منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الروايات المغلقة (https://www.liilas.com/vb3/f836/)
-   -   الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا (https://www.liilas.com/vb3/t205440.html)

Maysan 16-03-18 11:09 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء النور والسرور .. يامساء الاعترافات وفك الغموض .. يااااااااااه واخييييرا نطقت الفوله هههههههههه ميمي بنتي وعرفنا ملابسات القضيه .. وانا توقعتها ماراح تحكي خخخخخ .. تسلم يدينك الفي على الميني فصل ههههههه او ل ماقرأته واندمجت هوووب خلص ولما قلتي انه صغنن قلت اي بالله يشبه الميني بان كيك هههههه 😋😝.. ربي يسعدك الفي ويحفظك وييسر امورك ويفتحها عليك في حياتك ودراستك ويكرمك يرزقك التييسر والرشد والتوفيق وراحة البال ..

ابقى نوافوه حالا والان 😡😡😡.. الان الفي يتسلم لي عند مدخل الروايه ابقاه في سولافة مهمه .. اجل انا بنتي تنشوي يالظالم !! وهي نايمه يادافع البلا .. علشان كذا البنت ماتنام وتهوجس طول الليل ومنومات ولما تصحى من نومتها تصحى متخوفه .. الله يبلاك ياشيخ بمرض ماتشفى منه على هيك عمله .. تسترجل على بنتي لما ماقدرت على حرمك الاولى !! تطلع كل عقدك وجنونك بالضعيفه لانك متأكد انها يتيمه ماوراها سند !! دمرتها نفسيا وجسديا .. الحمد لله ماانجبت منك شيء .. كان ارتبطت فيك مو كفو تكون اب لأطفال بنتي .. وعمامها كل واحد اردى من الثاني ويسمون نفسه اهل عزوه وعمام !!! لا بالله ماهم جنب الرجوله ولا بحولها وانت معهم .. الفي شوفي اذا ما ساويته بالارض وكسرتي انفه وغروره وعلمتيه كيف يسترجل على بنتي والا انا بنفسي بأدبه ومعي اموله هههههههههه 😤😤.. وعامل نفسه عنتر زمانه وياروح نواف وين رحتي !! وتنهيدات وسرحان وعايش دور العاشق الولهان .. اللي مافيه منه اثنين بالدنيا .. مو ضابط عليك الدور ابدا 😒 .. بني أدم وقح وبجح ..

اكيد ماراح يتركها دام عرف هي زوجة مين !! الان مو محتاج مسجات تعرفه بالحال والاحوال .. قصر الجبر ويعرفه وتعال كأنك ناوي على نفسك يابعيد .. الغضب المكتوم هو نفسه الغضب اللي شعر فيه شاهين وقت شاف نواف ونظراته لمنتهاه .. الاكيد انه شاهين هالمره راح يكون يقظ وخاصة وهو عرف من منتهى انه يطاردها وحاول من قبل يتسلل لبيت عمها .. راح يأخذ الموضوع بشكل جدي جدا جدا .. وهو اخذ درس من موضوع اعمام لمار .. وهالمره ماهو بنت اخته هذا زوجته وقلبه ❤..

باقي نعرف ماضي شاهين ؟! وكيف اختفى ؟ وفين ؟! الدرس اللي اخذه من حياته بالفعل علمه الكثييير خاصة وهو مظلوم وعانى كثيير ..

اموله قد قالت لي انه يعتمد على ثقتها بشاهين لما سألتها عن إخبارها له بماضيها .. وبالفعل كلامها صحيح .. شاهين استحوذ على ثقتها بالكامل وعن جداره ..القناع اللي كان لابسته تجاه الجميع سقط امام احتواء وحنان وعطف وحب ووعد وحماية شاهين .. اتوقع بعد ماتستقيظ راح تكون منتهى مختلفه امام شاهين وحده ههههههههههه .. بس الندوب ماعاد ينفع لها تجميل ؟ 🤔.. معناته بتجلس طول حياتها كذا تلبس ؟ ياليت لها علاج لانه زوالها من يدها زوال الذكرى معها نهائي ..

الفي شكرا لك ياقلبي .. وربي فصولك استمتع فيها وانا اقرأها وانبسط لما اشوفها نازله وانتظرها .. ربي يبارك فيك وفيما وهبك واعطاك ورزقك وفي وقتك .. بإنتظاااارك حبيبتي .. حتى لو ميني عادي ههههههه كل حاقه منك حلوه .. 🌹❤..

Maysan 16-03-18 11:17 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
اموله تعالي هون عندي سؤال ههههههههههه !؟ تعتقدي منتهى حيكون لها دور في كشف ما حدث لشاهين بالماضي ؟ انا اتوقع ايوه لكن مو عارفه كيف ؟ غير كذا مااعرف هي كيف ممكن تعرف عن كوابيسه واسبابها .. واسيلوه الملتصقه رقم 2 .. تتوقعي ترتدع بمحاولات لمار والا جد العجيز بتستخدمها ؟

انا اعتقد انه اللي مثل اسيلوه لازم حاجه قويه تفكها ؟ لكن هل بتتذكر تحذير نسيم لها وقت ماتستخدمها العجيز او بطنش والغايه تبرر الوسيله ؟!

امال العيد 17-03-18 09:56 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Maysan (المشاركة 3699233)
هههههههههه ابدا الهديه كلها لك .. تعالي اجلسي جنبي بالانتظار ههههههه على ماافرش نوافوه بالارض وارجع علشان ننتظر سوا هههههههههه .. خلاص دام النقاش جاز لألفي بفرش لي فريش<< تصغير فراش ههههههه وبجلس ههههههههههه واتسامر انا واموله ونهوجس بالفصول 😂😁..

أبد جالسة معك وحيلك فيه والله امس م خليت دعوة م قلتها فيه وشاده حيلي في التعليق آخر شي طاااااار من القهر حذفت الصفحة 😭😭😭😭

بس ابي اجلس واتسامر معم الجلسة معك م تنمل أبد ريسعدك 😘

امال العيد 17-03-18 10:02 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Maysan (المشاركة 3699234)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء النور والسرور .. يامساء الاعترافات وفك الغموض .. يااااااااااه واخييييرا نطقت الفوله هههههههههه ميمي بنتي وعرفنا ملابسات القضيه .. وانا توقعتها ماراح تحكي خخخخخ .. تسلم يدينك الفي على الميني فصل ههههههه او ل ماقرأته واندمجت هوووب خلص ولما قلتي انه صغنن قلت اي بالله يشبه الميني بان كيك هههههه 😋😝.. ربي يسعدك الفي ويحفظك وييسر امورك ويفتحها عليك في حياتك ودراستك ويكرمك يرزقك التييسر والرشد والتوفيق وراحة البال ..

ابقى نوافوه حالا والان 😡😡😡.. الان الفي يتسلم لي عند مدخل الروايه ابقاه في سولافة مهمه .. اجل انا بنتي تنشوي يالظالم !! وهي نايمه يادافع البلا .. علشان كذا البنت ماتنام وتهوجس طول الليل ومنومات ولما تصحى من نومتها تصحى متخوفه .. الله يبلاك ياشيخ بمرض ماتشفى منه على هيك عمله .. تسترجل على بنتي لما ماقدرت على حرمك الاولى !! تطلع كل عقدك وجنونك بالضعيفه لانك متأكد انها يتيمه ماوراها سند !! دمرتها نفسيا وجسديا .. الحمد لله ماانجبت منك شيء .. كان ارتبطت فيك مو كفو تكون اب لأطفال بنتي .. وعمامها كل واحد اردى من الثاني ويسمون نفسه اهل عزوه وعمام !!! لا بالله ماهم جنب الرجوله ولا بحولها وانت معهم .. الفي شوفي اذا ما ساويته بالارض وكسرتي انفه وغروره وعلمتيه كيف يسترجل على بنتي والا انا بنفسي بأدبه ومعي اموله هههههههههه 😤😤.. وعامل نفسه عنتر زمانه وياروح نواف وين رحتي !! وتنهيدات وسرحان وعايش دور العاشق الولهان .. اللي مافيه منه اثنين بالدنيا .. مو ضابط عليك الدور ابدا 😒 .. بني أدم وقح وبجح ..

اكيد ماراح يتركها دام عرف هي زوجة مين !! الان مو محتاج مسجات تعرفه بالحال والاحوال .. قصر الجبر ويعرفه وتعال كأنك ناوي على نفسك يابعيد .. الغضب المكتوم هو نفسه الغضب اللي شعر فيه شاهين وقت شاف نواف ونظراته لمنتهاه .. الاكيد انه شاهين هالمره راح يكون يقظ وخاصة وهو عرف من منتهى انه يطاردها وحاول من قبل يتسلل لبيت عمها .. راح يأخذ الموضوع بشكل جدي جدا جدا .. وهو اخذ درس من موضوع اعمام لمار .. وهالمره ماهو بنت اخته هذا زوجته وقلبه ❤..

باقي نعرف ماضي شاهين ؟! وكيف اختفى ؟ وفين ؟! الدرس اللي اخذه من حياته بالفعل علمه الكثييير خاصة وهو مظلوم وعانى كثيير ..

اموله قد قالت لي انه يعتمد على ثقتها بشاهين لما سألتها عن إخبارها له بماضيها .. وبالفعل كلامها صحيح .. شاهين استحوذ على ثقتها بالكامل وعن جداره ..القناع اللي كان لابسته تجاه الجميع سقط امام احتواء وحنان وعطف وحب ووعد وحماية شاهين .. اتوقع بعد ماتستقيظ راح تكون منتهى مختلفه امام شاهين وحده ههههههههههه .. بس الندوب ماعاد ينفع لها تجميل ؟ 🤔.. معناته بتجلس طول حياتها كذا تلبس ؟ ياليت لها علاج لانه زوالها من يدها زوال الذكرى معها نهائي ..

الفي شكرا لك ياقلبي .. وربي فصولك استمتع فيها وانا اقرأها وانبسط لما اشوفها نازله وانتظرها .. ربي يبارك فيك وفيما وهبك واعطاك ورزقك وفي وقتك .. بإنتظاااارك حبيبتي .. حتى لو ميني عادي ههههههه كل حاقه منك حلوه .. 🌹❤..

ايش جمال هالتعليق قلتي اللي بخاطري وازود بعد تبارك الله 😍😍 وترى نواف يبي يجني ع نفسه أتخيل أنه بين يدين شاهين بس بدون قتل وسجن بس شويه تعذيب

اما ماضي شاهين راح تكون منتهى العون لك 💗

امال العيد 17-03-18 10:11 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Maysan (المشاركة 3699235)
اموله تعالي هون عندي سؤال ههههههههههه !؟ تعتقدي منتهى حيكون لها دور في كشف ما حدث لشاهين بالماضي ؟ انا اتوقع ايوه لكن مو عارفه كيف ؟ غير كذا مااعرف هي كيف ممكن تعرف عن كوابيسه واسبابها .. واسيلوه الملتصقه رقم 2 .. تتوقعي ترتدع بمحاولات لمار والا جد العجيز بتستخدمها ؟

انا اعتقد انه اللي مثل اسيلوه لازم حاجه قويه تفكها ؟ لكن هل بتتذكر تحذير نسيم لها وقت ماتستخدمها العجيز او بطنش والغايه تبرر الوسيله ؟!

اكيد طبعا وليش شاهين هو م يقول لها عن ماضيه كل واحد يفضفض لثاني لان بدأ في قصته لو أنها ع لسان شخص آخر لكن بدأ طرف القصه ويمكن هو يقول لها الباقي وأنه هو صاحب القصة عاد راح يبحثون من وراء القصه .. واصلا هي عارفه عن كوابيسه منه ومن أم عبد الرحمن بس راح تبحث عن السبب ويمكن مثل م قلت هو يعترف لها

اسيل تبي تودي بنفسها بداهيه واللي يحصل لها تستاهله اول شي حذرتها نسيم واذا استخدمتها العجوز كطعم لأحد أهدافها تستاهل م يجيها الحين الرجال متزوج وسعيد مع زوجته ليش تتلصق فيه .. وليت تستوعب وتصحى ع نفسها قبل م تروح بداهيه من تحت هالعجوز

تدرين اشتقت لجد شادية 😅😂

Maysan 17-03-18 10:40 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امال العيد (المشاركة 3699251)
أبد جالسة معك وحيلك فيه والله امس م خليت دعوة م قلتها فيه وشاده حيلي في التعليق آخر شي طاااااار من القهر حذفت الصفحة 😭😭😭😭

بس ابي اجلس واتسامر معم الجلسة معك م تنمل أبد ريسعدك 😘

يالله قهررر .. معليش ياقلبي معوضه خير بإذن الله .. انا اكتب بالنوته وبعد مااخلص انسخ والصق ههههههههه .. طبعا استخدم الطريقه هذا بمكان اخر لكن هنا على طووول اكتب ههههههههه ماادري كيف يمكن انه انا واثقه فيه بزياده 🤔.. مره دخلت هنا اعلق واسطر سطور وابد ماشيه المهم لما خلصت واناظره بحب ماهو خربشاتي ههههههههههه واضغط اعتمد وهووووب جلس يدور ويدور وصار المنتدى اسود 😱 وانا ياربي خربشاتي تعبي واتحلف بنفسي مااعيدش حاقه لكن ألفي ماتهون علي ههههههههه والحمدلله لما حدثت الصفحه وابصبص واذا به موجود ربنا سترها معي .. ارجعي سطري الدعوات هههههههه لو سطرين .. الله يسعدك حبيبتي ربي يفتحها عليك وييسر امورك يارب ..

Maysan 17-03-18 10:49 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امال العيد (المشاركة 3699252)
ايش جمال هالتعليق قلتي اللي بخاطري وازود بعد تبارك الله 😍😍 وترى نواف يبي يجني ع نفسه أتخيل أنه بين يدين شاهين بس بدون قتل وسجن بس شويه تعذيب

اما ماضي شاهين راح تكون منتهى العون لك 💗

ربي يسعدك بعدين يكبر راسي واصدق ههههههههه .. على فكره انا كنت من قرأ تعليقاتك في رواية كريستا 😍.. ماشاء الله تبارك الله ربي يبارك فيك وفيما وهبك ورزقك واعطاك ..لكن قرأتي اقتصرت فيها على الردود ههههههه .. بالرغم من جمال الروايه ماشاء الله تبارك الله الله يوفقها ويسعدها ويفتح عليها وعليك وعلى ألفي الا انه عجزت اقرأها 😑.. يمكن يوما ما اقول بسم الله فيها واقص الشريط 😁..

يالله يوم السعاده والهنا هههههههههه اهم الشي مسألة الشوي هذا مهمه هههههههههه .. ابقاه ينشوي مثل ماعمل لها .. كما تدين تدان ..

Maysan 17-03-18 11:08 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امال العيد (المشاركة 3699253)
اكيد طبعا وليش شاهين هو م يقول لها عن ماضيه كل واحد يفضفض لثاني لان بدأ في قصته لو أنها ع لسان شخص آخر لكن بدأ طرف القصه ويمكن هو يقول لها الباقي وأنه هو صاحب القصة عاد راح يبحثون من وراء القصه .. واصلا هي عارفه عن كوابيسه منه ومن أم عبد الرحمن بس راح تبحث عن السبب ويمكن مثل م قلت هو يعترف لها

اسيل تبي تودي بنفسها بداهيه واللي يحصل لها تستاهله اول شي حذرتها نسيم واذا استخدمتها العجوز كطعم لأحد أهدافها تستاهل م يجيها الحين الرجال متزوج وسعيد مع زوجته ليش تتلصق فيه .. وليت تستوعب وتصحى ع نفسها قبل م تروح بداهيه من تحت هالعجوز

تدرين اشتقت لجد شادية 😅😂

ممكن والله وتكون حفلة مصارحه هههههه .. بس مااعتقد انه بيخبرها اكيد فيه حاجه بتدفعه للفضفضه او ممكن هي تجمع الحكي وتفهمها لانها ماشاء الله تبارك الله ذكيه جدا وتربطهم مثل ماحكيتي ربي يسعدك .. هوية كوابيس منتهى كان بطلها الملتصق الاول نوافوه .. لكن بطل كوابيس شاهين مين ؟ والله جد كيف ابوه شك فيه وهو في الاساس مختفي فجأه ؟! ومثل ماحكت منتهى انه قبل يحكم يشوف ولده وسلوكه كيف كان قبل مايشوفه بالمستودع ..

استغفر الله اكره هالمخلوقه 🌚.. المشكله هي مو شايفه هالسعاده بإعتبار منتهى ماتناسب مقام الشاهين وانه هي اللي تناسب وهي اللي راح تسعده .. مااقول الا الله يسامح منال اللي عززت هالشيء داخلها وأملتها ؟! وهي رافضه غيره زوجا ههههههه .. اعتقد غضبها وغيرتها راح يقودها لما لاتحمد عقباه عليها طبعا 😒!!

يالله هههههههههه الشرطه .. الجد هذا حفله لوحده .. لكنه حكيم جدا .. ألفي ياحبيبتي عاوزين فصل حلو خالي من الملتصقين وعجيز المافيا هههههههههه 😝..

والله افكر حاليا كيف بتكون علاقتهم لما تصحى خاصة بعد الفضفضه 🤔؟

امال العيد 17-03-18 12:20 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Maysan (المشاركة 3699256)
ربي يسعدك بعدين يكبر راسي واصدق ههههههههه .. على فكره انا كنت من قرأ تعليقاتك في رواية كريستا 😍.. ماشاء الله تبارك الله ربي يبارك فيك وفيما وهبك ورزقك واعطاك ..لكن قرأتي اقتصرت فيها على الردود ههههههه .. بالرغم من جمال الروايه ماشاء الله تبارك الله الله يوفقها ويسعدها ويفتح عليها وعليك وعلى ألفي الا انه عجزت اقرأها 😑.. يمكن يوما ما اقول بسم الله فيها واقص الشريط 😁..

يالله يوم السعاده والهنا هههههههههه اهم الشي مسألة الشوي هذا مهمه هههههههههه .. ابقاه ينشوي مثل ماعمل لها .. كما تدين تدان ..

حبيبتي تسلمين ع الكلام الطيب والدعوة الخلوة لك بالمثل يارب 😍 انتي غريبة والله أجل تقرين الردود ولا تقرين الرواية 🤔 اصلا عرفتي وش صار بالأحداث 😂 اصلا الرواية تجنن يمكن يجي يوم ع قولك وتقصين الشريط

أي والله أهم شي الشوي أجل يحرقها ولا نحرقه لو نمسكه انا وانتي مع ألفي م عندنا مشكلة 😂 أهم شي ألفي تنتقم لنا

امال العيد 17-03-18 12:26 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Maysan (المشاركة 3699254)
يالله قهررر .. معليش ياقلبي معوضه خير بإذن الله .. انا اكتب بالنوته وبعد مااخلص انسخ والصق ههههههههه .. طبعا استخدم الطريقه هذا بمكان اخر لكن هنا على طووول اكتب ههههههههه ماادري كيف يمكن انه انا واثقه فيه بزياده 🤔.. مره دخلت هنا اعلق واسطر سطور وابد ماشيه المهم لما خلصت واناظره بحب ماهو خربشاتي ههههههههههه واضغط اعتمد وهووووب جلس يدور ويدور وصار المنتدى اسود 😱 وانا ياربي خربشاتي تعبي واتحلف بنفسي مااعيدش حاقه لكن ألفي ماتهون علي ههههههههه والحمدلله لما حدثت الصفحه وابصبص واذا به موجود ربنا سترها معي .. ارجعي سطري الدعوات هههههههه لو سطرين .. الله يسعدك حبيبتي ربي يفتحها عليك وييسر امورك يارب ..

يا اختي حتى انا كذا في نوت اكتب لكن ألفي استثناء وكذا مره تحصل لي ولحد الآن م تبت 😂😅

أهم شي الدعوات أجل 😂 ابشري بدي ع نواف عسى نشوف فيك يوم أسود يا نوافقه ونشوف قلبك محروق حرق م يبرى واشوفك خلف أسوار السجن يا كريم عشان ما تسبب لميمي الرعب

امال العيد 17-03-18 12:39 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
:55: :55: :55:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Maysan (المشاركة 3699258)
ممكن والله وتكون حفلة مصارحه هههههه .. بس مااعتقد انه بيخبرها اكيد فيه حاجه بتدفعه للفضفضه او ممكن هي تجمع الحكي وتفهمها لانها ماشاء الله تبارك الله ذكيه جدا وتربطهم مثل ماحكيتي ربي يسعدك .. هوية كوابيس منتهى كان بطلها الملتصق الاول نوافوه .. لكن بطل كوابيس شاهين مين ؟ والله جد كيف ابوه شك فيه وهو في الاساس مختفي فجأه ؟! ومثل ماحكت منتهى انه قبل يحكم يشوف ولده وسلوكه كيف كان قبل مايشوفه بالمستودع ..

استغفر الله اكره هالمخلوقه 🌚.. المشكله هي مو شايفه هالسعاده بإعتبار منتهى ماتناسب مقام الشاهين وانه هي اللي تناسب وهي اللي راح تسعده .. مااقول الا الله يسامح منال اللي عززت هالشيء داخلها وأملتها ؟! وهي رافضه غيره زوجا ههههههه .. اعتقد غضبها وغيرتها راح يقودها لما لاتحمد عقباه عليها طبعا 😒!!

يالله هههههههههه الشرطه .. الجد هذا حفله لوحده .. لكنه حكيم جدا .. ألفي ياحبيبتي عاوزين فصل حلو خالي من الملتصقين وعجيز المافيا هههههههههه 😝..

والله افكر حاليا كيف بتكون علاقتهم لما تصحى خاصة بعد الفضفضه 🤔؟

يمكن يافضفضه بينهم أو ع قولك هي تجمع الحكي وتطلع بالنتيجة .. يمكن بطل كوابيس شاهين المختطفين اكيد سببوا له شي تخويف يمكن وصل لتعذيب

مشكلة اسيل وثقتها الله يسعدها بعيد عن شاهين .. وفعلا منال هي اللي زرعت حب شاهين فيها يعني أحيانا ألوم منال لأن هي السبب في زرع شاهين في رأسها

أي والله حكيم أحب مناوشاته هو وعبدالرحمن 😂


اتوقع المافيا لابد منهم في البارت ☹😐

والا يا عمري ع الوليد كسرته زوجته نسيت اسمها 😅

والله م أتخيل كيف راح يكون حالهم بعد الفضفضة 😍

Maysan 17-03-18 03:32 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امال العيد (المشاركة 3699259)
حبيبتي تسلمين ع الكلام الطيب والدعوة الخلوة لك بالمثل يارب 😍 انتي غريبة والله أجل تقرين الردود ولا تقرين الرواية 🤔 اصلا عرفتي وش صار بالأحداث 😂 اصلا الرواية تجنن يمكن يجي يوم ع قولك وتقصين الشريط

أي والله أهم شي الشوي أجل يحرقها ولا نحرقه لو نمسكه انا وانتي مع ألفي م عندنا مشكلة 😂 أهم شي ألفي تنتقم لنا

ههههههه اي بالله انا غريبه :lol: .. تقريبا فهمت كل حاقه .. اي بالله ابقاه ينشوي قلبيا وجسديا .. ويزيد جنون على جنونه 🔪😤.. حاليا هو متجنن وخالص باقي له شعره ونرتاح منه نهائي .. من هنا من مكاني اطالب الفي بشوي نوافوه ههههههههه بذمه وضمير 😌.. تعرفي في عضوه في مكان اخر تطالب الفي بفقدان الذاكره لأسليوه ههههههههههه والله استحسنت الفكره علشان نتخلص منهم مره وحده 😈😈..

Maysan 17-03-18 03:49 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امال العيد (المشاركة 3699261)
:55: :55: :55:


يمكن يافضفضه بينهم أو ع قولك هي تجمع الحكي وتطلع بالنتيجة .. يمكن بطل كوابيس شاهين المختطفين اكيد سببوا له شي تخويف يمكن وصل لتعذيب

مشكلة اسيل وثقتها الله يسعدها بعيد عن شاهين .. وفعلا منال هي اللي زرعت حب شاهين فيها يعني أحيانا ألوم منال لأن هي السبب في زرع شاهين في رأسها

أي والله حكيم أحب مناوشاته هو وعبدالرحمن 😂


اتوقع المافيا لابد منهم في البارت ☹😐

والا يا عمري ع الوليد كسرته زوجته نسيت اسمها 😅

والله م أتخيل كيف راح يكون حالهم بعد الفضفضة 😍

تتوقعين العجيز اصدرت اوامرها بتعذبيه !! والله مافكرت انها ممكن تكون بالفعل عذبته قبل يحقنوه بالمخدرات ؟ حسبي الله عليها هالعجيز << تفاعلت مره هههههههه .. هي من كلام لمار تحبه من اول وبالفعل هي قبل تتزوج كانت مفنجله عيونها عليه ؟!! وبعد ماتزوج نسيم فقدت الامل وتزوجت لكن بعد ماتطلقت منال كبرته في مخها ولمحت لها كذا مره فخلاص اعتبرته لها .. والا ايش اللي خلاها تتجرأ في احد الفصول وترد على اتصاله من جوال اخته !! مافيش كرامه يااختي يعني رجال متزوج وتركض وراه !! والله شكل وراها بلا والا ليه تسئل عن منتهى بالمستشفى ومهتمه مره !!

الوليد والله هالضعيف المسكين ☹.. خاله تسبب فيه لما غصب ترانيم عليه والادهى كبريائها اللي دخل المعادله !! وقلب الوليد اللي حب وتعلق ؟! اسوء حاجه الاجبار بالزواج تبقى هي متذكره انه ماهو اختيارها .. مااعرف الفي كيف بتعالج المشكله ؟!

وكادي انا مااتوقع انه انتهى دور هذيك بنت صاحب العماره عند هنا هههههههههههه .. بس تخلص من شاهين ومنتهى وترجع للباقي هههههههههه ..

اي بالله وانا انتظر الفصل بشوووق ويارب مايكون الشووق مضروب هههههههههه .. لانه الفي مفاجأتها كثيره وعكس التوقعات ❤🌹..

امال العيد 17-03-18 06:22 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Maysan (المشاركة 3699268)
ههههههه اي بالله انا غريبه :lol: .. تقريبا فهمت كل حاقه .. اي بالله ابقاه ينشوي قلبيا وجسديا .. ويزيد جنون على جنونه 🔪😤.. حاليا هو متجنن وخالص باقي له شعره ونرتاح منه نهائي .. من هنا من مكاني اطالب الفي بشوي نوافوه ههههههههه بذمه وضمير 😌.. تعرفي في عضوه في مكان اخر تطالب الفي بفقدان الذاكره لأسليوه ههههههههههه والله استحسنت الفكره علشان نتخلص منهم مره وحده 😈😈..

والله فكره هههههههههه بس عند ألفي شي عجيب أحس نهاية اسيل ع يد منتهى مدري ليش😆

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Maysan (المشاركة 3699270)
تتوقعين العجيز اصدرت اوامرها بتعذبيه !! والله مافكرت انها ممكن تكون بالفعل عذبته قبل يحقنوه بالمخدرات ؟ حسبي الله عليها هالعجيز << تفاعلت مره هههههههه .. هي من كلام لمار تحبه من اول وبالفعل هي قبل تتزوج كانت مفنجله عيونها عليه ؟!! وبعد ماتزوج نسيم فقدت الامل وتزوجت لكن بعد ماتطلقت منال كبرته في مخها ولمحت لها كذا مره فخلاص اعتبرته لها .. والا ايش اللي خلاها تتجرأ في احد الفصول وترد على اتصاله من جوال اخته !! مافيش كرامه يااختي يعني رجال متزوج وتركض وراه !! والله شكل وراها بلا والا ليه تسئل عن منتهى بالمستشفى ومهتمه مره !!

الوليد والله هالضعيف المسكين ☹.. خاله تسبب فيه لما غصب ترانيم عليه والادهى كبريائها اللي دخل المعادله !! وقلب الوليد اللي حب وتعلق ؟! اسوء حاجه الاجبار بالزواج تبقى هي متذكره انه ماهو اختيارها .. مااعرف الفي كيف بتعالج المشكله ؟!

وكادي انا مااتوقع انه انتهى دور هذيك بنت صاحب العماره عند هنا هههههههههههه .. بس تخلص من شاهين ومنتهى وترجع للباقي هههههههههه ..

اي بالله وانا انتظر الفصل بشوووق ويارب مايكون الشووق مضروب هههههههههه .. لانه الفي مفاجأتها كثيره وعكس التوقعات ❤🌹..

والله يطلع من ام عبدالرحمن كل شي وش سوت في نسيم وصديقتها بهذلتهم

يمكن جزء من خططهم تسأل عن منتهى مره شطحت هههه

اي والله يوجع القلب تعلق فيها واخرها كذا يصير ننتظر الفي وش تقرر في مصيرهم

كادي وقعت ولا أحد سمى عليها ولا هي مستوعبه هههههه اكيد في رأس أبو البنت موال الله يستر منه

الله يستر انا اذا تحمست اعرفي راح أجيب العيد 😂 يارب بكرة والا بعده البارت يارب 😘

Maysan 17-03-18 08:18 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امال العيد (المشاركة 3699280)
والله فكره هههههههههه بس عند ألفي شي عجيب أحس نهاية اسيل ع يد منتهى مدري ليش😆



والله يطلع من ام عبدالرحمن كل شي وش سوت في نسيم وصديقتها بهذلتهم

يمكن جزء من خططهم تسأل عن منتهى مره شطحت هههه

اي والله يوجع القلب تعلق فيها واخرها كذا يصير ننتظر الفي وش تقرر في مصيرهم

كادي وقعت ولا أحد سمى عليها ولا هي مستوعبه هههههه اكيد في رأس أبو البنت موال الله يستر منه

الله يستر انا اذا تحمست اعرفي راح أجيب العيد 😂 يارب بكرة والا بعده البارت يارب 😘

هههههههههه على يدها يعني هوشه وكذا هههههههههه على الشاهين .. تعرفي اول كان ممكن ترد بكل برود ولامباله حاليا الشاهين هو الوحيد الي قريب منها وسمحت له بالقرب هذا فإذا فكر اي احد مجرد تفكير وعرفت انه يبقاه والله تهوشهم كله ههههههههههه هي انانيه من قبل والان بتكون انانيه بزياده خاصه لو توضحت لها مشاعرها !! تذكري لما ردت على ام عبدالرحمن لما سألتها عن أذية شاهين انفعلت وهي ترد هههههههه .. يازينها بس يارب تقرب منه بزياده ولو تبي نهوش معها نهوش عادي هههههههههههههه .. ونقلع اي عيون تناظر شاهينها 😍😍..

تتوقعي تقابلوا 😱.. مااجت في ذهني والله جد ممكن في الزواج وكذا يااااربي .. انا بعرف ام عبد الرحمن ورا حاطه شاهينا هدف لها ؟! بالله عندك ولدك روحي اشتغلي بعيد عننا 🙄..

ايوا اتوقع انه محاولة تزويج ههههههههه لكن مااعتقد البنت بتوافق خاصة وشكلها طيوبه .. مشكلة كادي وضعت امها وابوها واللي حصل معهم من حب وكذا نموذج فتشوه الحب في نظرها بمجرد دخول منتهى وتطليق امها .. يبقى لها تعرف وضعهم وليه تزوج على امها علشان تتعدل النظره ..

انا برضوا متشوووقه ههههههههه ومثلك بالضبط حماسي مضروب ربنا يستر 😂😂.. ربي يسعدك اموله ويوفقك ويرزقك راحة البال 😍.. والله حلو النقاش معك 🌹 ومنها حركنا الروايه هههههههههه .. ياااربي ألفي قريب تنزل لنا فصل حلو وجميل .. الفي ربي ييسر امورك ويحفظك ويفتحها عليك

امال العيد 18-03-18 09:40 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Maysan (المشاركة 3699281)
هههههههههه على يدها يعني هوشه وكذا هههههههههه على الشاهين .. تعرفي اول كان ممكن ترد بكل برود ولامباله حاليا الشاهين هو الوحيد الي قريب منها وسمحت له بالقرب هذا فإذا فكر اي احد مجرد تفكير وعرفت انه يبقاه والله تهوشهم كله ههههههههههه هي انانيه من قبل والان بتكون انانيه بزياده خاصه لو توضحت لها مشاعرها !! تذكري لما ردت على ام عبدالرحمن لما سألتها عن أذية شاهين انفعلت وهي ترد هههههههه .. يازينها بس يارب تقرب منه بزياده ولو تبي نهوش معها نهوش عادي هههههههههههههه .. ونقلع اي عيون تناظر شاهينها 😍😍..

تتوقعي تقابلوا 😱.. مااجت في ذهني والله جد ممكن في الزواج وكذا يااااربي .. انا بعرف ام عبد الرحمن ورا حاطه شاهينا هدف لها ؟! بالله عندك ولدك روحي اشتغلي بعيد عننا 🙄..

ايوا اتوقع انه محاولة تزويج ههههههههه لكن مااعتقد البنت بتوافق خاصة وشكلها طيوبه .. مشكلة كادي وضعت امها وابوها واللي حصل معهم من حب وكذا نموذج فتشوه الحب في نظرها بمجرد دخول منتهى وتطليق امها .. يبقى لها تعرف وضعهم وليه تزوج على امها علشان تتعدل النظره ..

انا برضوا متشوووقه ههههههههه ومثلك بالضبط حماسي مضروب ربنا يستر 😂😂.. ربي يسعدك اموله ويوفقك ويرزقك راحة البال 😍.. والله حلو النقاش معك 🌹 ومنها حركنا الروايه هههههههههه .. ياااربي ألفي قريب تنزل لنا فصل حلو وجميل .. الفي ربي ييسر امورك ويحفظك ويفتحها عليك



مدافعين الدفاع حنا 😂😂 أي والله الحين ظهرت مشاعرها أخيرا م راح تكتفي بس برد إلا قصف 😆

لا مشكلتها مع ابو شاهين ام عبدالرحمن م قصرت انتقمت فس ولده حسبي الله 😑

فعلا مشكلة كادي مخليه علاقة أمها وابوها حاجز بينها وبين زوجها وليت تعرف أن الأصابع مو سوى ومع ان أبوها يحب أمها وليتها تعرف الحقيقة عشان تسنع حياتها أما ع قولك سالفة التزويج وارده بس البنت ترفض مثل م يرفض عزوز 😉😁

يعني اجتمعنا ع قولهم التم المنحوس ع خايب الرجا 😂😂 دعابة

آمين وياك يارب 😘 وانتي النقاش معك أحلى ربي يسعدك وأنتظر بارت ألفي ع خير 😍

Maysan 18-03-18 09:49 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
ياأهل الروايه هل من فصفص اليوم هههههههههه يعني فصل 😂😂.. المهم سجلت دخول في حال ولو فيه فصل تشوفني ألفي فيه ربي يسعدها ويوفقها ويفتح عليها هههههههههه ..

ربي يفتح عليك اموله ويحفظك .. 🌹..

امال العيد 19-03-18 01:32 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Maysan (المشاركة 3699353)
ياأهل الروايه هل من فصفص اليوم هههههههههه يعني فصل 😂😂.. المهم سجلت دخول في حال ولو فيه فصل تشوفني ألفي فيه ربي يسعدها ويوفقها ويفتح عليها هههههههههه ..

ربي يفتح عليك اموله ويحفظك .. 🌹..

تو اتذكر قلت يمكن نزل بارت دخلت اشيك مالقيت الا ردك عاد انا اليوم بنتظر 😉 آمين وياك 😘

Maysan 19-03-18 08:29 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امال العيد (المشاركة 3699376)
تو اتذكر قلت يمكن نزل بارت دخلت اشيك مالقيت الا ردك عاد انا اليوم بنتظر 😉 آمين وياك 😘

هههههههه انا كنت امس انتظر ادخل واخرج كزائر بعدها قررت اخش برجلي اليمين ابصبص هنا وهناك داخل الروايه ههههههههه .. اليوم الدور عليك هههههههه في الانتظار 🌹.. ربنا يسعدك ويحفظك وييسر امورك ..

الفي ربنا يسعدك وويوفقك في دراستك وفي حياتك ويفتح عليك فتوح العارفين العالمين ..

الفيورا 19-03-18 10:15 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
أهلا بالجميع :)

الواحدة والأربعون

=
=
=

ارتاح عبد المحسن لرؤية شاهين في البيت، فمنذ الحادث الذي أصاب لمار وهو قد أخذ إقامة شبه دائمة في المستشفى.

وفي قلق شاهين على لمار، رأى عبد المحسن صورة له في الماضي، وكم كان موجعا عدم قدرته على أمر ابنه أن يرحم نفسه، يقف جانبا تاركا آخرين يتولون المهمة بدلا عنه. أحيانا يظن أن الأوان قد فات لإصلاح ما انكسر بينه وبين شاهين، وإذا حاول تخطي الذكريات المريرة تلك، فربما لن يبادر شاهين بالمثل.

هذا الصباح جمعه بابنه وزوجته فقط على مائدة الإفطار في ظل غياب منال ولمار. كان موقفا غريبا، ووجد عبد المحسن نفسه يتجاذب أطراف الحديث مع زوجة ابنه، ليس بالكثير، لكن حتما أكثر من أي شيء قد يتبادله مع شاهين.

على الأقل، لم يكن الحديث مع زوجة ابنه بالأمر الممل المكلف، بل العكس، كان مريحا. على الرغم من ماضيها مع عائلة منال، فإن عبد المحسن ارتاح لها أكثر مما ارتاح لطليقة ابنه.

ويبدو أن ابنه شاركه الرأي..

ملأه الشجن، رؤية شاهين مع زوجته، ملاحظة ما كان في نظرة عيونه إليها.. ذكره بنفسه في لحظات مع المرحومة زوجته.

في حياتها لم يستمع لكلام الناس بالزواج عليها بعد ولادتها لغادة ومن ثم منال، يحثونه على السعي وراء الولد الذي سيحمل اسمه. لكنه لم يستمع لكلامهم وانتظر، وكان ثمرة ذاك الانتظار شاهين. وبعد وفاتها، ارتفعت الأصوات ذاتها تحثه على الزواج بأخرى بدلها، لكي يقابلهم بنفس التجاهل. لا يهم إذا كانت موجودة في دنياه أو لا، فعزيزة ملأت قلبه وعروقه، جعلته أعمى عن أي أنثى غيرها، تركته عليل حبها دون شفاء.

ورث شاهين عنه الكثير، وربما، قد وجد "عزيزته" الخاصة به.

=
=
=

أصرت منال عليهما البقاء في البيت اليوم، تقول أنها ستتصل به إذا طرأ جديد. وافق شاهين على مضض، مطمئن على الأقل أن لمار تتحسن بشكل مبهر مع الأيام، ولا تحتاج إلا رفقة الناس حتى لا تشعر بالوحدة.

وبالحديث عن الرفقة..

استشعر الراحة في منتهى، راحة لم تكن جسدية بالكلية، كأن حملا ثقيلا رُفع من قلبها، ولا عجب، فما أفصحت عنه ليلة البارحة لم يكن بالشيء السهل، وجع سنين انساب من بين شفتيها وجرى مجرى دمعها. ذاك الانكسار فيها.. كرهه ومقت سببه، وعاهد نفسه أن يفعل كل ما بطاقته وأكثر في سبيل محو ذاك الألم من قاموس حياتها إلى الأبد، يبدأ بوضع أجندة ليتبعها للتعامل مع وضعها.

لكن أولا.. هنالك سؤال أرق فكره، أداره وحلله في ذهنه، يمنة ويسرة، احتمالية مسار آخر: "لو تقدم لك واحد قبلي، كنتي بتقبلي فيه؟"

إجابتها كانت فورية: "لا."

رفع حاجبا، مستغرب بحق: "ليه؟"

لترد: "تفصيل خلاني محتارة بعد وفاة أبو كادي الله يرحمه كان إني ما كنت ناوية على زواج مرة ثانية، كفاني اللي شفته وعشته.. بس لما جيت إنت وخطبتني، غيرت رأيي وقبلت."

سألها وفضوله يصل ذروته: "وش اللي خلاني الاستثناء؟"

بدت كأنها تفكر كيف تخرج الكلمات بأوضح صورة قبل أن تجيبه: "غير عن ارتياحي بعد استخارتي، كان فيه سببين، واثنينهم لهم علاقة باللي سمعته عنك من لمار. حكت لي عن مواقف كثيرة لك، ومنها احترمتك واستنتجت إنك ما بتأذيني. حكت لي بعد عن تجنبك للزواج بعد طلاقك، ومع صلة قرابتك لأم كادي واللي سويته أنا فيها، خمنت إنك ما بتتعب نفسك فيني، وإنك ما خطبتني إلا وفيه سبب وجيه. بعد زواجي بك عرفت إن السبب كان وصية أبو كادي قبل وفاته."

إذا.. أرادت زوجا لن يؤذيها، وبنفس الوقت يتجاهلها ولا يعير لها بالا. وكم أثر به، ذاك اليقين الذي جعلها تخطو خطوة كموافقتها عليه على الرغم من تجربتها الأليمة: "يعني ما كنتي بترضي بواحد غيري.."

أشاحت بنظرها عنه، ليس بتوجس بل يمكن.. الخجل، ربما تدرك كيف ستُفهم كلماته من زاوية أخرى: "إيه.."

ابتسم ابتسامة مائلة: "غلطتك إنك مستهينة بقدر تأثيرك.." أردف بصدق: "لو راهنتي إنك بتتزوجي رجال بيتجاهلك، فآسف يا حلوة، خسرتي.. أنا من اليوم الأول ما قدرت أتجاهلك.."

أكمل عندما عادت بالنظر إليه بصدمة، بنبرة قد يُقال عنها أنها غزلية صرفة: "إنتي جيتي زي اللغز في حياتي، وعمري ما كنت قادر أقاوم الألغاز.."

لم ترد عليه بكلمة، وخمن أنه ألجمها عن الرد.

لكن وفي خضم خطوها باتجاه مكتبه لتأخذ من مجموعة كتبه، توقفت فجأة: "شاهين؟"

هل ذكر مسبقا مدى عشقه لطريقة نطقها باسمه: "نعم؟"

التفتت إليه: "ما خسرت لما راهنت عليك.."

وفي ظل تفاجئه من قولها ذاك، لم يدرك أنها أكملت مسيرتها إلى مكتبه إلا عندما بحث عنها بعد زوال ذهوله.

ضحك بخفة، غير مصدق، يكاد نبض قلبه يصم آذانه بعد سماع كلماتها تلك.

أتريد هذه المرأة اللعب بالنار؟

=
=
=

منذ تلقيها ذاك البوكيه من جلال وهي تفكر بكيف ستعلمه بامتنانها لبادرته، وقررت بعد تشجيع صديقتها هيفاء أن تتصل به.

كان الحصول على رقمه سهلا، فقط سألت ابنة خالتها ترانيم عنه، لتعطيها الرقم بابتسامة خبث وتوصية: "بهذليه.."

الجزء الصعب كان القيام بالاتصال. كم من مرة أمسكت جوالها وإصبعها فوق زر الاتصال، تباغتها الأفكار والوساوس. صحيح أنها اتصلت به من قبل، بلا تردد حتى، لكن شيء في الاتصال به من جوالها بدل جوالات إخوته جعلها تنبض خجلا.

لكن إلى متى ستبقى تتردد؟

كانت ساعة متأخرة من الليل عندما تشجعت وأجرت الاتصال، تعرف أن الوقت غير مناسب البتة، لكن ماذا تفعل؟ غرفتها دائما ما عجت بالزائرين، هذه فرصتها الوحيدة. وحاليا، خلت غرفتها من أحد سواها وأمها التي كان نومها ثقيلا. وبأية حال، لا تخطط للإطالة، فقط بضع كلمات شكر ومن ثم ستقفل الخط.

لحظات مرت بتوتر وترقب قبل أن يجيب جلال عليها أخيرا بصوت نزق ناعس: "تراك غثيتيني يا بنت الناس! قلتلك ألف مرة إني مانيب من ذيك النوعية. فكي عني ربي يستر عليك!"

وأقفل الخط.

ظلت لمار تنظر في جوالها بذهول، تحتاج ثوان لتستوعب ما قاله. وعندما فعلت أعادت الاتصال عليه، وهذه المرة دون أي تردد.

سألته عندما أجاب بعد الرنة السادسة، بحدة نبرة لم تظن أنها ستصدر منها: "مين بنت الناس اللي تتصل فيك فذا الوقت؟"

كان رده الوحيد: "لمار؟"

لترد بسخرية: "لا، وحدة من جيش المعجبات حقك."

لطالما قالت أن التي سيتزوجها جلال ستنفجر غيرة من كثرة معجباته، فكرة بدت طريفة قبل أن تكون واقعها، وتكون تلك الزوجة المسكينة!

قال هو يخرجها من عواصف أفكارها: "والله لو معجبة زيك، فيا هلا وسهلا.. أخيرا اتصلتي!"

سروره أعداها: "وهذي آخر مرة. أجل اتصل وتصارخ فيني وتسكر الخط؟ من أولها السالفة ردية."

كان جوابه فوريا لدرجة أضحكتها: "لا، لا، لا! مجرد خطأ فني، بتكتشفي إني لما أصحى من النوم ما أعرف صديق من عدو."

كلامه ذاك عن حياتهما معا بعد الزفاف أخجلها، لتتدارك نفسها قبل أن تطيل أكثر مما أطالت، تقول قبل أن تقفل الخط: "على العموم.. بغيت أشكرك على البوكيه. حبيته."

حسنا، لقد أنجزت المهمة.. حتى لو انتهت ببضع تعقيدات.

اتصل عليها مرتين، وعندما استسلم من عدم ردها له، أرسل لها:

#طيب على الأقل اتصلي علي مرة ثانية
ولا تبين تتركيني لجيش المعجبات على قولتك؟

بلحظة ردت:

#وتهدد بعد!

ليرد:

خليتك تردين علي اللحين مو؟

حاولت كتم ضحكتها: "قسم حالة.."

ابتسمت وهي ترد:

#إن شاء الله، بتصل عليك
تصبح على خير.. وآسفة إذا قومتك من النوم

أجاب:

#ليه تعتذرين وإنتي خليتي الليلة أجمل؟
وإنتي من أهل الخير. انتبهي على نفسك.

لم تلاحظ لمار كون أمها مستيقظة، شاهدة بصمت وتسلي على مكالمتها، ومن ثم ارتسام ابتسامة براقة على شفتيها وهي تراسل جلال.

=
=
=

جزء من عدم رغبته بإخبار شادية لجدها بواقع زواجهما هو رؤية ما إذا كان الجد سيتقبله حتى مع كل تحفظاته. يعترف أن انسياقه وراء فضوله ذاك كان غريبا، لكنه لم يستطع إلا أن يتساءل.

حاليا، ما زال الجد لا يعطيه بالا، لكن عبد الرحمن لم يبتئس.

كان عبد الرحمن يقوم ببعض الأشغال على لاب توبه عندما أتت شادية تخبرهما أنها جهزت لهما "العصرية" مبكرا، لأنها ستذهب برفقة زوجة سالم إلى ديوانية أحد نساء القرية المشهورات.

نهض عبد الرحمن يقول أنه سيوصلها، لترفض شادية لأن البيت المنشود قريب جدا وسترافقها زوجة سالم بأية حال.

رضخ عبد الرحمن على مضض، ليختلي به البيت لأول مرة مع جد شادية.

كان الصمت مخيما بثقل بينهما، عبد الرحمن يتشاغل بعمله وما أعدته شادية قبيل ذهابها، وجد شادية يحرك السبحة في يده.

وكان عندما اتصل عبد الرحمن بشادية يتفقد أحوالها للمرة الثانية أن قال له الجد بتهكم: "لو بتغثها كذا ورى ما منعتها تروح أحسن؟"

ليرد عبد الرحمن بهدوء مدروس: "بعض مما عندك يا أبو محمد."

ضيق الجد عيونه: "وش قصدك يا ولد؟"

فسر بتسلي: "شادية قالتلي عن حكاياتك مع جدتها، وبصراحة قيس بيطلع لوح مقارنة فيك. قلت لنفسي أخليك قدوة، لساته القصيد اللي كتبته فأم محمد الله يرحمها لما غابت عنك لبيت أهلها يومين فبالي.."

ولأول مرة تلعثم جد شادية، وبدا عليه الحرج البالغ من سماع بطولاته على لسان آخر. صب له عبد الرحمن فنجان قهوة، يقدمه له بكل أريحية: "تفضل يا أبو محمد، بالعافية.."

ولأول مرة، أخذ الجد منه الفنجان دون أن يعلق على طريقة إمساكه أو صبه أو تقديمه.

يستطيع القول أنه أحرز تقدما.

=
=
=

طيلة مشوار العودة من زيارة ابنة خالتها وتفقد أحوالها، كانت ترانيم تفكر باحتمالية وردت لخاطرها منذ رؤيتها لامرأة حامل تمشي بتثاقل، تخرج من إحدى غرف المرضى.

سألت الوليد: "طيب لو كنت حامل؟"

على الرغم من مباغتته بسؤالها، بدا على الوليد فهم ما تعنيه، لكنه لم يجبها على الفور، بل تمهل لحظات طوال قبل أن ينطق: "بنشوف.. حددت فترة نقدر فيها نتبين كل شي، وبنفس الوقت ما راح تشكك الناس فيك.."

كم أغاظها.. تفكيره المطول في أمر انفصالهما، لتحديده موعدا نهائيا: "وكم الفترة ذي؟"

ليهوي قلبها لسماع رده: "سنة تقريبا.."

شهقت بجزع، تكرر: "سنة؟!"

سنة من إيقاظه لها ببرود ناقض دفئه السابق؟ سنة من عدم إخطائه بالنظر إليها مرة؟ سنة من افتقاد نظراته المنبهرة؟ سنة من انتظار سماع غزله العفوي؟ سنة من جفائه، من رسميته، من تصرفه تمام العكس من الذي عهدته قبل اكتشافه حقيقة ارتباطها به؟

سنة من ذلك كله؟ الطلاق الفوري بدا لها أهون!

وفي جزعها، لم تلاحظ اشتداد قبضته حول المقود، ولا الألم الذي عبر ملامحه كلمحة خاطفة: "يمكن الفترة طويلة، بس أشوفها معقولة." استطرد متنهدا: "وبأية حال، وراي رحلات قريب فبكون مشغول هالكم شهر.."

تحول غيظها إلى غضب ينبض وجعا. هل ربما أخطأت في الحكم عليه؟ هل بالغت في تقدير مدى تعلقه بها؟ لأنه لا يبدو عليه التأثر لفراقها أبدا.

لا يبدو عليه سوى الاستغناء التام عنها.

=
=
=

لم تسمح لها الفرصة في زيارة ابنة أبو قاسم غدير مرة أخرى، فحادثة لمار أتت لتشغلها، وتفهمت غدير ذلك. بل إنها حتى تتصل بها أحيانا لتطمئن على الأوضاع، تسأل عن لمار وحالتها. طيب خاطرها ذاك جعل كادي تشعر بالذنب من شعور الغيرة الذي ينتابها تجاهها، لكنها لم تستطع منعه. فعندما أفصحت غدير عن امتنانها واحترامها لعبد العزيز لما فعله لأبيها، كادت تنفجر، تفكر أن شعور الامتنان ذاك حتما سيتحول إلى شيء أقوى إذا لم يتحول أصلا.

اتصلت بها غدير في وقتها المعتاد، فترة معينة خمنت أنها أفضل وقت للاتصال بشخص، وكم كانت محقة. أكانت هذه المرأة مثالية في كل شيء؟

توقعت أن يكون اتصالها هذا كباقي اتصالاتها السابقة، لتصعقها عندما قالت: "انخطبت اليوم."

أفكار كادي تجمدت، وللحظة بدا التنفس مؤلما، تكرر بصوت مخنوق: "انخطبتي؟!"

لتؤكد: "إيه.." أردفت بنبرة قلق: "وش فيك حبيبتي، تعبانة؟"

طمأنتها، تريد الحصول على الإجابة حتى لو آلمتها: "لا، لا، ما فيني شي.. مين خطبك؟"

لتجيب: "ولد عمي الكبير." ودخلت بعدها في ثرثرة عن تفاجئها من كون ابن عمها ذاك من خطبها، خصوصا عندما لم يسبق له الزواج. ذكرت جديته وشخصيته الرسمية، وقالت عن فرح أبيها بكونه خاطبا لها، واكتشافها أنه خطبها مسبقا بعد موافقتها على طليقها غير داري بذلك، ليرده أبوها بأسى. حكت عن تفاصيل وتفاصيل، وما زالت كادي عالقة عند نقطة أن من خطب غدير لم يكن زوجها.

(وطبعا لم يكن زوجها! لا تظن أن هناك امرأة ستعلم امرأة أخرى بخطبة زوجها لها إلا لو كانت حمقاء بالكلية. صدقا، أين كان منطقها؟)

سألتها: "بتوافقي عليه؟"

تنهدت غدير: "هذا اللي يحيرني، لساتني ما تخطيت زواجي الأول، مدري إذا مستعدة يخيب ظني فإنسان ثاني.."

يمكنها تشجيعها على القبول، يمكنها القول أنها بقت في فكر ابن عمها طويلا حتى يخطبها مرتين، يمكنها ويمكنها ويمكنها، مدفوعة برغبتها في إبعاد غدير عن مجال زوجها، لكن في النهاية قالت: "إنتي استخيري وشوفي، يمكن بيكون ولد عمك العوض، يمكن لا.."

ردت غدير: "إيه والله، صدقتي.."

تحدثا قليلا بعد ذلك قبل أن تنهي غدير المكالمة، تودعها على وعد إخبارها بما ستتوصل إليه من قرار، تاركة كادي تشعر بالرضى مما فعلته رغم عدم خمد نيران غيرتها.

انتهى البارت..~

امال العيد 19-03-18 10:16 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Maysan (المشاركة 3699393)
هههههههه انا كنت امس انتظر ادخل واخرج كزائر بعدها قررت اخش برجلي اليمين ابصبص هنا وهناك داخل الروايه ههههههههه .. اليوم الدور عليك هههههههه في الانتظار 🌹.. ربنا يسعدك ويحفظك وييسر امورك ..

الفي ربنا يسعدك وويوفقك في دراستك وفي حياتك ويفتح عليك فتوح العارفين العالمين ..

آمين وياك حبيبتي


لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 40 ( الأعضاء 10 والزوار 30)
‏امال العيد, ‏عزتي في كبريائي, ‏أبيات, ‏ذكرى لن تعود, ‏الفيورا, ‏inay, ‏منيتي رضاك, ‏ام ريما المدينه, ‏نجلاء الريم, ‏جلاديوس


شوفي انتظاري جاب فايدة بس مع الأسف النوم سلطان 😂😂😂

Maysan 20-03-18 10:00 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امال العيد (المشاركة 3699399)
آمين وياك حبيبتي


لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 40 ( الأعضاء 10 والزوار 30)
‏امال العيد, ‏عزتي في كبريائي, ‏أبيات, ‏ذكرى لن تعود, ‏الفيورا, ‏inay, ‏منيتي رضاك, ‏ام ريما المدينه, ‏نجلاء الريم, ‏جلاديوس


شوفي انتظاري جاب فايدة بس مع الأسف النوم سلطان 😂😂😂

هههههههههه اي بالله جاب .. نوم العوافي حبيبتي .. ربي يحفظك ويوفقك ..

Maysan 20-03-18 11:02 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الورد والياسمين .. مساء السعاده والرضا والبركات بإذن الله من مولانا سبحانه عليك الفي وعلى اموله وعلى الجميع .. تسلم يدينك حبيبتي ربي يسعدك ويحفظك وييسر امورك ويفتح عليك في حياتك كلها وفي دراستك .. ويرزقك التييسر وراحة البال والبركه .. فصفص جميل خالص ههههههه..

الان السؤال اللي تبادر لذهني وانا اقرأ الشاهين ومنتهى هل سبق وشاركوا والده الفطور ؟! او الجلوس مع بعض على مائده ؟ مااعرف شعرت من السطور انهم سبق وفعلوا ؟ كيف مالاحظت منتهى العلاقه بينه وبين ابوه ؟ خاصة وانه ابنه الوحيد ومايحكوا مع بعض الا اقل من القليل ؟ الشاهين عانى من الخذلان من ابوه ومن عدم ثقته فيه .. الاب حكم من ظواهر الامور ونسى انه تربيته وابنه ولو اخطأ !! التوابع اللي لحقت الحادث اثرت وبقووه في علاقتهم مع بعض .. نسيان الماضي والمضي قدما سواء كان للاب او لغاده لازم يكون بمعرفة الحقيقه اولا الجرح مره كبير !! الاب لاحظ نظرات ابنه لزوجته وعرف عن مشاعره تجاهها هههههههه .. والله الكل بدأ يشعر بالشيء هذا هههههههههه ماعدا صاحبة الشأن 😁.. منتهى تحتاج تسمع منه دايركت هههههههه .. هو مو بس يعشق اسمه منها هو يعشقها هي هههههههه .. لكن ياترى ايش الاجنده اللي وضعها لوضعها !! وهل يقصد فيه وضعها معه وطريقة تعامله معها؟ او يقصد تعامله مع مطاردة طليقها لها او الاثنين ؟ تقارب جميل جدا وملحوظ الفي في علاقتهم وبتدرج موزون ابدعتي ربي يحفظك ❤..

ترانيم والوليد .. ترانيم ماهي عارفه ايش تبقى بالفعل ؟! يعني مثلا تخبريه انك مجبوره على الزواج منه وتنتظري منه نفس المعامله !! يعني يغصبك على نفسه !! وبعدها تحكي انه مو فارقه معه فراقك !! الوليد فهم ترديدها لكلمة ( سنه ) وجزعها منها خطأ !! الامور مره تعقدت اذا كانت تبقى تنقذ حياتها من الانحدار زياده لازم تتكلم وتوضح وتتنازل .. هي اللي بدأت وهذا خطأها والتصحيح يكون منها هي ..

اموله هذا الجد موجود هههههههههه .. واول نقطة التقاء بين الاثنين هههههههه .. عساه يتقبله شوي مع مرور الوقت ..

وطلع توقعنا خطأ وانخطبت غدير لولد عمها ههههههههه .. انبسطي ياكادي وشبه زال الخطر عن حياتك .. باقي تظهر مشاعرك اللي ضاغطتها هههههه ..

لمار وجلال وتقدم من ناحية لمار هههههههه ..

شكرا لكِ الفي ربنا يوفقك ويكرمك ويبارك لك في وقتك وفيما وهبك ورزقك واعطاك .. 🌹..

د ا ن ة 22-03-18 03:13 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
وينك ..تأخرتي علينا
...
....
بإنتظارك 💓

الفيورا 23-03-18 07:34 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
وش ذا اللون القميل اللي صار لي؟ صايرة كشخة! (وحدة تحب السماوي :lol:)
بجد مشكوريييييييييييين!!!!!!! (فيس مدمع)

احمم للتذكير:

البارت 39

البارت 40

البارت 41

bluemay 23-03-18 07:54 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مبارك اللقب الجديد والاوسمة


تستاهلي كاتبتنا الجميلة

على ابداعك والتزامك ..

مع تمنياتنا لك بالتوفيق دايما ..


تقبّلي خالص ودي

الفيورا 23-03-18 08:01 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
الثانية والأربعون

=
=
=

مهما مر من الزمن، فما زالت غرفة صديقتها زينب مؤذية للعين بتنسيقها. توسلتها ترانيم مرات عدة أن تغير من ديكورها، بالمجان أيضا! لكن لا حياة لمن تنادي..

زارتها اليوم لأول مرة منذ زواجها، حقيقة ذكرتها بها زينب بلا هوادة وإغاظة، تقول أن الوليد قد سرقها منها بالكلية. حال سؤال زينب عن وضعها معه، تنهدت ترانيم بحرقة، تبدأ في الإفصاح عما أثقل قلبها هذه الأيام.

سألتها زينب بعد استماع: "وش اللي تبينه بالضبط؟"

قطبت ترانيم حاجبيها: "وش قصدك؟"

لتسألها مرة أخرى بعد تفكير لحظات: "تتخيلي تعيشين من دونه بسهولة؟ بترضي ما يكون له حق يكلمك؟ بيكون عادي معاك تكملين حياتك مع رجال غيره، وهو مع ثانية غيرك؟"

هل تستطيع تخيل حياتها بدونه؟ لا تظن. فرغم وجوده القصير في حياتها إلا أنه وضع بصمة بارزة فيها.

ألا يكون له الحق في مكالمتها؟ أليس جزء مما كان يزعجها في وضعها هذا عدم مخاطبته لها إلا بالضرورة؟

أن تكمل حياتها، أن تتزوج غيره؟ بكل صراحة، لا تتخيل فكرة ارتباطها مرة أخرى. كانت محظوظة بحق أن الوليد كان رجلا كفؤ وذو خلق، فكونها مجبورة بالزواج لرجل تحتقره كان ليكون الضربة القاضية.

أن يكمل الوليد حياته بدونها؟ مع أخرى تحل محلها؟: "بيتزوج بعدي؟!"

هزت زينب كتفيها: "همم.. احتمال كبير. يعني بيظل الرجال عزابي بعد ما يطلقك؟ ما أظن." أردفت بضحكة، ربما تحاول تلطيف الجو الذي توتر فجأة، غير دارية أن كل كلمة تنطقها زادت ترانيم هياجا: "الرجاجيل مالهم أمان ياختي، يمكن يطلقك فيوم واليوم اللي بعده يروح يخطب!"

سيوقظ أخرى بابتساماته في الصباح؟ سيتغزل بأخرى بعفويته ومرحه؟ سيغيظ أخرى بصراحته؟ سيحيط أخرى بين ذراعيه في نومها؟ سيكون لأخرى ما كان لها؟

على جثتها! حلم إبليس في الجنة!: "ومين هالخسيسة اللي بيتزوجها؟!"

بدا على زينب الاستغراب التام وقلة الحيلة: "وش دراني أنا؟!"

قالت والوعيد فاضح في عيونها: "إذا بيظن إنه بيتخلص مني عشان يبدلني بثانية، غلطان وألف مرة غلطان! بقعد حامض على بوزه!"

نظرت زينب فيها مطولا قبل أن تقول بتريث، كأنها تحاول تهدئة نمر هائج: "يعني ما تبينه يطلقك؟"

أجابتها: "لا."

سألتها مرة أخرى: "وبيكون عادي معك تظلي معه ما بقى لك من عمر؟"

لتجيب: "إيه."

تمهلت لحظة قبل أن تختم: "تحبينه؟ والأهم.. تبينه من خاطرك؟"

كانت صدمة لترانيم أن انسلت الإجابة للسؤالين من بين شفتيها بكل سهولة: "إيه.."

رفعت نظرها فورا إلى زينب التي بدا عليها التسلية التامة: "أثاريك غارقة لأقصاك يا تيتو!"

كان هذا إدراكا.. لكن: "بس بعد إيش؟"

اختفت التسلية من تعابير زينب، تبدو عليها نفس حيرتها وإحباطها: "إيه والله، الرجال يظن إنك عايفته. وإنتي مو دارية إذا لساته خاطره فيك.. خلاص، قوليله بكل صراحة إنك تبينه."

اعترضت: "هذيك قلتيها، مدري إذا يبيني أو لا. لازم أضمنه أول قبل لا أقوله إني أبيه!" لم تعتد الرفض، طول عمرها كانت الأميرة المدللة. سيكون جرحا لن يبرأ، مقابلته اعترافها برغبتها في البقاء معه بالنكران، سيكون كسرا لن يجبر. الفكرة لوحدها تكاد تصيبها بالهلع. لم ترد شيئا قط كما تريده، لدرجة تخطي حاجز فعلة والدها بها، لدرجة تخطي كل تحفظاتها!

قالت زينب: "طيب، طيب سوي اللي تبينه بس فكي كتفي خلعتيه!"

عندها أدركت ترانيم قبضة يدها المشتدة على كتف زينب، لتفلتها بحرج.

=
=
=

صفرت أخته شذى بانبهار عندما شاركها ما اكتشفه على مضض، ترتسي على شفتيها ابتسامة منذ أن بدأت تظهر عليها علائم فشل كليتيها: "منتهى ما تمزح والله، ولد الجبر مرة وحدة؟! خلاص يا نويف، صرت بيزة ما تسوى!"

حذرها نواف بحدة: "بتنكتمين ولا لا؟"

لم تكترث شذى، كما كانت العادة: "يا أخوي قاعدة أحكيك بالواقع. لو كنت مكانها والله بتفل بوجهك كل ما ألقاك، إنت وين والجبر وين يا حظي.." اكتست صوتها الجدية وهي تردف: "اللي تسويه فنفسك غلط يا نواف."

ليقول: "غلط إني أبي أصلح غلطتي؟ غلط إني أبي أعوضها عن سواياي؟"

تنهدت: "خلاص، فات الفوت. هي فذمة رجال ثاني، والله يكتب لها العوض فيه." أشارت لنفسها، لجسدها الذي أنهكه المرض: "شوف حالتي، ظلمت بنات الناس عشان الفلوس واللحين لاقية حوبتهم، ولا وحدة منهم رضت تسامحني.. وما ألومهم."

وهذه المشكلة. لا يريد لرجل آخر أن يكون لمنتهى العوض، بل يريد مدواة جراحها بنفسه.

قالت له شذى، بنبرة رجاء لم يسمعها فيها قط: "تكفى، كون أفضل مني. لا تحط من قدر نفسك."

وربما، ربما كان ليستمع لأخته، لكن الرسالة التي تلقاها في صباح اليوم، تعده بما يريد أغرته ليصم أذنيه عن نصحها.

=
=
=

قد انسحب إلى الغرفة التي اتخذها مرقدا بعد العشاء مباشرة. حاول لفترة النوم لكن النعاس أبى أن يحل عليه، حتى وجد أنه لم يبق سوى نصف ساعة ليصل الوقت إلى منتصف الليل.

قرر الوليد الذهاب إلى المجلس، لعل وعسى سيجد برنامجا ما على التلفاز سيشغله حتى يداهمه النعاس. ليقف على عتبة الباب لرؤية أنه لم يكن الوحيد الذي فكر فكرته تلك.

وجد ترانيم تجلس على الكنبة المقابلة للتلفاز، ترتدي بيجاما سوداء من قطعتين، قميص عاري الأكمام وبنطلون حد الركبة، وتناقض سواد القماش مع بياض بشرتها وحمرة خصلات شعرها الملفوفة بإهمال أنيق، تفصيل لباسها لتقاطيع جسمها.. حسنا، أحس بحق أن حلقه قد جف.

لاحظته ترانيم عندما أطال في الوقوف والتأمل: "ما قدرت تنام؟"

أجابها، يتذكر السبب الذي جاء من أجله، يجلس جانبها ويوجه ناظره فورا جهة التلفاز: "إيه.."

ولو كان حقا ينتبه لما كان يعرض على الشاشة بدلا من تلك الجالسة جانبه، لكان قد عرف أن ما يُعرض كان وثائقيا عن صناعة الفولاذ. ليس بالموضوع الذي كان مهتما له، ولا بالموضوع الذي كانت ترانيم لتلقي له بالا.

وكان بعد عدة لحظات أن أحس بيد على ساعده، تلفت نظره إليها، تعذبه: "تبي الريموت؟"

أخذه منها بصمت دون أن يجيبها بكلمة، لينخرط في تبديل آلي للقنوات، لا يستطيع تركيز انتباهه على شيء وكامل وعيه معها.

في اللحظة التي قرر فيها الاستسلام والانسحاب لغرفته، شعر بوزن على كتفه، ليدرك أنه رأسها، ويدرك بعدها أنها قد استغرقت في النوم واستند جسدها دون وعي عليه.
نادها ليوقظها وتذهب إلى السرير: "ترانيم.. ترانيم إصحي ولا بتضرين رقبتك.."

لا مجيب. حتى عندما قرر أن يحملها لغرفتها، لم تتحرك ولم تستيقظ.

كان تعذيبا، تلك المسافة الفاصلة بين المجلس والغرفة التي جمعتهما في يوم. كانت معاناة، منع نفسه من دفن وجهه في شعرها والتنعم بعطرها.

لكن ذكرى جزعها عند اقتراحه سنة كمهلة قبل فراقهما أتت لتجدد عزمه على البعد.

وضعها بلطف على السرير، وتحامل على نفسه أن يخطو مبتعدا عنها ولا يقف ليتأملها، لأن رغبته وشوقه يكادان يغلبان جرحه.

"الصبر يا الوليد.. الصبر.."

=
=
=

وجد خالته تخرج من غرفة لمار عندما زار اليوم، لتصر عليه بالدخول بضحكة: "ما أعهدك حياوي يا جلال، أدخل وسلم على زوجتك على بال ما أتطمن على وضعها مع الدكتور."

على الفور فسر وجوده، يوجه ناظره للجدار مقابل لمار: "ترى خالتي هي اللي أجبرتني أدخل."

لترد هي: "أدري، قالتلي إنك بتجي.." قالت، ربما تلاحظ إطالته في الوقوف، بتسلية تخالط توترها: "تعال إجلس طيب."

كان تحديا المشي نحو المقعد المجاور لسرير لمار دون التعثر، وهل كان يتخيل أم أنه سمعها تكتم ضحكة؟: "لو تضحكين علي ترى بجازيك..!"

لترد بضحكة تثبت شكوكه: "وش اللي تقدر تسويه وإنت ما تناظر جهتي حتى؟"

حسنا إذا. تظن هذه الصغيرة أنه لا يستطيع إلجامها دون رؤيتها؟

سترى.

لكن أولا: "كيف حالك اليوم؟"

أجابته بأريحية: "الحمد لله بخير، العلاج الطبيعي ماشي تمام وتعودت عالعكازات. طفشانة حدي وبس.."

ابتسم مطمئنا: "الحمد لله.."

لم يرد الإطالة خشية أن يستسلم لفضوله ويخسر، لذا نهض ينوي الخروج، ليستوقفه إحاطتها يده بين كفيها الناعمين: "على الأقل إقعد لين ما ترجع أمي. يرضيك أقعد طفشانة لحالي؟"

لا يدري ما الذي أثر به أكثر، دلالها المرح أم طلبها منه الإطالة في البقاء أم دفء ونعومة كفيها؟ لايهم، المهم أنها قادته للتهور وعقابها بأثقل مما نوى في البداية.

وإذا كانت نعومة كفيها خدرته، فإن شفتيها أفقدته صوابه بعد سرقته لقبلة خاطفة. بالكاد منع نفسه من التريث والانغماس بالكلية، ترضيه الصدمة والتفاجؤ الذي استشعرهما في صمتها.

قال بصوت خالطه اللهث: "سألتيني وش أقدر أسوي بدون ما أشوفك، صح؟ أظنك عرفتي اللحين.."

ما زالت صامتة، ولا يدري إذا ردت بعد وصايته لها بنفسها.

لم يخطو خطوتين خارجا إلا وهو يلقى خالته في طريقه، يشعر كما لو أنه قُبض بالجرم المشهود.

تبادل معها بضع كلمات قبل أن يكمل طريقه خارجا، يشعر كمن لو أنه شُوي بالنار.

لم يهدأ له بال، تعود به الذكرى كمقطع أعاده عشرات المرات.

وكانت الثانية بعد منتصف الليل أن التقط جواله واتصل، ليأتيه صوت خاله النعس، يبدو كما لو أنه استيقظ من نوم: "نعم يا جلال؟"

قال: "ما تظنها أوفر يكون العرس بعد تخرج لمار؟ وش فيها لو.."

أقفل خاله عليه الخط.

=
=
=

سألته منتهى حال إقفاله الخط، تجعله يدرك أنها كانت تجلس على السرير جانبه وتقرأ: "ولد أختك هذا صح؟"

أومأ بنعم بتعب، يبتسم لحال ابن أخته المزري: "يبي يقدم موعد العرس."

رفعت منتهى حاجبا: "ويكلمك في الموضوع فذي الساعة؟"

ضحك بخفة: "حالته مستعصية.." عندما رأى الفضول في منتهى، أردف يفسر: "كنت أبي طريقة تبقى لمار فذا البيت بعد وفاة أبوها بعيد عن أعمامها وأطماعهم فيها، فقررت أزوجها بجلال ولد أختي لأني شايفه كفو.. مغتر بحاله، بس كفو.."

استنطقته: "وبعدين..؟"

أكمل: "زي ما قلت، جلال مغتر بحاله، ولمار العكس. خفت إنه يجرحها بالكلام بسبة غروره، فقررت أجرب معه شي وأربطه بشروط تمنعه عن لمار. صدق من قال كل ممنوع مرغوب، لأنه بدا يتعلق فيها.."

لتكمل عنه بابتسامة: "لدرجة إنه يتصل فيك فذي الساعة يطلب منك تقدم عرسهم.."

رد ابتسامتها: "وش رأيك؟"

ضحكت والدفء باد في عيونها وصوتها: "ضبطتها والله.. ربي يهنيهم ببعض.."

لرؤيتها تضحك بكل تلك العذوبة، فكر شاهين أنه يتفهم شعور ابن أخته. أن يصل لأقصاه انتظارا.. حقا أمر يُسهر الليالي.

ردد وراءها، متنهدا مما يكاد يفيض في روحه: "آمين.."

=
=
=

سألته غالية وهو يتجهز ليوم عمل جديد: "مديرك ولد عم زوج شادية صح؟"

استغرب سالم سؤالها: "إيه؟"

قالت: "اسأله طيب عن اللي يعرفه عن أم عبد الرحمن."

كرر: "أم عبد الرحمن؟ ليه؟"

أجابته، والجدية البادية عليها جعلته يأخذ كلامها بعين الاعتبار: "زارت شادية مرة.. ومدري، أبي أتطمن لطبع المرة. أخاف تكون قشرا.."

فكر للحظة قبل أن يقول أخيرا: "طيب، بسأله."

وحقا عندما رأى مديره بعد غياب أيام لظروف، تقدم إليه يطلبه على انفراد: "آسف عالإزعاج، بس فيه موضوع يخص الأهل أبي أناقشه معك."

سايره مديره، يشير إليه باللحاق به إلى مكتبه، وكان عندما جلسا أن قال له: "آمر، وش بغيتني فيه؟"

تردد سالم لحظات قبل أن يبدأ: "أم عبد الرحمن.. وش اللي تعرفه عن أطباعها؟" بدا الاستفهام على ملامح مديره، ليكمل مفسرا: "زارتنا مرة وجاني فضول، وتقدر تقول أبي أضمن إن بنت أخوي ما بتتعب معها."

سأله: "تقول زارتكم؟"

لم بدا على مديره التوجس فجأة؟ "إيه.."

ليقول له مديره بوجوم وسكون: "أجل خليني أنصحك. عبد الرحمن خوش رجال وشاري بنتكم، بس أمه.. خليكم حذرين منها."

عندما طلبت منه غالية السؤال عن حماة ابنة أخيه، توقع الرجوع إليها بإجابة ستطمئنها.

لم يتوقع هذا. لم يتوقع هذا إطلاقا.

انتهى البارت..~

Maysan 23-03-18 01:15 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
الفي ايش الكوشخه هذا هههههههههههه .. فستان جديد وحركات لااااا لزووم نحتفل بالمناسبه هذا 💃🏾💃🏾💃🏾.. الف الف الف مبااااارك حبيبتي تستاهلي كل خير ربي يوفقك ويفتحها عليك بدراستك وحياتك يارب ..

كأنه لمحت وانا القي نظره على البارت << لسى ماقرأته مضبوط بس نظره خاطفه انه الملتصقه نوافوه وصل له مسج يوعده بمنتهى !! ياليل ابو النشبه هذا هههههههههه بلاش تكسري بخاطر شوشتي لانه انا اشمشم مصيبه ههههههههه هو انا خمنت انه يا تنخطف او طلاق !! حرااام ولادي 💔.. يرضيك تعملي كذا وانت كاشخه باللون 💙💙💙 ههههههههههه ..

لي عوده بعد القراءه بإذن الله بتعليق شامل .. تسلم يدينك الفي ربي يسعدك ويحفظك ❤..

Maysan 24-03-18 12:58 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفي ياقلبي تسلم يدينك يارب .. وربي يسعدك ويحفظك وييسر امورك ويبارك لك في وقتك وفيما وهبك ورزقك واعطاك ويفتح عليك في دراستك وحياتك ويرزقك التوفيق .. فصفص جميل خالص ياحبيبتي ههههههههه .. ماعدا وجود الملتصق نويف 🌚🔪.. انا ابقى افهم بس انت ايش تبقى !! البنت كارهتك وخايفه منك وانت مصر الا تصلح غلطك !! يارب تجي على نفوخك يابعيد .. الفي انت ايش ناويه عليه يااختي 💔😫.. انا ذكرت من قبل توقعين لكن مااعرف لما جلست افكر قلت لايكون بتدخله عليها !! او بتسهله دخول الفيلا خصوصا انه البيت شبه فاضي 😭.. والا يمكن بتكون الضربه هالمره بشوشتي 🤔.. متى نتخلص منه 😡😡!! زودها وهو مو موقف عند حده حتى وهي متزوجه ☹.. انشغل في زوجتك واطفالك مالت ثم مالت 🌚..هذاو وباقي الملتصقه الثانيه اسيلوه يارب الصبر من عندك على الملتصقين هههههههههه ..

الفي هذا علشانك 💙💙💙💙💙💙💙💙💙.. علشان تحني على ولادي ههههههههه 💔..

ترانيم والوليد / عادي الوليد ينجرح عندها وهي لا !! اهم شيء تعرف انه باقي يبقاها وبعدها تصرح سمو الاميره وتتنازل وتخبره عن رغبتها فيه ؟! مافيش عدل لو حصل كذا !! لزووم هي اللي تبادر وتصلح الخطأ لانه منها من الاساس لزووم تعالج جرح المسكين وتنزل من برجها العاجي ..

واخيييرا انكشف المستور خخخ .. وعرفوا ان الام هي الخبيثه !! ذكيه غاليه ❤.. مااعرف ايش خطوة غاليه الثانيه هل راح يخبرون عبدالرحمن بكل شيء او يتصرفوا من نفسهم !! والاهم ايش خطوة العجيز لهم !!

رحمت جلال بصراحه لما شاهين قفل الخط بوجهه ههههههههههه .. وبما انه حاس بشعوره وعارفه على الاقل يتركه يشوفها هههههه .. هالمشهد معها راح يظل يعيد في مخه وراح يحفزه يكون ورا خاله لما يصل الى مايريد ..

شكرا لك .. بإنتظااار القادم بشوووق 🌹.. اذا حدا شاف اموله يقول لها تدخل نوافوه رجع ونبقى الدفاع يكون جاهز ههههههههههه ..

Maysan 24-03-18 03:14 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
الفي يالفي 😭😭😭😭😭😭😭😭.. يالهووووووي يانهار اسود عليك ياشبيه الرجال انت والي بيرسلك مسجات ووعده لك .. الهي لما شاحنه تخلص عليك يابعيد .. تو قرأت تعليق لبنوته في مكان ثاني 😫.. وتحليلها للاحداث لشوشتي وميمتي خوفني 😖😖..

بحكم انه انا بحب اقرأ تعليقات الخلق على اي روايه بقرأها هههههههه .. لانهم عادة بيلفتوا نظري لحاجه ماانتبهت لها او يتوقعوا حاجه ماحضرتني خخ .. المهم ماليش دعوه ولادييي مش عاوزهم يفترقوا 😩😩..

فين الدعم تبعي اللي راقب احداث الفصل اللي كنت خايفه منه 😞😞.. يراقب لي الفصل القادم .. انا مالي ومال ردود الخلق 😭😭😥.. الفي ياحبيبتي بلييز خليك طيوبه مع ولادي .. دا الثنائي اللي بحبه😓..

Maysan 25-03-18 02:45 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
اممم لازالت افكر ايش ممكن تكون محتوى المسج اللي مطمنته الى الدرجه هذا !! العجيز مره خبيثه وربنا يستر .. كنت اتمنى وجود حدا اتناقش معه في الاحداث ؟! يمكن يوضح حاجه فهمها غفلت انا عنها ؟!

الفي ياقلبي افكر اجمع البارتين ؟ وافكر اهرب الى مكان اخر ههههههههه .. بس ماش قلبي مايطاوعني خصوصا انه اعرف انك تتعبي في الكتابه ربي يسعدك وتخصصي وقت لنا وتحتاجي وقود ودعم للاستمرار والي هو ردودنا ووجودنا 🌹❤.. ترفقي بولادي 💔😫.. ربي يوفقك ويفتح عليك في دراستك وحياتك ويزيدك من واسع فضله ورحمته ..

د ا ن ة 25-03-18 09:26 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
جلال ومكالمته مع الخال 🤣
...
شاهين وشو اللي مصبره عن منتهى !!!! غريب
...
متحمسة لعبدالرحمن اذا عرف عن زيارة امه ووش بتكون ردة فعله

مشكوورة عالبارت وننتظر الفصل القادم 💙

Maysan 27-03-18 11:23 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
ياهوووو حماسي مضروب هههههههه من امس وانا انتظر الفصفص مع انه متخوفه منه .. خلاص ماعاد بنتظره خخخ 😁..

المهم الفي ربي يسعدك وييسر امورك ويحفظك .. ربي يوفقك ويفتح عليك في حياتك ودراستك ..

Maysan 30-03-18 10:50 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفي ربي يسعدك طمنينا عنك .. عسى المانع خيرا بإذن الله ..

امال العيد 30-03-18 08:07 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
ربي يطمنا عليك ألفي عسى المانع خير يارب

أبيات 31-03-18 09:07 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
انشغل بالنا على الكاتبة عسى امورها طيبة يارب

الفيورا 31-03-18 08:27 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
أول شي.. آسفة جدا جدا جدا عالتأخير، النت كان عامل عمايله الكريمة فيني، وكان فيه ظروف.. بعيد عن الرواية، إدعولي إن ربي يفرجها علي وعلى أهلي.. يعلم الله إني أفرح كل ما أشوف دعاكم لي.

مدري إذا ذا يعتبر تعويض، بس معي بارتين؟

الثالثة والأربعون

=
=
=

-: "هذا اللي كنت أخاف منه.."

ذاك كان جواب غالية عندما أخبرها بإجابة مديره: "وش قالت لشادية لما زارتها؟"

بعد تردد لحظة، أخبرته غالية بما حصل، ليستشيط سالم غيظا من فكرة تحمل ابنة أخيه لثقل تلك الأقاويل!

وكأنما أحست غالية بما يغلي في جوفه، وضعت يدا على كتفه تهدؤه: "إنت واثق بأخلاق صاحبك صح؟"

ليجيب: "إيه.. بس بروح أسأله عن اللي قالته أمه، لازم ألقى جواب منه."

استوقفته غالية: "لا تقوله اللحين، أحس إن أمه تبيه يعرف. يمكن حتى تبي شادية تسويها سالفة وتكلم زوجها عن اللي سمعته منها. خلينا ندرس الوضع أول."

تنهد، يقتنع بوجهة نظرها. قد لا يفيد الاندفاع في مثل هذا الموقف: "يمكن أمه تقوله بدلا عنا."

لترد غالية بثقة: "خليها تقوله، بالعكس أحسن يعرف منها هي أو أي أحد بعيد عن شادية، بيقعد يحسب حساب سكوت شادية وبتصير الكرة في ملعبها زي ما يقولون." أردفت تطمئنه: "لا تخاف على بنت أخوك، مهيب لوحدها.."

شدها إليه ليقبل جبينها بسرور، يرتاح بما قالته: "ويسألوني ليه هايم فيك.."

=
=
=

قال عبد العزيز حال دخوله مكتب رئيس قسمه، يدافع عن نفسه قبل أن يُهاجم: "الدكتور وائل هو اللي بدأ مو أنا."

قطب الرئيس حاجبيه باستغراب، يسأل: "الدكتور وائل بدأ بإيش؟"

إذا.. يبدو أنه لم يصله خبر: "ولا شي.. وش اللي استدعيتني عشانه؟"

ظل الرئيس ينظر فيه بتشكيك إلى أن تنهد بقلة حيلة: "تعرف المؤتمر اللي كلمتك عنه قبل؟"

كيف ينسى أمر مؤتمر مهم كذاك؟: "إيه.."

ابتسم الرئيس: "إنت من المدعوين اللي بيمثلوا مستشفانا."

إنلجم لسان عبد العزيز عن الرد بسخرية تلقائية، فأبدا لم يتوقع هذا. لم يكن أفضل مرشح للذهاب مقارنة مع زملائه: "متأكد؟"

ليرد الرئيس: "ما استدعيتك عندي إلا وأنا متأكد يا الدكتور عبد العزيز."

أخبره أن المؤتمر سيعقد في سيدني بعد يومين من الآن، وعليه أن يتعجل في التجهيز. وكان ذاك ما نغص عليه فرحته بالدعوة، فلا يريد السفر وكادي ما زالت هلعة لما حدث لأختها.. غير التغير الذي لاحظه عليها..

إلحاحها في الأسئلة، أسئلة بدت كأنها سلسلة من الاستجوابات. شرودها ولمعة الأسى التي لاحظها تكتسي نظراتها.

إذا سأل، تطمئنه بأنها بخير بابتسامة زائفة أزعجته. تعود منها الصراحة المطلقة منذ البداية، فما بالها أصبحت كتومة فجأة؟

انزعاجه ذاك غمره عندما أخبرها عن المؤتمر ودعوته إليه، لرؤية التناقض ما بين ردها المشجع والحزن في عيونها: "إذا ما تبيني أروح، قولي."

هزت رأسها بلا: "خلاص ماله داعي تتعب نفسك فيني، أختي تعافت وما باقي لها شي وتطلع.."

كرر بحدة: "ماله داعي أتعب نفسي فيك؟ وش قصدك يا كادي؟!"

زفرت كادي بضيق، تتحاشى النظر إليه: "مدري.. المهم روح وسافر، ما بمنعك.."

ليسأل: "ليه تخلين سفري شي قاعد أظلمك فيه؟ وش فيك متغيرة ذي الأيام؟"

فاجأته الحرقة في نبرتها: "وإنت وش فيك ما تتغير؟ ما تحس..؟"

بعجب مغتاظ قال: "أحس بإيش؟"

على ما يبدو، كان رده ذاك بالغير حكيم، لأن كادي شخرت بسخرية والتفتت تعزم الخروج، لكنه منعها وشدها إليه، يسألها بين أسنانه: "إنتي تتقصدين تستفزيني ولا وش؟"

لتجيبه بجمود تحاول فك ذراعها من قبضته: "اتركني.."

تركها خشية أذيتها بالغيظ الذي يتراكم فيه منها ومن أجلها.

مضت ساعات بعدها، ليأتي الغد ويخبرها أن تتجهز لأنه سيوصلها لبيت جدها، فسفره سيكون في وقت مبكر من صباح اليوم التالي.

بدت مصدومة للحظة، قبل تزم شفتيها وتذهب لحزم أغراضها دون نقاش. وكم أشعل ذاك غيظه أكثر.

وكان قبل خروجها من السيارة أن سألته بهدوء: "كم مدة المؤتمر؟"

ليجيب بنفس الهدوء: "أسبوعين.."

لم تقل شيئا بعدها، فقط: "فمان الله.." قبل أن تنزل.

تساءل عبد العزيز وهو يقود سيارته مبتعدا، يكتسحه الأسى بوحشية، من منهما لم يحس بالأخر بالضبط؟

=
=
=

أخبرتها غدير قبل فترة أنها قبلت بابن عمها وارتاحت له، بل إنها أعطتها دعوة مسبقة لملكتها وحفل زفافها.

كان يجدر بها السرور لذلك، صحيح؟

لكن ما إن خمدت نيران غيرتها تجاه غدير حتى اشتعلت أخرى أكبر وأخطر بسبب عمل زوجها.

(حدث قبل أيام قلة، تلقي عبد العزيز اتصالا يجيبه بلهفة: "ها، بشري؟"

وعلى الرغم من كون هدف المكالمة عمليا بالكلية، إلا أن كادي لم تستطع كبح جموح غيظها، تسأل بنبرة أشبه بالفحيح فور إنهائه الاتصال: "مين هذي..؟"

أجابها أنها زميلة في العمل، الدكتورة خولة، طبيبة أطفال. كانت لهما حالة مشتركة تولتها بعد إنتهاء دوره، لكن اهتمامه بالمريض الذي كان طفلا لم يتجاوز الرابعة من عمره جعله يسأل عن تقدم علاجه.

لطالما أعجبها تفاني عبد العزيز في عمله، لكن اهتمامه وتفانيه قد يسببان موقفا ومكالمات وربما استدراجات من قبل أخريات وجدن شيئا جذابا في زوجها كما فعلت هي.)

والآن.. والآن أتى أمر هذا المؤتمر الطبي في ظل تلك الهواجس ليزيدها، ليجعلها تتأرجح وتغرق في اضطرابات مشاعرها المتزايدة منذ فترة تجاه كل شيء وبالأخص عبد العزيز، ليغيب عقلها لتنطق بما لا تريد، لتتسبب في وداع بارد بينهما ندمت عليه لحظة خروجها من السيارة.

وكان عندما اختلت بنفسها في الغرفة المخصصة لها أن أطلقت العنان لدموعها، بزخم عنيف استغربته في أعمق أركان روحها. عندما هدأت وذهبت لتغسل أثر الدموع من ملامحها، لم تستطع إلا أن تبتسم بتهكم لرؤية حالتها المزرية.

"صدقت لمار.. صايرة حنفية دموع ذي الأيام.."

إدراكها ذاك جعلها تعتدل في وقوفها، جعلها تحلل غرابة تصرفاتها واضطرابها في الفترة الماضية.

=
=
=

أتى سيكرتيره ليقول أنه ثمة رجل يريد مقابلته وليس له موعد مسبق ولا يكترث بذلك.

لم يكن نواف مشغولا تلك اللحظة فأمر السيكرتير أن يُدخل الرجل، وظل ينتظر دخوله بشيء من الفضول حتى فعل لتصيبه صدمة العمر.

لم يكن الرجل سوى شاهين الجبر.

بخطى واثقة مغترة، مشوبة بكبرياء وعراقة نسبه، اقترب شاهين لطاولة مكتبه، ليضع عليها ظرفا تعرف عليه نواف بنظرة، فهو نفس الظرف الذي أرسله لدار الجبر فور معرفته بالعنوان، ظرف لم يحتوي سوى غرض واحد، سوار منتهى.

قال شاهين ببرودة صقيعية: "بكون كريم وأحذرك مرة وحدة بس: الزم حدك."

تحداه نواف يدفع بتوجسه المتزايد من هذا الرجل الواقف أمامه، شيء في تناقض وضعية وقوفه اللامبالية مع النظرة المرعبة في عيونه أربكته: "ولو ما لزمته؟"

ليرد بكل بساطة: "ما برحمك."

ابتسم نواف ليستفزه: "منت.."

لم يستطع إكمال ما يريد قوله، لأنه بوغت بارتطام وجهه بسطح طاولة مكتبه بقوة وحشية. وعندما حاول رفع رأسه منعه من ذلك اليد التي كانت تبقي رأسه منكوسا مضغوطا على الطاولة. سمع صوت شاهين يقول بحدة كالسيف: "اسمها ما يعتب لسانك."

مضت لحظات قبل أن يدرك نواف أن شاهين قد أفلته، ليراه وهو يصارع الألم يخطو مبتعدا، يتوقف عند الباب ليلقي آخر ما عنده: "لو دخلت الحي، لو قربت منها بشارع، صدقني بعرف."

وهكذا، رحل بعد الإعصار الذي سببه.

=
=
=

قد يكون الوليد لطيفا سهل المعشر، لكنه إذا أراد الجفاء، فإنه بحق يتقنه كفن.

مهما حاولت، لم تستطع إحداث شرخ في حصن بروده نحوها، لكن ذاك البرود أشعلها لتعانده في المحاولة أكثر.

في ظل شرودها في التفكير، تعثرت في مشيها، لتشعر به يسندها، كما يفعل كل مرة. لكن على عكس المرات السابقة، لم يقل "سلامتك حبيبتي" بل اكتفى بالصمت بعد أن عادت تقف معتدلة. أضناها الشوق لسماع كلمة تحبب منه، لكنه أصبح شحيحا بخيلا بعد كرم مغدق.

أدركت ترانيم أنها أطالت النظر إليه عندما سألها بنبرة أشبه بالمُجاملة: "فيه شي؟"

وقبل أن ترد بشيء يعبر عما يعتريها من مشاعر، رن جرس الشقة عبر الانتركوم، ليكون الزائر، ويا للعجب، أريج.

انسحب الوليد لغرفته، يتركها لتستضيف أريج على مضض.

نظرت أريج أرجاء الشقة بإعجاب: "صراحة ما توقعت الشقة بذي الفخامة. آسفة ما صارت لي فرصة أزورك قبل، بس اليوم سألت البنات ودلوني."

حقا لا تعرف ما الذي تريده أريج منها، فمنذ فترة وترانيم تقلل ظهورها في التجمعات التي كانت تنخرط فيها، وحتما لم تكن بينها وبين أريج تلك العلاقة المتينة لتكترث بأمرها.

على الأقل، لم تطل في زيارتها، ولم تنخرط في استفزازاتها لها كما كانت العادة لها. لكن عندما وصلا لباب الشقة، قالت أريج كأنها أدركت شيئا: "تصدقي، من عرسك وأنا أسأل نفسي وين شفت زوجك فيه، واللحين تذكرت!"

توجست ريبة من كلامها، لتطمئنها أريج بتحريكة يد: "لا توسوسي، موب من معرفة. شفته في المطار لما كنت راجعة من إجازتي في باريس. تعثرت فشي وطاح السبرايت اللي كنت أشربه عليه." أردفت تكمل بنعومة: "اللي خلاني أتذكره هو إنه ما رفع نظره بكلمة ولا تميلح علي، ما هاوشني حتى مع إني أحرجته بين الناس. خوش رجال والله، لقيتي عملة نادرة."

لم تعجبها اللمعة الخبيثة في عيون أريج. لم تعجبها مطلقا.

=
=
=

كان عبد الرحمن خارجا من جامع القرية عندما استوقفه ذاك الرجل البغيض، عوض، والوجوم مرتسم على ملامحه، يشير إليه أن يتبعه: "أبي أكلمك بشي."

تساءل ما إذا كان سيكرر تلك المحادثة التي دارت بينهما ذات مرة، لا يعقل أن يظن أن رأيه سيتغير، أليس كذلك؟ سيكون هذا العوض أحمقا إذا فعل.

عندما وصلا لركن خال، قال عبد الرحمن يستنطقه دون اللف والدوران: "تكلم.."

بدأ عوض عندها بازدارء اختلف عن الذي رآه فيه أول مرة، بسؤال صعقه: "وش بلوتك بالضبط؟"

=
=
=

الرابعة والأربعون

=
=
=

كرر عبد الرحمن غير مستوعب: "بلوتي؟"

عقد عوض ذراعيه، يومئ بحزم: "وش اللي يفسر رجال يجيني وينصحني أبعد بيت المنصور عن أذاك غير ذا؟"

ضيق عبد الرحمن عيونه: "أي رجال؟"

هز عوض كتفيه: "مدري عنه، بس اتصل فيني وطلب مني أحذر سالم منك."

سأله بتشكيك: "وحذرته طيب؟"

شيء من الحرج والذنب اعتلى ملامح عوض عندها: "مالي وجه أكلمه فيه بعد اللي صار بيننا.. أعترف إني غلطت فحقه كثير، وهو راسه يابس وما يسامح بالساهل.." أردف والجدية تعود لتعابيره ونبرته: "مثل ما حذرتني بحذرك، لا تورط بيت المنصور ببلاويك، وبعتبر نفسي ما سمعت شي من طرف ثاني."

لم يكن الأمر بالبساطة التي رسمها عوض بتصرفه النبيل الذي فاجأه. قال له بنفس الجدية: "ورب العزة إني أنا أحرص على بيت المنصور من نفسي، ولو ظنيت إني بجيب لهم أذى ما بتشوفني هنا."

نظر عوض فيه مطولا قبل أن يسأل: "إذا كنت صادق، مين اللي بيستفيد إنه يتبلى عليك؟ وكيف عرفني؟"

خطر في باله احتمال: "معك رقم الرجال اللي اتصل عليك؟"

انتظر عوض لحظات طوال بعد أن أخرج جواله وأراه الرقم: "ها، عرفته؟"

لم يجبه عبد الرحمن، فهو كان معلقا ما بين انفطار قلبه خائبا وانبعاث غضبه مشتعلا.

متى توقفت زياراته لأمه من كونها زيارات؟ متى تحولت إلى جلسات تبادل الاتهامات والعتاب؟

كان قوله عندما واجه أمه: "وصلت فيك تتبلين علي عند الغرب يمه؟"

هذه المرة، بدت أمه متفاجئة بحق من معرفته. أربما لم تتوقع أن يفعل عوض ما فعل ويواجهه هو بدل من دس السموم وراءه؟

لا يهم. المهم أن هذا الوضع يجب ألا يستمر.

هتفت أمه ببؤس: "إنت اللي حديتني على كذا! مو راضي تشوف مصلحتك، مو راضي تشوف إن ذولا اللي ناسبتهم قاعدين يستغلوك!" عادت نبرتها للهدوء، بنبرة ناصحة: "أول شي العم استغلك عشان يحصل شغل في البنك، وبعدها رمى بنت أخوه عليك وتربطك فيهم أكثر.. لعبوا عليك، قلبوك ضدي. أكيد زوجتك ألفت عني كلام لما زرتها.."

كرر، تستوقفه تلك النقطة الأخيرة من اتهامات أمه: "زرتيها؟ إنتي رحتي القرية؟"

بهتت أمه لسؤاله: "ما.. ما قالتلك؟"

ليجيبها: "شادية ما قالت لي شي ولا جابت طاريك بحرف." قال بصرامة يكره أن يوجهها لأمه، لكن صبره نفذ، وخيبته أصبحت سما يتجرعه ببطء: "بقولك مرة ثانية يمه، أنا راضي بشادية، وراضي بعيشتي معها، ولو تزوجتني عشان مصلحة.. ما يهم. أحبها، ولا أقدر أتخيل حياتي بدونها. الله يخليك، ما أبي أنخذل فيك مرة ثانية."

سألته بجمود: "هذا آخر كلامك؟"

ليجيبها بنفس الجمود: "إيه.."

كم كره وصول الحال بهما لهذا السوء.

=
=
=

حاولت أمها إقناعها: "ولد الثامر طيب الأصل وأبوك يعرفه وضامنه، وأنا بصراحة مرتاحة له، ولا وش رأيك؟" استطردت وهي تتنهد بشيء من الحسرة: "صحيح إن كان ودي لو تزوجتي أخو منال، بس خلاص، تزوج والله يستر عليه."

كم تود أسيل أن تسأل أمها: هل استسلمتي بتلك السهولة؟

الغلطة كانت غلطتها هي ومنال. هما من عززا إعجابها بشاهين بمدحهما الدائم له، بتلميحاتهما ونغزاتهما. هما من جدد فيها الأمل مرة بعد أخرى، لتستسلم منال فجأة ومن ثم أمها بعدها.

ماذا عساها تفعل بقلبها الذي يرفض الاستسلام؟ ماذا عساها تواجه المرارة والشعور بالوحدة في حبها هذا؟

كم حسدت أمها ومنال على قدرتهما على النسيان بتلك السهولة. كم حسدت شاهين على جهله بقدره عندها. وكم حسدت تلك الدخيلة! كم حسدتها على قدرتها على كسب الغير، فلا تسمع شكاوي من منال عنها مثل شكاويها عن نسيم. لا ترى من لمار سوى الاستلطاف الكامل لتلك، تبديها عليها حتى!

هل سحرتهم يا ترى؟ أم هنالك تفصيل غفلت عنه؟

(.. ثاني مرة لا تحشري نفسك في أمور ما تخصك..)

من التي حشرت نفسها أولا؟ من التي تدخلت واختطفت ما ليس لها؟

أخيرا أجابت أسيل أمها، نفس الإجابة التي تجيب بها قبل أن تعطي القرار بالرفض: "بفكر يمه.."

=
=
=

صحيح أن زينب فتحت عيونها على واقع إكمال الوليد حياته بزواج ثان إذا انفصلا، لكن أريج كانت من فتح عيونها على احتمالية عدم الحاجة لانتظار الانفصال عنها حتى يفعلها ويرتبط بأخرى. فبمظهره وأخلاقه وحاله الميسور، كان الوليد هدفا مثاليا، خاصة لمن أكن لها الضغينة مثل أريج.

مصادفتها لحسابه في أحد المواقع الاجتماعية عزز فيها هذا الإدراك، فعلى الرغم من عدم تفاعله مع التعليقات الغزلية التي يتلاقاها، إلا أن ذلك لم يخفف من وطأة غيرتها، من فكرة كونه سيتأثر من إحداها.

الأدهى أنها أصبحت تتابع حسابه ذاك بشيء من الهوس، من التعطش لرؤية جوانب أخرى للوليد.

نادرا ما وضع صورا له. معظم مشاركاته كانت تنحصر في سفرياته والمواقف التي صادفته فيها. كان حسابه أشبه بمذكرات رحَّال، وربما هذا ما جعله شعبيا في الوسط الإلكتروني، فتجاربه ونصائحه أفادت سياحا عدة.

كان أبزر القليل في مجموعة صوره الشخصية صورة له وهو ببذلة الطيار شاركها بعد مطالبات متابعين بذلك، ووجدت ترانيم نفسها مشتتة ما بين الإعجاب المنجذب الفاضح، لأن هيئته بالبذلة أكسبته فخامة جذابة تشد بحق، والغيظ الهائج، لأن معظم التعليقات الغزلية التي تلقاها كانت بسبب تلك الصورة.

صورة أخرى شدتها كانت واحدة له ولجلال، والتناقض ما بين اغبرار جلال وإرهاقه البادي عليه والحيوية في الوليد كان مضحكا. كلاهما كانا يبتسمان للكاميرا بإشراق. عنون الوليد الصورة بـ: أول رحلة صيد مع النسيب!

(وجدت ضمن المعلقين أخيها جلال، يعترض بطرافة على الصورة الغير مطرية له، ليرد عليه الوليد بإغاظة أنه هو من أصر أن يأخذا صورة، وعليه تحمل العواقب.)

رؤية ابتسامته في تلك الصورة فطر قلبها، جعلها تدرك كم مضى من وقت لم ترها موجهة إليها، جعلها تغار من جلال، لأنه يستطيع الحصول عليها بينما هي يقابلها البعد والبرود.

=
=
=

جلس شاهين جانبها، يتناول كفها بيد ويكشف عن حرقها بيد أخرى، وعجبا لحالها المتغير، كيف أنها لم تسمح لإنسان بلمسها هكذا، بالاقتراب، بالرؤية. سألها: "ما تظنين أفضل لك تمحين ذا الأثر؟"

ردت منتهى بسكون: "وش الفايدة وهو باقي في الخاطر؟"

أفلت شاهين كفها ليرفع نظرها إليه بدلا عن الحرق: "بس لو انمحى، ما بتتذكرين كل مرة تشوفينه. ما بتكوني مضطرة تخفينه عن عيون الناس.. وشوي شوي، بتنسينه.." أردف يقترح قبل أن ترد: "تعالي معي بكرة، بوريك شي.."

وهكذا في اليوم التالي وجدت منتهى نفسها في عيادة تجميل وأخصائية تتفحص حرقها، تبتسم تطمئنها كلما استشعرت ترددها وتوجسها، لا تستعجلها بالحديث ولا تعلق لتسبب انغلاقها كليا عنها. سألتها فقط عن تعاملها مع الحرق، وماذا فعلت بعد حصولها عليه، لتخبرها منتهى باقتضاب أنها ذهبت لمستوصف.

(كان ذلك بعد هروبها لبيت عمها حامد مباشرة. أخفت أمر الحرق عنه، لا تدري لِمَ، خزي أم اعتزاز أم عدم رغبة في إشفاق أكثر.. لا يهم. أخبرته أنها تريد المستوصف بسبب كدمات من ضرب، وطلبت من عاملي المستوصف إخبار عمها بنفس الشي. كان صعبا، إخفاء أمر الحرق، لكنها في الأخير نجحت، ولسنين، ظل ذاك سرها الموجع، إلى أن اكتشف شاهين أمره عنوة.)

أخبرتها الأخصائية أن حرقها تعافى بشكل مطمئن رغم مظهره، ولن يحتاج لتدخلات جراحية، ووصفت لها كوكبة من المستحضرات الطبية لمعالجته. قالت أنه ربما لن تعود المنطقة لعهدها الأول، لكن النتيجة ستكون أفضل لها بكثير مما تراه حاليا بإذن الله.

لم تدرك بحق حاجتها لشيء كهذا، لم تدرك أنها كانت تحتاج لمحو آخر علامة تُركت فيها من تجربة مؤلمة.

والآن، عندما كشفت عن حرقها وبدأت تدهنه بما وُصف لها من مستحضرات، وجدت راحة نفسية غريبة في حركة يدها على جلدها، تتخيل مسح بقعة عصية عن الزوال بسرعة، لكن تخف شيئا وشيئا مع المسح المُصر الدائم.

(كانت بحق تمضي قدما.)

وجدت نفسها تكرر ما فعل شاهين بها مرة، لكن بجرأة أخفَت، تختار فعلها وهو نائم..

أحنت رأسها لتقبل صدغه بتأني، لتهمس بعدها في أذنه: "شاهين.. مشكور.."

من راحتها استسلمت للنوم، غير مدركة للذي أعثت في دواخله الفوضى والجنون.

=
=
=

لتتأكد وتتبين شكوكها، ذهبت كادي لتجري لها تحليلا بعد زيارة للمار، وحتى إن كانت النتيجة من ضمن الاحتمالات، صدمها التأكيد.

كانت حاملا.

ألهذا كانت مشاعرها وعواطفها في فوضى؟ ألهذا أصبحت حساسة لاتطيق ثقل أخف الأفكار وأهونها؟ أم إن انفجارها كان نتيجة تراكمات ونفي؟

وكيف.. كيف عساها تخبر عبد العزيز بالخبر؟ كيف سيتقبله؟ لا تذكر أنه تكلم عن الأطفال مرة..

تعرف كيف تشعر هي. بالسعادة المتوجسة، منغصة بالشكوك والأسى. أرادت طفلا، لكن لم ترد معرفة الخبر في ظل الوضع الحالي.

كانت لمار أول من أخبرته بالخبر، فهي تعرف مدى سعادتها بكونها خالة، وبهجتها بالخبر ستخفف من وطأة هواجسها بالتأكيد.

لم تخيب لمار ظنونها: "أخيرا بصير خالة يا عالم!"

حاولت كادي تهدئتها بإلحاح: "هدي يا بنت، فضحتينا!"

لم تكترث لمار وتابعت بحماس: "فكرتي بأسماء؟ لأنه عندي مجموعة معتبرة وفخمة! لحظة، خليني أجيب جوالي.."

ضحكت كادي، تخرج من حالة الخجل التي اعترتها لمشاركة الخبر مع شخص: "من جدك حافظة أسامي أطفال فجوالك؟"

لتومئ لمار نعم دون أي حرج: "تحسبا لأخبار مثل ذي، عبقرية مو؟ لي كم سنة أستنى خبر مثل ذا عشان أشارككم بذوقي الحلو. عقبال أسمع من طرف خالي شاهين بعدك!"

ابتسمت كادي بخبث: "وعقبالك فيوم إن شاء الله."

انتابت لمار فجأة نوبة سعال مفاجئة، يمتقع وجهها بالحمرة لدرجة منافسة الطماطم في لونها، تغير من الموضوع بصوت مخنوق: "حضرة الدختور يدري؟"

خمدت ابتسامة كادي عندها: "لا.. ما يدري.."

قطبت لمار حاجبيها، وشاب صوتها القلق: "مع إني فرحانة إنك فكرتي فيني أول.. صار شي؟"

لم ترد الإثقال على أختها، لذا رسمت ابتسامة مُطمئنة على شفتيها: "لا، لا.. بس هو سافر قبل لا أقوله. وما ينفع أقوله عالجوال."

لتبتسم لمار بدورها تغيظها: "يعني الشوق عامل عمايله فيك؟"

ضحكت، لتجيب بصدق، مضى يوم واحد وهاهي تذوب شوقا. أهذا ما يفعله الحب بالشخص؟ هذا الضعف؟: "إيه.."

بدت لمار متفاجئة من اعترافها، ولا عجب، فآخر عهدها بها كان الرفض لمفهوم الحب وواقعه.

لا تدري الصغيرة أن الكثير قد تغير.

انتهى البارتان..~

امال العيد 31-03-18 10:01 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
رووووعة والله كنت مشتاقة لقلمك ادخل الصفحة أكثر من مره في اليوم 😂


بس ابي اقول لنواف جعله تطيح بين يدين شاهين لأن شكله م أخذت العبره

والا ترانيم يا اختي حسي شوي ع دمك وعدلي وضعك مع زوجك فوق م انتي غلطان مو معترفه بغلطك من الأساس

كادي هذا جزاه الرجال لكن نعذرك نقول تأثير الحمل ع هرموناتك وفوقها غيرتك عليه يعني إن شاء الله تتعدل اوضاعكم عما قريب

منتهى وشاهين قلوب قلوب 😍 م يحتاج اتكلم عنهم فديتهم ناس عاقلة

أخيرا عرف عبدالرحمن في مخططات أمه من وراه وليتها تستوعب لكن غاسله يدي منها

غالية والله إنها ذيبة عليها مخططات صح

لامارا وجلال منتظرتهم بكل حب ثنائي يبرد الخاطر من بعد منتهى وشاهين

والا اسيل جعلك تتزوجين وتفكينا لكن شكل برأسها شي ثاني الله يستر منها

يعطيك العافية الفيورا وربي يفرجها عليكم ويسر لكم أموركم ويكتب لكم الخير ويرضيكم فيه ويوفقك في دراستك يارب

Maysan 31-03-18 11:10 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
الفي ربي يسعدك واخيييرا تطمنا عليك وربي قلقت عليك .. الحمدلله انك بخير وصحه وعافيه .. وربي فرحت لما ناظرت البارت بمكان آخر وعرفت انك دخلتي .. ابشري من عيوني بإذن الله ماانساك انت واهلك من دعواتي .. ربي يفرج همكم ويشرح صدروكم وينفس كربكم وييسر اموركم ..

لي عوده بإذن الله بعد القراءه ..

د ا ن ة 31-03-18 11:30 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
بااااارت يثلج الصدر

بااارت فيه كميةة مشاااعر واحاسيس وغيرة 👌😍

لا تتأخري علينا مثل هالمره 🌷

أبيات 31-03-18 11:35 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
الله يفرجها عليك وعلى اهلك استودعتكم الله

ندا المطر 01-04-18 10:28 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
بدايه الله يفرجها عليك وعلى حبايبك واهلك يا رب

بارتين رائعين .. بارك الله بقلمك وجهدك عزيزتي

موفقة دائما .. وبانتظار القادم

Maysan 01-04-18 10:56 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء النور والسرور .. مساء السعاده والانشراح والبركات من مولانا سبحانه عليك الفي وعلى عائلتك وعلى الجميع .. مبدعه الفي ربي يسعدك وتسلم يدينك يارب .. ربي يسعدك ويوفقك ويشرح صدرك وعائلتك وييسر اموركم ويوفقكم ويفرج همكم وينفس كربكم ويرزقكم الرشد صلاح الحال وراحة البال .. ربي يرزقك التوفيق ياقلبي في دراستك ويفتح عليك فتوح العارفين العالمين وفي حياتك يارب .. ماقصرتي حبيبتي والله معنا كفيتي ووفيتي رغم ظروفك ربي يفرج لكم يارب ..

يعني الان المسج كان من قبل اللي كلفه بإرسال الظرف لمنتهى ؟! والله قوي بأس ولايخجل وبجيح ؟! بس ايش الهدف منها !! البنت متزوجه ولازال يتجرأ يلاحقها !! مشكلة نواف غروره اللي بينزل راسه للارض فاكر انه منتهى تبقاه وتحبه رافض تماما يصدق انها تكرهه عايش بخياله ويعتقد انه قادر يصلح حاجات ماتتصلح من قبله ..لكن مااعتقد بعد تحذير الشاهين له انه يوقف في راسه موال .. للاسف بتصرفاته راح يخسر سمعته وزوجته واطفاله لانه يلاحق امرأه متزوجه ولاتحل له !! سؤال تبادر لذهني هو الشاهين كيف عرف بأمر الظرف يكون واضع حراسه ! وهل هو فتح الظرف او لا .. اعتقد انه الاسوره هذا كانت باليد اللي حرقها هو !؟ 🤔..
اسيلوه مااعتقد بتوافق ابدا لازالت تدور في فلك الحصول على شاهين .. للاسف حتى الام تتحسر على حاجه ماهي رزق بنتها ومو مكتوبه لها ابدا .. لو كانت فهمت بنتها وشرحت لها انه شاهين مو رزقها وعمره ماكان لها انه مو استسلام منهم هي ومنال لما تزوج على قد ماهو رضا بقضاء الله وقدره والمكتوب .. انه شاهين مرتاح بحياته ومايفكر بغير زوجته يمكن اقول ها يمكن تفك عن سمانا .. اسيل مصنفه نفسها انها الاجدر فيه لانها تحبه ولانه منال صديقة امها وانهم كانوا يرمون النغزات والحكي ويلمحون لها.. تعتقد انها بحبها له قادره على اسعاده !! طيب ممكن مايتقبلك ممكن شخصياتكم ماتتراكب ارواحكم ماتتألف !! .. منال لما كانت تعمل كذا كانت تطلب من شاهين بالفعل الزواج منها لكن هو من كان يرفضها ويرفض الزواج كله .. هي ونواف وجهان لعمله واحده ..

خطوه حلوه من الشاهين زيارة اخصائية تجميل .. اتوقع هذا من ضمن الاجنده الي وضعها سابقا في التعامل مع وضعها .. السماح لشاهين بهكذا قرب السماح له بلمس منطقه كانت محرمه على الغير حتى رؤيتها .. قُبلتها له بصدغه وهو نائم كلها تدل على انه منتهى تخلصت من خوفها وهلعها من التقارب ومن الشاهين بالذات .. اعتقد انه قبلتها مو اشعلت الفوضى والجنون بداخله وانما اعطته الضوء الاخضر اللي يحتاجه للقرب من منتهى كزوجه .. منتهى ماراح تشعر بحب شاهين من خلال النظرات او التصرفات الغير مباشره منتهى بحكم حياتها ومعناتها تحتاج التصريح منه المبااشر .. كونه شعر فيها هل شاهين مازال يعاني من الارق والكوابيس ؟! لانه اشعر بإن منتهى صارت حرة منها وصارت تنام من غير المهدئات ..

العجيز ولدك هذا !! تطلعي عليه اشاعه وتسممي سيرته علشان تسترجعيه ويطلق شاديه !! لكن غاليه طلعت ذكيه جدا وعوض كان رجل موقف بالفعل .. مين اللي كلمه لايكون هذاك اللي وظفته العجيز يتبع اخباره ويلحقه ؟! مااعتقد انها راح توقف عند هالحد .. اتوقع القادم له من امه اشد واقسى من اللي رحل ؟! لكن هو المفروض عليه يضع شاديه بالصوره او سالم على الاقل لانه مو مصلحته اللي يحصل وخطر على حياته الاسريه ؟!

الوليد وترانيم / والله ترانيم هي اللي جابته لنفسها خليك على عنادك وكبريائك ولاتتنازلي .. ودخلت اريج باللعبه اللمعه اللي بعيونها ماتبشر بالخير 🙄🤔.. وبعدين كيف تزور كذا من دون موعد او خبر مسبق !! خصوصا وهم تو عرسان .. الزياره مش مطمئنه ربنا يستر منها ..

الكادي وعبدالعزيز / الف الف مبااارك النونو هههههههه .. جد ضحكت لما وصلت للمار لما قالت عقبال خالي شاهين ههههههههه وشطحت بتخيل البيبي تبعهم خصوصا انه منتهى جمليه جدا وشاهين وسيم جدا 😍.. الحمل اثر على نفسيتها بقوه لكن كيف هو دكتور ولا لاحظ التغيرات اللي نشأت لها ؟! غير الكتمان وتغير النفسيه ؟! ومين الدكتوره خوله هذا ههههههه ماصدقت نرتاح من غدير تجي خوله !! اهم حاجه انها بدأت تعترف بمكانة عبدالعزيز عندها وشوقها له .. باقي تعترف له وتوضح ..

شكرا لكِ الفي على التزامك معنا .. ربي يسعدك ويووفقك ويكرمك بكرمه ويرزقك راحة البال ويصلح احوالكم ويفرج همكم يارب ويسعدك في الدراين .. 🌹❤..

bluemay 02-04-18 09:09 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،


ربي يسعدك متل ما بتسعدينا ،،وربي يفرجها علينا وعليكم يا رب.


بارتين روعة ..

وسامحيني ع قلة المشاركة، مضغوطة شوي هالفترة ،، لكن تأكدي انك في مقدمة اهتماماتي بالمتابعة..

متشوقة كتير للقادم


*تم التثبيت*



تقبّلي خالص ودي

Maysan 02-04-18 03:07 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
الفي الف الف مباااارك التثبيت حبيبتي ..
ربي يطمن قلبك يارب ويريح بالك ويصلح احوالكم ويفرج همكم ويسعدكم ..
واااااااه شعور حلو من فوق هههههههههههه دخلت ابصبص على الاحوال وناظرت الروايه وااذا بها فوق خخخخ .. يازين الجو الحلو من المرتفعات والبراد هههههههههه ..

ندا المطر 02-04-18 09:47 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
الف الف مبروك التثبيت

امال العيد 03-04-18 07:28 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
الف مبروك التثبيت ومنها للأعلى يارب

أبها 03-04-18 11:16 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
ألف مبروك التثبيت زهرتنا الجميلة الفيورا ..🌸🍃

تستاهلين و بجدارة ،، 👏🏻

الايام الجميلة 03-04-18 05:19 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
الففففففففففففففف مبرووووووووووووووووووك التثبيت والى المزيد من التالق والابداع

https://b.top4top.net/p_823e7el01.jpg

Maysan 05-04-18 03:06 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفي يالفي ربي يسعدك ويوفقك ويفتح عليك في دراستك وفي حياتك وييسر امورك .. وربي يفرجها عليكم وينفس كربكم ويصلح احوالكم ويسعدكم ..

طمنينا عنك حبيبتي عسى زانت اموركم ربي يطمن قلبك ويفرحه .. 🌹..

الفيورا 05-04-18 09:55 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
السلام عليكم..

ألف شكر وشكر على التثبيت! شرفتوني بتقديركم :)
والحمد لله أنا بخير. متاعبي مع النت ودوامي المرهق وظروف العايلة خلتني أبطي في التنزيل. للأسف مقدر أضمن متى يمكن أنزل بارت ذي الأيام.. فأتمنى أتمنى تتفهموا وضعي.. وآسفة على تقصيري المتزايد.

الخامسة والأربعون

=
=
=

هتفت لمار حال دخولها بيت جدها: "آه، يا محلاه الطلوع!" التفتت لأمها وخالها بحماس لا يوحي أنها كانت في حادث سيارة قبل أسابيع قلة: "أبي تنفيس عن روحي، حتى القعدة في البيت ما أبيها!"

ابتسمت أمها بضحكة: "أول شي فسخي عباتك وارتاحي ولنا كلام بعدين إن شاء الله.."

قالت بطواعية تتجه لغرفتها، تلتفت بوعيد لأمها وخالها بين خطوة وأخرى: "لا تظنوا إني بترك السالفة! تعرفون زني كيف شين."

رد خالها: "لو شفتك ثانية وحدة زيادة هنا بجرك لغرفتك بنفسي."

حسنا، حسنا! سترتاح. لكنها لن تستسلم حتى تنال مبتغاها!

حال خلعها لعباءتها وارتداء ثياب أريح لها، رن جوالها ينبئ برسالة. حتما كانت رسالة من هيفاء، فهي قد طلبت منها مكالمتها حال رجوعها.

لكن الرسالة لم تكن من صديقتها كما توقعت..

#عودة حميدة يا أم شاهين!

لم تدرك إلا وهي تتصل، تقول حال إجابة: "أم شاهين؟!"

ليأتيها صوته متسليا والحبور يملؤه: "إيه، ولدنا اللي بيجي يوم إن شاء الله. وللمعلومية، ترى من يومي ومسمي نفسي بأبو شاهين. حبيت أوصل لك العلم عشان ما تحجزين أسامي." تمهل لحظة ثم أضاف بإغاظة: "خالي علمني بالمجموعة حقتك."

ربما كانت فكرة سيئة أن تمازح خالها بمجموعة أسمائها، فقد كان جوابه أن توفر مجهودها ذاك على أولادها هي. لكنها لم تظنه سيعلم جلال!

لم ترد عليه بأنه لا يجب عليه القلق، فهي كانت تستلطف كنية أم شاهين في سرها منذ بداية تجميعها في الأسماء. فقط ردت بحزم تغالب به خجلها: "هذا كلام لبكرة.."

ليقول بنبرة خاصة: "وش فيها لو صار اليوم؟"

لسبب ما تذكرت ما فعله في آخر زيارة له في المستشفى، وككل مرة اشتعلت بالاحمرار وسرت قشعريرة على طول ظهرها. ظلت طيلة ذاك اليوم تتبع تشكيل شفتيها غير مصدقة، وحتى لهذا اليوم ما زالت غير مستوعبة: "تصبح على خير يا جلال."

ضحك: "يا حياتي، لساتنا بعز الظهر!"

لا تدري ما الذي أثر بقلبها ليتسارع بلهث أكثر، كلمة تحببه تلك، أم الأريحية والصدق التي نطقها بها؟

وحقا، منذ متى وهي تهيم حالمية برجل؟ منذ متى ورجل يكتسح أفكارها بلا رحمة؟ صحيح أنها رومانسية بطبعها، لكنها لم تتخيل انعكاسا لما قرأته أو شاهدته من حكايا في حياتها الخاصة. لم تكن حتى بالتي تلتفت لمرآى رجل وسيم، بل إنها لم تعر جلال في بادئ الأمر اهتماما أكثر من كونه ابن خالتها فقط، تضحك من اللواتي يلهثن هياما وراءه.

لكن منذ ربط جلال مصيره بها وهي أسيرة.. هواه؟ ربما..

كل الذي تعرف أنها لن ترضى أن تكون المتيمة لمفردها، لن ترضى بقصة ومشاعر تحاك من طرف واحد.

قالت، تدفع بحرجها جانبا لترد الصاع عليه صاعين، وبصدق ماثل صدقه: "وش أسوي، ما أحس بالوقت لما أكلمك.."

سمعت نفسه يتهدج بدهشة، ثم: "لمار.."

أيعقل أن يصدر اسمها بمثل ذاك الافتتان من شخص؟

كررت بمعنى، بضحكة: "تصبح على خير يا جلال."

عندها أقفلت الخط.

=
=
=

-: "ليه حضرتك تارك شغلك وقاعد تناظر فجوالك كأنه نعمة نزلت من السما؟"

التفت جلال لفادي مساعد أبيه، لا يهتم حتى لضبطه متلبسا في لحظة تهرب من عمل: "ممكن طلب يا عم؟"

قطب فادي حاجبيه، يقول بريبة: "يعتمد على الطلب. ما بوقع بالفخ مرة ثانية."

وعادة كان جلال ليعبر بزخم مسرحي عن انجراحه لريبة فادي (المبررة)، لكن باله كان مشغولا: "إدعيلي يتقدم موعد عرسي."

لم يكن بوسع فادي سوى قول: "هاه؟"

نظر جلال في جواله وابتسامة هائمة متيمة مرتسمة على شفتيه: "إنت دعيت مرة إني أنبلي فوحدة أراكض وراها، صح؟" لم ينتظر جواب فادي ليردف، يتنهد بحالمية: "أشهد إني منبلي، منبلي لأقصاي.."

=
=
=

دخل غرفته ليرى زوجته تحزم أغراضها، ليسأل: "وعلى وين رايحة إن شاء الله؟"

التفتت إليه وأجابته بهدوء: "بيت أبوي.."

رفع نواف حاجبا باستغراب وانزعاج: "وش حجتك ذي المرة؟ ما أذكر إني سويت شي لك تزعلين عشانه.."

ضحكت هي بلا روح: "وإنت متواجد أصلا عشان تسوي لي شي؟"

أهذه الزاوية التي تريد الهجوم منها الآن؟: "رؤى.."

قاطعته: "طلقني يا نواف."

لم يكن مطلبها هذا جديدا، فكل مرة غضبت منه كانت تلك كلماتها المشهورة. لكن شيء في طريقة كلامها اليوم كان مختلفا، فهي كانت بمطلق الهدوء على غرار كل المرات السابقة، هائجة صارخة سخطة لا نقاش يفيد معها.

تنهد نواف بضجر: "اقعدي فبيت أبوك اللي تبينه، ووقت ما تبين ترجعين اتصلي علي."

ما زالت بنفس الهدوء عندما ردت، لكنها زادته بحزم ويقين: "ما برجع. خلاص، عافك الخاطر."

نظر إليها بدهشة وشيء من التوجس، لكنها لم تعطه فرصة حتى يرد بكلمة، تقول: "ذي الأيام، أتذكر الرجال اللي تزوجته، رجال مو ذا اللي واقف اللحين قدامي."

سألها بقلة صبر: "وش اللي تبين تقولينه يا رؤى..؟"

كان في نظرة عيونها مزيج من العتاب والذنب والخيبة: "أعترف إني غلطت فحقك كثير.. كنت مغترة بروحي ومستمتعة أحركك مثل ما أبي، أقربك مرة وأبعدك مرة. كنت طايرة بغروري لأنك كنت تذوب بهواي. ما حسبت حساب إنك بتمل من الوضع ومن جفاي. صحيح إن خبر زواجك بثانية كسر غروري، لكنه طلعني من عماي. عرفت بغلطاتي وحاولت أصلح الوضع، بس إنت ما عدت الرجال اللي غلطت عليه، اللي.. حبيته."

الضيق كتم روحه، ينطق باسمها مرة أخرى، برجاء، بخوف؟: "رؤى.."

أكملت: "صرت واحد ثاني يا نواف. اغتريت بروحك، بالمنصب والمكانة، ونسيت الأصول. نواف اللي أعرفه ما كان بيفرغ قهره فإنسانة مالها ذنب. نواف اللي أعرفه ما كان بيلاحق ورى وحدة فذمة رجال ثاني."

لابد وأن شذى قد أخبرتها. تلك المتطفلة!: "وذيك غلطة أبي أصلحها."

لترد عليه: "تبي تصلح غلطتك؟ استسمح منها واتركها فحال سبيلها، لعل وعسى بيجي يوم بتسامحك فيه. بتكون أحسن مني لو سوتها صراحة، لأني لو كنت مكانها ومديت يدك علي، ما كنت بسامحك ولا بطيق شوفتك. اللي بتسويه ما يرضي لا دين ولا عقل." تنهدت، تذهب لالتقاط عباءتها ولبسها: "لكن بكيفك، ما بقعد هنا وأنصحك. كل اللي أبيه منك ورقة طلاقي لأني مقدر أعيش وأضمن عيالي مع واحد مثلك."

وكانت على وشك تخطيه ماشية عندما منعها من ذلك، يحيط بقبضته حول عضدها: "ما بتروحين مكان."

قابلت رؤى نظراته النارية ببرود، تتهكم بسخرية: "بتضربني؟ عجيب.. على بالي إنك تستعرض عضلاتك على الضعيفات اللي ما وراهم أحد بس." ردها ذاك جمده، والاحتقار البادي في عيونها كان أثره كالسم في جسده. "اتركني يا نواف، أخوي عايض ينتظرني تحت."

تركها تذهب، لا يستطيع النظر في عيونها، لأنه يعرف في قرارة نفسه أنها كانت محقة.

لا يدري كم مضى من وقت بعد رحيلها، مستلقيا على سريره ينظر في السقف بلا هدف، يفكر بالخواء.. خواء قلبه، خواء البيت بدون رؤى وأطفاله.. الخواء والخواء والخواء..

غريب، كيف أن للصمت صوت منفر.

سمع رنين جواله بنغمة خصصها للمرسل المجهول، ولأول مرة، تجاهله.

=
=
=

كان بعد رجوعه من صلاة الظهر بساعة عندما أتى لبيته زائر يسأل إذا كان البيت لحامد الطيب، ليجيبه حامد نعم، قد أصاب الهدف.

بطبيعته المضيافة رحب بالرجل داخلا دون أن يستوقفه على عتبة بابه، فلديه كل الوقت كي يسأل عن هدفه من الزيارة لاحقا.

لا ينكر أن الفضول اعتراه، لا سيما وهو لا يذكر رؤية الرجل مسبقا. كان شابا حسن الهندام والمظهر، تحيطه هالة من الثقة والاعتزاز. وإذا كانت السيارة المركونة أمام بيته له، فيبدو أنه رجل من الطبقة المخملية بحق.

ما الذي يمكن أن يريده منه؟

بدأ الرجل بهدوء مدروس يستطيع حامد استشعار نوع من الازدراء يشوبه: "السموحة إني ما زرتكم للحين وأنا مناسبكم. أتمنى تعذروني على تقصيري."

كلامه أثار في حامد التوجس والريبة. عن أي مناسبة يتحدث؟ لديه ثلاثة أبناء وابنتان، وكلهم كانوا متزوجين من عوائل يعرفها ويعرف أفرادها، ونفس المبدأ انطبق مع بنات إخوته. أيمكن..؟: "مين إنت؟"

أعلن ليؤكد ذاك الشك الوليد ويصعقه: "اسمي شاهين الجبر، وأنا زوج بنت أخوك فيصل، منتهى.."

منتهى..

ذاك الاسم الذي أرق فكره بالهواجس منذ معرفته حديثا بوفاة راضي، ليتجاهل خوفه من وصول طليق منتهى إليها بسببه، ليتبين أن العثور عليها لم يكن بتلك السهولة. قلة قليلون كان لهم دراية بعيشها عند راضي بسبب عدم اختلاطها بالناس، وأقل من ذلك كان لهم دراية عن مصيرها بعد وفاة راضي.

قيل أنها قد تزوجت. من تزوجت؟ لا يدرون. المهم أنها كانت في ذمة رجل آخر لم يكن لراضي علم عنه ولا ثقة لأهليته. أكد تلك الأقاويل زيارة نواف له، وعلى الرغم من استفزازه الظاهري له وإبداء الفرح لسماع الخبر، كان حامد متخوفا في سره، من كون نواف يعرف بالخبر ومن كون الخبر نفسه حقيقة.

كم تمنى لو بقي بعض من نفوذ منصبه ذات يوم، فربما عندها كان ليستطيع العثور على منتهى بالسهولة التي تخيلها، لكن تقاعده المبكر وابتعاده عن ذاك المحيط منعاه من ذلك.

مع ذلك، لم يوفر جهدا في البحث عن منتهى. حتى أنه سأل نواف عنها لتنقلب الآية ويرفض ذاك البغيض إجابته، يظهر عليه تمام الاستمتاع لرؤية قهره.

(ليأتيه زوج منتهى نفسه الآن عند عتبة داره.)

سأله أول شيء فكر فيه: "كيفها؟"

ليرد ذاك عليه السؤال: "مهتم؟"

التشكيك في نبرته أغاظه لأقصى حد: "أكيد مهتم..!"

تشدق شاهين ساخرا: "غريبة لكن.. مو إنت اللي كنت راميها كل ذي السنين؟" أردف بجدية صوت ونفور نبرة: "خسارة العزوة فيك."

ابتلع حامد مرارته، لا يستطيع الإنكار، يعرف استحقاقه لكلمات مثل تلك وأكثر. كم تطلب من الوقت ليدرك شناعة ما ارتكبه في حق ابنة أخيه المرحوم، الوحيدة اليتيمة؟: "أدري.." أردف يكرر بثبات: "كيفها؟"

نظر فيه شاهين مطولا قبل أن يجيب باقتضاب: "بخير وعافية.."

لا يبدو عليه أنه كان يكذب، فتنفس حامد الصعداء، عرف هوية زوج ابنة أخيه أخيرا، وعرف خبرا عنها: "الحمد لله.."

قال شاهين، يبدو عليه العزم بالرحيل: "جيت عشان أشوف وش اللي شافته منتهى فيك عشان تخصك بالمعزة.."

(وماني شايف شي..) كانت تكملة لم يزعج نفسه بنطقها.

وكان عند باب بيته أن قال حامد بعد تبادل وداعيات باهت: "بلغها سلامي.. وقولها تزورني.."

عزم على رؤيتها مهما حدث، سواء قبل زوجها هذا أو رفض. لكن على عكس ما توقع، قال له شاهين ببرود قبل أن يخطو مبتعدا لسيارته: "إن شاء الله.."

=
=
=

-: "عمك حامد يسلم عليك.."

ظلت منتهى تنظر إلى شاهين بعدم استيعاب لما قاله، تكرر بذهول: "عمي.. حامد؟" أومأ لها بنعم، لتسأله بعجب: "رحت له؟ ليه؟"

أجابها بغموض: "اعتبريه فضول مني.." أردف قائلا، يتمعن في النظر إليها، ربما ليرى ردة فعلها: "يبيك تزورينه."

فكرة رغبة عمها في أن تزوره.. لم تستطع تخيلها أبدا: "متأكد..؟"

بدلا عن الإجابة، وضع شاهين يدا على كتفها برفق، يطمئنها: "الخيار لك يا منتهى.."

نعم، نعم.. الخيار كان لها. احتاجت ذاك التذكير.

تستطيع الرفض، تستطيع تجاهل دعوة عمها هذه والتشاغل بالحياة الجديدة التي بدأت تبنيها لنفسها بعيدا عن خيبات الماضي.

لكنها تستطيع القبول، تستطيع الزيارة ومواجهة عمها بالماضي، بالسنين التي ترعرعت فيها في بيوت عدة، لتكون تلك خطوة أخرى نحو التعافي..

وجدت منتهى نفسها تحدق بلائحة الاتصال خاصتها، برقم عمها الذي حفظته ولم تتصل به مرة، لتفعلها الآن.

أجاب بعد محاولات متعددة، كعادته كلما اتصل به رقم غريب. ولكون رقمها غير محفوظا لديه، توقعت منتهى أن تكرر الاتصال لحين طويل. لكنها اليوم كانت محظوظة، وأجابها عمها بعد المحاولة الثالثة، بجفافه واختصاره المشهوران: "من معي؟"

أخذت نفسا لتثبت به نفسها، تجيب: "السلام عليكم عمي.."

ليرد: "وعليكم السلام.." صمت لحظات قبل أن يردف بنبرة صدق: "ما توقعت بتتصلي علي.."

لتسأل: "ما بغيتني أزورك؟"

أجاب: "إلا.. بس ما ظنيت تبين شي له علاقة فيني.. توقعت بيبغالي أجي عندك وأطلب أكلمك.."

إذا، يريد عمها محادثة..: "عادي لو جيتك بكرة؟"

دفء لم تسمعه في نبرته قط خالط رده: "حياك يا منتهى.." توقف لحظة قبل أن يستكمل، يتذكر شيئا: "قولي لزوجك إني أبيك تبيتين عندي.. ورانا كلام طويل.."

تساءلت ما الذي غير موقف عمها منها، ما الذي دفعه ليسعى للكلام معها. بمكالمة صوتية فقط، لاحظت منتهى الاختلاف في عمها، بدا أكثر لينا، أكثر.. حنوا. لم تستشعر فيه عدم الاكتراث أو البرود للحظة.

مزيج من الفضول والعزم والحنين دفعها لتقبل، فمهما حدث، يبقى عمها حامد فردا من عائلة تمنت الانتماء لها.

انتهى البارت..~

Maysan 06-04-18 12:50 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يااهلين بالألفي ربي يسعدك ياشيخه اكثر وزياده مما تحاولي تسعدينا وماتقصري معنا .. الحمدلله انك بخير ربي يدوم عليك الصحه والعافيه والقوه وربي يكرمك بكرمه ويفتحها عليك في دراستك وحياتك .. ربي يبارك لك فيما وهبك ورزقك واعطاك وفي وقتك .. ربي يفرجها على عائلتك وييسر امورهم وامورك ويسعدهم وينفس كربهم ويريح قلوبكم ويشرح صدروكم ويصلح احوالكم ويرزقكم راحة البال .. معذوره وانا اختك مااجى منك قصور 🌹❤.. متى مازانت احوالك بإنتظارك حبيبتي ودعواتي لك بإذن الله ..

تسلم يدينك يارب على الفصفص .. وربي يصلح لك احوال النت من لدنه سبحانه .. انا انصدمت من زيارة الشاهين لعمها !! وانصدمت اكثر من الهدف من وراء الزياره ؟! ههههههههه كيف يبقى يعرف ليه خصته منتهى بالمعزه !! هل هي مشاعره اللي قادته لبيت عمها علشان يعرف عمها عن قرب وايش اللي يتميز فيه وترك منتهى تحمل له معزه بقلبها !! بالرغم من كل الخذلان اللي شافته منه ؟! انقسمت في تحديد نوع المشاعر اللي اتبعها شاهين هل هي الغيره البسيطه من وجود عمها بقلبها خصوصا وهو مركز نظره عليها يرى ردة فعلها 🤔 .. او ممكن تكون مثل ماقال فضول .. لما هو يخص منتهى وقريب منها وخاصة قلبيا !! او ممكن تكون مع هذا وذاك من الاجنده اللي وضعها لتعامل مع وضعها لانه تخطي كل ماهو ماضي ومواجهته كفيل بالتقدم اكثر للامام !!

الشاهين ماتقبل عمها وزاد عليه معرفته انها خذلت منه في زواجها من نواف وكانوا جميعا بطريق غير مباشر مشاركون فيما حدث لها من وجع ومعاناه .. لكن مااعتقد انه راح يسمح لها انها تنام عند عمها !! لكن لو نامت ووافق اعتقد انه مشاعر الشاهين وقتها راح تطفو بقوه على السطح ..لكن يبقى السؤال ايش اللي يبقى يحكي فيه حامد ؟ مااعتقد انه في عذر للي عملوه لها نهائيا .. مافي شيء يشفع له تقصيره وخذلانه لها ؟!! ..

جلال ولمار ههههههههههه ام الشاهين 😍اهم شيء على شوشتنا الاسم خخخ .. فيه تطور في علاقتهم للافضل وتدرج جميل .. خاصة انه الاثنين يحملوا مشاعر لبعضهم البعض وماحدا يعرف عن مشاعر الثاني حاجه .. اتوقع شاهين ممكن يقدم الزواج لو لاحظ مشاعرهم ههههههه .. مااعرف ليه خروج لمار من المستشفى ذكرني بأسليوه يالله مااتمنى زيارتها لا هي ولا امها .. وربنا يستر ..

مواجهة رؤى لنواف وقرارها اتوقع جاء بعد مقابلتها لشذى بشكل اقوى من قبل !! ولو انه انا اشوف مواجهتها له جاءت متأخره يمكن لانها كانت تتأمل انه يرجع لها او انها تقدر تصلح علاقتها معه لكن معرفتها بأدق مايقوم به حاليا من ملاحقة لمنتهى اعدم كل حاجه كانت تتأمل فيها !! .. احيي شذى على البوح بصراحه يمكن يصحى الاخ من الوهم اللي معيش نفسه فيه !! وتكون رؤى هي الرادع له بحكيها وقرارها بترك البيت وطلب الطلاق .. نوافوه افسد حياته بيديه وامامه مشوار طووويل ليعيد بناء اسرته من جديد .. واهماله للرساله لأول مره اعتبره تحسن وفأل طيب << اخيييرا راح نرتاح من فيسك يابعيد 😭😭.. عقبال العجيز واسيلوه 😤😤..

شكرا لك الفي حبيبتي .. ربي يرزقك التييسر والراحه والبركه والتوفيق والسعاده ..

د ا ن ة 09-04-18 06:16 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
جلال خلاص وصل لأقصااه عجلي بزواجه الضعيف 😊
...

و شااهين موب بعيد عن حالة جلال .الأخ قام يتعنى لأجل منتهى ويحقق امانيها ويلبي مطالبها الا هو اللي مبتلي بالحب 😁

...

ترى البارت القادم نبي كل الكوبلات متشوقين للكوبل المتخاصم لحد الان ترانيم و وليد

وبعد شادية وعبدالرحمن ابي اجوائهم بعد معرفته بزيارت امه

...
كلهم كلهم متحمسه لهم يالله بالانتظار

امال العيد 10-04-18 02:02 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
مساء الخير

طبعا بارت رهيب الفيورا جد أنتظر كل بارت بفارغ الصبر أحداث الرواية وتسلسلها يشد صراحة وفوقها هدوء الأحداث يمكن لو أنها روايتك تشد الأعصاب م كان تابعت لأن تركت كذا رواية هالفترة مالي ومال شده الأعصاب والله .. طبعا م عندي تعليق ع البارت من ناحية التوقعات لكن انتظر البارت الجاي يعطيك العافية وأعتذر ع التقصير بس جد م فيني طاقة جاري الشحن 😁😂

الفيورا 12-04-18 10:39 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
السلام عليكم.. طولت الغيبة آسفة.. بس زي ما قلت، وقتي صار ضيق حده، خصوصا مع اقتراب امتحاناتي..

السادسة والأربعون

=
=
=

لاحظت منتهى اكتساء الجمود لتعابير شاهين عندما أخبرته برغبة عمها في بياتها عنده: "هذا مو الكلام اللي قاله لي.."

قالت، تستشعر عدم الرضى في كلامه: "لو ما تبيني أروح.."

قاطعها: "تبين تبيتين عنده؟"

أومأت له بنعم: "أحس إن فيه أشياء بنطول في الكلام عنها.." ابتسمت لنفسها بسخرية: "تصدق؟ قبل لا ألتقيك ما ظنيت إني بكلمه مرة ثانية، بس اللحين جات الفرصة.."

سألها، بشيء من الغيظ يغطيه العجب: "ليه تهتمين له؟"

لتكمل عنه باقي السؤال: "وهو ما اهتم لي؟" أخذت لحظة كي تستجمع أفكارها، كلمات تفسر بها غرابة تعلقها: "عمي حامد إنسان نظامي، وما يرضى بالتسيب والاستهتار." ضحكت بشجن، تداهمها ذكرى: "كان يجبرني آكل لو لاحظني ما أمد يدي لصحن. كان يأمرني أروح لغرفتي لو شافني سهرانة على كتاب. كان يحاسبني على غيابي عن المدرسة، على نتايجي، يمنع زوجته تأمرني أشتغل فالبيت لو عندي امتحانات. كان يصحيني للصلاة بدون ما ينسى مرة، حتى لو غايب بسفر يتصل. أشياء بسيطة، أدري، بس أنا ما كنت متعودة عليها قبل لا أجي عنده. يمكن يقول إنه ما يهتم، بس أحسه كان مهتم.. أتمنى، على الأقل.."

رفعت نظرها تفيق من فيض الذكريات لترى شيئا في نظرة شاهين قد لان، يتنهد بقلة حيلة قبل أن يقول: "الخميس بنروح مع العايلة لشاليه في الخبر، فبخليك عند عمك لين مسا الأربعاء.."

ابتسمت، تجد في المهلة التي أعطاها لها شيئا طريفا. ابتسمت بالامتنان الذي تحسه نحوه: "اليوم أحد.."

ليرد الابتسامة لها بأخرى مائلة: "عشان تشوفي كرمي."

وكان في صباح اليوم التالي أن أوصلها شاهين بنفسه لبيت عمها وترى خياله ينتظرها عند الباب. قال قبل أن تترجل من السيارة: "اتصلي علي لو احتجتي شي.. أو بغيتي تروحين بدري."

=
=
=

حثها عمها أن تأخذ راحتها في البيت، فحاليا لا يعيش فيه إلا هو وزوجته وخادمة، ربما مستسلما لطلب زوجته الأزلي بمن يساعدها عندما اختلى البيت بهما بعد زواج ابنتيه وتفرق أبنائه أرجاء البلد بعائلاتهم.

بدت غرفتها القديمة مختلفة، بأثاث أكثر حداثة، مطلق البعد عن صورتها في الماضي. خمنت أنها تحولت لغرفة ضيوف بعد ذهابها.

وجدت عمها وزوجته في المجلس الذي اختلف أيضا، باديا عليهما انتظارها. لم تدر بما تبدأ سوى: "حلو المجلس.."

تهللت أسارير زوجة عمها، نورة، لما قالته. لطالما كانت محبة للثناء، خصوصا لذوقها ومقتنياتها. كم من مرة استغلت منتهى تلك النقطة حتى تتحايل من مرافقتها للسوق، تتحجج بجمال ذوقها وسبقه الكل في المعاصرة، بكون كل مافي السوق نظيرا أٌقل وهجا مما تمتلكه واشترته حديثا، وأبدا لم يكن هنالك داعي أن تذهب معها وهي تختار الأفضل.

لم تكن زوجة عمها بتلك المقيتة حقا.. سريعة الانزعاج وكثيرة التطلب، لكن يمكن العيش معها. مشكلتها الأساسية في بيت عمها كانت مع ابنتيه اللتان لم تخبآ ضغينتهما وغيرتهما تجاهها، من ماذا؟ لا تدري. الأدهى أن التأثير على زوجة عمها كان سهلا، واستغلت ابنتاها ذاك الطبع حتى تحرضاها عليها.

قالت زوجة عمها بفضول: "وين كنتي فيه يا بنت؟ عمك قال تزوجتي بس ما رضي يقولنا من مين..!"

قالت بتمويه سيحبط زوجة عمها، ما دام عمها لم يفصح عما حدث لها، فلن تتكلم: "قريبة.."

وقبل أن تعاود زوجة عمها بالسؤال، قاطعها عمها بنظرة ذات معنى، لتتحجج بتأفف وامتعاض واضحين بتفقد الضيافة، تتركها وعمها في المجلس لوحدهما.

قالت تعني زوجة عمها: "ما تغيرت بالمرة.."

ليقول عمها بتهكم: "وما أظنها بتتغير.."

ردت: "أشوفك مقتنع فيها زي ما هي، فليه تتغير؟"

أفلتت من عمها ضحكة، يقول بدفء خالطه الشجن والأسى: "وإنتي ما تغيرتي، تحرفين كلامي ضدي، مثل أبوك بالضبط.." فاجأها ذكره لأبيها بحق، فاجأها أكثر القلق والتوجس في نظرته عندما أردف سائلا: "وش صار لك بعد ما توفى راضي؟"

أخبرته نبذة عامة، بدون التفصيل في الأحداث، بدون الإفصاح عن دواخل نفسها، تتوقف كلما دخلت زوجة عمها تحمل الضيافة وتتلكأ لتسترق شيئا يرضي فضولها بدون جدوى. ليسأل أخيرا: "زوجك ذا، وش طينته؟"

كان جوابها فوريا، قاطعا، لا يحتاج للتفكير فيه حتى: "شاهين رجال طيب، وقليل اللي مثله."

بدا على عمها التفاجؤ، ثم القبول، ثم الراحة المطلقة: "طول عمرك تعرفين تحكمين على الناس، فما دام تقولين عنه كذا.. الحمد لله.."

دخلت زوجة عمها عنده للمرة العاشرة ربما، ليتنهد عمها ويقترح عليها أن ترتاح لوقت الغداء، في نظرته وعد بإكمال كلامهم لاحقا.

=
=
=

بدا أبوهما تمام التوقع لمجيئهما، يتشدق بسخرية: "ما شاء الله! طول ذي الفترة تتعذرون إنكم ما تقدرون تجون عندي، وأول ما تسمعوا إن بنت عمكم جاية أشوفكم طايرين هنا!"

قالت روعة تحاول مسايسة أبيها: "تلومنا نسلم على بنت عمنا بعد طول غياب يبه؟"

لتؤيدها روابي: "كنا شايلين همها. محد داري وين هي كانت فيه!"

شخر أبوهما بعدم تصديق: "كذبتوا الكذبة وصدقتوها..!" أردف بصرامة نظرة ونبرة: "على العموم الغدا بينحط بعد شوي، تفضلوا. ما أبي أشوف وحدة من حركاتكم معاها، فاهمين؟"

للحظة شعرتا أنهما عادتا لسنين الطفولة: "فاهمين يبه.."

وعندما دلفت ابنة عمهما منتهى للصالة لتشاركهم الغداء، تجمدت تعابيرهما ذهولا من تغير حالها..!

بدت بكل بساطة.. أفضل. صحيح أن منتهى كانت جميلة لحد موجع محرق غيرها بالغيرة، لكن جمالها ذاك كان معيبا بالنظرة الخاوية في عيونها، برودها وقلة تعبيرها، ذبولها وعدم اهتمامها بصحتها.. وزادت حالتها تلك سوءا بعد طلاقها من نواف المرزوق.

لكن الآن.. الآن بدت إنسانة مختلفة. بدت بصحة أفضل وضحت في لمعة عيونها، في نضارة بشرتها وصفائها. بدت بنفسية أفضل أيضا، تشارك في الحديث وتبدأه.. تبتسم حتى..! كان المنظر عجيبا بحق، هل ابتسمت ابنة عمهما تلك مرة معهم؟

التفصيل الذي استوقفهما بحق كان فخامة ما كانت ترتديه، فجلابيتها البيتية ذات اللون الأحمر القاني لوحدها بدت كما لو أنها كلفت ضعف ما تلبسانه في المناسبات. وليزيد الطين بلة، لاحظتا مع حركة يدها اليسرى بريق انتمى لخاتم ثمين من الماس!

وإذا عرف السبب، بطل العجب. فأبوهما أجاب عن منتهى قائلا أن بعد طلاقها من نواف، تزوجت منتهى بصديق قديم له، لتتزوج بعد وفاته ابن عائلة الجبر الشهيرة.

ساسرت روابي روعة: "يعني ما يكفي تزوجت نواف ذاك، تجي تتزوج شاهين الجبر! كيف لقطته والحريم بيقطعون نفسهم عشان يعطيهم نظرة؟!"

هزت روعة رأسها بعد تصديق: "علمي علمك.. حظها يفلق الصخر بنت الذين!"

صفى أبوهما حلقه بتقصد منذر، ليكفا فوريا عن التساسر.

=
=
=

في صباها، كان مكتب عمها مكانها المفضل في الدنيا. تذكر أنها كانت تتسلل إليه لتقرأ ملفات القضايا التي كان يعمل عليها عمها، وأحيان أخرى تقرأ الروايات البوليسية التي كان يمتلكها. أغلب المرات كان يؤنبها طاردا إياها من مكتبه، لكن في أحيان أخرى، أحيان قلة، كان يتركها لشأنها، وفي أحيان بينها، يطلب منها الفرز بين الملفات لإيجاد ملف معين.

(ما عمري شفت بنت أغرب منك..)

تذكر تمتمته بتلك الكلمات ذات مرة، تشاركه بالحل الذي توصلت إليه من قراءة ملف قضية ما. تذكر تمتمته تلك الكلمات بابتسامة أشبه بالفخورة، وربما كانت كذلك.

مضت سنوات منذ ذاك الزمان، ولم تعد تلك الفتاة. لم يعد هذا المكتب بذاك الملجأ من الوحدة، تغوص في غموض حيوات أخرى غيرها لتنسى..

قال عمها، يجذب انتباهها إليه: "كان فبالي كلام وكلام، بس أول ما شفتك.. تبخر.." نظرته لها كانت مثقلة بالذنب والخزي: "آسف.. اللي سويته فيك.. ما أظن يقدر يتنسى حتى بعد كل ذي السنين، ماله عذر ولا حجة.."

ألجمها ما تراه في عمها هذه اللحظة، ألجمها هذا الشرخ في درع صلابته، هذا الضعف..! لم تظنها سترى مثل هذه النظرة تمر في عيونه، والآن وهي كانت السبب، لم ترد رؤيتها..: "كنت دوم تمثل لي فكرة عن الإنسان اللي يمكن يكون أبوي. ذيك المرة لما رديتني، عرفت إن ما عاد لي أحد.."

الألم اعتصر ملامح عمها لسماع ما قالته، لترى التماع الدمع في عيونه، وكم هزها المنظر!

أردفت تكمل: "مدري وش اللي خلاني أطلب عونك مرة ثانية بعد اللي صار، يمكن كان عندي أمل باقي..؟ المهم، ذيك المرة ما رديتني، بالعكس وعدتني ووفيت بوعدك.. حتى لو أبعد صاحب قديم عنك.." صمتت لحظة قبل أن تعترف: "كنت أبي أتصل عليك مرة وأشكرك، يمكن عشان كذا ما مسحت رقمك من جوالي.. بس أنا بعد وعدتك بالقطع."

قال ليقطع نفسه: "منتهى.."

نطقت بكل اليقين الذي تحسه، بكل الراحة التي غمرتها بسبب اختيارها المواجهة بدل الهروب: "ويا عمي، صحيح إن يمكن مقدر أنسى، بس أقدر أسامح." الصدمة بدت على محيا عمها واضحة جلية، كأنه لم يفكر أبدا بكونها قد تسامحه. ألهذا لم يسأل الصفح؟

لا يهم، فمسامحته كان القرار الذي ارتاحت إليه، القرار الذي ستغلق به فصلا آخر من الماضي: "سامحتك.. سامحتك اليوم اللي جبت لي ورقة طلاقي فيه."

=
=
=

-: "كلمني عن أبوي.."

فاجأه سؤال منتهى المباغت بعد فترة قضياها بصمت في مكتبه، كل شارد بأفكاره. لم يسأل عن الأسباب وبدأ يحكي، هذا أقل ما يستطيع فعله لأجلها: "أبوك كان يشبهك بنواحي ويختلف عنك بنواحي ثانية. ورثتي عنه ملامحه إلا العيون. لا، عيونك كانت لجدتك أم أبوك.. كان صوت فيصل يوصل قبله أغلب الوقت، بس أوقات يصير هادي بشكل تتشابهون فيه. كان متمرد ومتهور ومستهتر. ما يسمع كلام إلا من جدك ومن بعد وفاته.. أنا.."

ابتسم بحنين وشجن، كما أصبحت عادته كلما تذكر أخاه المرحوم حديثا، ولم يكن شعور الذنب بعيدا عن ذاك الحنين، يلحقه خطوة بخطوة: "ما كان فيه أحد يتوقع إنه بيصير أب مسؤول، وتوقعت لما قال لي إنه بيطلق أمك بسبب مشاكل بينهم إنه بيتركك عندها، بس فيصل فاجأنا وجابك معاه وإنتي بنت خمس شهور، وفاجأنا أكثر بقدر اهتمامه ومداراته لك. صار يتصل فينا يسأل شور اللي عندهم عيال منا عن أتفه التفاصيل. كان مدلعك دلع ما شفت أب يعطيه لبنته.. وإنتي بدورك ما كنتي ترضين تفترقين عنه للحظة. قالي إنه سماك منتهى لأنك بالنسبة له كنتي منتهى فرحته."

أخبرها أكثر وأكثر عن أبيها. كل ما يعرفه عنه، كل أثر كان لديه منه، وكم فطر قلبه اندماجها التام بما يحكيه، الدموع المتشكلة بصمت في عيونها، تتبعها لملامح أبيها في إحدى صوره برقة مرتعشة، كأنها تخشى على الصورة الزوال.

اعترف في النهاية: "غلطنا فحقك.. غلطنا فحق أبوك. أظنه ما كان يفتعل مشاكل إلا عشان يحصل منا اهتمام بدون فايدة.. عقولنا وقلوبنا كانت مقفلة بحجر، وحملناه ذنب خيانة أبونا لأمي.."

مسح الدمع من عيون ابنة أخيه، يقول لها بحب صاف: "بس إنتي كنتي له العوض يا منتهى.. أغنيتي قلبه عن الكل.."

=
=
=

يعرفه، ذاك الرجاء بالحصول على ود ورضى الأب، من كان بمنزلة الأب، وذاك الحامد اعتبرته منتهى بهكذا مكانة. لا يحتاج لبصيرة خارقة ليعرف، فنظرة عيونها تكفي.

لم يكن الفضول وحده ما سير شاهين ليزور عم منتهى، بل شيء من الغيرة أيضا، احساس يدفعه ليرى كل من كان له قدر في قلبها.

طول اليوم حاول تجاهل واقع عدم وجودها بانتظاره في البيت، يشغل نفسه بعمل وراء عمل ليجد العمل ينتهي وأفكاره عنها تتجدد بلا هوادة.

وعندما عاد للبيت، اختار الجلوس في الحديقة بدلا عن الذهاب لجناحه، يتطلع بشرود نحو الشجرة الضخمة في الوسط. لم يدرك جلوس أبيه جانبه إلا عندما سأل: "متى بترجع زوجتك؟"

أجاب، ما زال متفاجئا من اختيار أبيه الجلوس معه: "الأربعاء.."

توقع نهوضه بعدها، لكنه ظل جالسا، يبتسم بشجن عاشق: "لما أمك كانت تبيت عند أهلها، ما كان يجيني لا نوم ولا راحة البال. كنت أرجعها أبكر من اللي اتفقنا عليه، أتحجج بأي عذر له علاقة بالشغل عشان ترجع عندي وتحت عيني. شكلك ورثت ذاك الطبع مني.."

تحشرج النفس في صدره، فكم مضى من زمن لم يحادثه أباه بهذه الأريحية؟ يخرج من غلاف الجمود والهيبة لدثار الحنان الأبوي..؟

وقت طويل. طويل جدا.

عندها فقط نهض والده من عنده، يقول: "تصبح على خير.."

ظل شاهين ينظر في إثره إلى أن اختفى.

(ربما.. ربما هنالك أمل في الصلاح بينهما.)

=
=
=

لا يدري شاهين كم مضى من وقت قضاه في مكتبه بعدها، يفضل السهر بين أوراقه على محاولات نوم يعرف أنها ستبوء بالفشل.

رن جواله ليلتقطه تلقائيا دون النظر لمن اتصل به، مخمنا أن المتصل كان مسؤولا يتوقع منه ردا على المعلومات التي أرسلها إليه، لكن الصوت الذي حياه لم يكن ذاك للمسؤول، لم يكن مزعجا ناخرا للمخ بحدته، بل العكس..

كان ذاك الصوت المغوي في هدوئه، بإيقاعه الرخيم. صوت يعترف أنه فتنه منذ أول كلمة: "ليه صاحي للحين؟"

عتابها المتسلي جعله يبتسم، يزيح كل فكر عن معاملات من باله ليعطيها كل انتباهه: "تشرفين على نومي حتى وإنتي فبيت عمك؟"

لترد ونبرة التسلي في صوتها تزداد درجة: "لازم أضمن إنك ما بتنام عالمكاتب.."

خالط صوته ضحكة: "إلى متى بتذليني على اللي صار؟" أردف بعمق متقصد: "ومو أنا قلتلك وقتها إن ما كان فيه شي يخليني أشتاق لنومة على سريري؟ أبشرك صار عندي، بس للأسف انقطع عني ذي الليلة.."

لم تنطق بكلمة، لكن شاهين سمع نفسها يتهدج بشيء من الارتباك، وذاك دفعه ليستمر: "أقولك الصدق؟ صرت ما برتاح إلا بدفاك جنبي.."

وكم سره سماع ارتباكها يزداد، يكتسب ألقا خجولا لم تستطع إخفاءه: "بديت تهذي من السهر.."

ليرد هو: "يمكن يكون هذيان، بس ما أظن إن السهر سببه.."

سألته عندها، بترقب وفضول، بذاك الخجل الذي لا يستطيع الاكتفاء منه: "طيب.. وش السبب؟"

قد لا تستطيع رؤية الابتسامة الخبيثة التي ارتسمت على شفتيه لحظتها، لكن مرادفاتها تسللت إلى صوته عندما أجاب: "بخليك تحزرين لين تلقين جواب.."

=
=
=

كتمت منتهى ضحكة من تساسر ابنتي عمها حولها، تساسر ظنتا أنها لا تسمعه، لكنه واضح فاضح لكل من جرب وتوقف ليستمع.

زوجة عمها أصرت ألا تقوم بأي عمل وكلفت بناتها بضيافتها. انقلبت الآية مما كانت عليه قبل سنوات. ابنتي عمها لاحظتا ذلك، ليشوب الامتعاض والسخط تعابيرهما.

سألتاها كثيرا وبإلحاح عن شاهين، وعن حياتها في بيت عائلة الجبر، لتجيب عليهما بإجابات قصيرة مبهمة لم تستطيعا الحصول على شيء منها. ربما كانت "نذالة" منها، لكن إحباطهما بأجوبتها كان مسليا.

حل المساء ليأتيها اتصال من شاهين، يتضمن كلمات قلة دون الإسهاب: "اطلعي، أنتظرك برى."

تفهم عمها اضطرارها للذهاب مبكرا، وعلى عتبة الباب استوقفها: "لو طلبتيني، ما بردك. أوعدك أكون السند والعزوة اللي ما حصلتيهم فيني قبل.."

ابتسمت له، تستشعر صدقه وإخلاصه. لم يكن عمها بالذي ينطق بالوعود عبثا: "إن شاء الله.."

=
=
=

كان أول ما قالته عند ركوبها لسيارة شاهين هو: "قلتلي مسا الأربعاء، والليلة ثلاثاء.."

ابتسم كأنه تذكر مزحة قديمة: "صارت تطورات في الشغل وما بيمديني أوصلك وقتها.."

اقترحت، ربما لتغيظه: "كان خليتني لصبح الأربعاء.."

ليسأل يلتفت إليها للحظة قبل أن يرجع بنظره للطريق: "إنت معترضة على جيتي اللحين؟"

أجابته بابتسامة وراء نقابها: "لا، مو معترضة.. اشتقت للبيت.."

انتهى البارت..~

امال العيد 12-04-18 01:56 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
إبداع إبداع الفيورا


بارت جميل ولطيف م تمنيته يخلص يعطيك العافية

bluemay 12-04-18 08:37 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

روووعة تسلم الايادي ..

بعد الغياب رجعتي بالغنايم ..


استمتعت كتير بالبارت واتمنيته يطوووووول اكتر


مشكورة يا قمر

ربي يفرجها علينا وعليكم يا رب
ويوفقك بامتحاناتك


كلي شووق للقادم
تقبّلي خالص ودي

Maysan 12-04-18 10:38 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الفي ايه النور ده ايه الطله الحلوه ده ههههههه .. مسائك سعاده ورضا وبركه على حياتك بإذن الله من مولانا سبحانه .. تسلم يدينك ياحبيبتي .. روووعه ربي يحفظك ويسعدك وييسر امورك .. لاتعتذري ولاشيء انت سبق وشرحتي ظروفك ووضعك .. وانت ماقصرتي معنا تنزلي بمقدار استطاعتك وقدرتك ووقتك .. ربي يفرجها على اهلك ويصلح احوالهم واحوالك يارب .. ربي يبارك لك في وقتك وفيما وهبك ورزقك واعطائك .. يفتح عليك فتوح العارفين العالمين في دراستك واختباراتك يارب .. تعرفي انا كنت متأمله ببارتين هههههههه والله طمع بعيد عنك بس الفصل هذا بروعة ودسومة فصلين ربي يرزقك واهلك راحة البال ..


وااااااه الفصل هذا جميل جدا خاصة وحبايب قلبي مكتسحينه بقوووووه ههههههههههه .. الحمدلله ماحدا نشب معهم من الشخصيات الثانيه .. تطور جدا جميل في علاقتهم خاصة من ناحية شاهين فاضت به مشاعره والفقد مع الشوق عمل عمايله فأصبح يعبر بشكل واضح وصريح 😍.. منتهى تتقدم بشكل كبير واللي أكد لي مكالمتها لشاهين .. اعتقد انها مو مجرد إطمئنان وانما شيء من شوق له ؟! باقي خروج مشاعرها واضحه لشاهين واللي انا مو عارفه كيف ؟! يمكن لخرجة الشاليه دور في تطور اكبر في علاقتهم ومشاعر منتهى خاصة بعد مااغلقت منتهى ملفات الماضي المؤلم وتحررت منه ؟!

والد شاهين بدأ بأول خطواته لإصلاح اللي بينه وبين ابنه !! الاهتمام الابوي اللي اظهره كان شوشتنا بحاجه له ؟! ولو انه ماكان متوقعه ..عقبال ماتكنشف الحقائق كامله ؟!!

حاقده وحاسده ههههههههههه هذا بنات عم منتهى يابنت انت وهي حاسدينها ومناظرينها على نوافوه بلا والله ماعرفتوا ايش عمل فيها المحروس شبيه الرجال كان ماحسدوتها عليه.. ثم على شوشتنا استريحي انت وهي ههههههههه ولو تعرفوا انه القلب والعقل صار لميمي ❤.. كان ولعتوا نااااار خخخ .. فطينه بنيتي من يوم يومها مااعطتهم علومها هههههههههه ولو انها تتسلى بنذالتها بس كذا افضل لها .. رجوع شاهين ابكر من المده اللي اعطاها اياه دليل قوي على فقده وشوقه لها .. واعتقد انها بدأت تلاحظ بشكل بسيط جدا ..

( اشتقت للبيت ) استوقفتني جملتها هي اشتاقت بالفعل لجناحها ام لساكن الجناح هههههههه .. ام للي في البيت كله .. المقارنه اللي انعقدت من خلال بنات العم بين منتهى الماضي ومنتهى الحاليه اوضحت الفروقات الشاسعه بين الاثنتين .. الراحه والسكينه والسلام واللمعه وغيرها وجدت بمعالجة دواخلها من قبل شاهين بوجود السند والامان والاهتمام والرعايه بوجود ماافتقدته لسنوات حياتها كلها بجانب اهلها .. شاهين بالفعل كان نعم الرجل والعوض لمنتهى .. واعتقد كما كانت هي منتهى سعادة الدها ستكون هي منتهى سعادة شوشتنا ..

شكرا لك الفي بالرغم من ظروفك وظروف دراستك وضيق وقتك الا انك ملتزمه معنا ربي يشرح صدرك ويكرمك بكرمه ويعطيك حتى يرضيك ويوفقك ..

inay 12-04-18 11:44 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
بارت الهدوء و السلام
مشاعر طبخت على نار هادئة و الان استوت الطبخة
ثم ان لهفة شاهين واضحة للجميع الا منتهى ام ماذا ؟
برايي على منتهى ان توصل رسالة عمها لشاهين فمن المهم ان يعرف الرجل ان للمراة سند و حتى وان كان الرجل شاهين العملة النادرة
ننتظر الرحلة العائلية و التطورات المصاحبة لها
شكرا و ربي يوفقك

أم هناء 13-04-18 01:58 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
sglj d]hhh;
ggHlhhhhl dhusg

أم هناء 13-04-18 01:59 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
للأمااااام ياعسل
تمنياتي لك بمزيد من التقدم والنجاح

تاااالين 14-04-18 11:15 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
السلام عليكم
اليوم بديت اقراء روايتك وحبيت البساطه فيها والسرد الجميل
مريحه جدا وغير موتره للاعصاب وهذا الي مجمل هالروايه واقدر اعيدها مليون مره ولا أمل
الصباح بديتها والليل وصلت لاخر بارت وبدون ماحس انغمست فجو الروايه وماقدرت اقاوم اني اوقف وانا كل مامسكت الجوال تلقائي اتجه لروايه لين ماحسيت بنفسي الا وانا اقراء اخر بارت
فعلا تشكرين على ابداعك فالكتابه

HESA 15-04-18 12:45 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
بارت هاااااااادئ وجميل...يعطيك العافية الفيورا :108(1)

تاااالين 18-04-18 07:09 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
بنات متى اوقات تنزيل البارتات انا جديده ع الروايه عشان كذا اسأل ياليت احد يجاوبني

ندا المطر 18-04-18 10:12 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تاااالين (المشاركة 3700787)
بنات متى اوقات تنزيل البارتات انا جديده ع الروايه عشان كذا اسأل ياليت احد يجاوبني

عزيزتي الكاتبة كانت منتظمة بتنزيل الفصول اسبوعيا.. بس صارت معها ظروف .. لهيك كل ما لقت عندها فرصة بتنزل فصل اوفصلين .. بس للاسف ما في يوم او وقت محدد للتنزيل ..


الفيورا 21-04-18 07:38 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
اشتقت لكم..! امتحاناتي بدت وسرقت كل وقتي حاليا، بس لقيت فرصة أنزل شي حتى لو ما يعوض بقدر كبير..

السابعة والأربعون

=
=
=

كان عليها توقع كون خالها سيأخذ كلامها على محمل الجد، فما أن استقلت كليا عن المشي بمساعدة العكازات حتى أعلن نيته في أخذهم في رحلة لشاليه في الخبر، شاليه تذكر استئجارهم له قبل سنوات في رحلة مماثلة.

عدت في ذهنها من تعذر سفره معهم، كالخال عبد الرحمن وزوج كادي الغائب حتى الآن وزوج ترانيم الذي سافر قبل يوم من إعلان خبر الرحلة، ولا تنسى طبعا زوج خالتها سامر. فقط أربعة.

وبعد رحلة دامت ساعات قلة، وصل الجميع للشاليه الذي بدا كما تذكرته بل أبهى وأجمل. وبينما تفرق الكل ليرتبوا أنفسهم وحاجياتهم، اتجهت لمار من فورها جهة القسم الذي اقتطعه الشاليه من الشاطئ، تمتع عيونها بمنظر البحر. حقا منظر ينعش الروح!

بعد فترة انسحبت للغرف، خصيصا تلك التي ستشاركها مع كادي وابنتي خالتها، لترى أن كادي كانت مستغرقة في النوم وترانيم عابسة منزوية منطوية على نفسها وسمية مشغولة في عالمها الخاص تحدث صديقاتها.

"وش الجو الأوف لاين ذا؟"

خرجت دون تعليق لتتجه للغرفة التي تتشاركها أمها وخالتها غادة وزوجة خالها منتهى، لتلقى خالتها غادة نائمة وأمها في دورة المياه تستحم.

على الأقل زوجة خالها انتبهت لحضورها، وما إن حيتها حتى جرتها لمار معها بحماس لعثورها على شيء تفعله: "خليني أعرفك بالشاليه عشان ما تضيعي فيه!"

=
=
=

حاول جلال كل ما بوسعه حتى لا يظهر الإحباط الخانق الذي اعتراه عندما تكلم خاله شاهين قبله، يعلن أنه سيشاركه هو وسيف غرفة ويترك الغرفة الباقية لجده ليستريح فيها بالكامل دون أي إزعاج قد يحدثونه.

كانت خطته في أن يجعل خاله يشارك سيف غرفة وهو سيشارك جده عبد المحسن الغرفة الأخرى، يريد استغلال كون جده من النوع الذي يبكر جدا في النوم ليتسلل خارجا ويروي شيئا من شوقه لمرآى لمار.

لكن بوجود خاله معه، خاله الذي كان أشبه بحارس ليلي في جدول نومه، فإن خطته تلك ذهبت مهب الريح: "ما تحسها زحمة شوي يا خال؟"

ابتسم خاله بتسلية، ولمعة مكر واضحة جلية في عيونه: "أبد، الغرفة وش كبرها."

أيده سيف: "إيه والله، توسع فريق كورة حتى!"

نهره جلال بحدة: "مو وقتك يا سيف!"

أمال خاله رأسه بتخمين بريء يعرف كلاهما أنه تمام البعد عن البراءة: "اللي يسمعك بيقول إنك ما تبيني أبيت معكم.."

أنكر: "لا أبدا يا شوشي!" حاول من زاوية أخرى، لعل وعسى سيأتي بفائدة: "الغرفة غرفتك، لو تبي خذها لحالك حتى!"

ضربه خاله بخفة على رأسه: "أصغر عيالك أنا تناديني شوشي؟" أردف، يحطم آخر آماله وهو يخطو خارج الغرفة: "رتبوا أغراضكم، لا أشوفها مرمية على الأرض لما أرجع."

تنهد جلال بعد مغادرة خاله: "الطيب ماله نصيب يا سيفوه.."

وكان جواب سيف الغير مدرك لما يجري هو عدم الاكتراث التام، يتحلطم من كثرة الأغراض التي يجب عليه ترتيبها: "أكثر من نص الأغراض لك، ليه أرتب فيها؟!"

=
=
=

بدأت لمار بتردد يحكي عن اعتراف آت وهما في طريقهما إلى المحطة الأخيرة في الجولة التعريفية بهذا الشاليه وبقعة لمار المفضلة فيه، تتخليان عن العباءات بعد ضمانها بخصوصية المكان: "لاحظت تغير في خالي.."

كررت منتهى وراءها: "تغير؟"

توقفت لحظة قبل أن تهز رأسها، تصحح: "لا.. مو تغير بالضبط. أحسه بدا يرجعله شي من نفسه.." استطردت عندما لقيت صمتها المصغي: "خالي شاهين قبل كان.. كيف أقولها؟ إيه، كانت الفرحة والروح تبان عليه. كان يبتسم ويضحك أكثر.. اللحين لكن.."

أكملت منتهى عنها: "صار يشيل هم محد عارف وش ثقله؟"

أومأت لمار رأسها: "بالضبط!"

قطبت منتهى حاجبيها قبل أن تسأل، تستقصي لتتأكد من شكوك راودتها منذ فترة: "من متى لاحظتي تغيره من حاله الأول؟"

أخذت لمار تفكر لثوان قبل أن تجيب: "مدري متى بالضبط، كنت صغيرة، بس أظن إن تغيره كان قبل أكثر من عشر سنوات."

أكثر من عشر سنوات؟ فترة طويلة بحق، لكنها تفسر الكثير..: "والناس اللي حوله، جدك، أمك، خالتك..؟"

لتجيب كأنها أدركت شيئا: "أمي ما تغيرت طريقة تعاملها معاه.. بس جدي وخالتي غادة، تغيروا بزود عليه. أذكر فصغري إن خالي كان قريب منهم. بس اللحين جدي وخالي باليالله يتكلمون بكلمتين لبعضهم، وخالتي غادة تتجنبه.." اكتسى القلق نظرة عيونها عندما سألت: "تظنين خالي سوى شي عشان يخليهم اثنينهم يتغيروا عليه زي كذا؟"

لطالما استغربت من توجه أبو شاهين بالكلام إليها أكثر من ابنه، من كون العلاقة بينه وبين ابنه بذاك الجمود العجيب. تراكمت الاستفهامات والشكوك حتى وصلت ذروتها عندما لاحظت قلقه على ما كان يفعله شاهين بنفسه بعد حادث لمار، قلق لم يعبر عنه بكلمة، كأنه لا يريد، أو ربما لا يستطيع.

(لو عندك ولد تعزيه ورافعة راسك فيه وما شكيتي فيه مرة، وصار إنه فيوم اختفى وبعد فترة لقيتيه مغمى عليه فمستودع ودمه مليان مخدرات.. بتقولي عنه مدمن وضايع؟)

(تعلمت ما أحكم الأمور بظواهرها..)

لم تكن مجرد قصة.

أخيرا أجابت لمار، بثقة لم تعد تتعجب منها عندما يتعلق الأمر بزوجها: "خالك ما سوى شي، يمكن السالفة كلها مجرد سوء تفاهم بينهم وبتنحل إن شاء الله.."

وبينما استكان قلق لمار لطمأنتها، كانت منتهى تفكر في حل لهذه العقدة.

=
=
=

خطى شاهين حتى وصل لمنطقة منعزلة من الشاليه ومقتطعة من الشاطئ، ليرى لمار ومعها منتهى.. ولرؤيتها، تجمد في مكانه، يتأمل..

كانت رافعة تنورتها الفضفاضة لمنتصف ساقيها، تمشي حافية على رمال الشاطئ المبتلة، تلعب بقدميها بما امتد إليها من أمواج البحر بإيقاع أشبه بالراقص، تبتسم ابتسامة صغيرة مليئة بالحبور، وشعرها يتحرك بهدوء مع الريح.

خطف منظرها ذاك أنفاسه، هذا أقل ما يستطيع قوله.

أتاه صوت لمار عندها، يوقظه من لحظة الحلم تلك: "خذ لك صورة أحسن خالو.."

التفت ليرى لمار تبتسم ملء شدقيها تسلية. قبضته بالجرم المشهود، ولا يعرف منذ متى!

بدت فخورة وهي تردف: "ما خيبت ظني فيك، عرق الرومانسية ما فاتك!"

وقبل أن تفسر ما الذي تقصده من كلامها، انسحبت من الساحة تاركة له مع منتهى لوحدهم.

سألته منتهى عندما اقترب منها بفضول: "وين راحت لمار؟"

أجاب بشتات، لا يزال وقع رؤيتها هكذا يؤثر به حد الارتجاف توقا..: "مدري عنها.."

صمتت عندها، تنظر إليه بطريقة باحثة، تبدو بعزم قول شيء قبل أن تتركه لتقول، توجه نظرها نحو البحر، لضياء الشمس الغارب: "الشاليه جميل حده.. يكفي ذا المنظر.."

كان يفكر بم كانت تريد قوله عندما لاحظ الطريقة التي سقط الغروب عليها، يضفي عليها ألقا ساحرا مشتتا، ورباه، كم وجد هذه المرأة مشتتة..!

لم يعني شاهين البحر عندما رد: "وإنتي الصادقة.."

=
=
=

كان بعد صلاتهم العشاء أن اجتمعوا على طلب طعام من الخارج، يتحملون امتعاض الجد للفكرة وتغنيه بـ"أكل البيت".

وعلى الرغم من كون المشويات من أكلاتها المفضلة، لم تطق كادي النظر إلى طبقها حتى، تبعده جانبا وتنسحب لمطبخ الشاليه التحضيري بوهن وشئ من الغثيان. منذ سفر عبد العزيز وأعراض حملها تشتد وتبرز أكثر، كأن ألم الشوق في روحها ترجمه جسدها لألم حسي.

لم تدرك أن أمها لحقتها إلا عندما سألتها والعتاب ينضح من عيونها: "إلى متى ناوية تخبين حملك عني؟"

اتسعت عيون كادي تفاجؤا، للحظة لا تستطيع الرد بكلمة: "لمار قالتلك؟" الثرثارة! ألم تقل لها أنها غير مستعدة لمشاركة الخبر؟!

اكتست نظرة أمها حدة: "لا، ما قالتلي لمار شي. لاحظت تغيرك وبس.." استطردت بدراية: "وما أظن تغيرك له علاقة بالحمل وحده، صح؟"

صمت كادي كان إجابة كافية.

سحبتها أمها وراءها لركن منعزل من الشاليه، تجلسها جانبها، تضم يديها بين كفيها. سألت سؤالها بنبرة شبه هامسة: "وش اللي صار؟"

وكأن السؤال بداية دمار سد، لتفيض كادي دمعا، تفصح لأمها عن الذي حدث، كيف قادتها هواجسها لهذا الوضع الكئيب بينها وبين عبد العزيز، إلى درجة تبادل مكالمات رغم انتظامها، إلا أنها كانت قصيرة باردة.

اعترفت، تحتمي بأحضان أمها عن الألم، تسأل سؤالا أرادت طرحه منذ فترة: "مابي يصير لي زي اللي صار لك.. كيف قدرتي تنسين يمه؟ كيف تحملتي تتعاملي معاها عادي، كأنها ما سوت شي؟"

شعرت بنفس أمها يتهدج بشهقة، وعلى الرغم من أنها لا تراها هذه اللحظة، تعرف كادي أن أمها كانت تبكي: "مين قالك إني نسيت..؟ كل اللي صار هو إني عرفت الحقيقة والسبب اللي خلى أبوك يسوي سواته.."

ابتعدت كادي عن أمها عندها، تنظر إليها بذهول: "سبب..؟ مو واضح السبب؟!"

ردت بجمود، بندم: "هذا اللي كنت أظنه، واللي خلى الغيرة تغلب عقلي وتخليني أصر على فراقه.. استسلمت وبعته.. ما تعبت نفسي أحاول أستقصي ورى السالفة مرة.."

حكت لها أمها عندها عن الحقيقة التي اكتشفتها، الحقيقة التي جعلتها تنظر إلى من كانت لها ضرة بعين أخرى.

لم تستطع كادي نطق حرف، فكيف تفعلها وكل اعتقادتها تتحطم كالزجاج أمام صخر الواقع؟

قالت أمها بحزم ناصح: "لا تكرري قصتي يا كادي، لا تستسلمي وتتخلي عشان هواجس مالها صحة، لا تخلي مجال للندم يدخل أفكارك.."

=
=
=

كان جالسا مع جده وخاله في شرفة الغرفة الرئيسية المطلة على البحر، يتمتعون بجو الصباح والمنظر الرائع قبل اشتداد الحر.

شارد في أفكاره، لم يعر المكالمة التي أجراها جده إلا عندما قال قبل النهاية: "يلا عجلي طيب، ترانا ننتظرك.."

سأله جلال بشيء من الفضول: "أمي؟"

أجابه غير داري بما فعله به: "لا، لمار. شفتها صاحية من بدري وقلت لها تجيب لي قهوة."

كم ود لو هب واقفا واحتضن جده بكل ما أوتي من قوة. أخيرا الحق ينتصر وغمامة الظلم تنقشع! التفت إلى خاله يغيظه بنظراته، لعلمه أنه لن يمنع ما سيحصل..

لكن لخيبته فإن خاله لم يبدو عليه الغيظ أبدا، بل التسلية والمكر.

على الفور توجس جلال منه ريبة.

ما الذي يخطط له؟

فُتح باب الشرفة بصخب بعد فترة قصيرة، ليُسمع صوت لمار تعلن حضورها: "وهذي أحلى قهوة لأحلى جد وأحلى خال.. لمين الفنجان الثالث لكن؟"

من نبرتها عرف أنها لم تكن على علم بوجوده، فصفى حلقه ينبهها لوجوده. سمع شهقة ناعمة منها، ثم وقع خطواتها المرتبك إليه، تضع فنجانه عنده.

كل هذا دون أن يسمح لنفسه بالنظر إليها مرة، يعاني أشد المعاناة. هذا التحدي القائم بينهما أنهكه بحق، استنزف قدرته على الاحتمال، لكن فكرة كونه خاسرا في شيء كانت مريرة، وفكرة فوزه وتمكنه من تقديم موعد حفل الزفاف دون أي مشاكل كان مغريا لحد تزويده بالعزيمة!

هتف خاله عندها بسرور: "تعالي لمار واجلسي عندنا، من زمان عن أخبارك.."

يستطيع سماع الخبث المختبئ بين السرور والحبور. خاله كان يعرف! يعرف بأمر التحدي، يعرف بكونه مقيدا عن النظر إلى لمار حتى لو وقفت أمامه!

"وش فيك علي يا خال، ليه النذالة ذي كلها؟ قاعد تفرغ احباطاتك فيني ولا وش؟ فيه مشاكل في الشغل؟ مشاكل مع المدام؟ ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء يا شوشي!"

طبعا، لم يصل أي من حديث النفس ذاك لخاله الذي انخرط في الحديث مع محبوبته، يشتت انتباه لمار عنه كلما حاول الحديث معها، ليمضي الوقت وتذهب برفقة جده للخارج، تاركين له وخاله وحدهما.

سأله خاله: "مو إنت قلت إنك ما بتشتت لمار؟"

وهو التزم بكلمته تلك لحد ما، فأغلب لقاءاته مع لمار كانت بمحض صدفة ليس إلا: "إيه..؟"

كثير من المعاني ارتسمت في ابتسامة خاله عندما قال وهو بصدد الذهاب أيضا: "شكلك ما حاولت زين، لأن البنت كانت مشتتة. بالها وعيونها ما كانوا معي."

فرحة وليدة كادت تنفجر في صدره لاستيعابه ما قاله خاله، لكنه سأل ليتأكد: "أجل مع مين؟"

خالط صوت خاله ضحكة عندما أجابه: "مين برأيك؟"

=
=
=

صحيح أن الوليد أعلمها بموعد سفره، وصحيح أنها أصرت على البقاء وعدم أخذ اقتراحه أن يوصلها لأهلها قبل يوم من سفره، لكنها لم تتوقع أن يذهب دون أن يوقظها، لتستيقظ على رنين جوالها وصوت جلال المغيظ يستعجلها بالتجهز للبيات معهم.

إحباط غريب اعتراها. حتى وهي في هذا الشاليه البديع، لم تستطع إزاحة الوليد وفعلته بها جانبا. حاولت الاتصال به، لتوبخه، تعاتبه.. لتطمئن عليه، لكن جواله كان مطفئا.

تنهدت بحرقة، تأخذ لحظة حتى تعيد تعابيرها إلى الحياد بدل الوجوم الحزين. حتما لا تريد أن تثير تساؤلات عائلتها.

دخلت الغرفة التي تشاركها مع أختها وبنات خالتها لتراهم مجتمعين على فيلم رعب، مخفضين من الإضاءة ويبدو عليهم تمام الاندماج. بدا على ملامح كادي وسمية الجزع الخالص، تكادان تحتضنان بعضهما البعض وجلا مما كانتا تشاهدانه، بينما لمار كانت تلتهم الفشار بترقب متوتر.

منظرهم هذا كان كفيلا في تحسين مزاجها، لتنضم إليهم وتنخرط معهم في مشاهدة الفيلم، في الذكريات التي أثارها تجمعهم هكذا من جديد.

تحلطمت كادي بضعف: "أنا وش حادني أشوف ذا الفيلم وأنا دارية إنه بيخوفني..؟"

أسكتتها لمار بحدة: "قلتلك لا تشوفيه بوضعك، لا تقعدي تشتكين اللحين!"

قالت ترانيم تعبس لتفويتها آخر مقطع بسبب جدال ابنتي خالتها: "رجعي المقطع كم دقيقة يا لمار، ما أمداني أشوف.."

التفتت سمية إليها بجزع: "تستهبلين إنتي؟! ما صدقت خلص المقطع عشان تجين إنتي وتطلبين إعادة!"

وكان بعد إنتهاء الفيلم وتفرقهم للاستعداد للنوم أن تساءلت لمار: "غريبة أمي ما جت تقولنا ننام.."

لتجيبها سمية: "لما رحت للحمام شفتها تتكلم مع أمي وباين إنهم بيطولون."

سألت كادي عندها، بهدوء غريب استغربنه: "وزوجة خالي معهم؟"

هزت سمية رأسها بـلا، تجيب بتردد واضح: "شفتها مع خالي برى يتكلمون.."

قالت لمار عندها بمرحها المعهود: "شكل الخال يبي يعوض اليومين اللي راحت فيها لبيت أهلها..!"

تستغرب حقا علاقة ابنتي خالتها مع من كانت ضرة أمهم في زمن ما. تستغرب أكثر ما تستشعره في خالها من مشاعر إيجابية اتجاهها.

لكن إذا نتج شيء بين خالها وزوجته تلك رغم حواجز صلاتهم ببعض، ألا يعطي هذا أملا لها ولعلاقتها مع الوليد؟

خرجت من الغرفة بعزم محاولة الاتصال مرة أخيرة قبل أن تنام، ويا لحظها، فقد كان جوال الوليد مفعلا وأجابها بتفاجؤ: "ترانيم؟"

لترد: "إيه.." لم تستطع منع الغيرة من التسلل لصوتها عندما أردفت تسأله: "كنت تتوقع أحد ثاني؟"

أجابها بصدقه الذي تحب: "لا والله.. بس ما عمرك سويتيها.."

تعرف ذلك، وتعرف أنها ضعيت على نفسها الكثير..: "بغيت أهاوشك على سواتك فيني."

كان في صوته ضحكة، وللحظة شعرت كما لو أنها عادت لتلك الأيام الأولى: "صوتك مو صوت واحدة ناوية تهاوش.."

كيف عرف؟ كيف عرف أن توعدات العتاب تبخرت لحظة سماعها لصوته ينطق باسمها؟ قالت بصوت متحشرج: "أجل وش؟"

قال بدل الإجابة، كأنه استدرك وضعهما الحالي، ليعود ذاك البرود الذي تكره لصوته: "تأمرين على شي؟ لازم استعد لرحلة بكرة.."

لثانية أرادت البكاء من غيظها، ولا تدري كيف وجدت في نفسها القدرة على إجابته: "لا، سلامتك.."

أقفلت الخط متوعدة، فليست هي من تُرفض!

دعه يعود، دعه يرجع.. لن تستسلم! ستسترجعه!

ستسترجعه..

=
=
=

مبتعد عنها ليوم والشوق إليها قد بلغ منه الإنهاك. حالته ميؤوس منها بحق..

كان اتصالها به كالحلم، وسماع صوتها بتلك النبرة التي يكاد يقسم أنها حكت عن اشتياق تعذيبا. توقع أن يهدأ حاله مع البعد، فالبعيد عن العين بعيد عن القلب، أليس كذلك؟

يبدو أن حالته كانت الاستثناء، وبعده عنها زاد حالته سوءا، زاده ضعفا، لينسى نفسه معها للحظات ويحتاج للتعذر بعذر سخيف ليقفل الخط عنها، متجاهلا صرخات قلبه ألا يفعلها.

"أتعبتيني يا ترانيم.. أتعبتيني.."

=
=
=

صحيح أن علاقتها بأخيها تلاشت لسنوات طويلة، لكن ذلك لا يعني أنها لا تكترث لأمره.

بعد زواجه الأول الكارثي، أوصت غادة أختها منال أن تبحث عن عروس جديرة مرة أخرى ولا تتبع أراء وإرشادات الآخرين. وعندما شاورتها في أمر ترشيح ابنة صديقتها أسيل، أبدت غادة تمام الموافقة.

لكن شاهين رفض حتى الخوض في نقاش عن الأمر، وظل لوقت لا يبدي اهتماما في الارتباط مرة أخرى.

ليأتي يوم ويصعقهم فيه بخبر زواجه بمن كانت السبب في طلاق منال!

كانت تكن لتلك الضغينة منذ سماعها بخبر طلاق منال، وبموافقتها على الزواج من شاهين بعد عدة أبو كادي مباشرة، حقدت غادة عليها أكثر، ولم تتخل عن تلك الضغينة إلا عندما صارحتها منال بالحقيقة المخفية عن الجميع.

حتى ولو.. لم تكن حقا من تخليتها زوجة جديرة بأخيها ومكانته، من سيكون أبناؤها وريثوا ثروة عائلتهم.. لكن ماذا عساها تفعل. يبدو شاهين مقتنعا نصيبه لسبب خفي..

وبالحديث عن "الأبناء"..

قالت غادة مباشرة عندما دخلت زوجة أخيها للصالة في هذا الوقت المبكر من الصبح، على الرغم من نومها في وقت متأخر ليلة الأمس: "السهر الزايد مو زين لصحتك وصحة الولد.."

رمشت زوجة أخيها بعجب، من مخاطبتها إياها أو مما قالته، أو ربما من صراحتها، تكرر: "الولد..؟"

فسرت مما فهمته: "منال قالتلي إنك تعبتي في المستشفى مرة أيام لمار كانت تنام هناك.. لو الحمال متعبك، مفروض تهتمي بنفسك أكثر وتعدلي من وضعك.."

الذهول ثم الحرج التام ارتسم على ملامح زوجة أخيها، يبدو عليها الضياع، عدم المعرفة بم ترد. أخيرا، ردت عليها بخفوت: "إن شاء الله.."

راضية بإسداء نصيحتها تلك، ظنت غادة أن ذاك كان آخر عهدها في التعامل مع زوجة أخيها، لكن على ما يبدو فإن زوجة أخيها كان لديها أفكار أخرى: "إنتي أخت شاهين الكبيرة صح؟"

تعجبت غادة من السؤال. هل هي بلهاء أم ماذا؟: "توك تعرفين؟"

ارتسمت على شفتيها ابتسامة متهكمة كانت أبعد ما يكون عن البلاهة، وأقرب إلى الاستدارج المدروس: "أتأكد.. السموحة لكن ما حسيت مرة إنك أخته وبكل بساطة.. نسيت.."

كيف.. كيف تجرؤ؟!

كانت غادة على وشك الرد عليها بزخم لاذع عندما انضم الباقون لهما، لتستقر على الغلي في أفكارها. تلك الوقحة! كيف لها أن تشكك بصلتها بأخيها الصغير، من كانت تتقاتل على حمله وهو رضيع مع منال؟ من كانت تحل معه واجباته؟ من كانت تلعب معه كلما طلب..؟

صدح صوت في باطنها عندها سائلا..

كيف لا تشكك بصلتها مع شاهين وهي قد قطعته بالكلية، لا توجه له إلا السلام..؟

(أهكذا أصبح الناس يرون الحال بينها وبين أخيها.. غرباء؟)

كون الإجابة "نعم" هو ما جعل غضبها يخمد بثرى الحزن.

انتهى البارت..~

Maysan 22-04-18 12:57 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ازيك ياالفي ياحبيبتي وازي اختباراتك عاوزين كدا فل مارك ههههههه ودرجات تفتح النفس والذي منه 😂❤.. اشتقت لك ولحروفك وللروايه .. لكن خمنت من المقدمه السابقه في الفصل السابق انه اكيد مشغوله مع اختباراتك .. ربي يرزقك البركه في وقتك ويبارك فيك وفيما وهبك واعطاك ورزقك وييسر امورك ويصلح احوالكم ويفرج هم اهلك .. ويفتح عليك فتوح العارفين العالمين ويسعدك ويوفقك .. كنت طفشانه حبتين واجى الفصل في وقته ربي يعطيك حتى يرضيك ويحقق لك كل ماتتمنين وافضل منها .. تسلم يدينك يارب .. فصفص صغنن ههههههه << اتوقع يمكن من كثر مافقدت الروايه 😍.. الفي بس تزين احوالك وتخلص اختباراتك على خير بإذن الله تفرحي بالنتائج نبقى العوض فصول دسمه هههههههههه << طماعه مو 😝..

وبدأت منتهى تربط الخيوط ببعض وتحلل الوضع وتراجع ماقيل لها سابقا من شاهين .. لكن هل ستنجح في لم الشمل واعادة المياه لمجاريها ؟! هي بدأت بأول صفعه قويه لغاده بتكنيك ذكي جدا .. والله هالغاده يهمها المظاهر بدرجه اولى مالك انت ومال انه ميمي ماتناسب اخوك ومكانته او حتى تصلح تكون ام أطفاله ؟! اذا معك وقت زائد خصصيه للتقرب من بنتك لو هي كانت قريبه منها بالفعل كان عرفت وضعها من تصرفتها وتكورها وشرودها مثل منال لما عرفت وضع كادي .. اخلص من العجيز انها ماجات لانه ولدها مو في تجي انت ؟! بإنتظار الخطوات القادمه لمنتهى مع غاده والاب 😍🤔..

الفي مابدك ترحمي شوشي هههههههه استوى ابني على الاخر .. الشوق لاعب فيه وميمي مشغوله بفك قضيته ههههههههه .. اتوقع حاليا تحسنت بشكل كبير جدا جدا .. لكن ممكن هو ينتظر الخطوه منها ؟! اذكر قال لها مره فيما معنى الحكي انه مايجبر نفسه على احد لما طلب منها تنام معه على سرير واحد ؟!.. يكون هو سبب عدم محاولته التقرب منها كزوجه ؟! بإنتظارها هي !! او بإنتظار مشاعرها تطفو على السطح !! تقريبا هما الاثنين اصبحوا يفهموا بعض من العيون ؟! لكن ايش كانت ناويه تسأله وتراجعت عنه ؟! الكل اصبح عارف بحقيقة مشاعره ماعدا تقريبا غاده بسبب تباعده عنه ..

في حاجه كذا اثارت فضولي !! ليه لما ذكرت سميه انه ميمي مع شوشتنا خالها كانت متردده والتردد كان واضح ؟ هي سمعت حاجه ههههههههه من هنا او هناك ؟! 🤔.. والشخصيه الثانيه اللي تترحم جلال ياحرام مسكين .. كأنه صدق شوشتنا يفرغ فيه هههههههه .. والله طلع له عرق نذالة خاله كله ..

الوليد وترانيم واخيييرا تنازلت الاخت من عليائها .. وادركت ضرورة تصليح ماافسدت لما رأت علاقة خالها وزوجته والبنات معها .. ايوا كذا استرجعيه مو تنتظريه يجيك زاحف وانت المخطأه ؟! والوليد ياحبة عيني متعذب من الشوق والبعد اسمع ياابني انت الثاني اجمد ههههههههه واثقل خليها هي اللي تسعى لرضاك ومصالحتك وتعترف بحبها لك خخخ ..

معرفة كادي للحقيقه حتغير كثير في حياتها مع عبدالعزيز .. وحنشوف تطور في مشاعرها ظاهر له ولنا ..

الفي ياحبيبتي شكرا لك على تخصيص جزء من وقتك لنا رغم اختباراتك والضغوط منها .. دعواتي لك 🌹❤..

نزف جروحي 26-04-18 01:21 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
اشتقنا..

موفقه حبيبتي بالاختبارات

الفيورا 04-05-18 07:58 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
السلام عليكم! أدري طولت وزودتها مع الغيبة والشوق ذابحني لكم، بس امتحاناتي ما ترحم بثقلها. الحمد لله خلصت على خير وإن شاء الله بنرجع لجدول نظامي ذا الأسبوع بعد ما أضمن الشبكة.

الثامنة والأربعون

=
=
=

أمضوا يوما إضافيا في الشاليه قبل أن يتفقوا على العودة، فعلى الرغم من إغراء البقاء، فإن أغلبيتهم كان لديهم عمل لا يحتمل التأجيل.

ما زالت كادي في حالة خدر من الحقيقة التي أفصحت عنها أمها، ما زالت تحاول بناء أسس جديدة تستند عليها بعد انهيار كل ما عرفته من أسندة، لتجد نفسها تحدق شاردة بزوجة خالها ظهيرة اليوم الذي تلا عودتهم.

عدا عن الجناح، فإن المكان الوحيد الذي ترددت عليه زوجة خالها في البيت كان الحديقة. لذا عندما حدث وصادفتها هناك، توقفت تداهمها الأفكار والتساؤلات، لا تستيقظ للواقع إلا عندما قالت لها زوجة خالها غير رافعة عيونها من الكتاب الذي كانت تقرأه: "لو عندك كلام لي، قوليه.."

أدركت كادي غرابة تصرفها، وبحرج لم تعرف ماذا تفعل سوى أن تجلس جانبها بزخم أخرق يدفعه جهلها التام بكيفية التعامل مع إمرأة عاشت معها في نفس البيت لسنوات، لكن دون تبادل حديث سوى بالسلام. لا يفيد أيضا ردة فعلها الصارخة عندما عرفت بخبر زواج خالها شاهين بها..

للحظة تمنت لو أن لمار كانت معها، فحتما كانت لتلطف الوضع بينهما، لكن.. لا، هذه محادثة يجب أن تخوض فيها على انفراد.

رفعت زوجة خالها ناظرها عن الكتاب أخيرا لتوجهه إليها، تميل زاوية فمها بابتسامة صغيرة: "خير يا كادي؟ ما أظن إنك صحيتي اليوم وقررتي تتمقلين فوجهي من بين كل الأشياء.."

أدركت كادي أنها فعلتها مجددا وشردت بأفكارها عن مواجهتها، لتبدأ تقول: "أمي قالت لي عن كل شي.."

كل شيء، من خلاف أمها مع لمار بسببها، لزيارتها لغرفة أمها وكشفها عن الحقيقة، حتى الصفعة التي تلقتها منها والتي أخفت أمرها إلى اليوم.

انحسرت ابتسامة زوجة خالها، ابتسامة أدركت أنها لا تزورها عادة، ليحل محلها.. لا تدري حقا. كان مزيجا غريبا من الأسى والشجن والذنب.

سألتها كادي بسكون: "وش السبب اللي خلاك توافقي على أبوي؟"

لا تعتقد أنها ستجيبها، فمهما كان السبب بدا لها أنه كان شيئا لا تريد الخوض فيه، لكنها فاجأتها عندما ردت بعد لحظات صمت: "كنت أبي أهرب.."

تهرب؟ لطالما بدت لها هذه المرأة جامدة متماسكة لا يهزها شيء. فكرة أنه كان هناك شيء يجعلها تهرب لذمة رجل يكبرها بكثير، رجل عرفت أنه لم يكترث لها لحظة كما يكترث رجل بزوجة..

فسر ذلك الكثير أليس كذلك؟ نظرة مسترجعة للسنوات الماضية جعلت كادي تدرك أن وضع هذه المرأة السابق مع أبيها لم يكن وضعا ترضى به أي إمرأة. في كل تصرف تتذكره من أبيها، تستشعر حبه لأمها حتى بعد الفراق، وفي كل موقف، كانت زوجة خالها ككتاب مغبر على الرف.

قالت عندها، تخرج كادي من دهاليز أفكارها: "آسفة.."

أسفها ذاك، نفس الأسف الذي أعطته أمها، حكى كفاية.

لم ترد الموافقة على أبيها، لكنها اضطرت. وأبوها لم يرد الزواج بها، لكنه اضطر.

واقع بسيط بنتائج مؤلمة.

سألتها: "حبيتيه؟"

هزت رأسها بـلا: "احترمه ومدينة له بالكثير، بس لا.."

وعلى حسب ما قالته لأمها ذات ليلة، فإن أبوها لم يكن في قلبه سوى أمها.

غريب أن مفهوم الحب الذي إنهار بعد طلاق أبويها بدأ يتشكل بصورة أكثر صلابة وواقعية. غريب شعورها بالراحة بسبب إمرأة لم تبعث فيها سابقا سوى الألم والغضب.

=
=
=

كانت مندمجة في مشاهدة التلفاز عندما أتى جلال ليأخذ الريموت منها ويطفئ الجهاز.

حولت ترانيم انتباهها عليه بسخط مستغرب: "خير؟!"

لم يكترث جلال بسخطها وجلس جانبها، يقول: "أبيك تجهزي لي شقتي فشهر، الميزانية على كيفك والذوق إنتي أدرى به.."

لوهلة هذه الثقة الأخوية بإمكانياتها أرهفت أحاسيسها، لكن سرعان ما بدأت تشكك: "لو تمزح..!"

قاطعها جلال بجدية بحتة: "ما أمزح، من جد أبيك تجهزين الشقة فشهر، يمكن أقل حتى لو تقدرين."

تمعنت في تعابير أخيها لتدرك أنه كان جادا بالكلية: "طيب بقى على زواجك كثير، ولمار لازم يكون لها رأي في التأثيث."

ليرد كما لو توقع إجابتها تلك: "وقت زواجي خليه علي، وطبعا لازم تأخذي رأي لمار، كيف نشتغل بدونها؟"

بدا لها العرض مغريا بحق، فبعد تأثيث شقتها بالكامل، تعطشت ترانيم لتكرار التجربة مجددا، يكفي الميزانية الغير محددة التي عرضها جلال، يكفي ذاك الوعد بإلهاء مؤقت عن شوقها القاتل للوليد. لكنها لم تستطع إلا أن تتساءل: "فيه سالفة في الشغل تخليك تبي تعجل؟ وراك سفر ولا..؟"

هز جلال رأسه بلا: "أبي أقدم الموعد بس."

تساءلت مرة أخرى: "طيب ليه..؟" توقفت للحظة، تستوعب العجلة الغير مبررة ظاهريا لتبتسم بخبث: "لهدرجة ولهان على لمار؟"

ويا للعجب! لم ينكر أخوها بشخرة سخرية، لم ينظر لها باستخفاف لكلامها، لم يعطها دررا عن عدم وجود أنثى ستحوز على اهتمامه ولهفته..

لا، بدا جلال هذه اللحظة كمن قبض عليه بالجرم المشهود!

"والله موب سهلة ليمور، موب سهلة أبد!"

ربتت على كتف أخيها بمؤازرة، فهو مثلها واقع دون خلاص في متاهات قلبه: "من عيوني أجهز لك اللي تبي وبأسرع وقت!"

ابتسم لها جلال بحبور: "كنت أعرف إنك ما بتخذليني..!"

سألته بلهفة وفضول: "قول لي كل التفاصيل طيب، كيف رحت في خرايطها وأنا ما أشوفك تزورها زي الناس؟"

نهض جلال عندها، ينسحب انسحابا تكتيكيا، لتلحقه ترانيم بأسئلتها الملحة.

=
=
=

منذ معرفته بأفعال وتطاولات أمه وعبد الرحمن في حالة غريبة، ينتابه خليط مر من الذنب والخيبة. كلمات عوض بعثت فيه خوفا، خوفا من كونه قد ورط شادية وعائلتها بظلمات أمه. ما زال مصدوما من انحدارها لذاك المستوى، وكل ما يخشاه أن يكون المخفي أعظم.

تساءل عن الأسباب التي جعلت شادية صامتة، لِمَ لَم تخبره بزيارة أمه لها؟ ما الذي قالته لها بالضبط؟ حتما لم يكن أمرا يبشر بالخير..

-: "وش فيك يا ولد؟"

أخرجه صوت أبو محمد من شروده، ليجيب بأريحية فورية مموهة، لكن تحكي عن شعور بدأ يتشكل فيه: "أفكر إني ما أستاهل جوهرة مثل شادية يا أبو محمد.."

رد عليه أبو محمد بفخر: "ما فيه رجال يستاهلها.." أضاف بعد تمهل لحظة، بمضض صادق: "لكنها راضية فيك، أمرنا لله.."

ابتسم عبد الرحمن بإغاظة، يقدر هذا التشتيت اللحظي من همه: "كأنك بديت تقر بالأمر الواقع؟"

حذره: "لا تجرب حظك!"

=
=
=

رفع خاله حاجبا بعد قراءته للبروشر الذي كان سبب دعوته للغداء في أحد مطاعمه المفضلة.

لوح خاله بالبروشر المعنون "اكتشف إسبانيا" بضجر، والمصاحب لتذكرتي سفر: "والهدف؟"

لم يبتئس جلال من ردة فعل خاله الباردة: "الهدف واضح يا خال. توني أدركت إني ما عطيتك هدية بمناسبة زواجك وحزت بخاطري صراحة.."

تهكم خاله: "واضح.."

أكمل جلال غير مكترث بالتشكيك بنيته الصافية الصادقة النقية، المنزهة عن أي أهداف خفية: "ففكرت وقلت لنفسي، وش أحسن شي أقدر عليه وأعوض عن تقصيري فحق أفضل وأجمل وأروع خال؟ سفرة مدفوعة التكاليف لأسبانيا مع المدام كانت أحسن خيار!"

أعطى خاله لحظة ليقلب الأمر في ذهنه قبل أن يضيف، يستعمل عقلية التاجر ليضمن طواعيته: "ساعدني جدي عبد المحسن مع الإجراءات وما عليك إلا الحضور. لا تخاف من سالفة الشغل، جدي قال إنه يقدر يدبر أموره فغيابك. أصلا البرنامج السياحي اللي حجزته مدته أسبوعين، يعني ما بتطول.."

قال خاله عندها: "تراك فضيحة.."

يعرف، يعرف بحق أن الهدف الأول من إبعاد خاله لأسبوعين عن البيت كان لمار، لكنه حقا أراد إعطاء خاله هدية. عصفورين بحجر واحد، أليس كذلك؟: "يعني ما تبي تسافر؟"

لم يجبه خاله بكلمة، لكن أخذه للتذكرتين كان إجابة كافية.

=
=
=

كانت منتهى جالسة على السرير، تقلب في ألبوم صور بإندماج تام عندما رجع لجناحه. لم يبدو عليها ملاحظة وجوده حتى عندما جلس جانبها ونظر في الصورة التي كانت تحظى بانتباهها هذه اللحظة.

الصورة كانت لشاب يحمل بين يديه رضيعة جميلة، يقبل خدها الناعم بسرور، وكانت منتهى تبتسم بشرود حزين محب وهي تنظر إليها، ولا ينكر شاهين الغيرة التي تسللت لصوته عندما سألها، يعلمها بحضوره: "مين هذا؟"

بدت منتهى متفاجئة للحظة من وجوده قبل أن تعود للابتسام والنظر في الصورة مرة أخرى: "أبوي.."

ردها ذاك جعله يعيد النظر في الصورة، وفي الصور القليلة الأخرى لأبو منتهى، يتمعن في ملامحه. حقا، كان يشبه منتهى لدرجة كبيرة، خصوصا في ابتسامتها، لكن شعره كان أفتح منها بدرجات، وعيونه عسلية خضراء: "يشبهك.." عاد لتلك الصورة الأولى ليتأكد من شيء، يشير للرضيعة بين يدي أبيها: "هذي إنتي، صح؟"

أومأت منتهى له بنعم، ليقول بابتسامة دافئة لرؤية كل تلك الظرافة فيها: "كنتي تجنين، دبدوبة حدك.."

قالت له بشجن باسم، لا يدري كيف جمعت بين الحزن والسعادة في ألق عيونها، لكنها فعلت: "قالي عمي إنه كان يدلعني دلع، يعتبرني أميرته.."

لم يكن لشاهين سوى أن يوافق بتمتمة شك أنها وصلت لأذنيها: "رجال حكيم.."

ترك لمنتهى الحرية في الإنسياب في ذكرياتها والحكي عنها له، تحكي عن كل صورة توقف نظره عليها. كصورة لها وهي في الثالثة، بشعر قصير وعبوس ناقض ظرافة ملامحها. صورة أخرى وهي في السابعة، بشعر أكثر طولا بقليل وركب مخدوشة، تعبير عدم رضى واضح بدءا من طريقة وقوفها وإنتهاء بتعبيرها العاصف. صورة أخرى وهي في العاشرة، تشاركها فيها فتيات عرفت عنهن أنهن بنات إحدى عماتها، وبسبب ذلك كانت في الهامش، يبدو عليها تفضيل كونها في أي مكان غير ذاك: "معظم صوري وأنا صغيرة أخذتها لي عمتي دلال، كانت تتدرب على مهاراتها فيني. حاليا فاتحة لها محل تصوير نسائي.." أضافت بمرارة: "ما كنت أفضل عارضة صراحة، كلها كئيبة.."

إلا صورها القليلة تلك وهي رضيعة مع أبيها، رضيعة بدت رغم بساطة قدرتها على التعبير كأنها تملك الدنيا بأسرها.

لكن..: "مين قال؟"

نظرت له منتهى بعدم فهم: "وش قصدك؟"

تناول جواله ليفتحه على الصورة التي أرسلتها له لمار ذات مرة، صورة كانت تبتسم منتهى فيها بتسلية ومسايرة. تعرفت منتهى عليها فور رؤيتها: "لمار رسلتها لك.. ليه محتفظ فيها؟"

هذا سؤال سأل نفسه مرات لا تحصى، يتأمل في الصورة إلى أن حفظ كل تفصيل فيها عن ظهر قلب، يتجاهل نزعته للحذر التي طالبت بحذفها حتى لا ترى عين أخرى ما يرى، لكنه يمني نفسه بلحظة أخرى يتأمل فيها، لحظة أخرى يتنعم بالصورة بين يديه. كان أشبه شعور بالإدمان بحق: "عجبتني.." تمهل لحظة قبل أن يردف، يتشرب فتنة ملامحها على الطبيعة، دون تحسينات من مكياج، يمرر طرف أنامله بخفة وببطء على صفحة خدها: "بس الصورة دوم ما توفي الأصل حقه."

كانت جميلة، ابتسامتها، تلك التي حكت عن اطراء منحرج وضياع بعيد كل البعد عن نهجها الساكن المدروس، تزيدها تلك الحمرة التي اكتسحت سمرتها الذهبية رغما عنها بهاء. على الرغم من غموضها ونباهتها، حذاقة لسانها وجرأتها في السعي نحو اكتشاف الحقائق، إلى أن شاهين استشعر فيها إقصاء نفسها عن فكرة كونها أنثى تُرغب لكيانها، لشخصها المميز، تعتاد النبذ كلباس حتى أُعميت عن أي رداء غيره. وكم عزز جانبها هذا فيه الحاجة ليعلمها بكل جوارحه أنها مخطئة.. مخطئة ومخطئة ومخطئة..

رنين جواله أيقظه من غفلته المعتادة كلما تطرق الأمر لزوجته، وعندما رأى أن المتصل كان زميلا له وحتما يريد التحدث عن المشروع الذي كان يشرف عليه معه. تنهد قبل أن يتذكر إهداء ابن أخته له.. ربما هذا ما يحتاجه حاليا..

توجه بالسؤال لمنتهى، يتجاهل للحظات رنين الجوال الذي صدح بإصرار دون استسلام: "وش رأيك نسافر؟"

=
=
=

هنأ جلال نفسه على خطته العبقرية وما ستؤول عليه بالخيرات، يظهر في خطواته نحو مجلس جده الزهو والفخر. صحيح أن خاله يعرف بنيته، لكنه مع ذلك جاراه، تضعفه فكرة وقت مستقطع مع زوجته ربما؟

"يا إن سمية فضحتك يا شوشي..! أجل غراميات وسهر عيني عينك مع المدام وتحرم ناس مسكينة من نظرة..؟!"

خطرت له فكرة إرسال خاله لرحلة مع زوجته بعد سماعه لما قالته سمية عن مصادفتها لهما يتحدثان لأوقات متأخرة في الشاليه. لهذا كان خاله لا يرجع لغرفتهم إلا متأخرا، يرفض حتى إعطاء جواب عن مكان تواجده.

لو كان يدري أن نقطة ضعف خاله كانت زوجته لفكر في إرساله منذ زمن طويل!

لا يهم الآن، فالخطة تمشي على أحسن صورة، وكل ما عليه هو أن ينتظر سفر خاله ليبدأ.

دخل المجلس واستغرب عندما لم يجد جده. حسنا سينتظره، فهو يريد تأكيد موافقة خاله للسفر. ظل لدقائق جالسا بضجر إلى أن تشاغل بجواله، ليُفتح الباب ويدلف شخص داخلا.. شخص لم يكن جده..

استغرب ذاك الصوت المبحوح الذي هام فيه ورافق أشواقه: "هاه، وين جدي؟"

لمار كانت تقف أمامه، تضع صينية قهوة على طاولة وتنظر حولها بحثا عن جدها.

لمار كانت تقف أمامه، ترتدي بنطالا أسودا وقميص جينز.

لمار كانت تقف أمامه، بطولها المميز وشعرها القصير.

لمار كانت تقف أمامه، بحدة ملامحها الفاتنة ولمعة الحياة في عيونها البندقية.

لمار كانت تقف أمامه، خاطفة لأنفاسه، أرق وأروع من أي صورة رسمها بأحلامه.

لحظة بسيطة كانت كافية ليرى كل هذا ويدرك..

لقد فاز.

يا سبحان الله! وهو الذي كان يخطط ويدبر المكائد، أتته الفرصة التي يريد دون أي جهد يذكر. خاله لم يسافر حتى!

من ذهوله لم يستطع نطق حرف، ينتظر بابتسامة نصر تتسع شيئا فشيئا لتلك اللحظة التي سيسقط ناظرها عليه وتدرك أيضا.

وعندما فعلت، وعندما التقت نظراتهما في لحظة سيريالية، تجمدت ثانية قبل أن تتسع عيونها بصدمة، تشهق: "لا..!"

يريد أن يضحك حتى يدمع من شدة فرحته، من هذا النصر اللذيذ الذي يغمره!: "جهزي نفسك، ورانا عرس قريب!"

هزت لمار رأسها باعتراض: "غش! هذا غش! غشيت يا غشاش!"

عندها لم يستطع جلال منع نفسه من الضحك: "لعبت معك بكل عدل وخسرتي!"

وكان ردها أن خرجت بخطى سخطة، ليتبعها جلال ويهتف عاليا بإغاظة وعشق على عتبة باب المجلس: "الأبيض بيطلع فتنة عليك!"

=
=
=

استغرب عبد المحسن من منظر لمار البشوشة عادة يكاد يتصاعد البخار منها من غيظها، تارة تتمتم عن غش وتارة أخرى توبخ نفسها. وعندما دخل لمجلسه ورأى جلال فيه، سأله بعجب: "تعرف وش اللي خلى لمار معصبة؟"

لم يجبه جلال، بل تقدم له بكل حبور يأخذه بالأحضان ويقبل رأسه بامتنان عجيب: "يسلم رأسك يا أبو شاهين، بركة في حياتي إنت!"

تساءل وهو يرى حفيده يبتعد عنه ليهاتف شخصا يدعى فادي، يشكره كما شكره وهو يكاد يقفز في وقوفه سعادة: "يسلملي صلعك المبكر يا أبو علي وعلى دعواتك المباركة!"

ما الذي حصل هنا بالضبط؟

انتهى البارت..~

امال العيد 04-05-18 11:13 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
يعطيك العافية ألفي

كنت انتظر وكل يوم أحدث الصفحه مرتين او اكثر كله عشان البارت وربي جاء بوقته واحلى خبر راح يرجع نظام التنزيل 😍😍😍 أخبار سعيدة جدا تسلمين الفي من كل شر

طبعا الأحداث بدأ تولع
أخيرا جلال فاز وبجداره 😂
لامار التحدي تحدي والعتب ع عيونك مو عليه 😂

حبايب قلبي شاهين ومنتهى سمن ع عسل السفره اتوقع راح تغير الكثير في حياتهم 😍

كادي أخيرا عرفت الحقيقة بغت تهدم بيتها بنفسها ع أساس تجربة أمها مع ابوها والله مو منطق لكن كويس أنها فاقت ع نفسها باقي يحتفلون هي وعزوز في الحمل 😉

ترانيم أخيرا اخيرا أخيرا عرفت غلطها وصحت ع نفسها بداية خير والله 🙄

عبدالرحمن الله يستر ع حياتك من أمك مو تاركتك أبد 😣

طبعا الفيورا بارت ومن قبلها فصول في قمه الروعة والجمال ربي يقويك ويسر لك أمورك ويبارك لك في وقتك ويوفقك يارب

Maysan 05-05-18 01:09 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يامئة مرحبااااااا واهلااااااا وسهلااااااااا بألفي 🌹.. ازيك يااختي نورت الحته والمكان والذي منه ياحبيبتي لكِ وحشه .. والله فقدت تواجدك معنا ربي يوفقك واشتقت لقلمك وولادي والشخصيات .. فعملت رفريش حلو كذا ورجعت قرأت الفصول السابقه هههههههه .. الحمدلله اللي ربي ييسرهم لك على خير وربي يفرح قلبك بالنتائج الي تسرك وتسعد خاطرك مثل ماتسعدينا بحروفك وافضل .. ربي ييسر امورك ويفتحها عليك ويوفقك في دراستك وحياتك ويفتح عليك فتوح العارفين العالمين ويقضي حوائجك ويعطيك حتى يرضيك ويرزقك راحة البال .. سعيده جدا بعودة النظام السابق ربي يسعدك دنيا وآخرى ..

فصل جميل جدا .. مبدعه ياقلبي ربي يحفظك ويبارك لك في وقتك وفيما وهبك واعطاك ورزقك .. التقارب جدا جميل هنا شاهين ومنتهى التفاهم والانسجام سيد الموقف بينهم وبيكبر .. لكن سؤال توارد لذهني هل بالفعل بيسافرون خصوصا بعد الاحداث اللي حصلت من رؤية جلال للمار !! وهل منتهى ستوافق 🤔.. غيرة شوشتنا في تزايد اتوقع انه اصبح واعي جدا لمشاعره وفاهم لمنتهى .. شرحه وضح لنا الكثير من اسباب عدم فهمها لتلميحاته او حتى كلماته وبعض تصرفاته .. تركمات ازال هو بعض منها وبقي القليل .. بالفعل اجادة كادي الوصف لما حكت انها كتاب مغبر على الرف .. انا متشوقه بالفعل لما سيقوم به شوشتنا ليوضح لها بأنها مخطئه خاصة لو سافروا خخخخ .. خشته بخشتها ومافيش حدا غيرهم ههههههه .. وطلع محتفظ بالصوره هههههههه ويبصبص كل شوي عليها والله حالته صعبه جدا يارب تشعر ميمي بمشاعره عن قريب وتريح قلبه 💔.. اتوقع لو عرفت اسيل بالسفره او بمشاعره تجاهها من اخته لو بطريق غير مباشر ممكن تترك الساحه وترتبط بالعريس لو كانت تحبه جد راح تحب راحته ومصلحته حتى لو كان مع انثى غيرها ..

سميه هذا فضحت خالها هههههههههه يعني اللي جلال عرف بعدين ايش غراميات هههههههه 😂.. ربي يخلف على شوشتي هههههههه قال غراميات قال .. لكنه ذكي جدا وفطن عرف من اين تؤكل الكتف هههههههههه ولعبها صح مع شاهين .. نفسي اعرف ايش صار مع غاده بعد حديثها مع منتهى 🤔.. هل اتخذت الخطوات نحو شاهين بالاصلاح خصوصا انه راح كذا يوم على السولافه ؟

واخييييرا جلال شافها وكسب التحدي ههههههههههه .. وجهزوا الفساتين عندنا زواج ههههههههه .. مااعتقد انه شوشتنا راح يوافق على التقديم الا اذا عرف بالتحدي اللي بينهم او ممكن لسبب ثاني 🤔..

كادي بدأت الرؤيا عندها تتضح والاسس القديمه اللي كانت موجوده قبل طلاق امها تعود وتتجدد على ارض الواقع وتقوى .. حكيها مع منتهى كانت تحتاجه لتخرج من حالة الخدر والصدمه .. باقي بس تحتوي عبدالعزيز بمشاعر الحب اللي تحملها له وتترك لها الحريه للتعبير والانطلاق ..

مااعجبني احساس عبد الرحمن المتنامي داخليا تجاه شاديه انه مايستاهلها !! ياخوفي يكبر الاحساس ذا بزياده لو صدر تصرف جديد من العجيز !! افعال امه هو ماله دخل فيها .. وشاديه تعي الشيء وتفهمه .. امه غايبه عن الساحه وياخوفي منها شكلها تخطط على ثقيل الله يستر منها .. عليه وعلى اولادي منها ومن نوافوه واسيلوه ..

شكرا لكِ الفي ربي يفتحها عليك ويكرمك ويفرجلك ويحفظك ويرزقك التييسر والسهوله والسعاده والرشد والبركه .. شكرا لك على التزامك معنا 🌹❤..

Maysan 07-05-18 11:27 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
الفي ياقلبي ربي يسعدك عندي سؤال صغنن انت راح تكوني معنا برمضان الله يبلغنا واياك واهلينا اجمعين والجميع او راح تتوقفي ؟

ربي ييسر امورك ويفتحها عليك ويوفقك ويبارك لك في وقتك وفيما وهبك واعطاك ورزقك .. بإنتظارك بشووووق عودة الجدول نظامي ههههههههه << قارئه طماعه بعيد عنك ربي يحفظك ..

الفيورا 08-05-18 09:37 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
أهلا أهلا. بخصوص شهر رمضان الفضيل، فأظن إني بعتذر عن التنزيل حتى ما أشتت على نفسي وعليكم. لكن هدفي أنزل ثلاث بارتات قبله على الأقل إن شاء الله.

التاسعة والأربعون

=
=
=

بعد عودتها من الشاليه، بدأت ترانيم في وضع روتين ستعود الوليد عليه حتى يفتقدها بسببه. أصبحت ترسل له على "الواتس" خاصته رسائل في أوقات محددة من اليوم، أحيانا نص، أحيانا فيديو، أحيانا صورة. كلها تتناول مواضيع مختلفة، بعيدة عن الغزل والرومانسية لكن مفعمة بالألفة والود، تحايا وأدعية وطُرف يخالطها ذكر تفاصيل من يومها. أرادت أن يستشعر وجودها حتى وهما بعيدان آلاف الأميال عن بعضهما البعض. أرادت أن تكون جزءا لا يتجزأ من حياته، حتى في الأمور البسيطة..

في بادئ الأمر لم تعرف مدى تأثير روتينها ذاك عليه، فهو بالكاد رد عليها، وإذا رد فإن إجاباته كانت مقتضبة قصيرة وخارجة تماما عن شخصيته التي ألفتها. لكن حدث مرة أنها تأخرت عن وقتها المعهود، لتلقى رسالة منه عندما تناولت جوالها تنوي إرسال رسالة اليوم.

كانت صورة لطبق غريب، معنونة بـ: "الأكل غريب هنا.."

ربما كان مثيرا للشفقة أن رسالة مثل تلك بعثت فيها فرقعات من الفرح، لكن كم من الوقت مضى منذ آخر مرة بادر فيها بالكلام؟ مشاركة شيء عفوي مثل تلك الصورة معها؟

رسالته تلك أعلمتها أنه كان يلاحظها.. كان مدركا لوجودها، وربما، كان يفتقده..

=
=
=

#لقيت هذي السوارة لما كنت أرتب في الشقة

كانت تلك رسالة ترانيم لليوم، مرفقة بصورة للسوار المذكور يحيط معصمها بدلال، نفس السوار اللؤلؤي الذي اشتراه قبيل زواجه بها. تذكر مبلغ حسرته عندما لم يجده بعد إعادة ترتيب الشقة.

حقا أصبح لا يدري كيف السبيل مع ترانيم، كيف يفسر تصرفاتها التي ناقضت حقيقة وضعها معه. لكنه لا ينكر استمتاعه البليغ وتشوقه لكل رسالة ترسلها له، مهما بلغت من البساطة، حتى لو منع نفسه من إظهار مبلغ تأثره.

لكن هذه الصورة أضعفته بحق، تذكره بلحظات احتوى ذاك المعصم النحيل في يده، يشدها إليه لينعم بدفء قربها.

وجد نفسه يتصل بها، يرد على نص الرسالة: "على بالي ضعيته."

وكم وجد الحيوية في صوتها ساحرة عندما قالت: "المهم.. شكرا على السوار، عجبني بزيادة."

لم يكن بوسعه إلا أن يعترض مازحا، منجرفا معها كما أصبح الروتين على ما يبدو: "أم الثقة! مين قال إنه لك؟"

لتهتف بنفس الثقة: "ما يهم لمنو اشتريته لأنه خلاص صار من أملاكي، وأنا لما أحدد شي إنه ملكي ما راح أتركه. أفضل لك تستسلم.."

استشعر شيئا في ثقة نبرتها، شيء لامس وترا في روحه، شيء جعله يعدل عن الاستمرار في الإدعاء أن السوار كان لغيرها: "حلالك، المهم أعجبك.."

أردفت برضى وغنج جعله يحمد ربه أنه لم يكن متواجدا معها في نفس البلد، فربما كان لينهار: "وبما إنك بتطول في السفر، أنتظر شيء أحلى من ذا السوار لما ترجع."

ابتسم بقلة حيلة متيم: "إن شاء الله.."

وكان بعد إنهائه للمكالمة أن أدرك الوليد لأي حد انجرف مع ترانيم بالكلام، ولأي حد نسي ما لا يجب عليه نسيانه.

أي سحر قاس تمارسه عليه تلك الأميرة؟ تجعله يزيد في الشغف بها حبا وهو يجبر قلبه على فراقها.

=
=
=

نامت ترانيم قريرة العينين منتشية الروح بسبب مكالمة الوليد الأخيرة، لكن أتى الصباح ليمحو فرح الليل، يداهمها بآلام عاشت معها طويلا.

لطالما كانت تتوجس خيفة من مواعيد دورتها الشهرية والتعب الغامر الذي تقاسيه بسببها، لكن هذه المرة زاد ألم الإحباط على الجسد. كانت أبلغ إشارة أنها لم تكن حاملا كما أملت وتمنت.

مزاجها المهترئ في حالتها هذه ازداد سوءا وبزخم مأساوي لاحظته أمها عندما أتت بكوب دافئ من خليط أعشاب مهدئ للجسد دائما ما كانت تحضره لها خصيصا: "وش فيك يا بنتي، حالك هذا ما يعجبني..!"

سألتها بشرود بعد جفاف دموعها، تضع رأسها في حضن أمها، يهدئها مسحها على شعرها بحنان قلق: "يمه.. كيف عرفتي إن أبوي يحبك..؟"

عرفت قصة أمها مع أبيها عن طريق خالتها منال، وطبعا وصل خبر وشاية خالتها لأمها وتطوعت أمها بالتصحيح في بضع تفاصيل.
في تلك القصة كانت أمها من تقاسي إعجابا من طرف واحد، وبدأ كل شيء بكون أهل أبيها جيرانا لأهل أمها وتكون صداقة قوية ما بين أمها وعمتها المرحومة علياء. كانتا كالأختين بل أكثر وكم ذكرت خالتها منال غيرتها الطفولية من استحواذ عمتها علياء على أمها.

عمتها علياء كانت عفوية منطلقة، ودائما ما كانت تمدح أخيها لأمها وتذكر مواقفا شتى له، حتى علقت أمها بهواه دون دراية منها. قوة العلاقة بين عمتها وأبيها، جيرة أهل أبيها لأمها، ومصادفتها إياه وهي خارجة أحيانا.. كلها عوامل لم تساعد على إخماد ما أشعلته عمتها بكلامها وثنائها الصادق عن أبيها.

لكن أمها طبعا لم تفصح بكلمة عن مشاعرها إلا لخالتها منال، وظلت ترفض صفوف خطاب لأسباب واهية أملا أن يخطبها أبوها يوما ما.

المثير في السخرية أن كثرة رفضها ومعدومية أسبابها أدت لاكتساب أمها سمعة كأميرة مغرورة لا يرضيها العجب! النقيض التام من الأنثى التي هدف أبوها من الزواج بها.

وهكذا مر الزمن، أمها ترفض من يخطبها منتظرة وأبوها غافل بالكلية عنها، تتألم كل مرة أفصحت عمتها علياء بعفويتها لها عن تفكيره بخطبة فتاة ما.

وربما، ربما.. كانت أمها لتستسلم أخيرا وأبوها ليتزوج غيرها، لكن عمتها علياء مرضت بمرض عضال أصاب خبره كل من أحبها في مقتل.. وكانت وصيتها لأبيها قبل وفاتها أن يتزوج أمها، ووصيتها لأمها أن توافق إذا خطبها أبوها.

وهكذا، تزوجا.

حالتها الغريبة مع الوليد جعلت ترانيم تفكر بأوجه الشبه بينها وبين أمها. ربما كانت حالة أمها أكثر وجعا حتى، فمنذ البداية عرفت أن أبوها تزوجها لتنفيذ وصية أخته وحسب.

لكن لم يظل الوضع بينهما بذاك الشكل، فمن يرى أمها مع أبيها اليوم يقسم أن أبوها هو من كان شغوفا بها راجيا وصالها، وأمها من وافقت عليه بعد محاولات استرضاء شتى.

ضحكت أمها عندها، تجيب سؤالها الذي حتما فاجأها: "أنا آخر وحدة تسألينها يا ترانيم.. مدري كيف أبوك استحملني كل ذا العمر..!"

قالتها بفكاهة نادرة، مدفوعة بسنين من الجدالات والاختلافات بينهما على أبسط الأشياء، ليتصالحا في أقل من رمشة عين.

ردت عليها ترانيم بيقين، فيكفي النظرة في عيون أبيها لتعرف: "لأنه يحبك.."

لتقول أمها، تحول الموضوع إليها: "وإنتي تظنين إن زوجك ما يحبك؟" ظلت ترانيم صامتة، ليكون الصمت إجابة كافية عنها، إجابة جعلت أمها تردف: "تراني شفت الولد، ولهفته عليك تفضحه. تدرين إنه يتصل كل يوم على أبوك يسأل عنك؟ يحليله، يعرف إنك ما راح تشتكين له. مرات تصيرين كتومة بشكل فضيع..!"

عندما نظرت إليها ترانيم بالأمل البسيط الذي غزى قتامة أفكارها، ابتسمت لها أمها بمداراة وتخفيف: "الكل تصير بينهم خلافات حبيبتي، ولو الكل استسلم في البداية، ما بقى اثنين مع بعض. خذيني مثال، ما انذبحت من فعايل أبوك فيني! فكر مرة يخطب بنت خالتي تصدقين؟ بنت خالتي!"

ضحكت ترانيم بتسلية، وبكل الامتنان الذي تحسه لأمها: "بهذلك أبو جلال!"

ليكون رد أمها الباسم بحب عقود: "إيه والله..!"

=
=
=

لحظة استدعاء خالها لها لمكتبه، عرفت لمار أن وعد جلال سيتم تنفيذه. رؤية خالها يحاول ألا يظهر تعابير تسلية كان تأكيدا لشكوكها: "اليوم جلال أصر علي أقدم موعد عرسكم، وقلتله إني بسأله عن رأيك أول شي.. فوش شورك يا لمار، موافقة ولا لا؟"

كانت لمار، وبكل معنى الكلمة، مصدومة.

لا تصدق أن جلال وضع الكرة في جهتها من الملعب مرة أخرى بدل من الإفصاح عن التحدي الذي دار ينهما وما اشترطه إذا فاز. لا تصدق أنه يمنحها حرية القرار!

المحتال المغرور الغشاش! لماذا يجد كل ثغرة لينفذ لأعماق قلبها ويسحرها رغما عنها؟!

حسنا.. لم تكن لمار بالتي تنقض العهد..

أجابت خالها بصوت بالكاد يُسمع: "عادي عندي.."

هل كانت تتخيل أم أن صوت خالها قد خالطته ضحكة عندما رد: "بوصل له ردك، مبروك عليكم.."

=
=
=

في مجلس أبيها جلست غادة متوترة على غير المعهود عنها، تنتظر حضور أخيها في موقف كان تمام العكس عما كان عليه في الماضي. فبينما كانت منال حانية على شاهين كالأم، إلى أنها كانت لينة لأبعد درجة معه، فتبنت غادة أن تكون بموضع الصرامة والشدة أحيانا عند الحاجة.

لكن الآن.. هي من كانت تنتظر ويتوجس. هل سيرفض بادرتها؟ هل سيرد بالاستغناء التام عنها؟

لا تظن أنها ستحتمل، فربما كان صحيحا مقاطعتها لأخيها، لكن خاطرها لم يهدأ حياله.. لم ترد استمرار هذا الوضع، إدراك تيقنت منه بعد الصحوات التي أتتها، لتكون آخرها تلك الملاحظة من زوجة شاهين. السنين تمضي والعمر ينقضي. حتى لو ارتكب أخوها خطأ، فهو قد بذل كل جهد في سبيل التكفير عنه، ينزع من نفسه أركانا حتى لا يزل بأنملة، حتى أضحى رجلا بالكاد تستطيع ربطه بالصبي الذي عرفت.

-: "غادة.."

صوته يعترف بوجودها نبهها إلى دخوله، لتشير إليه بتشنج أن يجلس، وعندما فعل، نظر إليها بصمت بارد مترقب، منتظر للهدف الذي زارت البيت بغية الحديث معه بشأنه.

قالت، لا تعرف بم تبدأ حتى: "سفرك السبت الجاي صح؟"

الجميع عرف بسفر شاهين منذ اتخاذه القرار بالمضي فيه. كان سؤال أخرق منها بحق، لكن شاهين لم يحرجها وأجاب: "إيه.." ليردف بعد لحظة صمت: "وش بغيتيني فيه يا غادة؟"

عندها لم تستطع منع ضحكة تهكم من التصاعد: "اللي أبيه.. ما أظنك بتعطيني إياه.."

ليرد عليها بسؤال: "ولو تظنين إني ما بعطيك، ليه ناديتيني؟"

تشجعت عندها، فعلى الأقل ستحاول: "أبي نرجع مثل ما كنا، أبي نبدأ بصفحة جديدة.." أخذت لحظة كي تكبت العبرة المتشكلة في جوفها، فهي لا تريد التلاعب بشاهين بدموعها: "أبي أتأسف على الموقف اللي اتخذته، على قطعي لك.."

وحتى مع الحيادية في تعابير وجهه، إلى أن غادة رأت الألم المكبوت في عيونه وهو يسترسل بهدوء: "جاوبيني فذي بس.. ليه سويتيها؟ ليه ما صارختي علي، هاوشتيني بكلمة، ضربتيني حتى؟ ليه.. ليه قطعتيني كأني ولا شي فحياتك؟"

أجابته رغم دموعها التي أبت إلا أن تنزل. هي مدينة له بإجابة على الأقل: "كنت أفتخر فيك وبكل إنجاز حققته مهما كان صغير ولأبعد حد. كنت تمثل لي كل طموح وآمال العايلة وحطيتك فمكان عالي في القدر.. ولما صار اللي صار، تدمرت صورتك البيضا فبالي وما قدرت أناظر فيك حتى.. أتذكر إني فكرت للحظة، لحظة بس، بالخيبة إن أمنا ماتت عشان تجيبك للدنيا.." مسحت دموعها بقسوة غير متأنقة قبل أن تؤكد: "كنت غلطانة، ومافي أحد عيني أحكم على الخلق.. أمنا ما كانت بترضى على سواتي فيك حتى وإنت تثبت لنا إنك أهل للثقة والفخر يوم بعد يوم.. ظلمتك طويل يا شاهين، سامحني.."

أخرجت صندوقا عتيقا مزين ببذخ، تضعه على الطاولة الصغيرة أمامه. كان صندوقا يعرفه شاهين جيدا.

ابتسمت بشجن: "جا فبالي إني لسى ما وفيت بوعدي وعطيتك ذهب أمي الموجود فذا الصندوق عشان تعطيه لزوجتك.."

(ذهب أمها، أعز وأغلى إرث تركته لها أمها المرحومة. إرث وعدت شاهين في صغره أن تهديه له حال زواجه من عروس جميلة يحبها، ليحمر شاهين خجلا من الموضوع ويغتاظ من ضحكاتها واستمتاعها بإحراجه.

كم آلمها تذكر تلك الأيام.. كم آلمها واقع عدم عودتها..)

نهضت تعزم الخروج، فقد قالت كل ما تريد قوله، لكن شاهين استوقفها بقوله: "لساتك تحكمين وتفترضين عن الغير يا غادة.."

عندما التفتت إليه باستفهام عن معنى كلامه، أردف: "افترضتي إني ما بسامحك بدون ما تسمعين رأيي.."

اتسعت عيونها بصدمة: "يعني.." قطعت نفسها لتسأل: "ليه؟!"

ليجيب بسكون: "لو قبل ذا اليوم بسنين جيتي لي، يمكن ما كنت بفكر أسويها وأسامحك.. بس لاقيت فذي الدنيا اللي انخذل بأردى ومع ذلك سامح.."

عندها ابتسم يشير للصندوق الذي كان يحمله بعناية بين يديه، لتتذكر غادة لحظتها ذاك الصبي الذي كانت تتآمر معه لإغاظة منال: "مشكورة يا غادة.."

=
=
=

فتحت منتهى باب الجناح لتلاقي أخت شاهين الكبرى، أم جلال. قالت بعد تبادل التحايا ولحظة صمت قيمت كلا منها الأخرى: "ما بخبي شعوري تجاهك.. إنتي غريبة.."

ابتسمت منتهى بتهكم: "مو أسوأ شي انقالي.."

لترد عليها أم جلال بنفس التهكم: "تعجبني صراحتك.." تمهلت لحظة قبل أن تضيف: "بس إنتي زوجة شاهين خلاص، الشكوى لله. بس على الأقل لازم نبدل منظرك الكئيب هذا قبل لا تسافرون!"

رفعت منتهى حاجبا، وبإعتراض أيضا، فليس في ذوقها ما يعيب: "كئيب؟"

لم تجبها بل أمرت: "جهزي نفسك ورانا مشوار طويل.."

توجست منتهى منها ريبة.. وخيفة.. فكلمة مشوار ارتبطت معها برحلات تسوق زوجة عمها اللانهائية.

أي مأزق وقعت به بالضبط؟

=
=
=

هزت لمار رأسها بأسى، ترى معاناة زوجة خالها الصامتة مع خالتها في رحلة التسوق هذه: "المسكينة، استلمتها خالتي غادة استلام فضيع.."

أيدتها كلا من كادي وترانيم بهمهمات موافقة متعاطفة، فالتسوق مع الخالة غادة عصيب، حتى مع المخضرمين في ذلك المضمار: "إلا قولولي، ليش أصرت خالتي نجي معها؟"

أجابت كادي: "كنت أبي أمر السوق من فترة."

التفتت لمار نحو ترانيم لتجيب عندها: "تحسين مزاج."

قطبت لمار حاجبيها: "ماني شايفتك تحسنين مزاج أحد."

ليكون رد ترانيم: "أنا اللي احتاج تحسين مزاج."

حسنا.. "طيب وأنا؟ ليه جرتني؟"

وقبل أن تفيدها أي منهما بإجابة، عرفت السبب من مناداة خالتها غادة لها. لتدرك.. بتقدم موعد عرسها ليقام بعد شهر فقط، فإن عليها البدء في التجهيز وحالا!

ناشدت رفيقتيها النجدة بذعر: "يا بنات خبوني، شفتوا الفضايح اللي اشترتها لزوجة خالي صح؟! لا تخلوني ضحية ثانية تكفون!"

لكن لا حياة لمن تنادي، فقد دفعتاها بكل طيب خاطر إلى قبضة خالتها الحديدية.

"حزب المتزوجات ما منهم أمان!"

=
=
=

كأن غادة تنتظر إصلاح الوضع بينهما لتعود مقتحمة حياته بصخبها الذي طال افتقاده إليه!

-: "زوجتك هذي راسها صخر وتجلط! في الأخير اشتريت لها من ذوقي لأن واضح مو ناوية تتعاون معي!"

دلفت منتهى داخل الجناح تبدو كمن خاض معركة ضارية وهو قد انتهى للتو من مكالمة مع غادة، ليسألها بتسلية: "كيف كان المشوار؟"

لا يذكر أبدا رؤية الغيظ أو السخط على محيا منتهى، تتمتم كأنها تخاطب نفسها وهي تجر أكياس كثرى وراءها، لا يستطيع فهم كلمة تنطقها. كان منظرا عجيبا، ولذيذا بحق!

=
=
=

منذ إفصاحه عن تعدل الأوضاع بينه وبين أخته أم جلال ومنتهى تلاحظ في شاهين ألق فرح، فمهما تظاهر أنه بخير، فقطيعة أخته أدمته حزنا.

وبكل صدق، أفرحها فرحه، وإذا كان عليها تحمل تدخلات أخته المزعجة بإصرارها وإلحاحها، ستفعل.

تساءلت ما الأمر في هذا الرجل الذي يجعلها تسعى جاهدة لمحو كل همومه، الذي يجعلها بكل هذه الطواعية معه، تخصه بقرب وثقة لم تمنحها غيره؟

ما الأمر في هذا الرجل الذي يجعلها لا تريد تخيل مستقبل بدونه؟

انتهى البارت..~

bluemay 09-05-18 08:49 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،


رجعتي بكل روعتك وأبداعك ..

تسلم ايديكِ إلفي ،على ما تخطه يداك من إبداع

لا خلا ولا عدم منك

تقبّلي خالص ودي

Maysan 09-05-18 02:41 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ايش الفصل الجميل دا ياألفي ربي يسعدك ويحفظك وتسلم يدينك يارب .. والله راح افتقدك وقلمك برمضان وجمعتنا الحلوه هنا لكن بإذن الله دعواتي لك في ايام الشهر الفضيل الله يبلغنا واياك واهلينا وكل من نحب وكل غالي علينا والجميع .. ربي يحفظك وييسر امورك ويفتحها عليك في دراستك وحياتك يارب .. ربي يوفقك ويبارك فيك وفي وقتك وفي كل ماوهبك واعطاك ورزقك وان يعطيك حتى يرضيك ويصلح احوالك ويرزقك راحة البال .. الثلاث قبل رمضان حلوين بإذن الله تتيسر لك ونقرأهم هههههه ولو حصل زود مافيش مشكله 😝.. كله منك حلو 🌹..

ترانيم والوليد / مااعرف بصراحه ايش تفكر فيه ؟! معروفه ايش مشكلتها وسببها ؟ الا لزوم تعرف مشاعره اول وتعوده عليها .. تصرفاتها معه تناقض قولها السابق له !! من حقه يستغرب ويتعجب منها .. لازم تصرح له وتصلح المشكله دايركت خصوصا انها عارفه كيف كان يعاملها قبل .. وبصراحه كان نفسي تدخل اريج بالخط علشان تعرف ايش هي ممكن تخسر بإنتظارها وكبريائها .. حياة امها وابوها مختلفه حتى وهم متزوجين بناء على وصية عمتها علياء الا انه امها كسبته يعني ظاهريا يتعبرون الاثنين مجبورين لكن ماصرحوا بالشيء هذا .. الوليد عانى من زواج ابويه فطبيعي تكون ردة فعله مختلفه تماما ..

غدو ياغدو ياحبيبتي واخيييييرا وجدت حدا يجهز ميمي هههههههههه .. ايوا بالله عليك فيها تعبنا من الجلابيات والاكمام الطويله والساتره هههههههههه .. حاليا اتوقع انه اثار الحروق خفت بعد العلاج اللي اعطته الدكتوره له لانه اخذت فتره من استخدمته .. اعتقد تقدر تلبس الان اي حاجه تبقى .. ابقى اشوف عفوا اقرأ هههههههه شوشتنا كيف بيشوفها بعد التغيير اللي حيحصل بالثياب وبالستايل خصوصا انه غاده هي اللي اخذتهم على ذوقها وباين انها ذويقه من خلال الحكي هههههههه .. وربنا يستر على شوشتنا من الفضايح اللي اخذتها لها هههههههههه 😂😏.. خاصة وهم مسافرين شهر العسل << انا بعتبره كذا خخخخ .. اعطاء غدو الصندوق لشوشتنا اعتقد انه دليل على فهمها لمشاعره تجاه زوجته مو بس وفاء للعهد وانما رغبة حقيقه لعودة العلاقه افضل مما كانت .. باقي بس والده ولسى بفكر كيف بتتصلح العلاقه .. اتمنى تكون قبل سفره بالفعل شاهين يستحق الراحه بعد ظلم ومعناه طويله ..

اعتقد انه بيكون في لقاء بين منتهى واسيل في زواج لمار ؟! ممكن تلاحظ اسيل تغير اوضاع منتهى مع العائله كلها .. خاصة بعد ظهور الحقائق .. واعترافهم جميعا بأنها زوجه لشوشتنا ❤..

واخييررا منتهى وعت على مشاعرها ههههههههههه باقي الاستنتاج الخطير واعترافها بحبها لشاهين ..

شكرا لكِ الفي ربنا يكرمك بكرمه ويرزقك التييسر والسهوله والبركه والسعاده وسعة الرزق واطيبه .. حاليا مقاطعه للروايات كلها هههههههه وموقفه تعليق ماعدا الارواح حب خالص لقلمك الهادئ ربي يبارك فيك يسعدك وبنتظر الفصول بفارغ الصبر ..

HESA 10-05-18 10:24 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
درر...درر
تسلمي يا عسل

الفيورا 13-05-18 09:24 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
وعدت ميسو وأمول بإهداء، وهذا هو.. ذولا البارتين من قلبي لكم. أتمنى يكونوا بمحل مقبول..

(وحابة أهنئ نفسي على الرقم الخرافي اللي وحدة مثلي بكتابات قصيرة ما فكرت تحلم توصله فيوم. إنجاز وصلتيه يا فوفو، إنجاز!)

الخمسون

=
=
=

عندما أخبر منتهى عن وجهة سفرهما، بدا عدم الارتياح واضحا جليا على ملامحها، وكان بعد إلحاح منه أن أفصحت عن تفضيلها الذهاب لبلد آخر، كالمغرب مثلا، فالمناظر التي رأتها مرة في برنامج شوقتها للذهاب هناك، ناهيك عن كونه بلدا مسلما ترتاح أكثر بالذهاب إليه دون القلق من مضايقات.

امتثل شاهين لرأيها وغير وجهتهم، ولحسن الحظ، فإن المكتب الذي تعاقد معه جلال كان مرنا في إجراءاته، ولم ينتج عن تغيير الوجهة المفاجئ سوى تأخير بضعة أيام.

وفي المطار نبه منتهى على أن تبقى كظله، ألا تتحرك من جلوسها ريثما ينتهي من آخر الإجراءات.. ليفجع بعدم كونها في المكان الذي تركها فيه حال عودته.

"وين يمكن تروح؟!"

كان مستعدا لتمشيط المطار شبرا شبرا بحثا عنها قبل أن يلمحها على بعد مسافة قصيرة، يعرفها من مشيها الهادئ المميز عن الكل بنظره. ولحظة لحاقه بها أوشك على تأنيبها لفعلتها التي كادت توديه صريع القلق، ليلاحظ الصبي الصغير المتمسك بيدها قبل أن تتشكل الكلمات وتتلاشى أمام مظهره، يبدو كمن هدأ من نوبة بكاء من احمرار وجهه والدموع الباقية في مقلتيه حتى انتهت كخطين رفيعين على خديه.

فسرت له قبل أن يتكلم: "شفته ضايع ويبكي.." مسحت على رأس الصغير بحنان ظهر في نبرتها: "لا تخاف حبيبي، بنلقى أهلك.."

لانت ملامح شاهين عن حزمها السابق، يؤثر به سماع ذاك الحنان في صوتها، يتذكر استشعاره لعاطفة أمومية جياشة من حديثها عن طفلها الذي فقدته قبل سنين. وبدون أي نقاشات، بدأ في البحث عن أهله معها مستعينا بأمن المطار، وبقيا مع الصبي إلى أن أتى والده يهرع إليه ويحتضنه بكل قوته، كأنه يريد إبقاءه بين أضلاعه بعد ضياعه منه، ولا يلام.

قال لمنتهى وهما راجعان لصالة الإنتظار بعد ذهاب الأب وابنه: "ثاني مرة اتصلي علي بدل لا تلفلفي في الأماكن لحالك.."

وكان ردها بسيطا، غير مدركة لمقدار القلق الذي غمره خاصة وهي لم تخطو داخل مطار قط بينما هو اعتاد الترحال وألفه: "إن شاء الله.."

=
=
=

بلغ التعب منهما أقصاه عندما حطت الطائرة أخيرا في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء. بدت اللحظات التي قادتهم للفندق الذي سيقيمان فيه كالهذيان، ولم يدريا إلا وهما في الجناح المخصص لهما.

النوم كان محطتهما التالية بعد أن صليا العشاء، لا يتعبان نفسيهما حتى بالوجبة التي جُهزت لهما. لاحظ شاهين منتهى تكاد تنام في جلوسها وهي تدهن ساعدها المحروق بعلاجاتها. تقدمت حالتها على الصعيدين النفسي والجسدي، فالآثار بدأت تخف وتتعافى بالتدريج ومع الأيام، ولم تعد منتهى تخبئه عنه، تخوض في روتينها الليلي أمامه بكل أريحية.

مع قلة نومها قبيل سفرهما والرحلة الطويلة، لابد أن إرهاقها كان أبلغ منه، لدرجة عدم قدرتها على دهن حرقها دون أن تتلكأ غافية. ابتسم بعطف من منظرها، ليتقدم ويجلس جانبها، يتناول العلاج ليدهنه على جلدها بدلا عنها. تنبهت لفعله وقال بسكون مهدئ: "خليني أساعدك.."

للحظة ظن أنه تجاوز الحد وبالغ في تقدير مدى ارتياحها معه، لكنها سمحت له بصمت بالمتابعة، تسلمه ساعدها وثقتها.

وجد شاهين نفسه يختنق للحظة من بادرتها تلك، ليبدأ بالدهن ببطئ وعناية، يتخيل وينتشي من فكرة محو يده لأثر "ذاك" منها.

بزوال سبب يجعلها تركز بعيدا عن النوم، بدأت منتهى تميل جالسة بالسهاد، ليجعلها شاهين تستند على صدره، تغفو وأذنها على محل قلبه الهادر نبضا.

انتهى من عمله ليقبل نقطة التقاء رقبتها مع كتفها، تصيبه سكرة قرب بشرتها الناعمة الدافئة، سكرة استنشاق آثار العطر الوحيد الذي تصر على استخدامه.. سكرة أذهبت كل رغبة بالنوم عنه لتشعل بدلا رغبات أخرى.

=
=
=

بعد استحمامها وصلاتها للفجر، اتجهت منتهى نحو الحقيبة الضخمة التي أصرت أم جلال على شرائها وتوضيبها لها، تستخدم طرقا ملتوية كاستعطاف شاهين ليسمح لها بمساعدتها، ومن ثم استخدام شاهين لإقناعها بتركها تفعل ما تشاء.

تذكر محادثتها مع أم جلال صباح اليوم الذي سبق سفرهم، تنهي أخيرا وضب الحقيبة عنها، تتجاهل كل اعترض أبدته. كم كانت تلك الإنسانة.. مغيظة!

(-: "وبكذا خلصنا..! خلينا نطلع من جو الخريف تبعك قبل لا تروح عيون شاهين لمحل ثاني."

اعترضت: "شاهين مو من ذاك النوع."

ابتسمت لها أم جلال عندها، بمزيج من السخرية والانبهار والموافقة: "حلوة الثقة، بس شاهين يظل رجال، يشوف ويسمع ويتأثر.. على الأقل خليه يتأثر فيك.")

شيء في تلك الجملة الأخيرة جعل منتهى تعدل عن خطتها في إعادة توضيب الحقيبة بعد خروج أم جلال، شيء جعل الفضول الفطري فيها يضيء بالتساؤلات والرغبة في إجراء التجارب.

أحقا سيتأثر شاهين من مجرد اختلاف في مظهرها؟

تناولت أحد الفساتين الصيفية من الحقيبة، بقماش أبيض ناعم مطبوع بنقوش زهور جميلة وحمالات عريضة تهدلت على كتفيها برقة، يصل إلى تحت ركبتيها بقليل.

عاينت صورتها بالمرآة العريضة بعين ناقدة. لا تنكر أن الفستان وذوق أم جلال أعجبها، لكنها بدت مختلفة بشكل صعب عليها التعود عليه. تنهدت مفكرة أن عليها البدء بالتعود وبسرعة، فكل ما في حقيبتها كان من اختيار أم جلال، فقط لباسها الذي سافرت به كان من اختيارها هي.

خرجت من غرفة التبديل لتنضم لشاهين على مائدة الإفطار، لتنتبه لصدمته عندما قال: "منتهى..؟"

أجابته مجيبة عن سؤاله الصامت: "من بركات المشاوير مع أختك." أردفت سائلة، تختبر ما قالته أم جلال: "حلو..؟"

رأت شيئا يحترق للترمد في نظرته عندها، نظرة مسحت عليها ببطء شديد، نظرة جعلتها تعي لمقدار ما كشف عنه الفستان، من طول ساقيها وذراعيها، من كامل نحرها وأعلى ظهرها. لم تشعر بذاك الخجل عندما ارتدته، لكن الآن وتحت نظرات شاهين، شعرت بالخجل كالحمى.

أخيرا أجاب بصوت مختنق أجش، بكلمة لم تبد أنها عبرت بالقدر الوافي لما كان يفكر به: "حلو.."

إذا.. أثرت به.

وعلى الرغم من الخجل، على الرغم من غرابة الشعور، فإن شيئا بداخلها أزهر بالرضى والزهو بذاك الإثبات.

=
=
=

حمل باقي اليوم جولات ومغامرات، ولمنتهى التي لم تخط خطوة خارج الرياض، فإن تجربة السفر وفتح عيونها على أماكن ومشاهد جديدة كانت تجربة منعشة بحق، فكرة تخيلتها كثيرا وهي ترحل مع الروايات العالمية التي قرأتها ليكون الواقع أجمل وأبهى.

أرادت أن تختبر كل مافي الدار البيضاء في يوم، لكنها تعرف أن المدينة أكبر وأكثر تنوعا ليكفي يوم واحد، وهذا ما جعلها تتحمس أكثر. منذ زمن لم تشعر بهكذا حماس، بهذه الحياة.

الأدهى أن شاهين كان رفيق سفر مثالي، يزيد التجربة روعة بخبرته السابقة، يشوقها بكون المزيد بانتظارها خارج نطاق هذه المدينة.

عادا للفندق بعد صلاتهما العشاء في أحد الجوامع القريبة، على وعد الإكمال غدا وما بعده.

لحظة سكون كانت ما احتاجه ذهنها ليتذكر شيئا جعل بهجة الترحال تتلاشى، سؤال أرادت سؤاله منذ دهر. كان تغيرا لاحظه شاهين، ليسألها بنبرة شابها القلق: "وش فيك؟"

رفعت نظرها إليه قائلة: "الولد إنت، صح؟"

قطب شاهين حاجبيه باستغراب: "أي ولد؟"

لتفسر، تتمعن في تعابير وجهه لتلمح اللحظة التي سيستوعب فيها كلامها ويقر: "الولد اللي لقاه أبوه فمستودع.. كان إنت، صح؟"

تجمد ليقول بهدوء صقيعي: "ما يهم، سالفة وصارت."

جوابه ذاك كان اعترافا كافيا بالنسبة لها.

تقدمت إليه حتى لم يفصل بينهما شيء، تنظر إليه بإصرار رافض لترك الأمر مدفونا يعاني هو تبعاته، تعيد عليه كلمات قالها لها سابقا: "مهيب سالفة وصارت بس، لسى آثارها باقية فيك وفي اللي حولك. هي اللي خلت أبوك وأختك يبعدون عنك، هي اللي خلتك تتغير فظرف يوم، وهي اللي سببت لك كوابيسك.."

حذرها: "منتهى.."

لكنها لم تكترث، تهمس برجاء نادرا ما خالط صوتها، تكاد تتشبث به طالبة: "وش صار..؟"

وربما ذاك ما أثر به، لأنه قال بتنذير متردد، كأنه يعدها لخيبة، كأنه.. متوجس: "اللي أذكره ما يشفع لي لذاك الزود.."

ألحت: "ما يهم، احكي عن اللي تعرفه.."

تنهد بعمق، باستسلام، قبل أن يبدأ: "السالفة صارت قبل خمسطعش سنة، وقتها كنت مصاحب شلة من نفس الحال المرتاح. ضموا لهم واحد جديد فيوم، ومن أولها ما ارتحت له ولا السرعة اللي تقبلوه فيها. اللي كنت أعرفه إنهم نادرا ما سمحوا لناس جدد تختلط معهم، ولازم طبعا العايلة والمركز. بس الجديد.. كان استثناء غريب. متأكد لو سألت عنه ما بلقى أحد يقدر يقولي عنه شي.. كل اللي كان معروف عنه اسمه.."

سألت منتهى عندها: "وش كان اسمه؟"

نطق شاهين الاسم كأنه يلفظ سما عن روحه: "عقيل." أخذ لحظة قبل أن يردف: "من اليوم اللي بدا يمشي معنا، لاحظت اختلاف في الشلة.. بدوا يسوون مخالفات وأشياء ما كنت أظنهم بيتجرأوا يسوونها، صغيرة ومالها معني في البداية بس شوي شوي تطورت واضطريت أترك صحبتهم. لو أقول الصدق ما عمري شفت عقيل يقترح فكرة أو يأيد وحدة من مصايبهم مرة حتى، بس إحساس فقلبي أصر إن تغير الشلة مع جيته مو من فراغ.."

أظلمت عيونه بقتامة الذكرى: "فيوم اتصل وعزمني لمطعم رحتله مرات قبل، تكلمنا شوي واعترف لي إنه عزمني لأنه حس إني شايل عليه شي، واعتذر لي إذا فيوم غلط علي وهو ما يدري.. كلامه ذاك كان آخر شي أتذكره قبل لا أشوف نفسي مربوط فكرسي وأحس بإبرة تنحقن في الوريد.."

نفس، نفسان، أنفاس محترقة بغضب، ثم أكمل: "تلخبط عالمي بعدها، مدري حتى إذا كنت نايم ولا صاحي.. مرات كانوا يتركوني بدون جرعة عشان أحس بجسمي كله يحترق ويتآكل، ولما يعطوني تجيني راحة كرهتها واشمأزيت منها.. صرت فظرف كم يوم أسير لشي حقير اسمه إدمان.."

فغرت منتهى فاهها برعب واستطرد هو غير ملاحظ لها، ضاحكا ببرودة مريرة: "طولت على ذاك الحال اللين ما تركوني فجأة ولقاني أبوي في حال ما يسر، يسود الوجه على قولته.."

أنهى شاهين قصته بقوله، يواجهها بالنظر بترقب ساكن: "ومن ذاك اليوم، كل شي تغير.."

قالت بعد لحظة صمت خانقة، بعدم تصديق و.. غضب! غضب كاسح منفجر من أجله: "خمسطعش سنة ظالمينك.. خمسطعش سنة، ومافي أحد تعب نفسه يستقصي عن اللي صار؟"

أجابها شاهين بتعبير متفاجئ: "صار تحقيق، بس ما وصلوا لدليل يثبت إني كنت مخطوف وما جبت البلا لنفسي، خصوصا لما كثير من الشلة اللي كنت مصاحبها وقعوا في تهم وبلاوي مثلي.."

لم تقتنع البتة: "وعقيل ذا، مافي أحد قدر يربطه بالتهمة؟"

هز شاهين رأسه بلا، يقاطعها قبل أن تنطق بما يختلج في ذهنها: "إنتي اللحين تصدقيني؟"

ياله من سؤال بديهي: "ما عطيتني سبب أكذبك."

حاول تمويهها بعبث: "يمكن كنت أكذب فكل كلمة قلتها.."

لتنطق بثقة: "ما بتسويها."

شخر بسخرية: "ما تلاحظي إنك حاطتني باعتبار أعلى من اللزوم؟"

ابتسمت، أكان حقا غافلا عن قدر احترامها له؟ عن استحقاقه وبكل جدارة لذاك التاج؟: "وتلومني على ذا يا شاهين؟"

لم تدري إلا وهو يسحبها، يحتضنها في لحظات بدت بطيئة في سيرها بين ذراعيه. لم تدري إلا بصوته بتردد صداه في روحها، بتمتمة مثقلة بقوة عاطفة، تكوي بشرتها بحرارتها: "وتلوميني فحبك..؟"

=
=
=

الحادية والخمسون

=
=
=

كما غيرت تلك الحادثة قبل خمس عشرة سنة نظرة الأقربين إليه، غيرت كذلك شيئا في نفسه، في عد نفسه أهلا للثقة. حُفرت تعليقات المعالجين لحالته في ذهنه بعد إيداع أبيه له في أحد العيادات الخاصة جدا، يتوارى عن الناس من الخزي الذي سببه له..

(قسم حالة! ما لقى إلا أخطر كوكتيل مخدرات عشان يجربه ويدمن عليه..!)

(وش تتوقع من ولد نعمة؟)

كم من مرة حاول الاعتراض أنه بريء ليلاقي الشك والسخرية المسايرة، حتى استسلم واختار الصمت والمضي في علاجه، فما دام يعرف أنه بريء، لا يهم ظن الناس فيه، أليس كذلك؟

لكنه اهتم رغما عنه، واهتمامه ذاك رافقه كشك ووساوس لسنوات وسنوات.. أصبح متباعدا كتوما إلا عن قلة مقربين لا زالوا ينظرون إليه بعيون محبة، بعضهم عن جهل بما حدث كأبناء أختيه، وبعضهم عن رفض لما اتهم به كمنال.

كتمانه وتباعده، لكن، لم يساعدانه في حياته الزوجية حقا، فبسبب كوابيسه والأذية التي كان يلحقها لطليقته بسببها، بدأت المشاكل بينهما، يزيد اشتعالها كونه لا يحمل مشاعر خاصة لها بكل صراحة. تزوج نسيم لأنه ظن أن الوقت مناسب كي يتزوج وحسب، لتكون له شخصا يسمى بصفة زوجة. كان ظلما لها، يعرف، لكن ما باليد حيلة. على الأقل، تبين أن حذره الدفاعي كان في محله بعد كشف مجريات قضية التزوير تلك. حتى لو تبين أنها لم تلعب طرفا فيها.. نفس الإحساس الذي قاده للشك في عقيل جعله يراهن على كون نسيم متورطة بمكيدة أخرى في الخفاء.

بعد الذي جرى له، كان معذورا إذا تجنب الزواج وفكرة تقرب إنسان جديد إليه كالوباء. يكفيه من عنده بكل صراحة.

لكن الأقدار بيد الله، وأتى والده بذاك العرض مقابل تنفيذ وصية، ليجد نفسه يختار الخوض بالارتباط بإمرأة ليس لديه أي سبب للثقة بها أو حتى احتمالها.

ليقول الصدق، لفتت منتهى انتباهه من اللحظة الأولى التي رآها فيها، قبل زواجهما بسنوات، عندما كانت بذمة آخر.

كانت في اللحظة التي دخل بيت راضي مجيبا لاستغاثة منال به في أمر زواج راضي بأخرى وإحضاره لها للبيت، ليسقط ناظره على منتهى لحظة قبل أن يعيد توجيهه إلى راضي. لحظة كانت كافية ليتساءل ما خطب تلك المرأة لتقف متشحة بالسواد تراقب المشهد كأنها لم تكن جزءا منه، كأن العبرات والشهقات والجدالات التي انفجرت لم تكن من شأنها وهي من كانت السبب.

تمضي السنين، لتثبت أقوال ابنتي أخته منال انطباعه الأول ذاك عنها. تمضي السنين، ليكون له لقاء آخر معها.. هذه المرة بالصوت، لقاء كره مقدار تأثره ولو للحظة بها، لقاء كره الشرخ الذي أحدثه نغم صوتها الرخيم في حصون سيطرته على نفسه، ينسى للحظة من كانت ومن كان والحدود التي كانت.

سرعان ما تلاشت تلك الحدود وتزوجها، ليتبين أن صورة كانت بمثل جمال الصوت.

كان عازما على إبقاء الحدود بينه وبينها، على إلبقاء حذرا في كل تعاملاته معها. حقا، لم يتوقع أن يحدث زواجه بها في روتين حياته فرقا.

لكن عزيمته لم تصمد أمام الفضول الذي اكتسحه تجاهها، فضول زاده غموضها وغرابتها، ورغما عنه سلك درب الاهتمام بدل الحياد.

(رغما عنه وجد نفسه يتساءل عنها.

رغما عنه وجد نفسه يسعى للحصول على أجوبة منها.

رغما عنه وجد نفسه يستمتع في تبادل الحديث معها.

رغما عنه وجد نفسه ينجذب لدهائها، ينسحر بفطنتها.

رغما عنه وجد نفسه يدرك وجودها ويفتقده.

رغما عنه وجد نفسه يرتاح بجانبها، يقتبس من ثقتها، يتأثر من صدقها، يفتنه غموضها.

رغما عنه وجد نفسه مأسورا برقتها المدفونة تحت حواف أقنعتها.

رغما عنه وجد نفسه يمنحها كامل ثقته، ثقة بادلتها إياه، لينتفض بحمية حامية من أجلها.

رغما عنه وجد نفسه يستسلم لاكتساحها حصون روحه.

ورغما عنه وجد نفسه يجيب في خوالج قلبه عن سؤالها اليومي: "محتاج شي..؟"

"إيه، أحتاجك..")

التباعد عنها أصبح آخر ما يفكر فيه، يتشوق للعكس، للاقتراب والاقتراب والاقتراب حتى يجري منها مجرى النبض. وأضحت لسيطرته على نفسه وأشواقه أبعاد أخرى بليغة التطرف. ففي كل حركة، كل كلمة، وجد شيئا أحرقه ولعا..

يحبها، يعشقها.. شعور تراكم وهو غافل ليباغته وهي ترد عليه بابتسامة: "وتلومني على ذا يا شاهين؟"

بدت تلك اللحظات الأولى بعد قولها كمشهد سينيمائي مبطأ، يتصرف بالغريزة، لا يدري حتى إذا قال شيئا يُفهم أم هذى بمحاولة بائسة في التعبير عن فيض المشاعر التي غمرته.

وعندما وعي ليركز ناظره على الذهول في تعبيرها، لم يكن بوسعه سوى أن يلثم شفتيها بقبل خاطفة متلاحقة، يقول بهمس لاهث بعد أن سرق النفس من رئتيها، باستسلام متيم محروم: "وصلت أقصاي.. منتهاي.."

=
=
=

لا تصدق أن هدير العواطف هذا أتى منه، من شاهين الذي عرفته بواجهة متأنية موزونة، مدروسة الخطوات والتبعات، ولا تصدق أن كل تلك العواطف.. كل تلك المعاني الفاضحة في عيونه.. كل ذلك الشوق والتوق والحب.. كان موجها لها، كانت متفردة به.

كانت مشوشة، دائخة بسيل من المشاعر لم تختبر مثيلا لها قط، لكنها لم تكن خائفة.

كيف تخاف شاهين وهو مثل لها الأمان كله؟

=
=
=

عندما ظنت أنه خلد للنوم تحركت عازمة النهوض بارتباك، لكن ما إن بدأت تنهض حتى شهقت بحرج عندما أحست بذراعه تحيط خصرها بتملك، يشدها إليه ليغمرها بعطره ودفئ جسده. قبل ظهر كتفها العاري قبل أن يقول بخبث مسترخ ناعس: "لا تهربين.."

وكان هذا إدراكا جعلها تستسلم بطواعية تامة، كونها لا تحتاج للهروب من أي نوع بعد الآن.

=
=
=

اختار شاهين الاستلقاء على السرير بعد رجوعه من صلاة الفجر، يراقب منتهى الجالسة جانبه، تحاول جاهدة التصرف بطبيعتها كأن شيئا لم يكن بتسلي، لأن شيئا حدث.. وما زال شاهين يشعر أنه حلم..

تشدق سائلا، يتناول يدها الحرة ويمسح بإبهامه على باطن كفها: "لمتى بتتظاهري إنك قاعدة تقرين الكتاب؟"

تمتمت: "ما أتظاهر.."

لم يصدقها: "والدليل إنك واقفة على نفس الصفحة من ربع ساعة، صح؟" أردف بعد تمهل لحظة: "تدرين وش لون عيونك؟"

=
=
=

توقفت منتهى عن التظاهر بالقراءة عندها لتلتفت إليه، مستغربة من قوله، لكنها قررت مجاراته لمعرفة أين يهدف: "وش لونها؟"

بدل الإجابة، اعتدل جالسا، يترك يدها ليتناول وجهها برقة، يقترب ليتمعن في النظر: "لونها مثل السما فيوم ماطر، وأحيانا أشوف فيها خيوط ذهب تذكرني بالشروق.. تخلي الواحد يضيع، وتخلي القصايد تضيع فوصفها.." ابتسم ابتسامة صغيرة، يردف: "دوم كنت أبي أقولها لك.."

لطالما كانت عيونها محل أسى، فهي العيون التي ورثتها عن "تلك" التي سرقت جدها من زوجته وأطفاله، محل تندر أبناء عمومتها وزميلات الدراسة.. عيون غريبة مريبة، وربما مزيفة حتى!

أن يتغنى بعيونها شخص.. لا يعرف شاهين بحق ما فعلته كلماته تلك بها.

ابتسمت بدورها، تدفع تأثرها ومبلغ افتتانها كيلا تبدو كالخرقاء أمام لباقة شاهين وتسلسل كلماته: "متأكد ما ورى مديحك مصلحة؟"

اكتسبت ابتسامة شاهين ميلا عابثا، وعيونه لمعة خبث ومعنى: "ولو قلت إيه وش بتسوين؟"

قبل أن يمكنها التفكير في رد صدح جوال شاهين بالرنين، ليبتعد عنها ويجيب بضيق واضح على من تبين أنه مندوب المكتب السياحي، يعطيهم برنامج اليوم بحماس غافل عن التعبير العبوس المضحك الذي سببه اتصاله.

وعندما ركبا في السيارة التي ستقودهما لوجهة اليوم، التفتت منتهى لشاهين تقول بابتسامة، وبرأيها الصادق: "عيونك الأحلى.."


انتهى البارتان..~

امال العيد 13-05-18 09:45 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
الللللللله بارت وهدية بعد يا حظك يا آمال 😍😍😍😄 يعطيك العافية فوفو 😉

بروح اقرأ بس قلت لازم أقوم بالواجب وأشكرك وطبعا أحلى ترويقه بعد يوم متعب 🤗

ندا المطر 13-05-18 10:26 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
حسيت وانا عم اقرأ الفصل الاخير بقلوب تطير حواليي
تسلم ايدك

امال العيد 13-05-18 10:28 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
بارت خرافي بارت شاهيني ومنتهاي 💜👍

تبين الصدق انا مثل منتهى أتمنى أزور المغرب وش زينها يكفي أنها بلد مسلم يارب يا مريم ترزقني سفرها لها وانا بصحة وعافية 🤗😍

جعل م فيه عقيل ولا أم عبدالرحمن جعل يومهم قريب حسبي الله عليهم 15 سنة وهم مخربين علاقة الابن في أبوه وأخته نشوف فيهم يوم وجعله قريب

يعطيك العافية الفيورا بارتين روعة وتستاهلي كل خير وجعلهم شاهدين لك لا عليك ومنها للأعلى يارب

Maysan 14-05-18 12:16 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
والله ماكنت اعرف انه في اهداء معنون بلقبي ههههههه حتى قرأت مسج اموله بالسناب وخبرتني ربي يسعدها 🌹.. اول شيء الف الف الف مباااارك يالفي يافوفو على الرقم الخمسون 💃🏾💃🏾💃🏾.. جد روايه رائعه ربي يحفظك وييسر امورك ..

اخذت لفلفله عليه بسيطه وبصبصه ههههههههه والله دخل قلبي ❤ فصلين واولادي مكتسحينهم ههههههههههه والله سعاده بعد لفلفت المواقع لتخلص من مشتريات العيد هههههههه الله يبلغنا واياكم رمضان ووالدينا واهلين اجمعين هذا لكِ 🌹💙💙<< ماوجدت قلب بلونك المفضل السموحه منك هههههههههه .. تسلم يدينك وربي يعطيك حتى يرضيك ويرزقك البركه وراحة البال وصلاح الاحوال .. شكرا لك الفي على الهديه من جد شكرا .. على رغم ضغوطك ودراستك الا انك متلزمه .. شكرا على كمية السعاده المنبثقه من حروفك ..

انت اهدتني اجمل فصلين وانا حهديك دعوه في ظهر الغيب بإذن الله .. راجعه بعد القراءه بإذن الله ..

Maysan 15-05-18 01:11 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ياصباح الرضا ياصباح الهنا ياصباح صباحية ولادي وزواجهم الرسمي كلوووووولوووولووويش .. يلاا ياميمي يابنتي ماما تبقى حفيد او حفيده كتكوت صغنن كذا هههههههههه .. يلا ابقى اشوف بيرث اي العيون ههههههههههه 😁😝.. الفي ياحبيبتي كلك ذوووق لو عندك فصلين زياده قبل رمضان مااقول لا هههههههههه كل منك حلو << احمم الطمع مشكله 😂😝.. ربي يسعدك وييسر امورك ويفتحها عليك بدراستك فتوح العارفين العالمين وبحياتك ويرزقك من واسع فضله ورحمته ويصلح احوالك ويبارك لك في وقتك وفيما وهبك واعطاك ورزقك وفي نفسك ويعطيك حتى يرضيك ويكرمك بكرمه .. تسلم اليدين يارب 🌹..

وعرفنا قصته اخييرا وشكله هذا المره الاولى اللي بيخبر فيها احد .. توجسه وخوفه انه ميمي ماتصدقه وطلع عكس توقعه .. لكن للاسف انه مايعرف عائلة هالعقيل ولا اي معلومه عنه .. انا خمنت انه ممكن منتهى تستعين بالله عزوجل وثم بعمها لكن استبعدتها بحكم انها ماتبقى حدا يعرف لكن كيف بتحلها ؟ العقبه الكبرى ابوه 💔😫.. فاقد وجود ابوه حتى لو ماذكر .. العجيز يامال الشاحنه اللي تروحي تحتها ههههههههه .. ياليتك تنكشف امام الكل وتنطردي من البيت على هيك عمله ياحقوده .. ممكن عقيل هذا من ابناء اللي يشتغلوا عندها او مستأجرته ؟! لانه اتلف الشله بكبرها ؟ .. تصوريلك للحقن والفلاش باك لشوشتي مره موجع 💔😭..

ميمي سيطرت على عقله ثم دخلت قلبه بكل سهوله .. حبها تمكن من روحه .. لكن الشكوى لله البنت ماهي مصدقه ههههههههه ومشوشه .. ( منتهاي ) تملكه وحبه كبييير شوشتنا .. باقي بس منتهى تتعرف على مشاعرها وتترجمها .. الفي اشكري بنتك غدو نيابه عني ههههههههه قامت بالمهمه نيابة عني بنجاح واخيييرا فستان وحركات هههههههه وكلامها اتى بالصميم في العنيده ميمي ..

جميل جدا الفصلين شكرا لكِ الفي .. وشكرا لانك ريحتنا فتره طووويله من العجيز واسيلوه ونوافوه والشله ههههههههههه .. باقي فصفص مو قبل نتوقف علشان رمضان الله يبلغنا اياه واياك ووالدين واهلين اجمعين ويمن علينا ويكرمنا بصيامه وقيامه .. مانبقى قفلات تشوق ههههههه << عارفه انك محايده بالقفلات بس احيانا فيه 😒😁.. انا طبعا من رؤيتي انه فيه هههههههههه .. دعواتي لك بإذن الله ..

HESA 15-05-18 10:08 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
روعه
روعه
روعه
اهنيك على اسلوبك الرائع:55:

Maysan 17-05-18 12:49 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
الفي الشهر عليك مبارك حبيبتي .. ربي يجعلنا واياك ووالدين واهلين اجمعين من صوامه وقوامه وربي يتقبل مننا اجمعين صالح الاعمال .. كل عام وانت بخير وصحه وسعاده وراحة بال ورضا ..

فكرت اليوم فيه فصفص قبل رمضان 🤔.. لما تأخر الوقت قلت ابارك لك الشهر .. ربي يسعدك وييسر امورك ويفتحها عليك بدراستك وحياتك ويرزقك البركه والسعاده والرضا وصلاح الاحوال وراحة البال .. استودعك الله ياقلبي ونلتقي فيك على خير بعد الشهر الفضيل بإذن الله ربي يمتعك بالصحه والعافيه والقوه .. دعواتي لك فوفو 🌹..


اذا فيه فصفص حينزل حدخل اعلق وتكون اخر شيء هههههههههههههه مو تقولوا ميسو ودعتنا هههههههههه .. لزووم اعلق على فصفص الفي 😍..

Maysan 18-06-18 04:24 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وانت بخير وسعاده وراحة ورضا الفي .. ربي يتقبل صيامنا وقيامنا وصالح اعمالنا .. متشووقه لإستناف الروايه 😍.. ربي يحفظك ويسعدك وييسر امورك ويفتحها عليك في دراستك ويصلح احوالك ويرزقك راحة البال والسعاده والبركه ..

أبيات 21-06-18 06:24 AM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
متى البارت القادم متحمسة حيل

Maysan 22-06-18 05:33 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
الفي ياالفي ربي يسعدك وييسر امورك ويفتحها عليك .. متى تستأنف الروايه متشوووقه لها ربي يوفقك في دراستك ويصلح احوالك ويرزقك البركه وراحة البال والسعاده والتوفيق والتييسر ..

ندى علي التميمي 24-06-18 08:55 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
كل عام والجميع بخير
مررره شتقنا للروايه ..متى البارت

Maysan 09-07-18 06:30 PM

رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفي ربي ييسر امورك يحفظك طمنينا عنك .. عسى المانع خير يارب .. الله يشرح صدرك ويصلح احوالك اينما كنتي ..


الساعة الآن 11:36 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية