منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   245 - أحداث السحر - كارين فان - مكتبة مدبولي الصغير ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t207266.html)

SHELL 30-11-19 08:06 PM

رد: 245 - أحداث السحر _ م.م _ مكتوبة
 

قالت:
كف عن هذا يا تايلر
قال:
كم هذا سيئ ؟
قالت:
اوه سوف ادبر الامر
وكانت كاترينا شجلعة بقولها هذا
ويجب عليها ذلك أليس كذلك؟
قال:
سوف نوضح ما يجب عمله بالنسبة للاثاث والتحف الفنية
ما لم تريدين الحصول على بائع بالمزاد العلنى
قالت:
تايلر
لا يمكنك ان تفعل ذلك! هذا ينم عن ... اليأس
لكن هذه الاوقات اوقات يأس
قال:
حينئذ عليك الذهاب الى نيويورك وتولى امر الاشياء
خذى ما تريدينه وبيعى الباقى
لم تكن المحادثة بمحادثة مرحة وعندما انتهت عادت الى الشرفة ونظرت الى مكان الظل على الشاطئ ما زال الرجل هناك ولو ان الشمس وراء مجموعة من السحب قد اختفت
كانت تتجمع عاصفة بعد الظهر
امكن كاترينا ان ترى الاشجار تتمايل فى الريح لكن الرجل بدا غير واع حتى ان عاصفة ريح مفاجئة باغتت كومة الاوراق نثرتهم على الرمل والشجيرات النامية امام الصخور.
هب واقفا لانقاذ الورق وضحكت كاترينا
ولم يتسن لها ان تمنع الضحك
كانت تراقبه وهو ينقذ الاوراق وهو يتحرك بخفة
عرفت من توها انه سباح قوى
وقد شاهدته عدد من المرات فى الشهرين الماضيين
كان يلعب التنس فى ملاعب المنتجع
كانت فيلاته متاخمة وفوق المنحدرات الصخرية على الشاطئ لكنهما فى الواقع لم يتكلما ابدا
عندما يتقابلان بالمصادفة لم يتبادلا سوى التحية المهذبة
انه من الواضح اراد ان يتم تركه وشأنه فلم يكن هناك ود بينهما
وهذا ما ارادته كذلك.

SHELL 30-11-19 08:08 PM

رد: 245 - أحداث السحر _ م.م _ مكتوبة
 
راقبته وهو يجمع ملازم الورق
ثم اعتدل وهو يلقى بأكثر من نظرة حول الشاطئ للتأكد من انه لم يفقد اى ورقة
واستدار فجأة ونظر الى النافذة بأعلى ويبدو انه نظر مباشرة الى عينيها
وترنح قلبها فى صدرها هل هو احس بأنها كانت ترقبه؟
وقفت مشلولة فى مكانها تنظر بدورها الى عينيه لحظة تبدو طويلة غير محددة
استدارت اخيرا وبعدت عن النافذة وذهبت الى المطبخ واعدت فنجانا من القهوة
ارتعشت يداها وهى تضع حبات البن فى المطحنة
هذا امر سخيف!
لقد اتت الى هنا هربا من الرجال المحامين رجال البنوك الصحفيين الاصدقاء المتطفلين المتنوعين الذين تورطوا فى كابوس البضع شهور الماضية
ارادت ان تكون بمفردها
لم تكن تريد اى رجل يقلق نبض قلبها اعصابها هدوءها.
قطعت قطعة لا بأس بها من كعكة البندق ووضعتها فى طبق
ان مسز بلاكت تحب ان تخبز خاصة الكعك والفطائر
انها جيدة ولكنها ليست كمثل كاترينا نفسها التى قامت بالطبخ فى فرنسا ونيويورك بهمة
لكن مسز بلكت لم تكن تعرف هذا ولم ترد كاترينا ان تخبرها
فلماذا ترهبها او تؤذى مشاعرها ؟
مسز بلاكت كانت امرأة جذابة من سكان الجزيرة
وكانت تنحدر من اسلاف افارقة وهنود وهولنديين ترتدى فساتين رائعة ولها اسلوب مرح وكانت تحب غناء الترانيم بينما تقوم بواجباتها
تعمل فى النهار فقط
تعد الافطار تقوم بالاعمال المنزلية وغسل الملابس وتعد الغداء لو رغبت كاترينا فى ذلك
كاترينا التى تحب الطهى تعد عشاءها.

SHELL 30-11-19 08:09 PM

رد: 245 - أحداث السحر _ م.م _ مكتوبة
 
اظلمت الدنيا وبعد لحظة هطل المطر بغزارة لدرجة انه بلل كل شئ فى وقت قصير ثم توقف فجأة مثلما بدأ فجأة
جلست كاترينا على الاريكة وفتحت كتابها وظلت محملقة فى ذات الصفحة التى تقرأ بها
كا كل ما تستطيع مشاهدته بخيالها الذهنى هى حملقة عينى الرجل الزرقاوتين المكثفة فيها وهو على الشاطئ
وقفت كاترينا فى صباح اليوم التالى على الميزان تحملق فى مؤشر الوزن ونزلت وهى تتنهد بعمق حيث ان وزنها كما هو لم ينقص حتى مجرد رطل واحد
وان الدكتور ويبيل لن يكون سعيدا لو رآها الان ولكنها تحاول بكل جهدها ان تتبع تعليماته
همست كاترينا وهى تنظر فى المرآة :
انها غلطتك تمام يا باستيان
لقد دمرتنى
ولكن باستيان لم يكن هناك ليسمعها ولو كان موجودا لكان قد ضحك واطلق النكات
كان باستيان يؤمن بالمرح لا بالمشاكل
باستيان ماكينزى يتبع مذهب المتعة وفى النهاية بعد ما اخذ كل المتع تركها مع المشاكل
ان الانحاء باللائمة عليه لن يأتى بخير
فهى مسئولة عن سعادتها الخاصة بها
فلا بد ان تتولى امر حياتها بنفسها
ولا تكونى ضحية وهذا وفق ما تقوله كتب علم النفس.
وهو كذلك انها تحاول ان تفعل ذلك ان تولى امر حياتك اسهل لو لم تكن مفلسة عاطفيا وماليا
ان لديها بالفعل بعض المال فى البنك ولم تكن بالضبط معوزة
والفقر تعبير نسبى
انها لا تستطيع ان تعيش الى اجل مسمى على رصيدها فى البنك حاليا ويجب عليها فى النهاية ان تفعل شيئا خلاقا وانتاجيا للبدء فى اعالة نفسها
انه بقدر اهتمامها بعواطفها فعليها ان ترعاها فى الاتجاه الصحيح وتجد شيئا لتملأ قلبها وحياتها.

SHELL 30-11-19 08:10 PM

رد: 245 - أحداث السحر _ م.م _ مكتوبة
 
ان ما تحتاجه هو سحر بسيط او ضوء ضعيف فى الظلام ليحدد الطريق أو عناق دافئ كبير وكلمة حب . ثم تنهدت ثانية لم يعانقها احد وكانت وحيدة لسنوات طويلة ولو انها ارملة لبضعة شهور قصيرة فقط.
تناولت طعام افطارها على مهل وامضت ساعة فى الحديقة تزيل الاعشاب الضارة وتروى النباتات الصغيرة.
وتذكرت حديقة جدتها التى كانت فى نيويورك بروائحها العطرة والفراشات والطعام المزين بالخضروات المألوفة وغير المألوفة . وكانت امها ايضا تزرع الخضروات فى حديقة منزلها اخذت كترينا تحملق فى نباتات الريحان الصغيرة وهى تهمس : " اوه , ماما , أشعر بأنى وحيدة . ماذا سأفعل؟"
نهضت ومسحت عينيها بيديها الملوثتين بالطمى متبرمة من ضعفها . ومن الافضل ان تواجه الحياة بالضحك بدلا من الدموع ثم القت بخرطوم الماء وعادت الى المنزل . تناولت كتابات واخذت مشروبا مثلجا وبقية الشيكولاته واتجهت الى الشاطئ وجلست على منشفه . فرغت من الكتاب بعد ساعتين وتناولت مشروبها واتت على الشيكولاتة كلها. سبحت وفرغت من السباحة بسرعة وجمعت حاجياتها واتجهت الى الفيلا عائدة . هناك شئ لونه ابيض جذب اليه عينيها . شئ ابيض فى الشجيرات بجانب الصخور . حملقت جيدا وانحنت وامسكت بمجموعتى ورق . ويبدو انهما كانتا مبللتين ثم جفتا ثانية . وعلى الفور افتكرت الرجل الذى كان يتغقب اوراقه بعد ظهر امس
دققت فى الاوراق فوجدته من النوع الذى يخرج مطبوعا من الكومبيوتر . كان هناك نص مكتوبا على الاوراق حيث القت بنظرها على السطور وكانت:
لقد جعل الرجل جلدى يقشعر " ما هى خطتك؟"
هز كتفيه . " الحق بطائرة الى كاراكاس . اكتشف امر جو . واقوم بواجبى"
كانت هناك ضحكة . نظرت الى وجهه القبيح ولم اتفوه بشئ.
بدا غير مستريح . عرف ان لدى القوة. وهو غير متأكد اذا كنت سأستخدمها من عدمه حسن . دعه يتصبب عرقا لفترة . تجرع ما بقى من الويسكى وفى النهاية غادر يجر ساقه اليسرى . لم يخبرنى بما حدث , ومن الذى اطلق عليه الرصاص . ومن اين اتى المال . لم ارد ان اعرف.
وقفت امام الشرفة وانهيت كأس الويسكى . كانت هناك ثانية على الشاطئ.

SHELL 30-11-19 08:12 PM

رد: 245 - أحداث السحر _ م.م _ مكتوبة
 

كنت اراقبها والان منذ عدد من الاسابيع وليس لدى معلومات موثوقة عمن تكون وماذا تفعل بمفردها على الجزيرة . لم يكن معها احد آخر . احيانا ترحل لبضع ساعات ولكن معظم الوقت كان كل ما تفعله هو التسكع على الشاطئ تأكل صناديق من الشيكولاتة البلجيكية وتقرأ روايات تافهة. كان شعرها قصيرا جدا وداكنا جدا عينان واسعتان سوداوتان جدا.
كانت غلايبة ومحيرة وصامتة ونحيفة كقطط الأزقة.
دق قلب كاترينا بعنف وارتعشت يدها وثارت وغلى الدم فى عروقها.
"نحيفة مثل قطة من قطط الأزقة"
وحملقت فى النسخة المطبوعة التى بيدها . تبدو كشئ مقتطف من جريدة او رواية. ولكن الورق الذى بيدها ليس بقطعة من الادب القصصى . هل هى ؟ ما من شك هناك , ما من شك على الاطلاق فيمن كانت قطة الازقة انها انت بصدق , كاترينا ماكينزى الارملة الحديثة المضغطة والمفلسة.
انه يكتب عنها فكان يراقبها وكان يكتب عنها . اوه يا الهى , وأغمضت عينيها تصارع الغضب الشديد والألم.
ونظرت الى الصفحة التالية وتسابق نظرها فوق السطور , لا معنى لها فى الاول , ثم ...
كانت واقفة عارية عند حافة الماء, منظر جميل فى ضوء القمر الفضى
تحركت بهدوء خلال الرمل نحوها . استدارت كما لو انها احست باقترابى وابتسمت ابتسامة غامضة معذبة جعلت دمى يفور ...
انتهت الصفحة . احمرت وجنتاها وهى محرجة مما قرأته من مشهد غير لائق
وكانت ترتعش كلية . فهل كان ذلك المشهد ينطبق عليها ايضا؟ هل هى المرأة التى كان يغويها؟ لم تدرى اذا كان ذلك يقصدها لأن باقى الأوراق غير موجودة بيدها . لعنة الله عليه ! من كان هو ؟ وماذا يظن نفسه؟


الساعة الآن 05:08 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية