منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات غادة (https://www.liilas.com/vb3/f264/)
-   -   حصري فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة ) (https://www.liilas.com/vb3/t207548.html)

Rehana 24-05-20 04:32 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
- لكن لا تنسي فقط أننا نزور اوستراليا في سياحة عادية وتملكتنا رغبة في قضاء بضعة أيام في مزرعة حقيقية وأن كلانا يرغب في التعرف الى ابن عمنا , ولربما كان هناك أكثر من ابن عم واحد!
تمتم اليكس مكملاً بعبوس:
- واننا يجب ان لا نذكر اننا نعيش في منزل حقير في قبو ببناية مهترئة وان اصحابها يدقون الباب علينا دائماً يطلبون ان نغادرها في اليوم التالي .. وأن ...
- اليكس!
وترددت كاثي , إذن لقد لاحظ هذا , ضمن اشياء اخرى ! انه يقارب الآن الثانية عشرة من عمره , وبدأ يلاحظ ما تحاول اخفاءه عنه, سعياً لحمياته من حقائق الحياة الخشنة القاسية , منذ وفاة والدهما , أي منذ أن انقلب عالمهما , كما بوفاته , رأساً على عقب.منتديات ليلاس
الأمر حدث منذ سنة فقط, لكنها سنة بدت لها كعشرة . كابوس لسنة كاملة , فترة سوداء , ليس بالضرورة انها انتهت الآن بالرغم من تخطيطها الواثق المتفائل واليأس قد يكون أقرب لهما! وقال اليكس :
- لا زلت لا افهم , إذا كنا حقاً اقرباء لماثيو بلاك , فماذا لا نخبره بكل شيء؟
- لا يا حبيبي ! اترى نحن لا نعرف , اعني أننا لسنا واثقين ما هي ردة فعله . وأنا انوي شرح الأمر له في النهاية فلا تقلق . لكن يجب ان تدرك ان من الأفضل ان نعرفه جيداً كي نستطيع اختيار الطريقة الأفضل . قد يكون سهلاً وقد لا يكون , والانطباع الأول دائماً مخادع, كما اننا ليس لنا أي حق عنده , وقد لا يكون مستعداً للاعتراف بدين عائلته لعائلتنا وإذا واجهناه به دون تحفظ قد يرمينا خارج بابه.
- وما يمنعه من هذا حتى بعد اسابيع ؟ ثم انني غير مهتم , ولا اظن انه سيعجبني المقام هنا , انها بلاد واسعة , واتمنى ...
عض على شفته وصحت لكن كاثرين التقطت الأسى في عينيه فتمنت لو انها لا زالت تعيش في منزلهم الريفي الهادئ الجميل, مع كل شيء متوفر لها لأفضل ما في الحياة , صحيح انها لم تكن تعرف قيمة هذا حتى خسرته ولولا اليكس لما وصلت الى هنا.
مهما كانت ستقول من كلمات تالية , فقد ضاعت في صيحة اليكس المذعورة :
- كاثي , انتبهي !
متأخرة جواً , حاولت تجنب وحش ضخم ظهر أمامهما فجأة , قافزاً نحوهما , وبذعر رهيب ادارت كاثي المقود حول الحيوان , فاصطدم بأقرب الأبواب له , وكانت النتيجة رهيبة بانقلاب السيارة إلى جانبها الأيمن , وكأنها قفزت في الهواء .ريحانة
لم تتورط كاثي من قبل في حادث سيارة , كما انها لم تقد من قبل سيارة ليست لها او لوالدها , كانت تلك سيارة سبور صغيرة ذهبية اللون كانت تقودها بحذر , واحياناً بسرعة معقولة ومنذ الأمس كانت تقود هذه السيارة الضخمة بحذر كذلك وبالرغم من هذا الحذر حصل هذا الحادث السخيف ! لم يكن غلطتها , لكن هذا لن يواسيها , فقد يعني تعقيدات كانت في غنى عنها.منتديات ليلاس

Rehana 24-05-20 04:35 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
رفعت رأسها المندوخ باضطراب عن المقود فأحست بألم بسيط في معصمها الأيمن , لكن عدا هذا , وعدا الصدمة , بدا لها انها بخير , وأدارت رأسها مذعورة تنظر إلى اليكس , وفتحت فمها لتسأل عنه, في اللحظة التي تكلم فيها ضاحكاً :
- لابد ان منظرنا الآن مضحك كاثي.
ثم همس :
- هناك دم على وجهك!
راعها اولاً ان ترى وجهه ابيض شاحب بالرغم من محاولته المرح. واطفأت المحرك الذي لا زال يعمل , ونظرت إلى النافذة فوق بابها لتجدها محطمة , لابد ان هذا حدث حين اصطدمت البقرة , او كائناً من يكون بالسيارة . ولابد انهما محظوظان في ان الحادثة لم تكن اسوأ من هذا.
وبدا الرعب على اليكس حين لم ترد عليه , فصاح بصوت أجش :
- كاثي , انت لن تموتي ايضاً , اليس كذلك؟
نظرت كاثي باندواخ إلى الدم على اصابعها , وحاولت تخفيف الأمر :
- انه مجرد خدش كما أظن , كان بالإمكان ان نصاب كلينا بأذى حقيقي كيف تشعر ؟
- اوه , عظيم ! لكن ساقاي متألمتان قليلاً , واظنك كذلك.
- اجل, معك حق , من الأفضل ان أنزل لاتفقد الأضرار في السيارة . لا اظنها تأذت كثيراً , مع انني لا اعرف كيف سنعيدها إلى الطريق , ليس فوق ذلك المرتفع على أي حال.ريحانة
بارتباك نزلا معاً من السيارة , وخاب أمل كاثي ان تجد معصمها لا يتحرك وبدأت تحس بألم فيه , وابتعد كلاهما عن السيارة يتفحصان الاضرار , كانت السيارة قد استقرت في اسفل تل رملي صغير, ليس كثير الانخفاض , وهذه الرمال الناعمة هي التي حمتهما من اصطدام أشد بالأرض. لكن, كان واضحاً ان السيارة لن تعود إلى الطريق دون مساعدة آلة ما. فقد كانت مستلقية على نصف جانبها , وكأنه الصندوق الصغير , ولم يكن يظهر أي أثر لتلك البقرة .. الوحش.
وتمتمت كاثي بغيظ :
- كم أود لو أقول لصاحب ذلك الحيوان ما أظن به تماماً, لكن لسوء الحظ لن نستطيع رؤيته . يا للفظاعة ! اراهن أن مالكها بغيض أكثر منها !
- كاثي!
همسته الملحة بالكاد لفتت انتباهها . فسارع إلى لكزها. وسرعان ما تحول نظرها إلى الطريق فوقهما , لتجد رجلين على ظهر جواديهما ينظران إليهما . ربما صعدا من الجانب الآخر للتل الرملي. وغاص قلبها , فلربما سمعا ما قالته وسيقولانه لرئيسهما .. الذي لابد انه الرجل الذي جاءت لتراه .

Rehana 24-05-20 04:37 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
بعدما بدا لها لحظات طويلة ترجل الرجلان , ونزلا التل لينضما إليهما . وقال الرجل الأطول بينهما, بصوت بطيء وعميق.منتديات ليلاس
- هل صادفتما متاعب؟
ردت ساخطة ببرودة :
- إذ كنت تعني السيارة , فبإمكانك رؤيتها بنفسك, ولولا ان بقرتكم المتوحشة لم تدفعنا من على الطريق , لكنا بخير تماماً , ألا تستطيعون ضبط حيواناتكم بشكل أفضل ؟واضح أنكم تتلقون اجراً أكثر من اللازم!
- آسف سيدتي .. ام آنستي ؟ فالحيوان المذكور عانى لتوه مذلة السحب من بركة نصف فارغة , ولو انها انثى لرصت بحمام الوحل , لكنه ذكر , وبدا غاضباً.
ضحك اليكس بحبور:
- بامكانك تكرار هذا !
- اهذا شقيقك آنسة؟
- اجل .
- لديك جرح سيء فوق عينك آنسة .
- كنت أتساءل متى ستلاحظ هذا ؟
- اوه , لاحظت على الفور أنكما وسيارتكما في ورطة . لكنني اولاً يجب أن افهم كيف وصلتما إلى اسفل هذا المنحدر . وبعيداً اميالاً كثيرة عن أي مكان . هل تتجهان إلى مكان محدد؟منتديات ليلاس
عضت كاثي شفتها لتسيطر على الألم , وقالت بحدة :
- لست مضطرة للشرح لك . ولو سمحت أن تأخذنا إلى رئيسك , والذي افترض انه السيد ماثيو بلاك , سأكون ممتنة لك.
من الرجل الأقصر قامة, صدرت صيحة تعجب , اسكتها الأطول بنظرة حادة :
- ستانلي , يا آنستي , مندهش , لأنه يعرف أن رئيسنا لا يتوقع زواراً, ليس من أمثالكما على اية حال.
اتسعت عينا كاثرين الرماديتين , حين وافقت بتواضع أكثر هذه المرة :
- لا , اخشى أن يكون هذا صحيح , نحن ابناء عم له من انكلترا وقررنا لتونا ان نزوره وأنا واثقة انه سيكون مسروراً لرؤيتنا.ريحانة
ساد صمت لبضعة ثواني , كان الأطول فيهما يفكر , يبدو انه رئيس العمال , فهو يقوم بكل الحديث. بعد لحظات من التفرس بها بطريقة اظهرت له بوضوح انها تشمئز منها , رفع رأسه وحك ذقنه :
- بما أنك واثقة هكذا ان بلاك سيكون مسروراً , من الأفضل ان اوصلكما إلى المنزل في الحال, وفيما نسحب السيارة . فإذا كنتما ستقيمان هنا , لا داعي للعجلة وأنا اظن انه من الأفضل الإسراع في الاعتناء بك , الا تظن هذا ستان؟

Rehana 24-05-20 04:38 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
- اوه , بالتأكيد , أي شيء تقوله .
- عظيم إذن , خذ الصبي , وسأهتم أنا بالآنسة , ماذا قلت ان اسمك ؟
- لم أقل !
من الأفضل إبقاء هذين الغريبين على حدودهما , وستفعل هذا برقة , والله يعلم أنها بين من ادعى نفسه صديق لوالدها , قد شاهدت الكثير من فن محاولات السيطرة حتى انها تعرف على الفور كيف تتعامل معها .
رفعت انفها الدقيق نحوه , وتمتمت بثقة كانت أبعد من أن تشعر بها :
- اظن انني سأنتظر إلى أن أرى رئيسك , ابن عمي.
- كما تشائين سيدتي.
- ألا يمكنك إرسال سيارة تأخذنا من هنا؟ لو شرحت ما حدث للسيد بلاك, فلا شك انه سيأتي بنفسه.
- المكان لا يبعد أكثر من أربعة اميال إلى منزلي.. المنزل .. ولا اظن أنني يجب ان اترككما تحت رحمة حادث آخر , لثور مهتاج.منتديات ليلاس
- أهذا ما كان ؟
وصاح اليكس :
- ظنناه بقرة مجنونة . وقالت لي كاثي...
قاطعه الرجل الطويل الأزرق العينين :
- كاثي؟
ابتسم اليكس يشرح له دون تردد:
- كاثي اختصار اسم كاثرين .
قاطعته بسرعة :
- هذا يكفي حبيببي . واظن من الأفضل ان نفعل ما يقوله هذا الرجل لنا .
ارتفع حاجبا الرجل الطويل في وجهه المغبر :
- اعتقد انك شاهدت جواد من قبل , إذا لم تتعرفي إلى ثور ؟
تساءلت ما إذا كان يضحك عليها أم لا , وكانت محقة , فقد بدا عليه أنه يتسلى , ابتسامته كشفت عن أسنان بيضاء لامعة في وجه موحل , لماذا لا يمسحه ؟
لم تنتبه لصعود اليكس خلف الرجل الآخر إلا بعد أن مر قربها فوق الجواد .. ثم , وبشهقة خفيفة , وجدت نفسها ترتفع في الهواء لتستقر أمام الرجل الطويل, الذي أمسك بذراعها ليشدها بحزم , ثم يلقي نفس الذراع حولها ويمسك لجام الجواد باليد الأخرى وبشكل آلي تشددت اعصابها واخذ كل جزء منها يصرخ احتجاجاً على قربها منه, واخذ الرعب المجنون من الرجال الذي تكون عن خبرة داخلها يتصاعد ليعلق في حنجرتها .ريحانة
ارتجفت وحاولت التوقف عن التفكير بالرجال عموماً , لكنها لم تنجح .. إلى أن اصطدم معصمها المصاب بالسرج فكادت تصرخ ألماً .

Rehana 24-05-20 04:40 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
لكنها أوقفت نفسها في الوقت المناسب .. وتماسكت بشدة كي تمنع هذا أن يحدث ثانية , ووجهت تفكيرها نحو السيارة المستأجرة . وقالت :
- انت لم تقفل السيارة , إنها ليست لي.
رد باقتضاب :
- هذا ما اعتقدته كاثرين . والآن من تتصوري انه سيسرق سيارة محطمة بهذه الحالة وفي مكان كهذا ؟
- في أية حالة ؟
- الأبواب ملتوية كذلك الإطارات , والنوافذ محطمة , لم انظر إليها جيداً, لكنني اتصور ان التصليحات ستكلف قليلاً من الدولارات.
تصليحات ! وغاص قلبها , هل هي مسؤولة عن شيء يمكن ان يثبت أنها لم تخطيء فيه ؟ صاحت وقد جعلها خوفها متهورة :
- إذا كان هناك ما يجب ان يدفع , فعلى السيد بلاك الاهتمام به , إذا كان لا يستطيع السيطرة على حيواناته, فيجب ان يكون مستعداً لدفع الأضرار التي يتسببون بها!
- الثيران .. والنساء .. كاثرين من الصعب السيطرة عليهم , في أفضل الأوقات حتى شركات التأمين تأخذ هذا بعين الاعتبار.
- النساء ؟ لم أكن اتحدث عن النساء!
- لا .. ولا أنا . كنت فقط أشير إلى أن السيد بلاك قد يكون له رأي آخر , على الأقل هو ليس مضطراً لمطاردتهن .منتديات ليلاس
ذهلت كاثي لرده فتمتمت, وفكرت قليلاً , وقد نسيت مؤقتاً مشكلة السيارة . أليس من المذهل ما يكتشفه المرء بصورة غير مباشرة ؟ بالطبع كان يمكن لها ان تخمن صحة ما قاله الرجل لموقفها بأن السيد بلاك متوسط العمر , وأعزب , فمن الظاهر ان بلاك هذا سريع التأثر بفتنة النساء او لن يجعل هذا مهمتها أكثر سهولة ؟ لكن كيف؟ وامتنعت عن الرد على هذا السؤال , فعلى هذا ان ينتظر إلى ان تلتقيه بالفعل .منتديات ليلاس
احست بضرورة ملحة ان تعرف المزيد :
- ألا يوجد جيران قريبون هنا ؟ أتعني ان السيد بلاك لديه نساء في المزرعة .
اشتدت اصابعه على خصرها الممسكة به, مما استدعي احتجاجها :
- أنت تؤلمني !
- آسف كاثرين.
لكنها احست انه ليس بآسف ! وأضاف :
- لا أريدك ان تقعي , فهذا قد يؤلمك أكثر.منتديات ليلاس
- من غير المحتمل أن أقع , أمام الطريقة التي تمسكني بها , أليس كذلك؟


الساعة الآن 10:19 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية