منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 498 - من اجل قلب وحيد - ميشيل دوغلاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t206868.html)

Rehana 07-06-19 08:27 PM

رد: 498 - من اجل قلب وحيد - ميشيل دوغلاس ( الفصل الاول )
 
- آه, هذا عظيم. من بين كل الحياة البرية في هذا المكان اللعين, صادفت .. دينا صوراً بدلاً من ان اصادف حيوان كوالا لطيف وجميل؟ هل من مناضلين من اجل الحفاظ على الحياة البرية في الجوار يا ترى ؟
- ما من داع لوجودهم هنا.
- كيف سأنزل؟
لاحظ الخوف الذي اخفته خلف خداعها . شعر أن الخوف لم يفارقها منذ نزلت عن منشر بالأمس , امرها " اقفزي وسألتقطك"
لم تكن على علو مرتفع. في الواقع , لو تعلقت بذراعيها بهذا الغصن , لما تعدى ارتفاعها عن الأرض اربعة او خمسة اقدام عن الأرض . لكنه ادرك ان وجهة نظرها ستكون مغايرة تماماً لوجهة نظره.
وتمنى لو انها ليست ظريفة إلى هذا الحد.منتديات ليلاس
هذه الفكرة مرت في ذهنه وخرجت منه طرفة عين. قال متذمراً " اوقفي هذه الجلبة يا مولي"
في الواقع, لم تكف الكلبة عن العواء طيلة هذا الوقت, فمولي تحب سماع صوتها شأنها في ذلك شأن كافة النساء اللواتي عرفهن في حياته.
عضت جوزي شفتها وألقت نظرة على الغوانا قبل ان تسأل "هل سيقفز ايضاً ؟ او يطاردني ؟"
- لا , فهذه شجرته حيث يشعر بالأمان .
عادت تحدق فيه مجدداً " إذن , ومن يين اشجار الغابة كلها , اخترت هذه ؟"
- نعم .منتديات ليلاس
- أنا سعيدة جداً بهذا.
ولم تنتظر حتى يحثها مجدداً لتبدل وضعيتها وتدلي نفسها مستعينة بيديها لتصبح اقرب إلى الأرض . وثب كينت إلى الأمام ولف ذراعيه حول أعلى فخذيها .
- لا احتاج...
وضاعت كلمات جملتها المتبقية حين انزلقت يداها وحطتا على صدره بصوت مكتوم.
لم يتمكن كينت من السيطرة على الوضع ايضاً بعد سقط الجزء العلوي من جسدها عليه ووجد وجهه ملتصقاً بصدرها . وزاد الطين بلة تلك الانزلاقة الطويلة واللذيذة لجسدها على جسده.
وراح كلاهما يتنفس بصعوبة عندما لامست قدماها الأرض اخيراً.ريحانة
وقفا جامدين للحظات قبل ان يفترقا على عجل. قالت جوزي متلعثمة وهي تملس شعرها " شكراً لك , أنا ... ربما لم يكن هناك داعٍ لأن تهب لنجدتي بهذا الشكل, لكن ... شكراً لك على أي حال"
رد بحدة " هل ستجعلين من هذا عادة؟"
- هذا ليس جزءاً من خططي.
ارادها ان تبتعد عن جبله , وسريعاً . رفع يديه وسأل " ألا يثبت هذا كم أن هذا المكان لا يناسبك ؟"
رفعت ذقنها رغم ان كتفاها بقيا منحيين وسألته " ألاني خفت من الغوانا؟"
- لأنك تخافين من كل شيء .
- أنا لا اخشى مولي.

Rehana 07-06-19 08:28 PM

رد: 498 - من اجل قلب وحيد - ميشيل دوغلاس ( الفصل الاول )
 
وصمتت لحظة ثم صوبت كلامها " لم أعد اخشاها الآن . في الواقع , لم اعرف ماذا عليّ ان افعل حين تقدم هذا الشيء نحوي "
رد على كلامها بشكل آلي " اهربي من الزواية الواقعة إلى يمينه"
- سأتذكر هذا.
لم يشأ ان تتذكر بل أرادها ان ترحل فقال " أنت لا تعرفين كيف تحمين نفسك هنا"
- حسناً... لم أمت بعد .
- ماذا ستفعلين لو انقض عليك رجل ضخم البنية وفظ؟
وليثبت وجهة نظره , اندفع نحوها بقوة . وسرعان ما وجد نفسه مستلقياً على ظهره يحدق في السماء الزرقاء الصافية التي بدت عبر اوراق الأشجار . لم يكن لديه أي فكرة كيف وصل إلى هذا الحال.
لاح وجه جوزي امام ناظريه وهي تنحني فوقه " هل يجيب هذا عن سؤالك ؟"
هل اسقطته ارضاً؟ إنه يستحق هذه الابتسامة الصغيرة التي تعكس اعتدادها بنفسها . ولسبب ما شعر بأنه يريد ان يضحك مجدداً. وقطب . لا لم يشأ ان يضحك بل ارادها ان ترحل عن جبله .
- لعلي يائسة لكني لست عاجزة. يمكنني ان ادافع عن نفسي ضد الرجال لكني اعاني من مشكلة مع الكلاب والغوانا.منتديات ليلاس
انقلب على بطنه ليراقبها وهي تمشي الهويني مبتعدة عنه. وتمنى لو لم يلاحظ مدى جمال قامتها في سروال الجينز . لعقت مولي وجهه وكأنها تُظهر تعاطفها معه ثم هرولت خلف صديقتها الجديدة.

نهاية الفصل

Rehana 08-06-19 07:43 PM

رد: 498 - من اجل قلب وحيد - ميشيل دوغلاس ( الفصل الثاني )
 
2- من دون مقابل

عادت جوزي إلى كوخها قرابة الساعة العاشرة .
إذن , لم يبق امامها سوى عشر ساعات لتضيعها . تمنت لو أنها تعلمت كيف ترسم او تصور او حتى تحيك بالصنارة . إن ما تحتاجه فعلاً هو مشروع حرفي . وسجلت في ذهنها ان عليها ان تبحث عن متجر للأدوات الحرفية عندما تقصد غلاسكو في الغد.
حسناً , ما الضير لو ذهبت اليوم و... ؟ وعاودتها ذكرى شفتي كينت الهازئتين . لا ! لقد تمكنت من البقاء هنا ليوم كامل , وبطريقة ما .
كتب! ستشتري بعض الكتب وجهاز راديو في الغد.
اعادت ترتيب مشترياتها على رفوف المطبخ وقد تطلب هذا اقل من عشر دقائق . وضعت لائحة بما ستشتريه في الغد . وتطلب هذا عشر دقائق اخرى لكن فقط لأنها ضيعت الكثير من الوقت. تلفتت من حولها وصفقت بيديها وتساءلت عما يمكن ان تفعله تالياً.ريحانة
قالت متذمرة بصوت عالٍ وقد نفذ صبرها فجأة " آه , يا إلهي"
وامسكت بقلم ومفكرة وجلست إلى الطاولة. لو انها حددت ما تريد ان تفعله بما تبقى من حياتها بدلاً من ان تؤجل النظر في الأمر لتمكنت من ان تكمل مسيرة حياتها وتغادر هذا المكان المريع . سيسامحها مارتي وفرانك لأنها قلصت فترة عطلتها إذا ما وضعت لنفسها خطة محددة.

Rehana 08-06-19 07:44 PM

رد: 498 - من اجل قلب وحيد - ميشيل دوغلاس ( الفصل الثاني )
 
كتبت في أعلى الصفحة " ما الذي اريد ان افعله بحياتي ؟" وشعرت بأن ذهنها تحول إلى صفحة بيضاء .
مرت في خاطرها الشكوك والمخاوف المألوفة . ابتلعت بريقها وحاولت ألا تصاب بالذعر . ستقسم المسألة إلى اقسام اصغر وأكثر قابلية للحل . المهارات, ستعدد مهاراتها .
1 - شهادة مساعدة ممرضة , يمكنها ان تعطي حماماً في السرير للمرضى, 3 - يمكنها ان تحدد مقادير الأدوية , 4 - يمكنها ان تلاطف المريض الذي يرفض تناول الطعام وتتملقه , 5 - لا , لا , لا ,لا.
ورمت القلم على الطاولة فهي لم تعد ترغب في ان تقوم بهذه الأعمال. لابد من وجود امور تفعلها . لابد من انها تتمتع بموهبة واحدة على الأقل من شأنها ان تدفعها نحو مهنة جديدة. ها هما اخويها . ففرانك بارع في التعامل مع الأرقام ما جعل منه محاسباً ناجحاً في حين ان مارك يتمتع بقدرات رائعة في ما يتعلق بالمساحة وهو مهندس معماري ناجح. لديها ...؟ لا شيء .
هبط كتفاها بعد ان عجزت عن إيجاد موهبة واحدة تبرع فيها , باستثناء الاهتمام بالأشخاص الذين يعانون من المرض او الذين ينازعون . وسدّ الخوف حنجرتها . لا يمكنها ان تفعل هذا بعد اليوم . لقد احبت والدها كثيراً وهي تفتقده للغاية كما انها لا تندم على يوم واحد امضته في الاعتناء به . لكن ...
لايمكنها ان تحتمل مريضاً آخر غريب الأطوار ولا يمكنها ان تراقب شخصاً آخر يذوي ويموت.
هبت واقفة وراحت تذرع أرض الغرفة. احست باللون الرمادي الذي غطى جدران الكوخ يضغط على اعصابها بعد ان غابت الألوان عن المكان باستثناء الورق الذي يلف مشترياتها . نقلت نظرها من عبوة إلى اخرى وتوقفت عند علبة مزيج الكيك التي اضافتها إلى مشترياتها لسبب ما . ماذا؟ هل ظنت انها ستقيم حفلات شاي؟ وعلت ضحكتها تدريجياً ما جعل مولي تنبح بصوت خافت .ريحانة
ليتها تستطيع ان تقيم حفل شاي. وتصاعدت من اعماقها تنهيدة قبل ان تعضّ شفتها وتلقي نظرة اخرى على علبة الكيك. يمكنها ان تحضرها من اجل كينت كعربون شكر الذي قدمه لها الليلة الماضية .
وعادت تعض شفتها من جديد . ارادت ان تكتشف ما يدفعه للتصرف على هذا النحو, ما الذي يجعله قويا إلى هذا الحد. ارادت ان تصبح مثله . ووضعت لاءحتها جانباً ومدت يدها لتحضر وعاءاً كبيراً .منتديات ليلاس
فرك كينت يديه ببعضهما فيما هو ينتظر الشاي ليتخمر . يمكنه الآن وبعد ان انهى عمله ان يسترخي ويستمتع بنور فترة بعد الظهر الذهبي الذابل, وهو الوقت المفضل لديه.
لقد أمن الطعام والماء للماشية , فهو يربي قطيعاً صغيراً بما يكفي ليتمكن من الاهتمام به بنفسه. كان الاهتمام بالماشية والأكواخ يكفي لإبقائه مشغولاً طيلة اليوم .
اما الليالي... لا شيء ابداً!
وتناهى اليه صوت قرع على باب المنزل الخلفي فاستدار . جوزي؟ لابد انها هي فنادراً ما يقصده الزوار , وهذا مايرغب فيه. لم يكن رجلاً اجتماعياً وظن انه اوضح لها هذا في الصباح.

Rehana 08-06-19 07:45 PM

رد: 498 - من اجل قلب وحيد - ميشيل دوغلاس ( الفصل الثاني )
 
وساوره شعور بالذنب فقطب وهو يلتفت إلى ابريق الشاي. ربما جاءت لتعيد له المفتاح وتبلغه بأنها راحلة . حسناً! يمكنها ان ترحل مع مغيب الشمس فالأمر لا يعنيه ولا يهمه حتى .
وعادت تدق الباب " كينت ؟"
ابتلع سيلاً من الشتائم واتجه نحو الباب ليفتحه . وماتت الملاحظة الحادة على شفتيه عندما رآها واقفة عند عتبة بابه وهي تحمل في يديها قالب حلوى بالشوكولا وقد ارتسم في عينيها اللتين تلتمع فيهما شرارات ذهبية تعبير مفعم بالأمل.ريحانة
- مرحباً.
وابتسمت او على الأقل ارتفعت شفتاها بشكل طفيف.
دمدم رداً عليها . اختلطت الأمور في داخله ورفضت ان تعود إلى نصابها .
كانت قد استحمت منذ بعض الوقت فتجعد شعرها الرطب عند كتفيها والتمع في ضوء آخر شعاع ارسلته شمس بعد الظهر. استطاع ان يلاحظ تدرجات من اللون البني تفوق ما ظن انه من الممكن ان يراه لدى شخص واحد, ألوان تراوحت بين العسلي الفاتح وصولاً إلى اللون الجوزي.
فاحت منها رائحة زكية , رائحة الصابون المعطر بعطر الفواكه . أهي رائحة أناناس و ... خيار؟ كانت رائحتها ليالي الصيف على شاطئ البحر . لم يستطع ان يتذكر متى جلس على شاطئ البحر لآخر مرة او متى رغب في ذلك آخر مرة, كما لم يتذكر متى كانت آخر مرة أكل فيها الكيك بالشوكولا. واراد ان يمنع لعابه من ان يسيل.
دفعت قالب الحلوى نحو قائلة " هذا لك"
لم يكن امامه أي خيار سوى ان يأخذه لكنه سألها " لماذا؟"
لم يستطع ان يثق بالأحاسيس التي تملكته كما لم يكن يثق بها . تجاوزته نظراتها نحو داخل المنزل . ورطبت شفتيها عندما التقت عيونهما مجدداً وقالت " أنا , مممممم..."
- أتريدين استعمال الهاتف مجدداً؟
إنه سلوك انثوي بامتياز . لا يمكن ان يتصرفن من دو ...
- لا, إنه عربون شكر على زجاجة الشراب التي قدمتها لي الليلة الماضية.
كان يعلم انه سيندم على تقديمه الشراب له . وحدق فيها . كانت ذقنها الدقيقة الصغيرة تبرز عند شعورها بالسخط. واراد ان يمد يه ليرسم بإصبعه خط وجنتها الناعم.
من الأفضل ألا يفعل! اعاد إليها قالب الحلوى قائلاً" لا اريده "
تراجعت إلى الخلف خطوة ثم ضحكت ضحكة اذهلته وقالت " جواب خاطئ يا سيد بلاك إذ يفترض بك ان تقول شكراً"
اكتسحه شعور بالخزي, فثمة فرق شاسع بين ان يكون المرء غير اجتماعي وان يكون فظاً. فقال " انت محقة , انا آسف"
واخذ نفساً ثم حاول ان يبتلع كلمات متسرعة تدافعت لتخرج من فمه " من الأفضل ان تناديني كينت "
ولم يتمكن ايضاً من كبح ما تبقى من كلماته " اعددت للتو إبريقا من الشاي , فهل ترغبين في الانضمام إليّ ؟"
التمعت الشرارات الذهبية في عينيها " نعم من فضلك"
ارادت جوزي ان تهرب من عبوس كينت ثم تذكرت ان المكان الوحيد الذي يمكن ان تلتجئ إليه هو كوخها , كوخها الكئيب , المعزول فابتلعت ذعرها وتبعته إلى المطبخ.ريحانة


الساعة الآن 08:47 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية