم: ما .... احم ...... ما اغار .. بس ... بس حقي عليك انك تحترمني

قرب منصور وجهه منها ........ وهو يخفض عنقه نحوها
ثم قال بـ خفوت مُربك: كيف تبين الاحترام ؟؟


وتّرها قربه الشديد الحار
وتّرها اكثر من حقيقة انها بالفعل متوترة ومتحفزة ومتبعثرة جداً

طالبها بالقول بحزم: خبريني انتي ... كيف تبين الاحترام ؟
مب انا من كم يوم ييتج وسألتج القرب ؟
وانتي تمصخرتي عليه وعيّبتي ؟؟

قالت وهي تخفض وجهها اكثر حتى انها شعرت انها ستقبّل الارض اذا استمرت بحركتها هذه: ماله داعي اذكرك شو رديت عليه عقبها

قال لها وهو يرفع وجهها نحوه بحنو: وزعلتي ؟

ابتلعت ريقها بصعوبة ......... وقالت باختناق: اكيد بزعل

ابتسمت عيناه الشرستان وهو يقول: ليش تزعلين يوم انج انتي تبدين دوم بـ الغلط ؟؟

: ا ... انا ........ انا وقتها كنت معصبة
كنت تبا القرب لكن حط نفسك مكاني
كيف ارضى اعيش حياة كاملة مع واحد يخونّي ؟

قال باستنكار مستخدماً بعفوية كلمتها السابقة: ردت تقول يخونّي !

قالت باصرار وهي تريد شد شعره الحريري المشعّث من شدة غيظها: لانك تخووووووووني

أمرها بحدة: لا تزاعقين

كتمت زمجرة مغتاظة وهي تغلق فمها بعنف .... ثم اشاحت بعيناها عنه


رفع هاتفه وثبّته امامها وهو يقول بـ حواجب معقودة: دشي لستة الاتصالات ... وروحي على اليوم اللي سمعتيني فيه اخونج شرات ما تقولين

اعطت الهاتف نظرة خاطفة ثم غمغمت بحنقٍ بارد: من اسابيع هالكلام ..... طبيعي ما بحصل الرقم

منصور: ما استخدمت التلفون الا كم مرة وانا مسافر .. بتلاقين الرقم اكيد


شخرت غاضبة وهي تشيح بوجهها .... ثم قالت بتهكم: ما بحصل الرقم يا "تؤبرني"

ارتفعت حواجبه لا ارادياً ..... ثم ردد الكلمة بنظرة شابتها الذهـــــــــــول: تؤبرني ؟؟؟



وفجأة
اخفض جبينه ......... وضحك !
تلك الضحكة التي تخالطها بحته المميزة وخشونة حنجرته الفطرية


قال بعينان متسليتان: انتي سمعتيني وانا ارمس يدّة مدير التصوير ؟؟

انخرس لسانها وبهت وجهها

ليكمل هو بصوتٍ ضاحك: تيته ام طوني

لهجته وهو يلوي لسانه كادت تفلت الضحكة من فمها لكن الحرج في روحها كان اكبر واشد

منصور: ربيعي جي يزقرها ههههههههههههههههههههههههه .... من لبنان هم
اعرفه واعرف يدته من سنين



تأملت عيناه
انفه
واسنانه الضاحكة

ثم قالت بـ تعابير ممتقعة مرتبكة: صدق ؟؟

اجابها وهو يحاول الا يضحك اكثر اذ انها ومن شدة الحرج كادت تذوب فعلياً امامه: هي والله صدق


التفتت يمنةً ويسرة تريد الهرب
تريد حفر الارض والاختباء بين اتربته
رباه
الحرج أجّج وجهها وخديها واذنيها

قالت بصوت مبحوح متلعثم: ا ا ..... انزين

قال لها بأهدابٍ منخفضة ....... وعتمة مقلتاه العبثيّتان تلتهمها بلا هوادة: شو انزين ؟؟

: انزين ابا ... ابا ........ اطلع


مد يداه مسنداً جسده على الحائط
وبينهما رأس نارة المنخفض من شدة الخجل

فقال بـ صوته الأجش الذكوري المربك للكيان ..... وهو يحملق بها بـ عاطفة حارة
نافرة
مشتحنة حد النخاع

: تؤبريني انتي
منو قالج بتطلعين ؟؟

وضعت يدها على صدره تريد ابعاده
لتتكهرب من سخونته وصلابته وقوته

انزلت كلتا يديها لكنه كان اسرع
وهو يرفع كفوفها ويضعهما على كتوفه

ثم امسك خصرها بيد واحد وقربها اكثر منه
ألصقها حتى ما عاد بينهما اي مساحة للهواء

هتف بـ حرارة قرب فمها المرتعش: تغارين نارة ؟

: ما
ما ......

رفع ذقنها نحوه وقال بـ نظرته القوية الباسمة المثيرة: تغارين ؟

من هول العاطفة الجنونية التي تتراقص بين جنبات صدرها
لم تعرف ماذا تفعل وكيف ستخبّئ نفسها منه ومن هيمنته الرجولية عليها

فلم تجد الا ان تخبئ وجهها في صدره بجسدٍ يرتجف حد النخاع

: انت ..... انت ....

سألها بـ ابتسامة رقيقة: انا شو ؟

اعترفت بصوت مؤلم منكسر وقد فشلت في كبت ما يعتمل خاطرها اكثر من ذلك: انا اخاف منك


وضع يده خلف عنقها يمسده بحنوه الفريد
حنو لا يليق الا بمن مثله هو

: تخافين مني ؟
ليش ؟


فـ انفك سيل مشاعرها بلا هوادة وبلا توقف
: ا ........ اخاف تعور قلبي
اخاف تخذلني
مستعدة اعيش وياك شرات الغريبة
بس ما اتقرب منك وعقب تخليني بليا روح


اوجعته كلماتها
وهمسها
وحروفها المرتعشة شديدة النقاوة والصدق والخوف

فـ هتف بـ صوت اجش بعد ان اغمض عيناه واخذ نفساً عميقاً رزيناً: طالعيني


كانت ترتجف بطريقة تثير الشفقة


طالبها باصرار حار: طالعيني نارة


حينها .... تمكنت من رفع رأسها نحوه ورؤيته
بضباب عيناها الدامعتان وضياعها المتصاعد في مقلتاها


دنى بعنقه قليلاً ............. ثم قبّل فمها بنعومة
قبلة صغيرة ناعمة لكنه حمل فيها كل مشاعره الصافية ونواياه البيضاء

ثم مسّد برقة شفتيها بأبهامه ...... وقال بـ صوت رخيم ثمل: من ذلك اليوم وانا اتحلم فيهن

اطبقت شفتيها ببعضهما وقلبها يخفق بجنون
يخفق بـ خجلها الانثوي وقلقها المتجذر في الوجدان واضطرابها الشديد من ان تخطو معه خطواتٍ للامام


فـ ابتسم بحرارة على ردة فعلها العفوية اللطيفة


: نارة


نظرت إليه تائهة مع توهان عاطفتها الخاصة
عاطفتها التي تموج وتتعارك في صدرها بلا استكانة


مرر ظاهر سبابته على ذقنها
ثم عظمة فكها السفلية
ثم عظمة ترقوتها الناعمة

هتف بشبه ابتسامة ..... وهو يحدق بـ كل شيءٍ فيها بجوع ...... ومطالبة ....... واحتياج مريع: ارد اسأل ذلك السؤال ؟
ولا بتحرجيني نفس هاك اليوم ؟
لاني ربي الشاهد
صادق في نيتي وياج
اباج
اباج قربي
حرمتي .. حلالي

ثم مرر اصابعه على كتفيها بنعومة اثارتها حد اللامعقول ................ واكمل:
أبا اتلمسج .......... اقرب منج
اشوفج كل ما اجبلتي وكل ما اقفيتي
اباج انتي وبس
وما بقولج كلام مثل وعد واوعدج وماعرف شو
ماحب هالخرابيط ........... احس مالها معنى
افضّل المواقف والافعال
وباذن الله مع الايام بتعرفين شكثر تغيرت وشكثر في خاطري اسس معاج عايلة حقيقية
ثابتة ومتماسكة





ويلي
ويلي
حتى لو فكرت بـ نطق كلمة "لا"
لن تستطيع
ليس وهو مندفع بمشاعره حد انه جعلها تخرس
ليس وعيناه تهاجمان بقوة كل حناياها وتعابيرها وايماءاتها الخجولة

ليس وهو الصياد المحترف
وهي الظبي الجفول الخائف المرتجف !


هل ان تقدمت وقبّلت شفتاه المتعجرفتان
سيقول عنها "عديمة الحياء" ؟
لانها وياللجنون ............ تريد تقبيلهما الآن وبقوة

هل ان تقدمت الآن واحاطت يديها بعنقه
سيقول عنها "جريئة ووقحة" ؟
لانها تريد الآن فعلها ........... وبشدة

رباه .......... هو بالضبط ما وصفته مسبقاً
طينة هذا المنصور معجونة بدماء ضحاياه من الضواري

فـ كيف تمكن بلمساتٍ صغيرة منه ........ من اشعال كل تلك الرغبات فيها

ام كانت رغبات مدفونة فيما سبق
وهو فقط من حفر ارض روحها واخرجها !!


مع كل العواصف التي دارت في خلدها
مع كل الهلع المتفجر فيها
هلع انساها الكلام .... والصوت ..... والحروف


لم تفعل سوى شيئاً واحداً فقط

امسكت كف يده
ووضعته على يسار صدرها بصمت بالـــــــــــــــــــغ

وهو فهم حركتها
فهم انها فعلت ذلك لتخبره ان قلبها يخفق بشكلٍ فظيع حد انها لا تستطيع الاجابة عن سؤاله

فهم جيداً كما فهم من نظراتها التي عانقت الارض
واحمرار وجنتيها الحلوتان كالسكر


حينها ........... ابعد يديه قليلاً
ليمسك خصرها بـ طريقةٍ فجة حارقة
ليحرق كل شيء .......... كل شيء
يحرق تردده
وترددها
يحرق حيرته
وحيرتها
يحرق حصونه
وحصونها
فـ كان هو المهاجم والمدافع
...................... وهو الحامي والمستعمر ..


عندما أنّت بـ عذوبــــــة من بين قبلاته الحارة ............... ادرك اخيراً مع انّاتها الراغبة

انه وصل لبر الامان ........................



،,



تركوهما وشأنهما في غرفة نورة

هو وامه فقط ....

هي مستلقية على سريرها وهو شبه مستلقٍ .... يضع رأسه على صدرها

تداعب رأسه .. وتهدهد له كما كانت تهدهد وهو رضيع

يغمض عيناه تارةً يتنعم بصوتها الجميل
ويفتحها تارةً ليحدق بعيناها الثمينتان
وبوجهها الذي حفر عليه الزمان وفواجعه تجاعيد العمر القاسي وعذاب الفقد القاتل


لم يناما ... بل لم يقترب النوم من خافق نورة التي لا تزال لا تصدق ان ابنها حي وبين ذراعيها

وسهيل لم ينام اذ انه ببساطة
سعيــــــــــــد
سعيد سعادةً تفوق الوصف !

سعادةً عظيمة تقبع في جوفه ومن ضخامتها لم تظهر على وجهه الرجولي المستكين

غفت قليلاً
فلم تستيقظ الا على صوته الخافت وهو يوقظها لـ آذان الفجر


عندما استيقظت ... وضعت يديها على لحيته تمسده بجوع الام وشوق العمر الطويل
لا تصدق ان ابنها هنا
في حضنها
تتنفس انفاسه وتستنشق رائحته

ثم قالت له بحشرجة تقاوم دموعها كي لا تبكي مرة اخرى:
لازم اروح اتعالج
ابا اعالج عيوني
ابا اشوفك زين ما زين يا فوادي .. وابا اشوف عياااااالك


قبّل رأسها ...... ثم عيناها وهو يأخذ منهما الاكسجين والحياة
ليهتف لها بوعدٍ رجوليٍ شديد: انا بنفسي بوديچ يالغالية ..... بإذن الله
وعند احسن الدكاترة



،,





: خالوه ريسة .... خالوه ريسة

كانت توقظ ريسة التي بمقام امها ... بنظرة خجولة ملؤها التقدير
ما تزال لا تصدق ما حدث البارحة من امورٍ شديدةَ الوطأة على النفس .... اموراً لم تكن في الحسبان

انقاذها لـ سهيل من بئر الانتقام المظلم
ثم لقاءهم بـ ابن عمه ربيّع
ثم جمع شمل زوجها بـ امه المسكينة
ثم تعرفها هي -جواهر- بـ ام سهيل الروحية

كان يوماً طويلاً ومرهقاً جداً
بكت فيه كثيراً
وضحكت بسعادة فيه كثيراً




بعد ان خرجت ريسة من الحمام وهي تمسح وجهها من آثار الوضوء
تمتمت لـ جواهر بطيبة قلب: حبيبتي جواهر ..... يزاج الله خير
خفت تاخذني النومة وما انش حق الصلاة
جواهر برقة: ويزاج الخير كله خالوه


بعد ان صلّت ريسة ... ومن بعدها جواهر وامها
استأذنت منهما ام جواهر تريد اكمال نومها في غرفة الصغار

جلست جواهر قرب ريسة بعد ان لمحت الاخيرة تربت الاريكة قربها ولسانها يدمدم بالاذكار بخفوت

بعد ان انهت اذكارها ..
نظرت نحو جواهر وقالت بابتسامة حانية: الظروف ما سمحت لي اتعرف عليج يا بنتيه
تعالي تعالي قربي مني حبيبتي ..... سولفيلي عنج .... سولفيلي عن سهيل والعيال


اقتربت جواهر اكثر من ريسة ..... ومع الاحاديث المتبادلة والمتنوعة ..... بدأت تحكي لها بخجل فطري عن سهيل وحياته في هولندا والصغار آدم ويعقوب
كيف اسس عمله ... ومتى تزوج ام الولدان ..... وكيف توسعت اعماله واعمال اخيه ارنود الذي هو في الحقيقة ابن خالتها


قالت ريسة بحزن وخيبة بالغان: ما قدرت اشوف ناصر
هزاع ولد اخويه قالي رد هولندا
كان في خاطريه اشوفه

فـ اشرق وجه جواهر وهي تقول لـ ريسه: ياي ان شاء الله خلال هالاسبوع

لمست كف جواهر وهي تقول بلهفة: صدق ؟ يا فرحتييييي

جواهر بـ بهجة بالغة: ان شاء الله

قالت ريسه بعيون متأثرة مسرورة جداً: تدرين .... متحمسة وايد ايمّعج بـ بناتي
مديه وروزة وحرابة


اومأت جواهر برأسها وهي تبتسم بـ شحوب
كم هي ترحب بـ رؤية حرابة من جديد
والالتقاء بـ مديه التي سمعت عنها اجمل الاحاديث
لكن روزة
........................... لا تعتقد انها سـ تُسر برؤيتها
بل ستقتلها الغيرة ان سقطت عيناها عليها ..


قالت ريسة وهي تذكر امرٍ ما: هي صح .. نسيت اقولج

: قولي فديتج

ريسة: انتي تعرفين نارة حرمة منصور اخويه صح ؟

جواهر بـ تفكير: نارة ؟ مممممممم لا

ريسة: غريبة .... تقول تعرفج وبغت رقمج عسب ترمسج


عقدت حاجبيها اكثر وهي تفكر قليلاً
حتى جفلت وهي تسأل ريسة: تقصدين سااااارة

ريسة بنفي رقيق: لا ... اسمها نارة وبنت اخويه اسمها ضي


شعرت جواهر بالتوجس والحيرة

هي تعرف سارة التي انقذتها من بين براثن خوليان ثم اعادتها لـ زوجها منصور ...... الذي اكتشفت مؤخراً من سهيل نفسه
انه عمه
وتعرف ابنتها التي اسمها ضي

فـ من نارة بحق الله ؟

قالت لـ ريسة بنظرة برّاقة: عندج صورتها ؟

ريسه: هي بنتيه ....... صبري

وبحثت الاخيرة في ألبوم صور هاتفها حتى ظهرت الصورة
فقالت وهي تمد الهاتف الى جواهر: صورت نارة مع بنتها يوم عزمتهن قبل كم يوم عسب يشوفن روزة ومديه


ما ان رأت جواهر نارة حتى تعرفت عليها

فهمست بـ جبين متغضن والحيرة تتصاعد فيها: هي هاي هي سارة ........ ممممممممم في غلط في الموضوع

هزت ريسة رأسها بعدم فهم وهمست بالمقابل بنبرة عفوية: والله ماعرف يا غناتي

طلبت جواهر برقة: عطيني رقمها خالوه ما عليج امر

: من عويناتي



،,



بعـــد نصـــف ساعـــة



خرجت من الحمام ببالٍ شارد حتى انها اصطدمت بشيءٍ صلب من غير ان تدرك
فكان الشيء الصلب هو صدر زوجها ....... سهيل

حدقت به بخفقات قلبٍ راعدة
وهو كان يتأمل تقاطيع وجهها بـ عيونٍ كسولة
عاشقة
ممتنة حد السماء والارض

عندما تذوقت نظرته المربكة الجائعة العاصفة بالعاطفة
احتقن وجهها واخفضت عيناها بعفوية

همست وهي تقلّب اصابعها ببعضها: قرّت عينك

نظر إليها بـ نظرات متراخية ببقايا احمرار خفيف من تأثر ليلة البارحة
فـ رد عليها بـ اجش: بشوفت نبيّج محمد

رمقته بخجل ... واهدابها تفعل الافاعيل به ......... ثم همست: والقايل

نظر لها بجفونٍ شبه مغلقة ......... وقال بـ صوته الخدر الثقيل: اقدر اسوي شي هني ؟

رأت عاطفته الهوجاء الجنونية من خلف اهدابه السود ...... فقالت بسرعة وهي تكتم ابتسامة خجولة:
: ا ا لا .... المكان مب مناسـ...............


امسك خاصرتها بقوة ............. ورفعها نحوه
ثم احتضنها بشدة
تعلقت بعنقه تتذوق لذة حضنه ............. وعاطفته
ووووووو ................. غرامه

غــرامه
يحبهــــا سهيل
يحبها كما تحبه بالضبـــــــــط
هذا ما تذوقته من حضنه العنيف الصارخ الآن


سألته بجنون نبضاتها ..... وهي ما تزال معلقة في الهواء
لا تستند الا عليه
: تحبني ؟


اشتد احتضانه لا ارادياً
فكررت بشراسة العاشقة منها ......... وهي تغرق وجهها بين عنقه وكتفه
: تحبني ؟؟؟؟

حينها ........... خرجت زمجرة من اسفل قاع من حنجرته
وقال: اووووووف
اسأليني اي سؤال الا هالسؤاااال

اغمضت عيناها بقوة وهي تقول بحرارة
بعمق
بأحاسيسها العــــــاتية
: ابا اسمعها منك
ابا اسمعهااااااااااا


تنهد بصوت مهتز أليــــــــم ............. وقال وهو يغمض عيناه مثل محبوبته السنجابة: اموت فيج


كرر بخفوت لكن كالزمجرة الرخيمة ....... وهو يعتصرها عصراً ويمطط صوته من قوة المشاعر: امووووت فييييييييييييييييج






نهــــاية الفصــــل الثــــلاثــــون

روعة النسيان 10-12-20 08:04 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 29
 
ياحي هالمساء وحي لولو والله

وحيا الله طعون فديتششش لاهنتي ع التنزيل بالوقتتتت جايه ركض وعشاي ع الضو😂

نحجز مكان وتالي نرجع نقرأ و نعلق 💙💙💙




الله عليش ياام مريم هالباااااارت ملياااان ملياااان مشاعر 😭♥

يعني اتكلم عن من ولا من كلهم اللي ظهروا اليوم بالبارت راضيييه عنهم

حتى منصور رضيت بعد م عرفت بجدة طوني ذي ههههههههههههههه


واكثر شي شرح صدري بهالبارت ان نورة اخيراً اجتمعت بسهيل وردته لحضنها

وهي تجري ووراها ريسه انخنقت بالعبرة وحسييييت بشعورهم وبالوجع اللي تذوقوه طول هالسنين


م ادري شقول اكثر ي لولو عاجزه كثييير اني اعبر وفرحانه للسهيل ولجواهر وان شالله سهيل
يغير رايه ويظل ببلاده مع امه وعياله لانه مستحيل نورة تترك ديرتها وراها


وراضيه تمام الرضا عن منصور ونارة واخيراً وصلوا لبر الامان سوا ومن الافضل ان منصور
يوضح لضيء ولهله ان ناره خالة ضي لكن بعد امها وهي اللي ربتها .. افضل ماتكبر ضي وهي جاهله بهالشي ..


وهزاع ومدية وملح وقبله ال صياح زي م قلت قبل اه اخيراً رجع ربيعهم وان شالله دوم حلوين مع بعض هههههههه ولاحقين ع البيبي الحياه قدامكم



ع كثر فرحتي بالاستقرار اللي حاصل للابطال الحين ع كثر ماني حزينه انحن وصلنا لنهاية معهم

وراح تروح حلاوة انتظار يوم الخميس عندنا ومناقشتنا بالقروب وتحزبنا ^ ع الطاري التحزب غويبش وحرابتنا واضضضضح انهم كنچ الخاتمه بما انهم م ظهروا بهالبارت لكن نقول يارب الشوط الاخير من حربهم ينتهي بااقل الخساير 😂^


اللي يخليني م ازعل واجد هو حمااااسي وشغفي انش تبدأين تهتمين بعتيبي وتظهرين لنا الشخصيه الي انتظرناها بششششششغف تظهر لنا برواية تخصه هو وتخص عالمه الغامض الأسر 😓💚💚💚 ^


لاهنتِ ياام مريم يافخرنا انتي 💛💛💛

عبيرك 11-12-20 11:48 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 30
 
صراحه وبامانه يعجز اللسان والقلم عن وصف جمال وعبقريه وابداع ماقرات من روعه التعبير وقوه الوصف لولوه ترفع لك القبعه احتراما لقلمك المبهر واحمد الله انك عدتي لاكمال روايتك او ملحمتك الكتابيه الاكثر من رائعه الفصل كان قمه بالابداع جواهر وانقاذها لروح سهيل التي كانت تتجه للسواد وللتلوث بالحقد والانتقام فجعلته يخرج من السواد الى النقاء والبياض حين جمعته بنوره وماادراك مانوره نوره العشق الابدي نوره الروح والفؤاد جواهر اعادت لسهيل ونوره الحياه صراحه الموقف كان رهيب من قوة المشاعر الجياشه من قوه اللقاء الذي شعرت انني اقرا شعر وليس مجرد كلمات برافو لولوه هزاع ومديه اخيرا تصافت القلوب النقيه وخرجت مديه من حاله الاحساس بالذنب وان ماحصل لها كان بسبب دخولها حياه هزاع مديه عرفت انها الاحق بحبيبها ويمكن ماحدث معها كان سبب لتخرج سعاد من حياتهم ويعود هزاع لها وحدها ويارب ينجح هزاع بتعويضها عن البيبي ابذي فقدته منصور وناره كان لابد لهم من اجراء هذه المحادثه التي كشفت لناره انها ظلمت منصور والتي جعلت متصور يعترف انه يريدها ويسعى لانشاء عائله خاصه بهما واظن ان منصور بالفعل تغير وبدا يعود لاصله فعوده سهيل كانت سبب من اسباب انقاذ روحه المتالمه لفقد من كان بمثابه اخ وتواىم روح اما ربيع فكان لقائه مع سهيل عقاب لانه عرف انه اكثر واحد تعرض للخساره فهو خسر اخ كان مستعد لاعطائه اي شئ يطلبه واظهر كم كان سهيل انسان استحق حب الجميع وايضا اعترافه انه خسر وباع روحه للشيطان من اجل شئ لايستحق ولكن اللقاء كان مفيد لسهيل لانه عرف ان صياح عرف ببرائته وهذا الشئ جعله يرتاح ويعرف ان الله بالنهايه نصره وان الازمه التي مرا بها كانت درس للجميع الفصل روعه وبانتظار اللقاء العاصف بين حرابه وسهيل

حكايا الروح 11-12-20 04:28 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 30
 
واخيراً بارت مشبع بالمشاعر ومرضي على كافة الأصعدة

ابتداءاً من سهيل وجواهر واللقاء الاسطوري مع نورة
لنارة ومنصور اللي رست سفينتهم وأخيراً بسلام
لمدية وهزاع وانفراج الغيمة العكرة من حياتهم
والآن بقينا في ردة فعل خرابة وفي فك العقد والتشابك اللي راح يصير من معرفتها بحقيقة سهيل وبينها وبين عايش

جدًا استمتعت بالقراءة كالعادة
تسلمين لولو وتسلم لنا طعون على التنزيل

bluemay 11-12-20 04:31 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 30
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


لا أجد كلمات تعبر عن ما يعتلج في داخلي من مشاعر واحاسيس

ولا يمثلني الا قول القائل (( الصمت في حرم الجمال جمال ))

فتقبلي صمتي المتواضع فلا كلمات لدى توفيك حقك



تقبلي خالص ودي

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°







شبيهة القمر 14-12-20 12:46 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 30
 
ياااالله وش هالبارت لولوه
احنا دايخين مو لم تعليق هههههه
اعذرينا البارت يدوووووخ من حلاته ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

مدري احس اني نص طايره بالسماء من فرحتي بردة المياة لمجاريها بين ابطالنا
و نصي الثاني جالس بالارض يتحرى حرابة وغابش تصفى المياه الي بينهم

اهنيييييك لولوه على روعة اللقاااااء بين نورة وولدها رووووووووووووعه اعجز عن وصفه
ماشاءالله تبارك الرحمن مبددددعه 👏👏👏👏👏

خلصنا من نوره باقي حرابة والاكيد اننا بنشوف ابداااع في لقاء حرابة بسهيييل
وانت قدها لولوتنا ..😘😘
ننتظررررررك على احر من الجمر 💕💕

والشكر لطعون على النقل الله يسلم يدياتها عن النار

ميمّ 17-12-20 08:46 PM

مساء الخير لولوه 💙.
مسجلة دخول للمنتدى لأول مره من لما عرفت الروايات على شانك 😂.
الابداع اللي اشوفه اجبرني والله .. تبارك الله هو وصف هو سرد هو حبكة رهيييبه اشيي روايه اشيي جمال .
مدري وش اقول اول مره اشارك بس جد جد روايه مالها مثيل مره فخوره فيك وفي قلمك الجبار اللي مره يبكينا ومره يضحكنا وتمنيت اني شاركت من البدايه بس توني اعرف للتسجيل وابشري بالعوض في الجايات 🤍.

روعة النسيان 18-12-20 07:08 PM

مساء النهايات الجميله ..ونسجل دخول قبل البارت بساعة منتظرين الختام الجميل
من جميلتنا ومبدعتنا وحبيبتنا لولوه 💚💚💚

لولوھ بنت عبدالله، 18-12-20 08:01 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 30
 

،



مسا الحب
مسا الجمال
مسا كل شي جميل تشوفه عيونكم وتلمسه صبوعكم
اخباركم يا رفيقات الدرب ؟
علومكم ؟
وصلنا للنهاية ؟
الحمدلله وصلنا
يعني نصيح يا لولو ؟
ايوه هاتوا كلينكس وصيحوا
مب بس انا اللي اصيح بروحي ☹


،


ممممممم ماعرف شو اقول والله
النية كانت اكتب مقدمة اعبر فيها عن احساسي .. بس الاحساس كله طار
فـ خلاص
انسب مقدمة احطها هي كلمات واقتباسات واهداءات من صديقات القلب لـ سهيل وشلته الحلوة
الشلة النسائية والرجالية 😊

هيا .... استمتعوا مثل ما استمتعت شخصياً


،


(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



،,



(من كلمات الجميلة قلباً وقالباً فيتامين سي)


"آرنود لـ حرابة"


عشقتها وحبها أشقاني
ولو تطلب الروح تفداها
وأهديتها لواحدٍ ثاني
يالله عسى القلب ينساها


،


"نورة لـ سهيل"


طال الحزن وأظلمت دنياي
واســـودت الدنيا.... بعيني

تعبت... وأتعبتهم ... وياي
والفقـد... بالنار... يكويني

واليـوم جيتك أجر اخطاي
وأبطعن البعـد .... بيديني

تعـال ياسـهيل مثل الماي
أنزل على القلب وارويني

أبيك بلسم لعمري الجاي
وأبيك تريـاق ...تشفيني

الحمد للي ســمع لدعاي
رجع لي النبض ياوتيني



،,



(من كلمات الغالية العزيزة شما بنت محمد)


"حرابة"


وفجأة ..
تجد نفسك في كومة مشاعر لا تفهم كيف تعيشها ..
البقاء فيها مؤلم، وانسحابك منها مؤلم أكثر ..!


،


"نارة لـ منصور"


ظننت أنني أعيش الحياة،. فـ تعثرت بأصلها عند لقياك . .
وظننت أن الفرح هو الذي أشعر به منذ زمن،. ولكني وجدت بريقه الحقيقي في عينيك . .



،,



(من كلمات العضوة المبدعة ديجو)


"آرنود لـ حرابة"


منذ أحببتكِ وأنا في شقاءٍ دائم.. كأن حبي لكِ كـداء عشق أصابني.. خمس سنين مرّت تحت وطأة الشوق لوصالكِ.. رُغمَ قُربِكـْ قد كنتِ محرّمة بعهدٍ بيني وبينكِ .. لكنَّ قلبي تمرد فغدا بين يديكِ.. حتَّى بادلتني الهوى فـ رويتُ شوقي إليكِ.. كـ طيب المسك رائحتكِ وللمسك روحي تطيبُ.. طريةٌ أنتِ بقلبٍ ساذج تحمّل أذى السنين.. وحين اكتوى بنيرانهِ كنتُ أول من أُحرَق بهِ.. فـ بأي ذنبٍ أُخِذْت وأنا صريع الهوى أمام عيناكِ.. غضبتُ حينها حقًا لكنَّ قلبي أَعَادَني إليكِ.. فـ رفقًا بقلبٍ لا يستطيع من داء عشقه أن يؤذيكِ



،,



(من كلمات العضوة الرائعة الغيد/باتمانه)



"حرابة"


تربيت في أسرة ظننتها مثالية إلى أن صدقت أنها لا تمارس الألفاظ البذيئة . ولا تحض على طعامِ مسكين !
ظننت أني أعيش في مدينة أفلاطون التي لم نرها وذهلنا منها لدرجة أنّ الشعراء وصفوها بأبياتهم زهرًا يترامي على أطراف الأدب . ونجومًا تتلالئ على شاطئ الدنيا

أنا ربيبة آل صياح ، الذين صاحبهم الجن وصار طوّع أوامرهم . أنا ربيبتهم التي تربت وسطهم وأذاقوها من إكسير القوة ، والا خوف ! أنا هي تلك التي تعلمت منهم أنا لا انهزام فهزموها وأصابوها بفايروس الخِذلان . خُذلت ممن ضنتتهم سندًا للحياة . غدروا بي في يوم ظننتهم أنهم سلاحِ بيدي .
يا آل صياح ، أين أنتم يوم صرختْ أناجيكم !

يا ال أخي ، أين حق الأهل منكم؟
سأقول لكم سيحاسبكم الله يوم الحريق ، مثلما أحرقتم قلبي على من أحببت .
آل صياح أخبرت الله بكل شيء .
حتى أنت يا أبي يا من زوجتني من ذلك الغابش
الذي جاء من حيث لا أعلم ففجر فيني مالا أريد
فجر تلك الأنثى بداخلي ، فغزا الحب روحي وأنهكني في معركة الحياة . وخرجت منها ممتلئة بالصبابة والكثير من الشوق . أخبرت الله عنكم وسارتمي بحضن ذلك اللئيم . وأعود كما كنت حرابة التي لا تهزم .


،


"آرنود"


هل شاهدتم يوما القمر مع الشمس ! لا ولن تشاهده ابدًا فأنا كهو نجم لم ينعم بحضن والديه معًا . أنا كهو لم أنشى في حب أمي وقسوة أبي . أنا خسرت أبي قساوته ، وعطفه وحتى عراكنا . فقدت أبي ثم فقدت امي التي لم تعلمني سوى كيف أن أخون دمائي وأضرب في فساد الحياة وأعبث .
كم تمنيت لو أنني عشت في مدينتي وبين قبيلتي ارتع
بين أشقائي وأبناء عمومتي ، كم تمنيت لو أنني لم أنشأ وحيدا ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ....


،


"نورة الأم المكلومة "


خلقت من ضلعِ أبي فمات وتركني مكسورة الجناح !
ومن لا جناح له لا سند له -سواء الله- ، يطبطب عليه وينزل عليه جنودِ من السكنى والصبر لكن يبقى في منفى من الحياة !
أنا نورة تلك الأم التي خلقت وحيدة لتبقى وتموت وحيدة .
لا أب ولا أخ ثم يرحل الزوج غريبًا ويموت الجنين محروقًا ...
أنا هي التي جسدت معاناة نبي الله يوسف -عليه السلام - . أُلقي في الجب ، ونُفي في مِصر وسُجن كِذبًا . وهي ألقيت في الحياة وحيدة، ونُفيت في آل صياح وسجنت ضريره .
ولكنها أخيرًا كيعقوب عاد لها ولدها وسجدت لله عبدًا شكورا .



،,



(اقتباسات من العضوة الشموس الجميلة)


"سهيل لـ نورة"


حتى إن مقتنيات أمي تشبه قلبها ..
‏هاتفها لا تنفد بطاريته مهما استهلكته وأنهكته ..
‏حقيبتها لا ينضب خيرها .. تأكل وتشرب وتتدواى منها، وقد تتسع لتحملك فيها ..
‏معطفها قادر على أن يدفئ شتاء لندن ..
‏يدها تجيد الطبخ .. وخياطة ثوبي .. وإصلاح الأشياء وقلبي"


،


"حرابة"


أنظر في المرآة يا أمي فأرى امرأةً ناضجة
‏و أنظر داخلي فأرى قلبًا طفلًا يعتصره الألم،
‏ليس بإمكاني أن أصغر و ليس بإمكانه أن يكبر.


،


"عائشة"


تعلم ان تقف وحيدا
‏فلا تحتاج كتفا تتكأ عليه
‏تعلم ان تعيش سعيدا
‏فلا تحتاج لصوت
‏يخلق لك اجنحة من فرح
‏ولا قلب يزرع بين ثناياك قوافل الضحكات
‏كن قويا
‏للحد الذي لايضعفك غياب
‏ولا يكسرك فقد
‏ان تكون شامخا بكبريائك
‏فلا تفتقر الامان بعد احد
‏ولا تقف على عتبة الماضي
‏تننحب عودة الراحلين


،


"جوجو"


‏"ليست امرأة عادية
‏إنها كومة من الكمال واللاعادية
‏تستطيع أن تكون مُسنة حكيمة سيدة ناضجة و شابة حَنونة في ذات الوقت،
‏تستطيع أن تكون طفلة تهوى اللعب في قلبكَ ولا تخشى
‏تطمئنُ بها و تطمئنُ معها و ترغبُ بقربها ويرعبك بعدها
‏كانت عبارة عن خليط من البساطة و الدهشة مُستحيلة و ليست عادية"



،,



(رسائل قصيرة مرهفة الاحساس من العضوة الراقية زهرة منسية)


(سُهيل الذي عاد بعد رحيله)


طبعا يا لؤلؤتي انتي واثقة و متأكدة اني عمري ما هنسي تاريخ الخاتمة
المفروض اني اقول خاطرة عن اكتر شخصية مؤثرة في الرواية
لو فكرت مين اكتر شخصية مؤثرة فأنا هتكلم عن ثلاث شخصيات تجاوزوا عن طمعي اكرامنا لفرحتي باخي

اول رسالة لولوة احبك فوق الحب حباً و اشكر درة الورود البيضاء و اشكر سُهيل لانهم سبب تعرفي عليكي و يحسب لك انك اول كاتبة جعلتني احب شخصية ليس لها وجود بين ابطال الرواية سايه

ثاني رسالة لشخصية حملها اغلب القراء الذنب صياح اللي عاش اخر 15 سنة من عمره و له نصيب كبير من اسمه
تحملت ما لم تتحمله الجبال و من نعم الله التي انعم بها عليك نعمة النسيان


ثالث رسالة حرابة ليت كل انثي بعزمك و قوة ارادتك و كبرياءك



،,



(من كلمات المرهفة الرقيقة جداً روعة النسيان)


"ريسة والشيخ صياح"


آيادارٌ كانت عامرة بحصانة أبي وشبيبتهِ

كيف غدا بكِ الحال عند مشيبهِ؟

هل أذعنت حصونكِ التي كان يشّيدها هتافه الباسق !

ودكَّت بيوتكِ التي أواها بشهامتهِ وسخاءه الصادق !


هل تجعدت طرقك كما تجعدت ملامح أبي؟
وشاخت مجالسكِ كما شاخ العمر بأبي ؟

هل أستباح شموخكِ المهان كما أستباح الخرف بأبي وأكداه؟

وأه يادار الصبابة لو تعلمين عن مآل صياح اليوم وحاله .. عن مآل شموخه وعصيان شبابه ..!

وما فعل به المشيب ؟
وكيف أبرِحّ خرفاً وحيد ... واهِناً طريح .

أترين الطعن لائقاً به ؟ وبصلابتة وحفاوة قلبه؟
أكان عدل أن يدكُ به الخرف خديعةً ويخرُ صريمته !!

أهذا هو ماجناه من تصرم تلك السنين ؟؟

أحزينةٌ أنتي على حاله ! كما أنا حزينه؟

أم شامتةً ناقمةً ؟ تتنعمين برؤية هوانه وأنثمامهِ !!


ألازلتِ تحتضنين عبق شبابه...ومهابة مقامه؟

ام جريحة انتِ منه ..ومتبرآةٌ من تهكمهِ وتنكيلهِ !



،,



(من كلمات الصديقة العذبة طعون)


"ريسة"


انا الأم التي لم تحضن ابنًا من رحمها ..
انا الأم بروحي ، و جوارحي ..
أنا التي احتضنت كل من أتى إليّ ..
فلم أبخل على أحدهم ..
فالكرم من شيمنا .. تربينا و كبرنا عليه ..
حتى لنكاد نتسع للكون بأكمله ..
أنا الأم المبتهلة دومًا بألا يمسهم أي ضُر ..
و انا التي احببتهم و كأنهم مني ..
لم يكن ذلك شاقًا أو عسيرًا ..
بل فعلته بكل نفسٍ راضية ..
و بقلبي الرَّحب جدًا لهم ..

أنا الأم المكلومة ، و التائقة جدًا لضحكة
صادقة تبلل جفاف قلبي حين جفّت
ضحكاتهم ، و قست ملامحهم التي شكلتها
الحياة ، فأمسوا لائمين خائبين ..

و إن سئلت يومًا من أحببت أكثر !
سأجيب بأن كل واحد منهم قد اقتطع جزء
مني له .. فأضحيت مقسمة بينهم بالتساوي ..

أنا ريسة



،,



(من كلمات الغالية لواء الحق)


"محمد لـ روزة"


*لايم قلبي إنه هواك يابنت الناس
*يكفيك تعالي وشوفة النفس ويباسة الراس

*ودي أقول له إنك ضعيفة نظر وعديمة احساس
*وعارف انه بيعاند لأنك حبه الأساس

*اخترتك وهويتك والهواء حساس
*لاتخذليني والخذلان يوطي الراس

*عهدتك قبل تبدلين الحجر بالماس
*شو جاب الثرى للثريا يابنت الناس


،,


(من كلمات الجميلة الرقيقة سوساري)


"شـــاهين"



شابٌ نشأ بين ترفٍ وصيت ..
زهى وتعلى بعز أبيه ..
و ظن بوضعه أنه قادر على ما يريد..

و عند اول مطب صفعه ؛
لم يقوى على الصمود ..

بل جعله يتجبر و يكيد ..
من كرهٍ لأقرب عضيدٍ
من نسبٍ اقرب له من الوريد ..


مرت سنين وسنين

زاد بطشه ومس فلذة كبد أبيه بعد أخيه ..
ولم يظهر إلا المحبه المغلفه بحقدٍ يقشعر له
البدن!!

كعادته
لا تعلم كيف ينام ببالٍ مستريح
بل بضمير ميتٍ ليس له مثيل

ولم يقدر شيب شعره ويستغفر ربه
مع مافعلت بجسده السنين ..

من يراه يتوجس منه
لكن هالته تطغى ويأخذك بقوله الحميد المزيف
لتقول في نفسك "لعل حدسي اخطأ "

ولم تعلم أنه أصاب كما لم يصب من قبل ..

لحظاتٌ مرّت
يظن من يعرف شناعة فعله ؛ أنه قد يتعظ

لكن كعادته
روحه لم يبقى فيها شائبه
الا وشوهها بتراكماتٍ وأفعال
تجعلك توقن عدل ربكِ

بوضع نارٍ تصلى لها الجبين ..






،,







الفصـــل الحـــادي والثـــلاثـــون
(والأخيـــــــر)




صباحات الام مختلفة
صباحات الام عطرة
صباحات الام تدخل برائحتها حناياها الروح وتسجد تعظيماً لله على جمال الاحساس وابداع ما خطه في افئدتنا واعمارنا وايامنا

يمسك يدها بكفه الدافء .. يساعدها على الوصول لمبتغاها .... تريد وضع اللقمة في فمه كـ ايام الخوالي
كـ ايام الطفولة

ابتسم لها ابتسامته المذهلة فـ ذابت اكثر واكثر

لتمسك يده الاخرى وهي تتمتم بالحمد والشكر
منذ ان عاد ولدها لحضنها وهذه حالتها
تحمد كل دقيقة الله وتشكره
شعور الامتنان في جوفها فاق كل حد
امتنان خليط من بقايا ذهول وخوف واضطراب

اخبرها في الليالي الاربعة الماضية بعد إلحاح معذّب منها بـ كل ما جرى له قبل خمسة عشر سنة
اخبرها الحكاية التي كانت من جانبه ... عن انقاذ العم جابر له ومعه ريكا واخيه ...... حتى عن ابيه وحكاية ارتداده الذي لم يفصحها لأي بشري كان
لينصدم من حقيقة ان امه تعلم بالفعل ما الجنون الذي اقترفه ابيه قبل موته !!
ذُهل حد النخاع
لكنه صمت
فما جدوى الكلام الآن ؟
لكن ما اخرجه من ذهوله حينها .... انها طلبت منه جلب اخيه ناصر لها عندما يصل للبلاد كي تلتقيه وتتعرف عليه

ذهوله -بعد الذي قالته امه- اصبح مدفوناً تحت اكوام السعادة والبهجة والامتنان اللامتناهي





بعد انتهى الجميع من وجبة الافطار .... وبعد ان اوصل سهيل جواهر وصغاره الى احدى المراكز التجارية ليشتروا بعض اللوازم والحاجيات لهم ... كان يسير مع امه في رواق المشفى ..... قبل ان يطلب منها بأدبٍ جم ان تجلس حتى يعطي لقسم الاستقبال بطاقتها الصحية

بعد ان اتمت والدته الفحص المبدئي
طلب منه الطبيب ان يستريح في الغرفة المجاورة حتى يعمل لعينا امه الاشعة المطلوبة

امسكت يده تتوسله البقاء بصمت موجع
قبّل يدها وقال بحنو بالغ: ما بسير بعيد .. عدالج بتم


خرج وجلس في الغرفة المجاورة ..... ارخى جسده على المقعد الجلدي
قبل ان يمسك هاتفه ويقرأ الرسائل الفائتة له وكذلك الاتصالات

اغلبها من آرنود اخيه يذكره ان هناك اجتماعاً عبر الانترنت بعد يومان مع احدى الشركات الهولندية
اجابه بالموافقة وذهب للرسائل الاخرى

فجأة .. اتاه صوت انثوي رقيق: السلام عليكم

رفع عيناه باتجاه الفتاة بـ عفوية
ليرى الفتاة تحدق به بـ شكلٍ مريب ويبدو انها اخطأت في مكان توجهها


ثوانٍ فقط
ثوانٍ حتى تمكن من التقاط كل جزء من اجزاء وجه الفتاة ..... واستوعب ان التي امامه
هــــي
روزة !


عندما لمح اتساع عينا ابنة عمه
وشحوب وجهها على نحو صادم


وقف ... بكامل هيبته
واعتداده
ورائحة عطره الدافئة الفواحة ....... وتنحنح بخشونة

وضع هاتفه داخل جيبه وألقى السلام برجولية فخمة: مرحبا بنت العم



"مرحبا بنت العم !"

هكذا
بكل بساطة
بكل سلاسة
بكل هدوء
،
بلا ضغينة من ناحيته
ولا مشاعر خاصة
ولا حتى ارتباكٍ طفيف

علم من هزاع خلال لقاء اخوي به منذ يومان وكان معهما منصور ان روزة عرفت بـ حقيقة عودته لذلك آثر ان يتم لقاءهم بسلاسة من غير تعقيدات

اما روزة ........... فقد تطلّب منها دقيقة فعلياً
دقيقة كاملة حتى تمكنت من فتح فمها
وإلتقاط انفاسها بشجاعة

قبل ان تبتلع ريقها الجاف
وتقول بينما يديها تلف حجابها بإحكام حول رأسها: ا .... الحمدلله على السلامة



"الحمدلله على السلامة"
ادق جملة وجدتها مناسبة الآن
لكن هل تتحمد له لانه عاد للبلاد اخيراً ؟
او لأنه عاد من الموت اخيراً ؟


اومئ برأسه بـ رزانة وقال: الله يسلمج

: كنت ...... كنت ..... انا ......


من شدة اضطرابها لم تكن تعرف ماذا تقول او لماذا تكمل حديثها معه !
عندما احست بـ انها خرقاء في وقفتها
ولته ظهرها وارادت الخروج
حسناً
تعترف انها كانت بالكاد تمسك دموعها حتى لا تنهار
حتى لا تظهر المزيد من سذاجتها وغباءها
ليس وكأن دموعها ستنزل شوقاً وحباً لـ من كان خطيبها !
لكن حقاً هي ظلمته واساءت كثيراً لذكراه


: ام حامد


وقفت وهي تسمع الاسم من فمه
ام حامد
يعرف انها تزوجت وانجبت من بعده
بل صوته وهو ينطقها اخبرها انه يعلم بهذا منذ سنيــــــــــــــــــــــن

استدارت نحوه ...... وتنحنحت تريد تصفية صوتها لكنه خرج رغماً عنها مختنقاً: هـ هلا

: كيف الحال ؟ وحامد ولدج شو علومه ؟

روزة بتوتر: ا .... الحمدلله ...... كلنا بخير وعافية
تسلم


اخفض عيناه قليلاً
يفكر بكل كلمة يريد التفوه بها قبل ان يخرجها من فمه
رؤيتها اليوم اتت لصالحه
فقد كان يريد قول امر مهم لها
امر شديد الاهمية خاصةً بعد ان علم بنية محمد بالزواج من ابنة عمه


هتف بـ صوت رجولي هادئ
: محمد ربيعي



تباً
اجل
بالطبع محمد صديقه
وصديقه جداً كما عرفت من هزاع


اكمل ببساطة: عرفت انه يباج


سكت قليلاً
ثم قال: لا تردينه ..... ما بتحصلين ريال شراته
صدقيني


ارتعش فكها السفلي بشكل جلي
واصبحت لا ترى الا الدموع وهما تغشيان عيناها


هزت رأسها كيفما كان
وخرجت مهرولة بتخبط

كانت تريد الاعتذار منه
كانت تريد اخباره كم هي آسفة
حتى لو كان هو نفسه لا يعلم انها اهانت ذكراه بالحديث وجرحت صورته الجميلة

عندما خرجت من الباب ووقفت مكانها بتوقف حاد

شعرت ان شياطين الدنيا تكبت على صدرها
كبت وكتم وغم واختناق


لم تكد تأخذ انفاسها
حتى عادت بخطوات منفعلة سريعة للداخل


لتقول له بذات انفعالها ..... وبـ هدير انفاس مرتفع: انا آسفة


رفع حاجباً قليلاً
ثم قال وهو لا يريد النظر مباشرةً لعيناها
ليس وكأنها ستأثر به بجمالها الارستقراطي التي ما تزال تحافظ عليه وبقوة
لكنه لا يريد ببساطة ان يحدق بعيونٍ غير عيون سنجابته

: على شو ؟

قالت بذات انفعالها وحدة صوتها المختنق من اثر الألم: سامحني
ظنيت بك ظن السو
وفكرت بك بأمور ما يرضاها ربي ولا رسوله
سامحني
يمكن الله خلاني اشوفك اليوم صدفة
عسب اقدر اعتذر منك ... سامحني يا ولد العم
غلطت بحقك



هنا
ابتسمت لها بـ هدوء ..... وعيناه تنخفضان للارض بسلاسة

تذكر بشريط مُشوّش روزة الصغيرة
ثم الصبية
ثم .................. لاشيء

وكم كانت ذكراه نحوها بعيدة
بعيدة جداً وغير مرئية



ثم قال: ما خذينا ولا وايهنا الا الطيب منج يا بنت العم

ثم اكمل وهو يمر من جانبها ويخرج: من رخصتج يا ام حامد بسير عند الوالده



وتركها
وهي تتأمل قامته المديدة بطرف عيناها

تغير كثيراً

هذا سهيل مختلف ... اضخم حجماً
اظلم تعابيراً
هيئته مرعبة
لكن ابتسامته
هي ذاتها
لم تتغير
الابتسامة التي تشعرك ان الدنيا ........... ما تزال بخير


تركها ليجعلها تقف مكانها وحيدة .... بساقين هلاميتين
لكن بدل عنهما
شعرت ان جناحان وهميتان على ظهرها
تطالبانها التحليق
تطالبانها السعادة والطيران


تنهدت بعمق من بين حواجبها المقطبة
وتخبط نبضات قلبها اللاثابتة

هزت رأسها يميناً ويساراً تريد ازاحة كل ما يطغى في روحها من غرابة وقلق واضطراب

ثم اتجهت نحو الرواق المؤدي لـ قسم عيادة الاسنان
حيث موعدها الذي اقترب ..... ببالٍ شارد تماماً



،,



اسدل الليل أجفانه عليها

بظلمته الموحشة

مدت يدها نحوه .. فالتصقت به

لتدفن انفها في صدره .. يبيتُ رأسها على صلابة عضلاته

وتختلط أنفاسهما أشتياقًا ، وحاجةً فظيعة للانغماس
للغرق
للانغراس


رمشة بعد رعشة، داهمهما المطر الغزير ليشهد على لحظة الشوق المهيب
ويوقع حضوره على تلاحم أجسادهما

همست مرتجفة الشفاه: أُحبك


ببساطة

بحرية

من غير خوف او تردد او تشربك شخصيتها الصعبة



نطقت يداه السمراء حول خصرها: وأنا أكثر

ليعقب نطق يداه ... لسانه وشفتاه الولهتان


عجز لسانها عن التحدث

أيعجز اللسان امام نفوذ لمسة الحبيب ؟

اجل

لسانها هي يعجز ويرتبك ويتشتت


ألصقها به بعجرفة .. بتملك .... ببصمة لم/لن تُمحى من الجسد


"


شهقت مرعوبة .. لتفتح عيناها المظلمتان اللامعتان بحدة

فوجدت نفسها واقفة امام نافذة غرفتها المنداة من اثر المطر

كانت تتخيل فقط
كانت قد اغمضت عيناها ودخلت في خيالاتٍ وردية بطلُها "ذلك"


أطلت بطرف عيناها على أطفالٍ يتراقصون اسفل البناية
يلعبون في الاجواء الديسمبرية الباردة جداً


ليس الاطفال فقط
بل الجميع خارج بيوتهم فرحون يتضاحكون


وهي لوحدها ... تخط اصابعها رسالةً ما

رسالة لمن جعلها لأول مرة في تاريخ انوثتها

تشعر بالحرقة

بالخوف من الـ "بعدين"
بالحيرة من "الى وين"
بالاستياء من "ليش الحنين"


وضعت يدها على بطنها فاحتقن وجهها خجلاً وادراكاً
تعترف ان ادراكها لما "يختزل في جوفها" كان بطيئاً

لكنها الآن .. خاصةً وهي تستوعب ان روحاً بدأت تتنامى في رحمها
اصبحت تصيبها الحيرة الخجولة والامومة ذات المذاق الجديد اللذيذ عليها

روح اما تكون ملكاً لـ ولد
او بنت

تساءلت في لحظةٍ غبية تحت وطأة عبوس عيناها واحمرار وجنتاها الخجلتان

هل فرِح غابش بخبر حملها ؟
هل يرغب ببنت او صبي ؟
هل يريد لمس بطنها وتحسس روحه فيها ؟



زمجرت وهي تشد من عبوس حواجبها

المخادع الوغد

لماذا اساساً تفكر فيه وتبحث عن اجوبة شاعرية طفولية ساذجة منه ؟

فليرمي جسده امام اقرب حافلة سرعتها مئتان

التفتت وهي تستل هاتفها بغضب

فرمت هاتفها بضيق بعد ثوانٍ ..... وهي تغمغم لنفسها بنبضاتٍ معذبة: لا .. وايد ميتين ... بسّه ستين

(بسّه بمعنى يكفيه)




دقائق حتى رن هاتفها يعلن لها تذكير موعد ذهابها للنادي الرياضي

ليعقبه التذكير رسالة من روزة

"ابا اشوفج ... لازم لازم لازم اشوفج ... بليز لا ترديني"


امالت جانب شفتها بـ ابتسامة لطيفة
لا تستطيع ان تقسو اكثر على روزة
روزة كانت من اكثر الاشخاص الذين عانوا من طبعها الصارم فيما مضى
صحيح انها اخطأت بحق ذكرى اخيها الحبيب
لكنها لم تتعمد ذلك اذ انها كانت تظن به ما قاله لها عمها شاهين

شاهين الحقير
يالله كم تبغضه بغض الموت

زفرت بانفعال صامت واجابت رسالة روزة بالموافقة واخبرتها انها ستكون متفرغة كلياً غداً

ما ان وضعت هاتفها على الطاولة كي تذهب وتلبس ملابس الرياضة .... حتى رن للمرة الثالثة
لكن هذه المرة كان رنين اتصال

ومن ابيها ليث !!!!



استلته بسرعة
بقلبٍ يخفق بالشوق الجارف



،,



بعد انهت مشوار المركز التجاري مع آدم ويعقوب طلبت من سهيل ارسال السائق ليوصلهم الى منزل عمه منصور
ارادت رؤية نارة بعد ان اتصلت بها ليلة البارحة وتحادثا لمدة ساعتان كاملتان

ما ان دخلت الشقة
حتى تقدمت نارة إليها بابتسامة دامعة واحتضنتها بقوة

: حبيبتي جواااااااااهر

بادلتها جواهر الحضن بـ عاطفة اخوية جياشة وهي تقول بـ عدم تصديق: وحشتيني والله ... بعدني مب مصدقة ان كل ها يطلع منج يالمكّارة ...... السمع غير والشوف غيررررر

احتقن وجه نارة بـ الحرج الشديد وهي تجيب جواهر بخفوت: دخيلج خلاص مابا اذكر اللي صار

دنت جواهر من ضي وقبلتها على خديها وهي تهتف لها باللغة الانجليزية: هلوو ضي كيف حالكِ ؟

ردت ضي بالعربية المكسرة: انا بخيييييييييرررررررر الهمدلله

جواهر: ههههههههههههههههه فديتج يا ربي .. الحمدلله رب العالمين

ثم اقتربت من اذن نارة وسألتها بخفوت: تعرف ؟

ردت نارة بحزن: بعدها

قالت جواهر بحزم ودود: لازم تعرف

اومأت نارة برأسها بيقينٍ تام وقالت: بخبرها قريب ان شاء الله .. قلبي مب مطاوعني ادس عنها اكثر

ربتت جواهر على كف نارة وقالت: احسن لج ولها

: وين امج ؟ سمعت انها معاج

زمت جواهر فمها وقالت بحزن: امايه سافرت الصبح فديتها
ما تحب تخلي هولندا وايد


ما ان جلست جواهر .. حتى جلست قربها وهي تسألها باهتمام: وانتوا بتردون ولا بتمون هني ؟

جواهر: مع ان ما يهون عليّه ابد اخلي امي روحها هناك

ثم اكملت وهي ترمق الصغيران بحنان: بس اتمنى اليهال ما يفارقون اهلهم وبلادهم

قاطعهما صوت آتٍ من الرواق: سلام عليكم

هرعت نارة برشاقة جسدها المغطى بفستان قصير اظهر جمال ساقيها وقدها الميّاس
باتجاه الرواق
موردة الخد تورد الزهر والفل
براقة العينان بريق البرق والشمس

فـ صاحب الصوت في كل يوم وفي كل لحظة
يعطيها اجمل الاحاسيس واكثرها عذوبةً

يحتويها
يدفئها بطيب كلماته وانفاسه
يرمقها بتلك النظرات الغزلية العابثة في كل وقتٍ وحين
وهي معه تشعر انها ملكة بحق
وقبلها ............... انثى كاملة .............. له ولأجله
ولعينــــاه


: وعليكم السلام والرحمة .. تعال منصور ما من غريب .. جواهر حرمة ولد اخوك


وقفت بـ هالتها المميزة المعروفة بها ..... وردت السلام بثقلٍ ورزانة
وكأنها لم تكن في موقف سيء مسبقاً مع هذا الرجل بالذات: وعليكم السلام ورحمة الله


دخل منصور وعيناه على الصغار: يا مرحبا يا مرحبا
شحالج ختيه جواهر ؟
شعلومج ؟ شعلوم سهيل ؟


كادت تضحك بتسلية في داخلها على نبرة الاحترام التي وجهها إليها
شتان بين هذا الرجل العاقل المهذب
وبين ذلك المجنون الذي اقتحم الشقة عليهم وهو يهدد بالقتل وسفك الدماء وكأنه احد مصارعي العصور الوسطى

جواهر وهي ترمق نارة بابتسامة: بخير الله يسلمك ويعافيك يا بوضي

ثم اكملت بـ عربية بسيطة تحاول من خلالها تعويد الصغار على اللغة العربية: آدم ... يعقوب
سلموا على عمي منصور

اقترب الولدان بخطوات طفولية سريعة ومدوا اياديهم لـ عم ابيهم

لكن منصور جلس على ركبةٍ واحدة امامهما
وقال بحزم دافئ حنون: مب بالايد
جي يسلمون الرياييل

امسك ذقن آدم وقربه نحوه
ثم ضرب انف الصغير بـ انفه
وفعل ذات الامر مع يعقوب


ضحك منصور عندما رآى يعقوب يمسك انفه ويقول لـ جواهر بـ دهشة ... بلغته الهولندية: جواهر هل رأيتِ ؟؟؟
انه يسلم بطريقة غريبة

سألها منصور بتسلية: شو قال ؟ شو خربط ؟

ضحكت جواهر وقالت: هههههههههههه يقول سلمت عليه بطريقة غريبة

حمله منصور وقال له بابتسامة مغيظة: هذا سلام عرب
ان شفت اي ريال مجبل عليك وايهه خشم
تسمع ؟

رغم ان يعقوب لم يفهم اغلب الكلمات الا انه ابتسم لـ العم ذو الجسد الكبير بـ طريقة لذيذة

قبّله منصور على رأسه ثم قبّل آدم
قبل ان يرفع يده بعفوية رجولية: يلا من رخصتكم بلحق على الشغل
نارة لا تخلينهم يروحون بيتغدون ويانا اليوم



،,



احتوى ابيها جسدها بين ذراعيه وهو يقول بـ عتب ابوي رقيق: هنت عليج يا بويه تفارجيني شهور ؟

تنهدت بـ بقايا غضب بارد يعتمل جوفها
لكن آثرت الا تعاتب اكثر والا تغضب

مع هذا قالت بصدق: يرحتوا الخاطر يا بوحرابة

قبّل رأسها بحب وقال: تعرفيني زين ما زين
ما بسوي شي عشانج الا وهو لمصلحتج

تقدمت منهما عفراء الباسمة والتي تحتضن كتف ظبية .... وقالت: فديتكم يا ربي لا خليت

تقدمت ظبية من ابيها واختها واحتضنتهما بقوة

بادلتها اختها الحضن ... ثم قالت لـ امها ببرود مصطنع: علومج امايه ؟

ردت امها بسخرية لطيفة وهي تقلد صوت ابنتها: علومج امايه ؟ اونج يعني مهتمة

ثم غمغمت وهي ترتشف من كوب الشاي: قلبج قلب بعير ما يسامح مول

ضحكت حرابة على امها ذات الروح الخفيفة اللطيفة

ثم سألت ظبية بدفء: تبين تروحين معايه باجر المول نتشرى اغراض ؟؟

هزت رأسها بحماس وقالت: هي هي

حرابة: من عيوني غناتي

عفراء بغيظ طفولي: وانا بنت البطة السووودا !!!

غمزت حرابة لـ ظبية بمكر ثم قالت لأمها: حياج ويانا بنت خلف

عفراء بعناد: مابااااااااا ... دامها ما يت منج ماباااااا

ابتسمت حرابة وهي تخفض عيناها
تعلم ان والدتها بأسلوبها هذا تريد تخفيف الغضب في داخلها وتليين قسوتها

وهل تظن عفراء انها تستطيع هي حرابة القسوة عليهم اكثر من ذلك ؟
بحق الله
ليست حديد
هي انسان
انسان بقلبٍ واحساس


نظرت لساعة يدها ببقايا ابتسامة لطيفة ...... ثم قالت: انا بترخص عنكم ورايه جم

قال ابيها باستياء: وين ابويه بعدني ما شفتج .. تأخرت على الدوام اليوم عسب اقعد وياج شوي

قالت له بـ وعدٍ دافئ: بييكم ان شاء الله عقب ما اخلص

احتضن ابيها كتفها وقال لها بحرص واهتمام: لا تشدين على روحج ابويه توج بداية الحمل

قاومت موجة خجل فظيعة بأن احتدت نظرتها
ثم اخفضتها للارض

قالت بهدوء: لا تحاتي الغالي جسمي متعود على الرياضة والحركة



،,



بعد نصــف ساعــة



اغلقت الرف الخاص بها في غرفة الخزانات بعد ان وضعت اغراضها الشخصية بداخله ..... ثم التفتت لتسير باتجاه القاعة الرياضية

تجاهلت نظرات النسوة الفضولية

فضول اذ ان هيبتها تحكي
وهْجها الفخم لوحده توقيع
وبصمة
وشهادة امتياز

ثبتت الكمامة الرياضية على وجهها مخفية نصف وجهها السفلي
وغطت رأسها بـ سترة الهودي

ثواني حتى وقفت على جهاز الرياضي وبدأت تتلاشى عن العالم الخارجي

تحتاج حرق السلبية والتخبط لا السعرات الحرارية
تحتاج نسف التفكير به لا نسف بضعة غرامات دهون غير موجودة من الاساس


اخذت تهرول بخفة وصورته بهيئته البريئة الضحوكة تغزو مخيلتها
ثم صورته بكامل ذكوريته الفجة
وتغطرس عيناه
وابتسامته العابثة المائلة


شهقت من اثر المفاجأة وهي تشعر بأصابع رقيقة تدق على زندها لترمق التي بجانبها من خلف شعرها الذي بدأ يسقط على
عيناها .. ويلتصق بجبينها مظهرةً اياها كأحد ابطال أفلام العنف وقتال الشوارع
خاصة وان نصف وجهها مغطى بالسواد

: غناتي بسم الله عليج
فيج شي ؟؟؟

لم توقف هرولتها
وانما رفعت شعرها بقسوة واعادت وضعه اسفل الجزئية العلوية من السترة الرياضية

قالت للفتاة التي استطاعت اقتحام قلبها بطيبتها وحلاوة روحها .... فتاة تعرفت عليها اول اشتراكها في النادي منذ اكثر من سنة:
ها شيرينه شبلاج ؟

اجابتها شيرينه بتوتر داخلي: وقفي شوي حرابة .. ابا ارمسج

: اصبري شوي

هتفت شيرينه وهي تميل نحوها بقلق: محتايه ارمس وياج انتي الوحيدة اللي اقدر اصارحها باللي فيّه

كان الفتاة تضع يدها على بطنها الكبير وكأنها تحمي مولودها الغالي من امرٍ مجهول

لمحت شيرينه نظرة العطف بعينا تلك التي تهرول بتجهم ..... ثم سمعتها تقول بحزم هادئ: انزين عطيني بس 10 دقايق

نزلت الحبلى من الجهاز القريب وقالت بابتسامة مرهقة: اوكي اترياج
بسوي كم تمرين لين تخلصين


أخذت تتهادى بثقل حتى وصلت لقسم التمارين الحرة وبدأت تتمرن وهي تراقب من بعيد بعض الفتيات اللاتي يتدربن على السباحة

ابتسمت بامتنان لمديرة النادي التي سبق وان حذرت من أي لباس رياضي مخل للآداب خاصة ملابس السباحة



،,



خارج النادي الرياضي المخصص للنساء



ثبّت اللثام على وجهه وقال لأحدهم بينما الثالث ما زال يراقب مدخل النادي ومخرج المجمع: حميدان
انت متأكد ان عبدالودود قدر يخدر حارس المجمع ويربطه ؟؟؟

اجابه حميدان وهو يلتفت حوله ويراقب: هي هي ... سرت بنفسي وتأكدت .. متى نبدا يلااااا

نظر المسؤول عن العملية لساعة يده ..... وقال بتفكير: دقايق بس

ثم اكمل وهو ينظر من حوله بحذر: عطلتوا نظام البوابات الإلكترونية والكمرات الخارجية ؟!

حميدان بنفاذ صبر: هي بوهمام .... والبوابات العادية قفلناها

هتف ابا همام بصرامة: تمام ... حميدان لازم العملية اتم بسرعة .. ما نبا فشل ولا عقب بننزخ وروسنا بتنقصصص

حميدان: ولا يهمك كل شي بيصير مثل ما خططنا له ... بس عبدالودود

قال ابوهمام بقسوة: شبلاه ؟

اقترب حميدان منه وهمس وهو يرمق الرجل من بعيد: احسه بيخوّن فينا

هتف ابوهمام من بين اسنانه: بعده ماسكلي سالفة عيب وحرام وماعرف شوووو !!!!!!

حميدان: بوهمام خله .... برايه جان ما يبا يدش ويانا داخل

هدر ابوهمام بغضب وكاد صوته ان يصل لمسامع باقي رفقائه: مب على كيييييفه .... يدش ويانا وغصبن عن خشششمه
ب ناقص انا حركات يهاااااال
خل يودر عنه سالفة العيب والحرام ترى ما يوكلون عيش هالايااام

قال حميدان ببرود: يقول اللي ما يرضاه على خواته ما يرضاه على خوات الناس وبناتهم

غمغم ابوهمام ببذاءة ووساخة اخلاق: ياكل خـ......
بيدش ويانا وريله فوق راسه
لا يكون يتحرا انه بيفلت منها لو الشرطة قدرت تزخناااا
لا يا حبيبي ماسك انا عليه بلاوي
بلاوي تتعدا وايد سالفة اقتحام نادي حريم
خل يتقي شري بس ولا يلعب بذيله



،,



داخل النادي الرياضي



قالت بحاجبٍ مرفوع لـ شيرينه المُجهدة بشكل واضح: لا تشدين على نفسج شيرينه

وقفت شيرينه على رجليها وهي تلهث بتعب .. ثم قالت وهي تحتضن بطنها بكفيها: اللهم لك الحمد .. تعرفين
خلاص ابا أولد .... احساس الثقل اللي فيني لا يُطااااااااق


رمقتها من خلف كمامة وجهها بحنان عظيم .. عظيم كـ عاطفة الامومة التي بالفعل بدأت تتوغل فيها
كـ عاطفتها الفطرية التي تمنحها بسخاء لمن تمكنوا من امتلاك قلبها ومودتها

قالت وهي تناديها بـ اسم ولدها المقرر: ان شاء الله جريب يا ام سهيل .. وبيكون احلى سهيل تشوفه عيونج

ابتهج قلب شيرينه اذ انها قررت تسمية ابنها على ابيها الغالي ... وقالت: ههههههه فديته سمي بابا ... يارب الله يسمع منج

قالت حرابة بتساؤل وهي تجلس على المقعد: خبريني انزين شبلاج ؟ شو مضايقنج ؟

جلست شيرينه قربها وقالت: ماعرف يا حرابة من البارحة احس شي كاتم على صدري وخوووووف فظيع فيّه

غضنت جبينها بتعجب وقالت بتلك النبرة التي يعتبرها أغلب الناس استجوابية ... لكنها غير ذلك البتة: من شو ؟

ردت شيرينه بتوتر شديد: والله ماااعرف ... مارمت اهيع يا ختيه

: يمكن هالارق والخوف طبيعي بما انج في اخر ايام حملج ... استهدي بالله وكثري من الاستغفار

تنهدت شيرينه وهمست: ان شاء الله الإحساس يكون طبيعي

وقفت حرابة وقالت: يلا بسير اكمل تماريني .. وانتي ارتاحي شوي لين تييج مدربتج

أخذت شيرينه تتأملها وهي تسير بعيداً بنظرة اخوية مرهقة
ثم همست: سبحان الله .. اللي يشوفج بهالمنظر ما يقول انج احن وألطف قلب في الوجود

أتتها المدربة الخاصة وهي تصفق بحماس متوعد: شيرينه هاااااااااي ... today we will do some new exercises

قلبت شيرينه عيناها بضجر متسلي وقالت لها بالعربية تريد إسكاتها: يا من شراله من حلاله علة .... شو اللي خلاني اطلب مدربة خاصة حقي !!

قالت المدربة بحزم مضحك وهي تتحدث بعربيةٍ مكسرة: يلااا يلاااا نووو كلااام نووو قر قر قر قر




دقيقتان فقط .... حتى انفتحت جميع الأبواب بأصوات مدوية مريعة
واقتحم الرجال النادي ليعم المكان الصراخ والعويل والصياح وفوضى لا قبل لها ولا بعد !

حتى ان رجلين من العصابة منهم عبدالودود شعروا بالتوتر وارادوا التراجع الا ان ابا همام امرهم بقسوة ان يفعلوا ما امرهم به ولا سيفعل ما يندمون عليه

ثم زمجر بجبروت كي يطغى صوته على صياح النسوة الهلعات المصدومات: علي .. شررريف ... ابا كل الحريييم في زااااااوية وحدة في القااااااعة يلااااااااا

ثم صرخ يريد اخراس صراخ النسوة وولولتهن ....... وعيناه تحومان على اجسادهن بلا أدنى شرف او خجل:
باااااااااسسسسسسسسسسسسسسسس


لكنهن نسوة .... واعراضهن منتهكة !! ........ فـ أي (بس) تلك التي ستخرسهن الآن !!!!


هتفت احداهن وهي تحاول تغطية جسدها ورأسها بإحدى أعمدة الأجهزة الرياضية لكن بلا فائدة: انتو ما تستحووووون ...... ما تخيلووووووون !!!!
شو مدخلنكمممممم هنيييييه !!!!
ما تعرفوووون ان هالجم خاااص حق الحريييييم !!!


صاحت إحداهن بغضب شديد: والله بدق على الشرطة يالزبااااالة انت وهوووووو


وانفجرت الالسن كلها بالسباب والشتائم واللعنات وحاولت احداهن الركض نحو الخزانات لتجلب عباءتها وعباءات باقي النسوة الا ان حميدان دفعها بقوة لتسقط ارضاً

صرخت امرأة كبيرة في السن وهي تضع يديها على رأسها: يا وييييللللليييييييييييييييي

هدر ابا همام بصياح عاتي وهو يحاول السيطرة على الانفلات والعويل المربك للاعصاب:
لا تخلووون ولا بنية تفلت من ايدكممممم تسمعووووون ... اباااهن كلهننن في مكان واااااحد
وشلوا كل التلفونات منهن وحتى الايبادات والتابلتس
واباكم تقطعون النت


اقترب عبدالودود هامساً قرب ابوهمام بعصبية ..... بوجه محتقن كلياً:
حريييم يا بوهمام حرييييم كيف تبانا نفتشهن !!

قلّب عيناه ويكاد يفقد سيطرته على نفسه
ليته لم يشرك عبدالودود بالعملية

قال بأعصاب منفلتة: شلوا اللي في اياديهن مؤقتاً ... مب لازم تفتشون
أساساً ما تهمني التلفونات اوردي عقب دقايق الحكومة والشعب كله بيعرف باللي صاير هنيه
وبيشهد الجميع ان بوهمام قدر يكسر خشوم كبار الرجال في الدولة بعملية بسيطة جداً


كانا يتحدثان بانفعالٍ وعصبية

ولم يلحظوا تلك التي إلتقطت بخفةِ يد جميع المناشف الكبيرة من الأرفف المعلقة على زاوية جدار من جدران القاعة الضخمة

وأخذت توزعهم بسرعة راميةً قطعة قطعة على النساء قبل ان يلاحظوا وجودها
حتى وصلت لفتاة مخفضةً الجبين وترتجف ويبدو انها اصغر منها نوعاً منها

بعدها اكملت سيرها واعطت صديقتها شيرينه التي ترتجف برعب منشفة ..... وهمست لها محذرة: غطي راسج ومسكي نفسج شوي
ماباج تتروعين

توارت عن أنظار الرجال وهي تقف خلف النسوة لتحلل بهدوء الموقف الغريب الحاصل هنا

هتفت احدى مدربات النادي برجاء باكي: لك انتو ميييين وشو بدكوووون منااااااا ؟!!!!
هيدا جم خاص للصبايااااا مو بنك او شي سوبرماركت لحتى تعملو سطو عليييييه

صرخ بها ابوهمام بعنف: ججججججب .... ان رمستي مرة ثانية بييج صطار يفر راسج فررررر


وبدأ رجال ابوهمام بجمع الهواتف والاجهزة المحمولة
منهن من اعترضت ومنهن من سلمت هاتفها من غير مقاومة
لكن الجميع رضخ في النهاية
حتى الفتيات اللاتي اتين من جانب المسبح وهن متلحفات بـ المناشف الكبيرة وخلفهن احد رجال ابا همام الخبيث



اقتربت حرابة خفية من شيرينه لتقول بحزم: عطيني تلفونج .. تلفوني خليته في اللوكر

اخرجت شيرينه هاتفها المحمول من داخل حمالة صدرها .... وأعطتها بلا تردد وهي تشعر بآلام فظيعة في بطنها

رمقتهم حرابة بعينان معتمتان ..... تريد ان تعرف نواياهم وخطتهم لترسم خطتها وفق النقاط الموضوعة امامها


في تلك الاثناء ..... اقترب حميدان من ابا همام .... وهمس بضحكة مقرفة قرب رأسه: ههههههههه اوف اوف اوف كل وحدة تقول الزوووود عندي ... شو هالفكرة الجهنمية اللي يتك يا بوهمام


قال بوهمام بنظرة شهوانية وهو يحاول سرقة اي جزء مغري في هذا المشهد المخزي والعاري من لباس الشرف والنخوة: دومه بوهمام اييب الشي الزين لكم
عاد فوق الزين بيزات ودراهمممممم


حرابة حينها .............. كانت تتأمل اعين الرجال الملثمين بدقة
وفكرت

هناك ستة رجال اقتحموا نادي خاص بالنساء والسبب مجهول !!

هل هي عملية خطف وابتزاز فقط ؟ حسنا على ما يبدو ..... هي كذلك
فلنرى ... ستة رجال مع ستة اسلحة او اكثر
اثنان منهم يراقبان الوضع في الخارج


شدّت على الهودي الذي يغطي رأسها ...... وثبتت كمامة وجهها بحرص

وتحركت لتقف قرب احدى المدربات والتي تحمل الجنسية المغربية:
كوتش حسناء

التفتت المدربة نحوها وقالت بصوت مرتبك: ايوه

: سبق وقلتيلي كنتي تشتغلين مدربة في معسكر صح ؟

ردت بسرعة: ايوه ايوه

ألقت نظرة سريعة على وضع النسوة المذعورات ..... من تولول خائفة ومن ترتجف باكية .... لتقول بعدها بصرامة: زين ابا مساعدتج ..... لان واضح انج الوحيدة هنيه اقدر اعتمد عليها

ولان المدربة تعرف مكانة التي تقف امامها ومرتبتها العالية في الدولة ....... قالت بثقة واحترام: وأنا برهن إشارتك يا سيدي أأمريني ..


نظرت للرجل الذي استنتجت انه من يتخذ وضعية الزعيم هنا ...... وفكرت
كيف تستطيع حل هذه المعضلة الحساسة بأقل خسائر ومن دون أضرار تمس النساء والفتيات !!


تأملت اعين الرجال المأخوذة بما يرون وكأنهم مغيبين .... امالت فمها مشمئزة من شهوانيتهم وقذارتهم

همست للمدربة ولقنتها ما يجب ان تفعله ....... ولتترك الباقي عليها

في هذه الأثناء
وعندما تأكد ابا همام ان كل من/ما في النادي اصبح تحت سيطرته .... امسك هاتفه واتصل برقم يحفظه عن ظهر قلب
رقم العقيد مبارك يوسف
صاحب هذا النادي تحديداً والتابع لسلسة نوادي رياضية فخمة منتشرة حول العاصمة



،,



هرع العقيد بجنون الخوف والرعب ليتصل بجماعته واصحابه ويخبرهم بالكارثة التي حصلت .... وخلال لحظات .... انتشر الخبر كانتشار النار في الهشيم بين رجال القوات المسلحة


كارثة بحق !
فمن ذا الذي يتجرأ ان يخطف نادي نسائي خاص بأكمله !

بوجود عشرين امرأة وفتاة على اقل تقدير !

والادهى من هذا .... نبرة الابتزاز الفجة الواضحة بصوت المتصل !

ماذا قال !

ثلاثين مليون درهم اماراتي !

وطائرة خاصة مؤمنة بالكامل لهم !

تبــــاً



اخذ يدور حول نفسه بربكة مريعة
ليرتعد واقفاً ما ان تذكر ابنة أخيه وزوجة ابنه في ذات الوقت ........ شيرينه

ياللهول ... منذ يومان فقط علم من ابنه ان زوجته مشتركة في النادي النسائي منذ اكثر من سنة والذي يعود ملكه للعائلة !

هل هي مع النسوة الآن يا ترى ؟!!


ابا همااااااام ..
ذلك الداعشي السابق الحقيــــــــــــر
ماذا يريد منه بحق العظيم !!!!


استل هاتفه واتصل بـ زوجة ابنه بتوتر شديد ... فلم تجبه رغم ان الهاتف يرن
ليتصل بعدها بابنه .... ويكتشف الطامة الكبرى التي لم يتوقعها أبداً ولا باشد كوابيسه رعباً !!
شيرينه هناك !!!!



،,



بعد نصف ساعة بالضبط ..... أتاه اتصال من احد الالوية في القوات الجوية
ليستفسر عن القصة التي انتشرت كالبرق بين الرجال في القوات المسلحة

ثم هتف لصاحبه مبارك يوسف يحاول تخفيف قلقه الشديد:
مبارك هد هد اعصابك واذكر الله


: الله يستر .. الله يستر


هتف اللواء بحزم: اذكر الله اذكر الله ما بيصير الا كل خير .... عطني دقايق وبرمسك ...... واحد من الضباط متصلبي يمكن عنده مستجدات


هتف العقيد مبارك يوسف بخوفٍ متصاعد: زين .. لا تبطي علي يا زايد يعل والديك الجنة



حياته
عائلته
سمعته في الدولة


رباه
وضع يديه على رأسه الملغم بالافكار المخيفة


ابنة أخيه
وحفيده الذي تحمله في احشاءها
والكثير الكثير من النسوة والفتيات


فليذهب ناديه وماله وحلاله الى الجحيم
كل شيء يعوض الا الشرف والـــــروح


اللعنة عليك يا ابا همام
عرفت من اين تؤكل الكتــــــــــــف





بعد دقايق معدودة كانت طويلة ومنهكة للأعصاب



قال صاحبه اللواء زايد على الخط الآخر: مبارك ..... وصلتني معلومات يمكن تحل هالازمة لو لعبناها صح

: كككيف !!!
دخيلك قووووول

قال وبريق ينبثق من عيناه: حرابة بنت ليث في نفس الجم اللي هو



،,



منذ البارحة وهو يشعر بقلبه ينقبض وينكمش على نحو مزعج مقيت
اتصل بـ اهله حينها واطمئن عليهم كما اتصل بـ حرابة لكن وكعادتها لم تجب على اتصاله
اكتفت بالرد عليه برسالة مقتضبة قصيرة بعد ساعات

حاول ازاحة الشعور الكريه القابض على روحه لكنه فشل
وعندما اتاه اتصال سهيل الصادم ما ان وصل لبيته قبل ساعة بعد سفرة قصيرة للكويت لغرض العمل

علم ان الشعور الذي داهمه كان حقيقياً

ربـــــــــاه ............. هل سيفقد حرابته ؟
هل سيفقدها ويفقد ابنه معها ؟


ابنــه
ابنــه

كان بالكاد قد استوعب ان الله سيرزقه ولبوته الحسناء ابناً يحمل كل حبه الجارف لأمه
صحيح هو عاتب بقلبه على قلبها القاسي الجافي
لكنه لا يستطيع الا التوغل في حبها
والتمرغ بحرير الهوى الذي يسير بخيلاء بين غيومه

كان قد عاد اليوم لان سهيل اخبره انه يريد رؤية اخته ومن الضروري ان يكون هو بقربهما

يعلم غابش ان سهيل كان غارقا بانتقامه وعندما علم البارحة من محمد ان شاهين اصبح بين ايديهم

تيقن ان صديقه استفاق وادرك ما عليه وما دونه
حتى انه اخيراً التقى بأمه نورة ... أمه التي كانت بطلة قصائد لوعته واحزانه في سنينه الماضية

ولم يتبقى الا اخته الغالية على قلبه



خفق قلبه بجنون وهو يدعو الله الا يحدث لها مكروه
يريد ان يحتضنها
يريد اخبارها كم الحب معها جميل
وكيف كلمة "احبك" تتعارك بحروفها على طرف لسانه تريد الخروج من فمه والمكوث بسكينة داخل فمه وانفاسها

يريد اخبارها كم قربها ثمين
بل هي بأكملها ثمينة لديه

يريدها ان تعرف كم هو يتشبث بها بأسنانه
وتلابيب روحه

يريد اخبارها انها زخات السعادة
وصبيب الفرح
وانسكاب الحياة
انها البرد والسلام
انها الامان ورائحة الامهات

وضع يده على ذراعه ثم قلبه

الالم الفظيع يداهمه بشراسة
لكن خوفه الشديد عليها كان اشرساً

داس اكثر على دواسة بترول سيارته ليكمل طريقه بين السيارات بسرعة جنونية

ثم امال بجسده واخرج سلاح ناري من درج سيارته الامامية

رن هاتفه في تلك الاثناء ..... فـ اجابه فوراً بانفعال من بين تعابيره الشاحبة: ها سهيل
بشّر شو صار ؟

زفر سهيل بـ اعصابٍ حاول السيطرة عليها قدر المستطاع لكنه فشل
منذ ان اخبره صديقه العقيد مبارك يوسف بالمحنة التي يواجهونها وهو يدور حول نفسه يبحث عن حل
اخته هناك محجوزة ولا يعرف كيف يستطيع انقاذها

كل ما عرفوه الى الآن ان الداعشي السابق ابا همام هو من يحتجز النسوة داخل النادي الرياضي
فـ زادت حيرتهم اكثر
هل ابا همام يريد حرابة ؟؟
ام يريد الانتقام من العقيد مبارك يوسف اثر قصةٍ قديمة كانت بينهما ؟؟
ام فقط هي محض صدفة ان ابا همام الوغد قرر ان يستربح بعض المال من وراء حركةٍ دنيئة يعلم انها شديدة الحساسية عند رجال الدولة
بل عند الرجال الاحرار عامةً !!


التفت سهيل يمينه وعيناه على الضباط الذي يقفون قرب بعض والتوتر بينهم وصل الألف واط
ومعهم الأمن والقوات الخاصة

كم هو عظيمٌ ما يشهدونه ومرعب حد النخاع !



هز سهيل رأسه وهو قلق على حال صديقه مبارك ايضاً
عندما تعرف عليه في هولندا ...... اكتشف كم هو نبيل وشهم وعالي الاخلاق
فهو الشخص الذي اخبره عن امر تهديد داعش لـ حرابة قبل اشهر طويلة لذلك هو -سهيل- يحمل في روحه الكثير من الامتنان له والشكر

: ما رمت آخذ عن مبارك يوسف اي كلمة ... متروع على بنت اخوه الموت .... انت وينك الحينه ؟؟؟؟

قال غابش بسرعة وعيناه تجولان الشارع يميناً ويساراً باضطراب مريع: قريب قريب ... ياينكم

غمغم سهيل بغضب وهو يرمق اللواء زايد بطرف عينه فما سمعه منه قبل قليل لم يعجبه: اللوا زايد اقترح ان القوات تتواصل مع حرابة عسب تساعدهم من داخل النادي

هدر غابش بشراسة وقد طفح به الكيل: وكل شي على حراااااااابة !!
حراااااابة حراااااااابة حرااااااااابة
الرجل الحديدي هي !!!!!
يا ناس الحرمة حاااااااامل والله اعلم شو وضعها الحييييينه !!!


تنهد سهيل بـ ضيق أليم ملؤه القلق

كان قد قرر انه سيلتقي اخيراً بأخته الحبيبة اليوم
فماذا حدث لتحصل كل هذه الفوضى المريعة !!
استغفر الله العظيم
اللهم لا اعتـــــــــــراض


لكن قرر تهدئة صديقه بأن قال بتمالك اعصاب شديد: هد عمرك انت .. لا تنسى انها اختي بعد واحاتيها .. تعال اترياك انا



،,




منذ خمس واربعون دقيقة وهي تراقبه

رجل قصير قوي البنية لكنه متردد
مرتبك

علمت من نظراته وتناكفه المستمر مع رئيسه انه غاضب ومستنكر الذي يحدث ولكن ليس بيده حيلة

حسناً ..... بدأت تعلم كيف ستفعلها وبالشكل الصحيح



: حـ .... حراااابة


قربت وجهها من شيرينه وهي تهتف باهتمام: ها شيرينه شبلاج ؟؟
تانسين شي ؟؟

: ا ا العوار ... يز ..... يزييييييددد .... ا ا انا خااااايفة


في تلك الاثناء ... شد انتباهها -حرابة- منظر فتاة تحاول الانزواء من خلف بعض النسوة اللاتي يتعرضن للتحرش اللفظي
من قبل احد الرجال

ثم لمحتها وهي تقف في زاوية قرب احدى الاجهزة وتبكي وتقول "يارب"
"يارب"

اقتربت منها بتواري ..... ثم رفعت وجهها نحوها ........ فـ تعرفت عليها على الفور مذهولة

رحمة اخت غابش !!!!

رأتها مسبقاً في صور كان قد عرضها غابش امامها من هاتفه .... في لحظة صفاء وحب

هتفت بحدة خرجت عفوية: رحمة !!

كادت رحمة تصرخ بسبب لمسة حرابة المفاجأة لكنها تراجعت وهي تهمس بـ هلع مثير للشفقة: حـ .. حرابة ؟؟

تعرفت الفتاة على المرأة التي علمت منذ اشهر انها زوجة اخيها والتي تزوجت به على نحوٍ محصور جداً ومكتوم لأسباب قال عنها ابيها عبدالرحمن انها قوية وحساسة

تداركت حرابة الوضع الحساس الذي يزداد تعقيداً وقالت تحاول سحب الفتاة ناحيتها: تعالي تعالي خلج عدالي

هتفت الفتاة بتلعثم مرتعب وقد مرت كل مشاهد افلام الرعب والجرائم التي شاهدتها طيلة عمرها امام عيناها في ثواني معدودة
: خايفة ...... خـ خايفة والله العظيم .... اخاف يجتلووونااااااااا


رحمة كانت بحق مرتعبة ... بـ وجهٍ اصفر شاحب وعينان زائغتان
ويكاد يغمى عليها

لمحت حرابة العراك الحاصل بين ابا همام والمدعو عبدالودود من بعيد ونادت بخفوت من بين اسنانها: كوتش حسناء

اقتربت حسناء منها وقالت: أأمريني

وضعت حرابة رحمة بين يدي حسناء وهدرت بقوة شديدة: البنت هاي في امانتج تسمعين ؟؟

ردت المدربة حسناء بقوة وهي تمسك يد رحمة بحرص: حاضر

كررت حرابة بصرامة شديدة: لا تخلينها لو شفتي الموت نفسه بين عيونج
مفهوم ؟؟؟

: أمرِك سيدي




بعدها عادت حرابة لـ شيرينه التي كانت تجلس في زاوية من شدة الالم وتبكي من شدة الخوف

حرابة بقلق: ها خف الويع ولا بعده ؟؟

ردت شيرين بـ جبين متعرق: بـ بعده ... حـ حرابة
انا
انا خايفة
خايفة على ولدي


واحتضنت بطنها بردة فعل امومية



أمسكت ذقن شيرينه بقوة ..... لتقول بنظرة تبرق بالشر:
لا تخافين تسمعين ؟؟
مول لا تخافين خلج مثل ماعرفتج دوم .... قوية ما تهابين شي


اومأت برأسها بتردد من بين دموعها الرقيقة .... وقد وصلت تيارات القوة والشجاعة من قلب حرابة لقلبها الوجل

اشرت بأنفها نحو احد الرجال وقالت: تشوفين ها المصطن عدال الباب ويفر كلام وصخ على البنات ؟؟؟


هزت رأسها شيرينه بإعياء

لتغمز لها حرابة بابتسامة شيطانية وروحها تتلهف شم ارض المعارك والدم:
تبين راسه ولا ريله ؟؟


قالت شيرينه وجسدها كله يصرخ ألماً .. وغضباً من عرضها المنتهك

العار الذي شعرت به تحول لـ نيران متأججة في عيناها: ابا عيوووونه ...... يعل عينه العممممى ........ عديم الششششرف والنخوووووة


في اللحظة التي نطقت بها شيرينه آخر كلمة ....... شعرت بجسدٍ يقفز قربها وهمس خافت كـ خفوت سير الزواحف السامة بين الرمال الحارة:
ما طلبتي الا عزج




،,



بخطواتٍ رشيقة صامتة كـ صمت سير افعى صغيرة ..... لا تُسمع ولا تُرى
وصلت لاقرب امرأة تقف قرب ذاك المسمى عبدالودود والذي يغمغم بصوت شبه مسموع بهلع وخوف

واكملت خطواتها تحت انشغال الرجال في اتصالاتهم ومناوشاتهم وصياحهم وانفعالاتهم

استلت قلم حبر من جيب سترتها الداخلي ..... ضغطت على زر في منتصفه ليخرج من الاسفل نصل حاد


ثوان فقط حتى اصبحت خلف الرجل
وضعت النصل الحاد على عرقه النافر في عنقه وامرته بصوت منخفض: انتبه
ما انصحك تتحرك الحين

هتف الرجل مرعوباً مصدوماً: انا انا مالي خص هم السبب

ردت بطريقة باردة جداً وتثير التوتر: ادري

فجأة ... نادى عبدالودود ابا همام كي ينتبه لما يجري: بوهماااااام

اتسعت عينا ابا همام وباقي رجاله
عقد حاجبيه الاول وهو يرى المرأة ذات نصف الوجه المخفي
تهدد عبدالودود بأداة حادة قاتلة


هتفت حرابة بـ نبرة صقيعية جداً لكن جهورية مسموعة ...... من خلف كمامها الرياضي الاسود: شو اسمك ؟

انذهل ابا همام من الفتاة القوية الجريئة .... والتي ببساطة تسأله عن اسمه

قال لها بابتسامة معجبة وهو يقترب منها ومن عبدالودود الخائف جداً: سمعتيه شو قال

حرابة: ابا اعرف اسمك الصدقي

سألها ببريق عيونٍ ماكرة: ليش ؟؟

ردت حرابة بـ هدوء وهي ترمق كل شيء حولها بطرف عينان متمعّنتان دقيقتان: احب اتعرف على الشخص اللي اواجهه
ومن اللي لاحظته .... انت الـ boss بينهم

اقترب والابتسامة الشريرة تتسع على محياه الخبيث من تحت لثامه ...... اقترابه كان بالضبط ما ارادته حرابة

: عايض الـ ..... ما كنت بقولج بس عجبتيني والله ... ونادر ما تعجبني بنية بشخصيتها

لم يكد ينهي جملته حتى رفع سلاحه واطلق النار على رأس عبدالودود

وقف امامها مباشرةً وتحت رجله رأس معاونه الذي فارق الحياة

ثم اكمل بـ نبرة شيطانية: شو رايج الحينه ؟!

حركت حرابة رأس عبدالودود الميت بـ حذائها ... ثم قالت ببرود شديد: خسارة .. كنت اباه من نصيبي عقب ما اخلص منك

حدق بعيناها السوداوتان من وراء كمامتها ثم سألها بصوت مقزز وقد اثارته اكثر بقوتها: منو انتي يا حلوة ؟

فجأة سمعوا صيَاح رحمة المذعورة: حراااااااااااابة

رمق التي تصيح من بعيد .. ثم عاد بأنظاره نحو حرابة من جديد ..... قبل ان يقول ورائحته الكريهة تصلها: حرابة ؟ اسم غريب بس غاوي
سمعت الاسم على بنت وحدة بس
من زمان

قرب يده بخفة ....... ونزع الكمام عنها ....................... اندهش بشدة
وارتبك بشدة اكبر من ذي قبل !

: ا ...ا ........... حرابة بنت ليث ؟؟؟؟

لمح هاتفها الذي يهتز تحت ملابسها
رأت عيناه تصل لصدرها بـ نوايا واضحة

حذرته بـ اجفانٍ لا ترف ولا تتحرك .... خاصةً وهي ترى يداه ترتفع مرة اخرى تريد امساكها ونزع الهاتف نزعا من داخل ملابسها:
تحمل
اذا تبا تسلم بـ ايدك ..... ما انصحك تقرب خطوة وحدة

صاح حميدان معاونه منفعلاً غاضباً: بوهماااام شو صار مع العقيد مبارك يوووسف !!! تفاهمت وياااااااااه !! يلا بسرعة طولنا في العملية



العقيد مبارك يوسف !

اتسعت عيناها ...... تعرف هذا العقيد جيداً
بل هو ... وياللمصادفة ... عم شيرينه ووالد زوجها

عاد حميدان ليصرخ بصبرٍ معدوم: بوهماممممممممم

انتهزت الفرصة عندما لاحظت ان انتباهه مشتت ناحية رفاقه ...... فـ رفسته في بطنه بعنف

وما كاد يسقط من شدة الالم حتى ضربت جانب رأسه بحركة رشيقة بحذائها الرياضي

سقط بقوة على الارض ..... اغمي عليه بينما انفه وفمه يتصبب منهما الدم ...

نزلت بجسدها بسرعة واستلت مسدسه

رفعت سلاحها امام الرجال ..... وبطرف حذاءها نزعت لثام الرجل المتراخي اساساً

لتكتشف انه ابوهمام

الذي سبق وواجهته في الماضي !


انتشر التوتر بين رفاق ابا همام وكان حميدان سيهدد حرابة بـ احدى النسوة ...... الا ان المدربة حسناء كانت اسرع واكثر رشاقة وهي تضربه بـ احدى الاوزان الثقيلة
سقط ارضاً مغشياً عليه هو الآخر

وفجأة
كل النسوة هجمن على باقي الرجال والذي اصبح عددهم ثلاثة فقط

رغم ان حرابة قد حذرتهن سابقاً الا يفعلن اي تصرف متهور اذ ان الرجال يحملون الاسلحة بأيديهم

لكن لحسن الحظ ان "اشباه الرجال" كانوا جبناء خاصةً عندما سقط ابا همام وحميدان ومن قبلهم رأوا عبدالودود يُقتل

فعلياً ... كادوا يموتون من ضرب النسوة المبرح ولكماتهن ورفساتهن الجنونية المتواصلة
حتى ان شيرينه من شدة غضبها وآلامها المتفاقمة في بطنها ... وضعت حذائها الرياضي داخل فم احدهم حتى كسرت اسنانه الامامية والجانبية


اقتربت رحمة وهي تركض نحو زوجة اخيها ...... صائحة من بين دموعها المنهمرة: حرااااااابة انتي بخييييير ؟؟؟؟؟

احتضنت جسد الفتاة وهي تطمأنها بصدق: بخير بخير حبيبتي ... تعالي ويايه

سألت الفتاة بعيون مزغللة من الدموع: و .... وين ؟؟؟

سألتها وهي تلتفت وتبحث بعيونها: وينه اللي كان يطالعكم ويعق عليكم رمسة وصخه ؟؟

اشرت رحمة إليه مباشرةً ..... بقهر جنوني ووجهها يحتقن من شدة الغضب والحقد: هذاااااااك

امسكت يد الفتاة وقررت ان تعطيها درساً قوياً في الحياة رغم انها ارادت فعلها بنفسها لأجل خاطر شيرينه

لكن آثرت اعطاء رحمة درساً يجعلها لا تفكر بالرجفان والخوف من اي تهديد او تخويف ابداً

اذ انها تعترف هي -حرابة- انها اغتاظت من الضعف الذي كان يحتل حواس رحمة وروحها

اعطتها النصل الحاد وقالت بقسوة: شوفي شغلج وياه

تراجعت رحمة مرعوبة خائفة وهي تظن ان حرابة تطلب منها قتل الرجل: لا لااا

هدرت حرابة بصراخ غاضب: مب كان يحاول يشل الفوط عن روسكن وبغى يتلمسكن ويتغمز هو وربيعه ويتنقوون منو اللي يشلونها وياهم عقب العملية !!!!

صاحت الفتاة بقهر تفجر معه هلع واضطراب: هيييييي هيييييييي

هتفت حرابة بصرامة بالغة: عيل عندج اياه .. بطي عيونه

ارتعشت الفتاة بذعرٍ لا يضاهى: بس ..... بسسسس

اسكتتها وهي تزمجر بعنف جعل رحمة تنتفض بمكانها: بنت منووو انتييي !!

السؤال بحد ذاته افاقها من خدرة الذعر والتخبط والخوف

سؤال بدأ ينعشها
يجددها
يجعلها اقوى


اجابت بدموع غاضبة ومن بين اسنانها المصطكة ببعضها البعض: بنت عبدالرحمن بوالشريس

: اخت منووو انتييي ؟؟؟؟

زمجرت الفتاة بـ فكين مطبقين وهي تكاد تنفجر ما ان مر شريط حقارة الرجال معها ومع باقي الفتيات
حقارة وساخة وانحطـــــــــــاط

صرخت كرامتها
........ شرفها
وعرضها الذي كاد ينتهك فعلياً لولا ستر الله ورحمته !


فـ صرخت وهي تأخذ النصل من حرابة وهرعت باتجاه الرجل ...... الى ان دنت منه وضربت عينه
ارادته في المنتصف .. في البؤبؤ مباشرةً
الا ان الضربة اتت في الجفن السفلي ... وظل النصل عالقاً في الداخل

الرجل كان حينها يصرخ ويستنجد ويتوسل الرحمة من بين دماءه وآلامه المتفاقمة

بصقت على وجهه وهي تكمل صراخها وسبابها: يا كللللللللللللللللللللللللبببببببب
يا وااااااااااااااااااااااطي
يا زبااااااااااااااااااااااااااااااالة


جرتها حرابة من ذراعيها بقوة وعلى وجهها ابتسامة فخورة ... ربتت على كتفها وهتفت بصوتٍ رخيم: كفو بنت الخال كفو

كانت رحمة ترتعد ... تصرخ وتشتم بقهر تارةً ... وتبكي من شدة الصدمة تارةً أخرى

بعدها ... طلبت حرابة من النسوة جميعهم الوقوف قربها كـ مجموعة واحدة ..... ثم استلت هاتفها واتصلت باللواء زايد واخبرته ان الامور في الداخل اصبحت تحت السيطرة

انزلت الهاتف ...... وهي ترمق الرجال المتساقطين على الارض بكآبة وغيظ

قبل ان تغمغم بضجر حقيقي: بس ؟؟ هاللي طلع منكم ؟؟
شو هالعملية السخيفة ؟!
ممممممممممم
خربوا مزاااااجي



،,



الحارسان اللذان في الخارج

ولان الابواب الزجاجية الصلبة كانت مغلقة وميزتها انها كاتمة للصوت

لم يسمعوا اي شيء مما حدث في الداخل لكن عندما انقطعت اتصالات ابا همام بهم

اقترب احدهم يريد الدخول ومعرفة ما يحدث

لكن اصوات السيارات والانذارات ورجال الامن اربكته واوقفته مكانه

لم يكد يلتفت لـ يعود لرفيقه الحارس الآخر

حتى دق احدهم عنقه من الخلف

فـ سقط ارضاً بجسده الضخم المدجج بالعضلات



،,



ارتمت اخته على صدره وهي تصيح بإسمه: غااااااااااابش

رمق بتوتر بالغ كل النسوة اللاتي خرجن من النادي بعد ان تغطين بالكامل وتسترن بالسواد
ثم رمق حرابة التي تقف قرب امرأة حبلى والتي يظهر عليها أمارات التعب والارهاق


اشتدت خفقاته بالصدمة والذعر اللذان ما يزالان يحتلان جوفه

اخته كانت من بين المخطوفات وهو لم يكن يعلـــــــــم

يالله .. رحمتك يا رب

تفاقم ألم قلبه وهو لا يستطيع تخيل انه كاد يفقد زوجته واخته في ذات اليوم

ناداها وهو يحتضن جسد اخته بقوة: حرابة

اقتربت منه حرابة وهي تبتسم له بـ هدوء
هدوء رزين
بسيط
مستكين

وجهت كلامها بداية الامر لـ رحمة: تستاهلين السلامة يا رحمة

: ا الله يسلمج وانتي بعد تستاهلين السلامة

وجهت حرابة حينها كلامها لـ غابش: تستاهل سلامة اختك يا غابش

امسك رسغها بقوة .... هو يتأملها من فوق لتحتها يريد التأكد انها بخير ولم يصبها اي مكروه: انتي .....
انتي بخير ؟؟

فـ ابتسمت له ابتسامة مغيظة وقالت: انا بخير ... طبعا بخير الحمدلله
كله بفضل الله

لاحظ بقعة دم على يد اخته ... فقال وهو يتفحصها بفزع: رحمة الدم ها من شو ؟؟؟ فيج شي ؟؟ صابج شي ؟؟؟

رحمة: لا لا

قالت حرابة وهي ترى تلعثم رحمة وتوترها: مب دمها
دم الوصخ هذاك

واشرت نحو الرجل ذو العين الواحدة والذي كان في تلك الاثناء يبكي من شدة الالم: سوت معاه الواجب

عندها .... تذكرت رحمة ما اراد ذلك النجس فعله بها والفتيات

لتجد نفسها تصرخ وهي تحاول الافلات من بين ذراعي اخيها: ايووووه الحيواااااااااان .... تفوووو عليييييه
بطيت عييييينه ليتني نحرررته الحقيرررررررررر

جفل غابش مصدوماً .... قبل ان يزمجر بـ غضب عاصف: سواااااابج شي !!!!!

صرخت بجنون حتى ان صوتها وصل للضباط ورجال الامن: لا يخسسسسسسسسي خاست ريحته وريحة من ياااابه
لكن كان يتحرش فينا بالكلاااام ويعق علينا رمسة وصخه
طاااايح الحظظظ ..... مودّر الدين والمذذذهب
تفوووو علييييييه



نار اشتعلت في جوفه وغشت مقلتاه الجاحظتان
تشبه النار التي تلاحقت في صدور محارم باقي النسوة وهم يتهافتون شيئاً فـ شيئاً لـ موقع الحادثة
وغاضبين كل الغضب من انتهاك حرماتهم
وما كاد يحصل من سوء لهم لولا لطف الله

دخل بين الرجال يريد قتل الرجل ذاته الا ان الضابط امسكه من ذراعه وعلى عيناه بريق ابتسامة: بوالشريس الله يخليك نباه الريال
اعتقه لوجه الله
يسد المحروسة اختك سوت له عاهة مستديمة في عينه

كان يرتعش فعلياً من شدة الغضب لكن ما هوّن عليه انه رآى زوج احدى النساء يقترب باشتعال جنوني من الرجل نفسه واهلكه من شدة الضرب
كذلك باقي الرجال المثارين من عرضهم المنتهك وكرامتهم المُهانة

هجموا بلا توقف على باقي المختطفين الاوغاد
حتى ان الضباط عجزوا عن ايقافهم بالكلام فهددوهم بالسلاح


عاد غابش الى رحمة فـ رآها تغسل يدها من اثر الدم

لا يصدق ان رحمة
اخته الرقيقة .... اخته التي لا تعرف كيف تقطع جزرة
تجرأت وضربت عين رجل بأداة حادة ...

سحبها معه بأنفاسٍ متلاحقة وانفعال عاصف قاتل لم يخفت في روحه

ثم شد من احتضان جسدها الصغير ....... قبل ان يمسك كتف حرابة ويقول من بين شحوب وجهه: تعالو ...
تعالو معايه

سألته حرابة بحاجبٍ مرفوع: وين ؟؟؟

فـ هتف من بين اسنانه ويكاد يكسرهم من شدة محاولته البائسة السيطرة على اعصابه: تعالي يا حرابة بلا رمسه زايدددده

قالت له ببرود: بتم ويا ربيعتي ... تعبانه وايد

اشر بعيناه نحو رجلان يهرعان نحو الفتاة المسكينة بهلع شديد
وقال: هاذم اهلها يوا ... مالج حاية وياها الحينه .... تعالي

تأففت بصوت غير مسموع ....... ثم ذهبت معه واخته

في تلك الاثناء .... كان سهيل يتنفس الصعداء داخل سيارته ويحمد الله بصوت مرتفع مبحوح على سلامة اخته


وعندما تحرك غابش بسيارته امامه
تحرك خلفه مباشرةً
وقلبه يرفرف ألفاً بعد ألف حتى يراها ويحتضنها بيداه



،,



في منتصف حوش منزل عبدالرحمن بوالشريس



وقفت امام باب رحمة الخلفي ..... بعد ان خرجت من السيارة وواجهتها ..

سألتها بحنو مهتم: متأكدة ترومين تدخلين روحج ؟؟

احتضنتها رحمة بخفة .... وهزت رأسها بالايجابية

قبل ان تقول برقة: هي لا تحاتين

اقترب غابش منهما وهو يحدق بـ حرابة بشكل مفرط اربك كيان الاخيرة في الحقيقة

قبّل رأس اخته الصغيرة بـ حب اخوي .... ثم قال: لا تخبرين امايه باللي صار ... بتهَلْك من الصياح بعدين

: لا لا ما بخبرها .... ادريبها ما بتتحمل
انت اذا ييت خلاف خبرها روحك

احتضن اخته مرة اخرى .... ثم همس بنبرة صادقة ممتنة: الحمدلله ان السالفة عدت على خير

وهي متمرغة في حضن اخيها
امسكت كف حرابة بقوة وقالت بابتسامة مفعمة بالقوة: الفضل لله سبحانه ثم لـ حرابة
ما بنسى اللي سوته ما حييت
حتى انها عطتني درس كبير ..... خلتني في دقايق بس انسانة ثااااانية


ابتعدت قليلاً عن حضن اخيها ...... وقبّلت خد حرابة بامتنان شديد
لتعطيها الاخيرة ابتسامة لطيفة

ومن بعدها ..... هرولت رحمة باتجاه باب المنزل الداخلي وهي تلوح لهما بعفوية


التفتت حرابة تريد الدخول للسيارة مرة اخرى .. لتسمعه يقول وهو يحاول رص كل اختلاج تصدر منها: فيج شي ؟




يالله ...... اهتمامه الدافء بـ اخته
احتوائه العذب لها

اشعرها بالضعف
الضعف الذي يأن له قلبك بصمت
فلا تستطيع الافصاح ولا التحدث


هي ليست رجلاً حديدياً
صحيح دخلت في معمعمة تراها "سخيفة" و"بسيطة" و"صغيرة"

لكنها انفعلت واشتدت اعصابها خلالها اذ انها حملت على عاتقها لا ارادياً مسؤولية نسوة وفتيات بريئات لا يفقهن لغة الارهاب والخوف ورهبة المجرمين والمغتصبين والقتلة

لهذا عندما انتهى كل شيء
شعرت ببعض الالم في رحمها


تجرأت بسابقة هي الاولى من نوعها ....... وردت بصوت خفيض مبحوح: شويّة ..... ويع

امسك وجهها بكفوفه وهو يهتف بقلق مريع: اوديج المستشفى ؟؟

: لا لا .... بس ابا امدد جسمي وارتاح

هدر غابش بـ اصرار وقد شعر ان خوفه عليها ينهش عظامه: احلفي ما فيج شي

ردت حرابة بصدق: والله ما فيّه شي غابش
بس هالويع اييني اذا كنت شادة اعصابي قو

ساعدها على الجلوس بجانبه ... ثم سمعها تقول بـ نظرة متراخية وهو ما يزال يميل بجسده داخل السيارة

وجهه يواجه وجهها تماماً


نطقت امام انفاسه الهادرة بـ كلمتان فقط:
ابا امايه



ويل قلبه
لأول مرة يراها تحمل تلك النظرة المستنجدة
استنجاد صامت اخرس
لا تريد من خلاله ان تظهر ضعفها ورغبتها بـ اسناد جسدها على احدهم


قال لها بذوبــــان: ما ينفع اكون امج ؟؟؟



ترمقه بخدر العيون
وذبول الجفون
ورعشة الورود في الخدود


اخفضت عيناها بمشاعر شتى
لا وصف لها ولا مسمى


ليمسك ذقنها
ويقرّب وجهها منه برقة


لثم جبينها بعمق
ببطئ
بامتنان شديد لله انه حفظ محبوبته واخته له


ثم هتف بـ اجش عذب: الله لا يحرمني من هالويه
اشهد اني مت وحييت في هالكم ساعة اللي طافوا



،,



فــــي منــــزل ليــــــــث



شعرت بالغرابة من خلو منزل ابيها
كانت تترقب امها فلم تكن موجودة من الاساس اذ انها قالت لها بعد اتصال قصير انها اضطرت للذهاب عند ريسة بنت صياح اذ ان الاخيرة كانت تمر بتوعك في ساقها


ثم ترقبت ابيها ...... الذي كان ما يزال في عمله ولم يعد الى الآن

وظبية -كما اخبرتها الخادمة- فقد ذهبت للمركز التعليمي الخاص

كانت ستتجه الى غرفتها بمساعدة غابش كي تمدد جسدها قليلاً وتسترخي

الا انه طلب منها بـ وتيرة صوته التي تخدرها ان يجلسا قليلاٌ في المجلس الداخلي

بعد دقيقتان ... امسك يدها لتجلس اولاً .... ثم ليجلس قربها

وقبل ان تسأله عن شيء
كان يغزوها بـ ذراعيه التواقتان الدافئتان
وانفه الذي غاص في تجويفة عنقها بعد ان خلع عنها الحجاب ورماه ارضاً

تأوّه وهو يغمغم بكلماتٍ كثيرة
حارة
ثقيلة
ملؤها التوق
ملؤها الخوف
ملؤها العذاب

: روعتيني يا بنية
روعتيني الموت

نظر إليها وكاد انفه يضرب انفها من شدة القرب
: خفت افقدج
انتي شو ؟ ما تحسين ؟ ما عندج احساس ؟

قالت له بنبرة هامسة وهي تتأمل شفتاه القريبتان منها جداً: انا قلتلهم يدشون علينا النادي ؟

تنفس انفاسها الحارة بعنف .. ثم قالت بضبابية نظرته وعقدة حواجبه السوداء: ليش توهقين روحج وياهم ؟ القوات كانت بتتكفل بالموضوع
ليش تعقين روحج للموت !!

وضعت شفتها العلوية على السفلية برقة
ثم قالت بإحمرار غزا وجنتيها بلا سيطرةٍ من اعصابها: ما صار شي غابش
اصلا ما تهنيت
هذاك الغبي ما ......


اتسعت عيناه مذهولاً وهو يقول باستنكار: ما تهنيتي

كتمت ابتسامتها ....... لتقول بسخرية لطيفة: هي والله ما تهنيت ... السالفة خلصت بسرعة

جرها فجأة نحوه ...... واحتضنها بقوة
قبل ان يهدر من بين اسنانه: مينووووووونة انتي ...... مينووووووووونة


اعقب الحضن القوي ........ بـ قبلة قوية
قبلة ضربت كل اعصابها .. كل شرايينها
كل سيطرتها
وخدرت اوردتها النابضة بـ دماءها الحارة


ابتعد قليلاً ثم قال بلهاث العاطفة التي ما تزال تتقلب بين القلق والتخبط والربكة: بس احبج
احبج وماداااااااني يجيسج شي

(يجيسج = يلمسج)




خفق قلبها حد اللامعقول
وصدرها يكاد يخرج من جسدها

اعترافه السلس دمّر مقاومتها
حطّم حصونها الصلبة
كسر حواجزها العالية



تأمل شفتيها المتورمتان بـ غرامه المأجج ثم ادرك ما كان ينتظره
انتظارٌ طال
طالَ كثيراً


هتف بـ اجش وهو يرفع عيناه من ثغرها وخديها الحلوتين ...... لعيناها الخدرتان اللامعتان: عندي لج امانة


رمقته بحيرة نظراتها الغائمة الذابلة ..... واستفهامات تتراقص فوق رأسها

اكمل وهو يدعك خدها بـ ابهامه .... بحنان جارف ملؤه العشق: خذت هالامانة وحطيتها على رقبتي من يوم سكنتي الفواد


ثم وضع يدها على قلبه ..... وهو يلتقط شرارات التساؤلات والتخبط بعيناها
كذلك ذهولها اللذيذ الخجول من اعترافاته المستمرة


ليتراجع بهدوء .... وهو يأخذ نفساً سريعاً
ثم رفع هاتفه
وقال للشخص على الجانب الآخر: حياك اقرب


انتفضت واقفة عندما سمعت طرق باب المجلس .. وهمست بعفوية: وقايتي

وقف قربها ... قبل ان يهتف مهدئاً توترها بحنو وبلمسة لطيفة من كفوفه: لا تحاتين ... ما من غريب يا بنت ليث


فـ استنتجت بـ تخبط .... انه ابيها
لكن لمَ يتصل غابش بـ ابيها ويعطيه الضوء الاخضر ليدخل منزله ؟

مع هذا
ظل استنتاجها انه "والدها" قائماً
فمن ذا الذي سيدخل عليهما الآن من الاقارب الرجال عداه !!

لا تريد التفكير او التحليل
متعبة وعقلها مرهق تماماً


تنحنحت بعفوية وهي تعدل شعرها وهندامها تزيح عنها اثر معركة الحب السابقة


الخجل يغزوها بوحشية ..... هرمون الاستروجين يكاد يتفجر من وجهها المتورد وخدودها الخمرية الحارة





: السلام عليكم




لوهلة
بل لنصفِ ثانية فقط

ارادت ارخاء تعابيرها ورسم الابتسامة على محياها وهي ما تزال مطرقة الرأس

ابتسامة تعطيها لـ والدها الغالي

لكن مرت نصف الثانية .... والنصف التي تليها

وهي تدخل مرحلة استيعاب

استيعاب ان الصوت لم يكن صوت والدها ليث !


بل صوت آخر
صوت غريب

لا .......... لا
ليس غريباً

ليس غريباً وانما ................ مفقوداً
مفقوداً من ذاكرة سمعِها سنواااااااااااتٍ وسنواااااااااااااات

سنوات ثقيلة مدفونة تحت تراب حياة الوحدة والبؤس والخوف والمرارة

صوت ليس غريباً .... ولم يكن قريباً ابداً
وكأن صداه أتى من وادي أبا الجن ..... على اجنحة شياطين تلك الليلة الظلماء
على صراخات جنون الرجال والقتلة والغدارين



هي حرابة
حرابة بنت ليث
كانت ترتعش رعباً ... بل من شدة ارتعاشها
امسكت بقوة رسغ غابش

وهي الى الآن لم ترفع عيناها لتراه ... لتتأكد ما اذ كان هو صاحب الصوت الرخيم او لا !

وهل تُلام على ارتعاشتها المثيرة للشفقة ؟
وهل يستعجب لها الزمان بـ ما يحصل معها ؟!

عاشت عمراً ترثي فقدها وكأنها الخنساء
وكأن سهيل "صخراً" الذي مات لـ تموت الروح فيها ..... وكأن سهيل "صخراً" الذي قذف الحسرة بقلب اخته بمقتله حد ان الفاروق نفسه .... ترك المسنّة لـ مصابها الابدي
تركها لفجيعتها ومراثيها وقصائدها ولوعاتها




بحركة لم تتوقعها .. ولم يتوقعها احد

ولتهم ظهرها وهي تهدر بـ صوت شرس ... بـ حدقتين مشتعلتين مرتعدتين: مـ منو هااا غابش !!!
مـ منووو....

شهقت بحدة وهي تشعر بـ لمسة على كتفها

فـ صرخت وهي تدفع صاحب اليد بعيداً

: لاااااااااااا
لااااااااااااااااااااااااااا


: حرابة


زمجرت بغضب وهي تبتعد عنهم ..... صرخت وحرارة الفجيعة والصدمة المروعة تتصاعد من قدميها الى رحمها وحتى فؤادها ورأسها .......... وكل كيانها

هدرت بعينان جاحظتان تهتزان اهتزاز الفاجعة وعدم التصديق: ييت .. ييت ذيج الليلة أبا اشووفه .... بس شفته يحتتتترق

احترق جداااامي
جداااامي

غااابش
قول حق هذا يظهررررر
خله يظهرررررر


: حرابة يا ختيه


صرخت ما ان سمعت كلمة "ختيه" التي اشعلت النار في صدرها اكثــــــر: غـ غااااااابش

وتشبثت بيده تشبث الموت والانفاس ولحظة الاحتضار البطئ

لم تضع عينها بعينا اخيها الى الآن ... فـ امسك كتفيها بقوة يريد ارغامها على رفع عيناها إليه ورؤيته

هتف حينها بصرامة: حرابة طالعيني


في تلك الاثناء
اشر غابش لـ سهيل بعيناه انه سيتركهما ليأخذا متنفساً سوياً
متنفساً يليق بالحرمان الذي دام سنواتٍ ثقيلة مقيتة مريعة


اومئ له سهيل موافقاً ..... وبعد لحظات ...... كرر على مسامع اخته بأمرٍ حاد: حرابة .... قلتلج طالعيني



اجل .... سهيل فقط من يأمرها بتلك النبرة
سهيل فقط من وضعت له الاحقية ان يحاكيها بالأسلوب الذي يريد
لا بالأسلوب الذي تريده هي !



ببطئ
برعب
رفعت عيناها الجاحظتان الدامعتان نحوه

عينان تحبسان الدمع قدر المستطاع
قدر مستطاع القوة التي تدعيها !

حدقت به بملامح جامدة شاحبة اختفى منها لون الحياة

دقائق تتأمله ولا تعرف في أي طقس من طقوس الحياة كانت تعبـــــــــــر

هل طقس أم وهي تزغرط لعودة احد أبنائها من المهجر ؟

هل هو طقس عجوز تبكي مع ضحكاتٍ تلو ضحكات لمرآى اختها التي فارقتها قبل أربعون سنة ؟

او هو طقس فتاة تحتضن ابيها بقوة بعد عودته من السفر ... وتشكي له سوء صباحاتها ببعده عن المنزل ؟



ارتمت على اقرب مقعد قربها وهي تأخذ هواءاً حاداً ثقيلاً مختنقاً ... بذهول نبضاتها الباكية ... بـ نواح اليتيم والارملة والثكلى: يا رب
يا رب لا تفجعني
لا تفجعني


أكملت وهي تمسك وركيها بيدان مرتعدتان: دعيتك يا رب في ليلة قدر
دعيتك وناجيتك لا توقفني جدامه يوم الحشر .... دعيتك وناجيتك لا تحملني ذنبه


ضربت صدرها بعنف ........... واكملت بتحشرج ودموعها تتساقط من حدقتيها المصلوبتين ..... دموعاً تنهمر بلا توقف: ذنبه اني اخته
اخته اللي ما قدرت تحميه
ولا تشله من الناااااااااااار


هزت رأسها بشكل هستيري .... وروحها تتساقط كـ تساقط أوراق خريف أيلول

جلس على ركبةٍ واحدة امامها وهو يجاهد بقوة كي لا يفقد سيطرته على انفعاله ومشاعره الهشة

حاول احتضان رأسها لكنها دفعته بقوة
مرة
ومرتان وثـــــلاث

الى ان تراخت قواها ..... فـ بلع غصته الحارقة ثم احاطها بيديه واغرقها في صدره

غرس انفه في جذور شعرها يشتم بـ شوقٍ جارف رائحة الوطن القابع بين مفارقه

قال بـ اجش مختنق: عمرج ما كنتي ذنب .... انتي اجر الصالح وثواب التقي ..... انتي نعمة من الله يا وطن ... انتي النعمة والخير والعوض الجميل


واخذ يردد تلك الابيات لكن بطريقته الخاصة ...... بنظرةٍ رجولية متراخية من فرط الوجع/العذاب:
انتي عويد البان والحِسن الفريد والدان
انتي الشمس والظل والاغصَان
انتي ختيه الغالية ...... حرابتي ونور عيني



: سـ ...... سهيل


التمعت عيناه وهو يشعر بأناملها ترتفع تريد لمس لحيته بـ ذهول مؤلم وكأنها مغيبة تماماً

فقال وهو يهز رأسه: هي .... سهيل اخوج يا حرابة

قالت بصوت متقطع رغماً عنها: كـ .... كـ ...... كيف ؟؟

استل قنينة ماء كانت قربه عندما احس انها بدت غير طبيعية ........ فتحها بخفة وقربه من فمها: سمي بالرحمن واشربي

دفعت يده بلا إحساس ..... وهي تكمل بذات صوتها المتقطع: كـ
كـ.....
كييـ........

كادت تبلع لسانها وهي تحاول نطق الكلمة: كـ كيف .....؟؟

صوتها كان متقطعاً ..... والكلمات بدأت تخرج من فمها بطريقة غير طبيعية

بالمختصر .... حرابة دخلت في حالة غريبة اقلقت سهيل
لكنه وبذكاءٍ يُحسد عليه في موقفٍ حرجٍ كهذا ..... تذكر حديث غابش قبل فترة
تذكر ان حرابة قد فقدت نطقها سنة كاملة بعد موته المزعوم

فـ ضربه سهم الادراك من حيث لا يعلم

امسك كتفيها بقوة واوقفها عنوةً ......... وهتف بصرامة: طالعيني حرابة
اقولج طالعيني


رمقته وفكّاها ترتجفان

لكن نظرتها جامدة
صلبــة علــى نحــو مقلق


هدر بعنف وهو يهزها: انا سهيل اخوج
جدامج حي ما فيّه الا العافية
ان فكرتي لحظة تضعفين بصفعج ..... تسمعيييين !!!!
بصفعج يا حراااابة


لا ارادياً ..... اخذ صوت يصدر من باطن حنجرتها
صوت يشبه الصرير المكتوم

ليصرخ اكثر وهو يحاول إخراجها من حالة الصدمة المخيفة

: حراااااااااااابة .......... صحصحي
لا تضعفين
اباج تحاربيييييين
اباج تعصبييييييييين
اباج تكسرين الدنيا كلهاااا بـ زعييييقج


حدقت به وكأنها تقاوم من حيث لا تعلم روحاً ثانية داخلها لكنها ما تزال قابعة في تلك الحالة الغريبة غير الطبيعية

صوتٌ غليظ خرج من اسفل نقطة من حنجرته ...... وهو يشتعل من الغضب
أراد منها الاستيقاظ
أراد منها الانبثاق
أراد منها القتال وقتل الضعف والخوف والرعب

فـ تلفظ بأول امرٍ يعلم انه سيصطدم بأعصاب حرابة ويجعل "النظام الاحساسي فيها" يفعّل خاصية "اعادة التشغيل"

: انا اللي قلت حق غااابش عن دااااعش ...... كنت معاااه وخططنااا حق كل شي .....
انا اللي حثيييته واقنعته ياااخذج
انااااااا اللي ............



حينها ..... لاحظ انها عقدت حاجبيها بأول ردة فعلٍ طبيعية منها
ثم اخذت بعدها نفساً عنيفاً عميقاً اصدرت معه صوت حاد من انفها

وووووو ......... دفعته عنها بحدة لم يتوقعها بدايةَ الامر



شهيق
بعده زفير
ثم شهيق
بعده زفيييير عميييييييييق


صدرها يعلو ويهبط بطريقة واضحة وتثير القلق


دقيقة مرت
ولم تثنيها

اذ انها اخذت نفساً قوياً لآخر مرة ..... ثم ابتلعت ريقها
واستقامت بظهرها


كل الصور المبهمة الغامضة بدأت تتركب امامها .. امام عيناها الضبابيتان
كل الاسئلة التي طالبت بأجوبتها منذ اشهر
اصبحت تقريباً تقف مصطفة امام حدقتيها تطالبها القراءة والاستيعاب والفهم


رفعت عينان جامدتان نحو اخيها ..... ثم قالت بصوت متقطع: ا ا ا ..... انت ؟

تنفس الصعداء عندما رآها تعود لحالتها الطبيعية وشكر الرحمن في قرارة نفسه

ثم اجابها بسرعة: هي انا ... مع ان غابش ما بغاج تعرفين عسب ما تشلين في خاطرج عليّه اذا شفتيني

سألت بصوتها المبحوح وبعيناها المحتقنتان الشاحبتان: عسب ... عسب ....... عسب ما اشل في خاطري عليك ؟ ليش .... ليش هو شو يعرف عن حرابة اللي شافت الموت عقب اخوها ؟

قال بـ عاطفة الصداقة الحقيقية: اللي برع واقف عند الباب .. اخو وصديج
يمكن غلطنا يوم دخلناج هالزواج بخديعة
لكن كلنا كنا نبا حمايتج

سألت بـ نبرة مختنقة وهي تخفض عيناها للأرض: حمايتي ؟
وايد سمعت هالكلمة اخر هالشهور



تنهد بـ عمق
قبل ان يمسك يدها ويساعدها على الجلوس
ليقر بعدها بقلق: ويهج اصفر


قالت وهي تمسد جبينها الحار بيدٍ مرتجفة: شو تتوقع ؟
شفت اخوي توني وانا اللي تحريته تحت التراب


هتف بصوت حامي موجع: كنت حي يا حرابة
اللي شفتيهم يعقونه مب انا
كان واحد ميت .... هندوسي .... اخو بشكار عمي جابر اذا تذكرينه


غضنت جبينها اكثر بخفقات مهولة
لتستنتج فوراً مالم يستنتجه الجميع عند معرفتهم بـ امر سهيل
: عمي يابر قدر يخلْصِك ذيج الليلة ؟

ابتسم لها بـ شحوب واومئ برأسه

اشاحت بوجهها وهي تقول بصوت مكتوم يائس: يالله منكم يا قوم صياح
كل ما ابغض منكم واحد
يظهر اللي يسواه ويسوى طوايفه



ثم تساءلت بـ عذاب وهو ترمقه بعدم تصديق
بعدم ادراك
بعد يقين
وكأنها في حلم
لكنه اجمل حلم رأته في حياتها

: وين كنت كل هالسنين ؟
شو سويت ؟
شو كانت حياتك ؟
شو.....


امسك يدها بحنان جارف ........ وقال: بقولج كل شي
بس اول لازم تسامحينا على اللي سويناه
سامحيني انا بالذات
لاني كنت اعرف اكثر من الكل شكثر اللي سويناه بحقج كبير وشديد على نفسج
وممكن يكسر قلبج ويحسسج انج ولاشي بالنسبة لـ هلج
لكن والله لولا غلااااتج يا حرابة .... والله لولا قدرج في قلبي
ما رضيتها لج


لثم جبينها بقوة ..... واكمل بحرارة الندم والاخوة المتينة: سامحيني ... سامحينا يميع


قالت له وهي تحملق بوجهه ولا تكاد تشبع
هذا سهيل يالله
سهيل اخيها ومهجة عينها: انت اللي قلتلهم عن داعش ؟

اومئ برأسه وهو يجيب: هي

حرابة: كيف ؟

اجابها سهيل وهو يربت على كفها بلطف: العقيد مبارك يوسف ربيعي
وهو قالي على السالفة صدفة ... حتى ما كان يعرف وقتها اني اخوج

امالت بوجهها وهي تكمل عنه بـ ارهاق عيناها/جسدها: ويوم سرت عند غابش وخبرته .... اقترح الاخ ييصير خبل على حسابي ... صح ؟

سهيل بنفي: لا مب هو

عقدت حاجبيها وهي تسأله: منو عيل !!

رد سهيل ببساطة: اخويه

كررت كلمته بعدم استيعاب: اخوك ؟!
ما فهمت .... اي اخو ؟

اجابها سهيل بـ إقرار وعلى محياه شبه ابتسامة: ناصر اخويه
اقصد آرنود


وقفت بحدة لم يتوقعها هو نفسه ..... ثم هتفت بذهول عاتي مسترجعةً بذاكرتها صاحب الاسم المميز
صاحب الاسم الذي للتو فقط ..... تذكرت مدى شبهه الكبير بـ سهيل
: آرنود !!!!

استغرب سهيل ردة فعلها بداية الامر .... لكنه اجاب بصوتٍ عادي: هي آرنود
يصير اخويه من الابو .... عقب اذا هدِينا وروّقنا بقولج السالفة كلها ان شاء الله

لكنها لم تصبر .... امسكت هاتفها فوراً واخذت تبحث عن امرٍ ما بانفعال مكبوت حتى وجدته

رفعت شاشة الهاتف امام عينا اخيها وقالت: هذا تقصد ؟

اجابها بعقدة حاجبين: هي

سألته السؤال الذي لم يخطر بباله ابداً: انت ديدريك جورنا ؟؟

لمَ يندهش ؟ فـ هذه حرابة التي حتى في اصعب حالاتها ... تشغّل عقلها ولا توقف محركاته الحسية ابداً
الكبوة الوحيدة التي سقطت فيها
انها لم تعرف ان زوجها مثّل عليها دور معتوه ..
ولا يعتبرها كبوة او اهمال منها
اذ انها فقط ........... سارت وراء قلبها في تلك الايام


وما اجمل قلبها
وما انقاه ...............



اجابها بهدوء حينها ... هدوء عيناه الحانيتان: هي فديتج .. انا هو

همست بعبوس وبصوتٍ خفيض وصل إليه: سبحان اللي خلاني وقتها ما اكمل دواره وراه

(دواره= بحث)




اتاهما حينها صوت غابش الباسم من ناحية باب المجلس: احم
عادي ندخل ولااااا ؟


فجأة ..... هرعت نحو زوجها وعلى وجهها الشياطين والكفرة من الجن
وهو بردة فعل عفوية مضحكة
جفل وهو يهتف بذهولٍ عارم: بسم الله الرحمن الرحيم
توج تصيحين وتنوحين

ضربت ذراعه بقبضتها وهي تهتف بغضبٍ شابه شحوب وجهها واصفراره: يعني كنت تعرف ان اللي شفته في كيب تاون يقرب حق اخووويه .... وصخيت ما قلتلي هااااااا

عض شفته السفلية بأعصابٍ تالفة وهدر لـ سهيل بمقلتان متأججتان: هاي ام شبر ونص متى بتتعلم السنع والادب ؟!!!



،,



لم يكن يرغب بترك اخته الحبيبة
لكن عندما عادت امها عفراء .... ومن بعدها ابيها ليث ... اصبح الجو اكثر حساسية واشد احراجاً مع بكاء عفراء الذي لم يتوقف
تارةً تحتضنه هو -سهيل- وتارةً اخرى تحتضن ابنتها حرابة

وحمد الله ان اخيه ناصر قد وصل للبلاد قبل نصف ساعة .... ليأخذ موضوع استقباله في المطار حجة كي يستطيع تركهم والانصراف

يعترف انه ما يزال يشعر بالحرج المستمر وعدم الراحة في المكوث مع اهله واقاربه

لا يُلام اذ انه ظل سنين يعيش وحده ... ليس معه الا اخيه


في صباح اليوم التالي .... وبعد ان تأكد سهيل ان ناصر قد اخذ قسطاً كافياً من الراحة .... اخذه وتوجهوا معاً لشركة غابش

وها هما الآن يقفان بجانب بعض ويتأملان شوارع العاصمة من نافذة مكتب غابش الخاص

رن هاتف سهيل .... فـ استله بخفة وهو يقول بـ ابتسامة مغيظة: ما تستحي مخلّي ضيوفك رواحهم ؟!

قال غابش بقهقهة خافتة: استريحوا استريحوا .... واعتبروا المكان مكانكم
شوي وبييكم

غمز سهيل لـ اخيه الواقف بصمت ويبتسم على الشقاوة الدائرة بين سهيل وصديقه: ديزاين مكتبك حلو غبوش .. بسوي شراته في مكتبي ان شاء الله

يعلم ان غابش لا يحب ان يقلده احد في شيء حتى لو كان ابيه نفسه ... لذلك انفجر ضاحكاً عندما اتاه صوت غابش المغتاظ الحانق:
اوهووووو يالنشبة
ياخي خلك مبدع وسولك ديزاين يعبر عنك وعن شخصيتك


اكمل سهيل باستفزاز: لا لا انا مع العشير في شدة الايام ورخاها


غمغم غابش بمزاجٍ اسود اذ ان حرابة رفضت العودة معه لمنزلهما البارحة بحجة انها مشتاقة لعائلتها

: واللقعة ... حلبة مصارعة هي !!
باي باي


اغلق سهيل الخط عن صديقه وهو يضحك ببحة صافية

تأمل آرنود ضحكة اخيه التي تجلب السعادة لا ارادياً لمن يسمعها .... فقال بـ دفئٍ صادق: يعلها دومها الضحكة
سنين وانا احاول اظهّر هالضحكة لكن ما قدرت



سعل سهيل بصوتٍ خفيض
قبل ان يقول باعتراف يخرج منه لأول مرة
اعتراف احس انه أتى في وقته خاصةً عندما سمع للتو نبرة الخيبة واللوم والألم في صوت اخيه

: تعرف ناصر
انت وامك الله يرحمها جمايلكم عليه ما تنعد
لا تفكر مول ان قلبي بعده شايل عليكم ومحملنكم الذنب


قال اخيه بحرقة ماكنة وكلمات غابش كانت كالحديد الملتهب حول رقبته رغم ان الاخير لم يقل الا الحق حينها ومن غير نوايا سيئة

: يعني ما تذكر الماضي اذا شفتني ؟؟


رد سهيل بـ عيونٍ لامست زوايا الغرفة بتفكيرٍ عميق: اكون صادق وياك
قبل ما يخلصون شاهين من ايدي
كنت يمكن اجاوبك واقولك هي


هزت كتفيه ..... ثم اكمل:
كنت اشوفك واتذكر اللي صار غصبن عني ... الانسان ماله سيطرة مرات على عقله
لكن الحينه


بعدها ... تنهد بخفة ثم قال وهو ينظر للشارع المزدحم بالسيارات بعيون متراخية مستكينة:
الحمدلله رب العالمين
كل شي اختفى من بعد ما شفت الغالية نورة


عندما رآى اخيه يخفض جبينه الارض .... ربّت على كتفه واكمل بصدق القلب والروح: دوم تذّكر امك وادعيلها بالرحمة
امك كانت حالها حالنا
انسانه تخطي وتصيب
وما من انسان معصوم عن الغلط
الله يرحمها ويغفرلها ولقانا ان شاء الله جميع في جنة المولى عز وجل

هتف آرنود بـ صوتٍ اجش ... ومن اعمق نقطةٍ من قلبه المشتاق: آميييييين ... اللهم آمييييييين



،,



منزل ريسة بنت صياح
مساءً



احتضنت ابن اخيها ناصر بقوة وهي تقبل وجهه بـ عاطفة امومية قوية

وهي تقبّله
اخبرته كم تألمت اذ انها لم تعرفه الا قبل اشهر فقط
اخبرته كم توجعت من انها جهلت وكل عائلتها وجوده ووجود امه
اخبرته كم ترغب بحق تعويضه عن الحرمان والوحدة وعلقم السنين الخالية من الحضن


لثم آرنود رأسها بـ تقدير تام
ليسمعها تقول بسؤالٍ متحشرج من بين مقلتاها اللامعتان: شفت يدك صياح ؟

اومئ برأسه وقال: هي شفته ... سرت ويا هزاع صوبه ... سلمت عليه ويلست وياه شوي

: و... وشو قال ؟

هز كتفيه واجابها ببسمة حزينة: ما كان في حاسيته ... يتحراني ربيع هزاع ... حتى انه ما تذكر هزاع الا عقب نص ساعة .. ومب هاك الزود بعد

تنهدت ريسة بـ مرارة أليمة .... وآثرت الصمت ... اذ انها لا تريد التوغل في الحزن اكثر
يكفيها ألم ساقها الذي كان سببه سقوطها قرب الحمام البارحة

ظل جالساً قرب عمته .... يسمع صخب الاطفال في المنزل .... وعلى وجهه بقايا ابتسامة حرجة متخبطة

دخل هزاع الغرفة وهو يحمل عبدالله ابنه على رقبته بشقاوة ولعب
هاتفاً لـ ابن عمه بابتسامة متسلية: ناصر تعال تعال
انا وعبود نبا نلعب وياك بلاي ستيشن



،,



بعد نصف ساعة .. اتصلت العمة ريسة بـ غابش وطلبت منه جلب حرابة لها ولو كانت في الشق الآخر من الكرة الارضية

مطلبها ذلك كان لسببان في نفسها

اولهما انها مشتاقة لـ حرابة شوقاً لا حصر له

ثانيهما انها تريد رؤيتها مع زوجها ... زوجها فقط ... بأمنيةٍ منها ان تصنع إطاراً جميلاً يحتويهما .. إطار تثبته في عقلها يكون كـ ذكرى تخص "آخر عنقودها"



لهذا وبعد عراك لساني في منزل العم ليث
ارتضت حرابة الذهاب مع غابش المتشمِّت كلياً والواقف على خط رفيع من السعادة والدهشة والـ "حرقصة"


قالت له ببرود ما ان اوقف سيارته امام باب منزل ريسة: بتردني خلاف بيت ابويه .. مفهوم ؟

اسكتها وهو بالكاد يكبح ابتسامته: ان شاء الله ان شاء الله
انزلي انتي بس



،,



ما ان دخلت ..... ذُهلت من الضوضاء والصخب في المنزل
لم تتوقع انها ستجد الجميع عند امها ريسه
حتى سهيل وزوجته واولاده
كذلك امه نورة

احتواها سهيل بذراعيه وهو يسلم عليها .... ليسمعها تقول له بتشتت الذهن المندهش تماماً وعيناها على جواهر: جـ جواهر ؟

تساءل سهيل باستغراب شديد: تعرفون بعض ؟

ابتسمت جواهر بمكرٍ محبب وهي تقترب منهما: شوي بس .. مب وايد

سهيل: كيف ؟

: ممممممممممم هذا سر بيني وبين اختك

وغمزت بلطف لـ حرابة التي ما تزال ترمقها بعدم تصديق

اقترب من زوجته وهو يقول بـ تلاعب باسم: يا كثر لعبج ومكرج يا بنية

قهقهت جواهر بخجل لتسمع زوجها يسأل اخته بعجلة وهو يريد الخروج: غابش بعده برع ؟

هزت حرابة رأسها وهي تنظر نحو جواهر تارةً
والاولاد الوسيمين تارةً اخرى

عندما خرج ... شعرت بـ جواهر تقترب منها اكثر ..... فـ استقامت بوقفتها بتحفز لا ارادي ...

لتقول بـ صوتها الرخيم الهادئ .... كعادتها لا تحب اظهار اي تشتت او تخبط او توتر في صوتها او تعابير وجهها: الحينه عرفت ليش بغيتي تتعرفين عليّه من شهور

لكنها جفلت بحرج ما ان تلقت قبلَة السلام من جواهر الباسمة

والتي قالت فيما بعد لها: وحشتيني والله


ارتبكت حرابة
ارتباك غير معتادة عليه

وقبل ان تقول شيءٍ لها
رفعت كفها جواهر وقالت: وبالمناسبة .. انا من نفسي دقيت الصدر وقررت ايي اتعرف عليج .. اخوج ما كان يعرف

: منو اللي عطاج عيل اسمي وباقي المعلومات عني ؟

اجابت ببساطة: آرنود عطاني

غضنت جبينها بحدة
للمرة الثانية خلال فترة وجيزة تسمع اسم هذا الرجل


اقتربت منهما مديه وهي تشد جلال الصلاة الازرق الكبير على رأسها وباقي جسدها: جواهر تعالي ويايه المطبخ .. اباج تعاونيني

هرعت جواهر الى مديه وهي تهتف بترحيبٍ حار: من عيووووني يلا


اتسعت عينا حرابة باندهاش .................. وتعرفت كذلك على مديه ؟!



حينها ..... رمقت الولدان اللذان يلعبان بألعاب الذكاء مع محمد ابن هزاع
وذابـت
.......... ذابــت
........................ ذابــت

ذابـــت حد انها اخفضت جسدها وجلست معهم على الارض المغطاة بالسجاء الاحمر

واخذت ترمق الولدان ببريق ناظرٍ منبهر
متلهــــف
موجـــــــــع حد النخــــــــــــاع


هتفت بصوتٍ ناعم متأثر وهي تضع يدها على رأس يعقوب المنشغل تماماً

: مرحبا


رفع يعقوب عيناه نحوها ...... وقال بابتسامة اظهرت فراغ السن الامامي المكسور
وهو يحاول تقليد اسلوب جواهر في الحديث: مرحبتيييييييييين

اتسعت ابتسامتها ...
وظلت جالسة مع الصغار بكل هدوئها
بكل بهجة خاطرها
بكل انبهارها المتفاقم في روحها



حتى اخرجها من الاحساس اللذيذ المنتعش صوت رجولي خشن: السلام عليكم

عندما رفعت عيناها نحوه ورأته ... تعرفت عليه على الفور

تفجرت الثلوج بمقلتاها وهي تقف بقامتها المعتدة
ونظرتها السوداء جداً

قالت له برفعةِ حاجب على نحو ساخر ... وهي تضع طرف حجابها الاسود داخل تجويفة عنقها لتثبته اكثر: ما شاء الله الاجنبي يرمس اماراتي احسن عن المواطن نفسه




نيران اشتعلت في روحه
ومعارك
وقصائد
وجنـــــــــــــون

وهل كان يحلم يوماً ان تقف حرابة امامه
بهذا الشكل
وتحادثه وجهاً لوجه
وهي على معرفة كاملة به وبهويته .....!!!!
بالطبـــــــــع لا



لم يجبها ...... بل لم تعطه اي مجال اذ انها وقفت امامه كالند
وسألته بقسوة: ليش ما كنت ويايه واضح ؟ ليش دسيت سالفة انك اخو سهيل ؟؟


من شدة توتره ..... وضع يديه داخل جيوب ثوبه العربي
وقد حرص مسبقاً ان يغطي بياض شعره بالعصامة

بعد ان حدق بها مطولاً ... اخفض عيناه ببطئ وسأل بخفوت: ما تذكرتيني يا حرابة ؟

قالت له مستنكرة بفظاظة: اتذكرك ؟ ليش انا شفتك قبل عشان اتذكرك ؟
الا جان تقصد المرة هاييج في كيف تاون


ما اغباه !
ما اغباه !
بالطبع لن تتذكر
هي لم تره في تلك الليلة الشنيعة ..... ولم تبصر وجهه حتى تتذكره الان

وسط انتظارها اجابته بـ صبرٍ نافذ

اتى سهيل ومعه غابش حتى يدخلا سوياً غرفة ريسة ليلقي الاخير السلام عليها ويتحمد لها بالسلامة

ما ان دخلا معاً صالة المنزل
ورأى غابش حرابة وهي تقف مع آرنود قرب الاولاد

تلك الوقفة التي تنطق بالنديّة ... بالهجوم
بالتحفز
وبالاستجواب


غضن جبينه بغيظٍ شديد

لم يعجبه هذا المشهد
لم يعجبه البتة


فـ وجد نفسه يهتف بصوتٍ قاسي غليظ وهو يهرع باتجاه الباب ليخرج: اباج حرابة شوي


اعطت حرابة نظرة باردة لـ آرنود ... ثم نظرة هادئة لـ سهيل
وتبعت غابش للخارج



،,



بعد وجبة العشاء

يجلس في المجلس الكبير ..... قربه اخيه سهيل واطفاله
وهزاع واطفاله
كذلك منصور وابنته اللذان أتيا مع نارة قبل موعد العشاء بنصف ساعة

تحوم عيناه حولهم فرداً فرداً
حتى ثبت ناظره على غابش الذي يبتسم بـ زهو واعتدادٍ متأصل فيه

انين قلبه وصل لأذنيه
بالطبع سيمتلك هذه الابتسامة
فـ لديه الحرابة



وبغرابة روح وغربة قلب
كان عقله دوماً يتذكر بيت القصيد الذي يقول :
ليس كل ما يتمناه المرئ يدركه

بيت كـ باقي الأبيات !

لكنه
شديد الوقع
مفعم بالصدق
مثبت حياتياً ... وبشهادة الكبار

فـ لمَ يكره الاعتراف بصدقه الآن !



تململ بجلسته المتحفزة وعقله يهرع به ذهاباً واياباً

واكمل يسير مع افكاره الحارقة


آخخ يا قلب

ظُلمت حياً

وسـ تظلم ميتاً

سـ تُظلم بموتك كـ موت عيسى

الفرق ان عيسى رُفع ..
فمن ذا الذي سيرفعك انت !


اخفض محاجره
ليشعر بلمسة اخيه فوق كفه اليمنى

رباه

أوصلت ارتعاشة قلبه لـ كفه .. لتتلقفها روح اخيه الحنونة !

اخيه الذي لا يعرف بأمر عشقه حتى هذه اللحظة




دخلت حرابة المجلس بعد ان طرقت الباب ..... وهي تهتف لـ سهيل بدفئ شديد: امايه نورة تباك سهيل


اعطت حرابة آرنود نظرة خاطفة لا معنى لها
ثم خرجت بتجاهلٍ متعمد لـ غابش وهي ما تزال تشعر بـ احتقانٍ مؤلم في خدودها ... وبالوخز الموجع في عنقها وكتفيها ............... من قبلاته الضارية

كتم غابش ابتسامته البيضاء ووعد بالمزيد لها
فتلك الحرابة وجزاءً على تجرأها المساس بغيرته المروعة
عاقبها بطريقةٍ لن تنساها في لحظة غضبٍ طفولي وتملكٍ اهوج
وان كررتها
فسيكون من دواعي سروره تكرار العقاب
مرة ومرتان وثلاث
الى ان يشاء الله ان يتوقف






اخفض آرنود عيناه بصمت
ثم ابتسم بكبرياءٍ مطعون

ليقف مودعاً الجميع باقتضاب

وعقله يكتب على جدار الحُسن بعينيها

آخر عبارة قبل ان يرتحل حاملاً خيباتٍ وخيبات !



(( رب زمانٍ خُلقتُ فيه
جعلني وقلبي من اللقطاء ............! ))



،,



لم يوافق حامد بن صياح على محمد لشخصه رغم انه عرف جيداً طيب معدنه ولم يأخذه البتة بـ افعال ابيه
ولم يوافق كذلك بسبب الجاهة الكبيرة التي اتت معه .... عبدالرحمن بوالشريس واخيه زيد وابنه غابش
بل وافق لان سهيل كان اول من حضر من الرجال بعد قدوم عائلة بوالشريس
واول من ربّت على كتف صديقه يخبره بعيناه انه بجانبه مهما حصل

ان يرى سهيل يدخل منزله .... كان هذا بحد ذاته شفاء لجراحه
ان يرى سهيل يعامله معاملة "فـ لنقل" مقبولة نوعاً ما
كان هذا بحد ذاته ضخ حياة لروحه المعتلة

ان يرى سهيل وهو يحاول بكل جهده ان يضع عيناه على عينيه هو
ويبتسم وكأنه لم يحصل بينهما اي فواجع في الماضي
كان هذا بحد ذاته سعادة لقلبه

لهذا فقط اعطاهم موافقته الشخصية وترحيبه التام لهذه الزيجة لكن تبقى موافقة ابنته فقط


لا يهمه ان رفضت روزة محمد

كان يهمه الا يخرج سهيل من منزل مستاءً او متضايقاً

كان يهمه ان يحاول بموافقته العلنية ان يبني من جديد جسور التواصل معه ونيل العفو منه والغفران


وكانت مفاجأته العذبة
ان روزة اعطت موافقتها لوالدتها بكل هدوء
ومن غير تردد !


فـ حددوا عقد القران بعد اسبوع ..... بطلبٍ مُلِح من محمد نفسه



اقترب غابش من رأس سهيل وقل له بـ ود: ها خبرني ... قررت تستقر في البلاد ولا تبا هولندا ؟

اجابه سهيل وهو يبتسم لـ عمه منصور الذي يلوح له من بعيد: حالياً بقعد مع الوالده لين اقدر اقرر .. هذا قرار مب سهل يباله دراسة وتفكير وانت ما شاء الله اكثر العارفين بهالشي

اومئ غابش برأسه وقال: صادق يباله تفكير لا تنسى اشغالك هناك وشركتك

ربّت على فخد صديقه ....... واكمل بعجلة: بخليك شوي بسير عند منصور ارمسه عن البزنس اللي مبينا .. دام معرسنا والشواب لاهيين شوي في السوالف



،,



بعد اسبوع .... وبعد عقد القران
داخل مجلس منزل حامد بن صياح الكبير الفخم



احتضن محمد سهيل بأخوة رجولية ...... وهتف بسعادة قرب أذنه: فرحت بشوفتك اليوم يا خويه
وفرحتي زادت يوم رضيت تكون واحد من الشهود

سهيل بابتسامة مميزة جميلة: مبروك ما دبرت يا محمد ..... والله يجمل ايامك دايم الدوم ويا بنت العم ويسعدكم ويحفظكم


عندما عاد وجلس قرب ابن عمه خليفة .... سأله بعفوية: هزاع وين ؟

خليفة: هزاع سافر السيشل مع حرمه المصون

همس سهيل بـ حزم دافئ: ما شاء الله ... يتهنّون يتهنّون


اتاه غابش بـ وجهٍ مكفهر مظلم ....... فـ جلس قربه على الجانب الايسر وهو يغمغم بحنق: ابا حرمتي .. انذليت ذل والله

اجابه سهيل وهو بالكاد يحاول السيطرة على ضحكته المجلجلة: حرمتك موجودة يا خويه ... سر شلها


غمغم بـ ذات حنقه ... وشوقه ... وانفعاله: ما تبا تفارقك ست الحسن


تذكر اخته التي تمكث معه ومع اطفاله منذ ايام في منزل امه نورة
في الحقيقة
امه نورة من اجبرتها على المكوث معها اذ ان الاخيرة تحب حرابة وتحب قربها حد اللامعقول

قال بصدق حاني ودود: وانا ماباها تفارقني تبا الصدق



طحن اسنانه بعنف .... وقال بصوت خفيض مشتعل: شرايك ترد هولندا يا سهيل

: هههههههههههههههههههههههههه افا يالعشير .... تبيعني بهالسهولة ؟!

غابش بغضب: ياخي خلاص
ابا حرمتي

اتسعت عينا سهيل على نحو متسلي ..... وقال: هاذي يالسة عند الحريم ... في الخيمة .. اتصلبها واول ما تطلع شلها وياك


هتف بـ جبين متغضن وهو يشيح بوجهه: عنيييييييدة

استفزه سهيل بأن قال بـ مكر: اووووف غابش .... الحينه بتخلي حرابة تغلبك ؟؟

: لا تبدا سهيل ....... صدق واصل حدي



ضحك سهيل بـ ضحكة خفيضة ثم رأى غابش يستل هاتفه ويخرج من المجلس هاتفاً بحدة: دعواتك

سهيل: موفج خير هههههههههههههههههههههههههه



،,


في خيمة النساء .... حيث الاهازيج والاغاني والرقص والصخب المحبب لـ قلب كل انثى وامرأة وطفل


تقدمت من المقعد المخصص للعروس روزة

في الحقيقة ... كانت تتقدم خطوة وترجع خطوة

تكاد تختنق بغيرتها

لكن لن تكون جواهر ان اظهرت ما يعتمل روحها للعيان

فهي تثق بـ جمالها الـ "مميز"
كما تثق بـ حب زوجها الـ "مميز" لها

حسناً جواهر .... موجة من الغباء اجتاحتك بسبب الغيرة المقيتة لكن لا تدعيها تسيطر عليكِ ..

هيا
خذي شهيق ثم زفير
ثم اظهري اسنانكِ البيضاء
واقتلي العذال بالشامة والحناء



اقتربت جواهر من روزة ..... وهي تمد يدها: مبروك روزة
الله يتمم لج على خير

ابتسمت لها روزة بـ رسمية .... وقالت بنبرتها الرقيقة جداً: الله يبارك فيج

ثم قبّلت ابناء سهيل بـ دفئ .... واكملت بحنان: عقبال الحلوين
الله يخليهم لج

اجابتها جواهر بـ زهو .... وقلبٌ يخفق من الاعتزاز والفخر: تسلمين الله يخليلج احبابج

زفر قلبها براحةٍ شديدة واندهاش رقيق

ظنّت ان روزة فتاة متعجرفة وماكرة ووغدة
لكن -وياللعجب- رأت العكس تماماً منها




ما ان جلست قرب حرابة حتى سمعت الاخيرة تنادي آدم بـ ابتسامة باهية

ذبلت نظرتها بهجةً وجذلاً

لم تتوقع ان ترى هذا الوجه المشرق من حرابة

لأن الاخيرة في اول لقاء بينهما .... كانت تعابيرها مغلقة
وغامضة
ومظلمة جداً
لكن الآن
وكأن شمس الحياة اشرقت على محياها فـ نبت الزهر والريحان والورد الفواح على اهدابها وخديها ورأس انفها
جميلة هذه الحرابة وجمالها بري وحنون ....... وملفتٌ للنظر

تأملتها جواهر بـ اعجاب لطيفة .... كانت حرابة تضع حمر شفاه عنابي اللون .... فقط ........ مع كحل داخل عيناها اظهرت كثافة رموشها الربانية
وشعرها منفلت بحرية وغجرية حول كتفيها المستقيمتين
لكن هي جواهر تقسم ان هذه الحرابة اليوم هي الاجمل بين النسوة والفتيات


سمعتها تغمغم بنبرة أليمة وهي تحتضن الولد على نحو اقوى: بعدني مب مصدقة اخويه حي وعنده عيال


رفعت حرابة عيناها الكحيلتان نحو جواهر وسألتها بخشونة حاولت اخفاء نبرة العتاب فيها
اذ انها غير معتادة من الاساس على العتاب والـ "تشرّه"

: ليش ما قلتيلي الصدق اول ما شفتيني في السينما ؟!

تنهدت جواهر برقة ثم قالت بـ ابتسامة حزينة: ما كان يحق لي حزتها اتدخل في حياة واحد ما كنت اعني له شي

عقدت حرابة حاجبيها بعدم فهم وسألت: ما فهمت

جواهر بنبرة صادقة: ما كنت حرمة سهيل حزتها .... ولا كان لي اي صفة رسمية في حياته
الا الصفة العملية طبعاً كوني مديرة شركة من شركاته

اجابت بـ ايجاز وهي تمسد شعر آدم بنعومة: اها



،,



ذات الخيمة ... في زاوية أخرى



رمقت حرابة من بعيد واخذت تدعو لها بالسعادة وراحة البال الابدية

كانت قد اعادت لها ابنة عمها مفتاح الشقة وقالت لها انها ستعود لمنزل ابيها

لكنها تشعر انها عائدة ان شاء الله لمنزل زوجها
واليوم
تتمنى ذلك من كل قلبها


وصل لمسامعها حديث امرأتان تتحدثان قربها غير مهتمات بمن يسمعهن وبمن لا يسمعهن

فـ تعرفت عليهن فوراً

صنعا والمها بنات الشيخ صياح ... واخوات العمة ريسة من الاب


المها: شفتي حرمة سهيل ؟

ردت صنعا بأسلوبٍ غير لطيف: انا بعدني مب مصدقة انه حي .... هالدور يقولون انه معرس ولا عنده عيال بعد ؟؟!

المها: الدنيا وعجايبها يختي
الا قوليلي هاييج منو ام شعر طويل ؟

صنعا بـ ضجر: كم مرة بقولج هاي حرمة منصور اخوج

المها بانبهار: محلات شعرهاااااا .... لو حنيت شعري عشرين سنة جدام ما بيغدي بهالطول

صنعا بـ ضحك: قولي ما شاء الله عن تصبح البنية الصبح قرعااا

المها: شو قالولج ؟ عيني مب حارة الحمدلله

ابتسمت ساخرة وهي تسمعهم .. وتسمع ثرثرتهن التي لا فائدة منها ابداً

سمعت حينها صنعا وهي تقول بـ نزق: طاعي حرابة غادية حلوة وتلبس شرات البنات

المها بسخرية: عشتو يعني اونها عرست وصارت حرمة




كانت تستطيع تمرير هذه الليلة من غير معارك لسانية لكن عندما تحدثن عن حرابة بسخرية جارحة

"الحميّة" في روحها اشتعلت


قرّبت جسدها منهن قليلاً وهي تغضن جبينها
لتقول: خالاتي ما شاء الله عليكن شربن ماي ريجكن نشف وانتن تسولفن

اتسعت عينا صنعا وهي تقول بـ استنكار: وي وي وي يمـــوووول .... شعندج عاقة اذنج عندنااا !!

: والله حسكن اللي يلعلع ... انا ما عقيت اذن ولا عقيت خشم

غمغمت المها بـ حدة: ام لسان شرات بنت عمج

مصّت جميلة فمها بنزق وغرور .......... ثم قالت: والله مب اطول عن لسانج انتي وهي

المها بـ عينان متسعتان: اشوووووو ؟؟

همست قبل ان تضع حبة ورق عنب في فمها: وصمخ


ثم ولتهم ظهرها ..... واتجهت نحو الفتيات تريد الرقص معهن



،,



: وينج ؟

استغربت نبرة الغضب من صوته ما ان اجابت على اتصاله
فـ اجابت بهدوء لا يعكس ابداً عواصف روحها الولهانة: هني عند البنات .. في الخيمة

: تعالي خاري .. في موتري يالس

استفزتها نبرة الأمر بصوته الخشن ...... فقالت بعناد: مابا

: حرابة لا تعاندين

وصل لأذنيه صوت رحمة اخته ... وهي تطلب من زوجته الرقص: حرابة يلااااا تعالي خل نرقصصصصص

احترق وجهه من اثر الصدمة

حرابة ترقص !!!

لا يستطيع تخيل ان حرابة تتمايل بجسدها وخصرها كـ باقي الفتيات ... ابداً

سألها بصوتٍ خافت محترق: تعرفين ترقصين ؟

لتفاجئه .... ما ان ردت عليه بـ بسمة مائلة ماكرة: اوف .... الرزيف لعبتي


(الرزيف/الرزفة = رقصة شعبية تكون بتحريك عصا والتمايل به مع الايقاع)





تنفس الصعداء براحة
فـ فكرة التمايل بذلك الخصر لأناسٍ غيره
اشعلت كبده واحرقت امعاؤه ...................... ذلك الخصر له هو فقط

وسحقاً لـ الشارب والرجولة .............. ان لم يجبرها الليلة
الليلة هذه بالذات
على ان تتمايل له ....... ولو لثوانٍ معدودة


رغم كل قصص الغرام والاثارة المتفجرة في قلبه ..... قال لها بحاجبان معقودان وهو لا يكاد ان يصبر اكثر: ماشي رزيف
تعالي اترياج في موتري

حرابة بعنادٍ اشد من ذي قبل: لا ..... برزف مع البنات شوي وبييك


زمجر بصوتٍ مكتوم وهو يكاد يطحن الهاتف بيده
ثم قال بـ أجش حار: تعالي عندي وارزفي لي
ارزفي لي ........... وارزف لج


تلبك معوي
صوته هذا يسبب لها تلبك معوي حاد


مع هذا قالت: لااا


فقال بفظاظة وعيناه في خدرٍ كامل خاصةً وهو يتخيلها تتهدد بكل غنج بجسدها الانثوي وجمالها العربي الجذاب:
ترى والله
وهاي حلفة يمين
بوقف عند باب الخيمة
وازاعق بـ اسمج
وخلي عاده الناس تضحك عليج



،,



شدها من ذراعها بطريقةٍ فجة اغضبتها .. نزعت اللثام عن وجهها وهي تهدر بـ غيظٍ شديد: ليش جي تيرني ؟؟؟
صخلَه اناااا صخلَه !!!

صدره يعلو ويهبط بـ مشاعر مدمرة وشوقٌ يكاد يفجّر صدره ويقطعه لأشلاء

عيناه الناريّتان حينها انخفضتا من عيناها الكحيلتان الى شفتيها الزاهيتان بـ لون دم الغزال

فـ ظل ينظر هناك
في الدم
في قطعة الجمر
في غوى البيض والسُمر


بـ تمعن شديد كـ تمعن التلميذ في مسألة رياضية معقدة
اقترب منها على مهل
مرر برقة ابهامه على شفتها السفلية
وهو يهتف بـ صوته الرجولي الجميل: شو يقول الفيصل ؟


اشتدت خفقات قلبها
اشتدت واعتلت واحتدت

ماذا يقول الفيصل ؟
الفيصل لو سمع صوتك الفاخر الموزون لـ طلب منك انشاد احدى قصائده يا هذا


سألته وهي تعبس برقة وقد أكل الخجل مأكله من وجهها واحتل كل كيانها: شو يقول ؟


ردد وعيناه على ثغرها الاحمر:
وقف ترى لي مع شفايفك ميعاد
بيني وبين الموت معسول ماها

طق اللثام ولا تبين لحساد
لا لا تخلي كل عين تراها



ابتسم بـ فخامة ............. وهو يلاحظ انخفاض اهدابها المرتبكة .... وحمرة وجنتيها اللذيذتين
واكمل:
في شفتك جمر حمر فيه وقاد
أغليت أنا لون الجمر من غلاها






هل ان وجهت تكييف السيارة على وجهها المحتقن الآن .... سيعلم انها تحترق من شدة الخجل ؟؟؟
رغم انها كانت تشعر بالبرد الشديد قبل لقائه بلحظات


: ممممممممممم اكمل ولا خلاص ؟؟



دعكت اصابعها ببعضها البعض
لا تكاد تعرف نفسها
هي حرابة ........ تمر بكل هذه الاهاويل
لمجرد الاختلاء به ...... بهذا المجنون المعتوه ............. الجميل جداً


على وطأة صمتها المتخبط حد النخاع

قال لها بنبرة مبتسمة لكنها يائسة .. يائسة جداً وتصرخ تريد النجاة والوصال:
اغار
كم مرة بقولج اني اغار


تنحنحت تريد تصفية صوتها ....
لكنه خرج رغماً عنها مختنقاً مبحوحاً: قلتها مرة وحدة ..... بس كنت خبل


: خذي اصدق الكلام من الخبلااااااان


ابتسمت له .. تلك الابتسامة التي تشوبها مرح .... ولطافةَ روح .............. فـ رفرف قلبه وانتعش


بادلها الابتسامة قبل ان يسأل بعبث: هالابتسامة الحلوة حقي ؟

زمت فمها تريد اغاظته ... فـ قالت: في حد غيرنا هني ؟

نطق اسمها وهو يتلمس عنقها بأصابعه الخفيفة الدافئة: حرابة




نظرت نحوه تطعن خافقه بـ كحل عيناها الساحرتان .................. فـ اردف بـ اجش وهو يقرب وجهه منها اكثر من ذي قبل
: روفي بحالي


اخفضت عيناها ... لتقول مالم يتوقعه ابداً
لتقول بـ عتابٍ واضح
عتاب اسعده
واحبه جداً: ليش ما فكرت انت تروف بحالي ؟

قال غابش وهو يمسك يديها بيديه: انا قلبي ضعيّف
انتي قلبج قوي ما شاء الله


حينها .......... تنهدت تنهيدة صافية
تنهيدة حقيقية
خالية من الزيف والادعاء


ثم وبحركةٍ اخرى لم يتوقعها منها ........... اسندت جبينها على صدره برقة
وقالت بعبوسٍ ..... وقهرٍ طفيف: ما كان يحق لك تخدعني
ليش ما ييتني وقلتلي كل شي وانا اللي اقرر
شعور الخديعة ترى مر
مر وااايد


: آسف




اعطته نظرة ضبابية موجعة .... ولم تكد تبعد جبينها
حتى اوقفها وهو يضع يده على عنقها ويثبت رأسها مكانه

هي كلها .. برمتها ... مكانها هنا في صدره
بين انفاسه
تحت رحمة عشقه وغرامه وتسيّد قلبه
قلبه الضعيف جداً بها
القوي جداً معها



كرر أسفه بصدقٍ شديد: يت متأخرة
بس آسف
آسف على كل شي ياج مني وأذّاج



ثم امسك يدها وقبّل ظاهرها بـ انفاسٍ هادرة

تفاجأت بحركته ...... فـ ازاحت يدها عنه بسرعة .. من شدة الحرج والارتباك
: شـ شو تسوي ؟؟؟


امسك وجهها بكلتا يداه وقال: خليني اكمل اعتذاري



وقبل ان تنطق بكلمة اضافية
كانت قبلاته تنتشر بين جبينها
وعيناها
وانفها
حتى انتهى مشوارها فوق الجمرتين الوقادتين


همس بـ اجش وهو يدعك انفه بأنفها: محلاج
ومحـــلا حيَــــــــــاج
ومحـــلا ويهج اللي غادي رويان مع الحمل
ما شاء الله الصلاة على سيدنا محمد
يـا بختــــــــــــــي



نطق آخر كلمة بـ طريقة ممطوطة دائخة




وسط خجلها الفظيع من غزله العذب المتواصل
والذي اسكتها سكوتاً تاماً
احتضن كتفيها بذراعٍ واحدة


وحرّك سيارته اخيراً
متجهاً مع محبوبته الى منزله الخاص


وهي .... كالغزال الصغير المغنّج ....... تركت رأسها على صدره الصلب العريض

راضية
راغبة
سعيدة


ولله الحمد



،,



بعد ان ان انتهت موجة السلامات الجهورية والتهاني والتبريكات الرجولية الرنانة في مجلس الرجال
وطُويت كلياً سفرة العشاء الفخمة بـ ذبائحها واطباقها المتنوعة الكثيرة

طلب محمد من عمه حامد ان يرى زوجته ..... فـ قبِل الاخير بكل رحابة صدر


وبعد ادخله خليفة لـ المجلس الداخلي الخاص بالعائلة
تركه وهو يطلب منه الاستراحة حتى تأتي إليه روزة من الخيمة النسائية




كانت والدته قد طلبت منه ان يدخل الخيمة ويُلبس روزة عقد الذهب وخاتم الزواج لكنه رفض بحرج
فـ تفهمت حرجه الرجولي هي ........ وروزة كذلك


بعد دقائق ......... فتحت الباب بهدوء ودخلت المجلس


كانت ترتدي فستان راقي بسيط يلم قدها الرشيق بطريقة جميلة مبهرة

فستان بـ لون الزيتون والذهب
اظهر جمال لون بشرتها
وخصلات شعرها الفاتحة
وعيونها الفريدة جداً



كانت مطرقة الرأس
خجلة النظرات
متوترة الخطوات
لكن ما ان قررت اخيراً رفع عيناها نحوه
حتى جفلت بحرج اشد من ذي قبل
وهمست بصوت مختنق مذعور: شـ شو تسووووي ؟؟؟

اقترب بخطواتٍ سريعة مصدومة .. وهو يقف وراء الباب المواري

يغضن جبينه بحرج شديد وهو ما يزال يعدل ربطة إزاره

هتف بعجلة متوترة وهو يمسك طرف ثوبه بين ذقنه وصدره يستطيع تعديل الإزار بأريحية:
صكي الباب

اغلقت روزة باب المجلس بربكة عارمة وعيناها على الارض من فرط الخجل والدهشة


كان يغمغم وهو يربط بحدة الإزار: طول ما انا يالسة عند الرياييل وانا كل شوي احاول اعدل وزاري عن يطيح .. غربلات العدو

قالت له بـ حاجبان معقودان ... ووجهها ما يزال يلامس الارض من الحرج: جان سرت الحمام

شد اكثر من الازار حول خصره وهو يقول بـ حنق: ما مداني .... المطوع من يلس لين نش وهو يرمس ..... ما صك ثمه مول ...... عقبها الشباب ربعي تموا يغلسون عليّه يوم عرفوا ان وزاري مرتخي .. وما طاعوا يفچون عني ولا خلوني ادش الحمام
خص نص الهرم غابش

كان يتكلم بوجه محتقن ومحرج .. هذا ما التقطته عندما رفعت عيناها بلحظة شجاعة قوية وتمكنت من رؤيته

توقفت عيناها البريئتان على تعابيره ... ملامحه ... عيناه
عيناه اللتان في تلك اللحظة بالذات ...... كانتا جداً عفويتان

جداً حيويتان
جداً انسانيتان
لا غرور فيهما
لا غموض
لا تردد
لا ظلمة تغلفهما ولا ضباب ولا رماد



عندما انزل ثوبه اخيراً ... تنفس الصعداء وقال: السموحة
استقبال ما يليق من ريال لعروسه


قالت وعيونها تتحركان يميناً ويساراً بربكة رقيقة: لا عادي

عدل وضعية عقاله وثبته على رأسه ثم رمى طرف شماغه وراء عنقه



سألها بعفوية: زين جي ؟

اومأت برأسها وهي تكتفي بالصمت

اخذ نفساً ... قبل ان يصلب ظهره ويرمقها بوضوح هذه المرة

وبتمعن

بنظرة ذكورية براقة

نظرة تحب الجمال
وتقدره

وتعشق البهاء

وتجتذب لما هو نادر وقيّم

هل يقول اني سعيد الآن ؟

لا

ليست السعادة هي الكلمة المناسبة

بل الراحة

الامان

السكينة التي تجلب معها دغدغة منعشة في ممرات القلب والصدر والمعدة

السكينة التي تجلب معها احساس الخدر والتنمل الدافئ الذي يغزو اطراف وجه الانسان بعدها


روزه

ذات خصلات البندق وعيون القطة والخدود الزاهية المتفتحة


يالله
لم تتغير
لم يتغير شعرها

ما زال شعرها يحيط وجهها بهفهفة ناعمة كما كانت صغيرة


مد يديه نحوها
فسحبها بقوة حانية إليه

احتوى كفوفها بتملك فج

ليلطم انفه رائحتها الفواحة

رائحة الطبيعة

ياسمين

وورد

وزعفران

يتخالطون جميعهم في خليط رائع مع دهن العود والبخور العربي


مممممم ما هي تلك الكلمة التي اصبحت لا تفارق فم اخته الشقية ؟

"يخرفن" ؟


اجل

هو متخرفن الآن

متخرفن بقوة

لكن لا يفضّل ابداً ان ترى روزة الآن قروناً في قمة رأسه



كفوفها باردة جداً

يريد تدفئتها بحرارة مشاعره ونقاوة قلبه الولهان إليها وعليها



لم يصدق عندما اخبروه بموافقتها

ظل يدور حول نفسه ويفكر بوسوسة ساذجة

هل وافقت حقاً به بعد ما عرف الجميع عن افعال ابيه وشاهين مع سهيل ؟

هل وافقت عليه حقاً بعد الذي حدث بها بسببه ؟

ضرب ربيع لها واهانته .. وانتشار الاشاعات حولها وتلطيخ سمعتها وعفتها



خفق قلبه وقد ضربت الافكار رأسه ضرباً لا يرحم
ليس وكأنه لا يريد حمايتها من كل شيء حتى من نسمة الهواء
لكنه كان يحلق فوق غيوم خيالاتٍ اخرى .... خيالات اخبرته ان التي امامه تكن له مشاعر خاصة .. خاصة جداً



فوجد نفسه يسألها على نحو ادهشها هي نفسها واثار استغرابها
: وافقتي عليّه عشان سمعتج بين الناس ؟



عقدت حاجبيها بعدم فهم
فـ اكمل تحت وطأة استغرابها التام: وافقتي عليّه عشان سمعتج يا روزة ؟
لاني ادري آخر كم شهر تأذيتي من رمسة الييران حولج ..... كان عندي علم


سحبت يديها من يديه برقة لتصلب ظهرها بكرامة متأذية: هذا كلام ينقال في اول لقا بين ريال وحرمته


طالبها محمد بتعابيره المرتبكة المتخبطة: ردي علي ..... الجواب يهمني


روزة بنبرة جافة: مهم من اي ناحية ؟
اذا رديت عليك بعتبرها اهانة في حقي


محمد: اذا عشان سبب ثاني غير عن انننـ....


متوترٌ هو حقاً .... ويشعر بالغضب


: عن شو ؟


حك جبينه بردة فعلٍ مضطربة وقال: يوم قالولي انج موافقة .... كنت اتحرا وافقتي لاني انا محمد


روزة بنبرة باردة اخفت خلفها حنقها وغيظها: وليش كنت تتحرا ؟ ولا تظن ؟
انا صدق وافقت عليك عشان انت محمد

سألها بنظرة خشنة: مب عشان سمعتج ؟

اجابت روزة وقد بدت تنفعل حقاً: اي سمعة ؟ محد قام يهمني ... جهنم ترعاهم كلهم
انا من عقب ما ضربت هاييج الخايسة اللي طلعت عني رمسة صكيت حلوج الكل ... صح في ناس تبا ترمس بس طز ..
يزولون .... ما يهموني

اطرق انفه لا ارادياً وهو يجهّم وجهه: السموحة .... انا السبب

قلّبت عيناها ببرودٍ وقالت: مالك خص انت ..
هم بغوها جنازة يلطمون فيها



اقترب منها اكثر
اكثر من القرب الذي كان


مسد خدها برقة شعرت معها انها تطير بعد ان كانت تسير بسبب "حديثه المسبق" على صفيحٍ من نار


مرر كفه على شعرها الفاتح .... ثم عنقها
الى ان توقفت سبابته على ذقنها


هتف بـ صوتٍ ثقيل مبحوح: عادي اطلب منج طلب ؟


قالت ونظرتها تتوسد الارض: اطلب


محمد: اذا في يوم حصلت مبينا مشكلة ..
مول لا تطرين ابويه جدامي


لم تفهم كلامه بدايةَ الامر
لكن عندما فهمت بعد لحظات ...... استشاطت غضباً مرة اخرى


: تتحراني بعايرك في ابوك يا محمد ؟؟؟
انت ناسي ان اللي سواه عمي شاهين مب اقل عن اللي سواه ابوك ؟؟؟



كان يعلم ان روزه لا تعرف الا الظاهر

لا تعرف الا ان الاثنان خططا ضد سهيل فقط

لكن مع هذا كان يشعر في تلك الاثناء بعُقده النفسية تطفح من قلبه وروحه وتخنقه حد الصميم



اخفض عيناه الحادتان بعار .... بل بقهر وذلٍ جارح أيضاً


تنهدت بضيق وصل لإحساسه وأذنيه

روزة: يمكن عطيتك وجهة نظر مب حلوة عني

سألها وهو يمشط تعابيرها التي توحي بمدى حرجها وخيبتها: ليش جي تقولين ؟

روزة بتجهم ناعم: قلت كلام مب زين عن ولد عمي جدامك .. وانت اكيد شفت اني وحدة تافهة وصغيرة مخ وامشي ورا كلام الناس



حاول تنحية غيرته السخيفة التي لا دخل لها الآن بالحديث الجاري بينهما


وقال بجدية: انا ما بقول انج ما غلطتي يوم سمعتي رمسة عمج عن سهيل
لكن خل نكون منطقيين ... كنتي ياهل
وهو عمج
شو عرفج انه جذاب ويتبلى ؟؟
يعني بالعقل




لم تكن تحتاج روزه ايّ احدٍ يدافع عنها الان

بل كانت تحتاج ان ترى انها بعيناه هو
ليست بذاك السوء
ليست بتلك الاخلاق الدنيئة



سألته سؤالاً مباغتاً: ليش خطبتني ؟


سكت وهو يحملق فيها ... اتته بسؤالها على حين غرة


لكنه قال وقد خانه التعبير: ماعرف شو المفروض ارد
بس اممم
يسدج اذا قلت انتي البنت الوحيدة اللي قدرت تلفت نظري
وووو......
ا ا ..... ممممممم


يخفق قلبها بشكل هستيري
تريده ان يكمل
تريده ان يتلفظ بكل العواطف اللي تعتمل خاطره


وهي ترى توتره ، تخبطه ، تلعثمه الرجولي اللطيف

احست ان حناياها اعتصرت بعضها البعض وتأوهٍ كبير خرج من قلبها


سألته وهي تقترب كالمغناطيس نحوه: وشو ؟؟


محمد: ا ا ..... دشيتي خاطري


سألت روزة بتلهف حاولت الا تظهره قدر المستطاع: كيف يعني دشيت خاطرك ؟


تنرفز رغماً عنه فأراد تغيير محور النقاش برمته


هتف بصوتٍ خرج كما يعتقد "ابله": ا ا لبسج حلو


مر شعاع الخجل على وجهها ..... وانخفضت اهدابها ارضاً

: شكراً

: بس وايد مفصّخ


رمقته بتعجبٍ حمل معه بقايا الخجل والارتباك

كانت تنتظره لـ يكمل تغزله فـ صدم احساسها بـ اسلوبه الفج الاخير


قالت له وعيناها تحومان بحيرة على فستانها: صدق ؟


: هي صدق .... ماحب جي انا


زمت فمها وانزلت عيناها ارضاً

لكنها قالت فيما بعد بنبرة متفحصة مستكشفة: ممممممم شو بعد ما تحب ؟


فهمها بشكلٍ خاطىء ..... فقال بجبينٍ متغضن: شو تقصدين ؟


ابتسمت له
علمت انه فهم مقصدها بشكلٍ مختلف


فـ ارادت استفزازه قليلاً .. قالت له بعيونٍ متراخية ماكرة: قولّي كل اللي ما تحبه عشان اسوي عكسه عقب العرس


قال محمد بارتفاع حاجبين: شغل عناد ؟


زمت فمها بغنج وردت: انت تحب الاكشن في حياتك



مع جملتها الاخيرة .... ابتسم نصف ابتسامة


تذكّر حكايتهم في سيريلانكا



قالت له بنبرة حاولت اظهارها مرنة مرتاحة: انزين مممممم .. دوري اطلب منك شي


نظر إليها باستفهام .... ورغبته الشديدة في تقبيلها تتصاعد
وتشتد
وتحترق



: ولدي
حامد ولدي
اباك تكون حنون وياه ولا تحسسه مول انه مب ولدك



كان يريد مقاطعتها مندهشاً بانفعال
لكن اثر الصمت وهو يرى الكثير من الكلام المحبوس داخل مقلتيها


: مابا اذكر طاري ابوه لا بالشين ولا بالزين
لكن لازم تعرف ان حامد فاقده وايد
اتمنى اشوف المعاملة الطيبة منك وانت تتعامل معاه
وان شاء الله اذا ظهر ابوه
يكون تغير وتبدل حاله للافضل وتاب
ويعوض الصبي عن اللي راح





وهو يسمع حديث الام عن ابنها

تذكر نفسه

تذكر طفولته

هو ايضاً لم يعش حياة طبيعية مع ابيه

لطالما ظل واقفاً في علاقته مع ابيه بين خوفٍ وتردد

حبٍ وبغض

حنقٍ داخلي ورغبةٍ مستمرة بالنسيان والمضي قدماً في الحياة


فلم يجد الا القول الصادق والتلفظ بالنية الحقيقية: اوعدج اكون ربيعه اكثر من اني اكون ابوه ..
هالشي يريحج ؟


ولمس يدها بـ حنانٍ فياض واحتواءٍ جميل



قالت له بعينان متأثرتان: يريّحني ونص
انك تكون صديقه وهو بهالعمر
بيقربه منك ويخليه يرتاح في التعامل وياك



امسك باطن كف روزة

رسم حلقة بسبابته حول خطوطه الصغيرة الرقيقة

ثم اخفض رأسه ولثمه بعذوبة



: ريحتج مممممم
ريحتج ... ريحة غرفة امي ليلة العــيد




خفقات قلبها وصلت لاذنيها ودماغها


ما اجمل حكاويه يالله
وما اطهر كلماته البيضاء كبياض السحاب




مدت كفها للاعلى

مررته على وجهه

وهي تحدق به بانبهار ..... بتوهج



تنتابها مشاعر جنونية
لم تشعر بها قط في حياتها


احاسيس مرهفة
رقيقة

تشعر انها ستكون له يوماً اماً
واباً

لا لا
لا تشعر

بل تريد
وتطمح
وتتمنى

تريد ان تكون امه
وابيه
واخته

تريد ان تكون صديقته
ثم زوجته

وما اجملها من علاقةٍ حينها
عندما تكون للحبيب عائلة
قبل ان تكون فرداً واحداً بمسمى واحد




وهل هو حبيب يا روزة ؟؟







احتقن وجهها ادراكاً وعاطفةً حارة متوقدة



أجل حبيب
حبيب وقريب وأجمل نصيب



قربت أنفها من أنفه
وهمست بخدر: وتسمحلي اصير ريحة غرفتك انت ......... ليلة العيد



حينها تجاوز المسافة
بين طريقه وطريقها
بين صدره وصدرها



فـ لثم بقوة جانب شفتيها
وهو يردد بكل الحب والدفىء والتوق: مُنى القلب والعين والله
......... ريحتها

ثم لثم غمازة ذقنها بنعومة سببت لها الثمالة

واكمل بـ ابتسامة مغوية مائلة: وهــواهــا ...... وعطـــورها كلهــن



،,



صباح جديـــــد ... صباح تضحك معه مخلوقات الحميد المجيد



يطعم الماعز بيده داخل المزرعة الصغيرة في حوش منزله .... وعلى خطوط تجاعيد وجهه هدوء رباني وصمت اثيري

مرر عيونه على الافق .... وهو يتأمل خلقة الله ويسبح مع تسبيح كل حي
وكل جماد



وقفت على مقربةٍ منه حينها .. وهي تسمع ريسة التي بالكاد تقف على رجلها المتوعكة تهتف بـ رجاءٍ حار: لا تقسين عليه يا نورة

: كل شي طاح من هالقلب يا ريسه
لا تستهمين
خلينا رواحنا شوي ما عليج اماره



وبالفعل
ساعدتها ريسة جتى جلست قرب ابيها صياح
وتوجهت لداخل منزل ابيها لتصنع مع الخادمة وجبة الافطار


: شحالك عمي صياح ؟


غضن جبينه بداية الامر ... ثم قال بصوتٍ بعيد
بعيد وقديم ونقي: نورة


: هي نعم نورة


ابتسم لها .. ابتسامة يعود عمرها لـ سنواتٍ طويــــــــــــــلة

ربّت على فخذه ...... وقال بـ دفئٍ يبكي القلب:
تعالي ابويه ..... تعالي يلسي على ريلي




فجَع قلبها
صدم روحها
كانت تعلم انه يعاني من النسيان .. لكن ريسه اخبرتها ان حالته متفاوتة .. ليست دائمة


يالله .............. صياح يحادث نورة الطفلة
وليس نورة العجوز


"تعالي ابويه ..... تعالي يلسي على ريلي"


اشتعل الحنين في جوفها ....... كلماته البسيطة سافرت بها لأيامٍ عتيقة
لأيامٍ سحيقة اختفت تحت أتربة متراصة ثقيلة رمادية

وكأن بكلماته كان ينفض كل الضغينة والجفاء والاحقاد المتكدسة في قلبها

عيناه وهو يراها ...... ارجع للحنين اسمه
وللماضي بساطته التي لا تشوبها عقد الحياة ومآسي العمر وضغائنَ تعفنت في الاكباد


وبحركةٍ خرجت عفوية من "نورة الطفلة" ...... قرّبت يدها المتجعدة وتسللت بحرص حتى اصبحت على كتف الشيخ الضئيلة


ناداها بـ عيونٍ باسمة حنونة:
نورة


اجابته "نورة الطفلة" بـ روحٍ عبقة صافية:
لبيه عمي صياح


اشر لها حتى تقترب ..... ادراكه البطيء لم يخبره ان التي امامه لا تبصر: تعالي ابويه تعالي


لكنها فهمت ..... وكأنها حقاً تراه بعيناها


بكل هدوء
بكل الهدوء الذي نزل عليها
والسكينة
ولين القلب الطفولي


اقتربت اكثر وهي تتلمس حولها
حتى لمست طرف كرسيٍ كان بقربه

قربت الكرسي منها
وجلست بحذر



سألها بـ صوته الابوي العطِر:
سرتي اليوم صوب المطوّعة ؟؟


(المطوعة المرأة التي كانت تستلم مهمة تحفيظ الفتيات القراءة والكتابة وحفظ القرآن قديماً)






هنـــا
تجمّعت الدموع بمقلتاها

اومأت برأسها بـ ألمٍ امتزج مع ابتسامةٍ شاحبة رقيقة


وردت ببساطة ...... ولطافة: هي عمي
سرت صوب المطوّعة








-النهــــــــــــــــــــــاية-






،


الحمدلله
الحمدلله
الحمدلله

الحمدلله ما ختم جهد ولا تم سعي إلا بفضله سبحانه

الحمدلله على البلوغ ، ثم الحمدلله على التمام


،



حبايبي متابعيني

ابتديت سهيل في موقف كله ليل وظلام وخوف ورعب ومآسي

وانهيت سهيل في موقف فيه الصباح والضوء والسعادة والسكينة والرضى بما قسمه الله


ما اقدر اقول اني مشيت في خط تقليدي وانا اكتب النهاية
لكن هي كـ رواية
اغلب قصصها كانت مليئة بالاحقاد والاحزان والاوجاع

كان لابد اني اختمها بطريقة ترضيني انا كـ انسانة قبل ما ترضيني كـ كاتبة مع الحفاظ على المنطقية والبساطة والقناعة الشخصية

،

اشكر كل من وقف معاي من بداية سهيل الى نهايته

اشكر صديقاتي حبيبات قلبي

ما بذكر اسم معين لاني مابا اهضم حق اي حد يطير اسمه عن بالي سهواً

الكل شفت منه الخير

الكل شفت منه الطيبة والعطاء والتفاني والتشجيع المستمر

محد قصّر معاي انشهد ... وربي يشهد من فوق سابع سما

وقفتوا معاي من اربع سنوات وتحملتوا طول انقطاعي

انقطاع كان لابد منه عسب ارجع شرات قبل لكن بروح جديدة ومزاج عالي وإلهام قوي الحمدلله

اشكر الجميع جزيل الشكر

وشكري موصول كذلك لـ فيتامين سي

شكراً على النقل يا جميلة

يعطيج العافية .... ربي يسعدج دنيا وآخرة

اتمنى اني كنت خفيفة عليكم

اتمنى لقاءنا هذا ما يكون الاخير ان شاء الله

دعواتي لكم ما بتنقطع بإذن المولى

كذلك انتو لا تحرموني من دعواتكم وسؤالكم عني

صرتوا جزء لا يتجزء من حياتي

في النهاية اقول


إن أحسنت فمن الله، وإن أسأت فمن نفسي والشيطان


سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، استغفرك وأتوب إليك

لولوھ بنت عبدالله، 18-12-20 08:03 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 30
 
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 23 ( الأعضاء 3 والزوار 20)
‏لولوھ بنت عبدالله،, ‏فيتامين سي, ‏نور بلادي




قراءة ممتعة ...... :)

زهرة منسية 18-12-20 09:20 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الخاتمة
 
الف مليون مبروووووووووووك لؤلؤتي الخاتمة

عقبال روايات تانية كتيرررررررررررررررررررر

روعة النسيان 18-12-20 10:13 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الخاتمة
 
لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 29 ( الأعضاء 6 والزوار 23)
‏روعة النسيان*, ‏حكايا الروح, ‏انصاف عبدالله, ‏باتمانه S, ‏أسووووم44, ‏هدوء العواصف

حكايا الروح 18-12-20 10:23 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الخاتمة
 
شنووو سويتي فينا لولوة أكثر عن ساعتين عساس أكمل البارت كل شوي اوقف من الدموع اللي تضبضب قرائتي وعشان اتلاحق انفاسي فعلاً دخلتينا عالم آخر
أنا بس طاري النهاية خله العبرة تخنقني شلون والبارت كله هالمشاعر الجياشة

شكرًا وايدة ولا تكفي

أهنيج لولوة على هالابداع واكتمال هالتحفة الراقية وأهنينا قبلها على وجودج بيناتنا ومشاركتج لنا هالابداع الراقي

مشاعري حالياً في تذبذب وفعلا مو عارفة شلون اعبر عن اعجابي وتقديري العظيم لموهبتج


اجي الحين للنهاية اللي بقد ماكنت متشوقة لها مابغيت نوصل لها من زود ماتعلقنا بالشخصيات وتعودت عليهم
تركيبة الشخصيات جدًا فخمة وانكشاف الاحداث وتتابعها كان متقن

حرابة وسهيل أكثر لقاء كنت انطره حتى أكثر من لقائه مع نورة
واتقنتي واتفننتي بصياغته

غابش وحرابة
طبعا بعد موقف حبس الانفاس رغم اني كنت بداخلي متاكدة من سلامة حرابة من الخطف باي طريقة كانت لان ادري مايهون عليج بس كنت متخوفة عالجنين
اعترافات غابش اللي تشلع القلب والاستكانة أخيراً من قبل حرابة .. أحلى شي

روزة ومحمد
تحية للسلام اللي وصل له سهيل اخيراً ولرقي التعامل والعلاقة مع محمد
لما وصلت للموقف اللي بين محمد وروزة بديت اضحك وسط دموعي بشكل غريب
وايد حبيت شلون رسمتي لنا عفويتهم بهالرقة والبساطة

صياح وموقفه مع نورة اهني الانهيار كله
ابدعتييي فيه بشكل

وما انسى الشخصيات الثانية
مدية وهزاع
منصور ونارة
ريسة
وجميلة اللي مادري ليش تمنيتها بداخلي لارنود ، ماهان علي شعوره بالوحدة والكل بدى يستقر حوالينه

روعة النسيان 18-12-20 11:28 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الخاتمة
 
وحان الوداع وحان توديع الاحباب
وداع لطييف ومبهج ومبكي ومفرح بنفس اللحظه ....
كلمة النهاية هزتتت اعماق قلبي وتكه واصيح جنبش يالولو < باقي تكابر الروعه

بنفارق جدنا صياح وابونا وقلوبنا مستوجعه عليه وعلى حاله ونحببه حييل
رغم ان بدايه الروايه كان قاسي حبتين بس محد يشيل على ابوه
وريسه امنا وسندنا اللي سندت عيالها كلهم وابوها واخوها حبينا حنيتها وصبرها
وبنشتاااااااق لها حيل وان شالله تعوض ارنود عن غربته كل هالسنين وهو يكون لها الولد تمنيت يجي يعيش معها

نوره يانوره اللهم لك الحمد اللي رد ضناش لحضنش بعد وجع وحرقة قلب 15 سنه
شكثر ارتاح بالي وتطمنت عليها بوجود سهيل وعايلته الصغيره حولها
ولقاءها بصياااااح بالنهايه اه بقد ماكان مووجع الا انه ارق واروع لقاء تنتهي فيه لروايه

وتطمنت اكثر واكثر على سهيل بجنب جواهر المخلصه والحبيبه والقويه وحبيت محبتها وامومتها لادم ويعقوب


حرابه والحمدلله واستقرت حياتها مع غابش ولو انها صدقت شعور الخديعه يوجع وموسهل لكن اعتذار غابش كان جدا صادق وعمييق وحلوين حلويين لابعد مدى مع بعض ...


مديه وهزاع وياعسى ربيعهم دوووووم مبهج ومزهر من بوظبي لسيشل لكل بقعه تحط فيها خطاويهم ...


روزه ومحمد ولقاءهم الاول كان ظريف جدا جدا ويهبل للامانه ضحكوني وانا اتعبر وقلبي يرقع اخاف انزل سطر بالبارت واقرا كلمة النهايه

على العموم روزه حالها من حال ابطالنا الباقين عانت بحياتها مع ربيع وكانت مقهوره من سهيل قبل تعرف الحقيقه ...هذا غير الكلام اللي جاها من ناقصات العقول ولكن قوتها واثباتها لنفسها بالبزنس وانها ماوقفت عند اول عثره بحياتها يحسب لها كثير كاامراءه وام وانثى قويه
تستاهل تكون شريكه لشخص مثل محمد رغم ماضي ابوه وجشع امه ولامبالاتها وقف على حيله من صغره واثبت نفسه برجولته وفناءه بعمله وبااخوته وصداقته بسهيل

منصور وناره كل منهم كان له ماضي سيء ويحاول يتجرد منه والحمدلله انهم قرروا يتجاوزون عن الماضي سوا وبجنب بعض ناره بنت حلوه وبريئه كثيير ومنصور حنا خابرينه طيب وكفو ولكن عرق عيال صياح وموتهم وكبريائهم وشموخهم
لكن الحب يباله تضحياات ي منصووووووي :peace:

وخلصنا رحلة سهيل بعد 31 بارت تضاربت فيها مشاعرنا وزعلنا فيها على حال ابطالها وتوترنا من توترهم وبكينا من بكاهم وفرحنا من فرحهم

واخيرا ودعناهم بنهاية حلوه لكل شخص فيهم نهايه بسيطه وواقعيه وسعيده ومرضيه وماهو غريب عليش هالابداع يابنت عبدالله


ابهرتينا وامتعينا واسعدتينا ويعز علي افارقهم لكن مو مشكله كل م اشتقت لهم برجع هنا اقرا مثل ماعدت قراءة بات من يهواه اكثر من مره واللي ماتقل جمال عن كما رحيل سهيل .... اليين ماتفاجيئنا بمولودة ثالثه :lol:


احبش احبش احبش ياام مريم وكلي فخر كوني صديقه واخت صغيره لش

كلي فخررر بنجاحش للمره الثانيه بهالمجال وعقبال ماانشوف ازدهار هالنجاح اكثر واكثر ...


وسامحيني على هالكلمتين بس انتي اليوم عطيتينا نهايه من روعتها وجمالها
عجزنا نعبر ونقول شقد هي حلوه ...لكن الاكيد الاكيد والله ان هالروايه خذت من حلاوه قلبش وخفة روحش كثييرر كثيير

لاخلا ولا عدم يافخرنا يالولو

عبيرك 19-12-20 05:38 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل الاخير
 
الف مبروك اكتمال تحفتك التي اسعدتنا بها صراحه ابدعتي بكل ماتحمله الكلمه من معنى واتمنى عودتك القريبه بروايه جديده ناتي للنهايه الروعه طبعا سعيده لكل الابطال ولكن اكثر موقف اثر بي هو مقابله حرابه بسهيل واووووو شو بدي احكي عن كميه العبقريه الموجوده بهذا اللقاء الذي احسست وانا اقرائه بقشعريره من قوته جد برافو عليك لولوه اللقاء كان روعه وايضا ختام الروايه وفقدان صياح لادراكه والذي اظن ان عقله احتاره لينسى صدمته بابنه احمد وصدمته انه ظلم اغلى الناس لقلبه شئ يحزن لرجل كان معروف عنه بالذكاء والعدل ويمكن النسيان كان له نعمه سعيده جدل لمنصور وناره وسعيده لاستسلام حرابه لغابش واكثر سعاده لعوده روح سهيل النقيه وطبعا اتمنى سعاده روزه ومحمد ولاننسى مديه اللطيفه وهزاع العاشق لقد سحرتينا بابطالك وقصصهم فكل قصه كانت لها نهكه نجحتي باثاره كل مشاعرنا من حزن وخوف وفرح غضب وكره وحركتي فينا الحس البوليسي وطبعا اضحكتينا بمواقف كثيره جد الروايه كانت تحفه ابداعيه بالوصف والتعبير وبكل كلمه كتبتيها مشكوره لانك شاركتينا بهاوبانتظار جديدك

bluemay 19-12-20 10:39 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل الاخير
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


مبااااااااارك لولوتي وصول رائعتك إلى بر الأمان والنهايات السعيدة

حزينة لوداعك

ولكن ارضيتيني بالنهاية والخاتمة كانت من أجمل ما يكون

بتمنى لك كل السعادة والتوفيق

تقبلي خالص ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°







لولوھ بنت عبدالله، 20-12-20 06:49 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الخاتمة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3735430)
الف مليون مبروووووووووووك لؤلؤتي الخاتمة

عقبال روايات تانية كتيرررررررررررررررررررر

حبيبتي نونا الله يبارك فيج ... تسلملي عيونج الحلوة يا قمر

لولوھ بنت عبدالله، 20-12-20 06:51 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل الاخير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميمّ (المشاركة 3735423)
مساء الخير لولوه 💙.
مسجلة دخول للمنتدى لأول مره من لما عرفت الروايات على شانك 😂.
الابداع اللي اشوفه اجبرني والله .. تبارك الله هو وصف هو سرد هو حبكة رهيييبه اشيي روايه اشيي جمال .
مدري وش اقول اول مره اشارك بس جد جد روايه مالها مثيل مره فخوره فيك وفي قلمك الجبار اللي مره يبكينا ومره يضحكنا وتمنيت اني شاركت من البدايه بس توني اعرف للتسجيل وابشري بالعوض في الجايات 🤍.




حبيبتي تسلميلي على كلامج اللطيف الرقيق
ووووو نورتيني يا ميم لا خلى ولا عدم

لولوھ بنت عبدالله، 20-12-20 06:52 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الخاتمة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكايا الروح (المشاركة 3735443)
شنووو سويتي فينا لولوة أكثر عن ساعتين عساس أكمل البارت كل شوي اوقف من الدموع اللي تضبضب قرائتي وعشان اتلاحق انفاسي فعلاً دخلتينا عالم آخر
أنا بس طاري النهاية خله العبرة تخنقني شلون والبارت كله هالمشاعر الجياشة

شكرًا وايدة ولا تكفي

أهنيج لولوة على هالابداع واكتمال هالتحفة الراقية وأهنينا قبلها على وجودج بيناتنا ومشاركتج لنا هالابداع الراقي

مشاعري حالياً في تذبذب وفعلا مو عارفة شلون اعبر عن اعجابي وتقديري العظيم لموهبتج


اجي الحين للنهاية اللي بقد ماكنت متشوقة لها مابغيت نوصل لها من زود ماتعلقنا بالشخصيات وتعودت عليهم
تركيبة الشخصيات جدًا فخمة وانكشاف الاحداث وتتابعها كان متقن

حرابة وسهيل أكثر لقاء كنت انطره حتى أكثر من لقائه مع نورة
واتقنتي واتفننتي بصياغته

غابش وحرابة
طبعا بعد موقف حبس الانفاس رغم اني كنت بداخلي متاكدة من سلامة حرابة من الخطف باي طريقة كانت لان ادري مايهون عليج بس كنت متخوفة عالجنين
اعترافات غابش اللي تشلع القلب والاستكانة أخيراً من قبل حرابة .. أحلى شي

روزة ومحمد
تحية للسلام اللي وصل له سهيل اخيراً ولرقي التعامل والعلاقة مع محمد
لما وصلت للموقف اللي بين محمد وروزة بديت اضحك وسط دموعي بشكل غريب
وايد حبيت شلون رسمتي لنا عفويتهم بهالرقة والبساطة

صياح وموقفه مع نورة اهني الانهيار كله
ابدعتييي فيه بشكل

وما انسى الشخصيات الثانية
مدية وهزاع
منصور ونارة
ريسة
وجميلة اللي مادري ليش تمنيتها بداخلي لارنود ، ماهان علي شعوره بالوحدة والكل بدى يستقر حوالينه


يا عمري ي حكايا
كنتي من المتابعات اللي ما انقطعن معاي ف ليلاس
حبيبتي ممتنة لج وسعيدة انج كنتي معاي طول فترة التنزيل
لا عدمتج
وان شاء الله لنا لقا ثاني في رواية ثانية
باذن الله تعالى

لولوھ بنت عبدالله، 20-12-20 06:56 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الخاتمة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روعة النسيان (المشاركة 3735449)
وحان الوداع وحان توديع الاحباب
وداع لطييف ومبهج ومبكي ومفرح بنفس اللحظه ....
كلمة النهاية هزتتت اعماق قلبي وتكه واصيح جنبش يالولو < باقي تكابر الروعه

بنفارق جدنا صياح وابونا وقلوبنا مستوجعه عليه وعلى حاله ونحببه حييل
رغم ان بدايه الروايه كان قاسي حبتين بس محد يشيل على ابوه
وريسه امنا وسندنا اللي سندت عيالها كلهم وابوها واخوها حبينا حنيتها وصبرها
وبنشتاااااااق لها حيل وان شالله تعوض ارنود عن غربته كل هالسنين وهو يكون لها الولد تمنيت يجي يعيش معها

نوره يانوره اللهم لك الحمد اللي رد ضناش لحضنش بعد وجع وحرقة قلب 15 سنه
شكثر ارتاح بالي وتطمنت عليها بوجود سهيل وعايلته الصغيره حولها
ولقاءها بصياااااح بالنهايه اه بقد ماكان مووجع الا انه ارق واروع لقاء تنتهي فيه لروايه

وتطمنت اكثر واكثر على سهيل بجنب جواهر المخلصه والحبيبه والقويه وحبيت محبتها وامومتها لادم ويعقوب


حرابه والحمدلله واستقرت حياتها مع غابش ولو انها صدقت شعور الخديعه يوجع وموسهل لكن اعتذار غابش كان جدا صادق وعمييق وحلوين حلويين لابعد مدى مع بعض ...


مديه وهزاع وياعسى ربيعهم دوووووم مبهج ومزهر من بوظبي لسيشل لكل بقعه تحط فيها خطاويهم ...


روزه ومحمد ولقاءهم الاول كان ظريف جدا جدا ويهبل للامانه ضحكوني وانا اتعبر وقلبي يرقع اخاف انزل سطر بالبارت واقرا كلمة النهايه

على العموم روزه حالها من حال ابطالنا الباقين عانت بحياتها مع ربيع وكانت مقهوره من سهيل قبل تعرف الحقيقه ...هذا غير الكلام اللي جاها من ناقصات العقول ولكن قوتها واثباتها لنفسها بالبزنس وانها ماوقفت عند اول عثره بحياتها يحسب لها كثير كاامراءه وام وانثى قويه
تستاهل تكون شريكه لشخص مثل محمد رغم ماضي ابوه وجشع امه ولامبالاتها وقف على حيله من صغره واثبت نفسه برجولته وفناءه بعمله وبااخوته وصداقته بسهيل

منصور وناره كل منهم كان له ماضي سيء ويحاول يتجرد منه والحمدلله انهم قرروا يتجاوزون عن الماضي سوا وبجنب بعض ناره بنت حلوه وبريئه كثيير ومنصور حنا خابرينه طيب وكفو ولكن عرق عيال صياح وموتهم وكبريائهم وشموخهم
لكن الحب يباله تضحياات ي منصووووووي :peace:

وخلصنا رحلة سهيل بعد 31 بارت تضاربت فيها مشاعرنا وزعلنا فيها على حال ابطالها وتوترنا من توترهم وبكينا من بكاهم وفرحنا من فرحهم

واخيرا ودعناهم بنهاية حلوه لكل شخص فيهم نهايه بسيطه وواقعيه وسعيده ومرضيه وماهو غريب عليش هالابداع يابنت عبدالله


ابهرتينا وامتعينا واسعدتينا ويعز علي افارقهم لكن مو مشكله كل م اشتقت لهم برجع هنا اقرا مثل ماعدت قراءة بات من يهواه اكثر من مره واللي ماتقل جمال عن كما رحيل سهيل .... اليين ماتفاجيئنا بمولودة ثالثه :lol:


احبش احبش احبش ياام مريم وكلي فخر كوني صديقه واخت صغيره لش

كلي فخررر بنجاحش للمره الثانيه بهالمجال وعقبال ماانشوف ازدهار هالنجاح اكثر واكثر ...


وسامحيني على هالكلمتين بس انتي اليوم عطيتينا نهايه من روعتها وجمالها
عجزنا نعبر ونقول شقد هي حلوه ...لكن الاكيد الاكيد والله ان هالروايه خذت من حلاوه قلبش وخفة روحش كثييرر كثيير

لاخلا ولا عدم يافخرنا يالولو


محلى الوداعية وراعية الوداعية ما الطفج يا دودي وما اروعج
خنقتني العبرة يا بنت
حبيبتي
ممتنة لج يا عمري كنتي معاي طول رحلة سهيل بحلوها ومرها
وانتي كنتي من الناس اللي زادوها حلاوة وطعامة
حبيبتي ماعرف شو اقول
ما عندي الا ربي لا يخليني منج

لولوھ بنت عبدالله، 20-12-20 07:01 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل الاخير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبيرك (المشاركة 3735453)
الف مبروك اكتمال تحفتك التي اسعدتنا بها صراحه ابدعتي بكل ماتحمله الكلمه من معنى واتمنى عودتك القريبه بروايه جديده ناتي للنهايه الروعه طبعا سعيده لكل الابطال ولكن اكثر موقف اثر بي هو مقابله حرابه بسهيل واووووو شو بدي احكي عن كميه العبقريه الموجوده بهذا اللقاء الذي احسست وانا اقرائه بقشعريره من قوته جد برافو عليك لولوه اللقاء كان روعه وايضا ختام الروايه وفقدان صياح لادراكه والذي اظن ان عقله احتاره لينسى صدمته بابنه احمد وصدمته انه ظلم اغلى الناس لقلبه شئ يحزن لرجل كان معروف عنه بالذكاء والعدل ويمكن النسيان كان له نعمه سعيده جدل لمنصور وناره وسعيده لاستسلام حرابه لغابش واكثر سعاده لعوده روح سهيل النقيه وطبعا اتمنى سعاده روزه ومحمد ولاننسى مديه اللطيفه وهزاع العاشق لقد سحرتينا بابطالك وقصصهم فكل قصه كانت لها نهكه نجحتي باثاره كل مشاعرنا من حزن وخوف وفرح غضب وكره وحركتي فينا الحس البوليسي وطبعا اضحكتينا بمواقف كثيره جد الروايه كانت تحفه ابداعيه بالوصف والتعبير وبكل كلمه كتبتيها مشكوره لانك شاركتينا بهاوبانتظار جديدك

عبيرك
غاليتي الجميلة متابعتي الاجمل ... الله يبارك فييييج
ممنونة لج ولمتابعتج المستمرة لي
هالشي كان ولا زال يعنيلي الكثيررررررر
اعتز فيج قد السما والارض
شكرا شكرا شكرا

لولوھ بنت عبدالله، 20-12-20 07:02 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل الاخير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3735459)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


مبااااااااارك لولوتي وصول رائعتك إلى بر الأمان والنهايات السعيدة

حزينة لوداعك

ولكن ارضيتيني بالنهاية والخاتمة كانت من أجمل ما يكون

بتمنى لك كل السعادة والتوفيق

تقبلي خالص ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°







الله يبارك فيييج الغالية بلوماي
شكرا شكرا وااااااايد على كل شي
حبيبتي الله لا يحرمني منج وان شاء الله لنا لقا ثاني في رواية ثانية

شبيهة القمر 23-12-20 12:16 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل الاخير
 
السلام عليكم

مبرووووووووك لولوه النهاية الجميله كجمال روحك 💚💚💚💚
مع اننا بنحزن على فرااق ابطالنا 😭😭😭😭
ابدعتي لولوه بكل جزء وبكل موقف..اهنيييك
اما لما وصلت لموقف دخول سهيل على حرابه ..ومن قال السلام عليكم ..>>سكرت الصفحه ههههههه من الخرعه
تدرين توقعت يغمى عليها خاصه انها الوحيده الا مااحد مهد لها السالفه ..بس مو حرابه الي يغمى عليها ..وهي قدرت تبطل مخطط ابتزاز ابوهمام وربعه 💪💪

لولوه ..تسلم يديك جعل مايمسها النار يارب عشنا معك اجمل الايام بروايه تخطف الانفااس انت مبددددعه ربي يحفظك ...بس عندي طلب تكفين قولي تم ..لايكون هذا اخر عهدنا بك او اخر روايه تجمعنا بك ..نبي روايه ثانيه ..ابدااعك نهر لاينضب لاتحرمينا منه تكفيييييين 💔💔

لولوھ بنت عبدالله، 26-12-20 05:38 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل الاخير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 3735556)
السلام عليكم

مبرووووووووك لولوه النهاية الجميله كجمال روحك 💚💚💚💚
مع اننا بنحزن على فرااق ابطالنا 😭😭😭😭
ابدعتي لولوه بكل جزء وبكل موقف..اهنيييك
اما لما وصلت لموقف دخول سهيل على حرابه ..ومن قال السلام عليكم ..>>سكرت الصفحه ههههههه من الخرعه
تدرين توقعت يغمى عليها خاصه انها الوحيده الا مااحد مهد لها السالفه ..بس مو حرابه الي يغمى عليها ..وهي قدرت تبطل مخطط ابتزاز ابوهمام وربعه 💪💪

لولوه ..تسلم يديك جعل مايمسها النار يارب عشنا معك اجمل الايام بروايه تخطف الانفااس انت مبددددعه ربي يحفظك ...بس عندي طلب تكفين قولي تم ..لايكون هذا اخر عهدنا بك او اخر روايه تجمعنا بك ..نبي روايه ثانيه ..ابدااعك نهر لاينضب لاتحرمينا منه تكفيييييين 💔💔


هلا والله .... هلا شبيهة حبيبتي
يسلمج ربي ويعافيج لا خلى
ومبارك علينا كلنا ختام الرواية
عشت معاكم لحظات جميلة جداً
الله لا يحرمني
وباذن الله ما ننقطع
الرواية القادمة بتكون عن عتيبي ان الله قال
لكن لازم الواحد يتعلم من دروسه السابقة
فـ اذا ربي عطانا العمر
ما بنزل الرواية الا وهي مكتملة او على الاقل شبه مكتملة
تفادياً لأي انقطاع لووووووووول
دمتي بود حبيبتي

شبيهة القمر 26-12-20 01:33 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل الاخير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3735599)
هلا والله .... هلا شبيهة حبيبتي
يسلمج ربي ويعافيج لا خلى
ومبارك علينا كلنا ختام الرواية
عشت معاكم لحظات جميلة جداً
الله لا يحرمني
وباذن الله ما ننقطع
الرواية القادمة بتكون عن عتيبي ان الله قال
لكن لازم الواحد يتعلم من دروسه السابقة
فـ اذا ربي عطانا العمر
ما بنزل الرواية الا وهي مكتملة او على الاقل شبه مكتملة
تفادياً لأي انقطاع لووووووووول
دمتي بود حبيبتي

الى ذاك الوقت سنقف على ارصفه الانتظاااااااااااااااار بكل شووووق ..
بإذن الله 💕

لولوھ بنت عبدالله، 28-12-20 10:31 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل الاخير
 
حبايبي صباحكم ومساكم حب ولطافة وجمال 💓💘
كيف الحال
وحشتوني
مممممممم
بحط حساباتي ف السناب وتويتر للي يبا يتواصل وياي 👌🏼💓

سناب
‏Loulwa_91


تويتر
‏Loulwa91


🧁💖 وسلامتكم

شيماء علي 28-07-21 02:47 PM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل الاخير
 
لولو عساك بخير

قرأت الرواية اخيرا بعد طول انتظار وما شاء الله ما عندي شيء اقوله
لازم ويجب وحتما ولا بد اقرا مرة تانية عشان اقدر ارد رد يوفي هذا الابداع حقه
يكفي اني جاية متأخرة سنة انا ووجهي
بس قلت لازم اثبت حضور الاول وعقب يصير خير

تسلم ايدك وان شاء الله مش اخر لقاء لنا معك

نزهة العلا 21-11-23 03:50 AM

رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل الاخير
 
بتوفيق انشاء الله يرجع منتدى بعبق روايات من جديد


الساعة الآن 01:20 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية