منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   المنتدى العام للقصص والروايات (https://www.liilas.com/vb3/f16/)
-   -   عُذراً حبيبتي , شرقيتي تمنعُني (https://www.liilas.com/vb3/t206093.html)

النور رفيقة الكل 18-07-18 08:36 PM

عُذراً حبيبتي , شرقيتي تمنعُني
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

صباح الخير ..
لكُل محب لـ روايات الانترنت التي تحمل داخلها , خيال ممزوج بواقع فعلي ..

أردت اليوم , البدء في نشر الرواية الاولى لي التي تم سردها باللغة العربية الفصحى واحداثها بالطبع عامي ..

لكنّي اجد في سرد الفصحى اكثر متعة من العامي وأدق وصف , لذلك اخترت سردها بالفصحى ..
ولا شك أنّي من المرحبين جداً بالنقد البناء وليس النقد الذي لا هدف منه سوى السخرية .. وانا اعلم جيداً أن من النادر وجود مثل هذه العيّنة ..
..

نشرتها رُغم عدم اكتمالها لأني سـ اجبر نفسي بالتأكيد على اكمالها , رغم اني لا احتاج لـ جبر نفسي .. فـ انا بإذن الله سأُكملها لأني احبها بكل تفاصيلها , وبكل شخصياتها ..

شخصيات روايتي كثيرة , ولن تظهر كُلها في جزء واحد .. بل على أجزاء

وأنا متأكدة جداً أن شخصيات روايتي , سترافقكم خلال الرواية بذكريات جميلة ..

و اكاد أجزم أن لُطفهم سيعلّقهم في قلوبكم , وجوانبهم السيئة لن تكرهوها لأن في داخلهم جوانب اكثر طيبة ..


حاولت تجنّب جميع الأخطاء التي يقع بها اغلب كُتّاب الروايات والتي تقلق القارئ اثناء القراءة .. فإن وجد بعض الخطأ اعلموا جيداً اني لم انتبه له ..

أتمنى من الله , ان تحوز روايتي على إعجابكم , وأن اتلقى ردود تجعلني سعيدة ..

أنا اضع بين يديكم الآن

( عُذراً حبيبتي , شرقيّتي تمنعُني )

اكثر ما يهمني .. و أسالكم بالله فيه

( لا تتركوا واجب ديني , لقراءة روايتي )


و لا تنسوا أن تعليق بسيط , يُحدث تحفيز كبير ..

صفحة الاسك ، انتظر تعليقات الغير مسجلين في المنتدى

https://ask.fm/Shinynour

نور .

النور رفيقة الكل 18-07-18 08:38 PM

رد: عُذراً حبيبتي , شرقيتي تمنعُني
 




تُشرق شمس ,وتغرُب شمس .. يذهب يوم , يأتي يوم .. يمشي العُمر أو لا يمشي .. سيأتي يوم , يقف هذا القلب الذي يخفق بشدّة , تاركاً غروب وشروق الشمس , لمن يسعى في تلك الحياة ..
دوماً كانت تتسأل , هل من يريد الموت حقاً موجود في هذه الحياة , رغم مرارتها و علقمها , إلّا أنها تُحبها وكأنها ذاقت منها سُكرها ..


هي , تأخذها انعطافات الحياه , تسايرها .. تنعطف معها
وبعد كُل انعطافه , تبتسم وكأن تلك الانعطافات كانت ترفيه لروحيها التي تخاف عليها من جفاف الكبت , لا تبالي كثيراً .. تعيش يومها , متناسية امسها .. تحلم بالغد وكأنه يحمل معه له , جنة الدُنيا ونعيمها .. تنظر للعالم كأنه دنيا العجائب , وفي كل مدينة هُناك اسطورة , صفاتها تمتاز بغرابتها , ذكية بلا خُبث .. ماكرة بلا عبث , طيّبة بلا سذاجة , متمادية الى حد الغباء , غبية الى حد الدهاء , غريبة الى حد الاستعجاب .. مزيج بمكوّنات الدنيا التي جعلت منها خليط يسهل التعايش مع حرارة الافران , هي كذلك ..

~ ~
هو , انعطفت به الحياة كثيراً , غضب عليها وسخط .. رفض انعطافاتها .. تحدّاها وخسر , قيل أنه مريض العيادات النفسيّة الأول , قيل عنه مجنون بلا عقل , قيل عنه مغامر بلا روح .. قيل عنه جسد بلا روح , دكتور بلا رحمة , جبل بلا صخر ملك موت مرضاه كما سُمي من قبل .. حياته تكمن في عمله , يعيش في مكانه , من حاول دخول حياته يخرج قبل أن يطرق بابها حتى .. انطوائي , جعل من حياته صفحة سوداء , وجعل من قلبه حجرة صغيرة لا تتسع الا له , حدته كحدّة روحه التي لا تعيش الا مع من مثلها فقط , هذا هو ..

~~
هي قيل عنها بلا احساس , لسان طويل بلا فائدة .. متعجرفة ! متكبرة ! متمردة ! هي من كسرت العادات والتقاليد , ونتائج ذلك الكسر .. كان جرحها من كسرها ! هي لم تدرك أن ما فعلته جعلها تتدمر , إلا حينما واجهت حقيقتها , و انجبرت على عيش واقعها , تحدّت هذا الواقع ..حلفت يميناً بالله أن حياتها لن تصبح سوداء هي فقط .. حلفت بالله لـ تجعل كل من كان شريك في هذه الحياة ان تسود حياته , ليشعر ان الظلم نتيجته السواد

~~
هو سيد الحكمة , و أمير العدالة .. لسان حكيم , وشخص متواضع .. يحب عاداته و يقدس تقاليده , لا يحب الخروج عن المألوف .. طبيعته طيبة .. لكن من يتعدى على حدوده أو حدود عائلته .. ينسى تلك الطيبة , و يتكبّر على الحكمة , ويظلم العدل هو , شرفه .. شرف عائلته اهم على قلبه من حياته كُلها , نذر نفسه للعائلة و نذر نفسه مهما كلفه الآمر .. عائلته أولاً .. ثم هو


~~

هي مبعثرة , فوضوية , تفتقد حنان الاب , رغم أن حسّادها على ابيها كثيرون ! تشعر أن هُنا ليس مكانها ولا زمانها ! تشعر انها سُلبت منها كُل حقوقها , و أُعطيت لـ شخص هي احق منها فيه .. كرهت قدومه ! لأنه قدم لها ما ينقصها ! .. حاولت ابعاده وستحاول .. تكره شعور الشفقة , أو الرحمة.. تكره ان تنظر في عين احدهم فتجدها على صورة عطف .. جعلت من نفسها اسطورة عظيمة , تخبأ بها طفلة صغيرة ..

~~

هو .. مرتّب , عملي .. هادئ .. لا احد له في هذه الدنيا سوى خاله , تلك العائلة الصغيرة بعيداً عن القرية كانت الملجأ الاول له , يعشق خاله الى مالا نهاية , يقدس عمله .. ويعطف عليها ! .. يشعر بنقصها دائماً رغم تعاليها و عظمتها التي تبيّنها , إلا انه يعرف مافي مكنونها .. رمى نفسه في مصيبة , في حين تعلقه في مصيبة اخرى , هو حنان , وعطف , وأمان , وملجأ .. هو كُل شي

النور رفيقة الكل 18-07-18 08:40 PM

رد: عُذراً حبيبتي , شرقيتي تمنعُني
 





1/1/2015م

في المستشفى الخاص الكبير ..
احدى اطباء المشفى المعروف , يقفل باب غرفته عليه و بصوت خافت جداً يكاد يتّضح من انفاسه المتسارعة , وعرقه الذي يصب من أعلى صوته رغم برودة التكيف المركزي للمشفى
اتّصل على الرقم البحريني , ينتظر الاجابة و كأن طول الانتظار يأخذ منه سنين .. صوت رنين الهاتف , يُسمع من خلف الهاتف من شدّة الهدوء ..
يبلعَ ريقه مع كل رنّه ينتظر صوت المنقذ من خلف هذا الهاتف
اخيراً .. الصوت أتى
.......: سامر! .. توني من ساعه مقفّـ...
تجاهل كلامه سامر وهو يقول :.. قدامي في العمليات عند الطوارئ .... اخذوا كليه من كلى الرجال و .. وماسوّله انعاش .. قدامي .. والـ.. و .. مات .. مات
سكت بـ ذهول غير مصّدق لما قيل : انت .. شفت بعيونك
قال بلسان راجف : ما اقدر اتكلّم اكثر .. جالسين يسرقون المرضى .. يسرقون اعضاءهم ... ياخذون ارواح البشر .. كانوا ياخذون ارواح مرضاك
اقفل هاتفه برعب وهو يسمع صوت همس امام باب غرفته , وطرق خفيف وصوت يقول بهدوءه : دكتور سامر .. انت موجود في غرفتك .. دكتور ..
, رجع الى الخلف .. دخل تحت طاولة مكتبه , نظر الى هاتفه , يشعر برعب مهيب , .. وقف بسرعه وهو يخبأ هاتفه في اركان الغرفة , ركض بخطواته الخفيفة , وتكوّر خلف ذلك المكتب المخيف , وعيناه ترسم على سوادها ذهوله من المنظر الذي تمثّل امامه
...................
1 يناير 2016

21 ربيع الاول 1436هـ

اِسّود وجهه , يرمق ابنه الأول بنظرات من كُرات اللهيب , يده مثبّته على عصاه القويّة , مكونة من عود صلب قويّ نادر , صُنع خصيصاً له , أهداه إياه أخاه القدوة , كفوفه تلتّف على رأس تلك العصى و ينظر أمامه يسمع لوم ابنه بـ اذن مفتوحة ,في داخله هُناك بركان من الغضب ممزوج بالندم , وكثيراً من لوم السنين .. هُناك قهر مما سمعه.. شرفه , مكانته , هيبته , اسمه , سمعته .. ستذهب مع الريح التي صنعتها ابنته قال بصوت محتقن : قليلة الادب ... احجز لي باتسر على أول طيارة لـ جدّة من مطار الرياض يا ولد

فز ابنه الاصغر من مكانه : أبشر يا ابوي .. ابشر ..
نظر الى ابن اخاه القدوة كما يسميه , الذي حظر الجلسة واستمع لكُل مافيها بلا غطاء عمّا دار , تبادلوا النظرات , وكأن هُناك تجمّع افكار في عيني كُل منهم يجمعهم .. آه .. ما أوجع تلك النظرة .. لـ أول مره يخجل ذلك الرجل المُهيب من شاب اصغر منه ب خمسة وثلاثون سنة !
وقف بهيبته و بشته الثقيل على كتفه العريض , بطولة الفارع وكأن السن لا علاقة له بهذا الجسد ..
لا شيء أغلى من الشرف ... وإن كانت حفاظه على شرفه سيكلفه الكثير سيفعل ..
وما أغلى من الشرف على رجل بدوي !

لم يستطع النوم في تلك الليلة , هو من أخطأ من بادئ الأمر .. هو من جعلها تتجرأ عليه بكُل جراءتها هذه .. و أمها ! تلك الخطيئة التي لازال يندم عليها الى هذا الوقت .. هذه الزيجة جعلته يتمسّك بمقولة ( الثوب رقعته منّه وفيه ) من بعدها ! عرف أن النسوان ليسوا نوع واحد , عرف أنّهن قد يكونن جنّه وبعضهن نار جهنّم على أرض الله ..
و ابنته ! .. تعيش في زمن الحرية والمساواة المطلقة ! نسيت أن والدها رجل شرقي بحت , وفي نظر الشرقي الشرف أولاً ثم ما تبقى بعد !

زوجته بصوت لائم مهموم : مانمت يا شجاع .. جعل من لآمك يلام .. البنت هذي ما تتوب, الحق اسمك قبل تطيح معه ..
جلست بالقرب منه , وضعت يدها على كتفه بغضب فعلي : عيالي فرقبتك لا طلع كلام منّا ولا منّا .. ماعاد لنا هيبة و وجهه قدام العرب .. انت كبير عايلة وكبير جماعة انتبه انــتبه أسمك لا يطيح
قال بصوته الهادئ عكس مافي داخله من ضجيج العُرف والعادات والتقاليد , واللوم , والندم الغير مصرّح به : نامي يا موضي .. الصبح بيصبح ..
عادت الى مطرحها , والنوم يجافي عيناها .. خوفها على ابناءها الذكور ومكانتهم التي صعُب عليها صنعها لهم قد تذهب في لحظة بسبب اللامباليه تلك ..
... ... ... ... ....
بالقرب من هذه الفيلا الكبيرة
يجلس وهو يرتدي فروته , ويداعب النار امامه بـ غصن يابس ..
سرحان بذهنه بعيداً , ل أول مره يرى عمه بهذا الوجه .. أكل الهم وجهه في ساعة ..
اقترب صديقه الصدوق "عناد"
قال بصوته الجهور الثقيل : الضّو لا تاكل ثوبك يا غيث
سحب ثوبه بـ اعتدال , وعاود النظر الى النار وهي تأكل في الحطب , تماماً كـ عمه و ابنته ..
هو الحطب بقوّته وصلابته , وهي النار التي تقضي على هذا الحطب بـ اشتعالها به ..
جلس عناد , مد الى غيث بيالة الشاهي الاسود : القمها مرة وحده ..
اخذ بيالة الشاهي , شرب منها .. وكل ما في داخله يأكله بحرارة , خوفه هو ايضاً على نفسه وعلى عائلته و اسمهم الذي يذاعُ بكل صيت , يخاف عليه من تدنيس قد يأتيه إن لم يُطهّر حالاً ..
لم يعجبه اليوم غيث ! يبدو أن هُناك ما يشغله : ياولد انت علامك ! .. وراك اليوم عقلك ماهوب في راسك وش صاير تكلّم
نظر الى صاحبه : مابه شي يا ابن الحلال .. انت وراك خرّبت مزاجي
: أجل وراك تراقص الضو و عيونك مسلطة عليها !
رد عليه بـ ببرود : وانت اول مره تشوفني اراقص الضّو .. من عمري وانا اراقص الضّو .. اهجد عني يا ابن الحلال بعيد منّاك ..
عناد : تعال صدق .. صحيح الكلام اللي انتشر ؟
نظر في عينين صديقه بـ انتباه متوتّر : وش اللي انتشر
عناد : قاحم عارض ابله للبيع بـ عشرين مليون ؟
بلع ريقه , وعرق رأسه صب منه في برودة الشتاء .. اخذ علبه الماء المعلبة , شربها كاملة .. ثم نظر الى عناد : الله لا يبالانا .. خله يسومها باللي يبي
نظر الى النار , شعر بشعور الخوف الذي يهدده ويهدد سمعته , الآن مجرد حديث عابر جعله يشفق على نفسه من غداً لا يعلم ماهو بالضبط
!
---

صفعها على وجِهها بقوّة ..
صوت الصفعة , جعل من يترقّبون خارج الغرفة يتوتّرون من صوتها ! كيف سيكون حال من في الداخل !
!
عيناه الصغيرة المجعّدة , ولحيته الطويلة البيضاء , وبشته البني الثقيل سقط من على كتفه بعدما حاول إشفاء غليله في ابنته التي لم يعد يعرفها !
نظر اليها بنظرات قاسية , لا تبت لـ الرحمة بصلة , وكأن الرحمة نُقشت من قلبه كما تنقش الشوكة من الجلد .. !
: غلطتي .. إنّي تركتس مع امتس بدون حسيب ولا رقيب .. طلعتس من الديرة للمدينة نسيتي أن طبع الديار لو تغير الزمن ما يتغيّر ..
سقطت على كنبة غٌرفتها , وعيناها في عينين والدها .. الآن فقط فهمت لماذا هي هُنا
رفع صوته الثقيل الذي لا يرتفع ابداً إلا على من يستحق : ما عمري مديت يدي على مره .. ومديتها عليتس يا مشاعل ..
لكن والله .. ما يتحمّل النتايج الا صاحب الخطأ من البداية .. وانا صاحب الخطأ من البداية وانتي اخطيتي .. اللي بيتحمل النتايج انا .. لكن قبل لا تطلع النتيجة انا اللي بسوي هالنتيجة ..
فتحت كفّيها بتساؤل مذهول , موجوع من صفعة والدها وجع نفسي أكثر من كونه بدني : الخطأ هذا .. نتايجه كبيرة .. ليه انا خطاي وشهو
صرخ بصوته العالي متجاهل كلام ابنته: مـــــــــــــوضي ..
دخلت مسرعة : ها لبيه .. امر
اشر بيده على حقيبة ابنته : اخذي كل جهاز معها واقفلي عليها البيبان ولا تشوف درب الغرفة لين اقولتس .. زمن اول راح وذلف عساه ما يعود يومنّه ركّب فوق ظهورنا فضايح
قالت بخوف من غضب زوجها المريع : ابشر .. ابشر
نظرت الى ابنة زوجتها التي لم يوضح عليها أي انفعال سوى الصدمة فقط , لم تتكلم وهي برفقة والدها ابد .. ولم تتكلم الآن ايضاً
نظرت مشاعل الى موضي , بعيون جريحة : وش .. وش سويت يا خالتي !


في الوقت الحالي ..
شهر رجب من 1436 هـ

تعاود قلوبنا انكسارها وانشطارها بعد ذكرى تجذب بـ ألمَها كل اصحابها , يمر الوقت أو لا يمر الوقت قلوبنا هي قلوبنا , وجراحُنا ليست هي جراحُنا تتوسّع مع كُل ذكرى , تلتهب مع كُل دمعة , من يقول أن الوقت يداوي الألم .. ومن يقول أن ان بمرور السنوات تلك القلوب ستنسى جراحُها وتقفل باب عذابها .. رغم مرور الوقت عليّ لازت بألم قلبي أعيش , لازلت اسهر برفقته وسُهادنا بيننا .. اصبحتُ أألفه , صديقي الذي لن يخونني ابداً ويتركني كما فعلوا من سبقوه , هو صديقي الصدوق رفيق دربي الى الموت , ف جرح كهذا أنا متأكدة أنه سيكون أوفى من حُب والدتي حتّى ..
...................
في المشفى الكبير , حيث تتكوّد الناس فيه يرجون من الله الشفاء , احدهم يُمسك بأوراقه و يحمل تعبه في قلبه , والآخر يحمل ابنه على كتفه وعيناه تنظر برجاء الى من يساعد , وتلك المسنّة التي تجلس على الكُرسي المتحرّك لا أحد معها سوى خادمتها تناسوها من سهرت لـ راحتهم بعيون مسّنة مرت بتجارب الحياة وأمراضها تحمل بين يديها ظرف أمراضها في رجاء علاج يخفف عنها ألمها , وأخر شاب في مُقتبل عمره متكأ على عصاه التي تحمله بدلاً من قدمه التي قد بُترت أثر تهوّر و عقل ذهب مع المتعة فكانت نتائجها فقدان أحد أقدامه , وأخرى فتاة تضع يدها على رأسها والاخرى تحمل بها مولودها الذي شرّف الحياة بعد عناء الحمل .. ومن لا يذكر .. ومن يذكر .. يكتظ بالمرضى , وكل مريض فيهم في قلبه أمل الشفاء على يد احسن الاطباء الموجودين بعد الله عز وجل ..
في قسم العلاج الطبيعي ..
وقفت وهي تضع يدها على ظهرها وبعناء مع المسنّة : يا خالتي .. شلون تمرنين بعباتك ؟ ما يفيد .. خلاص افصخيها وتمرني بدون هالعباية
المسنّة بعيون يملأها الحياء : وخزياه يا بنيتي .. تبين هالبنيت يشوفنّي وانا اركب هالبلاء اللي مدري هو بيجيب فايده ولا تاخذون فلوس على الفاضي
ضحكت وهي تنظر في عيون المسنّة : بيفيد اذا سمعتي الكلام.. يا خاله من يتمرن ب عبايه وتحتها دراعه و لابسه برقع عليها .. ههههههههه ..
ضحكت المسنّه وهي تضع يدها على عيناها : الله لا يحدنا يا بنتي .. الشكوه لله ماغيره نرفع له الايادي
توجهت الى باقي المرضى في القسم الطبيعي وهي تركز على كل مريض بعنايه تامه
خرجت الى مكتبها وهي تنظر بتجاه ساعه الحائط , مر وقت الراحة الخاص فيها وهي لا تدرك ذلك .. انشغلت بمرضاها كونها اخصائية علاج طبيعي , توجهت الى مكتبها
دخلت وهي تنظر الى صديقة المهنة : ظهري يعورني ...
ضحكت اسماء وعيناها متوجّهه الى شوق : يقولون باب النجار مخلّع
اقفلت الباب و وضعت طرحتها على الشماعة , جلست على الكرسي وهي تنظر امامها وعلى وجهها ابتسامة ارهاق : متى بينتهي وقتك
نظرت الى ساعتها اسماء : ربع ساعه واطلع
مسحت وجهها بيديها : يا حظك ...
تنهدت اسماء بضيق : أي يا حظي تكفين .. اف بس
نظرت باهتمام الى صديقتها : لا يكون .. حاتم للحين يبيك تتركين الشغل
أسماء بـ انفلات مقهور : تدرين وش اللي يقهرني يا شوق .. اني قبل لا نتزوج قلت له وظيفتي خط أحمر .. وظيفتي لي انا وبس , ماراح اتتركها وكان هذا شرطي
شوق : طيب وين المشكلة الحين ؟
أسماء : هو ما يقولها بشكل صريح لي .. يسوي مقارنات بينه وبين وظيفتي , يحاربني فيها نفسياً ويشكك بحبي له بسبب هالوظيفة .. زهقت منه ما ادري وش اسوي .. افكر اتطلق منّه لكن , فيه شي يمنعني
ردت على صاحبة المهنة بحكمة : قولي لا اله الا الله كل ما جتك هذي الفكرة .. وانتي فكري بعقلك .. انتي تحبين وظيفتك ومتعلقة فيها وتحبين زوجك , هذا حبُ وهذا حُب .. اذا لمّح لك مره ثانيه صارحيه بشكل واضح وقولي له ان حبه غير عن حب وظيفتك .. ولو حسيتي انتي انه مافيه فايدة , فكري بعقلك وقتها وش اسلم لك و لمستقبلك .. مستقبلك بيكون في وظيفتك أو مع حاتم ..
تنهدت اسماء , وهي تهز رأسها : هذا اللي انا افكر فيه ..
وقفت شوق وهي تنظر الى ساعتها : عندي تحاليل لازم اطلعها من المختبر , والمختبر ما يرد علي .. بطلع اجيبها وانتي روحي واستهدي بالله
توجهت شوق للخارج وهي كـ عادتها تسجل في الملاحظات الصوتية , طريقة عمل طبق اليوم لـ اختها سارة .. وضعت هاتفها في جيبها وتوجّهت للمختبر
وقفت وهي تنظر بـ استنكار كبير الى امرأه تتعدى على طفلها بالضرب
توجّهت لها , وهي تقول بـ أسلوب رسمي جداً : عذراً .. وش جالسة تسوين
نظرت اليها المرأة بعنف : نــعم ؟
أشرت شوق بيدها لـ الطفل الذي لم يتجاوز الخامسة : اقولك انتي وش جالسة تسوين .. تمدين يدك على طفل
المرأة : انتي من عشان تحاسبيني
شوق بـ غضب : وحده شافت عنفك اتجاه طفل تبيني امشي بدون ما اسوي شي
المرأة : انا أمه ما انتي ارحم مني عليه
قالت بغضب : لا أرحم .. واشك انك امه من هالضرب
نظرت الى الطفل : هذي ماما
بكا الطفل بعالي صوته وهو يهز رأسه بالنفي
هزّته المرأه وهي تقول : لا يطلع حسّك
سحبت شوق الطفل , وهي تقول بحزم وصوت شبه مرتفع : ابعدي عنه .. هنا كل مكان مصور أقسم بالله لـ اتصل على خط مساندة الطفل تتفاهم معك , الطفل هذا ولدك ؟
سكتت المرأة وهي تنظر في عينا الطفل بقوّة
وضعت شوق رأس الطفل باتجاه عيناه على فخذها وهي تنظر: كلميني انا .. أنتي أمه
قال الطفل بصوت باكي : ماما في بيت بابا سعد الكبير ..
وبكا بصوت أعلى
نظرت شوق الى المرأة بقوّة وهي تقول : انتي ما تخافين الله ؟
خافت المرأة وعيناها في عينين شوق : ما يسمع الكـلام
قالت بـ استفزاز : حتى لو ما يسمع .. ما تمدين يدك على طفل
حملت الطفل بقوّة وهي تقول : تعالي مع للاستقبال

شعرت بغضب شديد , لامسها بكاء الطفل .. وضع يده على أقسى مكان في قلبها و أكثره جروحاً
توجهت الى الاستقبال , اتصلت بوالد الطفل و عيناها اصبحت حمراء بوجع على هذا الطفل الذي لا شي بيده ليحمي نفسه من قليلة العقل , التي لا تحمل الرحمة في قلبها , هي جاهلة بمكونات الطفل الجسمية والعقلية والعاطفية , هي جاهلة بنفسها .. فكيف لها أن لا تكون جاهله بطفل !
اطمئنت بعدما رأت ردة فعل الأب الذي يبدو أنه جاهل بما تفعله زوجته بابنه الصغير ..
جلست على كرسيها وهي تأكل من قطع البسكوت امامها .. وتتذكّر زوجة والدها المصرية , كانت اشد من الصخر في قسوتها , تربّت هي و اخواتها مع والدتهم البكماء , لكن والدها تزوج بمصرية ..
نظرت الى يدها , مفصل الذراع مع الزند .. مكان الوجع الذي طبع وكبر معها وعلى جسدها , لا تنسى ذلك اليوم
حرقتها بـ حديدة , وضعتها بدم بارد على طفله لم تتجاوز الثانية عشر بعد , اخاها رحمة الله عليه كان يحاول الدفاع عنها لكن .. كانت اقوى منهم بكل شي , حتى بالبنية كانت كالجبل الطويل العريض لا احد يستطيع معارضتها ..

والآن بعد وفاة والدها , و سيطرت زوجة والدها وأبنها سالم على الورث لا تستطيع فعل شي ولا ظهر يسندها ولا يقويّها .. رغم ان ورثها من والدها سيكون كبير , لكن اخاها هددها بأنها في حال طالبت بالورث , تنسى ما يسمى بحريتها .. صغيره كانت .. تخاف على والدتها واخوتها من أي اذى .. وافقت وتنازلت هي واخواتها عن الورث .. ولا شي بقي لهم سوى راتبها تسعة الالف .. لكنّه كالالف في هذا الزمن , بالكاد يكفيها واهلها ..

تنهدت وهي تنظر الى ساعتها , الحادية والنصف ظهراً .. وقفت تعاود العمل ..


النور رفيقة الكل 18-07-18 08:49 PM

رد: عُذراً حبيبتي , شرقيتي تمنعُني
 


وقفت سيارة الاجرة أمام منزل متوسط الحجم , كأي منزل لـ مواطن متوسط الحال
خرجت من السيّارة وهي تنظر الى الرجل الباكستاني : خمسين ليه يا باي الله يهديك ؟ المستشفى اقرب من عيني لبيتنا بيتنا وخمسين .. لا ومافي مكيف .. الله يعين
أخرجت الخمسين التي في بوكها وهي تمدّها لـ صاحب الاجرة
فتحت باب المنزل وهي تشعر بـ اختناق , سموم الهواء تصافح وجهها
دخلت وهي تبتسم لـ والدتها واختيها الاثنتين : مساء الخير على وجيهكم اللي تجيب لي الخير
أبتسمت والدتها وهي تنظر اليها برأفه وتأشر بـ يدها بمعنى الترحيب
ابتسموا اخواتها وكل وحده ترد على اختها بطريقتها ..
جلست على الكنبة وهي تخلع عبايتها : فيه غدا .. مالحقنا نتغدا اليوم كان فيه اجتماع مع الاطباء
وقفت امّها بعضلاتها الضعيفة , وبثقل لسانها الذي ينطق بـ اهات تشرح معها بحركات يدها بمعنى أنها تحظر الطعام لـ ابنتها
وقفت بسرعه : لا والله ما تحطين .. ديما حطي لي الله يعافيك
ديما وهي تنظر الى هاتفها : امانه فاتحه انستقرام .. انتظري شوي
نظرت ام وليد الى ابنتها بغضب تأشر لها بمعنى الغضب
وقفت ديما بغضب وهي تقول : والبيت هذا مافيه الا ديما ديما .. و سـ..
وقفت سارة وهي تقول بهدوء : خلاص انا بحط
نظرت بغضب الى اتجاه اختها وهي تقول : انتي ما يفيد معك الكلام ابد صح ..
عاودت ديما الجلوس , وضعت سماعاتها في اذانها وكأنها لا تسمع شي
نظرت ام وليد الى ديما بنظرات غضب
جلست شوق وهي تقول لـ امها ب ارهاق : اجلسي خليها.. بزر للحين
عادت سارة وفي يدها الغداء لـ شقيقتها الكبرى , وضعتها وجلست بجانب والدتها يشربن العصير
وقفت وهي تحمل صحن الغداء : الحمدلله .. انا بروح انام ... خلوني لين اصحى بكرة اجازتي
ابتسمت ام واليد في وجهه ابنتها ..
توجهت الى المطبخ , وضعت صينية الغداء و توجهت الى الدور العلوي , غرفتها .. توضّت وصلت العصر , ورمت بنفسها على سريرها وكُل عضلة في جسدها تنبض من شدة الارهاق , المستشفى شاق جداً , وعملها كـ أخصائية قسم العلاج الطبيعي يطلب منها الحركة طوال الوقت , اغمضت عيناها , وسرعان ما دخلت في النوم بتعب شديد
............
قبل سنة من الوقت الحالي
1/1/2015 م
في البحرين ..
يجلس في شقته الصغيرة في أعلى برج في مملكة البحرين , يضع قدميه بتهوّر على اطراف شرفته التي تطل على بحر الخليج العربي , يضع في فمه دخّانه الذي لم يشربه لطوال عمره الذي مضى , ينظر امامه .. تنهد وكأن هواه الذي يخرج من باطنه يخرج من شخص بلا روح ..
العالم يحتفل بدون العام الجديد , يباركون ويهنّون .. يتمنون الهناء لـ طوال العُمر , لا يشعر بشي ابداً .. فهو معلق الى الآن في 2014 حيث كانت حياته عبارة عن رخاء في كُل شي , الى الآن وهي ترخي عليه .. لكن ما فائدة هذا الرخاء والضيق يكمن في النفس ! لا يُعتبر هذا الرخاء رخاء إذن
كوابيسه تطارده اينما ذهب , ارواح مرضاه التي تصاعدت للسماء , والسبب يجهله , او كما أسقطه عليه وكان سببه *هو من قتلهم * تجعل منه اسير للماضي المخيف , كانت عملياته تنجح ولا تُذكر له عملية قد فشلت .. لكن فجأة .. انقلب الحال , من افضل حال الى أسوء حال , لا ينسى تلك المرأة حين فقدت ابنتها بسبب انفجار في الزائدة ادى الى تسمم في جسمها ..
صرخت بأعلى صوتها : بنتي ما تعدّت العشــــريــــــن .. بنتي شلــــــون تموت ...... دخّلــــتها وهي تمشي برجولها للمستشفى أطلعها منها وهي بكفنها ...... ذبحت بنتي .. سرقت روحها ... سرقت روحها .. انت عزرائيل الارض .. انت ..
كأن المشهد يعيد نفسه ويكرره .. آه ما اقسى تلك العبارات وما اقواها ..
طهارته في ما مضى , شرف مهنته الذي كان تأج على رأسه سُلب منه و دنّسه ..
رغم أنه واعي , إلا انه لا يدرك أن عقله الباطن جعل منه السبب الأول في موت هؤلاء الابرياء , مّما جعل منه يسرق رونق حياته بلا أي شعور ..
وقف مُتجه الى غرفته , اخذ مضاد الاكتئاب وهو ينظر امامه بهالاته السوداء ..
رفع يديه , وهو يغرسها في رأسه .. راجي منه السكوت والرحمه قليلاً
استلقى على سريره ونام بعمق , وهو متأكد انه سيقوم بفزعه المعتاد
...
يجلس بـ زيّه الطبي على كُرسي مكتبه الذي يزيّنه لوحة صغيرة بـ اسمه الذي يعشقه ويعشق معناه في مضة * د. سلطان أحمد الـجامح دكتور جراحة عامة , وأمامه كُل مرضاه الذين توفّوا , يجلسون امامه كُل منهم على كرسي وينظرون له بـ جمود , وعلى وجهه الابتسامة المفزوعة

فتح عيناه وهو يصرخ بهلع , يحمد الله وأنفاسه تتعالى أن صوت هاتفه أيقضه من كابوسه المتكرر
اخذ هاتفه , وهو يضع يده على رقبته يتحسس
نظر الى أسم المتصل ..
رد بصوته الناعس : سامر! .. توني من ساعه مقفّـ...
تجاهل كلامه سامر وهو يقول :.. قدامي في العمليات عند الطوارئ .... اخذوا كليه من كلى الرجال و .. وماسوّله انعاش .. قدامي .. والـ.. و .. مات .. مات
سكت بـ ذهول غير مصّدق لما قيل , نظر امامه .. اغمض عيناه بقوّة .. ثم قال بمحاولة تركيز : انت .. شفت بعيونك
رد سامر برجفة غير طبيعية : ما اقدر اتكلّم اكثر .. جالسين يسرقون المرضى .. يسرقون اعضاءهم ... ياخذون ارواح البشر .. كانوا ياخذون ارواح مرضاك ...
رد بصوت منفعل قريب الى الذهول : سامر ... انت من تقصد .. تكلّــم وضّح لي من اللي كانوا ياخذون ارواح مرضاي .. ســـــامر ... ســــــــــــــــــامر

نظر الى هاتفه , اقفل سامر الهاتف .. عاود الاتصال وتلك الكلمات ترن في رأسه *ياخذون ارواح مرضاك * من يقصد .. يكاد رأسه ينفجر , يكاد عقله يوازن بين واقعه وهلوساته ..
عاود الاتصال لكن لا رد ... وبعد ربع ساعة أُغلق هاتفه
وقف يدور في الغرفة , مثل الطائر الحائر .. رأسه يكاد ينفجر .. يالله .. صفق بيديه الجدار بقوّه .. وتلك الكلمة التي نطقها سامر جعلته يطير عالياً من التفكير , ويعاود الارتطام بالأرض
يكفر .. يفكر .. يفكر ...
طالت المدة و التفكير يطول معها أكثر و أكثر ..
.....................................
الوقت الحالي
تستلقي على سريرها , تقرأ احد كتب الثقافة النفسية
دخلت اختها ديمة وهي تبكي بصوت عالي : اليوم المحاسبة في المدرسة فشـــلتني رمت علي ورقة الرسوم وقالت لي سنتين ما دفعتي تبين ندور من يدفع عنك وسط البنات .. ماراح تدخلني الاختبارات ..
فزِعت من مكانها شوق وهي تنظر الى ديمه : بسم الله ... اهدي ليه البكاء طيب
ديمة بانهيار : فشــــلتني وسط كل البنات ... قالت لي ماتبين تدفعين روحي لحكومي .. قلت لك الف مره يا شوق سددي سددي ...
وقفت بغضب شديد : انا اتفاهم معها مب من حقها , ارفع عليها شكوى في وزارة التربية
انهارت ديمة اكثر : تبين البنات يقولون لي رافعه شكوى على الادارة .. ليه ما اسدد وش ينقصني .. ما اقدر اعيش كذا انا يا ادفع واروح المدرسة بكرامتي يا اجلس في البيت
تنهدت وهي تنظر في ديما : طيب خلاص .. اسكتي بسددها قريب
ديمة : اذا ما سددناها هالاسبوعين وش الفايدة ... الله ياخذ الفلوس يارب
شوق بحزم : قلت لك بسددها .. ما تفهمين الكلام ..
ديمة مسحت دموعها : الله ياخذني وافتك من الحاجة
صرخت شوق عليها بغضب : أي حاجة اللي تتكلمين عنها .. كل شي عندك .. ايفون اخر اصدار .. ايباد ... لابتوب .. طابعة ... حتى البلايستيشن شريته لك .. تبين شنطة ماركة شريتها لك .. أي حاجه تقولين عنها !! .. لبسك احلا لبس وفي يدينك مصروف .. قلتي بسافر صديقاتي يسافرون سفرناك ... قلتي بشترك في جيم صديقاتي مشتركين سجلناك... قلتي بسجل في نادي فروسية نفس رغد سجلناك ...اقصرعلى نفسي بس ما اقصر عليك .. قولــي الحمدلله في ناس ماعندهم مثل اللي عندك .. وفلوس المدرسة بسددها في اقرب وقت .. لا تسوين لي دراما احمدي ربك على العيشة اللي انتي فيها
ردت بعقليه محدودة : مب برفاهيه مثل الباقين
شوق بغضب : رب العالمين مقسم ارزاق الناس بنفس الكمية .. لكن ربي مقسمها على حسب .. ناس ربي معطيهم فلوس بس ماعطاهم صحه .. في ناس ربي معطيهم صحه وفلوس بس ما عطاهم ذريه .. في ناس ربي مقسم ارزاقهم على كل هذا لكن بحدود .. ربي يبغى منّا الرضا والسعي وانتي لا رضى ولا سعي .. حتى في دراستك .. اسعي في دراستك وربي يساعدك في الرزق
خرجت ديما وهي تمسح دموعها ..
جلست شوق على كرسيّها الهزاز وهي تنظر امامها , وكأن فأس سقط على رأسها و انكسر .. يالله أعني على ديمة فقط , هي من تحتاج أن تعينني عليها يالله ..
دخلت سارة وهي تقول بغضب : شــــوق ما عليك من البزر المجنونة هذي ... انــــهبلت انا ملاحظتها
اخذت شوق نفس عميق : شلون اختبارك ؟
سارة : زين كل شي زين .. لكن بعد اسلوب الحيوانة هذي كل شي زي الزفـــت
شوق : خلاص خليها .. ما راح نحس زي ما تحس في داخلها لأنـ...
قطع عليها رنين جوالها
رفعت هاتفها : هلا أسماء .......... مدير جديد !... انا في اجازتي ...... كدينا خير هذي اول الاوامر ......... طيب طيب ... البس و اجي ان شاءلله .... فمان الله
وقفت شوق وهي تنظر الى سارة : انا بروح لـ الدوام جاينا مدير جديد .. وانتي روحي لـ ديمة وهديها شوي ..
توجهت سارة الى غرفة الديمة , دخلت وهي تقول : ديمة
خرجت ديمة من دورات المياة بوجهه احمر وعيون حمراء من البكاء : نعم
جلست سارة برفقة ديمة : شوق ما تقصر لو في يدها سددت على طول لكن انتي تشوفين الحال .. تو قرض السفرة ماخلص .. راتبها تسعه والحين اللي يصفى منه سبعه وش تقسمها عليه .. اهدي وارضي
مسحت ديمة دموعها وهي تنظر امامها بغل يفور: حسبي الله عليك يا سالم .. جعل فلوسنا ما تتهنى فيها لا انت ولا امك الساحرة يارب
وقفت سارة وهي تقول : اهدي وبس .. ربي ما راح يخلي حقنا .. انا بروح انام اذا جت شوق قوموني ........

.....................................
في الوقت الحاضر قبل ساعتين
في اجتماع مجلس ادارة رؤساء اقسام المستشفى برئاسة رئيس الاقسام ومالك من ضمن عدّة مُلّاك لـ المستشفى د عبدالله ابراهيم الجامح , وبجانبه على الكرسي في الطرف الايمن الدكتور سلطان أحمد ابراهيم الجامح دكتور جراحة سابق
قال بصوته الذي يتّضح مع المايكروفون المزوّده به غرف الاجتماعات : قبل لا ننهي اجتماعنا , زي ما تعرفون .. ابن اخي دكتور في قسم الجراحه سابقاً الدكتور سلطان .. ولو تلاحظون اني قلت سابقاً لأنه الان بيمسك رئاسة قسم العلاج الطبيعي بعد عودته من اجازته الطويلة ..
هز رأسه بجمود وجهه , يتخلى عن مهنته التي عشقها اليوم , ويتعيّن رئيس لقسم العلاج الطبيعي طلباً منه للعودة في العمل , لكن ليس في مجال الطبابة بل في مجال الادارة ...
ابتسم وهو يقول : انتهى اجتماعنا لليوم وأن شاءلله اشوف تطور اكثر في جميع الاقسام
توجه الدكتور عبدالله الى مكتبه , وفي طريقة الى مكتبه
وقف وهو ينظر لمن ناداه من خلفه : دكتور ايمن ..
وقف الدكتور ايمن وهو ينظر الى مديره بـ استغراب : كنت بسأل حضرتك .. كيف تم قرارك بهذي السرعة .. هل جا مني تقصير أو خلل خلال رئاستي لقسم العلاج الطبيعي ؟
رد عليه بصوته الضخم رغم قصره : لا طبعاً .. لكن زي ما تعرف ان رئاستك للقسم كانت لـ وقت محدود .. وفي حال وجدنا الانسب بنحطه وانت تعرف هالكلام سابقاً ..
استعجب ايمن من كلام الدكتور عبدالله : وهل الانسب مني والأكفأ هو الدكتور سلطان ؟ .. كلنا نعرف أن الوظيفة هذي ما تناسبه ولا هي مجاله وحتى الطب ليس مجاله .. مع العلم أن من احد اسباب تركه للعمل كما قلتوا انتوا وهو في الاساس مفصول .. انه كان مريض نفسي بالاكتـ...
قاطعه الدكتور عبدالله بغضب : انت الحين تحقق معي في الوضع الجديد او تحاول تقول لي انك كاشف الحقايق اللي ما احد يعرفها غيرك .. الزم حدودك يا كتور أفضل لك , عشان ما تلقى نفسك مفصول ..
توجهه الدكتور عبدالله بهدوء واضح على هيئته الى مكتبه , تاركاً ايمن في وسط غله من الظلم كما يسميه في هذا المستشفى
توجهه ايمن الى مكتبه يشكو لمن يراه بأنه وقع في ظلم واخذ مكانه مريض نفسي ..


......................
في مكتب شوق و اسماء
أسماء بـ استغراب : اقولك والله سمعت .. توه الحين قالوا مريض نفسي
قالت وهي تسجّل بيانات اخر مريض لديها على الكمبيوتر : كل من راح لـ اخصائي نفسي سموه مريض نفسي .. اتركك من هالسواليف اللي مالها لزمه لو انه مريض نفسي ما عيّنوه
رفعت الهاتف الذي يرن بجانبها وهي تقول : هلا ... الآن ؟ ... حاضر
وقفت وهي تقول : بنت اجتماع مع المدير
وقفت اسماء وهي تقول : توقعين حليل نفس دكتور ايمن ؟
رفعت كتفها : هه اجل ايمن حليو ؟ يتهيأ لك
خرجتا متوجهين الى مقر الاجتماع ..


النور رفيقة الكل 18-07-18 08:50 PM

رد: عُذراً حبيبتي , شرقيتي تمنعُني
 


جلست على الكرسي برفقه طاقم عمل قسم العلاج الطبيعي
مرت نصف ساعه تماما من الانتظار , تعطّلت الاعمال بتأخر المدير الجديد ..
شوق بـ نرفزه لـ اسماء : راحت نص ساعه
تأفأت اسماء : أول الغيث قطره .. واضحة من البـداية..
شوق بـ استنكار : بس سمعتي وش يقولون .. كلهم يتكلمون بينهم وبين نفسهم انه مريض نفسي ! .. شكل الموضوع صدق يا بنت
أسماء : أقولك كلن يقول انه مريض نفسي وانه اساسا قبل لا يتـ..
قطع عليها حديثها دخول سلطان الى قاعة الاجتماعات
توجهت الانظار اليه , بـ ثوبه الابيض وغترته الحمراء , طويل يملك عرض في منكبيه الى حد ما , يرتدي نظارة طبية , له ذقن خفيف .. لم يتضح لها سوى أنه لا بأس بشكله رغم انها لا تقيم الاشكال
..
دخل وهو ينظر الى الطاقم , قال بصوت طبيعي : السلام عليكم ورحمه الله .. عذراً على التأخير
جلس على الكرسي وهو ينظر الى الطاقم
قال بـ صوت مسموع : انا مدير قسم العلاج الطبيعي الثابت , دكتور ايمن كان البديل .. الدكتور سلطان الجامح طبيب جراحة سابقاً و اتوقع الكل يعرفني هنا بما اني كنت دكتور من مدة طويلة في هذا المستشفى
نظرت شوق لـ اسماء وبصوت خافت جداً : كم صار له تارك العمل ؟
اسماء : يمكن سنتين .. او اقل
شوق : آه .. قبل لا نتوظف
بدأ الاجتماع التعريفي , واختتمه سلطان بكلمته : و من الآن اقول .. أي تجاوز يتم في داخل القسم وانا مديره .. لا يأمن عقوبة تجاوزه صاحب التجاوز لذلك .. انتبهوا مني واحذروني .. ولا تعتبروني مدير فقط , اعتبروني موقّع على اوراق الطرد قبل القبول .. وبالنسبة لموضوع المرض النفسي اللي انتشر في الهشيم مثل النار .. اللي بيتكلم فيه ممكن يصادف مني موقفين .. واللي يبي يعرف وش الموقفين .. يتكلم فيه , ونشوف واحد من المواقف
وقف وهو يقول بصوت مسموع : انتهى الاجتماع .. باشروا اعمالكم
خرج من مكتبه , وتعالت اصوات الطاقم
شوق بـ استغراب : غريب .. كلامه كان منطقي في الوسط لكن في النهاية خربها خراب .. حتى موضوع المرض النفسي هذا مفروض اذا انه طبيعي ما يتكلم فيها !!
اسماء : الله يكفينا شره .. ماني متطمنه له ابداً
خرج الى مكتبه وعلى وجهه ملامح جامدة , لكن داخله يشعر بالاكتئاب ذاته حينما كان هنا اخر مره .. هُنا حيث بدأ مشواره مع الطب النفسي , هُنا بداية عشقه ونهاية هلاكه .. هُنا في هذا المستشفى , سمع شهيق الارواح وهي تخرج من الابدان .. هُنا حيث انتهى كل شي , وبدأ كل شي
وقف وهو ينظر الى ايمن , يخرج اغراضه من مكتب الادارة
توجهه له وهو يقول : سمعت ان تعيني ماهو معجبك
وضع الكرتون الخشبي على الارض , نظر في سلطان : أي شي يصير من تحت الطاولة ما يعجبني .. خصوصاً لو كان مب كفو .. و ..
ابتسم سلطان ورفع حاجبه : و .. خريج الطب النفسي , زي ما نشرت في القسم قبل لا اجي .. عموماً انا خريج الامراض النفسية مسكت الادارة .. شل قشك عشان انقل ل مكتبي
دخلت المكتب امام اعين ايمن التي تشع غضباً ممّا حصل امامه

..
في أحد غُرف العلاج الطبيعي المخصصة لـ الضماد
شوق بـ ابتسامة : اليوم يدّك احسن بكثييير من اول ما جيتي
ردت المريضة : بس لسى احسها ثقيلة
شوق وهي تضع اللازق على يد المريضة : طبيعي انتي متعرضة ل كسر مضاعف في اصعب منطقه تجبر .. لكن بتخف عليك تدريجياً .. استمري على الابر والتمارين في البيت
ابتسمت لها المريضة : ان شاءلله
توجهت الى المريضة الاخر .. لفّت برأسها وهي تسمع صوت امرأة مسنه يعلو
توجهت لـها وهي تنظر الى المرأة : ايش فيه يا أمي ؟
المرأة المسنه بغضب : اقول لـ هالمهيبيله مانيب ماخذه هالابره وتبي تغزني اياها بالغصب
اخذت ورقة الابرة من الممرضة وهي تنظر الى المسنه : بس يا يمه انتي لازم تاخذين ابرة الهشاشه ولا عظامك ماتقوى على الادوية اللي تاخذينها
المسنّة بقلة حيلة : تقول زوجة ولدي انها غالية و ولدي يا بنتي يالله يعيل نفسه وعياله
نظرت الى المرأة المسنة بـ استغراب : ماهي غالية يا يمه
المرأة المسنة : تقولي بـ الف وميتين و واليدي راتبه ست الاف يا امتس توجع هالالف في كبده
قالت بـ استغراب : الف وميتين ! الابره بـ اثنين وخمسين بس يا امي
حاولت اقناع المسنّة بـ اخذ الابرة إلا انها ترفض خوفاً من أن هذه الاخصائية تكذب عليها لـ مصلحة المستشفى
شعرت بـ قهر شديد من زوجة الابن هذه ! .. هل يعقل أم ان ما تقوله المسنة سوء فهم
خرجت تبحث عن زوجة الابن التي قالت المسنة انها برفقتها
وقفت وهي تسمع وتنظر امامها لـ المرأة التي تجلس على الكرسي امامها وتتكلم في الهاتف : ..... تحسبينها يا هيفا قالت لا ماراح اخذها وليدي يالله تكفيه المصاريف .. دخلت الضماد جعل عظامها للكسر بتاااخذها .. اييه ... من سبع الصبح وانا معاها ما تشوفيني منفسه .. وللحين ماخلصت شوفي الساعه كم مدري متى بيمديني على عزيمة سوسن .. .. ايي جبت صينية تشوكلت ب اربع ميه واربعين ريال ... ايه عادي شدعوه ..
لم تتمالك نفسها ابداً كـ عادتها توجّهت لـها وهي تقول : انتي المرافقة مع عايشة زيد ..
وقفت وهي تهز رأسها ببرود , وفي فمها لبان تمضغه وتشرب من كوب القهوة الذي بيدها : انا هي ... خلّصت
شوق بـ محاولة ضبط اعصاب : رافضه تاخذ ابره الهشاشة .. تقول انها غالية بـ الف وميتين .. فعلاً بـ ألف وميتين ؟ انا ماعندي خبره في اسعار الابر ... جيت اسألك عشان اشوف اعطيها الابره او لا .. لانها لازم تاخذها في مغذي لمدة ساعه ونص
ردت عليها : مدري بكم سعرها .. بكيفها تبي تاخذها خل تاخذها بس بليز تأخـ...
لم تتمالك اعصابها بعد , تدخّلت في ما لا يعنيها رُغـماً عنها , قهراً على تلك المسنّة التي تخاف على نقود ابنها من إبرتها , وزوجته تبعثرها في شيء يقل أهميه : انتي اللي قايله لها ان الابره غاليه وهي سعرها اساساً بـ اثنين وخمسين ريال ما تجي نص سعر كوب القهوة اللي معك , خايفة تاخذها عشان ما تنحسب على ولدها وتطلع غالية عليه وتكسر ظهره .. وحضرتك زي ما سمعت جايبه صينية تشوكلت بـ نص سعر الابرة الافتراضية .. ممكن تدخلين وتقولين لها تاخذها
رفعت حاجبيها بغضب , تمضغ لبانتها بعجرفة تامة : عفواً وانتي وش دخلك .. انتي هنا تعطين الابر بس مالك دخل في اللي بيني وبينها
رفعت اصبعها بغضب : انا هنا اخصائية .. ماني اعطي ابر .. ادخلي اقنعيها لو سمحتي .. عظامها ما تتحمل أي فايروس يجيها يدمر عظامها اكثـر لازم تاخذ الابرة
ردّت بـ غضب : جعلها ما خذتها وش علي لو تكسرت عظامها انا جايه معاها عشان زوجي قال .. وبعدين انتي وش دخلك صدق .. مديرك وين انتي ؟
ارتفع صوت المرأة وهي تسأل عن المدير وكل من مر ينظر اليها بـ استغراب
..
يأخذ دورة في القسم , وبرفقته أحد الدكاتره الموجودين في القسم
وقف وهو يسمع صوت المرأة التي تسأل عنه
توجهه لها وهو يقول بـ اسلوب هادي : انا المدير .. ايش اللي حاصل ؟
نظرت شوق الى المدير: حضرتك اللي حصـ..
نظر اليها : ما وجهت لك الحديث .. انا اسأل اللي تبغى المدير
نظرت اليه بنظرات طبيعة رغم استفزازها من الاسلوب : معليش ..
نظر الى المرأة بمعنى تحدثي
قالت المرأة ما حصل بغضب شديد
ثم نظرت اليها وهي تقول : هذا اللي حصل .. تصرف لو سمحت لأني اول مره اشوف مثل هذا الاسلوب
هز رأسه : ما يصير خاطرك الا طيب .. تقدرين تتفضلين
نظر الى شوق وهو يقول : من أول يوم لي دوام كذا يصير ! ..... تعالي مكتبي
شدت يداها بغضب محاولة كبت ما في داخلها : بس اعطيها الابره واجي
نظر اليها بنظرات باردة لكن صوته احد : ما سمعتي وش قلت .. تعالي مكتبي
نظرت اليه وهو يمشي , حاولت كتمان مافي داخلها لكن لا تستطيع اكثر
توجهت لـ ماكينة المشاريب , اخذت سفن اب زجاجي
توجهت الى الفناء الخارجي , شربت السفن اب بـ شربه واحده ورمت بزجاجته على الارض بقوّة تفرغ طاقة الغضب المكبوتة ..
هل يعقل ما يحدث في هذا المستشفى ! هل البشر لا يملكون صفة الرحمة ! الحمدلله ان الرحمة بيدك يالله وانت من تنزلها علينا .. الحمدلله
توجهت بسرعه الى مكتبه وهي تحاول قدر استطاعتها كتم غضبها ومحاولة السيطرة على مافيها , ويدياها تشدّها وترخيها .. من أكثر مساوئها أنها لا تتمالك نفسها أبداً سوى في غضب أو في فرح ..
طرقت باب المكتب , دخلت وهي تقول : السلام عليكم
لف كرسيه عليها : قلت لك تعالي مكتبي على طول .. قلت لك عطيها الابره بعدين تعالي ؟
جمعت كفّيها في بعضها وهي تحاول أن لا تستخدمهم في كلامها : ماكنت اعطي احد ابره
وضع أكواعه على مكتبه , و كفّيه تحت دقنه يسند وجهه عليها : اجل وش كنتي تسوين عشان تتأخرين كل هذا التأخير .
نظرت اليه بنظرات ثابته : كنت .. أشرب سفن اب
ضرب يده على الطاولة بغضب : تشربين سفن اب .. انتي جالسه تستصغرين عقلي ؟
شوق بدفاع : الصراحة اني كنت اشرب سفن اب هذي الحقيقة مالها علاقة بالكلام اللي حضرتك تقوله
وقف وهو يقول بغضبه مريب على وجهه : ولا شي ممكن اعديه , لكن الشي اللي لا يمكن اعديه و اوقف عنده ان الواحد يستغبيك .... بكرة توزين على كل القسم سفن اب كـ عقاب لك و تقولين انه بسبب استغبائك للمدير و إلا .. ينخصم عليه الفين ريال
قالت بقهر وضح على صوتها : الفين ريال ! سببها ايش استغفال لك .. انا ما استغفلت حضرتك انا شربت السفن عشان اكسر قزازته وافرغ غضـ.
صرخ عليها : ماسمحت لك بالتبربر أولاً .. ثانياً توزعين سفن اب على كل القسم بكرة والمناسبة استغبائك للمدير .. ثالثاً المسستشفى فيه اخصائين اجتماعيين لهم وضيفتهم ولهم دورهم وانتي مالك أي علاقة بحالة المريض الاجتماعية .. لو تكرر اللي صار اليوم وتدخلتي في شئن من شؤون المرضى الاجتماعية بتحاسبين اشد الحساب .. من أخطأ يتحمل نتيجة خطاه
نظرت اليه بنظرات دفاعية هجومية : انا ما أخطيت عشان أتحمل خطأي
رد عليها بنفس الصوت : اخطيتي .. وغلطتي غلط كبير .. لا تنكرين خطأك افضل لك لأنك لو أنك انكرتي خطأك ماراح يحصل لك طيب
سكتت وهي تنظر في عيناه : تأمر بشي ثاني ولا اقدر اطلع ؟
قال بنفس النظرات : تعترفين بخطأك
رجعت للخلف وهي تقول : دامك ما تبي شي .. بالأذن
خرجت من المكتب وهي مغلوله من الداخل منه , توجهت لـ سلّم الطوارئ جلست على , وضعت يدها على رأسها بجنون .. بالفعل مريض نفسي
ما واجهت اليوم مرض نفسي ليس الا .. سفن اب ! توزعه على الطاقم وتعترف بخطأها لكل من في الطاقم .. جن .. قد جن أو خصم الفين ريال ! ضربت بيداها على فخذيها بقهر , هل من في الداخل يجلس على كُرسي المدير حقيقي أم لا ...
فتحت اسماء باب سلّم الطوارئ وهي تعلم أن صديقتها تجلس هُناك
قالت بـ اهتمام : شوق .. وش اللي صاير .. القسم يتكلم عن اللي صار
نظرت شوق الى اسماء بقهر : مريض الله ياخذه .. حسبي الله نعم الوكيل
حكت شوق لـ اسماء ما حصل مع المدير
ثم نظرت اليها بـ استفزاز ممزوج بلكنه الغضب : أنا اوزع سفن اب على القسم واقول انه عشاني اخطيت على المدير .. هذا أسلوب ... ولا يخصم علي الفين ريال ... الفيــــــــن جعله الوجع.. يارب ... في روضة حنا يا اسماء !!!
عضّت اسماء شفتها السفلية : من جده .. وش تقولين لـ القسم هذا عشاني غلطت على المدير
أصبح وجهها احمر , احتقن من شعورها بالقهر اتجاهه : مستحيل لو يخصم راتبي كله
اسماء بـ غضب : تستهبلين .. و يخصم من راتبك وانتي تحتاجينه
وقفت شوق وهي تقول بغضب : والله ما أوزّع سفن اب لو انفصل من المستشفى
خرجت من السلّم وهي في غاية غضبها الى منزلها
وبقيت اسماء جالسه على السلّم , تعرف جيداً أن شوق يستحال لها أن تفعل كما قال المدير المريض ..
مسحت على وجهها بتفكير
رفعت هاتفها تتصل على سوبرماركت المستشفى : أبغى اثنين كرتون سفن اب ....... قسم العلاج الطبيعي مكتب خمسة ....... كوكلي بليز
وقفت متوجهه لـ الخارج
نظرت الى حصه التي تستند على الجدار وتقول بعدم اهتمام : بتوزع بنت النعمة سفن اب على القسم
أسماء بـ استفزاز : خليك في حالك ..
توجهت الى المكتب , وهي تحاول انقاذ صديقتها من مأزقها .. سمعت عن هذا المدير الكثير , تناقض في ما سمعته لكن الأصل .. انه يعاني من اضطرابات نفسيه ..
حاسبت على السفن اب , نظرت الى الساعه انتهى موعد عملها اليوم
خرجت من المكتب واقفلته متوجهه الى منزلها وفي الغد قبل قدوم شوق ستقوم بتوزيع السفن اب
....................


النور رفيقة الكل 18-07-18 08:51 PM

رد: عُذراً حبيبتي , شرقيتي تمنعُني
 


في مكان أخر , اشبه بحديقة الجنّة
مكان يتسع لـ آلاف الزهرات على هذه الارض التي تزهو بالعُشب الاخضر , ورائحة المياة الممزوجة بالتربة الخصبة والجاهزة لـ الزراعة , حيث الهواء النقي البعيد كلياً عن رائحة المصانع التي تعج بها المناطق السكانية , حديقة خضراء لم تأثر بها اجواء الرياض الحارة والمغبرة ابداً , الفين متر للطبيعية فقط في هذه الفيلا الواسعة جداً وخمس مائة لـ مبنى دور ارضي واسع فقط لمن يسكن هذا المكان الاشبه بالجنّة , هُنا حيث تصنع اجبان يدوية , و تقطف ثمار طازجة , وتروى بهائم كثيرة , هنُا وكأنه في أحدى قرى الرياض وليس مدينة الرياض
الساعه الرابعة عصراً
يقف ذلك الرجل الذي يبدو على جسده الصحة تماما بـ عضلاته الواضحة وطوله الفارع وصدره المرتفع , وملامح وجهه المشدودة رغم وجود التجاعيد التي تدل على كبر سنّه , وشعره الممزوج بلون الصغر ولون الكبر .. يرتدي بدلة رياضية بنصف كم و شورت الى اعلى الركبة بقليل

صرخ بصوته العالي : يا سلـــيم .. من تحت دّخلها من تحت .. كم مره أعلمك
نظر الى ساعة يده , توجهه لـ الداخل وهو يقول : أم كامل .. أم كــامل
ركضت السيدة أم كامل : أمرك ابو خالد ..امرك
نظر اليها : البنات ما قموا ؟
ام كامل : تالا ما نامت الا الساعه تمانيه الصُبح .. وغادة صاحية من الظهر
هز رأسه بـ قلة حيلة : تالا ما ينفع معاها شي
توجهه الى غرفة ابنته التي من صلبه وهو يطرق الباب : تالا .. يا تلّه قليبي .. تالا ..
فتح الباب , نور الغرفة مضيء
نظر الى السرير فارغ ..
توجّهت عيناه الى الباب الاخر الذي يفتح على جنته التي توجد في بيته
توجهه لها .. هرع الى بنته وهو يراها رأسها بالأسفل و قدماها الى الاعلى بـ تصلّب : تالا .. تالا
سحبها وهو يطرحها على الارض
قالت تالا بغضب : خربت يوقتي .. كنت اسوي يوقا
ضربها على رأسها : هذي يوقا .. هذا هبال
وقفت تالا وهي تحك رأسها بألم : احس الدم يرجع في راسي اول مره اسوي كذا
قال بغضب : وانتي متى تتوبين من حركات الهبال هذي
ردت على والدها : هذا تأمل يا بابي .. كذا تسكت و تسوي علاقة صداقة بينك وبين الحياة عشان تعـ..
رد عليها : أقول .. عضي على شحمة وانا ابوك ابرك لك لا اصفي حياتك الحين
ضحكت في وجهه والدها : كل الرشاقة هذي والعضلات و الجسم المشدود ولا تعرف باليوقا .. شكلها منظر بس ولا القالب ماهو غالب
بسرعه البرق حملها وهو يقلبها رأساً على عقب : القالب ماهو غالب يا بنت مطر ...
صرخت بصوت عالي : غالب .. وربي انه غالب .. رجعني راسي يعورني
رفع حاجبه : هذي يوقتك يا بنتي ..
رفعها بسرعه وهو يغمز لها : ابوك شباب طول عمره ...
ابتسمت وهي تقبّله في الهواء : اللي يقول غير الكلام هذا .. لا تصدقه يا روحي
ابتسم : وين غادة
زمّت شفتاها , ثم نظرت الى والدها: مالقيت الا انا تسألني عنها .. في نـار جهـنـم ما اعرف وينها ..
قال بحزم : كم مره اقولك تكلمي معها زين
توجهت الى داخل الغرفة وهي تبتسم بعد اكتراث رغماً عنها : أكلمها زين .. بس اقولك مدري عنها
خرج ابو خالد *مطر* الى غرفة بنت اخاه المتوفي فتح باب الغرفة وهو يقول بلطف : غادة .. وينها حبيبة عمها
أبتسمت وهي تنظر اليه : هلا عمي موجودة ..
توجهه الى الفناء الخارجي ابتسم وهو يرى غادة تجلس على مكتبها الخارجي الذي تغطيه بـ مظله : وش تسوين ؟
وقفت : اقرى ..
نظر اليها بـ استغراب : مب بالعادة .. بالعادة اذا صحيتي تطلعين وتسلمين وش فيك اليوم
نزّلت نظراتها الى الارض وبصوت خافت : ولا شي
عرف مكنونها وما بها من أمر
قال بغضب : وش هي مسوية تالا
غادة نظرت الى عمّها و ثم نظرت الى الارض : ما سوت شي .. بس عادي نفس طبيعتها اللي دايم
أخذ نفس عميق : لا تضيقين وانا عمك تالا مثل اختك
خرج من غرفته وهو غاضب من تالا ابنته التي لا تترك غادة بنت اخاه في حالها دوماً
توجهه الى الصالة , جلس على الكنبة وأتت أم كامل بـ القهوة لـ أبو خالد
دخل ضاري ابن اخت ابو خالد *مطر* : مساك الله بالخير خالي
مطر : هلا .. تعال ادخل يا ضاري
دخل وفي يده كرتون خشبي : هذي البذور اللي طلبتها اليوم وصلت من اليابان سم ..
وضعها على الطاولة امامه وجلس مقابل لـ خاله : وش فيك .. كنك ضايق صدرك
تنهد مطر : وفيه غيرها راعية المصايب تالا
دائماً ما يشكي خاله من ابنته تالا , رغم انه لا يعرفها سوى بالاسم لا يعرف ماهي شخصيتها رغم عمله مع خاله في توزيع موارد المزرعة على اكبر المتاجر في الرياض بالتعاقد معها ..
رد على خاله : بيعينك الله يا خالي
نظر اليه خاله بطرف عينه : انا ماقلت لك قص هالشعر اللي على راسك
رفع شعره الى الخلف : ابشر .. بـ اقصه هالايام
مطر : سكّتني بس انت ..
نظر ضاري الى خاله : خال .. ترى الدور اللي كنت ساكن فيه يبيه صاحبه قبل شهر قالي فضّه وعطاني شهر ونسيت اقولك واليوم انتهت مدة الشهر .. وهالايام بقضيها سكن في الفندق اللي على الشارع لين القالي حولك مكان اسكنه واصير قريب منك ومن الشغـل
رفع مطر حاجبيه بغضب : وانت ورا ما تعلمني من أول لا جا وقت الموضوع قلت
ضاري : نسيت والله يا خالي نسيت
مطر بنفس الغضب : وش نسيت .. هالامر ينتسى ولا تستغبي علي انت ... جب قشك و أسكن في الملقط اللي برا بخليهم يحطون لك فيه سرير ولا تزيد الهرج والكلام الفاضي علي .. من أول اقول لك اسكن المقلط اسكنه وانت معيي
لم يرد ان يرد على خاله في حاله الغضب هذه لأنه يعلم أن خاله في وقت الغضب يصبح شخص عنيف الى ابعد حد ان تطلب ذلك
..
ارتدت عبايتها , وضعت طرحتها على شعرها وهي تدندن : الدنيا حلوه واحلا سنين بنعشها واحنا يا ناس عاشئين ننسا اللي فتنا .. آآه ونعيش حياتنا .. آه .. على الحب متوعديييين .. انسى
تهز اكتافها اثناء ارتدائها لـ طرحتها تنطرب على صوتها السيء اثناء الغناء , يعجبها وتحب الغناء به لو أن كل من في الارض رفض ذلك
اخذت حقيبتها من على السرير خرجت من الغرفة
نظرت الى غادة وهي تخرج من غرفتها وتنظر لها : وين بتطلعين
تالا رفعت حاجبها : مالك دخل .. لازم اقولك عشان تعطيني كرت الخروج ولا مفتاح السيارة ..
ابتسمت غادة وهي ترفع حاجبها : لا هذي ولا هذي .. مجرد فضول
تالا : فضولك خليه لـ نفسك افضل من انك تخلينه معي
غادة : هه ومن يقول انه معك
ضحكت تالا وهي تنظر اليها : انتي ... سيّو
نظرت غادة الى تالا بـ ملامح طبيعة لكنّها من داخل تحطب حطب نارها التي تشعلها هي بنفسها في كل مره تحادث فيها ابنه خالها ..
توجهت الى الصالة وهي تسمع صوت برفقة والدها .. يبدو أنه ضاري ابن خالها .. اقتربت من الصاله وهي تبعد عن مرئ من في الداخل
قالت بصوت مسموع : بابي .. انا بطلع تامر على شي
لم تحسن اختيار الوقت فوالدها غاضب منها هي أكثر من غيرها
قال بصوته الغاضب : على وين .. تعالي .. تعـــــــالي امشي ما تسمعين الكلام
استغربت من صوته و اسلوبه .. هو لا يغضب عليها هكذا
دخلت مهرولة بخوف : وشو يبه .. وش فيك معصب
شد على يديه ضاري وهو ينظر لـ تالا , ثم نظر الى خاله بسرعه وكأن نظرته كانت عابرة بقوّة
وقف وهو ينظر اليها : انا كم مره قلت لك لا تضايقين بنت عمّك .. كم مره اقولك البنت يتيمه مالها الا الله ثم انا
قالت بـ استنكار وسذاجة لم تحسن وقتها : وعبدالرزاق نسيته
صرخ عليها بغضب : أنتي مافيك عقـــل .. اخوها وينه اللي يشتغل برا .. كم مره يا تالا حذّرتك
قالت بـ استعجاب ممزوج بالخوف : بس انا ما سويت لها شي ابد
فتح عينيه بغضب في عينين ابنته : كل شي اتقبله الا انك تكذبين
حاولت تذكّر مافعلته بسرعه , لكنها بالفعل لم تفعل شيئاً : انا ماسويـ..
صرخ عليها بغضب : يعني تـــكذب عليك
يشعر بأنه في موقف محرج لـ أول مره يرى خاله بهذا الغضب مع ابنته التي يتضح انها فعلت شي بغادة قوي
تريد ان تتكلم , لكن لسانها لا يقوى الكلام .. صوت والدها وغضبه عليها كانا اقوى من أن ترد او ان تقول كلمة واحدة حتى
نظر اليها والدها بنظرات قوية : روحي طيّبي خاطرها ولا تعيدينها عليها اللي يعصب بغادة يعصب بي اللي يزعّلها يزعّلني واللي يريحها يريحني .. فهمتي
كسرت نفسها كلمة والدها , هو لا يعلم غطرسة غادة ابداً هو لا يعلم ما الذي يدور بين البنات في ما بينهم .. الذي يغضب غادة يغضبه والذي يزعل عادة يزعله , والذي يريح غادة يريحه .. وانا ؟ انا التي من صلبك , انا ابنتك ليس غادة , انا من انجبتها ليس غادة
لم يتّضح تأثرها بالموضوع على وجهها , قالت بـ صوت مكابر قوي : ان شاءلله .. بس ما سويت لها شي
توجهت الى غرفتها وفي عيناها الدموع تحاول عدم الانفجار بسبب ما حدث
نظرت الى غادة التي تنظر ايها بملامح طبيعية
دخلت تالا غرفتها واقفلت الباب , لم تفعل شي حقاً لـ تلك الحقيرة
جلست على الكرسي , وحقدها يزيد على تلك الكاذبة غادة
فتحت باب غرفتها وتوجهت لـ غرفة غادة
فتحتها بتهجّم وهي تقول بصوتها العالي : وش سويت لك عشان تشكين لـ ابوي منّي
وقفت غادة التي كانت تنظر الى شاشة جهازها اللوحي : ما شكيت
أشّرت تالا الى اتجاه الباب : واللي يقوله ابوي .. من وين
ابتسمت غادة وهي تنظر الى تالا : عمي يحس فيني وبضيقتي .. و ما سألني عن سبب ضيقتي على طول حط السبب عليك ..
رفعت كتفها : وش اسوي يعني .. مالي خلق ابرر
لم تتمالك نفسها , غضبها على تلك المستفزة اعمى بصيرتها
توجهت الى سرير غادة , اخذت جهازها اللوحي ورمته بقوه على الارض
شدّتها من كتفيها وهي تهزّها بقوة : لا تحارشيني .. لا تكذبين على عشان ما اموّتــك ولا تنسين نفسك .. ولا تفرحين ان ابوي يعطيك وجهه واهتمام اكثر مني .. انتي في النهاية يتيمة يخاف الله فيك اكثر من انه يخاف الله فيني
صرخت غادة : فـــــــكيني .. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .. فكـــــــــــــيني
تركتها تالا وهي تنظر اليها بقهر : وشو .. عوّرتك ... احســـن تستاهلين وهذا شوي من اللي بيجيك اذا ما تعلمتي كيف تعيشين مع نفسك بس
دخلت غرفتها وهي تشعر براحة ورضا مما فعلته لـ تطفئ به كومة القش التي اشتعلت في داخلها , كون نارها انطفأت لا يعني ذلك أن دخان ذلك النار لن يترك اثر السواد في داخلها
.........
يجلس على الكنب بعدما توجهه عمّه الى الداخل اثناء سماع ارتفاع الاصوات ..
عقد حاجبيه وهو يسمع حديث غادة المنهار مع عمّه , هل يعقل أن اليتم اصبح عيب .. !
تالا , تعاير غادة بيتمها .. يال سخافة البنات
...
وقف مطر امام غرفة ابنتها وهو يقول : أطلــعي يا تالا .. أطـــــــلعي
غادة وهي تبكي : عمي .. خلها الله يخليك عشاني خلّها
صرخ بصوته العالي : الوعد باقي بينا يا تالا .. هين وانا ابوك هين ان ما عدت تربيتك ..
عاد مطر الى الصالة و وجهه مسود مما حصل
زم شفتيه وهو مستغرب مما حدث امامه .. كل هذا الغضب يظهر على ابنته !
ابتسم في وجهه خاله : خبري انك تدلعها .. وش اللي طلع اليوم
مطر وهو يمسح رأسه : خربانة .. خربتها بدلعي فيها
وقف وهو يقول : انا بطلع تامر بشي
قال بنزره : جب اغراضك للمقلط
ضاري بسرعه : ابشر بس لا تعصب داخل على ثم عليك
اشر بيده مطر لـ الباب : اطلع لا تخليني اطلع الباقي في شعرك
خرج وهو يضحك , شعره دائما ما يغضب خاله مع انه شعر طبيعي طويل الى بداية اذنه وابداً ليس به نعومه لكنّه متجعّد متساقط على انحاء وجهه ودوماً يضع الباند عليه ليدسّه عن خاله
..
يوم أخر ..
في منزل شوق
امام المراه الكبيرة في المدخل
وهي تعدّل شعرها لـ تضع عليه الطرحة , وتشكو لـ اختها الاصغر منها سارة : سفن اب اوزعه ... يستهبل حنا في مدرسة مب في مجال طبي ... قاهرني يا سارة بـ اموت منه حسبي الله عليه
سارة تتكأ على باب الدخل وهي تضحك بشدّة وتمسح دموعها من البكاء : وزعي السفن اب .. وقولي هذا عشاني استغبيت على المدير .. ههههههههههههههههه
نظرت شوق الى سارة : يا شينك سخيفة , والله لو اني رايقه لك لـ أعلمك السخافة هذي شلون تتمثل لـ واقع
نزلت من الاعلى ديمة متوجهه لـ المطبخ بلا أي فعل
شوق وهي تأشر على ديمة : ماراحت هذي المدرسة
سارة وهي تنظر الى المطبخ : تقول والله ما اروح الا لما تتسدد الرسوم
شوق توجهت لـ المطبخ : ديمة .. خير ان شاءلله ليه ما رحتي المدرسة
ديمة وهي تأكل من صحن الكورنفليكس : ماراح اروح الا لين تتسدد الرسوم
جلست شوق امامها : بتسسدد ان شاءلله لكن الدروس لا تفوتك هذي ثانوية مب لعب عيال
ديمة : وانا قلت لك ماراح اروح الا لين تتسدد الرسوم
صرخت شوق فيها بغضب : من وين ... من كنزي اللي تحت سريري ولا من حسابي اللي في البنك مليان ملايين وانا مخبيتها عنكم ولا من المارد اللي اذا حكّيت الابريق طلع لي وقال لي وش تبين احقق لك امانيك يا شوق.. قومي ألبسي مريولك وروحي لـ مدرستك لو جيت ولقيتك ما رحتي يا ديمة ماراح يحصل لك طيب والله العظيم ماراح يحصل لك طيب ..
مسكت سارة شوق وهي تنظر الى ديمة : بتروح بتروح ... اهدي و روحي دوامك
نظرت ديمة الى شوق : ماراح اروح الا لين تتسدد الفلوس
صعدت الى غرفتها بغضب
نظرت شوق بغضب الى سارة : أقسم بالله لو جيت ولقيتها ما راحت مدرستها لـ أقوّم الدنيا عليها .. اليـــــوم فيه دورة تدريبيه على القدرات خليها تروح قبل لا أروّح روحها
اخذت روبها لـ العمل وخرجت بغضب شديد من اختها التي لا تبالي بمصلحتها , نزلت دمعتها غصب عن ارادة عينها .. لا تبكي الا نادراً هذا ما علّمتها الحياة اياه .. حسابها يوجد به ثلاث الاف فقط .. وبقي على الراتب لـينزل مره اخرى ثمانية عشر يوماً .. و الرسوم اثنان وعشرون الف .. كيف تدبّرها و على عاتقها قرض السفر .. جلست على الرصيف وهي تنظر الى مستشفى الجامح الكبير , وفي داخلها صراع شديد .. تتمنى الطيران عالياً بعيداً عن كل تلك المصاعب التي على عاتقها , بكت اخيراً وهي تتذكر سماعة اذن والدتها التي لم تعد تعمل , سعر السماعة فقط بـ 800 ريال .. اعني يالله مما يفعله الزمن بي وبشبابي ..
وقفت وهي تمسح دموعها عن وجهها , قطعت الشارع السريع , دخلت الى المستشفى وهي تفكر أن تأخذ من بنك تسليف الموظفين
وقفت وهي تنظر بـ عدم تصديق الى السفن اب الموجود في كل مكان , تتمنى أنه ليس الذي يدور في ذهنها الآن
مرّت من عندها الممرضة الفلبينيه وهي تقول بمزاح : this problem is good , because we drink 7up for free
( هذه المشكلة جيدة , لانّا نشرب السفن اب مجاناً )
وضعت يدها على فمها وهي ترى اهانتها في جميع القسم , يال الخيبة .. يال الوضاعة
توجهت بسرعة الى مكتبها والسفن اب في كل مكان بلا مبالغة
دخلت وهي تضع يديها على وجهها : اسماء .. السفن .. من موزع السفن
اسماء : انا وزعته .. بلا زعل تكفين , مصلحتك اهم من أي شي ثاني
قالت بـ انفعال : ليــــــــه .. ليــــــــــه يا اسماء ... حرااام عليك , والله حرام .. اهون علي انطرد ولا اوزع سفن اب
جلست على الكرسي وهي تضع يديها على وجهها , بكت كثيراً انهارت ودموعها تتساقط وكأنها في سباق الجري
تراكمات داخليه واخرى خارجية تثقل كاهلها بما لا طاقة لها فيه
اسماء بـ رجاء : تكفين لا تبكين .. والله لمصلحتك ..
نظرت شوق الى اسماء : مصلحتي توزعين سفن اب في المستشفى عشان تفكيني من عقابي .. يارب
جلست اسماء مقابل لـ شوق , تحاول تهديها مما فيها .. هي تعلم ان بكاءها اكثر من موضوع السفن اب بكثير
...........................
لم يغادر المستشفى , ينام في مكتبه ويصحو فيه .. له منزل في الرياض لكنّه لا يشعر براحة فيه , كل ايامه السابقة توجد في هذا المنزل الكئيب ..
نظر امامه وهو يفكر المريض الذي تكلّم عنه سامر مكتوب في ملفه أن توفى بسبب توقف القلب اثناء العملية , ولا يوجد ورقة تفيد تبرعه بـ اعضاءه .. ولم يشّرح حتى , لا يوجد أي دليل في يده أن هُناك سرقة اعضاء .. لكن غياب سامر مخيف .. سأل عنه قالوا سافر بشكل مفاجئ .. حاول التواصل معه لكن لا فائدة
فتح ملفات جميع مرضاه الذين كانوا يتوفون بشكل مفاجئ رغم ان عملياتهم تكون بسيطة , وبعد اجراء العملية يخرج هو منها ويترك الافاقة لـ اطباء الافاقة .. لكن بعد ذلك يكتشف انهم توفوا بأسباب تقع على عاتقه كلها
رفع هاتفه وهو يرى الساعه , السابعه والنصف صباحاً
اتصل على صديقه الذي يعمل في جوازات منطقة الرياض : هلا ابو راشد .. كيف الحال ......بخير الحمدلله ....... ابو راشد بغيتك بخدمة لي صديق لا زميل دكتور في المستشفى غايب له فترة ولا له استقاله عندنا يعني شبه متخفي , ابغاك تشوف لي هل هو مسافر او انه موجود في المملكة ... برسل لك اسمه كامل والرقم المدني و رد على بأسرع وقت ... الله يسعدك يا ابو راشد ما تقصر ... اردها لك وقت الحاجة ...... فمان الله
ارسل اسم سامر كاملاً و رقمه المدني وهو في حيرة من امره , اختفاء سامر يشككه بأن امراً ما قد يحصل ..

ارتدا ثوبه الجاهز وغترته وخرج الى فناء قسم الجراحة ..
نظر الى السفن الذي يشربه الموظفين ..
وهو يعلم أنها ستفعل ذلك .. كان عقاب مهين .. لكن لتكن عبره لـ غيرها
خرج من المستشفى يبحث له عن مكان قريب لـ فطور خفيف
رفع هاتفه بعدما سمع صوت الرسالة
عقد حاجبيه والاستغراب يتّضح على وجهه , سامر لم يغادر المملكة قط وكانت اخر سفرة له الى دبي في عام 2014 .. !
!
مالذي يحدث هُنا .. يوجد خلل شنيع يغيّر مسار جميع افكاره ..
عاد الى المشفى , كيف يحصل على ارشيف العمليات في يوم 31 ديسمبر من 2014 ليلة 1 يناير 2015 ! ..
دخل الى مكتبه وهو يفكر , عمّه مستغرب جداً من عودته الى العمل في مجال الادارة , والاعين عليه ستتفتّح .. و هناك من يسرق اعضاء المرضى ! .. كيف لهذه التجميعات ان تتم في رأسه بدون ألم ..
لا يريد تشكيك احد فيه اطلاقاً , ويريد ذلك الارشيف في اسرع وقت .. وقاعدة بيانات السابقة يزمه رقم سري للاطلاع عليها , وفي هذا الاساس عمله لا علاقة له بـ بيانات المرضى ..
وضع يده على رأسه .. ما العمل
..................


النور رفيقة الكل 18-07-18 08:53 PM

رد: عُذراً حبيبتي , شرقيتي تمنعُني
 



فتح عينيه ونور الشمس سقط وسط عينه ..
تثاوب بنعاس , وهو يرى الساعه الثامنة والنصف صباحاً
نظر في مكان نومه الذي لم يعتد عليه بعد , خاله عجيب كما يقول دوماً ..اثاث جديد بـ اكياسه كما يقال , في كم ساعة فقط جهّز غرفته وكأنها مخططه من قبل , ولم تكن يوماً *مقلّط *
لكن ينقصها ستائر , كثيرة النوافذ هذه الغرفة , والنافذة الزجاج الامامية الكبيرة تريد ايضاً ستارة كبيرة رغم أن من في الخارج لا يرونه ..
نظر الى الامام , منظر مريح .. خضار يسر العين
وقف وهو يرتدي الشورت فقط امام النافذة الزجاجية الطويلة التي تقع في منتصف الجدار الاسمنتي
عقد حاجبيه بـ استغراب
وهو يرى من بعيد , شخص يجلس في وسط العشب و يبدو عليه التصلّب
نظره لا يساعده كثيراً , لكنّه لم يبالي
دخل الى دورات المياة , تروّش وخرج يرتدي ملابسة
بنطلون قطني اسود بخطّين من الجانب الايمن باللون الابيض , وتيشيرت ابيض .. وشعره الطويل المبلول تركه كما حاله دوماً مبعثر ..
فتح حقيبته وهو يبتسم , يستحيل له ان ينسى رفيقة الحقيقي منذُ أن طال شعره .. استشوار الهوا
وضعه في الموصّل ونشف شعره , انتفش شعره .. نظر في المرآه
و وضع عطره , وخرج الى الخارج ..
الشخص المتصلب لازال موجود في وسط الحديقة
..
لم تنم من الامس , واعصابها لم تهدأ .. انتظرت الصباح الباكر لـ تستشعر الطاقة الإيجابية في هذا المكان الذي يعج بالسلبية في الداخل
لم تكن تؤمن بقوّة الطبيعة في سلب كل الطاقات السلبية
لكنّها الآن تقدّس ما يمسى باليوقا , تقوم بها في كل وقت شعرت به في الضيق .. تسمع موسيقى التأمل وتطير في داخلها برفقة افكارها ..
ترتدي روب قطني ثقيل, وتضع قبعته على شعرها .. فـ الحديقة في الصباح قد يدخلها العاملين ..
فتحت عيناها بعد انتهاء التأمل , رجعت للوراء بخوف وهي تقول : بسم الله .. بسم الله
رفع يديه بسرعه : مب قصدي .. بس قلت من هذا اللي جالس هنا
نظرت اليه وقلبها يخفق بشدّة الى الآن .. كان يقف امامها بشعره المخيف و نظارته الشفافة التي تأخذ نصف وجهه
وقفت وهي تنظر اليه بـ استغراب :.. ضاري .. بسم الله
هز رأسه , ثم قال : استغربت من اللي جالس بلحاله في هالصبح معليش اذا خوّفتك
نظرت اليه من الاعلى لـ الاسفل .. زفرت نفسها وتوجهت الى الداخل , لا تريد أي حديث في هذا الصباح الباكر
رفع حاجبيه وهو يقول بصوت شبه مسموع ومستغرب من نظرتها التي تبدو كنظرة محتقرة نوعاً ما , رفع كتفه بـ استغراب لكن لم يعطي الموضوع أي تفكير لاسيما انها تبدو شرسة كما تبدو له
توجهه الى باب المطبخ , ونظرتها مستفزته .. يبدو انها تالا .. اعان الله غادة بالفعل !
طلب من ام كامل الفطور , وجلست بالقرب من المطبخ في الطبيعة ينتظر فطوره
..
استلقت على سريرها بعد ما اغلقت كل الانوار ..
وفي داخلها تحسن كما تشعر بعد تلك اليوقا , رغم ان بوجود غادة لا شي سيتحسن .. تنهدت قليلاً وتفكيرها منشغل , مالخطوة التالية في هذه الحياة مع غادة ..
ابتسمت متجاهلة كُل تفكيرها , يجب ان تنام اليوم ستأتي ابنة اختها المتوفية جود اليها ..
..
قبل قليل
في الغرفة المجاورة , تسرّح شعرها القصير الى اخر رقبتها , وصوت موسيقى فيروز يغني في غرفتها , نظرت الى الساعة ..
خرجت الى المطبخ بـ بجامتها الزرقاء وهي تقول : ام كامل .. ابغى فطور
ام كامل : ان شاءلله .. هلّا بحطلّك ..
غادة وهي تأشر لـ الفطور : هذا لمين ؟
ام كامل : لـ ضاري .. امبارح انتقل هون في الغرفة اللي برا ..
تلعثمت قليلاً : آه .. ضاري .. بيفطر هنا ؟ او .. برا ؟
ام كامل : برا بدو يفطر
هزّت رأسها : اوكي .. انا بروح لـ غرفتي واجي اذا جهز الفطور
دخلت الى غرفتها , بحثت عن روبها الطويل لـ تخرج به ..
اخذته و ارتدته , وضعت القبعة على رأسها , شكلها يبدو اقل جمالاً حينما تخبأ شعرها , اخرجت بعض من خصلات شعرها على وجهها , نظرت الى المرآه وهي تبتسم تنظر الى شكلها كيف يصبح , وضعت بعض من نقط الروج الفاتح على شفتيها وخرجت الى الخارج تتمشى وكأنها لم تنتبه لـ ضاري الذي يشرب من كوب الشاي الذي بيده
نظرت اليه , اقتربت منه وهي تقول بـ استنكار مصطنع غير واضح : انت .. ضاري
رفع رأسه وهو يشرب من كوب الشاي امامه : ايه ..
ابتسمت وهي تنظر اليه : انا .. غادة اذا تذكرني
ابتسم بلطف لها : اذكرك اكيد ..
غادة : اا .. شفتك جالس واستغربت لان الحين ما احد يجي .. ايش عندك مبكّر ؟
وقف من على الكرسي وهو ينظر اليها : امس نقلت اغراضي للمقلّط عمي .. اجبرني .. هذا اللي خلاني ابكّر
ابتسمت وهي تنظر اليه : آه يعني صرت من سكّان البيت
رد عليها : يعني تقريباً ..
هزّت رأسها وهي تبعد خصلات شعرها عن وجهها : حياك الله ..
ابتسم لها : الله يحيك يا غادة ..
ابتسمت وهي تنظر اليه ..ثم توجهت الى باب المطبخ الخارجي وهي سعيدة مما قامت به , لطالما كان يجذبها من اسمه الى اخره , يبدو كرجل أحلامها , دخلت الى غرفتها وهي تبتسم .. بداية جميلة لـ حلم اقترب للحقيقة ..
تتبّعها بنظراته , حلوه بملامحها الطفولة .. ابتسم وهو يتذكّر خاله والد غادة كان صارم قليلاً لكنّه يعكس على كُل من حوله الحنان .. لطالما كان يساعده في كل امر عسير عليه ..
وقف وهو يحمل فطوره الى المطبخ بعدما انتهى منه
..........................
تشعر بالخزي من نظرات القسم لها , وكأنهم ينظرون لها نظرة طفل اخطأ وتحمل نتيجة خطأه
وضعت الابر الصغيرة بعناية في اماكن متفرقة من كتف المرأة وعقلها شارد في ماحدث ..
بعد ما انتهت من ما تفعل
خرجت وهي تضع يداها في جيوب الروب الابيض
وقفت وهي تنظر الى حصّه التي على وجهه ضحكة وكأنها تشاهد رسوم متحركة
اقتربت منها وهي تضحك : شكراً على السفن اب .. تورطت اليوم ما جاب لي المطعم المشروب مع الفطور .. انقذني سفن ابك
ابتسمت في وجهها ابتسامة باردة : العفو .. كويس
نظرت الى شوق بنظرات استهزاء : المرة الجاية نبي بيبسي
نظرت شوق اليها : ان شاءلله ومعاها كروسان ..
عادت الى مكتبها وهي تشعر بـ صغرها في عين الموظفين .. كم هو محرج ما فعلته بها اسماء ..
جلست على المكتب , رفعت هاتفها .. سبع مكالمات من سارة .. شعرت بـ خوف يسرقها بسرعه , ها هي سارة تتصل مره اخرى
ردّت بخوف وهي تقول : سارة ايش فيه ؟
اتاها صوت اختها وهي تبكي بقوّة : ديمة .. ديمة يدها تصب دم كثير .. حاولت تنتحـر
لم تنتظر اختها لـ تنهي الحديث , تركت هاتفها على مكتبها وخرجت مسرعة تركض وكأنها تسابق الريح ..
تركض وكل من في القسم ينادون بـ اسمها لكنها لم تكن معهم , اختها ستفارق الحياة الا لم تسرع ..
إلا الموت يا ديمه .. لا تعبثي معه .. إلا الموت
ماذا رأيتي من الحياة انتي .. مالذي يجعلك تريدين مغادرتها بهذه البساطة !
وانا يا ديمة .. من لي غيرك انتي وسارة وامي !
نحن اخوات يا ديمة .. نحن اخوات ثلاث و أرواحنا تجتمع في روح أمي
لا تستطيع امي ان تعيش بلا تلك الارواح , وانتي تجعلين من انانيتك جحيم لنا ..
اشعر بالذنب يكتسيني يا ديمة .. مخطأ انا يا حبيبة روحي وابنتي التي لم انجبها .. اعذريني لو شعرتي يوماً بـ ذل , لو شعرتي يوماً بحزن , لو شعرتي يوماً بـ اهانة .. اسمحي لي هذه المرة فقط .. اسمحي لـي وانظري كيف حبي لك سيجعلني اضحي بكل ما املكه من اجلك انتي وحدك ..
سأحارب يا ديمة , سأحارب سالم لـ أجلك .. لكن ارجوك لاتنزلي الى الارض وتتلحفي بترابها .. الارض ليست راحة كما تضنين يا صغيرة , الارض وجعها يألم اكثر من ألمك الآن ..
كانت تركض , تقطع الشوارع بلا خوف على نفسها , فروحها في روح اختها لو غادرت اختها روحها , ستموت معها
فتحت باب منزلها وهي تصرخ بصوت عالي : ديــــــما .. ديــــــما
ركضت الى غرفة ديما و وجهها باللون الاسود ..
نظرت الى سارة وهي تبكي على يد ديمة .. تسمكها بقوّة
لا تريد دمها ان يخرج , اختها الاكبر لكنها دائماً اصغر في قلة حيلتها
تشد على يدها وتصرخ بـ اسمها , تترجّها بأن تبقى .. وتضم وجهها بيدها
تحاول منع ساحب الروح ان يسحبها من جسد اختها الذي اصبح ازرق تاماً ..
هزّها المنظر , كسرها الى ألف قطعة
ركضت الى اختها , وبجسدها النحيل حملتها وهي تصرخ بصوت عالي : ديـــــما ..
ركضت الى خارج المنزل وبين احضانها ديما .. وسارة خلفها بلا أي تستر .. ذهب عقلها مع اختها
يقطعان الشارع , وروحهما الاثنتين في تلك التي ستوشك على الموت
رغم نحالتها , وضعف جسدها الا أنها حملت اختها بين يديها , لم تشعر بـ ألمها بعد .. لأن ألم اختها غطاها بالكامل
دخلت الى المستشفى وهي تصرخ بـ أسم ديما ..
الطوارئ .. تركض اليها , تحمل ديما من بين يديها ..
تسقط على الارض شوق بتعبها , وكأنها حان اجلها .. بروبها الذي اصبح باللون الاحمر من دم اختها ..
و سارة التي تبكي بـ صراخ ..
كان يقف داخل رسبشن الطوارئ , يحاول البحث عن أي شي له علاقة عما يبحث عنه
صوت صراخ قوي , لف برأسه وهو ينظر الى باب الطوارئ
هذه .. اليست الاخصائية !


النور رفيقة الكل 18-07-18 08:55 PM

رد: عُذراً حبيبتي , شرقيتي تمنعُني
 


أنتهى جُزء بسيط , أتمنى أنه كان بمستوى يليق بـ قُرّاء مثلكم

نور .



خديجة أبوكردوغة 22-07-18 12:48 AM

رائع جدااااااا بداية موفقة عزيزتي بس عندي ملحوضة صغنونة إنك إتعمقي بالشخصيات أكثر لﻷنك اﻷحداث إلي مختاتها عميقة جدددددا وتختاري كلمات أكثر رشاقةوجمال لﻷن اﻷسلوب لي دور بجد حياتي أنا حبيت أنصحك لﻷن الرواية وفكرتها تستاهل ومتى موعد البارتات
سلام.
القدس ♡نبضي

Alessia Angel 08-03-19 02:45 AM

رد: عُذراً حبيبتي , شرقيتي تمنعُني
 
شكراااااااااا


الساعة الآن 08:01 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية