منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات غادة (https://www.liilas.com/vb3/f264/)
-   -   حصري فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة ) (https://www.liilas.com/vb3/t207548.html)

Rehana 23-05-20 09:17 PM

فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
https://l.top4top.io/p_1604layxu1.gif

عيدتي رابعة والاخيرة بمناسبة عيد الفطر السعيد
رواية فتاة المدينة اللي اتمنى تنال اعجابكم

الملخص


ماثيو بلاك كان أشد سواداً من اسمه. لكن كاثرين كانت مضطرة للجوء إليه بعد أن فقدت كل شيء لوفاة أبيها وبوجود شقيق لها ترعاه.
لكن الواقع لم ينطبق أبداً على الخيال...فبلاك لم يرحب بها كما تصورت بل انه مال إلى استغلالها ..مع ذلك كانت تتعلق به أكثر فأكثر بمرور الأيام ...والأيام تحمل الكثير...فإلى أين المصير؟


لا احلل النقل دون ذكر اسمي Rehana وذكر المصدر منتديات ليلاس

Rehana 23-05-20 09:29 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
فصول الرواية

1- إلى أين ؟

2- القريب المجهول

3 - الأصل والصورة

4- الدرس الأول

5- ما زالت غريبة !

6- الأغواء

7- السير فوق حبل مشدود

8 - الأقامة , بأي ثمن ؟

9 - أنت لي

Rehana 24-05-20 04:28 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
1- إلى أين؟

تنهدت كاثرين بإحباط .. ونظرت إلى أخيها اليكس القابع إلى قربها في السيارة يعض على شفته عابساً .. لوحدها , كان يمكن لها أن تشق طريقها بسهولة , ربما ... لكن هذا ثبت صعوبته بوجود أخيها الصغير . لا شيء يبدو أنه يسير بشكل صحيح منذ ليلة الحريق المرعبة , حين احترق منزلهم حتى الأرض .. والأسوأ من هذا أن والدها مات في المحرقة .. لا هي ولا اليكس تمكنا من معرفة سبب ما حصل. ولم يجد أحد أي دليل حاسم أن الحريق لم يكن حادثاً.. ولم يعرف أحد إلا فيما بعد , ان جورج هايلاند قد أفلس وأنه أصبح في حالة ذهنية يائسة , وبشكل لا يصدق ذهب كل ما يملكه ليدفع ديونه المتراكمة, عندها فقط , ولأول مرة , شكرت كاثرين العناية الإلهية لموت أمها وهي تلد اليكس , كانت في الثامنة من عمرها حين ولد, ولا تزال تتذكر والدتها الجميلة المحبة للفخامة.

Rehana 24-05-20 04:29 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
الوقت الذي تلا الحريق , وافلاس أبيها , كانت تحاول دوماً ان تنساه , تبع هذا سلسلة من الوظائف البغيضة لها , لأنها لم تتدرب على أي عمل, مع ذلك كانت مستعدة لتحمل أي شيء .. لولا ان كان لها في كل وظيفة رجلاً تبدو له الفتاة النحيلة , ابنة الثمانية عشرة ربيعاً , العذراء , تحدياً صامتاً.
لو أنها فقط حصلت على تعليم مكتمل بالتدريب, لكي تكون قادرة على التقدم لما هو صالح من العمل, والتألق, أو أن تمر عبر القنوات الصحيحة للعمل السليم .. وبهذه الطريقة لا يمكن أن تتأذي لكنها لم تكن تستطيع التقرب من أي انسان يمكن له مساعدتها .. وسرعان ما واجهت امكانية أن يؤخذ أخيها الصغير منها , وهذا أمر لا يمكنها التفكير فيه, ولا اليكسندرا كذلك.ريحانة
وهكذا, حتى الآن , تمكنت من الهرب في آخر لحظة , من رجال مملين, متوسطي العمر عادة , اللذين كانوا يلاحقونها بشراهة إلى أن أتى يوم ادركت أنها لن تستطيع الهرب أكثر من هذا , وما كانت تكسبه لم يكن كافياً, حتى أن اليكس بدأ يعاني من التغيير والانتقال الكثير , والاضطرار إلى الاكتفاء بما هو أقل من اللازم للحياة .
حين بلي حذاءه , وأصبح قدمه يصل إلى الأرض , بدأت فعلاً تحس باليأس .. لو أن لهما صديق يلجآن إليه , لكن منذ السقوط لم يرغب أحد في التعرف إليها , وكبرياءها منعتها من التوسل.منتديات ليلاس
عرفت كاثرين , من قراءتها لمذكرات والدها أن لهما ابن عم بعيد , هذه المذكرات كان يحتفظ بها والدها في مكتبه , وهذا يفسر عدم معرفتها المسبقة لها . وقال لها المحامي السيد وايت عن المذكرات , أن لا قيمة كبيرة لها , متنهداً بأسى , مع ذلك اعطاها اسم باحث معروف في أصول العائلات , كان والدها قد تعاقد معه ليبحث في شجرة عائلته, واقنعها المحامي ان هذا أمر يجب أن تلاحقيه.
بالرغم من امتلأ المذكرات بالمواعيد وملاحظات العمل , إلا أنها كانت غنية بالمعلومات عن اسلافه , أما لماذا يصرف والدها كل هذا المال على مثل هذا البحث فهي لا تدري , لكن أمراً واحداً توصل اليه وكان واضحاً , ليس لهما أي أقرباء مقربين أحياء , وأن هذا الاسم ماثيو بلاك هو متحدر من فرع من العائلة هاجر إلى اوستراليا في القرن التاسع عشر, وفي عام 1805 على وجه التحديد , حاملاً معه مبلغاً محترماً يومها يبلغ خمسماية جنيه , أقر فيها له شقيق أكبر , ينحدر جورج هايلاند منه مباشرة لم يكن هناك أي تسجيل لاعادة هذا الدين . ولا زال هناك ذكر له في اليوميات التي اعتادت الأجيال المتعاقبة على كتابتها .منتديات ليلاس
قال لها المحامي معلقاً على كل هذا :
- هذه أمور من الصعب اثباتها , او يجب أن أقول انها مستحيلة ولابد ان اعترف من حيث الوقائع أن والدك كان يضع في رأسه شيئاً , لكن أشك في أن يكون كسباً مادياً , ليس بالنسبة له على أي حال , فمثل هذا المبلغ الزهيد لو ثبت ما كان سينقذه.

Rehana 24-05-20 04:31 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
مرة اخرى احست كاثرين أن المحامي يحاول اقتراح امر ما لذلك قرأت المذكرات كلها بالتفصيل , ربما لأنها لم يكن لها ما تشغل به اوقاتها في ليالي الشتاء الطويلة .
فرع العائلة الاوسترالي يعيش شمال مقاطعة نيو ساوت ويلز وحسب المذكرات , يملك الفرع مزرعة في بالي كريك يديرها الآن , ماثيو بلاك . وكان من المفيد لاهتمامها ان تعرف ان ابن عمهم ماثيو بلاك , ينحدر من سلالة لم تنقطع من الذكور , بينما والدها لم يكن هكذا , وساورتها فكرة الكتابة له , ولكنها لم تفعل ... إلى أن كسبت بضع مئات من الجنيهات في احدى المسابقات , وكانت متطلبات اليكس ملحة ولا يمكن تجاهلها أكثر , وفقدت عملها لتوها , لتهجم ناظر العمال عليها بقصد التحرش , فسارعت الى البيت مقسمة أن تسافر إلى اوستر اليا في أسرع وقت ممكن.
القرار بالتأكيد كان وليد لحظة هستيرية . ولكن حتى بعد ان هدأت وامسكت بنفسها , بقيت الفكرة تروق لها . اهناك أي مانع في أن تحاول تأمين حياة جديدة لالكسندر؟ لكن يجب اولاً ان تتمكن من الوصول إلى منزل ماثيو بلاك . فهو كما عرفت , لا يزال عازباً , ولو اضطرت ستتخلى له عن طهارتها , بدلاً من أن تتخلى عنها مع جرذ قذر ممن يلاحقونها هنا. هذا إذا حصل لها أسوأ ما تتوقع !
المال الذي كسبته , فعل لها الكثير , مع انها وعت أنه لن يدوم لها طويلاً. التغيير في الكسندر بعد بضعة اسابيع بدا واضحاً , طعام أفضل , تدفئة أكثر , لكن حتى وهي حذرة صرفت الكثير , حتى لم يعد معها ثمن تذكرة العودة .ريحانة
منذ غادرت مطار هيثرو مع اليكس , تمكنت من السيطرة على اضطرابها , ولخمس ساعات متواصلة إلى أن حطت الطائرة من جديد في ميناء سيدني الجوي, بعدها امضت ساعة اخرى لتحصل على سيارة مؤجرة تنطلق بها باتجاه الشمال إلى أن اضطرت للخروج عن الطريق العام , انطلاقها بالسيارة فوق طريق ترابي غير مستقيم , لاميال واميال , اعاد اليها قلقها , في بعض الاماكن , كانت الطريق الملتوية اصعب بكثير من أن تقود السيارة فيها بسهولة وفي نقطة ما, حين اضطرت لعبور نهر دون جسر ... غمرتها شكوكها المذعورة , وعادات إلى وساوسها حول ما يجب ان يفعله اليكس وما لا يجب.
اليكس عادة ولد صبور جداً, وتحمل ما كانت تردده مرات ومرات بصبر عجيب. ثم دفعها صمته لسؤاله بحدة عما إذا كان قد سمع كلمة مما تقوله , قال لها بلهجته الطفولية :
- لست مضطرة على اعادة ما تقوليه لي بأن اتصرف كالأبله كاثي , مع انني لا أذكر جيداً كل ما كنت تقولينه لي منذ ساعات !

Rehana 24-05-20 04:32 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
- لكن لا تنسي فقط أننا نزور اوستراليا في سياحة عادية وتملكتنا رغبة في قضاء بضعة أيام في مزرعة حقيقية وأن كلانا يرغب في التعرف الى ابن عمنا , ولربما كان هناك أكثر من ابن عم واحد!
تمتم اليكس مكملاً بعبوس:
- واننا يجب ان لا نذكر اننا نعيش في منزل حقير في قبو ببناية مهترئة وان اصحابها يدقون الباب علينا دائماً يطلبون ان نغادرها في اليوم التالي .. وأن ...
- اليكس!
وترددت كاثي , إذن لقد لاحظ هذا , ضمن اشياء اخرى ! انه يقارب الآن الثانية عشرة من عمره , وبدأ يلاحظ ما تحاول اخفاءه عنه, سعياً لحمياته من حقائق الحياة الخشنة القاسية , منذ وفاة والدهما , أي منذ أن انقلب عالمهما , كما بوفاته , رأساً على عقب.منتديات ليلاس
الأمر حدث منذ سنة فقط, لكنها سنة بدت لها كعشرة . كابوس لسنة كاملة , فترة سوداء , ليس بالضرورة انها انتهت الآن بالرغم من تخطيطها الواثق المتفائل واليأس قد يكون أقرب لهما! وقال اليكس :
- لا زلت لا افهم , إذا كنا حقاً اقرباء لماثيو بلاك , فماذا لا نخبره بكل شيء؟
- لا يا حبيبي ! اترى نحن لا نعرف , اعني أننا لسنا واثقين ما هي ردة فعله . وأنا انوي شرح الأمر له في النهاية فلا تقلق . لكن يجب ان تدرك ان من الأفضل ان نعرفه جيداً كي نستطيع اختيار الطريقة الأفضل . قد يكون سهلاً وقد لا يكون , والانطباع الأول دائماً مخادع, كما اننا ليس لنا أي حق عنده , وقد لا يكون مستعداً للاعتراف بدين عائلته لعائلتنا وإذا واجهناه به دون تحفظ قد يرمينا خارج بابه.
- وما يمنعه من هذا حتى بعد اسابيع ؟ ثم انني غير مهتم , ولا اظن انه سيعجبني المقام هنا , انها بلاد واسعة , واتمنى ...
عض على شفته وصحت لكن كاثرين التقطت الأسى في عينيه فتمنت لو انها لا زالت تعيش في منزلهم الريفي الهادئ الجميل, مع كل شيء متوفر لها لأفضل ما في الحياة , صحيح انها لم تكن تعرف قيمة هذا حتى خسرته ولولا اليكس لما وصلت الى هنا.
مهما كانت ستقول من كلمات تالية , فقد ضاعت في صيحة اليكس المذعورة :
- كاثي , انتبهي !
متأخرة جواً , حاولت تجنب وحش ضخم ظهر أمامهما فجأة , قافزاً نحوهما , وبذعر رهيب ادارت كاثي المقود حول الحيوان , فاصطدم بأقرب الأبواب له , وكانت النتيجة رهيبة بانقلاب السيارة إلى جانبها الأيمن , وكأنها قفزت في الهواء .ريحانة
لم تتورط كاثي من قبل في حادث سيارة , كما انها لم تقد من قبل سيارة ليست لها او لوالدها , كانت تلك سيارة سبور صغيرة ذهبية اللون كانت تقودها بحذر , واحياناً بسرعة معقولة ومنذ الأمس كانت تقود هذه السيارة الضخمة بحذر كذلك وبالرغم من هذا الحذر حصل هذا الحادث السخيف ! لم يكن غلطتها , لكن هذا لن يواسيها , فقد يعني تعقيدات كانت في غنى عنها.منتديات ليلاس

Rehana 24-05-20 04:35 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
رفعت رأسها المندوخ باضطراب عن المقود فأحست بألم بسيط في معصمها الأيمن , لكن عدا هذا , وعدا الصدمة , بدا لها انها بخير , وأدارت رأسها مذعورة تنظر إلى اليكس , وفتحت فمها لتسأل عنه, في اللحظة التي تكلم فيها ضاحكاً :
- لابد ان منظرنا الآن مضحك كاثي.
ثم همس :
- هناك دم على وجهك!
راعها اولاً ان ترى وجهه ابيض شاحب بالرغم من محاولته المرح. واطفأت المحرك الذي لا زال يعمل , ونظرت إلى النافذة فوق بابها لتجدها محطمة , لابد ان هذا حدث حين اصطدمت البقرة , او كائناً من يكون بالسيارة . ولابد انهما محظوظان في ان الحادثة لم تكن اسوأ من هذا.
وبدا الرعب على اليكس حين لم ترد عليه , فصاح بصوت أجش :
- كاثي , انت لن تموتي ايضاً , اليس كذلك؟
نظرت كاثي باندواخ إلى الدم على اصابعها , وحاولت تخفيف الأمر :
- انه مجرد خدش كما أظن , كان بالإمكان ان نصاب كلينا بأذى حقيقي كيف تشعر ؟
- اوه , عظيم ! لكن ساقاي متألمتان قليلاً , واظنك كذلك.
- اجل, معك حق , من الأفضل ان أنزل لاتفقد الأضرار في السيارة . لا اظنها تأذت كثيراً , مع انني لا اعرف كيف سنعيدها إلى الطريق , ليس فوق ذلك المرتفع على أي حال.ريحانة
بارتباك نزلا معاً من السيارة , وخاب أمل كاثي ان تجد معصمها لا يتحرك وبدأت تحس بألم فيه , وابتعد كلاهما عن السيارة يتفحصان الاضرار , كانت السيارة قد استقرت في اسفل تل رملي صغير, ليس كثير الانخفاض , وهذه الرمال الناعمة هي التي حمتهما من اصطدام أشد بالأرض. لكن, كان واضحاً ان السيارة لن تعود إلى الطريق دون مساعدة آلة ما. فقد كانت مستلقية على نصف جانبها , وكأنه الصندوق الصغير , ولم يكن يظهر أي أثر لتلك البقرة .. الوحش.
وتمتمت كاثي بغيظ :
- كم أود لو أقول لصاحب ذلك الحيوان ما أظن به تماماً, لكن لسوء الحظ لن نستطيع رؤيته . يا للفظاعة ! اراهن أن مالكها بغيض أكثر منها !
- كاثي!
همسته الملحة بالكاد لفتت انتباهها . فسارع إلى لكزها. وسرعان ما تحول نظرها إلى الطريق فوقهما , لتجد رجلين على ظهر جواديهما ينظران إليهما . ربما صعدا من الجانب الآخر للتل الرملي. وغاص قلبها , فلربما سمعا ما قالته وسيقولانه لرئيسهما .. الذي لابد انه الرجل الذي جاءت لتراه .

Rehana 24-05-20 04:37 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
بعدما بدا لها لحظات طويلة ترجل الرجلان , ونزلا التل لينضما إليهما . وقال الرجل الأطول بينهما, بصوت بطيء وعميق.منتديات ليلاس
- هل صادفتما متاعب؟
ردت ساخطة ببرودة :
- إذ كنت تعني السيارة , فبإمكانك رؤيتها بنفسك, ولولا ان بقرتكم المتوحشة لم تدفعنا من على الطريق , لكنا بخير تماماً , ألا تستطيعون ضبط حيواناتكم بشكل أفضل ؟واضح أنكم تتلقون اجراً أكثر من اللازم!
- آسف سيدتي .. ام آنستي ؟ فالحيوان المذكور عانى لتوه مذلة السحب من بركة نصف فارغة , ولو انها انثى لرصت بحمام الوحل , لكنه ذكر , وبدا غاضباً.
ضحك اليكس بحبور:
- بامكانك تكرار هذا !
- اهذا شقيقك آنسة؟
- اجل .
- لديك جرح سيء فوق عينك آنسة .
- كنت أتساءل متى ستلاحظ هذا ؟
- اوه , لاحظت على الفور أنكما وسيارتكما في ورطة . لكنني اولاً يجب أن افهم كيف وصلتما إلى اسفل هذا المنحدر . وبعيداً اميالاً كثيرة عن أي مكان . هل تتجهان إلى مكان محدد؟منتديات ليلاس
عضت كاثي شفتها لتسيطر على الألم , وقالت بحدة :
- لست مضطرة للشرح لك . ولو سمحت أن تأخذنا إلى رئيسك , والذي افترض انه السيد ماثيو بلاك , سأكون ممتنة لك.
من الرجل الأقصر قامة, صدرت صيحة تعجب , اسكتها الأطول بنظرة حادة :
- ستانلي , يا آنستي , مندهش , لأنه يعرف أن رئيسنا لا يتوقع زواراً, ليس من أمثالكما على اية حال.
اتسعت عينا كاثرين الرماديتين , حين وافقت بتواضع أكثر هذه المرة :
- لا , اخشى أن يكون هذا صحيح , نحن ابناء عم له من انكلترا وقررنا لتونا ان نزوره وأنا واثقة انه سيكون مسروراً لرؤيتنا.ريحانة
ساد صمت لبضعة ثواني , كان الأطول فيهما يفكر , يبدو انه رئيس العمال , فهو يقوم بكل الحديث. بعد لحظات من التفرس بها بطريقة اظهرت له بوضوح انها تشمئز منها , رفع رأسه وحك ذقنه :
- بما أنك واثقة هكذا ان بلاك سيكون مسروراً , من الأفضل ان اوصلكما إلى المنزل في الحال, وفيما نسحب السيارة . فإذا كنتما ستقيمان هنا , لا داعي للعجلة وأنا اظن انه من الأفضل الإسراع في الاعتناء بك , الا تظن هذا ستان؟

Rehana 24-05-20 04:38 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
- اوه , بالتأكيد , أي شيء تقوله .
- عظيم إذن , خذ الصبي , وسأهتم أنا بالآنسة , ماذا قلت ان اسمك ؟
- لم أقل !
من الأفضل إبقاء هذين الغريبين على حدودهما , وستفعل هذا برقة , والله يعلم أنها بين من ادعى نفسه صديق لوالدها , قد شاهدت الكثير من فن محاولات السيطرة حتى انها تعرف على الفور كيف تتعامل معها .
رفعت انفها الدقيق نحوه , وتمتمت بثقة كانت أبعد من أن تشعر بها :
- اظن انني سأنتظر إلى أن أرى رئيسك , ابن عمي.
- كما تشائين سيدتي.
- ألا يمكنك إرسال سيارة تأخذنا من هنا؟ لو شرحت ما حدث للسيد بلاك, فلا شك انه سيأتي بنفسه.
- المكان لا يبعد أكثر من أربعة اميال إلى منزلي.. المنزل .. ولا اظن أنني يجب ان اترككما تحت رحمة حادث آخر , لثور مهتاج.منتديات ليلاس
- أهذا ما كان ؟
وصاح اليكس :
- ظنناه بقرة مجنونة . وقالت لي كاثي...
قاطعه الرجل الطويل الأزرق العينين :
- كاثي؟
ابتسم اليكس يشرح له دون تردد:
- كاثي اختصار اسم كاثرين .
قاطعته بسرعة :
- هذا يكفي حبيببي . واظن من الأفضل ان نفعل ما يقوله هذا الرجل لنا .
ارتفع حاجبا الرجل الطويل في وجهه المغبر :
- اعتقد انك شاهدت جواد من قبل , إذا لم تتعرفي إلى ثور ؟
تساءلت ما إذا كان يضحك عليها أم لا , وكانت محقة , فقد بدا عليه أنه يتسلى , ابتسامته كشفت عن أسنان بيضاء لامعة في وجه موحل , لماذا لا يمسحه ؟
لم تنتبه لصعود اليكس خلف الرجل الآخر إلا بعد أن مر قربها فوق الجواد .. ثم , وبشهقة خفيفة , وجدت نفسها ترتفع في الهواء لتستقر أمام الرجل الطويل, الذي أمسك بذراعها ليشدها بحزم , ثم يلقي نفس الذراع حولها ويمسك لجام الجواد باليد الأخرى وبشكل آلي تشددت اعصابها واخذ كل جزء منها يصرخ احتجاجاً على قربها منه, واخذ الرعب المجنون من الرجال الذي تكون عن خبرة داخلها يتصاعد ليعلق في حنجرتها .ريحانة
ارتجفت وحاولت التوقف عن التفكير بالرجال عموماً , لكنها لم تنجح .. إلى أن اصطدم معصمها المصاب بالسرج فكادت تصرخ ألماً .

Rehana 24-05-20 04:40 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
لكنها أوقفت نفسها في الوقت المناسب .. وتماسكت بشدة كي تمنع هذا أن يحدث ثانية , ووجهت تفكيرها نحو السيارة المستأجرة . وقالت :
- انت لم تقفل السيارة , إنها ليست لي.
رد باقتضاب :
- هذا ما اعتقدته كاثرين . والآن من تتصوري انه سيسرق سيارة محطمة بهذه الحالة وفي مكان كهذا ؟
- في أية حالة ؟
- الأبواب ملتوية كذلك الإطارات , والنوافذ محطمة , لم انظر إليها جيداً, لكنني اتصور ان التصليحات ستكلف قليلاً من الدولارات.
تصليحات ! وغاص قلبها , هل هي مسؤولة عن شيء يمكن ان يثبت أنها لم تخطيء فيه ؟ صاحت وقد جعلها خوفها متهورة :
- إذا كان هناك ما يجب ان يدفع , فعلى السيد بلاك الاهتمام به , إذا كان لا يستطيع السيطرة على حيواناته, فيجب ان يكون مستعداً لدفع الأضرار التي يتسببون بها!
- الثيران .. والنساء .. كاثرين من الصعب السيطرة عليهم , في أفضل الأوقات حتى شركات التأمين تأخذ هذا بعين الاعتبار.
- النساء ؟ لم أكن اتحدث عن النساء!
- لا .. ولا أنا . كنت فقط أشير إلى أن السيد بلاك قد يكون له رأي آخر , على الأقل هو ليس مضطراً لمطاردتهن .منتديات ليلاس
ذهلت كاثي لرده فتمتمت, وفكرت قليلاً , وقد نسيت مؤقتاً مشكلة السيارة . أليس من المذهل ما يكتشفه المرء بصورة غير مباشرة ؟ بالطبع كان يمكن لها ان تخمن صحة ما قاله الرجل لموقفها بأن السيد بلاك متوسط العمر , وأعزب , فمن الظاهر ان بلاك هذا سريع التأثر بفتنة النساء او لن يجعل هذا مهمتها أكثر سهولة ؟ لكن كيف؟ وامتنعت عن الرد على هذا السؤال , فعلى هذا ان ينتظر إلى ان تلتقيه بالفعل .منتديات ليلاس
احست بضرورة ملحة ان تعرف المزيد :
- ألا يوجد جيران قريبون هنا ؟ أتعني ان السيد بلاك لديه نساء في المزرعة .
اشتدت اصابعه على خصرها الممسكة به, مما استدعي احتجاجها :
- أنت تؤلمني !
- آسف كاثرين.
لكنها احست انه ليس بآسف ! وأضاف :
- لا أريدك ان تقعي , فهذا قد يؤلمك أكثر.منتديات ليلاس
- من غير المحتمل أن أقع , أمام الطريقة التي تمسكني بها , أليس كذلك؟

Rehana 24-05-20 04:42 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
كان عليها ان تفكر بأن الحادثة لابد المسؤولة عن توترها السخيف هذا . وبالتأكيد لا تريد إفساد الأمور في اللحظة الأخيرة بعد كل هذه المشاق لتصل إلى هنا, بأن لا تكون متعقلة ؟ ويجب أن تتعلم في المستقبل أن تحفظ لسانها من الزلل! فهذا الرجل على جواده الرائع البني , بأكتافه العريضة, لم يكن يبدو لها من الصنف الذي يثير المشاكل, ربما تتوسل إليه بطريقة ما وقد تنجح لو كانت لطيفة , فقالت بصوت ناعم :
- لا أريد السيد بلاك ان يظن أنني اتطفل على حياته , وسأكون ممنونة لو لم تذكر شيئاً من حديثنا له.
مهل الجواد بحدة , وتراجع قليلاً لكن الرجل سيطر عليه بهدوء , فسألته ثانية :
- اسمعت ما كنت أقوله ؟
- أجل آنسة , ولن أقول له , فقد يتكدر.
- وهل يتكدر عادة بسهولة ؟
- احياناً كاثرين , يمكن ان يكون مرعباً حين يثور , لكن إذا كنت مجرد زائرة عابرة , فلن ترى منه هذا .
- يا للرجل المسكين , اظنه أهل للشفقة أكثر من أن يزعجه أحد, فهو على أية حال متوسط العمر ويمكن انه لم يجد الزوجة المناسبة بعد لتطويع شخصيته قليلاً.
- سيدتي ! ألا تظني , أن من الأفضل لو تصمتي؟
إنه الولاء لسيده , وهذا أمر مثير للإعجاب.
فتمتمت :
- آسفة .
لم يرد بشيء على الفور , وأخذت تحس بقساوة صدره الذي تستند إليه , ورائحة الرجولة فيه المختلطة برائحة الجلد والعرق, باشمئزاز دون أن تدري ما تفعل , رفعت انفها المدبب الصغير, تدير وجهها ذات اليمين وذات اليسار , بكل وضوح فهم ردة فعلها المشمئزة :
- ستقولين لي الآن انني لست بالظريف صحبة كما اصدقاؤك في انكلترا .
وشدها متعمداً اليه أكثر, فتمتمت :
- لا اعتقد انك قادر على فعل شيء في هذا . فأنت لابد تعمل جاهداً, لكن أتوقع أن يكون لديكم تسهيلات للاستحمام .ريحانة
احست بالارتباك لمثل هذا الحديث المجنون , فهذا الرجل يبدو قادراً على جعلها تتحدث كما لا تتذكر نفسها تفوهت بأي شيء مثله في حياتها , فيه شيء ما , او شيء ما بينهما , لا تدري ايهما , وكأن كلاهما يشد على وتر واحد, لكن من اين تأتيها هذه الانطباعات الساذجة السخيفة ؟ وما همها إذا لم يستحم مطلقاً؟
وقال لها وكأنه يتمنى لو يكشف لها المزيد :
- هناك دائماً الجدول.
لحسن الحظ احست برغبته, فابتلعت اسئلة اخرى مقهورة , لابد انه يملأ ساعة ضجر بالسخرية بها . الريف أمامها , او ما تستطيع رؤيته منه عبر الغبار المتطايرة . كان برياً واسعاً , وربما كان عليهم ان يسيروا مسافات اخرى, الألم في ذراعها ورأسها بدأ يشتد , ولا يزال أمامها ان تواجه ماثيو بلاك , وأول انطباع له او لها , يمكن ان يثبت او يحطم خطتها . لذا يجب ان تحافظ على قوتها , وشجاعتها , بدلاً من أن تضيعها مع أحد موظفيه الساخرين .منتديات ليلاس
رئيس عماله ! , فجأة احست بأنفاسه الحارة على مؤخرة عنقها . وبيديه تتحركان ببطء فوق خصرها , وكأنه يود لو يستكشف ما تحت وما فوق . فاحمرت وجنتاها , وتصلبت لاستجابة جسدها مع حركاته بطريقة غريبة غير عادية , وكأنما أخذ يستمتع بالإحساس الذي يرفضه دماغها , على الفور أقنعت نفسها أنها مجرد بلهاء , وأنها تتخيل الأشياء , فهي حتى لا تروق له , ولقد أوضح هذا منذ البداية , إضافة إلى هذا , ومهما كانت بائسة , لن تستجيب لمداعبات راعي بقر موحل , مهما كان فاتناً ساحراً!

نهاية الفصل

Rehana 26-05-20 06:27 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
2 - القريب المجهول

كانت الشمس قد اختفت منذ مدة خلف الجبال حين وصلوا المزرعة , التي تقع عند سفح تلة إلى الجنوب من بلدة يارلينغا , في شمالي نيو ساوث ويلز. ووجدت كاثي نفسها مصدومة باستمرار بجمال المناظر حولها في وقت لم تكن تتوقع سوى براري ممتدة لا أثر للأشجار فيها . الريح الشمالية الجافة كانت تصدم وجهها المتأثر وهي تتطلع حولها .
المنزل نفسه, كان شيئاً مدهشاً بالنسبة لها , وسبب لها أن تسحب نفساً حاداً, فقد كان منفصلاً عن بقية منشآت المزرعة , مسكن طويل بطابقين , والأشجار تلتف خلفه وامامه مرجة خضراء كبيرة واسعة , يحيط بها سياج أبيض مثبتة بعواميد تعطي انطباعاً جذاباً , حتى من الخارج كان المنزل ينطق بالراحة والثراء المؤكد, ألا يكفيها الآن ان تدرك بأن أباها كان مصيباً في اعتقاده ان ماثيو بلاك رجل موارد قادرة ؟

Rehana 26-05-20 06:28 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
صاحت وكأن رهبة في صوتها :
- انه .. انه منزل مثير ..
لقد جذبها المنزل بطريقة لم تتصور مطلقاً أن أي شيء سيجذبها بعد منزل والدها في غربتهم في يورتشاير, وجاء صوت الرجل من خلفها كمتطفل غير مرحب به في احلامها .
- وهل أثر عليك؟
- اوه , اجل! لقد .. أعني عشت بالفعل في منزل أكبر من هذا ..
- طبعاً , كان يجب أن اضمن هذا , انه امر أنت معتادة عليه .
كان اليكس واقفاً قربها ينتظر , وستانلي عاد إلى جواده ينظر متساءلاً نحوهم . وقال له الرجل آمراً بسلطة ظاهرة :
- اذهب أنت ستان . سأنضم إليكم لاحقاً.منتديات ليلاس
بعد أن طاع ستانلي قالت كاثي:
- لا داعي لكل هذا ؟ انزلني فقط واذهب معه.
ضحك الرجل:
- حقاً كاثرين ؟ انت مستعجلة جداً للخلاص مني , ايعني هذا أنك لا تثقين بي؟
- أثق بك ؟
- اجل, أنت خائفة أن أكرر كل ما قلتيه لماثيو .
- بالطبع لست خائفة , كم هذا سخيف!
لكن حين يظهر ماثيو بلاك , ماذا ستقول له ؟ وماذا سيقول له هذا الرجل , لو ان لديها متسعاً من الوقت لتستجمع شجاعتها , إذ يبدو أن أياً من الكلمات التي حفظتها غيبياً غير متوفرة لذاكرتها الآن , ولا شيء لديها لتقوله عوضاً عنها .
- تبدين متصلبة , فإلى ماذا تسعين ايتها الآنسة ؟ أتساءل؟
- كل ما اسعى إليه ان تنزلني .منتديات ليلاس
احست بشيء لم تستطع تحديده , في آخر كلمات جافة له , وتابعت :
- أود تنظيف نفسي وترتيب مظهري في اسرع وقت ممكن وأن اعتني بأخي كذلك.ريحانة
رد ساخراً:
- قلبك يضرب كطير أسير , استطيع الإحساس به ولا اظنك قادرة على الوقوف على قدميك .
تحركت اصابعه ثانية فوق خصرها , فتلوت بقلق , مهما كان ينقص هذا الرجل , فهو لا تنقصه الجرأة مطلقاً ! ووجدت وضعها مخيفاً دون ان تدري السبب وتبع الرجل خلفها نظرتها نحو أخيها , وبعد لحظات نزل عن السرج ثم مد ذراعيه لها . آهة الألم التي اطلقتها حين امسك معصمها لم تفته . مع انه لم يصرح بمعرفته هذا سوى في ضيق عينيه .
من مكان ما , ظهر راع شاب وتلقى الأمر بالعناية بالجواد. وأدركت ان هذا هو سبب تأخر الرجل عن جواده , فهو ينوي ان يدخل معهما إلى المنزل , ولم يستطع ترك الجواد.

Rehana 26-05-20 06:29 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
سمعته يقول :
- من الأفضل ان ادخل معكما , استطيع أن أرشدكما إلى حيث تنتظرا ماثيو , وسأتحقق بنفسي ان يراكما بعد وقت قصير. فمديرة منزله العجوز تميل إلى الصمم , وقد لا تسمعكما , ثم إنها ستكون الآن مشغولة بتحضير عشاءه .
دخل الرجل بهما إلى ردهة عريضة وكأنه يعرف تماماً اين يذهب .. على الأرض سجاد سميك والجدران مكسوة بالخشب المصقول اللماع , مدفئة مليئة بالحطب, وكأنما استعداداً للشتاء , لوحة لرجل تنظر إليهم من فوق , فحدقت كاثي بها بذهول .. فهذه , إذا لم يكن أي شيء آخر , قد اقنعتها , أنها وصلت أخيراً إلى حيث تقصد!
توقف الرجل عند باب مفتوح في منتصف الردهة تقريباً, وقال :
- لو تتفضلان بالراحة هنا , ستكونان مرتاحين تماماً .
- شكراً لك .
وتساءلت , كيف يجرؤ على التجول هكذا والوحل يقطر منه مدبرة المنزل المسكينة لن تشكره مطلقاً على هذا ! مع ذلك احست بذعر لا مبرر له حين استدار ليذهب , فكررت :
- شكراً لك , على ما فعلته لنا !
كانت تأمل على الأقل ببسمة ترحيب , لكن عضلة واحدة في وجهه لم تتحرك .منتديات ليلاس
حسناً , هزت كاثي كتفيها وهي تستدير بدورها , ربما من حقه ان يتجهم , فهي لم تكن لبقة معه , ولابد انه من النوع الذي يحمل الضغينة , ومن الأفضل كثيراً ان تنسى أمره .
صاحت فور ان خرج الرجل واقفل الباب وراءه :
- تعال اليكس , دعني أرى اذا كنت قادرة على ترتيبك قليلاً. من المهم الآن ان يتقبل وجودنا. فلم يعد لدينا سيارة , وواضح ان لا وسيلة نقل عامة هنا ! ويجب ان نفعل ما بوسعنا لاعطاء انطباع جيد حبيبي .
لكن اليكس لم يكن يركز على ما تفعله اخته له , فسألها :
- الم يبدو لك هذين الرجلين غريبين في الوحل الذي يغطيهما ؟ عجباً , كيف يبدوان تحت هذا الوحل ؟
- رجلان عاديان , حقا, لكن ليس عاديان كما سنبدو إذا لم نرتب نفسنا قبل وصول بلاك... ها أنت... الأفضل أن تستعمل مشطي , فمشطك لا يزال في حقيبتك .
بينما تنتظر ان ينتهي اليكس من تمشيط شعره مثله ركزت اهتمامها على الغرفة , كان لها حجم متوسط مريح , كما قال الرجل, مقاعدها عميقة بذراعين , سجادها سميك, وفيها مدفأة حطب عند طرفها , تشتعل, , على احد الجدران مرآة , فتقدمت إليها لتلقي نظرة على نفسها , كان وجهها شديد البياض , مليء بالدم من جرحها , المغطى بمنديل قطني كبير ربطته حول رأسها , فانتزعته , لكن الدباييس المثبتة له كانت صعبة الانتزاع بيد واحدة , مع ذلك فقد نجحت آخر الأمر ..ارتباطها من الرباط المشدود , كان يستاهل العناء.منتديات ليلاس

Rehana 26-05-20 06:30 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
اخرجت من حقيبتها منديلاً نظيفاً , نادمة على علبة المناديل الورقية التي تركتها في السيارة , بصمت حاولت إزالة الدم المتجمد عن الجرح, ليتها تحصل على وعاء فيه ماء ! أخيراً استسلمت , وركزت على ترتيب شعرها , تنهيدة ارتياح حلت جديلته, واخذت المشط من اليكس لتمرره بالشعر العسلي اللون إلى ان انسدل كشلال كثيف لماع , فوق كتفيها.
صحيح أنها لم تكتفِ بهذا , لكن عليها ان ترضى... فشعرها , إذا ابقت رأسها إلى الأمام , سيغطي خدها وعنقها , ويخفي الشحوب في وجهها . مع أن الألم في رأسها كان أقل بكثير من ألم معصمها , وسألها اليكس فجأة :
- كيف تشعرين الآن ؟ نحن زوج من الحمقى , فعلاً. لقد وصلنا إلى دار بلاك مغطيين بالكدمات والدم . ولا عجب أن نظر إلينا الرجلان كما فعلا !
- أراهن ان السيد بلاك , لن يكون مسروراً لرؤيتنا هكذا !
قبل ان تكمل , ترددت اليكس لم يعد طفلاً صغيراً , كي يقتنع بكلمات بسيطة , واكتفت بتأكيد كلامه :
- ربما أنت على حق .
وصمتا معاً , وكأنما لا يجدان ما يقولانه بعد , فتقدما إلى النافذة العريضة لينظرا إلى الخارج , يبدو ان هذه الغرفة هي في مؤخرة المنزل, تواجه حرج اشجار لاحظت وجودها حين وصلت , من جانب تلك الأشجار لمحت من بعيد قمم جبال نيوانغلند بصخورها العملاقة الشديدة الانحدار نحو السهل.. زرقة السماء على قممها يكسره بياض الثلوج , حتى في مثل هذا الوقت من السنة , تحتها مباشرة اللون الأخضر القاتم للغابات وغياض أشجار الحور المتأرجحة ..
مع ان مثل هذه المناظر قد تنسيها المها قليلاً , إلا ان التفكير بحمام ساخن وفراش, استولى عليها تماماً, لكن كل ما تستطيع هو غسل سريع لأيديهما ووجهيهما , حتى قبل أن تقابل ماثيو بلاك , بدأ الموقف يسوء.منتديات ليلاس
وقفا معاً , ذراعها على كتف أخيها , صامتين تماماً, حتى أن وقع أقدام متقدمة نحوهما لم تفاجئهما . وماهي إلا لحظات حتى انفتح الباب الذي تركزت عليه عيونهما بارتباك , ودخل ماثيو بلاك.منتديات ليلاس
حملقت كاثي به وهو يغلق الباب بهدوء خلفه , ثم نحوهما . كان طويلاً ضخماً , لكنها لم تع سوى عينيه الشديدتي الزرقة تحت حاجبين سوداوين , وابتسامة خفيفة لكن مألوفة بطريقة ما . إنه يشبه الصورة في الردهة , والصورة التي معها كذلك , وكأنها تنظر إلى شيء لا حياة فيه ينبعث حياً, مع أنها لا تظن ان هذا الرجل بوجهه الأسمر المتجهم سيرحب بمثل هذا التشابه . لاشك انه ماثيو بلاك , المستبد حتى اطراف اصابعه الفولاذية , ولم تريحها فكرة انه رجل لن ينخدع بسهولة , خاصة انها مضطرة لخداعه..

Rehana 26-05-20 06:30 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
سنه ؟ فجأة ادركت ان شخصاً ما , في مكان ما , أساء الحكم . إنه في الثلاثينات , وقد لا يزيد عن الخامسة والثلاثين , لكنه بكل تأكيد أبعد بكثير عن أواسط العمر!
طال الصمت وكأنما وجد الرجل ان اللوحة التي تحتلها واخيها أمام النافذة مثيرة للاهتمام , ثم قال أخيراً ببرود :
- اعتقد انكما تودان رؤيتي , ألن تجلسا؟
ذراع كاثي فوق كتف أخيها , جرته معها كي يبقى الى جانبها , لديها إحساس غريب انها التقت بماثيو بلاك في مكان ما, ولا يمكن ان يكون خلال لوحة , أم لأنه صوته يشبه بطريقة خفية صوت ذلك الرجل الذي انقذهما ؟ وتتمت "شكراً لك "
ابتسم ابتسامة ساحرة منتظراً إلى ان جلست واستقامت :
- اسمي , كما لابد عرفت , بلاك , بلاك ماثيو , لكنني بالنسبة لكما في ظلام كامل , قيل لي أنكما تدعيان بأنكما ابنا عم لي.منتديات ليلاس
احست بالامتعاض , فهي بحاجة لمن يتعاطف معها , وهذا أمر واضح انه بعيد , المنال , واجبرت نفسها على القول بهدوء :
- آسفة , إذا بدوت أنني افتقد الكلام, ما من شك أن رجلك شرح لك ان حادثاً مؤسفاً واجهنا , وشتت قوانا قليلاً , أنت حقاً ابن عمنا , لكن أخشى انني دفعت لاعتقد أنك أكبر سناً.
- هكذا إذن ! وهل لي أن أسأل عن سبب تفتيشكما عني؟ يبدو أنكما تعرفان عني أكثر مما أعرف عنكما , في الواقع سأكون صريحاً تماماً معكما , وأقول إنني لم أعرف مطلقاً بوجودكما , ولا اعرف حتى اسميكما .
ابتلعت كاثرين ريقها بصعوبة , ملاحظته هذه كانت مذهلة مربكة , لسبب تجهله , لو كان لديها الوقت الكافي لكانت تأكدت من أنه سيستقبلهما بأية طريقة ممكنة !
اليكس كعادته احس ان من واجبه التعويض عما فات شقيقته ان تفعل , فقال بوقار:
- أنا اليكسندر هايلاند, سيدي . وهذه شقيقتي كاثرين .
رد بلاك بوقار مماثل:
- وكيف حالك ؟
وهز يد اليكس , لكن دون محاولة مد يده لمصافحة كاثي. مما يدل بشكل صارخ انه يشك في روايتها حتى قبل ان تبدأ بسردها . فسارعت لتقول بفظاظة :
- قد لا تصدقني سيد بلاك ... ماثيو , لكننا بالفعل ابناء عم وقررنا ان نزورك.
تسللت السخرية إلى صوته الحازم .
- ربما تفضلت بالشرح ؟ وقد اضيف انني لم اسمع من قبل باسم هايلاند , مع انني اعرف قليلاً عن تاريخ أسرتي .منتديات ليلاس
فتحت شفتيها المرتجفتان وقالت بلهفة :
- لدي رسالة من المحامي يؤكد هذه الصلة , لديه كل الوقائع . والدي كلف باحثاً شهيراً في اصول العائلات , مكتشفاته إضافة إلى معلومات والدي تؤكد هذا.

Rehana 26-05-20 06:31 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
ارتفع حاجباه مجدداً:
- حقاً آنسة هايلاند , يبدو انك ذهبت إلى حدود بعيدة ! لماذا؟
هذا الرجل يعيد جواً عن ذلك الذي تصورته , إنه قاس جداً وشاب جداً ! ودون وعي تلفظت بآخر كلمتين بصوت مرتفع , فسألها بسرعة :
- من تقصدين ؟
- آسفة , كنت أتصور أنك أكبر سناً , وأن زيارتنا لك ستكون لطفاً منا .
- حقاً ! اخشى ان تكون حجتك أفضل من هذا .
- انها مجرد فكرة , والدي هو من بدأ هذا , لهواية لديه , وإلا لما عرفنا بالمرة .
- إذن , فكرتما ان تمضيا هنا ليلة او اثنتين ؟
- اجل , شيء من هذا .منتديات ليلاس
- شيء من هذا ؟
اخفضت كاثي عينيها وتمتمت :
- اوه , ربما اسبوع .ريحانة
وبدا انه يفكر بكلامها , او انه يبحث عن اسبابها الحقيقية للإقامة هنا , في هذا المسكن الكبير, قد لا يغير رجلاً مثله , لكن هذا له أمر آخر !
- اتتصور انني استمتع بالتوسل إليك ؟ لولا ثورك الغبي .. لما همني كثيراً , لكن لو رأيت كيف حطم سيارتنا , لادركت أننا لن نستطيع المغادرة حالاً , لابد ان أقرب مكان من هنا يبعد مسيرة يوم !
هز رأسه بنعومة , وعيناه تنظران إلى خديها المحمرين .فجأة , بدا مذعناً . وكأن نقمتها خدعته بالرغم عنه .
- بلدة , ومن أي حجم . قد لا تكون ملائمة , لكنني افهم مشكلتكما الحالية , واعتقد أنني مسؤول جزئياً عنها , لكنني قد لا أقلق كثيراً على السيارة لو كنت مكانك , بعض رجالي يأتون بها الآن إلى هنا , واعتقد انها مؤمنة .
هل هذا نوع من التنازل , او المواساة ؟ إنه أمر آخر زادها حيرة , السيارة يجب ان تصلح , فكيف ستفعل هذا ؟ وتابع ماثيو بلاك كلامه :
- اقترح ان نؤجل النقاش الى ان ينام الكسندر , ففي مثل سنه كثرة الكلام مضجرة له .
اذن , فهو يطلب منهما البقاء , او انه يعطيهما الإذن للبقاء , وهذا ليس الأمر عينه ! وشحب وجهها بتوتر لا يحتمل , واتسعت عينيها , ليسود البؤبؤان لنظرته المتفحصة الباردة إليها , وعاجزة وجدت نفسها توافق على ان اليكس متعب بالفعل ومن الأفضل ان ينام .
دق ماثيو جرساً على الجدار . دون شك ليستدعي أحد الخدم . ربما منزله غير مستعد لاستقبال زوار . وقبل ان تسأله تقدم نحوها ونظر متفرساً إلى وجهها ثانية :
- هذا الجرح فوق عينيك , أيؤلمك كثيراً؟

Rehana 26-05-20 06:32 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
ذلك القرب من عينيه الزرقاوين كان وكأنه اقتراب لبحر أزرق في منتصف الليل واجابت بضعف :
- لا , إنه يخزني , لكنه لا يؤلم حقاً.ريحانة
- سأنظفه لك حين تنزلين للعشاء.
وانفتح الباب لتدخل امرأة مسنة , قدمها على انها مديرة المنزل .
- السيدة جبسن ستريكما غرفتيكما , وستأتي إليكما بصينية شاي اظن هذا افضل من ان تشربيه فيما بعد .
وقفت السيدة جبسن خارج غرفة نوم محددة وقالت :
- سأضع اخيك في الغرفة المجاورة , والحمام في آخر الممر .
وتركت كاثي مبتعدة مع اليكس , لو ان السيدة جبسن عجوز وباتّة في كلامها , فقد عرفت واحدة مثلها في منزلهما في يوركشاير . انهن النساء عملن بكد طوال حياتهن, ويرفضن التوقف عن العمل , وولائهن للعائلة التي يعملن لها نوع من الأسطورة , فهل هذه هي الحال هنا ؟ وهل عليها ان تقاتل هذه المرأة اضافة إلى ذلك الرجل ؟
غرفة اليكس كانت كغرفتها تماماً وهمس :
- إنها افضل من تلك التي في لندن .
- ألم أقل لك هذا ؟ اسمع حبيبي , من الأفضل ان تستحم انت اولاً , وسانتظرك , ربما وصلت الحقائب .
تردد اليكس قليلاً :
- فيما بعد كاثي , اتظنين ان السيد بلاك سيمانع لو أنام فوراً, فأن متعب.
- بالطبع , ربما اطلب لك شيئاً خفيفاً تأكله , أنا واثقة انه سيعذرك على الأقل هذه المرة .ريحانة
كان اليكس في الفراش حين وصلت حقائبهما , وحين عادت من الحمام , كانت ممتنة لوجود الشاي الذي وعد به ماثيو بلاك , فحملت الصينية مع وعاء من الفاكهة إلى غرفة اليكس حين تركته كان نصف نائم, واغلقت الباب بهدوء.
ارتجاف حاد, كاهتزاز مطفطف , صدم كاثرين , ليزيد من الألم في رسغها , فقد ادركت الآن لماذا لا تستطيع التفكير بهذا الرجل كغريب , إنه صورة حية عن ذلك البلاك المرسومة صورته بدقة والمعلقة في مكتبة أبيها منذ زمن طويل , حتى أن جورج هايلاند نفسه لا يعرف من اين أتت هذه الصورة , أكثر من أنها كانت مخزونة مع اشياء كثيرة قديمة في قبو جده وجدت بعد أن مات . ولا يعرف سوى أنها لأحد اجداده الاسكتلنديين .
لكن الأمر الآن مهم بالنسبة لها , وبطريقة لم تستطع توضيحها , حتى في تلك الأوقات , كانت تجد ذلك الوجه المحدق بكبرياء وفخر إلى ما وراء رأسها بعينيه الزرقاوين الفاتحتين , ساحراً فاتناً بشكل غريب , وفي سنوات التالية اعطيت الفرصة لتتأمله جيداً .

Rehana 26-05-20 06:32 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
تمضي وقتاً طويلاً في المكتبة تحدق فيه , ومع السنين اصبحت مفتونة بقوة وقساوة لتلك القسمات , والوضعية المتعجرفة للرأس , وبدأت متعقلة , مدركة ان من الغباء ان تفتن بمن ليس حياً, وهذا قد يدفع الناس للسخرية منها .منتديات ليلاس
كانت اللوحة هي الشيء الوحيد الذي احتفظت به من اغراض أبيها , أكانت تساوي خمسة آلاف , ولم تخبر أحداً عنها , وما صدمها بشدة , انها شاهدت نسخة طبق الأصل عنها في الردهة في هذا المنزل, لكنها لم تر ساحرة كالتي معها , كما لم تكن صدمتها مدمرة حين التقت بماثيو بلاك.
رؤيته , كانت كمن يرى شخصاً يخرج من الجدار من الجوار من قلب لوحة , لوحة , اصبحت متعلقة بها , لو دون تعقل , وعليها الآن ان تفعل بلاك الحي هذا , وبين ذلك الذي في احلامها , لكن , كيف ستتمكن من هذا, وهو يبدو لها صورة اقسى وأكثر قوة من ذلك الذي في الصورة !
شكها الخائف من أنها في الغد قد تكون في طريق العودة من حيث أتت, قوى قناعتها المرتبكة , بأن عليها فعل أي شيء لاقناع ماثيو بلاك , فسارعت لوضع القليل من كل شيء يلزمها على وجهها, ثم رتبت شعرها بعناية , ونزلت إلى الطابق الأسفل بعد ان اطلت على اليكس النائم.
ماثيو بلاك, كان يقف في الردهة حين نزلت , وادهشها وجوده هناك . وقد يكون مهذباً للضيوف غير المتوقع حضورهم , حتى لمن يدعي انه ابن عمه, لكنها لم تكن تعتقد انه سيكشف هذا عما في نفسه . وعضت على شفتها وهي تتقدم , واصفر وجهها شحوباً :
- كنت انتظرك فقط لأريك غرفة الجلوس , بينما تضع السيدة جبسن اللمسات الأخيرة على العشاء , بالتأكيد لست مرعباً إلى درجة ان تشحبي لرؤيتي آنسة هايلاند؟
- لم أعرف اني شحبت مات .
ابتسم وهو يسير نحوها دون ان يزحزح نظره عنها .
- مهما كان , غرضك , فأنت لا تكذبين بسهولة عزيزتي , دعيني أرى يدك , فحين لمست حاجز السلم , اجفلت الماً. كان بالإمكان أذية نفسك أكثر مما تصوري بتدهور السيارة عن طريق.منتديات ليلاس
سحبت يدها إلى الوراء:
- لا .
- اليس تصرف طفزلي ان تخبئي يدك خلف ظهرك ؟.
- قلت لك إنني بخير!
- دعيني أكون الحكم على هذا.
اشاحت بنظرها عنه يائسة :
- لديك منزل جميل .ريحانة
- كاثرين !

Rehana 26-05-20 06:33 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
استسلمت ساخطة :
- كما تشاء.
لم تنظر إلى يدها وهي تمدها على مضض , نظراتها كانت متركزة على وجهه , وعادها ذلك الاحساس الغريب بالألفة وكأنها تعرفه منذ زمن طويل. تباً لتلك اللوحة ! بلاك هذا حي ويتنفس , وهو أكثر بكثير من مجرد لوحة على الجدار !
امسك بمعصمها في مكان محدد, فاجفلت من الألم متأوهة .
- هذا ما ظننته ! لماذا لم تذكري هذا لي !
- لم أكن اظن , ولا زلت لا اظن ان هناك ما يوجب القلق , ربما التوت , وأتصور انها ستشفى مع الصباح.
- من الأفضل ان أربطها لك, قبل ان يغمى عليك , وفي الصباح سأعرضك على طبيب , اذا وجدت هذا ضرورياً.
- اوه .. لا!
بذعر , ونبضاتها تنتفض في عنقها , حاولت جذب يدها منه فالطبيب هنا قد يكلفها الكثير, ولا تملك هذا القدر من المال حتى بالكاد تملك شيئاً!
- ولم لا ؟ لن يكون الملبغ كبيراً إذ كنت تفكيرين بالمال , على أي حال , لابد أنك مؤمنة ضد الحوادث.منتديات ليلاس
- اتعني , السيارة ؟
- لا , اعني أنت , مؤمنة طيباً.
- إذا وضعت لي رباطاً عليها , فأنا واثقة أنها ستشفى .
اطبقت اسنانه البيضاء معاً , لكنه لم يتابع المسألة , بل أخذ ذراعها الأخرى وقادها إلى آخر الردهة :
- لن يأخذ هذا اكثر من دقيقة . ومن الأفضل ان أقول للسيدة جبسن ان تهتم بأخيك حين ينزل , وإلا سيتساءل اين ذهبنا .
- اخشى انه قد نام , كان متعباً , ولقد رأيت بنفسك أنه ليس قوياً بما يكفي.
رد عليها دون تعاطف :
- او ربما تدللينه أكثر من اللازم . الشقيقات والأمهات دائماً هكذا .
كانت كاثي تفكر بطريقة مؤدبة تساءله فيها عن أمه , حين أضاف بشكل قاطع :
- من الأفضل أنه نام مبكراً , فكما قلت لك سابقاً ,أنت وأنا لدينا الكثير من الحديث معاً.

نهاية الفصل

موده عبد الستار 27-05-20 06:50 PM

روايه جميله جدا 💗💘💗💘💗💘💗💘

Rehana 30-05-20 08:34 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
3 - الأصل .. والصورة

سأل ماثيو بلاك , قبل ان يخطوا خطوات كثيرة :
- كم عمر أخيك كاثرين؟
- انه يقارب الثانية عشرة وأنا في العشرين ومعظم الناس يدعوني كاثي , إنه اسرع للفظ.
- أنا لست مستعجلاً بالنسبة لك , يبدو لي أن لدي ضيفان غير مدعوان , احداهما لا يزال في المدرسة والأخرى خرجت منها لتوها , أتعجبين لو أنني لم استعجل ؟
ضيفان ؟ اذن إنه غير مستعد بعد للقبول بالصلة ؟ بصمت رافقته إلى غرفة صغيرة بيضاء لا نائبة فيها , وكأنه عيادة طبية تحتوي على خزانة طبية كبيرة , ضمن اشياء اخرى .منتديات ليلاس
- اجلسي إلى الطاولة بينما اجد الرباط الملائم.
وبثبات تفحص معصمها مجدداً قبل ان يربطه .
- كنت اعتقد انك لويته بشكل سيء , لكن هذا الرباط سيعطيك بعض الراحة . على الأقل سيريحك من الألم , لا تحركيه إلا في حالات اضطرارية ليوم او يومين , وهذا قد يعني أن عليك تأخير مغادرتك. لكن يومين آخرين لن يضراني بشيء .
إنه رجل لا يتردد مطلقاً في قول ما في ذهنه , دون أي مراعاة لمشاعر فتاة !
- شكراً لك.منتديات ليلاس
لم يتحدث كثيراً خلال العشاء , ووجدت كاثي نفسها , بعد ان ارتاح ألم معصمها قليلاً, تتمتع بمباهج الفضة اللامعة والكريستال اللذين كادت تنساهما . أواني البورسلان كان من أجود الأصناف , كل ما حولها في غرفة الطعام يذكرها بألم بمنزلهما الريفي قبل الانهيار.
دون وعي منها قد أثارت بعض الشكوك حولها , تابعت تحلم , الرباط والحبوب التي أعطاها لها ماثيو , اراحاها من الألم تقريباً, وتمكنت من تناول طعامها بيد واحدة , وابتسمت لمضيفها بحلاوة , فهو على كل الأحوال رجل. ولقد تعلمت , ولو بألم , خلال السنة الفائتة , ان الرجال يتأثرون جداً ببسمتها .
سألها , بالكاد يزيح عينيه عن وجهها :
- أتحسين أفضل حالاً الآن ؟
لو كانت ضائعة في حلم وردي , فقد اعادها صوته الأجش إلى واقعها , وتسمرت عيناها عليه , لكنها لم تستطع قراءة شيء في عمقها وتمتمت :
- اجل , شكراً لك .ريحانة

Rehana 30-05-20 08:34 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
- انهي الحلوى التي امامك كاثرين , سنتناول القهوة في غرفة الجلوس .
لقد مر عليك يوم مرهق , وقد تضطرين إلى تحمل دقائق طويلة مرهقة أخرى , لكن هذا يتوقف على ما في رأسك وما في رأسه , وهذا أكثر احتمالاً ! واخفضت نظرها بجهد وهي تكبح رد الأذى. كم من المذل لها أن تتذكر أنها لسست في وضع تستطيع فيه فعل شيء سوى الزحف! كلمة مخطئة واحدة منها وتنهار كل خططها ! مع ذلك لم يكن لديها خطة ايجابية كيف يمكن ان تنقذ تلك الخطط , ربما عليها هذا المساء ان تركز على أول مرحلة للحصول على موافقته .
غرفة الجلوس , امام بهجتها , كانت اجمل بكثير من غرفة الطعام. غرفة كبيرة , فيها سجاد مناسب ومقاعد منخفضة مريحة , نسيم خفيف , دافئ, يتسلل من النوافذ المفتوحة, يجذب معها , رائحة خفيفة لشيء لم تستطع وضع اسم له . مهما كان اسمه , فهو لذيذ حلو وله تأثير غريب على الأحاسيس , لكنها دائماً معروفة بالحساسية للعطور العابقة في الهواء.
بسرعة استدارت على النوافذ الساحرة لتجلس , ودون وعي منها , اجلست كتفيها مستقيمة , وكأنها تستعد لمواجهة ما .ريحانة
ادخلت السيدة جبسن القهوة , وطلب ماثيو من كاثرين أن تصبها , ليعطي نفسه المبادرة في الكلام :
- قلت أن لديك البرهان أننا ابناء عم ؟ واجد الأمر غريباً, إذا لم يكن صعب التصديق.
صوته العميق الحاد فجأة , ولد فيها الخوف, فارتجف ابريق القهوة في يدها, وكاد السائل الملتهب ينسكب فوق يدها , فصاح بها ببرود:
- احذري! قد يظن المرء أنك أنتِ بنفسك غير مقتنعة !
- اوه , بلى , انا مقتنعة ! وقلت لك من قبل لدي كل البراهين التي يمكن ان تسأل عنها . ولدي كذلك لوحة .
- لوحة؟
- إنها نسخة طبق الأصل عن الصورة المعلقة في ردهتك!
صمت لحظات يترك لها المجال للتمتع بنصر مؤقت , ثم :
- واين هي ؟ اعتقد أنك نسيت أن تأتي بها معك , هل تركتها في موطنك ؟
كلماته كانت توحي أنها فتاة ساقطة تدبر المكائد:
- إنك...
وصمتت مرتعدة , فقد كانت على وشك ان تقول : لا تطاق! .
فقال ببرود :
- لماذا لا ... تقوليها ؟ في الواقع هذا يؤثر بي كاثرين , الطريقة التي تتراجعين فيها دائماً. ولن أكون في نصف ريبتي بك لو أنك تتركين نفسك على سجيتها .
وكيف تقدر على هذا؟ تتمنى لو تجرؤ , لكنها لا تستطيع ! وصاحت به :
- لدي صورة , إنها معي هنا , سأصعد إلى غرفتي وأجيء بها , لو تنتظر قليلاً !
ر.

Rehana 30-05-20 08:35 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
- وهذا ما سأفعل , الأمر يزداد فتنة مع مرور الدقائق , ربما احاسيسي تحتاج إلى ما يحركها .
مهما كان يعني بهذا , فهي لم تتوقف لتسأل , فتركته بسرعة قدماها لا تكادان تلامسان السجاد وهي تركض إلى فوق , لتعود مقطوعة النفس بما تعتقد انه البرهان القاطع على هويتها . كانت تضم الصورة إلى صدرها , وكأنها تخاف أن يتنزعها أحد منها .
- دعيني أراها .منتديات ليلاس
كلماته كانت الآن لطيفة وهو يقف على قدميه , ويأخذها من يدها المترددة:
- كن حذراً , ارجوك !
للحظات بدا انه لم يسمعها , فقط التقى حاجباه الكثيفان فوق عينين كحليتين في تقطيبة دهشة وتركيز , واحست كاثي بكرب مفاجئ ليس له علاقة بما يجري الآن . لكن, لماذا تحس بهذا العذاب لمجرد نظرته إلى الصورة , وشهقت دون أن تستطيع منع نفسها , وكأنه ينتهك حرمة شيء مقدس لديها :
- ارجوك , اعدها لي .
لم يرد فوراً , بل حدق بوجهها الصغير المليء بالإثارة :
- لا تقلقي , فلن أدمر لك برهانك الذي لا يضحد. إذا كنت هذا ما تخافين منه , حتى أنها لنفس الفنان , لابد انه رسم اثنتين منها , ولا داعي للقول انني متأثر جداً.
- سجلاتي تقول ان هناك اثنتين , واحدة لأسلافنا ليأتوا بها إلى هنا , ولابد ان جاء بها اعتنى بها جيداً.
ابتسم :منتديات ليلاس
- اجل, لابد انه كان رجلاً له غروره , واعتقد انني اشابهه , أكان لقاءك به شخصياً مخيباً للأمل ؟ واضح أنك تنظرين إلى صاحب الصورة بتقديس!
- لا ! فأنا أحب الصورة ولا سبب لي أن لا اعجب بك.
- ارجو هذا , بضعة ضربات طائشة , قد تفسد صورة , لكنها بالتأكيد لا تؤثر عليّ !
ارتجفت لكلامته , تحس ان الأرض تحيد تحت قدميها , ولأول مرة منذ دخولها هذا المنزل احست بالخوف الحقيقي يتحرك داخلها , فنظرت إلى الصورة بتعلق ظاهر , جعل بلاك يبتسم ساخراً :
- كم أن مشاعرك ضائعة ! لماذا لا تحولين بعضها إلى من يقدرها أكثر ؟ جدي كان يقول انني أول المهاجرين من عائلة بلاك أكثر مما اعي .منتديات ليلاس
احمر وجهها, وقالت بحذر:
- استطيع رؤية كم تشبهه .
- يقال انني احمل شيئاً من شخصيته القاسية , لكن هذا ما عليك الحكم عليه بنفسك. اتركيها معي , فقط ليوم لتقرير ما سنفعل بها .

Rehana 30-05-20 08:36 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
صوته كان مليئاً بالكلمات التي لم تقل من شخصيته الفذة , والتحذيرات التي جعلتها فجأة مترددة , غير واثقة ان لها دوراً تلعبه في كل هذا . وقد يكون دور لا يشمل مقاتلته , وتمتمت :
- طبعاً.
- ابنة العم الملاك , لا تستطيع الفراق عنها بعد كل هذا الوقت , اعتقد أن من المستحيل الآن ان نحدد شيئاً , لكن إذا كان الأمر يسعدك , سندع البحث فيها الآن .
- ابقي هنا , ان امكننا البقاء , مدة أطول؟
- إذا احببت هذا .
- سأكون ممتنة .
- صحيح ؟ انت فتاة جذابة جداً كاثرين , وقد أكون مستعداً لأية صلة تهتمين بتحديدها .
سطحياً , يبدو كلامه مناسباً جداً, بل أكثر من مناسب , لكن , هل تستطيع تحمل تفحص كل رنة سخرية في صوته ؟ تعاونه قد يكون قصير العمر , لو حاولت جعل اقامتهما هنا دائمة , وحين فكرت بأليكس صممت أكثر على قرارها . وسألها يقاطع أفكارها :
- جئتما بالطائرة ؟
- اجل .ريحانة
- متى وصلتما إلى هنا ؟.
- منذ فترة .
ولم يكن هذا لأكثر من يومين , لكنهما بديا لها كعدة سنوات !
- اين كنتما غير هذه المقاطعة ؟
- اوه , نتجول.
التمعت عيناه ريبة , أم انها مرح , لا تدري:
- انت لست متعاونة كثيراً.
فابتسمت بسحر:
- آسفة إذا كنت لا استطيع تسليتك , لكنني احس بالتعب , ويجب أن اعترف أن الرحلة أكثر قسوة مما توقعت .
وهذا لم يكن سوى الحقيقية , فوافق على كلامها:
- ليست من السهل عادة ان يجد المرء طريقه في السيارة لوحده . كان الأفضل لك لو سافرت في القطار , ففي استراليا شبكة قطارات عظيمة التأثير.
وتذكرت :
- تلك السيارة ؟ هل ستكلفني غالياً؟
- وهل سألت أحد؟
- لم أكن اتوقع ان اعطبها .
- سأطلب من ميكانيكي ان يتفحصها في الغد. فإذا استطاع اصلاحها فمن الأفضل اعادتها إلى الشركة التي استأجرتها منها , لهم عادة فروع في كل مكان .منتديات ليلاس
تمتمت تساءل نفسها لماذا استأجرت سيارة أصلاً. ثم قالت له:
- اجل.

Rehana 30-05-20 08:36 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
من اين ستجد المال لتسوية وضعها , لابد ان هذا سيأخذ منها آخر قرش معها , ثم هزت كتفيها بتعاسة :
- هناك اشياء كثيرة لم أفكر بها , اظن ان التوتر في محاولة إيجاد طريقي واليكس لأعتني به ...
- وهل هو مسؤوليتك؟
- نحن يتيمان .
مع انه لم يتلفظ بتعزية فورية لكنه تلقي الخبر كما املت تماماً.
- إذن , فهذه الرحلة هي لمساعدته في التغلب على هذه الخسارة ؟
- بطريقة ما .منتديات ليلاس
ولاحظت ان تعابيره تلطفت قليلاً , وهو يقول :
- اظن الأمر صعب عليك قليلاً , أليس كذلك؟ ولد كاليكس يحتاج إلى يد رجل.
ثارت احاسيسها الحامية لأخيها :
- اوه ... لا ! اعترافك محق جزئياً , لكنه ليس قوياً كما يجب. يحتاج إلى كثير من العطف والتفاهم .
- هذه وجهة نظر امرأة , فالكثير من هذا قد يعيق نموه .
- انت لن تفهم , لأنك لا تحتاج إليها .ريحانة
إنه رجل متعجرف , وكل الأمان الذي يحتاجه ملك له . لكنه قال بخبث:
- أنا لم أدلل أبداً كاثرين , إذا كان هذا قصدك . وحتى الآن , إلا إذا كنت تنوين رعايتي ايضاً؟
حدقت به مرتبكة , تتذكر شيئاً ازعجها طوال الأمسية .
- آسفة , كان يجب ان اسأل إذا كنت متزوجاً أم تعيش لوحدك ؟
المعلومات التي استقتها ان لا زوجة له, لكنها لن تستطيع الاعتراف له كم انها فتشت في خصوصياته , وبالطبع يمكن لمعلوماتها ان تكون خاطئة .
- اظن انني سمعتك تذكرين هذا من قبل.
- لا, لا اظن هذا .
- لدي زوجة أب وشقيقة منها . كلتاهما غائبتان الآن , فهما متعلقتان بحياة المدينة أكثر من البراري المفتوحة , احياناً تشرفاني بزيارة . لكن لا ليس لدي زوجة , وهذا لا يعني انني لا احتاج لواحدة كاثرين , حين يكون لرجل مزرعة بهذا الحجم , قد تساعده زوجة .
تساعده ؟ هل ينظر بالفعل إلى الزوجة من هذا المنظار ؟ نوع من الاتفاق العمل . ردت :
- وتبدو بارد جداً حول الأمر.
- من الأفضل هذا والانتقاء بحكمة , بدلاً من ترك العواطف تغريني بدلاً من حكمتي , ثم ان لدي ابنائي افكر بهم .
- ابناؤك ؟
- اوه , ليس لدي بعد , لكنني أنوي.منتديات ليلاس

Rehana 30-05-20 08:37 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
حقاً , له جرأة كبيرة ! لا ينقصه سوى استشارة كومبيوتر ! أم أن هذه طريقته ليخبرها انه لم يفكر مطلقاً بفتاة انكليزية سخيفة لمثل هذه الوظيفة البراقة ؟ حسناً , بكل تأكيد لن تتقدم بطلب لها ! كل ما تريده ان تؤمن مستقبل الى اليكس . وأن يكون له على الأقل بداية في الحياة , وبضعة سنوات اخرى لن تغير بلاك لو انتظر , ولا يمكن ان يكون مستعجلاً ليجد عاملة مناسبة كزوجة! هزت كتفيها وردت :
- هكذا إذن .
ولأن سخريته لم تتناسب مع بلاك الذي احبته في الصورة , قفزت الى قدميها , خائفة ان يخمن ما تفكر به , وقالت بسرعة :
- آسفة لأنني لن أتمكن من لقاء زوجة أبيك وابنتها , ربما في وقت آخر.
هز رأسه وهو يقف ويقترب منها :
- كم احب لو يشاهدا هذا الشعر الأشقر. أنت بكل تأكيد لم تأخذي ملامحك من الفرع الأسمر للعائلة .
شهقت حين نسيت ملمس اصابعه لشعرها مما جعلها تشعر بقشعريرة غريبة :
- أمي كانت فرنسية وشقراء جداً.
- وهذا يفسر الكثير , أتصور أنك كنت طفلة ساحرة . ريحانة
حاولت جاهدة ان تتمسك بتوازنها:
- ربما ...
بالتأكيد لن يبدأ بتلمسها كما فعل غيره من الرجال ؟
- أهناك شيء خاطئ كاثرين , تبدين كطفلة صغيرة على وشك ان تغتصب . لا يجب ان تفكري في هذا قبل أن تدخلي عرين الر جال الكبار السيئين ؟
ضحكتها كانت باردة مرتجفة وهي تبتعد عنه :
- أظنك تتمتع بممازحتي سيد بلاك !
- مات بالتأكيد ستناديني هكذا إذا كنا أبناء عم ؟
- اجل , مات , اظن انني متعبة , أتمانع لو ذهبت إلى الفراش؟
تعالى بقامته فوقها ليعيطها الانطباع بأنها صغيرة جداً, وضعيفة , شيء هش لو أراد لحطمه , وسأل :
- هل هو انسحاب ؟ لا يمكن ان يكون هذا دم اسكتلندي فيك , ربما دمي لم يختلط كثيراً , لأنني دائماً اندفع إلى الأمام .
ردت بذكاء:
- ارجو أن لا يكون اندفاعك على اصدقاء لا حيلة لهم ؟
واستدارت نحو الباب , فضحك وفي عينيه أكثر من تلميح .
- تصبحين على خير كاثرين , نامي جيداً , فلا زال امامنا الكثير نناقشه لكن لا شيء لا يمكنه الانتظار حتى الصباح.
تلك الليلة كانت احلامها مضطربة , أكثر من مرة , بظل أسود شرير لبلاك , واستيقظت تكراراً غارقة في العرق, تشاهد وجهه يلوح فوقها وكأنه الشبح المهدد, إلى ان لاح نور فجر جديد مع وعد بالدفء, فقررت النهوض من السرير وارتدت بدل الجينز تنورة وتي شيرت , التصق بجسدها وكأنه جلد ثان لها .

Rehana 30-05-20 08:38 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
اطلت على اليكس في غرفته , فوجدته لا زال نائماً , بسرعة ودون صوت , نزلت السلم ثم خرجت من الباب الأمامي متجهة نحو العشب الطري الندي, لا تزال تحمل صندالها في يدها , وتركت ندى الصباح الطازج يبلل قدميها , تبتهج دون وعي بالإحساس به وهي تسير , إنها لم تمشي هكذا منذ تركت يوركشاير , وجلبت لها الذكرى الحنين , والدموع إلى عينيها .ريحانة
توقفت قرب السياج المدهون بالأبيض على بعد قليل من المنزل, والتفتت تتطلع حولها , حجم الأملاك بدا لها رهيباً, المنزل من حيث تقف , فخم , ممتد خلفه , عبر الأشجار , كابينان خشبية وزرائب للماشية تغطي فدادين من الأرض. على الأقل هذا ما بدا لعيني كاثي المندهشة , وفوق الجميع تطل جبال نيو انغلندا من جديد , شامخة بجلال ومهابة تظلل المنحدرات وسفوحها , قممها يلحق بها النظر حتى السماء, اقلها ارتفاعاً فردان بقايات خضراء, والأعلى منها جرداء عارية , يشوبها الثلج هنا وهناك , مؤثرة , مرعبة , كماثيو بلاك بنفسه !
دفعت هذه الأفكار الضعيفة إلى مؤخرة تفكيرها , وقررت ان تحاول إيجاد سيارتها المنكودة , قد يساعدها هذا على ابعاد ذهنها عن نقص الشجاعة فيها وعن معصمها المتألم .. ربما , كما أملت متفائلة , ان تظهر زوجة أبيه, أتنقذها ؟ سرعان ما تخلت عن هذه اافكرة , لأنها سخيفة , فالنساء عادة , نادراً ما يبدون العطف نحو فتيات يدفعن بأنفسهن إلى وضعها ومن المستحيل ان تكون السيدة بلاك مختلفة !
تجولت كاثي حافية القدمين نحو سقيفة ضخمة تنباهى إلى سمعها منها ضربات مطرقة مخنوقة . ولدهشتها لم تكن السقيفة تحوي فقط طائرة هليكوبتر , لكن طائرة صغيرة , طائرة صغيرة فاخرة كذلك. وفي زواية بعيدة , سيارتها . تبعدها أكثر , شاهدت رجلاً شاباً ينحني امام السيارة وكومة مفاتيح خلفه . تقدمت منه , مقطوعة الأنفاس قليلاً وسألت :
- ارجو عذرك , هل ستكون على مايرام ؟
وقف الشاب على قدميه مجفلاً وخجلاً في نفس الوقت .منتديات ليلاس
- آسف سيدتي , اتريدين شيئاً؟
ابتسمت له .منتديات ليلاس
- سألتك ما اذا كنت ستتمكن من إصلاحها؟ .
ضحك هذه المرة بطريقة ودودة :
- اجل سيدتي , اظن هذا . في الواقع إذا كانت لك, فسأضمن لك إصلاحها . لكنني لم أعمل بها سوى ساعتين فقط.
- ساعتين؟ لكن بالكاد تكون الساعة الآن السابعة ؟

Rehana 30-05-20 08:39 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
بدا الدفء في عينيه لرؤية شعرها الأشقر وجسدها النحيل :
- بالتأكيد سيدتي , فنحن نستيقظ باكراً.منتديات ليلاس
- اوه , فهمت .
تراجعت قليلاً امام نظرة الشاب المعجبة , آلية الدفاع فيها على أهبة الدفاع , وقالت بابتسامة اخذت تتلاشى :
- أتساءل ...
اختفى صوتها مع ابتسامتها حين احست بيد متسللة تهبط على كتفها من الخلف, وصوت ماثيو بلاك في أذنها :
- كان يجب ان تساعديه , لا ان تعيقيه كاثرين!
استدارات بسرعة , فاصطدمت به , فأحست بالارتباك يغمرها تحت نظرته الزرقاء , لماذا يبدو لها مزعجاً هكذا ؟ حين لم تعد قادرة على مواجهة نظرته الباردة , نفضت رموشها الكثيفة , واحست بالأسوأ حين اصطدمت عيناها بصدره الأسمر على فتحة قميصه النصف مفتوح , وملأتها الإحساس برجولته بالصدمة والاشمئزاز الذي لابد ظهر في عينيها. وقالت :
- وصلت لتوي وكنت أسأله عن مدى الاضرار . ومن غير الطبيعي ان لا أسأل ؟
سخر منها :
- تبدين مهتمة جداً بأن تكوني منطقية . هل تناولت الفطار؟ تبدين وكأنك امضيت الساعة الاخيرة تركضين فوق ندى الصباح.
- لا , لم أتناول الفطار بعد.
- تعالي معي اذن , تبدين بحاجة للغذاء , أظن أنني قادر الآن على سحقك بسهولة , وإذا استمريت بالنظر إليّ كما تنظرين الآن , قد تدفعيني لعرض هذا عليك, أكنت ابنة عم أم لا .
دون ان يعطيها أي خيار آخر , امسك بذراعها وقادها معه , مع ذلك كانت قبضته على ذراعها قاسية وتؤلمها في الواقع . ولم تستطع الاحتجاج حتى وصلا إلى المنزل :
- لم أسأله سوى إذا كان يمكن له اصلاحها , هذا كل شيء !
- اصمتي كاثرين , الم أقل لك ليلة أمس ان سيارتك سيجري الاهتمام بها ؟ أنت ستلهين الرجل بالبقاء قربه , ماذا كان يدور في رأسك ؟ ان تمرري له بسمة مع كل مفتاح براغي ؟
- لا تكن سخيفاً ! لا يمكن ان أكون مخطئة طوال الوقت ! كنت احاول فقط المساعدة !
- بامكانك المساعدة أفضل , بابتعادك عن الطريق. أنت مبهرجة جداً, يا ابنة عمي الصغيرة , ولست أدري لماذا اشعر برغبة في صحابتك , وهذا قد يقنعني بأن هناك رباط دم بيننا , مهما كان خفيفاً , يجعلني احس انني اعرفك منذ زمن طويل, إنها صلة النسب , كما اعتقد , لكنه شعور لست مضطراً لمشاركته مع أحد.منتديات ليلاس
دون شعور منها قالت :
- وأنا اشعر بهذا ايضاً.

Rehana 30-05-20 08:39 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
- لكنك كنت تعرفين شبهي سلفاً , أتذكرين ؟ لم يكن لدي صورة لك , مع ذلك تبدين لي مألوفة , ربما بعد سنوات , إذا عدت إلى هنا ثانية , قد نتمتع بعلاقة أفضل.
بطريقة بدأت تعتاد عليها , ادخلها إلى مطبخ فخم حيث كان الفطار محضراً على طاولة ضخمة, والسيدة جبسن في مريلة كبيرة تخرج البسكويت الطازج من الفرن, بينما في المقلاة شرائح اللحم والبيض. احست كاثي في هذا المطبخ الكبير, أنها في منزلها , وكأنها عادت طفلة من جديد, فابتسمت للمرأة وهي تقدم لها الطعام بعد ان جلست إلى الطاولة , يبدو أن ماثيو تناول الفطار, لكن بما ان هذا مر عليه ساعات الآن , فقد كان مستعداً لوجبة أخرى.
تذكرت كاثي والسيدة تصب لها الطعام أخيها اليكس , فقالت لماثيو بسرعة :
- اتسمح لي بأن اذهب واحضر أخي؟
جر كرسياً ليجلس , ومد يده على إبريق القهوة :
- اظنني اسمع وقع اقدام , لابد انه هو .
في لحظات دخل اليكس , وبعد تحية الصباح بأدب , جلس كما أشارت السيدة , قرب كاثي , وقال :
- كان يجب ان تصحيني .منتديات ليلاس
- ظننتك بحاجة إلى راحة اضافية . كنت متعباً.ريحانة
- دائماً تظنين انني متعب , لكننا لسنا في لندن الآن !
- ليلة أمس لم تستطع البقاء صاحياً.
- لكنني بخير هذا الصباح , وكان يجب أن ...
عند هذا قرر مات التدخل , وركز نظره بحدة على وجه اليكس المتورد :
- لا داعي للعجلة , اظن الوقت لا زال مبكراً , سآخذ شقيقتك إلى البلدة بعد الفطار ليتفحص الطبيب ذراعها , أتود المجيء معنا؟
تنفس اليكس بعمق , ونظر إلى مات متفرساً:
- لست واثقاً , لكنني افضل ان أبقى سيدي , إذا كنت لا تمانع . هذا إذا وعدتني ان تعتني بكاثي؟
وافق ماثيو بوقار:
- اوه , سأفعل هذا , سيكون نوع من التغيير لك, ان لا تشغل بالك بها .
رد قبل ان تستطيع منعه :
- حسناً, إنها خاف من الرجال .
حاولت تجنب نظرة ماثيو المتفحصة , وحملقت بأخيها :
- أنت تخترع الأشياء! الكسندر يتوهم اشياء كثيرة .
تجاهلها مات وهو يلتفت إلى اليكس , رجل إلى رجل :
- طالما تلازم المنزل وجواره , لن يصيبك اذى , وبعد الغداء سآخذك بنفسي في جولة , لكن حتى ذلك الوقت , انصحك ان لا تبتعد كثيراً.

Rehana 30-05-20 08:40 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
هز اليكس رأسه موافقاً, لكن كاثي احست بحاجة لمعارضته :
- لا أريد الذهاب إلى البلدة , وذراعي أفضل بكثير.
نظر إليها نظرة سمرتها :
- لا تجادلي , أنت فتاة طيبة وأنا المسؤول عن حادثتك او بالأحرى ثوري, وهو يعني نفس الشيء !
تطوع اليكس للشرح وهو يمسح قطعة الخبز بالمربى :
- كاثي لا تستطيع تحمل اجرة الطبيب .منتديات ليلاس
احست كاثي بتزايد سخطها على كشفه لأمور خاصة :
- لا تكن سخيفاً !
ألا يذكر شيئاً مما قالته له ؟ وتابعت محمرة الوجه :
- بكل تأكيد استطيع , في الواقع سأصر على الدفع!
- لكن .. اوووه ... أنا آسف.
تراجع اليكس في وقت كان يستعد للاستمرار في كلامه , حين نظر إلى وجه كاثي المحمر , لكن سكوته زاد الأمر سوءاً ولراحتها أخذ ماثيو يحرك السكر في قهوته دون أن يبدو عليه انه سمع نقاشهما , وسألها برفع رموشها الأنثوية الجميلة , ليترك عيناه تنظران إليها :
- ألديك سترة كاثرين ؟
- أجل.
وقف بسرعة .
- اذن , اسرعي لإحضارها , اود الانطلاق في أسرع وقت ممكن , لاقيني في الخارج , اريد التحدث بسرعة لوكيل العمال .منتديات ليلاس
وهي تقف , جمدت :
- وكيل عمالك؟
- هذا ما قلته كاثرين .
تجاهلت خشونته وقالت متشوقة :
- ايمكن ان اجيء معك أراه. أعني اشعر انني مدينة له بالشكر لمساعدته لنا .
- هذا شيء رائع , لكن لا تزعجي نفسك به , ذلك الرجل لم يكن وكيل العمال , واخشى انك لن تري ذلك الرجل مجدداً وأؤكد لك انه راض بما تلقاه من شكر.

نهاية الفصل

شيماء حمود 01-06-20 12:00 AM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
يسلموا .. رواية شيقة

Rehana 01-06-20 08:30 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
4 - الدرس الأول

أقل من ربع ساعة , فيما بعد , كانت تجلس إلى جانب ماثيو في الطائرة الصغيرة . تثبت حزام الأمان قبل ان يقلعا. نظرت إلى جانبها لترى رأسه الأسود , وتلاحظ خبرته ومهارته التي لا شك فيها في الطيران , احست بالارتياح داخلها , وكأن جزءاً منها اعترف بالثقة به , وهذا شيء لم تحس به نحو أي رجل من قبل , ماعدا مع والدها .
كانت تراقب من قبل , ماعدا مع والدها .
كانت تراقب الغيوم, راضية ان تترك التوتر يرحل عنها , لكن سؤاله اجفلها :
- هل أنت معتادة على الطيران كاثرين؟
- قليلاً , لكن في طائرات كبيرة , فليس هناك الكثير في انكلترا ممن يملكون طائرات خاصة .
- ليس لديكم هذه المسافات البعيدة التي لنا هنا . ويجب ان تتذكري ان اوستراليا قارة بحد ذاتها , هذه المقاطعة لوحدها مساحتها تقارب مساحة بريطانية القديمة .
- اعرف ذلك.منتديات ليلاس
- إنه واقع جغرافي , ولا حاجة لكراهيته .
- وهو واقع يسمح لكم بازدياد الثراء.
رفع حاجبه :
- اظن ان جدنا الأكبر بمجيئه إلى هنا فكر بكل الارتياح الذي كان له في بلاده , ولا اظنه استطاع تعريضه في حياته . وإلى مدى معين لاتزال هنا في بلد بكر بحاجة للاستكشاف ,لكن هناك مكافئة كبرى لمن هو مستعد للعمل فيه.منتديات ليلاس
الجدال مع هذا الرجل كمن يصدم رأسه بحائط من المنطق ! وسألته لتغيير الموضوع :
- لديك أكثر من طائرة واحدة . اتستعملها دائماً حين تأتي إلى البلدة ؟
- لا , بل نستخدمهما في التفتيش عن قطعان الماشية في الأراضي التي تغطيها الأشجار المنخفضة , وهذا يوفر الكثير من الوقت الثمين ونستعملها في اشياء اخرى كذلك, مثل زيارة احد الجيران في مسألة عمل او زيارة اجتماعية . فمئة ميل في الطائرة لا شيء . بينما في سيارة , وفوق طريق من الدرجة الثانية , قد تستغرق الرحلة يوماً كاملاً.
بعد صمت قصير عاد لسؤالها :
- كنت أتوقع ان فتاة بمثل جمالك , تتزوج بسرعة , فكيف تمكنت من النجاة من هذا المصير؟

Rehana 01-06-20 08:30 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
ردت بحدة على سخريته :
- بإمكاني سؤالك نفس السؤال , بالنسبة لي لا اريد ان أتزوج!
- قد تغيرين رأيك , أليس لديك صديق مميز؟
- لا.
- لو كنت أكبر سناً كاثرين لظننت ان امتناعك سببه خيبة أمل كارثية في علاقة حب.
- ولماذا تفكر هكذا ؟
- للطريقة التي تنكمشين فيها كلما اقتربت منك . كما أن اليكس أشار إلى أنك تخافين الرجال .
اذن لقد سمعه !
- أنا لم أعرفك سوى بالأمس.
- لا أريد تفسيراً , خاصة بما يتعلق بي وبك.منتديات ليلاس
- أيجب ان يكون هناك تفسير؟
لم وضعت نفسها في مثل هذا الموقف المذل؟
- اجل, اظن هذا , لكنني لا اريد ان انتزع التفسير منك كاثرين . لو كنا في الهليكوبتر , لنزلت على الفور , وتأكدت خلال دقائق ان احصل على اعتراف كامل منك. وإذا لم تعجبك الطريقة , فعلى الأقل ستستمتعي بها , فأنا لا اعتبرك صغيرة جداً, لأشياء كثيرة . خاصة بنوعية فمك.
احمر وجهها حتى اصبح قرمزياً , واطرقت رأسها لتنظر إلى يديها . وفمها الجميل الممتلئ الذي ابدى اعجابه به مشدود. كم انه رجل وقح ! وحتى تزيل عنه شكوكه قالت :
- أنا لا اهتم عادة بالرجال عامة ! وبالطبع قد لا ينطبق هذا عليك .
رد ساخراً:
- كم أنا ممتن , أظن أنك مررت بتجربة تعيسة .
- لا , على الأقل ليس تلك التي تفكر بها .
- عجباً ! لطالما تفننت النساء بالظهور ضعيفات بريئات وحتى مرحلة متقدمة من علاقتهن , يتركن الرجل حائراً.
- مع ذلك فهن يعجبن بالرجل القليل الخبرة .
- هذه مظلمة زائفة اخرى , انهن عادة لا يرغبن في علاقة مع رجل لا يعرف ماذا يفعل . مع ذلك يحتقرن الخبرة التي يظهرها .
- اوه !
اخفضت نظرها عنه خجلة , لم يتحدث معها هكذا ؟ وكأنما يغازلها عن طريق حديث معتدل عادي. لكن جزءاً منها كان مستعداً للتجاوب ! وتمتمت اخيراً:
- اظن أننا نتحدث على موجتين مختلفتين .ريحانة
- الطريق عادة يعلو وينخفض , وأنا واثق أن هناك نقطة يجب ان نلتقي بها , ويمكنني القول انني أتلهف لأجد هذه النقطة . ربما حين تعودين إلى هنا مرة اخرى . لهذا الكلام ...
استطاعت ان تطلق ضحكة صغيرة :
- أنا ابنة عمك مات , اتذكر ؟

Rehana 01-06-20 08:31 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
رد بنفس اللهجة :
- وهذا يزيد الأمر لمسة احترام .منتديات ليلاس
هبطا في بروكن هيل , المدينة الرئيسية في مقاطعة نيساوث وايلز , ثم قال مات :
- كان يمكن ان نذهب إلى مكان آخر , لكنني اعرف هنا طبيباً ساحراً في تعامله مع العظام. كما انه سيجد من الملائم استقبالك هذا الصباح , عكس اماكن اخرى .
بعد ساعتين , او يزيد كانا في طريق العودة , سرعة العملية كلها اربكت كاثي , ولم تستطع حين صعدت ثانية الى الطائرة , واحست بضربة صاعقة لكبرياءها أنها لم تستطع حتى ان تعرض الدفع , حتى أنها لم تعد تستطيع النظر إلى ماثيو , لحسن الحظ ذراعها لم تكن مسكورة , مجرد التواء عند المعصم , وخروج المفصل قليلاً عن مكانه , وبدا ان الطبيب صديق قديم لماثيو من ايام الجامعة , لكنه نصحها ان لا تقود سيارة .
لم يعلق ماثيو على هذا قبل ان تحط الطائرة بهما في المزرعة , ونظر إليها قائلاً:
- أنت مضطرة لاطالة زيارتك الآن , أليس كذلك؟ إلا إذا كنت مستعدة للسفر بالقطار او العربة .
مرة اخرى تساءلت ما ستكون ردة فعله حين تقول له انها لا تنوي ان تغاد المزرعة أبداً. وقالت :
- افضل البقاء معك, إذا كنت لا تمانع .ريحانة
- أنت على الرحب والسعة طبعاً. لكنني مضطر إلى أن اشير أننا الآن مشغولون في المزرعة , لذا لن يكون لدي وقت لمرافقتك.
- لا , لا بالطبع ... اعني اعرف ان لديك اعمال كثيرة , لكن لابد ان تعود إلى المنزل في المساء ؟
سألها بخبث :
- وهل ستنتظرينني بلهفة ؟
- حسناً, اود ان أتعرف عليك أكثر.
ضحك :
- اوه , سيتم لك هذا كاثرين , لا شك في هذا مطلقاً .
ذلك المساء , لم يبدو اليكس انه يشاركها شكوكها , وآوى إلى فراشه باكراً بعد العشاء مباشرة , كان قد خرج لوقت طويل مع ماثيو بعد الظهر , بحيث لم تتمكن سوى من الحديث سريعاً معه . حيث تبين لها حمساته حول ماثيو , وهذا أمر لم يظهر عليه من قبل.
- انه رجل متفوق كاثي.
فتمتمت :
- لكن تذكر انه قد لا يكون لطيفاً معنا حين اطلب منه البقاء هنا. ولقلة الوقت أمامها توقف الأمر عند هذا .
بعد العشاء اخذ ماثيو كما كانت تخشى , يسألها عن حياتها في انكلترا .
- الديك وظيفة تعودين إليها كاثرين ؟
- لا , كان لدي وظيفة , لكنني تخليت عنها لأجيء إلى هنا .منتديات ليلاس

Rehana 01-06-20 08:32 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
- ألم يكن رب عملك متفهماً؟
- باستطاعتي ان اجد وظيفة اخرى بسهولة .
- هل تدربت على شيء؟
- لا شيء محدد. إذا كان هذا ما تعنيه .
لراحتها , لم يتابع الموضوع , بل سألها بعد سكوت قصير:
- هل يذهب اليكس إلى مدرسة خاصة؟
- خاصة ؟
- اعني مدرسة داخلية ؟
- لا , إنه ضعيف الصحة كما ترى .
- لكنه يبدو على ما يرام لي.
- هذا لأنك تراه كما هو اليوم , إنه عادة متعب و ... و ...
وصمتت وكأنه شيئاً ما علق في حنجرتها , لكنه قرر تجاهل هذا , وسألها سؤالاً مختلفاً:
- ماذا كان والدك يعمل ؟
- كان رأسمالياً معروفاً جداً.
- إذن ترك لكما ما تعتمدان عليه .
كيف تجيب على هذا دون فضح نفسها ؟.
- تدبرنا أمرنا.
- لابد ان اليكس احياناً يتصرف أكثر مما تستطيعي التعامل معه ؟
هذا يعني كثيراً من الأشياء , وقررت ان ترد على معناه الظاهري.ريحانة
- انه عادة جيد , دون مشاكل . لكنني أقلق عليه احياناً, كما هو متوقع مني.
- طبعاً , لكنني اعتقد انه عليه الذهاب إلى مدرسة داخلية جيدة . واظنه أكثر من مستعد لواحدة , وإذا بدأ في هذا الخريف, قد يعطيك هذا فرصة للاهتمام بحياتك.
ما من احد يعرف مثلها كم يتشوق اليكس للذهاب إلى مدرسة داخلية , وكان من الممكن ان يكون هناك لولا ان والدها كان يقول ان سن الثانية عشرة سن مبكرة . أما الآن فلن يذهب مطلقاً إلا اذا استطاعت اقناع ماثيو بإرساله . ولابد ان هناك طريقة مناسبة للاقتراب منه . فقد كان لطيفاً مع اليكس , واخذه معه ليريه المزرعة , وحين اكتشف انه يعرف الركوب, جعله يمتطي جواداً من نوع البوتي الصغير واخذه معه حتى سفوح الجبل , واجابته :
- حياتي الخاصة , ليس لها اهمية كبرى عندي .
- قد تكون مهمة , فالعديد من النساء يدفعن أي شيء ليبدين بجمالك فالجمال لا يمكن تجاهله . إنه هبة من الله ولها امكانياتها , كما ستكتشفين بنفسك يوماً.
- اوه , هذا كلام وقح ! اظنني تعبة ولا اعرف ما اقول . لو سمحت لي , أريد الذهاب إلى غرفتي وأنا متأكدة أنك كنت تمازحني .ريحانة

Rehana 01-06-20 08:33 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
- اظن كلانا تعب كاثرين!
في الايام التالية, بدا على اليكس التحسن السريع , وانه استقر لما حوله وكان لهذا ان يسعد كاثي, لكن العكس حصل حين ادركت انه مصمم على البقاء هنا, وهذا أمر لا بيدها ولا بيده , اخذ يتوسل إليها ان يبقيا هنا :
- إنه مكان رائع حقاً , لكن إذا لم يقبلنا , فلماذا لا تحصلين على وظيفة في احد البلدات , أليس هذا نفس ما سيحدث في انكلترا؟ لماذا لأنها جرت إلى هنا بصورة رسمية ؟ لا أريد العودة إلى هناك .منتديات ليلاس
حين يتوسل اليكس هكذا بكل براءة تجد صعوبة في أن يساعدهما .
في أحد الأمسيات , قبل العشاء , وصل ضيوف إلى المزرعة , كان الريح شديداً في الخارج, ولم يسمع احد الطائرة تحط, إلى ان انفتح باب المنزل ودخل شاب, في أواسط العشرينات كما خمنت كاثي , وقال ضاحكاً:
- مرحباً ماثيو , سمعت ان لديك زوار , وبلغ فضولي مرحلة الألم. وتساءلت ما إذا كان الزوار هم السيدة بلاك وايملي , مع ضيفة اخرى , لكن السيدة جبسن اخبرتني انني مخطئ .
ابتسم ماثيو لزائره :
- آسف لخيبة أملك , فأنت لم تسرع كثيراً للحضور في حال ظننت ان ايملي هنا.
وقال على الفور بالتعارف بينهما , سرعان ما أخذ كريس لاثوان بكاثي ... وصفر بشكل طفولي , وبدت الدهشة على وجهه:
- ابنة عمك ؟
نظر ماثيو بحدة إلى وجه كاثي المحمر:
- لا شيء مؤكد بعد. فكاثرين متحمسة للفكرة أكثر مني, يبدو أننا نشارك جدًّ واحداً جاء إلى هنا منذ حوالي المائة والخمسين سنة , لكن هذا يجب ان لا يمنعنا من البحث أكثر , لوثائق مؤكدة في مكان ما .منتديات ليلاس
بقي كريس ينظر إلى كاثي وهو يردد عليه :
- هكذا إذن ! لقد سمعنا بحادثتك , وأنا آسف جداً.
نظر إليها ماثيو :
- اترين كيف تطير الأنباء كاثرين ؟
ضحكت, محاولة تجاهل احساس داخلي , ان وجودها هنا سيسبب الاحراج لماثيو , وقالت :
- اجل.
تابع الثلاثة الحديث, واخذ كريس يسأل وكاثي تجيب, بينما كان ماثيو يشرب كوب عصير ويشارك احياناً ويراقب في اخرى , ولم يلزم كريس كثير من الإلحاح ليبقى للعشاء , وكان واضحاً انه مسحور بكاثي , ووعد ان يعاود الزيارة قريباً.

Rehana 01-06-20 08:33 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
لم تصدق كاثي أنه سيفعل , لكنه عاد مرتين في الأسبوع التالي . ووجدت صحبته مقبولة , خاصة في غياب ماثيو , لكن هذا كل شيء. صحيح أن مات لا يمكن ان يلومها لزياراته , لكنها تشك ان يوافق عليها . فمن المفترض , كما قال لها ان كريس يحب شقيقته من ابيه , إلا إذا كان بارعاً في إخفاء الأمر , فهو لم يظهر أي درة فعل حين قال له ماثيو أن ايملي ستعود إلى المنزل خلال بضعة أسابيع , وربما أقل.منتديات ليلاس
زيارة كريس التالية , كانت تتمشى لوحدها قرب الساقية , وسألها حين وجدها ولاحظ وجهها المحمر من الحرارة :
- ألا تسبحين ؟ ألم يأخذك ماثيو إلى البحيرة ؟ الطقس حار الآن والشمس حارة كذلك , لكن المياه هناك كالثلج.
- مرحباً ! لا شكراً لا اريد الذهاب إلى هناك. اليكس يسبح كل يوم في الساقية , وأنا اجلس لاتفرج عليه. واعرف انه يتمتع بالسباحة .
- لابد ان أخاك اخذ يخرج من قوقعته . لماذا انتما لوحدكما ؟ وكيف وصلتما إلى هنا ؟ اين هي سيارتك ؟
- لقد اوصلني ماثيو إلى هنا , إنهم مشغولون في جمع العجول التي تضيع عادة في الربيع .
- في الواقع كاثي أنا ذاهب إلى المدينة , وأتساءل إذا كنت تودين المجيء معي , ؟إذا لم يكن لأجلي , فهناك محلات جميلة وكونك امرأة , لن تستطيعي مقاومة إغراءها !
افلتت منها تنهيدة خفيفة , فهي لا تملك المال لهذا , ولا الثياب لتماثل أناقته , وقالت على مضض:
- ربما في مرة اخرى.
- اوه ,هيا كاثي , ماذا يمنعك ؟ إنها بضعة ساعات فقط. ويبدو لي أنك بحاجة لشراء ملابس , صحيح ان منزل ماثيو يشابه أياً من منازل الريف في بلدكم , لكن هذا لا يمنعك من الذهاب إلى مكان آخر ؟
- من الأفضل ان لا اذهب معك كريس.
- ألا اعجبك ؟
- ليس السبب ان تعجبني أم لا . فأنت تعجبني , لكن اليكس غائب طوال النهار , وحين يعيده ماثيو إلى المنزل يجب ان أرى اين هو , ولا يمكن ان أتوقع ان ترعاه السيدة جبسن عني .
- حسناً إذن , معي أحد العمال , لديه عمل عائلي ملح في المدينة , وعليّ الآن انتظاره لوحدي.
- آسفة كريس.
وبدا ان كريس لم يستطع ان يقاوم ما بدا له جمال مغري فمد يده , وقبل ان تستطيع منعه ضمها إليه , وقبل شعرها الأشقر. لكن أياً منهما لم يشاهد ماثيو وهو يتقدم نحوهما .منتديات ليلاس
شهقت كاثي بإحباط وهي تنتزع نفسها من بين ذراعيه واحمر وجهه وهو يتمتم :
- وداعاً حلوتي.

Rehana 01-06-20 08:34 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
وفي لحظات كان قد ذهب , لتختفي شاحنته الصغيرة ضمن غيمة من الغبار ,حتى في هذا الوقت لم تكن قد لاحظت وجود ماثيو . لكنها لم تفشل في أن ترى كيف ان عينيه دارتا باحتقار على وجهها حين توقف امامها ونزل من السيارة وقال بصوت هامس اجش :
- من كان هذا ؟
شكت كاثي انه يعرف ! وتذكرت ما قاله عن كريس وشقيقته , فتمتمت عاجزة :
- كريس جاء يسألني الذهاب معه إلى المدينة .
صحيح ان عناق كريس ازعجها , لكن الأسوأ منه كان نظرة ماثيو الباردة.
- ولمَ لم تذهبي ؟
- كان يجب أن أفعل , لكن ثيابي اصبحت بالية , ولم احضر معي غيرها .
- اعرف تماماً عوزك إلى الملابس. وكان يمكن لك في المدينة ان تعززيها بما هو جديد. ويمكن ان يشتري لك كريس بضع اشياء , فهذا الثوب الذي ترتديه , كفيل بتشجيع أي رجل في عروقه دم .منتديات ليلاس
- أنا لا أمانع بما أرى منك لكنني لا اريد الآخرين ان يتمتعوا بنفس الأفضلية .
ايظن بضعة اهانات قد تفيد؟ رفعت رأسها بكبرياء وتقدمت مبتعدة عنه نحو مياه الساقية المترقرقة تحت الشمس. وقالت تحس بالإحباط:
- اظن كريس لم يعني سوى أن يكون جاراً لطيفاً.
بدا عليه بعض اللين :
- لا اريد الخصام معك كاثرين , خاصة وأنت ضيفتي ولا اريد تذكيرك أنني قلت لك أن كريس لا يتحمل التشجيع .منتديات ليلاس
- أنا لم اشجعه , اعترف انه عانقني , لكن هذا لا يعني شيئاً!
- اذن , لم يؤثر عليك؟ أم انك تنظرين إلى العناق وكأنه لا شيء ؟ لا قيمة له ولا تأثير محتمل.
- لو استطيع فقط إقناعك , أنا لا أحب حتى أن يعانقني أحد.
ضحك بخشونة قاسية :
- ما من فتاة يجب أن تقول هذا , فأي رجل يمكنه مقاومة مثل هذا التحدي؟
ظهر الرعب في عينيها حين ادركت انه سيحذو حذو كريس , فمع كريس لم تشعر بشيء , لكن مع ماثيو الأمر مختلف . ربما لأنه تحرك نحوها ببطء متعمد, وبدا لها انها لا تستطيع سوى الانتظار بكل بلادة لأي عقاب قد يوقعه بها .
وكأنه عرف أنها لن تستطيع الحراك , فأخذ وقته كما شاء , وامتدت يده ببطء ليجذبها إليه , ثم شدها بلطف , ولف ذراعاه حولها ليصبح رأسها على صدره . وكأنه ينوي أن يستكشف حتى النهاية ماذا تستطيع ان تقوله له .

Rehana 01-06-20 08:35 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
حيث بدأت تجتاحها موجات الرغبة , ترافقت معها آهة عذاب صغيرة , لكنه حتى بعد أن سمعها لم يخفف من قبضته عليها , بل ارتفعت يده لتمر على شعرها ويشد رأسها أكثر إلى صدره , حتى أنها سمعت ضربات قلبه المنتظمة , بينما كانت الأخرى تضغط خصرها .
النار التي سرت في عروقها كانت تلغي بسرعة آخر مقاومتها . حتى أن هذا كان أقوى من أية مخاوف تملكتها حتى الآن . وإذا كانت هذه المخاوف باقية فيها فقط تحولت دون رحمة إلى شيء آخر ملموس , بما تحسه من قوته الفائقة . وبدا لها أن لا حدود للمشاعر التي اشتعلت في جسدها الصغير الضعيف , إلى أن أصبح كل ذرة فيها متجاوبة , ولم تعد تعي سوى الرغبة الحارقة , لأن يضمها أكثر وتشعر به أكثر لترضى به ويرضى بها .ريحانة
ما أحست إلا والدموع تندفع من عينيها عبر جفنيها المغمضين بقوة . عندها فقط , وبعد أن يشعر بدموعها تركها بارتياح وكأنه نال ما يريد من عقابها . لكنه لم يدعها تبتعد , وسمعت انفاسه الحادة وكان يمسك بها والأرض كأنها تهدر تحتها , وأخذ يمرر أصبعه على وجهها الملتهب, فهمست :
- ماثيو !
رجائها الصامت للمزيد من العناق كان له سبب لا تعرف ما تسميه , لقد كانت لا تزال نصف طفلة حتى هذه اللحظات , وماثو غير كل هذا في لحظات , أكثر مما يمكن لدماغها المعطل عن العمل ان يفكر به , وسمعته يجيب:
- اجل , نادني ماثيو , تذكري هذا ! ولا حاجة أن ترجوني كاثرين , فبإمكاني الاستمرار بعناقك حتى ترجوني الرأفة بك, ولن أكون واثقاً انني سأعطيك هذه الرأفة , لكن عليّ ان اتذكر أنك معتبرة تحت مسؤوليتي , لكن درساً صغيراً كهذا , لا يمكن ان يحتسب ضدي , وأظنك كنت بحاجة ماسة لهذا الدرس يا طفلتي !

نهاية الفصل

Rehana 03-06-20 08:10 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
5- ما زالت غريبة !

ماثيو بلاك , بوجهه المتجهم المماثل لسلفه الاسكتلدي القديم, أصعد كاثي إلى شاحنته الصغيرة . واحست كاثي أنها على شفا البكاء بهستريا , وكأنها طفلة عوقبت بما يكفي ليوم واحد , مع ذلك تبقى عنيدة .أدار رأسه وهو يغلق بابها فضبطها تحدق به, وعيناها مليئتان بالمشاعر .ريحانة
كلماته التالية فاجأتها بهدوءها :
- من المفترض أننا متمدنون كاثرين , معظم الأوقات استطيع ان اقسم على هذا , لكن البلاد لا تزال هنا متوحشة في اجزاء كثيرة , فلا تتوقعي من الرجال هنا ان يكونوا لطفاء , وانصحك ان تفكري جيداً يا صغيرتي قبل أن تتهوري في شيء .
انتزعت نظرتها منه لتنظر أمامها , لا تريده أن يعرف أنها متخبطة رأساً على عقب :
- لم أكن أفكر بشيء من هذا .
- مع ذلك من الأفضل ان تفكري . كريس , رجل استسلم بسرعة لتهور مفاجئ , ولما كنت قد نفذت من يده لولا انه مستعجل الآن . خاصة إذا ظهرت له نفس الدرجة من التجاوب التي اظهرتها لي.منتديات ليلاس
ردت بعنف ساخط:
- على الأقل كان لطيفاً معي , وهذا أمر مقبول !
- بوجود كل ذلك الدم الفرنسي في عروقك , لم تظني أن بإمكانك البقاء سالمة ؟
رفعت ذقنها بكبرياء .
- ظننت أننا نبحث أمر كريس؟
- وأنت ايضاً , إذا كنت تفكرين بالتورط , فمن الأفضل لك أن تفهمي أنه كان يرمي الطعم لك, فقط. ولقد شاهدته يفعل هذا من قبل , وهو يتمتع بالعبث مثله مثل أي رجل آخر , لكنه دائماً يعود الى ايملي .
- عظيم ! وكم عمر ايملي ؟
- خمسة وعشرون , وعليك ان تتذكري أنها أكثر منك خبرة بسنتين على الأقل.ريحانة
- الا تظنها في مثل هذا السن قادرة على رعاية نفسها ؟ كبيرة ما يكفي لتفهم ان عليها البقاء هنا لرعاية مصالحها ؟
- هذه هي النقطة بالضبط حلوتي , إنها لا تصحل على فرصتها , لأنها تملك الرغبة المجنونة في السفر الدائم. ولقد دار حول الأرض مرات عديدة حتى داخت . وتحب ان تأخذ ابنتها معها , وأنت ليس عليك القلق من ايملي , بل من أمها . أترين , إنها تريد لهذا الزواج أن يتم , وبكل تأكيد ستحطم أية فتاة غبية قد تقف في طريقها .

Rehana 03-06-20 08:12 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
أيمكن للسيدة بلاك ان تكون دون رحمة كأبن زوجها تماماً ؟
- ألن تحسب حساباً لمشاعر كريس؟
- اوه , سيوافق معها في النهاية إذا لم يتدخل أحد , فلدى إيملي حصة من المال لها , مما قد يدعم خزينة آل لاوثون الموشكة على الفراغ . وأنا اعطيها دعمي , فأنا أرى أنها لو تزوجت , فلن تبقى تحت رحمة أمها.
- لست أفهم, إذا كانت السيدة بلاك ترغب في هذا الزواج , لماذا تأخذ ابنتها معها ؟
التفت إليها , عند المستوى المنبسط للطريق الموصل إلى المنزل :
- اعتقد أنها لا تستطيع منع نفسها من أن تكون أنانية , فهي تستمر في الإصرار على أن إيملي أصغر من أن تستقر بعد.
- وهل تعتقد أنت هذا ؟
- أنا أقول ان على الفتاة ان تستقر في سن مبكرة , وبعضهن يصبحن مستعدات لهذا .
- حسنا , لست بحاجة إلى التفكير أنني سأضع العصي في الدواليب.منتديات ليلاس
ابتسم ساخراً:
- نوع نظراتك يمكن ان تكدر أي شيء كاثرين. وبالطبع , عليّ ان أتذكر أنك مجرد زائرة .
زائرة! عضت على شفتها , تلجأ إلى نوع عبوس من الصمت وبقيت كذلك إلى أن توقف ماثيو امام المنزل , هل هذا تلميح إلى أنها تجاوزت حد الترحيب بها ؟ إذا كان قد سأم الآن من وجودها ووجود اليكس , فما هي ردة فعله حين يعلم أنهما سيبقيان طوال الوقت ؟ لكنها لسبب ما , ليست متأكدة أنها قد ترغب في البقاء! وكم من السعادة ستحس بها لو تستطيع أن تغادر في الغد , أن تتمنى له الحياة السعيدة بمنتهى الأدب!
خلال بحثها السري عن الكاوبوي الطويل الذي انقذها , ودون معرفة ماثيو , نمت صداقة من نوع ما بينها وبين ستانلي , الذي ذكر لها , حين كانت يوماً عنده في المكتب أن أحد الرعاة الشبان سيقيم نوعاً من الحفلات الراقصة بمناسبة بلوغه الواحدة والعشرين , لكنه اصيب بخيبة أمل لأن عازف الغيتار اصيب بالتهاب الزائدة . وحين سألت عما يجب على الموسيقي هذا أن يؤدي قال لها :
- مجرد بضعة معزوفات راقصة وأغاني غريب منفردة , لا شيء لا يمكن الاستغناء عنه , فقط بضع زوجات هنا, ليس لدينا فتيات , والموسيقى تساعدنا على إملاء الفراغ .
نظرت إليه كاثي , واندهشت لنفسها حين سألت متهورة ما إذا كان بإمكانها ان تفعل شيئاً , فارتفع حاجباه بالعجب.
- أنت !

Rehana 03-06-20 08:17 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
- تلقيت دروساً في الموسيقى , بالطبع لم أعزف من قبل في حفلات , لكن قيل لي أن عزفي جيد , وهو أفضل بكثير من لا شيء .
بدا ستانلي مسروراً , ثم تحول إلى الريبة , بعد لحظة إلى الارتياح وصاح :
- ماثيو سيذهب إلى المدينة مساء الغد , ولا يعود عادة إلا متأخراً, وربما في الصباح التالي حين يضطر . إنه عادة يتعشى مع صديقة له .منتديات ليلاس
تعجبت كاثي لماذا آلمها هذا الخبر , لكنها قالت بسرعة :
- سأحضر إلى هنا حوالي العاشرة , بعد أن ينام اليكس.
كانت مقتنعة ان ستانلي ما كان ليسمح لها أن تشارك في شيء ليس لائقاً, إنه أكبر منها , ومسؤول بالكامل, ثم ألم يؤكد لها أن زوجات العمال ستكون هنالك!
وكن هناك , ورحبن بكاثي وجعلتها مسرورة من شجاعتها في المجيء . حضورهن البسيط الدافئ جعلها تدرك كم كانت تتضور عطشاً لصحبة انثوية شابة خلال السنة التي مرت وتجاوبت معهن بسعادة .
السقيفة كانت منظفة تماماً ومزينة إلى حد ما ومضاءة جداً. وكان هناك قالب حلوى كبير , وقدم لها قطعة كبيرة منه مع مرطبات وعصير قبل ان يسمح لها بالوصول الى الغيتار .
لم يكن لديها أدنى شك , قبل ان تبدأ الغناء , كم سيبتهج الجميع بغنائها . كانت ترتدي تنورتها الوحيدة , وبلوزة مكشوفة الياقة , ووقفت بجسدها النحيل في الظل شعرها يشع كشعر طفلة , يتدلى ملتفاً بتجعدات حول كتفيها . فبدت كحورية ساحرة , صوتها ينساب بإحساس وإثارة مع بعض الخشونة , شدت المستمعين إليها بخشوع .
غنت بعد استراحة قصيرة , بعض الأغاني الشعبية الخاصة بأهل ايرلندة , ثم أغانٍ معاصرة , وطارت ساعة اخرى من الزمن . وهي تعزف وتغني احست بالتوتر الذي استولى عليها في الأسبوع الأخير يتلاشى , او ربما هي مسترخية , او ربما هي مسترخية لعلمها أن ماثيو في المدينة , على بعد لا يقل عن ثلاث ساعات .
لكن لسوء الحظ لم يكن هناك ما يحذرها أنه ليس ببعيد . ولم تشاهده يتسلل من خلف السقيفة , ولو أنها نظرت إلى وجه ستانلي , فلربما خمنت أن هناك خطب ما , لكنه فشل في جذب انتباهها , ولم يجرؤ على مقاطعتها .منتديات ليلاس
من الأغاني المعاصرة , التي اتخذت بعداً آخر لدى غنائها لها , انتقلت إلى الأغاني الغريبة , فقد وجدت بضع نوتات محضرة للغيتار وأمام غبطتها شارك الجميع في الغناء والرقص.منتديات ليلاس
وتعالى الصياح للمزيد , لكنها فجأة لم تعد تريد الاستمرار , فقد آلمتها حنجرتها قليلاً . وعلمت أن الوقت أزف لتتوقف . لكن بالرغم من احتجاجات ستانلي رفض الجميع الإصغاء. فتجمع الرعاة من حولها وكأنها كنزاً غالياً جديداً, ولا ينوون مطلقاً تركها تفلت من يدهم .

Rehana 03-06-20 08:18 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
سرعان ما قطع صوت ماثيو الصياح والتوسلات :
- اظن ان الفتاة اكتفت يا رفاق , ربما ستقبل بالغناء مرة أخرى .
اتسعت عينا كاثي بالرعب , وكان هذا واضحاً للجميع بالرغم من اخفاءها للأمر بسرعة :
- ماثيو !
رد بجفاء:
- اجل , ماثيو ! ضعي الغيتار من يدك كاثرين , وودعي الجميع .
لكن حتى الرئيس , لم يسمح له بالخلاص بسهولة , فأعطي الشراب المرطب . ودهشت لقبوله . مع انه لم يترك ذراعها , وابقاها إلى جانبه وهو يحتسي العصير , وتبادل بعض الكلمات مع ستانلي .
همس لها بصوت حاد والرجال يودعونه للذهاب .منتديات ليلاس
- اظنك دخلت إلى هذه العصبة المجنونة صدفة ؟
- لا ...
- اقتراح ستانلي إذن ؟
- لا , على الأقل ليس له علاقة , قال لي فقط ان هناك حفلة وأن لاعب الغيتار في المستشفى .
- وهكذا وجدت نفسك مجبرة على الحلول مكانه ؟
إنها تكره سخريته ! رفعت ذقنها المستدير :
- لم أكن مجبرة على شيء , حتى أنني نسيت أن غيتاري معي . وبدا لي من السخف ان لا اعرض المساعدة . مع أنني لم أكن أفكر بهذا , لكن بالتأكيد لم يكن في هذا ضرر؟ مجموعة مرضية جداً.
- طبعاً كاثرين , لكن حتى الطف الرجال قد ينظر إليك نظرة مختلفة حين تستبد به نشوة الموسيقى . وزوجاتهم تعرفن كيف تتدبرن امرهم , أما أنت فلا , فكان على ستانلي ان يكون حكيماً أكثر , وأنت كذلك. أتساءل متعجباً كيف نجوت طوال هذا الوقت دون وجود من يرعاك !
احست ان معه الحق ان يغضب قليلاً , لكنها قالت :
- لن تقول لستانلي شيئاً ؟ لا أريد ان يظن أنني ألومه على أي شيء.
- بكل تأكيد سيكون لي شأن معه .
- أرجوك ؟
- كم تتوسلين بحلاوة كاثرين , ويؤلمني ان يبقى ردي الرفض.منتديات ليلاس
صمتت بتعاسة , وعليها ان تتقبل منه ما يتقبله الجميع :
- أنت الرئيس كما اعتقد.
- لا تشكي في هذا مطلقاً سيدتي!
كيف يمكن لها ان تشك وهو يقف إلى جانبها ملياً شامخاً كقمم نيو انغلند! وساد صمت مطبق وهو يقودها عبر زاوية مظلمة , لا تستطيع منع افكارها عن التمركز عليه , وكانت تعلم ان اليوم ليس ببعيد حين تضطر لأن تخبره الحقيقة !

Rehana 03-06-20 08:20 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
سرعان ما اذهلها بالإطر اء :
- تعزفين بمهارة وجودة كاثرين , هل تغنين لي لوحدي في أحد الليالي؟
- الأفضل ان لا أفعل .
توقف عند السياج الأبيض قرب المنزل , ولم تجد بداً من الوقوف إلى جانبه , فجأة تنامى إلى سمعها عواء ذئب ,فاقتربت من ماثيو مجفلة برعب , وقالت :
- لقد اجفلني أكثر مما ارعبني .
لف ذراعه مطمئناً على كتفيها :
- هذا معقول .منتديات ليلاس
ولم يسحب ذراعه , ولامست بسمة ساخرة شفتيه , وهو يستدير نحوها :
- انت جذابة جداً كاثرين , وهذا ما اخبرتك إياه من قبل , ربما فكرت بأن تسلي الرجال قليلاً , لكن في المرة القادمة التي سوف تقدمين لهم عرضاً انصحك بارتداء شيء أكثر بهرجة من هذا .
- أنت ... أنت متوحش!
يبدو أنه دائماً ينجح في إفساد الأمور عليها . وقد تقسم أنه يفعل هذا متعمداً, وصاحت به :
- لم يكن لدي ملابس كثيرة لاختار منها . ولا استطيع الذهاب بالجينز ! ثم انك تجعل الأمور تبدو أسوأ مما هي حقاً , كثيراً من الفتيات يخرجن للسهر في ثياب أقل مما ارتدي بكثير.
- اوه , اجل , نسيت وضع خزانة ملابسك التعيس , أنا مسافر إلى ملبورن في الغد , فإذا كنت تفكرين بالعودة إلى بلادك , فلماذا لا تأتين معي لتتفرجي على المدينة قبل أن اضعك على طائرة لتعودي.
- لا ! , اعني , هل تمانع لو بقينا هنا اياماً أخرى ؟ اليكس يبدو احسن صحة بكثير.
- لكن ليس أنت , كاثرين .منتديات ليلاس
- ماذا تعني ؟
- يومياً تزدادين تعباً , احياناً اقتنع ان في أفكارك اشياء أكثر مما تكشفين , اعتقدت اولاً ان هذا بسبب تغيير الجو عليك , لكن اذا رغبت في البقاء , فهذا عائد لك.
بدا كلامه لطيفاً مؤدباً لكن مكبوتاً. وكأن هذا ما لا يريده اطلاقاً , الآن على الأقل. لكن الوقت متأخر في هذه الساعة, والظروف ضد أي تساؤل حول هذا , كيف لها ان تعترف له ان لا مال لديها لتذكرة واحدة للعودة , فكيف باثنتين ؟ حين يعود من سفره إلى ملبورن يجب ان تبسط خطتها امامه , وبالتأكيد لن يرميهما في الشارع ؟ وقد تعد بأن تغادر لتجد لها وظيفة بعد ان يستقر مستقبل اليكس .
وسمعته يقول يقطع أفكارها :
- قد أعود بزوجة أبي معي , وايملي كذلك, فقد تكون راغبة في رؤية كريس.
وهذا يعني ان تلتزم حدها ! تلقت الرسالة واضحة ! مع ذلك احست بجاذبيته بالرغم من قساوته , لم يجب ان يشابه محبوبها بلاك, ذلك الذي في الصورة , بينما الحقيقة القاسية أن أمامها رجل يعتبرها غريبة , ويتمنى الخلاص منها !

Rehana 03-06-20 08:27 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
- كاثرين , حين انظر إليك . اشعر بشيء بدائي يتحرك في نفسي , أتظني أنني لا ارغب في أن آخذك إلى مكان لا يجدنا احد فيه ؟
علقت انفاسها في حنجرتها لمجرد التفكير بهذا !
- لن ادعك تفعل!
- اوه , بداية قد تصرخين احتجاجاً , لكن ليس لوقت طويل.منتديات ليلاس
إنه يحاول إثارتها , ربما للعقاب بسبب مشاركتها بالحفل وتسلية الرجال , او ربما لرفضها السفر معه إلى ملبرون . ويجب ان تتجاهله .
- اظن ان عليّ الدخول الآن . فهل ستسافر قبل ان استيقظ في الصباح ؟
- أتوقع هذا آنسة هايلاند , وبينما أنا غائب , من الأفضل ان تفكري برغباتك المتضاربة قليلاً , فسماع كلامك يجعلني اعتقد أنك ستتمسكين بفرصة الهرب من المزرعة ومني , مع ذلك , ها أنت تبدين متمسكة بالبقاء , وسأعود كاثرين دون أي شك!
- ارجوك , لا اظن أياً منا سيستفيد من هذا الحديث.
- من رأيي أن دم الجنوب الحار الذي يجري في عروقك , من أمك يغزو جسدك الطاهر, لكن برودة دم استال تتحكم في رأسك. وتأكدي تماماً كاثرين , لو جرت معركة بين الاثنين سينتصر الجنوب.
صاحت ساخطة :
- ماثيو بلاك , أنا ابنة عمك !
ضحك حتى برقت أسنانه البيضاء أمام سحرة وجهه :
- هذا كله هراء !
- اذن أنت لا تصدقني ؟
رد بسخرية :
- بل أصدق! لكن هذا كان في البداية , وهو زمن بعيد بعيد لا يضع اية عراقيل بيننا .ريحانة
مد يده فجأة ليشدها إليه , بينما كان نور القمر يتراقص فوق كتفيه العريضين . ثم اقترب رأسه منها ليحجب عنها ضوء القمر, يتركها في ظلام ارعبها . وخطفها إليه أكثر, منحنيها قليلاً إلى الوراء , متجاهلاً احتجاجها المختنق إزاء صدره , طلباً للرحمة , حين اطبقت ذراعاه الفولاذية على جسدها النحيل الهش . واحست بالألم , لكن مع الألم كان هناك نار وكأنها الحمم البركانية السائلة تجري في عروقها . وبدت غير قادرة على أية مقاومة , وكأنما يمارس كل قدراته على السيطرة , وبعجز كامل طغت فوق حد من المشاعر حتى تغلبت على كل شيء.

نهاية الفصل

Rehana 06-06-20 09:10 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
6- الاغواء

سألها كريس ساخراً:
- والآن هل ستدعيني إلى العشاء أم أعود إلى البيت جائعاً ؟
لم يكن بمقدورها , ولا من مركزها أن تدعوه , وقالت له هذا : مع ذلك قالت أنها ستسأل السيدة جبسن إذا كان بالإمكان تقديم وجبة لثلاثة , حين اجابت السيدة بالإيجاب , احست كاثي بالهزيمة , على كل الأحوال , في غياب ماثيو , أليست السيدة جبسن هي المسؤولة ؟
وحصلت كاثي على الرفقة خلال الأيام التالية , فقد أخذ كريس يزور المزرعة بانتظام . وكأنما يعتبر من واجبه ان يسليها في غياب ماثيو . مرتين اخذها اليكس في شاحنته الصغيرة إلى سفوح الجبل , وسبح الجميع مرة في البحيرة . في هذه المناسبات اخذت كاثي معها طعاماً حضرته لهم السيدة جبسن . وحين انضمت إلى اليكس وكريس في ماء البحيرة كانت ترتدي ثوب سباحة بسيط , خيطته بنفسها من قطعة قماش صغيرة , قدمتها لها كذلك مدبرة المنزل التي كانت تبدو راضية مطيعة حين يكون كريس موجوداً , وكأنما تقوم ما في وسعها لجمعهما معاً.منتديات ليلاس
لكنها كانت مقتنعة أنها سخيفة تتخيل الأشياء, إلى أن لحقت بها فجأة في احد الأمسيات بعد العشاء لتحضر القهوة من المطبخ لتسمع السيدة جبسن تقول له أن الفتاة الانكليزية تهواه كثيراً . ورد كريس : أنا واثق أنك مخطئة سيدة جبسن !
دفع بكاثي للتراجع بسرعة مبتعدة قبل ان يعرف أي منهما أنها سمعتهما . في نفس الأمسية , بقي كريس ساهراً أكثر من عادته , وأراد ان يعانقها قبل ذهابه , وكان عليها الجهد الكثير لإقناعه أنها لا تشاركه رغباته .
وابعدته عنها بابتسامة , لكن حتى وهو يتقبل أمر صرفه عنها همس لها شيئاً عن مرة قادمة , لكن كاثي كانت مصممة على أن لا يكون هناك مرة قادمة , وهي تودعه بجفاء .منتديات ليلاس
كان هذه الليلة قبل الماضية , واليوم عاد يتوسل إليها ان تسامحه وتخرج معه للسباحة , ولأن اليوم هو يوم آخر , ولأنها كانت تحس بالطيش , وافقت معه , من المطبخ , جمعت بعض الطعام والمرطبات وذهبت معه إلى البحيرة . ولم تكن واثقة انها ستسبح , ففي آخر لحظة قرر اليكس الذهاب مع ستانلي , واحست كاثي أنها بمجيئها لوحدها مع كريس ستغضب ماثيو كثيراً .

Rehana 06-06-20 09:10 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
لكن حرارة بعد الظهر , وسحر البحيرة هزما عزيمتها , ومع ندمها على صغر حجم ثوب السباحة إلا أنها خلعت ملابسها خلف اجمة وارتدته , ودون النظر إلى حيث كان كريس متمدداً , قفزت إلى الماء وشقت الماء بسعادة نحو جزيرة صغيرة على بعد بضعة مئات من الأمتار عن الشاطئ , البحيرة في بعض اجزائها , كانت محاطة بالأعشاب المائية والقصب , والعشب الأبيض , وبعض من الأنواع الطائفة فوق الماء. كما قال لها ماثيو يوماً , إن هذا مكان مثالي لأعشاش البط في الربيع.
سرعان ما لحق بها كريس إلى جزيرة الصغيرة , وادركت أنها ارتكبت غلطة فادحة بالمجيء إلى هنا . فخلال الساعة التي جلسا فيها فوق الرمال قرب الشاحنة بالكاد القى بالاً لها , لكن بمجيئها إلى الجزيرة , يبدو وكأنها اصدرت له دعوة .
وللأسف , لم يكن من السهل صرف نظره عنها . فقد امتدت يده لتحيط خصرها , ويجيء بها إليه تماماً , اوه , لا ... لا يمكن لهذا الأمر ان يتمادى إلى هذه الدرجة ويخرج من يدها ! انها لا تحبه , ولا تريده حتى ان يلامسها ونظرت إلى يده على ذراعها , وهو يكرر غزله في أذنها , اوه , ماذا , ماذا سيقول ماثيو لو عرف ؟ وماذا عن إيملي ؟ ألن يفسد هذا كل شيء للجميع ؟
لابد ان شيئاً من مشاعرها , قد وصل إليه , فقال بشراسة :
- لا حاجة لدهشتك هكذا عزيزتي لقد كنت مسرورة من رفقتي مؤخراً , وسأعتني بك , لست ذلك الرجل الذي قد يعجبك , اعلم هذا , لكن لدي المال , واستطيع اعالتك , إذا كان هذا ما تودين معرفته . واعتقد ان الأمور تجري هكذا في انكلترا .
ابتسمت كاثي , تقريباً:
- لا اظن أننا في انكلترا مرتزقات لهذه الدرجة , آسفة كريس , لا يمكنني الزواج منك .ريحانة
- ولماذا ؟
- لن ينجح ...
حاولت الخلاص من قبضته , وكأنما تأثير رفضها صدمة , فتركها , ولو استطاعت الوصول إلى الماء , فستهزمه حتماً في الوصول إلى الجهة الأخرى , وربما لو ارتدت ملابسها فستبرد عزيمته , ولن تعود معرضة للخطر . وسيصبح أكثر استعداداً للاصغاء إلى التعقل . وقد تقنعه أنها لا تشعر نحوه بشيء واحست بالخجل لأن الموقف هنا , ويعرضها لجسدها هكذا , قد أثر على تفكيره.
على وشك البدء بالركض إلى الماء, امسك بها , فأحست بالقنوط . وهو يضحك حين فهم ما تريد ان تفعل وقال لها متمتاً وقد اشتدت ذراعاه حولها :
- كل الفتيات بحاجة لاقناع , ما أن اعانقك جيداً حتى تطلبين المزيد.

Rehana 06-06-20 09:11 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
مهما قاومته بشراسة , كان بشراسة كان من المسحيل ان تتجنب ذراعاه حولها , ولو انهما ليستا بقوة ذراعي ماثيو , إلا مصممتان على ان لا تتركاها تهرب , وارتفعت دقات قلبها إلى رنين , والرنين إلى صراخ . صراخ فيه الفزع واليأس وكأنه دمدمة الرعد الأسود ! فجأة احسته يبعدها عنه , يشتم ويلعن بصوت هامس , وامام عينيها المرتعدتين على الضفة الأخرى يقف بلاك ساخراً!
لا يمكن ان يكون هذا حقيقياً ربما هو خيال ؟ أم أن توتر اللحظات هذه خلق لديها نوعاً من الهلوسة ؟ مثل هذه الأشياء تحصل عادة , وتمسكت دون وعي بكريس.منتديات ليلاس
- من هذا ؟
- انه ماثيو !
- ماثيو ؟
من السهل جداً على ماثيو تصور انهما كانا على وشك علاقة ما . وتسمي كريس انه ممسك بها , وحين تحركت لم يفعل شيئاً لمنعها بل قال بنفاذ صبر , وتوتر :
- من الأفضل ان نعود لنرى ماذا يريد . لكن لا تنسى أنا موجود دائماً إذا غيرت رأيك .
- آسفة جداً كريس.منتديات ليلاس
كانت هذه آخر كلمات قبل ان تجد نفسها تقف امام ماثيو , الماء يقطر من شعرها المبلل , لتدخل إلى ثوب السباحة الذي اخذ بدوره يرشح إلى الأرض . فقال لها ساخراً :
- إذن , هكذا تمضين وقتك في غيابي! ومن المثير للاهتمام رؤية مدى تأثير كريس عليك , انصحك بأن ترتدي ثيابك بسرعة , فلن أعيدك إلى المنزل نصف عارية !
حين وصل كريس إلى الشاطئ وجه له ماثيو كلامه البارد:
- مساء الخير كريس , إيملي بانتظارك في المنزل .
للحظات بدا كريس محبطاً , كما لابد كان يقصد ماثيو , ثم ضحك .
- لم أتوقع رؤيتك قريباً هكذا ماثيو , وسيكون من الجيد أن أرى إيملي .
- من الأفضل أن تفعل هذا ..
والتفت إلى كاثي :
- باستطاعتك اللحاق بما في السيارة الثانية بعد ان تضعي ملابساً لائقة على جسدك !
- بل سأنتظر لأعيد كاثي بنفسي. فأنا من جاء بها إلى هنا .
رد ماثيو بسخرية :
- هذا ما يبدو , لكنني لا زلت اظن أنك مدين لإيملي بأن تأتي فوراً .منتديات ليلاس
اجاب كريس :
- قد تكون محقاً , لكنني لن أترك كاثي .
استدار ماثيو يصيح بكائي آمراً :
- تحركي إذن ! سأعطيك دقيقتين فقط !
لم يوجه لها أحد الكلام بمثل هذه الطريقة من قبل , واحست فجأة برغبة مجنونة لتصفع وجهه الوسيم وبجهد كبير استدارت إلى كريس.

Rehana 06-06-20 09:12 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
- استطيع قيادة السيارة بنفسي , في الواقع أفضل هذا .
وسارعت إلى الأجمة حيث ملابسها :
- ارجوك يا الله ! لا تدعه يكرهني هكذا ! ارجوك لا تدعه يصدق ما رأى .
في المزرعة ادخلها ماثيو إلى المنزل بسرعة , ولحق بهما كريس , وهمست بصوت جاف :
- سأصعد إلى غرفتي .
امتدت يده بقساوة لمنعها :
- لا ! ستأتين معي . لا تقلقي على مظهرك , تبدين في العاشرة من عمرك , ما عدا ...
وتطلع إلى جسدها بسخرية وهو يقودها إلى غرفة الجلوس , ووجدت زوجة أبيه ليست مخيفة كما توقعت . وإيملي كذلك كانت مفاجأة لها . كانت فتاة صغيرة الجسم لكن دون تناسب جسد كاثي ونحوله , لكنها بدت ناعمة جذابة عيناها مليئتان دون أدنى شك بإعجاب غير خفي حين شاهدت كريس , واضح أنها تحبه , وستحس بصدمة سيئة لو ان شيئاً أزعج مخططها .
بالكاد دخل كريس الباب , حتى رمت إيملي نفسها بين ذراعيه تعانقه بشوق , لم يبدو عليه انه يشاركها به , بينما نظر من فوق رأسها إلى كاثي وكأنه يعتذر . تجاهل ماثيو ما يحصل , وكأنه راغب في اعطائهما الوقت الكافي معاً, وشد كاثرين ليقدمها إلى زوجة أبيه.منتديات ليلاس
ليس من المبالغة القول ان السيدة بلاك اجفلت لرؤية جمال كاثرين الأبيض الشاحب , والذي كان يشع بوضوح , حتى من خلال تشعث مظهرها . فاحتدت نظراتها لتصبح أكثر قساوة من نظرات ابن زوجها , وقالت :
- شرح لنا ماثيو كل شيء عنك عزيزتي , وجذورك الممتدة إلى نفس اسلافه تثير فضولي !
مدت كاثي يدها , تعي تماماً ان المرأة لم تعطها موافقتها بعد. فهي تنظر إلى وصولها مع كريس نظرة فهم كامل. وتذكرت تحذير ماثيو بأنها لا تتسامح مطلقاً مع أي تهديد لسعادة ابنتها .
مع ابتسامة ايملي كانت أكثر دفئاً من ابتسامة امها , مع أنها ارتبكت كثيراً حين شاهدت كريس إلى جانب كاثي , سرعان ما اعتذرت لتغير ملابسها استعداداً للعشاء, فالسيدتان مرتديتان ملابسهما , وبقاء كريس للعشاء أمر مسلم به.
طوال وقت ارتداء ملابسها كانت أفكارها تعود إلى حادثة الجزيرة , وادركت ان كل نظرتها القوية للرجال لا زالت قائمة . لكنه معه لم يكن الأمر مثل اولئك الرجال الذين التقتهم خلال عملها , لكن
في اعماقها, لا زالت لا تريد ان يلمسها أحد. على الجزيرة طلب منها الزواج , وهذا سيثبت ان غرضه شريف . ولو ان الزواج به أمر لن تتمكن من مجرد التفكير فيه , فهي لا تحبه وهو لأيملي .

Rehana 06-06-20 09:13 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
نزلت مع اليكس معاً حين بدأت الظلال المعتمة تتسرب إلى المروج , ببدء تسلل الشمس وراء الجبال الشامخة , واخذ اليكس يتحدث إليها بسعادة حول الجياد البرية التي اخذه ستانلي ليشاهدها. ولم يكن لحسن الحظ , مدرك لما مر بأخته من وقت عصيب بعد ظهر ذلك اليوم .
اعجبت ايملي على الفور باليكس , حتى ان عيني أمها فقدت شيئاً من قساوتها وهي تنظر إليه , باستحسان أكثر من استحسانها لشقيقته . ومع ذلك كانت ايملي لطيفة معها بطريقة محافظة , لكن معظم اهتمام ايملي كان لكريس, الذي بالكاد غادرت جانبه .منتديات ليلاس
بعد العشاء , تركهم اليكس لينام فتناولوا القهوة في غرفة الجلوس, ولخيبة أمل كاثي , ترك كريس جانب ايملي ليجلس قربها . طوال تناول القهوة كانت تعي نظرته وتحس أنها لا تعجب ايملي . حتى انه وضع ذراعه خلفها على ظهر الأريكة . وكان احياناً يخفض ذراعه إلى كتفها ولو استطاعت لاعتذرت وذهبت إلى النوم . لكن الساعة لم تكن قد تجاوزت بعد التاسعة , ولا عذر لها .منتديات ليلاس
أخيراً , دونما عجب , قلقت ايملي , وغشت عينيها سحابة ارتياب , فوقفت تسير مرتبكة إلى النافذة , ثم استدارات بسرعة , عابسة تحدق بالاثنين الجالسين على الأريكة . على الفور احس ماثيو ببوادر الأزمة , فقال :
- لابد انك نسيت كريس , لكن هناك سيارتك لا زالت عند البحيرة , ونسيت ان اذكرها للرجال , ومن الأفضل أن نحضرها بأنفسنا .
- اوه , يا الله , اجل , جيد منك أن تتذكر , اعتقد أنني سأحتاج إليها .
ابتهج وجه ايملي .
- اعتقد انني سأذهب معكما وكاثي , بإمكان كاثي تسلية ماثيو , بينما اجلس وإياك في الخلف.
اجفلت كاثي لذكر البحيرة , واحست بالتكدر لما حدث في الجزيرة , كذلك غضب ماثيو , فقالت :
- سأبقى مع والدتك ايملي , او سأذهب إلى الفراش .الساعة تقارب العاشرة , واحس بالتعب .
رد ماثيو :
- لا يمكن التسامح مع التعب في مثل سنك كاثي , فالليل دافيء , ولا عذر لك . وإذا كنت تظنين أنني سأخاطر لوحدي صامتاً بينما هذين الاثنين لا يصغيان إلا لبعضهما , ففكري ثانية !
لماذا دائماً يفسد الأمور ؟ وقالت محتجة :
- المسافة لا تبعد بضعة اميال .ريحانة
- وهذا سبب آخر موجوب ذهابك معنا.
اكمل وهو يسير إلى جانبها يلحق بهما كريس وإيملي :
- أيجب ان تتظاهري بالغباء !
- حتى ولو لم أكن معكم ليجلسا لوحدهما في الخلف !

Rehana 06-06-20 09:13 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
- لست أنوي أن أعرض نفسي للحرج معهما .
- لم أرغب في العودة إلى البحيرة الليلة !
- احياناً من الأفضل جداً ان يعود المرء على الفور إلى مسرح الجريمة . لينظر إلى حماقته , فهذا ينقذه من ارتكاب نفس الغلطة مرة اخرى . يجب ان يدخل في رأسك الحلو كاثرين , أن كريس ليس لك ! اتساءل كم يستغرق من وقت لأخرج هذه الأفكار الرومانسية التي وضعها كريس خلال اسبوع في رأسك ؟
صمتت كاثي بجهد كبير , ولم يضغط ماثيو للحصول على رد . كيف تستطيع ان تشرح له أنها فجأة لا تطيق ذكر رجل آخر وهي معه ! وقاد السيارة دون هوادة عبر الظلمة التي يتخللها نور القمر , حين وضع ذراعه على كتفيها وجذبها إليه متعمد , ارتبكت لدرجة لم تستطع معها الابتعاد , ايعني هذا إظهار أسفه لفقده اعصابه معها , ويريد التعويض ! أم أن هذا فقط للتأثير على كريس؟
حين وصلوا البحيرة , ظنت كاثي انهم سيعودوا فوراً إلى المزرعة . لكن ايملي اقترحت ان يدوروا حولها في ضوء القمر .منتديات ليلاس
فهز ماثيو رأسه موافقاً واحست فجأة أنها وقعت في فخه مرة أخرى , دون أن تتاح لها اية فرصة , وقال لها :
- قليل من الهواء النقي سيساعدك على النوم كاثرين , بينما يتمشى هذان الاثنان ليفضيا لبعضهما ما عندهما من اخبار , سأريك منظر للمزرعة لن تنسيه مطلقاً. وبما أنك زائرة لدينا فنحن مدينون لك بهذا .
بوصولها إلى هذا الوقت من يوم مضني , لم تعد تشعر بقوة للجدال . ومنظر من فوق تل, أمر مرحب به , لكن غريزة سوداء فيها حذرتها ان هذا مجرد واجهة , لكن لن يضيرها أن تكمل لعبتها معه . لكن كريس سرعان ما اعترض مما زاد ماثيو تصميماً, فضحك بسخرية وامسك بذراع كاثي مبتعداً:
- أراكما فيما بعد إذن .
حين تجاوزا جذوع اشجار كثيرة مكومة قال لها :
- هذه تأتي مع السيل خلال العواصف.
- في الشتاء ؟
- طبعاً , الشتاء في هذه المناطق , شيء ليس له مثيل , عادة يغطي الثلج هذه المرتفعات , والشفقة على الرجل الذي لا زوجة له تدفئه يا فتاتي .
- لرجل مثلك , هذه ليست مشكلة .
التوى فمه عند زاويتيه :
- الطرقات تقفل لأسابيع . ويصبح المنزل دافئاً حميماً, إذا كانت الصحبة مناسبة .منتديات ليلاس
- وكيف تتمكنون من مغادرة المزرعة ؟
- بالهيلكوبتر عادة .
- إذن لا تنعزلون تماماً.
- لا , لكننا نقلق دائماً من ان ننعزل , يبدو عليك الاهتمام بهذا كاثرين ؟

Rehana 06-06-20 09:14 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
لا يمكنه ان يشك فيما تفكر به ؟
- من الطبيعي ان اهتم .
فابتسم بسخرية , بدت رداً يكفي , وحاولت الإسراع إلى فوق لوضع المزيد من المسافة بينها وبينه , أول السفوح امتد مستقيماً أمامها , واحست بالامتنان لنجاحها , لكن بالرغم من محاولتها الحثيثة , لم تبتعد عنه أكثر من خطوة , ودون أن تعرف السبب وجدت نفسها تسأل:
- لماذا لم نبقى مع الآخرين ؟ ألن يبدو هذا ودياً أكثر ؟
رد بخشونة :
- ألا زلت تتوقين إلى ما لن تحصلي عليه ؟
- ماذا تقصد؟
- كريس.
انفجرت بوجهه بائسة :
- لأجل السماء ! اتصدق أنه يحبني !
- أنت تصدقين هذا حقاً , وبعد أقل من أسبوع .
- معروف ان هناك من وقع في الحب في مدة أقل بكثير , ومن أول نظرة .
- ما عدا الرغبة , ما الذي يجعلك تظنين أنك مؤهلة لأعطاء هذه الملاحظة ؟
اجفلها رده , وادركت فجأة ان معه حق فيما يختص بكريس:
- لا , معك حق, ما يحس به نحوي مجرد انجذاب .ريحانة
وهي ترتجف عاودها توترها تجاه الرجال , فسارعت خطاها المتعثرة , دون ان تجرؤ على متابعة التفكير, فوصلت القمة قبله بقليل , مع علمها ان هذا لأن يتمهل . بوقوفها في وجه الريح الخفيف , التصقت تنورتها بساقيها , وتعلقت بلوزتها الدقيقة بحنايا جسدها النحيل , وارتفع شعرها متطايراً , لكن المنظر أمامها كان يسلب اللب حى أنها لم تفكر بكل هذا .منتديات ليلاس
عبر فجوة بين الأشجار رأت من بعيد البناء الأبيض المتسع للمنزل , تحيط به بقية المباني الملحقة به وتنتشر أمامه ووراءه , إلى ما يصل أسفل التلال البراري المظللة بالفضة المنبعثة من نور القمر ,وكأنها الفضاء الذي لا حدود له , بوقوفها هناك , احست أنها بعيدة إلى فوق كالقمر .
وتنهدت الريح عبر قمم الصنوبر الضخم العتيق , ثم ساد الصمت , صمت عميق , بري, مليء بالعطور التي تحرك الروح , ولاحظت من بعيد انعكاس جبال نيوانغلند فأحست فجأة بمدى ضئالتها .

نهاية الفصل

شيماء حمود 07-06-20 08:31 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
يسلموا عزيزتي .. رواية شيقة

Rehana 08-06-20 10:17 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء حمود (المشاركة 3729559)
يسلموا عزيزتي .. رواية شيقة

الله يسلمك يا شيماء , اسعدني حضورك الدائم في رواية واعجابك بها

Rehana 08-06-20 10:48 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
7- السير فوق حبل مشدود

جاءت انفاسه حادة على أذنها وهو يقترب خلفها ويسأل :
- حسناً مارأيك بهذا ؟
حاولت الرد على سؤاله بكل الصدق:
- إنه جميل , لا ليس من خارج هذا العالم أعني... إنه يشبه المناظر في اسكتلندا , لكن على مساحة أكبر بكثير , لست اجد الكلمات المناسبة , ولا أريدها أن تكون اصطناعية .ريحانة
حاولت الابتعاد عنه قليلاً :
- اظن ان علينا العودة, كريس .
كانت ستكمل وايملي , لكنه أدارها بقوة لتقف الكلمات في حنجرتها , وقاطعها ببرود :
- أنت لا تستسلمين مطلقاً , أليس كذلك؟ لم يبق لي إلا أن انتزع كل فكرة عنه من رأسك الجميل .
صاحت به :
- لا !
لكن صوتها لم يكن حاجزاً قوياً يحميها , فقد لف ذراعيه حولها من وراءها وضمها إليه واخذت يده تعبث بالشعر البراق تحت ضوء القمر , يشده بلطف إلى أن تراجع رأسها إلى الوراء واستند إلى كتفه ليطل وجهها امام عينيه . واخذت اصابعه تمر على زوايا خديها ورفع ذقنها المرتجف , كانت قبضته حولها محكمة بحيث لم يترك مجالاً لها للمقاومة الجسدية . فاسترخت بضعف عليه . عندها فقط خفف ضغط ذراعيه .
سمعت كاثي صوت غناء في أذنيها , وكأنها نغمات اللهب الذي بدأ ينتشر ويتحول إلى نار متأججة تشتعل داخلها , قلبها كان يضرب بسرعة مؤلمة , والحرارة بدأت تتزايد بشكل خطر , لكن حتى بوجود الخطر بالكاد كانت تعيه . وكان يجب أن تقاومه , لكن تقربه هذا منها , سلبها كل دفاع , وما أرادت إلا أن تكون أقرب. فالتفتت ببطء وارتفعت ذراعيها لتلتفا حول رأسه , أصابعها تشد على شعره بنفس القوة والإلحاح الذي مارسه على شعرها , ولن تفهم مطلقاً , لماذا تتعلق به هكذا , لكنها فجأة لم تعد تكترث.
تلاعب الريح بشعرها الكثيف اللماع , يكشف حدود رأسها الناصع البياض , برودة تلك النسمة اعادت لرأسها قليلاً من التعقل , أصحيح أنها تضع نفسها في مثل هذا الموقف المتهور؟

Rehana 08-06-20 10:53 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
همست بصوت متكسر :
- ماثيو , يجب أن تتركني .ريحانة
- سأكون ملعوناً لو فعلت , احب ملمسك بين ذراعي . ولا تحاولي اقناعي أنك لست تهتمين !
- لا, لكن هذا لا يعني ...
- توقفي عن الكلام.
لف شعرها بيده ليصبح كحبل حريري , وشدها إليه أكثر . فأخذت ترتجف كأغصان السرو التي يقفان تحتها , لكنها تراجعت عنه قليلاً , لتنظر نظرة طفولية مدوخة , ليس فيها شيء طفولي اطلاقاً.
بارتداد ذراعيه إلى الخلف , نفوره منها كان أقسى عليها من قساوته , نظرتها المأساوية المتسائلة انتزعت منه رداً بالرغم عنه :
- قد يكون هذا ممتعاً كاثرين , لكن قد يقود إلى نتائج معقدة , أنت تمتلكين رأس الرجل كرائحة العطر دون أن يستطيع منعك , ربما هذا عائد إلى الدم الفرنسي الذي فيك , ولن أعرف معك الحدود التي يجب ان أتوقف عندها , وقد يسليك ان تعرفي أنني اكتشفت هذا لتوي.
استدارت بعيداً بغضب أعمى , أهو محق ؟ لم تصل من قبل لأن تعرف مدى عمق مشاعرها ولا طبيعتها , على كل الأحوال, هذه أول مرة يعانقها فيها رجل هكذا . آخرون حاولوا , لكنها لم تسمح لأحد منهم بالاقتراب منها كثيراً . وهو الأول , مع انه لن يصدق هذا ...
ما بين كريس وماثيو كانت كاثي تحس كمن يسير فوق حبل مشدود , فوق كارثة , والسيدة بلاك تنتظر كالقطة الشريرة في الأسفل , تتوقع وقوعهما بسعادة. هذا الاستعراض قد يدوم وقتاً أطول مع ماثيو , لكن لو سافرت الأم وابنتها ثانية , فلن يعود الأمر هكذا .منتديات ليلاس
منذ ليلة قمة التل , لم يكن ماثيو ودوداً نحوها , حتى أنها تساءلت ما إذا كان نفس الرجل الذي عانقها بكل ذلك الشوق الملح , ولابد ان ايملي كانت تسر لها بريبتها فيها وبكريس, ولمزاجه السيء , لابد انه صدقها . شيء واحد اوضحه تماماً. تعاطفه لم يعد مع كاثي , بل ان بروده نحوها كان يتزايد , حتى احست أنها لن تستطيع الاحتمال , ولو عرفت سبب هذا البرود.منتديات ليلاس
كانت دائماً لشدة اضطرابها تقع في الأخطاء , لكنها اخطاء لم يكن يلحظها سوى ماثيو , فتسارع لتغطيتها بالعزف على البيانو , لكنها ليلة, وهي تعزف, رفعت رأسها لتجد كريس يحدق بها بافتتنان , فابتسمت ولم تعن هذه النظرة ايملي التي بدت فوراً على استعداد للبكاء.
بسرعة , وقف ماثيو واصبح قرب البيانو , يلف يده حول خصر كاثي النحيل .

Rehana 08-06-20 10:53 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
- إذا كانت الحفلة الموسيقية انتهت , فكاثرين وأنا سنتمنى لكم ليلة سعيدة , لدينا اشياء نبحثها , ولن يكون معي وقت في الصباح , يجب ان تعذرونا.
جذب كاثي إلى قدميها واخرجها من الغرفة حيث قالت له بسرعة :
- إلى اين تأخذني؟
- إلى مكان لا يقاطعنا فيه أحد, ولا يسمعنا , أيجب أن تبدي الاحتجاج ؟
- ألا ينفع الغد؟ يومنا كان مرهقاً.ريحانة
- الغد لا يأتي أبداً كاثرين, ولا تبدأي التفتيش في رأسك الجميل عن شيء لتعارضيني , فصبري ينفذ بسرعة!
اخذها إلى مكتبته , في مؤخرة المنزل , لم تأتي كاثي إلى هنا سوى مرة واحدة. وهناك الكثير من ارجاء المنزل , لم تكن تعرفه جيدجداً. فهو لم يشجعها حقاً على الاستكشاف. ولا يبدو الآن انه سيدعوها لفعل أي شيء من هذا !
أغلق باب المكتبة وراءهما , كان حوله نوع من الجو الغاضب المكبوت , كانا لوحدهما , وهذه الغرفة الضخمة بعيدة جداً عن بقية اجزاء المنزل. ولهذا السبب يعمل ماثيو دائماً ويتمتع بالخلوة , ووجدت نفسها ترتجف حين التفت وتقدم نحو طاولته , فسألته :
- هل أزعجتك بعزفي على البيانو ؟
- لا , لم أتوقع منك التفكير بأن تعيشي من وراء هذا. كان مثل كل ما تفعليه , مثير للنظر. واظن عزفك الصاخب لم يكن سوى رد فعل لأفكارك المشوشة .
التمعت عيناه الزرقاوين بشكل خطير :
- لا تثيري اعصابي كاثرين , اما آن لنا أن نتصارح ؟ جئت إلى هنا لبضع ليال وها قد مر عليك اسابيع . وعرضت عليك الذهاب معي إلى ملبورن ورفضتي , ولا اريد ان أبدو غير مضاف , لم يعد من المناسب لك البقاء هنا أكثر من هذا .
- لأنك تعتقد أنني اجري وراء كريس , كما اظن ؟
- لم يعد من المجدي تعريض كريس لما يبدو انه أصبح افتتناناً , فلدي مصالح أختي لآخذها بعين الاعتبار.منتديات ليلاس
ردت بحماقة :
- وإذا وعدتك بأن لا أتعاطى معه مطلقاً ؟
امسك ذراعها ورفع أكمامها إلى فوق لتظهر الكدمات التي تسبب بها كريس حين كانا على الجزيرة :
- لا تقولي لي ان هذه جاءت لوحدها .
احمر وجهها بشدة :
- كان مجرد حادث .
- هذا ممكن , وأنا واثق ان كريس لا يفعل هذا عن عمد , لكن قولي لي , أهذا عمل رجل ليس في نيته شيء ؟

Rehana 08-06-20 10:54 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
هزت رأسها بعناد , وهمست :
- آسفة , مع ذلك اعتقد انك بالغت في تقدير مشاعره .
رد بخشونة :
- الأفضل ان نعود إلى حديثنا الأصلي , موعد رحيلك .وأظننا سننجح أكثر انطلاقاً من هذه النقطة .
ودار رأسها بنوع من الصدمة المشوشة , وردت دونما منطق , في وقت كانت تحاول فيه ان ترد ببرود :
- اليكس وأنا نود البقاء مدة أطول.
قطف بحدة :
- إلى متى ؟
لم تستطع اجبار نفسها على كشف كل اوراقها في ظنها, لو تماسكت بضع دقائق بعد , فقد يطلب منها نسيان كل شيء والبقاء , وهذا ما سينقذها من الإذلال الكامل حين تضطر للتوسل . وقالت بخفة :
- بالتأكيد , لم تعد تشك بمن أنا ؟
صاح وهو على شفا فقدان اعصابه .منتديات ليلاس
- كاثرين ! أنا لا أشك بمن أنت , ولا اعتقد بأنك وضعت دبوساً على خريطة وقررت الهبوط في ذلك المكان . لكن ما رأيك لو نبدأ منذ البداية ؟ اظنك خططت لشيء , ومن وقائع اساسية وأريد ان اعرف بالضبط ما هي .منتديات ليلاس
هذه إذن النهاية ! كيف يمكن لها ان تحول إلى كلمات كل الإرهاب والرعب الذي تعرضت له ودفعها دونما منطق للوصول إلى هنا ؟ يومها , وفي قمة الغباء , بدا لها الأمر سهلاً , هل سيفهم هذا أبداً ؟
- افقدت لسانك ؟
من المذهل كيف أن مثل هذه السخرية منه كانت دائماً تثير فيها شجاعتها من جديد , فقالت بجرأة :
- اليكس وأنا لا نستطيع العودة فليس لدينا مال, ولا مكان نعود إليه . لذا اخشى ان نكون قد التصقنا بك.
صوتها الفتي كان واضحاً صافياً , ومتحدياً , للحظات نظر إليها بغضب يفوق وصف الكلمات . وارتفعت يداه وكأنه يحاول قتلها . لكن حين اجفلت فزعة , عادت يداه إلى جانبيه , وتولاه غضب عاجز.
- اجلسي ومن الأفضل ان تحضري نفسك لاعتراف كامل , فلا أريد سماع انصاف الحقائق بعد الآن .
حين بدأت كاثي , بعد بدايتين مزيفتين, تروي الوقائع علمت أنها تزيد الأمر سوءاً , وأن من المؤكد ان كلامها لا يقنع احداً حتى نفسها :
- والدي افلس , ثم حصل حريق مات فيه , بعدها اكتشفنا ما آلت إليه اعماله , مكتبه في المدينة بقي سالماً , حيث كان يبقي مذاكرته . ولابد انه كان يجري اباحاثه منذ سنوات , ووجدنا كل التفاصيل في المذكرات عن شجرة العائلة , لذلك قررت أنها فكرة جيدة لو جئنا لنعيش معك .

Rehana 08-06-20 10:58 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
- هكذا بكل بساطة ؟ منذ متى مات والدك؟
وكأنما لم تقل له هذا , أم انه نسي ؟
- منذ وقت قصير .
- ألم يخطر ببالك ان أي شخص عادي كان عليه ان يبدأ بكسب معيشته بنفسه وبطريقة عادية ؟
أتقدر أن تقول له مدى الفشل الذي واجهها في هذا ؟
- كان الأمر صعباً بسبب اليكس.ريحانة
اشتدت خطوط فمه :
- وكان يجب أن اعرف هذا , ربما كنت مهملاً مثلك تماماً , لا ملابس لديك, ما عدا حقيبتين رثتين ربما اشتريتهما من حانوت بيع ادوات عتيقة , ووقعت في الخدعة !
مال فوقها بغضب , أنفاسه ترسل شرراً .
- أتعلمين كاثرين , لقد نجحت في جعلي احمقاً ممتازاً , وهذا شيء لم اسمح به من قبل , اصدقائي قد يتمتعون بسماع هذا !
حدقت به بضعف :
- لست أرى كيف يمكن لأحد ان يصل إلى مثل هذا الاستنتاج .
- ألا ترين كيف ؟ حسناً , هذا شيء لن اهتم بالجدال فيه , تابعي كلامك فقط.
قفزت كاثي واقفة بيأس:
- أنت لا تفهم ! أنت لديك الكثير , بينما اليكس ليس لديه شيء ! أنت لم تره يوماً بعد يوم يتضور جوعاً حتى اصبح على وشك الانهيار ,ولو عرفت حقيقتك لما جئت الى هنا مطلقاً.
امتد فمه بابتسامة , دون اية رحمة فيها , عيناه على وجهها الأبيض الشاحب البائس , كانت متجهمة باردة :
- هذا سهل التعويض وسأدفع لكما اجرة العودة , وعندها ستنسين أننا نعرف بعضنا.
اذن , لقد جاء الوقت الذي يجب ان تلعب فيه ورقتها الرابحة :
- لا ! لا يمكنك إعادتنا , فلن ينجو اليكس او يعيش ! ثم انت مدين لنا لتتركنا نبقى .
- مدين لكما ؟
- صحيح ! جدك الأول اقترض من جدي الأول خمسماية جنيه , وكان أخاه , ولم يردها مطلقاً . طوال هذه السنوات مع الفائدة , لابد أنها وصلت مبلغاً ضخماً حتى الآن , او على الأقل ما يكفي لرعاية اليكس وأنا وبقائنا هنا , لسنة او سنتين , ولإرساله إلى مدرسة جيدة .منتديات ليلاس

Rehana 08-06-20 10:58 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
وأكمل بنعت جعل أذنيها تحمر إذلالاَ . وكان إلى جانبها في خطوة واحدة . يداه هذه المرة لم تتردد لتمسك بكتفيها وتهزها وصاح بها :
- ما هو الاثبات الذي لديك ؟ وما نوع الدفاع الذي تملكينه لتخططي كل هذا ؟
استلزمها كل ذرة من قوة ارادتها لترد متحدية :
- كل شيء موجود بالحبر الأسود على ورق أبيض , سجلات لا يمكن خمدها وصلت إليّ عبر اجيال , المال لم يرد مطلقاً!
- وكل قصدك ان أدفعه أنا ؟ بالرغم من نظرياتك الكبيرة, مثل هذه من المستحيل إثباته . ومن السخف حتى مناقشته !
- اوه , اعرف ان من المستحيل ان تثبته اية محكمة قانونياً. لكن هذا لا يمكن ان يمنعك ان تكون رجلاً شريفاً . ظننتك ستكون مستعداً للتويض عن إهمال اجدادك .ريحانة
باشتداد سواد وجهه , اصبح يشبه جده الأول بلاك , واحست كاثي بأكثر من الخوف يغمرها . للحظات تخيلت نفسها عادت إلى تلك الأراضي البرية التي تدعى هايلاندز والتي اخذت عائلتها اسمها منها , وموسيقى الغرب تعزف من بعيد انغامها التقليدية وأن احد رجال الهايلاند سيضربها .
لكنه نجح في السيطرة على اعصابه وقال :
- لا يمكن ان تكوني جادة! أتتخيلين أنني سأسمح بأن تبتزيني ؟ فهذا بالضبط ما تفعليثن ولأجل بضع جنيهات حقيرة؟ اتطلبين أن ادعك تعيشين في فخامة لما تبقى من من حياتك , دون قيد او شرط ؟ إنك لابد مجنونة !
تحولت كاثي إلى البرود :
- لكن اصدقاءك لن يفكروا هكذا, لو تسربت الحقيقة إليهم .منتديات ليلاس
نظر إليها نظرة حادة كادت تقطعها إلى نصفين , وهي تحاول الوقوف في وجهه, وزحزحته بأية طريقة ممكنة , ولو عني هذا , ولأجل اليكس , ان يبتلع آخر ذرة من كرامتها , وقال ماثيو , دون أي دليل ارتباك أمام تهديدها :
- إذا اردت نشر القصة ايتها الحقيرة , فستكونين أنت مثار الهزوء . هيا افعلي , هذا إذا ازعج احد نفسه بالاصغاء إليك. منذ لحظة شاهدتك تقفين قرب سيارتك المحطمة , عرفت أنك المتاعب نفسها !
- أكنت أنت الراعي الطويل الذي ...منتديات ليلاس
- اجل , وكان عليّ أن انتهي منك في الحال ! لكنك ستكونين بعيدة عن هنا, حين يأتي الصباح سيارتك مليئة بالوقود , وسأتصل بوكالة السيارات وادفع الفاتورة , إضافة إلى ثمن التذكرة ومصروف أكثر من ثلاثة اسابيع , ستلغي كل ذلك الدين الذي تتحدثين عنه , هذا إذا كان موجوداً !
- أتعني هذا حقاً !

Rehana 08-06-20 10:59 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
- بالطبع اعنيه ! بإمكانك استغلال جسدك الناعم, وعناقك الرقيق في مكان آخر. إذ اعتقد ان هذا كله كان جزءاً من تمثيلية . كلها بنظرة واحدة في النهاية !
ورمى برأسه إلى الوراء وضحك بسخرية حادة :
- لو فكرت بالأمر قليلاً آنسة هايلاند لقلت ان من الجيد ان اتركك تقيمين هنا فترة أكثر. كيف ظننت أنك قادرة على ابعادي عنك ؟ أم انك كنت تفكرين بأشياء اخرى تقدمينها لي لتحقيق ما تريدين ؟ بضعة ايام اخرى كان يمكن لك ان تدفعيني إلى التوسل!
ارتفعت يدها وكأنما لتضربه , فأمسك بها وقال :
- ألا يمكنك تحمل ان أفلت من قبضتك ؟ إذا كنت ترغبين بوداع حار يمكنني إعطاؤك هذا !
قبل ان تدري ما يفعل , كان قد جذبها إليه , يسحقها على جسده إلى أن التصق وجهها بألم على صدره . وكانت ستصرخ لو انه ترك لها مجال التنفس , او القوة لتفعل . ثم, حين ظنت نفسها على وشك الاغماء , تركها فجأة حتى كادت تقع , ومدت يديها إلى الخلف لتمسك بكرسي وراءها وتتهاوى فوقها .
- سأودع كريس عنك , يبدو أنك تميلين الآن إلى الوداع الدرامي... كاثرين !
ردت مختنقة :
- على الأقل , طلب مني الزواج . وكان شريفاً , لم يوجه الإهانة لي.
نظرته الغاضبة اليها كانت بسبب ايملي :
- كريس انخدع باغرائك الواضح وبزوج من العيون الناعسة . وما ان تغيبين عنه حتى يعود إلى رشده.
- أنت تحب التسلط , أليس كذلك؟ الآخرون امامك مجرد آلات تديرها حيث تشاء , وتفعل هذا ببراعة حتى ان أحد لا يلحظ هذا . وهذا الزواج يلائمك أنت لا غيرك لذا يجب أن يتم, دون الاهتمام بما إذا كانا يحبان بعضهما حقاً .
- أتظنين الحب مهم , والسبب الوحيد للزواج؟
- كنت آمل هذا , فبكل تأكيد لا يمكن للمرء ان يسعد مع شخص دون ان يحبه .ريحانة
- أنت مخطئة .
- لا ! لست مخطئة . ولو شاهدت كريس مرة اخرى , سأوافق على الزواج منه , لمجرد أن أكيد لك!
- لن اهتم , لأن هذا لن يحدث , سأحضر لك السيارة حوالي التاسعة صباحاً , وسيعطيك هذا الوقت الكافي للاستعداد .
لم تنم تلك الليلة , حتى أنها لم تدخل الفراش. بل جلست على حافة السرير تتطلع إلى الأفق البعيد المظلم, وما أن أطل نور الصباح حتى وضبت اشيائها البسيطة في الحقيبة , ونظرت للحظات طويلة إلى الصورة , قبل ان تضعها في عمق الحقيبة .
ثم ايقظت اليكس لتقول له أنهما سيغادرا في الحال , وكان هذا الجزء هو الأصعب , بعد فراقها عن ماثيو , ولم يصدق اليكس إلى أن بدأت كاثي بالبكاء, لكن لوقت قصير , ثم استجمعت شجاعتها بسرعة .
وحدق بها بلهفة :
- ألم يعجب ماثيو بك كاثي ؟
- ليس بالقدر الذي اعجب بك .
لف ذراعه حولها محاولاً طمأنتها :
- لا تقلقي ساعتني بك .
وبلباقة تجاوزت عمره , بدأ يوضب حقيبته صامتاً ...

نهاية الفصل

Rehana 10-06-20 08:18 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
8 - الاقامة , بأي ثمن ؟

وصلت السيارة يقودها الشاب الميكانيكي الذي كان يصلحها . وهي على وشك ان تشكره . واعطاها رزمة وتمتم :
- الرئيس قال ان اعطيك هذه , قال انها شيء نسيه لكنك تعرفينه .منتديات ليلاس
شكرته باختصار ومررت الرزمة الى اليكس قائلة له :
- اظن اننا سنجد فيها المال اللازم لتذكره العودة .
كان اليكس هادئاً جداً وشاحباً , وكأنه مكبوت , يبدو ان هذا الرجل المفاجئ قد أثر به بعمق ومن الأفضل ان تتركه وشأنه . انه ولد ذكي , وباعطاءه البداية الصحيحة كان سينجح في أي شيء يصمم عليه , ربما كان عليها ان ترد بنعم على طلب كريس ليدها , اما كان هذا اعطى اليكس الرعاية الملائمة ؟ لكنها على الارجح لن ترى كريس مرة اخرى . ومن المستحيل ان تسعي اليه , أم انها يجب ان تفعل ؟ ايهمها حقا ما يفكر ماثيو به او ايملي ؟ هل قام احد منهما بالتفكير بها ؟ لا , ربما هذا ليس انصافاً, وليس مناسباً . انها هي المتطفلة , فهناك مشاعر ايملي نحو كريس.

Rehana 10-06-20 08:19 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
لكن هذه يمكن ان تكون مجرد نزوة , ألم تسافر أكثر من مرة وتتركه لأشهر طويلة ؟ مع ذلك لم تستطع إقناع نفسها بالرغم من خيالاتها المجنونة , بأن تذهب الى منزل كريس , كل ما عليها الآن ان تفعل هو ان تحاول ان تنسى كل شيء . ولربما لو فكرت بالامر , لوجدت انها نجت بنفسها بخفة , لكن لو أنها فقط استطاعت ان تفعل شيئاً لأليكس !
وهي تتنهد بعمق, سمعت اليكس يتحدث عن هليكوبتر . صاح وهو يضع يده السمراء فوق عينيه لرؤية أفضل .منتديات ليلاس
- الطائرة تلحق بنا كاثي , انها تمر فوق الطريق وتحافظ على مسافة بيننا .
- ربما احد الرعاة يتفقد القطيع .
لم تكن تجد الطريق الترابية سهلة . ولم تكن مستعدة لارتكاب غلطة المرة الماضية , والهليوكبتر قد تعني اشياء كثيرة , قد يكون ماثيو يتأكد مغادرتهما او انه أرسل احداً ليراقب سلامتهما , على كل الاحوال ليس بمكان بعيد لتصل الى التقاطع الذي يوصلها الى الطريق العام.
شاهدت في المرآة , سيارة تقترب من سيارتها وهي لا تزال على مسافة من الطريق العام . كانت السيارة تلفها غبار الطريق , وحين اقتربت اجفلت لرؤية كريس لاوتون فيها وتذكرت انه اتفق مع الجميع على الخروج بنزهة , وانه ليس مثل ماثيو الهليكوبتر في تنقلاته .
كان كريس تقريباً يلاصق سيارة كاثي حين عرف من هي وشاهدت فمه ينفتح دهشة , وكاد ان يتجاوزها ملوحاً بيده, حين كاد يصطدم بها , وبعد نظرة اخرى , ليتأكد من انه لا يتخيل , نزل بعد ان اوقف السيارة على الطريق واطفأ المرحك وصاح وهو يركض نحوها :
- كاثي ! ماذا تفعلين هنا بحق الله.منتديات ليلاس
- آسفة كريس. لا استطيع التوقف للحديث معك. فأنا مسعجلة .
- راحلة ؟
ابتسمت !
- هذا ما يبدو .
- كاثرين!
كان عليها ان تمنعه من الكلام امام اليكس, وعليها ان توفر عليه مذلة الرفض مرتين . فلن تستطيع الزواج منه بعد ان عرفت ماثيو , استدارت الى اليكس .منتديات ليلاس
- انتظر قليلاً اليكس , اريد التحدث الى كريس قليلا .
قفزت من السيارة بسرعة لتنضم اليه , قد يكون رفضه ثانياً مؤلماً , لكنها تعلم انها لن تستطيع ان تكون له . وقال لها قبل ان تكلمه :
- لماذا لم تقولي لي أنك راحلة ؟

Rehana 10-06-20 08:21 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
قررنا هذا بسرعة هذا الصباح .
لم ينخدع بكلامها وقال تقطباً:
- واين ستذهبين ؟
- الى موطني , انكلترا .
- كاثي ... حبيبتي .
صوته متوسل لدرجة اضطرت ان تصلب نفسها , وقبل ان يتابع سمعا مرة اخرى ازيز الهليكوبتر ثانية فوقهما , صوت نزولها الى الأرض كان يصم الآذان , فضاقت عينا كريس:
- ما هذا بحق الشيطان !؟... انه ماثيو !
وكان ماثيو , مع أن قلبها ضرب بشدة من الصدمة إلا أنها نظرت اليه باعصاب باردة , هل جاء ليودعها واليكس ؟
بعد انحناءة رأس بسيطة الى كريس , تجاهله ماثيو تماماً , عيناه كانتا على كاثي التي لم تنظر إليه مطلقاً , وقال لها بلهجة متسلكة آمرة :
- اريدك ان تعودي معي كاثرين .
اخذت كاثي تفتش عن كلمات رفض لم تحضرها مطلقاً لكنها لم تتحرك نحو اطائرة . وهذا لابد يشير الى رغبتها في البقاء حيث هي لكن ماثيو تابع دون اهتمام بأي شيء يوجه الكلام لكريس:
- بامكانك اعادة اليكس معك الى المزرعة , ايملي تنتظر ولقد ذكرت شيئاً عن نزهة , ولقد وعدت السيدة جبسن بأن تعتني باليكس الى ان تعود , اخشى ان يكون قد حصل بيني وبين كاثرين سوء تفاهم.منتديات ليلاس
تقدم الى اليكس في السيارة يكلمه بصوت منخفض لم تسمعه كاثي ومهما كان ما قاله له , فهو لا يفسر مطلقاً البهجة التي بدت على وجه الصبي , ولم تستطع ان تسمع رده الهامس.
بخروجها من ذوهولها القصير , علمت ان الوقت حان لأنهاء مثل هذا الهراء . فاذا كان ماثيو يرغب في اطالة احد عذاب الفراق فعليها ان ترفض المضي مع مخططه . كريس وامام ذهولها , مع علمها بضعف شخصيته لم يعترض , بل توجه الى شاحنته ينتظر ان يلحق به اليكس.
صاحت كاثي وهي تركض نحو سيارتها :
- لا تفعل !
ونظرت بغضب الى ماثيو .
- أنا لست قادمة معك ماثيو بلاك. اظن اننا تكلمنا بما يكفي!
اغتنم اليكس فرصة وصول ماثيو الى كاثي , وهرب نحو كريس كالارنب , فصاحت به يائسة :
- اليكسندر !
لكنه لم يسمعها , بل الارجح انه ادعى عدم سماعها .
- عد الى هنا !

Rehana 10-06-20 08:22 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
لكنها كانت تحدق بخوف بالشاحنة التي بدأت تختفي , واحست بأنها محمولة فوق العشب نحو الهليكوبتر وسرعان ما اصبحا في الجو يبعثران تجمعا للعصافير . وسمعته يتصل لاسلكياً بالمزرعة يأمر الرجال بأن يأتوا لأخذ سيارتها .
حقيبة يدها , والرزمة التي ارسلها لها , كانت معه ووضعها في حجرها , ولم ينظر اليها وهي ترميها بعيداً عنها .منتديات ليلاس
كانت يداه قويتان واثقتان فوق المقود , لكنه بدا مشغول الفكر, وكأنه لا يركز على ما يفعل , تسير في لؤمها. كاثي بدأت تعد البحيرات الصغيرة في البراري الواسعة , فجأة احست بالذعر لهبوطه قرب احدها . وكأنها وجدت نفسها في برية جميلة كالجنة , ومع انها بدأت تعتاد الى مثل هذه المناظر الرائعة إلا ان هذه المناظر لم تفشل مرة في اذهالها.
وكما كانت تشك , لم تجد عينا ماثيو على المناظر حولهما . بل كانتا عليها , وكأنه يفكر بأمر ما , ومهما كان ذلك , فقد علمت انه فكر به على استعجال . هذا اذا كان يتعلق بها . ولم تحاول مطلقاً خداع نفسها بأنه يميل اليها , فوجهه كان لا يزال قاسياً , ينقصه كل انواع اللطف من بعيد او قريب, مع ذلك فحين تكلم لم يكن في صوته القساوة المعتادة :
- من الأفضل ان تنزلي , سنجلس على حافة الماء , هذا أكثر راحة من البقاء هنا .
حين لم تتحرك , احتدت نظرته , ونزل ليتقدم إلى بابها , ومد ذراعيه :
- هاك , دعيني اساعدك , تبدين مذهولة .
دون وعي , رفعت يديها كالطفل , وحين انزلها الى الارض احست انها تحيد تحت قدميها .
- شكراً لك .منتديات ليلاس
اكوام من الحطب كانت متكومة حولهما , جافة من حرارة الشمس , وحضر ماثيو كومة منها وراقبته بأخذ الثقاب من جيبه ويشعلها . ثم ابتسم , وكأن شيئاً لا يحدث !
- الطقس ليس بارداً , لكن الهواء رطب هنا من تأثير الماء, والنار ستكون مبهجة .ريحانة
حاولت كاثي جاهدة لكنها فشلت في الرد على ابتسامته جلس على بعد قدمين منها على حطبة كبيرة .وقال متأملاً:
- جئت بك الى هنا . لأنني اردت ان احدثك بعيداً عن المزرعة , حيث لن تتأثري بجوها.
ردت متصلبة :
- لقد تحدثنا ليلة أمس. ولا استطيع التفكير بكلام آخر.
- بل هناك الكثير بعد ان فكرت ملياً بالأمور ويجب ان تعترفي أنك رميتي الأمور في وجهي فجأة . اليس كذلك؟
- ولكنك لا تبدو انك رجل سريع التأثير بشيء . وتصورت دائماً انك تفكر بكل شيء.
- معظم الاشياء , نعم , لكن الابتزاز ليس أمراً عادياً , يلزم بعض الوقت لتفهمه , تقريباً أكثر مما استطيع ابتلاعه .
صاحت به ساخطة :
- ابتزاز؟

Rehana 10-06-20 08:23 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
رده كان أكثر نعومة :
- كاثرين ! لقد هددتني باخبار جيراني اذا لم ادفع لك , فماذا تسمين هذا ؟
- لم يكن الأمر هكذا , فلست اسعى للمال ! كل ما اردته بيت ليستقر فيه اليكس .ريحانة
- واذا لم اعطه بيتاً , هل ستفكري بمن هو مستعد ليعطيه ؟
هكذا اذن ! لقد ادرك هذا الصباح انها من السهل ان تلتقي بكريس. او انها ستزور منزله لتطلب المأوى , وهو إما يحب ايملي جداً ولن يترك كاثي تكدرها , او انه مصمم على الخلاص من شقيقته , وسيعرض المأوى على كاثي حتى يزول الخطر عن كريس. صحيح انه لم يعرض هذا بعد, لكنها متأكدة انها غير مخطئة في استنتاجاتها المجنونة , حين لم ترد على كلامه , قال لها :
- كاثرين ! سألتك سؤالاً , ولقد ضمنت الرد وسأطرح عليك الآخر , لكن هذه المرة اريد رداً صريحاً , وليس مجرد تنهيد ! ماذا كان يقول لك كريس وتلك النظرة على وجهه ؟
- لا شيء !
- حسناً كاثرين ! لست مضطرة للإفصاح عما في نفسك فعندك امر كريس الآن , وسأقول لك اقتراحي ! قالت متصلبة :
- اليكس بدا سعيداً ! فماذا قلت له ؟ لو قلت بامكانه البقاء, فاظنك فظ ظالم !
صاح بها بحدة !
- اصمتي ! واصغي الي ! اتريدين ان يحصل على تعليم جيد؟
- ومنزل جيد كذلك.
- ولو حصل على الاثنين معاً فكم ستكوني ممتنة ؟
الامتنان ! هذا قد يعني أي شيء , ولا يمكنه خداعها !
- ليس بما تفكرين , ليس بعد على اية حال , أنا بحاجة إلى المساعدة في المنزل , وقد تكوني مفيدة لي . ربما كنت لي منة من السماء , لكنني لم اعرف بها حتى هذا الصباح.
- وكيف يمكن ان أكون مفيدة لك؟
- السيدة جبسن ستتركني , وكانت تحضر نفسها منذ مدة . لكن الأحداث مؤخراً منعتها , إنها اصبحت مسنة وأخيها الذي يعيش في انكلترا بحاجة إليها بعد ان ماتت زوجته مؤخراً . وتريد الانضمام إليه. لذا سأحتاج إلى مدبرة منزل جديدة.
لم تكن كاثي تتوقع هذا مطلقاً , ولم تتخيل نفسها ابداً كمدبرة منزل . مع انها تعرف كل الواجبات كما شاهدتها في منزلهم سابقاً.منتديات ليلاس
- وماذا عن السيدة بلاك , ألن تمانع ؟
- لا, للعديد من الاسباب . سأكتفي باثنين منها : إنها لا تهتم بأي عمل منزلي , وهي لا تتحمل الاقامة في المزرعة منذ وفاة والدي.

Rehana 10-06-20 08:24 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
- يبقى ايملي .
- آه , ايملي , هنا اتوقع منك ان تبعدي نفسك! اريدها ان تتزوج من كريس , اتظني نفسك قادرة على مواجهة هذا ؟
- لست ادري.
وتمنت لو تقول له أنها ستساعده في اية طريقة ممكنة , وبسعادة لكن , هي متأكدة انه لولا هذا لما فكر ثانية بأن يطلب منها البقاء . وعاد الى سؤالها بعد ان طالت الصمت :
- حسناً آنسة هايلاند . ماهي نتيجة التفكير؟
رفعت نظرها اليه وقالت بريبة :
- هذا اذا كنت تظن انني قادرة على هذا ؟
- هيا الآن , اين هي روح القتال لديك ؟ لن تتركنا السيدة جبسن قبل نهاية اسبوع . وهي مستعدة لتعليمك كل شيء , ثم هناك ارملة احد رعاتنا لا تزال تأتي للمساعدة كل يوم كما تعلمين والاخريات يساعدن حين يطلب منهن .
- يبدو وكأنني سأجلس على كرسي واصدر الأوامر.
- لا تخدعي نفسك , امامك الكثير من العمل.منتديات ليلاس
- ومقابل هذا ؟
- سأرعاك , والبسك , وارسل اليكس الى مدرسة جيدة , بعدها الى الجامعة التي درست فيها , اذا حصل على علامات جيدة .
يبدو هذا كثيراً ! اذا حصل كلاهما على علامات جيدة , وامتد امام تفكيرها سنوات طويلة من الخدمة المنزلية , ليس لأنها قد تمانع لو انه يحبها , فهل ستتحمل؟ كيف ستتحمل مثل هذا القرب منه ومن العلاقة معه ؟ وادرات وجهها بعيد عنه :
- لن اتمكن من رد الدين لك.
- ظننت الامر معكوس , وأنا المدين لك.منتديات ليلاس
- هذا ما دفعت لاصدقه , لكنني ادركت ان قضيتي ضعيفة.
- لم يكن هناك قضية اصلاً كاثرين , وأنا مسرور لادراكك هذا . فلست ارغب في العيش بضمير معذب.
على وشك ان تتابع مجادلته , وجدت نفسها فجأة غير قادرة على الكلام . وبدأت ترتجف حين برز امامها كل ما حدث خلال الاسابيع الاخيرة , وهاجمت اطرافها لمدة فهي لم تستطع ايقافها او اخفاءها حتى انها خافت ان تفقد الوعي , فتمتمت وعيناها جاحظتان في وجهها الابيض كالاشباح :
- ماثيو .منتديات ليلاس
لم تع شيئاً من ركوعه امامه واحاطته لها بذراعيه حتى لا تقع , كل ما احست به شهقة هستيريا تصاعدت الى حنجرتها لم تستطع منعها . ومن خلال دوار شديد ادركت انها لو قررت البقاء,
فمن الأفضل لها وله ان يؤمن انها تهتم برجل غيره . وإلا فسيعرف حقيقة مشاعرها . ليس لأنها متأكدة انها تحبه فكيف لها ان تحب رجلاً يفتقد للحساسية ولا يتردد في توبيخها حتى وهي متعبة ؟

Rehana 10-06-20 08:25 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
- كاثرين , تعرفين جيداً انك ستتغلبين على هذا , كريس لن يسعدك ابداً . ثم انك لو كنت تحبينه فعلاً لما تجاوبت مع غيره كما فعلت معي .
ردت هامسة مع شهقة اخرى جافة :
- لست ادري عما تتحدث.
امتدت يده ترجع خصلات شعرها الذهبي الى الوراء , ولامست اصابعه خدها العاجي , ثم انزلقت تحت ذقنها لتشد رأسها اليه وتريحه على كتفه , واخفض رأسه اليها يقبل شعرها :
- ايجيب هذا على سؤالك ؟ لا تحاولي المقاومة! وتذكري ان لدينا شبحاً نود الخلاص منه .
ايمكن ان يعني كريس وكل بقية الرجال الذين هربت منهم في حياتها ؟ كيف يمكن له ان يتصور انهم الآن ضمن نطاق تفكيرها ؟ الطريقة التي بدا فيها وكأنه سيمتلكها دون ان يفعل شيئا لإخافتها . والأمر هكذا مدمر , ولابد ان يصل بها هذا الى الخاتمة الطبيعية .
ماهي إلا لحظات حتى احست انها مغشوشة , صدمها الاحباط حين ابعدها عنه , وتراقص شعرها كهالة ذهبية حول وجهها المشتعل , مع ذلك وهي ترفع رموشها , احست انها نسيت كل الكلمات , ونظر اليها ببرود:
- غرضي من هذا العناق , ليس اختبار مدى تحملي , لكنك كنت على وشك الهستيريا واحياناً يلزم صدمة لمجابهة صدمة اخرى اتشعرين انك افضل حالاً الآن ؟
افضل؟ كيف يمكنه طرح مثل هذا السؤال؟
- لا .
- وهذا ما اعنيه تماماً , انت ضعيفة امام الرجال , ويجب ان تكبري.
كلامه هذا اعادها الى تعقلها , لا يمكنها التفكير بأي شيء اكثر توحشاً مما قاله الآن . هل يصدق فعلاً انها تستجيب هكذا الى أي رجل يحاول عناقها ؟ لو ان هذا صحيح لكانت افضل حالاً بدونه .
- أنا لست طفلة .
- سنناقش هذا في يوم آخر.
- شكراً لك سيد بلاك.
- وهذا امر آخر . من الآن وصاعداً لا سيد بلاك أنا ماثيو حين يصدر أمراً بهذه اللهجة لا مجال للمناقشة معه .
- اذا كان هذا ما تريد ... ماثيو , لكنني سأحس بالاستغراب , لقد جئت بصورتك , وكلنا كنا نعرفها باسم بلاك.
- قد لا يكون الامر سيئاً للبدء من جديد.
- لست واثقة انني راغبة في هذا.
- أنا في الواقع لا اعرف نفسي جيداً , ولم افكر انني يوماً ساترك فتاة بسيطة تؤثر عليّ هكذا, وتدفعني الى تصرفات خارجة عن عاداتي.
- ربما كانت هذه ضربة شمس.
- ربما .
نظر الى وجهها الشاحب:
- هل تناولت الفطار؟
- لا لم أكن جائعة .
- ولاحظت انك لم تأكلي شيئا عند العشاء , هل نمت جيداً؟
- لا .ريحانة
- وهذا ما ظننته كذلك, لكنني انصحك ان تغيري عاداتك , هذا اذا كنت تنوين فعلاً ان تكوني مفيدة لي , كاثرين !

نهاية الفصل

Rehana 12-06-20 08:23 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
9 - أنت لي !

طوال طريق العودة الى المزرعة كانت كاثي تفكر ما إذا كانت محقة بما فعلت . والايام التي تلت لم تعطها الرد الواضح . وبدا من سخرية الاقدار ان تخفي ما كانت تشعر اليه , ومع ذلك تبقى مليئة بالشك ازاء المستقبل.منتديات ليلاس
في المزرعة , لم تظهر الدهشة على حد لعودتها . مما دفعها للتساؤل عما اذا كان قد عرف احد برحيلها , عدا السيدة جبسن . لكن المهم هو ان اليكس بدا سعيدا للترتيب الجديد.
لكن الواقع ان عملية رحيلهما وعودتهما كلها بما فيها تلك اللحظات بين ذراعي ماثيو . بدت لها مرعبة . لكنها مستعدة لتكرارها اذا كانت تعني عودة البهجة الى وجه اليكس.
وكما توقع ماثيو , لم تهتم زوجة ابيه بدور كاثي الجديد لكن عرفان كاثي بجميل المرأة كان عمره قصيراً فهي بدت تظن انها قادرة على توجيه الاوامر لها كما تشاء . اما ماثيو , فالبرغم من معاملته المحترمة لها امام الجميع , إلا انه لم يحاول اخفاء واقع انها لم تعد ضيفة في منزله , وتصرفه هذا صدمها حتى العظام اكثر من أي شيء آخر .

Rehana 12-06-20 08:25 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
بتعاسة لم تحاول كاثي طلب اي ايضاح منه , وقررت بينها وبين نفسها ان هناك الكثير من الافضل ان لا يقال . وهي كذلك لم تكن ترغب في الدخول معه في اي جدال حول كريس , فمن الداخل كانت تحس انها اكثر من مرهقة , فالايام الاخيرة بدت مسببة أكثر للتوتر مما تنبأت به .
لكن , امام اسفها وصل كريس تلك الليلة للعشاء لأول مرة بعد ترك السيدة جبسن العمل . وكان كريماً جداً في ابداء استحسانه لها , وبالكاد رفع عيناه عنها , وبدا شحوب الموتى على ايملي . ولم يتردد ماثيو في مهاجمة كاثي حين يتفرد بها في المطبخ .
- لقد عقدنا اتفاقاً كاثي . منتديات ليلاس
- لم انس , تجعل الأمر يبدو انني عمدت ان يبدي اعجابه .
- صحيح , لكن لا تدعي الامر يحدث مرة اخرى. حين يكون هنا التزمي عملك ,هناك الكثير يمكن ان تضعي فيه العنان لخيالك .
لم تعجبها سخريته فصاحت .
- انت مستحيل ! طالما تكبح انت عنان خيالك سأكون بخير!
- لم يلزمني الكثير لأقرأ ما كان في عيني كريس.
امسكت البلوزة التي ارتدتها لأكثر من اسبوع :
- اتظن حقاً انني قد اجذب أحداً بهذه ؟
- إذن لقد بدأت تتذمرين , تلقين التلميحات , الست راضية بما لديك؟
- اوه !
واستدارت عنه , فشدها ثانية لتلتفت :
- احب من خدمي ان ينظروا إليّ حين اكلمهم .
- ايها الـ...
- كاثرين !
- اووه , حسناً , أنا آسفة .ريحانة
- هكذا افضل , ولو ان الحماس ينقصك في الاعتذار. واظن ان لو اصر كريس سأكون مضطراً للتدخل بنفسي.
سمعا صوتاً خارج الباب , وشاهدت كريس يفتحه وايملي خلفه وصينية القهوة بين يديها , في تلك اللحظة بالذات كان يحتضنها وكأنه يتعمد هذا , وتمتم :
- سنرى ما سنفعل بخزانة ثيابك, في الغد سنذهب الى البلدة.
وسمعت صوت من يستدير ويسارع في الابتعاد , فصاحت بصوت هامس اجش:
- اكان يجب ان تعانقني الآن ؟ الا تظن ان هذا امر سخيف ؟
- قد لا تصدقي كاثي , لكنني مستعد للتمسك باية حجة , وهذا امر من الافضل لك ان تتذكريه حين تتحديني كثيراً.

Rehana 12-06-20 08:25 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
ذلك المساء جاءت السيدة بلاك الى غرفتها , وجهها بعيد جداً عن الود:
- قالت لي ايملي انها شاهدتك وماثيو في المطبخ , والمحت الى انك كنت بين ذراعيه .
- كانت غلطة , ماثيو كان يحاول ازعاجي بالمزاح, هذا كل شيء .
- ولماذا قد يرغب في هذا ؟
- انا مدبرة منزله .
- كلنا نعلم ما يعني هذا !
شحب وجه كاثي :
- ارجوك سيدة بلاك , أنا احاول ان اكون مفيدة , وظننتك موافقة .ريحانة
- وماذا قد تفعلي بعد زواج ايملي وعودته الى المدينة ؟ حتى شقيقك سيكون في المدرسة .
- سأبقى هنا.
- لوحدك , مع ماثيو ؟
الغضب الذي تملك كاثي جعلها ترتجف:
- سيدة بلاك , ارجوك ! فالسيدة ادوين ارملة الراعي ستعيش معنا هنا على الارجح.
- اعرف تماماً من هي السيدة ادوين , إنها مسؤولة وقادرة ومتوسطة العمر, تميل الى الكبر في السن. وهي التي تشير الى ان وجودك هنا سخيف , خاصة وانها ستكون غطاء لوظيفتك.
- لست أرى سبباً لمتابعة هذا النقاش , فأنت لن تفهمي!
- لا بأس في هذا , طالما تفهمي أنت !
واضح انها كانت ترغب في ان تقول المزيد لكنها كانت تخشى غضب ماثيو , فاخذت تنتقي كلماتها بحذر بارد :
- لا تسئي فهمي عزيزتي , فساشعر انني مسؤولة لو حدث لك شيء. فالرجال ميالون لأن لا يحرموا انفسهم من شيء يقدم لهم على طبق , وماثيو ليس بالاستثناء .
ادركت كاثي انها ربما كانت غبية حول اشياء كثير , لكن الم يتأخر الوقت الآن للأنسحاب ؟ وكانت صادقة مع نفسها لتعترف في سرها ان السيدة على حق فيما تفكر فيه , ثم الا يمكن ان تكون واعية لنظرات كريس اليها كما يعيها ماثيو تماماً ؟
في الصباح التالي , وصلت المطبخ لتجد ماثيو يشرب القهوة وسرعان ما نظرت اليه نظرة عدو. دون معرفة السبب , وقالت له ساخرة :
- السيدة بلاك زارتني ليلة امس, لترى اذا كنت مرتاحة .
- آه , حسنا, سأعود حوالي التاسعة , فكوني مستعدة وسآخذ ايملي معي.منتديات ليلاس
- وماذا عن الفطار؟
- ساكتفي بالقهوة حتى ما بعد.

Rehana 12-06-20 08:26 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
انقلب الامر الى ان ماثيو لم يأخذ ايملي معه فقط بل اليكس كذلك . الذي بدا سعيداً بهذه الرحلة , فهو لم يستقل طائرة خاصة من قبل, ولم يحاول اخفاء حماسته لهذا . وتأثر ايملي بازدياد حماسته . وسرعان ما غرقت معه بموجة مزاح مرح سعيد , انقلب الى ضحك متواصل لهما في المقعد الخلفي.
نظرت كاثي الى ايملي بدفء ودهشة , ربما لم تكن الفتاة سيئة كما تظن فبعيداً عن امها كانت تبدو شخصاً مختلفاً تماماً.
بوصولهم الى ملبورن , اعلن ماثيو انه واليكس يتجولان لوحدهم بينما تتبضع الفتاتان معاً. توقفت ايملي قرب مخزن كبير شبهته كاثي بالمخزن الذي كانت تشتري منه اغراضها في وطنها , وقالت ايملي :
- نحن عادة نشتري كل شيء من هنا , حين لا نكون في سيدني , فهل ندخل ام تفضلين التجول قليلاً ؟
في المخزن لاحظت كاثي ان ايملي تبالغ في الشراء وتضع كل شيء على حساب ماثيو , واكدت لكاثي انه سيدفع الحساب وهو سعيد :
-خاصة انه يعرف ان كل هذا خاص بجهازي.
- لكن الخطوبة لم تعلن بعد .ريحانةمنتديات ليلاس
ابتسمت ايملي :
- ليس بالضبط , لكن المعروف اننا يوماً سنتزوج والمسألة لا تتعدى تسمية اليوم المحدد. وليلة امس قال لي اننا يجب ان نفكر جدياً.
- ربما يطلب يدك في زيارته القادمة , اذن ؟
- انه قادم في الغد , وعلى الارجح سينام عندنا , واذا لم يكن عندنا زوار كثيرون فقد يفعل .
أكانت هذه مجرد ملاحظات عرضية ام انها تلميح مغرض ؟ بسرعة اشترت كاثي ثلاثة فساتين رصينة احدها للمساء والآخرين للمطبخ , ودون ان تتمكن من المقاومة , اضافت في آخر لحظة فستاناً ملوناً مليء بالزهور , لا يبدو عملياً لأي شيء ما عدا الزينة . الى ان التقيا ماثيو واليكس لتناول غداء اخيرا, كانتا معاً مرهقتين .
احست بالسعادة لرؤيتها اليكس سعيدا , لكنها كذلك كانت تختبر انطباعاً سيئاً , انها لوحدها في قارب كسرت دفته , وسط محيط عاصف , وليس في يديها اي شيء سوى ان تترك نفسها تسير كما يجرفها التيار.منتديات ليلاس
زيارة كريس لم تكن للهو فقط, فهو جاء ليتمكن من شراء بعض الجياد الانكليزية الاصلية التي يبيع ماثيو منها سنوياً من قطيعه. وبدا على ايملي انها فعلاً مطمئنة القلب بانتظار طلب نهائي منه . وهي لم تقل هذا بصراحة , لأنها دائماً تميل الى اخذ كل شيء حول كريس كأمر مسلم به . لكن كاثي اليوم , احست بقلقها الداخلي , تصميمها على ان تدفعه لهذا . حضرت كاثي وجبة العشاء, وتركتها تنضج تحت اشراف السيدة ادوين , وسارعت الى غرفتها حيث استحمت وارتدت الروب لتخرج الى غرفة ايملي لترى ما قد تحتاج .

Rehana 12-06-20 08:27 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
دقة خفيفة على بابها سمحت لها بالدخول , وعاجلتها ايملي بالتذمر حول شعرها :
- انظري الى هذا , أنا لا اعرف كيف اسرحه , وحالته تعني كل الفرق بين ان أكون جميلة او قبيحة !
- دعيني اساعدك .
وما هي إلا دقائق حتى سرحت لها شعرها بطريقة جميلة مختلفة عن عادتها , وقالت لها :
- انظري اليه جيداً, ما رأيك ؟
- عظيم ! انت ساحرة ! اين تعلمت هذا ؟
- لم أتعلم وأنا لم اهتم قبلاً بشعري.
- انت عظيمة وسيصعق كريس حين يرى التغيير. لكنني سأريه اولاً لأمي , فهي تعاني نفس مشكلتي هنا في الريف. وارجو ان يكون ماثيو بمزاج جيد الليلة . منذ عودتنا من ملبورن كان كالثور الهائج ! ألم تعامليه جيداً؟
اعامله جيداً .
- حسناً , تعرفين كيف , حبة ساخنة واخرى باردة .
- ليس كما تعني .
- كاثي , بالتفكير قليلاً , اجدك شاحبة منذ عودتنا , منذ متى وانت هنا حبيبتي ؟
- عدة اسابيع .
- هل وقعت في المتاعب؟
- متاعب؟
رنت ضحكتها :
- هناك نوع واحد من المتاعب تقع فيه الفتاة مع رجل.
- ايملي ! لا يمكن ان تعني ...
- اوه , اهدأي كاثي ! هذا يحدث كل يوم حول العالم. وماثيو ليس بالقديس مع فتاة مثلك.ريحانة
- نعم ! وما خطب فتاة مثلي ؟
- كل ما اعنيه كاثي, ان لك مظهر بريئاً , ويقول كريس انك تشكلين تحدياً لأي رجل.
- شكراً لك ! لكن اؤكد لك انني واخاك لم نشترك في أي نوع من أي شيء.
- اذن ليس هناك من ضرر , انت تعلمين ان ماثيو ليس اخي الشقيق . وعادة لا اراه كثيراً ولأجل الله لا تقولي له شيئاً مما قلته لك. فقد لا يعجبه .
تنهدت كاثي خلال خبرتها القصيرة في الحياة , تعلمت ان مثل هذا الحديث هو المفضل بين الفتيات , ايملي وكأن شجاعتها خانتها فجأة , خرجت من غرفتها راكضة دون كلمة اخرى وتوجهت كاثي الى غرفتها لتكمل ارتداء ملابسها , وهي تفكر بماثيو وماقالته لها ايملي , كلمت نفسها بصوت مسموع : لو انني فقط لا احبه هكذا !
بعد العشاء كالعادة, ذهب اليكس الى النوم. وبعد ان قدمت كاثي القهوة , نوت ان تستريح كذلك , لكن ولخيبة املها , طلب منها كريس ان تعزف لهم شيئاً:
- إما البيانو او الغيتار . ربما تحب ايملي ان تسمع غناءك انه رومانسي جداً.

Rehana 12-06-20 08:29 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
رفضت كاثي متذرعة بالتعب , فهي ترفض ان تسرق الاضواء من امام المرأتين بحضور كريس. وقالت بسرعة :
- لقد وعدت بأخذ قهوة ماثيو له الى الشرفة.
وانسحبت لتجد ماثيو جالساً حيث املت ان تراه .
- جئت لك بالقهوة قبل ان تبرد .ريحانة
وضعت الفنجان قربه , واستدارت لتعود , لكنه امسك يدها :
- بدوت شاحبة طوال المساء , هل ازعجك احد؟
- لا .
- اجلسي الى جانبي , الامر يزداد سوءاً عليك, اليس كذلك؟
ولأن احداً , لم يكن لطيفاً معها منذ زمن طويل, انهارت امامه دون مقاومة لتجلس عند قدميه , وتضع خدها باستسلام على ركبته .
- هاي , ما كل هذا ؟ اواثقة ان احداً لم يزعجك؟
صوته كان مجفلاً , مهتماً كما لم تسمعه من قبل , لكن لو انها فقط تستطيع ان تقول له ! وهي تستريح هكذا , تسعى فقط الى ارتياح عابر, كادت تصل الى نقطة الانهيار , لكن لحظة الضعف هذه مرت , واخذت تكتسب سيطرة غير ثابتة , وهزت رأسها وهو يسأل ثانية لتقول :
- انت تتجاهلني منذ عودتنا من ملبورن .
- هذا صحيح !
ولم يقدم اليها اي تفسير , وعاد رأسها الى الأنحناء .
- الهذا التباعد علاقة بي؟
- ممكن.منتديات ليلاس
تحركت يده الى كتفها ببطء. فغاص قلبها , ايمكن أن يكون قد سمع الشائعات ؟ واحست بلذعة الدموع في مأقيها !
- لا اقصد ان أزعجك.منتديات ليلاس
- لا تزعجيني ؟ انت لا تزعجيني ابداً كاثرين , لكن يجب ان تعرفي انك تؤثرين بي فأنا مجرد بشر وانت فتاة جذابة جداً. احياناً أكون مستعداً للاعتراف بأنني اريدك. لكن الرغبة والامتلاك امران مختلفان .
اخذت اعصابها تسترخي ويده تدلك العضلات المتوترة على كتفيها الصغيرين , إنها لا يمكن ان تفكر بشيء ما تريده أكثر من أن تكون له :
- وهل يجب ان يكونا هكذا ؟
ضحك متوتراً .
- بشكل عام , اجل !
- حسناً , ما الفرق؟
- كل الفرق يا طفلتي العزيزة , مثلاً احس انني محتاج لأجراء فحص لدماغي لمجرد انني سمحت لما جرى في الاسابيع الماضية ان يجري . وأنا احاول شق طريقي بتعقل عبر متاهة واسعة , ولا استطيع السماح بتعقيدات اخرى , ليس بعد !.

Rehana 12-06-20 08:30 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
دون وعي لفت ذراعها الناعم الابيض حول ركبته .
- وكيف يمكن ان أكون انا جزءاً من التعقيدات ؟
- بكل سهولة , انت صغيرة ومرغوبة جداً, وأنا لست رجلاً دون انانية وحب ذات.
اذن في بعض ما قيل ألم تكن ايملي على حق؟ كل الرجال سواء , حتى ماثيو بلاك ! واحست برغبة حادة ان تتجنبه كما كانت تفعل مع الآخرين , لكنها كانت تتقبل سيطرة ماثيو عليها . برجفة صغيرة من الندم , ربما سرعان ما يختفي امام احساس طاغ ومن نوع آخر.
- كنت اظنك مختلف!
- لا تعتمدي على هذا كاثرين. فهناك من يستطيع اخفاء مشاعره بشكل افضل , لكن امام مواقف محدودة, لا يعود هناك مجال للاختيار بين كل الرجال.منتديات ليلاس
- لست ادري حقيقة مشاعري نحوك , اذا كان قدري ان اكون لك .
سمعت انفاسه تشتد عميقاً:
- هناك طريقة واحدة للمعرفة , والكلمات لادخل لها هنا . وهناك على كل حال , امور يجب ان نناقشها قبل ان اتصل الى مراحل اخرى , لكن ليس الليلة .
فجأة سمعا ضحكة ايملي المرحة مختلطة بضحكة كريس وهما يخرجان الى الشرفة , مجفلة , رفعت كاثي رأسها تراقبهما يمران قربهما ويختفيان في الخارج , فهمست :
- اتظن انهما شاهدانا؟
- هذا ممكن.
- وماذا سيظنا؟
- لا تشغلي رأسك بهما فبالنسبة لهما ,ارجو ان تنتهي المتاعب قريباً.
- متأكد ؟
- قد اكون قارئ افكار . هيا بنا , انت متعبة , وسأوصلك الى غرفتك .
رافقته بسرعة . وكأنما لا ارداة لها . ما أن وقفت حتى ارتجفت , فاحتواها بين ذراعيه .
- سأحملك .
- اجل.
فجأة احست بتعب شديد منعها من اية مقاومة , بل انها كانت سعيدة في الاعتماد عليه , واغمضت عينيها المثقلتين , ولفت ذراعيها حول عنقه , والقت برأسها على كتفه , ولم تشاهد السيدة بلاك تقف في الردهة, ولم تلاحظ ان ماثيو شاهدها كذلك. عند باب غرفتها , استجمعت نفسها.ريحانة
- ماثيو , أنا لم أر السيدة ادوين , أواني العشاء والقهوة !
- اتركي الامر لي.
وفتح الباب ليدخلها بحذر وكأنها شيء ثمين ووضعها في الفراش ثم احكم غطائها وطبع قبلة على جبينها قبل ان ينسحب ويقفل الباب خلفه .

Rehana 12-06-20 08:30 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
وعرفت في الصباح التالي ان كريس خطب ايملي . وحين سألت كاثي عن موعد الزفاف اجابت ايملي:
- بعد شهرين , وهذا يعطيني الفرصة لإكمال الجهاز وقد توافقين ان تكوني وصيفتي , ابنة عم صغيرة اسكتلندية قد تكون شيئاً جديداً!
تراجعت كاثي عن ان تقول لها انها ربما لم تعد اسكتلندية كما يجب , وتساءلت في نفسها كيف يمكن لأيملي ان تتحمل انتظار شهرين , حين تحدثت مع ماثيو بالامر قال :
- تريد ايملي ان تتزوج في ملبورن , فقد قضت معظم حياتها هناك , واهل كريس مطلقان والدته متزوجة ثانية في ملبورن . اظن ان هذا سيناسب الجميع .
- وسيتنتظر لشهرين ؟منتديات ليلاس
- لا تبدين موافقة ؟
- يبدو لي هذا وقت طويل لمن يحب.
- وهل تحبين كاثرين ؟
اخفضت رأسها عنه ولم ترد فأكمل :
- كان بامكانك ان تحبي بالطبع. فتاة مثلك لا يمكن أن تكون دون أية خبرة .
تصادمت نظرتها مع نظرته وهي تحس بالالم . افكاره اذن تمر في نفس القناة مع افكار زوجة ابيه !
- كل انسان ملزم بآراءه الخاصة , لكن من العدل التأكد اولاً انها أراء صحيحة .
- هناك اشياء يجب ان اتأكد من صحتها حولك كاثرين , كل شيء في وقته , والوقت تحتاجين اليه انت اكثر مني .
- الا تصدق ان فتاة في مثل عمري قادرة على ان يكون لها رأيها ؟
- اكثر الاحيان , لكن هناك اشياء تحتاج الى تركيز شخص راشد .
- وانت تظنني لا زلت طفلة ؟.
- اذا اضطررت لاعطاء الرأي , اجل... في بعض الامور انت مجرد طفلة . وتحتاجين الى حماية .
- ماذا لو كنت لا اريدها ؟
فكر ملياً بشجاعتها المؤثرة :
- مثلك مثل معظم الاناث , لك طريقة خاصة في الاتصال بالرجل . لكن دعيني اقول لك , يا ساحرتي الصغيرة , هذا لا ينجح معي تماماً , ليس بعد على اية حال .
بدأت كاثي تضع الاواني في ماكنة الجلي , ايملي سبق واخبرتها بكل خططها للاسابيع القادمة , لقد قررت ان تمضي بضعة ايام في مزرعة والد كريس قبل ان تعود معه وامها الى ملبورن , لكن ما ادهش كاثي كان رغبة ايملي بمرافقة اليكس الى مزرعة لاوتون , نصحها ماثيو ان تتركه يذهب :
- بعد ثلاثة اسابيع سيذهب الى المدرسة , وفرصة قصيرة بعيداً عنك , قد تفيدكما معاً. منذ متى لم تفترقا عن بعضكما ؟
- منذ وفاة ابي .ريحانة

Rehana 12-06-20 08:32 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
- اذن , انتما بحاجة لهذا , ولن يحس اليكس بنصف الم الفراق بعد هذا الغياب القصير عنك .
- اجل.
انها تعرف تماماً ان ايملي واليكس متفقان تماماً , وان ايملي تحب الصبي واكملت :
- وهل ستذهب السيدة بلاك معهما ؟
- لا , ستبقى هنا, ثم ترحل مع كريس وابنتها الى ملبورن في الاسبوع المقبل, ادى لاوتون والد كريس لا يطيق والدة ايملي , مع انه يحب ابنتها , اما انت فعليك التمسك بدور الاخت لأليكسندر بدل دور الابوين معاً.واتركي لزوجك مهمة مسؤولياته .
- لكن لا زوج لي .
- لا , ليس لك زوج , لكن بامكانك الحصول عليه سريعاً.
حاولت ان تبتسم بخفة فلم تستطع , فأكمل :
- حتى ذلك الوقت ما رأيك لو تتركيني اتدخل ؟ سأوصلهما بنفسي بعد الظهر, وارى كيف سيتجاوب اليكس هناك , واذا لم يعجبه المقام اعدك ان اعيده .
- لا اريد ازعاج نفسك لأجلي , اعرف كم انت مشغول , ستانلي قال ...
- لا تهتمي بما يقوله ستانلي , إدى لاوتون اشترى قطيع ثيران من ابن عم له , لكنه لم يعد واثقاً ان الصفقة جيدة , ويريد مشورتي. على الارجح سانام هناك واعود في الصباح .ريحانة
ذلك المساء , كان العشاء غريباً لها وهي لوحدها مع السيدة بلاك . النور بينهما كان ملموساً لدرجة احست كاثي انها قد تقطعه بسكين , لكن لم تهاجمها السيدة بلاك الا عند تناول القهوة , وسألتها ببرود :
- كم ستبقين هنا بعد؟
نظرت اليها كاثي بحدة :
- اظننا بحثنا هذا الامر قبل الآن .
- هذا ليس رداً!
قررت كاثي ان من الأفضل عدم اثارة المرأة , فكل شيء فيها كان على انها مستعدة للقتال , وقالت بهدوء :
- لست واثقة انني استطيع اعطاءك رداً. اليس من الافضل لو تسألي ماثيو ؟
- ولم اسأله ؟ لقد رأيت كل شيء بوضوح بأم عيني , واعرف تماماً لماذا يتركك هنا .
- آسفة , لكن لا اظن ...
- آسفة ؟ على الارجح انت لست آسفة .
- في الواقع ليس هنالك داعي للأسف. ليس بالنسبة لك و لا اظن انني او اليكس سببنا لك اي ضيم !
شيء ما في وجه كاثي الابيض الشاحب. مع شجاعة كلماتها أثار حفيظة المرأة .ريحانة
- الا تعلمين ان كل شيء يتعلق بماثيو يهمني ! كيف لنا ان نعرف انك لست سوى فتاة مغامرة عادية ؟ لقد جئت الى هنا وعكرت صفو حياتنا , فماذا سنظن بك , ثم ان ماثيو يحب فتاة جميلة طيبة في ملبورن , فماذا تتصورين انها ستشعر حين تعرف انك هنا؟

Rehana 12-06-20 08:32 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
- فتاة في ملبورن ؟ اتعني انه سيتزوجها ؟
- وما غير هذا ؟ انها مجنونة بحبه !
رفعت رأسها بكبرياء وألم :
- لن افعل شيئاً لمنع هذا , اذا كنت تقصدين التلميح لذلك .
ضغطت السيدة لأجل فرصة لا شك فيها :
- انت ذكية , ويجب ان تعرفي ان وجودك هنا لا يساعد ؟
- سأكلم ماثيو , واغادر المنزل على الفور .
ردت المرأة بحدة :
- لا تكلميه , اذهبي فقط, وقد تتمكني من هذا قبل عودته .
- لا استطيع , فهناك اليكس , كما انني لا استطيع الذهاب قبل ان اشكر ماثيو على كل ما فعل لأجلنا.
وفقدت السيدة بلاك اعصابها , في لحظة كانت تقف على قدميها لتصفع الفتاة على وجهها بيدها المليئة بالخواتم .
- وماذا تظني نفسك تفعلين !
صيحة ماثيو جعلت السيدة تستدير على عصبيتها مرتعدة , مصدومة برعب ساحق لم تستطع الرد وراقبت بخرس ابن زوجها يقترب بسرعة الى جانب كاثي ويحيطها بذراعيه يحميها . الغضب في عينيه يحيلهما الى نقطتين حمراوين وهو يرى اثر يدها على وجه كاثي.
وكسرت كاثي الصمت الرهيب , كانت مصدومة من ظهوره قدر السيدة بلاك.
- لا شيء في الامر ماثيو , ارجوك ! انا بخير , وقد تكون زوجة ابيك فقدت اعصابها لكن ليس دون مبرر.منتديات ليلاس
وسارعت السيدة بلاك تقول :
- انا اعرف انك غاضب مني ماثيو , لكن يبدو انك ورطت نفسك في وضع حرج يحتاج لمن يخلصك منه , وبكل بساطة كنت ابذل جهدي في هذا , وستوافق كاثي معي . ويجب ان تشكرني على هذا .منتديات ليلاس
- ليس بما رأيتك تفعلين ! كاثرين , حبيبتي ايمكن تتركينا قليلاً . سانضم اليك بعد دقائق.
اطاعت كاثي , لكن بدلاً من البقاء في الداخل ركضت عبر الباب المفتوح نحو الجدول . هناك على بعد نصف ميل من المنزل تترقرق ساقية الماء مليئة بالحياة , اصبحت المكان المفضل لها , واذا اراد ماثيو فعلاً ان ينضم اليها بعد كلامه مع زوجة ابيه , فعلى الارجح انه يعرف اين يجدها .
لكن المياه الهادئة المنعشة الليلة لم تقدم لها شيئاً من السلوان الذي اعتادته منها . وحدقت كاثي بالماء في نصف العتمة يائسة , صحيح انها كانت سبباً لكل هذه المتاعب ؟ وبآهة صغيرة معذبة رمت نفسها فوق العشب المبلل بالندى المسائي البارد وبدأت تنتحب.

Rehana 12-06-20 08:33 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
- كاثرين!
شخص واحد فقط يناديها هكذا , ربما لو بقيت جامدة لن يراها , ويبتعد. لكنها لم تحسب حساب قماش فستانها الملون البراق. وسمعته يسحق العشب متجهاً اليها , مجفلاً بعض العصافير الآمنة في اعشاشها القريبة.منتديات ليلاس
- كاثرين ! تعالي اليّ حبيبتي !
وقبل ان تستطيع الهرب , كان يركع امامها ويحتويها بين ذراعيه كما قد يفعل لطفل , برقة وثبات ادارها نحوه , يمسح الدمع والشعر عن وجهها الساخن , ويتفحص بدقة الأثر الطويل الأحمر الذي تركته اصابع زوجة ابيه على خدها :
- آسف جداً , طفلتي كنت مستعداً لأي شيء لامنع ما حدث , لكنني لا اظنها ستزعجك ثانية .
- اوه , ماثيو , الا تعتقد انني سببت ما يكفي من اذى للجميع دون ان خلافتك مع عائلتك ؟
رد بصلابة وقسوة :
- انا لا انظر اليها كعائلة , لم تكن يوماً أم لي, وبغض النظر عن هذا , لطالما حاولت جهدي لأجلها . ولا شيء يعذر تهجمها عليك كما فعلت . على كل الاحوال لا اعتقد اننا سنراها لفترة طويلة , لقد سويت معها بعض الامور , امور استحقتها منذ زمن بعيد . وما اذا كنا سنستقبلها هنا في المزرعة ثانية يتوقف على تصرفاتها في المستقبل , مستقبلنا نحن , فأنا احبك يا حبي!
- ماثيو , زوجة ابيك قالت انك تحب فتاة اخرى , فكيف يمكن ان تحبني ؟
ابتسامة كانت ساخرة مدمرة ظهرت منه :
- هناك عدة فتيات في ملبورن وفي كل مكان , تود زوجة ابي ان تزوجني منهم . لكنني لا اهتم بأحد منهم , انت الوحيدة , انت من ساتزوج , قبلت بهذا أم لم تقبلي!
- انت تخترع كل هذا لتواسيني ! اوه ماثيو لم تعذبني هكذا ؟
- منذ رأيتك كاثرين , قلت لستانلي انك الفتاة التي ساتزوجها لكنني كنت احاول اثبات انني اريدك . وازددت اقتناعاً , اردتك ان تعودي الى لندن لالحق بك الى هناك واتزوجك في بيتك , لكنني كنت اجهل انك لا تملكين بيتاً , كنت اود الرجوع بك الى هنا عروساً لي. لكنني اعتقد انك تميلين لي لأنك منجذبة بشكل غامض الى صورة جدنا الاول .
- لقد تخلصت من هذا منذ زمن ولم اعد اخلط بينكما !
- هكذا افضل , فهناك طرق كثيرة لأجعلك تميزين بيننا , وتعرفي انني أنا من لحمك ودمك !
- آسفة ماثيو لتهديدي لك بدين جدك .
- اجل , يجب ان تكوني آسفة ! كان بامكاني اظهار كتاب اعتراف موقع من جدك في الثمانيات من القرن التاسع عشر تظهر ان الدين مدفوع بالكامل.
- كان يجب ان تقول لي هذا .ريحانة

Rehana 12-06-20 08:34 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
- ربما , لكنني اعترف انني لم افعل لسببين . اولهما انني صدمت وصممت على رحليك وما ان غبت عن النظر حتى صممت ان انساك . لكن لم يمض نصف ساعة حتى اسرعت للحاق بك , وكلي اعذار لهذا , ما عدا العذر الحقيقي !
- هل خفت ان الجأ الى كريس؟ لم اكن انوي هذا مطلقاً .ريحانة
- اعرف طفلتي , ولم الحق بك لمصلحة ايملي. وقرب البحيرة اكتشفت شيئاً مهماً , لقد تعلقت بي, ليس سعياً للراحة . بل لأنك حقاً تريدين ان تكوني بين ذراعي . لكن لو لم اضع مشاعري ضمن كلمات فلابد انك علمتي ما احس به في كل مرة احتضنتك فيها!
- لماذا عدت هذا المساء؟ كيف عرفت انني ساحتاجك ؟
- احسست بشيء خاطئ . ولم استطع البقاء, حبي لك جعلك جزء مني , حتى انني عرفت بالغريزة انك بحاجة إليّ. ثم هناك شيء آخر كنت اتحدث مع اليكس بعد الظهر واخبرني الكثير عن حياتك في لندن منذ وفاة والدك , وعن الوظائف والرجال الذي رفضتهم , انه لم يعد صغيراً , لا يعرف ما دفعك للمجيء الى هنا. اوه , كاثرين , كنت اود ضربك لأنك لم تخبريني عن هذا بنفسك .منتديات ليلاس
ردت دون خجل:
- لكنني افضل ان تحضنني .
- هذا أمر واجب, لم اعد استطيع مقاومته , ايتها الساحرة الصغيرة !
فهمست له وهي بين ذراعيه :
- احبك .
- حبك لا يبلغ قدر حبي, لكنني ساعلمك كيف تحبيني وانت صغيرة بما يكفي لتتعلمي بسرعة , ولتكوني بالضبط كما اريدك , سنتزوج في الحال, وقبل ان يذهب اليكس الى المدرسة , فقد اعطانا بركته , وسارعاه كما يجب .
فكرة ان تعيش هنا لما تبقى من حياتها كانت كثيرة عليها . ويجب ان تثبت له في المستقبل كم تحبه .
- اجل , وكل ما اريده ان احبك واتزوجك . انا لك فافعل ما تشاء .
تمتم وهو يشدها اليه :
- انت لي !
- وإلى الأبد .
ولفت ذراعيها الرقيقتين حول عنقه .

تمت

زهرة سوداء 13-06-20 12:29 AM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
تسلم ايديك يا ريري جميلة ولو ان البطل مستفز والبطلة هبلة الحمد لله لكنها رائعة
شكرا لتعبك ومجهودك

نجلاء عبد الوهاب 14-06-20 01:33 AM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
:c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285: :c8T05285::c8T05285::c8T05285::0041::0041::0041::0041::0041: :0041::0041::0041::0041::0041::0041::0041::0041::0041::0041: :0041::welcome_pills3::welcome_pills3::welcome_pills3::welco me_pills3::welcome_pills3::welcome_pills3::welcome_pills3::w elcome_pills3::welcome_pills3:

Zakia jo 23-06-20 08:02 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ساشا علي 24-09-20 11:55 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
شششششككككرررررااا

SHELL 28-02-21 11:09 PM

رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
https://i62.servimg.com/u/f62/14/32/70/97/38478_14.gif


الساعة الآن 12:40 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية