رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
نزلت مع اليكس معاً حين بدأت الظلال المعتمة تتسرب إلى المروج , ببدء تسلل الشمس وراء الجبال الشامخة , واخذ اليكس يتحدث إليها بسعادة حول الجياد البرية التي اخذه ستانلي ليشاهدها. ولم يكن لحسن الحظ , مدرك لما مر بأخته من وقت عصيب بعد ظهر ذلك اليوم .
اعجبت ايملي على الفور باليكس , حتى ان عيني أمها فقدت شيئاً من قساوتها وهي تنظر إليه , باستحسان أكثر من استحسانها لشقيقته . ومع ذلك كانت ايملي لطيفة معها بطريقة محافظة , لكن معظم اهتمام ايملي كان لكريس, الذي بالكاد غادرت جانبه .منتديات ليلاس بعد العشاء , تركهم اليكس لينام فتناولوا القهوة في غرفة الجلوس, ولخيبة أمل كاثي , ترك كريس جانب ايملي ليجلس قربها . طوال تناول القهوة كانت تعي نظرته وتحس أنها لا تعجب ايملي . حتى انه وضع ذراعه خلفها على ظهر الأريكة . وكان احياناً يخفض ذراعه إلى كتفها ولو استطاعت لاعتذرت وذهبت إلى النوم . لكن الساعة لم تكن قد تجاوزت بعد التاسعة , ولا عذر لها .منتديات ليلاس أخيراً , دونما عجب , قلقت ايملي , وغشت عينيها سحابة ارتياب , فوقفت تسير مرتبكة إلى النافذة , ثم استدارات بسرعة , عابسة تحدق بالاثنين الجالسين على الأريكة . على الفور احس ماثيو ببوادر الأزمة , فقال : - لابد انك نسيت كريس , لكن هناك سيارتك لا زالت عند البحيرة , ونسيت ان اذكرها للرجال , ومن الأفضل أن نحضرها بأنفسنا . - اوه , يا الله , اجل , جيد منك أن تتذكر , اعتقد أنني سأحتاج إليها . ابتهج وجه ايملي . - اعتقد انني سأذهب معكما وكاثي , بإمكان كاثي تسلية ماثيو , بينما اجلس وإياك في الخلف. اجفلت كاثي لذكر البحيرة , واحست بالتكدر لما حدث في الجزيرة , كذلك غضب ماثيو , فقالت : - سأبقى مع والدتك ايملي , او سأذهب إلى الفراش .الساعة تقارب العاشرة , واحس بالتعب . رد ماثيو : - لا يمكن التسامح مع التعب في مثل سنك كاثي , فالليل دافيء , ولا عذر لك . وإذا كنت تظنين أنني سأخاطر لوحدي صامتاً بينما هذين الاثنين لا يصغيان إلا لبعضهما , ففكري ثانية ! لماذا دائماً يفسد الأمور ؟ وقالت محتجة : - المسافة لا تبعد بضعة اميال .ريحانة - وهذا سبب آخر موجوب ذهابك معنا. اكمل وهو يسير إلى جانبها يلحق بهما كريس وإيملي : - أيجب ان تتظاهري بالغباء ! - حتى ولو لم أكن معكم ليجلسا لوحدهما في الخلف ! |
رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
- لست أنوي أن أعرض نفسي للحرج معهما .
- لم أرغب في العودة إلى البحيرة الليلة ! - احياناً من الأفضل جداً ان يعود المرء على الفور إلى مسرح الجريمة . لينظر إلى حماقته , فهذا ينقذه من ارتكاب نفس الغلطة مرة اخرى . يجب ان يدخل في رأسك الحلو كاثرين , أن كريس ليس لك ! اتساءل كم يستغرق من وقت لأخرج هذه الأفكار الرومانسية التي وضعها كريس خلال اسبوع في رأسك ؟ صمتت كاثي بجهد كبير , ولم يضغط ماثيو للحصول على رد . كيف تستطيع ان تشرح له أنها فجأة لا تطيق ذكر رجل آخر وهي معه ! وقاد السيارة دون هوادة عبر الظلمة التي يتخللها نور القمر , حين وضع ذراعه على كتفيها وجذبها إليه متعمد , ارتبكت لدرجة لم تستطع معها الابتعاد , ايعني هذا إظهار أسفه لفقده اعصابه معها , ويريد التعويض ! أم أن هذا فقط للتأثير على كريس؟ حين وصلوا البحيرة , ظنت كاثي انهم سيعودوا فوراً إلى المزرعة . لكن ايملي اقترحت ان يدوروا حولها في ضوء القمر .منتديات ليلاس فهز ماثيو رأسه موافقاً واحست فجأة أنها وقعت في فخه مرة أخرى , دون أن تتاح لها اية فرصة , وقال لها : - قليل من الهواء النقي سيساعدك على النوم كاثرين , بينما يتمشى هذان الاثنان ليفضيا لبعضهما ما عندهما من اخبار , سأريك منظر للمزرعة لن تنسيه مطلقاً. وبما أنك زائرة لدينا فنحن مدينون لك بهذا . بوصولها إلى هذا الوقت من يوم مضني , لم تعد تشعر بقوة للجدال . ومنظر من فوق تل, أمر مرحب به , لكن غريزة سوداء فيها حذرتها ان هذا مجرد واجهة , لكن لن يضيرها أن تكمل لعبتها معه . لكن كريس سرعان ما اعترض مما زاد ماثيو تصميماً, فضحك بسخرية وامسك بذراع كاثي مبتعداً: - أراكما فيما بعد إذن . حين تجاوزا جذوع اشجار كثيرة مكومة قال لها : - هذه تأتي مع السيل خلال العواصف. - في الشتاء ؟ - طبعاً , الشتاء في هذه المناطق , شيء ليس له مثيل , عادة يغطي الثلج هذه المرتفعات , والشفقة على الرجل الذي لا زوجة له تدفئه يا فتاتي . - لرجل مثلك , هذه ليست مشكلة . التوى فمه عند زاويتيه : - الطرقات تقفل لأسابيع . ويصبح المنزل دافئاً حميماً, إذا كانت الصحبة مناسبة .منتديات ليلاس - وكيف تتمكنون من مغادرة المزرعة ؟ - بالهيلكوبتر عادة . - إذن لا تنعزلون تماماً. - لا , لكننا نقلق دائماً من ان ننعزل , يبدو عليك الاهتمام بهذا كاثرين ؟ |
رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
لا يمكنه ان يشك فيما تفكر به ؟
- من الطبيعي ان اهتم . فابتسم بسخرية , بدت رداً يكفي , وحاولت الإسراع إلى فوق لوضع المزيد من المسافة بينها وبينه , أول السفوح امتد مستقيماً أمامها , واحست بالامتنان لنجاحها , لكن بالرغم من محاولتها الحثيثة , لم تبتعد عنه أكثر من خطوة , ودون أن تعرف السبب وجدت نفسها تسأل: - لماذا لم نبقى مع الآخرين ؟ ألن يبدو هذا ودياً أكثر ؟ رد بخشونة : - ألا زلت تتوقين إلى ما لن تحصلي عليه ؟ - ماذا تقصد؟ - كريس. انفجرت بوجهه بائسة : - لأجل السماء ! اتصدق أنه يحبني ! - أنت تصدقين هذا حقاً , وبعد أقل من أسبوع . - معروف ان هناك من وقع في الحب في مدة أقل بكثير , ومن أول نظرة . - ما عدا الرغبة , ما الذي يجعلك تظنين أنك مؤهلة لأعطاء هذه الملاحظة ؟ اجفلها رده , وادركت فجأة ان معه حق فيما يختص بكريس: - لا , معك حق, ما يحس به نحوي مجرد انجذاب .ريحانة وهي ترتجف عاودها توترها تجاه الرجال , فسارعت خطاها المتعثرة , دون ان تجرؤ على متابعة التفكير, فوصلت القمة قبله بقليل , مع علمها ان هذا لأن يتمهل . بوقوفها في وجه الريح الخفيف , التصقت تنورتها بساقيها , وتعلقت بلوزتها الدقيقة بحنايا جسدها النحيل , وارتفع شعرها متطايراً , لكن المنظر أمامها كان يسلب اللب حى أنها لم تفكر بكل هذا .منتديات ليلاس عبر فجوة بين الأشجار رأت من بعيد البناء الأبيض المتسع للمنزل , تحيط به بقية المباني الملحقة به وتنتشر أمامه ووراءه , إلى ما يصل أسفل التلال البراري المظللة بالفضة المنبعثة من نور القمر ,وكأنها الفضاء الذي لا حدود له , بوقوفها هناك , احست أنها بعيدة إلى فوق كالقمر . وتنهدت الريح عبر قمم الصنوبر الضخم العتيق , ثم ساد الصمت , صمت عميق , بري, مليء بالعطور التي تحرك الروح , ولاحظت من بعيد انعكاس جبال نيوانغلند فأحست فجأة بمدى ضئالتها . نهاية الفصل |
رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
يسلموا عزيزتي .. رواية شيقة
|
رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
اقتباس:
|
الساعة الآن 06:08 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية