منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات غادة (https://www.liilas.com/vb3/f264/)
-   -   حصري طريق الأقناع - دونا هوكسلي ( من روايات غادة المكتوبة ) (https://www.liilas.com/vb3/t205451.html)

Rehana 13-12-17 12:45 PM

طريق الأقناع - دونا هوكسلي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
http://www.lovethispic.com/uploaded_...-Afternoon.gif

اليوم بنزل اليكم رواية جديدة اتمنى تنال اعجابكم
طبعا ترجمة نوعا ما سيئة حاولت اني اعدل في ترجمتها :toot:

الملخص

آن تعيش قصة خرافية. منذ لقائهم الأول شعرا تجاه بعضهما, تعارفا على بعضهما بهدوء وبدأ حبهما.
لم تكن تريد آن ان تشغل مارك بمشاكلها. لكنها كلمته عنها فيما بعد.
لكن ماذا سيكون رده لو علم بأن زوجته سارقة وسرقت من داخل عملها بعض الملفات التي تدين السلامة العامة؟ هل يعتبرها بريئة .. أم مذنبة؟


لا احل نقل جهدي وتعبي بدون ذكر اسمي Rehana و اسم منتديات ليلاس

اذا عجبتكم الرواية فلا تنسوا ان تضغطوا على ايقونة الشكر او التقييم

Rehana 13-12-17 12:47 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
روابط الفصول

الفصل الاول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس

الفصل السابع

الفصل الثامن

الفصل التاسع

Rehana 15-12-17 08:08 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
الفصل الأول
ابتسامة قاسية رسمت على شفاه اندريه فوستر الدقيقة بأظافر اصابعه المعصومة عن الخطأ, يعزف بصبر شجرة كايلي السميكة اللامعة .
"أرأيتي , آن الى اين يقودك هذا! ستجدين نفسك في موقع اصعب من ذلك, وستكونين المسؤولة الوحيدة عن ذلك .." بريق آلة حاسبة ظهرت في عينيه الباردتين الشاحبتين , في حين قطع بإلحاح وقح شبح الفتاة الممشوق امامه.منتديات ليلاس
القطعة العميقة التي كان يعزفها كانت هادئة. لا تسمع من الجهة الأخرى من الباب سوى صوت الآلآت الهادئ.
خرست من غيظها , آن هالبرن شحبت وهي تسمع تعابير معيبة فاضحة .

Rehana 15-12-17 08:09 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
قالت اخيراً , بصوت قاسي بغضون المفاجأة :
" هذا غير متوقع ! اعمل هنا منذ اربع سنوات , لم يغتنم احد الفرصة ليشفق علي, على العكس! اما أنت فقد وصلت الى هنا منذ ستة اشهر و ..."
" لكنني في الوقت الحاضر, اقطن هذا المكان , ويجب عليك ان تعتادي على هذا العمل من الآن فصاعداً" قالها بدون رحمة.
" انت هنا تتبعين تعليماتي , في حين لا يتراءى لي بأن لديك ضمير.. لقد صبرت عليك كثيراً, آن لكن كما قلت لك, أنا انتظر منك اية مساعدة, وإلا ستتحملين النتائج."
مسكت خوفها , فكرت آن محاولة بهدوء ايجاد وسيلة للخروج من هذه المصيدة الدنيئة التي التي قدمها لها . عينا أندريه فوستر بارزتان بشكل نصف دائري تترصد حركاتها , شعره مصفوف بانتظام يبرز صفح رأسه الأصلع. يرتدي هنداماً غامق اللون غير لائق على جسده الناصح ووجهه ملوح برسم معالم المواظبة , الذي يوحي صورة رجال الأعمال في سن الخمسين من يعتقد نفسه, قالت بمرارة . عدة سفاهات تختفي وراء هذه الواجهة المشرقة!
اليوم الذي حل به مكان توم غرين على رأس مستخدمي تحليل وابحاث ان - تي - او - ال, لاحظت نظراته القاسية, تعاملاته متسلطة, قاسية , ولاحظت ايضا انه سيكون سريع الغضب لكن منذ شهر فقط استطاعت ان تفهم انه رجل خطير.ريحانةمنتديات ليلاس
منذ اليوم الأول الذي دعاها الى العشاء بطريقته الدكتاتورية المرعبة. هذا ما توصلت اليه , نفسيته الرديئة كانت تؤكد ذلك!
" والآن , آن انتظر اجابتك , واتمنى منك مجهودك الخاص الذي فكرت به ..." نظراته تأخرت من جديد على بلوزة الفتاة وتنورتها الجورسية المسدلة على ساقيها النحيلتين, ثم صعدت لينظر الى وجهها الناعم.
" الذي انتظره منك هو في غاية السهولة ولا تضطربي بكآبة ... لا يمكن ان نتعارف على بعضنا أكثر ان لم يكن بيننا علاقات ... هذا حتماً ضروري لكن على ما يبدو لي انكِ لا تفهمي معنى هذا الكلام"
" على ما اعتقد انه لا يجب ان تربطنا علاقة فقط لأنني اعمل تحت اشرافك في العمل" قالت هذه الجملة بغضب.
" لاحظي يا صديقتي الطفلة , بأنك تستعملين كلمات , لم أتلفظ بها ..."
" أنا لم افهم معنى عبارتك , ماذا تعني !"
" اسمعي آن , سأتفهم جيداً بأنه ليست لديك تجربة , لكنك لست وزة بيضاء , سيعرض عليك عاجلاً أم آجلاً اوضاع كهذه . هكذا الكون" أكمل اندريه فوستر " ولن تغيري شيء . يجب ان تعتادي على اصول اللعب ...أم تذهبي "

Rehana 15-12-17 08:10 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
شعرت آن بيأس وهي تسمع هذا الصوت القوي المليء بالجراح.
" هذا مستحيل .. لايمكن ان تطلب مني شيء مماثل . أنا بحاجة لمكاني ولعملي .. لدي التزامات عائلية , تعلم ذلك, لأن تربية اختي واجبة علي منذ وفاة أهلي. لن اسمح لنفسي ان افقد اجري لأنك انت ..."
" هذا ما اريده فعلاً" قاطعها بابتسامة هزوء " وليس لديك الاختيار ..ولو كنت لينة منذ عدة اسابيع , لكنت حصلت على كثير من المكاسب المادية هنا "
نبرة صوته الميتة والمتعجرفة جعلتها تضطرب , لف اندريه فوستر حول مكتبه واقترب من آن التي لا تستطيع ان تتفوه ولو بنبرة لترده عنها.ريحانة
" في الحقيقة اعتقدت بأنني أضع ميزانية رخيصة! أنا لست ابليس بالذي اعمله. أنا لست ضعيف , ولا اتراجع , وفي نفس الوقت ألاطف لأكون رجلاً جذاب وعلى حق.."
آن ابعدت نظرها عنه لتحدق نظرها على لوحة معلقة فوق مكتبه تبرز منظر الثلج . وضع أندريه فوستر يده على كتفها وبدأ بملاطفتها.
" اتركني " قالت له بقساوة.
" اهدائي آن! لا تكوني حمقاء . ستخسرين كل شيء هل تعلمين ... وإن كنت عاقلة ستكسبين كل شيء "
شعرت بانفاسه على عنقها .ريحانة
" لا!" سمعها تصرخ, دون ان يعرف على الفور بأنه كان صوتها الذي حطم السكون المسيطر على المكان.
صارعته كما وانها تريد ان تفلت من انيابه . قبل ان تفعل اية حركة, ضربها ملوي يده , لكن صوت الصفعة الناشف كان ظاهراً , مما جعل اصابع يده الخمسة تاركة آثارها على وجهها.
تراجع خطوة الى الوراء , عيناه تلمعان من الغيظ . بهدوء , عاد ليجلس وراء مكتبه.
"آن, لقد ارتكبتي غلطة فظيعة" اخيراً تلفظ بهذه الكلمات بصوت بارد ونبرة قاطعة كحد السيف.
" لم تترك لي الاختيار , ماتريده مني يتعدى الحدود الوظيفية . واتمنى منك ان تعلم ذلك!"
" شيء طبيعي ان تبحثي عن المبررات! تركت لك فرصة اخير ة , ولم تحافظي عليها"
" ماذا تريد ان تقول ؟" سألته وقلبها يطرق بنبضات خوف.منتديات ليلاس
" كل ما أريد ان اقوله, ان ايامك هنا اصبحت معدودة, آنسة هالبرن سأمنعك من عملك في الأن - تي- او- - ال... يالخسارة! انت التي تحبين عملك كثيراً , لا اعلم حقاً , كيف يستطيع الانسان ان يفقد بيده فرصة كهذه التي تجعله لامعاً"
مضطربة بين الذعر والعصيان وجهت آن اليه انذار .
" سأبرز تقدمي في عملي , استاذ فوستر , الكل يعرفني هنا ويعتمدون علي, هذا ما أعتقده"

Rehana 15-12-17 08:11 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" يبدو ان هذه نظريتك آن , في الحقيقة الجميع يتراجعون من تدرج نظام مراتبهم الذين يشغلونها . لقد حرضوني بطريقة مندفعة لأجل مكان توم غرين في هذا الموقع والأن - تي - او - ال بحاجة لصلاحياتي , اما بالنسبة لك أنت, فلست سوى دولاب يمشي الأمور السهلة , حتى لو انهم لم يتأكدوا من ايجابياتي "
" اما الشيء الغير طبيعي , فستخسرين مركزك . لا احد , يحب ان يكون لديه مساعدون متوترون!"
" أتحدى أي شخص ان يكتشف بأنني ارتكبت اية غلطة! فأنا اشغل مركزي وأنا من يعزم على الانسحاب"
" اخشى ان لا تبقين محافظة على غرورك هذا, عزيزتي آن, لأن هذا لا يهمني! هيا اذاً ابحثي عن رئيس خاص بك! اطلبي مقابلة رئيس المدير العام شخصياً ! سيستمع اليك باحترام , في احسن الأحوال, تكونين بحاجة لابتسامة رؤوفة , وفي نهاية المطاف سيدفع لك الكثير لتقومي بخدمته الخاصة. والجدير بالذكر انك لن تربحي الأعذار, لأن هذا الطريق يمكن ان يؤدي الى غضب الرئيس منك!" اكمل كلماته الأخيرة بصوت هادئ لكن يحمل تهديدات قاسية مما جعلت آن تضطرب.منتديات ليلاس
" لكن لماذا؟ ليس لدي شيء اخسره!"
" انت ساذجة أكثر مما تصورتك ! هل تفكرين انه يجب عليك ان تبحثي عن رئيس جديد؟ سأقول لك جيداً , ان كنت تحاولين ازعاجي , فلن تكون لديك فرصة ايجاد أي عمل, لا في هذه المنطقة ولا حتى في كل المدينة! سأهتم بك شخصياً"منتديات ليلاس
" انت تهددني لأبقى تحت سيطرتك"
" ابقي في مكانك سيدتي , هذه مراهنة لا أقبل بها "
امتلأ قلبها خوف ورهبة , آن شاحبة حدقت بنظرها وقتاً طويلاً بالرجل الجالس وراء مكتبه الضخم. انه غير طبيعي ان تدعوا احدا لأمانتها او للرأفة عليها , لكنها تستطيع ايضا من اجل مصلحتها الشخصية ان تخبئ ضحكة الفرح المخادعة .
"قليل من الخطر يحطم حياة الذين ليس لديهم خطأ بدلا من ان ترفض ان تطوي على هواك لأمنياتك ... ستأخذ نفس الأمينة الدنيئة , في الحقيقة , أتوقع بأنني سأوجعك استاذ فوستر!"
بريق سام ظهر في عيناه الشاحبتان , الباردة وقليلة التعبير كعينا افعة.
"اخرجي !" صاح بها " سيكون عليك حتماً تجهيز اشياء كثيرة آنسة ستتركين العمل معنا لاحقاً"
اغلقت آن الباب خلفها بهدوء.
بقي اندريه فوستر وحيداً وراء مكتبه الضخم ساكتاً, مكتف اليدين كان يبدو عليه شدة التفكير ... بابتسامة خداعية, اخذ سماعة الهاتف .
في مرآة المغسلة حيث كانت تبحث عن مأمن بعد مقابلتها اندريه فوستر , رأت آن شخصاً مجهولاً ينظر اليها نظرات وحشية , بعيناه الخضراوين الكبيرتين كالزمرد مخطوطة بخط اسود حول عينيه, وجنتاه مصفرتان وشفاهه مضطربة . منتديات ليلاس

Rehana 15-12-17 08:12 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
انتابتها رعشة بكفيها ورعب قوي مما جعل قلبها يطرق بأوضاع مختلفة ...
" آن! ما الذي يجري؟ تبدين قلقة ؟"
صورة ديبي جونسون بدت وكأنها مبروزة امام صورتها. وضع صديقها يده بهدوء على اكتافها , وجهه طبيعي مغمور بالسعادة.
" اوه ديبي , لم اسمعك عندما دخلت! سأضيع مع افكاري"
" ماذا يريد أندريه فوستر؟"
" لا شيء , مهم , الروتينية المعتادة " اجابت آن , فاقدة كل ماتحتويه تحت تأثير عيني ديبي.
" لا اريد ان أكون متطفل آن , لكنني لاحظت عليك المضايقة عندما تتكلمين مع اندريه فوستر خلال الأسبوعين الأخيرين , واريد ان اكلمك بهذا الموضوع , بالضبط , هذا رجل خطير!"
" بدون شك" قبلت آن برحابة صدر " لكنه لا يخيفني !"
" هل انت أكيدة؟ لماذا تقفين وحدك بوجهه, نحن ايضاً نستطيع ان نجمع قوتنا ونقف بجانبك . لست بلهاء لدرجة انك لم تلاحظ الوضع الذي يسود هنا منذ ان استلم مركزه ؟ انه يستعمل اوضاع غير محتملة على اكثرنا ..."
تسمرت آن في ارضها. ان صديقها على حق , فهي ليست الضحية الوحيدة لأندريه فوستر , وفي هذه الحالة.
" هل نتناول غداءنا سوياً" اعاد ديبي بإلحاح" نستطيع تبادل حديثنا , ومن يعلم , قد نستطيع ان نضع بعض الحلول ".
بغضب , والكره الذي كانت تحمله في قلبها تجاه اندريه قبلت عرض ديبي.
اقتراحات ديبي كانت دائماً رصينة, اما هي فكانت بحاجة لحليف يساندها ... وسط الهدوء وتعب فترة بعد الظهر تلت الشدة والحر المعتاد الذي يلي ساعة الغداء . في كل طوابق مركز تحليل للزينة: سكرتيرات الأعمال يسرعن ليضعن التوقيعات على الأوراق المستعجلة . يركضن حاملات بين ايديهن اوراق في حين كان ديبي وآن يستعدان ليجلسا وراء مكتبهما .
" مرحباً!" صرخ صوتاً فرحاً من خلفهما يوحي بنبرة عائلية .
التفتت آن لترسم ابتسامة فائضة لتحي بها بوب سامولز , انه رجل طروب يلي المدير مباشرة في مركز الأبحاث.منتديات ليلاس
صدمت بصديقه الذي كان برفقته كما لو انهال عليها احدهم بالكرباج وكانت ستفقد توازنها لو لم يأخذها بين ذراعيه.
"مدهوشة!" قال بنبرة لحنها ساخر.
خيال الرجل استولى على رأسها واكتافها . قابلت نظرات عيناه الحارة .
" تقبل اعتذاري" تمتمت .

Rehana 15-12-17 08:13 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" سأحيل المذنب للقضاء" قال بوب ضاحكاً" انا من دعا للتصادم , لكن على ما اعتقد انك لا تعرفينه , مارك , يسرني ان اقدم لك آن هالبرن , واحدة من أدق معاونيني . آن , انه مارك هاملتون صاحب اهم التآليف الفقهية الهامة والأركان الفائتة . سميث وهاملتون اشتهروا من خلال الأن - تي- او - ال" .
" تشرفت استاذ هاملتون "
" نادني مارك " قالها بابتسامة .
يد مغلقة وساخنة , مسكت بيد آن . كما بدت ملامح وجهه ظاهرة.
" مارك " تابع بوب دون ان يلاحظ الاضطراب الذي حدث له من خلال احتكاكاته الشخصية وبأنه أتى للعمل على الكتل للأرباح الطائلة لمقاطعتنا الشرعية.
" لقد قطعت عهداً على نفسي " قال المحامي " بأن العلاقات الخاصة تكون ملائمة عندما نستطيع ان نضع الاسم على الوجه "منتديات ليلاس
وجه مارك هاملتون ليس من السهل نسيانه . جبينه عريض , عيناه تلمعان بحيوية اللؤلؤ , لكن كم لديه من العمر ؟ تساءلت. كارسة لو اكثر من خمس وثلاثون سنة .منتديات ليلاس
"اتمنى ان نجد فرصة ثانية للقاء آخر آنسة هالبرن " قال وهو يرمقها بنظرة مداعبة " لكن يبدو ان الاصطدام في المرة المقبلة سيكون اخف من هذه المرة" .
" اوه , اعدك بالمرة المقبلة ان أكون أكثر انتباهاً. لكن اخشى ان تمنعك مشاغلك من ان تأتي الينا ثانية! مشاغل العقود والأبحاث في مجالين مختلفين تماماً"
"المحامي يحب دائماً معرفة الأعمال ! لو اردت ان اعمل في الأن- تي- او- ال . يجب علي ان أكون ملم بكل شيء "
" مهما كان , ستكون دائماً الأحسن في مكتبانا . ديبي وأنا سنكون مسرورين للغاية , لكن اخشى ان تكون انت منزعجاً!"


نهاية الفصل

Rehana 16-12-17 07:34 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
الفصل الثاني

بحثت عن ديبي بعينيها , لاحظت آن اخيراً بأنه اختفى, لابد انه ينتظر المصعد ليذهب لتناول الغداء , لكنها لم تره, لكن نظرات مارك هاملتون كانت تراقبها !.
"سأتقبل دعوتك " قال مارك " وأنا جاهز لأن اتكلم بصوت هادئ كي لا ازعج احد"
" حسناً , اتمنى ان تحظى بماتريد من آبحاث , استاذ هاملتون"
" أنا , سأتركك الآن , لأنني تأخرت"
" الى فرصة اخرى" قال بصوت قوي , كما وكأنه يعطيها وعداً. خرجت وكأنها لم تأخذ عطلة , في حين نوع المعنى انه يعدها . تابعها من خلال نظراته , كان يريد ان يحظى بقوة كل ارادة كي يستدير عنها , مع انها لم تشعر بذلك الا عندما استدارت في اتجاه آخر.
اخفض ديبي صوته كي لا يسمعه احد الكرتيرات اللواتي يتناولن فطورهن في طاولة مقابلة له في الكافيتريا.منتديات ليلاس
" تريدين ان تدافعي عن آن. لن يكون ذلك سهلاً ! اندريه فوستر لن ينسحب هكذا! أليس كذلك باربارا؟"
هذه الاخيرة, لازمت صمتها , ملامح رقيقة في عينيها الزرقاوين.
آن تبسمت ابتسامة جامدة لزملتان لها كانت تعرفهما. خيال وجه ديبي العريض اخفى وجه باربارا الناعم. اما صديقاتها الاثنتين هنا آن باحترامها عندما وصلت الى مركز الأبحاث الأن- تي- او- ال . لأنها مرحة وجامعية . لكن تقدم آن السريع في عملها جعلها تترفع لمراتب أعلى, لأنه لم يكن هناك شيئاً يشغلها. بعيداً عن الحسد كانتا على عكسها لا تهمها الدقة في العمل وكانتا تحرصان على ان يقدم لهن الأعمال السهلة.
" يصعب ان تعين ضريرة بعمل ما " تنهدت " أنا انتظر من الاستاذ فوستر ان يكون لدي درجة من العلم بحجة او بأخرى , كيف ادرك المدافعة عندما لا اعلم متى ولا من اين أتى هذا الهجوم"
" مسكت لها رأسها " قال ديبي " ومعك حق , لكن يجب ان تكملي ! اذا لم يجرؤ ويندفع احد لهذا الشخص التعيس, يستطيع بلا عقاب ابراز نفس الدناءة بتهديد كل النسوة في هذا العمل "

Rehana 16-12-17 07:36 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" يبدو انكم لا تنقذونني " تمتمت آن وهي سارحة في افكارها . يبدو ان كلام فوستر يلمسها .
" هذا خطر , حقا , لكنني مقتنع بأن اعتذاراتك قاسية, حتى لو انه لا يوجد معادلة تجاهه"
"لا احد هنا مكرم سواك , ولا يوجد احد يستطيع تفريبك سهواً عنك"
تزعزت من ثقة ديبي , آن أكملت .
" الى من تنحصني بالتوجه ؟"
" لم لا تتوجهي الى شوك روبنس ؟ هو المدير المسؤول , هذا النوع من المواضيع يهتم بها مباشرة , او لبوب سامولز . ايضاً انه يقيم عملك وتستطيعين ان تثقي بأمانته "
" اندريه فوستر ودرجته العالية " قالت آن " وهذه المشية تخاطر معه تضعه في موقع قوي العذوبة"
" هذا صحيح . يجب اذاً ان تقابلي شوك روبنس دون تردد. خذي منه موعداً بعد ظهر هذا اليوم , وأصري بأن هذا الموعد بغاية الأهمية . اروي له الذي حدث بالضبط . وأنا أكيد بأنه سيفعل شيئا ما"
رضيت آن بحماس . المعنى الجميل جعلها تتبع تعاليم صديقها , لكن هو خالف بأن يتعدى ان تكون اداه امام رجل لم تعرفه الا من وقت قليل " ممكن في غالب الأحيان يكون هو قد تأخر " قالت بقشعريرة خوف " يستطيع ان يكون أقوى من اندريه فوستر"منتديات ليلاس
" جيدجداً " قالت " سأريه هذه المشية يمكن ان تكون طبيعية على الأقل بالنسبة لغيري , اما بالنسبة لي فهذا متأخر جداً. فوستر أكد لي بأنه سيبليني مهما كان الأمر , وهددني بأنني لن اجد عملاً في كل مدينة شيكاغو "
" سبب آخر نقدمه لشوك روبنس" قال ديبي " ومن ثم من يعلم اذا كان هذا الانسان الملوث لم يفعل ذلك من قبل؟ تستطيعين ان تقعي بانسجامات غير منتظرة , أليس كذلك باربارا؟"
هذه الأخيرة لم تتلفظ سوى بتمتمات. منذ بداية الغداء لاحظت آن عليها عدم الارتياح وبأن تعابير وجهها بدت حامية.
" سأترككم " قالت باربارا مباشرة وهي تستعد للنهوض .منتديات ليلاس
" اريد ان اتصل هاتفياً قبل ان اعود الى مكتبي , اتمنى من كل قلبي ان ينجح هدفك الذي ستقومين به ".
وهي تلاحظ خيال صديقتها التي تتجه للخروج , شعرت آن فجأة بالشفقة . يبدو ان باربارا خرجت! لو حدث لها ذلك بالنسبة لها فاجعة , شعرت بالتعاسة الحقيقية في عينيها الزرقاوين.
اجاب ديبي على حوارها" اجل فوستر وجد ضحية مختارة قبل ان يتجه اليك ,جرحها بنفس الطريقة ,لهذا الاختلاف القريب جعلها غير قادرة على الكلام انها بحاجة لعملها , وهو طاردها بنفس الطريقة . اعتقد من السهل ان يصطحب من يريد ... كانت متأثرة لدرجة انها لا تريد التكلم . وطلبت مني ان افعل ما اريد بشأنه . ولهذا السبب تركتنا وحدنا "

Rehana 16-12-17 07:36 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
حولت آن برأسها دون ان تتفوه بكلمة واحدة . شيئاً فشيئاً الشفقة التي شعرت بها تجاه باربارا وقعت موقع التحريض. لا يجب عليها ان تفكر فقط بنفسها! الى اين سيقف اندريه فوستر , ان لم يتصدى له احد؟
كما وكأنه قد قرأ افكاره فقال ديبي :
" ان لم نفعل شيئاً, الله اعلم بالذي سيحدث بعد ذلك ! اعرف هذا النوع من الاشخاص لا يبحثون دائماً على المغامرات الأنثوية بقدر الاستمتاع الذي يعطيه مبتغاه"
" ليس لدي اي شك, بعد الذي قلته لي " اجابت آن" هذا اليوم بالذات قبل ان اترك مكتبي سأتصل بشوك روبنس وسأطلب منه موعداً"
" احسنت آن! سيستمع اليك, كوني الجيدة , وسيكون على علم بالذي يحدث داخل المركز. وتستطيعين اقناعه"
ضائعة في افكارها . ركضت آن مئات الأمتار كالآلة , التي تفصل الكافيتريا عن مركز عملها .
وصلت الى المركز الأن- تي- او- ال . دفعت الباب بقوة , والاندفاع ظاهر على وجهها, قبل ان تطلب مقابلة شوك روبنس . المقابلة ستكون مزعجة , حتى لو انه لا يوجد شيء لتقدمه , افشاء اسرار العلاقات الخاصة , انه عمل نراه في بعض الأحيان على صفحات الجرائد , لكننا لا نتصور ابداً القدرة السريعة لمحيطه , الا تريد ان نحاكم اعذاره القاسية والتي لا اساسا لها من الصحة؟
برفعة اكتاف , رفعت هذا الاحتمال . موقعها الشخصي كان حاسم لتتوقف تجاه بعض الشكوك. لا تريد ان تسمح بفقدان عملها , خاصة منذ ان دخلت سالي الجامعة .ريحانة
كل شيء كان مختلف عندما وصلت الى شيكاغو قبل خمس سنوات . تحصيلها العلمي في جيبها يخولها ان تقوم بأعمال مهمة.
لم تكن تنشغل بنفسها , وسالي تعيش سعيدة دائما في منزلها العائلي حيث تذهب اليها آن في كل عطلة .
هذه الحياة انتهت فجأة بعد وفاة والدها. بسبب الحزن الشديد على زوجها توفيت والدتها بعده بسنتين بعد ان عجز الاطباء عن تقديم العلاج المناسب لها.
شعرت الفتاتان خلال تلك السنتين بالمسؤولية الشخصية القاسية. آن واجهت , افضل من لا شيء. سالي كانت قد انهت دراستها في المدرسة بنتائج حسنة, وحظيت بقبولها في الجامعة, و إن استطاعت ان تبرز تقدمها في دراستها مثل شقيقتها آن , تستطيع سالي خلال سنتين ان تنهي دراستها الجامعية, وفي هذه اللحظة ستشعر آن بأنها انهت واجبها تجاه شقيقتها . وخفت المسؤولية عنها شيئاً فشيئاً ما.ريحانة
لكن كان ذلك قبل ان تجعل في حسبانها اندريه فوستر . الذي يريد ان يزعزع كيانها . اذا فقدت عملها , ستصبح سالي مضطرة ان توقف دراستها لكن آن لم تستطع ان تفكر مجرد تفكير بهذه الفكرة لا هذا مستحيل, خاصة بالنسبة لها هي بالذات , يجب ان تعلم شوك! يجب ذلك!

Rehana 16-12-17 07:40 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" حسناً, ألم تقولي لي بأننا سنتقابل لاحقاً؟" قال بصوت مازح.
خيال مارك هاملتون العالي ظهر امامها . آن شعرت بالاحمرار.
"اوه, استاذ هاملتون . لم أرك , يبدو انني مشتتة"
" تعتذرين مسبقاً اذا ناديتني مارك!"
" سمعت ... مارك" اجابت وهي ترد له ابتسامته.
" لأكون دقيق اتمنى ان اقابلك . انا بحاجة لخبرتك وانت بالنسبة لي دليل "
" اخاف ان تفرط بطلباتك الخاصة . انا وقورة جداً كأربعة دواليب لك في الأن- تي- او- ال . ولا استطيع ان اظهر لك موضوعاتي"منتديات ليلاس
" اوه, لا استطيع ان اقطع عملك , أعلم بأنك مشغولة . لكن ماذا تقولين لو تناولنا عشائنا سوياً هذه الليلة؟"
آن اضطربت لمفاجأتها بهذه الدعوة.ريحانة
" يبدو انك متأكد بأنني غير مشغولة ؟ لا يوجد هنا احد يهتم بعمله أكثر مني و ..."
سكتت , وجهها احمر من جديد, امام نظراته السوداء التي لا تريد ان تبحث عن اعذار.
" أنا اعلم بذلك . ما رأيك في الساعة الثامنة ؟"
" حقا, استاذ هامـ..."
"مارك! نسيتي ؟"
" حسناً, ...مارك , لا اعتقد انني استطيع هذه الليلة . أنا مشغولة , لكن ..."
" اذاً, مساء الغد؟ هل اعتبر هذا وعداً منك ؟"
" لا , لكن ..."
" هل سمعت آن .. أتسمحين لي بأن أناديك آن ؟"
" طبعاً , كنت سأطلب منك ذلك , بأن تناديني آن فقط"
" للمرة الثانية اعطني عنوانك أم تريديني ان ابحث عنك؟"
اخرجت آن كارتاً من حقيبتها وقالت " انه في الجهة الجنوبية"
" لا تفرحي كثيراً, سأجده" قال دون ان يلقي اية نظرة عليه ووضعه في جيبه " الى الغد آن "
بفرح اخذ منها موعداً , كما وكأنه يعرفها منذ وقت طويل .منتديات ليلاس
عادة آن الى مكتبها , وهي تفكر دون ان تبحث كثيراً. كل ماكانت تريد ان تفعله هو ان لا تتعلق كثيراً بمارك هاملتون. لأنه بمجرد ان تنظر اليه قلبها يطرق بقوة.
لكن هناك ايضاً اندريه فوستر وتهديده المرعب. يجب قبل كل شيء ان تأخذ موعداً من شوك روبنس , وغداً سيبدو كل شيء واضحا بالنسبة لها.
مدت يدها الى الهاتف . لكنها تريد ان تستعين بدليلها.
" مكتب الاستاذ روبنس " اجابت السكرتيرة.
" أنا آن هالبرن اريد ان اخذ منكم موعداً صباح الغد في الساعة العاشرة والنصف"

Rehana 16-12-17 07:41 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
قاطعتها سكرتيرة الاستاذ روبنس.
" الاستاذ شوك روبنس طلب مني منذ لحظات ان اتصل بك فهو يريدك في موضوع هام"
" تفضلي بالجلوس آنسة هالبرن"
شوك روبنس كان مظهره مزعجاً . خلف نظاراته الدقيقة ذات الاطار المذهب الدقيق, عيناه زرقاوان تتجنبان بدقة النظر الى آن. كان يريد ان يؤخرها بعض الثواني لينتهي من دراسة احد الملفات الموجودة بين يديه قبل ان يوجه اليها اية كلمة . بعد انتهائه من دراسة الملف وجه كلامه اليها بنبرة غضب:
" قبل كل شيء, اريد ان اطرح عليك سؤال , هل وجدت فرصة خلال الأسابيع الأخيرة باستعمال ور - 3 - أ؟"
" ور- 3 - أ" أعادت بتردد وحيرة وقلق" أليست هذه الشبكة التي تبين اكتشافات الينابيع الحربية ؟"
" بالضبط , وأكثر تأكيداً تلك التي تأتي من وسط بلاد الشرق . لكنك لم تجيبينني بعد"
اضطربت لهذه المفاجأة . شعرت آن بأنها فقدت ماتريد ان تقوله , وبدأت تفكر بالغير منتظر. ماذا سيحصل لها بهذا السؤال؟.
" لا " اجابت بهدوء" منذ اربع سنوات وحتى الآن لم اعمل بأي ملف خاص باكتشاف الينابيع الحربية. ان مكتب الاستاذ بارسون في الطابق الخامس, الذي يختص بهذه الملفات ان لم أكن على خطأ..."
" هل أنت أكيدة؟" قاطعها شوك روبنس بلا صبر كي لا تدخل بطريقة او بأخرى وتتكلم بموضوع مخالف للموضوع الذي سألها عنه.
" أنا أكيدة حقاً"
تنهد , ووجد نفسه مضطراً ان يتجرأ على السخرية .منتديات ليلاس
" حسناً, آن , يجب ان اصل لأشياء مهمة , او بالأحرى بالنسبة لنا نحن الاثنين , اريد ان ألفت انتباهك بأنه وجد على مكتبك سلسلة مهمة مأخوذة من هذا الملف .. السلسلة أ 16 " اكمل بعد لحظة بتعجب " هل تستطيعين تقديم لي أي شرح عن هذا الموضوع ؟"
" هذا مستحيل ! انا لم امسك هذا الملف , حتى انني لم ادخل الى مركزه " اخذت فجأة تكمل بضميرها حديث شوك روبنس.
" آن , أنا كثير الحزن لوصولك الى هنا. لكنك تعلمين جيداً بأن هذا الحادث فظيع . اريد منك الآن ان تسمعينني وان تفكري جيداً قبل ان تجيبي . الأن - تي - او - ال, كما تعلمين مختص بأبحاث مواضيع الزبائن المودعة لدينا . ويقدر على القيام بأي عمل يحتاج لدراسة"
شعرت آن بأنها تعيش كابوساً . وعلمت بأن الأسوأ لم يأت بعد , شوك روبنس تابع , بعد ان رمقها بنظرة قصيرة :
" من بين زبائننا المهمين , لخصي القيادة الفدرالية التي تعطينا ادلة سرية للغاية, حيث تتطلب امور ملتزمة وبالثقة الملزمة. والمستخدم الذي توجد في حوزته هذه المادة ولا يملك الاذن بحملها يكون مفصول في الحال. هذه هي القاعدة. وتفهمين مثلي الضرورة " ثم اشار بأصبعه الى الملف المفتوح امامه , واكمل "هذه البحوث اخذت باستعمال رقم دخولك الخاص 1289 انه رقمك الخاص , أليس كذلك؟"
هزت آن رأسها بطريقة انه يصبح من الصعب ان تبرز براءتها.منتديات ليلاس


نهاية الفصل

Rehana 17-12-17 10:11 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
الفصل الثالث

وجه شوك روبنس البشوش اصبح صلب. حدق الآن بشدة وكانت كل كلمة من كلماته تنهال عليها بقوة حد السيف.
" ليس لدي خيار آخر سوى فصلك . وانت تعلمين ذلك جيداً. في حين انه من واجبي بما انني أكثر من المسؤول الشخصي ان اسألك ماهو غرضك لتفعلي ذلك , ان قبلتي بالإجابة سأحاول ان اضمنك, بدلاً من ان نجزم بأمرك"
عرفت آن خلوة العجز . الآن من السهل معرفة الذي حدث , اندريه فوستر استعمل رقمها الخاص ليصل لمنظم الملفات ويطلبها ومن ثم احضرها لشوك روبنس بسرعة .

Rehana 17-12-17 10:14 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" هل استطيع ان اسألك " تمتمت " من الذي وجد هذا الملف في مكتبي ومن احضره اليك؟"
" انت تعلمين بأنني لا اقدر ان أقول لك " اجابها بغضب " لايمكن اشاعة أي مصدر يصل الينا لأي عارض ,ثم ان ذلك لا يغير أي شيء في الموضوع. هل تقبلين بالاعتراف لتحسبي من دقق بهذه الحجج؟"
آن تبحث على الأقل عن مدافعة , لكن مأساة اندريه فوستر الخداعية لم تترك لها اية استغاثة.
" للأسف , ليس باستطاعتي ان اقول سوى الحقيقة " قالت بأسى " لم أر ابداً هذا الملف وليست لدي أية مصلحة للإحتفاظ به. ويصعب عليّ ان اشرح لك كيف وصل هذا الملف الى مكتبي . ولا يخلى الأمر من بعض سهو "
" الانكار لا يفيد بشيء , آن اتمنى على الأقل ان تفهمي ذلك , في حين انك ترفضين ان تبوحي باسم الذي طلب منك فعل ذلك "منتديات ليلاس
"لم يطلب مني احد ان افعل أي شيء لسبب بسيط ان عملي مختلف عن ممارسة هذا الملف. ولا استطيع سوى ترداد هذه الجملة"
" نحن اذاً في شارع لا منفذ له. اتمنى ان تهنئي الأشياء آن , لأنها في صالحك"
شعرت آن بحزن شديد . كانت ضربة اندريه فوستر قوية وسريعة حتى قبل ان تجد الفرصة بأن ترفع شكواها لشوك روبنس التي جاءت من اجلها باتهامات عديدة .منتديات ليلاس
" اعتقد انك لا تستطيع مساعدتي استاذ روبنس , ولن اخفض من قيمتي , لأقدم لك اعذاراً , بما انك لا تثق بي. أنا اعمل منذ اربع سنوات , ولم يشك احد بي. ولا استطيع ان اقدم لك سوى كلماتي هذه"
زعزعت لاعتقادها باليأس , في نبرة صوتها . شوك روبنس جعلها تشعر بالقلق.
" آن " قال اخيراً " انا مضطر ان اطلب منك الاستعفاء من العمل وأنت تعرفين ذلك جيداً. اما من ناحيتي أنا , فسأفعل معروفاً معك مع مراعاة ما تستحقين من تعويض, ومن اجل صوتي العالي الذي كنت امدحك به لن اذكر الذي حدث بالنسبة للملف, لأن ذلك لن يساعدك في ايجاد عمل آخر. سأقول بأنه يوجد تنافر في الأسلوب مع حلفائك".
اقتصرت على ان ترضى بسكوتها , جرحت لعدم العدالة التي كانت ضحيتها ولم تستطع التفوه بكلمات الشكر والعرفان بالجميل الذي كان ينتظرهم منها بدون شك.
" في اغلب الأحيان " اكمل" ودائماً نأخذ بالاعتبار عملك الممتاز الذي قمت به هنا . كما اتمنى منك ان تروي لي الذي حدث فأنا استطيع مساعدتك بدلاً من فصلك"
لن تجد أي مخرج للذي فعله الابليس اندريه فوستر .

Rehana 17-12-17 10:14 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
ثم فكرت بديبي وبابارا . ولكل اللواتي يستطيع اخراجهن بنفس الطريقة التي اخرجها بها . كان من واجبها ان تعلم ذلك المدير الشخصي.
" استاذ روبنس " بدأت حديثها " أرى بوضوح انك كنت كريماً معي , وأحب ان اعلمك بما يدور في الخفاء , بدلاً من ان تعلم ما يخصني . على الأقل اريدك ان تعلم بعض الأشياء التي تجهلها بالطبع . لأنني اعتبر انه من اختصاصك ان تعلم بالذي يحدث في هذا المكان"
" أنا اسمعك"
" ما أريد ان اقوله لك هو مؤلم بالنسبة لي, في حين انني سأحاول ان اكون واضحة , شخص ما لن اذكر اسمه , لكنه يشغل مركزاً مرموقاً في الأن- تي - او ح ال. طلب مني ان اقول ان افعل شيئاً مختلفاً عن طبيعة عملي . وعندما رفضت مطلبه قال لي مهدداً بعبارة تعني ان ايامي في هذا المركز اصبحت معدودة. وعندما استطعت الهروب منه , اوقعني هنا في هذه المصيدة معك "
" من هو هذا الشخص ؟ وماهي طبيعة العمل الذي طلبه منك؟" بقيت نبرته قاسية لكن ظهرت في عينيه شرارة غضب.منتديات ليلاس
" ليس لدي الحق بإعطائك اسمه. يكفي انه اعطاك هذه الفكرة عني . اعلم بأن كل شكوى من ناحيتي ستكون مقدمة من مرؤوس . تستطيع انت بنفسك ان تتفحص الأمر , اما بالنسبة للذي قدموه بشأني " أكملت وهي تأخذ نفساً عميقاً " فهو مرتبط بأن الله خلقني انثى واعتقد انك على دراية بالذي اود قوله".
" تريدين الاشارة بأن ما طلبه منك متعلق بكونك انثى؟"
شوك روبنس تلفظ هذه الكلمات بأسى . آن حافظت على سكوتها . أكمل بغضب:
" ومن يتجرأ ويطلب منك ذلك؟"
" أفضل ان لا اقول أي شيء عنه" تمتمت وهي لا تزال خائفة من طعم التذكار الذي قدمه اليها اندريه فوستر.
" ومتى بدأت هذه القصة التي جئت تخبريني بها ؟"
" بالأمس..."
أكملت وهي تلاحظ من خلال ملامحه انه لم يصدق ما تقول بطبيعة الحال , المقارنة تبدو بحاجة لبحث وكان يحاول ان يثبت بأنها تخيلت هذه القصة لتبرئ نفسها.
اكملت وهي تلاحظ حيويته" كنت اريد ان اعلمك في الحال. لكنني وجدت رسالتك قبل ان أكلم سكرتيرتك آخذ منها موعداً. اريد معرفة ان كانت هذه التهديدات حددت البارحة, هذا النوع من الأشياء يتطلب بعض الوقت دون ان نذهب بعيداً, يجب ان تدوم عدة اسابيع"
" تصوري آن , شخص لا يحب ان يقبل سوى احد معاونيه ليفعل معه هذه الدناءة . لهذا السبب كنت افضل ان تكلمينني قبل ان توضعي موضع الاتهام ..."
" أعلم , أنا ..."

Rehana 17-12-17 10:16 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" دعيني اكمل . للأسف هناك شيء تجهلينه. هذه الابحاث خرجت من بين أيدي المسؤول عنهم منذ اسبوع , كما نفعل في معظم الأحيان , نصدق ونضع التاريخ على الأبحاث عند خروجها من أي مكتب.. ومعنى ذلك , ان هذه الأوراق خرجت من المكتب .. ومعنى ذلك , ان هذه الأوراق خرجت من المكتب قبل الموضوع الذي تتكلمين عنه, او الذي تحاولين اقناعي به"
حاولت آن بذعر ان تواجه هذه الضربة الغير منتظرة . لم تتوصل لتصور, بأية خدعة اصبحت هذه الأدلة بين يديه, هي نفسها مغتاظة, لأن كل تجاربها كانت بلا جدوى. لكن بالنسبة لفوستر فالمسؤول لا يخفي عنه شيء واستطاع ان يؤخر طبع التاريخ. يبدو انه كان يحضر بهذه الأوراق منذ عدة ايام, ليستعملهم كسلاح ضدها, لو تبين له انها لن تخضع له . لا تستطيع التحمل, لأنها لا ترى سوى الاحباط امام هذه الخدعة الشيطانية الملتوية.ريحانة
" والآن , كيف ستجيبي على ذلك؟" اعاد المسؤول الشخصي للأن - تي- او- ال.
" لا استطيع تقديم أي شرح. كل ما اعرفه بأنني هددت بفقدان عملي , وأرى ان ذلك قد حدث..."
" الا تعتقدين بأنه يجب عليك اطائي اسم هذا الشخص؟"
ترددت آن كثيراً , ثم تراءى لها وجه باربارا , وملامح الرعب التي قرأتها في عينيها , بدون أي تردد صرخت :
" اندريه فوستر. وأضيف بأنني لست الضحية الوحيدة"
كانت تريد ان تقول المزيد , لكنها توقفت حين رأت ملامح الغضب في وجه شوك روبنس.
" هذه المرة , ذهبت بعيداً , آن , اندريه فوستر رجل مستقيم جداً. واعماله ناجحة جداً, ونحن قمنا بمجهود كبير باقناعه للعمل معنا"منتديات ليلاس
" أنا لم أقل العكس ابداً, بالنسبة لنجاح عمله ومجهوده الكبير الذي يبذله في العمل . وكل ما اعرفه ان مشاكلي بدأت منذ التاريخ الذي وصل به الى هنا. وقلت لك ذلك وأنا لست الوحيدة. وتستطيع ان تدون كلامي هذا كملاحظة"
" عظيم آن, سمحت لك بالتكلم كما تشائين. لن اضيف شيئاً من ناحيتي , ورغم كل ذلك اتمنى لك حظاً سعيدا في العمل المقبل. وأنا سأحافظ على وعدي بما يختص بالملف الشخصي"
وقفت وهي تشعر بالخجل لهذه الواقعة الحزينة , لقد نجح اندريه فوستر , ولا يبقى امام آن سوى الرضوخ للأمر الواقع.ريحانة
" آن ..."
استدارت وهي تضع يدها على قبضة الباب.
" أنا جداً آسف للذي حدث آن. كنت اتمنى مساعدتك, لكن ..."
" أعلم جيداً, استاذ روبنس . واذكرك بأنني لست الوحيدة في هذا الوضع . عدة نساء يعملن هنا بحاجة لمساعدتك , تذكر هذا"
بقي شوك روبنس وحيداً . تنهد وهو يمسح وجهه بيده.

Rehana 17-12-17 10:17 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
ملامح الغضب ظهرت على وجهه اخيراً . طلب سكرتيرة مكتبه.
" نادي لي اندريه فوستر , لو سمحت"
بعد مضي ساعتين انتهت آن, من تناول عشائها في منزلها القاسي. امامها جريدة الصباح مفتوحة على صفيحة الاعلانات الصغيرة, وهي تأخذ قهوتها كانت تضع علامات على الأعمال التي تتناسب مع دراستها.
فكرت بالاتصال بسالي , ثم قالت بأنه غير طبيعي ان تؤلم شقيقتها .
في نهاية الأسبوع, تعويضها التي ستحظى عليه من الأن - تي- او- ال, سيكون كاف لسداد شهر مقبل. وهي تأمل ان تجد عملاً جديداً, وقليل من الحظ , يتوازن مع الميزانية الغير الثابتة.
تزعزعت وهي تفكر برأفة شوك روبنس, وبأنه سيأتي بذكر الملف بأنه مبعوث اليه. كي لا يبقى لديها اية عقبة لايجاد عمل آخر , منذ الآن سالي ستترك دراستها لتهيء احتياجاتها وكل السنوات التي سعت من اجلها ستصبح لاغية.
في اوضاع اخرى , حتى في العوارض الطبيعية , لم تكن أكيدة بأنها ستحظى بأجر مساوٍ للأجر الذي كانت تحظى به , ودون شك, يلزمها عدة سنوات لتتوصل لأجر عال.
توصلت اذاً لسبب ابتدائي لهذه المصيبة, ونفخة جنون عندما تذكرت اندريه فوستر , ستشفي نقمتها منه . لابد انه سيضع نظراته على فريسة اخرى يتمكن منها .. او يضع نظراته على باربارا من جديد.
في نهاية فترة بعد الظهر , عندما خرجت من مكتب شوك روبنس , لم تكن لديها الجرأة , لتشرح لزميلها الذي حدث لها . قالت لهم باختصار بأنها في بعثة عمل , كم هي خائفة , وانها بحاجة لتفكير عميق.ريحانة
في وقت اولي , فكرت بأن ترفع دعوى قضائية للدور الذي لعبه اندريه فوستر بمهارة. لكن قبل ان تقدم ضده بأي شيء. يجب عليها ان تبرهن بأنها ليست بسارقة ولا جاسوسة.
لا, الشيء الوحيد الذي يجب ان تبحث عنه بأسرع ما يمكن هو العمل, ثم تحاول ان تنسى الحادث المؤلم الذي مضى. كل الذي حدث لها من اندريه فوستر لن يكون سوى ذكرى .
اتصلت مباشرة عبر الهاتف بعدة وظائف, واخذت موعداً في نفس اليوم بعد الظهر , هناك ثلاث مؤسسات تقع في نفس مبنى مركز الابحاث .ريحانة
كانت مرتاحة لترك هذا السكون القاتل لهذا المبنى الذي يظهر وحيدا في هذه الفترة من النهار. لكنها لم تتواجد ابداً في وقت متأخر من ايام الاسبوع, وهذا الوقت يناسبها لأنها ستجد ان الباص خالياً من الوجوه التي اعتادت عادة ان تراها صباحاً ومساءً.

Rehana 17-12-17 10:18 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
خلال الطريق, كانت تفكر بإجابة عندما تسأل لماذا تركت مركز الابحاث للأن - تي- او- ال. الأحسن يجب ان تكون الاجابة قريبة من الحقيقة. سنقول بأنها لم تسمع ما يقوله لها المدير الجديد بشأن خدمة ستة اشهر , في عمل مخالف لشهادتها في حين يجب تعيين آخر في هذا العمل.
في الساعة الخامسة , اخذت آن الباص في اتجاه معاكس, وهي ترى جمع الموظفين يخرجن من اعمالهن. جرت المقابلات الثلاث, وبحثت بما يختص بالأجر بشكل موسع وبالمكافأت التي ستحظى عليها خلال تقدمها بالعمل. في المجالات الثلاثة وعدت بأنهم سيتصلوا بها بمعنى انه يجب دراسة المواضيع قبل ان يقدموا اية اجابة.منتديات ليلاس
قبل ان تعود لمنزلها, اشترت صحيفة المساء , نفس الاعلانات التي قرأتها. شعرت آن بالجفاء. كم يوم يجب عليها ان تعيش بهذه المهزلة ؟ شعرت فجأة بأنها ضحية , وبحاجة لمساعدة احد, وليس لديها سوى سالي.
قررت اخيرا الاتصال بشقيقتها. ليس لقطع عزيمتها, بل العكس لتسمع آخر اخبار دراستها, كانت تشعر بالفرح والا ندفاع في صباح اليوم التالي عندما كلمت شقيقتها.
في الوقت التي اخذت به سماعة الهاتف, تذكرت فجأة بأنها هذه الليلة على موعد, بقيت مسمرة في ارضها...وهناك شعور يخالجها بأنه رجل لا ينسى وعده, ولا يمكن ان يتأخر! ألقت آن نظرة الى الشارع. لديها الوقت الكافي لتستحم قبل الموعد المحدد. ثم اخذت تختار فستاناً. مضى الوقت اسرع مماتصور. وكانت ستطير فوق الغيوم بعطرها المفضل عندما سمعت جرس الباب يقرع.
قبل ان تفتح الباب, بدأ قلبها ينبض بسرعة , القت بنظرة اخيرة في المرآة الموجودة قرب باب الدخول. قماش ثوبها الأخضر يجعلها بمنتهى الأناقة لمجرد عشاء مع رجل عرفها من وقت قليل...
رأت قبولها لهذه السهرة من المرة الأولى , ان هناك شيئاً ما يجذبها اليه. انتابها فرح واضطراب عندما رأت خيال مارك هاملتون على عتبة الباب. قابلت من جديد نظرات عيناه, ونسيت كل حزنها , وكل بؤسها التي مرت بهما خلال هذا اليوم الشاق .
" لقد وجدتني ثانية " قالت وهي مبتسمة محاولة الرجوع الى الخلف لتتيح له فرصة الدخول.
" لم يكن الأمر صعباً . لقد نشأت في هذه المدينة وليس من الصعب علي ان اجد عنوانك"
جلس على كرسي ووجه نظره الى آن, بالرغم من هندامه الغامق وقميصه الأبيض فهو يظهر كرجل رياضي بدلاً من رجل اعمال.منتديات ليلاس
" كنت اكيداً بأنك سترتدين اللون الأخضر"
اخيراً لاحظت العلبة المربوطة بشريط والتي تحمل اسم احد بائعي الورد في شيكاغو . دون انتظار اية اجابة , رفع الغطاء محاولاً اخفاء الثمن. لونه اخضر رقيق شاحب حيث كانت اوراقه تشبه عذوبة قطفه.ريحانة
" ماهذا اللمعان!" قالت آن " ألم تقدر , حقاً..."
" لنرى ان كانت ملائمة لفستانك " اكمل وهو يجهل القرار الصادر بحقها " أتسمحين؟"
بحركات عذبة , علق وردة على كتفها , ويداه ترتجفان من لمس جسدها, ثم ابتعد خطوات ليتأملها.
" عظيم " قال اخيراً" انت جميلة جداً آن"
من جهة اخرى , لقد كانت مجاملة صعبة لا يمكن حجبها , لكن من ناحية مارك هاملتون سلامة قلبه المستقيمة, تجعله بغاية الفرح.


نهاية الفصل

Rehana 18-12-17 07:21 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
الفصل الرابع

" شكراً" قالت له , ووجنتاها محمرتان " اخاف من ان تكون هذه الشياكة قليلة بالنسبة للمطعم الذي سنذهب اليه"
" اطلاقاً. ستكونين اجمل باقة ازين بها صالة المتر بيار . اعتقد انك تحبين المطبخ الفرنسي؟"
" اعشقه!"
مرت آن كثيراً امام واجهة المتر بيار الأنيقة. كانت لها ذكرى مع ميشيغان , لكن تواضع ميزانيته كانت فضيحة بالنسبة لأسعار هذا المطعم الساحر. تساءلت ماذا ستكتشف ايضاً عن هذا الرجل
الفاتن , بينما هي تخرج الأكواب , جلس على كنبة مريحة جدا.

Rehana 18-12-17 07:22 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" أرى بأنك تحبين عملك من كل قلبك" قال هذه العبارة مشيراً الى الطاولة التي تضع عليها كل اعمالها.
" اجل "
اجابت بتملص , وهي تشعر بقوة غريبة لتنسى الأحداث التي حصلت لها طوال النهار , وخاصة ان تشرح له لماذا فقدت عملها . هذه السهرة تبدو سخية ولا تريد ان تحطم سحرها . غيرت الحوار محاولة ان تطرح عليه سؤال مختص بمهنته كمحامي.
"عادة " شرح لها " العمل الذي سأشغله في للأن - تي- او- ال غير طبيعي بالنسبة لي . جون فورباش, شريكي الأكبر , ارتبط بعقد آخر, طلب مني ان احل مكانه , وقبلت لأوسع حقل تجاربي الخاصة. لكن اختصاصي الحقيقي هو القانون الجنائي , وفي بداياتي , قضيت ثماني سنوات في مكتب دستريكت اتورناي, وكونت اصدقاء ومعارف ولا ازال على اتصال مباشر معهم حتى وأنا اعمل في حجرة منفردة ".
لاحظت آن ولأول مرة , جرح بفكيه.
لاحظ نظراتها , مرر اصبعه على جرحه بضحكة جارحة.منتديات ليلاس
" اوه , هذا ماتنظرين اليه . انه بالطبع تذكار للتاريخ الذي كنت اعمل به وكيل معاون"
"كيف حدث ذلك؟"منتديات ليلاس
" حسناً, كنت دائماً معتاد بأن عملي متعلق بالشرطة وحدث لي ذلك عندما كلفوني بإلقاء القبض على احدهم.ومما لا شك فيه ان عملاً كهذا خطر .. هذا الجرح اعتبره كذكرى من التجار الذين كانوا يحتكرون العقاقير الفاسدة , احدهم كان مخبـأ معه سكين, وترك لي هذه الذكرى في وجهي , لا احد يجبرني ان ابقى في هذه الأماكن. رؤسائي المختصين بهذه الأمور كانوا يصدرون الأوامر وهم جالسين وراء مكاتبهم. لكنني كنت دائماً احب ان اخوض كل المجالات"
" هل نجحت ذلك اليوم بإيقافهم؟"
" اجل. استطعت القبض عليهم لكنهم خرجوا بعد عدة اشهر. وهذا احد الأسباب الذي جعلني اترك الشرطة"
" عملك كمحام, يشعرك بفوز وفرح كبيرين؟"
" في اتجاه نعم. انه عمل معقد ويخوض كل مجالات الأعمال, ثم البحث عن الحقيقة الضائعة التي لا ترى النور الا بمساعدة المحامي, لكنك تتكلمين عني كثيراً , وأنت؟"
اضطربت آن تحت تأثير نظراته , وتراءى لها بأنه يقر أ ما يجول في اعماق روحها.
" اجل, انه دورك لتكلمينني عن نفسك , عن عملك في للأن - تي- او- ال؟"
تنهدت آن , كانت تعلم بأنه لا تملك الجراءة للإجابة بشكل مستقيم . اكتشفت فجأة بنوع من الرعب وبأنها اثناء هذا العشاء لن تكون محقة , لأنها لا تستطيع ان تكلمه بأي شيء خاص. لأنها لو تكلمت لن تقول سوى الحقيقة .

Rehana 18-12-17 07:26 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" أرأيت " قالت باندفاع" لقد تركت عملي صباح هذا اليوم"
" هل تتكلمين بصدق أم ان ذلك مزاح؟"
" كنت اتمنى ان لا تكون سوى دعابة" قالت بأسى " العمل هو بأنه لا يجب ان تتكل عليّ لأقدم لك بعض الأبحاث عن عملنا. كنت سأساعدك في ابحاثك لتتخطى الانزعاج الطبيعي. انا حزينة جداً لكنني قمت بأعمال كثيرة هذا اليوم..."
بدأ صوتها بالارتجاف توقفت لحظة واخذت منديلاً من حقيبتها ومسحت به دموعها المنهالة على وجنتيها.
" ما الذي حدث لك ؟"
" أنا ...انه شيء لا افضل التكلم عنه. لنقل بأنه موضوع شخصي. وافكر بأنني سأجد لاحقاً عملاً آخر "
كانت تخاف من الأسئلة المحددة , وكانت تخاف ايضاً من ان تقول له بأنها بعطلة , لكنه نظر اليها طويلاً بسكون , في حين انها كانت تتهرب من نظراته, كي لا يقرأ في عينيها الحقيقة الواقعة.
انتفضت عندما سمعته يضحك.
" هل قلت شيئاً مضحكاً؟ اعيد عليك بأنني حزينة لدرجة انني لا استطيع البقاء طبيعية ... ان كنت تريد ان تحول السهرة باتجاه آخر فأنا سأتفهم بسرعة"
" في اغلب الأحيان , أنا اضحك لحظي الشخصي, او بالأحرى لمحاسن الصدف, لو لم امر البارحة في ذلك المعبر , او لم يكن بوب سامولز موجود ليعرفنا على بعض لما قابلتك ابداً, وماعرفت ابداً بوجودك. بدلاً من ذلك, انا هنا برفقة امرأة انيقة , ترتدي ما اخترته لها . وسأكون فخور وأن ازين بها صالة المتر بيار . ولا اقول سوى الحقيقة"
" هل انت متأكد من ..."
" آه ! كنت صريحاً جداً معك. لم ادعوك لأبرهن بأنني استطيع ان اخرجك معي , بل لأنني كنت اود مقابلتك , وبمعنى آخر اريد ان اعرفك أكثر. واعتقد بأنه لا يمكن غرك بحجة ادعيها...هل أنا مخطئ؟"
استمعت آن برضى لصوته الدافئ, وهي تتأمل جمال وجهه الساحر , وتمنت ان ترتمي بين ذراعيه.
كما وكأنه يقرأ افكارها التي تحتفظ بها تابع .
" كنت اعتقد ان تكون هذه الأمنية متبادلة , لكن يبدو انني استخرجت ملاحظات اتت قبل اوانها , وهذا غلط فظيع بالنسبة لمحام"
" اوه, انا متأكدة بأنك محام لامع " قالت هذه العبارة محاولة تغيير المناقشة لاتجاه اقل خطورة .
" لن نطيل هذا الحوار " اجابها وهو يأخذ كوبه " والآن لنشرب نخب الأمسية ويمكن ان لا تكون هذه الأمسية سوى البداية "
اصابعها لامست اصابعه عندما اعطته الكوب, شعرت آن بأن النار تجري في عروقها , لأن لا احد يستطيع مقاومة سحر مارك هاملتون , جو المطعم رومنطيقي مما جعل آن ومارك يتقاربان من بعضيهما.

Rehana 18-12-17 07:27 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
سحر الشموع الذهبية , تنعكس على وجه مارك كما وكأنه ملكاً جاهزاً ليحملها بين ذراعيه بحنان. آن كانت تحب ان تعيش بعض الوقت في حلم.
" هل حاولت معرفة اسم الأكل من شكله ومذاقه؟ هذا المكان يحتوي على مجموعة رائعة تختارينها من لائحة صغيرة مدون عليها كل الأطعمة الموجودة في مطبخ بيار. هل تجربي؟"
" شيء طبيعي ان ادع هذه المهمة عليك"
" حسناً, سأطلب شيئاً , هم ماهرين بصنعه "
عندما انتهيا من تناول طعامهم , توقف للحظات قليلة , واخذ يبرم الكوب بين يديه وهو يتأمله بنظرة تذكارية.
" باتجاه " اضاف " الذي حدث لوالدي كان لا نهائي بالنسبة لي . لأنني اقسمت له منذ كنت طفلاً, انه مهما كان اختياري سيكون المجال القانوني له دخل كبير في ممارسة عملي"
" كيف ذلك؟"
" رجل الشريطة يجب ان يحترم هذه المهنة ويكون ملماً بكل نواحي الحياة الاجتماعية. لنأخذ كمثل المحامي الذي لا يتحرك من مكانه, لن يطرح اي سؤال على المحكمة ما لم يكن يعلم مسبقاً الاجابة المسبقة عليه ولو كان يجهل بعض الأمور لن يتقدم ابداً في مجاله المهني ولن يكسب اية قضية "
" اعتقد بأنني فهمت"
" عادة, انت تعتبري دخيلة على هذه المهنة , فالأبحاث ليست سوى نتيجة لبحوث جارية"
بعد تناوله القهوة , اقترح عليها ان يخرجا بنزهة قبل ان يتناولا عشائهم في مطعم المتر بيار.
ليالي الخريف كانت تمتاز بالحيوية , الأضواء والنجوم تلمع في المساء, مارك هاملتون وضع ذراعيه على اكتاف آن في حين بقيا يتنزهان على الرصيف تحت الشجر.
" هل تعرفين باريس؟" سألها مارك.
" لا, انها بالنسبة لي حلم.."
"مباني شيكاغو تشبه لحد ما المباني الباريسية, والسير تحت هذه الأشجار يجعلهم يحلمون بها ".
مشيا وهما يلهوان ينقلان خطواتهما بحذر قبل ان يعودا الى السيارة.
مارك لم يفعل اية حركة , لكن آن كانت تعلم بأن هذه النزهة البطيئة لم تكون سوى وعد لإيقاع آخر, ينتظره قلبها , في حين دعت هدفها جانباً تجاه هذه الاحداث مع رجل لم تعرفه سوى من وقت قريب, او ربما سيخرج من حياتها في اليوم التالي.منتديات ليلاس
الشوارع اصبحت مظلمة عندما اوقف محركه على الرصيف. دون ان يتفوه بكلمة واحدة اخذها بين ذراعيه , لم يتفاجأ لخضوعها له. قبلته دامت وقتاً كما وكأنها تنتظر هذه اللحظة . عندما ابتعدا عن بعضهما.
" آن " تمتم بأذنها " اريدك ان تقولي لي شيئاً"
" ماهو؟"

Rehana 18-12-17 07:30 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" الأيام في للأن - تي- او- ال تبدو طويلة ومملة , خاصة عندما تركت المركز"
" رغم كل شيء " اكمل " لن اعمل في فترة المساء , أليس كذلك؟ لماذا انت تركتي للأن - تي- او- ال؟"
" لقد طلبوا مني ان اعمل وقتاً اطول من الوقت المحدد لي ودون مقابل, وانا لست سوى موظفة متواضعة امام محام لامع!"
" ماذا ستفعلين الآن ؟"
" احاول ان اجد لي عمل في اقرب وقت ممكن"
" اعتقد بأنك منشغلة جداً"
" اخاف ان أكون كذلك ..."
" لكن ليس لدرجة انك لن تتفرغي لي بعض الوقت"
مهما كانت اجابتها, ستقع في مكان ضيق تجاهه.منتديات ليلاس
" اذاً اسمع , سأذهب للقاء عمل , لكن سأعود يوم الأحد, منذ متى لم تتردد على هذه المدينة القديمة؟"
" منذ وقت طويل"
كانت دائماً تحب زيارة مباني شيكاغو القديمة وشوارعها الضيقة وملاهيها , لكن منزلها يقع في ناحية اخرى من المدينة وعملها لم يترك لها فرصة لزيارة هذه الأماكن التي وعدت بها نفسها عند وصولها .
" استطيع اصطحابك بعد ظهر يوم الاحد. ستكون لدينا الفرصة لنتمشى قليلاً , او نذهب لنستمع لأحد اصدقائي وهو يعزف على آلة الغيتار , ومن ثم نتناول عشائنا"
" سيكون رائعاً"
" ليكن موعدنا الساعة الثانية "
" سأنتظرك"
يبدو ان مارك هاملتون سينسيها كل شيء.
صالة المتاحف الكبيرة كانت هادئة. جالسة على احدى الكنبات تأملت آن الرسوم , اللون الأزرق يعطي امومة لوحات بيكاسو . أبعد من ذلك , هناك شاب يضع نظارات على عينيه , اعتقدته احد النقاد, يدون بعض الملاحظات على دفتر صغير.
وقرب باب الدخول , هناك عشرات الأطفال يلعبن بشكل نصف دائري قرب تمثال حديث, يستمعن بإمعان شرح اساتذتهم . رأت ايضاً خيالات كثيرة منعزلة , تبدو وكأنها ضائعة في الداخل.
عندما وصلت الى شيكاغو, منذ حوالي خمس سنوات, زيارتها الأولى كانت لفن الرسم, بقيت عدة ساعات تحاول الاستكشاف بلذة, كل المسؤولين عن الصنعة الواحد تلو الآخر, عندما زارت تلك المتاحف كانت تمضي ساعات مأساوية بعد وفاة والديها , عندما شعرت بالمسؤولية القاسية.
اليوم كل شيء اختلف فهي تشعر بالسقوط ينتاب حياتها. اليوم كل رسومات الأساتذة الكبار لم تكن سوى مزيج الألوان , فقدت رونقها.ريحانة
اليوم هو يوم الجمعة , ومعنى ذلك انها تبحث عن عمل, منذ احدى عشر يوماً.

Rehana 18-12-17 07:33 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
احد عشر يوماً تزن بهم احزانها , لقد غيرت منهاج حياتها تماماً, قاسية ومملة معاً.
يبقى لها بعض الأوقات المسلية , مثلاً عندما تسمع مارك هاملتون تتغير حياتها نوعاً ما .
يوم الأحد الماضي, أتى لاصطحابها لفترة طويلة الى زوو وهي بلدة قديمة في المدينة. كان الطقس بارداً مما جعله يمسك بيدها طوال النزهة لترى الشوارع الصغيرة.
كما وكأنها اخذت بنصيحته , لقد اختارت ثياباً رائعة , جينزاً , وحذاؤها , ومعطفها يعطوها شكل النزهة.
اما من ناحية مارك, لباسه الغامق المعتاد , لكن دون ان يفقد شيئاً من جماله .لم يتراءى لها ابداً أكثر حيوية .
الهواء النقي الذي يلمس وجه آن, يمزج الرائحة التي لا يمكن ان تختفي من باب المطاعم العديدة التي كانت تزورها . ثم دخلا لملهى صغير , ديكوره ساحر, تزوره آن لأول مرة.
في حين يتفحصوا اللائحة على انغام الغيتار , وهي ترفع رأسها لمحت رجلاً ابيض اللون , رقيق يرتدي هنداما انيقاً , ثلاث قطع تبدو ملائمة مع هذا الجو, يحول الآلة التي بين يديه.
" أهذا هو صديقك الذي كلمتني عنه؟"منتديات ليلاس
" انه هو , فهو يعمل خلال الاسبوع في ملهى راقص, ويمضي يوم الأحد المخصص للهو والمرح هنا. لقد تعرفت عليه منذ عدة سنوات عندما كنت اعمل في مكتب الاستاذ ديستريكت اتورتاي , سرقت سيارته ووكلني ووجدناها قبل ان يتصرف بها السارق او يبيعها. فهو يبقى وقتاً طويلاً يدخر المال ليشتري هذه السيارة وهكذا اصبحنا اصدقاء"
" انه يعزف الموسيقى جيداً, لدرجة اننا نقول بإنه موزارت!"
" لا شيء مدهش , انها نوتة بيانو لموزارت موزعة على الغيتار . يبدو بأنك تحبين الموسيقى الكلاسيكية"
" بالطبع! خاصة موزارت , بتهوفن , وشوبرت"
" لا اعتقد بأنه لا يزال هناك البعض يتذوقن الموسيقى الكلاسيكية, هل ترغبين بسماع جورج سولتي على رأس سمفونية الاوركسترا في شيكاغو ؟"
" الآن لا , لكني احتفظ بكل اعماله"
" ساصطحبك يوماً لسماعه . امهر تسجيل لا يحل ابداً كأنه الموسيقية الحية , انظري لهذه الألآلتي الماهر الذي يتوقف , سيعود ليعزف مرة اخرى , كنت اود ان اعرفك عليه في حين لديه عادات خاصة , بين نصفين , فهو يتمرن على اليوغا , كل مرة آتي بها الى هنا , يتجاهل وجودي, في غالب الأحيان يحب عصر السرعة , فنحن نلعب دائماً كرة المضرب معاً"
" أرى ان عملك يقربك من شخصيات قوية ومهمة"


نهاية الفصل

Rehana 26-12-17 07:45 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
الفصل الخامس

وضع يده على يدها وهو يضحك , يغمرها بنظرة طويلة ساحرة ومداعبة.
" وكيف! انت وضعك احسن بالاكتشافات"
" اوه, انا لا اتكلم عن نفسي " صرخت وهي تضحك.
" لكنني انا اتكلم عنك. واعتقد بأنني التقيت بك في شيكاغو وانت في صورة هذه المدينة الغنية بالمفاجآت, التي ليست فقط مركز تجاري, لكنها ايضا لديها مشاريع خاصة ..."
توقف لحظة ليتأمل دقة وجهها ويداها الناعمتان المتعلقتان بيديه.
" آه , حاولي ان تتصوري" استعاد هو يتذكر" منذ خمس سنوات كنت بعيداً حتى في الأحلام بأن التقي انثى في شيكاغو بمجرد صدفة في مركز للأن - تي- او- ال. خلال الخمس سنوات هذه , اكملت عملي دون ان افكر بأنني بيوم من الأيام سأحل مكان جون فورباش وان اقابلك صدفة بذلك الممر في الوقت الذي كنت ستتركين العمل بذلك المكان نهائياً ... ليوم آخر, او بزيادة عدة ساعات لما كنت قابلتك ابداً , ولما كنا وجدنا هنا الآن, جالسين بهذا المطعم نستمع لآلة الغيتار ! هل كنت تحلمين بذلك الآن؟"
" حسناً, ليست هذه الطريقة , لأقول لك نعم ..."
" ولا أنا ايضاً" قالها باسماً" حتى قابلتك"منتديات ليلاس
فكرت بهذه الوقائع التي جرت منذ عدة ايام . كانت تريد ان تقترب من هذا الرجل الساحر وترتمي بين ذراعيه , لكن تذكرت بأن معرفتها به لم تدم سوى عدة ايام.
هل كانت لديه ذمة ليعتاد على هذا الاتجاه ؟ القبلة التي طبعها على وجنتيها وهما يخرجان هذه الأمسية , لم يلق اية مشكلة . لم تكن سوى وعد على الأقل.
" انت منهمكة جداً هذا الاسبوع " تمتم وهو يرمقها بعينيه " وأنا ايضاً سأنكب على عملي في للأن - تي- او- ال. لدينا رزمة من الاعمال موضوعة على المكتب . لكن يمكنني الاتصال بك, لو كنت ترغبين بذلك"
" بكل سرور " اجابته وهي تشعر بالسعادة الدائمة عندما يغمرها بين ذراعيه.
" اعلم بأنك منشغلة جدا هذه الأيام " قال مارك بهدوء" فأنا لا اريد ان اضيع عليك دقيقة واحدة من وقتك الثمين"

Rehana 26-12-17 07:47 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" استطيع منحك بضع دقائق" قالت المرأة الشابة.
" عظيم" قال ضاحكاً" هذا ما أريد ان اسمعه!"
انتاب آن بعض الخمود. كانت بحاجة ماسة لأن يقول لها مارك بأنه يرغب بمقابلتها, لكنها بنفس الوقت فضلت ان لا يطلب ذلك منها كي لا تضعف امامه.
الأسبوع المقبل , بقيت آن تستشير بعض المؤسسات الصغيرة, وكانت حتى لو قابلت اصدقائها تخبرهم بأنها تركت عملها , وتسأل ان كان احد ما يرغب بتعيين موظفين فهي على استعداد.
لكنها لم تكن تشعر بالملل عندما تجلس طوال اليوم بقرب الهاتف , إن كان على الأقل يلزمها بعض الحظ.ريحانة
كانت تبكي كل يوم , كانت ترتدي ثياباً سميكة لأنها كانت بداية ايام الخريف لتتهيأ للخروج من مبنى لأخر .
عندما تعود الى منزلها في فترة منتصف بعد الظهر . كانت تفكر بهدوء وتنتظر اي اتصال هاتفي. بعد انتظار طويل, قامت بتنظيف منزلها بعصبية , على الأقل هذا العمل ينسيها هذه الايام السوداء التي تمر بها.
كانت آن تقوم بهذه الأعمال المنزلية كل يوم لدرجة انه لا يوجد حبة غبار في المنزل, الأرض كانت تلمع , ثيابها مرتبة في خزانتها , مطبخها رائع.
فكرت بفكرة جديدة الا وهي المطالعة, كانت تجلس على كنبة قريبة من الهاتف وتغرق بمطالعة احد الكتب. لكن سماعة الهاتف بقيت صامتة , وبمضى الوقت كانت آن تشعر بالأسى.
نفس الأفكار تتضارب في مخيلتها . هل اتصل بها احد خلال اليوم عندما كانت غائبة عن المنزل؟ أليس من الأفضل ان تبقى طوال اليوم في المنزل ؟لكن لا , لو اتصل بها احد في غيابها فلابد له ان يعيد الاتصال مرة اخرى على الأقل في فترة بعد الظهر.
اضطرت ان تبقى محافظة على صمتها , كان يجب عليها على الأقل ان تكون لها احدى الصديقات في عملها. لكن النساء اللواتي تخرجن بنفس السنة كن قليلات.
على الاقل لم يكن هناك مجال لأندريه فوستر ان يصب نقمته عليها ويضع ذلك الملف على مكتبها , لو كن الخريجات كثيرات لكان انشغل عنها بأخرى, لكن هل خدعني شوك روبنس. لا فهو أكد بأنه لن يتكلم عن ذلك الملف ليتيح لي الفرصة بإيجاد عمل آخر . ثم ان الخداع ليس من طبيعته. كل الذي يحدث لها الآن هو سوء الحظ . كل شيء سيكون مرتب . يلزمها فقط حظاً وفيراً.ريحانة
في نهاية الأسبوع , الأحسن بالنسبة لآن لم يكن سوى ذكرى. لكنها كانت مضطرة ان تعلم سالي بأن وضعها على احسن مايرام , لكن ماكان يسعدها ويدفعها الى الأمام , هو اتصال مارك الذي يجريه مساء كل يوم.
منذ ان تسمع صوته الدافء الحنون تنتابها حالة نسيان , يتحاوران كثيراً بمشاغلهم . مارك لا يذهب من مخيلتها لأن شفاهه لا تزال تفكرها به , رغم الكليو مترات التي تفصلهم عن بعض كانت ترغب ان تعيد هذه القبلة في المرات التالية.

Rehana 26-12-17 07:48 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
عطلة الأحلام التي كانت تمضيها معه كانت غير منتظرة . كل مايحدث لها هو انها تعيش قصة خرافية , كل يوم فيها أقصى من اليوم الذي سبقه.
اصطحبها مارك هاملتون , مسكا ايدي بعضهما وبدأ يتنزها , كانت تنظر إلى محلات الألبسة الكثيرة . حيث أهداها مارك شالاً رائعاً.
بعد تناولهما عشائهما في مطعم ساحر , قررا ان يذهبا الى السينما.
آن كانت تشعر بأن الحياة تعود اليها من جديد وهي برفقة مارك . كانت تشعر بالفرح عندما يتحاوران حتى لو كان محور حديثه عن تجاربه القاسية , لا تستطيع ان تمنع نفسها من النظر لوجهه المليء بالحيوية .منتديات ليلاس
مارك يستمع اليها باهتمام كبير ويبدو انه يتذوق كل شيء في الحياة وهو بجانبها.
الأسبوع المقبل كان بالنسبة لآن أقسى من الأسبوع الذي سبقه . كانت تبحث عن عمل بدون توقف.
كل مرة عندما كانت تصل الى نقطة التخلي عن خمودها, صورةذلك الرجل تتراءى في مخيلتها وتضطرب اعصابها كمصفاة سحرية تسكن لها شدتها وتعبها. يكفيها ان تتذكر الأوقات التي امضتها بين ذراعي مارك.
في احد الأيام, بينما كانت تنظر بمرآتها بانتباه في غرفة الطعام تراءى لها خطوط وجه مارك وكأنه يشغل منتصف افكارها .
هل وقعت بحبه؟ رغم كل تعبها , عيناها الزرقاوين بديا وكأنهما يرقصان فرحاً ببريق جديد.
حولت آن برأسها , كما وكأنها تريد ان تمحي هذه الفكرة . انه مستحيل. لقد تعرفت عليه منذ وقت قصير . فقط الصدفة وضعت مارك في حياتها , في اوقاتها الصعبة. لكنها واثقة بأنها اذا وجدت عملاً آخر , ستفهم بأن مارك لم يكن سوى عنصر من عناصر هذه الزوبعة التي مرت بها خلال الأسبوعين الأخريين. ونظرت لعلاقتهما معه من زاوية اخرى.منتديات ليلاس
رغم تجربتها بتحليل واضح لمشاعرها, لم تتوصل آن لمشاعرها الحقيقية : مهما تكن المصادقة , عندما تنشغل بمارك , هدفها يفقد دائماً خط سيره...
بعد ظهر يوم الجمعة, يجب على آن ان تصون ثلاثة اشياء . بين الاثنين الأخيرين, ستأخذ فرصة صغيرة في معرض للرسوم صادفته بطريقها, بتأوه ,رمت بنظرة الى ساعة يدها , لاحظت بأن موعدها اقترب .ريحانة
ابحاثها كانت غير مثمرة ايضاً مثل الأسابيع التي سبقتها كانت نصيحة آن لنفسها جميلة بأن تحافظ على صمتها , كل يوم تزداد شدتها عن اليوم الذي سبقه. وضعها المالي يضعها موضع الانتقام الخطر.
اسرعت نحو المبنى الحديث حيث كان موعدها الجديد. المدير الشخصي يدعى الاستاذ مورغن , كان يعظها بكلامه الأمر الذي كانت تسمعه عشرات المرات.

Rehana 26-12-17 07:48 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" صفاتك مؤثرة جداً آنسة هاليبرن . لكن قبل اخذ أي قرار. يجب ان اقابل شخص او اثنين. ثم نتعاقد معك..."
وجدت آن بعد عدة دقائق امام محطة الباص, وجهها شاحب وحزين. يومي العطلة يجب ان يكونا افضل من هذا اليوم .
بسرور تذكرت بأن مارك وعدها بتناول العشاء سوياً. أكد بأنه سيكون عندها في الساعة السادسة والنصف. اذاً يجب عليها ان تسرع . وتأخذ حمامها قبل وصوله .
وجدت مغلف للأن - تي- او- ال موجوداً بعلبة الأحرف الموجودة عندها, فتحته بتمهل كانت تعلم بأنه آخر ما لديها من نقود. هذه النقود تكفيها لمدة اسبوعين او ثلاثة وبعدها يستحيل العيش ولا يكفي لحاجات سالي.
كانت مصرة على عدم التأخير دخلت آن الى منزلها وبدأت تحضر نفسها .
اخذت حماماً ساخناً, ثم بدأت بتصفيف شعرها وماكياجها. بعد ان انتهت من تزيين وجهها , بدأت بتأمل نفسها بالمرآة.
المرآة عكست لها صورة امرأة جميلة , مصففة بشكل جذاب وأنيق. تخايلت آن بابتسامة صغيرة بأن اتصال مارك الهاتفي كان بسبب أرقه. بحركات سريعة , سرحت شعرها وارتدت ثيابها بسرعة , بدون تردد ارتدت ثوباً أنيقاً وغالي الثمن.
ثم بعد انتهائها من ارتداء ملابسها الرقيقة , تساءلت ان كان اختيارها لهذه الملابس سيغري مارك , ثم رفعت اكتافها غير مبالية.منتديات ليلاس
ضربة قاسية على الباب قطعتها عن احلامها. اقتربت نحو الباب, اكتشفت انه مارك وقد كان ضاحكاً وحاملاً بين يديه كيساً كبيراً من الورق.
" لا شك بأنك انت من كان يريد شراء العطر؟" سألها بتهذيب.
" مارك! لماذا اشتريت كل هذا !" قالت آن.
" انها مفاجأة . او بالضبط انه عشائنا . نسيت بأن اعلمك بأن لدي ثقل لا ريب فيه بأعمال المطبخ. وأني اعزم بأن نحضر مأدبة هذه الليلة معاً" تنحت آن عن الباب لتجعله يدخل . وضع الاغراض على الأرض . بقميصة الرمادي وسرواله الرمادي كان جذاباً أكثر من كل مرة.
رفع انفاس منسحقة من قلبه.
" كنت اود ان ابادرك بشيء مختلف عن هندامك " اعتذر منها " لكنني ترددت واعترف بأنني سأكون غاضباً من هذه النتيجة"
" لقد سامحتك "
انحنى مارك وامسك بيده احدى الاشياء الموجودة في الكيس.
" قبل أي شيء " قال وهو يقتلع غطاء قارورة الشراب. احضري كوبين . يجب ان نتناول هذا العصير مع الأكل لأنه منشط ولذيذ . انها فرصة لهذه الأمسية الغير منتظرة .
بقيت آن مسمرة امامه, غير قادرة على القيام بأية حركة .
" اسرعي !!" حثها بتهذيب " فنحن لا نحتفل كل يوم جمعة بهذه الطريقة !"
ذهبت الى المطبخ واحضرت كوبين ثم عادت الى مارك .
" والآن " قال مارك" بأية طريقة احتفل مع امرأة مليئة بالحيوية؟"
ثم انحنى مرة اخرة للأشياء الموجودة في الكيس وبدأ بعدها .
" اول شيء احضرته الكافيار ثم الكوكتيل المؤلف من فاكهة البحر , بعض انواع السراطين البحرية المختلفة . لنرى ... آه , اجل سمكة رومانية مع بعض السنامير . ثم اخذ حزمة ملفوفة بورقة من الألمنيوم.


نهاية الفصل

Rehana 27-12-17 06:45 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
الفصل السادس
هناك قارورتين احضرتهم لتحضير بعض المقبلات بالخل الأبيض " تابع بسرور " وبعض الهليون . وبعد الانتهاء من كل هذه الأشياء المفضلة لدي , سنحضر الشوكولا!"
رفع نحوها نظرة تساؤل.
" بماذا تفكرين آن؟"
تحضر للإجابة , رسمت ابتسامة على شفتيها . وضع مارك كوبه جانباً واقترب منها .
" قبل أي شيء , يحق للطباخ بقبلة " قالها بخبث.
عندما لامس آن بحنان, لم تجرؤ على ابعاده . على العكس تجاوبت معه بحرارة , حيث كانت هي اول من اندهش لهذا التصرف . قبلتهم كانت في بداية الأمر هادئة , كما لو كان كل واحد منهم يتمنى ان يذهب بعيداً عن الآخر. لكن بسرعة تغير كل شيء عندما شعرت آن بأصابع مارك على عنقها وعلى اكتافها.

Rehana 27-12-17 06:46 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
ثم تغير تصرفه معها عندما قبلها بقوة في جبهتها .
" يجب ان نكون أكثر ادراكاً, وإلا لن اجيب لا عن نفسي ولا عن العشاء" اندهشت آن لاكتشافها لأية درجة كان المطبخ يفرح مارك.
بينما هو يعمل بتحضير الطعام , وجدت آن فرصة ان تتأمله وتعلمه بمكان أي شيء يطلبه منها.
بمهارة ملحوظة, كان يبدو على مارك وكأنه امضى كل حياته في المطبخ. لم تكتشف به آن سوى السحر ..
انتهى العشاء , مضى وكأنه حلم , مارك كان شديد الملاحظة . اكتشف بأن المرأة التي امامه قد امضت اسبوعاً قاسياً.
انتهت الفاكهة , اخذت آن ثلاثة اكواب من العصير , واستلقت على كنبة في حين جلس مارك بقربها.ريحانة
" شكراً مارك لهذه المأدبة, انت طباخ ماهر " قالت وهي تأخذ نفساً فرحاً.
" انت من سهل علي مهمتي"
كما وكأنها نظرت اليه دون ان تفهم , حدد لها " انت مصدر تنفسي , لو استطعت ان اسمح لنفسي آن, اجد بأنك انت من يجعل ايامي مليئة بالبهجة "
مضى الوقت وكأنها ثواني. مسكها مارك من عنقها محاولا اجبارها الى النظر اليه " اتصور بأنك امضيت اسبوعاً قاسياً " تمتم " وانت بحاجة لأخذ قسطاً من الراحة , تمددي وضعي رأسك على ركبتي "
تجاوبت آن لرغبته , خلعت حذائها وتمددت على الكنبة , بقيا صامتين وقتاً طويلاً, كان مارك يداعبها بعنقها من وقت لآخر.
انتابها شعور فائق الوصف .
" اعتقد انه لا يوجد عمل " قال فجأة بصوت هادئ.
" لم يتصل بي احد " اجابت آن بقوة كي لا تبرهن عن ضعفها.
" لم يقدم لك احد أي عمل بالرغم من صلاحيتك؟ لا يمكن ان اصدق ؟بوب كان مفرطاً بمدحك"
"السوق مشبع أكثر مما تفكر "بدون شك فكرت آن " مما لا شك فيه, يجب ان اجد أي عمل ولو كان قليل "
" هل اخبرت شقيقتك" اضاف مارك.
رفعت برأسها عالياً.
" انت مخطئة, بمضي الوقت يجب ان تبادري بإخبارها بالبريد"
" اتمنى ذلك ..."
تابع مارك مداعبته لها, ثم حاول طرح بعض الاسئلة " هل اكتشفوا بأن عملك غير نافع؟"
عن ماذا يتكلم, وجدت آن نفسها غير قادرة على الكلام.
"عفواً , عم تتكلم؟"منتديات ليلاس
" عن الأن - تي - او - ال "

Rehana 27-12-17 06:47 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" عن الأن - تي - او - ال متعلق بالماضي , وأنا قد محيت الماضي من ذاكرتي للأبد"
" هذا بالضبط ما فكرت به , هناك خلافاً بينك وبينهم " قال بصوت مستهزء.
" هذا غير مهم , فأنا مدركة لأنظم كل شيء بنفسي"
" وأنا لا اشك بذلك"
اقترب مارك منها , لم يكن وجهه بعيداً عن وجهها سوى عدة سنتمترات وبدأ يداعبها بيديه.
انفاس آن جعلت قلب مارك تتسارع نبضاته , ثم وجه اليها بضع كلمات .
" هل تقبلين بي زوجاً لك !" قال لها فجأة.
احتاجت آن لبضع ثواني لاستيعاب معنى كلماته التي تلفظ بها.
" لكن ..."
" اجل , اعلم" قاطعها " انه طلب مستعجل قليلاً"
" ان معرفتك بي منذ وقت قصير" قالت له مبتسمة , كانت فرحة وحزينة في آن واحد لطلب مارك.
" ان الوقت الذي تعرفت عليك به , يكفي ليجعلني بحاجة اليك . اما الباقي فلا يهمني كثيراً"
موجة حنان انتابتها , كانت تشعر بنفس الشعور تجاهه , لكنها تابعت" لم تأخذ وقتا للتفكير , وموضوع كهذا بحاجة لوقت أليس كذلك؟"
" انت مخطئة , هناك ايام وليالي او حتى سنوات وأنا افكر بهذا السؤال . لقد تعرفت على نساء كثيرات وبرغم كل تجاربي لم استطع تكوين اية فكرة عن الانسانة التي اتمناها . عندما قابلتك عرفت على الفور بأنك من كنت انتظرها منذ وقت طويل . ماذا تتصورين انت ؟ انت اول انسانة ادعوها على العشاء"
لم تجب آن ابداً, كانت لا تزال تشعر بحرارة مارك.ريحانة
" يبدو انني تسرعت قليلاً " تابع " بما انك تمرين بأوقات عصيبة , اعتقد بأنك بحاجة لبعض الوقت للتفكير "
آن لم تجد اية حجة للرفض ...
" لكن هناك صوت يهمس لي بأنك لست ضد فكرتي" قال هذه الكلمات همساً لها بأذنها.
كيف تستطيع . ان تقول له لا ؟ حلمت للحظة بالذي حدث في ممر عن الأن - تي - او - ال , كما تذكرت الباص, وتذكرت القيمة التي يجب ان تدفعها لدراسة سالي لو قبلت عرض مارك كل هذه الاشياء تعود اليه. وستفتح اليها آفاقاً جديدة. اما من ناحية مارك فسيكون زوج مخلص.
" لو سمحت آن , وافقي" رجاؤه نابع من الأعماق.
لم تنتظر سوى عدة ثوان " مارك , أنا ..."
بهذه اللحظة بالذات , رنين الهاتف قطع لها حوارها . بينما كانت مترددة بالرد قال لها مارك باضطراب.

Rehana 27-12-17 06:47 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" من الأفضل ان تجيبي , اتمنى ان يكون المتصل هدفه حسن!"
" بالتأكيد انها سالي , فلا احد يتصل بهذه الوقت سواها " تنهدت آن وهي تتجه نحو سماعة الهاتف.
"الو؟" قالت بتساؤل دون ان تترك مارك بعينيها.
" مساء الخير آن , هل عرفتني؟"
كما وكأنه اسدل عليها ماء الثلج . كانت تعرف جيداً صوت اندريه فوستر, لم تستطع آن ان تتفوه بكلمة واحدة . بهدوء اعطت ظهرها لمارك مضطرة للتنفس بعمق كي لا تفقد حيويتها.
" بالطبع اعرفك " اجابت آن محاولة افهام مارك بأنه اتصال عادي.
" عظيم " تابع اندريه فوستر.
كان يضحك ضحكة قاسية .
" كنت اعلم جيداً, بأنك لن تنسينني بسهولة ..."
بدأ قلب آن يطرق , ما الذي يريد ان يصل اليه ؟
" اذاً" شرح لها مخاطبها " اريد ان احدثك بنقطة مهمة للغاية. هل نستطيع ان نتناول غذائنا سوياً غداً؟"
" مستحيل " اجابته ببرودة.
"لماذا؟ انت تعلمين بأنه لا احد يستطيع ان يغشني "
ارتفع صوت ضحكته من جديد مما جعل آن تضطرب .منتديات ليلاس
" سأقول لك اخيراً" محدداً " غداً يوم السبت وكل المكاتب مغلقة" ثم حدد لها بعلمه بأنها خالية عمل.
" هل وجدت صعوبة بإيجاد عمل آخر؟"
فقط وجود مارك خلفها منعها من ان تتفوه بأية كلمة .
" اسمعيني جيداً" تابع اندريه فوستر بطريقته المعتادة " استطيع مساعدتك لدي كل مايلزمك .. ماذا اضعت؟ اطلب منك فقط قبول دعوتي لنتحاور معاً. اما اذا رفضت ..."
" اين؟" قالت بعصبية.
حفظت العنوان في ذاكرتها ووضعت سماعة الهاتف دون ان تتلفظ بكلمة واحدة .
كانت هناك بعض التعابير المرسومة على وجهها استدارت ناحية مارك.
" من كان يكلمك ؟" سألها اخيراً وجبينه مطوي عدة طيات.
" لا احد مهم "
" ليس لدي هذا الانطباع"
مشتتة بين الرغبة بالنسيان بسرعة هذه المهزلة والحاجة للكلام. ترددت انها او مرة يستطيع ان يتحملها.
" اقتربي مني"منتديات ليلاس
لم تتوقف آن عن الصلاة. جلست بجانبه. كانت فرحة وهو يضع يده على اكتافها.
" لقد تحسنت الآن . افضل ان تاخذي الوقت الكافي لتفكري بهدوء"
مدت آن يدها ووضعتها بين يدي مارك وشدت عليها بقوة .

Rehana 27-12-17 06:48 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
يبدو انها ستتوصل للقرار . في اليوم التالي كانت تريد ان تنهي مهمتها مع اندريه لتتخلص من هذا الحظ الذي يلاحقها ولمحيه نهائياً من مخيلتها . لأن هناك حياة جديدة تنتظرها بجانب مارك.
" آن , تفضلي بالجلوس "
نهض اندريه فوستر ليسمح لها بالجلوس.
" سيدتي , ماذا تفضلين ان تشربي ؟"
بما انها لم ترد على السؤال بسرعة , اختار لها اندريه فوستر شرابها بدلاً عنها.
" احضر لها مثلي نفس الشراب الذي طلبته ! وكوب ثان لي "
ظهر المستخدم ومعه الشراب المطلوب . كانت آن مسمرة بسكوتها منتظرة ان يبدأ اندريه فوستر بالكلام.ريحانة
" اجد ان هذا الشراب لذيذ جداً, واتمنى منك لو تتذوقينه"
كان طعم الشراب غريبا , وآن ليست مضطرة لتناوله ..
" أنا سعيد لمجيئك آن " تابع اندريه فوستر " بهذا الجو الجميل لا شيء اجمل من تناول الغداء برفقة سيدة مثلك"
سمرت آن عينيها في محتويات الكوب, دون ان تتكرم وتفتح فمها بكلمة واحدة . حاول اندريه تجاهل سكوتها , كان مصراً على عدم اخفاء عناده الوقح .
" آن , ألم تفكري بأنه خلال هذه السنة لدينا قصص مميزة؟"
التفتت اليه ونظرات الغضب تملأ عينيها.
" ماهو هدفك ؟" اجابته ببرودة.
" آن , ما الذي حدث لك؟" اجابها بنكد " اعتقد بأنه لدينا الوقت الكافي للحوار, أليس كذلك ؟ ولا مانع من اضاعة بعض الدقائق , هذا المطعم رائع! ألست من رأيي؟"
حركت آن الكوب الموجود بين يدها بقوة. لم تكن تريد ان تبدو عصبية. اضطرت على التنفس بعمق نظرات بضع ثوان بالزيتون الذي يزين عصيرها.
" اتمنى ان تنتهي هذه المقابلة بأقصى سرعة, ان كان ذلك لا يزعجك " قالت اخيراً دون ان ترفع عينيها عن الكوب.ريحانة
" آن , انت تخيبين املي " قال بتمتمة" ما معنى عدم صبرك هذا؟ حافظي على هدوئك لو سمحت , انك تشعرينني بارتكاب خطيئة افقد صبري عندما اشعر بأنك ممكن تكوني أي شيء لأي كان ماعداي, فذلك ليس لطيفاً بالنسبة لي "
اخذ رشفة من كوبه قبل ان يتابع " هذا الغداء اعد خصيصاً لهذه الذكرى , لا تنسي . من يدري ؟ ربما يكون نقطة البدء للإلفة بيننا "
" ليس الوقت وقت مزاح" اجابت آن ببرودة.
اقترب المستخدم من جديد الى طاولتهم , وبيده لائحة مدون عليها كل الاكل الموجود في المطعم .

Rehana 27-12-17 06:49 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" أنا لست جائعة " اضطرت ان تتلفظ بهذه الكلمات , لأنها لا تستطيع ان تلتهم أي شيء بوجود اندريه فوستر على الرغم من انها لم تأكل أي شيء منذ الصباح.
" احضر لنا طبقين من السمك" قال اندريه للمستخدم دون ان يستشير مرافقته.
منذ ان غاب المستخدم عن الأنظار , نظر الى آن ورمقها بابتسامة حب.
" اطباق السمك عندهم صغيرة ولذيذة . أنا أكيد بأنك ستحبينه الى اين وصلنا بحوارنا؟"
بدى وكأنه يحاول ان يفتكر.
" آه , اجل , للموضوع الذي تقابلنا من اجله , آن أنا احد رجال هذا العالم , ترين ذلك. ولا استطيع تحمل الأشياء المتاشبكة , يجب على كل الناس ان يعيشوا هذه هي حكمتي . حتى الآن نجحت باستعمال هذه الحكمة واتمنى ان تدوم طويلاً"
بقيت آن مسمرة عينيها في كوبها. شعرت قبل ان ترى بأن يدي اندريه فوستر قد وضعت فو ق يديها . سحبت يديها وابتعدت بضع السنتنترات .منتديات ليلاس
كالعادة , لا يهمه الأمر , تابع " ترددت كثيراً عن التفكير بأن تكون بيننا اية علاقات . لكن عندما رأيتك لأول مرة في الأن - تي - او - ال . فكرت بسرعة بأنك جميلة , طبيعية , وبأنك امرأة مميزة , انيقة , واثقة من نفسك . فكرت ان ابوح لك بمحبتي , مثلما فعلت مع الأخريات"
لمع بعيني آن بريق ساحر شاحب.
" سأخاطر واشبهك بالمدعي , وسأحاول ان اقرأ بنظراتك منفعة متبادلة "
بحركة , توصل لاعلان مالم يظهر الا بمخيلته.
"اوه, لا تظهري لي بأنك تمانعين ! لا اجد بذلك شيء يستدعي الندم , الا يحق لشخصين من البشر ان تكون هناك علاقة بينهما؟"
بهذه اللحظة بالذات , فكرت آن بأن ديبي كان على حق. هذا الجلاد يسعد بعذاب فريسته , هل كان يقصد متابعة هذه الرواية التي يبدو انه سهر عليها بجهد منذ وقت طويل ؟ لم يكن امام آن ان تتحمل اكثر من عشر دقائق قبل ان تنفجر .ريحانةمنتديات ليلاس
" كل شيء كان بيننا على مايرام حتى وصلت لهذه الغلطة , أتلفظ بهذه الكلمات لأبرهن لك بأنني صريحة جداً معك . ان دورك بتمثيل دور سلامة القلب غير متقن . يبدو اننا نحن الاثنين متوتري الأعصاب . لكن سأدع لك فرصة اخرى في وقت آخر. والآن نستطيع الذهاب على هذا الأساس . ويمكن ان تحدد فيما بعد ما الذي تريد ان تقوله"


نهاية الفصل

Rehana 29-12-17 05:52 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
الفصل السابع

مدهوش لجرأة آن اقترب اندريه فوستر من آن فجأة ومسكها بيدها قبل ان تجد الوقت لتفهم ما الذي يحدث .سحبت يدها بهدوء , وحولت نظرها لناحية اخرى .
" هل تعتقدين بأنني امثل عليك وفشلت بأداء دوري وتعطيني فرصة ثانية لأحفظ دوراً آخر ؟ اتمنى منك ان تكوني متفهمة أكثر من ذلك. فعملنا ليس سوى تسهيل الأشياء. واعترف بأنني شخص لا يتساهل بفكرته . هناك قاعدة عامة في الحياة , بأنني انتهي بأخذ كل ما اريده"
احضر المستخدم قارورة من الشراب الأمر الذي قطع حديث اندريه فوستر.
" الى اين وصلت؟" تابع بعد ان غاب المستخدم عن الأنظار " كنت اقول بأنني رجل محق . لقد سامحتك لانفجارك بي ذلك اليوم في مكتبي . لكن, حاولي فهمي لا استطيع قبول انهاء علاقتنا بهذه الطريقة القاسية. لهذا السبب تضايقت لهذا الخلط الذي فعلته"
" مامعني ذلك؟"
نقنق اندريه نقناقات فرحة لأنه جعل آن تبوح عن خوفها.
" لن ندخل بالتفاصيل " شرح لها " فجأة استخدمت معارفي بمركز البحوث ليحضروا لي محتويات قليلة عن ملفك الشخصي . اوه , ليست اشياء كبيرة , فقط ما اريده. لم يكن لدي الاختيار, آن افهميني , فكرة تركك مركز البحوث الأن - تي - او - ال . هي غير محتملة بالنسبة لي"
" وما الذي سببته لي انت بالذات " قالت آن غير قادرة على تحمله اكثر من ذلك.
" عفواً ؟ ما الذي سسببته لك؟" اعادها وهو يقطع جملته " آن بماذا تتهمينني ؟ هل ترغبين بإمضاء ايامك الباقية وحيدة ؟"
" اندريه , انا افهمك جيدا" قالت دون ان تجيب على سؤاله " لقد هددتني بعدم ايجاد اي عمل في كل هذه المدينة اتذكر ذلك؟ هل لشوك روبنس دور بهذه اللعبة؟"
" بالطبع لا ! هذا الموضوع يخصنا أنا وأنت بالذات"

Rehana 29-12-17 05:57 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" لهذا السبب, ليست لدي الفرصة بإيجاد أي عمل أياً كان "
" انت مخطئة !" قال اندريه بقوة " يكفيني بأن ارفع سماعة الهاتف واجعلك تعملين في اهم المراكز في الحال"
" وماهو ثمن ذلك؟"
" آن " قالها بصوت منخفض وهو ينظر للطاولة المقابلة لهم ليتأكد بأن احداً ما لم يسمعهم "لماذا تنظرين للأشياء بمنظار سيء؟ انا لست بجلاد ! عودي لهدفك وافعلي ما قلته لك , ستكسبين عملاً وصديق"
بهذه اللحظة احضر لهم المستخدم اطباق السمك مصحوبة ببعض اللحمة مصففة بشكل جميل . ما ان غاب المستخدم عن الأنظار حتى تابع اندريه حديثه " للحقيقة آن أنا لا افهم لماذا انت مترددة , لقد ارتكبت غلطة كبيرة مماجعلك تدفعين الثمن غالياً . انت بحاجة لشخص مدعوم ليمنعك من الاقدام على خطواتك هذه , اعلم بأنك مسؤولة عن تعليم شقيقتك. اذا فكري بها قليلاً هل يجب ان اعيد بأنني اصبحت شخصاً ملزم؟"
سمرت عيناها في طبقها , وجدت آن فجأة بأن السمك اصبح مخالفاً في طبقها. ظهر اندريه فوستر مختلفاً تماماً. فهو ليس فقط يلعب دور عصفور مزقزق لفريسته , بل ايضاً هو على استعداد ان ينزف دموعه اكثر من اللازم اذا استدعى الأمر.
" ان يشعر الانسان بالنعاس , شيء سهل جداً , لديك ان تختاري الثقة والحظ من ناحية , ومن الناحية الاخرى بداية البؤس . وليس لدي شيء آخر اقوله . ماهو ردك؟"
شعرت آن بتخلخل باندفاعها . كيف تستطيع مصارعة رجل مخادع كهذا؟ حتى لو نجحت بإيجاد عمل دون تسمية الأن - تي - او - ال لا شيء يمنعه من ان يقطع علاقته بها , وسيستمر بازعاجها عبر الهاتف.
طرق اندريه الطاولة باطراف اصابعه صوابعه, لأنه انتابه شعور فرح.
" اني بانتظار قرارك آن , لا تنسي انا او لا احد"
دون ان تمد يدها لطبقها , اردفت المنديل الموجود بين يديها ووضعته بجانبها . بعيداً عن الظنون التي تجري بأفكارها . لم يستطع اندريه فوستر ان يرسم على شفتيه ابتسامة مطمئنة عندما رآها تمسك بيدها قارورة الشراب لتضعها بقربها.منتديات ليلاس
بعد عدة ثواني استطاعت آن ان تستعيد حيويتها , يبدو ان مفعول هذا الشراب سريعاً.
الهدف الأساسي لهذا الممثل هو الفوز بضحيته الجديدة.
كان يستطيع اندريه فوستر ان يسبب لها الكثير من الظلم ولا احد يجبره على هذه الشهامة. حرارة المرأة الشابة تمنعه دائماً من الوصول لهدفه.
" اعتقد بأنني أتنبأ, بأن انعكاساتك على هذه النقطة تؤدي " قال اندريه وهو يمسح زواية فمه بالفوطة الموجودة على طبقه لشيء ما.

Rehana 29-12-17 06:00 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
عندما مدت يدها تجاهه, تلألأ الفرح بعيني مخاطبها معتقداً بأنه سيصل للنهاية . ولم يمضي الا ثواني, وكانت كل محتوايات الكوب الموجود بين يديها ملطخة بثياب اندريه , الأمر الذي جعله لا يفهم ما الذي يحدث .. معالم الغضب ارتسمت على وجهه.
وضعت آن كوبها على الطاولة بهدوء.
" الى اللقاء استاذ فوستر " قالت ببرودة , قبل ان تتوجه بخطواتها الى باب الخروج.
ما ان اغلقت الباب ورائها , حتى سمعت صوت اندريه مكللاً بالغضب يصرخ بأذنيها " سوف تندمين!"
في بداية فترة بعد الظهر, كل الأشجار بدأت تتناثر اوراقها عنها مبشرة بقدوم الخريف. لكن آن لم تنتبه لذلك. مشت بسرعة لتقطع اكبر مسافة ممكنة لتبتعد عن ذلك المطعم الذي تركت فيه اندريه فوستر . رغم الهواء البارد قررت ان تأخذ المسافة مشياً على الأقدام . معدتها فارغة منذ الصباح , شعرت بأنها تعبة قليلاً.
يبدو انها قد فقدت اعصابها بمشيها هذه المسافة سيراً على الأقدام بهذا الطقس , رغم كل التقلبات التي تحصل بالشوارع بمرورها قرب فندق كبير , بدأت تدور بأفكارها . لو كانت بوابة , كانت ستشعر باللهو بتعليق مفاتيح الزبائن.
شعرت بنبضات قلبها تتسارع , عندما تذكرت بأنه بعد اسبوع , ستذهب بنزهة بين ذراعين مارك, مايجعل كل شيء من حولها جميلاً.منتديات ليلاس
لعبت على شفاهها ابتسامة , عندما فكرت كيف كان مارك يحاول ارضائها على عكس اندريه . لو كلمته فقط! كان سيؤيديها وينصحها .
الآن كان الوقت متأخراً . يجب عليها قبل أي شي ان تنسى هذه الحادثة المؤلمة التي مرت بحياتها. حين كان من المحتمل بأنه وضع علامة مساوية لاعترافه.
شدت على يدها بقوة . بالرغم من خمودها العميق , كانت تتمتع بكثير من الحماس . الكوب الذي رمته بوجه اندريه اعاد لها حيويتها من جديد. مهما كان سيكلفها , ستسعى لمنح سالي مركزاً مهماً من خلال دراستها . لهذه النهاية شعرت بأنها تستطيع ان تقبل أي مركز غير لائق لدراستها حتى لو كان ذلك العمل يلزمها ببعض التضحيات.
غارقة بأفكارها السوداء , نسيت آن جوعها وتعبها . المبنى الذي تقطنه كان يبعد مئات الأمتار , عندما سمعت صوت عذب جعلها مضطرية " هل كانت النزهة ممتعة؟"
غير مبالي , متكئ على باب سيارته المركونة على جانب الرصيف , رآها مارك تقترب اليه وهي مبتسمة.
تأثير المفاجأة , جعل آن تقترب اليه.
" اعتذر , كنت مشتتة بعض الشيء"
" مشتتة بالغيوم . انتبهي ! قد تخاطري تجاه احد الأشخاص"

Rehana 29-12-17 06:02 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 

مسكت يده الذي مدها تجاهها, وهي تنظر للنور المشع من نظراته . حملها مارك وجعلها قريبة منه .
" يبدو ان هناك قشعريرة برد تنتابك" قال هذه الكلمات واخذ اصابعها بين يديه يدلكها " انتبهي على نفسك, لأن الزكام بهذا الطقس سهل جداً"
فرحة لهذه التعابير التي تعتبرها تعابير ابوية . قالت آن " فيما بعد , سأحاول بأن أكون حكيمة"
بريق فرح لمع بعيني الرجل , بينما هو يداعب لها اصابعها لكي يجعلها تشعر بالحرارة , قال بثقل" بدأت افكر بأنك بحاجة لشخص ما يسهر على راحتك"
مهما كانت الاجابة , عليها ان تغير الموضوع " اعتقد بأنك كنت تعمل اليوم ؟"
" بالضبط , انهيت عملي الآن "
" ألم يفض بك لهذه اللحظات ؟"
" لدي الاختيار بأن آخذ قسطاً من الراحة . وعندما رأيت الشمس تلمع من نافذة المكتب , جاءتني فكرة جنونية , وقررت بتطبيقها على الفور".
" ماهي؟" سألته آن , وهي كانت مضطربة لأنها لم تكن تريد ان تحتك يدا مارك بيداها التي اصبحتا كتكلة نار.ريحانة
" حسناً , سأقولها لك. اعرف بحيرة ساحرة في شمال ويسكونسان . مياهها صافية جداً , محاطة بالغابات والبلوط والخ.. في الخريف يكون منظر اوراقها مبهجة لنظر , ونستطيع ان نصطاد ونتنزه"
مسك آن وجذبها اليه اكثر من الوضع التي كانت به.
" والأحسن من ذلك , انه يوجد هناك فندق ساحر , ولحسن الحظ ان المالك هو احد اصدقائي. في الصيف يتهافت اليه السواح من كل حدب وصوب , لكن بهذا الفصل لا يوجد احد. داخله رائع . هل اكمل ؟" سألها .
اجابته وهي تحرك برأسها صعوداً.
" هيا بنا نحضر امتعتنا. وعلى ما اعتقد سنصل الى ذلك المكان خلال خمس ساعات على الأكثر . وفي صباح اليوم التالي سنحضر نفسنا لفطور فاخر تحضره لنا الفيرا"
" توقف " قالت آن, التي كانت تحسب بأفكارها كل هذا البرنامج.
" لا, لم انته بعد. يجب عليك ان تعلمي بأنني لن اعود قبل عدة ايام بما ان ذلك لن يسبب لي أي اشكال , فأنا لي حرية التصرف بأعمالي, وبما انك خالية عمل, سأكون اسعد رجل لو قبلت بمرافقتي لهذا المكان "
صمت بضع دقائق .
" اخيراً" لاحظ" يمكنك مرافقتي ان لم تكوني مرتبطة بشقيقتك . ولو ترغب يمكننا اصطحابها بهذه النزهة ان لم تكن مرتبطة"
" اجل, اعتقد ذلك لكن ما الذي سيشغلها؟"
ارتسمت على وجه مارك ابتسامة كبيرة.
" على ما اعتقد بأنك لا ترغبين بالزواج قبل ان تكلمينها , أليس كذلك ؟ ستكون منزعجة جداً لو لم نعلمها"
" مارك !" قالت آن , مندهشة كثيراً لتقول شيئاً آخر.
" قاضي باردويل هو احد اصدقائي " قال مارك " بالنسبة لي سيقبل ان يزوجني حتى في الدقائق الاخيرة . سأتخذ اول رجل أراه كشاهد ثم نذهب لاحضار سالي ونقطن عندها عدة ايام . وبعد ثلاثة ايام نذهب الى البحيرة وتنزلين معي"
" مارك , أنا ..."منتديات ليلاس
" اوه , لن نتأخر في ذلك المكان , فيلزمنا منزل اوسع . خاصة عندما يصبح لدينا اطفال . كم طفل تحبين ان يرزقنا الله آن؟ ماذا تفضلين اولاً طفل , أم طفلة ؟ بالنسبة لي لا خلاف بينهما"


نهاية الفصل

زهرة الفلامنجو 30-12-17 05:25 AM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
مجهود جميل تسلمي عليه ٠٠منتظرين التكملة

Rehana 30-12-17 05:54 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
الفصل الثامن
رمى بنظرة سريعة من حوله . بدى وكأن العالم كله صامت. كما وكأنه وحيداً على هذا الرصيف. بهدوء جذب آن اليه , داعبها بحنان.
" فكرت بكل شيء " قالت له آن .
" نعم "
ابتعد بقوة ورمقها بنظرة قاسية.
" بالطبع " اعاد بهدوء " سنساعد سالي على انهاء دراستها . وانا على استعداد ان ادفع لها كل ماتريد لانهاء دراستها . واعتقد ايضا انه لا حاجة لعملك, فيلزمنا ان يكون احدنا متفرغ للأطفال. كما قلت فكرت بكل شيء"

Rehana 30-12-17 05:57 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" هل تحبينني آن؟"
شعور من الفرح سيطر عليها . الكلمات التي حلمت ان تتفوه بهم منذ وقت طويل ستتلفظهم اخيرا " نعم , احبك , مارك"
مسكها بكل قوته وضمها اليه .
" ان حبي لك مساوياً لحبك آن" تمتم لها بأذنها وهو يداعبها بشعرها بحنان لا نهاية له " لا يوجد اذا اي هدف لنؤخر زفافنا "
لم تستطع آن ان تتفوه بأية كلمة . شعرت فجأة بفرح عكس الاحساس الذي كان ينتابها . وهي بقمة فرحها , تذكرت تلك الأمسية , اتصال اندريه فوستر الذي لم ينجح في الوصول الى مبتغاه.
" مارك " سألته " هل ترغب بالارتباط مع انسانة خالية عمل؟"
ضحك بصوت عال من كل قلبه.
" اولاً انا متأكد بأنك لو اردت ان تعملي فلن تتأخري بإيجاد عمل . ثانياً ستكوني مشغولة بي وهذا شيء لا يزعجني ابداً. على كل الأحوال , سنكون فيما بعد مرتبطين معاً بالأشياء الحسنة والسيئة . ماذا قلت؟ لا ينقصنا سوى ان نذهب للإتصال بسالي ونحضر بعض الأمتعة "
لم تردد آن ولا ثانية واحدة, رسمت على شفتيها ابتسامة ساحرة , مسك يدها وهما يتجهان الى منزلها . لكن بسرعة لف مارك ذراعه على اكتافها كما وكأنه لا يريد ان يتصور فكرة انه يمكن ان يفترقا عدة سنتمترات.منتديات ليلاس
شعرت آن بأنها تهنئ نفسها , بدأ يطرق قلبها عندما فكرت بأنه اصبح جزءاً منها.
بدون ان يتفوهوا بكلمة واحدة , تابعا سيرهما بسرعة حتى وصلا لمنزل آن .
عندما فتح مارك يده , مدت له آن المفاتيح التي كانت في حوزتها , ادخل المفتاح بهدوء في الباب , ثم ابتعد ليدخل آن واغلق الباب خلفهم .منتديات ليلاس
" هيا , قفي يا صغيرتي الكسولة !"
حدقت آن بعيناها . ركع امامها على ركبتيه , يدي مارك وكأنه انقسم الى نصفين.
" مم .. دقيقة اخرى " قالت آن " سأكون على احسن مايرام"
تمددت على العشب الأخضر بارتياح, لدرجة انها لم تكن ترغب بالنهوض.
" تذكري بأننا سنبقى هنا اربعة ايام فقط " قال مارك وهو يركع بقربها . لو اردنا ان نزور بعض الاماكن , فلا يوجد لدينا وقتاً لنضيعه"
" أعلم" تمتمت آن وهي تلف ذراعيها على رقبة مارك لتجذبه اليها" ولهذا السبب سأسرع بتقبيلك"

Rehana 30-12-17 05:57 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
حدق بها نظره , قرأ بعينيها الصدق الذي لم يقرأه بعيني أي امرأة , بريق لمع بعينيه.
" بماذا تفكرين؟" سألها بهدوء.
" احبك "
ظهر الفرح على وجهه.
" عندما افكر بأنني كنت ضائعاً بعيداً عنك" تمتم بهدوء " خمس سنوات اقطن نفس المدينة التي كنت تقطينها وكنت بذلك الوقت بحاجة لسماع كلمة كهذه"
" استطيع ان اعيدها لك بطريقة لا نهاية لها . احبك, احبك , احبك"
كانت هذه من اجمل الأوقات لديها. غير قادرة على البقاء بهذا الوضع طويلاً. اقترب اليها مارك وقبلها من جديد.
اشعة الشمس كانت تعكس على الأوراق مئات من الألوان . كانت الطبيعة هادئة في نهاية الفصل.
لم يكذب مارك . الخريف في كريستال لاك اجمل بكثير من شيكاغو لحسن الحظ , ففي فصل الصيف السواح يأخذون حمامات شمس ممتعة . النزهات التي كان يقوم بها مارك وآن في الأحراش كانت لا تتعدى حدود الفندق.ريحانة
بابتسامة صغيرة , فكرت آن بأن كل شيء , يتحرك بسرعة . بهذه السرعة ستقبل بالزواج, مارك كان بجانب الهاتف يحضر لمراسيم الزواج القاضي باردويل.
تذكرت آن بأنها لم تعلم سالي لتساعدها بتحضير الأمور الأساسية , لهذا السبب شعرت بالتردد.
في الساعات المقبلة حضر القاضي باردويل واصحاب مارك بهندامهم الأنيقة . اما سالي فقد ارتدت فستان جميل وقالت لها " أنا مسرورة جداً من اجلك" ثم قبلتها " أنا متأكدة بأن اختيارك حسن"
قبل ان تجد الوقت لتسألها عن الذي حدث في عملها كانت قد استقلت سيارة مارك بطريقهم الى شمال , وبدآ يتسامران طوال المسافة, الأمر الذي جعلهم لا يشعرون بالوقت .
كل شيء بدا وكأنه حلم. بعد تناولهم العشاء , عادا لغرفتهما . بدأ كل واحد ينظر للآخر وكأنهما قد نفذا صبرهما .
" سيدة هاملتون " قالها بنبرة وكأنها ينوي معاكستها .
رمت بنفسها بين ذراعي زوجها بسرور. شعرت آن وهي لا تزال ممددة على العشب الأخضر بين احضان زوجها الذي غمرها بحبه منذ ساعات فقط بالفرح والسعادة .
" لندخل " همس لها مارك بأذنها.
مشيا على رؤوس اصابعهم واتجها بهدوء الى داخل الفندق. الشمس كانت لا تزال تغيب وراء الأفق .
" آن " سألها فجأة " لقد تحدثنا بأشياء كثيرة , لكننا لم نتحدث لماذا تركت الأن - تي - او- ال. لم أكن اريد ان اتحدث بهذا الموضوع مع شخص آخر , لكنني فضلت ان تكلمينني انت بنفسك , هل ترغبين بالتكلم بهذا الموضوع الآن ؟"
مضطربة لهذا السؤال الذي يذكرها بالأسى التي عانت منه , لكنها شعرت بالاندفاع تجاهه واجابته.

Rehana 30-12-17 05:58 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" لا ابداً. كل ما يهمني بهذه اللحظة ان ابقى بقربك"
" هل انت متأكدة ؟"
" بالطبع . في جميع الأحوال , هذا الموضوع غير مهم, لأنه متعلق بالماضي"
" حسناً , كما تريدين . لكن لا تنسي نحن الآن متزوجين , ويمكنك ان تطمئني بالنسبة لي. انا مستعد ان اسمع أي شيء حتى ان كان هناك عتاب بالنسبة للأن - تي - او- ال"
اخذت آن تضحك " ليس هناك لا اسرار ولا خلط بكائي , تصور !"
في جميع الاحوال فكرة ان تخبئ شيء ما على زوجها حتى صباح اليوم التالي من زواجهم, تزعجها. كانت ترغب بأن لا يكون هناك اسرار بينهما . لكنها لا تتعتقد ان يستطيع ان يتحمل ذلك , فتلك القضية غير محتملة بالإضافة الى ذلك, من يعلم كيف سيتصرف مارك مع هذا الرجل الشيطاني اندريه فوستر . غير متأكدة . هل يبحث مارك عن الحقيقة , هذا ان لم يخبره اياها اندريه. لكن رغم كل شيء يجب على آن ان تتعدى هذه المرحلة.ريحانة
فجأة فكرت بديبي . صديقها كان على صواب . يجب ان يكون هناك شخصاً يردع اندريه فوستر من الايقاع بفريسة جديدة. بالنسبة لها لا يوجد شيء تخسره , لكن يجب ان يتقي شره بعض الصديقات.
هناك قرار ما اظهر بفكرها . نظرت آن لوجه مارك المضيء بضوء القمر وطلبت منه ان يعدها بأن يضع حداً لذلك الرجل الذي يدعي اندريه فوستر كل ذلك كان بينها وبين نفسها , لكنها لم تستطع ان تتفوه بأية كلمة يلزمها بعض الوقت تمضيها مع زوجها قبل ان تخبره.
امضت آن مع زوجها امسيتين ممتعتين . اما هذه الأمسية قررت آن ان تكتشف شعوره. بقيا بين ذراعي بعضهما وقتاً طويلاً, جامدين , تاركين افكارهم فقط تسرح. لم تستطع آن ان تحجب نفسها من التفكير بأن زوجها اليوم يعرفها اكثر من أي وقت آخر.منتديات ليلاس
تذكرت سؤاله بالنسبة لتركها الأن - تي - او- ال . تصورت بأن ذلك اليوم اصبح قريباً ليعلم بذلك السر الذي تخفيه عنه. سيكون عظيماً جداً بأن تصارح الرجل الذي احبته بكل شيء .
" بماذا تفكرين؟" سألها مارك بحنان.منتديات ليلاس
ركعت آن على ركبتيها وقبلته" افكر بأنني احبك بجنون"
اسلوب الاجابة التي اجابته بها تبرهن على مدى حبها له.
الأربعة ايام التي امضياها في كريستال لاك مضيا كحلم. جمعا امتعتهما واستعدا للرحيل.
بطريقهم لكريستال لاك , كانا يتسامران طوال المسافة, اما بطريقهم للعودة الى شيكاغو بقيا صامتين على العكس تماماً.

Rehana 30-12-17 05:59 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 

لكن هذا الصمت كان افضل من اية محادثة لأنهما كانا يتصرفان بطريقة تغنيهم عن الكلام . من وقت لآخر كانا يبتسمان لبعضهما ويقبلان بعضهما.
عندما وصلا لمنزل مارك , لم تتفاجأ به ابداً, لأنه كان كما تخيلته , مجهز بطريقة حديثة , نوافذ كبيرة مما تجعل الشمس تدخل , الجدران بيضاء , في اسفله ترى المدينة بكاملها.
" انه رائع " قالت آن .
" هل تستطيعين العيش معي هنا؟"
" معك, اعيش اينما تريد , وسأكون مسرورة"
اخذ مارك زوجته بيدها ليعرفها على كل ركن من اركان المنزل. توقف بقرب الخزانة الموجودة بغرفة النوم.
" ستجدين مساحة كافية لترتبي امتعتك , أليس كذلك؟"
" لا يوجد أي اشكال , امكانياتي المادية لم تسمح لي بيوم من الأيام ان اشتري الفساتين الضخمة" قالت آن بهدوء.
" يجب ان تطلبي مني كل ماترغبين به . فأنا على استعداد لتلبية كل طلباتك"
في اليوم التالي , طلبت آن تاكسي وذهبت لمنزلها واحضرت كل حاجياتها الخاصة بها . لأن مارك كان مشغولاً جداً فلم يستطع اصطحابها . لكنه منحها كل الوقت لترتب امتعتها بمنزلها الجديد.منتديات ليلاس
وصل مارك لمكتبه .
" كيف حال العريس ؟" قالت السكرتيرة وهي ترمقه بنظرة مداعبة.
"على احسن حال , ماري , هل فقدتم لغيابي؟"
" بالطبع"
" اين جون؟"
" مع ارولد واثنين من الزبائن. في كثير من الأحيان كانوا يتمنون تناول طعام الغداء معك. انها قضية قتل"
" قتل في هذه المدينة ؟ لا يمكن ان اصدق"
فتح النافذة الكبيرة الموجودة في مكتبه. وكان يجلس منكباً على علمه . فجأة . طابع الأن - تي - او- ال على مغلف الملف لفت انتباهه . حدق به ثم تذكر هدف هذا الغلاف.
بواسطة السكرتيرة, كتب للمسؤول الشخصين للأن - تي - او- ال. مر كل ما دار بينه وبين آن . ثم تلاه قرارهم بالزواج , مماجعله ينسى مضمونه نهائياً.
مزق المغلف بعصبية ليعلم ماهو محتواه وخاصة ليرى ما رأى رؤساء آن بها.
عدة لحظات , وبدى يظهر كل شيء على ملامحه . غرق بالكرسي الذي كان جالساً عليه. قرأ الملف المختص بآن, ثم قرأه مرة اخرى , قرأه مرة اخيرة كما وكأنه لم يصدق مايراه.
" مستحيل" تمتم بصوت مرتفع.
قرأ محتوى الغلاف آلاف المرات ليتأكد بأنه ليس بحلم. لكن لا, وضع الأوراق المرسلة من الأن - تي - او- ال على المكتب, وقف وبدأ يمسح الأرض بأوراق المغلف بعصبية.

Rehana 30-12-17 06:05 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
غير معقول ... آن جاسوسة؟ ممكن ان تسبب خطر على الأمن؟ ماذا هناك بعد؟" قال بعصبية . لا يستطيع ان يتصور بأن آن هالبرن بهذه الصفات.منتديات ليلاس
في الاسابيع الماضية , كانت تبدو وكأنها حزينة , ثم ينتابها شعور مختلف تماماً. بكل الأحوال , كيف تستطيع ان تشغل مركزاً صغيراً بملف كهذا ؟ يبدو ان المسؤول الشخصي في الأن - تي - او- ال وقع بخلط بينها وبين شخص آخر.
عاد مارك لمكتبه وهو في حيرة من امره. جلس بضع بضع دقائق بحيرة وضياع لم يفهم سوى شيء واحد , ماهو السبب الذي رفضت ان تجيب آن على سؤاله بخصوص هذا الموضوع . ثم بدأ يتساءل لماذا لم تستطع ايجاد اي عمل.
اخذ مارك رأسه بين يديه. لماذا لم تقل له اي شيء هذه الابليسة؟ ماذا تخبئ له؟ لو كانت بريئة , لابد ان لها تفسيرا لذلك , هذا لو كانت بريئة , اعادها وهو مغمض العينين.
كما كان متعود ان يفعل مع زبائنه , يتصور الأحداث التي ادى بها للقيام بفعل مماثل. على كل الأحوال هذا الاتهام ينقصه الأدلة. لو كان هناك أي دليل يدينها في الأن - تي - او- ال , فلا شيء يمنعه من معاقبتها لكن كيف استطاعت ان تحتال على محامي منقح؟ لكن فجأة تذكر ذلك الاتصال , اتصال يوم الجمعة الذي اجرته بصوت منخفض , عادة تلك الأمسية لمخيلته, وآن كانت مضطربة, بذلك اليوم سألها عن هذا الاتصال لكنها كالعادة تخلصت منه.
ماذا قالت تحديداً بهذا الاتصال ؟ حاول ان يتذكر ألفاظ غير مفهومة وتعابير غامضة , كما وكأنها تجهل المكتلم.منتديات ليلاس منتديات ليلاس
تنهد مارك تنهيدة طويلة, كانت آن على علم بأن ملفها سيء, الأمر الذي جعلها غير قادرة على ايجاد عمل والأكثر من ذلك ان شقيقتها ملزمة منها.
جلس مارك من جديد على كنبته , واوشك النهار ان ينتهي وهو غارق بين افكاره. آن اذاً قررت ان تتزوجه بعد دراسة . اذا ً قرار زواجها مني كان باليوم التالي من ذلك الاتصال . مارك انتظر منها ان تطلب وقتاً للتفكير لكن هي كان قبولها مصحوباً بالفرح مما جعله يعتقد بأنها مغرمة به. كل ما يستطيع فقط ان يغرق به هو الحب والمصلحة الشخصية.
لكن التعابير الموجودة بذلك , لا تنطبق على آن , الحساسة ان حبها لمارك جنوني لا حدود له وتصرفاتها معه كطفلة .
" يجب ان يكون هذا الموضوع بالنور" قال مارك وهو يضغط على اسنانه. لكن لماذا هذه العصبية قبل المحاورة مع آن ؟ يمكن ان تجد له اجابة على كل الأسئلة التي تدور برأسه.
ضرب جبهته بيده , لو كانت آن بريئة , لماذا لم تجبني على اسئلتي المختصة الأن - تي - او- ال.

Rehana 30-12-17 06:05 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 

لكن لماذا قبلت هذا الزواج السريع ؟ هل لمصلحتها الشخصية طمعاً به كمحامي؟ أم لحاجتها للمال؟ أم لأنها تحبه؟.
فجأة تخايلت له صورة سالي؟ لماذا تكفل بها امام آن بأن يلتزم بكل نفقاتها الجامعية . شعر بغيظ محتمل.
" يجب ان اجد اجابة او أي شرح " قال وهو متجهاً نحو الباب.منتديات ليلاس
غاضباً من نفسه, من آن , من الكرة الأرضية بكاملها , عاد عدة خطوات بعيداً عن ذلك الملف وخرج من مكتبه مسرعاً.
شارفت آن ان تنتهي من تحضير الطعام عندما سمعت مفاتيح مارك . ارتسمت على وجهها ابتسامة, بعد ثوان عدة, سيكون مارك هنا.
مضى اليوم بسرعة , تناولت فطورها مع زوجها , ومنذ ان تركها , عادت لمنزلها القديم .
تفاجأت بملاحظتها ان كل شيء بذلك المكان يبدو مزعجاً بالنسبة لها. كل شيء بداخله يذكرها بكآبتها.
لكن , بمجمل الأمر كل سرورها لأنها تغيرت هي نفسها وعادت لانسانة مليئة بالحيوية.
اخذت بعض الاشياء التي تحتاجها باستمرار, ثم رمت بنظرة من حولها لتتأكد بأنها لم تنس اي شيئاً مهماً, ثم نادت التاكسي.
السير بشوارع كانت تشعرها بالسعادة , كما وكأنها تكتشف شيكاغو من زجاج نافذة السيارة.
عندما عادت الى منزل مارك وضبت امتعتها بغرفتها بسرعة, ثم عادت الى المطبخ على الفور.
البراد كان شبه فارغاً , ومطبخه منظم بطريقته هو , لكن يجب عليها ان تعتاد عليه.
حاملة بيدها على ورقة كل احتياجاتها .
عندما انتهت من تناول القهوة, اتجهت آن الى اقرب مكان لشراء حاجياتها وبنهاية فترة بعد الظهر ذهبت لشراء الخبز دون ان تشعر بأن الوقت قد مضى بسرعة.ريحانة
رسمت على شفاهها ابتسامة كبيرة , ركضت لاستقبال مارك" مساء الخير حبيبي"
دون اية اجابة , قبلها مارك بسرعة على شفاهها ووضع امتعته على الكرسي.
"اعتقد بأنك امضيت يوماً صعباً" اقتربت منه آن .
" اجل" تمتم " بكل معنى هذه الكلمة"
" هل ترغب بتناول بعض الشراب ؟" عرضت عليه آن بفرح.ريحانة
" اريد ان احضره بنفسي"
اختفى مارك بالمطبخ وبدأ صوت الأكواب يتعالى , فرحت آن لأنه يحضر الشراب بنفسه.
" حضرت لك عشاءا ً لذيذاً لم تتذوقه من قبل!" قالت له بفرح.

Rehana 30-12-17 06:08 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
بدون اية اجابة , مر وكوبه بيده بجانبها واتجه الى غرفة النوم. بعد خمس دقائق مرت على آن كدقائق ازلية , خرج اخيراً مرتدياً جينزاً وتي شيرت. دون التوه بأية كلمة . رمى بنفسه على الكنبة . تعابيره غاضمة.
" يبدو انك متعباً" قالت آن بنبرة غير جريئة" يبدو ان الملفات تراكمت بغيابك"
" اجل" اجابها " لا نعلم ما الذي يحدث عندما ندير ظهرنا"
" هل اعدت من جديد دراسة اعمال الاسبوع الماضي؟"
" كل الأعمال تحتاج لدراسة " قال دون ان ينظر اليها.ريحانة
" لكن الشيء القاسي هو " اكمل وهو يرمقها بنظرة قاسية" هو ان نجبر الأشخاص على قول الحقيقة . جميع الناس يختبأن باستمرار وراء أي شيء "
صاحب هذه الجملة بعض السكون , رشف مارك البقية الموجودة في كوبه ثم نهض ليحضر كوباً آخر . لاحظت آن بأن هناك تصرفات غامضة , لم تكن تظهر على مارك.
" ما الذي حدث؟" سألته آن عندما عاد لمكانه" تبدو مختلفاً , ليست هذه طبيعتك"
"كثير من الأشخاص يبدو مختلفين عم نعرفهم" اجابها بقساوة.
" ما الذي تريد ان تقوله بالضبط؟"
" الأمر بغاية البساطة , لنتصور بأننا نعرف شخصاً ما , اصبح مسؤولاً عن منطقة معينة فجأة, نكتشف بأن هناك شيئاً ما يدفعنا اليه لأنه يمكن ان يكون لنا مصلحة بذلك . انا اعتقد لو علاقتنا بدأت هكذا فسيكون بالنسبة لي شيء مؤلم"
" لم افهم , بالضبط عما تتحدث؟ عن احد الملفات التي بدأت بدراستها بعملك؟"
" ليس بالضبط بعملي , انه متعلق بشيء اقرب من ذلك"
شعرت آن بالاحمرار عندما رأت بنظرات مارك شيء ما يمسها.ريحانة
" اشرح لي بوضوح! ما معنى هذه الألغاز الغامضة؟"
اقترب مارك نحو الطاولة الذي وضع عليها ملفاته واخذ الملف بيد ثم قال لها " هذا! انتظر تفسيراً"
بيد مرتجفة , اخذت آن الرسالة. عرفت طابع الأن - تي - او- ال , وبأن الأمر المتعلق بالعاصمة بغاية الأهمية الأمر الذي دفعها للتقدم.منتديات ليلاس
بسرعة قرأت السطور الأولى من الرسالة, فجأة بدأ الدم يغلي بعروقها. كلمات المقطع الأخير المخيفة جعلها حمراء الوجه. شعرت بقشعريرة ثلج تجري بظهرها. ضرر اندريه فوستر تعدى حدوده.منتديات ليلاس
لو تعلم لماذا هذا الرجل الغريب وضع كل حقده ليمنعها من ايجاد اي عمل فهذا شيء مؤلم. انه يفضل اللون الأسود على الأبيض , فهذا شيء لا يمكن توقعه.

Rehana 30-12-17 06:13 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 

كانت تشعر بأن الأن - تي - او- ال بأكمله متفق ضدها.
" يا الهي " تمتمت بقلق.
اعادة قراءة الكلمات المرسلة ضدها عشرات المرات . شعرت بضباب كثيف, عندما سمعت صوت الأكواب , رفعت رأسها, وجدت من جديد مارك بالمطبخ.منتديات ليلاس
بدون شك كان يجب عليها ايجاد مخرج , تخايلت ما الذي كان يجول برأس مارك عندما قرأ هذه الكلمات. بدون ان تشعر , بدأت الدموع تنسال من عينيها على خديها.
عاد مارك , وبريق الغضب في عينيه.
" هل عرفت ألغازي الآن ؟ لا تعرف ابداً ما الذي يخبؤه البعض لنا"
" اين وجدت هذه الأوراق؟" قالت آن بصعوبة .
" ماهو المهم بذلك ؟ لا شيء يمنع محتوى المغلف او يغيره"
" لا ... لكن ... لكن ..."
غير قادرة على التلفظ بجملتين . اغمضت آن عينيها بضع ثوان. يجب عليها حتماً ان تتوصل لايضاح سريع وبهدوء.
" انت مخطئ! مخطئ!"
وقف مارك امام النافذة.


نهاية الفصل

Rehana 31-12-17 08:14 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
الفصل التاسع
" ماهو الصحيح اذاً؟ اين اجده؟ قولي آن ... لو كان هناك حقيقة ! لقد كذبتي علي منذ البداية "
" لم اكذب عليك بشيء" اجابته آن كالبؤساء.
" لو سمحت آن " قال مارك "المرة الأولى التي قابلتك بها, قلت لي بأنك لا تهتمي بالأمور السياسية . لنقل اذاً بأنك لست سوى آلة يحركونها"
" لقد كنت مخلصة جداً للأن - تي - او- ال"
" هذه اول أكذوبة " اجابها مارك " لكنك قلت لي فيما بعد بأنك تركت عمل في الأن - تي - او- ال لأنهم لم يتجاوبوا معك . لكن على ما اعتقد ان سبب تركك المركز هو هذا الملف , هل تنكرين؟"
حركت آن برأسها .
" لا "
" حسناً, نحن الآن على احسن ما يرام , يبدو ان خروجي هذا اليوم جعلك مرتاحة بتحركاتك , لنرى , لقد قابلت شقيقتك , وأنا واثق من انك لم تكذبي علي بأمرها. لأنني ارسلت لها صباح هذا اليوم مصاريف دراستها , اما بالنسبة بما يتعلق بوالديك , فلست متأكداً لأنك لم تقدمي لي أي اثبات"
اغلقت آن أذنيها بكفيها " لوسمحت , لا تكن ظالم! فأنا لم اكذب عليك بأي شيء" اعادت.
" لكني لم أروي لك كل شيء , اذاً"
" حان الوقت الآن لأروي لك الموضوع الذي حاولت اخفاؤه"
حاولت ان تجمع افكارها بقلق, لكنها لم تتوصل لذلك . لأن الابليس اندريه فوستر لم يترك لها مخرج من هذه القضية . بعد ان تركت له عملها حرمها من ايجاد عمل آخر والآن ما الذي يريده منها.منتديات ليلاس
كيف تستطيع اقناع زوجها بأن هذه الرسالة ليست سوى كذبة؟
صوت مارك القاسي اقلقها" اني بانتظارك"
" عظيم , سأحاول ان اشرح لك "منتديات ليلاس
اخذت نفساً عميقاً " هذه السطور ليس لها أي اساس من الصحة . لا افهم كيف استطاع , كيف استطاع تأليف كل هذا , والجميع في الأن - تي - او- ال يعلمن بأن هذا الموضوع لا اساس له من الصحة"
" الجميع " اعاد مارك هذه العبارة " الجميع هم الذين دسوا لك الملف أليس كذلك ؟ تصوري آن"
" لا! لم يكن احد على علم باختفاء الملف, ولا حتى بالموضوع كله " رفعت شعرها بيدها عن جبهتها.
" وماذا بعد؟"
" لو سمحت, دعني اكمل " قالت آن.
لكن فجأة , نقصها بعض الكلام. كيف تستطيع ان تقنعه بهذه القضية المعقدة وهدفها لا يمكن تصديقه وهذا ماجعلها تتوصل الى هذا الوضع.
اعادت آن وهي شاحبة الوجه.
" لا استطيع ان اقول لك أكثر مما قلت . فأنا لم أر بحياتي هذا الملف الحامل هذه الاتهامات الذي وجدته على مكتبك . انه عمل ذلك الرجل" لا شعورياً مسحت الدموع التي امتلأت بها جفونها.
" انها مجرد اتهامات " صرخت بقوة " اتهامات فظيعة !"
" عن أي رجل تتكلمين ؟ عن نائب المسؤول الذي وقع على هذه الأوراق؟."

Rehana 31-12-17 08:16 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" لا , عن شخص آخر في الأن - تي - او- ال كان يريدني ان اقوم ببعض الاشياء الغير لطيفة وبما انني رفضت طلبه , فوجئت باليوم التالي بأنني متهمة بالسرقة . كان امر بالنسبة لي مستحيل تصديقه وشوك روبنس صدقني عندما رويت له القصة , وطلب مني ان اقدم استقالتي وايجاد عمل آخر , في حين ينسى هو موضوع الملف ولن يعلم احد بأمره"
" من هو ذلك الرجل؟ ولماذا وضع شوك روبنس امضائه بآخر الورق؟ روايتك هذه لن تمر عليّ آن. حاولي ايجاد قصة اخرى اسهل من تلك"
شعرت آن ببعض العصبية تنتابها . ليس من العدل ان تكون ضحية ماذا ينتظر منها مارك؟ بأن تتوسله ليصدق بأنها بريئة ؟ كم من الوقت ستدوم بهذا الوضع ؟ كم من نظرات الاتهام ستتحمل بعد ؟
انتظري , آن ... بعد عدة ثواني تذكرت اندريه فوستر . الا يستطيع ان يحمل هذه الأوراق ويضعها على مكتب مارك؟
رفعت نظرها نحو زوجها , ثم قالت فجأة لنفسها الجميع مثل اندريه فوستر , شوك روبنس وكل الذين كانوا يعملون بمركز الأعمال.
كان يريد ان يكتشف ماذا يجهل ايضاً عن حياة زوجته , ابتعد عنها دون ان يحاول حتى الاستماع اليها.منتديات ليلاس
" لم اكلمك عن كل هذا " قالت آن بهدوء " لأنني اكتشفت ان ذلك مشين كثيراً"
حاولت ان تبحث بعدة دقائق عن بعض العبارات التي تبرهن بالتأكيد عن شعورها نحوه.
" يبدو انك اخبرتني متأخرة , الا انه يلزمني بعض الوقت للنسيان ,من هو ذلك الرجل؟ وما الذي كان يريده منك" اعاد مارك مرة اخرى.
" كان يريدني ان اشاركه سريره . وعندما رفضت قرر ان يدفع بي لاشياء مهينة"
" من هو ؟" قال مارك غاضباً.
فجأة , استعادت آن حيويتها بأن تكون وحيدة, وتستطيع مواجهة مارك.
" اعطيت اسم هذا الشخص لشوك روبنس " اجابت آن ببرود " وليس لدي اية غاية بأن اعلمك عن اسمه . ولأكون اكثر صراحة اسمه لا يهمك , هذا الموضوع مختص الأن - تي - او- ال"
" ممكن , لكن لا تنسي بأن هناك اعمالاً كثيرة بيننا بالوقت الحاضر ! ولا تعتقدي بأنني اصدق هذه القصة"
حدق مارك بها بنظرة شبه عدوانية . فكرت آن بأنها لم تكن تعرف زوجها كفاية.
حركت آن برأسها مرة اخرى .
" لا , مارك , فأنا لم اقل لك الا الحقيقة. ولست بحاجة لمعرفة اسمه..."
قاطعها ببرودة" طلبت من الموظفة بمكتبي بأن ترسل للأن - تي - او- ال قبل زفافنا. اعتقدت بأنك كنت منزعجة ولم ترغبي بالتكلم معي"
حدقت آن به بعصبية.

Rehana 31-12-17 08:18 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 

" أرى! " قالت له آن" انه ليس الآخرين فقط من يطعنونني بظهري لكن هناك ايضاً شيء ما يبدو انني كنت اجهله هو ان زوجي يشك بي!"
" لو انك قلت لي الحقيقة منذ البداية , لما ظننت بك ابداً"
" بهذه الحالة , لماذا لم تتخذ شخصاً كدليل ضدي؟ يمسك بيدك ويشدك نحو الأرصفة الخطرة"
بهذه اللحظات قرأت آن بعيني زوجها البريق نفسه الموجود بعيني شوك روبنس عندما ارادت الانسحاب . بكل جرأة لم تهتم بهذه النظرات.
" انظري لنفسك, بغلطتك هذه , اصبحت غير قادرة على ايجاد اي عمل جديد . وبما انك مسؤولة عن شقيقتك وعن ملزماتها , بحثتي عن شخص ما يسدد هذه النفقات , ويقع بحبك ويطلب الزواج منك"
بدأ قلب آن يطرق خوفاً.
" هذا ليس معقولاً, يبدو انني احلم " تمتمت آن" هل حقاً تعتقد بأنني لعبت عليك ؟ قبلت الزواج منك لهدف في نفسي ؟"منتديات ليلاس
" لو فكرنا بالأمر , سنتوصل لهذه النتيجة " قال مارك ببرودة " عدا عن ذلك سيكون بين يديك محام لامع "
قطع كلامه بابتسامة سخرية , ثم اكمل.منتديات ليلاس
" لا يمكن ان اصدق ..." تابع وهو يحول برأسه.
" لقد عرفتك من مدة قريبة , ولم أكن اريد ان ازعجك بمشاكلي"
" لكنك عرفتني كفايا, الأمر الذي جعلك تقبلين الزواج مني!"
" انت تخلط الأشياء , كنت اريد ان انسى كل شيء وبسرعة عندما فكرت بالزواج منك"
"لا!" صرخت آن , مضطرة ان تقابل نظرات مارك السوداء الذي كان يرميها بها"كنت اريد قبل أي شيء ايجاد عمل . لكن الجميع كانوا يعدونني"
" بهذه الحالة قررت الزواج مني"
" انت مخطئ مارك, هناك سبب واحد فقط دفعني للزواج منك , الحب الذي اكنه لك بقلبي . ويجب عليك ان تصدقني "
" لماذا ؟ وكيف؟"
حاول مارك ان يغير الموضوع نهائياً , سألها " ماذا تتصورين ان يحدث , لو قدمت هذه الاوراق لشوك روبنس؟ مصحوبة ببراءتك؟"
" سيسر كثيراً"
" لو قدمت له بأن احداً ما كان يريد ازعاجك , محاولاً تغيير محتوى الملف سيدعوك باليوم التالي على الفور لتباشري اعمالك"
" لن اقبل بالعودة " اجابته آن " الأن - تي - او- ال , تبقي على ماهي عليه"
استعاد وجه مارك حيويته عندما اكتشف ذكاء زوجته " يجب ان تعرفي! في بادئ الأمر لم يتهمك شوك روبنس اما الآن فيبدو انه غير اقواله بتوقيعه على هذه الأوراق"

Rehana 31-12-17 08:18 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 

تنهيدة خمود سيطرت على آن " على كل الاحوال, مهما كان هذا أم ذاك , فذلك ليس له اهمية بالنسبة لي. الشخص الذي يتهمني يحتل مركزاً في الأن - تي - او- ال بالنسبة لي, معتقداً بأنه يمكنه السيطرة علي, وبما انني تركت المركز فهذا يعني انه لا يهمني"
" هل تعلمين بأن ألغازك بحاجة لتوضيح . واعدك بالمساعدة لو اقنعتني بالحقيقة "
" هذا يكفي مارك. لقد قلت كل الحقيقة , ولا تنسى بأنني زوجتك!"
وضع مارك علامة على ملف الأن - تي - او- ال " هذه الرسالة تدينك "
ثورة من الغضب انتابت آن " هذا ما تصدقه انت , ادانتي"
" هذا ما استطعت ملاحظته , أليس كذلك؟"
ضحكت بعصبية .
" هذا الفيضان بعينه! هل ارتكب جريمة لأكون ضحية , فقدت عملي , لم يقبل احد بتوظيفي , زوجي يصدق من يطعنني بظهري , ويدعنيي بالكاذبة . هذا يكفي , لقد تحملت الكثير منك مارك"
" وأنا ايضا , تصوري . اعطيتك فرصة اخيرة بأن تعطيني اسم ذلك الرجل, لو اردت , لأن ذلك يعود اليك"
قالت آن بكآبة " على كل الأحوال , انت لن تصدقني "
" بالضبط"تحول وضع مارك من العصبية للهدوء .منتديات ليلاس
" مارك, أنا احبك" قالت له بهدوء" ولا تجعل هذا الملف يدمرنا . كما يجب ان تصدقني . وانا مستعدة ان انسى كل شيء بثواني قليلة "
" متى ؟ عندما يدفع زوجك كل فواتيرك المقبلة؟"
" سكوتي لم يكن ابداً ستاراً بالنسبة لي " تمتمت آن.
" آه لا ؟ ستاراً لتخبئي من اذاً؟" سألها مارك باستهتار" تخبئيني أنا ؟ لا تتعبي نفسك آن , لقد سئمت منك . او على الأحرى منا نحن الاثنين "
انتابته قوة غير مرئية , اتجه مارك بأحد الممرات العميقة .
لاحظت آن بأنه ينتظر منها ان توقفه قبل ان يصبح بعيداً. صوت ما بداخلها كان يصرخ , بأنها كانت الفرصة الأخيرة لتعيده اليها. لكن كبرياؤها جعلها غير قادرة على التحرك, او التفوه بأدنى صوت.
بعد عدة ثوان , مروا كعشرات الساعات , خرج مارك واغلق الباب خلفه بقوة .
بقيت آن ساعات عدة بسريرها غارقة بتفكيرها . يبدو ان النوم لن يعرف طريقه إليها .
بعد ان خرج مارك رمت الأكل الذي حضرته لزوجها وكانت تحب ان يتذوقه . لأنها بقيت ساعات عدة تحضره.

Rehana 31-12-17 08:20 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
هل تطلب تاكسي وتعيد امتعتها لمنزلها مرة اخرى. لكن بالحظة الأخيرة غيرت رأيها , مارك سيعود بين لحظة واخرى.
لكن هناك فكرة اخرى تجول بخاطرها . لو كان مارك غاضباً وخرج الليل بطوله لينسى بتناول بعض المشروبات , فلابد حين عودته سيكون بحاجة اليها .لكنها كانت تتمنى من كل قلبها ان يعود مارك لوعيه.منتديات ليلاس
اخيراً , انتهت من التفكير واستغرقت بنوم عميق, وبدأت تحلم . عندما كانا في كريستال لاك , بالغرفة التي امضت الليلة الأولى فيها مع مارك. مارك هو من بادرها بالابتسامة , ثم قبلها , وبدأ بمداعبتها.
لم تسمع صوت الباب الخارجي يفتح , ولا مارك وهو يبدل ملابسه عندما كانت تبدل نومتها الى الناحية الأخرى من السرير . انتابها الفرح.
وبينما هي نصف نائمة , شعرت بحرارة تجاهها . حركها مارك بهدوء ليأخذ جانباً من السرير . كانت متأكدة , بأن شيئاً ما سيجذبه اليها , وهذا ماحدث.
في اليوم التالي خرج مارك من المنزل قبل ان تستيقظ آن . مضت كل يومها تدور في المنزل محاولة تعلم مكان الأشياء . كما كانت تشعر بالغضب عندما يعود مارك في مساء اليوم التالي.
غير مهتماً بها , لم يكن يجيبها على اسلئتها الا بعبارة صغيرة , تتبعها شعور فظيع غير محتمل تجاه مخاطبته .
اما الشيء الغير محتمل بالنسبة لمارك , هو ذلك الملف الذي لا يزال يراه امام عينيه مرمياً على احدى جوانب المكتب.منتديات ليلاس
ما الذي سيفعله ليقنع نفسه ببراءتها ؟ لا يتحمل الاستماع اليها , ومهما قالت له لن يصدقها .
بعد عدة أيام فكر الزملاء في الأن - تي - او- ال بالإبليس اندريه فوستر الذي يزداد حيوية. حيث كتبوا بعض العبارات ووضعوها بالمغلف وقدمهوا لشوك روبنس. بهذه العبارة يمكنهم اقناع مارك . مباحدث , لكن مارك لم يقتنع.
بقيت آن حوالي الأسبوع دون أي تقدم. قررت آن ان تبقى في المنزل ليعلم مارك بنفسه الغلطة التي ارتكبها. لكن كانوا كل يوم يبتعدوا به عن اليوم الذي سبقه.
كانت الأيام تمضي بسرعة , والحب يمضي معهم ايضاً. وكل واحد يمضي وقته بعيداً عن الآخر, حتى الحوار بينهم يبدو مزعجاً.منتديات ليلاس
صباح احد الايام الجميلة , اخبرها مارك بأنه ارسل لسالي المصاريف الجامعية. تنهدت آن بعمق , لم ينس مارك مصاريف شقيقتها الذي وعدها اثناء زواجها.
أكثر فأكثر , اعتاد مارك ان يتصل هاتفياً في فترة بعد الظهر ليعلمها بأنه لن يتناول عشاءه في المنزل . كان يعود في ساعات متأخرة ويخرج عند طلوع الضوء.
لهذا الوضع المميت , مجروحة بكل حرارتها . استيقظت آن باكراً لتضع حداً لهذه المهزلة التي لا حدود لها . ان هذا الوضع بالنسبة لها غير محتمل .

Rehana 31-12-17 08:22 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
لكنها تراجعت محاولة عدم التهور . قررت ان تبحث عن عمل مهما كان نوع هذا العمل لتجمع المال وتقدمه لمارك بدلاً من الذي صرفه على دراسة سالي.
اخذ سيجارة من جيبه , رونيه ليوتار رمى بنظرة على الباب الذي يفصل باب المطبخ عن صالة الطعام.
" ماذا ينتظر ليدخل اليهم لقد وصلوا في الساعة السادسة والنصف ولقد اصبحت الساعة الآن العاشرة"
اخذت تضحك آن.
" لقد تناولوا قهوتهم"
" احترم صبرك " قال رونيه " لم تغضب ابداً, غير معقول , لدي هذا المساء"
شكل رونيه وتصرفاته جعلا آن تشعر بالقليل من الفرح, يتمتع بالمرح بعيداً عن انظار زبائنه , لكن عندما يظهر في صالة المطعم يتغير كلياً.منتديات ليلاس
لاحظ رونيه بلمح البصر .
" لحسن الحظ ان الهدية التي تأخذها من الزبائن هي بمستواك"
عندما خرج آخر زبون , قامت آن بمساعدة العمال بتنظيف الطاولات. ما ان بدأت بعملها حتى وصل جاك راديه, المالك الثاني لهذا المطعم رآها في الصالة ورمقها بنظرة احترام.
" اتركي هذا آن . سينهي هنري العمل بدلاً عنك, فأنا اريد التحدث معك"
" اعتقد بأن زوجك ينتظرك بحرارة "
" بالضبط " قالت له آن بحزن.
جاك راديه طلب منها ان تجالسه.
" آن , اريد ان اقو ل لك , بأنني مسرور جداً لخدمتك . لأول مرة الاستاذ فوكولت وانا نكون مسرورين"
لم تستطع آن ان تخفي ابتسامتها , لأنهما كانا رجلا أمن ورآرائهم مختلفة.
بطريق العودة لمنزلها , هنأت نفسها لنجاحها بعملها . هذا العمل كان بالنسبة لها فرصة تنسيها احزانها بعض الشيء . عندما كانت تنهي عملها كانت تشعر بالضيق. لقد اصبح اليوم الذي سيفترقا هي ومارك عن بعضهما وشيقا , تستطيع الآن ان تتركه ورأسها مرفوع.
مارك كان حريصاً بأن تشرح له زوجته كل ما يتعلق بعملها . وعندما كان يطرح عليها أي سؤال متعلق بالمطعم , كانت تجيبه دون ان تخفي عليه بهجتها .ريحانة
" من يدفع في نهاية الجلسة؟" قال بنبرة مقطعة .
" السيدة فوكولت . لماذا ؟"
" في فرنسا النساء من يحملن النقود " قال بتفكير " رجال المطبخ يختاروا زبائنهم ويتزوجوا منهم"
ابتسمت آن ابتسامة صغيرة " هذا صحيح . الاستاذ فوكولت لا يدفع عندما تكون زوجته معه"
لأول مرة منذ وقت طويل ابتسامة اضاءت وجه مارك .

Rehana 31-12-17 09:03 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
في اليوم التالي عندما انتهت من عملها , بدأت تحضر نفسها للإتجاه الى منزلها , لكن تذكرت ديبي جونسون دعاها لتناول بعض الشراب عند انتهائها من عملها بخطوات قاسية, اتجهت الى المكان الذي اعطاه ديبي موعداً به. ان ترى زملائها من جديد يشعرها بالأمان.
فكرت آن بأنه بإحدى الأيام دعاها مارك بصحبته لسهرة وتأخرت بالنوم عن عادتها وهذه الليلة يبدو ان النعاس قد طار من عينيها .منتديات ليلاس
لم تفهم آن لماذا مارك ينزعج من وجودها على الحسابات في بعض الأحيان هل لأن زملائه يذهبون اليه, لكن مع مرور الأيام سيعتادوا ان يروا مارك بنفسه, او انه اراد ان يضع حداً لهذا الزواج.منتديات ليلاس
بينما كانت تتحضر , قام مارك بحملة في الغرفة " لماذا لم ترتدي هذا المساء الفستان المفضل بالنسبة لي ؟" قال مارك مقترباً من آن الواقفة امام المرآة الكبيرة .
بقليل من الدهشة تابعت آن نظرات زوجها .
" اوه لا , ليس ذلك الثوب !" صرخت آن بدهشة وهي تنظر للثوب" انه عارٍ كثيراً".
" ليس كثيراً اريدك ان تكوني جميلة هذه الأمسية"
" هذا يبدو مضحك بالنسبة لي"
بدى مارك وكأنه تفاجأ " لا افهم لماذا تقولين لي هذا " قال بهدوء" بكل الأحوال , وصولنا لن يكون مرئي حتى لو رفضت ان تبدلي هذ الثوب لأننا بجميع الأحوال قد تأخرنا " تمتم لها بأذنها محاولاً مداعبتها.منتديات ليلاس
بدأت يده تداعب يد آن , باضطراب قاسي رمت فجأة بنفسها عليه.
" مدهوشة , لكنني لن ابرهن ذلك لأصدقائك " قالت آن بقساوة قبل ان تدخل الى الصالة .
فجأة , شعرت آن بعدم السرور مع هؤلاء الرجال , رجال القانون الذين يتحدثون بين بعضهم بعبارات لا احد يفهمها غيرهم.
بعد ان عرفها مارك على احد الاشخاص كادت ان تنسى اسمهم في الحال لم ينقذها منهم, بل اختفى على الفور في احدى الأماكن الهادئة مع اصدقائه . كان الوقت متأخراً عندما اشارت له آن برغبتها بالذهاب , بينما كان يتحدث مع خمسة من اصدقائه.ريحانة
علمت آن على الفور بأنه لا يرغب بالرحيل لأنه كان مسروراً, لقد سمعت صوت ضحكته من احد الممرات.
هذه الضحكة اوشكت ان تنساها لأنها لم تسمعها منذ وقت طويل . اقتربت منه لتجد بجانبه احدى السيدات جالسة على يد الكنبة الجالس عليها, الجميع ينادونها بماي.
بما ان احداً لم ينتبه لها , حدقت بها آن , وشعرت بأن الدم يغلي في عروقها . لأن جمال هذه السيدة كان طبيعياً , اما بالنسبة لهندامها فكان انيقاً وباهظ الثمن.

Rehana 31-12-17 09:06 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 

عندما وضعت ماي يدها على ذراع مارك, شعرت آن بأن الدنيا تسود في وجهها.
" حقا انها جميلة " قالت آن عندما كانا بطريق العودة لمنزلهما . عندما دخلا.
" من؟ ماي؟" اجاب مارك " انها محامية لامعة بجميع الأحوال"
اضطربت آن من غيظها , لكنها لم تريد ان يرى الغيرة مرسومة على وجهها , فكرت بأنه من الآن فصاعداً, زواجها من مارك لن يكون سوى ذكرى .ريحانة
في اليوم التالي قررت آن ان تقابل ديبي ! لأنها كانت على علم بأن مارك سيعود متأخراً.
هناك سيدتان في الأن - تي - او- ال . اختفيتا عندما تركت آن العمل. وقف ديبي عندما رآها تقترب ليستقبلها.
" آن صديقتي , كيف حالك؟ مضى وقت طويل "
" بالوقت الحاضر , اشعر بالبرودة " قالت له. آن .
اصطحبها ديبي نحو الطاولة " اريد شيئاً ساخناً"
" عندما ستتناولين هذا الشراب ستشعرين بعد خمس دقائق بالدفء"
جلست بمواجهة صديقها " اعطني اخبار باريارا الجديدة" قالت آن فجأة .
تنهد ديبي " اوه , كما تعلمين نفس الشيء"
" حقاً؟"
شعرت آن بعدم الارتياح , لم تستطع ان تمنع نفسها من التفكير بالذي يحدث بالأن - تي - او- ال.
" ديبي " بدأت حوارها " عندما افكر بأن باربارا تتحمل المصاعب من ..."
" آه , لا ! " قاطعها ديبي " لا اريد ان اسمع هذا النوع من الحوارات لأنها لن تقدم شيء"
" يبدو انك محقاً, لكن بالرغم من كل شيء لو استطعت ان اقدم كل شيء للعدالة , لن يستطيع فوستر ان يتمادى بهذه السخافات "
" دعينا من هذا الموضوع لو سمحت , ولا تنسي بأنك كنت احد ضحاياه"
عبارة ديبي منعت عنها ابتسامتها .
" لكنني اريدك ان تعلمي بأن باربارا اخبرت شوك روبنس لتغير رأيه بك لكن ذلك لم يجد بشيء" غارقة بأفكارها لم تجب آن بشيء.
يبدو ان ديبي يجهل كل شيء بالنسبة لذلك الملف" لكنني اعدك لو فكر فوستر بإيذائي يوماً ما . سألقنه درساً لن ينساه".
احضر المستخدم العصير .
" بالأوقات الأخيرة هذه يجب ان نبتعد عنه, كي لا يؤذينا هذا اللعين " تابعت آن .
فجأة , صمتت ونظرت لصديقها بانتباه.
" ماذا حدث لك آن؟ انت شاحبة , هل انت مريضة ؟"

Rehana 31-12-17 09:07 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" لا, لا , أنا فقط تعبة"
ابتسامة كبيرة ظهرت على شفتي ديبي " اخبريني كيف تشعرين بحياتك الجديدة مع زوجك؟"
" جيدة " قالت آن , ثم تابعت " لم أتعود عليها بعد " قالت بسرور.
"بجميع الأحوال أنا مسرور من اجلك يا صديقتي العزيزة , فأنت تستحقين رجل مشهور مثل مارك"
انتابها صمت , ثم فكرت , ماذا تقول لديبي ؟
قبضت آن على جبينها فتساءل ديبي " آن , هل انت متأكدة بأنك على خير مايرام؟"
" لا تنزعج , لا اشعر بشيء . انا فقط بحاجة لبعض الراحة, الشهرين الأخيرين كانا مزعجين بالنسبة لي "
" هذا ما أراه " قال ديبي " انها مرحلة مهمة في الحياة"
ثم شعرت آن بالدوران " ما بك آن؟ "
" اريد ان اذهب الى المستشفى " ثم شعرت آن ببعض التحسن.
" اتصور بأن مارك ابلهاً"
" الا تريدين ان تخبريني مابك؟"
بالضبط مثلي , اجابت نفسها .
بدأ ديبي يضحك .
" نصحتني والدتي بعدم الزواج الا من رجل بمستوايا او با لأحرى لا يكون منفتحاً. لأن المرأة تتحدث عن معارفها بينما معارفه اكثر ارتفاع"
" يبدو ان والدتك كانت مخطئة لأنها لم تكن تعلم بالذي سيحدث عند الانفتاحات"
" لا تقل سخافات . انا متأكدة من اقوال والدتي"
" انت تركت العمل نهائياً , اروي لي هل حقاً من الصعب العيش مع رجل؟"
ابتسمت آن ابتسامة كبيرة .
" الموضوع ليس سهلاً . مارك انسان رائع , وانا احبه , وهذا الأمر لا يجعل الأمر سهلا بالنسبة لي. أفهمت "
تجاه نظرات ديبي الغير مفهمومة قالت آن .
" أنا لست واضحة جداً؟ وليس لدي الرغبة بالدخول بالمتاهات"
" لا, ارجوك لا اريد متاهات " قال ديبي باحترام.منتديات ليلاس
" اشكرك ديبي للإستماع الي , واعتقد انك ممكن ان تكون محقاً"
" بجميع الأحوال لا تنسي , لو احتجتي الي تعلمين اين تجدينني , لا تترددي"
" حسناً, اعدك بمقابلة اخرى"
ما ان ارادت ان تذهب حتى قال لها ديبي "لا تتحركي , لقد أتى مارك" احمرت وجنتا آن .
" هل هو من دخل الآن؟"

Rehana 31-12-17 09:14 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" نعم " اجابها ديبي " ويبدو انه برفقة احد الاشخاص "
لم تستطع ان تتحمل كثيراً, استدارت بسرعة لتجد برفقته ماي ريونولد , وهو يسحب لها الكرسي لتجلس.
ثم نظرت اليه آن لترى سلامه ينصب الى خلف ديبي بالضبط .
" اريد ان اذهب " قالت لديبي.
"آن "شعر بالانزعاج , لم يجد ديبي اي كلمة يقولها " لا تنزعجي, ليس كما تفكرين , هذه المرأة تعمل فقط مع مارك , اتصلي بي ارجوك"
لحسن الحظ ان منزل مارك لا يبعد كثيراً عن المقهى , اخذت المسافة سيراَ على الأقدام ولم تشعر بالبرد والشتاء. المسكين ديبي لم يفهم أي شيء بالنسبة لصديقته.ريحانة
دخلت آن الى منزل واسترخت على كنبة لترتاح من المسافة التي قطعتها . تخايلت صورة ماي امامها , محاولة اخذ زوجها منها.
ثم فكرت بسالي , لقد استطاعت آن ان تجمع القليل المال الذي صرفه على شقيقتها ستنتظر معه بعض الوقت لتجمع الباقي من المال ثم تتركه لوحده.ريحانة
كانت تقفل باب الحمام عندما سمعت صوت مفاتيحه , اتجهت الى الغرفة لتصفف شعرها , كعادته دخل الى المطبخ وحضر كوباً من الشراب وعاد ليستلقي على احدى الكنبات الموجودة في المنزل .
كما تعود لم يلق التحية عليها , آن كانت وحيدة في غرفة النوم وهو وحيداً في غرفة الطعام.
اقتربت منه آن ووجهت اليه بعض الكلمات "هذا لن يدوم طويلاً" قالت وهي تنهض عن كرسيها.
نظرت اليه محدقة بعينيه رأت انه لم يكن يستمع اليها بل كان يستمع لاحدى الاسطوانات.
جلست آن على كنبة مقابلة " اني اكلمك " قالت له بعصبية .
" حقاً" قال لها دون ان يفتح عينيه " اعتقدتك نائمة "
بعد عدة ثوان من الصمت نظر اليها " ما هو الموضوع الذي تريدين التحدث عنه ؟"سألها .
" عنا"
" كيف حدث هذا , عنا نحن الاثنين؟"
" تحديداً عن الذي يحدث بيننا بالضبط"
" لم افهم "منتديات ليلاس
بصعوبة استطاعت آن ان تمنع العصبية التي انتابتها " عندما اتحدث مع شخص ما , افضل ان يكون مستيقظاً"
" حسنا, ماهو الموضوع ؟ لكن اسرعي , اني متعب جداً"
" وانا ايضا اتصور ذلك"
كانت تشعر بالخمود تجاه مارك, لم تكن تستطيع التفوه بكلمة واحدة تجاهه . يبدو ان مارك كان غارقا بتفكيره.

Rehana 31-12-17 09:20 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 

" هل لديك صلة بشخص آخر " سألها مارك فجأة .
بقيت ثوان تفكر ما الذي يود ان يقوله من خلال هذه العبارة .
" الذي اسألك عنه هو هل وجدت شخصاً آخر يدفع المصاريف الجامعية لسالي, ولو كنت لا تريدينني ان ادفعها لك؟"
" آه , شكراً , أنا من سيدفع المصاريف بنفسي"
" ما معنى ذلك؟"
" معنى ذلك انه لا يوجد بحياتي شخص آخر, لو كنت تريد ان تعرف " كان صوت آن مضطرباً.
استدارت عينا مارك بتردد " احب لو شرحت لي هذه العبارة "
" اني اكلمك عن المرأة التي كانت تسهر معها هذه الليلة "اكملت آن " لقد رأيتكم "
ارتسمت على شفاه مارك ابتسامة " هل اعتبره استجواب ام مراقبة ؟"
" ابداً , لا هذا ولا ذاك , لو كنت اراقبك لاكتشفت ذلك قبل الآن بكثير"
" لا افهم , هل تتكلمين عن ماي"
" هل من غيرها برأيك؟" قالت له بسخرية .
" لا شيء يربطني بماي يا عزيزتي , انها صديقة عمل ليس الا "
" لا اعتقد بأنها صديقة عمل , واظن بأنك تكذب عليّ"
" لا تتكلمي عن الكذب" صرخ مارك بوجهها .منتديات ليلاس
" يبدو انني احلم , آن انت امرأة كلها مفاجآت , لم اكن اتوقع بأنك تغيرين علي"
بقيت عدة ثوان صامتة . تابع مارك "لو كان ذلك يزعجك يمكنني ان اقدم لك ايضاحات بهذه الحالة . ماي وأنا نعمل بقضية واحدة وندرس نفس الملف. وتعودنا ان نلتقي بذلك المقهى الذي رأيتنا به"
" هذا الايضاح لا يغير شيء"
" أرى ذلك" قال مارك " لأنه ظاهر بالغيرة المسيطرة عليك"
" لو سمحت , الطريقة التي كانت تنظر اليك بها لا تدعو للشك!"
" ماي انسانة مهذبة وأنيقة ولهذا السبب أرافقها منذ ان قبلت العمل بذلك المطعم, واصبحت وحيداً بهذا المنزل"
"هذه خدعة ! تريد ان تبرر سبب خروجك باكراً وعودتك بعد منتصف الليل . وعلى العموم الأوقات الكثيرة الذي أكون فيها بالمنزل تفضل الذهاب لماي"
" كفى آن " قاطعها فجأة " لآخر مرة اقول لك , ماي ليست من نوعي وليست المرأة التي اتمناها . فهي مختلفة عنك"
" لا تضحك عليّ , دعك من هذه الاكاذيب"

Rehana 31-12-17 09:22 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" بهذه المواضيع أنا لا اقول سوى الحقيقة " ثم حاول ان يشرح لها " بعملك الجديد أليس الجميع رجالاً ؟ وصديقك ديبي ؟ هل رأيت لا يوجد شخصاً ما يجهل شخصا من الصنف الآخر" ثم تابع " لو لم اكن محامياً وأعلم كل نواحي الحياة العملية والاجتماعية , لما عرفت ذلك المغلف"
" ماذا ؟ هل ما زلت تتهمني؟"
" ليس بالضبط , سؤال عابر , يجب ان اوضح لك بطريقة او بأخرى حتى اقنعك "
رغم ضياعها , قررت آن ان لا تفقد الاختبار الذي كان يجريه عليها .منتديات ليلاس
" عندما افكر بأنك لا تزال تحمل علي لارتكابي غلطة , تبدو لي غير محتمل"
ارتسمت على شفاه مارك ابتسامة " انت مخطئة , أنا اشفق عليك. حاولت ايجاد اتفاق بيننا , بمعني آخر انا زوج مخلص لك , ولم اقول الا الحقيقة , أي حظ لديك! اليوم الذي طلبت منك الزواج , كنت بحاجة اليك"
" شكراً مارك لهذا الشعور, واتمنى ان تبقى مخلصاً لي . عندما تقرر الانفصال تكون لديك الحرية الكاملة بالبحث عن امرأة اخرى"منتديات ليلاس
" ان كلامك هذا مؤلم بالنسبة لي , بالنسبة لك لا احب ان اسمعك تتكلمين بهذا الموضوع مرة اخرى"
" لم لا ؟" قالت آن " انت اول من يعلم بأن زواجنا اصبح صعباً"
" طبعاً, لكن ليس صعباً للغاية "
وقف مارك واتجه ناحية آن دون ان تقوم بأية حركة مسك لها يدها وجعلها بين يديه . وجذبها اليه واجبرها ان تتمدد على الكنبة بجانبه . دون ان يتفوه بأية كلمة قبلها وبدأ بمعانقتها .
بعد عدة ايام شعرت آن بالتعب فذهبت لاجراء بعض التحاليل.
" مدام هاملتون ؟"
" نعم"
" لا تتركي المكان لو سمحت , لدينا نتائج تحاليلك"
جلست بقرب الهاتف, تذكرت كيف عانقها مارك على هذه الكنبة يبدو انه خلال لحظات ستتأكد من انها حامل من مارك. لكن كيف ستضع مولوداً ووالده لا يزال على شك بأمه .

Rehana 31-12-17 09:23 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 

وهي غارقة بأفكارها , انتابتها فكرة مزعجة . كيف سيعيش طفلها مع أم فقط بدلاً من اهل يحبوا بعضهم.
" ألو ؟ مدام هاملتون؟"
" نعم "
" تحاليلك اجابية " قالت مخاطبتها .
هدوء تبع هذه الأخيرة .
" هل انت مسرورة ؟" قالت المحللة.
" اجل, اجل , بالطبع" اجابت آن بسرعة " اشكرك"
وضعت سماعة الهاتف وبقيت للحظات مكانها مغمضة العينين. فكرة انه بعد عدة اشهر ستصبح اماً ملتزمة من طفل, انتابها شعور بالفرح هل سيكون طفلاً؟ اما طفلة؟ ومن يشبه؟
بقيت في المنزل وقتاً طويلاً دون هدف محدد . تجلس على الكنبة , ثم تذهب لغرفة النوم.
كانت الأيام تمضي بالنسبة لها اسبوعاً تلو الآخر وهي تحاول ان تمحي من مخيلتها بأنه يمكن ان تفترق عن مارك بيوم من الأيام. عدا على ذلك , كان مارك منشغلاً بعمله , رأت آن ان الحل الوحيد ان تكلمه عندما يكون فارغاً من أي عمل , وستطلب منه الطلاق الذي كان مارك مصراً على رفضه . لكن من الآن فصاعداً شخص جديد سيغير المطلوب كله. هي حامل ومارك سيأخذ أي قرار بعين الاعتبار.منتديات ليلاس
يجب عليهم ان يفترقوا , يجب عليها ان تجد الشجاعة لتترك مارك بأقصى سرعة ممكنة.
بدأ قلبها يطرق عندما تذكرت الأيام التي قضتها معه في كريستال لاك.
حولت آن برأسها . كان الوقت متأخراً لتعود للوراء . بدأت تحلل بعض الاشياء باضطراب . لا تعرف كيف تنقذ زواجها . لكن لا شيء يمنعها من ان تلعب دورها كأم على الأقل اذا ...
ان تكون مسؤولة عن طفل , فإن ذلك على الأقل يحتاج لمصاريف .
من اين ستأتي بالمال المطلوب ؟ كم من الوقت سيمضي لتجمع هذه الأموال ؟ هل مسؤوليها بالعمل سيقبلوا بها بعد ان اصبحت حامل ؟
فجأة فكرت بشقيقتها , عندما يتركها مارك , من الذي سيدفع لسالي نفقاتها الجامعية؟ يجب عليها ان تجمع مالاً يكفي ثلاثة اشخاص . الا اذا قبلت بتقديم مارك نفقات طفله . رغم كل شيء, سيكون طفله حقاً. فتحت باب خزانتها بينما كانت تضحك بعصبية.ريحانة
" اني أتأمل وجهي الشاحب , اذاً كل شيء يجري على مايرام " قالت بصوت خفيف.
خلال دقائق فكرت بمارك . قرار فراق كهذا يحتاج لوقت طويل للتفكير بالنسبة للإثنين.

Rehana 31-12-17 09:24 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
انتظرت عدة ايام ليتقدم مارك بحياته العملية. عندما يحقق مارك بعض الارباح ستخبره بأنها حامل وسيجدن الاثنين حلاً واحداً.
بعد ثلاثة ارباع الساعة , ارتدت قميصاً مع بعض الثياب الاخرى . كانت تريد الاتصال بشقيقتها سالي لتعلمها بعودتها. قميصها مسكته بيدٍ وتوقفت بجانب الهاتف . بعد تردد طلبت الأن - تي - او - ال " اريد التحدث مع ديبي جونسون لو سمحت "
" لحظة "
" ديبي جونسون يتكلم"
" ديبي ؟ هذه أنا آن " قالت .
" آن ! ما هذه المفاجأة !" قال صديقها " كيف حالك؟"
" عل خير ما يرام , اسمع ديبي . اريد ان اطلب منك خدمة . هل يزعجك بأن امضي عدة ليالي في منزلك ؟ او يمكن ان تكون ليلة واحدة "منتديات ليلاس
" ابداً على الاطلاق " قال ديبي فجأة " على العكس , فإن هذا يشعرني بالسرور . لكن قولي لي الا تشعرين باليأس ؟"
" لا, لا, أنا لست بيائسة " قالت آن مندهشة " يجب علي فقط ... قضاء بعض الوقت لوحدي . مارك وأنا ... اوه , لدينا بعض المشاكل . واريد ان افكر على انفراد , فأنا لا اريد ان افعل ما لست مقتنعة به"
" حسناً, كما تريدين , كيف سأقابلك ؟ ستمرين عليّ في الأن - تي - او - ال بعد دوام العمل أم تفضلين الذهاب الى منزلي مباشرة ؟"
" العبارة ثانية تبدو بالنسبة لي مناسبة أكثر من الأولى "قالت آن على الفور.
" بهذه الحالة , لا شيء يمنعك من الذهاب لمنزلي " قال ديبي بحيويته المعتادة . سأتصل بالبواب ليسمح لك بالدخول بالمفتاح الخاص به. لكن عديني بشيء واحد عزيزتي , عندما تصبحين بمنزلي لا تخرجي قبل ان اعود الى المنزل"
" سمعا وطاعة!" قالت آن ضاحكة " سأذهب على الفور , واشكرك على كل شيء"
طلبت آن على الفور تاكسي ليوصلها لمنزل ديبي. الحارس نظر لآن بحيوية وفعل ماطلبه ديبي بالضبط . فهمت بأن صديقها كلمه على الفور . المصعد كان معطلاً , فاضطرت ان تصعد على السلم.منتديات ليلاس
دخلت آن لمنزل ديبي بخمود . شكرت الحارس لاصطحابه لها حتى كادت ان تغلق الباب على انفه.
كانت لها الحرية الكاملة , باختيار الكنبة الأقرب بالنسبة لها ورمت بنظرة على المكان. المكان لم يكن مزعجاً . لقد اعتادت ان تأتي الى هذا المنزل , لأنها زارت ديبي عدة مرات , فرحت لأنها كانت على علم بمكان الروايات البوليسية التي كان يقرؤها ديبي.
شعرت آن انها بحاجة لبعض الراحة بهذا المنزل الجديد . منزل ديبي كان بالنسبة لها رحلة المجهول .

Rehana 31-12-17 09:25 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 

عادت لتفكر بطفلها . أي مستشفى ستختار لتضع بها مولودها ؟ من أي محل ستشتري له اولى ثيابه؟
اسئلة كثيرة تزاحمت في خيالها . تمددت على كنبة محاولة ايجاد اجوبة مهما حدث لها, لن تكون وحيدة , ستكون مع طفلها .ستلاعبه , تأخذه بين ذراعيها لتجعله ينام, تشتري له الألعاب , والثياب الجميلة .ريحانة
مستغرقة بأفكارها , لم تسمع صوت الباب الذي طرق بقوة. اضطربت آن بالطرقة الثانية. من سيكون الطارق؟ ديبي الذي نسي مفاتيحه؟
وقفت آن متجهة نحو باب الدخول , فجأة , فتحت الباب لترى من الطارق , انه مارك! تحت تأثير المفاجأة والخوف. رجعت عدة خطوات للخلف , غير قادرة ان تتلفظ ولو حتى بتنهيدة . خفق قلبها بقوة .
ما الذي يريده؟ رغم اندهاشها الكبير , لاحظت بأنه لا يبدو على مارك الغضب الذي كانت تنتظره. اقترب مارك اليها, ليسألها " هل انت غاضبة مني؟"
" لا " اجابته آن " كيف علمت بوجودي هنا؟ ولم انت غائب عن عملك؟"
" انا لست غائباً عن عملي" قال بهدوء , وهو يجلس على الكنبة التي تركتها آن.
" لم افهم , كيف استطعت ان تخمن بأنني عند ديبي ؟"
بدورها جلست على كنبة , فاختارت الكنبة الأكثر بعداً بالنسبة لمارك.
" لنقل بأنني محظوظ , لقد كنت قد وصلت الى جانب ديبي في الوقت الذي كنت تطلبينه , اعتقد ان الأن - تي - او - ال يجلب لي الحظ , تذكري , لقد تعرفت عليك في ذلك المركز , كما انني وصلت بنفس الوقت الذي كنت تتصلين به بديبي"
" لكن ديبي لم يقل لي " قالت آن " انا بحاجة لامضاء بعض الوقت لوحدي "
" بالطبع , افهمك , اية امرأة تترك زوجها بحاجة لبعض الوقت لتفكر به. خاصة بعد الأسابيع اليائسة التي جعلته يعيشها بسبب حبه الأحمق"
حركت آن برأسها لتتأكد بأنها لم تكن في حلم " ماذا , ما الذي تتحدث عنه ؟ لا اعرف الى اين تريد ان تصل بهذا الحديث"
" انه سهل جداً , احاول ان افهمك بأني لم اكن سوى احمق . كنت الرجل الأكثر سروراً في العالم , لو كنت تريدين الاستماع الي , اتمنى ان انجح باقناعك بأنني لست ابلهاً كما تتصوريين"
" ان كنت تريد الاشارة للأمسية الماضية " قالت آن ببرودة " فلا تتعب نفسك فأن لم أمت , وليس هو السبب الذي جعلني اترك المنزل"
" اعلم آن, لقد كنت تفكرين بتركي منذ عدة اسابيع , اني مسرور لأنك ترددتي كثيراً. ان لم يكن الوقت متأخراً , هل تقبلين باعطائي فرصة اخرى"

Rehana 31-12-17 09:26 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" لن يتغير شيء" قالت آن , لكن قرارها هذا سيجعلها تبكي على اربعة اشياء.
" اجل اعلم , أنا وكل الباقي . مثلا اندريه فوستر الذي فقد اليوم عمله في الأن - تي - او - ال "
عندما سمعت مارك يتلفظ ذلك الاسم اضطربت من مكانها " اندريه فوستر ؟ لكن كيف؟"
" اجل " اكمل مارك" وبهذا الخصوص يجب ان تبادري بشكر من استطاع ادانته , أليس كذلك. هل تخمين من الذي ادانه؟"منتديات ليلاس
حركت آن بيدها محاولة اشارة بكلمة لا .
" انها ماي ريونولد "
حدقت آن بعيناها " ماي؟ ما معنى ذلك؟ ما الذي حدث بالضبط؟ كن أكثر وضوحاً"
" قبل ان اخبرك كل شيء " قال مارك بهدوء " اتمنى لو تجلسين بقربي على نفس الكنبة التي هربت منها لتسمعي ماذا اقول لك "
" آن , لقد فهمت الآن ما هي الأسباب التي منعتك من الكلام. أتصور ان ذلك الرجل اندريه فوستر هو السبب"
" كيف عرفت ذلك...؟"
" هذا من شأننا نحن" قاطعها مارك بتهذيب " كان يلزمني بعض الوقت لاكتشاف سر ذلك الملف . واليوم عرفت السبب , واطلب منك ان تسامحينني "
" اخبرني ما الذي حدث ؟" قالت آن.
تنهد مارك ثم قال لآن " اندريه فوستر رجل ذكي جداً , كان عليه ان يجد سبباً آخر مختلفاً عن السبب الذي جعلك تتركين به العمل , ليلفق لماي تهمة . فسرق بأحد الأيام ملفاً من مكتب شوك روبنس ووضعه على مكتب ماي وقال له بأن ماي من سرقته "
" وشوك تركه يسمع كل الكلام الذي جرى بينه وبين ماي؟" قالت آن .
" بالضبط هذا ماحدث , واتمنى لو أرى وجهه "
" لقد ضاع " تابع مارك .
" لا اصدق " قالت آن .
" لا شيء مستحيل عندما يطعن الاصدقاء بعضهم البعض . والحقيقة يجب ان ترى النور "
ثم اخذ زوجته وقبلها وعانقها .


النهاية

زهرة الفلامنجو 03-01-18 03:20 AM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
تسلمي على الرواية

fadi azar 29-01-18 12:00 AM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
مشكورة على الرواية

SHELL 03-01-19 07:54 PM

رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
https://img.el-wlid.com/imgcache/2014/10/890290.gif

نجلاء عبد الوهاب 05-07-23 08:10 PM

رد: طريق الأقناع - دونا هوكسلي ( من روايات غادة المكتوبة )
 
:toot::toot::toot::toot::toot::toot::toot::toot::toot::toot: :toot::toot::toot::toot::toot::toot::toot::toot:


الساعة الآن 12:27 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية