هنرى ماتيس فى حوار مع الالوان
من منطلق شغفى بالفن التشكيلي
رحت أتخيل هؤلاء الفنانين الكبارفى تلك الأوقات الإستثنائية التى تتمخض فى النهاية عن كل هذا الإبداع كل هذا الإرث الفنى الساحر الآسر تخيلت الفنان فى مرسمه الخاص حيث الجمال والإبداع حين ينفصل عن دنيا الناس ذاهلا حتى عن أشياء حياته وذاته فلا تبقى فى جنبات المكان إلا تهاويم أفكاره وذوب الجمال متشكلا بيديه مستلهما من ينابيع الوحى والخيال روائع الفنون وإبداعاتها متحديا محدودية الحياة وإطارها الثابت الرتيب إلى دهشة مباغتة .. غبطة لم يألفها من قبل .. ألما شفيفا نبيلا .. منغمسا بكل جوارحه إلى ماهو أكثر تميزا ورحابة مستخلصا ربما بصمة خالدة أبدية ! https://4.top4top.net/p_14615w1rp1.png Henri Matisse فرنسى 1869 ---- 1954 https://5.top4top.net/p_1461b1vzo1.jpg إثر وعكة عابرة لازم هنرى ماتيس الفراش ولتزجية الوقت ليس إلا أمسك بريشة وألوان فأبدع أولى لوحاته ليقرر بعد ذلك أن يعتزل المحاماة نهائيا يقول ماتيس عن هذا التحول المفاجئء " عندما بدأت فن التصوير أحسست وكأنني قد انتقلت إلى عالم آخر أشبه بالجنة" https://4.top4top.net/p_1461zjh392.jpg يعتبر ماتيس من أبرز الفنانين التشكيليين في القرن العشرين ورائد المدرسة الوحشية التي لم تدم طويلا يوصف بسيد اللون كما كان أيضا صانعا للطباعة ونحاتا تاركا بصمته الفنية فى مشروعه الاخيىر فى زخرفة وتصميم زجاجيات كنيسة الدومينيكان فى فينس وتقع على مقربة من نيس "وظيفة الفنان ليس أن يرسم ما يراه ولكن أن يعبر عن الدهشة التي يسببها ما يراه وينجح في التعبير عنها بقوة " "ماتيس" https://4.top4top.net/p_14615w1rp1.png عن المدرسة الوحشية مع بدايات القرن العشرين وتحولاته العالمية شهد الفن التشكيلى تغيرات جذرية عندما تمرد بعض الفنانين على الصيغ والأشكال القائمة للفن فظهرت الحركة الوحشية التى بنيت على إرث فنانين كبار مثل فان جوخ وسيزان وجوجان للتعبير عن الأحاسيس بالألوان الحارة غير المعتادة دون استخدام الظل والنورأى دون استخدام القيم اللونية ليكون اللون هو العنصر الاساسى الفعال وعرضه بدرجة واحدة مباشرة من الأنبوب دون تدرج فى مساحات كبيرة مسطحة بضربات فرشاة جريئة وكثافة واضحة والاعتماد على تبسيط الاشكال الى اقصى حد من التبسيط واختزال التفاصيل مما جعلها تقترب من الرسوم البدائية داخل إطار من الألوان الصاخبة https://4.top4top.net/p_14615w1rp1.png وكانت لصورهم صلة وثيقة من حيث التجريد أو التبسيط بالفن الإسلامي خاصة أن هنري ماتيس رائد تلك المدرسة استخدم عناصر زخرفية إسلامية في لوحاته مثل الأرابيسك، والزخارف النباتية. تعود تلك التسمية: "الوحشية" إلى عام 1906 عندما قامت مجموعة من الشبان الذين يؤمنون باتجاه ما سبق ذكره والتبسيط في الفنون بعرض أعمالهم الفنية في صالون الفنانين المستقلين وشاهدها الناقد لويس فوكسيل ومنها تمثالاً للنحات دوناتيللو بين أعمال تلك الجماعة التي امتازت بألوانها الصارخة قال فوكسيل لدوناتيللو انه وحش من الوحوش فسميت بالوحشية لانها طغت على الأساليب القديمة https://4.top4top.net/p_14615w1rp1.png سعى ماتيس للوصول للون الخالص في قوة القدرة التعبيرية لنقل العواطف الحقيقية من خلال لون مشرق وشكل مبسط يتماثل فى شدته مع احساس الفنان ويعتقد بعض النقاد أن ماتيس لا نظير له بين فناني القرن العشرين في استخدام الألوان فقد كانت الألوان هي الأساس الذي يبنى عليه لوحته، فلم يهتم للأشكال والخطوط بقدر اهتمامه بأن تكون ألوانه – الصريحة غالبا - متناسقة مع بعضها البعض حتى لا تُشكل نشازا للمتلقي معتمدا على إحساسه تجاه اللون والدور الذي سيلعبه في العمل. وحين عرضت إحدى لوحاته التي رسمها مبكرا لزوجته أميلي "إمرأة ذات قبعة" فى صالون الخريف 1905 الذى استحدث ردا على الصالون الرسمى للفنانين الاكاديميين المحافظين اعتبرت عنوانا لتحدى النمط السائد فى الفن وقطعة فنية ثورية حققت ذروة تيار الوحشية فقد صدمت الجمهور وأثارت عاصفة إنتقادات بكم من ألوان زاهية طاغية وجه المرأة البادى وكأنه قناع وملابسها والقبعة وخلفية الصورة عبارة عن بقع ولمسات ألوان متجاورة فى تنافر وتعارض كل ذلك باغت المشاهد وكأنها لوحة لا تهدف إلا لمجرد التلوين الخالص! https://5.top4top.net/p_1461amnn73.jpg لوحة أخرى لزوجة الفنان إميلي نويلي ماتيس باراي بعنوان الشريط الاخضر (La Raie Verte) الذي يقسم الوجه إلى نصفين سعى ماتيس من خلاله إظهار مجرد شعور بالضوء والظل والحجم دون استخدام التظليل التقليدي متحررا من القيود المألوفة للعب باللون وتأكيد لغته التعبيرية الخاصة بذات الاسلوب الوحشى المثير للجدل آنذاك وذهب النقاد الى أن اللوحة ربما كانت عقوبة من ماتيس لزوجته !!! https://6.top4top.net/p_1461a8wav4.jpg ولكن سرعان ما بدأت المدرسة الوحشية في التفكك والإنتهاء ففي خلال خمس سنوات فقط واستكمالا لمبدأ الحرية المطلقة التى كانت اولى سماتهم ونظرا للمتغيرات العامة والساحة الزاخرة بالإتجاهات المختلفة بدأ كل فنان وحشي يسلك طريقا مختلفا خاصا به لكن خلال هذه المدة القصيرة أضاف الفنانون الوحشيون مذهبا تشكيليا ثريا لافتا . أيضا تطور اسلوب ماتيس فيما بدا انه استكمالا لأسلوبه ومذهبه الفنى فبدأ يدرس ويستكشف سمات التكعيبية متجها أيضا الى الزخرفة الإسلامية فزار المغرب لمرتين. في طنجة كان دائم التردد على الغرفة 35 من فندق ڤيلا دي فرانس المطلة على طنجة حيث رسم الكثير من لوحاته وكانت نافذته في حد ذاتها لوحة https://1.top4top.net/p_14610tb785.jpg يتبع |
رد: هنرى ماتيس فى حوار مع الالوان
كما ظهرت فى اعماله الستائر المنقوشة والبسط الثمينة
وقد مزج في العديد من لوحاته بعض الخصائص الزخرفية للفنّ الإسلامي نعم يكفى ان نترك ماتيس لنفسه فيحول الاشياء العادية الى ثمينة فعيناه اللتان تسبران الاغوار قادرتان على التمييز الدقيق وهما لا تركزان على السمات المميزة للأشياء وانما على المعادلة الجمالية التي يستمدها العقل الانساني مما حوله وعلى موضوع الاختيار النادر ومن هنا يأتي ولع الرسام الفرنسي بالأرابسك، والقرميد الفارسي، والحرير الشرقي والزجاج الثمين، والبسط الثمينة والطيور الغريبة، والنساء الرشيقات. لويس اراجون https://6.top4top.net/p_1461rzssh1.jpg لوحة سجاد شرقى https://5.top4top.net/p_1461l9hju1.png سيدة فى ثوب حريري ازرق https://1.top4top.net/p_14618bk9i1.png والكثير من المزهريات والأباريق وقطع الديكور الأخرى التي تظهر في لوحاته https://1.top4top.net/p_1461kik512.jpg وكان يشتريها من محلات العاديات أثناء رحلاته إلى الجزائر والمغرب واسبانيا. وكانت هذه القطع تنمّي شعوره وتغذّي خياله كفنّان. https://3.top4top.net/p_1461bznec1.jpg انفصل ماتيس عن زوجته بعد زواج دام 41 عام وفي عام 1941 أجرى ماتيس جراحة استئصال القولون وبعدها أصبح يتنقل على كرسى متحرك كان يقوم على رعايته إمرأة روسية Lydia Delektorskaya كانت إحدى موديلاته في السابق. https://2.top4top.net/p_1461zin2h3.jpg يتبع |
رد: هنرى ماتيس فى حوار مع الالوان
فى الفترة ما بين عامى 1937 و1954
الزم المرض ماتيس بالبقاء فى منزله واستخدام المقعد المتحرك فكان ان برع فى انجاز اعمالا متنوعة عديدة من قصاصات الورق بتقنية "الكولاج gouaches découpés https://3.top4top.net/p_146133ncr1.jpg https://5.top4top.net/p_1461wjmgs1.jpg عام 2014 أقام متحف "تيت مودرن" في العاصمة البريطانية لندن معرضاً بعنوان "القصاصات". مسلطا الضوء على فن "الكولاج" أو القص واللصق من صنع الرسام والنحات الفرنسي الكبيرهنري ماتيس https://2.top4top.net/p_14612p30f1.png https://4.top4top.net/p_1461hle762.png https://4.top4top.net/p_1461ntpew2.png يتبع |
رد: هنرى ماتيس فى حوار مع الالوان
"هناك دائمًا أزهار لمن يرغبون في رؤيتها"
" ماتيس" وهاهى الزهور تحيط به من كل جانب https://3.top4top.net/p_1461sxm6c1.png زهور وطيور واقنعة افريقية ومزهريات وقفص للعصافير https://4.top4top.net/p_1461ih56r2.jpg https://5.top4top.net/p_1461k3dwf3.jpg بأقل قدرمن التفاصيل استمرهنرى ماتيس يهدى جمهوره المزيد من الأعمال المشرقة ذات الألوان المشبعة والفراغات المسطّحة محققا لنفسه مكانة بارزة وزخما لونيا وقيما تعبيرية واعتُبر بنظر الكثيرين احد أبرز روّاد فنّ الحداثة. https://1.top4top.net/p_14616f0ku2.png "ما احلم به هو فنّ متوازن ونقيّ وخال من المواضيع المزعجة والمحبطة فنّ يجد فيه كل إنسان ما يجلو همّه ويريح عقله تماما مثلما يوفّر كرسيّ جيّد الراحة والاسترخاء لجسد متعب." "هنرى ماتيس" https://1.top4top.net/p_146193ukl1.jpg يتبع |
رد: هنرى ماتيس فى حوار مع الالوان
"يجب علينا ان نتعلم كيف نكتشف الفرح في السماء، والاشجار، والزهور وكيف نستمد السعادة من اعماقنا، والنور الذي يمكن ان تلقيه على الضباب المحيط بنا." "ماتيس" كانت هذه رحلة مع فنان أحب الحياة فى مسيرة دؤوبة من بهجة وامل رغم أوجاعه وظروف المرض الذى اقعده عن الحركة ابدا لم يتوقف عن الإبداع والعطاء مخلفا تركة ثرية من الوان وأشكال تنبض بالحياة حتى بعد رحيله وتمنح عشاق الفن الجميل الحب والفرح . https://1.top4top.net/p_1461jh4qc1.jpg أبدع ماتيس رسوم ديوان "أزهار الشر" للشاعر الفرنسي شارل بودلير ف في 1947 نشر كتابه "جاز"، وكان يحتوي على لوحات مطبوعة ملونة بتقنية "الكولاج"، كما "الجرافيك" في مجموعة الرسومات التوضيحية بالأبيض والأسود لعدد من الكتب وأكثر من 100 "ليتوغراف" في استديوهات مورلوت في باريس. في 1951 انتهى ماتيس من مشروع استغرق 4 سنوات لإنجاز تصميم المدخل والنوافذ الزجاجية والديكورات الخاصة بكنيسة فونس كانت آخر لوحة رسمها ماتيس هي لوحة الوردة بناء على طلب نلسون روكفللر لتزيين كنيسة السيدة روكفللر وعكست تلك اللوحة درجة الإرهاق الذي أنهك ماتيس حتى وفاته توفّي هنري ماتيس في نوفمبر من عام 1954 عن أربعة وثمانين عاما إثر نوبة قلبية وفي عام 2005، بيعت لوحته اأزهار الخوخ بمبلغ خمسة وعشرين مليون دولار https://2.top4top.net/p_14613t4vp2.png وكان احد أعماله النحتية قد بيع في عام 2002 بمبلغ تسعة ملايين دولار أمريكي. وعرضت الكثير من أعماله في عدة متاحف حول العالم وتم تخصيص متحفين لأعماله في فرنسا NICE و CATEAU وتعتبر مجموعة أعماله ثالث أكبر مجموعة في فرنسا. الى لقاء جديد بإذن الله https://3.top4top.net/p_14612y0q83.jpg تحياتى |
الساعة الآن 05:49 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية