|
117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير- روايات عبير القديمة ( كاملة )
https://4.bp.blogspot.com/-3cO_q5vl1...2q9fn128k4.gif
اليوم هقدم لكم رواية حلوة بحبها كتير وليها جزء اول شهر عسل مر الرواية اسمها توأم التنين للكاتبة فيوليت وينسبير http://www1.glaxu.com/up2//upload/wh_62590006.gif الغلاف الاصلى https://images-na.ssl-images-amazon....4,203,200_.jpg الملخص ربما كان الفشل فى الحب هو الذى قادها للمغامرة فى البحر الكاريبى ولكن الصدفة ايضا كانت تتربص بالفتاة اليونانية الحالمة كارا الصدفة البسيطة العارضة التى ستكون الفارق بين ماضيها ومستقبلها كانت تبحث عن النسيان فوجدت حلما جديدا ينتظرها وكان الرجل الذى قدم لها هذا الحلم هو لوكان سافدج المزارع الايرلندى المرهوب الجانب فى جزيرة لوك وعندما اخذها عبر الغابات الى بيته الكبير على ساحل البحر كانت تحلم بالسعادة من جديد ولكنها لم تكن تعلم أنها ذاهبة الى مأوى التنين . http://www.atyab.com/uploadscenter/u...de67b86119.gif |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
الفصل الأول
****** 1_ جزيرة التنين http://investigate-islam.com/fwasel/19.gif رسا يخت فاخر أنيق يرتفع على ساريته علم يونانى فى مرفأ فورت فرناند وهى جزيرة فى البحر الكاريبى ونزلت من اليخت شابة صغيرة فى الحادية والعشرين من عمرها نحيلة ترتدى سترة زرقاء ضيقة من قماش سميك فوق سروال وتعتمر قبعة أنيقة فوق شعرها الأسود الطويل. كانت عيناها سوداوين عميقتين كأنهما بركتان ويسبح فيهما المرح وفى اذنيها قرطان من الذهب عندما ينعكس عليهما النور يرسلان بريقا يضفى على وجنتيها شحوبا ذهبيا عندما ينعكس عليها النور قالت باليونانية: يبدو ان هذا المكان فندق كانت تكلم البحّار الذى يسير معها وهى تشير الى بناية تطل منها شرفات مزخرفة وامامها ساحة فسيحة فيها نخيل تتخلله مشاتل من الزهور الحمراء. - سأبقى هنا بضعة أيام تلفتت حولها لتتعرف الى البيئة الاستوائية التى وجدت نفسها فيها كانت المراكب الشراعية فى المرفأ تهتز مع النسيم ورائحة السمك والتبغ تتسرب من الاكواخ البالية التى اكلتها حرارة الشمس والرياح المالحة القادمة من البحر كان شيخ يدخن غليونه تحت الجدران البيضاء ونظر اليها بعينيه السوداوين محييا فردت له نظرته وللحال عرفت انها فى القسم الفرنسى للبحر الكاريبى بعيدا عن شواطئ بلادها اليونان. وصلت مع البحار الى الفندق وحمل حقائبها الى الداخل ودعته باليونانية قائلة: اخبر اخى اننى فى جزيرة دى لوك من اجل عطلتى سأعود لأحتفل معهم بعيد الميلاد الثالث لابن اخى العزيز ابتسم البحّار لها . كان قد امضى فترة طويلة يعمل فى خدمة آل ستيفانوس ويعرف المحبة القوية التى تربط بول وشقيقته كارا بالرغم من ان والدتها غير والدته. وبالرغم من بلوغ كارا سن الرشد الا انها تبدو شابة يافعة عيناها السوداوان الواسعتان يختلط فيهما الحزن والمرح وتبدو رائعة حين تضحك او ترفع ابن اخيها الصغير دومنيك بين ذراعيها وهى تلاعبه قال البحّار: وداعا انسة كارا ... اتمنى لك عطلة سعيدة فأجابته وهى تبتسم : شكرا أتمنى لك عودة سالمة. وتقدمت من مكتب الاستقبال فى فيكتوار فقرعت جرسا صغيرا فوق المكتب سمع صداه فى ارجاء الفندق كان الهدوء يخيم على الصالة ولا يقطعه سوى صوت المروحة التى تدور متدلية من السقف وحضر على الفور موظف من مواليد جزر الهند ينطق بالفرنسية يمشى متثاقلا ويبدو على وجهه النعاس. خرج من غرفة صغيرة خلف المكتب وكان يبتسم ابتسامة مصطنعة وهو يحاول ان يلبس السترة البيضاء المجعدة. وجدت غرفة لها فى الفندق فموسم السياحة لم يحن بعد والفندق نصفه فارغ. وقدم لها موظف الاستقبال السجل لتكتب فيه اسمها وعنوانها وتوقعه. كانت عيناه تلاحقانها وهى تقوم بهذا وقرأت فى السجل اسم شخص منفرد فى السطر الذى يعلو اسمها : لوكان سافدج .. من سكان خليج التنين فى جزيرة دى لوك. ابتسمت كارا وقالت فى نفسها ... ما هذا الاسم الوحشى والعنوان الاكثر وحشية ! ربما هما لشخص خنوع مثل الفأرة . قرع الجرس فوق المكتب مرة ثانية وعلى الفور حضر غلام وكان يجلس تحت ظل النخيل وحمل لها حقائبها الى المصعد الذى يشبه قفصا مكونا من القضبان الحديدية كانت غرفة كارا فى الطابق الثانى فى منتصف الممر ... واسعة لها شرفة صغيرة تشرف على ساحة الفندق الرئيسية اثاث الغرفة قديم ويعود فى تاريخه حتما الى عهد المستعمرات. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
تكلم الغلام بلكنة فرنسية غريبة واخبرها ان الحمام فى نهاية الممر وان الماء الساخن يتوفر فى المساء من كل يوم وقال:
هناك دوش يا انسة المياه الساخنة فى الفندق للسواح فقط هل انت سائحة ؟ اجابته بلغة فرنسية صحيحة تعلمتها فى المدرسة: نعم اننى سائحة دهش الغلام وسر كثيرا بالاكرامية التى نقدته اياها. - هل ترغبين فى دليل سياحى ؟ استطيع ان ارافقك الى المدينة وأريك معالمها - ربما احتجت اليك ما اسمك ؟ قالت ذلك وهى ترشده الى خارج الغرفة - نابوليون . ويمكنك ان تنادينى باختصار ناب قالت وهى تضحك: حسنا يا ناب كانت كارا تستطيع التعامل مع الصغار والكبار بسهولة - سأصفّر لك ان اردتك _ حسنا ... ثم خرج الى الممر المعتم كانت الستائر مسدلة لتحول دون دخول حرارة الشمس واغلقت كارا باب غرفتها ثم خلعت قبعتها وسترتها ومرت باصابعها فى شعرها الطويل الاسود شعرت بخشونته من تأثير الشمس والمياه المالحة وتنهدت وهى تسرح بفكرها ... ان الفتاة التى تزوجها نيكوس امريكية وشعرها اشقر وبشرتها صفراء شاحبة انها جميلة ولكنها مدللة. فتحت حقائبها وبدأت توضب اشياءها فى الحال وامسكت بفستان من الكتان فكرت بأنها ستلبسه هذا المساء فوضعته على مسند الكرسى. واخرجت كلسات النايلون ووضعتها على خشب السرير ثم تناولت بروازا جلديا وحدقت بالصورة العائلية التى يحتويها كانت صورة شقيقها بول وهو يطوق خصر زوجته النحيلة دومينى بشكل حازم وقد جلس قربهما صبى صغير يشع من عينيه بريق غريب كان بول يمسكه بيده الثانية تذكرت كارا كيف ان شقيقها العزيز بول كان مريضا وكيف ان العناية الالهية اعادت اليها شقيقها ومحبته الكبيرة. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
وتذكرت يوم استلمت الرسالة التى اطاحت بحلمها الكبير وحبها الوحيد
كانت كلمات الرسالة تلاحقها مثل اغنية شائعة تقول: عزيزتى كارا اعرف انك ستفهمين موقفى وستسامحيننى لقد وعدتك بالزواج واقسمت على ذلك ... تجاهلت الحب من اول نظرة حب الغريب للغريب وهذا ما حصل لى وغير مجرى حياتى وكل قراراتى وخططى السابقة لقد تزوجت يا صديقتى اليونانية الصغيرة اسم زوجتى سيسلى . تقابلنا بعد وصولى الى بوسطن بقليل وكنت احضر الى امريكا لأدير اعمال الشحن من هنا فى هذا القسم من العالم اننى احبها كثيرا اعرف تماما انه الحب الحقيقى الذى يصادفه الرجل ويشعر بقوته مرة واحدة فى حياته وانت ايضا يا كارا ستجدين الحب مثلى وستسعدين ذات يوم . كيف اسعد واهنأ بدون نيكوس ؟ انه رفيق عمرى طفت معه تلال اليونان وهضابها سبحت معه واصطدت اسماك البحر الايونى مزقت العسل من خلايا النحل الاسود فى ضواحى انديلوس المزهرة شاركته معظم افراحى واتراحى وطفولتى وصباى لقد خسرته لامرأة اخرى تسكن فى النصف الاخر من العالم. اقترحت عليها دومينى هذه الرحلة ... للنسيان وقد اقنعت بول بأن يضع تحت تصرفها اليخت الفاخر الذى تملكه شركة ستيفانوس للنقليات البحرية والتى تجوب اساطيلها البحار. وضعت كارا الصورة العائلية على الطاولة بين السريرين . |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
عندما يعود اليخت الى انديلوس ويخبر القبطان شقيقها بأنها نزلت هذه الجزيرة فى البحر الكاريبى سيغتاظ كثيرا وستكون مهمة دومينى ان تهدئ من روعه
ستقول: - يا استاذ بول يا زوجى القوى عليك أن تعترف بأن كارا بلغت الحادية والعشرين من عمرها انها امرأة بلغت سن الرشد لها عقل وتستطيع ان تقرر حياتها بنفسها انها ترغب الان بالانفراد قليلا فعليها ان تنسى الماضى وتفكر بالمستقبل دون نيكوس ولن يصيبها اذى فهى تستطيع ان تحسن التصرف وبحكمة انها تحمل فى عروقها دما انكليزيا ورثته عن والدتها سيلهب الطيش اليونانى لديها نظرت كارا الى نفسها فى المرآة انها يونانية مثل بول تحمل دما انكليزيا ورثته عن والدتها قال لها نيكوس مرارا ... انت تسبحين كالفقمة وتتسلقين الجبال كالصبيان كانت تحب مديحه ولكنها لم تفهم الا اليوم ان مديحه لها يختلف عن مديحه لزوجته سيسلى وها هى الان وحيدة مع احزانها بعد كل شئ. لامست بخفة وحيد القرن الصغير المعلق بأسورتها وكانت هدية من زوجة اخيها دومينى دومينى اخبرتها ان وحيد القرن سيجلب اليها السعادة والسعادة تحير علينا ان نصارع وجع القلب قبل ان يفعل وحيد القرن سحره. لم تكن كارا تؤمن بالقوى السحرية واية قوة فى العالم لا تستطيع ان تضمد جراح قلبها او تلملم اشلاء احلامها وحطام قلبها الكبير |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
كان الهدوء مخيما وقت القيلولة لا شئ غير صوت المراوح تدور فى السقف وازير الحصاد فى الخارج
نزلت كارا السلالم الحديدية وخرجت الى الساحة امام الفندق وجلست فى ارجوحة ظليلة تتأرجح فى الهواء بلطف وهى تحاول ان تنسى كان نزلاء الفندق يتناولون طعام العشاء فى غرفة الطعام الفارغة وجلست كارا الى طاولة تجول بصرها فى الجالسين رأت رجلا متوسط العمر شعره قليل يجلس قرب النافذة ابتسم لها فابتسمت وتساءلت ... هل هو صاحب الاسم لوكان سافدج من خليج التنين ؟ - هل قررت المدام ماذا ستأكل؟ سألها الخادم وقد اعجبه طقمها الابيض المزدان ببعض الرسوم على ياقته. سألته: - ما هو لاميي؟ - انه صدفة محارة تحضر على طريقة اهل جزيرة دى لوك مع التوابل والارز هل ترغبين فى تجربتها؟ - نعم كذلك اريد مزيجا من ثمر الافوكاته مع القريدس الطازج ارجو ان لا يكون لحم المحارة يشبه فى طعمه لحم القريدس. قال الخادم: - لا يا سيدتى ستجدين محار البحر الكاريبى لذيذا جدا كان الطعام مطبوخا بتوابل غريبة المذاق اكلت وطلبت القهوة ونظرت من النافذة الى الاضواء التى تسطع على سطح المياه المراكب فى المرفأ تهتز بفعل الرياح الخفيفة وظلال اشرعتها تظهر بأشكال متموجة فى مرآة الماء ثم غابت الشمس واحتل القمر مكانها ... وتسربت الى انفها روائح ذات نكهة مميزة ونافذة وعطر النباتات الاستوائية المثقل بالأحلام |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
كان ضوء القمر يغرى بالخروج انهت كارا قهوتها وخرجت تفتش عن ناب فى ساحة الفندق
كان ينتظر فى المدخل قرب شجرة نخيل وقفز لتوه حين وصلت قالت له: - اريدك ان ترينى فورت فرناند فى ضوء القمر يا ناب وخرجا سوية الى الشارع يتمشيان ويحاولان ان يتفاهما بالفرنسية كان ناب يتشدق كمن يتثاءب فى لهجته الكاريبية سمعته يذكر كلمة احتفال وفرحت كثيرا , قالت: - احب ان اتفرج على الاحتفال يا ناب - ظننت ذلك الناس هنا يرقصون ويغنون عندما يحتفلون ألا يفعلون ذلك عندكم يا آنسة؟ - نعم نحن اهل اليونان نحب ان نغنى ونرقص فى مناسبات الميلاد او العرس او الولادة حين ولد لأخى صبى بقى الناس فى قريتنا يرقصون طوال الليل اشعلوا المفرقعات واناروا البواخر فى المرفأ شووا الاغنام وحمروها... تنهدت تنهيدة عميقة وهى تتذكر تلك المناسبة السعيدة والفرح يطل من عينى بول - شقيقك رجل مهم يا انسة ؟ - نعم هو مهم لاننا نحبه ونحترمه ونفخر بشجاعته الكبيرة قال ناب: - مثل السيد سافدج هنا انه رجل عظيم فى جزيرة دى لوك يعمل العديد من الناس لحسابه انه يملك مزارع السكر والكاكاو فى خليج التنين واسطبلا للخيل و ... |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
- السيد سافدج
لقد رأيت اسمه فى سجل افندق - السيد لوكان سافدج هو الشقيق الاصغر انه شيطان يا انسة يجوب الجزيرة راكبا حصانه القوى وخلفه كلبه الكبير قلم لوكان بأعمال مخجلة جعلت الناس تتهامس قصصه همسا. وانخفض صوت ناب الى الوشوشة مما جعل لجملته تأثيرا فعالا: - ان اسمه سافدج واعماله مماثلة لاسمه اى شرسة ووحشية ... نسيت كارا كل شئ عن لوكان حين وصلت الى مكان الاحتفال مع ناب كان فى سهل معشوشب فوق المرفأ حيث تتلألأ الانوار وتسمع الضحكات الرنانة مختلطة بالصخب والضجيج. وكان هناك حشد من الناس فى مكان فسيح يتفرجون على عراك حيّة ونمس. تراجعت كارا هربا من هذا المنظر الوحشى واكملت طريقها الى مكان اخر تخرج منه اصوات الموسيقى الراقصة ورأت ارجوحة كهربائية مقاعدها على شكل حيوانات خشبية حين توقفت عن الدوران صعدت اليها كانت صدفة عجيبة ان تختار تنينا لتركبه وكانت تضحك من كل قلبها والارجوحة تدور بها على انغام الموسيقى صرخ ناب وهو يتعلق برقبة حصان البحر: - هل تحبين هذه اللعبة؟ اجابت بفرح عارم: -نعم لم اشعر بمثل هذه السعادة منذ زمن طويل ادركت كارا انها محظوظة لاختيارها هذا المكان منذ توقف اليخت فى فورت فرناند شعرت باغراء كبير للبقاء فى هذه الجزيرة الكاريبية الحالمة. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
كان التنين يسرع وهو يدور بها
وكلما اسرعت كلما ارتفعت الاصوات بالصراخ ونزلت من الارجوحة حين توقفت عن الدوران شعرت بعطش كبير فاشترت زجاجتين من العصير لها ولناب شربتها بواسطة القشة وكانت تتفرج على الراقصين فى بقعة اخرى يتمايلون على انغام الطبول القوية الصاخبة التى توحى بطقوس بدائية . كان بعض الشباب يرقصون رقصة محلية مثيرة ... ينحنون تحت خشبة ترتفع قليلا عن سطح الارض وكلما مروا من تحت الخشبة يخفض ارتفاعها قليلا. اخذت كارا تمشى على غير هدى وصلت بعد قليل الى خيمة العرافة. كانت الفتيات تدخلن الخيمة وتخرجن منها وهن يضحكن مقهقهات سألها ناب وهو يضحك: - هل ترغبين فى أن تقرأ لك الماما ماى مستقبلك؟ - انها خرافات قالت ذلك وتذكرت الغجرية التى تنبأت لها قائلة .... ستسافرين ذات يوم بحرا وستقابلين شابا طويلا جميلا ... لقد سافر نيكوس وحده ولم تسافر معه. وحين يعود الى الجزيرة اليونانية انديلوس سيجلب معه عروسه الشقراء تنهدت كارا على ذكرياتها الاليمة ووصل الى سمعها صوت امواج البحر تلطم الشاطئ. سألها ناب من جديد: - وهل تخافين قراءة المستقبل؟ - بالطبع لا. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
ابتعدت عن الخيمة وهى تقول:
- حان الوقت لنعود الى الفندق ولم تتم كلماتها حتى انفتح باب الخيمة وظهرت امرأة بدينة تضع على رأسها عصبة مزركشة ومعقوصة على الطريقة الكاريبية يتدلى من اطرافها الخرز الملون. كانت نظراتها حادة نفاذة وتغطى وجهها تجاعيد كثيرة. قالت ماما ماى: - ادخلى يا عزيزتى ودعينى اقرأ طالعك. - لا أريد. انا لا أؤمن بهذه الخرافات . لقد قيل لى سابقا اننى سألتقى رجلا غريبا طويلا .... حدقت ماما ماى بكارا ثم نظرت الى ناب وقالت: - هل تقيمين فى فندق فيكتوار؟ وضحكت الغجرية ضحكة مجلجلة جعلت القرطين فى اذنيها يهتزان واكملت: - ستقابلين رجلا غريبا يا عزيزتى الا اذا غادرت جزيرة دى لوك فى شعره نار قالت ماما ماى ذلك واغلقت باب الخيمة واختفت فى الداخل رفعت كارا ذقنها بحنق وقالت: - الرجل هذه المرة ليس اسمر على غير العادة ثم التفتت الى ناب وقالت: - تعال اطاعها الصبى وتركا الاحتفال مسرعين باتجاه الفندق لم تتكلم مع ناب فى طريق العودة وعندما وصلا الى قاعة الفندق نظر ناب اليها مستفسرا وقال: هل سترحلين يا انسة عن الجزيرة؟ - بالطبع لا |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
ونظرت اليه مستغربة وهى تحمل مفتاح غرفتها بيدها
- هل هناك مياه ساخنة الليلة يا ناب؟ أومأ لها ناب برأسه فضحكت وتركته ليذهب قال يودعها: - طاب مساؤك يا انسة - ليلة سعيدة يا ناب قالتها باليونانية وصعدت الى غرفتها فى الطابق الثانى كانت تحمل رقم ستة عشر وشعرت بالتعب ولكنها فكرت بأن الماء الساخن سيسهل عليها عملية النوم كان الممر ساكنا ومعظم الغرف خالية من الزبائن الحمام فى نهاية الممر وسمعت بوضوع تام صوت الدوش حين فتحت باب غرفتها واشعلت النور. تمنت ان ينتهى الشخص الذى يستعمل الدوش بسرعة لبست ثوب الحمام ووقفت تحمل كيسا فيه الصابون والاسفنجة والمنشفة مستعدة لأخذ حمامها. وسمعت بابا يغلق بقوة فى الممر كأن الذى اغلقه لايهمه ازعاج احلام النزلاء فى الليل. فتحت كارا بابها وانصتت الى صوت الدوش لقد صمت كل شئ صامت وهادئ واطفأت النور فى غرفتها فبقى نور القمر يغمرها وحده وسارت الى اخر الممر حيث الحمام كان الشخص الذى استعمل الحمام قبلها ترك اثر رجلين كبيرتين فوق البلاط الاسود الذى يغطى الارضية انه رجل ولا شك |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
وفتحت الحنفية لتملأ المغطس القديم بالماء الساخن
رشت بعض املاح الحمام المعطرة برائحة الحور وتنشقت الرائحة الذكية فجنحت بمخيلتها الى غابات الحور فى انديلوس انه شجر طويل ذو نكهة خاصة ورائحة نفاذة وملأت الدموع مآقيها حتى لو رغبت فى مغادرة جزيرة دى لوك الان فلن تستطيع لأن يخت شقيقها قد غادر الميناء انها الان سجينة اندفاعها الذى اوصلها الى هذا الشاطئ ستبقى هذه الليلة والحمام الساخن سيهيئ لها الراحة التى تنشدها لتغط فى نوم عميق انهت حمامها بعد ساعة وخرجت موردة الخدين ناعسة تتثاءب وهى تمشى الى غرفتها ... وكانت قد نسيت ان تغلق بابها خلعت عنها ثوب الحمام دون ان تشعل النور. واتاح لها ضوء القمر ان تصل الى احد السريرين كان الارهاق يتغلغل فى احاسيسها مثل العنكبوت وتنهدت قبل ان تستسلم للنوم وهى تكاد تختفى تحت شبكة الناموسية. كانت سحب من دخان السيكار تنساب من الشرفة ولكن كارا لم تر شيئا وبعد قليل دخل رجل طويل القامة من الشرفة دخل مع ضوء القمر ولم تلاحظه كارا وخلع عنه سترة البيجاما ثم دخل تحت الخيمة الشبكية فى السرير الثانى هو ايضا لم يلاحظ وجود كارا. https://68.media.tumblr.com/f7e3f425...n5c0o1_500.gif |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
انتهى الفصل الأول
يا ترى مين الرجل ده ؟؟ |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
تسلم الايادي,,,,,شكرررررا
|
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
الفصل الثانى
2_ البحر فى الليل http://www.toscanafantasy.com/GIF/ME...33/dxGMbfX.gif استيقظت كارا فجأة بعد ان فتح باب الغرفة وسمعت صوتا يقول: - قهوة الصباح يا سيدى كان الخادم يقف خارج الناموسية بين السريرين . فتحت كارا ناموسيتها لتعرفه انها انثى وليست ذكرا كانت ستمسك بفنجان القهوة لو لم تفتح الناموسية الثانية فى السرير الثانى وتمسك يدى اخرى بالفنجان كانت يدا مشعرة واهتزت كارا من المفاجأة حين وقع نظرها على الرجل فى السرير الثانى. له عينان خضراوان رماديتان ولم تتحرك حين تفحصها ... شعرها , فمها ,عنقها ثم عاد ليركز على عينيها السوداوين الناعستين . ثم قال ببرود يخاطب الخادم : - فنجان آخر للسيدة الشابة - حاضر يا سيدى ضحك الخادم ضحكة لها الف معنى واغلق خلفه الباب بقيت كارا وحدها مع الغريب المتغطرس ذى الشعر الأحمر والذى لم يظهر عليه اى ارتباك من هذا الموقف نظر الى كارا وقال: - زيارة غير منتظرة ... زائرة للفطور. تكلم بالفرنسية ولكنها شعرت بأنها ليست لغته حاولت النطق ولكن المفاجأة عقدت لسانها واخيرا عاد اليها صوتها وقالت بسرعة : - هذه غرفتى . ماذا تفعل هنا ؟ قال وهو يبتسم كأنه يلهو: - آسف أن أخالف رأى السيدة انها غرفتى انا انظرى حولك فى اشيائها فنظرت حولها هناك قميص رجالى ابيض مرمى على الكرسى بدون ترتيب وفرشاة للشعر وعدة الحلاقة اما على الطاولة فلا صورة عائلية ... واحمرّ وجهها خجلا. -انا آسفة. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
بدأت تغادر السرير ولكنه ولكنه بصوت آمر كأنه الصوت امرها ان تبقى فى مكانها
كانت عيناه الخضراوان مسلطتان على رجليها اللتين ترتجفان فوق الارض مثل جناحى عصفور خائف - رجلاك صغيرتان جدا أنت لست فتاة هوى على ما اعتقد ؟ كان ينظر الى حمرة الخجل التى علت وجهها - وهل خاب ظنك ؟ ثم اكملت: انها غلطة فادحة يا سيدى لا بد اننى اخطـأت فى رقم غرفتى - رقمى 19 ما هو رقمك ؟ - رقمى 16 كانت عيناه كعينى حيوان مفترس علق فى فخ حين خرج من السرير ومشى حافى القدمين الى الباب فتحه ونظر ثم ضحك انه شيطان كبير يتلذذ بمثل هذه الظروف التى تضع الآخرين تحت رحمته - يبدو ان الرقم 9 انقلب الى وضع جعله يبدو 6 ... على كل حال لا يمكنك ان تتركى غرفتى الان يا سيدتى الصغيرة . ليس بعد . - ماذا تعنى؟ تراجعت فى سريرها بعد ان اغلق الباب ووقف داخل الغرفة كان طويلا عريض المنكبين واسع الصدر يضج بالرجولة لوحته الشمس كأنه يمضى معظم وقته فى الهواء الطلق - لو كنت رجلا مهذبا ستسمح لى بالعودة الى غرفتى فى هذه اللحظة - ألا ترين اننى مهذب؟ كانت عيناه الخضراوان ساخرتين وهما تغمزان لها بطريقة شيطانية نظرت اليه كارا وتسارعت نبضاتها ثم قالت: - تبدو لى شريرا واضافت فجأة: - الخادم فى طريقه الينا مع فنجان القهوة وسأصرخ طالبة النجدة - كم سيكون ذلك مسليا ... فتاة امضت ليلتها فى غرفة نوم غريب تصرخ فى الصباح طالبة النجدة لن يهتم الخادم لصراخك . انه فرنسى ويفهم ان وقت انقاذك قد تأخر يا انستى الصغيرة . انت الان على علاقة مع لوكان سافدج . وجميع سكان جزيرة دى لوك يهرفون من انا . انه لا يطلب الرحمة من احد ولا يرحم احدا. سألت مذعورة: أنت؟ أنت لوكان سافدج؟ - فى خدمتك يا انسة! وانحنى لها ساخرا |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
كان لا يرتدى سوى بنطلون البيجاما الا ان شكله يدل على انه اعتاد ان يعطى الاوامر لا ان يتلقاها
كان فأرا يمتطى أجود الخيل ولا يختار الا الافضل تفحصته كارا وتأكد لها انه يملى شروطه الخاصة ولا يستطيع احد ان يؤثر عليه قال: - ارى انك سمعت بى مع انك وصلت حديثا الى الجزيرة وبينما كان يتكلم تراجع ولبس ثوبا فوق البيجاما وهو يفتش عن نعليه لقد احس انها باقية ولن تركض هاربة الى الباب كانت غريزة الهرب تسيطر عليها ولكنها عرفت انها تتعامل مع رجل شرس سريع الغضب كالنمر سينقض عليها بيديه الكبيرتين القويتين شعرت بضآلتها قربه وجلس لوكان على حافة سريره يتفحصها بامعان - لا استطيع ان اخمن جنسيتك بسهولة ... - اسمى كارا ستيفانوس . انا فى اجازة فى البحر الكاريبى . اليونان وطنى - اذن انت يونانية ... ألا توجد كلمة يونانية للصدفة التى تجمع غريبين دون ميعاد؟ حدقت فيه بعينيها الواسعتين وقالت: الكلمة هى ميرا وتعنى القدر ثم سمعت نقرا على الباب فشعرت بالارتياح تنحنح الخادم ودخل يحمل صينية الفطور وقال: - احضرت الفطور لكما وكان يتكون من القهوة الساخنة وفطائر بالزبدة والفاكهة كان الخادم لا يخفى ضحكته وهو يجول بنظره بينهما واحمرت وجنتا كارا خجلا لقد اخبرها ناب البارحة ان السيد سافدج شهير بغرامياته التى يتهامس بها سكان الجزيرة قال لوكان: - سنتناول فطورنا على الشرفة . ونظر الى ثوب الحمام الذى خلعته كارا البارحة قبل نومها وتركته قرب السرير تذكرت سرورها بالاحتفال وتعبها الشديد الذى كان كافيا ليجعلها تضل الطريق الى غرفتها وتمضى الليل فى غرفة رجل غريب. تبعت لوكان الى الشرفة وكان شعره بلون النار تحت اشعة شمس الصباح. وتذكرت العرافة وهى تحذرها من لقاء رجل غريب شعره بلون النار تذكرت كيف اقترحت عليها مغادرة فورت فرناند فى الصباح لم تأبه كارا لتحذيرها بالأمس ولكنها الان وبعد ان قابلت لوكان سافدج لا بد لها من مراجعة النبوءة جلست كارا على كرسى قبالة لوكان وكانت الشمس ساطعة بحيث شعرت بالامان فى صحبة هذا الرجل الذى لا يؤمن جانبه. صبت القهوة لهما ثم راقبته يأكل فطيرة مع الزبدة |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
قال:
- أليس غريبا ان نجلس هنا جلسة بريئة ؟ - سأتناول قهوتى ثم ارحل من المؤكد انك صيد ثمين يا سيدى ولكن اية فتاة مهما كانت بريئة تعرض نفسها للشبهات والفضائح اذا شوهدت معك - انت لا تحبيننى ابدا أليس كذلك ؟ انك تفكرين لو كنت شهما لما سمحت للخادم بالتكهن بما هو واضح يا صغيرتى الشابة لا يمكننى ان اهربك الى غرفتك دون ان يراك الخادم كنت تنظرين اليه بعينيك الواسعتين وانت تنامين موردة الخدين قرب فراشى. - كان يمكنك ان تشرح له انك صفقت الباب الخارجى بقوة الليلة الماضية مما قلب الرقم 6 الى 9 واننى دخلت غرفتك بدلا من غرفتى؟ - ولماذا لم تشرحى انت له بدلا من بقائك صامتة؟ - انعقد لسانى وغابت عنى الكلمات حاول ان تضع نفسك مكانى تستيقظ صباحا فى غرفة رجل غريب فى فندق غريب وبلد غريب , وتكتشف انك امضيت الليل كله فى غرفته ضحك ضحكة لذيذة مما زاد فى نكهة الموقف - سأغادر جزيرة دى لوك اليوم ! - تهربين ؟ قال ذلك وتوقف عن الضحك. بدأت تتسلى بالتقاط فتات الخبز عن الطاولة دون ان تجيب - انت هنا لهذا السبب ؟ انك تهربين من شئ أو من شخص ما ! - هذا ليس من شأنك يا سيد سافدج قالت ذلك ونظرت الى البعيد كانت الشمس ساطعة فوق البحر ولكن حالتها النفسية لم تكن لتسمح لها بالتلذذ بهذا المنظر الاخاذ ثم ان حبها لنيكوس وحب نيكوس لفتاة اخرى لا يمكن بحثه مع رجل غريب , يبدو كأنه لم يعرف الحب فى حياته |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
قال ساخرا:
- لا تهتمى يا شهيدة الحب غرامياتك الصبيانية لا تهمنى ولكن ماذا عن عائلتك؟ ألا يهمها انك وحيدة فى البحر الكاريبى حيث يمكنك ان تقعى فريسة سهلة لرجال من نوعيتى ؟ - انك ملك من ملوك السكر يا سيدى ! كنت اعتقد ان هؤلاء انتهى امرهم مع العصور الغابرة . ولم اعرف انهم ما زالوا يعيشون فى المنازل الكبيرة والقصور وسط حقول قصب السكر ومزارع الكاكاو ويحكمون كملوك الاقطاع ضحك ضحكة هازئة وقال : - عائلة سافدج من خليج التنين تعيش الان كجزء من تاريخ هذه الجزيرة اصولنا تمتد عميقا فى الارض مع اصول قصب السكر والكاكاو . اتينا من ايرلندا ثوارا وبقينا لنؤسس سلالة. قالت مؤنبة: - هل تملكون العبيد ؟ - دخل فى خدمتنا العديد من سكان الكاريبى ولكننا لم نجعلهم عبيدا لنا بدا متعجرفا وقاسيا واكمل: - سألتك عن عائلتك ... هل يسمحون لطفلة مثلك أن تتجول حيثما تشاء؟ - اولا اننى لست طفلة يا سيد سافدج . والداى توفيا منذ زمن . وقد عرفت عن شقيقك من ناب ... - عرفت انه مقعد وانا الملام فى اعاقته وانا الذى سبب به ذلك؟ سألت كارا وقد اتسعت عيناها السوداوان: - وهل لاموك أنت؟ - نعم . نعم . كنا لا نفترق انا واخر برايد. نركب الخيل كأننا شيطانان . نفعل كل شئ سوية ونتحدى بعضنا فى الجرأة والمهارة . كنا نتفوق على جميع اترابنا ... نحن التوأمين سافدج نفاخر بتراثنا ونعبد تاريخ عائلتنا. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
كان لوكان يتكلم وهو يروح ويجئ على الشرفة امامها
بينما تجلس فى كرسيها واضعة ذقنها بين كفيها تستمع اليه بكل جوارحها وأكمل: - عندما بلغت السابعة عشرة من عمرى عرفت ان شقيقى التوأم برايد هو الوريث الوحيد لأملاك العائلة لانه يكبرنى بساعة واحدة اخبرتنى بهذا الحقيقة المرّة مربيتى الزنجية دا قالت لى وهى حانقة : من المستحسن انك خلقت بعد برايد فهو يصلح اكثر منك لأن يكون سيد خليج التنين ووريثه لقد صفعتنى بالحقيقة كأنها سوط الهب ظهرى كنت احب شقيقى حبا كبيرا ولكننا لن نتقاسم كل شئ ... حقيقة مؤلمة كنا عائدين من المدرسة فى عطلة نركض بوحشية كعادتنا تحدانى برايد ان نتسلق الصخور الحادة العالية التى بنى المنزل الكبير فوقها وقد قبلت التحدى كنا دائما نقول: سنحاول تسلقها ذات يوم سمعت كارا التنهدات العميقة التى افلتت منه حين وصل فى قصته الى هذه النقطة وانفطر قلبها حزنا عليه قالت له: - يا للسماء هل من الممكن ان نمحو فترة من الزمن الماضى كأنها لم تكن؟ وقف لوكان ينظر اليها كانت على وجهه علامة تشبه الهلال كأنها جرح قديم . وقال: - كل من يحمل دما ايرلنديا يحس مسبقا بوقوع المشاكل , وهذا ما احسسته عندما بدأت السباق مع برايد وقد ضحك برايد ونحن نتسلق الصخور وقال : تبدو خائفا هل ترغب فى البكاء يا اخى الصغير ؟ |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
كان دائما ينادينى ... اخى الصغير , عندما يرغب فى السخرية والهزء منى لفارق الساعة بيننا
كنت ما ازال منزعجا مما اخبرتنى اياه مربيتى دا قلت له : سأكون الاول فى السباق ولو قتل احدنا كنت اسابق الريح كأن احدا يلاحقنى بسوط فى يده وصلت الى ثلاثة ارباع الطريق وكنت سابقا له بقليل حين هوى برايد الى اسفل فوق الصخور ... واستدار لوكان ليواجه كارا قرأت فى عينيه امارات الندم ولكنه اكمل بقسوة ومرارة : - وقع برايد وكسر ظهره صرخت كارا : - اوه ! لا لا . احست انه اخبرها قصته المؤلمة لأنه يعرف انهما لن يلتقيا بعد اليوم ... كأى مسافر فى طائرة او على متن باخرة. - هل رأيت وعلا وحشيا يقع فى الشبكة ؟ هكذا كان شعورى وألمى قلبك ينفطر على ألم القوى اكثر مما ينفطر على ألم الضعيف اجابته كارا وقد تذّكرت شقيقها بول يوم رقد فى المستشفى لا حول له ولا قوة قبل ان يستعيد قوته وعافيته فى حب دومينى. - نعم اعرف ما تعنى وسألته: - ألم يمت شقيقك برايد ؟ - كلا . كانت الاقدار هى الاقوى لقد تحول من رجل كامل قوى الى نصف رجل بلحظة . بقى له نصف جسده . من الخصر الى اسفل شلّ تماما . قالت كارا : - قصتك رهيبة يا سيد سافدج - وأنا . هل أنا رهيب ايضا؟ نظرت اليه لم تستطع ان تعبر عن رأيها فيه بكلمات بسيطة . كان يتمشى فى الشرفة تحت اشعة الشمس قويا عصبيا كأنه حيوان فى قفص حديدى لعله مسجون فى قفص اكبر من شقيقه المسجون فى مقعده ذى الدواليب المتحركة انه ولا شك برئ ولكنه فى نظر الجميع متهم ذنبه انه قبل التحدى لتسلّق الصخور الحادة فى سباق مع شقيقه واصر على ربح السباق ولو ادّى ذلك الى مقتل احدهما هل كان يحسد اخاه لأنه سيرث كل شئ ؟ |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
قفزت كارا من مكانها وقالت:
- على ان اتركك يا سيدى آسفة اشد الاسف لما حصل لشقيقك ولكن ارجوك لا تقس على نفسك باللوم وقامت ووجهتها الباب , ولكنه وقف يمنعها وهو يقول: - لا يمكنك ان ترحلى يجب ان القاك مرة ثانية سنتعشى الليلة سوية سنتعشى خارج الفندق فى مكان اخر - لا اظنها فكرة صائبة ان نلتقى ثانية قالت ذلك ونظرت اليه بعينيها السوداوين . نظرت الى وجهه الاسمر الذى لوّحته الشمس والى عينيه الخضراوين وشعره الاحمر كأنه نار فوق رأسه توقفت عند ندبة فى خده تزيد من شكله الشيطانى المحبب وقالت: - اظن من الافضل لنا ان لا نلتقى - بل علينا ان نلتقى قال ذلك وهو يمسك برسغها بشدة وعصبية . شعرت انها لا تستطيع الافلات من قبضته الفولاذية - هل تخافين منى يا كارا ام تخافين من نفسك ؟ - ما هذه السخافة ؟ ارجوك اتركنى يا سيد سافدج لقد استمتعت ببقائى هنا فترة طويلة وقد استمعت الى قصتك المؤلمة وواسيتك بعطفى ... - العطف! وهل تعتقدين اننى اهتم لشعورك نحوى بالعطف ؟ لقد اخبرتك عن حادث شقيقى برايد لأننى رغبت ان تعرفى اى انسان انا ولأننى لا اريد اسرارا بيننا منذ البداية سنلتقى مرة ثانية هذا المساء - كلا ... حاولت كارا ان تتملص من قبضته بكل قواها دون جدوى. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
- هذا المساء يا كارا سنلتقى
لا تهربى لأنك ان فعلت ستندمين الى الابد - ولماذا اهتم ؟ قالت ذلك بصوت غاضب شاعرة بخوف كبير وهى قربه احست بقوة وتصميم لم تعهدهما سابقا مع نيكوس ثم اكملت: - وهل تظن اننى مدينة لك بشئ من اجل الليلة الماضية ؟ - ربما نحن مدينون بالليلة الماضية الى قوى خارقة لا نستطيع مخالفتها , الى القدر هل تخافين الشائعات فى فورت فرناند ؟ هروبك لن يجعلها تصمت - وكذلك بقائى لن يسكتها ! - هل يهمك كلام الناس؟ رفع لوكان رأسها ببطء ونظر الى عينيها ثم الى شفتيها واكمل: - لقد تكلم الناس عنى كثيرا . وهل تعرفين كيف حصلت على هذه الندبة فى خدى ؟ لقد ضربتنى والدتى بالسوط على خدى حين اخبرتها بالحادث الذى وقع لشقيقى كانت فى القاعة وما تزال فى ثياب الفروسية ضربتنى بالسوط الذى كان فى يدها وهى تقول : ان تنين الخليج يهتم بنا نحن آل سافدج! ضحك لوكان دون اكتراث ثم افلت كارا وهو يقول: - اذهبى يا فتاتى الصغيرة . اهربى ! ركضت كارا الى غرفتها فدخلتها واغلقت الباب |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
شعرت اخيرا بالأمان وسط ثيابها المبعثرة والصورة العائلية السعيدة فى مكانها على الطاولة بين السريرين
تنفست الصعداء . ستترك الجزيرة اليوم .... قبل ان ترتبط بعلاقة مع لوكان بدأت تستعد للرحيل وفتحت حقائبها لتعيد ترتيب اشيائها عندما سمعت قرعا على الباب فتحت فرأت ناب واقفا وبيده مظروف مغلق قال: - هل ترغبين فى دليل سياحى اليوم يا آنسة ؟ واعطاها المظروف - كلا لا اظن ذلك يا ناب - على كل حال سأكون هنا اذا غيرت رأيك واغلق الباب وراءه فتحت كارا المظروف وقرأت الرسالة كانت كلماتها مكتوبة بقلم اسود ولا مجال للمراجعة كتب يقول ... دعينى أتعشى معك عشاء وداعيا . وكما يقول الفرنسيون : الوداع هو بعض الموت. تمنت كارا ان تمزق الرسالة اربا لتوفر على نفسها لقاء جديدا مع هذا الغريب انطبع وجهه فى عقلها الباطنى بشكل اخذ يزعجها ... وكوّمت الرسالة بين اصابعها لماذا تهتم؟ ليذهب هذا الغريب الى الجحيم ما شأنها بما حصل له حين كانت هى طفلة صغيرة على مقاعد الدراسة تتجول مع نيكوس فى تلال جزيرة انديلوس ... لديها جراحها الخاصة وهى حضرت الى هنا لتنساها ... جلست كارا على حافة السرير فى غرفتها تحدق فى ارضية الغرفة . تذكرت نيكوس بعيدا عنها متزوجا من سيسلى بوجهه الطويل الذى يشع جمالا وحيوية حين يضحك حاولت ان تستعيد شكل وجهه من الذاكرة |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
واذا بعينيه العسليتين تتحولان الى عينين خضراوين قاسيتين . حتى تقاطيع وجهه تغيرت لتصبح عينى رجل قاسٍ تبرقان تحت شعره الاحمر انها صورة لوكان.
لوكان سافدج الرجل الذى يتهامس الناس قصصه المخجلة والذى يحمل ندبة فوق خده من تأثير ضربة سوط ... الشمس تغيب بسرعة فى المناطق الاستوائية يهبط الظلام فجأة وتظهر النجوم فى السماء كأنها حاشية تحف بالقمر هذه هى ليلتها الثانية فى جزيرة لوك وصلت العربة الى مدخل مطعم القنديل الملون ابتسم السائق بعد ان نقده لوكان اجرته ضرب الحصان بسوطه ومشت العربة مبتعدة بعد ان نزلت كارا برفقة لوكان. آخر مرة ركبت فيها عربة يجرها حصان كانت فى اثينا وعضت كارا على شفتيها لأن لوكان كان برفقتها بدلا من نيكوس كان لوكان طويل القامة عريض المنكبين يلبس طقما فاتحا مع قميص وربطة عنق من الحرير البنى اللون أحست بأصابعه تحت كوعها وهما يدخلان المطعم . وشعرت بانتصاب قامته ورشاقته . قال: - أعدك بأمسية غير مألوفة كانت الغرفة قليلة الانارة وتقدم منهما رجل صينى وقور يلبس قفطانا حريريا واسع الاكمام ويداه بأصابعهما الطويلة مشتبكة بعضها ببعض كانت على شفتيه ابتسامة زائفة . وانحنى لهمل حين اوصلهما الى طاولة منعزلة. قال: - انه لمن دواعى سرورى ان اراك مرة ثانية فى مطعمى المتواضع يا سيد سافدج - وهذا يسرنى ايضا يا سيد بن احب مطعمك وانواره الخافتة وطعامك الممتاز . اتمنى ان يكون لديك لحم البط على لائحة الطعام اليوم - لدينا كل ما تحب اكله انحنى بن وصفق بيديه فحضر الخادم على الفور |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
تنفست كارا ببطء بعد ان اختفى الرجل الصينى خلف ستارة من الخرز وقالت فى نفسها ... هل حلمت به ؟ هل انا فى حلم ؟ كست ابتسامة صغيرة خجولة وجهها وتعجبت من نفسها ... لماذا وافقت على العشاء مع هذا الرجل الشرس القاسى ؟ انه يبدو اكثر شراسة تحت الاضواء الشرقية الخافتة.
نظر لوكان الى ثوب كارا البسيط والشرائط الحمراء المعقودة على خصرها . انه ثوب فتاة صغيرة وقد لبسته عن قصد . سألها: - هل ذقت طعاما صينيا من قبل؟ هزت كارا رأسها نفيل - اذن ستكسبين خبرة جديدة اليوم . وكان يغمز بعينيه كأنه يقول لها ... هذه تجربة جديدة ستشاركه فيها . واسرع قلبها فى ضرباته ابعدت نظرها عن وجهه بسرعة خاطبها الخادم وهو يقدم لها لائحة الطعام : - لائحة الطعام لك يا سيدتى فتحتها كارا وتفحصت بعينيها الكتابة الصينية المعقدة وسألها لوكان: - هل تضعين نفسك بين يدى ؟ أحست بالمعنى البعيد لجملته من دفء صوته. - نعم . اختر لى انت عشائى . ولكن ارجوك لا تطلب لى اى شئ غريب. سخر منها قائلا : - هل انت خائفة من هذه التجربة ؟ فتاة مثلك قادمة من ارض تكثر فيها الاساطير والحوريات. - كان هذا فى الزمن الغابر يا سيد سافدج . الاساطير اصبحت داجنة والحوريات تعلمن الحذر - يا لخيبة الأمل ! |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
نظر اليها كأن شيطانين خضراوين يسكنان عينيه . ثم نظر الى الخادم وطلب العشاء . كانت كارا متأكدة انه طلب لهما اغرب ما يوجد على لائحة الطعام
سألها : - هل ترغبين فى تجربة أكلة كواى تسو ؟ - وما طعمها ؟ - كواى تسو هما عصوان لأكل الأرز يا سيدتى واشار الخادم الى طاولة مجاورة حيث جلس اثنان يأكلان بهما طعامهما الصينى - اجلب لنا زوجين منها وكذلك اجلب لنا شراب الارز فورا .انه يهدئ الاعصاب قالت كارا: - كم انت فظيع! اعتقد انه يسرك ان تجعل من المرأة اضحوكة - انت تبدين فتاة صغيرة ليس الا . كيف يعاملك فارس احلامك ... مثل وردة تنتظر من يقطفها ؟ ألهذا تهربين منه لأنه تردد طويلا ؟ قالت بغضب: - ليس فى نيتى ان اشاركك خصوصياتى - لا يمكننا بعد ان نمثل دور الغريبين يا كارا . الليلة الماضية تقاسمنا غرفة نوم واحدة . أتذكرين ؟ ماذا سيقول حبيبك اليونانى عن ذلك ؟ قال ذلك وعيناه تقدحان شررا. - لن يقول شيئا يا سيد سافدج . نيكوس تزوج امرأة اخرى التقاها فى اميركا ولا يمكننى ان انافسها . هى تملك كل شئ: الشعر الاشقر القوام الرشيق والوجه الجميل كانت تتكلم بعصبية ظاهرة قال لها مازحا: - اذن لو كنت تملكين شعرا ذهبيا كنت تلبسين الان خاتما من ذهب . منذ متى تعرفين هذا الرجل ؟ - كل حياتى! - وتعتقدين انه كسر قلبك ! - اعتقد انك اكبر رجل ساخر التقيته فى حياتى . ولا اعتقد ان لديك قلبا لينكسر! - ها قد احضر الخادم الشراب . انه يسمى شو شنج ويقال انه يدفئ أبرد قلب . بالطبع ليس قلبى. قال ذلك وهو يضحك حتى ظهرت اسنانه البيضاء فى وجهه الاسمر. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
وضع الشراب فى كوبين صغيرين . وطلب لوكان منها ان تشربه على الطريقة الشرقية ببطء كبير . وبعد ان رشفت منه قليلا شعرت باحساس لطيف يسرى فى عروقها وقد هدأ تشنج أعصابها قليلا
كان الطعام مزيجا من البيض والتوابل المختلفة والأرز. وكانت كارا تحمل الصحن قريبا من ذقنها وتدفع بالعصوين بعض حبات الأرز الى فمها . قال لوكان بجفاف: - الافضل لك ان تستعملى الملعقة بدلا من العصوين - كلا . لقد بدأت اتعلم طريقة استعمالها . الطعام لذيذ جدا اكلا لحم البط مع الفطر وبعض الخضروات الاخرى التى لا تعرف كارا اسماءها . كانت الحلوى ممزوجة بالخل . وجلبوا لهما الماء الساخن فوق منشفة صغيرة ليغسلا ايديهما . وبعد الطعام تناولا الشاى اليابانى المعطر. شعرت كارا براحة بعد الطعام . وتنفست رائحة الياسمين العطرة فى الشاى وهى تستمع الى لوكان يخبرها عن منزله فى خليج التنين. قال ان المنزل يقع فى منتصف مزرعة قصب السكر وحقول الكاكاو. زالطريق اليه يمر عبر صفين من اشجار النخيل . ساحته الامامية تحتوى على اعمدة قديمة امام المدخل الرئيسى والمنزل حجرى يتكون من ثلاثة اجنحة . قالت كارا وهى تبتسم : - ربما هو قصر بابلى - انه يتحدى زرقة السماء . انه قلعة اقطاعية . وللمنزل شبح . شبح سيدة تلبس الذهب وتخرج من نافذة ملونة فوق السلالم . ماتت حرقا فى طاحونة السكر القديمة . قيل انها كانت تجتمع الى عشيقها هناك. - ذلك مدهش فعلا! وحاولت ان لا تنظر اليه . رشفت من فنجان الشاى وقد شعرت بنبضها يسرع وبسحر هذا الرجل وجاذبيته - انت تحب بيتك كثيرا قال ساخرا: - وهل يستطيع رجل بدون قلب ان يحب ؟ - اعتذر . من الخطأ ان نصدر احكامنا على الناس بسرعة . ارجو ان تسامح تهورى فى الحكم عليك . التسرع من طباع اليونانى يا سيد سافدج - هل انت دائما متهورة وطائشة ؟ قال ذلك واومأ الى الخادم . ظنت ان العشاء انتهى وانه يطلب الفاتورة. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
- احيانا افعل اشياء واندم عليها . هذا طبع آل ستيفانوس والدى تزوج والدتى بعد ان عرفها بعشرة ايام فقط . هى انكليزية وانا فى غالبيتى يونانية الطبع.
- حين يحضر الخادم لنا الشراب سيجلب معه ورق الحظ ليخبرنا عن المستقبل . الصينيون شعب يؤمن بالفأل وقراءة المستقبل . هل يؤمن اليونانيون بذلك ايضا؟ - نعم ألم تتنبأ لها العرافة السوداء البارحة انها ستقابل رجلا غريبا شعره احمر يشبه النار ؟ لقد تحققت نبوءتها .. جلب الخادم الصينى ورق الحظ . وخرج السيد بن من خلف الستائر الخرزية هادئا ورزينا فصب لهما الشراب من قنينة صوانية قديمة. قدم كوبا الى كارا واخر الى لوكان . شرباها سوية ثم اخذ كل منهما ورقته ووضعها امام السيد بن ليقرأ طالعهما . عملية تسلية بالنسبة لكارا ليس الا . فهى لا تؤمن بهذه الامور . ومع ذلك شعرت بضربات قلبها تسرع وهى تنظر الى الرجل الشرقى بقفطانه الحريرى ذى الاكمام الواسعة . قال لها: - ارى حفلة تنيرها المشاعل فى المنزل الكبير فى خليج التنين . اخبرينى يا صغيرتى هل تنتظرين ان تحضرى حفلة عرس قريبة ؟ قالت كارا: - حفلة عرس ؟ لقد اقيمت الحفلة يا سيد بن . لم احضرها لأنها كانت فى مكان بعيد عن مسكنى وضع بن البطاقة قربه وأضاف: - هناك بعض القناديل المطفأة . كأن احدا يبكى. وبسرعة قلب البطاقة على وجهها وبدأ يقرأ حظ لوكان من بطاقته . كان لوكان يتفرج على عملية التبصير وهو يسخر . قال: - هل هو عرسى أم مأتمى والناس تبكى على ؟ وتمتم لنفسه: - العمليتان لا تختلفان ؟ ... حفلة العرس وحفلة المأتم قال بن: - اعتقد يا سيد لوكان انك تخترت بطاقة المقامر من بين ورق الحظ . عليك بانتقاء بطاقة غيرها. - لا اريد . هذا قدرى ولن اجابهه هذه الليلة. - كما ترغب . اتمنى ان تكون الخدمة والطعام فى مطعمى لم يخيّبا ظنكما ؟ قال لوكان : - الطعام ممتاز وكذلك الخدمة. وقالت كارا: - الطعام لذيذ وفاخر . سأحمل معى ذكريات مدهشة حين اترك جزيرة دى لوك |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
وبعد لحظات غادرت كارا هذا المكان الشاعرى . كانت كالمسحورة التى خرجت من هيكل. تمشيا سوية قرب الشلال وسألها لوكان:
- حسنا والان ما رأيك فى البحر الكاريبى ؟ - انه زاهى الألوان , لذيذ وغيراعتيادى اعطاها يده وتمشيا على الشاطئ الرملى . كانت ليلة مقمرة واشجار النخيل الباسقة تنحنى مع النسيم - ومع ذلك سترحلين! انحنى وامسك بصدفة كبيرة وقال : - وهل لقاؤنا بدون ميعاد سيكون من الذكريات التى ستحملينها معك ؟ قالت بصدق: - طبعا بالتأكيد . كيف سأنسى هذا الصباح ... أو هذا المساء فى مطعم القنديل الملون ؟ كيف سأنسى رجلا يحمل ذكريات طفولة اليمة ؟ - كلما كانت الندبة اعمق كلما نما الجلد اكثر خشونة. كان يسخر . وناولها الصدفة الفارغة طالبا اليها ان تضعها على اذنها وسألها: - ماذا تسمعين؟ - اسمع امواج البحر تتكسر على الشاطئ تمتم: - انها امواج البحر فى خليج التنين سألته: - لماذا تنزل فى فندق فكتوار اذا كنت تسكن خليج التنين؟ - كنت فى رحلة خارج الجزيرة . سأعود فى الاسبوع المقبل على متن مركب شراعى الى البيت. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
كانت عيناه الخضراوان تلاحقانها بشغف . وأكمل:
- هل تعتقدين ان هذه الطريقة بدائية للتنقل ؟ الرحلة الى خليج التنين تتم دائما بهذه الطريقة . انها جزء من التراث العائلى . حاجة ماسى تسرى فى دمنا هى ان نتمسك بالتقاليد وننكر عصر الآلة. - افهم ما تقول . كذلك عندنا فى اليونان . انا احب جمع العادات القديمة مثل الصبى الذى يجر خلفه معزاة يجوب بها التلال . مثل موسم الخطبة بعد قطاف الزيتون . مثل السباحة ليلا وسط العتمة , نجمع بأيدينا ظل النجوم المنعكسة فوق سطح الماء. - البحر الكاريبى فى الليل يملك سحرا خارقا وقف لوكان طويلا قرب كارا يحدق فى المياه امعنت النظر فى وجهه على ضوء القمر . انه شديد البأس قوى فيه ثورة عارمة وشعره كأنه خوذة فولاذية فجأة شعرت بنفرادهما على الشاطئ . لقد ابتعدا كثيرا عن اضواء المدينة . قالت: - علينا ان نبدأ مسيرة العودة . الوقت متأخر وفى نيتى أن أغادر غدا صباحا. - لا تذهبى . لا تهربى من الجزيرة بسبب كلام الناس كان جادا فى قوله - انه ليس هربا - هل تهربين منى ؟ أم تنوين عزل نفسك عن العالم حتى لا يصيبك المزيد من الألم ؟ هل تظنين اننى من الاشخاص الذين يمكن ان يؤلموك؟ - نيكوس لم يقصد ان يؤلمنى . قلبه هو الذى احب فتاة اخرى . هكذا القلوب تنفتح قليلا لبعض الناس وكثيرا لغيرهم. - وبما ان قلبك فارغ فانك تجوبين الكاريبى للتسلية . الغرف الفارغة تدعو العناكب لتسكنها ! انت مليئة بالحياة ولن تسمحى للفراغ ان يعشّش فى داخلك ارتجفت وبكى قلبها صارخا ... نيكوس لماذا احببتنى قليلا ثم لفظتنى ! -اينما تذهبين ستلاحقك ذكرياتك . انا واثق من ذلك نظرت اليه وتساءلت ... ما الذى يبغيه منى هذا الغريب ؟ هل هى مغامرة عاطفية عابرة ؟ |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
وهذا الرجل الذى يحمل ذكريات اشد الما من ذكرياتها , ذكريات تمتد كالحبال لتخنق الحقيقة . ما هى حقيقته ؟ هل هذا الرجل شرير وقاس أم يحمل بين صلوعه قلبا محطما مثل جسد اخيه ؟
- سأعود الاسبوع المقبل الى منزلى فى خليج التنين . لماذا لا تبقين اسبوعا يا كارا؟ دعينى اريك فورت فرناند. فى النسيم العليل الذى يهب على الشاطئ كان كلامه قد بدأ يؤثر فيها وفى تصميمها على ترك الجزيرة قالت: - ربما لا اظننى سأجد جزيرة اجمل من هذه . شمسها دافئة ونخيلها يميل مع الريح والبحر دافئ يصلح للاغتسال. - هل تعرفين ان جميع الجزر معلقة فى ايدى ارباب البحر الغاضبين ؟ ابتسمت واخذت تنصت الى الصدفة الفارغة التى اعطاها اياها كانت الامواج الصاخبة فى داخلها غضبى مثل مياه خايج التنين ووصلا الى غرفتها فى الفندق . قالت: - لقد ثبت رقم تسعة على باب غرفتك اجابها وهو يضحك ضحكة شيطانية: - لاحظت ذلك ايضا فتحت كارا باب غرفتها ودخلت - شكرا انها سهرة لا تنسى - هل هو الطعام ام قراءة المستقبل ام رفقتى ؟ اخبرينى يا كارا تمنت لو تسأله ... لماذا يصرّ على رفقتها ؟ أمن أجل التسلية أم هى حاجة لصاقتها ؟ لا يمكنها أن تقرأ على وجهه اى امارات واضحة |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
ضحك قائلا:
- لماذا تفكرين كثيرا ؟ فسألته بمكر: - انت رجل كاللغز . تعامل الجميع كأنهم لعب للتسلية . اى لعبة تتسلى بها معى يا سيد سافدج؟ - لعبة دليل السواح يا آنسة ستيفانوس . ألا ترغبين فى البقاء ؟ هل تخافين منى ؟ هل تخافين علاقتك برجل بدلا من علاقتك بفتى ؟ - أوه أنت شيطان مارد حقا! قالت ذلك وقد احمرت وجنتاها - اننى صادق لست ممن يعدون ويخلفون وعدهم . اذا بقيت فى الجزيرة لا استطيع ان اعدك بالسعادة لأن ذلك منوط بك وحدك يا كارا . انها فرصة سانحة . اقتنصيها . ولكننى أحذرك بأنك لن تستطيعى التصدى للقدر. خيم السكون لحظة وترك يده تلامس كتفها ثم نزل بها الى معصمها حيث امسك وحيد القرن فى اسورتها . قال: - مخلوق خرافى . مثلك يا كارا شعرت بلمسته وأبعدت معصمها عن أنامله بصعوبة كأنها تحارب قوة مغناطيسية - الفندق هادئ . الجميع يغطون فى نومهم . أتمنّى لك ليلة سعيدة يا سيد سافدج - ليلة سعيدة يا آنسة ستيفانوس. قال ذلك وهو ينحنى لها بسخرية بالغة مما يؤكد أصله الفرنسى نعم .... فوالدته فرنسية |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
انتهى الفصل الثانى
يا ترى هيعملوا ايه فى الجزيرة ؟ ! http://sl.glitter-graphics.net/pub/1...s0xnmt1zpg.gif |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
الفصل الثالث
3 - الكرنفال https://m5zn.com/sfari_uploads/2017/...9c627533f9.gif بعد اسبوع على وجودها فى جزيرة دى لوك تركت كارا الفندق ومشت الى الشاطئ . تمنت ان تنسى نفسها وسط ضجيج السوق وزحمة الناس. كانت تمشى دون هدف معين بين البائعات السمينات اللواتى يرتدين قبعات القش الكبيرة قرب تلال الفاكهة والخضار والاسماك المجففة والتوابل والقهوة المكدسة فى سلال كبيرة على الرصيف . كان البحارة بأصواتهم الدافئة كالعسل الاسود يفرغون المحار والاسماك الضخمة التى تشبه السلاحف . وقرب تلال من قبعات القش اقنعة كبيرة بدائية معروضة للبيع . لامست كارا ظهر سلحفاة كبيرة على رصيف البحر واصغت الى الاقوال المثيرة حول الكرنفال الذى سيقام غدا فى الجزيرة سيلبس الناس الاقنعة وتقرع الطبول وتقام المآدب حول النيران على الشاطئ. جمبع سكان فورت فرناند سينهمكون فى الاحتفال يوما وليلة - هل تحبين جوز الهند؟ رمى احد الباعة جوزة هند الى كارا . امسكتها بيدها بسرعة وطلبت منه ان يفتحها . فالتقط الزنجى سكينا كبيرة وقطع رأس الجوزة ثم ناولها اياها وهو يضحك . اخذتها كارا وشربت العصير الذى بداخلها . كان طعمه لذيذا يشبه طعم الحليب البارد. قالت كارا للبائع وهى تبتسم: - شكرا ووجدت نفسها مجبرة على التفتيشفى بضاعته علها تجد بعض ما تشتريه. عثرت على عقد من الخرز مصنوع من البذور الملونة . ثم وقع نظرها على قناع لوجه شيطانى له شعر طويل مصنوع من الحرير سألها البائع: - انه شكل وحشى . هل تحبينه؟ - لا ونظرت الى قناع آخر يغطى الوجه حتى الفم . تخيلت القناع فوق وجه لوكان ورأت تحت القناع شفتيه وابتسامته الشيطانية. سألها البائع: - هل اعجبك؟ - نعم |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
اشترته كارا مع العقد وتساءلت فى نفسها : كيف ستكون ردة فعل لوكان ؟ هل سيلبس القناع فى الكرنفال ؟ انها لا تكاد تعرفه
لقد مر اسبوع تقريبا على لقائها به . وعليها ان تحذره دائما لانه خطر كالأسد داخل قفص حديدى. وأكملت تجوالها والعقد الخرزى فى جيدها والقناع فى حقيبة يدها بينما الناس من حولها يشترون ويساومون ويضحكون وسط رائحة القهوة التى تغلى فوق النار والفاكهة الاستوائية الناضجة فى كل مكان كان الشعب فى هيجان وفوضى وبعض الواجهات تعرض بضائعها على جانبى الشارع . والبائعات الجميلات فى تنانيرهن الحمراء المزركشة والبلوزات المكشكشة والأقراط الكبيرة المدورة تحت قماش الرأس الملون يوحين بأن المدينة كلها فى لهو كبير . وصلت الى ساحة العبيد التى كان يحضر اليها المحاربون وصيادو الادغال الاقوياء والتجار وكبار المزارعين لشراء الفتيات السىد قديما . لهذا سميت ساحة العبيد. حاولت كارا ان تتصور نفسها عبدة يملكها رجل لا يهتم ابدا بشعورها نحوه . كلما ثارت عليه ضربها بالسوط ليعلمها الطاعة . واذا هربت ارسل كلابه السوداء الكبيرة لتلاحقها فى مزارع القصب والأحراج . قطعت تخيلاتها الفظيعة هذه واسرعت صوب الشاطئ حيث القريدس ما يزال فى الشباك على مراكب الصيد. كان المنظر كأنه فى اليونان .وتذكرت رسالتها الطويلة الى بول ودومينى كتبتها البارحة تصف فيها كل شئ رأته فى جزيرة دى لوك . ولكنها لم تأت على ذكر لوكان سافدج . كان لديها شعور اكيد ان بول سيرسل عملاءه يستطلعون اخباره عن كثب . ولن يعجبه بالطبع ما سيعرفه عنه ولا عن خليج التنين. جلست كارا قرب مركب لصيد القريدس وكانت يداها تداعب خرز العقد فى جيدها بعصبية وهى تفكر . انها تحب اخاها حب العبادة ولم يسبق لها ان اخفت عنه اى شئ فى حياتها قبل الان . صداقتها مع لوكان حدث عابر . وبعد ايام قليلة ستودعه للأبد سيعود هو الى خليج التنين وستكمل هى رحلتها فى البحر الكاريبى . لهذا السبب لم ترد ان تذكره لشقيقها . ان استراحتها المؤقتة فى جزيرة دى لوك ولقاءها بلوكان سيبقيان ذكرى. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
- أوه
صرخت بصوت مرتفع عندما انفرط العقد وتناثرت خرزاته واختلطت بحبات الرمل على الشاطئ . وانحنت كارا تلتقطها كانت حزينة كأن عقدا من اللؤلؤ قد انفرط . ان العقد ذكرى رحلتها الى هذه الجزيرة قيمته تكمن فى انه سيعيد الى ذاكرتها الااصوات والضجيج وحركة السوق هذا الصباح .... كانت ما تزال منهمكة بالتقاط حبات العقد حين قفز احدهم الى قلابها حيث كانت ما تزال جاثية على ركبتيها فوق الرمال . رجلان كبيرتان فى صندل . ونظرت فزعة الى الرجل الطويل فى قميصه الصيفى وسرواله الخفيف شعره احمر يلمع فوق عينيه الحضراوين . قال لها: - ما زلت صغيرة تفتشين عن الاصداف وسط رمال الشاطئ؟ قالت وقد احمرت وجنتاها: - انفرط العقد وقفزت واقفة فوضعت حبات العقد فى جيب سترتها وسألته: - كيف عرفت مكانى؟ - رأتك احدى البائعات تمرين فى ساحة العبيد القديمة تكهنت انك حضرت الى الشاطئ . لماذا هربت وحدك الى هنا؟ اخيرا خرجت الكلمات من فمها: - رغبت فى الانفراد كانت تحدق به وهو يحدق بها والبحر وراءهما ساكن والنخيل ينحنى مع النسيم بلطف . قال: - المرأة الصادقة ... نوعان ... نوع لا حنكة له ونوع لا قلب له . ولا اعرف بعد من اى نوع انت؟ امسكى! رمى لها بتفاحة نكهتها مزيج من حلاوة وحموضة المشمش وقال: - هل تعرفين ما يقوله سكان الجزيرة عن هذه التفاحة؟ انها الفاكهة المحرمة التى اغوت بها المرأة الرجل قالت وهى تغمز له: - هل تعكس انت الآية وتحاول غوايتى؟ |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
كان الاحد هو يوم الكرنفال . وبعد الكرنفال سيسافر لوكان الى منزله على مركب وسيأخذ روحها معه . اليوم صباحا انفردت كارا بنفسها تحاول ان تختبر شعورها ولوكان بعيد عنها . مر اسبوع كامل على معرفتها به . كل يوم تسبح معه , تزور الاماكن برفقته , تتناول طعامها كل مساء واياه فى الأندية والمطاعم , يضمها بذراعيه القويتين وهو يراقصها.
ما هذه الجاذبية القوية التى تربطها به ؟ انها ليست حبا . فهى تحب نيكوس ولقد احبته كل حياتها ومنذ نعومة اظافرها . كيف يمكنها الان ان تعجب برجل اخر غيره ؟ سألها وهو يقهقه : - وهل تودين منى ان اغويك ؟ - نعم , الى الفطور اننى جائعة . مشت امامه وقالت: - لنذهب الى الكافيتريا الصغيرة فى المرفأ ونتناول فطورنا هناك . - هل اشتقت الى بلدك اليونان؟ - اشتقت الى دومنيك ابن اخى الصغير . عيد ميلاده الثالث فى شهر حزيران ( يونيو) - نحن الان فى ايار / مارس وقصب السكر اينع واخضر فى خليج التنين. - وأنت ايضا اشتقت الى منزلك. نظرت كارا اليه ورأت فى عينيه الخضراوين حبا كبيرا وهو يتنفس من انفه نفسا كأنه يشم فى خياله رائحة الكاكاو . اعترف قائلا: - اظن ذلك . الحاجة الى السفر عن البيت ليست بحجم الحاجة الى العودة اليه من جديد . كنت فى فرنسا فى زيارة صديقة. كان صوته رخيما عندما ذكر كلمة صديقة وتساءلت كارا فى نفسها اذا كان يقصد ان يقول فى زيارة امرأة . على الارجح كان فى زيارة امرأة لأنه يمثل الرجولة الحقة من رأسه حتى أخمص قدميه . شكله الايرلندى الأسطورى يعود الى عصر عربات الخيل التى تسير فوق الطرقات الوعرة. قال : - لقد وصلنا |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
احست يده تحيط بخصرها وهما امام استراحة المرفأ التى تشبه مثيلاتها فى اليونان . طاولاتها باخ لونها من حرارة الشمس وتظللها عريشة عنب.
قالت كارا وقد شبكت يديها فوق الطاولة تنتظر وصول الفطور: - انا جائعة قال لوكان وهو ينطر اليها فخورا مسرورا وضحكة كبيرة تطل من عينيه الخضراوين تحت السماء المشمسة التى تشبه سماء اليونان - انت طفلة غريبة الأطوار - ربما اختلف عن الفتيات الرشيقات الارستقراطيات اللواتى اعتدت مجالستهن . أتمنى أن لا أضجرك؟ - لو كان الامر كذلك لما كنت تجلسين معى الان. انا لا اجوب معك الجزيرة وأحدثك بجميع القصص التى حدثت لأننى لطيف ومهذب يا كارا ولأنك غريبة عن الجزيرة . ولاأقوم بتسليتك لتنسى وجع قلبك المحطم أو همومك . انا لا تهمنى مشاكل قلبك اطلاقا . انك تثيرننى وتروقين لى , انت لغز من اليونان احاول حله . هل هذا يشفى غليلك بالنسبة للأسباب التى دعتنى للاهتمام بك ؟ - لم اكن اعتقد انك لطيف ابدا . ثم اننى انا نفسى محتارة ... لماذا اهتم بك ؟ ايضا انت لغز بالنسبة لى احاول حل رموزه. ضحك قائلا: - أصبت . نحن الان متعادلان . اننى احب روحك واحب عينيك السوداوين التى تشبهان بركتى ماء. احب خجلك واظافرك المستعدة ان تنشب فى خدى. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
رفعت يديها عن الطاولة بحركة عفوية , وتمنت لو تنتهى عطلة نهاية الاسبوع . تمنت لو ان لديها الجرأة الكافية لتتركه الان وتحرم نفسها من وجوده ومن رفقته التى تضنيها وتعذبها
- حضر الطعام قال ذلك ومر بيده على الندبة فى خده . ودت كارا لو تستطيع ان تبعد يده عن الندبة وتغمرها بقبلة حنان ... بدأت روح الكرنفال تطغى على كل شئ فى الجزيرة . وطلبت كارا من ناب أن يذهب معها الى مخزن البسة كى تستأجر ثوبا جميلا للمناسبة . ارادت ان تفاجئ لوكان به وتبهره . وجدت ضالتها . كان ثوبا مكونا من تنورة فضفاضة ولباس حريرى ملون للرأس مع قرطين كبيرين لأذنيها. ستلبس هذا الثوب فى الحفلة المقنعة التى ستقام فى اقدم منزل فى فورت فرناند. يعرف لوكان اصحاب المنزل الذين سيقيمون الحفلة وقد دعا كارا لمرافقته قائلا: - انها حفلة مقنعة ويمكنك استئجار الثوب الذى ترغبين ارتداءه - ولا لا؟ قالت وقد شعرت بالاثارة مما جعل نبضها يسرع فى ضرباته. - ستكون هذه الحفلة من ذكرياتى الجميلة فى هذه الجزيرة . ماذا سترتدى انت يا لوكان؟ قال وهو يدخن بنظرة شيطانية: - سارتدى ثوب قرصان! - لنفاجئ بعضنا وفى تمام العاشرة من صباح اليوم التالى كانت فورت فرناند تعيش يوم الكرنفال المرح . شوارعها الضيقة تغص بالمارة ... فى لباس الكرنفال والبعض الاخر فى ثياب بيضاء منشاة او ثياب فولكلورية مزركشة بالألوان . الشمس تشرق فوق الوجوه السمراء بلون القهوة وجدائل الفتيات الصغيرات تتراقص قرب اعينهن الفرحة . والصبية الصغار يحملون البالونات الملونة ذات الاشكال البهيجة. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
كانت الاصوات تصل الى شرفات فندق فكتوار الذى اكتظ بالزوار والمزارعون الاغنياء مع عائلاتهم يتكلمون اللغة الكاريبية وهم ينتظرون مرور العربات المزينة فى الاستعراض . وفى احدى العربات جلست ملكة الكرنفال وحولها بعض الشباب والشابات بثيابهم الوطنية الفولكلورية التى تحكى تراثهم التاريخى العريق.
لم تنتبه كارا الى نظرات التعجب التى تصوبها اليها الفتيات وهن فى طريقهن الى الحفلة المقنعة فى المساء. كن يضحكن ويهمسن بكلمات لم تسمعها كارا . وعندما وصل لوكان توقف الهمس من حولها . كان منظر الشارع تحت الشرفة يستحوذ على كل انتباه كارا ,احست يد لوكان تعصر يدها فوق حديد الشرفة قالت: - رويدك , يدى . انك تسحقها. قالت ذلك وهى تنظر فى عينيه اجابها: - سامحينى وكانت تعابير وجهه قاسية ولكنه افلت اصابعه وقال: - هل تفهمين اللغة الكاريبية: - فقط اذا اصخت السمع جيدا . ولكن لماذا تسأل ؟ لاحظت غضب من لون عينيه وأكملت: - انظر الى هذه الجموع الغفيرة يا لوكان . لم اكن اعرف ان الجزيرة مكتظة بالسكان - فيها الكفاية واحيانا ما يفيض عن اللزوم . تعالى نذهب الى الشارع ونتفرج من هناك على الاستعراض الكبير - كما تريد |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
ولحقت به . احست صمته كما لاحظت تهامس الناس عنهما وعن العلاقة التى تربطهما . ثم قال:
- لقد جعلت منك امرأة شهيرة يا كارا . هل تمانعين؟ - هل يظهر على اى اهتمام بذلك؟ وجهت اليه ابتسامة خفيفة وقالت: - اسرع . اننى اسمع قرع الطبول وهى تقترب. لقد بدأ الكرنفال اهتاج الجمهور حين سمع قرع الطبول . العربات المزينة تمر ببطء وتنين الكرنفال يسبح فى الهواء وقربه مصغر لطاحونة قصب السكر ينبعث منها الدخان وخلفها عربة اخرى فيها عبيد يلبسون الثياب الملونة ويرقصون حول فتاة سمراء جميلة تجلس فوق تلة من السكر. صفق الجمهور استحسانا وضحكوا طويلا . اقتربت عربة زهور مليئة بالفتيات الجميلات مع الوف من الزهور الاستوائية . والمهرجون السود وعلى رؤوسهم الاقنعة يحملون شباكا لجمع المال من الناس للأعمال الخيرية المختلفة . حاصروا كارا بشباكهم واخرج لوكان من جيبه حفنة من الفضة رماها فى الشباك . قال احدهم : - لقد اشتريت هذه الفتاة وللفور حملها لوكان على كتفه وسار بها . شعرت كارا باحساس لذيذ هز قلبها هزا وذوب عظامها. قالت: - ارجوك يا لوكان . انزلنى الى الارض . الجميع ينظرون الى انزلها من على كتفه وهو يضحك وقال مخاطبا كارا: - احسنى التصرف يا عبدتى حتى اشترى لك الأناناس. كان بائع متجول يبيع الاناناس فى سلة مع فاكهة اخرى . اشترى لوكان واحدة كبيرة وقطعها اربعة اقسام واعطاها لها . لم تذق كار فى حياتها فاكهة الذ من تلك . كان سرورها عظيما وسط الجموع وهى تتفرج على الاستعراض وبقيت تتفرج حتى النهاية. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
تابع الاستعراض مسيرته وكانت جموع الناس تتبعه فى الشوارع الضيقة . الشرفات مليئة ايضا بالمتفرجين . والحلوى والزهور تنزل فوق رؤوس المارة من الشرفات . ولقد اصاب بعضها شعر كارا وصدر لوكان ورأسه الأحمر.
امسك لوكان بكارا وسحبها الى مدخل احد المنازل . بدأت كارا تسحب الحلوى بيديها الوسختين من شعرها وقالت: - هذا جنون . ولكننى لا ارغب فى خسارة ولا دقيقة واحدة من الكرنفال قال لوكان بسرور عندما رآها تضحك من قلبها: - دعينى اساعدك وبدأ ينظف شعرها مما علق به من حلوى وشرائط ورقية قالت: - اشكرك ثم تذكرت كيف رمت له ملكة الكرنفال وردة حمراء وكيف امسك بها متحديا . لقد ابتسمت له الفتاة ابتسامة عريضة من تحت تاجها الملكى. كانت حنطية اللون مشربة بالسمرة . عيناها بركتان من عسل وفمها بلون زهرة العنب . هل يعرف الفتاة من قبل ام انها اختارته من بين الجموع الغفيرة لقامته الفارعة؟ سألته ضاحكة: - اين الوردة التى رمتها لك ملكة الكرنفال؟ قال ساخرا: - علقتها فى جديلة فتاة صغيرة . هل تغارين؟ - لا عندما كنت صغيرة كنت اغار . اليوم لا اغار الا من دومينى زوجة اخى . شعورى بالغيرة منها كان لفترة قصيرة جدا لقد استطاعت بقلبها الكبير الذى يشبه جمال وجهها ان تكسب محبتى قال لوكان: - دومينى اسم نادر وجميل |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
قالت كارا بلطف:
- هى ايضا شخصية نادرة ومحببة . حين تحب شخصا حبا كبيرا يصعب ان تقرر اى فتاة تصلح لتكون زوجة له . قاتل شقيقى بول دفاعا عن اليونان وجرح جرحا بالغا . كانت جراحه مميتة . ومنذ خمس سنوات احبته دومينى وتحدت القدر ان يحرمها من حبيبها ثم اكملت كارا حديثها لنفسها وهى تضحك ... بول شقيقى الغالى لقد هربت من انديلوس لأن كرامتى جرحت . تعرفت الى رجل اخر ربما لا تحبه من اول نظرة . ما شعرت به نحو نيكوس لم يكن ابدا فى مثل حرارة شعورى نحو لوكان . هل هذا هو الحب الحقيقى ؟ اننى واثقة ان فراقى عنه غدا او بعد غد سيكون صعبا جدا ولن اتحمله ... قاطع لوكان تأملاتها قائلا: - لنذهب نسبح قليلا . نستطيع ان نشترى ثياب السباحة من المخزن قرب المرفأ ونشترى ايضا طعاما للنزهة وهكذا نوفر على انفسنا مشقة العودة الى الفندق وسط الزحام. قالت باليونانية لانها كانت تفكر بها منذ قليل: - لا بأس فسألها: - لم افهم ما قلت يا سيدتى الصغيرة ؟ ضحكت: - قلت نعم ولكن باليونانية كان جميع سكان الجزيرة يلهون فى الكرنفال ولذلك كان الشاطئ لهما وحدهما . البحر كأنه فيروز ذائب وانتقيا بقعة ظليلة تحت صخرة كبيرة فرشا بساطا صغيرا وضعا عليه الطعام وكانت كارا متلهفة للغوص فى الماء ركضت خلف الصخرة وخلعت عنها ملابسها ثم ارتدت لباس البحر وركصت الى احضان المياه . قالت: - انت بطئ |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
وفى اقل من لحظة كان لوكان يسابقها فى المياه صرخت حين احست قبضته الدافئة تمسك بها من خصرها وارفعها كأنها طفلة صغيرة
- انت قاطع طريق ! وحاولت ان تفلت من يديه وهى معلقة فى الهواء ولكنها لم تستطع الافلات . ضحك ثم رماها فى المياه الدافئة الخضراء بلون عينيه . كان يغرقها قليلا ثم يتركها تطفو كى تتنفس . ثم بدأ يسبح حولها فى دائرة وهو يبرز لها اسنانه كأنه سمكة قرش صغيرة . كان يضحك ساخرا وهو يداعبها وقالت: - انت حقير بل خسيس وسبحت بعيدا عنه وعن الاعيبه وكان شعورها وهى معه غريبا عليها لقد سكن قلبها ولكن رفقته فى البحر وخارجه مخاطرة كبيرة ومغامرة لا تنتهى. Shell خرجت كارا قبله من الماء ونفضت شعرها من المياه العالقة به كما يفعل الجرو الصغير تنهدت ومدت ذراعيها للشمس . انها يونانية تعبد الطبيعة بكل وحشيتها . خرج لوكان من البحر وكان منظره وهو يقطر ماء كأنه قرصان يقطر اللؤلؤ من اطرافه - ما ألذ السباحة ! وتمدد على الارض وفتح فمه كأنه يبتلع الشمس - كارا . انك تسبحين كالفتيان - هكذا قيل لى سابقا لقد سمعت هذه الجملة اكثر من مرة . ونظرت الى سلة الطعام دجاجة محمرة وقطع من البندورة . فاكهة لذيذة وبعض الحلوى والشراب جلس لوكان قربها وما هى الا دقائق قليلة حتى شعرت بأصابعه تداعب شعرها المبلل |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
سألت كارا:
- ما هذا الترتيب السيئ ؟ كيف مشرب بدون اكواب؟ - نشرب رأسا من الزجاجة مثل القراصنة لامست اصابعه حنجرتها وعنقها بلطف ولين فتجمدت . تمتم : - هل تخافين من لمسة اى رجل ام فقط من لمستى انا؟ - لقد رميتنى فى البحر وسابقتنى دون رحمة او شفقة كأنك سمكة قرش . اننى حذرة جدا من نواياك يا سيد سافدج اخرجت كارا صحون الورق والبندورة من سلة الطعام وتمنت ان لا تبدو كمن لا حول له ولا قوة , كما تشعر حقا عندما يداعبها بعينيه الخضراوين. لماذا لا يكف عن استطلاع احوالها مع الرجال الاخرين ؟ لم تعرف غير نيكوس وهو لم يقبلها سوى قبلات بريئة لم تكن لتحرك فيها ساكنا . الان تعرف الفرق بين المحبة البريئة والحب القوى الجارف. - دعينى اهدئ من روعك ببعض الموسيقى. فتح لوكان الراديو الصغير الذى اشتراه مع ثياب السباحة وقبعة القش وسلة الطعام . واكلا الدجاجة المحمرة بنهم ثم شربا من الزجاجة - الطعام لذيذ والفاكهة كذلك . الموسيقى الهادئة اصبحت صاخبة كأنها تخرج من الادغال وسألته: - هل تسبح دائما فى خليج التنين.؟ - اكثر الاحيان فى الصباح الباكر او فى المساء تحت ضوء النجوم. كان يتمدد تحت اشعة الشمس الاستوائية فى استرخاء كلى - هناك سمك كثير فى الخليج والموج يرتفع عاليا والصخور تشبه اسنان التنين . فى داخل مياه الخليج تيار مائى يمسك بنا كأنه ذيل وحش مفترس قالت كارا ويداها على ركبتيها: - ألا يصلح المكان كمنتجع لقضاء العطل؟ كانت قبعة القش على رأسها تغطى عينيها وتستر اهتمامها بمنزل لوكان الذى يبعد رحلة يوم بالنهر ... فى الجهة المقابلة لجزيرة دى لوك . هناك حيث الشواطئ غير مأهولة ... - ان الاقوياء وحدهم يصلحون للعيش فى خليج التنين - لماذا سمى هكذا؟ - شعارنا تنين احمر منقوش فوق درع برونزى . انه شعار عائلتنا يقول : تنين آل سافدج يحمينا. ةتةجد كأس ذهبية كبيرة فى مدخل القاعة نقش عليها تنين قرمزى. جلبها ثوار آل سافدج وكانا شقيقين من ايرلندا . مثل اى ايرلندى كانا يحملان قلبين مليئين بالكبرياء وحب الشيطنة ولم يقبلا الانضمام الى الرابطة الانكليزية. ولهذا السبب لاحقهما الجنود بغية اعتقالهما وسجنهما . فما كانا منهما الا ان هربا على متن سفينة كانت فى طريقها الى البحر الكاريبى . تحطمت السفينة بعد ارتطامها بالصخور فى شمالى جزيرة دى لوك. وتمكن الشقيقان من النجاة سباحة الى الشاطئ وبرفقتهما مايف وعشرات الشبان الكاريبيين الذين حملهم قبطان السفينة معه بقصد بيعهم عبيدا . كونال وديارميد. وجدا تربة الخليج صالحة للزراعة. فرهنا الكأس الذهبية مقابل قطعة ارض صغيرة وعمل الشباب الكاريبيون فى خدمتهم فزرعوا قصب السكر والكاكاو. ثم تزوج كونال من مايف وبنيا منزلا كبيرا فوق الصخور العالية واعطوا الخليج اسم التنين دلالة على أل سافدج. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
سألته كارا:
- ألم يتزوج ديارميد؟ - تزوج الزراعة وترك امر تأسيس العائلة الى شقيقه كونال توفيت مايف وهى حامل بولدها الرابع . وقعت من فوق الصخور الحادة فوق الخليج وكذلك توفيت عروس جديدة حرقا فى طاحونة قصب السكر القديمة . من الظاهر ان التنين يحمل ضغينة ضد عرائس آل سافدج. ارتجفت كارا بعد سماع قصص عائلة آل سافدج مع انها كانت تجلس تحت حرارة الشمس . لقد الهب لوكان مخيلتها بجو خليج التنين الغريب حيث الامواج الصاخبة تتكسر على الصخور الحادة ... من الصخب بحيث انها حالت دون سماع استغاثة مايف بعد سقوطها من فوق الصخور . كما حدث لبرايد ايضا. Shell - اوه . انظر يا لوكان كان هناك سرطان يزحف قربها , وضحكا من شكله الغريب . التقت نظراته بنظراتها فمد يده وامسك يديها وجذبها الى صدره الحار . حاولت دفعه بعيدا عنها الا انها لم تستطع حراكا امام جبروته . قالت: - ارجوك لا تفعل اى شئ سألها ساخرا: - وماذا عساى ان افعل ؟ قالت: - ستقضى على صداقتنا - يا مجنونة . هل هى الصداقة التى تربطنا؟ طواها بذراعيه ودارت الدنيا بها بعد ان اصبح الرمل تحتها . عانقها بشدة فشلّ تفكيرها تماما. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
كانت مرتمية على الرمال وعيناها مغمضتان بعد عناقه القاسى
- بحق الشيطان . هل آلمتك كثيرا؟ مسح بابهامه دمعة انحدرت فوق خدها - ألم يعانقك صديقك اليونانى ابدا؟ - كلا ليس بهذه الوحشية . نيكوس ليس خشنا - نيكوس فتى غرير ولم يصبح بعد رجلا . لماذا تبكين يا حياتى؟ - انت لا تستطيع ان ترى امرأة تبكى لأنك قاسى القلب سخر منها وقال: - يا للسخافة - ربما دموعى تلامس شعورك واحساسك وانت لا ترضى بذلك - اذن انا مرعب وهائل! Shell فتحت عينيها المبللتين بالدموع وهى ما زالت مستلقية على الرمال الدافئة كأنها بين يدى قرصان بدائى شعره المجعد الخشن بلون النار عيناه الخضراوان فيهما سحر خطير وجسمه الملوح بحرارة الشمس لا رقة فيه ولا ليونة - انت رجل معقد . لا اظننى احبك يا لوكان - وهل طلبت منك ان تحبينى ياكارا هل شعرت اننى بحاجة الى صداقتك؟ امسك بها وانهضها وبد أ يمسح اكتافها من الرمال العالقة بها. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
سألها فجأة:
- بماذا تفكرين الان؟ - ما الذى تريده منى ؟ رفع ذقنها بأصابعه وتفحص وجهها بعينيه. قال: - ماذا تعنى لك التقاليد يا كارا؟ استغربت سؤاله: - التقاليد! - تقاليد آل سافدج لا تعنى لى شخصيا الشئ الكثير . ولكن شقيقى برايد يعيرها اهمية كبيرة وانا يهمنى امر شقيقى كثيرا - استطيع ان افهم حبك لشقيقك! - ةلكنك لا تفهمين ما اقصد . اننى احيرك أليس كذلك؟ - كثيرا shell تراجعت كارا عنه وبدأت توضب سلة الطعام . طوت البساط بعد ان نفضته من الرمل واقفل هو الراديو. مشت كارا خلف الصخور لتغيير ملابسها ولما عادت كان لوكان قد لبس سرواله وقميصه. وبدأت الشمس تميل الى الغروب . فمشيا نحو المرفأ فى طريق عودتهما. وصلا الى الفندق وآلاف المشاعل تغمر الشارع بالنور. الجموع المرحة تحوم حول طاولات الطعام الشهية والاشرطة الورقية والحلوى تحت الاقدام. صوت قرع طبول بعيدة . كانت الحفلة المقنعة الراقصة هذا المساء تشكل قمة الاحتفال. وستعود فورت فرناند هذه الليلة الى احتفالاتها البربرية السابقة. الهرج والمرج وقرع الطبول ... كل فرد يعيش لساعته ويلهث خلف ملذاته , يعيش للحب فقط . شعاره : نحب الليلة ونتحاسب غداً. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
وقفت كارا امام مرآتها فى غرفتها بالفندق تمعن النظر فى انعكاس صورتها الجديدة . فتاة صغيرة ترتدى الثياب الوطنية وفى اذنيها اقؤاط كبيرة . كانت متوترة الاعصاب ترتجف كلما مرت بأناملها فوق شفتيها تتذكر عناقها مع لوكان . قالت فى نفسها ... كارا ستيفانوس تبدين جميلة للغاية فى لباسك . بول ودومينى سيفخران بك لو شاهداك.
واخذت نفسا عميقا . تساءلت فى نفسها ... ما هى ردة الفعل عند لوكان بعد عناقهما على الشاطئ فى عصر هذا اليوم ؟ كان يتكلم بغرابة عن منزله وتقاليد عائلة آل سافدج . ذكرى عناقه لا تفارقها . كيف كانت تحت رحمته بين ذراعيه السمراوين تسمع نبض قلبه يغزو قلبها .. بدأت ترفل فى ثوبها الحريرى الفضفاض . واستدارت عن المرآة . اهتزت يدها وهى تحمل القناع القرمزى الذى اشترته البارحة الى لوكان . بالنسبة اليه , العناق قد لايعنى شيئا سوى لحظة سرور عابرة او ربما رغبة فى التعرف الى ردة الفعل لديها. عليها ان تتذكر هذه الحقائق الليلة ... الموسيقى الهادئة والاقنعة وضوء القمر يمكن ان يطبح برأس اى فتاة. كانت تسوى قناعها فوق وجهها حين سمعت قرعا على الباب. لا بد انه لوكان . فكرت ان تعتذر له بأن لديها صداعا ولا يمكنها مرافقته . وحين فتحت له الباب نسيت الكلمات التى اعدتها ولم يسعها الا التحديق فيه من فتحة القناع فوق عينيها . وقف قرب الباب بلا مبالاة وهو يلبس ثوب مهرج بألوانه المتنافرة . قدمت له القناع دون ان تتكلم . وقبل ان يضع قناعه على وجهه ابدى اعجابه بلباسها الفولكلورى متفحصا اياها من قمة رأسها حتى اخمص قدميها حيث كانت تنتعل حذاء للرقص ظهر من تحت تنورتها الفضفاضة. قال: - انك رائعة يا صغيرتى واضاف بضحكة شيطانية: - انك السيدة الكاريبية بكل مجدها - أشكرك. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
ورأته يضع قناعه القرمزى فتراجعت قليلا الى الوراء لأن الرجل قبالتها تحول الى شيطان فى غمضة عين.
سألها: - كيف ترين شكلى ؟ هل أنفع ؟ قالت وهى تضحك ضحكة بريئة: - ستخيف كل فتيات الحفلة سألها مقهقها: - المهم أن لا أخيفك أنت. هل تخافين منى يا كارا؟ فاعترفت له: - احيانا . لا عجب ان ترتدى الوانا متنافرة حتى لا يعرفك الناس سألها بجدية: - ما الذى تقصدين يا صغيرة؟ - كل الفتيات اللواتى عرفتهن فى حياتك لا يعنين لك اى شئ . انهن كالزبد الذى يتحطم فوق صخور خليج التنين . عندما نتكلم عن منزلك احس حبا وحشيا يتملكك ولا يمكن لأى امرأة ان تنافسه . انا أرثى لحال المرأة التى ستأخذها هناك لتصبح زوجة لك. - هيا بنا الى الحفلة. فاستدارت فى ثوبها الحريرى ونزلت السلالم معه . وصلا مدخل الفندق وكانت مجموعة من المقنعين تخرج من المصعد . كان الجميع فى طريقهم الى الحفلة المقنعة . وحيا بعض الرجال لوكان تحية عرضية وحدقوا فى كارا وانحنوا لها ببرود. لا يهمها ما كان يفكر فيه هؤلاء . ربما وصلت الى سمعهم انباء الليلة التى امضتها فى غرفة نوم لوكان والتى لن يصدق احد انها كانت ليلة بريئة . اى فتاة تشارك لوكان غرفة نومه لا بد ان تكون لعوبا . سألتها احدى النساء وكأنها تعرفها: - هل انت ذاهبة الى الحفلة يا آنسة ستيفانوس؟ كانت ترتدى ثوبا يعود الى القرن الثامن عشر وتبدو عليها اناقة بنات باريس كأنها ضيفة احد المزارعين الاغنياء وليست من سكان الجزيرة. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
هزت كارا رأسها ايجابا. لم يكن يهمها ان تتصرف بلياقة مع من ينظر الى لوكان على انه عابث ماجن.
- اريد محادثتك بعد قليل . لدى ما اريد التحدث به معك. وسارت مبتعدة . سألها لوكان وهو يفتح لها باب العربة التى طلبها لهما ناب لتقلهما الى الحفلة: - هل تعرفينها؟ فهزت رأسها بالنفى . ونسيت الحادثة فى طريقها الى المنزل الكبير حيث ستقام الحفلة. Shell كانت ساحة كبيرة فى الحديقة تحيط بها الاعمدة قد تحولت الى قاعة للرقص. وبدت الموسيقى قديمة العهد رومانسية يتمايل عليها الراقصون والراقصات وسط الاعمدة فى بحر من ضوء القناديل. اسرع نبض قلبها وهى تراقص لوكان خاف عامود ضخم واستدارت فابتسمت له كان مثل الكثيرين يلبس لباس المهرج ولكنه يختلف عنهم جميعا بقامته الفارعة وقناعه القرمزى. كانت بين ذراعيه اللتين اطبقتا عليها بشدة وقد اغلقت عينيها وتركت الموسيقى تنساب حتى تدخل كيانها. افلتت بالذاكرة الى زمن اخر ومكان اخر . كأنها بين ذراعى نيكوس فى انديلوس. ولكن لا . لا يمكن تشبيه رقصها مع نيكوس بهذا الشعور الحالم بين ذراعى لوكان والسعادة العارمة التى تغمرها . تغيرت الموسيقى الى الفالس وهما يدوران بخفة. وشعرت بجسده القوى يعصرها عصرا وتكاد تذوب لتصبح قسما منه. ما هذا الشعور السحرى؟ لا يمكن ان يكون حبا, لا بد انه سحر اسود. هذه المرة سيتحطم قلبها حقا ولن تجرح كالمرة السابقة يوم تركها نيكوس وتزوج. توقفت الموسيقى ومعها السحر . وامسك لوكان بها من يدها وجرها الى حيث طاولة الطعام اكلا السمك والقريدس مع الصلصة وشربا عصير التفاح. كان لوكان منشرحا وكانت كارا تلاحظ النساء وهن يلاحقنه بنظرات الاعجاب. وبدت ملكة الكرنفال آية للناظرين فى لباسها الوطنى الجميل . واخبرها لوكان ان الملكة سترسل احد خدمها بعد قليل لتختار الرجل الذى يروقها لمراقصتها فالس الامبراطورة . وهذا التدبير جزء من الاحتفال يجرى كل سنة. سألته كارا: - هل اقرأ لك طالعك هذا المساء؟ - لا . لا اريد . تعالى نرقص. قال ذلك وامسك بها ودخلا وسط الجموع الراقصة. لا حظت كارا المرأة الفرنسية التى كلمتها فى الفندق ترقص قربها . وكانت ترمق كارا بعينين مؤنبتين كأنها تقول لها: انا لا اوافقك على تصرفاتك. اشبه بصديقة من طفولتها كانت دائما تسبب لها القصاص فى ايام الدراسة. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
قال لوكان:
- من هذه المرأة ؟ تبدو كأنها تعرفك يا كارا. - انا لا اعرفها . الناس يهمسون عنى وعنك. وهى مهتمة بهذا الامر. - للأسف . ان جزيرة دى لوك مكان صغير تنمو فيه الشائعات بسهولة وتكبر اكثر من حجمها الطبيعى . ها تمانعين يا كارا ان تكونى آخر فتيات لوكان سافدج؟ - وهل هن كثيرات يا لوكان؟ اعاد السؤال: - ماذا تعتقدين؟ - انت لا يهمك رأيى كثيرا - لننس الموضوع قال ذلك وقبض على اصابعها بشدة شعرت معها بوجع فى عظامها. كانت الحفلة تزداد صخبا . البالونات الملونة ذات الاشكال المتنوعة تطفو مع الاشرطة الورقية التى تلف الجميع برباط وهمى . واعلن ان ملكة الكرنفال ستختار مرافقها للفالس الامبراطورى. وهمست الملكة فى اذن خادمها اسم مرافقها. هز الغلام رأسه ايحابا وذهب وسط الجموع. شاهدت كارا الخادم يمشى نحوها حيث يقف بقربها اطول مهرج فى الحفلة. انحنى لوكان من مكانه للملكة ثم نظر الى كارا وقال: - هل تأذنين لى؟ وتمتم: - لن يقبلوا عذرى ان انا رفضت مراقصة اجمل فتاة فى جزيرة دى لوك ! - انا واثقة مما تقول . ارجوك تمتع بوقتك كما يحلو لك. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
-سأفعل.
كانت الملكة سعيدة جدا بمراقصته. وسرت همهمة بين الجميع عندما ضم لوكان الملكة بين ذراعيه ودار بها كأنه ملك فعلى. رقصا وحدهما فى الحلبة دورة كاملة قبل ان يدخل عليهما بقية الراقصين والراقصات. واصبحت ساحة الرقص بعد قليل كالبحر المتحرك يتموج بالألوان ... العيون وحدها تلمع من تحت الأقنعة. تراجعت كارا الى الوراء قليلا ثم جمعت ثوبها بيديها وركضت بين الاعمدة الى الحديقة . كانت تحاول ان تقنع نفسها بأن مراقصة لوكان لفتاة اخرى , فتاة جميلة جدا .. لا يعنيها فى شئ . واخذت تتمشى وسط الاشجار بقلب يثقله الحزن. شعرت كارا بأن شخصا يتبعها. والتفتت بسرعة فاذا بها وجها لوجه امام المرأة التى ترتدى ثوبا من القرن الثامن عشر . قالت المرأة: - لو عاملنى رجل كما عاملك لوكان فلا أكلمه مرة ثانية . كانت تنظر الى كارا على ضوء القمر. - لحقت بك لأكلمك قليلا سألتها كارا: - اكره ان يتبعنى احد او ان يتجسس على . من انت ؟ - صديقة لبول ودومينى ستيفانوس. قالت كارا متعجبة وغضبى: - كم العالم صغير! فرفعت المرأة قناعها عن وجهها وقالت: - منذ اخبرونى باسمك وبأنك يونانية عرفت انك الشقيقة الصغرى لبول. لقد التقيته فى باريس مع زوجته الجميلة دومينى السنة الماضية . التقينا فى متحف اللوفر . وكنت بصحبة صديق يعرف شقيقك مغرفة جيدة. تعشينا نحن الاربعة فى مطعم ماكسيم وامضينا سهرة ممتعة معا . وتكلم بول بحنان عن انديلوس وتاريخها القديم... اقتربت المرأة من كارا ورفعت اصبعها الى خدها وفيه خاتم من الماس يرسل بريقا اخاذا . كان الخاتم للزينة وليس خاتم زواج - كم هو رجل عظيم , شقيقك. وضحكت كأنها حية رقطاء تبث السم فيما حولها. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
- اننى فخورة بمعرفتك . سأكتب الى دومينى اخبرها عن هذا اللقاء بيننا.
حدثت كارا نفسها .. ستجلب لى هذه المرأة المشاكل . انها لئيمة ولم تعرف حبا حقيقيا فى حياتها كالحب الذى يربط بين دومينى وبول. قالت المرأة: - يا عزيزتى كارا . انت لست بالجميلة التى تجذب اليها لوكان سافدج , ولا من النوع الذى يقيم علاقات غرامية مع امثاله وضحكت ضحكة عابثة: - لذلك لم تتحملى رؤيته يراقص فتاة خلابة مثل الملكة ... فهربت الى الحديقة فى العتمة . - انا ولوكان صديقان ليس الا. تكلمت كارا باليونانية وبلهجة فيها عزة وكرامة - واذا كتبتى الى اخى بما يسئ الى سمعتى او سمعة لوكان سافدج .... ولم تكمل حديثها. قالت المرأة بلهجة ساخرة: - وما هى السمعة الحسنة التى يتمتع بها لوكان سافدج ؟ كل سكان الجزيرة يعرفون ان شقيقه مقعد بسببه . لو مات برايد لأصبح لوكان سيد خليج التنين ومالكه. - لم يكن لوكان مسؤولا عن الحادث هو نفسه اخبرنى القصة بكاملها . ان شقيقه برايد هو الذى اقترح ان يتسلقا الصخور ... - هو الذى اخبرك ؟ وهل تصدقين كل ما يقوله لك ؟ ان دا مربية التوأمين منذ ولادتهما ومدبرة المنزل سمعت لوكان يتحدى برايد للتسلق. وهى التى اخبرت والدتهما بذلك بعد الحادث. كان برايد ضعيفا محطم الضلوع بعد الحادث ولم ينف او يؤكد قصة شقيقه لوكان . وحين استعاد قواه لم يعد يذكر من الذى طلب التحدى . ومن المناسب للوكان ان يبدو شهيدا امام الفتيات القاصرات اللواتى لا يرين خلف عينيه الخضراوين الحيوان المفترس الذى يقبع تحت جلده. - تتكلمين عن لوكان سافدج كأنك تكرهينه . ما الذى فعله لك؟ - لا شئ |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
كانت ضحكة المرأة رنانة وقحة.
- اعرفه من شهرته وامقت بشدة هذا النوع من الرجال . المرأة عنده لعبة جميلة فارغة العقل وانت الوحيدة التى خرجت عن القاعدة - لوكان صديق فقط... - لا بد انها صداقة حميمة جدا يا عزيزتى قالت ذلك ولملمت ثوبها وعادت من حيث اتت تاركة كارا وحدها بين اشجار الحديقة . هذه المرأة تحسدها . انها ليست صديقة لبول ودمينى . انها ترغب فى ايذاء المحبين. ستكتب الى شقيقها ودومينى لا لشئ الا لتؤذيها ولن تملك كارا اى لقاح ضد سمومها . فالشخص الذى امضت ليلتها فى غرفته هو لوكان سافدج ذو السمعة السيئة ... انسابت الموسيقى الى سمعها تذكرها بالحفلة المقنعة وبالملكة التى تراقص لوكان . مشت دون هدف وقد سقط قناعها المنقط من يدها دون ان تدرى . وصلت الى هيكل صينى صغير تظلله النجوم وله حديقة مليئة بالزهور وفيها مقاعد صغيرة حول بركة ماء, كانت الليلة مقمرة . وجلست على مقعد تفكر . ماذا تنتظر؟ سمعت وقع اقدام من ورائها فنهضت واقفة . كان رجل طويل يقف فى مدخل الهيكل وقد منع عنها ضوء القمر. - هذا انت يا كارا؟ - نعم يا لوكان - ما الأمر ؟ وجدت قناعك على الطريق . هل انتهت الحفلة المقنعة بالنسبة لك؟ - نعم . نعم يا لوكان . انتهى كل شئ . سأرحل عن الجزيرة - تبدين غريبة الاطوار كأن شيئا مزعجا حدث لك . هل هى رقصة الملكة؟ بالتأكيد يمكنك ان تتحملى بعض المرح البرئ ؟ - حتما . ولكننى تعبت جدا . كان اليوم طويلا ومليئا بالضجيج . ارغب فى العودة الى الفندق وسأذهب وحدى ... - اولا . أخبرينى ما الذى حصل؟ وأمسك برسغها: - حين كنت فى طريقى اليك مررت بالسيدة التى كلمتك فى الفندق. كانت على وجهها امارات التشفى كأنها صفعت احدا صفعة موجعة . اخبرينى يا كارا . هل قالت لك المرأة اى شئ عكر صفوك؟ - هذا من شأنى وحدى ... |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
حاولت الافلات منه ولكنه اطبق على يديها وجعلها اسيرته فحدقت به كأنه وحش مقنع.
- ستخبريننى ما حصل ولو بقيت معك الليل بطوله . ليلتنا سوية فى حديقة الهيكل ستعطى الاشاعات فرصة جديدة لتلوكنا. - انت لا تجرؤ على ذلك يا لوكان! قال بجدية: - انك تتحديننى؟ عرفت كارا انه يعنى ما يقول . قالت: - هذه المرأة تعرف اخى بول . ستكتب له لتخبره عن علاقتى الغرامية مع لوكان سافدج الشهير من خليج التنين. وخيّم عليهما صمت ثقيل . ثم قال: - من الواضح انك طفلة صغيرة. ثم توعد بلهجة آمرة: - دعيهم يقولوا عن زوجتى اى شئ وسيدفعون الثمن غاليا جدا. تسمرت كارا فى مكانها . لقد صدمت . وتملكها الألم لأنه لم يذكر سابقا اى شئ عن الزواج حين اقنعها بالبقاء معه اسبوعا اخر بحجة وجوده كدليل سياحى لها : - تهانى . لو علمت لاشتريت للعروس هدية لائقة. قال جادا: - وهل تشترى العروس هدية عرسها بنفسها؟ حدقت به كارا وضربات قلبها تسرع . شعرت بضعف مفاجئ وسألته: - لوكان . ما الذى تقوله ؟ انا لا افهمك! - اننى اتقدم منك خاطبا . اريدك ان تصبحى زوجتى . - لا . لا يمكنك ان تطلب يدى للزواج لأن هذه المرأة البغيضة تهددنى . انت ترغب فى انقاذ سمعتى . أفضل الموت... |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
- شكرا . لا ينتظر اى رجل يتقدم بطلب يد فتاة للزواج هذه الاجابة السخيفة . هل تظنين يا كارا اننى لا املك الجاذبية؟
- بل على العكس . انت رجل تستطيع ان تحظى بأية امرأة ترغب . الكثيرات يتمنين ذلك . اما انا فأفضل ان اتزوج من رجل يحبنى. - هل تريديننى ان اقول .... انى احبك! - لا . ولكننى اتساءل ... لماذا يرغب رجل مثلك لا يقيم وزنا للروابط التقليدية فى الزواج وروابطه المقيدة فجأة ؟ لماذا سألتنى ان اصبح زوجة لك؟ - لأننى بحاجة الى زوجة بكل بساطة . احتاج فتاة لديها الشجاعة كى تأتى لتعيش معى فى خليج التنين . تتحمل اصوات الامواج التى تتكشر فوق الصخور على الشاطئ كل ليلة والرائحة القوية التى تخرج من حقول الكاكاو فى النهار . ألا يكفى هذا يا كارا؟ - لماذا ؟ ما الذى اعطيك بالمقابل؟ - نفسك. زضع يديه حول وجهها وقال: - شقيقى لا يستطيع ان يعطى وريثا لآل سافدج . لأجيال خلت عاشت العائلة فى خليج التنين وما زالت. اننى الاخير فى العائلة وعملية مواصلة حلقات العائلة للمستقبل تقع على كاهلى وحدى. - اذن هى زيجة تقليدية حقيقية . ليس عليك ان تحبنى بل ان تقوم بعملية انجاب الاطفال. لماذا تطلب منى ذلك؟ - انا اسألك . يمكنك القبول او الرفض. انت حرة الامر بهذه البساطة والقرارالنهائى لا رجعة فيه . اما ان تقبلينى او ترفضينى. خلع عنه القناع . واصبح وجهه واضحا تحت ضوء القمر نظرت اليه كارا . وفكرت بشقيقها بول . كان الصمت رهيبا واللحظة حرجة . عليها ان تقرر مصيرها الان . وهو قرار ملزم لبقية عمرها : للأحسن أو للأسوأ. - ألا يقول اليونانيون ان التفكير يولد الجبن؟ |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
وما ان انتهى لوكان من جملته حتى بدأت الألعاب النارية تسطع فى السماء. خرجت كارا من الهيكل تتفرج ومشى خلفها ممسكا بها من كتفيها حتى لا تهرب. كأنه يمسك بعواطفها ويشدها اليه بحزم لم تعرفه من قبل ولم تحلم به . عاطفته نحوها تختلف كليا عما خبرته من شعور مع نيكوس ...
كان هذا مرحا كضحكة الطفولة . اما لوكان فهو كالمرشد وهى كالعصفور التائه تطير من حوله. شد على كتفيها بيديه وقال: - سأغادر الى خليج التنين خلال ايام . لدينا وقت كاف لنتزوج واذا رغبت نتزوج فى الكنيسة. - نعم . اريد زواجا فى الكنيسة اذا كان ذلك ممكنا يا لوكان صباح الاثنين اخذها لوكان الى محل صغير لبيع الاثريات يزدحم بساعات قديمة ورائحة عطور غريبة وتماثيل منوعة الاشكال. واشترى لها خاتما من الذهب وخاتم خطوبة فى وسطه لؤلؤة كبيرة نقية . البسها خاتم الخطوبة وقد اعجبته ردة فعلها. - لم أكن لأتمنى اى شئ اجمل منه يا لوكان ولم يكن يخطر ببالها ان اللؤلؤة البيضاء فى وسط الخاتم تشبه دمعة تتساقط من يدها خرجا من دكان بائع المجوهرات واسرعا فى الاتجاه المعاكس . هو ليحصل على شهادة زواج وهى لترسل برقية لشقيقها وزوجته تعلمهما بعزمها على الزواج . كانت ترهب ردة الفعل عند بول . انه رب العائلة فى اليونان . وكما تقتضى عليه العادات ان يجتمع بالرجل الذى ترغب فى الزواج منه ويعطى موافقته. كانت تعرف انه يود ان يقدمها بنفسه لعريسها يوم الزفاف. كان يتمنى ان يقدمها الى نيكوس... وعندما يستلم برقيتها سيظن ان تسرعها فى الزواج ردة فعل مباشرة على زواج نيكوس. كانت حزينة بعد خروجها من مركز البريد والبرق. هل هى تتزوج لوكان فعلا كردة فعلى على زواج نيكوس؟ هل فكرت مليا بالحياة التى ستعيشها فى المنزل الكبير المنعزل فى خليج التنين حيث شقيق لوكان المقعد فى الكرسى المتحرك هو سيد المنزل؟ القت نظرة على يدها اليسرى حيث خاتم الخطوبة. واكتشفت كيف كانت اللؤلؤة تأخذ شكل دمعة كبيرة على وشك السقوط. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
كانت قد خرجت للبحث بين المتاجر عن ثوب لحفلة الزفاف
وجدته اخيرا واشترت معه قبعة محلاة بورود مخملية بيضاء وفى وسطها خرزات بسيطة . واشترت قفازات بيضاء ايضا ثم اعطت اسمها وعنوان الفندق كى ترسل اليها مشترياتها الى هناك. قالت لها البائعة: - انه ثوب عرس. هل ستتزوج الآنسة؟ هزت كارا رأسها ايجابا .وسألتها البائعة: - هل اعرف العريس؟ انا متأكدة اننى رأيتك مع السيد سافدج... - نعم . هو العريس . سنتزوج الاربعاء بعد غد. قالت ذلك وخرجت . ركضت البائعة الى داخل المحل لتخبر صديقاتها بالأنباء الجديدة قال لها لوكان حين التقاها فى مطعم المرفأ للغداء: - سيحضر عرسنا اشخاص عديدون ومهمون. وسيجعل منك لوكان سافدج امرأة مبجلة يا حبيبتى. يا حبيبتى ... قالت فى نفسها , لو قالها بدون هذه النظرة الساخرة! - الكنيسة مكان بارد بدون الناس . سيسعدنى ان اراهم فى عرسنا حتى لو كان حضورهم نوع من الفضول. كم تبدين صغيرة لتكونى عروسا يا كارا . لو كنت فى بلدك اليونان لكنت تزوجت بفستان حريرى لا ئق وطرحة كبيرة من الشرائط والدانتيلا وسط لفيف من افراد العائلة. - كان شقيقى بول سيقدمنى فى الكنيسة الى زوج المستقبل. - آسف لعدم وجود الشرائط وافراد العائلة وصغارها حولك. - اننى آسفة فقط لغياب بول ودومينى فى هذه المناسبة السعيدة . وماذا عن عائلتك يا لوكان ؟ ألن تصيبهم المفاجأةحين تعود اليهم قريبا ومعك عروسك؟ - لا اظن ذلك . برايد ينتظر زواجى بفارغ صبر وشقيقتى كلير لا تهتم الا بمنحوتاتها. اما رو فسيخيب ظنها لأنها لم تحضر الزفاف. كم تحب هذه الفتاة الحياة المرحة ولا يوجد فى منزلها فرح كثير. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
وضعت كارا فنجان قهوتها ونظرت الى زوج المستقبل باستغراب:
- كان يمكنك ان تخبرنى قبل الان ان لك شقيقة تعمل فى النحت. ومن تكون رو؟ - رو طفلة صغيرة فى الثامنة من عمرها. تعيش معنا فى المنزل . وجدناها على باب المنزل طفلة رضيعة. تركتها والدتها بصندوقها الصغير تحت رحمتنا. وتبناها شقيقى برايد . لو كانت صبيا ....! توقف لوكان عن الكلام وهو عابس . وطلب من الخادم ان يعطيه الفاتورة . دفع ما عليه ثم خرجا سوية يتمشيان ووجهتهما الكنيسة فى اعلى التلة . مشت كارا قربه صامتة . كانت ضربات قلبها غير منتظمة وتذكرت قوله ... لو ان الفتاة رو التى تبناها اخى كانت صبيا ... قالت فى نفسها ... لم يكن لوكان بحاجة للزواج من فتاة لا يعرفها حق المعرفة وربما لا يحبها. وتوقفت عن السير . كانت تلعب بخاتم الخطوبة فى اصبعها. قالت بحنق: - لا استطيع ان اكمل الزواج يا لوكان . عليك ان تجد فتاة غيرى لتتزوج بها ... صرخ بها فجأة: - أبقى هذا الخاتم فى مكانه . وأمسك بيدها فأعاد الخاتم بقوة لاى مكانه . كان وجهه قاسيا وعيناه بلون البحر الهائج. - لقد وعدتنى بالزواج وسوف تفين بوعدك! Shell احتفظ بيدها فى يده حتى وصلا الى الكنيسة . وبعد نصف ساعة خرجا بعد ان اتفقا على جميع ترتيبات زواجها من لوكان يوم الأربعاء صباحا. فى طريق العودة كانت كارا تراقب الفراشات تمتص رحيق الأزهار بأجنحتها الخافقة. كانت ترغب ان تطير مثلها حرة من جديد. قال يداعبها: - عندما نمشى مرة ثانية فى هذا الدرب , سنكون زوجا وزوجة. قالت ترد دعابته: - اعتقد ان ثمن الزوجة كان يساوى اربع بقرات فى زمن نيال القرصان. ضحك ثم قال: - أهكذا تقيمين نفسك يا فتاتى , كغنيمة لقرصان ايرلندى ؟ ستنسجمين فى العيش مع رو. انها تفتخر بحقيقة ان آل سافدج يعودون بأصولهم الى المحاربين فى اولستر. وتعتز بأن سلالم المنزل الكبير مصنوعة من خشب سفينة قرصان اسبانية تحطمت على الصخور فى خليج التنين. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
قالت كارا:
- رو اسم قاس لفتاة صغيرة - لا شك ان امها كانت قاسية جدا حين تركتها. اننا نسميها رو بمعنى النبتة المقدسة وهى فتاة رشيقة مرحة. - كم أتلهف للقائها يا لوكان - وجود طفلة صغيرة فى المنزل سيساعدك شد على اصابعها كأنه يذكرها بمهمتها الأولى لزواجه منها ... انجاب الوريث للعائلة العريقة. اسرع نبضها وهى تقول فى نفسها ... بعد فترة وجيزة من الزمن سيصبح هذا الرجل الطويل الجذاب المتوحش زوجها وحبيبها! استفاقت كارا صباح الأربعاء على زقزقة العصافير . اليوم ستصبح زوجة لوكان سافدج . مرت الساعات القليلة من الصباح سريعة وتناولت فطورها وحدها . عليها ان لا تلتقى لوكان قبل الذهاب الى الكنيسة . بدأت ترتدى ثوبها فى التاسعة وكانت قد غسلت شعرها فى اليوم السابق. ونزعت الاقراط الذهبية من اذنيها فاستبدلتها بالأقراط اللؤلؤية التى اشتراها لها لوكان. قال حين قدم لها علبة الأقراط: - لقد ارتفع ثمن العروس فى هذه الأيام. كان شكلها بثوب الزفاف ذى القبة العالية كراهبة صغيرة على وشك ان تقسم اليمين. وابتسمت راضية عن شكلها فى المرآة . قفزت حين قرع الباب وفتحته. كان ناب يحمل لها باقة الورود البيضاء والصفراء التى طلبتها منه لتحملها معها عند الزفاف. وقف يحدق بها كأنه لم ير عروسا من قبل وقال: - وصلت هذه البرقية لك يا آنسة. - انتظر يا ناب أرجوك |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
قرأت البرقية . كانت من بول . يمنع عليها الزواج من رجل لا يعرفه ويأمرها بالعودة فورا الى انديلوس.
لم يرسل لها حبه ولا تهانيه . وبدأت تبكى ثم مسحت دموعها بسرعة لأن ذلك يجلب سوء الحظ . ذهبت الى حقيبتها واخرجت ورقة وكتبت: - عزيزى بول . حين تستلم رسالتى اكون قد اصبحت زوجة لوكان سافدج. ارجو ان تسامحنى وتتفهم الموضوع . أطيب المحبة .... كارا طوت الرسالة واعطتها لناب مع بعض المال. وطلبت منه ان يرسلها فى الحال. سقطت دمعة على الرسالة ولكنها هدأت نفسها وأمسكت باقة الورد فأغرقت وجهها فيها . كانت الورود البيضاء ترمز للطهارة والبراءة والورود الصفراء للدفء والمحبة. قبل العاشرة بربع ساعة حضر ناب ليحمل لها حقائبها الى سيارة الاجرة التى ستقلها الى الكنيسة . وكانت قد دفعت فاتورة الفندق فى اليوم السابق. نزلت السلالم بين شرفات الفندق المليئة بالمتفرجين والفضوليين . قالت لصبى الفندق: - تعال معى الى الكنيسة يا ناب. فصعد قربها على الفور . كان من الغريب ان يصحب العروس خادم الفندق فى طريقها الى الزفاف. كان ناب يثرثر معها بلغته الفرنسية الغريبة وهما فى طريقهما الى الكنيسة . وشعرت كارا كأنها مخدرة . بقيت على هذه الحال من الجمود فترة الاحتفال كله. كأنها فى حلم وهى تقف بجانب لوكان. SHELL كانت الزهور تملأ المكان وعلى جانبى المذبح باقات كبيرة من الزهور الاستوائية . لقد رتب لوكان امر وجودها بنفسه .ونظرت اليه شاكرة . كان منتصبا بقامته الفارعة وربطة عنقه معقودة فوق قميصه الأبيض بينما يضع فى عروته زهرة صفراء. تخلى عنها قلبها حين التقت عيناها بعينيه وفيهما ظل ابتسامة دافئة . هذه الابتسامة جعلتها تشعر بأنها ليست وحيدة بل معه الى الأبد. http://uupload.ir/files/e525_%D8%AC%...nhayi.ir-6.gif |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
انتهى الفصل الثالث
وأخييييييرا سيتزوجوا .. ماذا بعد ؟؟ https://marycarmenluna.files.wordpre...if?w=207&h=104 |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
الفصل الرابع
4_ نهر بلا عودة http://img-fotki.yandex.ru/get/6608/...c4_bd1b3803_XL سافر لوكان وعروسه كارا الى منزلهما فى خليج التنين فوق طوافة خشبية تنساب على النهر عبر طريق وحشية ولكن خلابة. العصافير الملوثة كأنها جواهر حيّة تطير حولهما فى الغابة الخضراء حيث النباتات الخضراء المتدلية كأنها حيّات . وأزهار الأدغال الوحشية الكبيرة تنمو بكثافة وبين فترة واخرى يمران تحت شلال صغير يصب الماء فوق الطوافة المصنوعة من اخشاب الموز والقصب. كان البحار الكاريبى الذى يقود الطوافة يقف منتصبا فى نهايتها الضيقة كأنه محارب. وجهه ذو عظام عالية وعيناه تلمعان تحت شعره الأشعث الأسود. كان ليّن الجسم اسمر كالنحاس يشبه تمثالا منحوتا. اما مجاديف الطوافة فكانت مرصعة بالأصداف وقطع الزجاج الملونة, تلمع كلما التقت اشعة الشمس فى حركتها صعودا ونزولا. قال لوكان مخاطبا كارا وهو ينظر الى النوتى: - كانوا من اكلة لحوم البشر. Shell وابتسم قليلا بعد ان لاحظ ارتجافها وخوفها. ورمى رماد سيكاره فى الماء - يعاملون الحب ببساطة . حين تعجب احدهم فتاة يدعوها الى الغابة حيث يتزوجها عنوة على طريقة المحاربين القدامى . بعد ذلك تصبح له فيتزوج بها على الطريقة المتبعة. بدأ النوتى ينشد اغنية قديمة تناسب البيئة الوحشية التى تمر بها الطوافة وتهتز لها كارا مع كل ضربة من المجذاف المزخرف. - انه ينشد اغنية بمناسبة زفافنا. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
جلس لوكان متكاسلا فى مقعده المنخفض وقد مدد رجليه الطويلتين وقميصه الحريرى يلتصق بعضلات صدره وكتفيه . وبدت حنجرته القوية من فتحة قميصه بعد ان نزع ربطة عنقه ومياه النهر تنعكس فى عينيه الخضراوين. ثم سألها:
- هل ما زلت تشعرين بأنك غريبة يا سيدة سافدج؟ هزت كارا رأسها ايجابا وقالت: - حين غيّرت اسمى اصبح اسوأ من السابق سألها وقد ضاقت عيناه: - وهل تنتظرين الحياة معى ان تكون اسوأ؟ اننى لست فتى غريرا يا كارا لأركع تحت قدميك وأعدك بالجنة. ولكن حياتك معى على الأرض لن تكون مملة . وانا اعدك بذلك . اننى اعمل واكدّ واريد زوجة تنتظرنى حين اعود من عملى فى حقول القصب مع غروب الشمس. فكرت ... اى زوجة لا فرق لديك . وتحولت بنظرها الى العصافير البيضاء المتجمعة حول نساء يقمن بغسل الثياب على ضفة النهر حيث المياه تندفع بقوة. كن يستعن بالصخور المكورة لنشر الغسيل تحت اشعة الشمس. وسألته : - متى نصل الى خليج التنين؟ - غدا قبل الظهر. رمى عقب السيكارة فى الماء وأضاف: - لن نكمل سفرنا فى ظلام الليل كما اعتدت ان افعل. لأن النهر يشتدّ هياجه كلما اقترب من البحر . سنخيّم فى الغابة قبل الغروب. تسابقت ضربات قلبها ... اذن ستمضى ليلة الزفاف بين الاشجار الكبيرة ذات الاوراق الخضراء والتى يمكن ان تخفى خلفها محاربين , اخطارا مجهولة ... - كم أتلهف لرؤية البيت الكبير . هل ابرقت الى اهلك يا لوكان ؟ هل يعلمون انك ستحضر معك عروسك؟ قال متكاسلا: - لا , فكرت ان افاجئهم. لم توافقه الرأى فهى لا ترغب فى الوصول دون انتظار . ربما تكون مفاجأة غير سارة. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
- كان من اللياقة ان تخبرهم بقدومى . ربما لن يروق شقيقتك التغيير فى تدبير المنزل فى آخر لحظة...
- كلير ؟ ضحك قائلا: انها لا تهتم بتدبير شؤون المنزل ذلك متروك الى دا مربيتى منذ كنت رضيعا. كلير خارجة عن المألوف . انها تعيش لفنها. - فهمت الان . أتعجب ما الذى سيقوله أهلك عنى ؟ قالت ذلك ومدت اصابعها تعبث فى الماء قربها حدق فى وجهها الرقيق وشعرها المبتل فوق رقبتها وخديها . التقت نظراته بنظراتها . فابتسمت وشعرت بحمرة الخجل تصعد الى وجهها . قال: - لديك سحر يونانى وحشى . ستستعملينه لقتل التنين تمتمت: - التنين؟ - التنين هو شقيقى برايد , أتذكرين ؟ انه مقعد لا يستطيع ان يركب الحصان او يسبق الشيطان الذى يلحق بآل سافدج - اشعر بالخوف يا لوكان . قلت لى ان الاقوياء والقساة وحدهم يستطيعون العيش فى خليج التنين .هل سأكون انا قوية بما فيه الكفاية؟ - حتما. كان من الشجاعة والجرأة ان تقدمى على الزواج بى يا كارا. على فكرة , هل استلمت جواب برقيتك التى ارسلتها لشقيقك؟ هزت كارا رأسها ايجابا وشعرت بقلبها يهبط من مكانه - أخبرينى ماذا قال؟ - أوه . كالعادة ... وحاولت ان تتهرب من الاجابة |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
قال باصرار:
- أريد الكلمات بحذافيرها يا كارا - حسنا . لقد منعنى من الزواج من رجل لا يعرفه وأمرنى ان اعود فورا الى انديلوس. ران صمت ثقيل دخلت معه الطوافة فى عتمة مفاجئة . كان نفقا ضيقا من الاشجار الكثيفة ثم خرجا ثانية الى النور . وأغمضت كارا عينيها تلقائيا تفاديا للنور بعد الظلام. - كان بول سيبعث هذه البرقية كائنا من كان هذا الشخص الذى سأتزوج. - لكنه كان سيوافق على نيكوس المحترم. ضحك لوكان وامسك بيدها يتفحص خاتم زواجها الذهبى والخاتم الذى تشبه لؤلؤته دمعة متساقطة. - ربما ظن انى تزوجت بك كردة فعل على زواج نيكوس . هل فعلت ذلك؟ ترك يدها وبدأ يمشى فوق الطوافة ذهابا وايابا. ووقف قرب البحار فبدأ يتكلم معه بلغته. لوكان زوجها الان ومع ذلك فهو غريب عنها. انه يثير فيها شعورا غريبا يمتزج بالخوف. هذا المزيج خدّرها وافقدها حواسها . ربما هو الشيطان وقد احتل قلبها ... Shell بدأت الطوافة تقترب من الضفة الشمالية . وصرخ البحار شيئا فأسرع لوكان وأمسك بالمجاذيف بقوة وشرع يجذف. قفز البحار الى الشاطئ واختفى بين اوراق الشجر سألت كارا: - هل من مشكلة ؟ - لا. لا. قال ذلك وتوقف عن التجذيف وبقيت الطوافة ساكنة فى مكانها - لقد نصب فخا فى الطريق . واذا حالفنا الحظ سنحتفل بوليمة بمناسبة الزفاف صرخت تتألم للضحية البريئة وقالت: - هل هو عشاؤنا؟ فتشدق لوكان قائلا: - انه وليمة زفافنا! |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
وعاد البحار ومعه شاة برية صغيرة . ربت لوكان على كتفه مهنئا . وعاودت الطوافة سيرها بينما البحار المتوحش وزوجها ينشدان اغنية بدائية مثل الغابة التى تلفهم ....
مالت الشمس للمغيب وبدا البحر الكاريبى كأنه هيكل برونزى. كانت الطوافة تتجه الى خليج رملى. - هذا هو الخليج الفرنسى فى قديم الزمان كان مركب قرصان شهير يختبئ فى هذا الخليج . وهرب قبطان المركب مع احدى جداتى . كان القبطان رجلا جذابا ومثيرا .... ولما انقذت البحرية الفرنسية جدتى وعادت بها وهى تثرثر مسرورة. كانت نظرات لوكان عابثة وهو ينظر الى كارا . وقفز الى الشاطئ ليربط الطوافة بصخرة قوية وقد شد الحبل المتين حولها... بدأوا بتوضيب المخيم . ولفظت الشمس اخر شعاع لها فوق النهر كأنه لسان من اللهب الاحمر . تلته اشعة بنفسجية ثم عمّ السواد. وفى مكان ما غرد عصفور صغير أغنيته المسائية. فرشت كارا البساط المهلهل قرب نار المخيم التى اشعلها لوكان بتؤدة وكان البحار جوليوس يذبح الشاة ويسلخها ليعلقها فوق النار للشواء. ووضع بعد ذلك قليلا من البطاطا الاستوائية لتشوى على جوانب النار. - انه مكان مثالى للمخيم . يوجد هنا مخزن طبيعى للثمار تعالى أريك. تبعت لوكان الى داخل الغابة وعلى الفور احست بانفرادها معه. قفز قلبها من مكانه . وأوقد المشعل الذى حمله معه الى جذع شجرة كبيرة. وعلى ضوء المشعل رأت كارا الفاكهة تتجمع بكثافة تحت الأوراق. ناولها لوكان المشعل وبد يقطف الثمار المعلقة فوق قامته الفارعة واخذت كارا قبعتها القشية فجعلتها سلة وملأتها بالفاكهة الاستوائية اللذيذة. وعادا الى المخيم يحيط بهما كورال من الضفادع والجنادب ترتل باصواتها الرتيبة. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
كل شئ هنا جديد ومثير . انه عالم غريب من الصوت والظل. كانت تشارك لوكان فيه بكل حواسها وهو قريب منها سياعدها فى طريقها ويخلصان من الاغصان التى تعلق بها.
وكلما لامسها بأصابعه كانت ترتجف وتسرع ضربات قلبها. ستنام الليلة بين ذراعيه تحت اشعة النجوم فى هذا المكان الوحشى. وسيتم تقاليد آل سافدج . شعوره بالواجب تجاه هذه التقاليد هو الذى اجبره على الزواج... - بماذا تفكرين؟ كانت ستخبره وسط العتمة . كانت ستسأله ان يتركها وشأنها اذا لم يكن يريد حبها. - احب ان امتع نفسى بحمام فى النهر. الماء يغرينى. - صحيح . المياه منعشة وباردة - هل تسمح لى بالنزول يا لوكان؟ - طبعا. انت عروس مطيعة ضحك ومر بابهامه فوق خدها. - كنت اتساءل اذا كانت آمنة للاغتسال فيها - اكثر امنا من الزواج من آل سافدج. العشاء لم يجهز بعد واظن اننى سأشاركك السباحة shell منتديات روايتى لبست كارا ثوب السباحة خلف الاشجار على الضفة. وانتعشت احاسيسها كلها بفعل البرودة والظلام حين دخلت الماء . كم مرة سبحت مع نيكوس ليلا فى انديلوس ... كانت حرة تمرح ولم تفكر بالمستقبل مرة... ما اغرب مفاجآت الحياة . تكاد لا تصدق الحقيقة التى تعيشها . وقرصت نفسها لتتحقق من انها ليست فى حلم . النهر . النجوم . الغابة. كلها حقيقة . حقيقة أخرى قربها ... هذا الرجل الذى يسبح معها فى ماء النهر البارد وقد لفّها بذراعيه القويتين . حاولت التملص منه. - ما هذه العروس العصبية ! تركها تهرب ثم عاود السباحة حولها . هذه المرة لم تقاتله بل تركت نفسها ترتاح بين ذراعيه. كانت ضعيفة وخفيفة وهو يحملها الى الضفة الثانية ويضعها فوق الرمال . احست يديه فوق كتفيها ثم ضغط بوجهه فوق وجهها يعانقها وقال: دعينا ننس الغد وخليج التنين . لننس كل شئ . لنتظاهر بأننى تزوجتك لنفسى . http://ekladata.com/0vE5ozR5v029uRPywyub5Ow8oS4.gif |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
- دعنا نكن صادقين مع انفسنا يا لوكان
قالت كلماتها هذه من قلب جرحته شدة صراحته معها. - تزوجتك لأن كرامتى أهينت يوم تركنى نيكوس ليتزوج من امرأة اخرى وانت تزوجتنى من اجل التقاليد وبرايد . نحن متعادلان. عم الصمت المكان . سوى صوت الجنادب الرتيب وصوت ضربات قلبها فى اذنيها . تركها لوكان ممددة ووقف شامخا فوقها , وجهه قاس ويداه الى جانبه . وفجأة قفز الى النهر وسبح فى اتجاه المخيم. تركها ممددة فوق الرمال قبل ان يقدم لها حبه . لم تطالبه بكلمات غزل فحقيقة زواجها المؤلمة منعتها كأنها سجن . ومشت الى النهر وهى تقول فى نفسها: افرحى وهللى يا كارا فاليوم يوم زفافك . اذهبى وشاركى عريسك حياته . شاركيه طعامه وشرابه ومنزله , ولكن ليس قلبه ... استوى الشواء وكذلك البطاطا اللذيذة الطعم مع رائحة الاعشاب والتوابل النفاذة التى تثير الشهية . اكلت كارا وهى تمسك اللحم بأصابعها . احبت كل شئ. ونظرت الى زوجها بعد العشاء , كان يستمتع بالأغنية التى كان جوليوس ينشدها. كانت قديمة تعود الى اصوله التى تاهت فى البحر الكاريبى. لقد جعلها القدر تدخل غرفة لوكان فى فندق فكتوار وغدا ستدخل معه عتبة البيت الكبير . سيحملها بين ذراعيه كرفيقة لقدره الغريب وليس كزوجته الحبيبة. احست كارا بحيوان يزحف قربها . كان قريبا جدا من النار ويشبه التنين . كانت تراقبه بهلع . قال لوكان: - لا تكونى عصبية يا كارا . ان التنين الصغير لا يؤذى. سأل جوليوس: - هل نشويه للفطور؟ فهز لوكان رأسه نفيا وقال: - دع الحيوان وشأنه . انه يذكرنى بالتنين البرونزى فى منزلنا فوق المدفأة |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
مشى التنين بأمان الى داخل الغابة . واحست كارا انه انذار يهددها . انه تنين آل سافدج الذى يكره عرائس العائلة. ارتجفت للفكرة ولاحظ لوكان ارتجافها فصب لها فنجانا ساخنا من القهوة . شكرته وامسكت الفنجان بكلتا يديها وهى تتلذذ بطعم القهوة.
- انتظرى حتى تذوقى الشوكولا الساخنة فى خليج التنين . نحن نضيف اليها القرفة والكريمة حسب وصفة عريقة فى القدم . اننى احبها منذ ان كنت صغيرا. اكفهر وجهه وهو يتذكر صباه . وتذكرت كارا والدته التى كانت تفضل برايد عليه . انه الصغير الذى اتعبها وآلمها عند الوضع . كان عريض المنكبين , مثير الحركة وعصبى المزاج. ولم يذكر لوكان والدته امامها سوى مرتين . فى المرة الاولى قال انها فرنسية الاصل . وفى المرة الثانية ذكر ضربة سوطها فوق خده يوم الحادث المشؤوم. قشر لوكان ثمرة افوكادو وقطعها ثم حمل قطعة منها فوق سكينة وناولها اياها . اخذتها منه بفرح وتمنّت ان تمضى كل ايامها ولياليها معه هكذا . ان تنسى العالم بأسره. جلس جوليوس يدخن سيكارا بعد العشاء . ولما انتهى حمل بساطه ونهضك - مساء الخير يا سيدى لوكان . مساء الخير يا سيدتى. وسار الى الطوافة لينام فيها تاركا اياهما قرب النار قالت كارا وهى سارحة بأفكارها: - انه عشاء فاخر - لم نشرب بعد نخب زفافنا! وبعد ان شربا نخب زواجهما مشى لوكان نحوها . مددها فوق البساط ولفّه حول رجليها بحنان ووضع سترته الملفوفة تحت رأسها على شكل وسادة . كانت السترة مشبعة برائحة دخانه وبعطر الزهرة الصفراء التى ما تزال فى عروة سترته - نامى . سنبحر باكرا الى خليج التنين. اعترضت: - لوكان ... - نامى واحلمى بصديقك الفتى الذى لم يجرحك بعناقه ولكنه جرح قلبك. - أوه . لوكان .... - عزيزتى . لن يبقى الخصام فى فراشنا الى الابد . أعدك بذلك . انك متعبة كثيرا . غدا يوم جديد آخر وتنتظرك أحداث جديدة ... هل أنت دافئة ؟ اجابته: - كالقطة الصغيرة - اتمنى لك احلاما سعيدة انحنى وعانقها بلطف . ولما غفت كانت الزهرة الصفراء فى عروة سترته قد تهشمت ... |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
انتهى الفصل الرابع
والغد يوم جديد ماذا يحمل فى طياته للعروس الجديدة ؟ http://ekladata.com/rxV3PRRI7kBDVRe3WHXqLQyV20I.gif |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
الفصل الخامس
5_ خليج التنين - البيت الكبير http://www.lavoridiclasse.it/images/38384081.png كان الفطور سمكا اصطاده جوليوس من النهر . وبدأوا النصف الاخر من الرحلة مع بزوغ الفجر الجميل ترافقهم بعض الغيوم. الاخضرار فى الغابات الخضراء الكثيفة يلفّهم والطيور تحلق اسرابا فوقهم والنهر ينساب كشريط حريرى ناعم يأخذهم الى خليج التنين ... - كل شئ هنا يختلف عن بلاد اليونان. هناك الارض قاحلة والتربة لا تعطى الا نادرا . اما هنا فكل شئ اخضر خصب. SHELL التقت عينا كارا عينى لوكان الخضراوين كأوراق الشجر . وتذكرت ساعة استيقظت صباحا فى المخيم . كيف وجدته نائما نصفه تحت البساط والنصف الاخر مكشوف . كان يغط فى نومه تكسو وجهه براءة الطفولة. وبدا الان وهو واقف فوق الطوافة الخشبية برجليه الطويلتين غريبا عن الحنان . تغمر الشمس شعره الاحمر كأن فوق رأسه خوذة فولاذية وكل عضلة فى جسمه مستعدة للنضال. هل الزواج من رجل مثل لوكان يوفر الاستقرار والدفء والمحبة ؟ هل يوفر الجنة ؟ هل يبدد الخوف والرعب اللذين يصخبان بداخلها ويشعرها بالحب الحقيقى ؟ حدقت كارا بلوكان وعضت على شفتيها .... لن يكونا قريبين . ان اشياء عديدة تفرق بينهما . أهمها مسؤولياته تجاه برايد . انها تملى عليه كل تصرفاته وهى الدافع الرئيسى لزواجه منها بدلا من ان يكون الدافع الحقيقى الحب الذى يربطهما . حين يكون لهما ولد سيمنحانه للبيت الكبير لتكتمل التقاليد العائلية لآل سافدج وتتواصل مثل النهر. كان النهر يجرى سريعا عند المصب وقد اصبح عريضا حيث يلتقى البحر. بدأت الصخور تظهر . واختفت الغابة الخضراء الى الشمال وبدا البحر اخضر بلون عينى لوكان. شعرت به يزداد عصبية كلما اقتربوا من خليج التنين وتظهر عليه علامات الانفعال والترقب. SHELL - نحن نسير الآن مع التيار الى داخل الخليج . تمسكى جيدا لأن هذا الجزء من الرحلة قاس وصعب ... |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
كانت الأمواج تتقاذف الطوافة والمياه هائجة داخل الخليج وقادها جوليوس بمهارة بين الصخور قرب بحيرة ضحلة كانت مياهها كالزمرد الاخضر المذاب. وفوق البحيرة مباشرة كان المدخل الرئيسى للبيت الكبير . بيت التنين وبدا شامخا قويا يتحدّى السنين ويوحى بالغموض والتأمل.
حبست كارا انفاسها رهبة امام ضخامة حجمه . كان مبنيا فوق الصخور يتحدى كل عوامل الطبيعة وشرورها. نزافذه تلمع كالعيون وأجنحته تمتد كأنها تستقبل العروس الغريبة. كان رذاذ الماء قد ملأ عينيها وعلقت حباته بشعرها الاسود . ونظرت الى لوكان الذى كان يلتهم البيت الكبير بعينيه. لقد خلع عن وجهه كل اقنعته وبدت امارات العذاب واضحة عليه فى مزيج من الحب والكره . شعرت كارا بالحسد يأكلها. كيف تغار من حبه للبيت الكبير ؟ سحب جوليوس الطوافة الى ممر حجرى بجانب البحيرة وقفز ليربطها جيدا بالحبال المتينة. واحست كارا بذراعى لوكان حولها كالفولاذ. حملها بين يديه من الطوافة الى الممر الحجرى المحاط بأشجار مرجانية وأزهار بحرية تجمعت فوق الماء امام مدخل البيت . كانت الدرجات المؤدية اليه حجرية كبيرة تشبه اقدام العمالقة. قال لوكان وهو يصعد بها الى الدرجة الرابعة حيث انزلها لتقف على رجليها. - هناك مدخل اخر للمنزل. وأشار الى الصخور العالية فى الجهة الاخرى - لقد حفر المهندسون نفقا وسط الصخور فى ايام جدى ووضعوا مصعدا حديديا كمصعد عمال المناجم. المصعد مريح ولكنه لا يؤمن المنظر الرومانسى الذى نحظى به ونحن نصعد سلالم التنين. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
رأت كارا جوليوس يحمل حقائبهما الى البيت . نظر اليها وابتسم . كان جوليوس يعود بأصله الى قبيلة همجية شرسة وحبه للوكان حب الصديق لصديقه وليس الخادم لسيده فالدم الايرلندى فى عروق زوجها لا يحتمل استعباد الناس بعضهم لبعض . ونفسه الثائرة لا تقبل العبودية.
صعدا السلالم سوية ولامست كارا بيديها اوراق العرائش الخضراء وهى فى طريقها الى مدخل البيت. كانت تتعجب من جمال الطبيعة الخلابة وهى تمشى كأنها عصفور يطير لأول مرة الى المجهول. البيت الكبير بلون الذهب يشع تحت وهج الشمس . مرتفع وشامخ ككبرياء وغطرسة آل سافدج الثوار الذين ثبتوا اقدامهم فى هذه الارض التى انبتت قصب السكر الابيض والكاكاو والتوابل لتغزو منازل العالم. كانت سلالم نصف مستديرة تصل الممر بالمدخل الرئيسى . لها اعمدة ضخمة فى الساحة امام الباب الخشبى الكبير حيث حفرت شارة التنين فوق الحجارة وتحته شعار آل سافدج. وفى اعلى العواميد ورود مزخرفة يانعة كأنها طبيعية تحت ضوء الشمس. وفى الطوابق التالية العديد من الغرف لها شرفات ونوافذ كبيرة كالأبواب. البيت يشبه الهيكل تتدلى منه نباتات معلقة ازهارها مفتحة. وتبدو سهول الكاكاو فى مؤخرة البيت. اشعل لوكان سيكارة وقال: - الجماح الايسر يطل على البحر والجناح الايمن يطل على حقول القصب. نملك يا كارا كل شئ ترينه : برايد يملك المنزل والاملاك وانا املك الولاء والطاعة له. قالت وهى تتنفس بصعوبة: - كم هو رائع. - ستعتادين عليه . تعالى . سندخل من هذا الباب. اشار الى اليمين وصعدار درجات قليلة وسط الساحة. ووصلا الى باب كبير فتحه لوكان بجذل ودخلت كارا الى القاعة الكبرى فى البيت الكبير . |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
رأت كارا التنين البرونزى فوق رف المدفأة . وكذلك الكأس الذهبية التى هى اقدم من المنزل , هذه الكأس التى رهنها آل سافدج الاشداء ليشتروا الارض التى زرعوها. ومع الوقت استردّوها بعد ان بدأول يجنون الثروة الطائلة من زراعة قصب السكر . كانت تنظر حولها مندهشة :
- انه ككقصور الملوك يا لوكان . انا ... انا لم اتصور انكم عائلة غنية جدا ضحك لوكان وهو ينفض رماد سيكاره فى المدفأة وقال: - زمن امتلاك آل سافدج افخر انواع الكريستال واللوحات الزيتية من صنع كبار الفنانين قد انتهى يا كارا . نحن نحصل على مدخول معقول من الزراعة . تلك الايم مضت الى غير رجعة حين كان السكر هو طعام الاغنياء وزراعته توفرالثروة الطائلة , كما حصل لأجدادى هنا واشار الى صورة شاب معلقة فى القاعة . انه شديد الاناقة وقد عاش فى عصر سابق وله عينان عابثتان كعينى لوكان . قال: - انه احد اجدادى - هل انت وشقيقك توأمان لا فرق بينكما؟ كان هذا سؤالها الوحيد - سترين بنفسك الشبه بعد قليل قال ذلك ورفع الكأس الذهبية - انها عادة من عادات آل سافدج ان يهب لاعروسان نفسيهما الى خير ومنفعة هذا البيت . سيقدم لنا برايد , رب البيت , الشراب فى هذه الكأس وسنشرب منها ونقسم على ذلك . هل انت مستعدة يا كارا؟ - لقد تزوجتك يا لوكان وسأشاركك حياتك . انا افهم ما تعنيه التقاليد والعادات وروابط القبيلة . انا يونانية . نحن ايضا نعطى لرب البيت سلطة فوق كل اعتبار. سيتطلب شقيقى بعض الوقت قبل لن يسامحنى لأننى تزوجت دون موافقته ... - أنا آسف لما حصل. مشى اليها وشد على يدها . واحست ان بابا خلفها قد فتح فى اخر القاعة. سمعت دواليب المقعد المتحرك تسير فوق الخشب . مر قربها شئ اسود ضخم ووصل الى لوكان يسلم عليه . كان ذلك كلبا كبيرا وضع مخالبه على كتفى لوكان وعيناه تلمعان بالمحبة. - انت مجنون كبير كان لوكان يداعب كلبه بحنان وكارا تسمع اقتراب الدواليب نحوها وهى تسير ببطء . استدارت. التقت كارا عينيه ووجدت نفسها تتيه بداخلهما وجهه جميل وآمر فيه خطوط حزينة وقد خطا الشيب رأسه الأشعث . كان مقعدا فى كرسيه الذى يبدو كالعرش وقد جعلها تشعر انها هى الضعيفة. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
- وصلتنى الانباء السارة البارحة يا لوكان . لقد تزوجت فى فورت فرناند
كان صوته عميقا واضاف: - اتمنى ان تكون اجراس الزفاف قد هللت فرحا لك ولزوجتك كابريس. عم القاعة صمت رهيب . ولف لوكان ذراعيه حول كارا بحنان . فكرت كارا فى نفسها ... ان برايد ينتظر ان يعود لوكان بزوجة تدعى كابريس! - هذه كارا . التقينا فى فورت فرناند منذ عشرة ايام بعد رجوعى من باريس . كارا يونانية. - فهمت نظر برايد الى كارا ليرى تأثير كلامه عليها. قالت كارا فى نفسها ... من هى كابريس؟ انها ولا شك فتاة باريسية كان يأمل لوكان ان يتزوجها وقال برايد: - اهلا بك يا كارا فى خليج التنين . لقد حان الوقت لامرأة صغيرة ان تمنح الاولاد لهذا البيت الكبير . عندنا رو الصغيرة ولكنها تحتاج لمن يلعب معها. هل اخبرك لوكان عنها؟ - نعم يا سيدى كانت ما تزال تشعر بالبرودة رغم وجود ذراعى لوكان حولها . لو اخبرها عن كابريس ولم يتركها تكتشف غريمتها بنفسها ... - اننى اتلهف لأتعرف الى رو وكلير. قال برايد: - رو عندها درس الان . اما كلير فانها تصنع لنفسها رجلا من الحجارة لا يمكنه الرد على اسئلتها او حتى جرح قلبها. - تبدو كلير حساسة للغاية وليس من الحكمة دائما ان تكون المرأة رومانسية . - انك رومانسية على ما اعتقد قال برايد وهو يشير الى مقعد يشرف على الساحة . جلست كارا عليه بينما جلس لوكان فى مقعد وثير وقبع كلبه تحت رجليه . التوأمان متشابهان ولكن الشيب فى رأس برايد يجعل عشرات السنين تفرق بينهما. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
كانت عربة طعام فى طريقها اليهم مع الخادم الزنجى الذى يرتدى سترة بيضاء. تناولوا القريدس مع كعكة القهوة التى تذوب فى الفم والقهوة الساخنة . وقال برايد:
- أعطيتكم جناح العرسان ... الجناح الايسر الذى يطل على البحر . جناح الزمرد . انك مغرمة بالبحر يا كارا! - لقد ولدت بجواره . احب صوت الموج المتكسر فوق الصخور ومنظر الزبد الابيض وخصوصا فى الليل. حين تكلمت عن الليل رأت برايد يراقبها عن كثب. ماذا يظن بها ؟ انها نحيلة جدا تشبه الغلمان وربما لن تنفع فى المهمة الموكولة اليها .... تأمين الوريث لآل سافدج. قال برايد : - اذن قبل عشرة ايام كنتما غريبين؟ انه غرام صاعق. قال لوكان: -تقريبا . اظن ان كارا ترغب فى الصعود الى غرفتها لترتاح . امضينا ليلتنا البارحة فى الخليج الفرنسى . نمنا على الرمال . لم ارغب فى المجازفة فى تيار الخليج ليلا. واستغرب برايد: - انت يا لوكان حذر ؟ علينا ان نبحث فى بعض الاعمال التى اخذتك الى باريس. من المستحسن ان تتركنا كارا . ان الاعمال تضجر الجنس اللطيف. احست كارا ان برايد جارح فى كلامه مع لوكان . ربما شعوره بالضجر والخمول مع انه قوى جدا... من آل سافدج حضرت الخادمة بعد ان قرع برايد لها الجرس . وقفت كارا لترافقها - خذى السيدة سافدج الى جناح الزمرد ونظر الى كارا: - سوف لن اؤخر لك زوجك كثيرا . تصرفى كأنك فى بيتك هنا فى خليج التنين |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
وهل من الممكن ان تتصرف كأنها فى بيتها ؟ صعدت كارا مع الخادمة درجا من الخشب الاسود . كانت طوابق وشرفات مستديرة تشرف على القاعة الكبرى
كان بصيص من النور يخرج من احدى الغرف فى الطابق الثانى . وخرجت من الشرفة فتاة تلبس ثوبا اصفر ذهبيا وكأنها تطير فوق السلالم قالت فى نفسها ... ليس هذا معقولا . كيف تطير هذه الفتاة. وتذكرت ما قاله لوكان عن الشبح الذى يعيش معهم فى البيت الكبير . شبح امرأة تنزل من الصورة من احدى الشرفات وهى ترفل بالحرير الاصفر حين ينام الجميع. وصلت كارا الى الجماح المخصص لها ولزوجها وكان يتكون من غرفتى نوم متصلتين ببعضهما . كانت شرفة زجاجية تطل على اجمل منظر رأته العين ... الأمواج الصاخبة تتكسر فوق صخور خليج التنين. وقفت كارا تحدق فى الخليج ولاحظت الصخور المرتفعة كأنها تلة من الأصداف اللمعة تحت وهج الشمس . هل هذه الصخور التى حاول التوأمان تسلقها فى الماضى ؟ هل وقع الحادث لبرايد هنا فوق هذه الصخور؟ تركت الغرفة الزجاجية ودخلت غرفة نومها تحاول ان تزيح الصورة القاتمة من مخيلتها . لماذا رغب برايد ان يضع لوكان وعروسه هنا فى هذا الجناح؟ التى تكشف مسرح الحادثة المؤلمة؟ ألأنه اراد ان يتذكرها لوكان يوميا كلما نظر من النافذة او كلما اخذ زوجته بين ذراعيه؟ دخلت غرفة نومها وفيها سرير واسع كبير مع كنبة قماشها من اللون الاخضر. عواميد السقف مزخرفة بالتنانين وخزانة نصف مستديرة قرب السرير فوقها ساعة فرنسية. وخزانة ملابس كبيرة جدا مع طاولة للزينة. وضعت كارا ادوات الزينة فوق الطاولة والقت نظرة على نفسها فى المرآة. عضت على شفتيها استياء . لا عجب ان برايد حدق فيها كثيرا . فى شعرها الاجعد وانفها اللامع وثيابها التى لا تشبه العروس بشئ. عليها ان تأخذ حماما وتغير ملابسها . ستلبس الفستان الابيض . انه يجعلها تظهر هادئة ومتزنة. فتحت خزانة الملابس لتخرج ثوبها وصرخت فزعة حين قفزت من داخل الخزانة فتاة صغيرة وهى تقهقه. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
- انت ايتها العفريتة الصغيرة
وأمسكت بها كارا - لا تلعبى معى هذه اللعبة . من انت؟ - لقد قفزت فزعا. نظرت الطفلة الى كارا مسرورة بنجاح لعبتها . كانت عيناها الخضراوان ترقصان وسط وجهها الطفولى بمرح وعبث . شفتاها بلون الكرز البرى وشعرها احمر مصفر . فتاة جميلة للغاية . سألتها باهتمام بعد أن هدأ روعها : - هل أنت رو؟ - نعم وعمرى ثمانى سنوات واعتذر لأنى اخفتك . قالت دا انك لعبة جميلة ومدللة . وقالت ان انفى سينزل الى اسفل لأن ينك لن يهتم بى بعد زواجه , وقالت ايضا ان كل وقته سيكون مشغولا فى توفير السعادة لزوجته. سألتها كارا وقد اعجبت من اقوال رو كأنها قد حفظتها عن ظهر قلب. - من هو ينك؟ - انه لوكان صعدت الى كرسى طاولة الزينة وبدأت تعبث بالأدوات - اقول له ينك لأنه عمى الأصغر . اناديه عمى مع ان الجميع يعرفون انه ... لم تكمل جملتها . وحدقت فى كارا وقالت: - اظن انك العروس - نعم انا كارا زوجة لوكان جلست كارا على سريرها . تعرف ان رو متبناة . ولكن من الغرابة ان تكون لها العينان الخضراوان ولون الشعر الاحمر . اى شخص يراها لا بد ان يقول انها من آل سافدج بدون ادنى شك . قالت رو: - انت صغيرة قالت كارا وهى تبتسم: - اننى فى الحادية والعشرين من عمرى |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
سألت رو:
- هل ستحبين العيش معنا ؟ ستبقين هما ولو لم تعجبك الحياة. هكذا تقول عمتى كلير ... انه لا مفر من آل سافدج وانت الآن من آل سافدج. قالت فى نفسها ان رو على حق . اننى انتمى الى هنا وسأبقى هنا . شعرت كارا بدخول لوكان غرفة النوم وكان عاقد الحاجبين ولكنه ما ان رأى رو هتى ابتسم. - اهلا يا عفريتة حمل الفتاة وقبلها . كان لون شعرهما واحدا مما حيّر كارا. سألت رو: - هل جلبت لى هدية معك من باريس يا ينك؟ - نعم كالعادة جلبت لك هدية ثم نظر الى كارا النحيلة فوق السرير الكبير وقال: - تبدين كضفدعة فوق ورقة كبيرة. ذهب لوكان مع رو الى غرفته المجاورة . وبعد دقائق عادت الطفلة راكضة مهللة : - انظرى ماذا جلب لى ينك SHELL كانت تلبس اسورة فضية فى وسطها ساعة صغيرة على شكل قلب صغير. - اسمى محفور بداخلها ومكتوب عليها ... مع خالص حبى . من عمك لوكان . على ان اريها لدا. وركضت رو خارجة من الغرفة وهى تقول: - اراهن ان دا سيسرها ان تعرف انك لست لعبة جميلة مدللة يا كارا. خرجت رو مسرعة بينما وقف لوكان فى باب غرفته مسرورا: - انها عفريتة صغيرة أليس كذلك؟ - نعم هى كذلك قالت كارا وهى تفكر ... انها عفريتة ابنة عفريت . طفلة صغيرة لها لون عينيه وشعره وبالتأكيد من فئة دم واحدة. http://gd.sadra-school.ir/eimg/129161_1318612079.gif |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
انتهى الفصل الخامس
يا ترى رو بنت مين ؟؟ !! |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
الفصل السادس
6- السيدة الذهبية http://web-recept.com/linejki/26.gif بردت الشمس بعد الظهر واستطال الظل. كانت كارا تجيد ركوب الخيل وأعطاها لوكان مهرة بلون الكريم اسمها سيلكى بينما ركب هو حصانه الاسود كالليل . وذهب كلبه الكبير جت برفقتهما يركض بين حوافر فرسيهما. كانت صفوف قصب السكر المزروعة فى اتلام لا نهاية لها كبرت واستحالت بلون الفضة الخضراء تطاول قامة الرجال الذين يحصدونها بواسطة سيف قصير مقوس بعد ان تحرق اوراق القصب . قال لوكان وهو يشير بيده: - اخضرت الحقول . واذا بقى الحظ حليفنا سيكون لدينا محصول جيد هذه السنة . سيحضر العمال من كل انحاء الجزيرة وقت الحصاد وسيغنون الاغانى القديمة وهم يقطعون القصب تحت اشعة الشمس الحارة . انه منظر بديع يا كارا. ابتسمت موافقة ونظرت اليه كان يرتدى قبعة تغطى عينيه الاخاذتين ويقف فخورا بمزروعاته وموسمه المنتظر . صهل حصانه وتراجع قليلا الى الوراء بعد ان طارت حشرة كبيرة من بين القصب وحطت فوق رأسه الشامخ . فهدأ لوكان من روع الحصان وربت بحنان على رأسه . كانت يده القاسية السمراء تعمل بجد ونشاط . قالت كارا: - حقول القصب تشبه محيطا اخضر ناضجا. وأكملا جولتهما فوصلا الى مصنع تكرير السكر الحديث الذى يتصاعد الدخان من مداخنه الى السماء . سألها: - هل ترغبين فى رؤية المصنع من الداخل؟ وترجلا عن الفرسين . لاحظت كارا ان العمل داخل المصنع كان قليلا . ولم يبدأ الموسم بعد قال لوكان: - الضجة تصم الآذان حين يكون المصنع يعمل بكل طاقاته. كان يشيؤ الى القاطعات والعصارات الكبيرة التى تقطع وتعصر القصب وتحوّله الى سائل يقطر فى مراجل كبيرة للغلى . ثم يكرر ويحول الى بلورات دقيقة. نظرت كارا الى الممر الضيق بين المراجل والخزانات . وارتعدت وهى تتخيل العمال قرب المراجل الكبيرة يراقبون عملية غلى السكر وشكل المدخنة فى البرج تنفث السحب السوداء. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
ركبا الفرسين من جديد وتابعا جولتهما . مرّا قرب هضبة صغيرة يقع فوقها مصنع السكر القديم . كان المصنع يدار بواسطة المراوح التى تعمل بقوة الرياح . نوافذه محطمة والمكان مهجور يثير التأمل . شعرت كارا برهبة وهى تعيد فى مخيلتها احداث الماضى التى جرت هنا . حبست انفاسها وكان يمكنها ان تقسم ان احدا تحرك داخل البرج القديم يراقبهما من وراء النوافذ . شعرت بأن المكان مسكون بالأشباح . سألته:
- هل يلعب الأطفال فى هذه الخربة؟ فنظر اليها مستغربا: - اشك فى ذلك . المكان مهجور وحتى الزنوج والعمال يبتعدون عن هذا المكان المخيف .... ارغب فى هدمه ولكن برايد يعارض . يعجبه الغموض الذى يلف المكان . يشعر بقيمته الأثرية بالنسبة للمصانع الحديثة التى نبنيها حاليا كى نستطيع المنافسة فى السوق اشارت كارا الى النافذة بعصا الركوب وقالت: - لوكان . اننى متأكدة اننى رأيت شخصا خلف النافذة. - ربما هو وطواط او خيالك. ادار حصانه ونظر مرة اخرى الى المصنع القديم . مرت الرياح الخفيفة عبر القصب فتحركت الدواليب الهوائية فوق البرج واحدثت صوتا خفيفا ثم توقفت . وضحك لوكان: - المكان يغمره الغموض . ربما تكون لويلا سافدج ما تزال تنتظر عشيقها الذى اعتادت على لقائه هنا فى غياب زوجها عن البيت . قالت وهى ترتجف: - لا تمزح الان يا لوكان . الموتى التعساء يتركون غموضا خلفهم ... - ولكننا نعيش ولسنا تعساء على ما اظن والتقت عيناه بعينيها: - ما رأيك فى برايد ؟ - انه متكبر ومتعجرف ويعيش فى الماضى ... |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
ثم لكزت المهر وطارت سيلكى بها . لحقها جت بعد ان نبح بقوة , وكانت مسرورة جدا وهى تسمع حصان لوكان يسابقها .
كانا يتراقصان فوق فرسيهما ووصلا مع الغروب الى سهل الكاكاو . وقفا امام الغابة ورائحة الكاكاو الناضج تملأ المكان ونقيق الضفادع يتردد بين الاشجار. _ ألا يكفى هذا يا كارا من تعويض ؟ السهل والخليج ... كى تهبينى نفسك؟ شعرت كارا بأنفاسه العميقة ورجولته . كان يلبس لباس الركوب الكاكى وقميصا ابيض . ولم تتبين تقاسيم وجهه لأن الظلام كان مخيما ولكنها كانت تتخيل شكل فمه الجرئ . كانت تتمنى ان يعانقها وان يضمها بقوة بين ذراعيه حتى يلتصقا ولا يبقى بينهما اى شئ .... لا اشباح ولا شابة اسمها كابريس. كابريس .. هل تركها فى باريس ؟ ها افترقا لأن حبه لها لا يحتمل وجود اخيه برايد قربهما؟ SHELL وركبا وسارا فى طريق العودة . كانت الفوانيس الجانبية مضاءة فى مدخل البيت الكبير . ورائحة التبن فى الاسطبلات تجعل الفرسين ينفخان فى الهواء . ترجل لوكان قبلها وامسك بها بكلتا يديه وحملها من فوق المهر . كانت ترغب فى لمساته ولكنها تخاف لأنه لا يحبها ... تملصت منه ولكنه امسكها من الكوع وجذبها اليه وقد نفد صبره. - حسنا ضحك بعبث . تراجعت كارا خلف عامود فى الاسطبل وقد اتسعت عيناها: - ما انا بالنسبة اليك يا لوكان ؟ هل تلعب بى كما تفعل بدواليب الحظ ؟ قال بعد ان اشعل سيكارة: - ربما . عندما يتزوج رجل بامرأة يتنازل عن حريته لا يكون واثقا من النتائج . الزواج لعبة حظ. ابتعدت كارا عنه . كانت ترى من حيث تقف نوافذ الغرف . ورأت شبح رجل يتحرك فى غرفة مضاءة بنور قنديل احمر . كان شبحا مقعدا فوق كرسى متحرك . وقفز قلبها . هل شاهد برايد شقيقه لوكان وهو يقبلها من النافذة؟ - علىّ ان اذهب واجهز نفسى للعشاء. قالت كارا ذلك ومشت بسرعة مبتعدة عن لوكان |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
كانت ما تزال تلبس ثيابها حين سمعت قرعا على بابها. وتجاهلت الطرق لأنها لم تكن مستعدة لمجابهته الان . تكرر الطرق . قالت وهى ما تزال تحكم اقراط اللؤلؤ فى اذنيها:
- تفضل فتح الباب خادم اسود يلبس سترة بيضاء ويحمل ابريقا من الفضة فوق صينية مدورة . طلب منها الخادم ان تجرب طعم الشراب بطلب من سيده لوكان. - افضل شراب عصير النخيل الطازج الموجود فى الجزيرة قال لوكان دون ان يدخل مع الخادم . دخل جت ووقف يسد الباب بينها وبين لوكان - انه جيد شربته لأن الخادم صموئيل كان واقفا ينتظر موافقتها على الشراب. وأكدت له ان الشراب لذيذ. فغادر صموئيل الغرفة وترك الباب مفتوحا. قال لوكان: - انه شراب وطنى . مزيج من عصير النخيل وبعض عصيرالليمون الحامض وفاكهى اخرى يضاف اليه القليل من القرفة. هل أعجبك؟ - نعم شعرت كارا بالدفء يغمر حناياها. - ألم تنتهى بعد من تجهيز نفسك؟ ونظر لوكان الى فستانها اليونانى الشكل وقد ظهر السحّاب مفتوحا لم يقفل بعد - هل تستطيعين ان تنزلى لوحدك الى غرفة الاستقبال بعد ان تنتهى ؟ الغرفة ذات البابين على شمال القاعة الكبرى انهت كارا شرابها ولامست بأصابعها التنين المحفور فوق الابريق الفضى .تنين سافدج موجود فى كل مكان من المنزل ... وهو لا يحب عرائس آل سافدج. بأصابع ترتعش حاولت ترتيب ثنايا فستانها المكسر وكانت اشترته فى اثينا حين كانت تتسوق بصحبة دومينى . كم كانت تشعر بالحرية عندئذ . كانت دومينى تزداد جمالا يوما بعد يوم منذ زواجها . والحب الذى يربطها ببول يضفى عليها بريقا داخليا . ذهبت كارا برفقتها الى عرض ازياء واعجبت بهذا الفستان . كان مصنوعا من القماش الرقيق يمتاز بالأنوثة ويختلف كثيرا عن بقية ثيابها التى اعتادت ان تلبسها كل يوم . كانت تبدو فيه رقيقة وجذابة . ارادت ان تلبسه يوم يعود نيكوس من اميركا فى احتفالات عيد الميلاد ... ولكنه لم يعد . كتب يقول انه تزوج ولن يعود الى انديلوس. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
نظرت كارا الى نفسها فى المرآة . شكلها غريب عليها ... انه شهر ايار وقد تزوجت ... نظرت حولها فى غرفة نومها ... السرير الكبير ذو قوائم معدنية عالية . هذا السرير سيضمها ولوكان وله كل الحق فى ذلك . الغرفة المجاورة لغرفتها فيها كنبة كبيرة للاستلقاء . اشياء لوكان مبعثرة فى الغرفة .
سيكاره وادوات الحلاقة وروب معلق وراء الباب وبيجاما حريرية لونها غامق كانت مرمية فوق الكنبة . تذكرت ما قاله لها ... لن يبقى الخصام يشاركنا فراشنا طويلا. كان هذا انذاره لها سابقا . اخذت كارا نفسا عميقا وخرجت من الغرفة واغلقت الباب وراءها. الشرفات مضاءة بنور خافت . نزلت السلالم . ووقفت فى الشرفة امام صورة المرأة الذهبية . خيل اليها ان المرأة الذهبية اختفت من الصورة كليا . عاودت النظر الى الصورة ولاحظت انها خدعة ناتجة عن النور والظل . الصورة لا ترى جيدا الا فى نور الشمس. خداع النظر هو الذى جعل المرأة الذهبية تخرج من اطارها وتمشى فى المنزل كالشبح . انها خراف ولا شك . ارتعدت فرائص كارا وهى تفكر ... المنزل هائل والمخيلة واسعة وله تاريخ درامى عريق . الجدران المغلفة بالأخشاب السوداء بالاضافة الى النور والظل الخفيف والظل ... كل هذا يسبّب خداعا بصريا. لا بد من حفلة كبيرة تبدّد فيها الموسيقى والضحكات هذا الجو الكئيب . ستقترح على لوكان اقامة حفلة بعد ان تستقر ولا تعود غريبة عن الجميع. كانت كارا منهمكة فى تفكيرها فلم تلاحظ شخصا يتبعها خفية . غطت يدان عينيها . وصرخت فزعة : - من انت؟ تكلمت باليونانية كعادتها فى الاوقات العصيبة. - اعذرينى تركتها اليدان . والتفتت خلفها لتواجه رجلا شعره اشقر وعيناه زرقاوان ينظر اليها مصعوقا - ظننتك شخصا اخر . انك تشبهينها كثيرا من الخلف ... بدأ قلب كارا يخفق بسرعة وقالت: - أشبه من ؟ - لا . ارى الان انك لا تشبهينها ابدا . انها خدعة الظلال والنور . انك نحيلة ... سألته بالحاح ترغب فى معرفة الحقيقة: - عمن تتكلم؟ - عن كابريس. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
كابريس مرة ثانية! نزلت كارا السلالم برفقته . قالت:
- انت تعرف كابريس . انا لا عرفها ابدا ولكننى اظن انها صديقة حميمة لزوجى ... عبس الرجل . انه نحيل الجسم ولكنه قوى الشكيمة ويلبس سترة بيضاء . كانت اصابعه لينة مرنة فوق عينيها . قال: - الان بدأت افهم . انت زوجة لوكان - نعم . انا هى المفاجأة التى جلبها معه الى البيت بدأت تمزح: - برايد ايضا ظنّنى كابريس مع انه لا يعرفها ولم يرها ابدا - انها لم تأتِ الى خليج التنين كانت لهجته غريبة shell - عرفتها يوم كنت فى باريس . وهناك ايضا التقيت كلير سافدج حيث كانت تدرس الفنون . كانت كابريس تعمل موديلا وانا كنت احاول ان اكتب قصة دانمركية عظيمة .... لم اكتبها بعد. وابتسم لنفسه. هنا فى خليج التنين اعمل مدرسا خاصا لرو واقوم بالتدليك للسيد برايد ... انه يعانى من آلام فى اطرافه التى لا يستعملها. انا مدرب فى الدانمارك على عمل التدليك الطبى. فهمت. ضحكت كارا تجاوبا مع ابتسامته . كان رجلا جذابا - اسمى نلز اريكسون وانحنى لها متأدبا - اننى سعيد بمعرفتك يا سيدة سافدج. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
- اشكرك يا نلز . هل تسمح لى بأن أناديك باسمك ؟ اننى غريبة هنا ويسرنى ان اعتبرك صديقا.
- اننى اجيد دور الصديق ... هل نكمل طريقنا الى قاعة الاستقبال ؟ السيد برايد يصر على وجوب المحافظة على مواعيد الطعام او اى شئ آخر . يعامل جسده كالآلة التى تبلى اذا لم نطشف عليها فى اوقات معينة. - انه رجل ذو بأس ونفوذ بالرغم من عاهته . قالت وهى تنزل السلالم الخشبية المصنوعة من مركب القرصان المحطم - انه عنيد لا يغلب . منذ متى يا نلز تعيش فى البيت الكبير؟ قال نلز يبتسم مشجعا: - منذ سنة تقريبا . هل تدهشك عظمته القاهرة؟ هزت كارا رأسها ايجابا وقالت: - ان آل سافدج كلهم قاهرون - حتى زوجك؟ ضحك نلز وهو يلقى نظرة على جسدها النحيل داخل الفستان الابيض الشفاف. - لوكان شخص معقد جدا . اشعر اننى اعرفه اقل مما اعرفك ونحن لم نلتق الا منذ عشر دقائق . أليس هذا سخيفا؟ وصل نلز وكارا الى القاعة . دخلا غرفة الاستقبال وكانت النار تتأرجح فى المدفأة وتضفى على المكان دفئا محببا . كانت النار متأججة بطلب من برايد . انه يشعر بالبرودة اكثر من الاخرين . كانت السنة اللهب تضفى ظلالا على الاثاث الاثرى فى القاعة. قال برايد وهو يراقب ثوب كارا بكل تفاصيله: - لقد تأخرتما قليلا. قالت كلير التى جلست بكامل اناقتها فوق اريكة مخملية وقد حملت كأسا من الشراب فى يدها: - الوقت صنع للعبيد. كانت نحيلة شعرها احمر يميل الى الاصفرار وتبدو فى ثوبها الازرق كأنها لم تعرف دفء العاطفة ابدا - كلير , اعرفك بكارا. قال لوكان ثم مشى الى طاولة جانبية ووضع عليها الشراب وصب كأسا لكارا وآخر لنلز . قالت كلير: - شكلك يونانى بدائى وليس كلاسيكيا . عيناك بيزنطيتان . اود ان تجلسى امامى يوما كى اقوم بنحت تمثال لك |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
ضحك لوكان قائلا:
- لا تنبهرى . كلير تنتمى الى المدرسة الحديثة للنحت ولن تعرفى نفسك حين تفرغ من نحت تمثالك قال نلز بنظرة جادة تخفى ابتسامة ذات معنى: - اعمال كلير معترف بها فى بلاد اسكندينافا قال لوكان : انتم فى الدانمارك شعب بارد . انا افضّل فى النحت شيئا اعرفه كانسان . كتلة رخامية فى وسطها فتحة مدورة لا تمثل لى المرأة ابدا قالت كلير: - انك رجعى تعيش فى الماضى .... اعجب يا كارا لماذا لم تهربى ىلاف الاميال عن شقيقى هذا . اسمه وحشى وطبعه وحشى . هذا رأى الجميع فيه. - اننى اتعجب من تهورك ونظرت كارا الى الرجل الذى اصبح زوجها بتكوينه البديع الذى لا يخفى على احد , وشعره الاحمر ونظراته العابثة وهو يداعب رأس كلبه بحنان . كان برايد يراقب شقيقه بحسد. قال: - كان هذا الحيوان تائها فى غيابك - انه يحبك ايضا يا برايد shell وتوقف لوكان عن مداعبة رأس كلبه - هراء . انا لا استطيع ان ادربه يوميا واركض واياه . الكلاب كالنساء ترغب فى الركض خلف الرجل قالت كلير: - لكل قاعدة شواذّ يا برايد . انا مثلا لا الحق بالرجل قال لوكان مداعبا : - ترغب كلير ان تصدق انها لا تعرف الا الفن فى قلبها . كل الذين يعملون بضراوة يرغبون فى نسيان شئ . ربما تحاول كلير ان تنسى رجلا ما وليس شيئا ما. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
قالت كلير:
- انا بالنسبة للرجل كتلة حجرية او رخامية لا حياة فيها ... كالحجارة التى استعملها لتماثيلى . هل انا عبدة أم زهرة أم موضع تأمل للرجل؟ قال لوكان مواربا: - انت امرأة . لا تحاربى الطبيعة يا كلير ضحكت كلير ضحكة رنانة وقالت: - كونى امرأة وتمتعى بالألم مع كل قبلة ! السعادة تكمن فى عملى وليس فى علاقتى مع الرجل . الحب؟ الحب يتطلب كل نبضة وكل عصب وكل حس . انا واثقة من ان كارا توافقنى على رأيى. انها يونانية . واليونان شعب عاطفى مع مسحة من الحزن . العاطفة تحتاج لمن يتجاوب معها. والحزن يلزمه من يسكنه ويلطّفه. ارتبكت كارا . نظر الجميع اليها ليروا شعاع الحب فى عينيها وعلى شفتيها . وارتاحت حين دقت الساعة الثامنة. موعد العشاء . فتح باب غرفة الطعام ودخل الجميع . وجلس على رأس الطاولة فى مقعده المتحرك رب العائلة ... برايد قدم الحساء اولا فى وعاء عليه تنين آل سافدج وكان الشمعدان الفضى ينير الغرفة بضوء خافت وقد وضع فى منتصف الطاولة . قالت كلير: - لنشرب نخب العروسين . سلأتلو بعض الابيات الشعرية لوايلد ... كان حكيما وعابثا . قال: الاشياء الحلوة تتغير لتصبح مرة . والأشياء المرة ربما تتغير الى سعادة وفرح. - لننتظر دقيقة قال برايد واعطى صموئيل اشارة . خرج لتوه . نظرت كارا الى لوكان وقلبها يسرع فى ضرباته . ان الذى قالته كلير ينطبق عليهما . كانت كارا تعرف القناعة والاطمئنان وقد خدعها لوكان وزال الاطمئنان عنها. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
وها هى الان تواجه العالم الجديد الغريب وفيه تيارات متصارعة خطيرة كالتى بين صخور خليج التنين . هل تحظى بالفرح والسعادة فى النهاية؟
SHELL حضر صموئيل وناول برايد الكأس الذهبية المحفور فوقها شعار التنين . وملأ برايد الكأس الى النصف واعطاها الى لوكان . ثم اخذ يراقبه بعينيه الثاقبتين ليرى كيف يتقاسم الشراب مع عروسه قالت كلير ضاحكة: - انها تمثيلية يونانية. كلنا نجلس الى طاولة الطعام نختبئ وراء أقنعتنا. قال نلز وهو يتجنب النظر الى كلير: - اننى لست واحدا من العائلة - ربما تعزى نفسك بأنه لا غنى عنك فى هذه العائلة كمدرس خاص . ان رو لا تحتمل اى مربية لتعلمها . كما حصل سابقا وضحكت كلير وهى تأخذ قطعة لحم محمرة من الطبق - ان للطفلة رو عصبية آل سافدج. اخذت كارا بعض الخضار المطبوخة مع الزبدة وهى ترى كلير ترمق لوكان بنظرة لها معنى خفى. وتناول الجميع المانجو بعد الطعام ثم عادوا الى قاعة الاستقبال . حين فتح الباب كانت الطفلة الصغيرة تقف بثوب نومها تبكى والدموع تلمع فى مآقيها وعلى خديها. - أنا .... أنا سمعتها . سمعت السيدة الذهبية ... https://pa1.narvii.com/7352/3a8e0c75...320-137_hq.gif |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
انتهى الفصل السادس
مين هى السيدة الذهبية ؟ ! |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
باقى كده 5 فصول بس ,, قراءة ممتعة
|
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
الفصل السابع
7 - الحصان الذهبى https://66.media.tumblr.com/f31d6d5d...vzugpw_540.gif هدأ لوكان من روع الطفلة بعد ان حملها فى حضنه . وطلب لها الشوكولا الساخنة لتشربها وهى قرب النار فى غرفة الاستقبال . كانت تضع رأسها على كتفه باستكانة وتصر انها سمعت شبح السيدة الذهبية التى كانت ترفل بالحرير خارج غرفتها قالت كلير وهى تشعل سيكارتها: - انك تتخيلين . رو تتمتع بخيال خصب ... انها تحلم قال نلز: - هذا لا يهم الان . سوف اذهب واتفحص المكان قرب الشرفة . ربما يكون وطواط قد طار قرب النافذة واحدث رفيف جناحيه صوتا سمعته رو من غرفتها وتبعته كلير قائلة: - سآتى برفقتك انها لا تعرف كيف تواسى طفلة ولا تستطيع ان ترى الاشياء كما تراها عندما تشعر بعدم الاطمئنان لكونها صغيرة وسط كل هذه الاشياء الضخمة حولها ... البناء الجبار , الغرف الكبيرة العديدة , وحولها الخدم يثرثرون متشائمين . كارا نفسها تأثرت بقصة السيدة الذهبية التى قيل انها الشبح الذى يلازم البيت الكبير حبث عاشت تعيسة. كانت رو تستمتع بالدفء فى احضان لوكان قرب النار وهى تستمع الى قصة الاميرة الايرلندية التى كان يقصها عليها . بدأ النعاس يدب فى عينيها الخضراوين تدريجيا. وبدأ الشك يساور كارا وهى تراقبهما سوية وتلاحظ الشبه الكبير بينهما لا احد يعرف والدة رو . لقد تركتها طفلة رضيعة على باب البيت الكبير تحت رحمة آل سافدج . أليس من غريب الصدف أن تحمل رو الصغيرة عينين خضراوين كعينى لوكان وشعرا احمر بلون شعره بالاضافة الى حبه الكبير لها؟ غصت كارا واسرع نبض قلبها . كان برايد ينظر اليها نظرة رثاء من كرسيه المتحرك. سألها: - هل وجدت يا كارا اننا عائلة مستبدة؟ كان برايد يشرب وهو يحمل فنجانه فى يده القوية الانيقة . صوته واضح خالٍ من اللكنة الايرلندية التى ما يزال يحتفظ بها لوكان. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
- هل تشاركيننى فى قهوتى ام تفضلين القهوة الخفيفة؟
قال صموئيل: - هذه القهوة يا سيدتى من جزيرة جامايكا ابتسمت له كارا وهو يصب لها قهوة تركية فى فنجانها الازرق الصغير قال برايد: - اننى صعب المزاج على عكس لوكان الذى لديه ولع صبيانى بالحلويات كان لوكان يشارك رو فى الشوكولا الساخنة التى تشربها - وماذا حصل بعد يا عمى ينك ؟ هل تزوجت الاميرة من المحارب؟ وهزته من كتفه : - هل عاشت سعيدة الى الابد؟ قال لوكان: - نعم . عاشت فى القلعة الموجودة فوق وادٍ صغير منعزل فى ايرلندا. وكان لهيب النار يندلع فى هواء الليل البارد وكانت الاميرة تلعب الموسيقى على القيثارة. سألته رو: - ما هى القيثارة؟ - انها الة موسيقية تعزفها الملائكة يا صغيرتى - هل كانت الاميرة حقا سعيدة مع المحارب؟ - نعم حتى غابا سوية فى الغيب. توقف لوكان عن الكلام وحمل رو بين ذراعيه كالطفلة الرضيعة - تعالى يا صغيرتى . سآخذك الى سريرك ... - لا بدأت تتلوى بين يديه ودموعها تنهمر من عينيها كالسيل - لا . لا اريد ان ابقى وحدى تركت كارا فنجان قهوتها جانبا ووقفت: - انا ابقى معها لحين تنام وابتسمت لها رو - هل تحبين ان ابقى معك؟ هزت رو رأسها ايجابا . وشعرت كارا بقلبها ينفطر على الطفلة الصغيرة الخائفة . نظرت الى برايد مودّعة فأمسك بيدها الرقيقة بين يديه الفولاذيتين وعلى وجهه تعبير من الألم |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
قال برايد:
- للصغارمخيلة واسعة واحلام كثيرة . لا تتركى نفسك على هواها مع احلام الصغيرة يا كارا. فى هذا البيت الكبير الحافل بالتاريخ العريق , علينا ان ننظر الى المستقبل ... الى الاشقاء والشقيقات الذين ستحظى بهم رو قريبا سحبت كارا يدها بسرعة من يده وهى تقول: - مساء الخير يا سيدى . وصعدت السلم مع الصغيرة رو . كانت تشعر ان برايد يعنى ما يقوله حرفيا . اى انها ان انجبت ولدا سيكون شقيقا فعليا لرو. كانت كلير ما زالت تحدث نلز على الشرفة فى الطابق الاول . استدارت كلير على وقع الاقدام وقالت: - هل انتما ذاهبان للنوم؟ - سأبقى مع رو حتى تنام. وابتسمت كارا وهى ترتعش فى الداخل لفكرة النوم فى الفراش مع لوكان . رجل لم تعد تعرفه ابدا . غريب عنها ولديه صديقة حميمة فى باريس وربما يكون هو والد رو التى تبنّاها شقيقه برايد. قال نلز مخاطبا رو وهو يمر بيده فوق شعرها: - انت محظوظة لأن عندك الان عمة حلوة صغيرة تهتم بك قالت لها كلير حانقة: - انت مدللة ونحن نتساهل معك يا رو ثم ركضت تهبط السلالم وهى ترفل بثوبها الحريرى الطويل نظر نلز نظرة مواربة الى كلير . ثم قال مخاطبا رو: - ليست هناك اشباح فى المنزل . فتشنا جيدا , انا وكلير , ولم نعثر على اى شئ. ارتعدت كارا لكلامه واحست بالماضى يلفها فى بيت خليج التنين . حمل لوكان رو الى فراشها الكبير الضخم وكان القنديل فى غرفتها ما زال مضاء |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
كان ينير السرير الكبير ويترك ظلالا فى الزوايا وبين الاثاث المزخرف
لفّ لوكان الاغطية حول رو جيدا . كانت صغيرة تحت ضوء القنديل - كارا ستغنى لك لتنامى , تعرف اغنيات جميلة وتخجل ان تغنى لى - ولكنها زوجتك! ضحكت رو وقد سرّها انتباهه - نعم هى زوجتى وانا ايضا زوجها القى لوكان نظرة تساؤل على كارا عبر السرير الكبير مما جعلها تتشنج وانحنى فوق رو وقبّلها: - أراك غدا يا صغيرتى العفريتة - أراك غدا يا عزيزى ينك ومشى الى الباب ثم حدق فى ثوبها الرقيق يلف جسمها النحيل . وخلع سترته ثم حملها الى كارا ولفّها بها - الليل يبرد فى خليج التنين وخرج لفوره وأغلق الباب شعرت كارا بثقل سترته ودفئها وكأنه عانقها . رغبت ان تخلعها عنها ولكنها خشيت ان تجرح شعور رو وتجعلها تستغرب تصرفها هذا - أين ألعابك يا رو؟ SHELL كانت الغرفة ابعد ما تكون عن غرفة طفلة . ليست فيها دمى ولا عرائس ولا حتى اقلام تلوين . اشارت رو الى خزانة كبيرة فى الزاوية فذهبت كارا اليها وفتحتها . كانت رفوفها مليئة بالعرائس والكتب والألعاب الأخرى مرتبة أحسن ترتيب. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
- لا يسمح لى ان العب بها او أغيّر نظامها . دا تنزعج من الفوضى وعدم الترتيب
دا كانت دائما تنزعج من عدم النظام والترتيب حتى من لوكان عندما كان صغيرا SHELL اخذت كارا كتاب خرافات لافونتين ونظرت فيه . وجدت فى داخل احدى القصص كتابة تقول ... الى عزيزى لوكان الذى اخبرنى العديد من قصص الجنيات الساحرات كانت الكتابة نسوية والحبر باهتا . وعمر الكتاب اكثر من تسع سنوات - هل تقرأين القصص الخرافية يا رو؟ كانت تحاول ان تتمالك غضبها , كانت تقول لتفسها .. انا ايضا احببت شخصا اخر قبل لوكان. هزت رو رأسها وقالت: - هذا الكتاب لعمى ينك . لقد سمح لى بقراءته ولكننى لا افهم جميع القصص . هل تقرأين لى يا كارا قصة منه ؟ - ليس الان اعادت كارا الكتاب الى موضعه فى الخزانة ووجدت طاحونة صغيرة ضمن الالعاب فتذكرت طاحونة السكر القديمة والشبح الاسود الذى رأته خلف النافذة المكسورة - انا لم اقابل مربيتك دا بعد . انها كالضابط شديدة النظام - لديها ولد تزوره دائما . ويعاملونها هنا كأنها فرد من افراد العائلة . انها تعيش فى البيت الكبير منذ خمسين سنة كانت رو تتكلم وهى تغالب النعاس . انها تخاف ان تنام وهى وحدها فى الغرفة . جلست كارا قربها على السرير ومرت بيدها فوق شعرها الاحمر . انها كالقطة الصغيرة - من هى اللقيطة ؟ شعرت كارا ان عليها ان تضمها بين ذراعيها وتغمرها بمحبتها - من قال لك ذلك يا صغيرتى؟ |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
عضت رو على شفتيها وقالت:
- آه . قرأت ذلك فى كتاب على ما اعتقد . هل ذلك يعنى ان والدى لا يريدنى وقد تركنى؟ لاحظت كارا ان رو قالت والدى ولم تقل والدتى ايضا . والدها هو المهم فى حياتها . هل كانت الصغيرة تعرف حقيقتها أم انها سمعت الخدم يتحدثون بذلك ؟ دا هنا منذ خمسين سنة وتعرف بالتأكيد كل ما يجرى فى البيت الكبير. - احيانا الكبار يفعلون اشياء يندمون عليها والبعض يحاول ان يكفّر عن الالم الذى تسبب به . ستكبرين يا رو وستصبحين شابة وستفهمين عندئذ اكثر ... كانت كارا نفسها لا تفهم الحقيقة . كيف تصفح وتغفر لمن تسبب فى وجع قلبها ؟ كانت مذهولة وقد جرحها ما عرفته اخيرا عن لوكان - غنّى لى يا كارا , قال لى عمى ينك انك تجيدين الغناء وبصوت رقيق ناعم وعلى ضوء القنديل الخافت , غنت كارا أغنية باليونانية تعرفها منذ طفولتها . غنت للطفلة الصغيرة الحلوة التى كانت ثمرة حب جامح وحشى. فتحت رو عينيها حين انتهاء الاغنية وقالت: - كارا . لا تتركينى وحدى - لن اتركك حتما. مشت كارا الى النافذة الكبيرة وفتحتها . كانت النجوم تلمع فى السماء مثل عيون ذهبية . اطفأت كارا القنديل وخلعت ثيابها واندست فى الفراش قرب رو . تعانقا سويا . واطمأنت رو لوجودها قربها فاستسلمت لنوم عميق . بقيت كارا مفتحة العينين داخل الغرفة المضاءة بنور النجوم. عرفت كارا انها لو عادت الى غرفتها ستغلق بابها بوجه لوكان . كان من الافضل لها ان تبقى حيث هى . لديها العذر بأن رو تحتاجها . بدأت تفكر بلوكان . كان الالم يغزو قلبها كلما تذكرت وجه الشبه بين لوكان والطفلة رو. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
منذ تلك الليلة , ارتفع حاجز بين كارا ولوكان زوجها . لم يفعل هو اى شئ لازالة الحاجز او تحطيمه . كان يغيب عن المنزل ساعات متواصلة فى مراقبة الاعمال فى حقول القصب وسهل الكاكاو والمساحات الكبيرة من شجر الموز المحملة بالثمار الناضجة.
وكانت كارا تصحب لوكان بعض الاحيان فى دوراته التفقدية . كانت بينهما هدنة حارة باردة . لعبة تبدو كأنها تمثيلية يلعبانها امام برايد وكلير . تمثيلية تشبه اللغز , تنتهى عندما يغلقان باب جناحهما عليهما وكذلك ... الباب المؤدى الى غرفة نوم كارا. لم تعرف كارا متى تنهار مقاومتها له ومتى لا يعود يكتفى برفقتها ويطالبها بحقوقه الزوجية . نزهاتهما فوق الخيل كانت خطرة ولذيذة . وكذلك نزهاتهما البحرية برفقة رو كانت مثيرة للأعصاب. اشتدت اواصر الصداقة بين رو وكارا . كانتا تصطادان السمك بالشباك قرب صخور الخليج الشديدة الانزلاق. وكانت تطبخان صيدهما فوق نار من الاخشاب والاعشاب اليابسة . تنشدان الاغانى وهما تشويان السمك. وسحب الدخان السوداء تتصاعد الى السماء الزرقاء . كانت تلبسان السراويل القصيرة والقمصان القطنية , تقفزان فوق الصخور وتجمعان الاصداف الملونة المرجانية التى تشبه المراوح . كان جوليوس يرافقهما احيانا . يصعد شجرة الكاكاو العالية حافى القدمين ويقطع لهما الكاكاو بسيفه المقوس الحاد فتتدحرج ثمار الكاكاو فوق الرمال . قالت رو انها تشبه رؤوس القراصنة تختبئ تحت اوراق الاشجار العالية خوفا من سيف جوليوس الجبار ضحك جوليوس لقصتها . واحست كارا بمحبته الصادقة للصغيرة رو . منذ صغرها اخبرها لوكان ان جوليوس هو الكاريبى الخاص به ... خادمه المخلص الامين . وقد تولد بينهما رابط قوى كالرابط الذى يجمع بين بول ويانيس خادمه الاسود , الذى حارب قربه فى الثورة وما زال يخدمه باخلاص وتفانٍ. SHELL |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
كتبت كارا الى شقيقها بول من خليج التنين . انتظرت جوابه . ثلاث رسائل بعثت بها وتمنت ان يرد عليها هو او دومينى . تمنت كذلك ان لا يقرأ حزنها بين السطور . الرسائل كلها وصف لحقول السكر والمزارع ليس الا.
وراقبت كارا امرأة زنجية تركض خلف احد عمال الكاكاو وهى تحمل بيدها مكنسة تحاول اصابته . انه زوجها . ضحكت كارا لأن هؤلاء الناس يعيشون عيشة راضية غنية بالسعادة مع فقرهم. كل عامل يملك منزله الخاص وقطعة ارض زراعية صغيرة يزرع فيها الخضار ويربى الدجاج والطيور . يلعب اولاده فى الشمس شبه عراة . كانت كارا تحب ان تجلس على شرفة مستودع الكاكاو تتسلى بمراقبة اطفال العمال وهم يلهون , وزوجات العمال رحبن بها بينهن مع مرور الايام وكن يدعونها الى منازلهن الزاهية وطعامهن الغنى بالتوابل الحارة. قالت امرأة عجوز تخاطب جارتها: - انها زوجة الرئيس لوكان. كانت النساء تنتظرن ان تحمل كارا الاولاد الى البيت الكبير . كن يتعجبن كثيرا ... كيف يمكن لرجل كبير ان يتزوج فتاة نحيلة تشبه الغلمان وجهها فاتن اكثر مما هو جميل ....! التوابل تملا برائحتها المكان ... الجنزبيل , جوزة الطيب ومئات شجرات الكاكاو الضخمة , والكرز البرى والكريفون وعريشة العنب الضخمة فى البيت الكبير. واغانى العمال تملأ سكون الليل ويسمع صداها فى اطراف التلة . يجتمع العمال للسهرة حول النار فى باحة سكنهم يرددون الاغانى البدائية الغريبة مع قرع بطئ للطبول بصوت خفيض يشبه ضربات القلب الرتيبة . كانت هذه الاغانى تجد صداها فى قلب اليونانية النحيلة البعيدة عن منزل اهلها فتملأها حزنا. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
كانت كارا تتمشى وحدها عندما تكون رو فى الدرس مع نلز . تشعر اليوم بعصبية وتشنج.
لقد اشتاقت الى اهلها ... اشتاقت الى بول ودومينى . وابتعدت كثيرا داخل الغابة فوق السهل حيث ينمو القصب الفارع الحاد والعرائش الذهبية والشجيرات الخضراء. كانت كارا تعرف ان فى الغابة حيّات تبدو ساكنة كالغصن ولكنها تلسع بسرعة. كانت تلبس قبعة قش فوق رأسها وتسلّى نفسها بمراقبة الغابة . لمحت طائرا برونزيا اخضر له ذيل طويل صرخ فزعا حين مرت قربه وطار . وشاهدت ملك الغابة يختبئ خلف شجرة ويجر خلفه ذيلا قرمزيا طويلا. قطعت كارا الغابة مشيا ووصلت الى سهل الكاكاو , توقفت قليلا وهى تشعر بحرارة شديدة . ووجدت قرب جذع شجرة كبيرة ازهارا سمّاها لوكان ( لا تلمسنى ) . انحنت كارا لتلمس واحدة منها فأدهشها أن ترى كيف اغلقت وريقاتها على نفسها برعشة خفيفة . تذكرت نظرات لوكان البارحة حين قطف لها بعضا منها وعلّقها فى قبة بلوزتها ليذكّرها انه لن يحتمل زوجة تقول له ( لا تلمسنى ) اسرعت خاجة من الغابة . ووجدت نفسها قرب الهضبة التى تقف فوقها طاحونة السكر القديمة ... فارغة مسكونة بالاشباح , لا يزال جرسها معلقا من فتحة صغيرة فى البرج. كان ازيز الحصاد يصرخ عاليا وسط هدوء الظهيرة . وشعرت كارا بقوة خفية تشدها الى الطاحونة . تسلقت الهضبة ووصلت الى بابها ... دفعته قليلا وسمعت صريره وهو يفتح . المكان موحش وقد تدلت خيوط العنكبوت من جدرانه وزواياه . كان من الصعب عليها ان تتخيل المصنع كما كان فى الماضى , حيث كانت السنة اللهب ترتفع تحت المراجل . وتصورت العمال وجلبة اصواتهم والنار تحت القدر الكبير تشتعل حيث يغلى السكر . تذكرت كيف انقلب احد المراجل واحدث حريق فى المصنع ذهبت ضحيته لويلا سافدج . اختنقت فى البرج الصغير حيث الجرس . كانت تنتظر عشيقها كالعادة. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
مشت كارا نحو السلم الحديدى الكسيح . كان يرتفع بشكل دائرى الى اعلى حيث وصلت السنة النار وتركت خلفها السخام الاسود والدخان الذى تسبب فى موت لويلا اختناقا.
كان حبيبها الناظر الشاب خارجا الى عمله فى الحقول عندما رأى الناس يتدفقون من المصنع ... ركض بحصانه مسرعا خائفا عبر حقول القصب وحاول ان يتسلق السلالم الى لويلا ليخلصها . منعه عمال المصنع ... تخيلته كارا . وجهه يكسوه السخام الاسود وهو يعارك العمال ليخلص حبيبته قبل ان تختنق . كانت لويلا تشد حبل الجرس طلبا للنجدة. فجأة تحرك الجرس القديم وسمعت كارا صوته . هبط قلبها الى رجليها خوفا وغمرتها البرودة . تراجعت مذعورة عن السلالم ووصلت الى الباب الخارجى. فتحته بقوة وركضت هابطة التلة كأن الشيطان يتبعها بسوطه . ركضت وسط القصب وقلبها يخفق بجنون . وسمعت خلفها حوافر فرس تقترب منها اكثر فأكثر . كانت حوافر حقيقية تسمعها بوضوح . ونظرت خلفها لتطلب من راكب الفرس ان يكف عن ملاحقتها . وفيما يشبه الحلم المزعج ... كان الحصان الكبير الذهبى يركض فوقها وشعره الاسود الكثيف يخفى خلفه رأس راكبه . تراجع الحصان على رجليه الخلفيتين ورفع رجليه الاماميتين ليسحقها .... وقعت ارضا . الالم يكاد يقتلها فى ذراعها وكتفها وقد امتلأت عيناها بالغبار وغابت عن الوجود. استفاقت كارا لتجد نفسها فى غرفة نومها فى البيت الكبير . وحدقت فى الاثاث حولها . لا بد انها احدثت صوتا دون ان تدرى لأن كلير حضرت على الفور الى جانب سريرها وانحنت فوقها لتقول: - كارا . لقد خفنا جميعا عليك . كيف تشعرين الان يا عزيزتى ؟ هل تؤلمك كتفك كثيرا؟ - كتفى؟ استغربت كارا . كانت ما تزال فاقدة الوعى . نظرت حولها ورأت ذراعها فوق وسادة زرقاء قالت كلير: - وقعت وجرحت نفسك ساعدتها لتشرب عصير الليمون المثلج . ثم اكملت: - وجدك لوكان اسفل الهضبة غائبة عن الوعى , قرب طاحونة السكر القديمة . وحملك على جواده الى البيت . ولحسن حظك كان الدكتور فاير يسعف احد العمال حضر الى هنا على الفور وقال ان ما بك كدمات وخدوش فقط ولا وجود للكسور . لقد اغمى عليك من شدة الحرارة . |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
قالت كارا:
- كان احدهم يتبعنى على جواده . وكان الحصان كبيرا ذهبيا وله رأس اسود هائل . حدقت كلير بها كأنها تظن ان الرعب وشدة الحرارة قد اثرا على عقلها ... قالت كارا تحاول ان تجلس فى الفراش: - اننى اقول الحقيقة ساعدتها كلير ورصت خلفها الوسائد . كانت يداها باردتين فوق جسد كارا الدافئ . نظرت كارا الى ثوب النوم الشفاف الذى ترتديه . وتساءلت ... من استبدل لها ثيابها ؟ قالت كلير: - اصدقك . ولكن الطبيب يريدك ان تبقى فى الفراش ليوم أو اكثر . انت مكدمة . لقد وقعت قبعتك عن رأسك وتركته معرضا لحرارة الشمس ... فقالت كارا: - ليس لدى حمى فى الدماغ . انك لا تصدقين ما قلته بشأن الحصان ؟ قالت كلير معترفة : - كان لدينا فى السابق فرس ذو عرف اسود من اصل عربى . كان ذلك منذ زمن بعيد وكان يملكه برايد . تخلصنا منه بعد الحادثة . كان اسمه ساتان وتخلصنا منه لأنه كان ذكرى أليمة لبرايد يذكره بعجزه عن الركوب . همست كارا: - ساتان ... الشيطان . هل كان لونه ذهبيا ورأسه ضخما اسود الشعر ؟ - نعم ... نظرت كلير الى الباب الذى دخل منه لوكان - تعال يا لوكان وهدئ زوجتك الصغيرة المضحكة . انها تصر ان ساتان ركض خلفها ورماها ارضا كانت كلير تضحك اما لوكان فقد عبس وقال : - هل تتركينا يا كلير وحدنا؟ |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
هزت كلير رأسها ايجابا وتركت الجناح . اقترب لوكان من سرير زوجته ونظر اليها غاضبا وقال :
- لن تقربى ذلك المكان مرة ثانية . انه خربة مظلمة ولا نفع منه . يجب ان يحرق كله ! - لقد ركض احدهم ورائى فوق حصانه كان ينظر اليها مستغربا وأكملت: - انا لا اتخيل ذلك . انها الحقيقة . لم أصب بضربة شمس على رأسى ! - هل دخلت الى المصنع ؟ هزت رأسها ايجابا. - كنت فضولية . اردت ان ارى داخل المصنع . سمعت صوت جرس البرج . فخفت وركضت خارجة ... - ثم زلت قدمك بغصن عريشة او شجيرة صغيرة ووقعت الى اسفل الهضبة ... كارا , بدأت اظن اننى ارتكبت خطأ كبيرا حين جئت بك الى خليج التنين... سألته اخيرا السؤال الذى قضّ مضجعها وحرمها السعادة: - هل تتمنى ان تكون كابريس هنا بدلا منى ؟ لقد ذهبت الى باريس لرؤيتها . كنت ترغب ان تصبح زوجتك - نعم . هذا صحيح . كنت سأسأل كابريس ان تتزوجنى. اغلقت كارا عينيها وتمنت ان تغيب عن الوعى مرة ثانية . كان الالم قد اشتد عليها والغضب اعماها . قالت بارهاق: - لماذا لم تسألها ؟ ألم تحتمل أن تسألها لتكون رقم ثلاثة فى حياتك ؟ - كارا... مشى اليها ليلمسها . وشعرت كأنه طعن قلبها برمح . - ظننت ان بامكان كابريس ان تشاركنى حياتى فى خليج التنين , ولكن حين التقيتها فى باريس تأكدت ان ذلك غير ممكن . لقد عرفتها منذ عدة سنوات . هى جميلة ونشيطة وكلها حيوية ولا سبيل الى سؤالها . ثم التقيتك فى فورت فرناند ... - وكان من السهل عليك ان تسألنى ان اصبح عروسا لآل سافدج . اتركنى يا لوكان . اننى تعبة واود ان انام. اغلقت كارا عينيها . وبعد قليل سمعته يخرج ويغلق الباب عليها . لقد تركها لوكان ولم يحاول ان يشرح لها الوضع بوضوح اكثر . آلمها بصراحته . وشعرت باختناق . انها بائسة مهجورة وغير مرغوب قيها . وملأت الدموع مآقيها . الدموع سهلة لمن يشعر بالألم الشديد فى كل ذرة فى جسمه . تمنت لو انها لم تهرب من انديلوس . لو بقيت تحت حماية شقيقها مستقرة فى منزله . انها هنا فى خليج التنين غريبة مقهورة وحيدة . والشخص الوحيد الذى كان بامكانه ان يغمرها بالأمان والاستقرار اعترف بأنها ليست الزوجة التى كان يتمناها . انها الخيار الثانى بعد كابريس. فتشت كارا عن محرمتها تحت الوسادة . واجفلت من وجع كتفها عندما تحركت . هناك شخص فى خليج التنين يكرهها . انه شخص حقيقى وليس شبحا يطاردها فى الخيال . كان يجلس فوق الحصان الذهبى ذى الرأس الأسود الشيطانى ... ساتان. https://p7.storage.canalblog.com/72/...93320494_o.gif |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
انتهى الفصل السابع
كارا .. ويا ترى من يكرهها إلى هذه الدرجة ؟؟ |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
الفصل الثامن
8- رجل فى الظلام http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_13899299502.gif سرت كارا لتمضية يوم فى الفراش . وحضرت رو لزيارتها فجلست على حافة السرير ذى العواميد الاربعة . كانت تسأل بفضول عن الحادثة - لقد زلت قدمى ووقعت قالت كارا وهى واثقة ان عليها ان تخفى الحقيقة عن هذه الفتاة الذكية التى تتحلى بمخيلة واسعة . لقد صدّق الجميع هذه الكذبة. - كنت دائما واثقة من مشيتى كأننى معزاة يونانية. سألتها رو مواسية : - هل تشعرين بالألم؟ الكدمات فى ذراعها كانت بلون قوس قزح هذا الصباح وقد امتدت الى اعلى الذراع والى الساعد . حين تحركت ذراعها كانت روحها تكاد تخرج من حنجرتها من شدة الألم . واحيانا تصرخ دون شعور . يبدو ان احدهم يخيفها ليجعلها ترحل عن خليج التنين . ولكنها لن تذكر هذه التصورات لأحد. - سأستأذن برايد فى تزيين غرفتك بألوان زاهية وتغيير البساط والستائر كذلك . سنصنع لسريرك فراشا ووسائد برتقالية . هل يعجبك اللون البرتقالى؟ اجابتها رو بحماس يشوبه الشك من التنفيذ : - نعم قالت كارا: - سنتخلص ايضا من بعض الاثاث الضخم وربما نجد فى هذا البيت الكبير اثاث يناسب حجمك - اكره الخزانة . دائما اتخيل احدا فى داخلها . ولكن دا تقول ان لا شئ يتغير فى خليج التنين حرصا على التقاليد - لا بد للاشياء ان تتغير يا رو . الاشياء التى كانت صالحة منذ خمسين سنة اصبحت الان قديمة وثقيلة |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
قالت رو ناصحة:
- يجب عليك ان تستأذنى دا . عمى برايد اناط بها ادارة شؤون المنزل , وهى لا تحب ان يتغير اى شئ هنا قالت كارا بغضب: - اظن سعادتك يا رو اهم من الاثاث - ان ذلك يختلف ... اذا كنت حقا من آل سافدج. قالت رو وهى تنظر الى كارا من زاوية عينيه الخضراوين . انها ليست النظرة العابثة المعتادة بل هى نظرة تساؤل عن الحقيقة . عضت كارا على شفتيها . لا يمكنها ان تجيب الفتاة وتقول لها ... انك سافدج حقيقية ودماؤك من دمائهم. - كلتانا متساويتان يا رو . لقد اختارنا آل سافدج لنصبح جزءا من عائلتهم سألتها رو: - هل انت سعيدة؟ اجابتها كارا: - طبعا كانت تحملان سرا مشتركا بينهما . كلتاهما ملك لوكان ولكنه ليس ملكا لأى منهما . عليهما القبول به كما هو. فتح باب الغرفة ودخلت دا تحمل صينية عليها الفطور . وشعرت كارا بتشنج وقلق سألت رو وهى تركع على الفراش بفرح: - اوه . الفطور فى الفراش . هل استطيع ان اتناول فطورى هنا؟ قالت كارا وهى تنظر الى دا: - نعم يا صغيرتى. كانت دا ترى كارا طفلة تكبر رو بقليل ولا يمكنها ان تتحمل اية مسئولية . كانت منتصبة القامة وآمرة بالغم من تقدمها فى السن . لونها اسمر كلون العاج القديم . وعيناها السوداوان نفاذتان تحت غطاء رأسها الكاريبى . تعرف كيف تستغل ضعف الناس من حولها وتتمتع بقوة غامضة كأنها تتعاطى طقوس الشعوذة. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
سألت بأدب وهى تضع صينية الطعام فى حضن كارا فوق الفراش وتأمر رو أن لا تتحرك:
- كيف حال ذراعك يا سيدتى ؟ - انها تؤلمنى ولكننى آمل ان اشفى قريبا . ما الذ ّ هذا الفطور يا دا تذمرت رو : - يوجد فنجان واحد فقطّ! - اصمتى يا آنسة رو . وتناولى فطورك فى غرفة الطعام مثل اى فتاة حسنة السلوك. قالت كارا مبتسمة: - دعيها تبق هنا . صموئيل سيحمل لها فنجانا اخر وانا لن آكل هذا الطعام كله وحدى كان الفطور شطائر بالزبدة مع البيض واللحم وقطعا من الاناناس والخبز المحمص والقهوة. - انت صاحبة الكلمة هنا يا سيدتى قالت دا ذلك ونظرت الى ساعتها المتدلية من وسطها - اخبرنى السيد لوكان ان اعلمك بأن الدكتور فابر سيمر فى الساعة العاشرة صباحا يا سيدتى . عندما تنتهين من فطورك سأرسل احدى الخادمات لمساعدتك فى تحضير نفسك - شكرا يا دا ستبقى ذراعى عاجزة عن الحركة ليوم آخر او اكثر قالت رو وقد ملأ الشكر وجهها: - اظن ان ينك غاضب جدا وسيحرق الطاحونة ... لماذا؟ اعتقد ان الاشباح التى تسكن الطاحونة قد اوقعتك يا كارا نظرت كارا الى دا . كان وجها دون اى تعبير وقالت: - ان لك مخيلة خصبة يا آنسة رو . الجميع يعرفون ان الاشباح لا توقع الناس قالت كارا: - هذا صحيح . ثم فكرت فى نفسها .... كما ان الاشباح لا تجعل الفرس يدهسها ويكاد يقتلها. مشت دا الى النوافذ وفتحت جميع ستائرها . كانت نظرة كبرياء وشموخ ترتسم على وجهها وهى تحدق فى اثاث الغرفة وقالت: - هذا الاثاث صنع هنا فى خليج التنين منذ اكثر من مائة عام . وسرير الزواج هذا صنع لهذه الغرفة. سرير الزواج ... تعبير قديم يتضمن القوة والطاعة . قوة الزوج وطاعة الزوجة . احست كارا ان دا تراقبها وهى تأكل فطورها . وجف قلبها من نظرة اللوم فى عينى دا لأن الوسادة الأخرى فى سرير الزواج كانت نظيفة ككل ليلة لا تحمل اى اثر لرأس لوكان فوقها. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
خرجت دا واغلقت الباب خلفها :
- سأطلب من صموئيل ان يجلب فنجانا اخر قالت رو وهى تأكل الخبز المحمص: - تظن انها تملك خليج التنين ! شئ لذيذ ان نأكل هنا . اتمنى ان تبقى فى الفراش اسبوعا كاملا. قالت كارا: - ولكن بدون مرض أو خوف ... انتبهى يا آنسة الى العصير كى لا ينسكب . لا اريده فوق شراشف السرير. ضحكت رو: - فوق سرير زواجك واحضر صموئيل الفنجان . شربت رو الحليب مع القهوة . سألتها كارا: - هل يعمل ابن دا فى أملاك آل سافدج؟ هزت رو رأسها نفيا وقالت: - انه غريب الاطوار ويعيش وحده فى منزل ذى ركائز خشبية قرب المستنقع . انت لا تعرفين المستنقع بعد . انه مكان كثير الغموض . اخبرنى صموئيل انه مشعوذ يعيش على سحره . انه يعمل تعاويذه للناس ويصنع دواء للمحبة ضحكت كارا: - يا للخرافة كانت تعرف ان الناس فى هذه الجزر تؤمن بالطقوس وتمارسها . دا نفسها تشبه .... ساحرة. انتهت رو من فطورها , وطلبت اليها كارا ان تغسل وجهها ودعتها ايضا لتتناول طعام الغذاء فى رفقتها . قبّلتها رو من وجنتيها وهى تقول: - انت لطيفة وحنونة يا كارا . عمتى كلير تختلف عنك . انها باردة كالتمثال. سألتها كارا بحزم: - ممن سمعت هذه الجملة؟ - أوه . من نلز . لقد قالها لها أمامى فى غرفة عملها ... أنت باردة كالتماثيل التى تنحتينها من الرخام ... هل تعتقدين ان نلز يحبها ؟ ضحكت كارا: - انت فتاة مبكرة النضوج . كلير جميلة جدا وذات شعور مرهف كنحّاتة. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
قالت رو بسرعة :
- انا لا ارغب ان اكون شديدة الحساسية وعندما اكبر سأتزوج من رجل يشبه ينك وأنجب عشرة اولاد ضحكت كارا: - عشرة اولاد فقط يا صغيرتى؟ قالت رو: - انت تضحكين على . ولا اهتم لضحكك . انا لا احب ان العب وحدى واتمنى لو تسرعين وتنجبين لنا طفلا. وما ان انتهت رو من جملتها حتى حضر لوكان . لا بد انه سمع كلماتها وقف بالباب منفرج الرجلين غاضبا . صرخت رو وركضت اليه لتقبّله - ينك - وجهك كله اناناس وفتات خبز . اذهبى واغسليه واخرجى الى عمتك كلير لتقولى لها صباح الخير . انها فى مركز عملها فى الاستوديو الصغير. - هل يجب على ذلك ؟ واخذت خصلة من شعره فصنعت بها علامة سؤال فوق جبينه وقالت: - كم انت جميل يا ينك قال عابسا: - وانت عفريتة . من المؤكد انه يتوجب عليك ان تذهبى وتسلمى على عمتك فورا - حاضر . هل اقبلك مثل سكان الاسكيمو؟ ومرت بأنفها فوق انفه . اخرجها من الغرفة قسرا وعاد الى وقفته السابقة - انها شيطانة. نظرت اليه كارا وهى تتساءل ... هل هى الشيطانة ام والدتها ؟ - هل تناولت فطورك يا لوكان؟ - فنجان من القهوة وبعض الخبز المحروق فى منزل الناظر كان لا يزال فى لباس الركوب |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
- دخلت بعض الجرذان حقول القصب وعلينا اخراجها قبل ان تتلف المحصول بأكمله . كيف ذراعك ؟ يبدو ان رو صبغتها لك بفرشاة الوانها
- انها تؤلمنى SHELL اقترب منها فجفّ حلقها . ارادت ان ينحنى فوقها ... ولكنها تذكرت حديثها معه فى اليوم السابق وكيف اعترف لها بنيّته السابقة فى الزواج من كابريس . لماذا ترغب فى ... ؟ جلس لوكان على حافة سريرها . رائحته كرائحة الحقول النضرة . اخذ تفاحة من الصينية كانت عيناه الخضراوان تتغيران حسب مزاجه. قضم شيئا من التفاحة ثم ناولها اياها لتشاركه فى اكلها . قضمت هى ايضا جزءا صغيرا وتمتمت وقد احمرت وجنتاها خجلا: - حواء هى التى تغوى آدم عادة - هل انت مستعدة للتجربة ؟ كان لوكان ينظر الى رقبتها الرقيقة . وكان قربه منها يعذبها لأنها تتذكر انه لا يحبها . انه تزوجها وتحضرها معه كى تنجب له ولدا وحسب . مال نحوها . ورأت ضحكة سرور فى عينيه وهى تحاول مقاومته قالت بعصبية: - كلّنى كدمات ولا احتمل ان يلمسنى احد - آسف يا عزيزتى وضع بقايا التفاحة فى الصينية. - اجريت تحريات عن الفرس العربى الذى رأيته بالامس. واكد لى جوش الناظر وبقية العمال انهم لم يروا واحدا مثله على الجزيرة . الفرس العربى نادر هنا . وفرس له رأس اسود اشد ندرة - من اين لى ان اعرف ان حصان برايد كان له رأس اسود؟ الحصان الذى لحق بى كان ذهبيا ورأسه اسود . لم اتبين راكبه لأنه كان يختفى وراء راس الحصان الكبير راقب لوكان وجهها العصبى الصغير وهى تتكلم وقال: - وجدتك على الارض فى نهاية الهضبة يا كارا . كانت قبعتك قد طارت عن رأسك بعد وقوعك والشمس تضربك بحرارتها. - وقد تشوش عقلى وتخيلت ... كل ذلك قالت كارا وهى تشير الى كدماتها فوق كتقها وذراعها - يا للسخرية . يوجد شخص هنا يعتقد انك تحبنى وتهتم بى ... - كارا .... - نعم يا لوكان . هذا الشخص يريد ان يجرحك وذلك بأن يؤذى عروسك التى تحب وضحكت ساخرة . انتصب واقفا ونظر اليها بوحشية امرها: - كفى يا كارا SHELL ثم انحنى فوقها ويده تمسك بالعامود خلف كتفها المرضوضة . وعيناه تلمعان . كان يرغب فى اسكات ضحكاتها المريرة. بقيت مغمضة العينين لدقائق بعد ان غادر الغرفة. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
حضر الطبيب فى موعده وبعد ذلك تناولت غداءها مع رو فى غرفتها
كانت ترتاح فى فراشها وقت القيلولة تسمع من بعيد وقع الطابات فى ارض الملعب . انهما كلير ونلز . هل كان نلز يحب هذه الفتاة الجميلة الباردة كالرخام ؟ قوة الجاذبية بين الجنسين غريبة ومفاجئة . هذه القوة السحرية تجذب شخصا الى اخر بالرغم منه. وسمعت صرخة قوية صادرة من ملعب التنس . عرفت بعد ذلك ان طابة اصابت عين نلز وقد وضع فوقها ضمادة فبدا كأنه قرصان. SHELL قالت كلير وهى تمشى بعصبية فى غرفة كارا التى كان ينيرها قنديل كبير: - لا اعرف كيف حصل ذلك كانت تنفض رماد سيكارتها بعصبية: - اولا اصابتنى طابة طائشة والان اعطيت نلز عينا سوداء . احيانا اصدق القصص الغريبة عن خليج التنين . احس احيانا ان شخصا حقودا موجود بيننا . اغرب الاشياء تحدث هنا . انظرى الى برايد! - هل تعتقدين ان برايد يلوم لوكان على ما حصل له؟ - عزيزتى , انهما توأمان . كلاهما من طينة واحدة . الكراهية كالحب عاطفة قوية جدا ... ولكن اخبرينى كيف يمكن لفتاة بريئة مثلك ان تقع فى حب لوكان؟ قالت كارا: - لقد حصل . هل فاجأتكم جميعا ؟ قالت كلير بصراحة: - نعم . انه شيطان يا كارا . له مغامرات عاطفية عديدة. - ولا تظنين اننى قادرة على كبح جماحه يا كلير ؟ - اتمنى ذلك يا عزيزتى . اننى اجدك صادقة وذات قلب حنون . يا الهى ... ان اخى جرئ وسيئ السمعة , كان عليه ان يتركك وشلأنك لتلعبى ببناء قلاع الرمل مدة اطول . انت طفلة اكبر بقليل من رو. - اننى فى الحادية والعشرين من عمرى , وانا يونانية وننضج بسرعة هناك. نحن نؤمن ان وظيفة المرأة الأولى هى ان تحب رجلا وتنجب له الاولاد - الحب يخيفنى. قالت كلير وهى تمشى بعصبية فى الغرفة . رمت عقب سيكارتها من النافذة ووقفت مسمرة امام الستارة . كانت ترتدى بلوزة حمراء فوق سروال ضيق اسود. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
- حب الرجل للمرأة شئ بدائى وفيه امتلاك . انا من آل سافدج ولا اؤمن بالحب الوحشى . انه يثير الغضب فى دمائى
ضحكت كلير وهى تتكلم . احست كارا ان لضحكاتها مهنى مبطنا . دارت كلير وحدقت فى الغرفة الكبيرة وفى اثاثها - هذه الغرفة كبيرة جدا . اعتقد انك تشعرين بالضياع لو لم يشاركك فيها لوكان ... انك تسمعين صوت البحر بوضوح من هذا الجناح - وهل تحبين البحر؟ - ليس بشكل جنونى . العاطفة احساس مرعب يجب ان نبعده عن حياتنا . البحر يذكرنى بالحب وهمساته وقساوته . لدى عمل ونحتى . وكل ما عداه يأتى فى الدرجة الثانية . انا اصنع الناس من الرخام القاسى على الشكل الذى ارغب. - تماثيل باردة لا حياة فيها ولا عاطفة ولا قلوب مرحة واخرى حزينة انت يا كلير لك نوع من الناس يرضيك وانا لى نوع يناسبنى. - ناسك سيؤلمونك يا صغيرتى اليونانية مشت كلير الى الباب وفتحته: - مساء الخير واتمنى لك احلاما سعيدة . اذا كان ذلك ممكنا فى هذا المنزل. نامت كارا وهى تفكر بحديثها . لقد تنكرت لتقاليد آل سافدج ومعتقداتهم ولكن جذورها كانت متداخلة بتاريخ المنزل مثل اخويها . تأثرت مثلهم بأجدادها الذين عاشوا دور الثوار بما فيه من حب وكراهية . دمها من دمائهم . وضربات قلبها تخفق بقوة كضربات قلب لوكان وبرايد . سمعت كارا لوكان يدخل غرفته المجاورة . اطفأت نور القنديل بسرعة وتظاهرت بالنوم . فتح لوكان باب الغرفة ونادر قائلا: - كارا؟ لم تتحرك ولكنها احسته بكل حواسها وهو يقف طويلا فى باب الغرفة. قال اخيرا: - تصبحين على خير وعرفت بعد ان غادر الغرفة انها لم تخدعه . اطلقت فوق وسادتها تنهيدة مخنوقة وتعجبت من نفسها ... لماذا تصرفت على هذا النحو ؟ لوكان ليس رجلا صبورا . وتصرفاتها ستبعده عنها الى الابد ... هل هذه رغبتها ؟ الا تكفى آلاف الأميال التى تفصل خليج التنين عن الجزيرة اليونانية انديلوس؟ لم تحتمل كارا الفراش اكثر . نهضت فى اليوم التالى ينتابها شعور جميل بأنها استعادت صحتها . لا تزال ذراعها تؤلمها ولكن الالم قد خف كثيرا. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
تناولت غداءها على الشرفة والمنزل يلفه الهدوء وقت القيلولة . نلز وكلير اصطحبا رو فى نزهة بالسيارة . ولوكان مع جوش الناظر فى حقول القصب
نزلت كارا من غرفتها الى الشرفات تتفرج على صور آل سافدج المعلقة على الجدران . انها وحدها فى المنزل مع برايد . كان برايد قد دخل مكتبه بعد الغداء. وقفت كارا امام صورة كونال وديارميد ... الشقيقين اللذين بدآ الزراعة وبنيا البيت الكبير . كان كونال ماكرا صبورا وشقيقه قاسيا عنيد الملامح . ديلؤميد لم يتزوج . انه صارم مثل برايد وفى عينيه نظرة عابسة . فى يد ديارميد اليمنى خاتم ثمين يلبسه برايد الان لكونه كبير العائلة . مرت ببقية الصور . اثارت فضولها صور نساء آل سافدج . بعضهن كاريبيات جميلات وربما اميرات . بعضهن فتيات بسيطات ربما تزوجهن من اجل البائنة او من اجل الحب الذى ينمو بحرارة فى القلوب الهادئة. SHELL مشت كارا فى الممر الطويل وتسلقت الدرجات لتتفرج على بقية الصور العائلية .وبدأ الظلام يزحف الى الشرفات داخل البيت الكبير . وصلت كارا الى صورة السيدة الذهبية . كان الاطار فى غياب نور النهار يبدو فارغا من اى صورة . كأن لويلا تسللت وهى ترفل بثوبها الاصفر الذهبى لتلتقى حبيبها الشاب قبل الغروب. ارتعدت كارا ورأت نفسها تركض الى نهاية الدرج , وجدت نفسها وجها لوجه امام برايد فى كرسيه المتحرك فى القاعة . قال لها برايد بصوته الأجش: - يبدو عليك الحزن قليلا . هل خفت من اى شئ ؟ - المنزل كبير وملئ بالأصوات والظلال - هذه الساعة قبل الغروب , ساعة غموض . ادعوها الساعة الزرقاء . مع الغسق اتمتع بشراب خفيف فى خلوتى ... عرين التنين أليس كذلك ؟ - لن اؤخرك يا سيدى ... - يمكنك ان تشاركينى كأسا تعيد اللون الى وجنتيك حرك برايد كرسيه المتحرك بيد خبيرة وكرج فوق الخشب المصقول الى باب المكتبة . فتح الباب بواسطة دواليب الكرسى . ودخل . تبعته كارا وقد انتابها شعور هو مزيج من القلق والسرور . القلق من انفرادها به والسرور لانه دعاها الى قدسه المقدس ... مكان خلوته الانفرادية. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
غرفة من الخشب الاسود الثمين . لون اثاثها بلون الياقوت الاحمر الجدران مغطاة بخشب الورد ومزينة بلوحات زيتية عديدة مثل مناظر طبيعية للرسام الفرنسى الشهير اوتريللو. عرفتها كارا فورا . كان لديها صديق هو رسام انكليزى علمها كيف تفرق بين اعمال فنان اصيل وغيره من الفنانين المقلدين.
الرسوم الزيتية بديعة وكذلك الخزانة الكبيرة المطعمة بالنحاس والاصداف. وهناك مزهرية قديمة زرقاء فوق المكتب. ارادت كارا ان تلمسها بيديها اليونانيتين اللتين تعشقان الجمال. سألها برايد: - هل أعجبتك خلوتى ؟ فهزت رأسها ايجابا . اشار اليها بيده اللينة القوية التى يلمع فيها الخاتم الذهبى الكبير ان تجلس فوق مقعد كبير فامتثلت لأوامره . حرك برايد كرسيه الى طاولة فوقها اباريق اثرية تلمع . وصب لها كأسا من الشراب . وضعه لها على الطاولة الصغيرة المصنوعة من خشب الورد مع بعض البسكويت الحلو. كان ينظر اليها نظرة يمتزج فيها الذكاء بالحزن . وعلى ضوء خافت الى يساره رأت شيئا مأساويا فى شكله حرك نفسها وشعرت نحوه بشفقة قوية .كم هى محظوظة لأنها تستطيع ان تحرك اطرافها وتدوس الارض الطيبة برجليها. - هل أعجبك الشراب؟ ضحكت وقالت : - انه يشبه طعم العسل اليونانى مع قليل من التوابل - هل افتقدت الجزر اليونانية ؟ وهل ما زال خليج التنين غريبا عليك ؟ - نعم . نعم ولكنه مثير . تاريخ العائلة ملئ ومتنوع يا سيدى . كنت هذا المساء اشاهد واعجب بصور اجدادك |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
- كل زوجة من آل سافدج لها صورتها الزيتية . سيأتى دورك يا كارا . ربما بعد سنة من الآن بعد ان تنجبى طفلك الاول . هذه هى العادة.
ارتبكت كارا . نظرت بعيدا عنه . كان برايد يراقبها بتمعن . يحدق فى وجهها وجسمها النحيل . يرى خجلها وكبرياءها وشعرها الاسود المنسدل. - صورتك الزيتية ستكون آسرة ومثيرة . اراك تنظرين الى علبة الكهرمان . ناولينى اياها لأعطيك هدية زواجك - سيدى ! انا لا انتظر منك هدية ... - طبعا تنتظرين . تأخرت فى انتقاء هدية لك تعجبك . اننى اعلم الآن انك تهتمين بجوهر الامور لا بظواهرها . أعطينى العلبة أرجوك. ناولته كارا العلبة الصفراء . فأدار المفتاح الصغير فى قفلها وفتحها . رفع عقدا كان فى داخل العلبة. - انه من العنبر القديم مزين بورود ذهبية . اركعى قربى لأشبكه حول عنقك. ركعت كارا قرب كرسيه فى خجل . وأحست لمسات يديه حول عنقها حيث شبكه جيدا . ثم جلست القرفصاء ليرى كيف يبدو العقد - ان لك جلدا بلون الكهرمان . انه يناسبك كثيرا. - انها هدية جميلة يا سيدى . اشكرك جزيل الشكر. - انا مسرور لأن هديتى اعجبتك وأمسك بكرسيه. - تسرنى زيارتك الى خلوتى مرة ثانية ومشاركتى الحديث قالت صادقة: - كم اريد ان اكون صديقة لك - آه . نعم سنكون صديقين. كانت ابتسامة باهتة ترتسم على شفتيه . ما الذى يستطيع رجل جبار كسيح ان يقدمه لها او لغيرها غير الصداقة؟ تركته وحده بصحبة الأثريات النادرة التى يملكها . النور يضئ رأسه وكتفيه . أما بقية جسده فكان فى الظلام . وسيظل الى الأبد. http://uupload.ir/files/e525_%D8%AC%...nhayi.ir-6.gif |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
انتهى الفصل الثامن
ايه رأى لوكان فى هذه الصداقة ؟ |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
الفصل التاسع
9 _ العاصفة https://2.bp.blogspot.com/-Oa6bkAK5V...tori%2B046.gif لم تجد كارا الشجاعة الكافية لتدخل خلوة برايد فى مكتبه . ربما ترددت بعد ان رمقها لوكان بنظرة كريهة وقت العشاء . عرف لوكان ان عقد الكهرمان كان هدية من برايد ولم يسره ذلك. وقفت فوق سلالم التنين . ولامست العقد فى عنقها . كانت لا تزال تلبسه لأنها لم تستطع ان تفكه ولم تجرء ان تنادى لوكان الى غرفتها ليساعدها فى فكه . ستلامس اصابعه جلدها وجسمها ... ولم تكمل الصورة فى خيالها بل ركضت فورا الى الشاطئ كان هذا اليوم عصيبا شديد الحرارة والرطوبة . الجو مثير للغاية ورائحة نباتات البحر قوية . عصفور كبير وحيد طار فوقها واختفى . نظرت الى السماء . لم تعرف ما اذا كانت ستمطر ام ان هناك عاصفة ستهب قريبا. ومشت فوق الرمال الى منزل مرجانى صغير قرب الشاطئ اماه شرفة مسطحة . الغرفة الداخلية الطويلة مفروشة بالقصب . وفى الغرفة خزانة فيها اغذية معلبة وهناك رف من الكتب وبعض الوقود للمدفأة والقناديل . احضرت كارا معها بعض الوسائد ووضعتها فوق الاريكة المصنوعة من الخشب اللدن لتصبح مريحة . كانت ترتاح هنا فى المساء , بعد السباحة , مدة نصف ساعة او اكثر. تملكتها رغبة شديدة ف ى السابحة . تخلصت من ثيابها ولبست ثياب البحر ثم نزلت فى مياه الخليج المنعزل وهى تركض . الموج عال زلكنها سعيدة بالمياه تلاطم جسمها بمحبة. فى الماء وهى تسبح كان شعورها بالحرية لا يضاهيه شعور . سبحت بعيدا ولم تنتبه للعاصفة التى اجتاحت البحر تدريجيا . كانت تسبح وسط معادن ذائبة من القصدير وغيره تحيط بالصخور المرجانية فى الخليج كأنها تحرسه. رائحة النباتات البحرية فى انفها وطعم الملح على شفتيها . اشتد زعيق طيور البحر من حولها وهى تتغذى بأن تنقض على سمكة وتنتشلها من البحر بمنقارها حيث تتخاطفها بقية الطيور وزعيقها يتعالى فى كل مكان. استدارت كارا لتسبح عائدة الى البيت . ورأت سمكة كبيرة تزحف من فجوة فى الصخور المرجانية وقد ظهر فكها مهددا فوق الماء . جمدت لحظة ثم تذكرت قول لوكان ..لا تخافى اذا صادفت سمكة براكودا. اسبحى بسرعة الى الشاطئ ولا تلبطى برجليك . هذه السمكة لا تخاف لبطك , المهم ان تسبحى بسرعة. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
كان الشاطئ بعيدا بحوالى نصف الميل . نظرت نظرة سريعة الى الوراء ورأت ان البراكودا ما تزال تتبعها. خافت جدا لأن هذه السمكة تستطيع ان تقطع رجل او فخذ الانسان الذى تهاجمه. كانت تعرف انها لا تستطيع ان تسابق هذا الوحش وذراعها ما تزال تؤلمها. ارعت واحتمت بصخرة قريبة كانت تبرز وسط الماء. وصلتها قبل ان تصلها البراكود بقليل. وبقوة حب البقاء تكومت فوق الصخرة بعيدا عن اسنان البراكودا التى تشبه المنشار.
كانت تراقب السمكة القوية بعينين فزعتين تدور حول الصخرة وهى تظهر اسنانها المنفرجة والجوع فى عينيها. كانت تعرف ان السمكة لن تضجر وتتركها لشانها قبل ساعة او اكثر من محاصرتها. نظرت الى الشاطئ وتمنت لو ان جوليوس يراها بعينيه الحادتين ويحضر لنجدتها فى مركبه. صرخت أكثر من مرة: - جوليوس! لم تسمع صراخها غير طيور البحر البحر اسود والبراكودا تتابع دورانها دون كلل. تملكها الرعب فاخذت ترتعد وبدأت تشعربالبرد الشديد. الامواج تتلاطم وترتفع فوق الصخرة لترشها بالرذاذ. كل موجة تأتى اعلى من سابقتها وبدأت الطيور تختبئ بين الصخور هربا من العاصفة. احست انها لن تصمد طويلا بل ستجرفها الامواج وتنزلق من فوق الصخرة الى فكر البراكودا. زادت الرياح سرعة حتى بدأت اشجار النخيل قرب الشاطئ تنحنى وتكاد تصل الارض. بدأ المطر ينهمر ونالها منه الكثير. وبدأت تفقد الامل فى ان تصلها اى نجدة. نظرت الى الشاطئ بيأس واذا بها ترى حركة...لمحت هيكلا لرجل طويل اسود يرتدى قميصا ابيض. صرخت على امل ان يصل صوتها اليه عبر الرياح المزمجرة: - حوليوس!انا اسيرة فوق الصخرة. سأهوى. أسرع لنجدتى.. اسرع الرجل وفك المركب المربوط على الشاطئ. لا بد انه سمع نداءها. شكرت السماء وحسن حظها وهى ترى الشبح الاسود يجذف مسرعا باتجاهها كل موجة كانت تشدها بعيدا عن الصخرة التى تتمسك بها. بدأت يداها ورجلاها تفقدان الحس من شدة البرد. وبدأت أسنانها تصطك. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
اقترب المركب ورأت الوجه القاسى الذى لا يعرف اللين.رأت زوجها لوكان فى المركب يجذف بسرعة على ضياء البرق الذى يملأ السماء.كان لوكان يراها نحيلة مبللة تتمسك بالصخور بجهد كبير.وضرب المركب بالصخرة . كانت عيناه الوحشيتان مرعبتين اكثر من عينى السمكة الجائعة
كانت تتكلم وهى ترتجف بردا وخوفا: - لحق بى سمكة البراكودا... - القى بنفسك.... فتح لوكان ذراعيه وامسك بها بقوة.تكورت بين ذراعيه كأنها قطة صغيرة.واستكانت للحظات ترتاح على كتفيه. احست ضربات قلبه القوية. وضعها فى المقعد بجواره وبدأ يجذف وسط الموج الغاضب الى الشاطئ. كان المركب يهتز ويكاد ينقلب كأن تنينا يضربه بذيله.جلست كارا دون حراك تنتظر بعض الكلمات المواسية من زوجها ذى الوجه العابس. - كل الدلائل كانت تشير الى ان عاصفة هوجاء فى طريقها الينا ومع ذلك نزلت الى البحر وسبحت بعيدا!انت تتصرفين كالمجانين. كانت كلمات لوكان تلسعها اكثر من الرياح الغاضبة الباردة فوق جسدها المبتل. - كم انا سعيدة لأنك وجدتنى قبل فوات الأوان. ارادت كار ان تبكى من شدة يأسها. - جوليوس يبقى قرب الشاطئ معظم الاحيان. ظننتك هو ... - ظننت انه هو الذى حضر لانقاذك - نعم.انت لا تعود من عملك باكرا... بدأت اسنانها تصطك -انت مجنونة.لقد بقيت فوق الصخرة فترة طويلة.لولا اننى اردت ان اتمشى قليلا وخرجت لبقيت فوق الصخرة الى الان. لماذا لا يبدى لها حنانه واهتمامه مانشغال باله عليها؟لقد اراد ان يمشى قليلا! وها هى الان عكرت عليه صفو نزهته المسائية واضطرته لانقاذها. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
واخيرا بعد عراك عنيف مع الموج الصاخب كأنه كابوس او منام مزعج وصلا سالمين.قفز لوكان وربط المركب ثم حمل كارا بين ذراعيه ومشى بها فوق الرمال تلفحهما الرياح والامطار ووصلا الى الخليج الصغير. فكر لوكان ان يحملها الى المصعد الكهربائى ولكنه خاف ان تتعطل الكهرباء كعادتها خلال العاصفة وان يعلقا فى منتصف الطريق.لذلك حملها الى منزل الشاطئ الصغير.
صعد بها الدرجات القليلة وفتح الباب.انزلها على رجليها وعلى هدى البرق استطاع ان يصل الى الطاولة ويشعل القنديل.بدأ قلب كارا يضرب بعنف شديد. واقفلت باب المنزل خوفا من العاصفة. - اخلعى ثياب البحر بينما اشعل المدفأة واسخن بعض الحساء. ذهب لوكان الى خزانة المؤونة وانتقى بعض المعلبات.كان ظهره الى كارا وهى تخلع ثياب البحر وتنشف نفسها.وقعت ثيابها ارضا وربطت المنشفة حولها. استدار لوكان يحمل بيديه علبتين. - حساء البندورة ولحم السمك.بسكويت وزبدة وبعض القهوة.ليس لدينا ماء. سنكتفى بالعصير الموجود عوضا عن الماء.عليك بالقليل من العصير الان صب لها قليلا من العصير واعطاها الكأس لتجرعه.امسكت المنشفة بيد واحدة وهى تشرب باليد الثانية. لم تترك نقطة واحدة. اشعل لوكان المدفأة وفتح علبة الحساء فوضعها فى صحن معدنى عميق وتركها تسخن فوق المدفأة. ثم نظر الى كارا وقال: - تعالى قرب المدفأة . المكان هنا دافئ مشت الى حيث اشار وامسك بها لوكان بخشونة واخذ يجففها بالمنشفة . شعرت بقلبها يقفز الى حنجرتها. امرها قائلا: - لا تتلوىّ كانت عيناه اللامعتان تسبران عينيها وهو يمر بيديه فوق جسمها فى عملية التنشيف. كانت مرتبكة جدا . وذهب لوكان الى الاريكة ليجلب لها حراما صوفيا بعد ان انتهى. قال آمرا: - خذى هذا الحرام الصوفى ولفى نفسك فيه قالت بكبرياء: - معى ثيابى . استطيع ان البسها |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
هز لوكان رأسه موافقا وبدأ يضع البسكويت والزبدة والمخلل فوق الطاولة المستديرة. فتح علبة لحم وملأت رائحة التوابل الغرفة . كانت كارا تلبس ثيابها بأسرع ما يمكن . قال:
- هل ما زلت تشعرين كأننى اصطدتك بشبكة؟ SHELL مرت كارا بأصابعها فوق شعرها المبتل. ولاحظت نظر لوكان فوق رقبتها حيث ما زال العقد يطوقها . حاولت ان تخفيه بيديها . قال لوكان وجلس الى الطاولة: - الحساء جاهز تبعته كارا . وقفزت من مكانها بعصبية حين لمع البرق فى الغرفة ومزقها صوت الرعد الحاقد القوى . اضاف وقد نفد صبره: - اقفلى الستائر كان مزاج لوكان منقلبا اما هى فكانت تشعر بالامان لأنها بعيدة عن العاصفة فى الخارج سألته وهى تأكل البسكويت والزبدة: - هل تظن الاهل خمنوا اننا آمنان فى منزل الشاطئ ؟ - كنت امضى ليالى عديدة هنا فى السابق كان لوكان يتباهى بغرامياته. - هل ترغبين فى المزيد من العصير ؟ هزت كارا رأسها نفيا. وصب لوكان لنفسه المزيد . لون عينيه بلون الزبرجد الأخضر وشعره الاحمر فوق جبينه قد جف . كان يجلس مطمئنا كأنه فى بيته. قفزت كارا من مكانها مرة ثانية بعد ان سمعت صوت شجرة تتكسر خارج المنزل . كانت صاعقة قد اصابتها وقلبتها. الريح والبحر يزمجران سوية كأنهما يتنافسان بعضهما فى شدة الغضب . قالت: - هل ستبقى هذه العاصفة طويلا ام تنتهى خلال ساعة او اكثر؟ قال مجيبا على سؤالها وفى عينيه نظرة عابثة: - لن تنتهى هذه العاصفة قبل ساعات . ربما ستبقى الليل بطوله . من يعرف ؟ |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
ليلة عاصفة , ليلة مع لوكان . خفق قلبها خوفا . لا يوجد هنا اى باب لتغلقه دونه . تركت الطاولة ومشت الى حيث يوجد رف الكتب . كتاب سيساعدها فى تمضية الوقت تفحصت العناوين . واخذت كتابا ثم جلست فى كرسى مريح. حاولت ان تبعد عنها فكرة انها تنفرد بلوكان لاول مرة بعد ليلة الزفاف فى الغابة. سألها متكاسلا:
- هل وجدت كتابا مثيرا؟ كان يدخن سيكاره وقد مدد رجليه مسترخيا. لقد مرت ساعة منذ بدء العاصفة. قالت دون ان تنظر اليه: - قصص لأوسكار وايلد - الحكيم الايرلندى , الخفيف الظل . الرجل الايرلندى يغلف روحه المأساوية بقشرة من المراوغة. هل تعرفين ذلك؟ - هل تريد ان تقول لى انك تعيش مأساة؟ ضحك قليلا وقال: - انا اركب الفرس واجذف واذهب الى الحقول واقطع القصب مع العمال. استطيع ان اتسلق سلالم التنين واحمل المرأة بين ذراعى... ولكن برايد لا يستطيع ان يفعل اى شئ من هذا القبيل.هو الذى يعيش مأساة . أليس كذلك؟ تذكرت برايد وقد احاط نفسه بالأشياء الجميلة التى لا حياة فيها قالت: - انت تفعل لبرايد كل شئ . تتخلى لأجله عن لى شئ . احيانا اشعر انك ترغب فى ان تكون بعيدا عن خليج التنين بألاف الاميال ولكنك تبقى هنا من اجله.. - لأريح ضميرى؟ - لا اريد ان اجيب عن هذا السؤال يا لوكان |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
- ولم لا ؟ نحن الان وحدنا. فرصة مؤاتية للمصارحة بالحقيقة . انت نادمة على زواجك منى . أليس كذلك؟ لقد ارتبطت برجل لا تستطيعين ان تحبيه.
ضحكت ساخرة: انت تتكلم معى عن الحب. وهل استطيع ان احب رجلا يحب امرأة اخرى ؟ لا اظننى استطيع . انا يونانية فخورة بذلك . وقف فوقها كالطود: - فخورة . انا لا احتمل المزيد من الفخر. والدتى كانت فخورة لأنها تزوجت من آل سافدج. كانت تتركنا انا واخى نتصرف كأننا ماردان صغيران نفعل ما نشاء . نركب الفرس بوحشية حتى ننهكها . نلهو بقلوب العذارى . كارا أنا لست الوحيد من آل سافدج الذى اخطأ . هل تعتقدين ان برايد كان دائما شهيدا؟ SHELL حدقت كارا بزوجها . ورأت بصيصا يلمع فى عينيه . كانت عاطفة حنونة مكبوتة تطل منهما وسط السكون . وسمعت المكر ينهمر بغزارة فوق السقف والموج الصاخب يتكسر على صخور الشاطئ. هل كان صوت العاصفة المرعب هو الذى جعلها تقف من مكانها ام نظرة لوكان المستفسرة حين امسكت بعقد الكهرمان الذى اهداها اياه برايد ؟ مشى لوكان الى الباب. ولوهلة ظنت انه سيخرج الى العاصفة . وقف وظهره الى الباب وقال: - هذا العقد كان ملك لويلا سافدج . كان فى جيدها يوم ماتت . هل اخبرك برايد بذلك؟ هزت رأسها نفيا . وكرهت لوكان لأنه اخبرها ذلك - انت تكره ان يعطينى برايد اى شئ . انك تغار منه . كنت دائما تغار منه ... مشى لوكان اليها وامسك بالعقد وشده . انفرط العقد وتناثرت زهراته الذهبية ارضا وجرح كتفها وكدم من المشبك الذى انكسر . كانت تتفرج فزعة وهى ترى لوكان يدوس برجليه فوق الزهرات ويحاول سحقها. زكالحيوان المتوحش ركضت كارا الى الباب وفتحته تحاول الهرب. دخل المطر والريح الغرفة ولكن لوكان امسك بها واغلق الباب برجله. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
لم تر لوكان ينظر اليها نظرة مخيفة كهذه ابدا. وارتعدت من رأسها حتى اخمص قدميها ... كانت ستقع ارضا لو لم يمسك بها ويضمها الى صدره بقوة وهو يقول:
- انت جادة فى ارضاء برايد . أليس كذلك؟ حسنا سنعطيه الشئ الوحيد الذى يريده اكثر من اى شئ اخر ... سنعطيه الولد وبدأ يعانقها بوحشية. حملها بين ذراعيه الى الغرفة وفى عينيه بحر هائج كانت تسبح فيه. واطفأ نور القنديل بقيت العاصفة تزمجر طيلة الليل.وفى الصباح كان الهدوء العنيق يلف المنزل ولم يعكر صفوه صوت عصفور.تحركت كارا قليلا كأنها نامت نوما عميقا تحت اشعة الشمس الحارة وقد نسيت اسمها او من تكون واحست ذراعا قوية تربطها بالفراش. كانت اصابع يدها تداعب شعر لوكان الاحمر وسحبتها على الفور كأنها احترقت حدقت بوجهه الهادئ وهى ترفع ذراعه عن جسمها.واجفلت كأنه غريب لا تعرفه.نزلت من السرير ولبست ثيابها.الفجر يطل من النوافذ والستائر منفرجة يداعبها الهواء المنعش.تذكرت ان لوكان نهض اثناء الليل وفتح النوافذ والستائر بعد ان هدأت العاصفة ثم عاد الى السرير. تركت منزل الشاطئ ووقفت فوق السلالم تسترد انفاسها. ثم بدأت تسير باتجاه البيت الكبير وهى تكبت آلامها... لقد هدأ كل شئ حتى لوكان الذى عاملها دون رحمة او حنان. كان بركانا من الغضب... الغضب لأنها ليست كابريس. تذكرت عناقه الوحشى المخيف.واسرعت ترتقى سلالم التنين. انه لا يحبها.سترحل اليوم بعد ان ترتب حقائبها.ستترك البيت الكبير هذا البيت المحطم لأن الولاء فيه متضارب.وجسمها النحيل هو الجسر الذى استعمله لوكان ليصل الى هدفه ..الولد. ارتفعت الشمس فى السماء والمنزل الكبير يكتنفه الهدوء فى الصباح والنور يتسرب الى نوافذه العديدة الصامتة. مرت بأصابعها على جيدها حيث كان عقد الكهرمان ودخلت القاعة الواسعة وهى تلقى حولها نظرة رعب كما فعلت يوم وصلت الى هنا وهى عروس.مرت بالمدفأة حيث كان الكلب الاسود الكبير.وكان عادة ينام امام عتبة غرفة سيده ولكنه كان غائبا عن البيت. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
مرت بيدها على رأسه:
- اهلا يا جت كان كالأسد الرابض ولكنه اليف مع من له علاقة وثيقة بسيده.نبح قليلا كأنه يسألها عن مكان سيده.فربتت على رأسه وابتسمت له وقالت: - انت لا تسأله اى سؤال.حاستك تؤكد لك حبه.انك لا تشك فى حبه لك ولا تخاف منه. مشت الى جناح الزمرد وتبعها جت الغرفة باردة صباحا. ونظرت الى الساعة قرب السرير ستحضر احدى الخادمات بعد قليل بفنجان الشوكولا الساخن مع القرفة.كانت معتادة على تناول الشوكولا صباحا مثل لوكان,وكذلك ركوب الخيل عند الفجر.وتنهدت وهى تفتح خزانة ثيابها.فتحت حقيبتها وبدأت تجمع ثيابها.سمعت لوكان يدخل الغرفة المجاورة فقفز قلبها وخرج جت لملاقاة سيده.فتح الباب وظهر لوكان يسد بقامته الباب.احسته كارا بكل حواسها وكان يحدق فى حقيبتها والثياب التى بداخلها: - ما هذا! ومشى بسرعة الى الفراش حيث الحقيبة. - سأتركك يا لوكان سيحملنى جوليوس على طوافته الى فورت فرناند,اذا سمحت له,ومن هناك اسافر الى المارتينيك واستقل الطائرة الى اوروبا. - ليس فورا كانت تحاول ان تخفى بيديها المرتجفتين. ارغب فى الانفراد بعض الوقت ... - هل هذا معقول؟هل تعتقدين اننى اتركك تغادريننى بهذه السهولة؟هل نسيت الليلة الماصية ... هل جعلتنا غريبين بدلا من ان تجعلنا زوجا وزوجة؟امسك بكتفيها وادارها اليه.كانت تعابير وجهه عابسة ولون عينيه رماديا باردا. - سنظل غريبين الى الابد.حتى لو حملت لك ولدا سأربيه بعيدا عنك فى بيت يملأه الحب,بيت شقيقى بول وليس هنا فى بيت خليج التنين حيث المرارة تسكن البيت بدلا من المحبة! خيم صمت قاتل ولا تعرف ما الذى كان يحصل لو لم تسمع صرخة قوية وشيئا يقع فى القاعة ثم يتحطم. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
حدق لوكان بعينى كارا الفزعتين الواسعتين.وتركها وهو يسرع خارجا من الجناح.تبعته وقد انهارت اعصابها.ومن الشرفة المطلة على القاعة شاهدا الثريا الكبيرة وقد انهارت وانتثرت شظاياها على ارض القاعة.
كانت بقايا الكريستال البلورى تختلط مع قطع من الجفصين والخشب الذى وقع من السقف.وانقشع الغبار تدريجيا كانت رجل فتاة صغيرة فى مشايتها الحمراء وثوبها الابيض تبرز من تحت الانقاض.انها رو الصغيرة الفاتنة رو مكومة على الارض وسط الركام ... SHELL - رو! اسرع قلب كارا خوفا وهى تصرخ والقاعة ترجع صدر صرختها.وركض لوكان على الدرج وقد سيطر عليه الالم المبرح والكرب وهو ينحنى فوق الجسم الصغير ويخلصه من شظايا الزجاج الحادة بينما الابواب تفتح والخدم يتراكضون وقد خرج برايد من مكتبه فوق كرسيه المتحرك ووجهه متجهم. سألت كلير وقد ظهرت بثوب فضفاض ملطخ بالتراب وعلى خدها لطخة من الطين: - ما الذى حدث ؟ - سقطت الثريا وكانت رو تحتها مباشرة قريبا... - رو؟ تمتمت كلير مشدوهة ثم ركضت الى لوكان حيث كان يرفع رو بين يديه وهى بدون حراك كان فى فورت فرناند مستشفى ولكن الطبيب فابر قرر ان تعالج رو فى البيت الكبير,لانه وجد انه ليس من الحكمة ان تؤخذ فتاة اصيبت بارتجاج فى المخ فى رحلة طويلة برا او بحرا.كان لدى الدكتور فابر آلات للتصوير على الاشعة تحملها سيارة.وجلبها فورا الى البيت الكبير وعالج بواسطتها رووظهر ان هناك كدمات خارجية ولا وجود لأى كسر فى الجمجمة.حمد الله على ذلك ونظف لها جروحها وكدماتها قالت كارا: - سأعتنى بها فى غرفتى وايقنت انها لا يمكن ان تغادر خليج التنين فى مثل هذه الظروف انها تجيد خدمة المرضة وقد اعتنت سابقا بعمتها صوفولا قبل وفاتها. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
قالت كلير: - انا لا انفع مع المرضى ولا احسن خدمتهم او الاعتناء بهم
كانت كارا تعلم ان كلير ليست انانية وانها تحب الصغيرة اكثر بكثير مما تظهره للجميع.ووقفت كلير فى القاعة تحدق فى السقف حيث ظهرت الفجوة الكبيرة بعد سقوط الثريا مع اسلاك ممزقة خرجت من مكانها.. كانت كارا فى الشرفة حيث رأت نلز ينضم الى كلير مواسيا ويلف ذراعه حول كتفها.كان وجهه خائفا.رأته يكلمها ويهدئ من روعها وهما فى طريقهما الى غرفة الاستقبال. خرج برايد فوق كرسيه المتحرك واخذ يدور حول الركام.هل انتابه اليأس لأنه لا يستطيع ان يصعد السلالم ليبقى بجانب الطفلة؟ كان يبدو عليه الاهتمام.انه يحب رو الجميلة ... الطفلة التى تحمل دناء آل سافدج ولها لون عيونهم وشعرهم. SHELL حملت كارا امتعتها الى غرفة رو وعادت مسرعة الى جناح الزمرد وكادت تصطدم بالطبيب -آه اريد بضع كلمات معك يا سيدة سافدج.الفتاة المسكينة تحتاج للرعاية فى الايام القليلة المقبلة.اتمنى ان تكونى ممرضتها أنا استطيع ان اطلب لها ممرضة قانونية ولكن ذلك يحتاج الى وقت.سأوكل اليك امر العناية بها اكدت له كارا قائلة: - سأفعل يا دكتور . رو تهمنى كثيرا. قال الطبيب: - افهم شعورك يا مدام.رو طفلة مرحة.ومن الحقائق الغريبة ان هؤلاء الاطفال يتفوقون بالجمال والذكاء على الاطفال العاديين. ارادت كارا ان تسأل الطبيب ما اذا كان يعرف والدة رو ولكنها امتنعت .. لا شك ان والدتها كانت تحب هذا الرجل حبا جنونيا ولم تبال ما سيكلفها هذا الحب من ثمن دخل الطبيب معها الى غرفة رو وكان لوكان يقف قرب السرير ناظرا الى وجه الطفلة بذهول.كان شعر رو الاحمر يفرش الوسادة بينما ضماد ابيض يلف رأسها سأل لوكان: - هل هى بخير يا دكتور؟انها فاقدة الوعى. - انها تعانى من ارتجاج فى المخ .تحتاج لراحة تامة.بقد سألت زوجتك ان تعمل ممرضة لها.ارجو ان توافق انت على ذلك - اننى اوافق بالتأكيد ولكن أليس من الأفضل ان تجلب لها ممرضة متخصصة؟ - انت تهتم بالفتاة ولكننى متأكد ان زوجتك تستطيع ان توفر لها خدمة ممتازة.سأمر عليها فى اوقات معينة.وربما بقيت الصغيرة دون وعى ليوم او اكثر. حدق لوكان فى زوجته مليا ثم تركها ومشى الى الغرفة الزجاجية حيث سرح بعينيه بعيدا فى البحر الواسع.كان الطبيب يعطى كارا تعليماته الاساسية. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
القنديل ينير غرفة الطفلة والساعة تدق بهدوء.جلست كارا على كرسى عميق قرب سرير رو.فى حضنها كتاب مفتوح لم تقرأ فيه اية كلمة.كانت تستمع الى صوت البحر الغاضب وهو يضرب الصخور فى الخليج.المياه تندفع وتلطم المنزل كأنما تود ان تأخذ من جديد ما أعطته لآل سافدج فى الماضى
انحنت كارا فوق رو ووضعت كفها فوق جبهتها لتقيس حرارتها.كانت حرارتها مرتفعة الليلة الماضية وها هى باردة ترتجف.جلست كارا تحدق بها وتتمنى ان تفتح رو عينيها وتعود الى وعيها.مرت دقائق ولكن رو لم تفتح جفنيها. كانت ذكرى ليلتها مع لوكان تملأ كيانها.ذكرى منزل الشاطئ والعاصفة الهوجاء البرد والرعد وعناقه.لم تعد تذكر ما قالت او ما شعرت به.كان عاشقا مجنونا ولا مهرب منه.جعلها تصمم على ان تترك الجزيرة وتهرب منه ولكن الظروف لا تسمح بذلك الان.انها بجانب الطفلة التى يحب عندما تلتقيه سوف تكلمه كأن بينهما هدنة مؤقتة.هويعرف انها سترحل بعد شفاء رو هى تعرف انه سيمنعها ... ليس بسبب حبه لها ولكن لأنها ربما تحمل ابنه ,,,الذى سيرث الأملاك. حاولت كارا جاهدة ان لا تفكر فيه.نظرت حولها فى الغرفة لقد غيرت شكلها قدر المستطاع.جلبت العاب رو من غرفتها الى هنا وكانت دا تجلس مع الطفلة حين تذهب كارا ترتاح قليلا وتستحم.ولما عادت كانت تحمل كيسا مليئا بالألعاب.نظرت اليها دا بعينها الجارحة ولم يعجبها الحال وقالت: - هذه غرفة مريضة يا سيدة كارا ولا تستطيعين ان تضعى فيها كل هذه الالعاب - ستراها روعندما تفيق من غيبوبتها.انها تساعدها على ان تنسى الحادث الرهيب الذى حصل لها قالت كارا ذلك وباشرت بترتيب الالعاب بحيث تبدو كأنها تمد يديها لاستقبال رو بين ذراعيها عندما تستفيق.زمت دا شفتيها امتعاضا وخرجت غاصبة من الغرفة وجدت كارا احدى العرائس تنام على وجهها ذهبت لتجلسها انها لعبة رو المفضلة جنجر.وكان قد اهداها اياها لوكان وهى تنام معها دائما فى السرير. امسكت كارا بالعروسة واجلستها فوق طاولة الزينة قرب المرآة.وشهقت من الالم لأن شيئا حادا وخزها فى اصبعها,تفحصت الدمية جيدا فاذا دبوس حاد شك فى رأسها.كان دبوسا حادا كالمخرز,وربما كان هناك يوم صنعت العروسة وضاع بداخلها حين الحشو. مخرز حاد يغرز فى رأس العروسة التى تحبها رو كثيرا وها هى تنام مجروحة ورأسها تلفه الضمادات |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
حملت اللعبة والمخرز فى رأسها بيدين مرتعشتين ووضعتها فى جارور واقفلت عليها . ثم عادت مسرعة الى رو تحاول ان تحميها على طريقتها
هناك شخص فى هذا البيت يحاول ان يؤذى الاشخاص الذين يحبهم لوكان.شخص يكرهه ويلومه من اجل حادث برايد.شخص روع رو ليلا واخافها..شخص ارعب كارا وكاد يدهسها بحوافر حصانه.شخص تسبب فى سقوط الثريا فوق رو وكاد يقتلها..سمعت كارا وقع اقدام فى الغرفة المجاورة - لوكان؟ نادته وتمنت ان يكون هو انه حاجز منيع ضد اى خطر يكمن لهما.فتح الباب بين الغرفتين ودخل لوكان.كان يلبس كنزة خضراء مع قبة مرتفعة ويحمل كاسين ساخنين بين يديه.وقد تجمع ضوء القنديل فى عينيه فأخذتا تلمعان - شراب ساخن يفيدك ناولها كأسا ووقف ينظر الى رو. - هل من تحسّن؟ - منذ برهة تحركت قليلا حين لمستها. تناولت كارا الشراب الساخن الملئ بالتوابل واحست باللحظات السوداء التى داهمتها منذ فترة تختفى بعد ان حضر لوكان - ضع يدك فوق شعرها.انا واثقة انها ستشعر بوجودك قربها SHELL مر لوكان بيده فوق شعرها,وتحركت شفاه الطفلة كأنها تتمتم باسمة. كانت كارا متأكدة ان الرابطة بينهما هى رابطة دم واحساس ينبع من القلب. لماذا ترك برايد يتبنى الطفلة التى هى ابنته؟هل كتب عليه ان يعطى كل ما يملك الى برايد؟هل عاملها بوحشية وحطم عقد الكهرمان لأنه يتمنى ان يتحرر من اخيه ومنزل اخيه؟ وقف لوكان تحت ضوء القنديل يشرب شرابه الساخن.كم هو جذاب ومثير وعابث.رغبت كارا ان تلمسه بحنان او تتكلم معه.ولكن ماذا ستقول؟لقد اقسمت انها اذا حملت ابنه ستربيه بعيدا عنه وعن البيت الكبير |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
بقى لوكان معها بجانب رو لليلة الثانية.غفت كارا قرب الفجر فى كرسيهاوجعلها تذهب لترتاح فوق الاريكة فى الغرفة المجاورة.وبعد قليل عاد اليها ويداه الدافئتان على كتفيها وهو يقول بلهفة:
- استيقظى يا كارا رو فتحت عينيها ولكنها لا تعرف اين هى SHELL حمل لوكان كارا الى الغرفة الثانية حيث كانت رو مفتحة العينين كانت تحدق دون ان تعرف كارا وتنظر الى لوكان كأنها تفكر فيمن تكون .تمتمت: - أين جنجر؟ ارادت كارا ان تبكى وهى تقول: - لا يا عزيزتى ليس تلك العروسة فرمقها لوكان بنظرة استغراب.فتحت كارا الجارور واخرجت العروسة التى خبأتها رأت لوكان يعبس ثم مشت الى رو واعطتها جنجر قال لوكان وقد تحير: - انها تتذكر لعبتها المفضلة فقالت كارا : - ربما فقدت الذاكرة مؤقتا عندما حضر الطبيب واكد لهما ان حالتها فى عدم التعرف عليهما عبارة عن فقدان مؤقت للذاكرة تحاول الطفلة عن طريقه ان تنسى صدمتها والمها وخوفها. وبعد رحيل الطبيب اخذها الى الغرفة الزجاجية وشكرها على سهرها فى رعاية رو سألها وهو يفرك يديها بيديه : - هل ستبقين معها اكثر ما يمكن؟ شعرت انه يتحسس خاتم الزواج فى يدها اليسرى - كلير وعدتنى ان ترعاها حتى تأخذة قسطا من الراحة - رو الان افضل بكثير.وكلير فنانة خيالية لا تعرف كيق ترعى مريضة.كان قلبها يضرب بسرعة وهى تفكر ان تخبره عن العروسة والمخرز المغروز فى راسها.ربما يسخر منها..لا يمكنها ات تتهم احدا فى المنزل بالسحر او الشعوذة ليجلب الشر والضرر... |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
اخذ فرسه المسرج فى الساحة يصهل.ونبح كلبه مشيرا الى ان الوقت قد ازف للعمل.عليه الذهاب الى المصنع حيث سيستلم بعض الآلات الحديثة
- على ان اذهب امسك كارا من كوعها كأنه يحاول عناقها.وطبع قبلة اخوية لا طعم لها ثم مشى الى سرير رو وودعها مرت كارا بيدها على خدها حيث ترك حرارة شفتيه.حبيبتى الصغيرة رو ... قالت فى نفسها .. لن اغار منها لأنه يحبها ولا يحبنى... مرت ايام اخرى وبدأت رو تستعيد نشاطها وحيويتها وشرح الطبيب ان فقدان الذاكرة هو محاولتها لأن لا تتذكر الساعة الرهيبة التى كادت الثريا ان تسحقها. هذه اللحظة الرهيبة التى لا يمكنها مواجهتها.لقد اخبرت كارا انها رأت نفسها فى المنام تقع عن الارجوحة وتجرح.ووافقتها كارا على تصوراتها محاولة ان تطمئنها - تعالى نأكل الفطور.اذا اكلته كله يسمح لك الطبيب فابر بمغادرة الفراش عدة ساعات كانت كارا تشجعها على الطعام وتفتح لها شهيتها بأن تضع لها الشوكولا الساخنة فى كوب مزين بالعصافير الملونة والبيض المسلوق فى صحن مزخرف.اكلت رو معظم فطورها وبدأت كارا ترتب لها غرفتها بينما رو تلبس الاسوارة التى اهداها اياها لوكان والعقد الملون الذى صنعه لها جوليوس من اصداف البحر SHELL - اننى اميرة ايرلندية.اليوم سأتقبل الطاعة من الرعايا.اركعوا يا عبيدى ومدت رو رجليها فوقعت كل العرائس المصفوفة على وجهها وضحمت مسرورة - هل اشبه ابى فى شكلى؟ كانت رو تنادى لوكان منذ الحادث...والدى.فى البداية لم تتعرف الى كارا.اخبروها انها زوجة لوكان.فقالت: - هل ماتت أمى منذ زمن بعيد؟وهل حزن والدى طويلا قبل ان يتزوجك يا كارا؟ اجابتها كارا: - يا عزيزتى.انا لا احب ان اسأله مثل هذا السؤال سألت رو: - ربما تتساءلين ما اذا كان قد احبها اكثر مما يحبك؟انت لطيفة ومحبوبة يا كارا.اعتقد ان والدى تزوجك لطيبة قلبك اجابتها كارا واقترحت ان تلعبا سوية فى تركيب القطع المصورة: - اعتقد ذلك. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
وفتحت الفتاة موضوع والديها كانت كارا تجد طريقة لتغيير مجرى الحديث.هذا الصباح اقترحت عليها ان تمشى قليلا على رجليها وتجلس فى الشرفة تحت اشعة الشمس لساعتين او اكثر قالت رو:
- اشعر اننى ضعيفة ولا استطيع المشى ساعدتها كارا فى ارتداء ثيابها وقالت: - سيحملك صموئيل الى اسفل كانت الانقاض المتراكمة فى القاعة قد ازيلت.وجد العمال شرخا كبيرا فى السقف.واصر لوكان ان يستدعى خبيرا فى المبانى وطبقات الارض وعوامل التعرية ليكشف على الصخور التى بنى البيت الكبير فوقها.قال برايد: - هذه الصخور قوية كالحديد وسيقف هذا المنزل اكثر من مائة سنة اخرى قال لوكان وقد نفد صبره : - كيف تؤكد ذلك؟كلنا يعرف ان البحر يطبق على الاساسات وهى تستلم ضربات متواصلة كلما كان البحر عاليا والموج صاخبا. انا واثق من ان العاصفة الليلة الماضية قد تسببت فى وقوع الثريا. قال برايد: -حسنا اطلب خبيرا اذا كان ذلك يهدئ من روعك ويريحك اصبح الجو فى البيت الكبير مكهربا كأن العاصفة تعيش فيه.كانت كارا تخرج مع رو خارج المنزل,تمشى خلف صموئيل الذى يحمل الصغيرةبين يديه محملة بالقصص والالغاز والعرائس الملونة.الشرفة مليئة بالزهور المرجانية الملونة وزيز الحصاد يرتل تراتيله الرتيبة.تجلس هى ورو امام البركة حيث نوافير المياه تترقرق.وكانت تشعر بمعنوياتها ترتفع هنا بعيدا عن جو البيت الخانق. كانت رو تركض حول البركة: -كارا.ألا تظنين ان البيت الكبير يشبه القصر المسحور...فيه تنين وامير ونحن نعيش تحت وطأة سحره؟ سألتها كارا: - أى نوع من السحر؟ |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
- لا اعرف بالتحديد.هل تعرفين قصة الاميرة والضفدع؟انه امير مسحور كان يعرف لو ان الاميرة تقع فى حبه سيتغير شكله من ضفدع سخيف الى امير جميل.
سألتها كارا: - وهل وقعت الاميرة فى حبه؟ - اعتقد ذلك.كل قصص الجنيات تنتهى نهاية جميلة ولكن ذلك يختلف فى الحياة.اعنى هل تعتقدين ان فتاة تقع فى حب تنين؟ - قلت ضفدع؟ قالت رو: -حسنا الضفدع هو تنين صغير.ألا تعرفين ذلك؟ قالت كارا وهى ترندح اغنية يونانية قديمة: - عرفت الان قالت رو: - أحب صوتك. قالت كارا: - لو كان عندى غيتار لعزفتها لك - غنيها لى - أنا لم أغن أغنية يوناينة منذ زمن بعيد...عليك ان تصفقى لأن الأغنية تعطى صدى وقوع الزيتون فى السلال الكبيرة زمن القطاف قالت رو بحماس: - كارا . عليك ان تعلمينى كيف اتكلم اليونانية. - هذا يستغرق وقتا طويلا يا صغيرتى. قبلت كارا اليد الصغيرة ووضعتها على جبهتها وقالت: - هذه هى الطريقة اليونانية التى تقول .... الله يحرسك. كانت تمرح مع الصغيرة واحست كأن ظلا قد حجب نور الشمس عنهما وسمعت الرياح تزمجر وسط حقول القصب واصوات الاجراس المعلقة فوق باب الشرفة تتحرك كأن شيئا قد مر.حضر صموئيل يحمل لهما البوظة.وسألته كارا ما اذا كان البحرعاليا. - انها الأمواج التى تنخزها الرياح فى ظهرها وهى التى تحركها يا سيدتى. ان التنين الكبير يهدر ويزمجر. بقيت كارا صامتة تفكر ... ان التنين الكبير يزمجر. https://i.skyrock.net/3465/63673465/...2_5zKEwJ9m.gif |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
انتهى الفصل التاسع
مين هتكون والدة رو ؟؟ |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
الفصل العاشر
10_ والدة رو https://em.wattpad.com/8b23cd2d542ae...it&w=720&h=720 مرت ليال أخرى.وذات ليلة مقمرةاستفاقت كارا من نومها على صوت صهيل فرس فى باحة المنزل.كانت حوافره تضرب الحصى المرصوفة فوق الارض وانصتت تسمع.كانت تعرف ان لوكان يركب فرسه احيانا فى ضوء القمر.ولكن الوقت الان بعد منتصف الليل.خرجت كارا من فراشها ووقفت قرب النافذة تحاول ان ترى الراكب والفرس من غرفة لوكان التى كانت تستعملهاالان لترعى رو.كان لوكان ينام فى غرفة اخرى.ولم تستطع ان تتبين الراكب والفرس من النافذة.لبست روبها ونزلت الى الشرفة حيث كان القمر ينير الباحة.اطلت من نافذة الشرفة فوق السلالم.وكانت صامتة كالشبح وقد حبست انفاسها حين رأت الحصان.كان ذهبيا ورأسه اسود كثيف الشعر.حضر راكبه وامتطى السرج ودفعه بسرعة من الباب الخارجى الى الطريق العام.وكان راكبه طويلا عريض المنكبين يغطر وجهه جيدا بقبعة كبيرة لها اطار عريض تشبه قبعة لوكان التى يرتديها فى الحقول. اختفى الفرس وراكبه فى الليل وبقيت كارا ترتعد وحدها فى الشرفة.هل كان راكب الحصان لوكان؟ام انها تمشى فى حلمها وتعيش فى كابوس خانق؟هل من المعقول ان يكون لوكان هو الذى حاول ان يوقعها ارضا فى حقل القصب؟ ارادت ان تسرع الى الغرفة التى ينام فيها لوكان ولكنها ترددت,ماذا يحصل لو فتحت الباب ولم تجده؟ركضت عائدة الى غرفتها واغلقت الباب خلفها بسرعة.دخلت فراشها وهى ترتعد.واغمضت عينيها تطلب النوم ولكن عقلها الباطن كان مستيقظا وصورة راكب الفرس لا تفارق مخيلتها بدأت تتهرب من لوكان وتبتعد عنه.عندما يحضر من الحقول تكون مع رو فى الطابق الأرضى بينما يصعد الى غرفته ليستحم ويغتسل.وعندما يهبط هو الى القاعة تصعد هى وروالى غرفة النوم.تبقى بصحبتها تتلهى وهى تقرأ لها فى كتاب خرافات لافونتين. فى غرفة الطعام كانت كارا تشعر بالاطمئنان حيث يترأس برايد الطاولة ويجلس نلز وكلير أمامها.كانت كلير فى ثوبها المخملى الاسود تتكلم ببراعة عن الفن والسفن والمدن المفصلة لديها بينما يبقى نلز هادئامنطويا على نفسه كأنه أصيب بضربة قاسية حديثة لا تزال تؤلمه.هل هذه الضربة من صنع كلير؟كان نلز يحبها وهى لا تؤمن بالحبلأنه امتلاك ويتطلب الكثير انها تحب الحرية والانفلات من كل القيود.نلز يحب الاطفال ولن يرضى بزوجة تفضل التماثيل الحجرية على الحنان والضحك. مسكين نلز!انها تفهم وضعه.هى وهو فى مركب واحد.فآل سافدج يصعب فهمهم وحبهم... |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
قالت كلير: - احب عقدك يا كارا.
كان مصنوعا من الفضة وبه احرف يونانية مطبوعة فوق كل حبة من حباته - انه هدية من عمتى قالت كلير: - انها سبحة للصلاة.هل تلبسينه للزينة أم لدرء الهموم عنك؟ نظرت كارا الى لوكان: - للزينة فقط.وانت يا كلير يعجبنى الدبوس الذى تشبكين به شالك.هل هو عنكبوت فى شرك؟ ضحكت كلير وقالت: - ان شكله يوحى بالشر أليس كذلك؟ قال لوكان وهو ينظر الى اخته: - انه رمز سألت كلير: - هل انا الوحيدة هنا التى علقت فى الشرك؟ألسنا كلنا؟ قال لوكان عاقدا حاجبيه: كلنا فى شرك خليج التنين؟ - تماما . هذا ما قصدته نظرت كلير الى برايد وهو يكسر الجوز بيديه القويتين - برايد!ألا تثور ضد الشرك الذى نصبته لك الأقدار؟ قال برايد: - القدر يا عزيزتى لا ينصب الشراك التى نقع فيها بل نحن ننسجها لأنفسنا حين نغلّب العاطفة على العقل. بعد العشاء طلب لوكان من كارا أن تعزف على البيانو.فتحت كارا غطاء البيانو وقالت: - ماذا تريد ان اعزف يا برايد؟ قال برايد: - احب مقطوعة العاصفة لبتهوفن...واظن انها قوية جدا على يديك الصغيرتين قالت كارا: - انا اعزف على معظم الآلات الموسيقية من القيثارة اليونانية الى الجيتار الاسبانى.والدتى انكليزية ولهذا السبب تعلمت البيانو وانا طفلة ثم تذكرت حبها القديم للموسيقى والآلات الموسيقية المختلفة التى كانت تتجمع فى غرفتها فى انديلوس. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
تحركت اصابع كارا بمهارة وهى تعزف على البيانو وملأت الموسيقى الجميلة القاعة.لم تشعر بشئ حين اقترب لوكان وجلس فى الظل قربها
كانت تشعر بعينيه ترقبانها.بماذا كان يفكر؟كانت تضرب الاوتار بحنان واحساس.ما الذى يضمره لها؟ماتت العاطفة وحل مكانها الحزن.احبت مرتين وكلاهما خانا ثقتها بهما.انها ثقة عمياء وبريئة ضربت اصابعها بقوة وتوقفت مع نهاية المقطوعة.صرخت كلير وهى تبدى اعجابها: - يا عزيزتى لم اكن اعرف انك تجيدين العزف على البيانو ايضا! قالت كارا وهى ترتجف من تأثير الموسيقى الطاغى: -كنت دائما مغرمة بالموسيقى.حين اعزف اعزف باحساسى وعواطفى كان استاذ موسيقى لا يعجبه اسلوبى.لا بد ان برايد لاحظ اننى اخذت حريتى فى العد والتوزيع. قال برايد يغازلها: - تستطيعين ان تأخذى الحرية التى ترغبينها ياكارا. قامت كارا من البيانو فى مكان قريب من برايد تاركة لوكان يجلس فى الظل بعيدا عنها وقالت: - كم انت لطيف يا برايد.شكرا هدأ الحديث بعد الموسيقى القوية واخذ الجميع يصغون الى صوت الموج وهو يتلاطم فوق الصخور بضربات منتظمة سألت كلير لوكان: - متى تنتظر وصول خبير المبانى ليفحص الاساسات؟هل تعتقد ان البيت الكبير بدأ ينهار فعلا؟ - من الأسلم ان نقوم بفحص الاساسات.سيحضر الخبير خلال الايام المقبلة واخذ لوكان نفسا من سيكاره - صوت البحر عال فى هذه الأيام. هل لاحظتم ذلك؟ -كل واحد منا هنا على صلة روحية بالبحر.نحن آل سافدج نعيش على هذه الشواطئ لأن البحر حمل سفينو جدودنا الى هنا.وكارا ولدت فى البحرالأيونى.ونلز يجرى فى عروقه دم من بحر الفايكنغ.نستمع لصوت البحر كأنه يناجينا. قال نلز مبتسما: - لديك مخيلة الفنان الايرلندى الاصيل.البحر كالحب...يكون لطيفا هادئا او قاسيا هائجا صرخت كلير بعصبية: -الحب وما شأنه هنا؟احب ان اذهب بعيدا واعيش فى كوخ مصنوع من القش فى ايرلندا ولكن خليج التنين يمسك بكلتا يديه من يولد هنا سألها نلز: -ألن تذهبى بعيدا عن خليج التنين حين تتزوجين؟ |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
كان نلز يحاول ان يثير غضب كلير ويحرك عاطفتها الباردة.وقفت كلير طويلة انيقة بشعرها الاحمر النحاسى. انها تنكر على نفسها الحق فى محبة اى رجل
قالت: - نلز , لا تنظر الى هكذا.انك تحطمنى. قال نلز بهدوء: - انت كأميرة الثلج يا كلير ولن تذوبى بسهولة.هل تعلمين ان هناك براكين تحت الثلج فى اقصى الشمال؟عندما يثور البركان تذيب النار الثلج وتحوله الى ماء ينساب كأنه فيض من الدمع. -لن ابكى ابدا يانلز,انا اترك الدموع للنساء اللواتى بقعن فى حب الرجل وانحنت له انحناءة كلها سخرية - مساء الخير ايها الامير الجميل خرجت كلير واغالقت الباب خلفها.وبعد تردد قلق خرج نلز الى الشرفة واخذ يتأمل الاشجار الغارقة فى ضوء القمر قال برايد: - انت مظلومة ياكارا هل تجديننا قبيلة قاهرة غريبة الاطوار؟اننا نجرح بعضنا البعض,أليس كذلك؟نحن كغالبية الايرلنديين. قالت كارا باستكانة: -اننى احاول ان افهمكم.انا يونانية ونحن شعب عاطفى.ولكننا لا نحارب العاطفة وبدت نحيلة ضائعة.لقد علقت مثل نلز فى التيارات المتصارعة من الاحاسيس التى تغمر آل سافدج.نظرت حولها تفتش عن صخرة تحتمى بها...كان لوكان وبرايد يلعبان الشطرنج. قالت كارا: -سأترككما تلعبان الشطرنج.صاحب الفارس الأسود فى خطر؟ قال برايد: -الظاهر ان لوكان يهدد فارسى الاسود ويمنعه من الوصول الى الملكة. هل تحاول ان تخفينى من الوجود كليا يا لوكان؟ ارتعدت كارا لأن المعنى المبطن لجملته كان واضحا.التوأمان الشقيقان يتنافسان فى حلبة صراع هى خليج التنين. وركضت كارا خارجة...فسبقها لوكان وفتح لها الباب. وصلت الى جناح الزمرد تتفقد رو التى كانت نائمة وقربها جنجر عروستها المفضلة.رغبت كارا ان تمسك بها وترميها من النافذة لتتخلص من سحرها الاسود. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
انحنت فوق رو وقبلت شعرها الاحمر.ثم فتحت النافذة ووقفت قرب الستارة تتذكر الليلة الماضية والفرس وراكبه.ان حب السيطرة يجعل الانسان لا يميز بين الخطأوالصواب..ورفعت نظرها الى السماء.كان القمر قد فقد استدارته التامة.اغلقت الستائر واطفأت نور القنديل ثم اقفلت باب الغرفة بناء على احساس داخلى غريب.
دخلت كارا فراشها وتذكرت رسالة بول التى وصلتها بعد الظهر.سألها شقيقها ان تسامحه لتصرفه حيال زواجها...واعترف لها انه كان رجعيا ولم يلاحظ انها قد اصبحت امرأة لها عقل وقلب خاص بها.كأن يأمل ان تجد الحب الصحيح مع شاب يونانى ولكنه سيكون سعيدا اذا كان لوكان سافدج قد منحها السعادة...حاولت كارا عبثا أن لا تبكى.كانت الوسادة تحت رأسها كالصخرة. وتضمنت الرسالة ومضة حب من دومينى والصبى الصغير دومينيك الذى يسأل دائما...متى ستعود عمتى كارا الى اليونان؟كم سيسعدها لو تجتمع رو بدومينيك.تذكرت دعوة بول لها ولزوجها لزيارة انديلوس فى اقرب فرصة. وعدها بأنه سيحتفل بزواجها على الطريقة اليونانية...الخراف المحشيةبالأرز والاعشاب والتوابل...العسل واقراص الحلوى الكبيرة كالدواليب.الشراب والموسيقى فى كل مكان. وفى ختام الرسالة سألها بول ما اذا كانت حقا سعيدة.وهل يعاملها لوكان سافدج معاملة حسنة؟قال ان قلبها الكبير لا يستطيع ان يملأه الا رجل كبير. تنهدت.ملاحظة واحدة سترسلها الى بول بأنها غير سعيدة وخائفة.ستجعله يحضر على متن اول طائرة الى جزيرة دى لوك ويرحل بها بعيدا عن خليج التنين الى حيث الامان والاستقرار فى بيته...على جزيرة انديلوس كانت سارحة بأفكارها عندما احست مسكة الباب تدار .قالت كلير بصوت منخفض: - اعرف يا كارا انك صاحية.هل استطيع ان ادخل واتكلم معك؟رأيت النور من تحت الباب ترددت كارا .لقد احتملت اكثر مما يمكنها من مزاج آل سافدج فى ليلة واحدة.ولكنها تركت فراشها وفتحت لها الباب قالت كلير: - اعرف ان الوقت متأخر ولكن يجب ان اتكلم مع احد - ادخلى شعرت كارا بأهمية الحديث.واغلقت الباب خلفها.كانت كلير ترتجف من رأسها حتى أخمص قدميها وقد بدت بدون مساحيق صفراء شاحبة كأن الأشباح تطاردها. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
قالت كارا: - سأشعل المدفأة الكهربائية
ثم جلست على الأريكة تستمع اليها. -كنت سأجن وحدى فى غرفتى وانا استمع الى صوت البحر.انه يلطم بانتظام كأنه ملعون او مجنون - لماذا تبقين هنا يا كلير؟انك غير سعيدة وقلت البارحة ان عملك لا يسير سيرا حسنا. قالت كلير بعصبية: - لماذا يبقى اى منا هنا؟لماذا تبقين انت يا كارا؟انك تقفلين غرفتك فى وجه لوكان على ما اعتقد. اخذت كارا نفسا عميقا وهى تفتش عن سبب تبرر به موقفها. - كنت افكر منذ ايام انك تبدين غير سعيدة هنا.كنت آمل ان يستقر لوكان ويكون زوجا صالحا لك.انت كالنبع العميق الجارى . هادئ فى سطحه وفى اعماقه تيارات متضارعة.ان لوكان يحتاج الى عاطفة ملتهبة. وضعت كارا يديها على خديها .وتذكرت عناق لوكان لها.هل يحتاج لوكان الى الحب فقط؟ام يرغب بأشياء أخرى لا تملكها هى؟ قالت كارا بصوت هادئ: -جربت ان اجعله يهتم بى.ولكننى لم افلح.هناك حواجز عديدة تقف بيننا قالت كلير: - هل هى كابريس؟ فهزت كارا رأسها ايجابا: - لقد اخبرنى لوكان برحلته الى باريس ونيته فى ان يطلبها للزواج.ولسبب من الأسباب لم يفعل,ثم التقينا فى فورت فرناند... سألتها كلير: - هل وقعت فى حبه؟ قالت كارا: - ما هو الحب؟لقد هربت من اليونان لأن الجميع هناك كانوا يعرفون اننى احب شابا اسمه نيكوس.كنت صغيرة جدا.لم افرق بين الحب والصداقة.واكتشف الآن اننى ونيكوس كنا صديقين حميمين فقط. -نعم انت صغيرة. أرادت كارا ان تغير الموضوع لتعرف أسباب زيارتها لها فى الليل سألتها: - ما الذى حصل؟ هل ترغبين فى جرح نلز؟ قالت كلير وهى تنظر الى الغرفة التى تنام بها رو: - هل هى نائمة؟ - ربما. أومأت كارا برأسها فسألتها كلير: - هل أستطيع ان انظر اليها بسرعة ؟ انا لست عاطفية ولكن لدى رغبة ملحة فى ان اراها وهى نائمة. قالت كارا وهى تفتح لها الباب: - على مهلك دخلت كلير ومشت بتأن نحو السرير.ووقفت تتأمل الصغيرة ثم رفعت يديها الى فمها لتخفى صوت بكائها.ركضت خارجة من الغرفة وجثت على ركبتيها قرب الأريكة واخفت وجهها بالوسائد. كانت لا تزال تبكى حين وصلت اليها كارا بعد ان اغلقت الباب. قالت كلير وهى تجهش بالبكاء: - انها ابنتى. رو هى ابنتى |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
|
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
الفصل الحادى عشر
نهاية البيت الكبير https://steemitimages.com/0x0/http:/...jv7fkeufml.gif كانت كلير تقول وهى تجلس فوق الاريكة منهوكة القوى. تعبة بعد عاصفة الدموع: - هذا صحيح.لا استطيع ان اكتم الحقيقة فترة اطول.كان على ان اخبر احدا.لم اعترف لأى شخص بهذه الحقيقةولا حتى الى لوكان.لكنه يعرف الحقيقة ولقد اعطاها الحب الذى كان يجب ان اسبغه عليها.كما تعتقد انه والدها.رأيت ان اخبرك بهذه الحقيقة حتى لا تظلميه او تعتقدى انه رجل غير مسؤول ولا قلب له لوكان لا يتورط فى حب فتاة ويغرر بها ولا يأبه بعد ذلك لنتائج عمله... قالت كارا بحزن: -تبلغ رو الثمانى سنوات من عمرهاورضيت ان يلوم الناس شقيقك كذبا كل تلك السنوات؟ اجابتها كلير شبه محطمة: -نعم رو تشبهه كثيرا منذ ولادتها.لها لون عينيه الخضراوين وشعره الاحمر وابتسامته ونظرته العابثة.لذلك انطلت الخدعة على الجميع كنت واثقة ان لوكان لن يفشى سرى... واكملت كلير حديثها وعيناها تفيضان بالدموع: -ومع مرور الزمن لم يأبه لوكان لكلام الناس وهم يتهامسون بأنها ابنته كان يحبها بجنون وهى تعبده وهذا الحب بينهما كان يزيد من حسد برايد سألتها كارا بحماس: - ألم يشك برايد ابدا بالحقيقة؟ - لا كان برايد يؤمن ان لوكان والدها.منذ كان لوكان فتى فى سن الطيش,كان جذابا لا تقاوم الفتيات سحره.كان يلهو معهن ولكنه لم يحطم قلب أى منهن. تساءلت كارا فى نفسها...ألم يحطم لها قلبها وجسمها؟ألم يعاملها بخشونة فى بيت الشاطئ دون رحمة او حنان؟ -انك تنظرين الىّ بعينيك الواسعتين ولا تصدقين.وجهك كله تعابير واحاسيس.انت من اجمل الناس الذين عرفتهم.عيناك كلهما حياة تعكسان بصراحة ما فى قلبك. عرفت كارا انها ترى كلير على حقيقتها...امرأة مشحونة بالعواطف تخفيها تحت قناع وهمى وبرودة مصطنعة. -كلنا نلبس اقنعة نخفى تحتها حقيقتنا.نخفى العواطف التى نخجل منه |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
سألتها كارا:
-ولماذا نخجل من الحب؟ألم تحبى الرجل...والد رو؟ مزقت التعابير الحزينة وجه كلير وأمسكت بكارا كأنها تريد أن تنشب أظافرها فى لحمها وقالت: -سوف لن احب اى رجل اخر فى حياتى كما احببت والد رو.كان جميلا وخلابا.كان رساما تشكيليا التقيته فى باريس حين كنت ادرس الفن والنحت كنا نلتقى سوية فى المقهى.نتحدث ونتجادل ونأكل الدجاج المشوى.كنت احذره ولكننى لم استطع ان ابتعد عنه.كانت تجذبنى اليه قوة سحرية لا قبل لى على كسر طوقها.فى يوم من الايام اخبرنى ان صديقه يملك كوخا للصيد فى الغابة خارج باريس وطلب منى ان اصحبه لنمضى فيه اسبوعا سوية توقفت كلير عن اتمام قصتها واخذت نفسا عميقا: -كنت فى الثامنة عشرة من عمرى مغرمة به حتى الجنون.لم ارى اى خطأ فى حبه.كان فنانا موهوبا يحاول ان يصنع مستقبله كما كنت انا فنانة اصنع نفسى.لم انتظر منه ان يتزوجنى..ذهبنا الى كوخ الاحلام.كنا منعزلين عن العالم.لا رفيق لنا الا الغزلان والظباء مشينا فى الغابة وتمتعنا بالطبيعة..تحادثنا وقضينا الساعات الهنيئة..وفى يوم,حضرت الى الكوخ امرأة فى الاربعين من عمرها راكبة حصانهافى وجهها مسحة جمال زائل تتصرف بكبرياء علية القوم.كنت وحدى فى الكوخ حيث ذهب ليون يسبح قرب النبع. هذا الكوخ ملكى. القصر ذو الابراج الذى ترينه بين الاشجارهناك ملكى.كل هذه الغابة ملكى.حبيبك للاسبوع السابق هو ملكى..ليون زوجى قالت المرأة ذلك ولكزت فرسها وذهبت من حيث اتت ذهبت الى قصرها ذى الابراج وسط الغابة..واصبح اليوم اغبر بالنسبةلى وقفت مدهوشة وخائفة انتظر عودة ليون.لم اكن اعلم ان ليون رجل متزوج..اردت ان اجعله يحبنى بقدر ما احبه حتى لا يرضى ان يتخلى عنى ابدا حين عاد من السباحة اخبرته اننى قابلت زوجته.ضحك,وهز كتفيه هو لا يهتم.اخذ سيكارة واشعلهاكان متزوجا وكل ما قالته المرأة..زوجته كان صحيحا. زوجته غنية لن يفترق عنها ولن ترضى هى ان تطلقه.كانا متفاهمين.كانت تريد زوجا شابا جميلا وكان يريد زوجة غنية تسمح له ان يتصرف على هواه ويشبع نزواته ويحقق فنه.كان يعشق الفتاة الشابة فترة حتى يملها فينتقل الى غيرها. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
روعتنى الحقيقة.ركضت فى الغابة ابكى بوحشية ومرارة كانت كرامتى قد اهينت.وهبت نفسى لرجل مخادع ومداهن.رجل لا اعنى له اى شئ سوى تحقيق نزوة طائشة ومتعة عابرة.لم اكن اكثر من كسب جديد فى حياته
shell عدت الى باريس كنت اعيش مع كابريس فى شقة صغيرة كانت كابريس تعمل عارضة للأزياء وكلما مر لوكان فى باريس فى رحلة عمل كان يصحبها الى الرقص والعشاء.وقد تعرفت فى تلك الفترة الى نلز.كنت سأنسى ليون مع الزمن لولم يترك فى أحشائى ذكرى ابدية لا استطيع الهروب منها. تركت باريس الى هايتى وتظاهرت اننى ذاهبة لأتعلم النحت هناك. وبدلا من هايتى ذهبت الى جزيرة ترينداد وعشت متخفية هناك لحين وضعت رو لا احد يعرف اننى من آل سافدج.عشت مع احدى الكاريبيات. كانت تشترى لى حاجياتى اليومية وكنت لا اغادر المنزل الا ليلا.كانت فقيرة تعمل فى الخياطة.اعطيتها ما يكفى من المال لتفتح محلا للخياطة مقابل ان تذهب فى مركب لشحن الموز الى جزيرة دى لوك.ومن هناك تذهب بطريق البرالى خليج التنين وتضع الطفلة على باب البيت الكبير... هدأت كلير بعد ان اتمت اعترافها وقالت: -كنت اعرف ان برايد سيتبناهاعندما ينظر اليها.سيعرف انها من آل سافدج.. قالت كارا بوضوح: -وسيتهم لوكان بأنه والدها -نعم هذا صحيح.لن يلوم احد برايد لأنه كسيح ومقعد.كان الجميع يعلمون اننى فى هايتى حيث ادرس.حين عادت مرتا من مهمتها عدت بالطائرة الى باريس.كنت اثق بمرتاوقد طلبت منها ان تترك مع الطفلة ورقة باسمها ...رو عندما عدت اخيرا الى خليج التنين كانت رو قد بلغت الخامسة من عمرها.كنت اخاف ان انظر اليها حتى لا ارى ليون فى وجهها. كلها سافدج ولكن الغزلان والظباء فى داخلها من تأثير اسبوع قضيته فى الجنة اسبوع انتهى منذ زمن بعد ان حررنى من وهم كبير..وهم الحب.بقيت لسنين طويلة لا احتمل لمسة رجل.فى المدة الاخيرة فقط... |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
جلست تائهة تنظر الى وجه كارا:
-كيف لى ان اثق برجل مرة ثانية؟ سألتها كارا: -منذ متى تعرفين نلز اريكسون؟ اجابت كلير: - قبل ان اضع رو... -ان كنت تقصدين نلز, فلا اظنه يريدك لأسبوع واحد فقط -اخرجت الرجال من حياتى العاطفية وكرست وقتى كله للعمل -حيث الحجارة الباردة.الحياة بدون حب لا تحتمل.انت لست انعزالية يا كلير.والانسان يحتاج للحب كحاجته للغذاء. -الحب فيه امتلاك وعبودية.وسعادة المرأة يصنعها او يشوهها الرجل الذى تحبه -رجل يونانى قال..ان ثمن السعادة يدفعه الانسان من الألم.ليس من السهل ان تكونى امرأة ياكلير.المرأة مجنونة ورمانسية.عاطفية وحساسة.نحن لا نريد ان نعيش لنأكل ونشرب فقط. -اعلم ان المرأة الوحيدة تشبه الكنيسة المهجورةكلها صدى للاحلام نلز لطيف ولكننى لا اشعر معه بالحب الجنونى الذى عشته فى رفقة ليون -كنت فتاة صغيرة حينئذ.كثيرات من النساء يفضلن الحب الهادئ -انت منهن يا كارا.انت تفضلين الحب الهادئ بالطبع.انشغلت عنك بشؤونى وشجونى ولم افكر بمشكلتك يا عزيزتى.حب لوكان لك لن يكون هادئا ابدا كان عليك ان تعرفى ذلك منذ التقيته. -طبعا انا لا انتظر من لوكان ان يتغير.الجميع هنا يقولون انه عابث.وانا اعتقد انه شيطان رجيم. -انه سافدج نحن متوحشون.نعيش كما نريد ولا يحسب لشرورنا اى حساب لوكان لا يمكنه ان يصبح ملاكا... -انا لا اريد ملاكا ولكننى اريد رجلا اثق به. خيل اليها انها تسمع وقع حوافر من جديد.شعرت بأن الخطر يحدق بها من كل جانب قالت كلير: -انت متعبة يا كارا.اشكرك على اهتمامك برو.ربما تعتقدين اننى ام غير طبيعية...ربما تظنين ان على ان اخبر رو بالحقيقة.ولكننى لا استطيع.الحديث الذى دار هذه الليلة سيبقى سرا بيننا.هل تفهمين؟ -لا.لاافهم -رو تعتقد ان لوكان والدها.هى تحبه بجنون ولا يمكنها ان تحبنى مثله.من القساوة ان احرمها منه انا ارغب فى الرحيل من خليج التنين قريبا سأذهب مع تلز الى الدانمارك.سنبنى حياتنا هناك من جديد. -رو ابنتك.كيف تفكرين بأن تتركيها هنا؟ -لا يمكننى ان اصحب ابنة ليون معى فى حياتى الجديدة مع نلز.كذلك لا يمكننى ان احطم قلبها وابعدها عن لوكان.رو تثق به كثيرا ولو كنت انت لا تثقين به. الثقة كلمة مرادفة للحب.كانت كارا واثقة بأنها غدا او بعد غد ستبقى وحدها مع لوكان...سيبقى لها وحدها.ولن يكون عليها ان تهرب آلاف الأميال بعيدا عن البيت الكبير فى خليج التنين... |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
بعد مرور خمسة وعشرين عاما على زواج احد العمال فى المزرعة قرر الزوجان ان يحتفلا باليوبيل الفضى لزواجهما السعيد.جميع العمال والخدم اخذوا اذنا من برايد ليحضروا الاحتفال.
ستكون الحفلة اهم حدث فى خليج التنين منذ زمن بعيد.هناك فرقة لعزف الموسيقى وطاولات محملة بأقراص الحلوى..ورقص وغناء. Shell منتديات روايتى كانت رو متحمسة تتكلم مع كارا عن الحفلة وطلبت اليها ان تأخذها لترى العروس التى تحتفل بزواجها الفصى.كانت كلير تدخل الجناح وسمعت ما قالته رو. - انا اعرف ليلى وجو.اننى متأكدة انهما لن يمانعا فى ان اصطحب رو معى لتشاهد الرقص. هل تذهبين يا رو برفقتى؟ ركضت رو وعانقت كليرمن خصرها موافقة.وكانت فرحة كلير اكبر من ان توصف بهذا العناق العفوى. لم تذهب كارا الى الحفلة لانها رغبت ان تترك رو وكلير وحدهما.كانت تتمنى لو تستطيع كلير ان تخبر الطفلة الحقيقة..انها ام وابنتها كان يوم الجمعة بعد الظهر هو موعد الحفلة.خرج الخدم بأبهى زينتهم من البيت الكبير وذهبت كلير بسيارتها ومعها نلز ورو.كان لوكان فى حقول القصب وقد خرج منذ الصباح الباكر ولن يعود قبل الرابعة بعد الظهر. وقفت كارا فى القاعة قبل ان تدخل مكتب برايد.اخذت خطوتين ثم توقفت مترددة.ونظرت الى السقف حيث وقعت الثريا فخفق قلبها لأن الشقف كان يتشقق من جديد.. دقت الساعة الثالثة ورأت كارا نفسها فى المرآة... نحيلة وقلقة وشكلها غريب.اقتربت من المرآة...لقد تشققت مثل السقف.احست بالبرودة تنتشر فى اطرافها.كانت المرآة المكسورة دليل شؤم.وسمعت الفرس يصهل فى الاسطبل وراء المنزل.وركضت ودخلت مكتب برايد. وفتحت الباب وهى تنادى: - برايد؟ لا جواب.الغرفة فارغة الا من الاثريات النادرة والزيتيات الجميلة. حدقت حولها ثم مشت الى النافذة ونظرت الى الخارج.كان برايد يترجل عن الفرس الذهبى ذى الرأس الأسود وتمسكت بالستارة فزعة بينما مشى برايد من باب جانبى الى داخل المنزل.تسمرت كارا فى مكانها.كانت تعرف انها وحدها مع الرجل الذى يريد ان يؤذيها دون رحمة... Shell كانت ما تزال فى المكتب حين دخل برايد فى ثياب الركوب.نظر اليها فأخذت تحدق فيه وقد اتسعت مقلتاها.تمتمت بخوف: -برايد؟ -نعم يا عزيزتى.برايد الكسيح الذى يمشى من جديد ويركب الفرس من جديد.ربما لا اكون بأناقة وجاذبية شقيقى,وانا لم اكن ابدا اتمتع بلياقته وسحره ولا احسن معاملة العمال مثله. بدأت كارا ترتجف كأن الأرض تهتز من تحتها.وامسكت بالمكتبة كى لا تقع ارضا. سألته بصوت يرتجف: -منذ متى وانت تمشى وتركب؟ -منذ سنة تقريبا.لقد انقلب الكرسى المتحرك بى وبدلا من ان اجد نفسى ضعيفا لاصقا بالأرض اكتشفت اننى استطيع ان احرك رجلى.كان نلز يعمل لى مساجا وقد ساعدنى فى استعادة استعمال النصف الثانى من جسمى.وكما ترين عدت المنافس القوى بل سيد خليج التنين. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
-لماذا لم تخبرنا؟لماذا بقيت تعذب لوكان وتمثل عليه دور الشهيد؟كنت تطلب منه روحه لأنك مقعد.كان سيفرح كثيرا لو اعلمته بما حدث.
-لسنين عديدة كان لوكان يتمتع بحياته بينما انا مقعد فى كرسى متحرك.انا اريده ان يتألم.كنت اتمنى ان يتزوج كابريس المجنونة اللعوب.كانت ستطلب منه الكثير من الاهتمام ويترفض ان تعطيه الولد كى لا تخسر جمال جسمها. ضحك برايد وصب لنفسه كأسا وقال: -لوكان عاطفى ولكنه يخجل من ان يظهر عاطفته.كانت والدتى تفضلنى عليه لأننى اشبهها بينما لوكان يشبه والدى.لم تكن والدتى ايرلندية ولا عاطفية.كانت تحب السيطرة وتتمتع بكونها سيدة خليج التنين حيث الخدم والعمال فى طاعتها.وكان لوكان يهتم بالعمال من الناحية الاجتماعية...اى يهتم بايجاد العمل الذى يوفر راحة اكبر لعدد كبير من العمال وعائلاتهم ضحك برايد من جديد واكمل حديثه: -لوكان لا يحب العبودية كالأخوين الايرلنديين اللذين أسسا البيت الكبير فى خليج التنين.ولكننى انا جعلته عبدا لى. ارتجفت كارا واحست ان الارض تهتز بالفعل تحت رجليها وقالت بصعوبة: -انت الذى كنت تركب الحصان البارحة ليلا.وانت الذى ركض خلفى ليدهسنى قرب المصنع القديم. قال يسخر منها: -لقد اكتشفت سرى,ويا للأسف اردت ان اوهمك ان لوكان يريد بك شرا كى تكرهيه.انت انسانة غير عادية تقدرين الجمال ولك احساس مرهف.اننى أهواك وأريدك لنفسى. Shell اتسعت عينا برايد.كانتا مرعبتين.وادركت كارا انها لو حاولت ان تركض لأمسك بها بيديه القويتين.تذكرت ان لوكان سيحضر فى الرابعة.عليها ان تحادثه وتطرح عليه الأسئلة لتجعل الوقت يمر حتى يحضر زوجها وينقذها منه |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
- انت الذى تحديت لوكان لتتسلق الصخور.هل كنت تأمل فى ان يسقط؟
-يا عزيزتى , التنين يحرس آل سافدج.ألا تعرفين؟انت خائفة منى وتقفين أمامى تتحديننى كاللبوة. -لقد قالت دا لوالدتك ان اللوم يقع على لوكان فى الحادث.هل تعرف دا انك تمشى من جديد؟ -طبعا.دا كانت دائما تحبنى وتخلص لى وتفعل كل ما اطلبه منها.لبنها هو الذى اشترى لى الفرس ساتان.الساتان الأصلى بيع خارج الجزيرة من اجل التناسل.كان الجميع يؤمنون اننى لن امشى من جديد او احب امرأة من جديد... Shell مشى برايد خطوة اخرى نحوها.وكادت تصرخ.قى تلك اللحظة لمع البرق قليلا فى السماء -رأيت أجمل منك بين النساء ولكننى لم أر اية فتاة لها عينان سوداوان فيهما جاذبية غريبة كعينيك.عيناك بيزنطيتان مثل هذه المزهرية لا تقدران بثمن. كانت المزهرية الى شمال كارا.امسكت بها بسرعة ورمتها فى المدفأة فتحطمت الى اجزاء صغيرة.ذهل برايد ولم يصدق ما حدث.ثم صرخ صرخة غضب وانحنى يجمع اجزاءها البلورية الثمينة اغتنمت كارا هذه الفرصة وركضت هاربة الى القاعة. كان برايد يصرخ: -دا.أين أنت أيتها الساحرة العجوز..لا تتركيها تهرب!فتحت كارا الباب وخرجت.ولحقت بها دا ولكنها كانت اعجز من ان تستطيع اللحاق بها.ركضت كارا باتجاه حقول القصب حيث يعمل لوكان..لوكان.لوكان.كانت ضربات قلبها تناديه وعلى شفتيها صلاة صامتة باسمه. -لوكان! ركضت نحو الفارس الذى رأته يسير باتجاهها.وكأنها فى حلم مريع,رفعها الفارس الى جواره بيديه القويتين وقد امسك بجسمها النحيل المرتجف وقربها الى صدره الدافئ القاسى.امسكت بكتفيه وهى ما تزال ترتعد.وغمرها الفرح لقربه منها.شعرت بالأمان.وسمعته يقول: - يا الهى.هذا برايد واقف فى المدخل! عاد برايد الى داخل البيت الكبير.والتمع البرق من جديد بينما كان الحصان يصهل وقد تسمر فى المدخل.دوى الرعد واخذ المنزل ينهار.تداعت الجدران وسقطت المدخنة الطويلة.وبدأت الصخور المرتفعة تتدحرج حاملة معها البيت الكبير الى البحر. |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
كان الصوت مخيفا كأنه وحش مجروح يتألم.تهدم المنزل.وادار لوكان فرسه عن رؤية المشهد المريع ثم سار الى بيت الناظر.ثم ترجل وحمل كارا بين ذراعيه وانزلها الى الارض.وقفا سوية متماسكين مدهوشين كأنهما طفلان. قال لوكان:
-على أن اعود الى هناك .ابقى انت هنا يا كارا. ركب لوكان وعاد يفتش بين الانقاض قرب الشاطئ لعله ينقذ برايد.وعاد بعد ساعات وهو متعب حزين.لقد رحل عنهما برايد الى الأبد. كانت المرارة عند برايد من جراء عجزه قد تحولت الى كراهية نحو لوكان ثم الى جنون أعمى. كيف فقدت ثقتها بلوكان؟بقيت فى البيت الكبير وهى تعتقد ان لوكان يريد قتلها.كانت راضية ان تموت بيديه على ان تعيش بدونه.كان حبها له اقوى من ان تغرقه البحار الشاسعة التى تفصل اليونان عن البحر الكاريبى. فى المساء حين عادت كلير برفقة رو ونلز اخبرها لوكان ان البحر قد جرف البيت الكبير واضاف: - أتمنى أن لا يكون برايد قد تألم كثيرا. Shell وطلب من كارا ان تخبره عن الحلم المزعج الذى عاشته اخر ساعة امضتها فى خلوة برايد وما دار بينهما.ترددت قليلا.ثم اخبرته كل شئ. كان عليه ان يعرف كل شئ.ولما انتهت من سرد قصتها دفنت رأسها فى صدره واخذت تبكى من جديد . قال لوكان بصوت حزين: -هل حقا شككت فى حبى لك يا كارا؟ -وكيف لى أن أعرف انك تحبنى؟كل ما كنت تقوله او تفعله كان من اجل شقيقك برايد. -ألم تشعرى بحبى لك فى الليلة التى امضيتها معك فى منزل الشاطئ؟ ما شعرت به نحوك أعمق من كل الكلمات.كنت دائما تتهربين منى ولقد انتظرت طويلا لأجعلك ملكى. Shell قالت كارا: -اعتقدت ان ذلك تم ايضا من اجل برايد.كان عديم الشفقة .كان يتآمر عليك ليجعلنى أكرهك...لماذا لم تقل لى انك تحبنى؟ قال ضاحكا: -نحن لا نتكلم عن الحب فى خليج التنين. فقالت له بحنان: - ولكننا نستطيع ان نفعل ذلك الآن! حاول يا عزيزى . قل لى انك تحبنى وتهتم بى. نظر اليها لوكان بحرقة ثم جذبها الى صدره,وهدأ الألم . تعانقا . ووعدها بالسعادة التى ستغمر خليج التنين. - سنبقى هنا يا لوكان . سنبنى منزلا جديدا . العمال يحتاجونك هنا . وأنا أحتاجك أكثر من الجميع. تمت |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
انتهت الرواية
قراءة ممتعة |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
|
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير- روايات عبير القديمة ( كاملة )
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 49 ( الأعضاء 1 والزوار 48)
سيريناد |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير- روايات عبير القديمة ( كاملة )
رواية رائعه شكرا ع المجهود الرائع
:8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_1 34::8_4_134::8_4_134: |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
اقتباس:
نورتينى |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير- روايات عبير القديمة ( كاملة )
اقتباس:
|
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير- روايات عبير القديمة ( كاملة )
اقتباس:
:55: |
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير- روايات عبير القديمة ( كاملة )
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية
|
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير- روايات عبير القديمة ( كاملة )
اقتباس:
|
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير- روايات عبير القديمة ( كاملة )
النهايه غير متوقعه - تحولت الى قصص اطفال فجأة 😂
|
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير- روايات عبير القديمة ( كاملة )
اقتباس:
شكرا لمرورك :55: |
| الساعة الآن 01:09 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية