منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 498 - من اجل قلب وحيد - ميشيل دوغلاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t206868.html)

Rehana 22-06-19 11:23 PM

رد: 498 - من اجل قلب وحيد - ميشيل دوغلاس ( الفصل الاخير )
 
- وإلى اين ستأخذون الاثاث بحسب التعليمات ؟
تحقق من أوراقه مجدداً واجاب "إلى المخزن "
نزل مارتي السلم اخيراً لينضم إليهما . ابتسم ابتسامة مشرقة لكن العرق المتصبب منه التمع عند أعلى شفته وقال " يفترض ان تكون هذه مفاجأة لك يا جوزي "
نبرته المرحة المزيفة زادت مرارتها لكنها ابتلعت غضبها وعادت تتكلم بذاك الصوت الهادئ نفسه " إنها كذلك فعلاً . اظن انه من الأفضل ان تخبر السيد انك اضعت وقته وان خدماته ليست مطلوبة اليوم "
استدارت من دون ان تضيف أي كلمة اخرى وصعدت الى الشرفة ثم اتجهت نحو الباب .
اعترض فرانك طريقها وقال بحدة " لا داعي لأن تأخذي المسألة بحساسية , عليك ان تسمعي ..."
تجاوزته متجاهلة نبرته الرتيبة ويديه المرتجفتين وقالت بحزم " غداً , سأتحدث إليكما في الغد"
بعدئذ اغلقت الباب في وجهه المذهول .
رفضت مولي الخروج من كوخ جوزي . وبدا انها ستبقى في مكانها لا تبارحه إلا اذا رفعها كينت رغماً عنها . وهو لا يريد ان يرفعها رغماً عنها بل لا يريد ان يفعل شيئاً .
ورفضت مولي ان تمس طعامها . كما ان شهية كينت على الطعام بدت معدومة . لم يتناول أي منهما الطعام. وفي نهاية الامر ناما في كوخ جوزي.منتديات ليلاس
فتح كينت الأريكة السرير , واحضر غطاء ثم استلقى هو ومولي جنباً الى جنب على سرير جوزي . لم يكن الظلام قد حل بعد .وراح يحدق في السقف وهو يتساءل عما إذا وصلت الى بيتها سالمة . لِمَ لم يطلب منها ان تتصل به .
أنّت مولي فأخذ يحك أذنيها . كان الضوء خلف الستائر قد ذوي إنما ما تبقى من نور كان كافياً يفتقد اللون والحيوية اللذين اوجدتهما جوزي في هذا المكان واللذين اخذتهما معها حين رحلت .منتديات ليلاس
في الغد ! سيتوجه إلى مارتين غولي غداً ليشتري أقمشة زاهية من متجر ليز. وسيطلب من ثلما غوير ان تزوده ببعض البسط. وسيتوقف عند مشغل راشيل ستانتون ليختار من الألوان المائية لديها . بعدئذ , سيتناول الغداء مع كلانسي . لابد ان جوزي اتصلت بكلانسي لأن هذا الاخير جعلها من دون شك تعده بأن تتصل به عند وصولها . وعبس كينت وهو يتأمل السقف . كلانسي رجل ذكي.
فتحت جوزي الباب وقالت " يا إلهي ّ ما هذه الخدمة السريعة . انا آسفة لأني اتصلت بك في مثل هذا الوقت يا ستيف"
عندما دخلت إلى منزلها , وجدت جوزي انها محظوظة لأنها تمكنت من ذلك بعد ان لاحظت الاقفال الجيدة اللامعة . فلو وصلت في غياب مارتي وفرانك لما تمكنت من الدخول .
- ما من مشكلة يا جوزي.
وضع عدته قرب الباب الرئيسي ورمقها عن دهاء قبل ان يضيف " عندما يتعلق الامر بالأمان وبامرأة وحيدة لا تأبه نحن في المؤسسة بالوقت , سواء أكان ليلاً أم نهاراً "
ابتسمت له " هل لديكم قسم مهني او ما شابه ؟"

Rehana 22-06-19 11:23 PM

رد: 498 - من اجل قلب وحيد - ميشيل دوغلاس ( الفصل الاخير )
 
- بالتأكيد . تسرني عودتك يا جوزي إذ ساد القلق في البلدة .
- أعلم هذا فقد اتصل بي جاكوب.
رفع ستيف مفك البراغي وهو يقول " صوتت البلدة وابلغته ان عليه ان يتصل بك"
لم يفاجئها الخبر, فبوشنان بوينت مجتمع مغلق يسود التكافل والتعاضد بين ابنائه . لم يكن مارتي وفرانك يوماً جزءاً من هذا المجتمع فالكل يعتبرهما من ابناء المدينة.
كان ستيف الشخص الوحيد في المدينة الذي يعمل في مجال تغيير الاقفال . وقد ارتادا المدرسة معاً ولعبا سوياً. يمكنها ان تثق به .ريحانة
- هل غيرت الاقفال بناءً على طلب مارتي وفرانك؟
- لا .
ارادت ان تعرف ما الحجة التي استخدماها لتبرير فعلتهما , وهي تعلم ان ستيف كان ليسألهما عن السبب . وربما لهذا لم يستخدماه للقيام بهذه المهمة .
- استخدما زميلاً لي من دايموند . قال لهما إني اقرب وستكون الكلفة أقل عليهما لكنهما أصرا على ان يقوم هو بالعمل.
هذا الامر أثار شكوكها هي ايضاً فجلست القرفصاء بجانبه . وسألته " هل اكتشف لما اراد تغيير الاقفال ؟."
- قال مارتي إنه فقد المفتاح الاحتياطي ويخشى ان يجده غيره فيستخدمه ليدخل إلى المنزل ويسرق محتوياته فقرر تغيير الاقفال .
عضت شفتها مجدداً ثم قالت " لعلها الحقيقة "
- نعم , ربما .
لكنها ادركت ان ستيف لم يصدق رواية مارتي كما لم تصدقها هي. هبت واقفة وراحت تذرع ارض الغرفة. لقد حذرها كينت من هذا. وتساءلت إن كان ليقفل السماعة في وجهها إذا ما اتصلت واخبرته انه كان محقاً وإذا ما اعتذرت منه.منتديات ليلاس
ألقت جوزي نظرة على الساعة التي تشير إلى تمام الواحدة . رفعت سماعة الهاتف واعادت طلب الرقم.
- مكتب السيد بيترسون .
- مرحبا ريتا . أنا جوزي مجدداً.
- انا آسفة يا جوزي فما زال مجتمعاً بزبون .
- هذا اتصالي الخامس.
إنها تتصل به منذ الساعة التاسعة .
- أعلم هذا وأنا آسفة.
ابتلعت إحباطها فالذنب ليس ذنب ريتا إذا لم يعاود مارتي الاتصال بها .
- اقسم على ان يتصل بك الليلة او في الغد على أبعد تقدير . هذا الكلام غير مرضٍ لكن جوزي لم تقل هذا بل اكتفت بشكر المرأة ووضع السماعة.
راحت تنقر على ذراع كرسيها بأصابعها ثم رفعت سماعة الهاتف وطلبت رقماً آخر فطالعها صوت المجيب الآلي " أنا آسف, هذا الهاتف خارج التغطية حالياً او ..."
وضعت السماعة وهي تشعر بالاشمئزاز . شكت في ان يكون فرانك قد تعمد إطفاء هاتفه الخلوي لئلا تتمكن من الاتصال به . راحت تدلك صدغيها . ربما لو نامت بشكل أفضل الليلة الفائتة لتمكنت من مواجهة هذا الوضع والتعامل معه بشكل أفضل . إنما كلما اغمضت عينيها طالعتها صورة كينت وانتصبت قبالتها ما جعل النوم يجافيها .

Rehana 22-06-19 11:24 PM

رد: 498 - من اجل قلب وحيد - ميشيل دوغلاس ( الفصل الاخير )
 
تمنت لو طلب منها كينت ان تتصل به كما فعل كلانسي وليز. وتملكها توق شديد لسماع صوته مرة ثانية . لم تعد تحصي المرات التي رفعت فيها السماعة لتتصل به وتخبره انها وصلت بسلام وانه كان محقاً بشأن اخويها . لكنها كانت تشعر بالجبن في النهاية وتضع السماعة من يدها.
إذا ارادت ان تكون منصفة بحقه لاعترفت بأنه يسخر منها على الارجح لكنها راهنت على انه سيرغب في ذلك. وهي لا تريد ذلك.منتديات ليلاس
تراجع كينت إلى الخلف ليتأمل عمله لكنه ما لبث ان اطلق شتيمة. التف القماش على حبال الستارة ورفض ان يتدلى في ثنيات ناعمة كما رتبته جوزي . وضع غطاء على الطاولة ووزع بعض الزهور بشكل عشوائي في زهرية ليكتشف ان تنسيق الزهور يتطلب مهارات أكثر مما تملك اصابعه . وضع وسادات ملونة بشكل مبعثر , وعلق لوحات جميلة , ووزع على الارض قطع البسط لكن الأمر لم ينجح .
لم يبدُ المكان دافئاً ومرحباً بل بدا غريباً. عندئذ , جن جنونه فطرد مولي عن الاريكة . طردها إلى الخارج واقفل الباب خلفهما لكن مولي رفضت الذهاب إلى ما هو أبعد من الشرفة.
صاح بها " ما الفائدة ؟ لقد رحلت "
ولن تعود . لكنه علم على الاقل انها وصلت سالمة إذ اتصلت بكل من كلانسي وليز. وقطب . ومابين الأمس واليوم تبخرت آخر آثار عطرها . اختفت بكل بساطة . ولم يصدق كم يفتقد هذا العطر . هذه الحقيقة زادت من غضبه . وبدأ يسير مبتعداً ثم استدار ليواجه الكلب قائلاً " إذا بقيت مضربة عن الطعام في الغد فسآخذك إلى الطبيب البيطري"
اعتادت مولي ان تفر هاربة كلما أتى على ذكر الطبيب البيطري لكنها هذه المرة لم تحرك أذنيها حتى فشخر كينت وسار مبتعداً عنها . إلا انه حمل مولي ذاك المساء إلى المنزل وحاول ان يجبرها على تناول الطعام . بذلت جهداً لتشرب بعض الماء إنما رفضت أن تلمس طعامها. وعندما حل موعد النوم , حملها إلى غرفة نومه ووضعها على غطائها المعتاد او على الاقل الذي اعتادت ان تنام عليه قبل وصول جوزي الى ايغل ريتش.
امضت مولي الليل وهي تخمش الباب بأظافرها وتعوي . واراد ان ينضم إليها . وعند انتصاف الليل تملكه اليأس فأطلق سراحها . وتساءل إن كانت الكلاب تموت بسبب انفطار قلبها . منتديات ليلاس
ومع حلول موعد الغداء نهار السبت, ادرك ان مولي لم تعد له بل لجوزي فقد ارتبطتا ببعضهما البعض منذ اللحظة الأولى للقائهما. تقريباً منذ اللحظة الاولى . وكشر حين تذكر منظر جوزي وهي معلقة على منشر غسيله.منتديات ليلاس
تملكه شعور غريب بالارتياح وهو يوضب حقيبة صغيرة صغيرة تكفيه لليلة واحدة . بعدئذ اتصل سريعاً بسمايلي ماكدونالد ووضع مولي في سيارته التي قادها إلى مارتن غولي.

Rehana 22-06-19 11:24 PM

رد: 498 - من اجل قلب وحيد - ميشيل دوغلاس ( الفصل الاخير )
 
ترجل من السيارة عند متجر ليز ليجد هذه الاخيرة واقفة بجانب كلانسي في جلسة مشاورات . لم يضيع كينت وقته فقال " أنا متوجه لرؤية جوزي واردت ان تعلما هذا "
- هذا جيد.
واشار كلانسي إلى حقيبة على الارض مضيفاً" يمكنك ان تقلني إذن "
- وأنا ايضاً.
ورفعت ليز حقيبتها لتضعها على كتفها . حدق فيهما وسأل بحدة " لماذا ؟ هل حصل ما يستدعي ذهابكما؟ هل هي بخير ؟"
- إنها بخير .
وامسكت ليز بذراعه قبل ان تضيف " سنشرح لك ونحن في الطريق"
لم ينطق بأي كلمة بل أمسك بحقيبتيهما ووضعهما في صندوق سيارته الرباعية الدفع فيما تجهم وجهه وهو ينتظر صعودهما إليها .منتديات ليلاس
رفعت جوزي فنجان السيدة بنغلي وصحنها من على ذراع كرسيها عندما بدأ رأس المرأة العجوز يتدلى . قرع جرس الباب مرتين فرمقت ضيفتها بنظرة ثم قطعت الممر نحو الباب الرئيسي على رؤوس اصابعها . فتحت الباب وهي تضع إصبعها على شفتيها ثم تراجعت إلى الخلف وثنت ذراعيها .
رفع مارتي إصبعاً مرتجفاً في وجهها وقال وقد احمر وجهه " أنت .. أنت غيرت الاقفال "
- نعم , فعلت , فلم يترك لي أي منكما مفتاحاً احتياطياً ولم يجب أيّ منكما على اتصالاتي في الامس ما لم يترك امامي أي خيار آخر.
صاح لها فرانك وهو يتجاوزها " ما من خيار ؟ هراء"
- لديّ مهام اقوم بها ولا يمكنني ان أترك جيرالدين غاردنز من دون اقفال.
- لكن .. لكن ..
وتبعها مارتي فرفعت احد حاجبيها وسألته فيما حرصت على الحفاظ على ابتسامة مشرقة " نعم ؟"
رمقها بنظرة حذرة ثم رسم على وجهه ابتسامة وشدها لتتوقف وهو يقول بتلك النبرة المرحة المزيفة مجدداً " لدينا اخبار رائعة "
شعرت بهما يتبادلان النظرات من فوق كتفيها . وعندما استدارت ابتسم لها فرانك بدوره ابتسامة عريضة. سألتهما " اخبار جيدة؟"
اومأ برأسيهما بحماسة فأردفت " هذا حسناً , أنا احب الأخبار الجيدة. من الأفضل ان نتجه إلى الغرفة الرسمية "
على أي حال , هذه هي الغرفة التي يفضلانها " السيدة بنغلي تغط بالنوم في الغرفة العائلية "
اختفت ابتسامة مارتي وسألها " ماذا تفعل هنا ؟"
- إنها صديقتي . وهذا ما تفعله هنا.
اغلقت باب الغرفة الرسمية وصلت في سرها كي يكون نوم السيدة بنغلي ثقيلاً . وعادت تسأله " هل من مشكلة في هذا ؟"
- لا , لا .
وتراجع ثم اتجه مباشرة إلى كرسي والدها.منتديات ليلاس

Rehana 22-06-19 11:25 PM

رد: 498 - من اجل قلب وحيد - ميشيل دوغلاس ( الفصل الاخير )
 
تمتم فرانك بكلام غير مفهوم وارتمى في الكرسي المقابل له , ذاك الذي تشغله هي عادة.
جلست عند طرف الأريكة وقالت " هذا ما أحبه في هذا المكان . الكل يهتم بالكل"
تبادل مارتي وفرانك النظرات واعتصر قلب جوزي. لقد ادركت وحسب انها لن تحب اخبارهما الجيدة.
أرادها ان تبيع بيتها. هذا الخبر لم يفاجئها فمنذ سنوات وهما يخبرانها ان المكان كبير جداً بالنسبة لشخص واحد وان من الصعب الاهتمام به . جزء منها وافقهما الرأي لكن هذا لا يعني ...منتديات ليلاس
مع مرور الوقت ستملأه بالناس , بطريقة ما .
لكنهما تدبرا الشاري وهو شخص يعمل في مجال العقارات كما يحملان معهما عقداً جاهزاً للتوقيع .منتديات ليلاس
وضع مارتي قلمه المغطى بالفضة والذهب في يدها , هذا القلم الذي يدافع عنه عادة بحياته وأشار إلى نقطة محددة " وقعي هنا وهناك "
- لكني اريد ان افكر في الموضوع اولاً .
شرع الرجلان يتحدثان في وقت واحد, ويحركان ايديهما امام وجهها فتملكها الذعر وارتفع كتفاها نحو اذنيها .
- إنها فرصة لا تتكرر مرتين في العمر يا جوزي.
وضرب مارتي العقد بيده مضيفاً " لن تحصلي على سعر جيد كهذا "
لعله محق فالمبلغ المعروض مذهل . واضاف فرانك " ولن تضطري للعمل مجدداً إذا لم ترغبي في ذلك. كما ستساعدين البلدة "
وضع مارتي يده الثانية على العقد وقال " هذا صحيح . فالبلدة تموت على مهل"
روعها هذا الكلام فقالت " هذا هراء"
سارع فرانك يقول وهو يرمق مارتي بنظرة حذرة " هذا المشروع يضمن ألا تموت "
عضت شفتها . لعله محق . فهما لا يقترحان هدم جيرالدين غاردنز وتشييد مبنى شاهق بدلاً منه . تحدثا عن منتجع خاص ومميز. منتجع أنيق جدا , مع المنزل والأراضي مدرجة ضمن التصميم العام . لقد عرضا عليها التصاميم ولم تستطع ان تنكر جمال المشروع . لكن ...
- سيكون مفيداً لك, ومفيدا للمجتمع ومفيداً لنا .
- وكيف سيعود عليكما بالفائدة ؟
- اولاً , سنشعر براحة الضمير لأننا اهتممنا بك , فأنت تستحقين ذلك بعد رعايتك لوالدنا.
اصابت كلمات فرانك هذه نقطة حساسة , جزءاً من قلبها .
ربت مارتي على يدها وقال " انت اختنا الصغرى . ونريد ان نراك مستقرة في حياتك "
غصت . جلّ ما عليها ان تفعله هو ان توقع العقد ومن ثم ...
- وما كانت الغاية من شاحنة نقل الاثاث؟
- اراد الشاري ان يبدأ العمل على الفور. اردنا ان نرتب الأغراض كي تنتقلي سريعاً ما إن تعودي وتوقعي العقد.
مد مارتي يديه لكنه بقي ممسكاً بالعقد في إحداهما " ظننا انك لن تمانعي . نحن نحاول ان نرعاك وحسب يا جوز "


الساعة الآن 10:12 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية