رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
لم تتوقع منه عرضاً كريماً كهذا ، وقد كان يعاملها بعداوة واضحة ، وهذا ما يفاجئها . اتصلت بآني والتي كانت في مكتبها وتعلم كل ما جرى .
قالت "علمت ان خطوبتك انتهت ، يؤسفني ذلك لورين" ادركت لورين انها تقصد ما قالته، مع انها ليست رقيقة او لطيفة مع الآخرين ، لكن تشعر بالغضب ان لم تتمكن من القيام بأي شيء من اجل غيرها . قالت لورين بضيق "شكراً ، لكنني سأتمكن من الاستمرار في الحياة ، كما اعتقد " " انا متأكدة من ذلك " بدا الارتياح في صوتها ، وهذا ما جعل لورين تدرك انها لا تريد سماع بكاء الاطفال لكي لا تشعر بالاسى عليها ، قالت "انه شاب جميل ، لكن لنقل الحقيقة ، لا يملك عقلاً كافياً ، وانت ستشعرين بالسأم معه ، وكما تعلمين ، فأي امرأة ذكية هذا ما ستشعر به ، وانت ذكية بالفعل ، وأفضل بكثير من شخص مثل روبن كورنول " تفاجأت لورين من الاطراء فقالت " لطفاً منك قول ذلك ، اعتقد انك علمت بالامر من السيد كورنول" قالت بصدق "اجل ، اخبرني تشارلي بذلك ، وبأنك ستتركين اولترا . وهذا ما يغضبني " وكأنها نسيت انها منذ فترة قصيرة كانت تخاف ان تأخذ اولترا منها وتعطي للورين . " هل انت متأكدة تماماً انك تريدين الانتقال الى الفازيت؟ ان كنت سأبدأ بمجلة جديدة ، فقد كنت اعتمد على أخذك معي . فأنت من أفضل العاملين هنا . ويمكنني ان اقدم لك مستقبلاً مهماً ، لورين . إذا وافقت على عرض تشارلي بترك اولترا؟ " آني امرأة واقعية ، ومن الواضح انها كانت سترضى بعرض تشارلي كورنول ، تماماً كما ستفعل هي . فهو قادر على إضفاء الحماس على اي عرض يقدمه . فهو ذكي ويعلم كيف يجعل الناس يرضون بعرضه . هي لا تحبه لكنها تحترمه كرجل اعمال ناجح ، فهو يعلم تماما ًما يفعله . وهو يعرف آني جيداً . تساءلت لورين ، ما الذي ستفعله بعد اولترا ؟ ستترقب ذلك باهتمام وهي تعمل في الفازيت ، لكنها لن تبقى لتكتشف ذلك بنفسها ، فقد اكتفت من عالم المجلات. اعترفت آني بحذر "حسنا ، لدي بعض الافكار المثيرة لكن مبكراً جداً التحدث عنها الآن ، لكن بعض اشهر قليلة سأكون في وضع يخولني ان أقدم لك عرضاً مهماً ، لورين . ابقي معي وقولي لتشارلي ان يترك عمله له في الفازيت " "شكراً لك آني . اقدر لك العرض ، لكنني اريد العمل في الجريدة ، كما تعلمين ، آسفة " |
رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
بدت آني منزعجة وهي تقول " حسنا ، كما تشائين ، لكن اتصلي بي دائماً ، وان بدلت رأيك ، كل ما عليك القيام به هو اخباري فقط " توقفت عن الكلام للحظة وتابعت "سأفتقدك ، من سأجد ليحل مكانك . قال تشارلي انه يمكنك الانتقال اليوم وعلى الفور ، لكن الا تفضلين ان تعملي؟ وهكذا تبعدين نفسك عن التفكير؟ "
سمعت لورين نبرة التمني في صوتها ، لكنها قالت "آسفة آني لا ، افضل ان لا افعل " لم تقل لماذا ، لكن آني علمت فهي لا تريد رؤية احد ولا سماع أي تعليق لطيف ام لا من المجلة ، لذا لم تجادلها . تنهدت آني وقالت "حسنا ، هناك كثير من الاعمال امامي ، لهذا من الافضل ان اودعك . هل ستأتين في وقت لاحق لتنظيف مكتبك؟ ادخلي الى مكتبي لتوديعي ، هل فعلت ؟ وحظاً سعيداً ، لورين ولا تنسي ان تبقي على اتصال بي " غادرت لورين منزلها بعد ساعة ، وبعد نقاش طويل مع احد وكلاء السفر ، حجزت لنفسها رحلة على متن سفينة الى جزر الباهامس من ميامي في فلوريدا . عطلة كاملة مع بطاقة سفر الى فلوريدا ستأخذ منها كل مدخراتها ، لكنها لا تهتم لذلك ، لأنها بحاجة للابتعاد عن لندن لفترة . لم تكن يوماً في الباهامس او فلوريدا ، لذا ستكون رحلة ممتعة. لا تستطيع الانتظار لرؤية الكاربيان الازرق ، عليها ان تذهب الى مكاتب اولترا بعد لتحضر اغراضها وتنظف مكتبها . فاختارت وقت الغذاء ، فبهذا الوقت لا يكون هناك الا عدد قليل من الموظفين ، تعمدت ان تدخل من دون التحدث مع احد ، لكن هناك من رمقها بنظرات فضولية عن بعد . حتى آني لم تكن هناك ، بل خرجت الى الغداء مع نجم سينمائي شهير والذي تجري معه مقابلة للمجلة . كتبت لورين لها رسالة صغيرة وتركتها على المكتب ، ثم اسرعت بالمغادرة . شعرت بالغرابة وهي تترك عملها وكأنها خجلة مما حدث ، او كأنها هي المذنبة. صعدت الى سيارتها ، ونظرت الى نفسها في المرآة وتساءلت لماذا تحدث نفسها ؟ ادارت المحرك منزعجة من نفسها. في تلك اللحظة سمعت طرقاً قوياً على النافذة ، اجفلت وهي تستدير . رأت سام يميل نحوها محدقاً بها ، رغبت في تجاهله والقيادة مبتعدة ، لكن ان فعلت ذلك فكأنها تعترف انه يقلقها ، لذا فتحت النافذة وتركت المحرك مشتعلاً ، متمنية ان يفهم ان لا رغبة لديها في التحدث. قالت "ماذا تريد؟ اني على عجلة " تعمدت ان يبدو صوتها غاضباً ، فلا داع ان يعتقد انه نسيت ما حدث في شقتها ليلة الجمعة . انها مصممة على الحفاظ على وعدها بتجنبه . |
رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
قال بضيق "سمعت للتو عن العمل . هل قدمه تشارلي لك ، ام انه الثمن لتبقي صامتة ولا تثيري الامر في الصحف ؟ "
اندهشت لورين من الازدراء في صوته ، قالت "لا اقدم على عمل كالابتزاز " "حقا؟ لكنك تحدثت عن ذلك تلك الليلة " علمت انه غاضب جداً ، لكن كيف يصدق انها قادرة على القيام بمثل هذا العمل ، قالت "لم أفعل أي شيء من هذا القبيل " "بل فعلت . قلت انك ستبيعين قصتك لصحيفة منافسة . فما الذي فعلته بالضبط؟ هددت تشارلي بقراءة اسرار عائلته على صفحات الجرائد ، الا اذا قدم لك هذا العمل ؟" ارتجفت لورين من الغضب وقالت "لا " "صحيح ، فأنت لن تعترفي بذلك "وقف وكأنه سيسير مبتعداً. فتحت لورين باب سيارتها وكادت تضرب به ، قفز متفاجئاً . خرجت وهي تحمل حقيبتها ، فتحتها وأخرجت منها بأصابع مرتجفة الرسالة التي وصلتها عند الصباح . قالت "وصلتني هذه الرسالة اليوم ، انظر متى ارسلت " امسك سام بالمغلف ، قطب جبينه وهو ينظر الى التاريخ . تابعت "كما ترى ارسلت نهار الخميس ، وقبل ان اعلم ان روبن تخلى عني . واستغرقت عطلة الاسبوع لتصلني! " خطفت الرسالة منه وعادت الى السيارة، اغلقت الباب بقوة من دون ان تقول اي كلمة اخرى وانطلقت مسرعة. وقف سام مكانه جامداً يحدق بها . لكنها ستسافر الى فلوريدا في اليوم التالي ، لذا عليها القيام ببعض التسوق . انها بحاجة لملابس بحر ، اشترت ثوب اسود وأبيض مع حذاء ابيض ، كذلك ثوب سهرة ناعم لترتديه للرقص على الباخرة . اتصلت بالمصرف لتأخذ المال الذي طلبته لتصرفه على السفينة وفي الرحلة . وأخيراً عادت الى شقتها، اعدت لنفسها كوباً من الشاي وقطعة من التوست ، وهذا كل ما تستطيع تناوله الآن ، تأكدت من جواز سفرها ثم عملت اخيراً على توضيب حقيبتها . ما ان انهت كل ذلك حتى سمعت رنين الهاتف ، التقطته وهي تقول بقلق "مرحبا" سمعت صوت سام العميق "لورين ، انا آسف " انهت الاتصال على الفور ، لم تتقدم خطوتين حتى بدأ الرنين من جديد . نزعت سلك الهاتف ووضعته على الرسالة المجيبة متمنية ان يمضي سام هاردي الليل يتحدث مع الآلة ، والاسبوعين القادمين ايضا. كتبت الى والديها تخبرهما الى اين هي ذاهبة ، واخبرتهما عن فسخ خطوبتها ، لكن لن تصلهما الرسالة قبل الغد لذا لا تتوقع اتصالات مهمة الليلة . ذهبت الى الفراش باكراً فعليها النهوض عند السادسة غداً. |
رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
شخص ما بدأ يقرع جرس بابها بعد نصف ساعة من ذهابها للنوم . سارت على مهل لتنظر الى القادم عبر ثقب الباب . انه سام هاردي ، مرتدياً بذلة رسمية ويحمل بيده باقة من الورد الابيض .
حدقت لورين به لفترة ، وهي تعلم انه لا يتمكن من رؤيتها تنظر اليه. حدق بالباب ثم رفع يده من جديد ليقرع الجرس . تراجعت لورين بصمت الى الوراء وسارت بصمت عبر القاعة حتى عادت الى غرفتها . صعدت الى السرير ووضعت الوسادة فوق رأسها حتى لا تسمع رنين الجرس . لماذا أتي؟ فقط ليعتذر؟ ام انه يعتقد انها مرهقة ومتعبة اكثر مما كانت عليه ليلة الجمعة ، وحزينة لتبقى بمفردها وهكذا سيتمكن من الوصول اليها؟ انها قادرة على تصديق اي شيء عنه . انها ذاهبة في هذه الرحلة لعدة اسباب ، لتبتعد هرباً من الاسئلة والتعليقات ، وبالطبع لتحصل على رحلة ممتعة حيث الشمس الحارة ،والاماكن الجديدة والراحة والاستجمام . لكنها لن تتحدث مع اي رجل . فهي لن تثق بأي منهم او تهتم لأي منهم ، ولن تعطي اي رجل فرصة ان يسبب لها الالم . عندما ابتعدت عن سام فعلت ذلك خوفا من احتمال ان يسبب لها الالم ، لكنها سارت الى فخ جديد مع روبن والذي وثقت به ، واعتقدت انه لن يسبب لها الاذى مطلقاً . وهذا ما حدث ، لذا هي بحاجة لوقت طويل كي تشفى من هجر روبن لها ، ولن تسمح لسام ان يستفيد من حزنها . وفي المستقبل ستعامل الرجال كما عاملوها. *** وجدت ان الرحلة تحظي بكل ما املت به ، كان لديها غرفة صغيرة مريحة ، لكنها امضت معظم وقتها في الخارج مستمتعة برفاهية ما تقدمه الباخرة ، من مصففي الشعر ، الى غرفة لمراقبة الافلام الى قسم للرياضة وحمام البخار ، مع حوض السباحة ، او المكتبة وغرفة لجهاز الكمبيوتر . كان هناك مئات المسافرين ، لذا تعرفت على الكثير منهم ، واصبح لديها وجوه كثر عليها تذكرها ، وطرائف جديدة لتضحك عليها ، وقصص جديدة لتسمعها. عمدت لورين على ان تكسب لون بشرة ذهبية ، وذلك باعتنائها كي لا تجلس تحت الشمس الحارة الا في اوقات معينة ، وهكذا اصبحت محط انظار الجميع بشعرها الاشقر وعينيها الخضراوين المشعتين . لكنها تجاهلت كل تلك الانظار وتعمدت ان تقرأ او تسمع الموسيقى وهي قرب حوض السباحة . مع انها كانت تتحدث مع العديد من المسافرين اثناء العشاء ، لكن لم تسمح بأي تطور لأي تعرف او صداقة عابرة. |
رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
وعندما بدأ الابحار عبر جزر الكاريبي ، اصبحت الحياة اكثر حيوية . ففي كل يوم كانت السفينة ترسو على مرفأ جديد ، فينزل الجميع ليتجولوا في المدن الهادئة.
في احدى تلك الرحلات وجدت لورين نفسها امام وجه تعرفه . كانت تشعر بالسأم من السوق التي تتجول فيه . رأت فتاة ذات شعر أسود تخفي عينيها بنظرات شمسية وتشتري باقة كبيرة من الزهور. نظرت اليها بمرح وهي تتمنى لو تستطيع شراء باقة مثلها ، لكن ماذا ستفعل بها في الباخرة؟ ثم شيء ما في الفتاة اثار انتباهها ، فنظرت اليها مجدداً ، قالت " ميل لورنز " نظرت اليها بحماس، لكن الفتاة الاخرى اصيبت بالرعب ، ونظرت حولها بقلق واضح . ابتسمت لها لورين متفهمة ، ثم نظرت حولها وقالت "لا بأس ، لم يسمعني احد ، وانا لن اخبر احداً! لقد التقينا من قبل ، الا تذكريني؟ انا لوري بيل من اولترا؟ " انها واحدة من افضل المطربات ، ميلاني لورنزي والتي تتمتع بشهرة واسعة ، لكن ربما املت ان تتنكر بهذه الثياب العادية والنظارات السوداء من دون ان تواجه المشاكل من المعجبين . انها ليست جميلة لكن عندما تراها على المسرح تعلم جيداً ما الذي اوصلها الى القمة بسرعة مذهلة ، فلديها كل الصفات التي تؤهلها للنجاح . حدقت بلورين وهي تعبس ، ثم مدت يدها وابتسمت "بالطبع اذكرك ، وآسفة انني لم اعرفك منذ لحظة ،مرحبا، لورين ما الذي تفعلينه هنا . ولا تقولي لي انك تلاحقيني؟ " ابتسمت لورين قالت "لا ، انا لست في العمل . انني في عطلة ، وفي رحلة بحرية . وصلت السفينة الى هنا بعد الظهر ، لكن لا اعرف السبب ، فليس هناك ما يمكن شراءه غير القمصان القطنية " قالت ميل "هذا ما احبه فيها " انها نصف ايطالية ونصف انكليزية ، لكنها تعيش في الولايات المتحدة معظم الوقت . انها في العشرين من عمرها ، لكنها اصبحت مطربة عالمية ، وقد اجرت لورين معها مقابلة منذ عدة اشهر لمجلة اولترا ، عندما كانت في بريطانيا وقد احبت الحس الفكاهي لديها وعدم اهتمامها المطلق بالشهرة . وهي تتذكر كيف ان ميل تحدثت مطولاً عن رغبتها بالهرب الى جزيرة نائية . وربما هذه هي الجزيرة المنشودة . سألت لورين ما ان ابتعدتا عن متجر الزهور "هل انت في عطلة هنا؟ " نظرت ميل اليها بحذر وقالت "في الواقع ..."بدت مترددة ثم تابعت "هناك مقهي صغير في آخر الممر ، هل لديك وقت لتناول شراب ما ؟ متي ستبحر الباخرة؟ " |
الساعة الآن 02:27 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية