منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 509 – رقصة الغجرية - فانيسا غرانت - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t206935.html)

Rehana 16-07-19 10:09 PM

رد: 509 – رقصة الغجرية - فانيسا غرانت - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل السادس )
 
كانا يحدق احدهما بالآخر كمصارع الثيران , والثور في الحلبة . وتمتمت هي " هيا , ابتعد من هنا"
فقال ساخراً " ابتعد عنك؟" ووضع يديه في جيبي سرواله واخذ ينظر إلى الماء والطيور المحلقة . ثم قال ببطء " في البداية , قلت في نفسي انني يجب ان اتذوق حبك , لكي استريح " وأدار رأسه إلى الخلف ينظر إليها . ثم تحرك نحوها . حدثتها نفسها بالهرب , ولكنها جمدت في مكانها حيث احتوى وجهها بين راحتيه محدقاً في اعماق عينيها .ريحانة
فابتلعت ريقها . وتابع وهو يلامس وجنتها بإبهامه " إنني اعرف انك خائفة , مع انني عندما انظر في عينيك ,ادرك انك تريدين ذلك"
اقترب من وجهها ليلامس شفتيها بخفة لم تشعر معها بأي خطر , ثم ابتعد . رفعت ناظريها لتنظر في عينيه اللتين كانتا تخترقان عينيها وهو يقول " هل لك ان تخبريني ما الذي حدث لك ؟"
لم تستطع الجواب .
قال برقة " ستخبرينني يوماً ما "
قالت " إنني لا اعرف عم تتحدث "
فقال "اظن ان شيئاً حدث لك في لوس انجلوس عندما كنت هناك"
فوضعت يديها امامها وكأنما تحاول تجنبه , فشبك اصابع يديه الاثنتين بأصابعها . حدقت في اصبعه القوية السمراء القابضة على اصابعها , ثم رفعت انظارها إلى وجهه لترى انه هو ايضاً يتفرس في ايديهما . وخامرها شعور بأنها ترقص معه في ماريدا بينما عيناها متعلقتان بعينيه .منتديات ليلاس
نظر إليها بدوره بعينين قائمتين عميقتين وقال " إنني لا اريد ان اخيفك يا ماريا , ولكنك يجب ان تعلمي انه إذا لم اعلم بماحدث ..."
فقالت " ألن تذهب من هنا؟"
قال " كلا"
قالت " إنني لن اتزوجك . إن هذا جنون "
قال " لابد ان نصبح عشاقاً , سواء بالزواج أم بعدمه , ولكن يجب ان تعترفي بأن إغواءك سيكون تحدياً لأخيك الذي ينفث النار في جو المكان "
وشعرت بضحك هستيري يختنق في حلقها , وقالت " كيف يمكنك اغواء امرأة لا تريد ذلك؟"
كيف امكنها ان تقف هنا بين الرمل والماء ويداها في يديه وهما يتحدثان عن الغواية ؟
فقال " ولكنني اعرف ان تلك المرأة تحب ان تقبلني "
كان اقترابه يزداد منها . وادركت من توتر يديه ومن نظرته إليها , ماهو بسبيله . وتابع قائلا " لقد قبلتها مرتين من قبل , والآن ..."
قالت " والآن ..." وتصورت قبلته في خيالها .
قال " والآن , فإنني متأكد من انها ستستمتع بقبلتي , أليس كذلك يا ماريا ؟"
ولامس وجنتها برقة . نظرت إليه بعينين واسعتين .
عاد يقول " هل تريدينني ان اقبلك , يا ماريا؟ " ولم تستطع ان تتلفظ بنعم او لا , وخرجت من فمها حشرجة قد تكون دعوة , او ذعراً ...

Rehana 16-07-19 10:10 PM

رد: 509 – رقصة الغجرية - فانيسا غرانت - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل السادس )
 
وقالت " ريكاردو, لا يمكن هذا . إنني لا .." فوضع اصبعه على شفتيها ليسكتها وهو يقول " ليس هذا هو الموضوع . إننا لم نتحدث سوى عن القبلة "
ورفعت تقبض على معصمه لتبعد يده عن فمها . هل هي تريد ذلك حقاً؟ ان يقبلها مرة اخرى ؟ نعم , إذا كان ثمة امان لها . وعاد هو يشبك اصابعه بأصابعها .
قالت فجأة " كان المفروض ان التحق بجامعة جنوب كاليفورنيا , كلية الموسيقى . وكان والدي يفكر في انني بعد التخرج باستطاعتي التدرب على مهنة في الموسيقى الكلاسيكية . كنت قد اعتدت على الغناء معه , ولكنني توقفت عن ذلك عندما بلغت الثالثة عشرة , إذ صمم على ارسالي إلى الولايات المتحدة للتعلم ."
حاولت ان تجذب يديها من بين يديه ولكنه لم يمكنها من ذلك . ولم يقل شيئاً لكي لا يقطع عليها حديثها .منتديات ليلاس
وتابعت تقول " كان لي معلمة لتدريب الصوت في السنة الأخيرة من المدرسة العالية , وكانت تعطيني دروساً خاصة " وابتلعت ريقها مرغمة نفسها على الكلام ثم استطردت " ثم في نيسان حدث لها حادث سيارة فناب عنها في التعليم تلميذ سابق من تلامذتها "
ونظرت اليه وقد اختفت الكلمات .
سألها " ماذا كان اسم المعلم الجديد؟"
اجابت " والاس " ولمع شيء في عيني ريكاردو , ولم تكمل هي بقية الاسم . وتابعت " لقد اعجبه صوتي . إنه .. اعتدت ان اتلقى درسين اسبوعياً عند المساء , ثم ..."
واشتدت يداه على يديها , وتابعت هي " كان .. كان لطيفاً جداً معي . وكان وسيماً جداً , ثم كان ..." وبدا عليها الرعب وهي تتابع " في ايام المعلمة , الآنسة ستانر كنا نعمل , ولكن عندما استلم والاس العمل اخذ يمضي الوقت بالمرح حتى صرت اتطلع إلى وقت حضوره بلهفة . واظنني ..."
واختفى صوتها مع الكلمات , ما الذي يدعوها إلى ان تذكر هذه القصة الكئيبة ؟ إنها لم تكن تسمح لنفسها بالتفكير فيها ! فلماذا تستعيدها الآن ؟
وقال هو " وهكذا وقعت في حبه "
فأومأت إيجاباً وهي تتأمل في أزرار قميصه , مفكرة في ما سيشعر به , أهو الاشمئزاز ؟ أم الغضب ؟ أم الملل؟ واخيراً قالت " نعم , لقد احببته "
فقال " ماريا , انظري إليّ"
رفعت وجهها . كان حاجباه سميكين حتى انها لم تستطع قراءة ما في عينيه . ولكنها لم تكن تنوي ان تبكي مهما كان الأمر.ريحانة
سألها " كم كان عمره ؟"
فتمتمت " ثمانية وعشرون تقريباً " وحاولت ان تنزع يديها من يديه فلم يسمح لها بذلك.
سألها " وما الذي حدث ؟"
ارتجفت وهي تقول " إنني .. لقد قال إن الذنب كان ذنبي "
سمعته يتنفس بشدة , ثم قال " تابعي كلامك يا ماريا "
فقالت بذعر " لم أعلم ما .. كان الوقت صيفاً . وكنت آخذ ثلاثة دروس اسبوعياً بعد الظهر , في الاستديو الخاص به وكنت ... وسألني مرة عما إذا كنت ارغب في مرافقته إلى شاطئ البحر بعد الانتهاء من الدروس , وفي اليوم التالي احضرت معي ثوب البحر , ثم ..." وعضت شفتها وقبضت بشدة على يديه وهي تتابع قائلة " ثم ذهبنا إلى الشاطئ ... وهناك .. قبلني "منتديات ليلاس

Rehana 16-07-19 10:10 PM

رد: 509 – رقصة الغجرية - فانيسا غرانت - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل السادس )
 
ولم تعد تستطيع النظر إلى ريكاردو . وكان هو ينتظر بينما كانت تتحدث بسرعة لكي تنتهي فيترك هو يديها من بين يديه , عند ذاك , يتركها ويرحل ومن ثم تشعر هي بالأمان .
وتابعت تقول " قال لي في الاسبوع التالي لذهابنا إلى الشاطئ , قال ... شيئاً عن الاحتفال لأنه كان سيجري لي الامتحان الموسيقى , ثم ... قبلت " وارتفعت نبضات قلبها . كانت تعرف إلى اين سينتهي بها الكلام , وكانت خائفة منه .
واخذ إبهام ريكاردو يفرك ظهر يدها . هل كان ذلك تشجيعاً لها أم غضباً منها ؟ لم تستطع ان تعرف إذ لم تجرؤ على النظر إلى وجهه . وتابعت " كنت أعلم ان عمتي وزوجها لم يشكا في الأمر , كانا يظنانه أكبر سناً من هذا التصرف . ولم تكن عمتي اميريكية في عاداتها , ولم أكن أنا اخرج مع الشبان , فقلت لها إنني سأذهب إلى السينما مع صديقة لي . وهكذا قابلته , قابلته خارج الاستديو , الساعة السادسة " وابتلعت ريقها .منتديات ليلاس
اشتدت قبضتا ريكاردو على يديها ولكنه بقي يفرك ظاهر يديها بإبهاميه بينما تسمرت انظارها على أزرار قميصه , وهي تتابع قائلة " ظننت انه سيأخذني إلى مطعم , وانه سيرقص معي وربما يقبلني مرة اخرى "
" ماريا ..."
وتقلصت يداها عندما تركهما ليمسك ذراعيها . ادركت انها كانت ترتجف , كذلك صوتها , وهمست ظننتها جلسة شاعرية ... هذا كل ما فكرت به .. كنت ..."
وقاطعها بهدوء " أعلم ذلك .. شاعرية مثل اغانيك ومثل رقصك"
همست " نعم , ولكنه اخذني بسيارته ليس إلى مطعم , بل إلى بيت صديق له كما قال . ولم اعرف ماذا افعل .. لقد قال انه مجرد عشاء وليس ثمة فرق بين المطعم وبين المنزل, كما أننا نستطيع ان نتكلم بحرية دون ..."
وهزها ريكاردو برفق , وتصاعدت أنة من حلقها بينما اطلق هو شتيمة بصوت خافت , ثم قال " هذا يكفي , لقد فهمت ما حدث , لن ادعك تحدثينني به "
فابتلعت ريقها وهي تتابع " لقد قال ..." وهزت رأسها , ولم يبد عليها انها ستتوقف عن الكلام واسترسلت بالقول " قال إنه ذنبي أنا . قال ان طريقتي في المشي , وطريقتي في النظر إليه .. كان يجب ان اتوقع ذلك "
قال ريكاردو بعنف " كفى , انك تكادين ان تكوني طفلة "
لولا امساكه بيديها لظنت انها ستسقط على الأرض .وتابعت تقول " عرفت انه كان يراقبني , إنك قلت لي ذلك بنفسك في ما ريدا , قلت ذلك بالنسبة لمشيتي " .ريحانة

Rehana 16-07-19 10:11 PM

رد: 509 – رقصة الغجرية - فانيسا غرانت - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل السادس )
 
وامسك بذقنها يرفع وجهها إليه ويقول بغلطة " ماريا , انظري إلي ! " وشعرت بالتوتر والغضب الكامن في صوته وعينيه , كان الغضب كامناً مما يجعله اكثر خطورة وهو يقول " إن لي ثلاث شقيقات . وكل واحدة منهن وقعت في غرام معلمها او ممثل سينمائي وذلك في سن السادسة او السابعة عشرة " وازداد توتر ملامحه وهو يتابع " كل شقيقاتي رائعات الجمال كما أنت رائعة الجمال . ولأن المرأة جميلة, وتتحرك كامرأة , ولأنها تشعر بشيء من الحب لرجل لا تعرفه جيداً ..." هز رأسه وهو يتابع " ليس ثمة عذر لرجل في ان يستعمل قوته ضد امرأة ابداً"
وتنفست بعمق وهي تحاول تمالك مشاعرها ولكن دموعها اخذت في التدفق.
بدا الغضب في صوته وهو يقول " لقد كنت طفلة , مجرد طفلة , وكان والاس هذا من النضج إلى حد يجعله مسؤولاً عن تصرفاته"
بدا وجهه خشناً مخيفاً وهو يقول " لو انني ..." والتهبت عيناه ورأت ملامحه تتجمد فتغطي مظاهر الغضب.ريحانة
وبللت شفتيها الجافتين بلسانها . وفتحت فاها ولكنها لم تعرف ما الذي كانت نهايتها . الوحدة , ذلك انه عندما يتلاشى غضبه , فستختلف نظرته إليها , وهزت كتفيها مرة اخرى , وهمست " وهكذا , كما ترى "
وكان هو يحدق في يديه عندما تركها , وهو يقول " وما الذي اراه ؟"
اجابت " انه لم يعد ثمة أي موجب لبحث أي موضوع "
تمنت لو كان في استطاعتها ان تجد , في تصوراتها الغجرية المسرحية , ما يخفف عنها ما تشعر به في هذه اللحظة التي تقف فيها امامه على الشاطئ حافية القدمين , بعد كل ما حدثته به .

نهاية الفصل

Rehana 19-07-19 10:20 PM

رد: 509 – رقصة الغجرية - فانيسا غرانت - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل السابع )
 
الفصل السابع

كانت ماريا تعلم ان عليها ان توقف ما كان يحدث . ولكن , كل ساعة تمر , كان يبدو ان الرباط الذي قيدها ريكاردو به , يزداد غلظة .
إنها لم تقل نعم . لم تخبر ريكاردو ولا اسرتها بأنها قبلت الزواج منه , مع ان كل شخص حولها اخذ يتصرف وكأن العرس كان امراً واقعاً . شعرت وكأنها تتحرك على المسرح دون ان تعرف ما هي القصة التي تمثلها . كانت غارقة في مستنقع رهيب يمنعها من ان تقول شيئاً او تقوم بأية حركة .
لم يكن ريكاردو قد قال لها شيئاً منذ سماعه اعترافها ذاك على الشاطئ . كانت تعرف ان هذا الزواج مستحيل , فلماذا اذاً ما زال هنا ؟ لماذا كان يتحدث مع ميكيل عن اسرته في الإكوادور وعن اعماله في كندا؟ بهذا , يعطي شقيقها كل المعلومات التي يطلبها الشقيق الأكبر عن خاطب شقيقته ؟ وكأنما هو مصمم على هذا الزواج حقاً ؟
وكانت الأم تخطط لحفلة الزواج , حفلة الزواج ؟ وفي الليلة نفسها ؟ على مائدة العشاء , قالت الأم إن الحفلة ستكون في نيسان - ابريل . ذلك ان هذا الشهر مناسب تماماً حيث ستكون ماريا قد انتهت من عملها في مدينة مكسيكو . فقد اصبح الوقت متأخر لإلغاء عقد العمل هذا ! وسألت ميكيل رأيه . ووافق ميكيل على ان لا خيار امام لاجيتانا سوى الظهور في مدينة مكسيكو حسب العقد.


الساعة الآن 05:11 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية