رد: 440 - ابحت عن قلبي - هيلين بركوس ( الفصل الرابع )
ثم أضاف ما فكرت فيه من قبل " إنهما يومان فقط , لكني أشعر وكأنني أعرفك منذ مدة أطول بكثير ... بكثير . هل تشعرين بذلك أنت أيضاً ؟"
أرادت أن تنطق بتعليق ذكي ثم تتركه يذهب في طريقه , أو أن تهز رأسها نفياً على الأقل . لكنها وبدلاً من ذلك, أومأت إيجاباً. - وهل تعتبرين فوق العمر مشكلة . - ماذا ؟ كان هذا آخر ما توقعت أن يقوله . فسألها برقة " أنا أكبرك بعشر سنوات , فهل يزعجك هذا ؟" لم تعرف ماذا تقول . ثمة ما يحدث هنا , أمر لا يمكنها التحكم فيه . هزت رأسها لأنها لم تستطع الكلام حتى ولو لإنقاذ حياتها . فتابع يقول " ستقولين إننا نعيش في عالمين مختلفين , أليس كذلك؟" لم تكن تنوي أن تقول هذا , لكنها رأته صحيحاً الآن بعد أن ذكره . قال بهدوء " وأنت على حق . في السنوات الثلاثة عشرة الأخيرة عملت دون هوادة وأحببت كل دقيقة من ذلك . وكل امرأة عاشرتها عرفت الهدف. في البداية كنت من الحزن على جوانا بحيث حرصت على إبقاء علاقاتي النسائية في حدود حسية . مرح, صداقة , لكن من دون التزام عاطفي. ومع مرور الوقت , وجدت أني ابتدأت أحب هذا النوع من الحياة , ولم أعد أعتمده لجوانا . كانت رغبتي في الحرية , والاستقلال الذاتي , عنيفة وقوية " حدقت فيه بعينين متسعتين . أتراه أصبح بهذه القسوة والعنف ؟ أتراه يعني أن أي علاقة بينهما ستقتصر على ما أورده وتدوم ما شاء لها هو أن تدوم ؟ يبدو أن نساءه الأخريات كن سعيدات بذلك. وإذا به يمحو هذه الفكرة من ذهنها بقوله " لعلك امرأة عاملة , لكنك لست مثلهن , أليس كذلك ؟ أنت تفكرين بشكل مختلف " كل هذا بسبب ما أخبرته به سهواً قبل تناول الحلوى . وهو أنها عديمة الخبرة , هل هذه هي طريقته في إخبارها أنه لن يراها بعد الآن لأنها ليست كالأخريات ؟ وبالتالي ليست ما يريده ؟ رفعت رأسها وقالت " نيك ..." لكنه أسكتها بوضعه إصبعه على شفتيها " جئنا نحن الاثنين من بيئتين مختلفتين , لكنك تعلمين كما أعلم أنا أن ثمة شرارة بيننا . إنها موجودة عندما ألمسك وموجودة عندما لا ألمسك , وأنا أحب ذلك . إنها تجعلني أشعر بأنني حبي . لم أدرك أنني في طريقي إلى الذبول حتى عرفتك . لذا . ما رأيك في أن نتقابل من وقت لآخر ... ونرى كيف تسير الأمور بيننا ؟ سنجد حواجز بكل تأكيد , لكننا سنزيلها تدريجياًونرى ما سيحدث , ما رأيك؟" كل خلية في كيانها طلبت منها أن تقول كلا , فهذا هو المعقول والتصرف الآمن. لقد سارت في هذا الطريق من قبل مع وليام فانتهى بكارثة وهذا ما سيحدث الآن ايضاً. إنها تدرك ذلك من كل قلبها . سيتملك نيك الضجر منها , وهذا ما لا يمكن تجنيه مع رجل مثله , لذا , فكلمة كلا هي الجواب الوحيد. لكنها لم تستطع أن تقول ذلك . لم تستطع أن تطلب منه أن يرحل ويبتعد عنها . ليس الآن . لم تدرك كوري أن مشاعرها هذه على ملامحها ترتسم. لكن عندما جذبها إليه , أدركت أنه تكهن بما تشعر به . وسألها " وهكذا , هل نبدأ ونرى ؟ ما رأيك ؟" نظرت في أعماق العينين الزرقاوين , ومن مكان ما وجدت القوة لتكون هادئة مثله وتقول " أظن أنه من الأفضل أن نجرب ذلك لفترة ولو لنحول دون ذبولك " نهاية الفصل |
رد: 440 - ابحت عن قلبي - هيلين بركوس ( الفصل الخامس )
5 - وداع مؤجل
- آه , يا حبيبتي , هذا رائع للغاية . كم أنا مسرورة , ألم أقل لك إنك بحاجة إلى حبيب , ولو لإغاظة وليام ؟ ابتسمت كوري لعمتها . وقالت بلطف كيلا تخيب أمل عمتها " أولاً, نيك ليس حبيبي . نحن فقط سنخرج معاً احياناً , وهذا كل ما في الأمر . وبما أنني لم أر منذ ثلاث سنوات , لا أظن أن ما أقوم به سيؤثر فيه مقدار ذرة . لم يهتم بي عندما كنا معاً. كما أثبت جيداً ولا أظنه يهتم الآن " - ماذا تعنين بقولك إن نيك ليس حبيبك ؟ قلت إنه يريد أن يراك . هل هذه إحدى تلك العادات تلك العادات العصرية حيث يفعل هو ما يريد وكذلك أنت ؟ - ليس بالضبط. في الحقيقة , لم تكن واثقة من الصفة التي يمكن أن أتطلق على هذا الأمر لكنها لم تستطع أن تعترف بذلك . وقالت العمة بحزم " أحب أن أتعرف إليه " توترت اعصاب كوري . لم تقابل جوان وليام سوى مرة واحدة ثم حدثت تلك المصيبة ما جعلهما لا يكرران هذا اللقاء . وقالت بتذمر " أنا نفسي لم أره سوى مرتين , فكيف اطلب منه أن يأتي إلى هنا ؟" سمرتها جوان بنظرة تعني أنها لن تغير رأيها " إنها مجرد دعوة على العشاء" فقالت كوري بحزم " ليس الآن " ربما لن يحدث هذا أبداً. إنها تتوقع أن ترافقه إلى المسرح في منتصف الأسبوع , وقد سبق وأعدت نفسها لإمكانية أن تتغير الأمور بينهما حتى ذلك الحين. العطلة الأسبوعية التي أمضياها معاً كانت جيدة . لكنها لن تسمح لنفسها بالاستسلام للحماسة . لن تتوقع شيئاً من هذه العلاقة التي ليست علاقة في الحقيقة . فهي فتاة عادية . أمضت معظم النهار في بيت أسرة ليس لديها فكرة عن النظافة الشخصية أو اللياقة الاجتماعية , في محاولة منها لأن تتأكد مما إذا كان الوالدان قد أهملا الأولاد عمداً أم أنهما يفتقران إلى الحد الأدنى من المعرفة في مجال العناية بالاطفال . كانت قد عادت إلى البيت منهكة تفوح منها رائحة غير عادية تغللت في ملابسها وشعرها وأظافرها . وبعد أن غسلت شعرها واغتسلت , ذهبت إلى عمتها لتتناول العشاء كما تفعل كل يوم اثنين. يمكنها أن تتصور رد فعل نيك لو رآها قبل قيلي . وكادت تضحك في سرها . نيك, صاحب تلك الشقة الفخمة, والسيارات , والملابس المصممة له خصيصاً , والأناقة التي لا تشوبها شائبة . لا ... إنهما بعيدان جداً عن بعضهما البعض , ولن يكون لتجربتهما تلك أي نتيجة . إنه أشبه بنجم يتألق في السماء بينما هي أشبه بمفرقعة خامدة. وقالت عمتها ترد عليها " ليس الآن ؟" وأصرت جوان " متى إذن ؟ أنا المسؤولة عنك في غياب والديك" قهقهت كوري ثم قالت بشيء من المرارة " أنت تعلمين كما أعلم أنا أن أبويّ بالكاد كانا ينتبهان لوجودي . وما كانا ليطلبا مقابلته " - تباً لهما.منتديات ليلاس وتنهدت جوان وهي تتأمل وجه الفتاة الجميل متسائلة كيف يمكن لشخصين ذكيين مثل والدي كوري ألا يريا احتياجات ابنتهما. وعادت تقول " لكنني أشعر بالقلق عليك بالرغم مني. أعرف أنك امرأة عصرية يمكنها التحكم في حياتها ومصيرها ... ومع ذلك ..." |
رد: 440 - ابحت عن قلبي - هيلين بركوس ( الفصل الخامس )
لم تكن كوري واثقة من مسألة التحكم في حياتها هذه . وقالت بهدوء تسترضيها " ربما خلال شهرين "
إذا كانا لا يزالان يتقابلان حيذاك , وهذا ما تشك فيه . وتسارعت خفقات قلبها بعد قولها هذا ما أقلقها . وقالت جوان برضى بالغ " سأذكرك بوعدك . والآن , تناولي مع قهوتك قطعة من الكعك الذي حضرته عصر هذا اليوم . لقد تعلمت حقاً طريقة طهي القبّرة, أليس كذلك يا روفوس؟" فقالت كوري ساخرة " ستجدان أنت ونيك الكثير لتتحدثا عنه" وهذا ما حدث بعد شهرين حيث كانت هي ونيك يتقابلان كل ليلة تقريباً ... وجدت كوري نفسها تراقبه وهو يكتسب مودة عمتها بظرفه . وصل إلى البيت حاملاً معه مجموعة ضخمة من الأعشاب في أوان صغيرة للزرع , متمتماً لكوري التي سبقته لتساعد عمتها في إعداد العشاء " فكرت في أن هذا أفضل بكثير من الأزهار " وكان روفوس قد قفز يستقبل نيك وكأنه صديقه الشخصي , فجلس عند قدميه طوال العشاء , ثم تمدد بجانب كرسي عندما قصد الجميع مستنبت جوان ليطلا منه على حديقتها الصغيرة البديعة. كانت الأبواب مفتوحة على أمسية من أمسيات شهر آب الدافئة . وعندما ابدأ نيك وعمتها حديثاً مطولاً عن بعض الأعشاب التي تضاف إلى أطباق معينة , وجدت كوري نفسها وقد ابتدأت تنعس . كان العمل هذا الاسبوع شاقاً , مع حالة مؤلمة بشكل خاص. والآن , هذه الوجبة والكرسي المريح وأشعة شمس المساء الناعمة والإحساس العام بالسعادة , كانت مغرية للغاية. أيقظتها لمسة على خدها . فتحت عينيها ولم تجد عمتها فسألت نيك عنها بصوت ناعس. - عمتك أخذت روفوس للتمشي قليلاً في الحديقة العامة . لقد تعرف روفوس إلى أوسكار وهي كلبة إنجليزية وإلى بيرينويكل وهو كلب ألماني. وتغير لهجته وسألها برقة " هل تملكك الضجر؟" - الضجر ؟ وحملقت في هذا الوجه الوسيم الصلب الملامح وتساءلت إن كان يعرف مقدار جاذبيته . واجابت " كميف يمكن لأحد ان يشعر بالضجر وهو يصغي إلى حديث عن الزعتر والحبق أو الجبن المخثر والزبدة " كان معتاداً على سخريتها هذه . وكانت قد قررت منذ بداية صداقتهما , انه من الأفضل لها أن تتماسك كيلا تقع أسيرة جاذبيته . ضحك لها فحبست أنفاسها لرؤية عينيه الضاحكتين المثيرتين , وقال برضى بالغ" لكن هذا نجح . اصبحت عمتك عجينة طرية بين يدي" وهي ايضاً , لكنها لن تجعله يعلم هذا . وقالت بجفاء " سأصحح معلوماتها في المرة القادمة " - تعالي. وجذبها فوقفت واخذها بين ذراعيه قائلاً بصوت أجش " أردت أن أفعل هذا طوال السهرة " وكان عناقه عنيفاً جائعاً مثل عناقها . إن حالهما كذلك دوماً . لم يكن هذا حالها مع وليام. وقفا متعانقين يترنحان قليلاً فيما قلبها يخفق عالياً , إنه يعلم تماماً أي زر عليه أن يضغط وكيف. كانت تعلم أن أي علاقة مع هذا الرجل تجربة لن تنساها , وستجعلها رهينته إلى الأبد. - من المؤسف أن وقت عودة عمتك حان . كانت عيناه قد استحالتا إلى زرقة أعمق من العادة فابتسمت له وقد تملكتها الإثارة والبهجة وهي تدرك مقدار رغبته فيها . مر بإصبعه على خدها فارتجفت . - أنا أريدك يا كوري . وأنت تريدينني . ولكن ليس للحظات خاطفة أو أمسية هنا وهناك. |
رد: 440 - ابحت عن قلبي - هيلين بركوس ( الفصل الخامس )
كلمة أريد خطرة , وأحتاج إليك أكثر خطورة . وحدقت فيه بعينين متسعتين , فقال برقة بالغة " أنا أحبك . هل تحبينني ؟"
كانت تعلم أنهما سيصلان إلى هذا يوماً ما . كان الصيف رائعاً . وكل يوم يمر بمثابة شرك معقد يلصقهما ببعضهما البعض لكن الهوة التي بينهما ما زالت بالاتساع نفسه . لقد تحدث عن الحب ولكن ما يعنيه حقاً هو أنه يرغب فيها , ليس جسدياً فقط, فهي تعلم أنه ليس بغباء وليام وهو يستمتع حقاً برفقتها . لكن استمرار ذلك ... وتراجعت بين ذراعيه قليلاً إلى الخلف , لتنظر إليه . عليها أن تكون صادقة هنا فهذا هو السبيل الوحيد , لكنها خشيت أن تجعله يضجر منها . وقالت بحذر " أنا لست واثقة من أنني أعرف ما هو الحب . عرف أبويّ هذا الشعور الي سمياه حباً. لكنه , بالنسبة إليّ كان أقرب إلى الهاجس . لقد جعلهما قاسيين على ... الآخرين حتى من دون وعي منهما " - عليك ؟ لم يطلقها من بين ذراعيه وضاقت عيناه وهو ينظر إلى وجهها الشاحب من فيض المشاعر فأومأت وقالت " إحدى صديقاتي في اجامعة قالت لي أنه مقدر عليّ منذ الولادة أن أكون عدم جديرة بالاحترام وغير محبوبة ابداً. حينذاك , كرهتها لما قالته . لم تكن صديقة جيدة وقد اعتادت أن تحلل شخصية الكل لأنها تدرس علم النفس. لكن , لعلها كانت على حق" شتم نيك لكن بدا واضحاً انه صدمها . وقال بخشونة " طردي هذا من ذهنك . هذه تفاهة وتلك المرأة تستحق أن تسجن " - لقد حصلت على الدرجة الاولى . - وستكون مثاراً للسخرية إذا وضعت يديّ عليها . اصغي إليّ يا كوري. أنت من يصنع الحياة . انظر ي إلى لوسيندا , جسم تلك المرأة خلف للإنجاب... إنجاب اطفال إيطاليين أصحاء وكبيري الحجم ... ولكن هل بإمكانك أن تقولي إنها تمضي حياتها بالتعاسة والحزن؟ انظري إليها في حفلة عيد ميلادها , كانت سعيدة وأسعدت الآخرين . وكانا قد امضيا وقتاً طويلاً في الحفلة .لكن كوري قالت " إنها لا تعاني من أي تشوش في المفاهيم أو كبت . إنها تثق به" - هذا صحيح تماماً. ولكن إذا استطاعا إنجاب اطفال فسيفيض حبهما ليشمل كل طفل . أنت تدركين هذا أليس كذلك ؟ لأن حبهما حقيقي , وليس أنانياً او مقيداً. أنت قلت بنفسك إن ما كان بين والديك مجرد هاجس وليس حباً . لذا, ما الذي يجعلك تهتمين بكل ما قالاه او فعلاه ؟ أنت محبوبة طبعاً . تباً ! بإمكاني أكلك حية. لم تبادله ابتسامته . كيف يمكنها أن تفسر له أنها تعلم في اعماقها أنه يوماً ما سيفقد رغبته فيها ؟ ليس لديها القوة لتلهم احداً حباً حقيقياً . إذا لم تستطع أن تلهم والديها الحب فلم يحبها أحد آخر؟ وقالت بفتور " قال لي وليام إنه يحبني " - كان وليام رجلاً قذراً.منتديات ليلاس فرفعت إليه عينين معذبتين " لا يمكنك أن تقول هذا فأنت لم تقابله قط" - دعينا نرجو ألا أقابله , وذلك لمصلحته . كوري , ذلك الرجل كان يسعى خلف علاقة جنسية فخدعك . ثمة كثيرون مثله , لكننا لسنا جميعاً بهذا الشكل . أنا لم ولن أكذب عليك قط. هذا صحيح , لكن هذا لن يخفف من وطأة الأمر عليها عندما يمل منها . يمكنه أن يحصل على أي امرأة تعجبه , فما الذي يجعله يبقى معها ؟ - أنت تظنين أنني سأعاملك كما عاملك وليام , إذا سمحت لنفسك بأن تحبيني , أليس كذلك ؟ |
رد: 440 - ابحت عن قلبي - هيلين بركوس ( الفصل الخامس )
شعرت به يكافح ليحافظ على هدوئه فلم تستطع أن تلومه . تمنت لو يطلق سراحها من بين ذراعيه لكي تستطيع أن تفكر بوضوح وهزت رأسها " أخبرتك بأنني لا أظنك مثله . ربما في البداية , ولكن ليس بعد أن عرفتك"
- وما هي المشكلة إذن ؟ - أنا هي المشكلة . قدوم رفوس المفاجئ , تتبعه جوان وهي تنادي بأنها عادت, جعلها تقفل هذا الموضوع . نالت كوري ما تمنت لأن نيك أطلق سراحها . انحنت تمر بيدها على رأس روفوس بينما دخلت جوان مسرعة " آسفة لأنني تأخرت . والآن , القهوة أليس كذلك ؟ أريدك أن تتذوق الكعك الذي حضرته يا نيك" اعتذرت كوري وتركتهم يتحدثان , وعندما وصلت إلى حمام عمتها الأنيق بلونيه الوردي والتبني , اقفلت الباب خلفها وجلست على حافة الحوض. كانت ترتجف دون توقف . لقد قال إنه يحبها , لكن لعله قال هذا لكل النساء اللاتي عرفهن في الماضي . والحب لا يعني دوماً الوفاء او البقاء معاً, أو الثقة . تخللت شعرها بأصابعها وهي تئن . أتراها تتصرف الآن بتملك أكثر مما ينبغي ؟ آلاف النسوة في العالم يسعدهن أن يقدمن أنفسهن له من دون أي وعود او عهود , فإذا ساءت الأمور بينهما , يكفكف كل منهما دموعه , وينهض من كبوته , ثم يستأنف مسيرته. نهضت وسارت إلى المغسلة حيث غسلت يديها بصابون ذي رائحة عطرة ثم نشفتهما بمنشفة وردية مطرزة , وفي أذنيها طنين. عندما تركها وليام بذلك الشكل , لم تتحطم . لعلها بكت في داخلها , لكنها صرفت بأسنانها وواجهت العالم كله بشخصية كوري الطبيعية . وحدها عمتها أدركت الجرح الذي خلفته خيانته. لم تسلم نفسها لوليام طبعاً لكنها إذا بقيت مع نيك فقد تفعل ذلك . رفعت رأسها وحدقت في الفتاة الواسعة العينين التي نظر إليها في المرآة . إنها تحبه , وواجهت هذا الواقع لأول مرة . لقد كذبت عليه في الطابق الأسفل إذ عرفت ما هو الحب منذ دخل نيك حياتها . والشعور الذي ظنته حباً لوليام لم يكن سوى نسخة باهتة عن شعورها الحالي نحو نيك . عندما عاملها وليام بذلك الشكل , جرح كبرياءها واحترامها لنفسها , لكن قلبها لم يتحطم . عادت تجلس على حافة الحوض , ومضت تنظر إلى الجدار الوردي من دون أن تراه فعلاً . حسناً... إلى اين سينتهي بها الأمر ؟ لقد قال في الطابق السفلي إنه لا يريدها للحظات قصيرة أو أمسية متفرقة , ويمكن ان ينتهي أمرهما بالعيش معاص. ماذا سيحدث لها إذا... افترقا؟ سرت البرودة في عروقها بالرغم من دفء ليلة شهر آب , وارتجفت . أي نوع من الآلام ستعانيها حينذاك ؟ كيف ستتمكن من لملمة حطام قلبها لكي تتابع طريقها ؟ صحيح أنه سيكون لديها عملها , لكن هذا بدا لها غير هام على الإطلاق. اغمضت عينيها بشدة , وحاولت أن تفكر إنها تخشى أن تهتم بأحد او أن يهتم بها أحد, وهذا ما سيسفر عنه هذا الغليان كله . نيك سيتوقع منها أن تثق به وهي كذلك . لن يخونها اثناء وجوده هذا الغليان كله . نيك سيتوقع منها أن تثق به وهي كذلك . لن يخونها اثناء وجوه معها فهو ليس من هذا النوع . لكن ماذا لو لم يعد يحبها وأحب امرأة رائعة مثيرة من النساء اللوتي يراهن يومياً. واخذت نفساً مرتجفاً. لم تتوقع أن تستمر علاقتهما فترة طويلة . بدا جلياً منذ بداية تعارفهما أن عمله هوحياته , وللنساء مكانهن المناسب الذي قرره لهن . إنه بحاجة إلى استقلال ذاتي , من دون أي تعقيدات في حياته العاطفية . ازدياد الضغط في مكان ما من صدرها , جعل تنفسها صعباً. لقد أدركت منذ البداية أن عليها أن تتركه منذ أول عطلة أمضياها معاً. لكنها اخطأت التصرف. ظنت أن نيك هو الخطر , بينما شعورها نحوه هو الذي كان كذلك. |
الساعة الآن 08:23 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية