منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة ) (https://www.liilas.com/vb3/t204796.html)

ام حمدة 21-07-17 11:04 AM

رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا... شخباركم؟؟.. عساكم طيبين ومرتاحين؟؟
عرفتوني!!... ههههههه شكلكم ما عرفتوني... أنا أم حمدة كاتبة رواية
( يوم اللقا تاهت عناويني ) اشتقتلكم فقلت مستحيل أحل في بيتكم وإيدي خالية
فجيت ومعاي نوفيلا....
النوفيلا اماراتية .. السرد فصحة والحوار عامي... تتحدث عن العادات والتقاليد التي ظل البعض منهم إلى وقتنا الحالي متمسكون فيها ...
" البنت لولد عمها "... جملة نسمعها لدى بعض القبائل... أظن أنه ما يزال فئة صغيرة منهم ما تزال متمسكة بعاداتها، لكن تكمن المشكلة بـ هل الجيل الجديد موافق على طريقة الزواج؟؟... سنرى ردة فعل أبطالنا على هذه العادات...

بتمنى إن الرواية تعجبكم ...

الملخص....

سرقوا نقطتي ليتركوني كما المعلقة
نقطة حددت مصيري ليطمسوها
لأسلسل بقيود القهر والعادات البالية
فمتى سننتهي؟؟.. ومتى سنعتق؟؟.
فهل سيأتي لنا يوم، تترك لنا نقاطنا
لنضعها في مكانها الصحيح؟؟...
أم سنستمر بجهلنا وبمعتقداتنا العقيمة؟؟..

الغلاف....
https://d.top4top.net/p_567ud7iy1.jpg

هي مكونة من 11 فصل وراح يكون التنزيل كل يوم باذن الله ابتداء من بكرة يوم السبت الساعة 8 بتوقيت الامارات
راح انتظر تعليقاتكم ورايكم بالفصول
دمتم بخير ...

الخاشعه 21-07-17 03:29 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
السلام عليكم
حياك الله💟
في انتظار جديدك....💐

ممريم حسن 21-07-17 05:26 PM

موفقه اختي
في انتظار روايتك😚😚

ام حمدة 22-07-17 05:06 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل الأول...
في احدى المنازل الكبيرة والتي تسكنها عائلة كبيرة المتمثلة بالجد الكبير وهو الآمر والناهي بكل أمور العائلة، أولاده الثلاث متزوجون ويعيشون معه، وابنتان متزوجتان وتسكنان في امارة أخرى، وكل واحد من أولاده يعيش بملحق خاص به بالمنزل الكبير.
جلس الشيخ الكبير ويدعى ( أبو راشد... (صقر ) ) في مجلسه الكبير ويحيطه أفراد عائلته... الرجال يجلسون في جهة منخرطين بأحاديثهم، والنساء في الجهة الأخرى وأيضا يتحدثون بأمور شتى تخص النساء، فانطلق صوته قويا متسائلا:
" عيل ما أجوف موزة مع بنتها حصة؟؟"
فأجابته زوجة ابنه البكر راشد:
" يا عمي.. موزة مريضة وما تقدر تي وتيلس معانا، وبنتها حصة قاعدة معها.."
هز رأسه بأسف وتحركت عيناه على أولاده وناظر الفراغ بينهم وتذكر ابنه الغالي أحمد الذي توفي مع ابنه البكر محمد في حادث سيارة تاركا خلفه زوجة وابنه، فهمس بحزن:
" لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم صبرنا على فرقاهم.."
فـ بالرغم من مرور 10 سنوات لوفاتهم إلا أنه مازال يشتاق إليه، التفت إلى زوجة ابنه وسألها:
" إنزين.. هي ما راحت للدختور علشان يجوف شو فيها؟؟.. الحرمة صار لها أيام وهي مريضة "
" لا يا عمي، مو راضية تروح المستشفى، تقول شوية برد وبيروح.."
عاد لتحريك رأسه وأمسك بعصاه وقال بأمر وهو يضربها بالأرض:
" لا تخلونهم بحالهم يا أم صقر وحاولي تودينها للدختر، ما يصير جذا اتم مريضة، هذي حرمة الغالي..."
فسارعت تقول بطيبة:
" لا تحاتي يا عمي أم محمد بعيوني ..."
" تسلمين يا بنتي وماعليج اقصور، هذا العشم فيج..."
التفتت أم صقر لهمهمات زوجة أخو زوجها وتدعى ( شيخة )...
" والله هذا يلي ناقص!!.. نخدم ست الحسن والجمال ونصير خدم لها..."
وحركت شفتيها بحركة سريعة فنهرتها أم صقر:
" شو خدم ما خدم؟؟.. ترى أم محمد وحدة منا وفينا، وهي ما تقصر معانا يوم يصير فينا شي، وألحين يوم أي دورها تقولي خدم وما ادري ايش!!..."
فتحت شيخة فمها معترضة إلا أن فاطمة ( أم صقر ) نهرتها:
" ولا كلمة زيادة يا أم راشد، تبين تساعدينها خير وبركة وأجر من رب العباد، ما تبين لمي لسانج أحسن لج، الحرمة ما أذتنا بشي فلها الحشيمة.. وأنا تراني ما أرضى على أوخيتي..."
بلعت شيخة اعتراضها، ووجهت أنظارها للأمام وبداخلها نقمت من موزة.. فبسببها تلقت تقريحا من أم صقر...
وفي الجهة الأخرى جلس شباب العائلة... صقر بـ 17 وفزاع بـ 16 وسعيد وأحمد توأم بـ 15 أولاد للابن الأكبر ( راشد)، وراشد 17 وخالد بـ 15 وابراهيم بـ 14 أبناء الابن الأصغر( سلطان ). والفتيات نورة بـ 14 ومريم بـ 13 شقيقتا صقر، وحنان بـ 16 وخديجة بـ 13 شقيقتا راشد... أعمارهم متقاربة لأن الأب قد زوج أبنائه في يوم واحد.
فصدر همس خفيض من بينهم:
" الحمد الله.. يعني اليوم ما بنجوف كوابيس..."
فتساءل أحدهم:
" شو تقصد يا صقر؟؟.."
انحنى باتجاههم وأجابهم:
" أم عوينات ما هي موجودة اليوم..."
ضحك الشباب بمتعة فقال خالد باعتراض:
" حرام عليكم تقولون عنها جذا!!.. هي بنت عمكم..."
فرد عليه فزاع بسأم:
" روح لا.. المدافع عن حقوق البشرية .. ترى يلي يقوله أخوي صح، ويه البومة هذي تخوف بشكل، بصراحة أول مرة أجوف بنت بهذا الشكل، لا جمال ولا ملامح ولا شي... استغفر الله.."
فأجابه خالد بفهم بالرغم من سنه الصغير إلا أن عقله تجاوز الكثير:
" هذي خلقة رب العالمين، فليش تضحكون عليها؟؟.. يعني انتوا ترضون على نفسكم...."
قاطعه استهجان الجميع الذي أفسد متعتهم.... واستطرد صقر مكملا:
" هيهي.. هذا دخل فينا بمحاضرة طويلة عريضة، انزين احنا ما قلنا شي غير الصدق، وهي تشبه البومة، لا... حتى البومة مسكينة أحلى عنها..."
سكت قليلا ثم تابع وهو يشير برأسه للجهة الأخرى:
" طالع البنات وش حلاتهم، كل وحدة تقول الزود عندي، يعني صح مو لهناك بس حلوات ويتشاهدن.. ولما يكبرون راح يصيرون أحلى وأحلى، لكن هي... أعوذ بالله، راح تصير الشيطان الرجيم..."
ضرب صقر كفه بكف شقيقه الجالس بجانبه وعاد الجميع ينخرطون بالضحك على كلامه ولم يستطع خالد قول كلمة أخرى، فلا فائدة من الدفاع مع أشخاص لا يبحثون سوى عن متعتهم، ولا يبحثون سوى بالمظاهر.
التفتت أنظار الجميع عندما ضرب الجد عصاه وهتف وأنظاره تتجه لأولاده:
" راشد... سلطان أبيكم بكلمة راس..."
وكانت جملته هذه كفيلة بفض جلستهم فتحرك الشباب خارجين والنساء أيضا بعد أن اتفقوا للذهاب لزيارة أم محمد، والفتيات أيضا خرجن واتجهن لمكان آخر ليتحدثن براحة، وبقي الكبار، وما أن أغلق الباب على آخر فرد حتى تساءل ابنه البكر:
" خير يا الوالد عسى ما شر؟؟..."
" الشر ما ييك يا وليدي... بس كنت أبي أذكركم بكلامنا يلي كان من عشر سنين..."
فتساءل سلطان:
" وش هو يا يوبة؟؟"
فأجابه شقيقه:
" كلامنا كان عن بنت أخوي حصة..."
***************************
وفي جهة أخرى وقسم آخر ساده الهدوء والسكون برحيل أحبتها، وما عاد يضج بأحاديثهم وضحكهم ولهوهم، فقد رحلوا آخذين معهم فرحتهم وبهجتهم وأمانهم.
سارت بخطوات بطيئة ومتمهلة وهي تحمل صينية احتوت على صحن من الشوربة اعدتها بنفسها، ودخلت غرفة والدتها وهي تقول:
" أمي.. جوفي.. طبخت لج أحلى شوربة بالعالم..."
تحركت الأم ببطء ووهن على فراشها معتدلة وهتفت بضعف وصوت مهزوز:
" ليش يا يومة تتعبين نفسج؟؟.. جان خليتي ميري تسويها..."
وأجابتها وهي تضع الصينية على الطاولة:
" يعني منو هي بنتج أنا ولا ميري؟؟.. ثاني شي ميري ماتسوي الشوربة حلوه مثلي..."
تطلعت الأم لابنتها بحنان وهمست:
" بارك الله فيج يا بنيتي..."
ابتسمت حصة وصاحت:
" يلا... ألحين أبيج تخلصين الشوربة كلها...."
حملت الصحن ووضعته بحجر والدتها لتقول وهي تناظر الصحن الممتلئ :
" والله يابنتي مالي نفس آكل..."
وكتمت نوبة سعال خلف كفها لتسارع حصة بحمل الصحن ما أن بدأ جسد والدتها يرتج مع سعالها، وما أن انتهت حتى أعادت الصحن وهي تحثها برجاء:
" لا يا يومه لازم تشربين الشوربة علشان تخفين وتصيرين بخير..."
لم تستطع أن تعترض الأم أكثر من هذا وهي ترى الحزن بمقلتي ابنتها ورجاء بأن تشفى بسرعة من أجلها فلا قدرة لديها لخسارة أخرى، ابتسمت بوهن وقالت لها وهي تمسك بالملعقة:
" إن شاالله يا بنتي، بس علشان خاطرج بشربها..."
وأخذت ترتشفها ببطء حتى قاطعها صوت طرقات:
" هود.. هود يا أهل البيت..."
" حياج يا أم صقر اتفضلي...."
سحبت شيلتها من جانبها ووضعتها على رأسها ووقفت حصة باحترام عندما دخلت زوجات أعمامها، حيتها أم صقر بحنان:
" شخبارج يا بنتي يا حصة؟؟"
وأجابتها باستحياء وهي تخفض رأسها للأسفل وتعدل اطار نظارتها:
" بخير خالوه... تفضلوا حياكم..."
دخلت أم صقر وخلفها أم راشد التي طالعت حصة بنظرة دونية وتركتها دون سلام ولم تلتفت حصة لها فلطالما اعتادت اسلوبها الفض معها، خرجت تنادي الخادمة لتجهز الفوالة ( الضيافة) وتركت النساء مع والدتها لتتسلى معهن وخرجت للخارج بحثا عن الفتيات ووجدتهن تحت الشجرة يجلسن.
" السلام عليكم..."
لم يردن عليها وما أن انخفضت لتجلس معهن حتى هتفت حنان صائحة:
" على وين إن شاالله؟؟"
ارتبكت حصة للحظات وعادت تصلب عودها وأجابتهم بتأتأة وخجل اعتراها من صياحها العالي عليها:
" أنا... أنا.. كنت بقعد معاكم.."
عادت لصياحها وكفيها على خاصرتها:
" لا... الله يخليج، ما نبيج تقعدين معانا، أخاف تعدينا بشكلج هذا.. ياع... قطيعة"
والتفتت للفتيات قائلة:
" اتخيلوا أصير مثلها؟؟.. أَويه.. عقب ما حد بيتزوجني، أو إذا تزوجت لازم يكون أَعْمي علشان ما يجوفني...."
ثم أدارت رأسها باتجاهها وأكملت:
" تعرفين... ما أظنج تتزوجين!!.. وراح تعنسين وتصيرين مثل عجوز اقريح تلفلفين على الجيران وتنازعين هذا وتضربين هذا....."
ضحكن الفتيات على التشبيه وهن يتخيلنها بالفعل بهذا الشكل، وتحركت حصة عائدة لمنزلها مكسورة حزينة وعيناها قد شابهما الألم من سخريتهم لها، دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها ثم اتجهت للمرآة وتطلعت لشكلها... هي بـ 16 ترتدي نظارات سميكة غطت نصف وجهها، فالضربة التي تلقتها على رأسها وأثرت بعينيها إثر الحادث الذي سرق منها والدها وشقيقها بيوم واحد وتركها تنعي لوعة الفراق بسن صغيرة أثرت بها كثيرا، ومنعت عن اجراء أي عملية حتى تبلغ 18 ، وجهها مملوء بالبثور السوداء وتقرحات اثر خدشها وهرشها لبشرتها لتترك ندوب صغيرة ذا لون داكن، ليتركها مشوهة الشكل، وأنفها متوسط الحجم، وشفتيها صغيرتان ومتقرحتان اثر عضها المستمر لها بأسنانها كلما أصابها موقف صعب عليها الرد عليه، وجسدها نحيل جدا ويشبه الصبيان، وما بها من جمال سوى عيناها العسليتان التي تحيطها أهداب طويلة وكثيفة اختفت تحت طيات نظارتها، وشعرها الأسود الطويل والناعم.
زفرت بضيق وارتدت عن المرآة ورمت بجسدها على السرير وهتفت لنفسها:
" طيب وأنا شو دخلني إذا الله خلقني جذا؟؟"
سكتت قليلا وتنفست بعمق ثم تابعت بتساؤل:
" زواج... وشدخل الزواج عاد بالشكل؟؟.. عاد يلي يقول يعني اني بتزوج!!.. أنا مابي أتزوج، أبي أكمل دراستي وأصير دكتورة علشان أمي تفرح فيني بين الكل..."
نهضت من مكانها بعد أن سمعت صوت جدها ينادي وانطلقت مسرعة ناحيته، وما أن شاهدته حتى رحبت به بحرارة بالغة، فما أحب إلى قلبها في هذا المنزل الكبير والدتها ثم جدها...
" أسفرت وأنورت... الغالي موجود في بيتنا... يا حي الله من يانا"
احتضنته بقوة ليشدد هو بعناقها مرحبا بها وأسرت بعد أن أبعدها قليلا بابتسامة مشرقة:
" نورت بيتك يا الغالي..."
فعاتبها بحنان:
" أنا زعلان منج يا بنتي يا حصة..."
شهقت وارتد رأسها للخلف قليلا وسألته:
" أفا.. ليش؟؟.. أنا وشسويت؟؟"
" يعني صبحت الصبح وما قلتي أي وأسلم على يدي وأكل معاه الريوق..."
ابتسمت بسعادة وعادت تدس جسدها بحضنه وأجابته وهي تلتمس دفئه وحنانه:
" حبيبي يا يدي، السموحة منك، ما قدرت أطلع اليوم من البيت وأترك أمي وهي مريضة لحالها..."
ربت على ظهرها بحب ...
" خلاص... هذي المرة سماح، ولكن المرة الياية ما راح أسامحج أبد..."
ابتعدت وأشارت لعينيها...
" من عيوني الثنتين، أصلي الفجر وعلى طول تجوفني مرتزعة عندك بالميلس..."
قاطعهم صوت آخر ملأه العطف :
" واحنا يا بنتي مالنا سلام؟؟.. ولا هو بس خاص لناس معينين؟؟"
ضحكت بخفوت واقتربت من أعمامها مرحبة بهم، ليتساءل الجد:
" وشـ أخبار أمج ألحين؟؟"
تخاذل كتفيها وأجابته بحزن، وغم اكتنف عسليتيها..
" هذيج هي داخل بغرفتها.."
أشار الجد إليها لتقترب منه وما أن اقتربت حتى احتضنها من أكتافها وأسر إليها :
" لا تشيلين هم يا بنتي، أمج بخير وما عليها إلا العافية..."
رفعت عيناها باتجاهه وهمست بخوف:
" هي مريضة وايد يا يدي، وأنا قلتلها نروح المستشفى بس هي مو راضية، وتقول أنا بخير..."
" مب على كيفها، ألحين أخليها تروح الدختر وتتعالج..."
هزت رأسها ثم قال الجد بصوت عالي وجهوري:
" هود.. هود.. يا أهل البيت..."
وخرجت أم صقر مرحبة:
" حياك يا عمي حياك..."
ودخل الجد مسلما وبقي أولاده عند عتبة الباب وأخفضوا رؤوسهم وقال راشد:
" أجر وعافية يا أم محمد، ما تجوفين شر..."
وأجابته بصوت ضعيف:
" الشر ما ييكم يا أبو صقر..."
جلس الجد على الكرسي وسأل:
" شخبارج يا أم محمد؟؟.. عساج طيبة؟؟"
" الحمدالله بخير يا عمي.."
دقق بملامحها المرهقة وقال:
" بس أنا يلي أجوفه غير، وسمعت إنج ما تبين تروحين الدختر؟؟"
فأجابته وهي تتطلع لأصابعها:
" ماله داعي الروحة للدكتور يا عمي، هو شوية ازجام ويروح.."
وأخذت تسعل بشدة حتى اعتقد الجميع بأن روحها ستهفوا لبارئها للتو واللحظة، فسارعت حصة تربت على ظهرها بهلع وخوف اجتث من روحها، وما أن هدأت حتى أعطتها كأس الماء وارتشفت منه القليل ليقول الجد بأمر لا جدال فيه إلى ابنه البكر:
" جهز السيارة يا وليدي... وانت يا أم محمد البسي عبايتج ..."
ونهض وعندما حاولت الاعتراض حتى احتدت عيناه عليها فكسرت نظراتها وهزت رأسها بالموافقة بقلة حيلة، فهي تعرف أن رفضها لن يجدي نفعا مع الجد.
فأكمل وهو يتحرك:
" سرينا على بركة الله ..."
" بروح معاكم يا يدي..."
تطلعت إليه برجاء ليوافق، فهي بالذات فلا قدرة لديه لرفض طلباتها، فهي قلما تطلب شيء لنفسها بعكس حفيداته الأخريات.
استقلوا السيارة متجهين ناحية المشفى... وهناك أجرت فحوصات شاملة حتى قال الطبيب بعملية......
*************************
حل المساء وجلس الجد مع ولده الأكبر راشد وأم محمد والحزن قد كساهم فقال الجد بعد برهة والحزن قد غام على قسماته:
" لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. يا بنتي...."
سكت ولم يعرف ما يقول، فالموقف صعب جدا والكلام به لا يفيد، فما كتبه الله واقع ولا مفر منه، فقالت أم محمد بإيمان واقتناع بما قسمه الله لها:
" كله من الله خير واللهم لا اعتراض، لك الحمد والشكر يا رب..."
تنهد الجد وقال بأسف:
" اللهم لا اعتراض... اللهم لا اعتراض... جوفي يا بنتي، كان في كلام بينا احنا الرياييل بعد ما مات ولدي أحمد الله يرحمه..."
" وشـ هو الكلام يا عمي؟؟"
حل الصمت لثوان حتى ارتفع رأس الجد مع ارتفاع صوته قائلا:
" بنتج حصة محيرة لولدي صقر...."

ام حمدة 22-07-17 05:09 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
قراءة ممتعة ...
وموعدنا غدا مع فصل جديد..
دمتم بخير..

رهووفا 23-07-17 03:03 AM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
روعه ومشوقه

شبيهة القمر 23-07-17 04:25 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
السلام عليكم
موفقه اختي ام حمده ومبروووك مولدتك الثانيه وان شاءالله توصلين فيها لبر الامان..
اكثر شي يقهرني لما يقيسون جمال البنت وهي بعمر المراهقه ..
اتوقع حصه تعالج عيونها بعد ماتتم عمر 18وتكبر وتزين وتصير قمر ليله 14والخايس صقر يمكن اذا تدبس فيها يروح ويتركها بحجه الدراسه ويمكن يتزوج هناك ويرسل لها انه مايبيها وانهم اجبروه وووووو
ولما يرجع ويشوف جمال حصوصي بينهبل و يجلس شهر متبطح عند باب بيتهم يبي رضاها..

ام حمده... بانتظار باقي الاحداث علشاان نجلد صقر جللللد ههههه

ام حمدة 23-07-17 06:34 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رهووفا (المشاركة 3686361)
روعه ومشوقه

تسلمي حبيبتي وان شاء الله الباقي بعد يعجبج... وشكراااااا لمروووووورج العطر

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 3686394)
السلام عليكم
وعليكم السلام
موفقه اختي ام حمده ومبروووك مولدتك الثانيه وان شاءالله توصلين فيها لبر الامان..
الله يبارك فيج يا الغلا.. وإن شاء الله تنال اعجابكم
اكثر شي يقهرني لما يقيسون جمال البنت وهي بعمر المراهقه ..
ترى يلي يقيس هم من عمرها وهذا شي حاصل في واقعنا... إن كانوا بنات أو أولاد.. ما غير تسمعين يع هذي مو حلوه وهذي حلوة وحتى الولد
اتوقع حصه تعالج عيونها بعد ماتتم عمر 18وتكبر وتزين وتصير قمر ليله 14والخايس صقر يمكن اذا تدبس فيها يروح ويتركها بحجه الدراسه ويمكن يتزوج هناك ويرسل لها انه مايبيها وانهم اجبروه وووووو
ولما يرجع ويشوف جمال حصوصي بينهبل و يجلس شهر متبطح عند باب بيتهم يبي رضاها..
على هونج حبيبتي هههههههه الاأحداث بعدها ما بدت وأعتقد إن هذا الصقر راح يرفع ضغط الكل... وراح نجوف شو راح يصير من أحداث
ام حمده... بانتظار باقي الاحداث علشاان نجلد صقر جللللد ههههه

ههههههههه راح ينجلد بس مو ألحين... للأسف احنا يلي راح ننجلد منه خلينا نجوف شو راح يعمل على الخبر يلي انقال عنه
تسلمي حبيبتي وشكراااااااا على مروووووووووورج العطر

ام حمدة 23-07-17 06:36 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شمس الفجر قد أعلنت عن بزوغها ليوم جديد، تعلن فيه عن حياة ستدب على الأرض بعد أن أزاحت ستار الظلام تجبرهم على النهوض ونفض الكسل ليرتع كل واحد منهم باحثا عن رزقه، ولكن في أحد البيت قد تغيرت الحياة هناك، وسمع صوت صراخ الرفض لقيود العادات والتقاليد ليلعلع بحكم جائر قد سقط عليه.
" انت شو تقول يا بوي؟؟"
اقتربت الأم مهادنة ولدها المنفعل بشدة:
" يا ولدي يا صقر هدي شوي..."
والتفت إليها وعيناه تقدحان نارا حارقة وصدمة مازال لا يريد استيعابها:
" انت ما تسمعين أبوي وش يقول؟؟.. يبيني أنا...."
سكت وأشار لنفسه، ثم استأنف بكره عميق :
" أنا أتزوج هذي البومة..."
فصرخ الأب ناهرا إياه بشدة نعتها بتلك الصفة:
" احترم نفسك يا صقر، وماراح أسمحلك تغلط عليها.."
رفع صقر كفيه واعتصر رأسه بقوة ثم قال بأنفاس هادرة وهو يتحرك هنا وهناك بأنفاس مثارة:
" ماراح تسمح لي إني أغلط بحقها؟؟.. طيب وأنا؟؟.."
وعاد يشير لنفسه:
" أنا وين حقي؟؟.. ولا مالي حق إني أختار الحرمة يلي أتزوجها؟؟.. ثاني شي أنا بعده عمري 17 سنة، توي صغير على العرس..."
تنهد الأب بضيق فلم يعتقد أبدا أن بِكْرَهُ سيكون معارضا للفكرة، فهو نعم الابن المطيع والخدوم، وجعله هذا محط محبة الجميع وأولهم الجد، ولكن الآن يرى جهة لم يرها به قط، أو بالأحرى لم يرى حقه بالاختيار، فقال بمهادنة:
" يا ولدي يا صقر، ايلس وخلني أفهمك الموضوع..."
لم يكن يرد أن يصغي، لم يرد الجلوس، بل أراد الصراخ بصوت عالي رافضا تلك السلاسل التي يريدون بها تقييد حريته، والتفت لوالدته بعينين متسعتين ساخطتان:
" يومه.. انت ما تسمعين وش يقول أبوي؟؟... يبيني أتزوج وأنا بهذا العمر!!...."
همها حال ولدها وشعرت بالأسف من أجله، لكن ما بيدها شيء، فالجد قد أمر وانتهى البت بهذا الموضوع، خصوصا أنه موضوع حساس يخص فتاة يتيمة...
" يا ولدي يا صقر اهدي وقول لا إله إلا الله محمد رسول الله..."
أخرج زفراته بقوة ووضع احدى يديه على خاصرته والأخرى شد شعره بها ثم تحرك وجلس راميا جسده بقوة وأحنى ظهره كأن هما قد جثم عليه فجأة دون أن تكون له القدرة على احتماله.
" يا وليدي يا صقر انت ريال فاهم وعاقل ومسؤول، وعمره الظفر ما يطلع عن اللحم، وحصة بنت يتيمة وما حد ليها غيرنا...."
ارتد رأس صقر للجهة الأخرى بامتعاض وأكمل الأب بشدة وحزم عندما شاهد ردة فعله لذكرها:
" بنت عمك انت سندها....."
قاطعه وقوف ولده وقد اكفهرت قسماته ليرتد الأب صالبا عوده ويفوقه طولا وصرخ به وهو يمسكه من عضده:
" تبي بنت عمك تنهان على يد رجال غريب؟؟.. تبي بنت عمك تنقهر وتنذل مع الغريب؟؟"
هزه بعنف ولم يجب وتابع:
" زواجك من حصة منتهي موضوعه من زمان، ولا تبي الناس تقول راشد ولد صقر الزيودي ما هو بريال لأنه كسر بكلمته؟؟"
وهدر بها ابنه بقوة رافضا كلمة السوء على والده:
" يخسي هم، والله ثم والله لأقطع السان من يتكلم عليك بكلمة وحدة غلط..."
ارتاحت أسارير الأب ثم قال بثبات وكفه تربت على كتف ابنه بفخر واعتزاز:
" ملجتك على بنت عمك بعد اسبوع إن شاء الله..."
ارتفع رأسه للأعلى وتطلع لوالده لثوان ثم قال بعدها بخضوع :
" إن شاء الله..."
تركه والده بعد انتهائه من كلامه وخرج صقر دون أن يرى ما أمامه، فنار الغضب تعميه، وطعم القيد كان مرا شديد الوطأة عليه، وعندما شاهدها أمامه رآها كما الوحش المفترس الذي ينوي انتزاع روحه بعد أن تقيده لتتركه يلفظ أنفاسه ببطء شديد لتتركه دون أي رحمة بحاله.
تحرك باتجاهها وما أن اقترب منها حتى أمسك بشعرها بقبضة من حديد دون أن يفكر، وصرخت بخوف من الهجوم الذي اكتسحها إلا أن صراخها ذهب أدراج الريح مع صفعته التي حلت على وجنتها لتخرسها مطيرة بنظاراتها بعيدا عنها.
" اسكتي ولا أقسم بالله لأقطع السانج وأرميه للكلاب..."
ناظرته بعيون مغشية، خائفة، متعجبة ومصدومة مما فعله بها، ويدها تمسك بقبضته التي تشعر معها بأن شعرها سيقتلع من جذوره وسألته برعب، وتأتأة احتلت لسانها كلما شعرت بالجزع:
" وشـ...وشـ صار... لـ... ليش .. تضـ... تضربني... أنا.. أنا ما... سـ.. سـ.. سويت.... شي...."
فزعق بها وعيناه تنسكبان عليها حمما لاهبة وكأنه بهما يبغي موتها قبل أن تزهق روحه:
" قلتلج اسكتي ومابي أسمع نفس واحد منج.. انت إبقرة ما تفهمين؟؟"
ظل يناظر ملامحها بتقزز ثم دفعها بقوة دون أي رأفة بحالها ليتوسد جسدها الأرض وصرخ بانفعال لم يستطع السيطرة عليها:
" أنا صقر ولد راشد صقر الزيودي يبوني أتزوج وحدة مثلج!!..."
وأخذ يسير كنمر حبيس قفصه ويشعر به يضيق ويكتم أنفاسه غير قادر على كسره أو الفكاك منه.
طالعته بنظرات تائهة مصدومة خائفة من ثورته التي لا تعرف ما سببها، لا تعرف ما الذي يهذي به؟؟.. ولما قام بضربها؟؟.. فقد كانت خارجة لزيارة جدها بعد أن غفت والدتها قليلا، فقد أرادت أن تسأله عما قاله الطبيب عن صحتها، فبالرغم من ذهابها معهم إلا أنها لم تعرف إلى الآن ما قاله الطبيب... فقد أمرت والدتها بخروجها من غرفة الطبيب ما أن بدأ بالحديث.
عادت عيناها تتطلعان برعب على ابن عمها والذي كان يشبه التنين عند هيجانه، وارتج جسدها عندما ركع بجانبها وعاد يجذبها من عضدها ومقلتيه تقطران شررا:
" صدقيني... لما أتزوجج راح أذبحج وأقطعج لقطع أخلي الجني الأزرق ما يعرف لج طريج، فالأحسن لج ترفضين هذا الزواج وتقولين إنج ما تبيني، فيدي راح يسمعج أنت بما انج حبيبة القلب، فاهمة علي؟؟"
تصلب وجهها على ملامحه المكفهرة فزجرها بشدة جعلها تنكمش بجزع منه:
" فاهمة يا ويه البومة ولا أعيد؟؟"
هزت رأسها دون أن تفهم أو تدرك ما يرمي عليه، لكن من أجل الخلاص من براثنه صاحت:
" فهمت... فهمت..."
دفعها من جديد لتسقط على ظهرها ثم نهض وركلها بظهرها ورحل تاركا خلفه كسر لا ينجبر، ويتم تشعر بطعمه موجع وقاتل للروح النازفة.
نهضت بتخاذل ودموع القهر تساقطت على وجنتين قد احترقتا من تطاول ما كان سيحدث لو أنها لم تكن يتيمة، وسارت مطأطأة الرأس، بقلب يبكي دموع العذاب بسن كان المفترض أن تعيشه بسعادة وهناء بين أسرتها، وما كادت تدخل حتى جاءها صوت قد جعلها ترتجف، إلا أنها لم تلتفت وظلت مديرة الظهر لها.
" انت يا ويه البومة يا الحرامية، عاد يدي ما حصل إلا غيرج علشان يزوج من صقر؟؟.. آه يا القهر!!.. يعني يدي ما جافنا احنا وراح مختارنج إنت؟؟ .."
لكزتها حنان بظهرها عندما لم تستجب لها بقوة سببت بسقوط المزيد من نزف دموع قلبها، واستأنفت بحنق فتاة كانت أن وضعت عيناها على ابن عمها من كثرة ترديد والدتها على مسامعها أنها ستكون لولد عمها سيد القبيلة... صقر، لهذا نسجت أحلامها الفتية معه، وحددت وخططت مسار حياتهما، فهو سيكون زوجها المستقبلي.
" يا رب تموتين ونفتك منج يا البومة!!.. عساج تنامين وماتقومين من نومتج!!.."
وسارعت حصة بساقين مهزوزتين ثقيلتين إلى منزلها تلتجئ إلى حصنها المنيع ودموعها تهطل شلالات حادرة حافرة أخاديد لعذاباتها.
*********************
حلت فترة العصر وقد استطاعت حصة اخفاء كدمتها بشيلتها، ووالدتها لم تنتبه لكثرة انهاكها من السعال الحاد الذي سحب كل طاقتها لتجبرها الأدوية على نومها الدائم.
خرجت على مهل وأوصت خادمتهم بالاعتناء بوالدتها ريثما تعود، وانطلقت باتجاه جدها الذي تعلم بأنه يجلس لوحده بهذا الوقت، ولا تعرف كيف واتتها العزيمة على الذهاب واخباره بما طلب منها، فغضب جدها أهون عليها من غضب ابن عمها الكاسح والذي ربما كما قال سيقتلها وهي أضعف من أنها تقاومه وتقف بوجهه.
" السلام عليكم..."
ألقت تحيتها وهي تدخل دار جدها وأقبلت عليه تقبل كفيه ورأسه وجلست برأس مطأطأ وأسرت بعد مرور بعض الوقت:
" شخبارك يايدي؟؟.. عساك طيب؟؟"
" بخير يا بنتي.. انت بشريني عن أمج.. شخبارها؟؟"
رفعت عيناها ناحيته ثم أخفضتها سريعا وأجابته:
" هذا يلي خلاني أجي وأسألك عن أمي.. هي جوفيها؟؟.. ليش هي تعبانة وايد؟؟.. والدكتور شو قال عندها؟؟"
طالع رأس حفيدته المنخفض بعيون غشيها الحزن، ولو شاهدت ما بداخلهما لأدركت مصابها القادم، مسح على رأسها برفق وحنان ثم احتضن كتفيها وسحبها باتجاهه وضمها لصدره وتنهد وهو يقول:
" أمج ما عليها إلا العافية، والمرض يا بنتي تكفيرة ذنوب والحمدالله على ما بلانا، والله يرحمها برحمته ويرحمنا معاها.."
وهمست وهي تستشعر نغمة الألم في نبرة صوته ولم تعجبها، واعتصر قلبها كمدا كأنها تعرف وتدرك لكن عقلها يأبى تصديق ما يهمسه قلبها لها.
" يعني أمي بتكون بخير... صح؟؟"
مال برأسه ملامسا رأسها بذقنه وطبع قبلة طويلة وهمس بعدها:
" قولي إن شاء الله..."
ورددت خلفه بقلب راجف وخاشع بأن يسمع الله دعاءها، وحل بعدها الصمت بينهما لدقائق حتى سألته بهمس وقلبها يقصف بروعده:
" يدي بسألك سؤال، بس الله يخليك لا تعصب مني..."
ابتعد عنها وأجابها بابتسامة حانية:
" أفا... أنا أزعل من ابنيتيا حصة؟؟... قولي يا بنتي يلي بخاطرج وأنا أسويلج يلي تبيه من عيوني..."
احتضنت قدميها وتلاعبت أصابعها بالسجادة تحدد نقوشه وقالت بصوت خفيض:
" انت شو قلت لصقر علشان يكون معصب جذا؟؟"
ضيق عيناه ناحيتها وهو يتابع بعدها الغريب عنه، فليست هذه حفيدته التي دائما ما تجلس أمامه وتحادثه بحرية، وإن انشغل عنها بشي أمسكت بذقنه لتخبره أن يطالعها.
وسألها بعيون مدققة:
" متى جفتيه؟؟.. وشقالج؟؟"
ضغطت على قدمها تعتصرها لصدرها وهي تتذكر الألم الذي حط برحاله على خدها، وكمية الكلمات الموجعة التي احتلت صدرها وأجابته بشرود وهي تتابع اصبعها وهو يتحرك:
" جفته اليوم الصبح، وكان وايد معصب، وقال شي عن زواج وما عرف شو..."
وسكتت وانتظر الجد التكملة، فكما يعرفها جيدا يعرف طبع حفيده الناري جيدا. فاقترب.... وبغفلة منها سحبها ناحيته لتشهق بهلع وأمسك بوجهها وأداره يبحث عما يخمنه قد حدث، وعندما فقهت وتذكرت حاولت سحب شيلتها لتغطيها وهي تنهره بضعف:
" يدي...."
إلا أنه لم يأبه لاعتراضها وأمسك كفها مبعدا اياه وسحب شيلتها للخلف مظهرا سواد كلجة الليل الظلماء قد احتل وجنتها، وما بين مقلتيها وجد أثر موجع ومهلك للروح الضعيفة التي تبحث عن حب وحضن يحتويها.
فصرخ الجد بأعصاب مفلوته، وبأوتار زلزلت المكان بأكمله:
" أيا الكلب... والله ما أرحمه...."
وبلحظتها ظهر بجموده وبعيونه المشتعلة بلهيب محمر، وما ورثها سوى من كبير العائلة التي حطت شياطينه على رأسه ما أن شاهده، وقذف بحمولته التي تحرق فؤاده كما الاعصار العنيف الذي سيقتلعه من جذوره لعصيانه له ومخالفة أوامره:
" أيا الحيوان... تستقوى على الضعاف؟؟"
ارتدت مقلتي صقر عليها ليراها تنكمش بخوف وتتأتئ لمحاولة التبرير:
" والله... والله.. أنا.. أنا.. هو.. روحه.."
ولم تكمل جملتها بل صرخت بصوت عالي وهي ترى جدها يتحرك بسرعة كبيرة لم ترها عليه من قبل، ويلقي بكفه كما القنبلة على خد ابن عمها وسقط وجهه للجهة الأخرى وأكمل الجد يخرج عواصفه:
" والله ثم والله لو مديت ايدك مرة ثانية على هذي المسكينة لأكسرها لك، وزواجك منها راح يصير غصبن عنك وعن يلي خلفوك..."
دخل الأب مع شقيقه وباقي أولادهم على أثر الصرخة وهتف راشد وهو يشاهد الاحتداد بين الاثنين:
" شو صار؟؟.. "
والتفت الجد مناظرا ابنه البكر قائلا :
" شكلك ما ربيت ولدك زين يا بو صقر... وشكله الصقر جاف نفسه عالي وما حد يقدر يوصله.."
وأشار ناحيته وهو يقسم:
" والله لأكسر راسك هذا يلي رافعنه لفوق، وإذا كنت قادر عليها فاعرف إن في أكبر عنك.."
احتدت ملامح الأب واكفهرت على ما تناهى على مسامعه، وشاهد ابنة شقيقه تبكي بحرقة وهي تهز رأسها برفض على ما يحدث، وسأل بهدوء بعكس ما بداخله من غليان يكاد يفتك فيه:
" ليش؟؟.. هو شوسوى؟؟"
" هذا الردي ( قليل التربية) مستقوي على المسكينة وصافعنها على خدها.. والله العالم شو مسوي فيها بعد.."
وصاح الأب بانفعال شديد:
" صقر... يا قليل الرجولة، تضرب بنت يا صقر!!.. تضرب بنت عمك شرفك وعرضك!!.. يا حسافة على الشوارب واللحي... يا حسافة..."
كان يستمع وقلبه يتقد بنار حارقة، يشعر بها تصهره، وقلبه يدوي بطبول صاخبة، لم يتوقع أن تصل الأمور لهذا الحد... لقد جاء ليفك أسره منها لكنه حمل أطنانا زائدة من الأحمال بسببها، هي السبب!!.. لقد حطت من كرامته بالأرض، وبسببها قد تلقى أول صفعاته من جده، وبسببها جعلت والده يتحسف على وجوده.
ناظرها بسواد قد غشيه بالحقد والكره وقال وسط المعمعة:
" أنا جيت أقول إني موافق على الزواج من بنت عمي...."
وولى مدبرا بعد أن طبع قبلة على رأس جده متأسفا على ما حدث، والتفت لوالده معتذرا ومقبلا كتفه ورحل.
ظلت عيناها تراقب الفراغ الذي خلفه، لقد شاهدت نظرة الغل بداخل بؤبؤية ووعوده، هو أبدا لا ينكثها!!.. تعرف ابن عمها جيدا، فما أن يقول كلمة لا يثنيها، وقد هددها بالقتل إن لم تدلي برفض فقهت إلى مغزاه الآن.. الزواج... زواجها هي من ابن عمها صقر فهتفت برفضها بصوت عالي:
" لا... أنا مابي..."
ودارت الرؤوس باتجاهها وقال عمها مطمئن إياها:
"ولا يهمج يا بنتي، راح أخذ حقج منه، امسحيها بويهي يا بنتي... "
لم تصغي لحديثه بل أصغت للمنطق، فوجه البومة لا تليق بسيد الرجال، وأعادت قولها وهي تهز رأسها ودموعها تهطل أنهارا مانعة الرؤية أمامها:
" لا... انت ما تفهم!!.. أنا مابي أتزوج ولد عمي، أنا مابيه.. هو بيذبحني... بيذبحني..."
وأخذت تهذي بالكلمة وهي تهز رأسها بهستيريا، وعندما حاول جدها أن يطمئنها فزعت وصرخت:
" لا تلمسني.. لا.. لا.. تلمسني.. أنا... مابي.. مابي، ولا علشاني يتيمة تبون تتحكمون فيني؟؟"
ارتاعت قلوبهم من هتافها، وشفقة احتلت عيونهم من أجلها، فهتف الجد:
" لا يابنتي ....."
قاطعته صارخة وهي تبكي بحرقة أدمت قلوبهم.
" لا... خلوني.. مابي.. أبي أبوي.. أبي أمي..."
وانطلقت لنبع الحنان الباقي الذي سيفهما ويقف بصفها إلا أنها وجدتها كما تركتها نائمة... ظلت تطالعها لدقائق تبحث عن ارتفاع الفراش وانخفاضه وما أن ارتاحت لرؤيته حتى تحركت وجاورتها ملتحفة بالغطاء معها، وكتمت أنين شهقاتها على صدرها وأحاطت جذع والدتها تستشعر حرارتها ووجودها معها، وأغمضت عينيها تهرب من واقعها لدنيا الأحلام.... وفي ساعة متأخرة من النهار استيقظت الأم وهي تشعر بالعطش وأيضا بشيء غريب يسري بوجدانها، شيء من الرهبة والراحة بآن واحد، حركت رأسها للجهة الأخرى لترى حبيبة قلبها نائمة بجانبها، رق قلبها لحالها وهي تراها وحيدة ضعيفة ويتم قد عانق طفولتها وقريبا سـ.....
ابتلعت لعابها لتشعر بحنجرتها يابسة فتحركت بوهن تبغي قطرة ماء تروي عطشها، وبحركتها استيقظت حصة متسائلة وهي تفرك عيناها:
" وشفيج أميه؟؟.. تبين شي؟؟"
" ماي... أبي ماي"
دفعت الغطاء عنها بسرعة وارتدت عن دفئ السرير واتجهت للطاولة، أمسكت بالإبريق وسكبت الماء وتقدمت ناحية والدتها ولقفتها الكأس وهي تسمي عليها، ارتشفت الماء ثم حمدت الله وعادت تستلقي ومدت يدها تتلمس وجنة ابنتها لتشعر بالبلل وتساءلت:
" وشفيج يا بنتي؟؟.. انت كنت تبجين؟؟"
وكأنها كانت تنتظر أن تتذكر همومها وانكسر السد المنيع وتساقطت أمطار عينيها تبكي بؤسها وشقائها، وركعت واضعة رأسها على السرير وتوسد جسدها الأرض فانتفضت الأم صائحة:
" وشفيج يا بنتي؟؟.. عسى ماشر؟؟"
وبكت وناحت ملعلعة بصوتها:
" يبوني أتزوج ولد عمي..."
وعادت تنهار ببكاء ساخن وتطلعت لها الأم بشفقة، فهي تعلم كبر مصابها لكن ليس لديها مفر وهمست بتعب:
" وجفيها يا بنتي؟؟.. ولد عمج وراح يصونج ويحفظج.."
وارتد رأسها للأعلى ومياه مقلتيها ماتزال تسبح دون انقطاع، وهمست بذهول:
" بيذبحني... وانت تقولين عادي؟؟"
ربتت على رأسها وأكملت والتعب منها قد تمكن، لكنها قاومته بشدة:
" يا بنتي.. ولد عمج وهو أولى فيج، ومستحيل يأذيج...."
قاطعتها برفض وهي تبتعد:
" يومه.. أنا عمري 16 سنة وتبيني أتزوج؟؟.. ودراستي وجامعتي ومستقبلي وكل هذا وين يروح؟؟"
تنفست الأم وتنفست تجترح أنفاسا ثقيلة وأجابتها بضعف:
" راح يحققها لج صدقيني....."
وشعرت وأحست بدنوا الأجل ونادتها تبغي رؤيتها، تبغي حضنها، تريد طمئنتها...
" حصة... بنتي.. حبيبتي... تعالي عندي..."
وبسبب طيبتها وحنانها المتدفق لم تستطع الرفض بالرغم من رغبتها بالاعتراض والتمرد إلا أنها جلست بالقرب منها وسألتها:
" انت بخير؟؟.. أصلا انت ليش مريضة؟؟.. الدكتور وشقال؟؟.. محد راضي يقول شو السالفة؟؟"
ابتسمت لها وأجابتها:
" كله من الله خير.. اسمعيني زين يا بنتي يا حصة وتذكري كلامي هذا، خليج قوية شوماصار، وخليج فاكرة إن الجمال يكون في القلب حتى لو كان شكلج مو حلو، خليج ديما تذكرين ربج بكل طريق... وأنه شوما صار من مشاكل الله ديما راح يكون معاج ..."
صمتت تتنفس وتساءلت حصة بخوف وهي ترى والدتها تحاول أن تدخل لرئتيها ذرات الأكسجين:
" انت بخير يومه؟؟.. تبين الدوى؟؟"
جزعت وفزعت وهي ترى والدتها تسعل بشدة حتى بزقت دماء محوله الفراش للأحمر القاني وصرخت حصة بصراخ حاد:
" دم.. دم..."
ونهضت تبغي مناداة أحدهم لكن صوتها أوقفها عن التقدم وقالت بشق الأنفس:
" تزوجي ولد عمج يا حصة، تزوجيه علشان خاطري.."
وحبل قد عقدت عقدته بشدة وقوة واستحكمت الربط لتهز رأسها بالموافقة ورأسها يتحرك للأعلى والأسفل ولسان يردد بشرود:
" موافقة.... موافقة... بس... بس... انت كوني.... بخير... ولج.. ولج.. يلي تبيه..."
وتسارعت الأمور بعدها وجاء الجميع يستقصي الأمر على صرخة حصة، ومر الوقت ما بين ابرة تحقن لتهدئة سعالها كما أمر الطبيب لتنام، وما بين كمامة الأكسجين على فمها تعينها للاستمرار والبقاء بهذه الحياة الفانية، وقبل أن تغط بنوم عميق همست للجد:
" باجر لازم يتزوجون يا عمي..."
وحل صباح اليوم التالي بائسا قاتما ومحزنا، وساكنا كسكون الموتى، جاء كاتب العدل للمنزل وخط بسلطته المشرعة له عقد الزواج... وقع العريس وولي العروسة الجد وأصبحا زوج وزوجة بعقد لا يفك وثاقه سوى الموت.
وما أن سلسلت بقيود العادات البالية، حتى كان اليتم يزورها من جديد، إذ غادرت والدتها عن دنياها بعد أن اطمأنت بأنها بعهدة من سيكون لها حاميا.

ام حمدة 23-07-17 06:39 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
قراءة ممتعة ...
وبانتظااااااااار رايكم بما فعله صقر بحصة
موعدنا غدا مع فصل جديد
دمتم بخير

ام امل 24-07-17 03:51 AM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
شكرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر ررررررررررررررررا بتوفيق:55:

رهووفا 24-07-17 03:52 AM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( بداية رائعة وفعلا ا ام حمدة )
 
:55::55::55::55:
فصل ممتع احداث مشوقة

بداية رائعة وفعلا ابداعك واضح من اول سطر

شبيهة القمر 24-07-17 07:51 AM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
كتبت رد وطاااار اهئ اهئ
عمومااا فصل محزن بانتظار هالغيوم السوداء تنقشع من سماء حصوص

بالتوفيق ام حمده

NoOoFy 24-07-17 01:28 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
هلا وغلا ام حمده نورتي ليلاس
فيني حره على صقير وجععع اجل بومه يالخايس بتشوف ان شاءالله البومه وش بتصير انت
ولله ان تخليك تلف على عمرك
ربي بينصرها وتطلع قمر 15 جمال وعلم وانت بدور رضاها
الحين انت بس كف بلاك عنها لين تكبر وتقدر تاخذ حقها مع اني اشك هزو ثقتها في نفسها حسبي الله عليهم مايخافون الله ماراعو يتم البنيه لا ابو ولا ام ولا اخوان
ام حمده عشان خاطري حصه لا تنضرب اكره الضرب احسه يهين الحرمه
وينزل من كرامتها حتى لو صفت حياتهم بعدين بيظل الضرب هذا محفور في القلب الا اذا هي ردت له الكف كفين
انقلع ياصقير ادخل عسكريه ولا رح دراسه للخارج اهم شي اختفي عن ذا اليتيمه لين يقوى عود البنت وتكبر وتصير قويه مثل ماتبي امها
ياخوفي الجد بعد يموت وتصير يتيمه صدق الله يرحم والديتس يام حمده الجد لا يموت لا تنهين البنت
زين ان حصه ماخذت ولدشيخه اللي احسها هي وبنتها بيسوون البلاوي في حصه
احس ام صقر وابو صقر بيعاملون حصه مثل بنتهم واكثر بس يضل صقر ولدهم عشان كذا اقول الجد وجوده مهم في حياة حصه
بالانتظار ضرب لا ترا دمرعي ماراح توقف ماحب ضيم اليتيم

ام حمدة 24-07-17 08:06 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
السلام عليكم
السموحة منكم على التأخير
تأخرت برع وتوي جاية... ما توقعت أتأخر جذا
بنزل الفصل ألحين وتعليقاتكم ان شاء الله لي عودة للرد عليها

ام حمدة 24-07-17 08:09 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفصل الثالث....

وما آلام الجسد سوى هوينة... فآلام القلب قد وازت نزع الروح من الجسد.
سواد قد تلبسته حلتا تنعي أيامها القادمة، فما عاد لها رفيق يؤنسها، ولا صدر يضمها، فالخواء قد احتوى جنباتها.
" حصة يا يومه.. كلي لج لقمة، مايصير جذا!!.. انت من الصبح ماكلتي شي..."
وما نفع الزاد لو خلى الجسد من الروح....
لم يصدر منها حرفا واحدا، وظلت على سكونها المهيب تجلس متربعة الأرض وذراعيها تحتضن جسدها ورأسها مطأطأ وظهرها منحني وعيناها لا تناظر سوى الظلام الذي احتلها برحيلها، لم تبكي عندما اكتشفت موتها وكأنها كانت تعلم بأنها توشك هي الأخرى على المغادرة خلف والدها وشقيقها عندما رأت قطرات الدم، فقد ودعت الدنيا بعد أن أوثقتها خلف جدران سجن تعرف أن نهايته موت محتوم.
" يا بنتي يا حصة.. اذكري ربج وترحمي عليها، ما يصير يابنتي ما تاكلين شي...."
حاول الجد مداهنتها والتحايل عليها فقد كانت فرصة أم صقر أن يتدخل الجد لتفك أسر دموعها وترتاح، ولكن لم تجدي نفعا.
دار برأسه على زوجة ابنه التي بادلته قلة الحيلة وعاد يركز بنظراته على حفيدته التي يراها تفلت من بين يده، فلم يتوقع أن تموت والدتها بهذه السرعة.. فقد تنبأ لهم الطبيب بعد الكشف بأنها مريضة (بالخمج الصدري، السل الرئوي) بأنها ستستمر بالحياة لمدة شهرين أو ثلاث ولكن العلم عند الله، فقد كانت مريضة منذ زمن طويل ولم تخبرهم، فقد أهملت نفسها وصحتها بعد وفاة زوجها وولدها وكانت النتيجة رحيلها عن الحياة تاركة خلفها روح بريئة لا تعرف لها طريق.
أذن لصلاة العشاء وهنا تحركت بوهن وكادت أن تسقط لولم تمسكها زوجة عمها أو والدة زوجها، لم تنظر لم تهمس وتحركت كما العجوز تسحب قدمها ودخلت غرفة والدتها وافترشت السجادة وكبرت تصلي العشاء ومن ثم سارت باتجاه السرير ونامت عليه بعد أن انتهت من صلاتها.
راقبها الجد بعجز وأيضا أعمامها ولم يكن باستطاعتهم فعل شيء من أجلها وتركوا الزمن يداوي جراحها.
وفي مكان آخر وخصوصا في خيمة الرجال التي نصبت بالخارج جلس الشباب بصمت بعد خلاء الخيمة من المعزين، وأخذوا يتطلعون لابن عمهم وهو يجلس بوجوم ولم ينبس بأي شفه منذ أن انتهى من اجراءات زفافه بالأمس.
كان بعالمه الخاص يفكر.. لقد تزوج!!.. هو لا يصدق هذا حتى الآن!!.. وليس هنا تكمن المشكلة.. بل بمن تزوجها!!.. فقال ابن عمه ابراهيم صغير السن، طائش، لا يدرك عواقب أقواله:
" أقول صقر... ما راح تدخل عند حرمتك وتعزيها بموتة أمها؟؟"
أصابت الشباب نوبة من الضحك فبادلوها بالسعال يخفونها خلفها، وتابع ابن عمه دون أن يفقه بأنه يرمي بنفسه بفك الوحش المفترس:
" أقول... اليوم بتدخل على ويه البومة؟؟.. ياع.. ما أتخيلك وانت وياها بنفس المكان.."
ولم يشعر سوى بقبضتين مثل الحديد تجتث منه الروح قد حطت على رقبته، فصرخ الجميع بجزع وأمسكوا بالصقر الهائج وحاولوا سحبه قبل أن يحل عزاء آخر بهذا المنزل.. صرخة باسمه قد حلت المعركة:
" صقر....."
وابتعد وأدار بجسمه بعيدا عنهم وبداخله يلعنها ويدعوا لها بالموت للخلاص منها للأبد.
" انت جنيت يا صقر؟؟.. صار لعقلك شي؟؟"
هتف والده بانفعال ولم يجد رد لسؤاله غير احتداد بمقلتيه وغير هذا لا شيء سوى السكون.
زفر الأب بضيق ثم قال:
" روح داخل... يدك يبيك بكلمة راس..."
وسار دون أن يلتفت أو يتحدث فما فائدة الكلام إن لم يجد من يصغي له.
طرق الباب ثم دلف ما أن سمع حس جده يأمره بالدخول، واتجه مباشرة ناحيته وانحنى مقبلا اياه على رأسه ثم أضجع بجسده جالسا بجانبه وناظر للأمام وحل الصمت بينهما حتى قال الجد كاسرا الجمود:
" يا ولدي يا صقر، أنا مازوجتك حصة جذا والطريج، لا.. أنا زوجتك لها... لأني عارف إنك قد الأمانة علشان تصونها وتراعيها، يا ولدي أنا ماني دايم لها وحتى أعمامها الله يطول بأعمارهم، حصة يتيمة ومالها حد غيرنا وأنا عارف إنك قدها وقدود إنك تصونها وتراعيها، وحصة لولوا غالي وماراح تلقى مثلها تصونك وتصون بيتك وعيالك، حصة يا صقر قلبها نظيف وطيب وانت تحتاي هذي الطيبة علشان تعينك بهذي الدنيا... "
حرك الجد عصاه واستطرد:
" بس سالفة الكف قوية... قوية وايد يا صقر..... وما راح تنعاد مرة ثانية "
قال جملته الأخيرة بتشديد وتوكيد قم سكت قليلا وتابع الحديث والجمود قد بلغ مبلغه من صقر من هذر لم يستسغه:
" ألحين حصة بذمتك وهي حرمتك ولازم تتحمل منها، هو ماكان راح يصير العرس إلا لين تكبرون شوي بس بعد ما صار لازم يصير العرس قريب بس بيتأجل شوي لين هي تطلع من الحالة يلي فيها وبيكون عرس سكيتي لا حفلة ولا رزيف...."
وهنا شخر بداخله باستهزاء:
" هذا يلي ناقص.. ويه البومة تلبس فستان وتحط مكياج والله حاله..."
وارتد رأسه بسرعة حين استطرد الجد قائلا:
" ألحين روح وجوفها واسألها عن أحوالها، وحاول تخليها تاكل شوي..."
وأكمل الجد مهمهما بحسرة وعيناه تناظر الأرض:
" ما هي عاجبتني أحوالها... لا صايرة تاكل ولا تشرب، استغفر الله العظيم، يالله تعدي الأمور على خير...."
نهض صقر راغبا بالفرار مما يريده جده القيام به ولكن مجبر على هذا، وكم تمنى بداخله أن تكون هي من توفي بدل زوجة عمه.
سار مغاضبا وعلاماتها قد ظهرت بحاجبيه المعقودين وفمه المزموم، وجسده المتصلب. وصل لمنزلها والذي لا يبعد عن المنزل الرئيسي سوى بخطوتين، فالجد أراد أن تكون عائلته حوله وأن تكون قلوبهم واحدة ومتحدة، ولم يدرك بأن للقلوب رأي آخر.
لم يطرق الباب ودخل لتقابله أمه وهنا صاح مطلقا العنان لصوته التائق لإخراج ما بجوفه:
" هو يعني لازم أجوفها؟؟.. يعني مو كفاية إنكم مزوجيني غصب عليها؟؟.. ولا... تبوني بعد أتحمل منها وأراعيها بأكلها وشربها، يليتها بعد تسوى... يلعن أبو شكلها.."
زجرته أمه وهي تدفعه للخلف:
" صه.. واقطع السانك، البنت تعبانة وانت ياي ترفع صوتك هنا؟؟.. وتقول عليها هذا الكلام!!.. خلاص.. ألحين ما منه فايدة الصراخ، يلي صار.. صار وانتهى، وثاني شي... الشكل أبدا مو مهم، أهم شي الأخلاق الزينة، وطيبة القلب، وصدقني ماراح تلاقي مثل حصة تحافظ على بيتها وتتحمل منك...."
تنفست بعمق وهدأت من ثوران أعصابها وتابعت:
" يا وليدي يا صقر... انت افتح عيونك زين وراح تلاقيها أحلى البنات..."
لم يعجبه حديثها ورفض أن الشكل ليس مهما، وصرخ بداخله:
" بل هو مهم".
وصاح بوجه مكفهر:
" انزين... ألحين هي وينها؟؟.. خلينا أجوفها علشان أفتك وأروح غرفتي تعبان وأبي أنام.."
" يوم انت ماتبي تجوفها عيل ليش ياي؟؟"
وهتف بقلة حيلة:
" ليش... انتوا خليتوني أسوي يلي ابيه؟؟.. صرت أنا مثل البنت يلي تتحكمون فيها وما عاد لي شور أبد، فكملوها عادي وقولولي بعد متى أكل ومتى أشرب أو أطلع......"
قاطعته الأم باستهجان:
" خلاص فهمنا... فهمنا، هذيج غرفتها هناك...."
وتحرك يضرب الأرض ضربا وينفث دخانا من أنفه وفمه فنادته والدته برجاء وضح بمقلتيها:
" يا وليدي... ولي يرحم والديك، هلـ الله هلـ الله في اليتيمة..."
أرادت أن تذكره وتنبهه بأنه ما عاد لها سند سواه، ولكنه لم يهتم قدر اهتمامه بالانتهاء من هذه الزيارة الثقيلة على قلبه، وقف على عتبة الباب وتطلع للسرير الذي قصاده وشاهدها نائمة ملتحفة الغطاء ولا يظهر منها شيء، فتراجع دون أن يطل عليها بنظرة أخرى وقال لوالدته وهو يتجاوزها بسرعة:
" فكتنا... هي نايمة...."
وخرج فتنهدت الأم بضيق من الأحداث التي حصلت متتالية، التي لم تتركهم ينفسون الصعداء، تحركت هي أيضا مغادرة بعد أن طلت عليها تطمئن عليها ولم تدرك بالفعل بأنها مستيقظة وسمعت كل كلمة قيلت بحقها، وأنه ما عاد يهم ما يقال، فالقلب قد احترق وانكوى، فما بقي شيء لتخسره.
غطت رأسها بالغطاء وأسدلت رموشها تتدعي النوم فلعله يرحم حالها ويسرقها بالفعل للبعيد كما تتمنى ويتمنى هو.
******************
مرت أيام العزاء الثلاث وحصة على ما هي عليه من حال بل أسوأ، فقد غارت عينيها بمحجريها، وشحب وجهها ليغدوا كما الأشباح، وعانقها الهزال وصار الوهن رفيقها، وما عادت تتلفت لأي انسان كأنها غدت لوحدها بالفعل، ولا كائن حي يعيش بجوارها.
جلس الجد بهم في مجلسه وهتف للجميع من حوله بقلة حيلة بيد مغلغلة غير قادر على فعل شيء من أجلها:
" البنت بتروح من ايدنا... شو الحل معاها؟؟"
ارتفعت الأصوات تتحدث أيضا قلة الحيلة، وصوت الأعماق لأحدهم نطق بالأفضل أن يكون رحيلها السريع عن دنياهم وتنتهي معضلة الجميع، طرق الباب....
" هود.. هود يا أهل البيت..."
فز ابراهيم ولد سلطان وانطلق يستسقي زائرهم ثم عاد بسرعة وهو يقول:
" يدي.. يدي.. هذا ريال يقول انه خال حصة وجا من السفر..."
فزت النسوة وخرجن من الباب الآخر ووقف الرجال بانتظار ضيفهم وأقبل... صالح بـ 35، الشقيق الوحيد لأم محمد ( موزة ) وهو الباقي من أفراد عائلتها، فبعد زواج شقيقته سافر لكندا للدراسة وبقي هناك ولم يعد... لاطمئنانه بأن شقيقته بأيد أمينة، تزوج هناك وعمل واستقر، وكان الاتصال الوحيد بينهم هو جهاز صغير قربت بينهم المسافات، وبعد سنين من الغربة عاد والصدمة تشله من أن شقيقته قد فارقت الحياة دون أن يلقاها ويودعها، ونسي أن الموت لحظة وأن الروح ما أن يأمر الله حتى تهفوا وتخرج ولا تقدم ولا تأخر.
" السلام عليكم..."
ردوا تحيته وتقبل عزاءهم وجلس سائلا عن الأحوال حتى جالت عيناه باحثة عن الفرد الباقي من أسرته:
" عيل وين حصة.. ما أجوفها؟؟"
اغتم وجه الجد وأجابه:
" البنت في بيتها... من ماتت أمها وهي حالها ما هي حال.."
" لا حول ولا قوة إلا بالله... طيب ما أخذتوها لدكتور نفسي؟؟"
فصرخ العم سلطان باستنكار:
" ليش... البنت ما هي مجنونة علشان ناخذها لدكتور نفسي؟؟.. أمها ماتت وهي زعلانه عليها وشوي تتعود وتسير الأمور عادية"
بهت الخال لثوان وأسر:
" ومين ألحين تكلم عن الجنون؟؟.. البنت تعبانة نفسيا والدكتور النفسي بيطلعها من حزنها ..."
فقال الجد بثبات ورفض لما يريده هذا المغترب من ادخاله عليهم من علوم الغرب التي تعلمها في بلادهم:
" بنتي حصة ما عليها إلا العافية، وعلوم الانكليز خلها ليك مو محتايينها، وهذاك ريلها إن شاالله بيعينها وبعاونها..."
صدمة... ذهول.. وتساؤل:
" شو قلت؟؟.. ريل حصة!!..."
والتفتت عيناه باحثة عنه بين الجموع وشاهده هناك يجلس برأس مرفوع، وصدر منفوخ، وعيون صقرية حادة غاضبة ورافضة وأيضا صغير السن، فهتف :
" أكيد تمزحون؟؟.. حصة عمرها 16 سنة، وهذا الولد كم عمره؟؟.. 19 أو 20 سنة...."
وأجابه صقر:
" عمري 17...."
فصرخ بانفعال ورفض لهذه المعتقدات البالية التي ما يزال البعض متمسك فيها بأن الابنة ليس لها سوى ابن العم:
" احنا وين عايشين علشان تزوجونهم وهم اصغار؟؟...."
فأجابه الجد بصلابة:
" ولد عمها وهو أولى فيها..."
فصاح وهو يشيح بيده:
" الدنيا تطورت وانتوا بعدكم عايشين بجهلكم إن بنت العم لولد العم!! ..."
ضرب الجد بعصاه الأرض وهدر وعيناه تقدحان نارا:
" صالح.... مالك حق تجي وتطالب وتعترض دام انك بعيد وما شاليت ولا حطيت فخليك مثل ما انت...ولك الاحترام لين ما ترجع لبلادك.. والبنت بنتنا ومالك شور عليها..."
فتح فمه يريد الرد عليه إن أنه لم يستطع، فما قاله صحيح، وما كان هناك بصيص أمل عند الصقر للخلاص من الحبال التي طوقته تكسر وتناثر وعاد الوجوم يستحوذه، فيبدوا بأن لا أمل للخلاص.
" ودي أجوف بنت اختي..."
" قوم يا صقر ووصل نسيبك لحرمتك..."
نهض دون كلمة وتبعه صالح بخضوع وأخذ يتطلع لزوج ابنة شقيقه وعدم التصديق يجول ويصول بفكره ويتساءل... بأي قرن هم يعيشون؟؟
وصل وتوقف صقر عند عتبة الباب وأشار للمنزل دون أن تكون له الرغبة بالدخول ورؤيتها .
" اتفضل.. هي داخل الغرفة هاذيج..."
ودار على عقبيه وغادر خارجا من المنزلبأكمله، وعلم الخال بأنه هو أيضا يخضع لهذا الحكم الجائر مجبرا، وتساءل بهمس:
" كيف راح تكون حياتهم هذيلا الاثنين؟؟... الله يعينج يا حصة على هذا الريل.."
دلف للغرفة التي تقبع فيها وكانت متوسدة سريرها وناداها بهمس خفيض:
" حصة... حصة.. أنا خالج صالح..."
فتحت عيناها وخفق قلبها بشدة، وهي ترى وتشم ريحة من والدتها، وهنا انتفض جسدها واهتز مرتعشا، وما كان خلف السدود حتى انكسر وأعلنت عن فاجعة ما حل عليها، وخرج طوفانها الجارف ينعي فقدها العظيم، فسارع الخال للامساك باليد الممدودة ومواسيا لها.
" خالي... أمي.. أمي.. راحت.. راحت.. يا خالي، وتركتني.. أمي ماتت.. ماتت..."
وانخرطت في بكاء دامي وحار على صدره وتلقفها بذراعيه يشدد من أزرها...
" استغفري ربج يا بنتي واطلبي من الله الرحمة، ادعيلها يا حصة وبجيج ما راح يفيدها بشي.."
لكنها لم تستطع سوى ذرف المزيد من الدموع تبكي شقاءها، نبذها ويتمها... تشبثت به كما الغريق، وشدها لصدره يشد من أزرها حتى مر الوقت عليهم وهي دامعة العين شاهقة النفس وهمست بوجل:
" زوجوني يا خالي، زوجوني وأنا بعدني صغيرة..."
ابتعدت عنه بتعب وأسندت رأسها للخلف وأكملت:
" أنا حتى ما كملت دراسة... بعدني أول ثنوي..."
هز رأسه وأجابها بأسف:
" عرفت توي إنهم زوجوج لود عمج، يدج قال إنج كنت محيرة له يوم مات أبوج وأخوج الله يرحمهم..."
ناظرته بأمل وشاهد بريقه وقال يجيبها بأسف دون أن تسأل:
" أنا يا حصة مابيدي شي، أنا عايش برع وما أقدر أرجع لهنا، شغلي وبيتي وحرمتي وعيالي كلهم هناك، انت تعرفين هذا الشي... ويدج هذا راسه يابس وأصلا انت خلاص متزوجة وشورج عند ريلج..."
وكأنه بحديثه يستدعي الجولة الأخرى من دموع قهرها، وأنزلتها لتخبره بعجزها وضعفها ولم يكن بيده سوى التربيت على رأسها وامدادها بالصبر والجلد.
تحدث بعد برهة قائلا:
" أنا برجع لكندا بعد يومين، الشركة يلي اشتغل فيها ما رضت تعطيني اجازة أكثر من يومين.."
لم تجبه واكتفت بإغلاق عينيها فما بقي لها سوى محاولة الهروب من واقعها سوى بالنوم.
مر اليومين وصحتها تحسنت قليلا وهلل الجد مستبشرا بنهوضها أخيرا ولكنها اعتكفت الصمت، حتى جاء خالها يودعها للمغادرة:
" اسمحيلي يا بنتي لازم أروح، خلينا على اتصال نفس كل مرة ولا تنقطعين...."
لم يجد جواب وتابع وهو يهمهم ويخرج ورقة من حقيبته الصغيرة:
" كنت والله مجهز لج تأشيرة سفر يوم عرفت حرمتي إن أمج ماتت قالت لي أجيبج علشان تغيرين جو، والحمدالله كانت عندي نسخة من صورة جواز سفرج، لكن ألحين صعب لأنج متزوجة...."
وقاطعته بارتداد قوي وبهتاف أشد وهي تتمسك بقشة للنجاة من براثن جهنم ابن عمها:
" وأنا موافقة على السفر معاك يا خالي...."

ام حمدة 24-07-17 08:13 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
قراءة ممتعة ....
وبانتظاااااااااار معرفة رايكم بقرااااار حصة بالسفر
وشو تتوقعون راي العايلة..
موعدنا بكرة ان شاء الله مع فصل جديد
دمتم بخير

شبيهة القمر 25-07-17 09:52 AM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
السلام عليكم
واخيييييرااا جت القشه الي تنقذ حصوص من هالحيااه المتعبه... اتوقع انهم يوافقون خاصه صقر بيفرح وبيقول في سره روحه بلا رده ان شاءالله ههههععع
اتوقع حصه تروح هناك وتكمل دراستها وتسوي عمليه عيونها وكل مره يقول لها الجد ارجعي تقول باقي شوي ياجدي لين تمر السنين ويجبر الجد صقر انه يروح يجيبها وعاد هنااك تكون مفاجأه له اذا شاف الزين... ام حمده اعتمدي هالتوقع جااز لي هههععع

ام حمده تسلم الايادي ياعسسل بانتظارك

رهووفا 25-07-17 02:49 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
يجنن البارت تحمست للبارت الجاي

ياليت حصه تروح مع خالها وتصير شخصيتها قويه

ام حمدة 25-07-17 04:55 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رهووفا (المشاركة 3686420)
:55::55::55::55:
فصل ممتع احداث مشوقة

بداية رائعة وفعلا ابداعك واضح من اول سطر

تسلمي يا الغلا وسعيدة إن الفصل عجبج... وشكراااااا لمروووووورك العطر

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 3686426)
كتبت رد وطاااار اهئ اهئ
عمومااا فصل محزن بانتظار هالغيوم السوداء تنقشع من سماء حصوص

بالتوفيق ام حمده

ولا يهمج يا قلبي يفداج الرد... وعادي تصير كثير إن النت ياكل الرد ههههه
راح تنقشع الغمامة باذن الله لكن يحتاج شوية صبر ..
تسلمي وشكرااااااا لمرووووورك العطر

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة NoOoFy (المشاركة 3686436)
هلا وغلا ام حمده نورتي ليلاس
هلا ومرحبا بالغوالي... النور نورج يا قلبي
فيني حره على صقير وجععع اجل بومه يالخايس بتشوف ان شاءالله البومه وش بتصير انت
ههههههههه هدي حبيبتي ما غير نقول صغر السن هو المتحكم بكل شي.. عارفة بتقولين هو كبير بس لو تلاحظين حولينا اخوانا أو عيالنا راح تجوفين انهم في سطحية يعني الجمال هو الطاغي براسهم وهذا معروف ان الرجل دائما وأبدا يبحث عن الجمال فما على بالج لشاب مقبل للحياة
ولله ان تخليك تلف على عمرك
ربي بينصرها وتطلع قمر 15 جمال وعلم وانت بدور رضاها
الحين انت بس كف بلاك عنها لين تكبر وتقدر تاخذ حقها مع اني اشك هزو ثقتها في نفسها حسبي الله عليهم مايخافون الله ماراعو يتم البنيه لا ابو ولا ام ولا اخوان
ام حمده عشان خاطري حصه لا تنضرب اكره الضرب احسه يهين الحرمه
وينزل من كرامتها حتى لو صفت حياتهم بعدين بيظل الضرب هذا محفور في القلب الا اذا هي ردت له الكف كفين
وأنا مثلج أكره ما عندي ان الحرمة تنضرب أحس انه في اذلال واستحقار لمكانتها، ولكن للأسف حاضرنا وواقعنا مملوء بهذي الأفعال الغير سوية...
انقلع ياصقير ادخل عسكريه ولا رح دراسه للخارج اهم شي اختفي عن ذا اليتيمه لين يقوى عود البنت وتكبر وتصير قويه مثل ماتبي امها
ياخوفي الجد بعد يموت وتصير يتيمه صدق الله يرحم والديتس يام حمده الجد لا يموت لا تنهين البنت
زين ان حصه ماخذت ولدشيخه اللي احسها هي وبنتها بيسوون البلاوي في حصه
احس ام صقر وابو صقر بيعاملون حصه مثل بنتهم واكثر بس يضل صقر ولدهم عشان كذا اقول الجد وجوده مهم في حياة حصه
بالانتظار ضرب لا ترا دمرعي ماراح توقف ماحب ضيم اليتيم

راح نجوف شو راح يصير مع حصة من أحداث وتطورات
تسلمي يا الغلا على مداخلاتج الجميلة وشكراااااا لمرووووووورج العطر

ام حمدة 25-07-17 05:01 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 3686475)
السلام عليكم
وعليكم السلام
واخيييييرااا جت القشه الي تنقذ حصوص من هالحيااه المتعبه...
فعلا الخال كان طوق النجاة لحصة وجا بوقته تماما
اتوقع انهم يوافقون خاصه صقر بيفرح وبيقول في سره روحه بلا رده ان شاءالله ههههععع
أمممممم راح نجوف رد فعل الكل على رغبة حصة بالسفر بفصل اليووووووم
اتوقع حصه تروح هناك وتكمل دراستها وتسوي عمليه عيونها وكل مره يقول لها الجد ارجعي تقول باقي شوي ياجدي لين تمر السنين ويجبر الجد صقر انه يروح يجيبها وعاد هنااك تكون مفاجأه له اذا شاف الزين... ام حمده اعتمدي هالتوقع جااز لي هههععع

ام حمده تسلم الايادي ياعسسل بانتظارك

هههههههههه ياليت تخمينج يكون صحيح... راح نجوف التطورات بالاحداث وشو صار مع الابطال بفصل اليوووووم
تسلمي يا الغلا وشكرااااااااا لمروووووووووورك العطر

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رهووفا (المشاركة 3686503)
يجنن البارت تحمست للبارت الجاي

ياليت حصه تروح مع خالها وتصير شخصيتها قويه

راح نجوف اذا راحت ولا لا... وشو ردة فعل أهلها على هذي السفرة
تسلمي حبيبتي وان شاء الله فصل اليوم يكون بعد فيه حماس
شكرااااا لمرووووووووورك العطر

ام حمدة 25-07-17 05:05 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفصل الرابع.....

بعد مرور 7 سنوات....
تسير بثقة ورزانة ورأسها مرفوع للأعلى وعيناها مصوبة للأمام ولم تحد عنه أبدا فهذا ما بقي لها... أن تحقق أحلامها التي تجلت بعد جهد جهيد وتأقلم مع الحياة الجديدة التي بنتها بقوة عزمها كي تصبح وتغدوا كما حلمت وتمنت والدتها لها.
" حصة.. حصة... دكتورة حصة..."
والتفتت وابتسمت لمحدثتها بحبور:
" هلا ومرحبا بالغوالي..."
احتضنتا بعضهما البعض بقوة، وقالت حصة وهي تبتعد وتناظر صديقتها مرام:
" حمد الله على السلامة، متى وصلتي؟؟"
" وصلت أمس على الليل...."
" طمنيني.. كيف الأهل والبلاد؟؟"
قالتها بغصة استحكمت صدرها من الحنين للوطن الغالي، ولأحباب تركتهم خلفها مجبرة لتعرف بأنه نعوا موتها...
" كل شي بخير والحمدالله... وانت على وين ماشاء الله رايحة؟؟"
أجابتها وهي تعود للمسير ساحبة صديقتها معها:
" رايحة ألف على المرضى بغرفهم... وانت... بعدج عن دوامج؟؟"
زفرت وقالت بحنق:
" اليوم ببدأ الدوام، المدير مارضى يعطيني اجازة زيادة... جنة من كيسة ولا من كيس أبوه.."
ضحكت حصة بخفوت وردت عليها وهي تبتسم بانشراح:
" لا حرام عليج!!.. هو بس في نقص بالدكاترة بسبب الاجازة، والكل يبي يسافر للبلاد..."
سكتت وأكملت سيرها لتسألها مرام وهي ترى الحزن يجثم بمقلتيها:
" وانت يا حصة... متى راح ترجعين؟؟"
توقفت فجأة وكأن السؤال كان كالحاجز المنيع دون تقدمها وهمست بحزن:
" أرجع...."
وساقتها الذكريات لذلك اليوم الذي جعلوها تتسلل من منزلها كما اللصة، لقد حدوها لفعل هذا، وكانت بذلك الوقت مشتتة، ضائعة، والخوف من ولد عمها وما سيفعله بها عندما يجمعهما منزل واحد جعلها تهرب في عتمة الليل مجبرة خالها على الخضوع لرغباتها وإلا ستتخلص من حياتها.
" وأنا موافقة على السفر معاك يا خالي..."
بهت لثوان ثم تساءل:
" كيف يعني؟؟.. تراني أقولج إنج متزوجة و......"
لم يكمل حديثه فقد ارتدت بسرعة البرق وكأن طاقة نافذة قد اجتاحت جسدها باتجاه غرفتها ليلحق بها يريد معرفة ما الذي دهاها لتفز هكذا فجأة، وهناك شاهدها وهي تسحب حقيبة من تحت السرير وتسقطها على الفراش وفتحتها، فهتف والتبلد قد أصابه ولم يدرك ما تفعله:
" شو ناوية تسوين؟؟"
أجابته :
" بروح معاك... ما بي أقعد هنا.."
فصاح بها :
" انت أكيد جنيتي؟؟.. وين تبين تروحين معاي؟؟.. ويدج شو راح يقول؟؟.. وريلج....."
صرخت به ما أن نطقت التسمية التي ألحقت بها :
" ما يهمني حد، ما عاد يهمني حد، الكل قاعد يسوي يلي يبيه، ويتأمر ويتشرط.. وأنا... وأنا مالي راي بأي شي... بس يلي يبوه هم"
وتهادت إليها كلماته الغاضبة والناقمة وهو يهددها بالويل والثبور:
" إن مارفضتي الزواج راح أذبحج، فاهمة!!..."
أخرجت ملابسها وألقتها في الحقيبة كيفما شاء ثم التقطت برواز لصورة تضم جميع عائلتها وناظرتها بحنين وحسرة قليلا وهمست بأنين خافت ومؤلم لروحها:
" ما عاد حد يهم، ويلي يهموني كلهم راحوا وتركوني لحالي..."
وضعتها بالحقيبة برفق ثم أغلقتها وسحبتها للخارج ثم سارت باتجاه أحد الغرف وتوقفت عند عتبة بابها وتأملت غرفة والدتها وتطلعت لأركانها بحزن، فدلفت للداخل تتلمس كل شيء وتوقفت عند دولاب الملابس وفتحته ليواجهها الخلاء من عطرها ورائحتها، فقد أمرت زوجة عمها أم صقر بالتخلص من ملابسها.. بل من كل ذكرى تخصها كي لا تحزن وتتذكرها، ولم تعلم بأن الذكرى ليست بالماديات بل تكون مختزنة في القلوب. أخرجت صندوق صغير وفتحته لتخرج جواز سفرها لينهرها الخال بشدة:
" حصة... اعقلي... يدج ما راح يخليج تروحين.."
وأجابته وقد شعرت بقوة خارقة تدفعها للإقدام على هذه الخطوة، لطالما كانت ضعيفة وخاضعة للكل، ولأول مرة تشعر بالحرية تناديها لتكمل مشوار تحقيق طموحاتها:
" وأنا لأول مرة أكون عاقلة، وثاني شي مين يلي قال إني بشاورهم..."
وخرجت ليتبعها رافضا ما تريد فعله، فالتفتت إليه بعيون دامعة ومترجية:
" ولي يرحم والديك يا خالي خذني معاك، ماراح أتحمل قعدتي هنا.. لا أب ولا أخ ولا أم، أنا صرت يتيمة يا خالي.. يتيمة، وهو ماراح يرحمني، والكل ماراح يسوي شي علشان يوقفه عند حده... وتتوقع يدي لين متى راح يظل ويدافع عني؟؟.. بي اليوم وبيمل وأنا يلي بروح فيها...."
علم عمن تتكلم، وهي محقة بالفعل بخوفها من ولد عمها، فقد شاهد الغضب يكمن بداخل مقلتيه من هذا الزواج، ولابد بأنه لن يرحم حالها حتى لو كانت ابنة عمه.
اقتربت منه وأمسكت كفه بتوسل:
" الله يخليك يا خالي.. الله يخليك خذني معاك، وأوعدك إني ما أسبب لك أي حشرة، ودي أكمل دراسة، ودي أصير دكتورة، ومعاهم هنا ما راح يتركوني أسوي يلي أبيه.."
يعلم ويعرف ولكن.....
عادت تترجاه بشلالاتها، وبمقلتين قد عانتا الكثير فقال وهو يشد من عزيمته:
" خلينا نروح بسرعة قبل لا يعرفون..."
وتحرك يستعجلها فهتفت:
" لحظة يا خالي..."
دخلت غرفة نوم والدتها وأمسكت بورقة وكتبت بعيون تقطر دمعات سخية:
" سامحني يا يدي، أنا ما أقدر أمشي بالطريق يلي اخترته علشاني... حصة"
ورحلت من منزلها كما اللصوص بعتمة الليالي، فأي ظلم هذا الذي يجعلها تتخفى بالظلام راغبة بالفرار ممن وجب أن يكونوا حاميها؟؟..لقد أجبروها على هذا، فقد لفوا حبالهم حول رقبتها ليجعلوها غير قادرة للتنفس، فما كان منها سوى الابتعاد كي تلملم شتاتها وتحقق أحلامها وبعدها ستعود.
تطلعت للمنزل من نافذة سيارة الأجرة وهمست بنحيب صامت:
" برجعلك.. صدقني برجعلك يا يدي بس بعد ما أكبر وأكون قوية...."
لكن العودة لم تحصل، فبعد مدة من قدومها إلى كندا اتصلت لمحاولة طلب السماح من جدها ليأتيها الرد منه:
" بنتي حصة ماتت من زمان..."
عادت لواقعها وسارت ببطء وهمست:
" يوم الله بيكتب راح أرجع...."
احتضنتها مرام من أكتافها بمآزرة وقالت:
" ماعليج حبيبتي، إنت ألحين صرتي دكتورة قد الدنيا، وحققتي كل أحلامج، ولما ترجعين اصرخي وقولي جوفوا أنا شو صرت..."
وأكملت مهمهة بسخط:
" ودي أعرف... الأهل لما يوقفون بويه عيالهم وما يخلونهم يحققون يلي يبونه شو راح يستفادون؟؟.. ما غير الأولاد يصيبهم احباط ويتعقدون، ويصيرون مجرمين أو أشخاص مالهم هدف بالحياة... وانت أهلج منعوج من إنج تكملين دراسة على ساس إن ماعندهم بنات يكملون دراسة وإن مكانها بس بيت ريلها....."
شعرت بألم ثاقب يخترق صدرها وهي تسمع للاتهامات التي تسرها صديقتها، وأشاحت بوجهها بعيدا وطعم الخيانة والكذب تشعر بمذاقه كريها مقيتا....
قاطعهم وقوف رجل بهي الطلة، بشوش الوجهة، وسيم، وطبيب امارتي مغترب:
" السلام عليكم....."
وردوا تحيته ووقف يتطلع إليها بانبهار فقالت مرام تقاطع هيامه:
" شخبارك دكتور عادل؟؟.. وأنا بخير والحمدالله وصلت أمس"
تنحنح وأجابها وهو يبعد مقلتيه عن من استهواها قلبه:
" حمدالله على السلامة..."
تحركت حصة مغادرة فأوقفها طالبا:
" دكتورة حصة، ممكن أتكلم معاج بموضوع شخصي..."
ورددت خلفه بعجب:
" موضوع شخصي!!... ممكن أعرف شو هو؟؟"
تلفت حوله وهو يرى الناس تسير بينهم وبجوارهم وأشار:
" مستحيل نتكلم هنا فممكن بمكان خاص..."
رفعت حاجبيها للأعلى فقال مسارعا:
" ممكن الدكتورة مرام تكون موجودة..."
صفقت مرام صائحة بسعادة وهي ترى زواج ترن موسيقاه بالأجواء:
" تمام يا دكتور، بنلاقيك في الحديقة يلي ورى المستشفى.."
وسحبت صديقتها قبل أن تعترض، فملامحها كانت تشي بهذا...
مر الوقت وحل موعدهم وسارت حصة بملل وتأفف وصاحبتها تسحبها خلفها فهي تعلم على ما ينتويه الطبيب عادل، بل الكل يعلم عن اعجابه بالدكتورة حصة التي تعرف عليها منذ أن دخلت كتلميذة راغبة بتعلم الطب، وكان هو في السنة الأخيرة من دراسته.
جلسوا على احدى الطاولات التي أعدها الطبيب وانتظروا حديثه الذي بدأه قائلا:
" أنا مثل ما تعرفون اسمي عادل الزيودي، دكتور أعصاب، ما عندي في هذي الدنيا غير أمي وبس وأنا........."
انقبض قلبها ما أن سمعته يعرف على نفسه، وعلمت على ما هو موشك على قوله وما أن نطقها:
" أنا ودي أتزوجج يا دكتورة حصة.... "
حتى فزت صارخة:
" مستحيل......"
وتحركت بسرعة وبخطوات مترنحة وهي تتذكر القيد الذي استحكمها منذ أن كانت فتية، ولم تعد مخيرة لتختار.. بل ماتزال مقيدة بسلسال لا تعرف إن كانت قادرة على فكه أم لا......
" حصة... حصة... وقفي يا حصة..."
ركضت خلفها مرام وهي تناديها وعندما وصلت إليها أمسكتها من عضدها وأدارتها هاتفة:
" وشفيج جذا ركضتي جنج جفتي جني؟؟"
لم تجب وتابعت مرام الضغط عليها راغبة بمعرفة ما يحدث معها؟؟.. ولما الرفض!!.. فالطبيب لا يعيبه شيء.
" قولي وجفيج؟؟"
" مافيني شي..."
" بلى... فيج شي، ولا ماكنتي هبيتي في الريال المسكن، كل يلي طلبه إنه يبي يتزوجج وانت صرختي وركضتي، وجاية ألحين وتقولين ما فيج شي!!"
فصرخت حصة وهي تشعر بغصة تتكوم في بلعومها:
" قلتلج مافيني شي.. مافيني شي..."
وأصرت، واشتعل فتيل التحدي بعيني صديقتها:
"بلى... انت فيج شي وراح أعرفه وانت تعرفيني زين لوبغيت أعرف بعرف..."
وعندها قالت بقوة، تكشف عن سرها الدفين، سر قد أخفته عن الجميع وكذبت من أجله لأقرب الناس إليها:
" رفضته لأني متزوجة.. أنا متزوجة من ولد عمي...."
صدمة أصابت مرام والدكتور عادل الذي جاء خلفهم يستسقي الخبر أصابه الذهول، وأخذت حصة تتنفس بصعوبة وهمست بتعب:
" أنا متزوجة من ولد عمي من كان عمري 16 وشردت من البيت، ارتحتي ألحين؟؟"
وتركتهما راحلة ولم تستطع صديقتها ايقافها عن الابتعاد.
****************************
وفي مكان آخر....
جلس الجد وقد انحنى ظهره وتقوس، والهرم قد اجتاحه ليتركه عليل الصحة وواهن القوى، ولكن بمقلتيه التي حاكت الكثير ظلت شامخة محتفظة بشكيمتها....
أمسك بفنجان القهوة وهزه رافضا المزيد وتلقفه ابنه راشد وعاد الجد مضجعا بجسده على الفراش وهو يزفر بتعب وعندما أراح جسده سأل:
" الساعة جم ألحين يا وليدي؟؟"
هز راشد رأسه بحزن لحاله وأجابه وهو يناظر معصمه:
" الساعة خمس يا بوي...."
أدار رأسه للجهة الأخرى وسقط بؤبؤية على جهازه وما هي إلا لحظات حتى صدر رنين من هاتفه القديم الطراز، وأغمض عينيه واستلقى بمكانه دون أن يحرك ساكنا وبقي ابنه الكبير أيضا جالسا بمكانه دون أن يبدي أي التفافة للرد عليه، فهم يعلمون ويدركون من هو المتصل، فبكل يوم منذ سبع سنوات وبوقت محدد يرن الهاتف ولكن.. تبقى القلوب تعاتب بألم وتقسوا بوجع.
حل السكون بعدها بفترة بعد أن مل المتصل من عدم الرد عليه ولكنه لا ييأس وناظرت العيون السقف وسافرت العقول للبعيد فمهما هرم الجسد ووهن إلا أن الذاكرة ظلت تتمسك بأحزانها....
جلس في مكانه المعتاد يفكر بها، فحالها لا يعجبه، فهي قوية بالرغم من الضعف الذي تبديه، فهو يعلم أن بداخلها قوة جبارة ما أن تخرج لن يستطيع أحد ايقاف طوفانه ولكنه لم يعتقد بأن هذا الطود سيجرفهم جميعا ويرتد عليهم ما أن يخرج من مكمنه.
دخلت زوجة ابنه أم صقر وهي تصرخ والهلع استبد بملامحها:
" عمي.... عمي الحق علي.... أبو صقر الحق..."
وفز الجميع من ندائها المفزع الذي جعل قلوب الجميع تجتث من مكانها.
" وشفيج يا أم صقر؟؟... شو صار؟؟"
هتف الجد واقترب زوجها منها يسألها أيضا لتصيح بانفعال كبير:
" حصة... حصة شردت من البيت..."
جمود وعدم تصديق أصابهم ثم عادوا يتساءلون ويتأكدون مما سمعته أذنهم، واقتربوا جميعا منها:
" انت شو تقولين؟؟"
فصرخت بهم وصدرها يعلوا ويهبط، ودمعاتها جرت على خديها تبكي يتم تلك الصغيرة التي لم تلاقي الخير في حياتها:
" شو... انتوا ما تسمعون؟؟.. أقولكم حصة شردت، طلعت من البيت وما عاد ترجع...."
فصاح أخ زوجها سلطان:
" وانت شو دراج؟؟.. يمكن هي هنا أو في الحوش أو وراه، سرتي دورتي عليها هناك؟؟"
أمسكت برأسها وصداع حاد فتك به وأجابتهم وهي تهديهم ورقة مطوية:
" ماله داعي أدور، خذ واقرأ..."
أمسك بالورقة وجرت عيناه على جملة واحدة جعلت عيناه تخرج من محجرها فصرخ الجد بقوة:
" انطق... وشفيك انخرست؟؟"
ابتلع لعابه وأمسك رأسه وشعر بالأرض تتزلزل تحت قدمه، ومع صرخة والده الثانية خضع غير راغب بقولها، فهو يعرف وقعها عليه:
" سامحني يا يدي، أنا ما أقدر أمشي بالطريق يلي اخترته علشاني... حصة"
تراجع الجد للخلف من هول ما سمعه، حفيدته.. محبوبته التي فضلها على الجميع تطعنه بالظهر.. "ويا لحجم طعون الأحبة " سقط متراخي الجسد على الكرسي وصرخ ولده سلطان والشياطين تتقافز أمامه:
" والله إني أذبحها هذي الملعونة مسودة الويه...."
وتحرك يتبعه أولاده وصراخ النساء تردد صداه بالأرجاء، وبركن غير ببعيد عن الأحداث المستجدة وقف يصغي بعجب... بأن تلك البومة قد هربت!!.. تراقص قلبه طربا من عقدة قد حل وثاقها والنجاة من رب العباد قد أزفت، فها هو الآن حر طليق من قيود ابنة عمه .
ظل يراقب التطورات ومع صراخ عمه برغبته بقتلها تقدم يهدئ النفوس المثارة.
" خلونا نلحقها... يمكن الطيارة بعدها ما طارت.."
قالها العم سلطان والغضب من العار قد تمكن منه فأجابه ابنه:
" بس يا بوي إذا سافرت مع خالها فأكيد الطيارة طارت ألحين وما بتلحق عليهم، لأنه طالع من 3ساعات وأذكر إنه قال هو متأخر وباقي ساعة لين اتطير الطيارة"
هدر العم دون أن يبالي بما قيل للتو:
" ما يخصني... هذي البنت ما حد راح يردني عنها غير الموت..."
ولكن قول الجد جعل الجميع يسكن بمكانه:
" كيف تلحق بالميتين وانت حي؟؟"
ودارت كل العيون باتجاهه والشلل قد أصابهم، فأن يصدر حكم الموت على أحدهم من الجد فهذا يعني شيء كبير وخصوصا إن كانت حفيدته المفضلة.
أغلقت صفحتها عند تلك النقطة ولكن رنين نغماتها في كل يوم وفي وقت محدد يعلن عن وجودها بهذا العالم.
فسأل الجد :
" صقر وينه؟؟"
"راح يودي بنته الجوري المستشفى، عليها شوية حرارة"
تنهد الجد ثم قال بثبات وعيناه تناظران السقف:
" صار الوقت يلي يرجع فيه الطير لعشه يا ولدي يا راشد..."


ام حمدة 25-07-17 05:06 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
قراءة ممتعة...
وبانتظااااااااار رايكم بقرار هرب حصة !!
دمتم بخير ....

NoOoFy 26-07-17 07:00 AM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
جوري 0000بنته0000حراره
هلا هلا صقير متزوج وحصه وش مكانها من الاعراب
حرر البنت الله لايهينك الدكتور عادل يبيها
اصعب شي لو قلتي يام حمده ان الجد بيجيب حصه وبتكون زوجه الصقر ومعها شريكه
والاصعب منه لو الشريكه بنت عمها سلطان
بس مهوب الجد غبي يجمع بين بنات العم يمكن ايه زوج صقر بس اكيد وحده ثانيه
ويمكن الجوري امها اممممم مطلقه اووووو ميته
مدري مدري اهم شي حصه مالها شريكه
مهما سوت ياجدي حصوص بتظل بنت ولدك اليتمه اللي مابقى من ريحته الا هي
قلبك ماراح يطاوعك تقهره
وبعدين هي وش سوت جابت شهاده اد الدنيا وصارت الدكتوره حصه
وبعدين اكيد اكيد الشايب يتابع اخبارها ولا ليش الحين بيرجعها العشها
ام حمده واذا تبين رايي من هروب حصه انا مها قلب وقالب البنت ماسوت حرام
راحت مع خالها في ظروف ماتقدر تعيش مع متوحش تبون ترمونها عليه
سفرها له فؤائد الحصه من الاهتمام بالشكل وكبر السن وقتباس القوه
والاهم الشهاده اللي عطتها ثقه في النفس ومكانه اجتماعيه وعلميه بتصير حصه الدكتوره
مهوب حصه وجه البومه غربلكم الله

زارا 26-07-17 02:01 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
السلاام عليكم..
حي الله ام حمده ومبروك البنيه الجديده هذي مع اني ماقريت البنيه الأولى لكن قررت اقرأ هذي لان اعجبني مرره انتس وضحتي وضعها وانها بتكون 11 جزء وان الأجزاء يوميه حبيت هالشي صراحه.. والله يوفقتس ياااارب. لكن الشي اللي ماحبيته فيها ان اعمار الابطال صغار قصدي صقر والجحلط اللي معه.. احب البطل بالثلاثين ومافوق ..فياليت تجيبين واحد مخصوووص عشاني يكون عمره مو بالثلاثين الا بالاربعين ..هههههه.
بالنسبه للاحداث اغلبها متوقعته لكن اللي ماتوقعت انها هي اللي تسافر توقعت الدعله ولد عمها صقر هو اللي يسافر.. لكن احسن شي سفرها هي وانها تترك البيئه التعبانه والمتعبه نفسيا لها ..وهم اللي حدوها على هذا يعني خالها كان فرصه ماتنتعوض لو راح بدونها كان فرصتها راحت معه ..
وبعدين الصراحه جدها هذا وعمانها يقهرون صراحه ليش مقاطعينها كذا..هي ماهربت مع واحد غريب والا هربت لانها قليلة ادب هي هربت خوف على حياتها وجدها هالمهذري مكبر السالفه لانها رااحت مع خالها وهم عارفين هالشي ولوو جدها وقف مع نفسه وقفة حق ووقفه جديه وفكر بوضع البنت بين أهلها وبنات عمها وربعها بيلقى لها الف عذر لهروبها او بالاصح سفرها البنت ساافرت لجهه معلومه مو غير معلومه ومع خالها يعني شخص ثقه .ولو يبون كان راحوا لها عند خالها او على الأقل اتصلوا عليها او اقل شي انه يرد على اتصالاتها اليوميه اللي تثبت انها مانسته وللحين تعزه وتحبه
والحين هي لو شافوها بيعرفون ان حصه القديمه باااح انتهت ومستحييييييييل يقدرون يرجعون الزمان اللي راح..البنت الحين شخصيه ثانيه وكيان له قيمته واهميته.. يعني اتووقع انها حتى شهادتها اكبر من شهادات عيال عمانها كلهم ..
وخصووصا هالدعله صقر ..مدري ليش متوقعته عسكري..المهم جعل يديه بالكسر أي والله اتوقع لو توقف جنبه الحين بيكون هو اللي ماينتشاهد مو هي.. بس مرره مره متحمسه للقائها مع اهلها وعيال عمها وبناتهم.. اتوقع ان صقر تزوج بنت عمه اللي انجنيت لما عرفت انه تزوج حصه.. وحصه الحين احلى منها الف مليوون مره ولو تجلس معهن بتكون احلى عنهن كلهم .. بس ان شاااء الله يكونن تغيرن للاحسن وكبرن يعني يوم هن صغيرات غير وضعهن يوم كبرن.. واتوقع من ترجع حصووووصي بتلى لها اعداء واصدقاء يعني مو الكل بعاديها مثل اول.. واتووقع اكثر واحد بينبهر فيها راشد.. مدري ليه ؟؟بس هذا توقعي وبيصير يحسد صقر عليها..
صقر الحين متزوج وعنده بنت؟؟ من هي زوجته؟؟ اتوقع بنت عمه ؟ لكن هي هو مرتاح معها والا معذبها يعني شخصية صقر شخصيه متسلطه ويمكن حتى زوجته بنت عمه بيعاملها بعنف لان هو كذا شخصيته وماراح احد يربيه ويعيد تربيته الا حصوووصي.. زوجته سوا بنت عمه او لأ اتوقع يا انها ميته والا اكثر شي انها مطلقه.
الحين انا خايفه لما تشوفه حصوووص ترجع لها حالة الخوف منه والارتباك اللي كانت تصير لها.. ..فلو حصا هالشي فاحب اقولها كنك يا ابو زيد ماغزيت.. لكن بقول انها بتحس بالخوف لكن راح توقف بوجهه ولاراح تسمح له يلمس شعره من راسها وياليتها يعني تكون تعلمت فنون الدفاع عن النفس عشان اذا فكر بس يقرب صوبها تعطيه هذااك الكوووع اللي يطيره لكندا..هخهخهخهخه
عموما انا متفائله بلقاء حصووصي باهلها .. ومتاكده انها بتكون صدمه لهم جعلهم مايفوقون منها يااارب..
نجي للجد الجد المهذري هذا بيكون للحين يفكر انها هربت وانها خانتهم وانها.. وانهاااا ... وانهااا............
ويمكن يستخدم هذا بالضغط عليها عشان يرضى عنها.. يعني يمكن يقول ارجعي لولد عمج الدعله وجربي الحياة معه؟؟؟
والا انها هي من يوم تجي بتطلب الطلاق والا بتقول بخلعه واخلص منه... وهالشي طبعا ماراح يرضاه سي صقر على روحه..
لكن بالنهايه بالنهايه اتوقع يطلقها وتتزوج عادل.. لكن تبين الصدق ياا ام حمده اتمنى عليتس واترجاتس انتس تفشلين توقعي هذااااا وتكبينه بالقاااربح وتخلين الامووور تصفى بينهم ويصير يمووووووووووووووووت يمووووت يمووووت حتى بحروف اسمها..
على طاري اسمها صقر 3 حروف وحصه 3 حروف وبينهم حرف الصاد يعني باذن الله التواافق بينهم كبييير ..وعليه اقوول انهم بيعيشون مع بعض وبتصير الحياة حلوه بينهم..
لكن بنشووف وش بتسووين بينهم يااا ام حمده..
بانتظار البارت الجاي فلا تخلين انتظارنا يطووول..

من فهمني ملكني 26-07-17 02:41 PM

مبدعه عزيزتي
اتوقع زوجة صقر مو من العايله لان الجد مايبي يوجع حصه حتى لو كانت بعيد وتسوي خير زوجته لو كانت ماتت بالولادة وفكتنا مانبي نزيد باوجاع حصوص كافيها هالدعله صقير ماهي ناقصه وعندي احساس انه هو اللي بيروح يردها من برا من ورا خشمه وبأمر ملكي من الجد طبعاً عاد هناك بيقعد يلطم ويقول انا وجه البومه عندها الحين ومو بعيده كنوع من الانتقام منها يمنعها من وظيفتها والجد بيوقف بصفه بالبداية لكن بيحن على حفيدته المفضله بعدين
هذرت وايد وان شاء الله يشفع لي ترا كنت متابعه من اول دقايق لما نزلتي اعلان الروايه بس سودانيه وماحب اعلق وايد
عساها يدٍ ماتمسها النار وبانتظارج حبيبتي

ام حمدة 26-07-17 05:01 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة NoOoFy (المشاركة 3686555)
جوري 0000بنته0000حراره
هلا هلا صقير متزوج وحصه وش مكانها من الاعراب
راح نعرف موقعها من الاعراب ان شاء الله
حرر البنت الله لايهينك الدكتور عادل يبيها
ههههههههههه مو الأول خليها هي تبيه هههههه
اصعب شي لو قلتي يام حمده ان الجد بيجيب حصه وبتكون زوجه الصقر ومعها شريكه
والاصعب منه لو الشريكه بنت عمها سلطان
بس مهوب الجد غبي يجمع بين بنات العم يمكن ايه زوج صقر بس اكيد وحده ثانيه
ويمكن الجوري امها اممممم مطلقه اووووو ميته
مدري مدري اهم شي حصه مالها شريكه
بنعرف كل شي اليوم باذن الله وتقريبا تخمينج صحيح
مهما سوت ياجدي حصوص بتظل بنت ولدك اليتمه اللي مابقى من ريحته الا هي
قلبك ماراح يطاوعك تقهره
وبعدين هي وش سوت جابت شهاده اد الدنيا وصارت الدكتوره حصه
وبعدين اكيد اكيد الشايب يتابع اخبارها ولا ليش الحين بيرجعها العشها
ام حمده واذا تبين رايي من هروب حصه انا مها قلب وقالب البنت ماسوت حرام
راحت مع خالها في ظروف ماتقدر تعيش مع متوحش تبون ترمونها عليه
سفرها له فؤائد الحصه من الاهتمام بالشكل وكبر السن وقتباس القوه
والاهم الشهاده اللي عطتها ثقه في النفس ومكانه اجتماعيه وعلميه بتصير حصه الدكتوره
مهوب حصه وجه البومه غربلكم الله

فعلا السفر كان ظروري لحصة علشان تتغير للأفضل وراح نعرف كل شي بالتفصيل
الممل بالفصول القادمة باذن الله
تسلمي حبيبتي وشكرااااااا لمروووووووووورك العطر

ام حمدة 26-07-17 05:18 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارا (المشاركة 3686571)
السلاام عليكم..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حي الله ام حمده ومبروك البنيه الجديده هذي مع اني ماقريت البنيه الأولى لكن قررت اقرأ هذي لان اعجبني مرره انتس وضحتي وضعها وانها بتكون 11 جزء وان الأجزاء يوميه حبيت هالشي صراحه..
الله يحيج ويبارك فيج يا عمري... وإن شاء الله تقرين الأولى وتعجبج وأعمارهم من يلي تحبينهم ههههههههه وهي رواية طويلة من 34 فصل ان شاء الله ما تملين منها
والله يوفقتس ياااارب. لكن الشي اللي ماحبيته فيها ان اعمار الابطال صغار قصدي صقر والجحلط اللي معه.. احب البطل بالثلاثين ومافوق ..فياليت تجيبين واحد مخصوووص عشاني يكون عمره مو بالثلاثين الا بالاربعين ..هههههه.
اختياري لصغر سنهم لأن هذا يلي كان يحصل من قبل البنت تتسمى لولد عمها حتى وهي باللفة والزواج ما كان راح يصير بهذا الوقت لكنه كان طلب أمها قبل لا تموت.... والعمر يلي تحبيه بالرواية الأولى ان شاالله يعجبج حمدان هناك وبطلته عنود اسم على مسمى هههههههه

بالنسبه للاحداث اغلبها متوقعته لكن اللي ماتوقعت انها هي اللي تسافر توقعت الدعله ولد عمها صقر هو اللي يسافر.. لكن احسن شي سفرها هي وانها تترك البيئه التعبانه والمتعبه نفسيا لها ..وهم اللي حدوها على هذا يعني خالها كان فرصه ماتنتعوض لو راح بدونها كان فرصتها راحت معه ..
حصة كان لازم تبعد علشان تقوي شخصيتها وبوجودها بمكان الكل قاعد يكسر جناحاتها كان مستحيل انها تتغير وتنضج
وبعدين الصراحه جدها هذا وعمانها يقهرون صراحه ليش مقاطعينها كذا..هي ماهربت مع واحد غريب والا هربت لانها قليلة ادب هي هربت خوف على حياتها وجدها هالمهذري مكبر السالفه لانها رااحت مع خالها وهم عارفين هالشي ولوو جدها وقف مع نفسه وقفة حق ووقفه جديه وفكر بوضع البنت بين أهلها وبنات عمها وربعها بيلقى لها الف عذر لهروبها او بالاصح سفرها البنت ساافرت لجهه معلومه مو غير معلومه ومع خالها يعني شخص ثقه .ولو يبون كان راحوا لها عند خالها او على الأقل اتصلوا عليها او اقل شي انه يرد على اتصالاتها اليوميه اللي تثبت انها مانسته وللحين تعزه وتحبه
هروب حصة كان فاجعة بالنسبة لهم شي أبد مو متوقع من وحدة الجد تقريبا هو يلي رباها.. هي صحيح انها مع خالها لكن يعتبر انها هربت من البيت وهذا شي كبير بحقهم... وثاني شي انتظري وخلينا نتابع شو راح يصير ونكتشف الاسرار
والحين هي لو شافوها بيعرفون ان حصه القديمه باااح انتهت ومستحييييييييل يقدرون يرجعون الزمان اللي راح..البنت الحين شخصيه ثانيه وكيان له قيمته واهميته.. يعني اتووقع انها حتى شهادتها اكبر من شهادات عيال عمانها كلهم ..
فعلا الكل راح ينصدم منها انتظري وراح تجوفي وقع وجودها بينهم وخصوصا صقووور ههههههههههه
وخصووصا هالدعله صقر ..مدري ليش متوقعته عسكري..
هههههههه فعلا هو عسكري
المهم جعل يديه بالكسر أي والله اتوقع لو توقف جنبه الحين بيكون هو اللي ماينتشاهد مو هي.. بس مرره مره متحمسه للقائها مع اهلها وعيال عمها وبناتهم.. اتوقع ان صقر تزوج بنت عمه اللي انجنيت لما عرفت انه تزوج حصه.. وحصه الحين احلى منها الف مليوون مره ولو تجلس معهن بتكون احلى عنهن كلهم ..
حمستيني بصراحة ليوم اللقاء علشان أعرف رايج بالمشهد ههههههههه
بس ان شاااء الله يكونن تغيرن للاحسن وكبرن يعني يوم هن صغيرات غير وضعهن يوم كبرن.. واتوقع من ترجع حصووووصي بتلى لها اعداء واصدقاء يعني مو الكل بعاديها مثل اول.. واتووقع اكثر واحد بينبهر فيها راشد.. مدري ليه ؟؟بس هذا توقعي وبيصير يحسد صقر عليها..
أمممممممم خلينا نجوف اذا تخمينج صحيح أو لا
صقر الحين متزوج وعنده بنت؟؟ من هي زوجته؟؟ اتوقع بنت عمه ؟ لكن هي هو مرتاح معها والا معذبها يعني شخصية صقر شخصيه متسلطه ويمكن حتى زوجته بنت عمه بيعاملها بعنف لان هو كذا شخصيته وماراح احد يربيه ويعيد تربيته الا حصوووصي.. زوجته سوا بنت عمه او لأ اتوقع يا انها ميته والا اكثر شي انها مطلقه.
بنعرف ان شاء الله منو هي زوجة صقر وشو هي حياته بعد هذي السنين
الحين انا خايفه لما تشوفه حصوووص ترجع لها حالة الخوف منه والارتباك اللي كانت تصير لها.. ..فلو حصا هالشي فاحب اقولها كنك يا ابو زيد ماغزيت.. لكن بقول انها بتحس بالخوف لكن راح توقف بوجهه ولاراح تسمح له يلمس شعره من راسها وياليتها يعني تكون تعلمت فنون الدفاع عن النفس عشان اذا فكر بس يقرب صوبها تعطيه هذااك الكوووع اللي يطيره لكندا..هخهخهخهخه
عموما انا متفائله بلقاء حصووصي باهلها .. ومتاكده انها بتكون صدمه لهم جعلهم مايفوقون منها يااارب..
ههههههههههه كارتيه مرة وحدة... خلينا بالمواجهات أحسن من استخدام العنف هههههههههه لا تنسين هي دكتورة وأكيد ترفض العنف وهي أصلا من أول حنونة
نجي للجد الجد المهذري هذا بيكون للحين يفكر انها هربت وانها خانتهم وانها.. وانهاااا ... وانهااا............
ويمكن يستخدم هذا بالضغط عليها عشان يرضى عنها.. يعني يمكن يقول ارجعي لولد عمج الدعله وجربي الحياة معه؟؟؟
والا انها هي من يوم تجي بتطلب الطلاق والا بتقول بخلعه واخلص منه... وهالشي طبعا ماراح يرضاه سي صقر على روحه..
لكن بالنهايه بالنهايه اتوقع يطلقها وتتزوج عادل.. لكن تبين الصدق ياا ام حمده اتمنى عليتس واترجاتس انتس تفشلين توقعي هذااااا وتكبينه بالقاااربح وتخلين الامووور تصفى بينهم ويصير يمووووووووووووووووت يمووووت يمووووت حتى بحروف اسمها..
خلينا نجوف شو راح يصير بينهم بالفصول الجاية
على طاري اسمها صقر 3 حروف وحصه 3 حروف وبينهم حرف الصاد يعني باذن الله التواافق بينهم كبييير ..وعليه اقوول انهم بيعيشون مع بعض وبتصير الحياة حلوه بينهم..
أممممممم تتوقعين بعد يلي سواه فيها انها تسامح وتغفر؟؟... خلينا نجوف شو راي حصة بولد عمها بعد ما تغيرت
لكن بنشووف وش بتسووين بينهم يااا ام حمده..
بانتظار البارت الجاي فلا تخلين انتظارنا يطووول..

يا قلبي.. تسلمين على تعليقج يلي أسعدني وراح أنتظره بشوق مع كل فصل
دمتي بخير غاليتي

ام حمدة 26-07-17 05:22 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة من فهمني ملكني (المشاركة 3686574)
مبدعه عزيزتي
تسلمين يا الغلا... وهذي شهادة أعتز فيها
اتوقع زوجة صقر مو من العايله لان الجد مايبي يوجع حصه حتى لو كانت بعيد وتسوي خير زوجته لو كانت ماتت بالولادة وفكتنا مانبي نزيد باوجاع حصوص كافيها هالدعله صقير ماهي ناقصه
ههههههههه الكل يتمنا موت حرمة صقر ولو انها تستاهل !!
وعندي احساس انه هو اللي بيروح يردها من برا من ورا خشمه وبأمر ملكي من الجد طبعاً عاد هناك بيقعد يلطم ويقول انا وجه البومه عندها الحين ومو بعيده كنوع من الانتقام منها يمنعها من وظيفتها والجد بيوقف بصفه بالبداية لكن بيحن على حفيدته المفضله بعدين
خلينا نجوف ونعرف الفصول وانت تعرفي شو راح يصير معاهم من تطورات
هذرت وايد وان شاء الله يشفع لي ترا كنت متابعه من اول دقايق لما نزلتي اعلان الروايه بس سودانيه وماحب اعلق وايد
عساها يدٍ ماتمسها النار وبانتظارج حبيبتي

ولا يهمج يا قلبي... حياج بأي وقت تحبين تعطيني رايج بالفصول ... ولك مثل دعواك يا الغلا ... تسلمي وشكراااااااا لمروووووووووووورج العطر

ام حمدة 26-07-17 05:25 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفصل الخامس.........

وما يضني القلب سوى بُعد الأحبة وشوق وحنين لدفء العائلة.
صفرت مرام بذهول بعد أن انتهت صديقتها حصة من سرد كل حكايتها، وقالت:
" وااااااااو... انت حكايتج احكاية يا حصة، وما توقعت أصلا يكون عندج أهل، على بالي بس خالج الباقي من أهلج، انزين... وهم ما يوا يدورون عليج؟؟.. "
هزت رأسها بأسف وأجابتها بألم نخر فؤادها:
" قالوا إني ميتة... موتوني بالحيا لأني اخترت طريقي، وما عرفت إن الاختيار له نهاية وحدة أصلا..."
شعرت مرام بالأسف لصديقتها وسألتها:
"طيب وألحين شو ناوية تسوين؟؟.. بترجعين تطلبين الطلاق ولا راح تظلين معلقة جذا؟؟"
رفعت كتفيها وعيناها تشرد للبعيد وهمست بوجع:
" ما عرف يا مرام!!.. صدقيني ما عرف!!.. حاولت إني أنسى إني متزوجة وأكمل حياتي وأحقق حلمي وفعلا نسيته، أصلا ولد عمي ما كان يهمني وما كان له وجود بحياتي، بس ما قدرت أنسى يدي وأعمامي وبيتي، مشتاقة لهم وايد يا مرام...وايد مشتاقة.."
اقتربت مرام منها واحتضنتها من أكتافها لتريح حصة رأسها على كتفها راغبة بهذه المآزرة وأكملت صديقتها التقصي:
" طيب... أنت من شو خايفة؟؟.. الدنيا تطورت وما عاد حد يجبر حد ألحين على شي مثل قبل.."
"لا يا مرام.. بعده موجود.. بعدهم عايشين بجهل وظلالة، وإن البنت ما لها غير ولد عمها وبس، وفي كثير مثلي يتزوجون عيال عمهم، في يلي تعيش مظلومة، وفي يلي يتزوج عليها، وفي يلي تتم معلقة ومهجورة، وفي يلي تعيش مرتاحة، وفي.. وفي... قصص تسمعينها يشيب لها الراس... وأنا مابي أكون مثلهم، ما بي أعيش بحزن ودموعي ما تنشف من على خدي لين ما أموت، ما بي أجيب عيال ويعيشون تعاستي...."
عضت شفتيها تمنع نوبة بكاء كانت توشك على الخروج تنعي حياتها الضائعة، فشددت مرام بعناقها لفترة حتى أبعدتها قائلة وهي تناظر عينيها المغشيتان بدموعها، لتتحول عسليتيها لزجاج مصقول:
" طيب أنت منشو خايفة ألحين؟؟... انت ما عدت مثل أول، انت حصة ثانية غير الضعيفة يلي يت ضايعة ومشتتة، بس كان بعيونها هدف وتصميم إنها تنجح وتحقق طموحاتها..."
أمسكت بكتفيها واستطردت:
" انت يا حصة تغيرتي شكلا وقالبا وما عدتي ترضين بالأمر الواقع، صار لج صوت، صار لج كيان وشخصية، فليش الخوف؟؟.. ولين متى راح تظلين عايشة بالخفا؟؟.. لا زواج ولا عيال، العمر يمشي، وكل وحدة منا تبي سند لها بهذي الدنيا..."
هزت رأسها وأجابتها:
" صدقيني يا مرام.. كل يوم أناظر نفسي وما أصدق إن يلي أناظرها هي أنا ويه البومة....."
وما كادت تكمل حتى انفجرت صديقتها بالضحك بصوت عالي وهي تردد كلمة ويه البومة، ناظرت حصة صديقتها من طرف جفنها...
" شو... عجبج اللقب؟؟"
قهقهت مرام حتى أمسكت معدتها وأدمعت عيناها وسألتها وسط ضحكها:
" مين هذا يلي سماج جذا؟؟... وعاد ما حصل غير هذا اللقب!!"
أصابها الحنق وهي تتذكره بعد طول غياب من النسيان، وجاءتها هيأته مثلما هو بوسامته، وبعيونه الحادة والمخيفة، كأنها لم تنسه قط، وكأن تلك السنين لم تدر عليهم بأيامها وشهورها وبسنينها:
" هذا ولد عمي صقر هو يلي سماني جذا، كان حب الشباب مالي ويهي ومشوهنه وكنت ألبس نظارة كبيرة مثل التليسكوب لأن الدكتور طلب مني ألبسها، فكان شكلي ما حلو ويروع، فسماني ويه البومة..."
هتفت مرام بإعجاب:
" واااااااو.. اسمه صقر بعد!!... ياويلي على الاسم، أكيد شكله حلو ويجنن مثل اسمه قوي وشخصية، صح؟؟"
وشردت بشكله الذي طالما أخافها، ولم تكن تجرؤ على رفع عيناها بحضوره، فقط كانت تسترق النظرات إليه عندما لا يكون يطالعها، بالأصل لم يكن يشعرها بوجودها بحضوره كأنها لم تكن قط موجودة في محيطه.
لكزتها صديقتها لتعيدها لحاضرها وهمست لها وهي تحرك حاجبيها بمكر:
" ها... أجوفج شردتي بولد عمج ولا أقول بريلج؟؟...."
قاطعها نهوضها وصاحت برفض:
" لا يا مرام... مستحيل يكون زوجي!!.. أنا ما بيه، ولو خيروني مستحيل أختاره، هم أجبروني عليه..."
تابعت وهي تتحرك هنا وهناك:
" صح إني وافقت لكن كنت مجبورة مو مخييرة، لأن أمي الله يرحمها توقعت إنه راح يحافظ علي... وما كانت تبيني أكون لحالي بعد موتها"
توقفت عن المسير واستأنفت القول بخواء:
" وما عرفت إن الشبح بعمره ما راح يكون واقع وحقيقة، وولد عمي كان يعتبر إن مالي وجود... مجرد خيال انسانة انجبر عليها"
تنهدت وعادت تضجع بجسدها بجانب صديقتها فقالت مرام وهي تمسك بكفيها:
" الله يصلح الحال حبيبتي، ولازم تعرفين إنج ما عدتي شبح، انت صار لج وجود، انت انسانة لها كيانها فتقدرين توقفين بويهه وتجبرينه انه يجوفج، لا تخلينه يكون سبب بحزنج وارجعي ليدج واطلبي السماح منه وراح يسامحج لما يجوفج صرتي شي بهذي الدنيا، صرتي دكتورة كبيرة، وحققتي طموحاتج....."
سكتت قليلا ثم تساءلت:
" تتوقعين الحين ولد عمج كيف شكله ألحين؟؟.. أكيد صاروخ...."
صاحت فيها حصة:
" مرام... انت جنيتي؟؟.. قاعدة تمدحين بريال وانت على ذمة واحد ثاني"
" هيهي... أنا شو قلت ألحين؟؟.. قاعدة أمدح بمخلوقات الله، وثاني شي أنا ماجفته بس أتخيله يعني عادي.."
ناظرتها مرام بعيون ضيقة وأكملت:
" تعالي هنا..... ليكون تغارين عليه؟؟؟..."
رفعت حصة حاجبيها للأعلى وأجابتها باندهاش:
" أغار!!.. أنا أغار لولد عمي...."
ثم أكملت بثبات وبملامح جامدة :
"حبيبتي... يلي يغار يعني في مشاعر بينهم، في ترابط وصلة وأحاسيس، وأنا ولد عمي هذا بالخصوص أكره وما أدانيه بعيشة الله..."
فردت عليها صديقتها بمكر وبحاجبين يتراقصان:
" يقولون بين الحب والكره شعرة، وهم عملة وحدة، يعني في مشاعر، وعادي هذا الكره ينقلب لـ..."
أشاحت حصة بيدها رافضة ما تقوله صديقتها من تراهات...
" أصلا ما راح يكون بينا شي، وثاني شي أكيد ألحين هو متزوج وعنده درزن عيال... وأنا ما يهمني حتى لو تزوج عشرة حريم، كل يلي يهمني ألحين إني أرجع ليدي وأفك ارتباطي منه...."
" إن شاء الله حبيبي، الله يرجعج لبيتج وليدج..."
زفرت أنفاس حارة وقالت برجاء وتمني:
" آمين يا مرام!!.. أمين!!... في كل صلاتي ادعي إن الله يستجيب لدعواتي، وبكل مرة أتصل بيدي أقول اليوم راح يرد علي ويقول بنتي حبيبتي، ويقول أنا سامحتج وردي لبيتج وكفاية غربة..."
وهنا سكبتها تنعي فقدها وحنينها لمنزلها، احتضنتها صديقتها وأخذت تبثها الصبر حتى يحين وقت العودة. وعادت لهمسها بنشيج باكي:
" في كل مرة يرن تليفوني أقول أكيد هذيلا هم ويبوني أرجع...."
وانخرطت بعدها في نوبة بكاء حارة على صدر صديقتها غير قادرة على منع انسكابها، ورن هاتفها... وبلحظة اشتياق ودعوه تلقيها لرب العباد أن يتقبلها في يوم من الأيام ويحققها لها.
سكت الرنين واعتدلت وهي تمسح مياهها المالحة وعاد الهاتف يلح برنينه يخبرهم بأنه لن يهدأ إلا بردها عليه، وتلقفته هامسة بعد أن تمالكت نفسها:
" ألو............"
****************************
في احدى المقاهي جلست شلة من الشباب ذا المظهر الأنيق ونالت ملامحهم الوسامة، كانوا يتحدثون ويضحكون حتى هتف أحدهم:
" هذا صقر جا..."
دخل بهيبته وأناقته ووسامته الطاغية.. بحمدانيته الحمراء الملفوفة بإحكام على رأسه، ونظارة شمسية تغطي عيناه الصقريتان الحادتان، وأنف طويل يشبه السيف بحدته، ولحية خفيفة غطت ذقنه، ودشداشة ناصعة البياض التحفت جسده، سار بخطى واثقة وثابتة باتجاه أصحابه وأبناء عمه وسلم:
" السلام عليكم..."
" وعليكم السلام، هلا ومرحبا بأبو الشباب "
" هلا ومرحبا فيكم..."
جلس بعد أن انتهى من تحية الجميع فتساءل ابن عمه راشد:
" ها.. بشر!!.. طمنا على بنتك شو أخبارها؟؟"
" الحمدالله بخير، الدكتور قال إنها حمى وبتروح مع الأدوية، تركتها عند أمي شوي لين أرجع لها..."
" الله يشافيها ويعافيها يارب..."
رددها الجميع وتقبلها هو بصدر رحب، فهو يتمنى بالفعل أن تشفى ابنته وأن تكون مثل شقيقها والأطفال العاديين.
فتساءل أحد أصدقائه ويدعى سعيد:
" هي أمها وين؟؟.. هي ما تجوفهم؟؟.. ما تسأل عنهم؟؟"
احتدت ملامحه عند ذكر اسمها وما بدأ بحب تحول لكره مع السنين، وبغض شديد تغلغل لصنف النساء فقال شقيقه وهو يناظر ملامح شقيقه المكفهرة:
" هي متزوجة ألحين....."
قاطعه هتاف صقر قائلا:
" ما يهم ألحين، العيال عيالي وهي ما كفو عيال، أصلا كل الحريم علة على القلب"
" ماكلهم واحد، فلا تجمعهم بركن واحد..."
ضحك صقر بسخرية وهو يتطلع لابن عمه:
" صح ما كلهم واحد، بس حظي المنحوس ابتلشت بحرمتين ما هوم بكفو...."
سكت الجميع وشرد هو بحاله المرتدة فقاطعه ابن عمه خالد:
" ليش تظلمها معاك؟؟"
طالعه صقر مستفسرا، ونغز فزاع ابن عمه خالد يحاول اخراسه إلا أنه لم يأبه له وتابع وهو يناظر ابن عمه بتصميم:
" حرمتك الثانية وعرفنا معدنها، أما الأولى.. فليش تظلمها مع الثانية؟؟"
ومن عالم النسيان ظهرت بهيأتها.. ببثورها المنتشرة طامسة ملامحها، وعويناتها الكبيرة التي أخفت نصف وجهها، واستطرد ابن العم مدافعا عن المظلوم كما عهدوه دائما :
" ليش تتهم حصة على شي هي مالها دخل فيه، لا تنسى إن هي بعد كانت مجبورة على هذا الزواج والدليل إنها شردت من البيت وما بغت تكمل معاك وتكون حرمتك..."
أشاح صقر بوجهه بعيدا وهو يتذكرها، فلقد نسيها تماما، ولكن مع ما حدث له عاد طيفها مع الباقيات يلعن كل النساء، ناظره أبناء عمومته وأشقائه فقال فزاع :
" يالله.. حصة... والله زمان عنها، تهقون شومسوية ألحين؟؟.. وكيف عايشة؟؟"
فصاح بهم صقر بحنق:
" يعني ألحين هامتنك أكثر مني؟؟.. وأنا يلي انظريت بسبتها؟؟.. تزوجتها وكان عمري 17 سنة وشردت عني، والناس كلت ويهي، وجاي ألحين وتقول لا تظلمها!!..."
اعتدل خالد بجلسته وناظر ابن عمه بشدة دون أن يهابه، فمعروف عن خالد بأنه مسالم ولكن في وقت الحق تراه يقف في الصف الأول:
" يعني بنت عمي شردت لحالها؟؟.. ما كان في أسباب تخليها تشرد؟؟"
لم ينبس صقر بأي حرف واستأنف خالد:
" يعني انت ما هددتها إنك راح تذبحها إن تزوجتوا؟؟.. وما مديت ايدك عليها وضربتها؟؟ "
علامات الصدمة ظهرت على محياهم، وعدم التصديق نطقت بها مقلتيهم، فمهما سخروا منها إلا أنهم لم يرفعوا يدهم عليها قط..... فتذكر ذلك اليوم الذي بالفعل كان أن هددها وضربها، لم يكن يقصد ضربها، كان صغير السن ولم يحتمل ما كان يحدث، كان الأمر قاس عليه ليتقبل فكرة أنه سيتزوج بسنه الصغيرة هذه دون أن يقدر على أن يعيش حياته بوسعها دون قيود، وفكرة أن تكون هي بالذات زوجته كانت مستحيلة!!.
فسأل صقر خالد بهدوء وشرود:
" وانت شو عرفك بيلي صار؟؟"
" كنت طالع من البيت وجفتك وانت تضربها .."
فهمس بالحقيقة دون أن يواريها، وعيناه تعانق أصابع يده:
" أنا كنت معصب لما قالي أبوي إني بتزوجها، وكانت هي بويهي لما طلعت من البيت، ما كنت أقصد إني أضربها بس ما قدرت أمسك نفسي، وحسيت إني مو أنا، كأن واحد ثاني بداخلي قاعد يتحكم فيني..."
سكت ثم قال بشيء من الحدة:
" سكروا موضوعها ولا عاد تطرونها ..."
" ليش معصب؟؟.. واحنا ما قلنا شي غلط عنها ألحين غير نسأل كيفها ألحين!!.."
وأكمل صديقه سعيد بسخرية:
" لا يكون تغار عليها لأنها بعدها حرمتك؟؟ "
فصاح بانفعال ورفض لربطهما من جديد:
" يخسي يلي هي!!..مابقى إلا إني أغار عليها هذي ويه البومة..."
نهض من مقعده بحنق ومن جلسة أراد بها أن يريح أعصابه المتعبة لتتحول وتتغير للنقيض، فهتفوا يمنعونه:
" هدي يا ريال واقعد، خلاص ما عاد نفتح موضوعها مرة ثانية، اقعد واستهدي بالله.."
" لا يا ريال أنا ما زعلت بس بروح البيت وبطمن على بنتي، أنا قلت بقعد معاكم شوي وبرجع لها... ياللله برخصتكم يا جماعة..."
وغادر متجها لمنزله، لأطفاله التي سقطت تربيتهم على ظهره بعد أن أدارت والدتهم ظهرها لهم بعد أن حطمتهم بفعلتها الشنيعة تلك، ولم يسمع عنها شيء سوى بعد أن تزوجت من رجل آخر.
لقد كسرت قلبه وكسرت حبه وجعلته اضحوكة بين الجميع بأنه فضلها على ابنة عمه، وانتشرت أقاويل بين الناس أن بهرب ابنة عمه منه هي محقة به، لقد جعلته وحشا مفترسا بعيون الجميع ليغدوا بالفعل مثلما يصفونه.
" الله يلعنكم من حريم!!.. الله يلعنهم!!.. كلهم واحد، كلهم واحد، وما في وحدة أحسن من الثانية..."
وبلحظة تجلي تساءل بالفعل عن أحوال الغائبة والعائشة بعالم الموتى، ما هي أحوالها؟؟
كانت مجرد ثوان بل أقل منها وبعدها أبعدها عن فكره وأدار المسجل ليطغى صوت مطربه المفضل واضعا حدا لأفكاره الشاردة...
مر الوقت ووصل لمنزله واتجه مباشرة لملحقه واستقبله ابنه الصغير علي:
" بابا... الجوري كانت تناديك..."
تلقفه بأحضانه واحتضنه قائلا:
" هذا أنا حبيبي جيت... هي ألحين وينها؟؟"
" بالغرفة مع يدوه قاعدة معاها وتقرأ عليها قرآن.."
سار باتجاههم ودخل غرفة جميلة جدا قسمت لنصفين... نصف زين بألوان وردية وفرشت بأثاث الأميرات، والنصف الثاني لونت باللون الأزرق وفرش لبطل الأبطال، فقد ولدا بآن واحد ولم يستطع لحتى الآن أن يفصل بينهما.
اقترب من السرير وقبل والدته شاكرا اعتنائها لابنته ثم التفت لصغيرته النائمة على سريرها ووجها المحمر ينم عن مرضها، فتحت عيناها وابتسمت ومدت يدها ليتلقفه بسعادة وسألها:
" كيفها حبيبة أبوها؟؟"
أسدلت رموشها للأعلى والأسفل ثم عادت لإغماضهما بعد أن اطمأنت لوجود والدها بجانبها، وحرك أنظاره لوالدته هامسا بخفوت:
" روحي يا يومه وريحي، أنا خلاص بقعد معاهم.."
نهضت قائلة :
" نادني لو احتيت أي شي يا ولدي.."
وقبل خروجها تلفتت خلفها وناظرت ولدها الذي اضجع بجسده بتعب بجانب ابنته وابنه أيضا الذي جاوره بالسرير... وتأملتهم بأسف لحالهم، لقد توقعت هذا من زواجه من تلك الفتاة، فقد رأت أنها امرأة هشة مدللة بزيادة ولا تصلح لإنشاء أسرة، فهيأتها كانت تنطق بالرغبة بالعيش بالدنيا على وسعها دون أن يقيدها شيء، في ذلك الوقت لم يستطيعوا رفض طلبه للزواج من المرأة التي اختارها بنفسه، فقد تضامن الجميع معه بعد هروب زوجته ابنة عمه وما كان منهم سوى أن أجمعوا على زواجه ولكن مع الأيام اتضح معدنها ومع ما حدث معها بالآخر جعلها ترتد تاركة إياه يموج في أمواج عاتية لوحده مع صغاره، لم تكن تناسبه البتة، ولكن ماذا تقول غير قدر الله وما شاء فعل.
*******************
بعد مرور يومين كان فيه الجو حارا بيوم صيفي لدولة الامارات....
اجتمع جميع أهل المنزل كما العادة في مجلس الجد كبار وصغار، رجال ونساء، أزواج وزوجات، حتى طرق الباب طرقات خفيفة مستحية متشوقة خائفة، وأفرجت عن الفتحة لتظهر للجميع هيئتها المترددة، فنهضت أم صقر مرحبة بها وجميع العيون مصوبة ناحية الغريبة التي طلت عليهم في هذا اليوم المقيظ الذي يلجئ الجميع للجلوس في منازلهم تحت أجهزة التكييف :
" هلا ومرحبا بابنيتي اتفضلي حياج..."
ودخلت على استحياء ورهبة وسلمت وعيونها تعانق الجميع دون استثناء بمشاعر مختلطة وأحاسيس متنازعة ما بين الدخول والعودة:
" هلا.... هلا خالتي..."
" آمري حبيبتي بغيتي منوا من البنات؟؟"
ابتسمت وناظرتها بحنين وسألتها بابتسامة متألقة:
" ما عرفتيني يا خالتي؟؟"
تأملتها أم صقر بتمحيص دقيق وأجابتها :
" اسمحيلي يا بنيتي ما عرفتج!!.. أول مرة أجوفج..."
وفتحت فمها ترد عليها وابتسامة منكسرة حزينة زينت مبسمها، ليأتيها صوته مناديا قويا ثابتا بالرغم من مرور السنين :
" نورتي بيتج يا حصة....."
ودارت كل العيون ناحيتها تعتملها كل أنواع الصدمة والدهشة .

ام حمدة 26-07-17 05:26 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
قراءة ممتعة ...
وبانتظااااااااار رايكم بفصل اليووووووم
وموعدنا بكرة باذن الله مع فصل جديد

من فهمني ملكني 26-07-17 06:52 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
مثل ماتوقعت صقر ماخذ من برا العايله ولان الجد ماتوقع يخليه ياخذ وحده من بنات عمه على حصه
بس ابداً ماتوقعت اللقاء يتم بهالسهوله والسرعه
ولكن اظنه الهدوء اللي يسبق العاصفه وبنشوف ردة فعل صقير عيل جايب حصوص عند العوبه اللي كان ماخذها اصلاً ماكو مقارنه لو يفتح مخه هالمصدي
اكيد اللي اتصل بحصه عمها لانها ماعرفت الرقم لما ردت
ودام ان الجد قالها نورتي بيتج نستبشر خير ان شاء الله
تسلمين حبيبتي وبنتضارج باجر

زارا 27-07-17 01:36 AM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
لااااااااااااااااااااااا ام حمده حراام عليتس اللحظه المنتظره تسووين لها كـــت حراام عليتس ياااشيخه..
اولا السلاام عليكم..
وثانيااا يااااااا حلاالاات من شااف الدعله صقير لما يشوفها .. هل هو مع الجمهوور اللي دخلت عليه حصه والا لأ؟؟
توقعي وامنيتي انه لا مو معهم.. ابيه يشووفها برووحه بموقف خاص مو مع الجمهور مو الكل يناظر فيه لما يتعرفون عليها وانها بنت عمه الدكتوووره حصوووصي..
ابيه لما يشووفوها يشرق بريقه من زينها وعقب عاد تجي الصدمه على راسه عساه البط لما يعرف انها وجه البومه عسى البوومه ماتخلي له منام مريح..
اجل الحمار طلع مزيون..؟؟ اااممم بس صغييير ام حمده ماينفع اصاادره ... >>فيس فصل شوي..مسوي فاصل اعلاني..هخهخهخه
اهم شي الحين بس يرووح شمال وشرق وغرب من يشوف حصوووصي.. خااطري انه لما يشوفها ينهار نفسيا من جمالها وحلاوتها و وادبها ويجلس كذا فترة وهو مايعرف انها بنت عمه وحرمه المصون.. بس عاد اتوقع انتس بتخلينه يشوفها على طول
اتوقع اتووقع ان اللي بحث عنها عمها او واحد من عيال عمها وتحديدا خالد بطلب من ابوه ويمكن خالد يعجب فيها ويطلب من صقر يطلقها عشان يتزوجها هو وهذاك عااد بيفجر قنابل من الرفض والزعل والخصوومه اللي بتطلع من الغيره..
اهم شي الحين اللقاء المنتظر كيف بيكون...؟؟؟ العالم كلها الحين متجهه انظارها لحصوووصي وبتصك عليهم كلهم بزينها..
ام صقر ياازينها حبووبه مرره الله يجزاها خير..
وصقر انا بعد من الناس اللي تقول اللي صار له بزواجه عقوووبه من ربي وحوووبه الضعيفه حصوووصي.. ابرررك يستاهل
اتووقع بنته فيها توحد.. وعلااجها بعد الله عند حصووووصي... حصه بتعالج بنت الدعله صقور وعقبها والله ماعاد يقدر يرفع عينه فيها ..
ام حمده لاتطووولين علينا يااقلبي نبي نشووف وش بيصير باللقاء واللي اتوقع انه بيكون شي ارهااابي..هخخهخهخه
تسلم الاياااادي..

رهووفا 27-07-17 06:04 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
يسعدك ربي ياحلو ع البارت الحلو
من كلام الجد حسيت انه راضي عنها
ولازم حصه توقف في وجه صقر وتطلب الطلاق منه
وهو يسلم ع رجلها عشان تسامحه

ام حمدة 27-07-17 07:39 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفصل السادس.......

صراخ علا بالأرجاء ما بين مبتهج وما بين متعجب عودتها الآن....
تطلعت أم صقر للفتاة الواقفة أمامها بانبهار... بعيونها الذباحة كما المها، وببشرتها الصافية البرونزية، وبفمها الممتلئ والمتشدق بابتسامة صافية، وبملامحها المنحوتة بإتقان، واجتاحها الحنين والشوق لرائحة صديقة كانت بمثابة شقيقة لها قد غادرتها وهمست بحنو وببكاء مكتوم وغير مصدق:
" حصة بنت موزة؟؟.. انت حصة؟؟"
هزت حصة رأسها للأعلى والأسفل بسرعة ومقلتيها قد فجرت ينابيعها وابتسامة كبيرة تألقت على مبسمها، وقلبها هفا لحضن عائلتها بعد هجران طويل.
" أنا... حصة يا خالتي.. أنا حصة..."
واندفعت لحضنها بعد أن رفعت الخالة ذراعيها تناديها الدخول بالقرب من أضلاعها وناحت الاثنتان تسكبان دمعاتهما... دمعات السعادة والحزن والفراق واللقاء، كانت مشاعرهما متضاربة ما بين لهفة وعتاب البعد..
أبعدتها بعد فترة واحتضنت وجهها بين كفيها وأسرت بصوت ملئ بالابتهاج، وأنهارها قد خضبت وجنتيها :
" ماني مصدقة إني راح أجوفج مرة ثانية، حسبت إني ماراح أجوفج خلاص، الله يعلم كم دعيت علشان هذا اليوم ايي وأجوفج قبل ما رب العباد ياخذ أمانته.."
وسارعت حصة تنشج وهي تعود لاحتضانها من جديد وتسر بخفوت :
" بعد عمر طويل يا خالتي... بعد عمر طويل..."
اعتصرتها الخالة على صدرها تضمها بغبطة وجودها بين ذراعيها ليقاطعهم صوت مشتاق ومتوله لوجه اختفى من أمام صفحة عينيها، ووجع استبد بخافق بأنه لم يحفظ أمانة من عهد إليه بلؤلؤته النفيسة:
" حصة بنت الغالي...."
تركت الخالة، والتفتت لعمها واغرورقت عيناها بالمزيد من فيضانها وسكبتها على وجنتيها تعاكس المشاعر التي كانت تسري على خدين قد حمل الحزن بفراقهم، أما الآن.. فدموع السعادة هي من تتدفق لتمحي ما قاسته في الأيام السابقة.
" عمي... عمي..."
أمسكها من ذراعها يتأملها ومن ثم سحبها على صدره لتختفي بين طيات حنانه وحبه واشتياقه للباقي من شقيق غادرهم وحملهم أمانته، إلا أنهم لم يستطيعوا صونها كما ينبغي.
بكت وبكت وهي تشد على دشداشته تكاد أن تخترق أضلاعه لتستكين بينها... إلا أن صوته القوي جعلها تبتعد مرغمة، فقوة الحب والحنين لذلك الأشيب كانت أكثر بكثير مما كانت تتصوره.
" بنتي.. حصة..."
تطلعت إليه بعيون غشيتها عواطف المحبة، وتأملت هيأته بنهم كما المشتاق لقطرة ماء بعد طول جفاء وعطش، شهقت بنشيجها، وهمست باسمه ورددته على لسانها... فكم تمنت هذا اليوم، وكم انتظرت هذا اللقاء طويلا.
" يدي... يدي..."
وانطلقت تسابق الريح ناحيته، وركعت عند قدميه تقبل كفيه ورأسه وهي تردد بنحيب باكي:
" يدي... يدي... يدي..."
عانقها بقوة وغرورقت الدموع بعينيه من حرارة رؤيتها بعد غياب سنين، وشعر بروحه تعود لجسده الواهن بعد أن فارقته بفراقها:
" بنتي حصة... بنتي...."
راقب الجميع اللقاء الساخن، وهطلت دمعاتهم من شدة تأثرهم بالمشهد الذي أمامهم، وابتسمت القلوب والوجوه لعودة الغائب.
مر الوقت وهم بأحضان بعضهم حتى هتف عمها سلطان وبصياح حاد فك رباطهم وقال:
" وشله هذي كلها الأحضان والبوسات؟؟... أصلا المفروض تعطيها كف على ويها هذي مسودة الويه، وتقول لها وشـ يلي رماج علينا مرة ثانية، بسببها الناس كلت ويهنا وقالوا انا ما قدرنا نربيها زين..."
طالعته حصة باندهاش وهي تمسح دموعها التي شوشت الصورة التي أمامها، وعندها شاهدت الغضب العارم على ملامحه والمستشاطة لرؤيتها، لطالما كان عصبي المزاج وناري الطباع، وجشع يعشق المال بشدة بعكس عمها راشد، فذاك الرجل الطيبة كلها تركزت بداخله.
شهقت بفزع ما أن رأته يتقدم ناحيتها ينوي عقابها على ما فعلته بهم، ولكن صياح الجد أوقفه على بضع سنتيميترات منها جعل قلبها يقفز قفزات سريعة حتى كاد أن يتوقف من شدتها:
" تضربها بوجودي يا سلطان؟؟...."
استشاط غيضا ونفث دخانا تصاعد من رأسه وصرخ دون أي اعتبار لوجود والده:
" عيل ما تجوفها ياية بكل برود وتبوس بهذا وتبوس بهذيج ولا كأن شي صار؟؟.. ولا كأنها كانت شاردة من البيت وهايتة مع الغرب؟؟.. ولا... وما رجعت إلا بعد سبع سنوات... وانت ما قلت انها ماتت وخلاص؟؟... عيل ليش غيرت رايك ألحين؟؟؟"
زجره والده بشدة بصوت لعلع صداه بأرجاء المكان، وبرقت عيناه بشرارات قاتلة:
" صه..... اقطع حسك... بعدني ما مت!!.. ولما أموت سوي يلي تبيه، لكن دام راسي يشم الهوا أنا يلي أقوله يصير، فاهم ولا أعيد؟؟"
لم يعجبه الرد، ونفث دخانا أسودا من شدة ما كان يغلي بداخله، ونفرت شرايينه وتصلب جسده وحرنها بنظرات قاتلة شرسة، وتطلع الجميع إليها ينتظرون تقهقرها كما اعتادوا دائما، لكن لا.. لم يحدث ما خمنوا حدوثه، بل وقفوا مشدوهين وهم يناظرونها وهي تقف بإيباء وقوة وتناظره دون أن تكسر تواصلهما، جعل العم يتراجع خطوات للخلف ويخرج بعد أن حدجها بحممه اللاهبة، وتبعته زوجته شيخة، وبقيت ابنتهم تتقسى باقي الأخبار .
ظلت تناظر الخلاء وبعجب من نفسها، لم تتوقع وقوفها وصمودها بوجهه!!.. اعتقدت بأنها ستنزوي بركنها كما السابق لتلعق أحزانها... طرب صدرها ابتهاجا من انتصارها الثاني في معركتها الكبرى، فالأولى كانت بتغلبها على خوفها وبموافقتها للعودة للوطن بعد اتصال عمها بها يناشدها القدوم، وكم كانت حربها مع النفس شديدة الوطأة عليها إذ كان تفكيرها ينحصر بلما الآن؟؟.. هل من أجل اكمال زواجها من ابن عمها؟؟.. أم من أجل شوقهم إليها؟؟.. ولكن كلمات صديقتها هي من حسمت الأمر:
" لكل مشكلة ولها حل، وراح تجوفين إن عقدة الحبل راح تنحل وحدة ورى الثانية، بس عليج بالصبر وإنج توقفين بويه المشكلة وتقولين لها إنج قدها وقدود وماراح تهزمج أبدا... وإن يلي يبونه مستحيل توافقين عليه..."
قاطع أفكارها صوت جدها:
" قعدي يا بنتي وخبريني عن أحوالج وأحوال خالج!!"
تأملت حزنه... هي تعلم بأن ما قامت به له جلل كبير بحق عائلتها، ولكن لم يكن بيدها شيء، كان عليها فعل هذا وإلا كانت ستداس تحت الأقدام وما كانت ستنجح أبدا في الوقوف على قدميها .
جلست بقربه وقبلت كتفه وابتسمت له.
" أحوالي كلها بخير والحمدالله، وخالي ما قصر معي أبد...."
التفتت برأسها ناحية أبناء عمومتها وسألتهم بفرحة:
" شخباركم يا عيال العم؟؟"
وسألها ابراهيم بحماقة كما هي عادته بالحديث دون أن يراعي اللباقة فيه:
" انت صدق حصة... ويه البومة؟؟"
نهره شقيقه بضربه بكوعه بخاصرته، وعمه راشد سدد إليه سهام حارقة من مقلتيه فتأتأ معتذرا:
" أنا آسف ما كنت أقصد.. بس انت بصراحة صايرة غير ومحلوه وايد، لا يكون مسوية عملية تجميل مثل الممثلات؟؟"
عاد شقيقه لضربه ونهره:
" انت ما تعرف تمسك السانك أبد؟؟؟"
فأجابته حصة برقة وبثغر مبتسم:
" لا خله يا راشد، خلي ابراهيم يسأل عادي يلي يبيه، وأنا ما سويت عملية تجميل بس كبرت واستخدمت كريمات وبس..."
فتساءل ابراهيم باندهاش:
" انت كيف عرفتي أسماءنا؟؟... احنا كبرنا وتغيرنا مثلج ترى.. ولا في حد كان يرسلج صورنا؟؟"
تكسرت ابتسامتها وأجابته بأنين قد تقيح على مرور الزمن عليها دون أي حلقة وصل بين من تركتهم خلفها:
" لا.. ما كان في حد يراسلني، وعرفتك لأنك انت انت نفسك ما تغير اسلوبك الدفش بالكلام أبد....."
ضحك الكل وتابعت كلامها بكيفية التعرف عليهم والجد صامت والخالة ساكتة مع العم ينصتون باهتمام لحديثها المختلف والهادئ وبرنين نغمته الواثق من نفسه، ليتساءل ابن عمها راشد:
" انت خبرينا عن علومج؟؟.. وشو مسوية؟؟.. وشو درستي؟؟.. ولا كنت بس تلعبين؟؟"
ضحكت بخفوت وأجابتهم بعيون مشرقة بأمل أن الغد سيكون أفضل من اليوم:
" لا ما كنت ألعب... درست وتخرجت وصرت دكتورة....."
صفر ابراهيم وصاح :
" دكتورة مرة وحدة!!"
" انت صرتي دختورة؟؟"
التفتت لجدها المتسائل وأمسكت بكفه مجيبة اياه بفخر لمدى التقدم الذي أحرزته في حياتها، وأنها استطاعت أن تحقق الأحلام التي كانت تخالجها منذ الصغر:
" نعم يا يدي.. أنا صرت دكتورة وأشتغل في أكبر مستشفى بكندا..."
لكز ابراهيم خاصرة ابن عمه هزاع لينهره الآخر بخفوت لقطعه الاصغاء لإنجازات ابنة عمه، لم يعتقد بالمرة أنها كانت تطمح لنيل شهادة عالية والعمل كطبيبة، عاد ابن عمه المستهتر للكزه فدار رأسه باتجاهه بسرعة ثائرا:
" وجفيك يا الملقوف؟؟"
لم يهتم لعتراضه أو الصفة التي ألصقها فيه فقد اعتادها وهمس:
" ماراح تخبرون الصقر بأن طيره رجع..."
بهت لثوان حتى أدرك المقصد ونهض على فوره خارجا من المجلس مخرجا هاتفه وسار بساحة المنزل منتظرا فتح الخط الذي لم يتأخر طويلا....
****************
كان بمحل الألعاب يختار لأطفاله بعض الألعاب، كان مزاجه اليوم ناريا.. فقد بدأ نهاره سيئا ومزاجه عكرا على غير العادة حتى رن هاتفه واستله من جيبه وأجاب بملل:
" هلا أخوي شو الأخبار؟؟"
انتظر ثم أجاب:
" ومين هذا الضيف يلي تباني أجي وأجوفه؟؟..."
تململ بوقوفه وأخذ يعبث ببعض الدما ويطالعهم وهو ينصت لشقيقه الذي يحثه بإصرار لعودته بسرعة:
" انزين... انزين أنا ياي ألحين..."
أغلق هاتفه وانتقى احدى الدمى لصغيرته، وسيارة الكترونية لابنه، نقد البائع ثم خرج باتجاه منزله....
******************
وفي إمارة أخرى وقفت امرأة مكفهرة الملامح، ويدها على خاصرتها، وعلا صوت صراخها الناشز ليضج بأركان غرفة الجلوس، وانكمش الصغار خائفين مرتعبين من صوتها الحاد الذي أدخل الرعب لقلوبهما الصغيرة، ووقف زوجها أمامها محتد القسمات:
" مالي شغل.. أنا بسافر هذي السنة يعني بسافر!!.. كل الناس قاعدة تسافر وتطلع وأنا قاعدة في البيت!!.."
" تراني أقولج إني ما أقدر هذي السنة إني أسفرج، ما عندي افلوس.. كل يلي عندي أخذتيهم علشان تفرشين البيت وتجددين أثاث ما كان له داعي إنه تغيرينه، وتراني قلتلج وخيرتج بين السفر ولا تفرشين البيت؟؟.. وانت اخترتِ...."
" ما لي شغل.. عندك فلوس ما عندك انت مجبور توفرلي كل يلي أبيه... روح تسلف من البنك...."
رد عليها بغضب وانفعال وقلب قد مل من زوجه كل همها التبذير والسفر والتفاخر على حسابه وحساب أطفاله الصغار الذين لم يرتوا من نبع حنان الأم منذ والدتهم:
" ويلي أعرفه إن الحرمة السنعة تقدر ظروف ريلها وما تروح وتكسر ظهره بطلبات مالها داعي... وأنا أصلا مو مقصر معاج....."
قاطعته بنفاذ صبر صائحة:
" قلتلك أنا ما يخصني!!.. أنت ريال البيت وتقدر تتصرف، ولا الناس أحسن منا؟؟... تباهم يضحكون علي ويقولون حنان الزيودي ما تقدر تسافر!!!"
أسقط كفه للأمام قائلا بنبرة عالية :
" واحنا وشعلينا من الناس؟؟.. خليهم يقولوا يلي يقولونه، أصلا ذيلا ناس فاضية وماغير عندهم يتبعون حياة الناس فلان شو سوى وفلانة تطلقت وهذيج تزوجت، اتركيهم عنج وصدقيني راح نكون بخير.."
قالها بأمل أن تعود كما تخيلها دائما مثل اسمها.. ناعمة، رقيقة، جميلة وحنونة، لهذا سعى للزواج من ابنة خاله لتكون زوجته، ولكنه أخذ صدمة عمره باكتشاف أن شكلها يعكس ما يضمره خافقها.
عادت تهدر به دون أي حياء من أنه زوجها وأنها تصرخ به أمام أطفالهم الصغار:
" أقول... خلي عنك الكلام يلي مانه فايدة، وأنا هذي السنة مسافرة وكلام الناس اذا مايهمك انت يهمني أنا، أنا انسانة اجتماعية ولي مكانتي بين الناس وما راح أسمحلك إنك تهزها..."
اقترب منها وقد طفح به الكيل من استخفافها به وأمسك من ذراعها وعيناه تقدحان شررا:
" حنان... احترمي نفسج واعرفي انت مين تكلمين؟؟"
سحبت يدها منه وقالت بهياج:
" أنا عارفة مين أنا والدور عليك يلي لازم تعرف مين انت..."
رفع كفه للأعلى وعندما أراد أن يهوي به بعد أن فلتت أعصابه من معقلها.. التقطت مقلتيه هيئتهما الباكية والجامدة بمكانهما وهما يرون والديهم يتشاجرون، فما كان منه سوى أن أسقط ذراعه للأسفل ودفع زوجته من أمامه وتخطاها لتخرج من صدمتها صارخة:
" كنت تبي تضربني؟؟... انت كنت تبي تصفعني؟؟... كيف تجرأت؟؟"
دار على عقبيه ناحيتها وأمسكها من رقبتها يعتصرها بقبضته وحادثها بأسنان مصكوكة:
" احمدي ربج إنها جت بس على صفعة مو ذبح، تعرفين الشي الوحيد يلي مصبرني على وجودج معاي بنفس البيت؟؟... هو علشان خاطر يدي لأني ما بي أطلع قليل أصل ورجعت لهم بنتهم، وإن كان علي كنت رديتج بيت أهلج من زمان..."
تركها على مضض وكان شيطانه يحثه على تشديد قبضته على رقبتها لينتهي من عذابه معها، فعاد للهمس باستهزاء:
" عاد تخيلي بريستيجج كيف راح يصير لما الحريم الباقيات يعرفون إنج صرتي مطلقة ورجعتي بيت أهلج..."
تركها والتفت ناحية صغاره سيف ومها بعمر الرابعة والثالثة، ابتسم لهم بحنو:
" شو رايكم نروح الألعاب؟؟"
لم يجيباه بل تطلعا لوالدتهما بخوف ليغطي صورتها ويكون هو الطاغي عليها.
" وبنروح بعد ناكل من مكدونالز، شو رايكم؟؟"
لم ينتظر جوابهما بل أمسك بكفيهما وسحبهما دون أن يعطي المجال لأن يتطلعوا للخلف ويرون الاعتراض عليها... رمت حنان بجسدها على الأريكة وهي تهتف بحنق وهي تمسد رقبتها المحمرة:
" الله يلعنك من ريال!!.. بغى يذبحني..."
وضربت فخذيها بسخط واستطردت:
" الله يغربلني أنا لما وافقت عليه، بس شو كان لازم أسوي...."
وأكملت بأسف وخسارة:
" كان ودي بصقر بس هو اختار وحدة غيري.. حسبي الله عليها غلبتني وسرقته مني، بصراحة ما عرف شو جاف فيها؟؟.. هي لا جمال ولا شي، أنا كنت أحلى منها بوايد...."
تأففت وقالت بغيض :
" والله بلاني بواحد ما هو بمثله أبد..."
قاطع حديث النفس رنين هاتفها لتتلقفه ما أن علمت المتصل وأجابتها بسأم:
" هلا خدوي شو الأخبار؟؟"
فزت من قعدتها وهي تصرخ:
" شو تقولين؟؟... ويه البومة رجعت وهي ألحين دكتورة!!.."
أصابت ملامحها الصدمة وما هي إلا ثوان حتى أكملت باستعجال:
" يلا خدوي بسكر ألحين.."
وأغلقت دون سلام ومازالت علامات المفاجأة ظاهرة على محياها حتى هتفت:
" سنية... سنية ووجع..."
أقبلت الخادمة برعب وعيناها تناظران الأرض:
" نعم مدام..."
" انت صمخة؟.. ماتسمعيني وأنا أناديج يا الحيوانه؟؟.."
وما كادت الخادمة تبرر حتى أشاحت بيدها بالسكوت وأمرتها:
" روحي جهزي شنطتي..."
ارتد رأس الخادمة وهتفت ببهجة لم تستطع مداراتها:
" انت في سفر مدام؟؟"
عبست وقالت وهي تهمهم لنفسها:
" للأسف لا.... بس مو على كيفه بسافر يعني بسافر..."
أعادت مقلتيها باتجاهها لتراها واقفة بمكانها لتنهرها بشدة :
" وانت بعدج واقفة بمكانج؟؟.. يلا أجوف تحركي وسوي شغلج..."
ركضت الخادمة وبداخلها تدعوا لها بالموت لترتاح، وعادت تجلس هذه المرة بهدوء :
" عيل رجعت!.. غريبة؟؟.. معن يدي قايل لنا ننساها وهذي هي رجعت، ولا صايرة دكتورة بعد..."
نفت هذا التخيل.. فالصورة برأسها لوجه البومة لم تتراكب مع هذه الأخبار.
" شكلها اختي ما سمعت زين، عاد ويه البومة تصير دكتورة؟؟.. والله هزلت... خليني أروح وأجوف شو السالفة، وبالمرة أطلب من أبوي فلوس علشان السفر، وأرتاح من هم البيت هذا يلي يقصف العمر"
مرت ساعات وبعدها انطلقت بسيارتها ناحية المنزل الكبير لتستسقي الأخبار الجديدة.
******************
خرجت من المجلس بعد أن حكت كل حكايتها وما فعلته بغربتها وتوقفت تشاهد الشمس وهي تشد رحالها تشد عدتها للمغيب أضفت بأشعتها على أركان المنزل ضوء بهيا جعل السكينة تتسلل لقلبها ويشدو سرورا بعودتها للوطن بعد غياب ولم شملها مع عائلتها من جديد، صحيح أن هناك ما يزال العتاب والحزن على ما حدث بالماضي، لكن كل هذا سيختفي مع مرور الأيام.. فالزمن كفيل بمداواة الجروح وهي تعلم أن قلب جدها كبير وسيسامحها، فهو ما أن سمع بإنجازاتها حتى شاهدات أمارات الفخر تزين محياه وربتته على ظهرها كانت كفيلة بجعلها تطير للسماء العليا من أنه سعيد بما حققته .
تحركت ساقيها باشتياق ناحية منزل ضم أسرتها بالسابق، وغامت عيناها بذكريات الماضي الأليمة والسعيدة بآن واحد.
توقفت عند عتبة باب منزلهم ولمسته بحنين ثم دفعت الباب ووقفت بردهة المنزل تتطلع للتغييرات التي طرأت عليه بمفروشاته الجديدة، وبرائحته المختلفة، لقد تغير وطغى الجديد على القديم طامسا إياه... أصابها الحزن وجالت مقلتيها باحثة بين أركانه عنهم، وجالت أمامها عدة صور تتذكر بها الماضي حتى قاطعها صوت جهوري صلب متسائلا:
" منو انت؟؟"
شعرت بقلبها ينقبض، وعقلها يضج بذكريات الماضي حتى احتلت صورته بعينيه الصقرية وهي تقدحان شررا وتهددها... والتفتت دون ارادة وقدرة على كبح نفسها لتراه بعد طول غياب لتلتقي العيون، وتبحر فيما خلق الله وأحسن خلقه، سافر بجمالها الفتان، وبعينيها العسليتين الصافيتان كالماء العذب، وجرت مقلتيه بملامحها التائه عن ذاكرته وتوقف عند شفتيها ليزدري لعابه... لا يعرف كم من الوقت قد مر عليه وهو فقط يغوص ويبحر بجمالها حتى ارتد رأسه بسرعة كبيرة كاد مع دورانه أن يقتلعه عندما اخترق صوتا مجاله :
" حصة يا بنتي.. أنا جهزتلج كرفاية ( سرير) مع بنتي مريم.... تعالي وارتاحي..."
فقاطعها هتاف ابنها المصدوم دون أن تدرك الأخرى وجوده لاختفاء جسده خلف الباب:
" حصة.. حصة بنت عمي..."


ام حمدة 27-07-17 07:43 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
قراءة ممتعة يا صبايا
وآسفة على التأخير ... كان عندي ظرف عائلي طارئ
بانتظاااااااار رايكم بالفصل
وخلوا بالكم الأحداااث راح تشتعل بعد هذا الفصل
موعدنا غدا باذن الله ... واسفة مرة ثانية على التأخير غصب عني

NoOoFy 28-07-17 06:37 AM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
ام حمده جعل يوم ابوراشد يبطي
تمنيته عندي احب راسه ولله انه يستاهل لبي قلب الفاهمين بس
برد قلبي هذا اللي يحب وحبه صادق خير ان شاءالله يسلطين وش سودت وحهك فيه هي انحاشت مع واحد ولا تبرت منكم البنت راحت مع خالها ورجعت لكم (بشهاده الكبيره )
على قولت اخوانا المصريين الدختوره حصه على سن ورمح
وبعدين انت وش دخلك لها ولي امر جد وعم اكبر منك وزوج انت باي حق تزبد وترعد وتهجم على البنت بتضربها ليتك بس مديتها على حصه يكثر اللي بيقطعها لك

وخقيت يصقر اقضب ارضك هذي البومه نعم هذي البومه
ولا هيب يالصقر اي بومه
انت السبب الاول اللي بسببه شردت البنت من الديره
اجل فيه انسان عاقل يسوي سواتك يرعب طفله يتيمه ويقول بذبحتس
قسم بالله لو انا مكانها رحت الجزيرة الواق واق مهوب بلاد الغرب ادرس
يالله كلها الحين وشلون بترقعها عندي لك فكره
رح انت الحصه وسو لها سبرايز حفله وطقطقه وفاجئها بالهدايا بعدين قل في جوى صافي رومنسي الله يهديتس يبنت العم انا كنت امزح معتس وانتي صدقتي ماينمزح معتس الله يهديتس وحتى ضربي لتس كان مزح بس انتي على طول سويتي مشكله خلاص ولله معاد امزح واهم شي رجعتي لي دكتوره وهذا اللي اتمنى لو انا ماسويت اللي سويته فيتس ماصار لتس دفعه قويه وعزيمه عشان تاخذين الشهاده يعني بالعربي خلك السبب في شهادتها خلها تصدق وبكذا تضمن ان حصه ماتطلب الطلاق
بس هيهات هيهات حصوص بتتعب ياصقير لين تحصل على وجه البومه

وش الفارغه الجاهله حنين وعععععععععع اكره الشخصيات هذي
تمنين الله مارزقها بعيال لانها مهوب كفو ارجعي بيتس وش تبين من البنت
وجه بومه حمامه عصفور البنات فازت عليتس وغصب عنتس وتزوجت صقر وصارت دكتوره
وانتي اقعدي يالجاهله همتس اثاث وسفر وصديقات لين تطلقين وتقولين ليت اللي جراء ماكان
الله يصبر رجلتس عليتس
بنتظار البلرت الجاي ام حمده وقوطرت سعابيل صقير عند حصه نبي البارت كله الحصه والصقر

ام حمدة 28-07-17 04:48 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفصل السابع.....

وما أشباحنا سوى أوهام صنعناها بعقولنا... وعندما تحين ساعة التجلي تنقضي خيالاتنا...
تطلعت لشبحها بهيئته الوسيمة والطاغية.. بعيونه التي دائما ما أفزعتها وبأنفه الطويل، وفمه الذي طالما جلدها فيه كما السوط، ولحية توسدت رجولته البهية وجسد عضلي التحفه دشداشة بيضاء وتساءلت... هل هذا الرجل من كان يخيفها؟؟.. هل هذا هو ابن عمها الذي كان يهددها بالذبح؟؟.
تأملته بصدمته الظاهرة على محياه وهو يناظر العائدين من الموت... شخرت بداخلها باستهزاء من التشبيه الذي ألقته لنفسها ثم أسرت لنفسها... ربما كنت أهابه من قبل لكن ليس بعد اليوم، وتابعت ترديده لاسمها :
" حصة... حصة بن عمي..."
جرت مقلتيه بصدمة على ملامحها المختلفة، كانت جميلة بل فاتنة كأنها حورية خرجت من قصص الخيال، أراد أن يتأكد من أنها هي ولا لبس فيها، وكأنها استشعرت ضياعه فقالت بسخرية :
" هلا يا ولد العم شخبارك؟؟.. عساك طيب ومرتاح؟؟"
انزوت ابتسامتها بزاوية فمها واستطردت بعينين شيطانيات وقد شعرت بأن قوة خفية قد تملكتها:
" أيوه... انت مو غلطان، هذي أنا... ويه البومة، أفا... ما عرفتني؟؟"
اقتربت والدته منه بسرعة عندما شاهدت احتداد ملامحه من جراء تعريفها واستهزائها بعدم تعرفه عليها، فقالت بتوتر:
" هلا وليدي.. ما كنت أعرف إنك موجود في البيت!!.. حصة كانت تبي تجوف بيت أهلها شوي وألحين بتطلع....."
لم تلقى ردا وتابعت مقلتي الأم كل واحد منهم وهم يقفون بتحدي وتحفز لأي كلمة ستصدر من الآخر.. لقد تغيرت الأحوال ولم تعد كما السابق، فحصة لم تعد كعهدها، وولدها أيضا قد تغير وصار انسان آخر.
استأنفت الأم حديثها تحاول أن تلطف الجو:
" أنا جهزت لها مكان بغرفة البنات، انت تعرف.. مكان نورة فاضي لما تزوجت..."
رفع حاجبه حتى وصل لمنابت شعره، وابتسم بسخرية وقال بعد أن زالت الصدمة من عودة الغائبة من المنفى:
" وليش تجهزين لها غرفة مع اختي؟؟.. ترى بيت ريلها مفتوح...."
تحرك من مكانه وللوهلة شاهد خلجاتها المصدومة من قوله، وارتجافة جسدها ثم اختفت فجأة مثلما ظهرت، حتى تابع وهو يجلس ويضع ساق فوق الأخرى ويشير لما حوله:
" البيت جاهز وكامل ومو ناقصنة شي.... غير المدام تشرف.."
لم يعجبها حديثه، وشعرت بالخوف يسري بداخلها، لقد عادت لتنهي هذه السلسلة التي قيدت فيها وليس العكس، ليتبادر لذهنها كلمات صديقتها :
" خليج قوية ولا تخافين منه، لأنكم أكيد راح تتواجهون، وراح يقولج كلام يخوف أو يعور القلب، عليج ما تسمعين ولا كأنه قال شي، خليج باردة وجامدة وريلاكس، أكثر ما يكره الريال هو أن الحرمة تحقره وما تعطيه يلي يبيه..."
فردت جسدها وأهدته أحلى ابتسامة مظهرة لآلئها الناصعة البياض ليفغر فاهه ويشعر بقلبه يطرق بشدة ولكن بحديثها التالي جعلته بالفعل يهوي للقاع السحيقة:
" أممممممم الله يوفقق يا ولد العم مع المدام، وإن شاء الله تلاقي بنت الحلال يلي تناسبك ويعجبها البيت...."
تطلعت للمنزل بعين ناقدة واستطردت:
" بس لازم تغير الديكور... أحسه وايد عتيج وقديم، ولا شكلك بعدك متمسك بالقديم وما قادر تنساه..."
أنزل قدمه الأرض بحده وقد أصابت وترا حساسا، وناظرها بغضب مشتعل حتى رن هاتفه مقاطعا وصلة الردح وأجاب بسرعة، فهو يعرف هذه النغمة مثل اسمه:
" هلا يدي.... أنا ياي ألحين..."
قذفها بعسليتيه المنصهرتين ثم خرج فتنفست الصعداء لتقترب والدته منها :
" ما عليه يا بنتي سامحيه، هم بس يبون وقت لين ينسون يلي صار..."
فهمست لنفسها بحزن:
" وأنا شو سويت؟؟.. أنا بس اخترت الطريق يلي ابيه..."
ابتسمت بحنان للأم الحنونة وأجابتها وهي تحتضنها بحب:
" لا تحاتين يا خالتي، بصراحة أنا ما يهمني كلامهم... غير يدي وعمي راشد بس هم يلي يهمون والباقي ما يهم خليهم يقولون يلي يقولونه..."
" بس يا بنتي لا تنسين إن صقر ريلج وعليج......"
قاطعها خروج علي مقتربا وتطلع للمرأتين بعينين صافيتان ثم اقترب من جدته بخجل وسحب جلابيتها يناديها بخفوت:
" يدوه.. الجوري ما عرف شو تبي..."
وعادت نظراته تسقط على الكيان الجديد الذي احتل منزلهم، ابتسمت له بحنان ليبتسم لها بتردد ثم ابتعد مع جدته ناحية الغرفة التي خرج منها.
جالت عينا حصة بالمكان وشعرت بدفء عائلتها يجتاحها، ولهفة الذكريات تحيطها برقة تهديها السلام الذي كانت تبحث عنه... تنهدت وتنفست بعمق تسحب عبير تاريخها المخزن بين هذه الجدران، فمهما غيروا به ستظل خيالاتهم موجودة بين أركانه.
تبعت خالتها والفضول ينتابها لمعرفة من هي الجوري!!.. فكما علمت أنه قد انفصل عن زوجته كما أسرت لها ابنة عمها خديجة، وأخبرتها أيضا أن لديه توأمان واكتفت بهذا القدر واستأذنت منها الخروج لا تعرف إلى أين!!.
توقفت عند عتبة الباب وانبهرت لمدى جمال الغرفة دارت مقلتيها بأرجاء الغرفة مفتونة بها حتى سقطت على خالتها وهي منحنية على السرير تتطلع لأحدهم.. فاقتربت متسائلة وهي ترى طفلة صغيرة رائعة الجمال تئن بوجع:
" وجفيها يا خالتي؟؟"
" عليها حمى ومو راضية تروح عن المسكينة.. صار لها يومين وهي على هاي الحال"
تابعت تحريك بؤبؤية لترى الأدوية مصطفة على طاولة قريبة منها وعلمت أن الأدوية لا تعطيها المفعول لإزالة الحمى، فقالت بعملية اعتادتها من خلال عملها:
" خالوه... تسمحيلي أتصرف؟؟..."
تطلعت الخالة لها ثم للصغيرة واستأنفت حصة قولها وهي ترى الحيرة على قسماتها:
" أنا دكتورة يا خالتي ولا نسيتِ!! "
هزت خالتها رأسها بالموافقة وأخلت مكانها لتقترب من السرير وأزالت الغطاء عن جسدها ومسحت خصلات الصغيرة المبتلة وتحرك كفها على وجنتها لتستشعر السخونة الشديدة، فرق قلبها لحالها وهمست وهي تتأمل بالصغيرة:
" يا قلبي انت... لا تحاتين حبيبتي، بإذن الله راح تخفين، بس تحمليني شوي..."
شعرت الخالة برفرفة بقلبها وهي ترى نظرة الحنان بمقلتي ابنة صديقتها، كانت تعلم بأن بداخلها حب متفجر ولا ينضب، ولطالما أرادتها لابنها، لكن للأسف ابنها لم يرى جمالها الحقيقي.
" خالوه... أنا لازم أسبحها بماي مثلج.."
" كيف يعني؟؟"
" يعني بمزر( تملأ ) الحوض بالماي وبحط فيه ثلج وبحطها هي داخل علشان تروح الحمى.."
ترددت الجدة للحظات حتى قالت:
" والله يا بنتي الأمر أمرج وانت أدرى..."
وبدأت الخالة وحصة بإعداد الترتيبات اللازمة لحمام ثلجي.....

**********************
جلس صقر بمواجهة جده وعيناه كانتا تعانقان فراش الأرضية.. بل كانت تراقب الصورة التي تجسدت أمامه بهيئة ابنة عم ظهرت من العدم وتساءل..
" هي ليش رجعت ألحين؟؟.. سكت قليلا يفكر ويتفكر بهيئتها... وعاد يتساءل.. وكيف صار شكلها جذا؟؟.."
قاطع تفكيره حديث جده الذي كان يطالع عصاه:
" أظن إنك عرفت إن حرمتك رجعت؟؟"
طالعه بمقلتين مستنكرتان.. فهذه الصفة قد اندثرت منذ عهد بعيد وكأن الجد استشعر رفضه :
" زواجك من حصة ما راح ينفك غير بموت واحد منكم..."
وعندها تكلم بصوت خرج من بين مكامن الرفض وأن يعود لذات المصير بالتحكم:
" بس هي شردت...."
فقاطعه الجد وعيناه تناظران حفيده بقوة بالرغم من الهزال الظاهر على ملامحه:
" وهي شردت منا والدرب؟؟.. أظن انك تعرف هي ليش طلعت من البيت، وما يحتاي حد يخبرك بسواتك الشينة..."
أسقط رأسه للأسفل وهو يتذكر أيام الشباب والعنفوان والرغبة بالحرية والطيران بكل مكان ليتذوق نكهة الشباب، ولكن هي.... وعندها تساءل وروحه تعاتبه:
" هي.. هي كانت مثلي وماسوت شي، بالأصل هي ما اختارت، يدي يلي طلب وأمر...."
تنهد وزفر وتابع الاصغاء لجده:
" هذي فرصة وجت لعندك، حصة موجودة...."
فقال صقر وهو يشعر بصدره يضيق من الأوامر التي يريد منه جده تنفيذها دون أي وجه حق بأن يستخيره بشيء يخصه:
" بس شكلك نسيت يا يدي إنك تبريت منها؟؟"
وتنهد الجد أيضا وهو يتذكر كل شيء وكانت له أيضا أسبابه، ولكنه غير قادر للبوح بمكنونات قلبه لأي كان، وقال:
" يلي راح راح يا وليدي، واحنا عيال اليوم، بنتي حصة ما أبيها ترجع لبلاد الغرب، وانت ريال عزابي وتبي حرمة تراعيك وتتحمل منك، وعيالك يبون أم تراعيهم وتداريهم، وحرمتك موجودة وانت أصلا ما راح تلقى بكل الدنيا مثل حصة.. هي حنونة وطيبة وقلبها كبير وبداري على عيالك وعليك، حصة هي مثل لولو البحر غالية ما راح تلقى مثلها أبد..."
واستطرد الجد بأمر لا بتات به، وبداخله رجاء بأن يتحقق:
" حصة حرمتك.. وصلت السما أو نزلت الأرض، واحنا منتهيين بهذي الشغلة، فروح وصلح المشكلة يلي بينكم..."
وأشار الجد بسبابته:
" وياويلك يا صقر.. سامعني!!... ياويلك إن سويت لها شي، هذي المرة راح تجوفني أنا بويهك..."
وها هو القيد يعود من جديد ليكبله ويضيق الخناق عليه ليتركه معلقا لا يطال سماء ولا أرض، فكما قال جده فهذا العقد لن يفكه سوى الموت.
نهض بتثاقل طبع قبلة احترام على رأس جده وخرج دون أن يبدي حرف واحد وكذلك فعل الجد فقد قال كل ما لديه وعلى حفيده التتمة.
سار على مهل وخرج مغلقا الباب خلفه ووقف قليلا يطالع ساحة المنزل بضياع، هو لا يريد أن يكبل مرة أخرى، فقد عان الكثير من صنف النساء.. فزوجته لم تدخر جهدا في سبيل كرهه لهذا الصنف، فقد اتضح انهن صنف تافه سطحي لا يهمهم سوى المظاهر، لم يتوقع هذا أبدا.. لقد اعتقد بأنه سيعيش احدى مغامرات الحب ويضيع بين ثنايا العشق والهوى وكل ما حصل عليه هو صفعة الحقيقة... أن لا وجود لما يريده.
أخرجه من رثاء النفس نداء ابنه الباكي التي كان عيناه تفيضان بالدمع، وهي تتحركان دون هوادة بالأرجاء باحثة عن أمانهم الذي سرق منهم بلحظة خطأ بالاختيار.
" بابا... بابا..."
وسارع إليه بلهفة، فالشيء الوحيد الذي استفاد من هذا الزواج الفاشل هو ولديه.
احتضنه متسائلا وهو يكفكف دمعاته الغالية على قلبه:
" وشفيك حبيبي؟؟.. هدي شوي..."
"بابا... هم قاعدين يضربون الجوري وهي تبجي وايد..."
ارتاع قلبه بين أضلاعه، وذكرى قديمة لاحت بخياله، ليفز صائحا وهو يحمل صغيره وبالفعل وصله صراخ مكتوم اخترق فؤاده كسهم حاد.
" ومين يلي يضربها؟؟"
" يدوه والحرمة اليديدة..."
دفع الباب المغلق بسرعة ليندفع صوت ابنته الغالي باكيا ملعلعا خائرا، واتجه إليها بقلب مفطور ليهاله رؤية ابنته وهي تصارع والأخرى ممسكة بها بقوة وتدفعها للماء وابنته غير قادرة على التنفس تكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة.... وصرخ بصوت أب يرى فلذة كبده تموت بين يديها:
" شو تسوين في بنتي؟؟..."
واقترب منها كما الوحش المفترس مندفعا بجسد صلب ينوي شن هجومه الكاسح على من تعدى على ملكيته بعد أن وضع ابنه أرضا... وحال دون أن يضربها أو يقتلها والدته التي خمنت ما كان ينوي فعله وصاحت بجزع:
" هدي يا صقر... هدي والأمور طيبة.."
"حاول اختراق صف والدته إلا أنها وقفت ضده وصاح بأوتار مشحونة بكم هائل من الغضب المستعر بداخله من التحكمات التي تهطل عليه كلما كانت هي المعنية بالأمر... وكم يكره التحكم.
" بعدي يا يومه... ما تجوفيها!!.. تبي تذبح بنتي؟؟.."
" لا... هي بس تعالجها، قالت إن الحمى بتروح جذا..."
وتفتحت عيون الحقيقة تتابع بسرعة ما حوله وشاهد حوض صغير مملوء بالماء والثلج، وتحت رأس ابنته منشفة كبيرة تمنع وصول الماء لوجهها، ومناشف أخرى نظيفة تنتظر دورها للاستخدام، وملابس نظيفة تنتظر من يرتديها، وسقطت عيناه عليها وهي تخرجها بتأني ووصلت لأذنيه ترانيم هدهدتها الناعمة، ولفتها بمنشفة وهي ماتزال تهدئ من روع ابنته.
وهمس بتساؤل وعيناه تراقب حنيتها على صغيرته وعقله شارد يعاكس ما يراه..
" وهي اشدراها إن الحمى بتروح جذا؟؟.. يعني هي بتطلع أحسن من الدكتورة؟؟"
واقتربت الأم ممسكة بعضده وتخبره:
" بلى يا ولدي.. تراها هي بعد دختورة وتعرف..."
شخر باستهزاء وقال:
" هذا يلي ناقص!!... ويه...."
وسكت دون أن يكمل جملته، فما عاد اللقب يناسب من تقف أمامه وبين يديها حبيبته وأكملت هي :
" كمل يا ولد العم، هذا يلي ناقص... إن ويه البومة تطلع دكتورة..."
وأكملت وهي تتحرك باتجاه السرير وتضع الصغيرة برقة وتلبسها ملابسها وتستأنف:
" لعلمك... ويه البومة هذي فعلا دكتورة وتخصصي أطفال..."
وارتد رأسها ناحيته واستطردت:
" ولا ما يليق علي إني أكون دكتورة؟؟"
تجمد بمكانه وعقله توقف معه أيضا ولم يستطع ادراك ما قالته، فالصورة لا تنطبق مع ابنته عمه وعندما تابعها وهي تلبس صغيرته بحنو.. شاهد الصورة تنطبق على هذه الفاتنة والطبيبة... تحرك ليجاور ابنته وأخذ يتلمس وجنتها الباردة...
" جسمها مثلج.."
وأجابته وهي تتابع اكمال ملابسها:
" هذا بس لأنها توها طالعة من الحوض، يبيلها شوية وقت ويرجع جسمها يدفى"
" وتهقين الحمى بتروح؟؟... أنا ما خليت مستشفى خاص إلا ورحته، وما خليت دوى إلا ما شربته لها..."
" هو معروف في هذا الوقت إن الحمى تطول وتبي وقت أطول لين تروح، بس هذا مو معناته نتركه مثل ما هو... لأن كل ما طال المرض يأثر بالجسم والمخ..."
ودار رأسه باتجاهها وأخذ يتأملها دون تصديق.. هل هذه فعلا ابنة عمه؟؟... التي تحادثه بسهولة دون تأتأة أو رأس منكسر؟؟..
انتهت من ملابس الصغيرة وغطتها جيدا ثم دارت على عقبها ولم تأبه له وأشارت بحديثها التالي لخالتها كأن لا وجود له:
" هي ألحين بتنام.. ولما تصحى لازم تشربونها شوربة ساخنة... بس سوائل لين إن شاء الله تخف بعدين ترجع لأكلها الطبيعي"
وأجابتها الجدة بسعادة :
" إن شاء الله يا بنتي، ألحين أروح وأسويلها الشوربة..."
ترددت حصة للحظات ولكن كطبيبة حثها للسؤال والمعرفة:
" خالوه... ودي أسأل عن شي.."
"اسئلي يا بنتي..."
"هي كانت تصارخ بس وما تكلمت...."
فقاطعها صوت الصغير علي قائلا:
" أصلا الجوري ما تتكلم، علشان لما الماما ضربتها بقوة وطاحت الجوري بالأرض وطلع منها دم وايد..."
***********************
وفي ملحق ليس ببعيد جلست شيخة تهمهم وتسر لزوجها بحديث خافت وهو يستمع وينصت باهتمام حتى نهض من مقعده يحثه العزم على الحصول على مبتغاه، وما أن خرج حتى استلت هاتفها واتصلت:
" ها... انت وين يا حنان؟؟"
أنصتت وهي تهز رأسها ثم أجابتها:
" هي جفتي كيف؟؟.. أونه بنت موزة طلعت دختورة!!.. والله عشنا وشفنا..."
وحاست شفتها يمنا ويسرى ثم أكملت وهي تستمع لصوت ابنتها:
" وشفيج انت بعد؟؟"
ضربت صدرها بقوة وهتفت:
" هاو... وليش إن شاء الله ما يسفرج؟؟... احنا عيال حسب ونسب وراهيين وماعلينا قصور، يطلع هذا ويتحكم.. ويقول لا ما تسافرين؟؟.. الناس شو بتقول علينا؟؟.. عندهم الخير كله وما قادرين يسافرون؟؟... أقول.. خلج منه وتعالي أنا أسفرج على حسابي ولا المنه وخليه يولي...."
سكتت تتحلطم بصوت عالي قائلة:
" والله ما كنت أبي هذا ولد خالتج، أصلا فطوم هذي أنا مادانيها بعيشة الله.. ياع.. تحسيها بنت فقر بلبسها وتعاملها مع الناس ولا كأنها بنت الزيودي... بس شو نقول غير حسبي الله على من كان السبب، ما عرف كيف قدرت بنت زينبوه إنها تلف على صقر وتتزوجه وطار من ايدنا...."
ودفعت بكفها باتجاه وجهها هاتفة:
" ومالت على بختنا..."
سكتت تستمع وعلى ملامحها السخط:
" أقول... انت تعالي وبعدين يصير خير، ووخلينا نتكلم بالبلوة يلي انحذفت علينا..."
وقبل أن تغلق الهاتف صاحت:
" تعالي... اختج ماقالت لج كيف صارت؟؟...."
" انزين تعالي وجوفيها... والله اني شاكة بيلي يسونه الأجنبيات... هذي يلي يسمونها عمليات التجميل.."
استمعت واستأنفت:
" تهقين؟؟.. خلاص تعالي وجوفيها بروحج... يلا مع السلامة.."
وأغلقت الهاتف وخرجت من غرفتها تنادي على الخادمة كي تجهز غرفة لابنتها الكبرى.
*****************
خرجت حصة من غرفة الصغيرة بعد أن اطمأنت عليها وخلفها صقر الذي مازال غير مصدق أن من تقف أمامه هي ابنة عمه وجه البومة وعندما كادت تخرج من المنزل منعها قائلا:
" حصة...."
تجمدت بمحلها وهي تستمع لأول مرة لاسمها على لسانه... شعور مقيت سرى بوجدانها... واحساس غريب لم يعجبها تسلل لجوفها، ولم تستسغ اسمها على لسانه، فاستدارت وقالت تعترض على اكماله لحديثه:
" مو لايق عليك يا ولد العم..."
بهت ولم يعرف ما تقصده فتساءل مقطب الحاجبين:
" مافهمت؟؟.. شو تقصدين؟؟"
وأشارت ناحيته ووجهها ينم على الاشمئزاز وهي تناظره:
" اسمي... أبد مو لايق عليك انك تقوله، فلو سمحت... بلا ما تناديني.."
فكت عقدة حاجبيه وارتفعت للأعلى بعجب وقال باستهزاء:
" تراه اسمج ولا غيرتيه بعد هناك مثل شكلج.."
تطلعت إليه بعيون متقدة، محتدة، مشمئزة، كانت تتوقع هذا السؤال تماما.. فعلامات عدم التصديق كانت تظهر على محياه منذ أن شاهدها للوهلة الأولى، ولم ترد عليه سوى بكلمة واحدة:
" طلقني...."

ام حمدة 28-07-17 04:57 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
قراءة ممتعة ...
السموحة نزلت الفصل من وقت لأني مشغولة
عارفين اليوم الجمعة واجازة وابو العيال موجود وزيارات والخ...
والسموحة منج يا NOOOOFY قرأت تعليقج والسموحة ما رديت عليه ما عندي وقت
بس قرأته وياويلي ضحكت وماغير عيالي يقولون أمنا تخبلت ههههههههه
عيل كله يطلع سوالف صقر وسواياته كله غشمرة ههههههه أما هذي أبد ما راح تدخل بعقل وحدة غبية فشو علبالج بحصة ههههههههههه تسلمين حبيبتي على تعليقج
ولنا موعد آخر غدا لنرى ردة فعل صقر على طلب حصة بالطلاق
أتحفوني برايكم.... شو تتوقعون يسوي!!... هل راح يطلقها أم يحاول يسايسها أم يترك الامور على ما هي عليه؟؟؟

ام حمدة 28-07-17 05:01 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
قراءة ممتعة ...
السموحة نزلت الفصل من وقت لأني مشغولة
عارفين اليوم الجمعة واجازة وابو العيال موجود وزيارات والخ...
والسموحة منج يا NOOOOFY قرأت تعليقج والسموحة ما رديت عليه
بس قرأته وياويلي ضحكت وماغير عيالي يقولون أمنا تخبلت ههههههههه
عيل كله يطلع سوالف صقر وسواياته كله غشمرة ههههههه أما هذي أبد ما راح تدخل بعقل وحدة غبية فشو علبالج بحصة ههههههههههه تسلمين حبيبتي على تعليقج
ولنا موعد آخر غدا لنرى ردة فعل صقر على طلب حصة بالطلاق
أتحفوني برايكم....
شو تتوقعون يسوي!!... هل راح يطلقها أم يحاول يسايسها أم يترك الامور على ما هي عليه؟؟؟

زارا 29-07-17 03:50 AM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
السلام عليكم
ياااااااااااااااااااااااااازين حصوووصي يووم هي واقفه والدعله صقير منبهر ورمت عليه هالقنبله..خله يستاهل الحين هو بين نارين نار جده ونار حصوووصي وطلبها للطلاق.. بس هو ماراح يطلق هو بيفكر انه ماراح يطلق عشان كبريائه وعشان جده بس الدعله موب عارف انه ماراح يطلق لان روحه تعلقت بالحص.. وانظرب على قلبه وحبها وحب اسمها..
والله اعجبتني حصوووصي خليها تووريه انه ولاهمها ولاعاد له قيمه ولا كلمه مسموعه عندها وهالشي بيقهره اكثر واكثر وهو يشوف كيف انها ماعاد تراعد من شوفته ولا عاد تنكسر عينها بوجوده .. وسبحان الله يقولون اجل اللي صار له مع ام عياله مب حوووبة حصوووصي ا..؟؟ الاّ حووبتها وجوووبتها وجوووبتها بعد وخصوصا يوم ان سبب مشكلة بنته من امها .. الحمد الله والشكر ..وش هالام المجرمه ؟؟
وشيخه جعله تشيخ ركبها والله اردى من بنتها واخبل منها وفوقهم الابو الاهبل بعد..
والحين عاد بتجي اخت بليس بنتهم وتجلس وتبي تشوف الزين كله حصووصه وبتمووت وتطق وتنقهر لما تشوف هالجمال بس طبعا بتقول انها مسويه عمليات تجميل وقدرت تقلب وجه البومه لوجه قمر.. وتمووتهم قهرر..
بس اعتقد واتووقع ان وجود هالعله بالبيت راح تحاول انها تطير حصه برا عشان مايتزوجها صقر فعليا ويجيبها لبيته وبين عياله واهله وماعاد تقدر تتخلص منها.. وخصووصاا انها الحين فعلا بتحاول تطلق ومنها ترجع تحاول ان صقر يتزوجها..
بس صقرر خلااااااااااااص صاار من صيد امس وبيد حصوووصه ..
وغير اصلا ان جينا للحق شخصية صقر ماتناسب شخصيه حنان هالعله الفارغه لاثقافه ولا تعليم وماهمها الا المظاهر بنت امها...
فياصقر لو انت تبي حصوووصي فعلا تكون زوجه قول وفعل غير اسلوووبك هالخايس معها يالخايس.. خلها تشوف منك وجه ثاني.. الحين هي قالت لك طلقني وش المفروض ترد عليها؟؟؟ ترى حصه تغيرت وماعاد هيب اللي تخاف منك ومن نظراتك والا تهديداتك الحين لو تهددها بكلمتين حاستك انت وكلامك .. بس تبي نصيحتي ياا صقور تكلم معها بادب واحترام وبدال اسلوب الهجوم اللي انت للحين ماشي فيه مالت عليك استخدم اسلوب الاقناع,,
قل لها جربيني يابنت عمي وياااوجه القمر يا الزين كله .. اجلسي معي بهالبيت اللي تشوفينه ولتس علي ما المس منتس شعره الا برضاتس.. بس انتي جربيني واختبريني وخوذي دكتوراة فيني..هخهخهخه
يعني انت لاازم تغير اسلوبك 180 درجه وحصة اليوم مو حصة امس ياا ولد العم>>>فيس تقمص شخصية حصوصي..هع..

ام حمده تسلم الاياااادي وبانتظار البارت الجاي بكل شووق فخلينا نصحى من النوم باذن الله الا هو موجود..هخهخهخه




شبيهة القمر 29-07-17 08:24 AM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
ههههههههههههه يازينتس ياماماتي ويازين ردتس... حيااتس معنا بقصه ام حمده والله يرد باقي الكاتبات الاماراتيات لنا تولهنا عليهم

نجي لابطالنا واخيييرااا حصوصي وقفت على حيلها بكل ثقه هذا الشي الي كانت امها تبيه منها علشان تقدر تواجه المصاعب
اعتقد الان مع وضعها الكل بيحسب لها الف حساب خاصه الجد ويمكن اذا سمع بسالفه الطلاق انه هو بنفسه يجي ويترجاها تعطي صقوري فرصه اخيره علشان يثبت انه مو صقر الاولي .. وعلى قولة ماماتي صقوري يبيله من يكفخه ويتعدل في تعامله مع حصوصي ويصير ذرب اتوقع امه تنبهه لهالشي او اخته المتزوجه لان الرجال على قولتهم على وجهه ان نبهته والا مشى بطريقه على غير هدى هههههه

الحين حنان هي بنت سلطان عم حصه صح ؟؟لاني توقعهتها بنت ناس ثانين.. لان بنات هالعائله مسنعات ومايرفعن روسهن او هالشي كان لحصه فقط!!

ام حمده.. تسلم الايادي جزء روووعه بانتظااار جزء اليوم بكل شوووق..

ام حمدة 29-07-17 04:01 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارا (المشاركة 3686753)
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ياااااااااااااااااااااااااازين حصوووصي يووم هي واقفه والدعله صقير منبهر ورمت عليه هالقنبله..خله يستاهل الحين هو بين نارين نار جده ونار حصوووصي وطلبها للطلاق.. بس هو ماراح يطلق هو بيفكر انه ماراح يطلق عشان كبريائه وعشان جده بس الدعله موب عارف انه ماراح يطلق لان روحه تعلقت بالحص.. وانظرب على قلبه وحبها وحب اسمها..
هههههههه تعرفين عجبني لقبه ( الدعلة ) هههههههههه .... طيب خليه بالالول يعرف إنه طاح ومحد سمى عليه... والمعركة بينهم بعدها ما انتهت
والله اعجبتني حصوووصي خليها تووريه انه ولاهمها ولاعاد له قيمه ولا كلمه مسموعه عندها وهالشي بيقهره اكثر واكثر وهو يشوف كيف انها ماعاد تراعد من شوفته ولا عاد تنكسر عينها بوجوده .. وسبحان الله يقولون اجل اللي صار له مع ام عياله مب حوووبة حصوووصي ا..؟؟ الاّ حووبتها وجوووبتها وجوووبتها بعد وخصوصا يوم ان سبب مشكلة بنته من امها .. الحمد الله والشكر ..وش هالام المجرمه ؟؟
قصة هذي الأم راح نعرفها ان شاء الله بس بشكل مبسط... ولا يهمج حصيص ما راح تكسر راسها بوجوده والأيام تثبت هذا الشي
وشيخه جعله تشيخ ركبها والله اردى من بنتها واخبل منها وفوقهم الابو الاهبل بعد..
والحين عاد بتجي اخت بليس بنتهم وتجلس وتبي تشوف الزين كله حصووصه وبتمووت وتطق وتنقهر لما تشوف هالجمال بس طبعا بتقول انها مسويه عمليات تجميل وقدرت تقلب وجه البومه لوجه قمر.. وتمووتهم قهرر..
بس اعتقد واتووقع ان وجود هالعله بالبيت راح تحاول انها تطير حصه برا عشان مايتزوجها صقر فعليا ويجيبها لبيته وبين عياله واهله وماعاد تقدر تتخلص منها.. وخصووصاا انها الحين فعلا بتحاول تطلق ومنها ترجع تحاول ان صقر يتزوجها..
حنان سالفتها سالفة وهذي انسانة حسودية سبحان الله في ناس جذا بداخلهم حسد للكل وانهم هم الكل في الكل وما يعرفون ان كل العيوب فيهم...
بس صقرر خلااااااااااااص صاار من صيد امس وبيد حصوووصه ..
وغير اصلا ان جينا للحق شخصية صقر ماتناسب شخصيه حنان هالعله الفارغه لاثقافه ولا تعليم وماهمها الا المظاهر بنت امها...
فياصقر لو انت تبي حصوووصي فعلا تكون زوجه قول وفعل غير اسلوووبك هالخايس معها يالخايس.. خلها تشوف منك وجه ثاني.. الحين هي قالت لك طلقني وش المفروض ترد عليها؟؟؟ ترى حصه تغيرت وماعاد هيب اللي تخاف منك ومن نظراتك والا تهديداتك الحين لو تهددها بكلمتين حاستك انت وكلامك .. بس تبي نصيحتي ياا صقور تكلم معها بادب واحترام وبدال اسلوب الهجوم اللي انت للحين ماشي فيه مالت عليك استخدم اسلوب الاقناع,,
قل لها جربيني يابنت عمي وياااوجه القمر يا الزين كله .. اجلسي معي بهالبيت اللي تشوفينه ولتس علي ما المس منتس شعره الا برضاتس.. بس انتي جربيني واختبريني وخوذي دكتوراة فيني..هخهخهخه
يعني انت لاازم تغير اسلوبك 180 درجه وحصة اليوم مو حصة امس ياا ولد العم>>>فيس تقمص شخصية حصوصي..هع..

هههههههههههه يا قلبي يا زارا يا حبيبة قلبي يسلملي حسج الفكاهي
عيل تبي صقور يروح ويقول هذا الكلام جذا على طول ؟؟... هههههه أظن ان حصة على طول راح تنفجر من الضحك لأن يا عمري صعب انها تصدق إن يلي كان ما يجوفها أبد صار ألحين يحبها ويتمنى رضاها... خلينا نجوف شو راح يصير بينهم... والحرب بينهم بعدها ما خلصت

ام حمده تسلم الاياااادي وبانتظار البارت الجاي بكل شووق فخلينا نصحى من النوم باذن الله الا هو موجود..هخهخهخه




الله يسلمج يا الغلا ... ومشكورة ما قصرتي بتعليقج الرائع الله يسعدج مثل ما أسعدتيني وضحكتيني هههههههه
تسلمين وشكرااااااا على مرووووووووورج العطر

ام حمدة 29-07-17 04:54 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 3686760)
ههههههههههههه يازينتس ياماماتي ويازين ردتس... حيااتس معنا بقصه ام حمده والله يرد باقي الكاتبات الاماراتيات لنا تولهنا عليهم
الله يحييج ويغليج يا الغلا .... ويا مرحبا فيج... والله يرجعهم بالسلامة.. والغايب عذره معاه
نجي لابطالنا واخيييرااا حصوصي وقفت على حيلها بكل ثقه هذا الشي الي كانت امها تبيه منها علشان تقدر تواجه المصاعب
نعم ... لأن الثقة بالنفس هي سر النجاح
اعتقد الان مع وضعها الكل بيحسب لها الف حساب خاصه الجد ويمكن اذا سمع بسالفه الطلاق انه هو بنفسه يجي ويترجاها تعطي صقوري فرصه اخيره علشان يثبت انه مو صقر الاولي ..
هو الكل بيحسب لها ألف احساب لكن سالفة الجد والطلاق خلينا لا نسبق الأمور ونجوف التطورات يلي بتصير
وعلى قولة ماماتي صقوري يبيله من يكفخه ويتعدل في تعامله مع حصوصي ويصير ذرب اتوقع امه تنبهه لهالشي او اخته المتزوجه لان الرجال على قولتهم على وجهه ان نبهته والا مشى بطريقه على غير هدى هههههه
يا اختي كل الرياييل يمشون في طريقهم على غير هدى ههههههه ولا يعرفون شو يسون غير إن الواحد بس ينبههم وبالآخر يقول تراني كنت بسوي جذا ههههههه... ولا يهمج حصة قدها وقدود
الحين حنان هي بنت سلطان عم حصه صح ؟؟لاني توقعهتها بنت ناس ثانين.. لان بنات هالعائله مسنعات ومايرفعن روسهن او هالشي كان لحصه فقط!!
نعم بنت سلطان... كلهم مسنعات إلا بنت سلطان لأن البنت تطلع لأمها... وأمها شيخة حسودية
ام حمده.. تسلم الايادي جزء روووعه بانتظااار جزء اليوم بكل شوووق..

الله يسلمج يا الغلا ... وشكرااا لمرووووووورج العطر

ام حمدة 29-07-17 04:57 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفصل الثامن.....

وما أقسى طعون الغدر هي تلك التي تأتيك من أقرب الناس إليك.... فلا تعلم لما تسددها لقلبك، ولا تدرك مغزى سهامه.
أوقفت سيارتها الفارهة وترجلت منها متأففة من حرارة الجو:
" أف... والله حر ورطوبة.. ويبيني أقعد بهذا الحر بعد؟؟... والله ما قعدت!!.. وخليه يولي..."
رن هاتفها لتخرجه من حقيبتها وعندما شاهدت الرقم المضيء باسم زوجها امتعضت واكفهر وجهها الفاتن، فأعادت هاتفها للداخل غير راغبة بالرد عليه، ودخلت غير عابئة باحترام وتقدير زوجها.. فبتفكيرها وجب عليه أن يكون شاكرا لأنها وافقت على الزواج منه، ولم تدرك تلك القلوب التي تعلقت بالهوى.. أن عيب النفس احتوت القلوب وزادت من قتامتها... لتسقط على فاجعة خيال صورة أتقن الرب صنعها.
" يومه... يومه... انت وين؟؟.. تمارا.. تمارا وصمخ..."
وهرعت لها الخادمة تلبي نداءها ووقفت كما الجندي بحضور سيدتها المخيفة وأخفضت عينيها بضعف وهمست بتوتر:
" نعم مدام..."
" أمي وينها؟؟..."
" مدام بغرفة مال هي..."
" طيب... روحي أول شي جيبي لي عصير برتقال، وبعدين جيبي شنطتي من دبة السيارة، بسرعة..."
وانطلقت الخادمة دون تماطل تلبي طلباتها، فلا رغبة لها بنيل التقريح والعقاب من مخدومتها، وجلست حنان واضعة ساق فوق الأخرى وأمسكت بهاتفها:
" ألو.... هلا يومه، أنا تحت في الصالة..."
ورمت الهاتف بجانبها ليصدح مرة أخرى برنين عالي وعندما مالت لترى نفس الرقم وامتقع وجهها بسأم، لتسأل والدتها وهي تنزل من السلالم:
" منوا هذا يلي ما تبين تردين عليه؟؟"
وأجابتها وهي تنهض وتسلم:
" هذا ريلي عبود يتصل فيني ومالي خاطر أرد..."
فردت عليها الأم بشفاه عابسة:
" خليه يولي... بعد ولد فطوم شايف نفسه على شو ماأدري!!.. قطيعة...."
فصاحت ابنتها وهي تقول:
" خلينا منه وقوليلي الأخبار اليديدة، ليش رجعت ألحين؟؟.. وكيف شكلها؟؟.. وصدق انها دكتورة مثل ما قالت اختي؟؟"
وبدأت والدتها تسرد لها كل الحكاية... فقاطعهم دخول شقيقها راشد مع زوجته نورة اخت صقر، فقد تزوجا عن حب كان ينمو تحت ثنايا القلوب الفتية، وتربعت صور كل واحد منهم في قلب الآخر ليحتله قانعا سعيدا بهذا العدو الغاشم، وتكلل حبهما الخفي بالزواج بعد أن طلبها راشد رسميا من جده بحضور والدها، وعندما استشاط والده حنقا لطلب ابنه أن تسأل عن رأيها....
" احنا ماعندنا بنات توافق ولا ترفض.."
فقال باحترام:
" لا يابوي.. هي من حقها تختار ولا ترفض...."
والتفت لجده وعمه متابعا:
" لا تجبروها على شي هي ما تبيه، يكفي يلي صار قبل مع بنت عمي....."
قاطعه والده صارخا:
" لا تيب سيرتها على السانك، ولا تقارنها ببناتنا، هاذيج قليلة الحيا..."
لينهره والده بشدة بصوت مغاضب رافض أي كلمة مسيئة بحقها:
" سلطان....."
تنهد الجد واستغفر الله ثم قال بهدوء وهو يوجه كلامه باتجاه حفيده:
" لك يلي تبيه يا ولدي يا راشد..."
فاستأنف راشد حديثه بعد أن سعل وأجلى أوتاره:
" والزواج ما راح يكون ألحين، راح يكون لما تخلص الثانوية وأكون أنا اشتغلت وكونت نفسي، وهي إذا بغت تكمل جامعة عقب أنا حاضر "
ابتسم عمه وربت على ظهره بفخر وقال بابتسامة مشعة:
" وصدقني.. ما راح نلقى أحسن منك يا وليدي..."
وبالفعل استشاروها وردت بالإيجاب وتزوجا بعد أن أنهت دراستها الثانوية وأكملت دراستها الجامعية بمساعدة زوجها الذي ساندها، وأنجبا طفلين ( مايد و حمدان)... وهي الآن تنتظر طفلها الثالث.
" السلام عليكم... يا حيالله اختي حنان..."
وقفت باحترام واقتربت تحييه بابتسامة سعيدة:
" هلا ومرحبا بأخوي ..."
ابتعد عنها واقتربت نورة تحيها:
" حيا الله من يانا..."
لتردها حنان بفتور، وسلام بأطراف الأصابع لم ينتبه الأخ لهذا السلام البارد لانشغاله بالسلام لوالدته، وتراجعت نورة للخلف بابتسامة آلمت فكها، ثم سلمت لعمتها.
" عاد كنا يايين من برع وجفنا سيارتج قلت ما يصير نروح البيت وما نسلم عليج..."
تلفت حوله ثم تساءل:
" عيل وين الأولاد؟؟.. ما أجوفهم؟؟"
جلست وأجابته وهي ترتشف من عصيرها:
" جيت لحالي وتركت الأولاد مع أبوهم..."
عقد حاجبيه :
" كيف يعني تتركينهم مع أبوهم؟؟.. عيالج صغار وهو يمكن ما يعرف يتصرف معاهم..."
أشاحت بيدها دون اهتمام وصرحت:
"كيفه.... يدبر نفسه، وعنده خالتي خليها تساعده، أنا يلي علي سويته وجب له عيال، ولا هو لازم أدفن نفسي بالحيا علشانهم؟؟.. تراني انسانة ولي طلباتي وحياتي ....."
لم يعجبه ردها، وتطلع لشقيقته بعيون منتقدة اسلوبها، ودائما ما يتساءل.. كيف هي حياتها مع زوجها؟؟.. فهو يعلم بأنها أنانية ومتسلطة ولا تحب إلا ذاتها، فالبرغم من أنها شقيقته إلا أنها لم تكن تناسب ابن عمته، فعبدالله اتسم دائما بالطيبة والخلق الحسن، ودائما ما تخيل أن تكون زوجته مثله، لكن الأقدار اختلفت، وما سطر سيحدث.
استأذنت نورة قائلة وهي ترى الأمور تتخذ منحنى آخر، فآخر همها أن تسمع تفاهات ابنة عمها... برغبتها بالحياة والحرية، والعيش دون قيود.
" اسمحولي.. أنا بروح البيت، تعبانة وودي أرتاح شوي..."
وتحركت خارجة وعندها قالت شقيقته تسأله بفضول:
" أقول... هو صقر شاف ويه البومة؟؟"
وأجابها برفض شع من ملامحه وبصوته عندما قال:
" أظن إنا كبرنا وماعدنا صغار، والمفروض خلاص ننسى يلي راح"
عبست وردت عليه بسأم:
" أقول... يكفينا واحد يدافع عن الخلايق، فلا تطلع لنا انت بعد، كبرنا وعقلنا.. ترى كيف ما تغيرت وصارت بيتم لقبها موجود.. ويه البومة...."
والتفتت لوالدتها قائلة:
" تعرفين يا يومه... أنا أشك انها مسوية عمليات تجميل، ترى هناك عادي يسونها..."
فهتفت الأم بدهشة :
" تتكلمين جد؟؟.. وأنا أقول كيف الشين يطلع حلو؟؟.. عثرها مسوية عمليات..."
قاطعهم راشد رافضا ما يقال أمامه:
" حرام عليكم تتكلمون عنها جذا!!.. هي بنت عمنا ولها الحشيمة...."
فالتفتت والدته إليه قائلة:
" يا راشد يا وليدي... انت طيب وما تعرف لعب الحريم، هذي بنت موزة أكيد وراها سالفة، ولا هي ليش رجعت ألحين وبهذا الوقت؟؟... يمكن يت تطالب بورثها...أو فيها علة وجاية ترميها علينا.."
شهقت حنان :
" وليها عين بعد تي وتطلب بورثها وحضرتها شاردة وخلتنا علج بحلوق الناس؟؟.. صدق فسخت الحيا!!.. والله العالم بعد شو كانت تسوي هناك بكندا؟؟.. أخاف إلا عندها بوي فرند وتطلع باجر عندها ولد منه وقاعدة معاه بالحرام..."
زجرها راشد بقوة، وأذنيه لا تصدقان ما يقذف بشرف انسانة من لحمه ودمه:
" حنان... اقطعي لسانج!!.. يلي ما تستحين على ويهج، هذا كلام تقولينه على بنت عمج؟؟.. خافي ربج!!.. انت قاعدة تهزين عرش الرحمن، اتقي الله بعرض الناس!!.. هذا كله بيرجع لأصحابه..."
فزت واقفه وعلت بصوتها غير عابئة باحترام شقيقها الأكبر ووجود والدتها :
" هذا كلام تقوله عني وأنا اختك؟؟.. عيل شو تركت للناس، وثاني شي.. أنا هذا ما يبته من عندي، الناس تتكلم وتقول إن حصة تلعب وتشطح وما لها رقيب ولا حسيب هناك، وخالها فالنها مع بنات الشوارع يشرب ويسكر هو وحرمته ورياييل ثانيين.. هذا طبعا إن كانت حرمته.."
واقترب منها رافعا ذراعه للأعلى وهو يزجرها بشدة:
" حنان......."
إلا أن والدته صرخت به:
" يا ويلك يا راشد لو مديت ايدك على اختك.."
" انت ماتسمعينها شو تقول؟؟"
" ولا كلمة زيادة.. إذا ما عاجبنك الكلام روح لحرمتك وانخش عندها، يالس تتمريل على اختك وتارك حرمتك الخيط والمخياط... راشد تعال هنا، وراشد تعال هناك، وانت ما غير على السان إن شاالله وإن شاالله...."
لا يصدق ما يسمعه بأذنيه!!!... لطالما سمع همهمات من شقيقته تتحدث بسهو بالهاتف مع صديقاتها عن والدته وما فعلته بزوجته، وعندما يعود للمنزل يرى زوجته كما تركها قبل أن يغادرها... مبتهجة ومرحبة به بقدر ما تكنه له من حب ولم تشتك قط، ولكن الآن أدرك أن ما خفي أعظم.
لم يستطع الرد ولم يقل حرفا زيادة واقترب من والدته مقبلا رأسها:
" السموحة منج يا الغالية، رفعت صوتي بوجودج..."
وابتعد مكملا:
" ألحين اسمحولي... بإذن العشى وبروح أصلي..."
حدج شقيقته بعيون متقدة ورحل تاركا امرأتين تخوضان بأعراض الناس وغفلوا بأن الله يرى ويسمع .
******************************
وفي منزل صقر....
جلس بالقرب من صغيرته النائمة بعمق دون أن يخرج منها أنين يوجع قلبه الملتاع عليها، يتلمس جسدها الخالي من الحمى التي كانت تفتك فيها، وعيناه تراقب قسماتها النائمة باسترخاء:
" يالله كيف الحمل زاد علي، يعني كنت مكتفي بنفسي وعيالي وتيين انت وتكملينها؟؟... "
سكت يسرح بجمالها وبالتغير الكبير الذي طرأ بشكلها وبشخصيتها، فلم تعد تلك المراهقة المملوءة بالبثور والضعيفة، بل غدت امرأة واثقة من نفسها وهذا زاد من جمالها، ارتد عن مضجعه بجانب ابنته جالسا وناهرا نفسه:
" شو سالفتك يا صقر؟؟.. ألحين لما احلوت قاعد تفكر فيها؟؟.."
أحط بقدميه الأرض وانحنى ظهره ولامس رأسه كفيه وهمس:
" يا الله يا صقر... صدق انك انسان سطحي ومالك غير المظاهر مثل ما قال خالد.."
فتذكر زوجته... كانت غاية في الجمال وسقط صريعا في محرابها، وبعد أن لامسه اتضح بأنه كان فقط مجرد خيال، فما أن يزاح الستار تظهر الحقيقة وتنجلي أمام العيون المعمية، فما فائدة الجمال إن كان ما بالداخل فارغا.
" وهي أكيد بعد ما صارت حلوه أكيد بتشوف نفسها على الكل..."
زفر بضيق وسحب شعره بأصابعه للخلف ثم نهض مطمئنا على ابنه وغطاه جيدا ثم التفت لصغيرته وعدل من غطائها وانطلق لغرفته باحثا عن الراحة، ولكن هيهات أن يرتاح وفكره مشغول بمن احتله، فهيئتها وقوتها وصوتها مازال يرن برأسه.... خلع ملابسه وبقي بشورت أسود قصير ورمى جسده بشده بإنهاك على السرير الفارغ وهو يتذكر طلبها:
" طلقني..."
لم يكن يتوقع أن يسمع هذه الكلمة من جديد... فالأولى كانت لاغية ولم تدخل في الحسبة أبدا، والآن بقدومها ووجودها هنا من جديد علم بأنه قد تزوج مرتين ويبدوا أنه سينفصل مرتين أيضا.... وأخذته ذاكرته لما قبل هذه السويعات بقليل....
" شو... ما سمعت يلي قلته؟؟... طلقني.."
ناظرها بقوة وشاهد الاصرار والعزيمة بداخلهما، لقد أراد هذا من قبل كثيرا، وأراد فعل المستحيل ليتخلص منها، لكن الآن صار الطوق أكثر استحكاما وقوة.
أشاح بوجهه يناظر بكل مكان وهو يتذكر نغمة الرجاء بصوت جده بأن يعيد وصال ابنة عمه وأن لا يتركها ويتخلى عنها أبدا، فكما قال هي زوجته وستظل حتى الممات . وتساءل:
" علشان جذا انت راجعة؟؟... علشان تطلبين الطلاق؟؟"
صمت يدقق بجمالها الفتان، وبعيونها وقسماتها ولوهلة واحدة تراءت له رؤية فقال بغضب ناري شعر به يندفع بقوة من أعماقه ويطفح بالباقي من أجزائه :
" لا يكون عاشقة لج واحد هناك وتبين تتزوجينه؟؟"
بهتت من اتهامه، ولا تعرف كيف هداه عقله لهذه الفكرة السخيفة، وأرادت أن ترد له الصاع صاعين إلا أنها تمهلت وقالت بهدوء وروية وهي ترفع كتفيها وتتحدى:
" وإذا... انت وشـ عليك؟؟... انت من الأول تبي تفتك وهذا جا اليوم، فعادي الأمور طيبة..."
أراد التقدم ناحيتها وعصر رقبتها وازهاق روحها، كيف تتجرأ على الحديث أمامه عن رجل آخر يبغي وصالها... وهو يكون زوجها...
" وياية بكل وقاحة وتتكلمين جدامي عن ريال ثاني؟؟ "
رفعت حاجبيها باستخفاف وابتسمت بسخرية جعل فمها ينتفخ كما الفراولة الشهية:
" وليش إن شاء الله ما أتكلم عن ريال ثاني؟؟.. انت منو علشان ما أتكلم جدامك؟؟"
وهتف فيها بزعيق اشتدت أوتار رقبته على اثره:
" أنا ريلج..."
ووازت صرخته بأعلى منها :
"أبدا............"
قالتها بقوة وحزم وتابعت بصوت ينم عن الشدة والصلابة وشكيمة لن تضمحل:
" أبدا ما راح تكون ولو فيه موتي!!.. أبدا ما راح تكون ريلي!!.. ولو خيروني من زمان.. حتى طيفك ما راح تلمحك عيوني، لأني أبدا ما كنت أجوفك إلا ولد عمي وبس...."
لم يعرف ما أصابه وهو يسمع كلامها، شعر بالبرودة تنخره ورعشة سرت بوجدانه هزت كيانه، وهمس لنفسه المصدومة:
"ألي هذه الدرجة لم يكن يعني لها شيء؟؟"
ازدرد ريقه وأراد أن يعيد رجولته التي بعثرتها من كلماتها العنيفة التي اخترقته كما الحربة المسننة، فأراد أن يرد لها من المكيال نفسه ليرد اعتباره:
" أيوا... قلتيلي... ما كنتي اخترتيني، يعني هذا بعد ما تغيرتي ولا......"
قاطعته باستهزاء وهي تناظره بشعاع عسلها:
" وانت الصادق... من لما كنت ويه البومة، هي نعم.. أنا هذيج اليتيمة يلي شكلها يخوف وكانت تمشي وعيونها بالأرض، أيوه... من ذاك الزمان وأنا أبد ما يا بخيالي اني أختارك زوج لي...."
شعر بالإهانة من حديثها، وبأعصابه تحتد وتثور واستأنفت تصب الماء على الزيت المغلي:
" جوف... أنا ما ياية أفتح القديم، يلي راح.. راح خلاص وانتهينا منه، احنا عيال اليوم وكل واحد راح فطريقة، انت تزوجت وعندك عيال ووظيفة ومنصب... الحمدالله يعني كل واحد كمل حياته، فليش متمسكين في يلي راح، أنا اشتغلت وعايشة مرتاحة والحمدالله ...."
سكتت وأشارت بيدها بعشوائية:
" بس أنا موحابة يكون في شي بحياتي متوقف ومعلق، زواجنا كان غلط من البداية، الله يهدي يدي وعمي، يعني هم كانوا يبون الخير لي ومو كانوا عارفين إنهم يقيدون اثنين ما يبون بعض، فألحين احنا ما عدنا صغار كبرنا ونقدر نقرر يلي نبيه..."
نداء ابنه قاطع حوارهما.. فتردد لثوان حتى غلب نداء صغيره فطلب قبل أن يتحرك:
" اصبري ولا تروحين، برجعلج علشان نكمل كلامنا، لأن في شي بعدج ما عرفتيه...."
ولكنها غادرت وتركت مكانها فراغ مخلفة خلفها رائحة عطرها الرقيق الفواح، وصدى صوتها الرنان، تنهد بضيق وتساءل بصوت عالي:
" الكل يبي مني شي، يدي وأبوي وحتى أمي وكملتها هي بعد، طيب وأنا ما حد سألني أنا شو أبي؟؟.. يعني رجعنا نفس الموال ولا كأني ريال كبير ولي حق أتكلم وأقول..."
أخرج أنفاس حارة وهمس لروحه باستهزاء:
" شكلك يا الصقر ما انت بصقر، وصار الكل يلعب فيك ويحركك مثل ما يبون..."
احساس مرير سار بكيانه، وصدره اعتصر بغصة لحاله التي آلت للأسوأ، لم يكن يريد الكثير... لم يكن يريد سوى زوجة جميلة محبة له وأطفال ومنزل وأسرة هذا كل شيء.
استغفر الله ثم دفع الغطاء من عليه واندفع ناحية الحمام توضأ وارتدى دشداشته واستقبل القبلة مناجيا الله أن يعينه باتخاذ القرار ثم عاد لينام ويرتاح من أعباء هذا اليوم المشحون بالأحداث الكثيرة، ولكن صورة جده بعيناه المتراقصة فرحا وفخرا بعودة حفيدته وما غدت عليه جعله يفز من رقدته ويتحرك خارجا ناويا الحديث معها لعلهم يصلون لحل يرضي الطرفين.
طل لصغيريه وشاهدهما يغطان بنوم عميق، شغل جهاز الصوت وحمل الآخر وانطلق خارجا... حتى عاد لغرفته وهو يأنب نفسه على شروده.. فقد خرج بـ شورته القصير .
********************
وفي احدى الغرف في منزل عمها راشد، وبالخصوص في غرفة ابنة عمها جلست حصة وهي ساهمة الفكر وتسرح شعرها بأحداث اليوم، لقد كانت مليئة بالأفراح والأحزان والانفعال، تشعر بجسدها منهكا من السفر، وفكرها متعب من التفكير بكم الأحاديث التي استمعت إليها من عمها وزوجته وزاد عليها مشاحنتها مع ابن عمها، تشعر بأن الأمور تزداد تعقيدا، وأن ما استسهلت حدوثه صار كأنه ضاع بكومة قش، لقد أرادت التحدث مع جدها بهذا الأمر وأحست بأنه يعلم ما تنوي قوله فتملص منها بتعلثه بأنه متعب ويحتاج للراحة، بالأصل لا تعرف ما به!!.. فيبدوا عليه الوهن والمرض، قاطع سرحانها ابنة عمها مريم متسائلة:
" حصة... ممكن أسألج سؤال؟؟... بس لا تاخذين بخاطرج مني.."
تركت المشط والتفتت إليها بابتسامة حانية :
" لا عادي اسألي حبيبتي وما راح أزعل.."
" أمممممم انت مسوية عملية تجميل؟؟"
تطلعت إليها لثوان حتى انفجرت بعدها بالضحك لدرجة أن دمعت عيناها، وظلت مريم تراقبها باندهاش لضحكها فقالت بعد برهة وسط ضحكها:
" ما عرف شو سالفتكم مع عملية التجميل؟؟.. الكل متشكك فيني..."
وعادت تنخرط بالضحك، فقالت مريم بتلعثم طفيف:
" لا... هو بس... لأن.... انت تعرفين..."
لم تعرف كيف تصغ جملة كاملة كي تبرر السؤال فقالت حصة تجيبها :
" قصدج أنا كيف كنت وألحين شو صرت!!... "
هزت مريم رأسها فأكملت حصة قائلة :
" بصراحة جزاها الله خير حرمة خالي فاطمة الزهراء..."
قاطعها تساؤل مريم:
" خالج مو متزوج كندية؟؟..."
" بلى متزوج كندية، وكان اسمها جيسكا بس بعد ما أسلمت غيرت اسمها..."
انبهرت مريم وصاحت:
" ما شاء الله "
" المهم... أخذتني للمستشفى وبعد ما سو تحاليل طلع عندي خلل بالهرمونات الغدة الدرقية، وعلى شوية كريمات وشوي تقشير بشرة وإلخ من الأمور وكبرت والحمدالله راحت عني وهذا كل شي..."
فقالت مريم بإعجاب:
" بس تعرفين... ما شاء الله طالعة قمر، وجسمج تعدل وصاير حلو..."
وقفت حصة تتطلع لجسدها ببروزاته الأنثوية.
" الحمدالله صرت أروح النادي مع حرمة خالي وزاد وزني مع الأكل الصحي وتعدل..."
تلفتت يمنه ويسرى تطالع نفسها بالمرآة ولم تنتبه للعيون الصقرية المحدقة بمفاتنها التي تظهرها بجامتها الحريرية... بقميصها الكت ذا القبة الواسعة، وشورت من نفس لون القميص قصير يصل لما تحت الركبة بقليل مظهرة بياض ساقيها، وشعرها الأسود الحريري الطويل يتأرجح يمنه ويسرى مع كل لفتة، ومع استدارتها التقطت هيئته المتخشبة عند عتبة الباب يقف وعيناه تلتهمها بانبهار.

ام حمدة 29-07-17 04:58 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
قراءة ممتعة ...
وبانتظاااااااار رايكم بالفصل
وموعدنا غدا مع فصل جديد وأحداث جديدة
دمتم بخير

زارا 30-07-17 02:01 AM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
ياااااابوووووووووووووووووووووي يااا ام حمده حراام عليتس ياااشيخه خافي الله فينا وش هالكت المفجع ؟؟ والله اني اشووف اخر الصفحه اقول عسى باقي على البارت مايخلص بسرررعه حراام عليتس يااشيخه تفجعين اندماجنا كذا.. الفجعه اللي جت اندماجنا مهيب سهله ويبي لها علاج فانتبهي على اندماجنا مره ثانيه لو سمحتي.
لاعاد تقفلين قفلات متعبه نفسيا لنا. الحين صقييييير رااح بخرايطها ومنبهر ومندمج بالبصبصه على حصوووصي وجاي بيتكلم بالطلاق وانها ترفق عليه شوي..
انا مايهمني وش بيقول انا ابي اشوووف وش بيسووي الحين وهو واقف فاك حلجه من الزين والحلا واكيد انه سمع كلامها لاخته مريم.. وعرف كيف تغيرت .. وبعدين هي كانت صغيرونه والحين كبرت وتواست خشتها على قولة سعيدان طاش ماطاش..ههههههه
الرجال مايحتاج الحين واقف وهو متخسبق من الزين وعلومه الاوله كلها خرطي ولاعاد هو بحاكي ولا شاكي بس بيجلس يتفرج ويتخيل انها باحضانه.... مسوي فيها قوي وشخصيه وهو من شاف البنت راحت علومه وطي ولااااا فوق هذا بعد طيرت عقله وخلته يطلع بالشورت. وهو مابعد شاااف شي يعني وضعه الحين شوووف وحر جوووف . هههههه
امممم عاد لو جينا للحق صح هو كان مستفز وهو صغير بس يعني هو فعلا كان صغير وما يعرف يثمن الكلمه اللي تطلع منه بعكس الحين يعني الجهل والعمر يغفر له زلاته >>>فيس بدأ يرقع له فعوله الشينه عشان مخططه يمشي...هخهخهخه
مبدئيا اتوووقع انه بيطلب من اخته مريم تطلع عشان بيتكلم مع بنت عمه المزيونه على انفراد.. وعقب عاد ماراح يتكلم الرجال مهوب مستحمل هالجمال يناظر فيه وهو مبلم كذا فاتوقع بيكون بينهم موقف نص كم..هههههههههههه
وبيقطع هالموقف صوت عياله من خلال الجهاز اللي معه..
المهم ان الكلام اللي بيقوله لها بيغير مجرى احداث علاقتهم ..
بس فيه حاجه مستغربه منها .. وش يقصد يوم يقول لها لاتطلعين فيه حاجه انتي ماتعرفينها؟؟؟ وش هالحاجه وخاصه بمن؟؟ فيها هي والا في امها والا يمكن بجدها؟؟ اتوقع ان الجد مريض ويمكن يمكن له وقت وعقبها بيودع الدنيا بيقول لها ان الجد تعبان بمرض مافيه شفاء وانهم لازم يجلسون مع بعض لفتره عشان الجد يرتاح بحايته الباقيه وعقب مايتوفى الجد الله يرحمه يسوي اللي هي تبي... يعني ما اتوقع ان فيه شي بيخليها تجلس عنده الا جدها ولابد بعد يكون سبب قوي ولا فيه اقوى من ان جدها مريض ومودع..
راشد ونوره : الله يوفقهم ويتمم عليهم يارب باين ان راشد محترم ومتفاهم مع نووره مرره مرره بس شياطين الانس اللي منهم امه واخته مابيخلونهم يرتاحون... بس الحمد الله ان راشد كاشفهم وعارف نوعيتهم وعارف حرمته واصلها الطيب. والله يعينهم على اهلهم الخايسين..
اخت ابليس وبنته .. هالثنتين بيجي لهم عقوووبه من ربي بتخلي القاصي قبل الداني يبغضهم وماعاد بيخلونهم يقربون بيوتهم..
جايه هالحيوانه بشرها عسى الله يبلشها بنفسها هي وامها وماشافت البنت وتقول عمليات..عساهم يعملون لتس عمليه بحلقتس ويقصون لسانتس يااا حماره.. ويفتكون المسلمين من شرتس...
ام حمده احب اشكرتس لان الاجزاااء يوميه ومانجلس نستنى اسبوع لين نشوف وش صار على ربعنا بعد كل قفله اليييمه .. ياشيخه هاتي بووسه على هالفكره الحلوه..
يعني الحين وهي يوميه الاجزاء اقوول ليت الجزء ينزل الصباح عشان اذا قمت اقراه واخلي شغلي كله عقب البارت ..بس ماكل مايتمنى المرء يدركه.. فقلت لنفسي بت يازارا بلاش طمع والقناعه كنز . فعليه بصبر لين بنزل البارت بوقته المحدد وكأن يعني عندي خيار ثاني..هخهخهخه

تسلم الاياااادي ودمتي بود

NoOoFy 30-07-17 08:31 AM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
هلا هلا ياويح قلب صقير ولله ان الطيحه ماسمي عليها مسكين الرجال حور بين يدينه وكبريائه مايسمح له يطوله ياخي انزل انزل شوي بس درجتين وتقرب البنت عمك
كبر النفس ياشينه انت خلاص خقيت وانتهينى
بتجلس ممرض قلبك وتقلب ففراشك تسنك حيه لا نوم تذوقه ولا حياة شليه يبن الناس اتقى الله في نفسك لايتفجر شوقك للبنت من اذانك
وش فيها لو تقربت من البنت وعطيتها من ذا الكلام اللي يوسع الصدر وخليتها تذوب ماناقصك شي ياصقر زين ومركز ومهابه البنت بتخق عندك بس يبيلها طولة بال وتخقيق شوي
وانتي يالحص ماراح تلقين احد يصونتس مثل ولد عمتس صدقيني هو اللي بيكون سند لتس في حياتس الجد الله يطول بعمره معاد في عمره كثر ماراح وعمتس راشد شكله من الشخصيات المسالمه اللي اذا شاف الشر ابعد عنه وغنى له (طبعن اقصد بالشر سليطن وزوجته وبنته ) راشد وام صقر مهما حبو حصه ماراح يوقفون في وجه الطاغيه وزوجها وبنتها وماراح يوقفهم عند حدهم الا الصقر هو لهم
الصقر حصه لها عدوه تنافسها عليك وهي للاسف متزوجه وعندها عيال وشكل كرها الحصه وحقدها عليها من وهي صغيره وحتى لو هي متزوجه اهم شي عندها حصه ماتتهنى مع صقر اعوذ بالله منها واشكالها من النفوس المريضه اللي الحقد ولحسد معمي عيونهم اذا انتي تبين النجاح المكانه والترزاز والمدح اسعي له بدون ماتضرين غيرتس وتتفقين وتخططين حصه معاد هي البنت اليتيمه الضعيفه
حصه جتكم تبي فقط اهل وعزوه وانها بنت ال فلان وترفع راسكم وتعزوا بكم
مهوب جت لاشياء تافهه تنافس هذي عشان رجال وتخطط مع هذي
راح يكون رد حصه على زوجة عمها وبنته بالترافع والرقي والتطنيش مع قوة معطيها رب العالمين واكيد وقفت صقر معها عليهم
صقر شفت حصه وشفت رزانتها وشفت تعاملها الراقي معك ومع اهلك ومع عيالك
كلمات سخيفه تقطها على البنت منا مناك انتبه الكوره الان في ملعبك بغض النظر عن شكل حصه اللي غزى قلبك وملا عينك البنت جوهر قبل المظهر وحصه جمعت الاثنين


مادري ليش عندي احساس ان صقر ببكبر في عين حصه بدون مايسعى الذا الشي وبتحبه وتتعلق فيه وهو ماحاول يتقرب لها
بتقولين يام حمده وشلون انا اقولتس وشلون
لان ام راشد وابو راشد وبنته وخططهم على حصه بياقف لها الصقر وبيرد عليهم وبيدافع عن حصه وهو مهوب قصده عشان تحبه حصه او فرد عضلات عندها لا
لكن من باب انها زوجته وفي وجهه وكرامتها من كرامته بتحس في ذا الوقت حصه ان وراها ظهر وخاصه اذا بدت حنان تستهزاء بشكلها اول وتحاول تستنقص منها هينا بيكون الضربه القويه اللي بتجمد حنان وابوها وامها من صقر وبيوريهم قدرهم صح وبيدافع عن حصه
ومنها ان حصه بتعلق فيه وتحس انه فعلن جدها عرف يختار لها ومنها ان الجد بيزيد فخر وعتزاز بصقر وان اختياره له يعطيها حصه امنه ماخيب ظنه فيه وفعلن هو اللي كفو يصونها


ام حمده حبيت ادب حصه مع صقر وردها الثابت اللي فيه ثقه نابعه من الدخل من غير زعزعه ردها على سؤال مريم وردها على صقر تحسين رد بنت راكزه شبعانه عقل وحكمه وادب
بعدين تعالي يامريم انتي واللي حولتس ترددون تجميل تجميل
مالكم عيون عمليات التجميل اوضح من عين الشمس تبين لتس وجه اللي مسويتها لا تعابير ولا ملح ولا قبله


ام حمده كتبتي وابدعتي ولله على صغر البارت اني استرسل في الكتابه عن الشخصيات ودي ازيد بس الوقت يطول وهذا ان دل على شي يدل على ان شخصيات الروايه جميعها معبره تغوصين فيها حتى تكتبين عنها وكل واحد منهم له تفكيره وشخصيته وطريقته اللي تحبينه او تكرهينه عشانها


صقر اكيد راح يطلب من حصه انه يعيش معها حياة طبيعه مثل اي زوجين عشان جده اللي بيكون نقطة ضعف حصه والورقه الرابحه بيد صقر اللي بيضغط فيها على حصه
واكيد حصه راح توافق مجبوره لكن شرطها على صقر بيكون زواج ورق لين الله ياخذ امانة جده بعد عمر طويل بعدها بتنحل من رابط صقر
لكن هيهات هيهات بومه في قفص صقر بينقض عليها وبيرمي بالعهود والمواثيق عرض الحائط
وحصه بتتمنع وهي راغبه
وتوته توته خلصة الحتوته
بنتظارك ام حمده بكل شوق

ام حمدة 30-07-17 03:59 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفصل التاسع..........

وما الجمال سوى جمال الروح، فكل شيء زائل إلى ما في داخل القلوب الطيبة والنقية.
ضجيج اخترق أذنيه، واعصار هائل ضرب صدره، وبلعوم قد جفت غدرانه.. ومقلتين لم تحيدا عن ذلك المنظر البهي بشلال أسود انحدر بسلاسة يتلاعب بنعومة ويداعب ظهرها برقة، ووجه وضاح شع ببريق الجمال، وثغر انتشى بلذة السعادة، وجسد ماله وصف سوى ما وصف على لسان الشعراء...
لم يتوقع أن تكون بهذا البهاء، وغرقت عيناه ببحور حرية البحر التي خرجت من حيث لا يدري، إلا أنها كانت تمتلك رنة جعلته يخرج من توهانه وتقطع سفره .
" يا الغبي...يلي ما تستحي على ويهك، ما تعرف تدق الباب قبل لا تدخل؟؟"
جرت عيناها باحثة عما يسترها ولم يكن بيدها سوى التقاط مخدتها وهدرت به من جديد وخصلاتها الفاحمة تتمرد مع صاحبتها لتتطاير مغطية ملامحها الحانقة، جعلت متطلعها يتطلع إليها بشغف دون أن يبالي بعصبيتها دون قصد منه، فالصمت في محراب الجمال متعة:
" اكسر عيونك يا جليل الحيا... يلي ما تستحي على ويهك..."
وفعلا انصاع بسرعة البرق وغض بصره عنها ما أن ارتدت حواسه إليه تنبهه من مغبة سرحانه بها:
" أنا... أنا..."
أمسكت المخدة تحمي جسدها من هذا الهجوم المباغت، ودمها ينفر بشرايينها وعيناها تنسكبان كما الحمم الملتهبة عليه:
" انت شو؟؟... جنيت؟؟.. كيف تدخل علينا جذا وانت عارف إني قاعدة بغرفة اختك؟؟"
صاح فيها وهو يدلف لداخل الغرفة ويغلق الباب بهدوء:
" وطي صوتج لايسمعنا أبوي ويسويلنا سالفة..."
صاحت من جديد وهي ترى اقتحامه الغير معقول وهي بعريها:
" تدخل وتسكر الباب بعد؟؟.. يا قليل الرجولة والشرف..."
فهدر بها وقد اكتفى من تقريحها له وناظرها بعيون محمرة :
" قلتلج وطي صوتج....."
وسكتت إلا أن أنفاسها سمع هديرها بأركان الغرفة، ولو أن النظرات تقتل لخر صريعا الآن... فتحت فمها تبغي سكب حممها عليه إلا أن قوله ورؤيته وهو يعطيها ظهره جعلها تهدئ قليلا وتتريث:
" أنا آسف... ما كنت أقصد يلي صار..."
ولكنها أبت الرضوخ لهذا الاعتذار فقد شاهد ما لا يحق له رؤيته:
" الأحسن لك تطلع من الغرفة، وإلا قسما بالله لأصرخ وألم عليك أهلي كلهم...."
ومن أجل بغية السلام أدار مقبض الباب وخرج دون أي كلمة أخرى تبرر فعلته الرعناء هذه، وخرج والخجل يعتريه من رؤية ابنة عمه هكذا، لم يكن يقصد!!
سب نفسه ولعنها وأخذ يطلب الصفح من الله وأن يغفر له ذنبه، ونسي هو وتناست هي بأن الشرع أحق لهما ما كشف عنهما، وهذا ما أسرته مريم لابنة عمها وهي تراها تلقي الوسادة على الباب وتتحرك يمنة ويسرى وهي تضرب الأرض ضربا، وتنفث دخانا من أنفها وأذنيها تكاد تشعر بسخونته من هذا البعد... و بعد أن خرجت مريم من صدمتها إثر دخول شقيقها وصمتها التام بحضوره دون أن تتدخل بما لا يحق لها التدخل فيه، ولكنها لم تستطع سوى ايقاظ ابنة عمها من قوقعة النسيان:
" ماله داعي كل هذي العصبية يا حصة...."
والتفتت إليها وشياطينها تحدها للخروج خلفه وسكب كل لعناتها عليه.
" يعني عاجبنج إن أخوج يجوفني جذا؟؟"
" طريقته بالدخول كانت خطأ، بس يا حصة... شكلج ناسية إنه ريلج وعادي يجوفج......"
ولم تتركها تكمل، وصاحت بانفعال شديد:
" أبدا ما راح يكون ريلي!!.. وما راح يكون له حق إنه يجوفني بهذا الشكل...."
ولم تستطع مريم التفوه بكلمة أخرى واختارت الحفاظ على حياتها، واكتفت بمشاهدة ابنة عمها وهي تضجع بجسدها على السرير وتنفخ رياحها العاصفة بقوة.
سار بخطى وئيدة وشكلها المغري لم يندثر من باله، بل ترسخ بالأعماق آخذا إياه للبعيد... بعالم لم يعتقد قط بأنه سيجمعه مع ابنة عمه حصة .
استقر بسريره وسؤال يسرح في خياله...
"هل من رآها للتو هي ابنة عمه؟؟"
وقد زاره السهد ليصبح رفيقه مع طيفها الذي لم يغادر مخيلته.
***************************
نهضت حصة عند الفجر بمزاج عكر... فالنوم قد جافها، وقد زارتها كوابيس كان ابن عمها هو سيدها، نفضت الفراش عنها وسارت بجفون مثقلة إثر رغبتها بالنوم، وبقدمين ثقيلتين ترغبان بالعودة والغوص بدفء الفراش... إلا أن هناك نداء أكبر يناديها لتلبي ندائه.
استدارت قبل أن تدلف للحمام لفراش مريم ونادتها بصوت أجش:
" مريم... مريم... يلا قومي.. أذن الفجر..."
وتململت الأخرى وهمست ترد عليه :
" انزين... ألحين بقوم..."
وعادت تتغطى بلحافها وأغلقت حصة باب الحمام خلفها واستحمت لتزيل عنها الارهاق وتوضأت وخرجت لتتطلع لابنة عمها وهي ما تزال بفراشها، فاتجهت ناحيتها وسحبت غطائها ونهرتها... لتستيقظ مريم بطاعة واتجهت حصة للقبلة بعد أن ارتدت ملابس الصلاة وكبرت وصلت وهي تحث نفسها أن تستمتع بوجودها بين أحضان عائلتها، ولن تجعل ابن عمها يعكر مزاجها... ولم تعلم بأن هناك من كان يترصدها وينتظر لقائها.....
خرجت من الغرفة تتهادى بمشيتها وتتطلع لما حولها بشوق وحنين لرائحة عبق الماضي التي تنخر عباب ذكرياتها السعيدة.. أجل لقد كانت تمتلك ذكريات سعيدة ولو كانت قليلة، ولكنها كانت كافية لتستحثها للعودة واغراقها بنشوة عودتها للوطن، كانت سابحة بألبوماتها القديمة لوالدتها وعائلتها حتى قاطعها صوت متهكم:
" عاد هم وصفولي شكلج، لكن بصراحة... الصورة تختلف.."
توقفت بمكانها ودوى صوت مدفع عملاق بين أرجاء أضلاعها ما أن سمعت حسا تعرفه جيدا، ولطالما كسرها وحطمها بالرغم من أنها لم تُكِن لها سوى الخير، ولا تعرف لما كانت تخصها بالسخرية دونا عن باقي بنات عمها!!... وها هي الأيام تعود.. ويبدوا أنه قد حان وقت الصدام ولكن هذه المرة لن تطأطأ الرأس، ولن تعطيها المشراع كي تتحكم بها.
استدارت بابتسامة كبيرة وتطلعت لعينيها مباشرة قائلة:
" يا هلا ومرحبا ببنت عمي حنان، شخبارج؟؟.. ما شاءالله حلوه مثل قبل، مشكورة حبيبتي على جيتج علشان تسلمين علي وتاركة بيتج وريلج، بصراحة هذا من طيب أصلج يا بنت عمي..."
بهتت حنان ولم تتوقع ردها وتحيتها لها بهذه الانطلاقة والبشاشة بالفعل لقد تغيرت تماما كما شكلها، فما كان منها سوى أن شحذت أسلحتها الفتاكة فمهما تغيرت تبقى هي وجه البومة.
" بصراحة... واااااااااااو، شكل الدكاترة في كندا شطار وايد!!.. بدليل شكلج اليديد..."
انزوت ابتسامة ساخرة على جانب ثغرها الباسم وشعت عيناها بخبث لطالما استحوذها منذ الصغر وأكملت بشماتة:
" يعني من ويه البومة لـ......."
تطلعت حصة لابنة عمها بتأمل... هي جميلة بل رائعة الجمال ولكن قلبها كان قاسيا جاحدا لنعم الله عليها ولطالما تساءلت لما تكرهها وهي لم تسئ لها أبدا؟؟.
" أقول... لو تتوقعين إن صقر ألحين بيطالعج بعد ما تغيرتي فهذا مستحيل!!.. راح تظلين طول حياتج ويه البومة يلي هو سماج بهذا الاسم..."
وانتظرت حنان بلهفة تساقط دمعاتها بعد أن أمطرتها كما العادة بوابل من القذائف الدموية إلا أن ردة فعل حصة فاقت توقعاتها.. رفعت حصة كتفيها وأسرت بثقة وثبات:
" ومين قال إني أكره الاسم؟؟.. بصراحة مشتاقة لهذا الاسم وايد، بس يا خسارة... محد راضي يناديني فيه!!... بس انت كفيتي ووفيتي وما قصرتي بالواجب..."
لطالما أرادت سؤالها عن أسباب كرهها لها، لكن الآن علمت وأدركت بأن الأمر لا يستحق السؤال عليه فما مضى قد انتهى، وهي أرادت أن تنتهي منه وفتح صفحة جديدة لحياتها ولا تريد أن تظل حبيسته، لهذا قالت لها:
" اسمحيلي يا حنان.. كان ودي أقعد معاج وأسولف بس ودي أكلم يدي بموضوع مهم..."
والتفتت مغادرة إلا أن الشيطان أبى أن ينخرس ويدع الأمور تسير دون هواه، فاقتربت منها وأمسكت بعضدها تشده بقوة، وتغرس أظافرها الطويلة بلحمها:
" كيف تتجرئين وتعطيني ظهرج؟؟... منو انت علشان تسوين هذي الحركة؟؟.. "
نفثت بخارها على وجه ابنة عمها التي وقفت تطالعها بجمود وملامحها اتخذت الحدة، فدنت منها حنان لتصدر فحيحا بالقرب منها:
" انت وحدة لا ييتي ولا صرتي شو ما غيرتي بشكلج، راح تتمين ويه البومة يلي صقر رفسها ورماها بالأرض، لأن أصلا مستواج مثل التراب...."
انحنت حصة ناحية حنان لتجفل الأخرى خوفا بعدما شاهدت بريق عسلها المصفر ينصهر بداخل مقلتيها، وهمست حصة دون أن تبالي بفزع محدثتها:
" مو مشكلتي يا حنان إن صقر اختار وحدة غيرج علشان يتزوجها، تعرفين ليش؟؟.. لأنج ما كنت في هواه... وقولي عني يلي تبيه؛ لأنه ما عاد يأثر علي.."
ابتعدت عنها على نداء خالتها أم صقر التي قاطعت حربهما:
" صباح الخير يا بنتي يا حصة، عساه نمتي زين وارتحتِ؟؟"
ولاح لها طيفه وهو يتهجم للغرفة بعنجهيته وغروره، فقالت بضحكة خافتة مصطنعة تضيع صورته من أمامها:
" الحمدالله يا خالتي ...."
تطلعت الخالة فوق كتف حصة وشاهدت أمارات الحنق والسخط تقطران من بؤبؤي ابنة أخ زوجها، وعلمت وأدركت أنها لم تدخر جهدا في سبيل سكب كل سمومها على المسكينة كما اعتادت دوما منذ صغرها وقالت مرحبة:
" هلا .. هلا بنتي حنان، شخبارج؟؟.. متى وصلتي؟؟"
وأجابتها بكلمة واحدة :
" أمس...."
ومن ثم استدارت وتحركت باتجاه منزل عائلتها، حركت أم صقر رأسها يمنه ويسرى بأسف...
" الله يهديج ويصلح حالج يا حنان... "
والتفتت باتجاه حصة وأخذت تطبطب على كتفها بحنو:
" لا تعطين يلي قالته بنت عمج سالفة، حنان من يومها وهي جذا، الله يهديها ويصلحها..."
ابتسمت حصة برقة وهي ترى القلب الطيب الذي تمتلكه هذه المرأة التي أمامها، فبالرغم من قلة التهذيب التي حصلت عليها من ابنة عمها إلا أنها اكتفت فقط بالدعاء إليها كي تعود لصوابها.
" ولا يهمج يا خالتي، أنا ما يهمني كلام حنان وخليها تقول يلي تقوله.."
ناظرتها الخالة بقوة ثم تنهدت بارتياح.
" والله تغيرتي يا حصة وما عدتي مثل قبل، الله يعطيج القوة والعافية.."
ثم شردت بملامحها ومسحت على وجنتها والأسف كان واضحا على محياها فتساءلت حصة وهي تمسك بكفها:
" عسى ما شر يا خالتي؟؟.. وشفيج انقلب حالج؟؟"
زفرت أنفاسها وقالت تدون أن تدور وتلف بكلامها:
" ولدي خسرج من لما دور على الشكل ونسى الداخل، ولما حصل الشكل قعد يدور على الداخل...."
حركت رأسها بحسرة، فلا فائدة من الندم، ولم تستطع حصة أن تقول ما يريحها، فهي تعلم وخالتها تعلم بأنهما ليس مقدر لهما أن يرتبطان.
" تعالي يا بنيتي... بغيتج تطلين على الجوري شوي، وتجوفين حالتها...."
وخطتا للأمام باتجاه منزلها القديم الذي غدى ملكا للصقر الجارح، ودار سؤال بخلدها واستحوذت الطبيبة على حقيقتها وتساءلت:
" خالوه... من متى والجوري على هذا الحال؟؟... أقصد البكم يلي فيها؟؟"
اعتصرها الكمد على حال حفيدتها وهمست تجيبها بعيون شاردة للخلاء من حولها:
" من سنة ونص، مثل ما قال علاوي.. إن ميرة صفعت الجوري وطاحت الصغيرة ودقت راسها بالطاولة بقوة، الدكتور قال ما فيها شي غير كدمة بسيطة وغرزتين ورجعنا البيت عادي، وصارت هوشة كبيرة بين صقر وحرمته واليوم الثاني عرفنا انه طلقها..."
اجترحت أنفاسها بعمق وهي تستذكر الأحداث الماضية ثم استأنفت تدلي خيبات أمل ابنها باختياره شريكة حياته، لم تكن مؤتمنة على فلذات أكبادهم، كما أنها لم تكن امرأة يعتمد عليها بإدارة شؤون منزلها.
" طيب يا خالتي.. متى لا حظتوا أنها ما تتكلم؟؟"
لم ترد الخوض بحياته وكيف تدهور زواجه للحضيض، فلا يهمها ما حدث له بتاتا، فاهتمامها بحالة الصغيرة المسكينة هي من جعلها تتساءل لمعرفة الأسباب، والتي أرجعت وخمنت ولابد أنها أصيبت بصدمة كبيرة اثر ما فعلته والدتها فيها.
" والله يا بنتي ما عرفنا غير بعد يومين، البنت كانت ساكتة وما تكلمت من يوم رجعنا بالمستشفى، فقلنا عادي.. يمكن بعدها متأثرة بيلي صار، لكن لما كنا بالمطبخ وطاح عني الجدر وما غير عيوني راحت عليها خفتها متروعة وجفتها تصارخ بس بدون صوت وهنا أنا تروعت وركضت على وليدي صقر فجا وحاول إنه يخليها تتكلم، لكن ما قدر... وعلى طول رحنا فيها عند الدكتور وهناك خبرنا انها ما تتكلم... وانتبهنا بعد أنها تخاف لما حد يتقرب منها، بس أنا الوحيدة يلي أقدر أقرب منها وطبعا أبوها وأخوها علاوي... "
" طيب... ما قال لها علاج أو أي شي؟؟"
حركت العمة رأسها باتجاهها وتوقفت عن المسير وأجابتها بصدق:
" يا بنتي.. ما عرف شو هي التفاصيل، بس صقر اتخبل من لما عرف إن البنت فيها صدمة بسبة أمها يوم صفعتها، وراح بيت أمها ناوي بالشر... ويالله بالقوة قدرنا نرجعه البيت.. بغى يذبح الحرمة ويروح هو فيها... وما خل مكان ولا دختر إلا ما راحه، بس مثل ما تجوفين... البنت مثل ما هي... ما أقدر أقول غير "قدر الله وما شاء فعل" والله يسامح أمها على يلي سوته "
فتحت الباب ودخلت تنادي على ولدها دون أن تترك لحصة السبيل للهرب من رؤيته بعدما حصل معهما بالأمس، ولكن بالجهة الأخرى كانت مهنتها تناديها بأن تلبي نداء الاستجداء الذي كان يطل بعيني خالتها.
دخلت تسمي بالله وشاهدته جالسا مع ولديه على الأرض وحولهما أطنان من الألعاب المتنوعة... تأملت هيئته البهية بابتسامته المنعشة، وبعينيه المتراقصة وهو يتطلع لابنته التي بحضنه ويقبلها فتبتسم، ويقبل ابنه المحتج والراغب بمثل تلك القبلة فلا يبخل عليه بل يمطره بالكثير منها، كانت لوحة فنية رائعة لأب حنون مع أطفاله الصغار... فيبدوا أن الزمن لم يغيرها هي فقط، بل جار على ابن عمها أيضا.
تغيرت الموجة... واختفت البسمة... واحتلتها ملامح مبهمة غامضة من كلا الطرفين.. ومقلتين ناظرتا بعضهما لثوان ثم ارتدت باتجاه آخر.
هتفت الأم دون أن تنتبه للجو المتكهرب:
" حسبي الله ونعم الوكيل..."
" وجفيج يا خالتي؟؟"
وارتدت ناحيتها قائلة بسرعة:
" نسيت أقول للشغالة تطلع اللحم للغدا اليوم، أبو صقر موصيني يبي مجبوس لحم.... برخصتكم، برجع بعد شوي..."
وقال يكسر الجمود الذي حل عليهم:
" حيا الله بنت عمي... اقربي...ليش واقفة؟؟"
واقتربت منهم ولم تستطع سوى أن تبتسم وهي ترى ابتسامة الصغير المتشدقه لرؤيتها مرة أخرى، وهتف وهو يفز ويسلم عليها:
" أنا اسمي علاوي... وعمري 4 سنوات، وهذي الجوري اختي وهي بعد عمرها 4 سنوات، ويقولون إنا توأم، أنا أمس ما قلتلج عن اسمي لأني نسيت، بس ألحين تذكرت.."
انخفضت لمستواه وصافحته ببشاشة وحب فطري ولدت عليه من طيبة قلبها:
" يا مرحبا بعلاوي... وأنا بعد نسيت أخبرك عن اسمي أمس، أنا اسمي حصة..."
والتفتت للصغيرة التي اندست بحضن والدها وانكمشت على نفسها وتشبثت أصابعها الصغيرة بقميصه الأبيض، فهمس لها بحنان وهو يربت على ظهرها يطمئنها:
" لا تخافين حبيبتي، هذي خالوه يلي خلت الحرارة تروح عنج أمس..."
ومالت حصة ناحيتها دون أن تبالي بمن يكون والدها، فلا تريد أن تحمل أطفاله ذنب ما جنته يداه.
" هلا بالأمورة الحلو... شو اسمج؟؟"
مدت يدها ناحيتها وتطلعت الصغيرة إليها من طرف جفنها بعيون فضولية ثم رفعتها للأعلى لترى ابتسامة كبيرة إلا أنها ارتدت على صدر والدها باحثة عن الأمان الذي سلب منها بلحظة واحدة، وعندما هم صقر بإقناعها... أشارت له حصة بأن لا يفعل، وابتعدت لمسافة غير بعيدة لتترك للصغيرة المساحة المناسبة كي تشعر بالأمان والراحة، وأخذت تتشاغل مع الصغير الذي رحب بها بحفاوة وركن بجانبها يحادثها بشغف ولهفة كأنه لم يكن يتكلم منذ دهور، وفتح له المجال الآن ليخرج ما بجوفه. تربعت حصة على الأرض والسعادة تملأها وهي تناظر الصغير الذي يخبرها بأحاديث شتى... منها الحقيقي ومنها الخرافي الممزوج بخيال الأطفال الغير مقيد، لقد أحبت الصغير كثيرا منذ اللحظة الأولى التي رأته فيها، وشعرت برغبة كبيرة بحضنه وبثه الحنان الذي لم يحصل عليه، ولم تدخرها لنفسها بل أحاطت بجسده الصغير بذراعها برقة ليستجيب لها كما دوارة الشمس وهي تميل لأشعة الشمس الدافئة ووضع رأسه على صدرها يستشعر تلك الأحاسيس التي يتمنى الحصول عليها دائما، رق قلبها له، وشددت من عناقها له ليحيطها الآخر بذراعيه الصغيرتين يضم جسده الضئيل إليها.. وأخذت تحادثه وتسأله عن دراسته ومدرسته ليجيبها بسلاسة وبين الحينة والأخرى تسترق نظراتها باتجاه الصغيرة لتراها تطالعهم باسترخاء وهي بين أحضان والدها.
كان يتطلع إليها... لابنة عمه التي لم يكن يطيقها باندهاش ورهبة... كانت تلاعب طفله وتحادثه بسهولة، تبتسم وتضحك على مغامراته، كانت ضحكتها حقيقية نابعة من خافقها وليست مصطنعة كي تجامله كما باقي فتيات العائلة من أجل أن تجذب انتباهه، شعر بقلبه يطرق، وعقله يدور بحلقات مفرغة، كيف تفعل هذا؟؟.. هي تكرهه.. بل تمقته!!.. يعرف هذا علم اليقين، فعينيها نطقتا بهذا وإحساسه لا يخيب، وهي محقة بكرهها له، فهو لم يدخر جهدا بسبيل تحقيرها والاستهزاء منها، بل وصلت لدرجة أنه قام بضربها.... تنهد بأسف على ما كان عليه بالسابق، ويبدوا أن الله قد عاقبه على سوء أفعاله مع ابنة عمه اليتيمة.
اعتصر صغيرته على صدره وقبلها ثم قال بعد فترة وهو يرى صغيره قد تركها للحظات راكضا باتجاه غرفته ليحضر شيء ما ليريها إياه، فاستغل الوقت وقال:
" اسمعي... علشان ....."
شعر بالخجل وبالتوتر، وعندما هم بالكلام قاطعته بصوت هادئ:
" ما له داعي تتكلم، وأظن كلامك ما يصير ينقال جدام الصغيرة...."
" بس أنا كنت أبي أتأسف وما كنت أبي أقول غير إني ما كنت أقصد يلي صار... كنت بس ياي علشان نتكلم بموضوع مهم..."
تحركت من مكانها على الأرض وابتعدت لتجلس على الكنبة وناظرت البعيد وأجابته:
" أنا ما بي أسمع منك شي غير كلمة وحدة وخلاص..."
اعتدل هو الآخر عندما شاهد صغيرته نائمة بحجره وعدل من رقدتها فسألته عندها باهتمام:
" انت أخذتها لدكتور نفسي؟؟"
أجابها وهو يناظر صغيرته بعيون غائمة:
" انت شمتانة على يلي صار فيني؟؟.. أكيد تقولين الله انتقم منه على يلي سواه فيني، ويستاهل أكثر من جذا وأشد..."
سكت وأخذت أصابعه تتلاعب بخصلات ابنته وأكمل:
" صدقيني... أنا بروحي أقول إني أستاهل، وأن هذي حوبتي على إني ما راعيتج وإنج يتيمة ومالج حد، خسرتي كل أهلج وييت أنا وكملتها وصرت أنا والزمن عليج...."
كانت تنصت وبداخلها تشعر بقلبها يبكي ويدمع على تلك الأيام الماضية، وأخذت ذكرياتها تتهافت مؤلمة وموجعة لروحها المسكينة... هو يقذفها بسبابه ولعناته وسخريته، هو يضربها، وهو... وهو... لم تكن علاقتها به سعيدة، بل كانت كلها حزينة، وقالت بهمس بعد أن عادت لحاضرها، فكما وعدت نفسها بأنها لن تتطلع للماضي، بل ستتطلع قدما لمستقبل وحياة خاليين من أي منغصات:
" ما له داعي هذا الكلام الحين، يلي صار صار وانتهينا منه...."
ثم رفعت عيناها باتجاهه واستأنفت بقوة وبمقلتين تبرقان بأمنية لن تهدئ سوى بتحقيقها:
" وإن كنت تتوقع مني إني أغير راي بموضوع طلاقنا فانت هنا غلطان!!...."
أصابه الذهول من طلبها للوهلة الأولى، ثم قال لنفسه:
" نعم... هي أبد ما راح تمثل وتخدعني مثل الباقيات علشان تكون معاي..."
فقال وعيناه تعانقان ملامح ابنته المسترخي بين ذراعيه:
" بس الكل يقول عكس يلي تبيه..."
ناظرته مدققة... وبأجفان مغلقة سألت بقلب راجف:
" والقصد..."
رفع رأسه وأجابها:
" يدي... أبوي... أمي.... كلهم يبونا نكون مع بعض.."
فقالت بتهكم:
" لا... دخيلك لا تقول لي انك انت بعد تبيني ومتمسك فيني؟؟... "
فزت من جلستها وهمست تجز على أسنانها بقوة خوفا من ايقاظ الصغيرة من نومها:
" تحلم.... انت تحلم... مستحيل نكون مع بعض... مستحيل ويه البومة تقعد مع شيخ الشباب..."
اقتربت منه واستطردت وهي تنحني :
" تعرف ليش؟؟... لأن هذي هي الحقيقة وما راح تتغير حتى لو أنا تغيرت شكليا، وصرت انت تجوف إني أناسبك علشان أكون حرمك المصون...."
اعتدلت، ورمته بسهام عينيها وتابعت بثقة وعزم:
" بس خلني أقولك إني أنا مثل ما أنا.. وأجوفك ما تناسبني أبد..."
ولم تعطيه المجال للحديث إذ استدارت مغادرة ولم يمنعها هو، فهو بذات نفسه محتار ولا يعرف ما يريد!!... وأثناء هذا خرج علي ومعه كراسة بين يديه واشراقة كبيرة احتلت وجهه الصغير، ولكن ما لبث أن تكسرت ابتسامته لرؤيتها متجه للباب... فهمها حاله... إذ رأت الخذلان بمقلتيه وخمنت أنه دائما ما وجده بحياته صغيرة السن هذه، فغيرت مسارها صائحة:
" تأخرت... فقلت أكيد نمت ونسيتني، فقلت أحسن إني أروح وأرجع بعدين..."
وتساءل برجاء:
" يعني كنت تبين تجوفين يلي رسمته؟؟"
وصاحت بانفعال:
" أكيد كنت بجوف ابداعاتك مثل ما تقول المعلمة... ولا لا تكون كنت تكذب علي؟؟"
عادت الفرحة تجتاحه وأمسك كفها بسرعة وأعادها لمكانها على الأريكة وجلس يريها ما رسمه على الكراس وهي تهتف بين الحين والآخر بالبطل والروعة والمدهش، وصقر جلس يتأمل جمالها ورقتها وحنانها العفوي، فلطالما كانت لطيفة ومراعية... رفع كفه باتجاه صدره وتساءل بحيرة قد تملكته منذ ظهورها...
"هل يمكن أن يحدث!!".
****************************
" انت جنيت يا سلطان؟؟... شو قاعد تقول؟؟"
" يلي سمعته، ورث أخوي احنا أولى فيه من حصة، هذي وحدة هايتة لاحسيب ولارقيب، والله يعلم مين مرابعة برع، ويمكن تعطيه كل حلالنا ونروح احنا فيها"
حدق راشد بشقيقه دون تصديق، هل ما يسمعه منه حقيقة أم خيال؟؟.. وسأله بهمس وذهول:
" انت تتكلم من صدجك؟؟.. هذي بنت أخوك!!...."
قاطعه وهو يشيح بيده بسخط:
" روح لا... قال بنت أخوي.. هذي إن ما يابت لنا مصيبة ونبتلي احنا فيها... عقب وين نودي ويهنا من العرب؟؟.. أقول... خلك منها وروح وقول لأبوي إنه يقسم بينا الحلال....."
وخرجت صرخة زلزلت أركان المنزل، كما زلزلت الأعماق:
" سلطان وويع... تبي تاكل مال اليتيمة؟؟.. حسبي الله ونعم الوكـ......"
ولم يكمل.. فقد شعر بألم حاد يخترق صدره، وشاهد السواد يلوح أمام مقلتيه، ومن ثم سقط يتوسد جسده الأرض، وكان آخر ما سمعه هو صراخ أبنائه... ولجة سوداء تسحبه بدوامة لا يعرف إن كان سيخرج منها هذه المرة.


ام حمدة 30-07-17 04:00 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
بنزل ألحين الفصل العاشر

ام حمدة 30-07-17 04:02 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفصل العاشر.........

وما السقوط إلا لتتوضح الأمور.. وتنقشع الغمامة التي غشيت العيون.. لترى ما كان مخفيا، وتشاهد ما غفلت عنه، وعندما تتفتح العقول والقلوب تستطيع بعدها أن تصحح ما اعوج بقراراتك السابقة، وتتخذ الطريق القويم.
سقط الجبل، سقط رأس العائلة... عزوتهم، وما أقواها على الجميع بلحظة ادراك الخسارة الفادح التي يمنون نفسهم فيها... ارتفع عويل الصراخ،، وناح القلب كمدا وخوفا على سيد العائلة، وتدافعت الأقدام والأيادي لحمل جسد كان لهم كالحصن المنيع يحميهم من مطبات الحياة، ويعينهم على الصمود.
" أبوي... أبوي... "
ولا رد...
" بسرعة... ييبوا السيارة..."
صرخ بها ولده الكبير راشد وقلبه يقصف برعوده خوفا من خسارة والده، فمهما كبروا واستقلوا بحياتهم يبقى الأب والأم هم مصدر الأمان ولا يريدون خسارتهم.
انحنا فوق رأس والده وأخذ يهمس بضياع بأن يبقى معهم وأن لا يغادرهم، ويده تجري على جسده تكمده وتمده من قوته لعله ينهض ويستجيب.
" لا تروح يا بوي.. لا تروح وتتركنا... "
والتفت للخلف صارخا بأوتار مشروخة راغبة بالبكاء والنواح مثلهم، وكم تمنى لو يستطيع أن يندب مثل النساء لعله يستطيع اخراج ما يعتمله من فزع:
" انخرسوا... ما بي أسمع أي صوت من وحدة فيكم...."
فصرخ خالد بفهم ودراية:
" حصة.. حصة وينها؟؟.. هي دكتورة..."
وبلحظة تجلي، وبلحظة ادراك وبرغبة بالتمسك بروح من كان لهم دعامة صرخ راشد بأعلى ما تمتلكها أوتاره:
" حصة... حصة.. بسرعة ييبولي حصة ألحين...."
*******************
كانت تجاور الصغير وتتطلع لدفتره عندما دفع الباب بقوة وارتد صاعقا الجدار ليطلق دويه بأركان المنزل جعلت القلوب تفز بين الأضلاع، والأجساد تتزلزل بمكانها، ومن كان غارقا بسباته نهض جازعا، ليهدر صقر بشقيقه أحمد:
" انت جنيت علشان تدفش علينا المكان جذا!!..."
ولم يأبه له... فعيناه مصقولتان اثر دموعه التي أبت النزول، وكانت تبحث عن منقذتهم، وما أن سقطت عليها حتى صاح مقتربا وممسكا بكفها يسحبها معه:
" حصة... تعالي بسرعة.."
وصرخ به شقيقه وهو يرى أفعاله الغريبة التي لم يعهدها عليه من قبل:
" أحمد... انت شو سالفتك؟؟"
وصرخ بكلمتين جعلت القلوب تصل للحناجر:
" يدي... طاح...."
وبسرعة البرق سحبت يدها وانطلقت للخارج وفؤادها يصيح بالرفض...
" ليس الآن.. وأنا للتو قد عدت لأحضانك.."
والآخر تبعها بعد أن أمر طفليه بالبقاء بمكانهما ونادى العاملة لتبقى بجوارهما
وخرجوا وأفئدتهم تناجي الرحمن أن يرأف بحالهم.
اخترقت حصة المكان لتصل لجدها المتوسد الأرض، وهتف عمها ما أن شاهدها:
" حصة... حصة يا بنتي، جوفي أبوي الله يخليج... "
وبعملية فحصت نبضه وتساءلت وعيناها تتابع شحوب وجهه، وعلامات الارهاق ظاهرة على ملامحه:
"شو صار؟؟.. شو يلي استوى؟؟.."
وطارت عينا عمها باتجاه شقيقه الذي وقف بعيدا متخشبا ومقلتيه لم تحيدا عن جسد والده النائم على الأرض لربما برحلته الأبدية عن عالم الأحياء، ثم قال ومقلتيه تعودان لوالده:
" ما عرف شو فيه، بس هو طاح فجأة ...."
فصرخت ....
" وين السيارة؟؟... بسرعة.. نبضه ضعيف، لازم ناخذه للطوارئ..."
وبالفعل دخلت السيارة يقودها فزاع، وحمل الجسد وأدخل السيارة برفق واقترب صقر وعلى وجهه علامات التيقظ والتصميم... دفع شقيقه عن كرسي السائق ليحتله وجلس والده مع والده بالخلف، ولم تكد حصة تستقل السيارة بجانب جده حتى هتفت خالتها بصوت باكي:
" يومة يا حصة.. ما يصير تروحين معاهم وانت ما لابسة عباية!! "
وتراجعت وأغلقت الأبواب وفتحت صمامات الجفون لتنعي مصابها وانطلقت السيارة تسابق الريح بقوة وثبات، ورغبة كبيرة بأن يمتلك جناحين ليصل به للمشفى بلمح البصر....
أطلقت العنان لساقيها بعد أن اختفت السيارة من أمام ناظريها، واتجهت للغرفة التي نامت فيها وبحثت دون أن ترى عن عباءة تقف حائلا بينها وبين وجودها مع جدها وصرخت بعجز:
" هو لازم نلبس عباية؟؟.."
واقتربت ابنة عمها مريم تلقفها العباءة التي كانت أمام ناظريها... فما احتل الصورة هو جسد جدها الممدد باستسلام تام لمصيره المحتوم.
ارتدتها على عجل وجرت للخارج لترى أن الساحة قد خلت من سكانها، وتلفتت والجزع قد استبد بها من أنهم تركوها خلفهم، لكن رؤيتها لراشد ابن عمها يخرج من ملحقه بسرعة جعل قلبها ينشرح وجرت تمسك بيده دون أن تشعر:
" خذني معاك...."
وسحبها معه هاتفا :
" يلا بسرعة خلينا نلحقهم...."
*********************
مكان ليس بغريب عليها، وحركة تدب هنا وهناك اعتادتها بعملها، وروائح ميزها أنفها ولكن الآن اختلف الوضع، فلم تعد المعالجة بل الشاكية، وانقادت ساقيها خلف ابن عمها بسرعة كأنها تهرول، وخافقها يضرب بقفصها يتمنى أن يسبقها ليصل إليه.
وصلوا للمكان المنشود وشاهدوا الجميع يقفون بالقرب من أحد غرف الكشف وما أن فتح راشد عمها فمه يبغي سؤال حصة عما من الممكن أن تدخل لتستطلع الأمر حتى علا صوت زعيقه بالخلاء:
" كله منج... لو ما رجعتي كان ما صار يلي صار..."
بهت الجميع من هذا الاتهام، وتجمدت بمكانها غير قادرة على الحراك من شدة صدمتها بما قاله، وطالعت ملامحه المكفهرة دون فهم بلما يتهمها بأنها السبب!!... وأكمل يسكب عليها من لعناته وسبابه وبرغبته برحيلها وعودتها للمكان الذي كانت فيه، وظلت هي متيبسة كأن جذور عملاقة قد نمت وشبثتها بالأرض غير قادرة على زحزحتها، حتى اختفت ملامح عمها واحتلت مقلتيها بياض، وتساءلت... هل ماتت بمحلها أم ماذا؟؟.. عندها علمت لمن هذا البياض... بعد أن التقطت أذنيها صوته القوي...
" عمي... لو سمحت ماله داعي تتهم منا والطريق، وحصة ما لها دخل بيلي صار، وكلنا نعرف إن يدي من قبل وهو مريض، وقلبه ما يتحمل أي شي... وأي انفعال زيادة يضر بصحته.."
توسع جفنيها غير مصدق ما تسمعه!!.. هل أصابها الطرش أم أن هذا هو صوته؟؟.. أم أنها بالفعل قد أصابها شيء ما؟؟.. هل هذا صقر ابن عمها من يدافع عنها؟؟...
هتف العم ناقما على ابن شقيقه دفاعه:
" من متى وانت تدافع عنها؟؟.. مو هذي يلي كنت ما تدانيها؟؟.. مو هذي يلي حاولت تطلق منها وتفتك منها؟؟"
وأجابه بهدوء، وعين العقل قد تفتحت ورأت ما كان غائب عن الذهن، من أنهم كانوا ضحية قرارات كان القصد منها التوفيق بين اثنين لم يكونا حاضرين بحياة أحدهم الآخر.
" كل شي تغير وما عاد مثل قبل يا عمي، وماله داعي نفتح القديم..."
وخرجت من خلفه وواجهت عمها، فلم تعد تلك الفتاة التي تخشى القتال، وتتقهقر كلما صادفتها محنة أو مشكلة:
" ما هو بوقت عتاب يا عمي، خلونا بالأول نطمن على يدي وبعدين يلي عنده شي يقوله، وأنا موجودة وماني متحركة من مكاني..."
قالتها بشجاعة وهي تناظر عينيه، لم تعد تهاب أحدا، حتى قاطعهم راشد( ابو صقر) موجها حديثه لشقيقه الذي يرى ظلمه يستفحل دون أن يوقفوه عند حده، لكن الآن وقد تجاوز كل الحدود.
" سلطان..... "
وعندما هم سلطان بالكلام معترضا وباغيا سكب سمومه على تلك المسكينة التي لم يكن لها يد بما حدث، سوى أنها كانت مبرر ليوقع عليها أخطائه... سحبه راشد من ذراعه مبتعدا عن الجميع وعندها ...
" صدق انك ما تستحي على ويهك ولا تخيل!!.. يعني انت يلي سببت المشكلة ورحت ورميتها على هذيج المسكينة!!.. خاف ربك، اتق الله بهذي اليتيمة، هي لا طلبت فلوس ولا شي، راجعة تبي يدها.. تبي أهلها... احنا أهلها ولا نسيت يا خوي؟؟.. نسيت أخوك وهو يوصيك ببنته؟؟.. نسيت حلفك بالله انك بتصونها ومحد راح يكضمها؟؟...."
سكت راشد وتطلع لشقيقه مطأطأ الرأس وأكمل ضاربا على صدره:
" يا الله... بس لو تعرف إن أخوي ياني بالحلم وهو يبجي، أخوي يبجي ويأشر لبنته البعيدة، أخوي كانت دموعه تنزل اربع على خده، كان يتعذب مع بنته، يتعذب بقبره.... "
غط وجهه بكفه ودموعه قد أحرقت مآقيته وهو يتذكر الحلم الذي زاره بالأمس... استغفر الله ثم أكمل بهمس مؤلم:
" تبي فلوس؟؟.... أنا بعطيك من فلوسي، لكن فلوس اليتيمة خلها لها، ويلي تبيه من النص مليون للمليون أنا بعطيك..."
وأشار برجاء:
" لكن ولي يرحم والديك.... خل فلوسها لها...."
وتركه عائدا بعد أن استجمع شتاته تاركا خلفه شقيق عجز عن الرد، وادراك قد عاد لعقله الشارد وتساءل بصوت مسموع ومذهول وقد استيقظ من كان غاطا بسبات عميق:
" وشـ سويت يا سلطان..."
اقترب العم راشد من ابنة أخيه واحتضنها لتتقبل صدره برحابة صدر، وأمسكت به تدعم نفسها، تسند ظهرها الذي كاد أن ينكسر بلحظة جشع تملكت العم.
" لا تفكرين بيلي قاله عمج، هو ماهو بصاحي، انت تعرفين شو كثر متعلق بأبوي، انت بس لو تعرفين شو سوى لما طاح أبوي أول مرة... ما غير يالس عنده وما ترك حد يدخل عنده غير لما الدختور طاع يدخلنا ويسمح بالزيارة... "
وقهقه يدخل المرح للجو القاتم إلا أنها لم تستجب، وظل صوت صدى اتهامات عمها يحتل فكرها، فعاد العم يخفف من وطأة ما قاله شقيقه وكفه تتحرك على ظهرها بهدهده:
" بتجوفين.. ما راح يمر باجر إلا وهو جدامج وياخذج بحضنه ويقولج أنا ما كنت صاحي..."
كان يراقب خلجاتها الجامدة ويعلم أنها لا تصغي لحديث والده، فما قاله عمه صعب احتماله، فكيف له أن يتهمها بما لا يد لها فيه!!.. وكم تمنى بتلك اللحظة أن يكون مكان والده ويواسيها ويأخذها لمكان بعيد ويحميها من......
اعتدل فجأة كمن لدغه عقرب، وصم السؤال أذنيه وارتفعت وتيرة أنفاسه:
" وشفيك يا صقر؟؟.. انت جنيت؟؟.. شو قاعد تفكر؟؟... هذي بنت عمك يلي كنت ما تطيقها....."
قاطعه خروج الطبيب وقال على الفور بأن جدهم يحتاج لعملية قسطرة.. فالشريان عاد للانسداد ولابد من اعادة مجرى الدماء للحركة، وبالفعل وقعت الأوراق وأدخل الجد للعمليات وظل بالداخل لمدة ساعة ثم خرج ووضعوه بغرفة خاصة حتى مر الوقت واستيقظ لتتهلل الوجوه بالبشرة والسعادة لعودة عزوتهم إليهم.
************************
مر عليهم اسبوع منذ أن خرج الجد من المشفى ومكثت حصة معه تساعده وتعينه بأخذ أدويته بوقتها، واهتمت بمأكله ومشربه وراحته وعادت الأمور لروتينها باختلاف مع بعض الأشخاص التي تحولت حياتهم وتغيرت نظرتهم للأمور... انعزل سلطان بمنزله وانكفأ بغرفته يفكر ويتفكر بالحال التي غدى عليها...
لطالما عشق المال، وكان شغله الشاغل بكيف يجمعه كيفما كانت الطريقة، فلا يهمه سوى أن يرى الأوراق النقدية تتزايد أرقامها في البنك... ولم يلتفت لما حوله، وما هو الدمار الذي خَلَفَهُ خَلْفَهُ أثناء سعيه لجمع الأموال... لم يدرك كم الخسارة التي هوت عليه سوى بعد أن وقع والده أمام عينيه، عندها فقط ...أدرك أن المال ليس هو مصدر السعادة، بل وجود أشخاص نحبهم يقفون بجانبنا بوقت السقوط، فتساءل... " لو سقط هو.. هل سيجد من يمد له يد العون؟؟..."
ليجيب على نفسه:
" لا... لن يجد".
ارتخى رأسه بين كفيه مستنجدا بمن تركه غافلا بعتمة بحثه عن ملذات الحياة ناسيا بأن الموت يأتيك بغفلة منك...
" يا الله... سامحني يا رب... سامحني يا رب....أنا أخطيت بحق عيالي وبيتي وأهلي.. وخاصة بنت أخوي..."
شعر بالألم يفتك برأسه.. فاعتصره بشدة يبغي ازالته لكن هيهات وصوت الضمير الحي يسلطه بالحقيقة... وبلحظة سمع صوته ينادي، فخفق صدره بشدة، وأحس معه بأن روحه ستهفو مع الصوت، ولكن مع انتهاء الأذان وضع كفه على صدره ليعرف بأنه ما يزال على قيد الحياة، فنهض يلبي النداء.. ولأول مرة بعد أن تبع شهوة المال وأضاع من ستكون منجدته أقبل يصلي يناجي دامع العينين بأن يقبل الله توبته....
دخلت زوجته شيخة مذهولة ومصدومة من رؤيتها لزوجها وهو يصلي، فهو لم يصلي منذ سنوات طويلة فقد تركها بخضم لهوه.... واقتربت بهلع واحساس غريب يجتاح صدرها، ورهبة سماعها لزوجها وهو يطلب السماح من العلي القدير أن يقبل توبته.... مالت على جسده وقلبها استبد به القلق عندما لم ينهض من سجوده وقد اختفى صوته .
" بو راشد... بوراشد... انت بخير؟؟"
لم يستجب لندائها الخافت، فرن ناقوس الخطر وطرق صدرها بشدة، وزاغت عيناها بخاطرة فقدها لبعلها... فهزته بقوة وعلت بندائها:
" بو راشد... قوم يا ريال... وجفيك ما ترد علي؟؟"
وارتاحت أساريرها عندما اعتدل بإرهاق شديد، ولم يبالي بإخفاء دموعه التي بللت لحيته البيضاء، والتفت إليها هامسا:
" سامحيني يا شيخة، سامحيني.. أنا أخطيت بحقج....."
تراجعت بخوف وازدرت لعابها وارتجف جسدها وتأتأت متسائلة:
" أنت... أنت.. شو تقول؟؟"
" أنا ما داريتج ولا اهتميت بعيالي، كنت بس أعطيكم الفلوس علشان أفتك من المسؤولية، حسبت بالفلوس إن كل شي زين، لكن.... لكن.. لما جفت أبوي يطيح جدام عيوني بسببي......"
كتم نوبة بكاء أوشكت على الخروج بقبضته، وكتمت هي نشيجها بكفها والرهبة من حديثه أفزعها فهتفت:
" انت بتموت؟؟"
وناح بقلب مثقل بالذنوب:
" آه يا شيخة... آه... ما بي أموت وأنا على هذي الحال... ما بي أموت وأنا مقصر بربي... لما طاح أبوي وحسبته مات خفت إني أموت أنا بعد فجأة وأنا ما سويت شي بدنيتي غير اني وفرت الفلوس وبس...."
اقتربت منه وربتت على ظهره، والصاعقة تضربها أيضا من أنها هي أيضا لم تفعل شيء بحياتها... أرادت الحديث، أرادت التفوه بحرف واحد تجعله يتجلد أو أن تعود كعهدها تخبره بأن ما يقوله مجرد هراء، لكن قلبها خفق يطلب النجدة، يطلب الطهر والنقاء، فيكفيه كم المعاصي التي تكالبت عليه، فسقط جسدها للخلف وانحنى ظهرها وشعرت معه كأن أوزان ثقيلة قد تراكمت عليه.
أمسك سلطان بيد زوجته وهمس:
" خلينا نبدأ من يديد يا أم راشد، خلينا نصفي النية، ونقبل لربنا......"
قاطعته خائفة رافضة وسحبت يدها متراجعه ورأسها يتحرك دون هوادة:
" انت وجفيك يا بو راشد قلبت علينا مطوع؟؟... أبوك ما عليه إلا العافية، وهذاك هو بخير، وبنت موزة تراها تراعيه وما يحتاي كل هذي الزوبعة...."
ونهضت هاربة مما يريدها أن تقوم به ونسي هو بأن الله يهدي لمن يشاء:
" أنا ييت أخبرك إني بحجز لي ولحنان تذكرة وبنسافر كم يوم نغير جو، خبرك محتايين نغير جو بعد يلي صار..."
وأغلقت الباب خلفها كي لا تسمع ما لا تريد سماعه، وتركت خلفها رجل يعود لندب ماضيه التعس ويطلب الصفح والمغفرة ودعوة بأن الله يهدي قلب زوجته وأولاده لطريق الصواب.

************************
أما الآخر فكان حاله مختلفا.. فتفكيره انصب بضياع وتيه في بحور طيبة ابنة عمه، وما كان معميا عنه ظهر معلنا أنه قد خسر كنزا ثمينا كان من الممكن أن يكون له يتمرغ بين خيراته.... ولكنه كان غبيا معميا مغرورا ليراها غير كفوءة لتكون من مقامه... تنهد وهو يرى ابنه جالسا يرسم بابتسامة صارت رفيقه الدائم، وابنته صارت مختلفة ولو قليلا، فقد بدأت تقبل للحياة وتراها بمنظور مختلف، وبدأت تتقبل الجديد بحياتها بانفتاح ودون خوف، فخلال أيام قليلة استطاعت ابنة عمه أن تغير أحوال طفليه، وأصلحت ما أفسدته والدتهم بتهورها وأنانيتها، فعادت ألبومات الماضي تطفح بآلامها التي اقتات من حياته الكثير....
كان قد بلغ 20 عندما تزوجها.... كانت شقيقة أحد أصدقائه.. فقد شاهدها معه بأحد المراكز التجارية وفتن بجمالها، ولم يدرك أن ما خفي ما بالقلوب سوى بعد أن سعى للزواج منها لمعرفته بأنها المرأة المنشودة التي ستكون شريكة حياته، فشقيقها ونعم الرجال، وبعد أن جمعهما منزل واحد سعى لتعيش معه برخاء ولم يبخل عليها بالغالي والنفيس، وهي أيضا لم تبخل عليه من محبتها، ولكن تغيرت الأحوال عندما علمت بحملها.. كرهته وأرادت التخلص منه، لكنه رفض.. فالغاية من الزواج هو انجاب الأطفال وانشاء أسرة والاستقرار... تغيرت وصارت عصبية المزاج، متطلبة، وما كان غافلا عنه ظهر معلنا عن نفسه، كانت حقودة حسودة مع كل ما تراه من بذخ وثراء ينسكب على الجميع، كانت تتمنى أن يكون كل شيء لها، وتحمل هذا كله مبررا أنها هرمونات الحمل كما قالت الطبيبة، ولكن هذا استمر حتى مع ولادتها لأطفاله.. فقد كرهتهم واتهمتهم بأنهم أفسدوا جمالها وجسدها، فأهملتهم ولم تهتم بهم وسعت لنفسها فقط، فكثرت مشاجراتهم.. حتى جاء اليوم الذي قطع الخيط الرفيع الذي كان يربطهم مع بعضهم .... كانت ابنته تبكي بشدة بسبب ألم في معدتها وجاءت تشكي حالها ببكاء حار وبدل أن تهدئ من وجعها حتى زادته أضعافا مضاعفة، اذ انزعجت من بكائها فما كان منها سوى أن نهرتها لتصمت إلا أن ابنته لم تستجب لشدة ما تعانيه من ألم، فنهضت من كرسيها كما المارد العملاق ولم ترحم حال طفلتها ورفعت كفها وأطاحت به على وجنتها الصغيرة ولم تدرك بأنها كانت قريبة من الطاولة إلا بعد أن اندفع جسدها الضئيل بقوة واصطدم بها ثم همد على الرخام والدماء تنضح من رأسها... وكان هذا على مرآ من صغيره.
عاد من رحلته وقد ضج رأسه بالحزن وأخذ يناظر طفليه بحنان وتساءل...
"يا هل يا ترى... هل ستوافق على طلبه؟؟"
***********************
" تعبتج معاي يا بنتي..."
وضعت صحن الشوربة على الطاولة والتفتت إليه وحاجبيها متعانقين بتقطيبة، وتخصرت قائلة:
" أفا يا يدي... لا تقول هذا الكلام!!.. انت لو تطلب عيوني أعطيها لك فدوه، بس انت تطلب وتدلل..."
وأهدته أحلى ابتسامة ثم حملت الصحن واقتربت منه...
" وألحين... لازم تشرب الشوربة وتتغذا زين علشان ترجع صحتك أحسن وأحسن..."
ظل الجد يطالعها وبعينيه حديث كثير حتى همس جعل رأسها ترتد بسرعة:
" سامحيني يا بنتي... أنا أخطيت بحقج..."
حركت رأسها رافضة ورددها لسانها :
" لا يا يدي... لا تقولها..."
" بلى يا بنتي.. أنا أخطيت وأطلب منج السماح...."
اقتربت منه وأمسكت بكفيه تقبلهما وتعود للرفض:
" لا يا يدي... لا تتأسف... لك الحشيمة..."
اعتصر كفيها وأكمل بعد أن طبع قبلة أبوية على رأسها:
" يا بنتي أنا جفت الموت بعيني، وحسيت إن ربي يعاقبني على يلي سويته فيج، يا بنتي أنا يلي سويته علشان مصلحتج أو هذا يلي حسبته..."
تنهد وزفر ثم استطرد بعد أن منعها من مقاطعته وأجلسها بقربه لتستمع إليه:
" أنا ما زوجتج لصقر إلا لأني جفت فيه الريال يلي راح يصونج ويتحمل منج، ويكون لج سند بهذي الدنيا بعد ما نموت، لكن ما عرفت إني غلطت غير لما صفعج بذك اليوم، وفكرت إني أكنسل العرس، بس قلت يمكن يتراجع بعد يلي صار، لكن يوم شردت من البيت قلت لا... أنا أخطيت وايد بحقج وكنت غلطان..."
ناظرها بعينين ذابلتين اثر مرضه ولكنها كانت تنطق بالصدق والرجاء بالصفح.
" يا بنتي... احنا بني آدم وكلنا نخطأ ومو كاملين والكامل الله سبحانه، فالسموحة منج يا الغالية..."
وأقبلت تقبل كفيه ودموعها تنحدر على خديها شلالا غادرا:
" لا تتأسف يا يدي!!.. أنا أصلا ما شاليت عليك أبد، وكنت عارفة انك تبي لي الخير، والمفروض أنا يلي أتأسف لأني شردت من البيت من دون شور ولا خبر، بس أنا كنت أتـ......"
وقطعت كلمتها فلم تقدر على البوح بمكنونات قلبها تخبره بكم تكابدت من الآلام وهي تستمع لرنين الهاتف دون أن يتلقفه حد، حتى قال لها وهو يدير وجهها ناحيته، ويمسح دمعاتها الهاطلة:
" لا تبجين يا بنتي.. أنا عارف اني قسيت عليج، بس صدقيني كان غصب عني، ولما قلت إنج متي علشان مصلحتج، سلطان تحلف وتوعد إنه يلحقج ويذبحج وما قدرت غير إني أموتج بالحيا قبل لا تموتي عن دنيتي..."
لا تصدق ما تسمعه!!.. هل عمها أراد موتها؟؟.. لكن لا يهم ولكن أرادت أن تسأل وتعرف:
" طيب... ليش ما رديت على تليفوني؟؟.. كنت أتصل فيك كل يوم، قلبي كان يتقطع يوم ما ترد علي...كنت أبي أقولك جوفني وشصرت.."
وناحت ببكاء صامت ليحتضنها ويخبرها بالحقيقة، فلا مجال لإخفائها بعد الآن، فهو يريد الرحيل من هذا العالم طاهر القلب خال من حمل أثقال تجعله قابعا بالأعماق:
" ومين قالج يا بنتي اني مو متابع أخبارج!!... أنا كنت أعرف كل شي عنج من خالج..."
وهتفت والذهول قد تملكها من أنه كان يتتبع أخبارها، يعني لم يتخلى عنها، لم يتركها وحيدة تتخبط بدهاليز حياتها.
" طيب... ليش كل هذا السكوت؟؟"
" خفت لو يعرفون إني أتواصل وأعرف أخبارج عمج يروح ويدورج ويسوي فيج شي، وذيج الساعة... صدقيني كنت بذبحه وأشرب من دمه، فعلشان جذا سكت..."
وما كان في القلوب باحت فيه الحروف، وعادت الروح تستكين بحب ومودة بين أركان منزلها، مر بعض الوقت حتى هدأت وتيرة عواطفهم ثم سألها بثبات:
" وألحين يا بنتي... بسألج وبخيرج وما راح أجبرج بشي ما تبيه بس بشرط واحد، أبيج ترجعين لبيتج وكفاية غربة...."
" تم يا الغالي، وأنا كنت أصلا أبي أقعد هني وما أرجع، بس..."
وأكمل:
" خليني أقول يلي عندي.... "
نفس عميق وأسر وعيناه تعانقان عيناها الفضوليتين:
" تبين تتمين حرمة صقر ولد عمج؟؟"
تراجعت بصدمة، ورمشت دون تصديق، أيسألها؟؟.. أيخيرها؟؟.. هل ما سمعته صحيح؟؟.. هل يسألها أن تريد حريتها أم تظل بقيدها؟؟..
فقالت دون تردد:
" ما بيه يا يدي..."
" تم..."


ام حمدة 30-07-17 04:08 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
قراءة ممتعة يا صبايا ...
أظن إني صدمتكم بالأحداث وما توقعتوها جذا صح ههههههههه
بس هل تعتقدون إن صقر يطلق حصة مثل ما طلب الجد؟؟
وشو هي توقعاتكم للفصل الأخير؟؟
جذا أنا اليوم نزلت فصليين
وبجذا يبقالنا فصل واحد والأخير ...
بشكر البنات يلي شاركوني بمداخلاتهم الممتعة جدا ولي عودة بالرد على تعليقاتكم
طيب باقي البنات عطوني رايكم بالفصول أو الرواية ولو بكلمة بسيط
أظن أنه يحق لي بهذا الشي علشان أعرف رايكم بالرواية
موعدنا غدا باذن الله مع الفصل الأخير...

مكاويه أصيله 31-07-17 01:39 AM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
ررررروعه
صقر وحصه اروع شي
ياريت يتزوجها وتربي عياله

زارا 31-07-17 02:35 AM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
لااااا والله مب على كيفها حصيص تعلقنا بقصتها وعقب تقول ما ابيه..
الا تبيه وهي ماتشوف الدرب.. والله عليه جدها بغيناه عون وصار فرعون الحين بدال مايقول لها تمي مع صقر عشاني ويحط يده على قلبه ويقول آآه آآه البي البي وافقي والا بموت الحين يقول لها تم.. لاااا ماتم ولا راح يتم وتتميمك لطبلها ماتم ياا الشيبه..ورنا وش عندك..>>فيس حمقان مرره
يااويلي صدق لو يغصبونه يطلقها؟؟ والله بيوريهم الشغل العدل على كيفهم يزوجونه ويطلقونه وهو رجال الحين بشنباته وابو عيال؟؟ لااا والله مب على كيفهم..
على اني توقعت ان قصتهم تنتهي بالانفصال والطلاق بس ماحبيت هالفكره اللي شكلها هي فعلا اللي بتصير.. وبتصير حصه درس لصقر ولغيره بانه مايعتبر بالشكل والعبره بالمضمون ..وبيطلق حصه وهو ميت حسره عليها وعلى حياته اللي ماعاشها معها..
بس يرجع الامل بانها ترضى ترجع له... وماراح اقول تحبه ولكن تتقبل وجوده بحياتها.. ومرات اقول بيطلقها بس بيرجع ويخطبها وبتوافق عليه من طيب خاطرها..
ام حمده تبين الصدق احس القصه تحتاج اربع اجزاء بعد احس 11 بارت مايكفون بقصتنا.. احس ان فيه احداث باقيه ماحصلت حسب توقعاتي..هخهخهخهخه
ابو راشد الله يهديه ويتم عليه بالهدايه يعني تووبته الله يقبلها بس ما اقنعتني.. ماضحكني الا بنت ابليس حرمته وهي خايفه من توبته وتقول انت بتموت.. وعقب يوم يقول لها توبي خافت تتوب..ههههههههههه
ام حمده بانتظار البارت الاخير بكل شووووق وياليت تحقيقين احلام الشعب وتجمعينهم مع بعض.
يووه نسيت اشكرتس يااقلبي على البارتين اللي نزلتيهم رووعه ومفاجئه تجنن وفكيتينا من محاتات الشايب وعسى مامات لكن الأكيد انتس بتنزيل الفصل 10 فكيتينا من توقعات كانت بتكون بلااوي..هخهخهخهخه
دمتي بود

NoOoFy 31-07-17 03:19 AM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
بارتين صاروخ
النوم النوم بس قلت لازم ارد الحين وبكلمتين
خير يالحص ماتبين من ان شاءالله اكيد مهوب صقر اكيد ماتبين شي ثاني
لاتخليني اقلب عليتس انتي مالتس سند الا صقر
متاكده ان صقر بيرفض وعياله بيكونون ورقه رابحه عند صقر
حصه بتتعلق بالصغار وتبيهم بس مافيه تبينهم ابوهم معهم
ولا العيال بدون ابوهم ماتصير حبيبتي

وانت يابوراشد لاتخليني ادعي عليك واقول ليتك ماقمت من طيحك يعني سبع اسنين البنات معلقها في رقبة الولد وغاصبه ومنكد عيشته ثم يوم زانت له وبغها تقول تم للطلاق لا يحبيبي
الصقر مهوب لعب ولا كل طير يتاكل لحمه

صقر البنت مهيب تنوم في بيتكم هجوم عليه في العتمه وصرف مريم واعلن زواجك من حصه رسمي واذا صار حمل في ذيك اليله ماعليه خير وبركه
هبلتو في الولد وربطتوه في البنت وهي بومه ورفضتو يطلقها يوم صارت غزال تقول تم للطلاق
لاتم ولا قاله الله

ام حمده طلاق مافيه والصقر للحص والحص للصقر
اللي يقول غير ذا الحتتس ياويله

النوم النوم كابس ودي برد اطول ننتظر البارت ويوم عرس صقر وحصه الاسطوري
الفستان جاهز حددي الموعد والكل معزوم وكلووووووولووووووش

شبيهة القمر 31-07-17 12:20 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
NoOoFy ههههههههه الله يوسع صدرتس بالعافيه ضحكني ردتس الله يسعدتس مرره ماعندتس وقت ههههععععههه
ام حمده.. اتوقع الجد بيقول للحصي بنخليكم وقت خطوبه وتعرفي عليه ان شفتي منه شي كدر خاطرتس مالتس الا يطلقتس منه وهو مايشوف الجاده.. لكن الحين مافيه سبب للرفض
اتوقع حصوصي بتعالج بنت صقر او بتكون السبب في علاجها يمكن تعرضها على طبيب نفسي وتتواصل معه ويمكن الطبيب يقول لازم تعيشون مع بعض علشان البنت تحس بالاستقرار والامان ههههه
واحتمال ثاني ان حصوصي بعد ماتتعالج الجوري تتعلق فيها وتسميها ماما ويمكن هنا الدكتور بيقول اذا رحتي عنها بيسبب لها صدمه نفسيه وتفقد النطق للابد عاد هنا حصوصي قلبها طيب وبترضى تعيش مع صقر علشان عياله
يالله ياام حمده تخيري بين هالتوقعات المهم ان حصوصي ترجع للصقر..
مشكوووره ام حمده على البارتين الف شكر لتس يالغاليه وبانتظاار البارت الاخير بكل شوووق

من فهمني ملكني 31-07-17 12:57 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
الله يسلمج حبيبتي على هالبارتات الجميله
الحص متى يطيح الحب اللي براسها هذا والصقر سلم الرايه خلاص
بجد حزينه ان اليوم اخر بارت تسلسل سريع بالاحداث لكن بترتيب مايحسس القارئ انه في شطحات بالاحداث
الجد اكيد له حكمة من موقفه الاخير ومتأكد ان الحص ماراح تعصاه
بانتظار نهايه ترضينا جميع وعساها يدٍ ماتمسها النار ياقلبي

ثرثرة حنين 31-07-17 02:02 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

روايه جميله وممتعه واسلوب سلسل لذيذ

وننتظر حصه كيف راح تجبر صقر يطلقها او صقر كيف راح يقنع حصه تستمر معاه

اعتقد صقر راح يستغل اعياله الي تحبهم حصه عشان يضغطون عليها ويخلونها تستمر مع ابوهم علشانهم

ام حمدة 31-07-17 06:38 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفصل الحادي عشر...( الأخير )
وما الثقة بالنفس إلا هي مفتاح النجاح، فأعطي لنفسك الفرصة لتخوض غمار الحياة بثقة وعزم بأنك قادر على النجاح.
مر على عملها في المشفى ثلاثة أشهر... وخلال أربعة أشهر تغيرت بها حياتها، والأهم كان أن نالت كسر صك قيدها... لقد غدت طائر حر دون سلسلة وهذا بفضل جدها الذي سعى لتحقيق طلبها، فكما قال:
" أنا يلي أخطيت ووجب إني أصلح الخطأ.. حتى لو كان عكس ما كنت أبيه"
سارت بين الممرات متحركة باتجاه الكافتيريا بعد أن حلت فترة راحتها، ولوحت لإحدى الفتيات التي لوحت تخبرها بمكانهم... وما أن جلست حتى بادرتها بالسؤال بهمس خفيض:
" أقول... حصوه... صح يلي سمعته؟؟"
ابتسمت لصديقتها الصدوق مرام التي ما أن علمت بأنها ستستقر في وطنها حتى طالبت وترجت زوجها بشد الرحيل إلى هناك، وبالفعل وافق... فقد أراد هو أيضا ترك كندا والعودة، فلم يعد بمقدوره العيش فيها دون صحبه تماثله بالدين والوطنية، وقد اشتاق لأرض الوطن حتى لو لم تكن له عائلة تنتظره هناك، فقد كان يتيم الأبوين، وربته جدته حتى توفيت، وما أن أنهى دراسته حتى غادر طالبا العلم بالخارج واستقر هناك والتقى بزوجته مرام وقد وقع بهوى عفويتها واندفاعها وحكمتها ورجاحة عقلها فتزوجها وبقيت معه كزوجة تتبع زوجها أينما كان، لكن بعد هذه المدة الطويلة ارتأى أن عودته لدولته أفضل بكثير من بقائه لمدى الحياة في الغربة، وفضل العودة كي يتعلم أطفاله أصول بلاده، حتى خالها قد سار على نهجها وعاد هو مع زوجته وأطفاله للدولة التي كانت مرحبة بأبنائها التائهين.
" وشـ يلي سمعته؟؟"
سألتها حصة لتميل مرام ناحيتها وأسرت بوشوشة دون أن تسمعها باقي زميلاتها:
" إن الدكتور عادل ألحقوه هنا في المستشفى..."
أملت حصة على عامل الكافيتريا ما تريده ثم أجابتها دون مبالاة:
" هي... صح.."
" وانت شو رايج بالموضوع؟؟"
دارت برأسها باتجاهها وبحاجبين مقطبين تساءلت:
" راي بشو بالضبط؟؟"
أصاب الحنق صديقتها وقالت بسخط وهي تشد على نواذجها كي لا ترفع صوتها ويسمعها الباقون ويكونوا حديث القال والقيل:
" يعني قاعدة تستغبين؟؟.. الريال لاحقنج من كندا للإمارات بعد ما عرف إنج تطلقتي، وانت تقولي راي بشو؟؟"
رفعت كتفيها دون اهتمام وأجابتها بهدوء:
" ما يهمني.. وأظن إنج عارفة إني ما أفكر بموضوع الزواج لأن ودي أكمل وأتخصص بالجراحة...."
اعتدلت صديقتها وزفرت بغيض وقالت وهي تقضم شطيرتها:
" بس هو رايه غير، وأظن إنه لو تزوجتيه راح يكون مثلج.. يعني دكتور ودكتورة، وراح يوقف معاج ويعينج ويساعدج بشغلج... بعكس ولد عمج يلي يشتغل بالعسكرية، ما غير عندهم ضبط وانضباط..."
أمسكت حصة صحنها بعد أن قدمه العامل وشردت بابن عمها الذي تغيرت أحواله وصار يدهشها ويثير بداخلها العجب من معاملته الطيبة، ومن حديثه، ومن لباقته، وأسلوبه الجديد لمحاولة جذب انتباهها بكل شيء....
لكزتها صديقتها وحاجبيها الأنيقين يتراقصان بخبث....
" أقول يا الحلو.... ترى كل ما طرينا ولد العم طار العقل والفكر معاه..."
تنهدت حصة وصرحت:
" بصراحة يا مرام... صاير متغير معاي وايد وما عاد مثل اللول، صار يحاول يتكلم معاي، يسألني ويطلب النصيحة، ويسألني عن أحوالي وإن كنت بغيت شي، ويتكلم معاي عن عياله، ومن غير الهدايا يلي كل يوم والثاني تكون غير شكل، ومرات يطلب مني إني أروح معاهم السوق علشان يشتري ملابس ويتحجج إنه ما يعرف... وللعلم إنه عنده ذوق رفيع المستوى، حتى سألت اخته مين يشتري ملابس لعياله لأن ما شاء الله ذوق فقالت إنه هو يلي يشتري...."
اتكأت على الكرسي وصفرت مرام بإعجاب لتنهرها حصة بضيق:
" اسكتي يا حرمه... فضحتينا...."
لم تبالي وهتفت وهي تمسك بصدرها، وتسبل برموشها وتتنهد بحرارة:
" الحب.. الحب يا عمري وما يفعل.. يقولون ترى يأتي الحب بعد عذاب، والحبيب عرف قيمتج بعد ما رحتي من ايده..."
نهرتها وقلبها يطرق بين أضلاعها من غير ارادة :
" انت شو تقولين يا مرام؟؟.. بلا حب ولا خرابيط... ولد عمي ما يسويها!!. يمكن هو بس فعلا محتاي حد يساعده خصوصا إن عياله شوي مختلفين عن الباقين، تعرفين.. تراني قلتلج شو استوى معاهم..."
" صح قلتيلي... والحمدالله بنته بدت تتجاوب مع الدكتورة النفسية وتحاول إنها تتكلم، وولده ما شاء الله تبارك الرحمن صاير منطلق وطبيعي وكله لأنج كنت موجودة معاهم... بس ما فكرتي إنه يتعلث بعياله بس علشان تكونين معاه؟؟.. ما فكرتي إنه يحاول يخليج تنتبهين له وتنعجبين وتوافقين تتزوجينه؟؟....."
واستدار رأسها بحدة وتطلعت لصديقتها بمحجرين متوسعين وفم مطبق غير قادرة على البوح بشيء لتنكر ما قيل لها للتو، وعقلها توقف الزمن معه كأن تروسه قد جار عليها الزمن، وتساءلت ...
"هل صحيح ما قالته؟؟... هل هو بالفعل يحبني ويطلب ودي؟؟"
وجاوبتها صديقتها وهي تمسكك بكفها البارد، وبصوت جعلته ناعما رقيقا :
" هدي حبيبتي... الموضوع أبسط من جذا...."
هلع استبد فيها من أنها ستعود للقيود من جديد....
" انت شو تقولين يا مرام؟؟... احنا تطلقنا خلاص، وأصلا هو كان ييبي يفتك مني من قبل، وانت الحين ياية تقولين إنه يبي يرجعني!!..."
تلفتت مرام لما حولها ثم سحبت صديقها قائلة :
" تعالي معاي... الكلام هنا ما ينفع، واحنا ما نقدر ناخذ راحتنا بالكلام..."
وبالفعل... انساقت خلفها وخرجتا خارج مبنى المشفى وأخذتا تتمشيان في الحديقة مستمتعين بالطقس الرائع، حتى بدأت مرام:
" يا حبيبتي يا حصة، انت تغيرت وما عدتي مثل الأول....."
قاطعها صائحة:
" يعني يبي يرجعني علشان صرت أناسب مقامه العالي؟؟"
هزت مرام رأسها وعاتبتها:
" خليني بالأول أتكلم وبعدين قولي يلي تبيه.... وخليني أقول إنه ما يبيج ألحين غير لما عرف معدنج الأصيل، وإنج جوهرة... لؤلؤة مثل اسمج غالية وما في مثلج أبد، علشان جذا يبيج ألحين بعد ما تعرف على بنت عمه..."
لم تستسغ حديث صديقتها، وعقلها تجمد غير قادر لاستيعاب المعلومات التي استصعت الولوج لمركز دماغها، وما أن أرادت صديقتها البث بحديثها من جديد حتى هتفت حصة رافضة ما تريد اخبارها به:
" لا يا مرام... أنا ما بيه، ولا أبي حد... القصد من الرفض إن ودي أكمل دراسة ودي أكون مستقبلي وهذا هو الأهم... عارفة... بتقولي وجود ريال معاج ما راح يهدم مستقبلج، بس أنا أقول إن الزواج أبد مو هدف أو مستقبل للبنت، ممكن للوحدة فينا تنجح بحياتها من غير ريال، يعني يلي فاتها قطار الزواج لازم تموت لأنها ما تزوجت!!... لا طبعا.. هي بتعيش حياتها عادي وتحط هدف جدامها إنها تحققه، وإذا الله راد لها الزواج راح تتزوج وبتكون هي خلاص حققت طموحاتها وأحلامها، بتقولين والعيال أجيبهم بعد ما شاب الشعر وانحنى الظهر؟؟.. بقولج هذا رزق من رب العالمين، يعني عادي اثنين شباب يتزوجون وما يكون عندهم عيال، كله من الله، على الأقل أكون نجحت بمجهودي وما يي هذا الريال ويقول أنا يلي خليتج جذا وما أدري شو.... ويتمنن علي مثل ما يصير مع بعض البنات..."
ضحكت مرام وقالت توافقها القول:
" والله صدقج... كل شي ولا المنة.... "
حل الصمت عليهما وسارتا وكل واحدة منهم بفكر حتى قاطعت مرام السكون بشيطنة قائلة:
" مين قدج يا اختي؟؟.. اثنين يطلبون رضاج، وانت بإشارة من صبعج تختارين.."
زفرت حصة وهتفت :
" مرام.............."
" خلاص.. خلاص سكتنا وبنغير الموضوع.... تعالي بسألج عن بنت عمج العلة حنان وشو صار معاها؟؟"
زفرت وعانقت عيناها الأرض تتفكر بكم الحقد الذي تكنه لها ابنة عمها، فما دخلها إن كان جدها يحبها أكثر منهم ويفضلها عليهم؟؟.. فالمحبة من الله، فهذا ما أسرته لها بلحظة انفعال وغضب عندما حنق الجد منها بسبب ما كانت تنوي فعله.
" تراها تزوجت من شهر بعد ما تطلقت من ولد عمتي بعد ما عرفت إنه يبي يتزوج وما عاد يقدر يتحمل تصرفاتها بعد ما عرف إنها سافرت من غير شوره، ومن غير أشياء ثانية صارت بينهم، وهو خيرها وهي اختارت ترجع بيت أهلها ... بصراحة هو يستاهل كل الخير، والله رزقه بحرمة سنعة وطيبة، وإن شاالله تعوضه عن يلي راح، وعياله ما شاء الله تعلقوا فيها وايد..."
" مالت عليها من حرمة!!.. كيف قدرت تتنازل عن عيالها؟؟.. وكيف تزوجت وظروف أهلها صعبة؟؟... وثاني شي، يلي سمعته عن ريلها إنه لعاب ومايخلي مكان مسافر فيه إلا وياه وحدة شكل..."
عاتبتها حصة بضعف، فهذه حقيقة علمتها عائلتها وحاولت ردع ابنة عمها عن الزواج منه إلا أنها رفضت وقالت بأنها ستغيره، لكن قدومها قبل أيام للمنزل باكية شاكية الحال، وعلامات الضرب مشوه قسماتها الجميلة أنبأتهم بزواجها الفاشل، لكنها ما انفكت وعادت إليه بعد أن أتى مهادنا إياها بهدية قيمة.... لا تعرف لما هي ترخص من نفسها؟؟.. لقد أبدلت الذهب بمعدن باهت، صدأ، اختار الغوص بمباهج الدنيا وصارت هي فقط للواجهة والاستعراض أمام الوجاهة، فالمظاهر كانت أهم ما لديهم، أما ما بخلف الأبواب المغلقة فحدث ولا حرج.
" دواها.... خليها تستاهل هذي الحيوانة..."
" مرام... لا تشمتين..."
" أنا ما أشمت... بس من كلامج عن ولد عمتج أحس أنها كانت تعيش معاه مثل الملكة، وصدقيني... إن ما كانت هي ألحين تتندم بعد على يلي فرطت فيه ما أكون أنا مرام، هي بس قاعدة تحفظ ماي ويها مثل ما يقولون علشان الناس لا تضحك عليها، خليها... دواها، هذيلا البطرانين على النعمة ويرفسونها.. رب العالمين يعاقبهم على بطرتهم.. "
" خلينا من هذي العلوم .. تراه خلصت وقت الاستراحة...."
أوقفتها مرام وسألتها:
" بسألج آخر سؤال وجاوبيني عليه بصراحة...."
تطلعت إلى رفيقتها بتفحص، فهي تعلم بأنها لن تتركها إلى بعد أن تهديها الجواب الذي تريد... هزت رأسها توافق، فتابعت مرام:
"هل بتتزوجين صقر لو أعطاج الحرية إنج تختارين إنج تكونين حرمته مرة ثانية؟؟"
زفرت وتنهدت وسافرت عيناها للبعيد تتفكر بابن عمها وما يقوم به من أفعال.. وإن دلت إلا على شيء واحد ألا وهي محاولته أن يمحي ذنوب الماضي، وأن يضع صفحات جديدة ملأوها الفرح والسعادة فأجابتها:
" لا يا مرام... ما راح أوافق عليه...."
" بس يا حصة، ولد عمج مثل ما قلتيلي هو ماخلا شي إلا ما سواه علشان ترضين عليه، فليش ما تفتحين صفحة يديدة معاه؟؟"
فأجابتها :
" صدقيني يا مرام، أنا نسيت كل يلي صار بينا، أصلا أنا مو تافهة لهذي الدرجة علشان أبقى متمسكة بيلي صار من قبل..."
تنفست بعمق ثم استطردت:
" أنا رافضة رجعتي له لأن بدايتنا غلط... طريقة زواجنا خطأ، محد سألني، محد جا وقال ها يا حصة ولد عمج يبي يتزوجج، انت موافقة ولا مو موافقة؟؟... وثاني شي.. عمري ما فكرت بصقر... ولا مرة يا بخاطري حتى إنه يكون لي زوج، أحس إنه في شي غلط ....."
اقشعر جسدها واشمأزت ملامحها وتابعت:
" ما أتخيل إنه يجي ويلمسني، أحس إني راح أذبحة، يعني ذاك اليوم يوم دخل علي بالغرفة حسيت إني راح أموت بمكاني لما جافني مفصخة وأنا كنت أصلا لابسة، فشو على بالج لو كنا..... أمممممممم انت تعرفين شو أقصد..."
دست مرام ذراعها بذراع صديقتها وقالت وهي تسحبها لتعيدها للسير:
" أنا فاهمة عليج يا حصة، بس هذا كله بعقلج..."
"شو تقصدين؟؟"
"يعني... انت أمرتي عقلج انه يكرهه وما يدانيه ولا يواطيه بعيشة الله، تركت مكانته ما تتغير غير انه يكون بس ولد عمج، لكن لو انج عطيتي الفرصة لعقلج إنج تجوفين الموضوع بزاوية ثانية راح تجوفين نفسج انج تميلين لولد عمج، افتحي عيونج وانسي انه ولد عمج وجوفيه كريال وكزوج ...."
سحبت يدها ونهرتها:
" مرام... انت شو تحاولين تقولين؟؟... أصلا ليش تحاولين تجمعين بينا؟؟... احنا خلاص انتهينا"
" لأنه يا حصة هو ريال والنعم فيه، صحيح انه غلط قبل ولخبط الدنيا بس هو كان مراهق صغير وما يفهم الدنيا صح، وألحين تغير وصار غير وانت بعضمة السانج قلتي ولاحظتي هذا الشي، فليش ترفضين؟؟... من شو انت خايفة؟؟"
أشاحت حصة بوجهها بعيدا واستطردت مرام قائلة:
" خليني أنا أجاوب وقوليلي إن كان كلامي صح ولا خطأ... انت يا حصة خايفة إذا ارتبطي فيه وصار عليج شي.. يعني تغير شكلج، تغير جسمج، إنه يتخلى عنج ويدور على وحدة ثانية أحلى... لأن بكل بساطة عقلج ربط ولد عمج بأنه يحب الحلوين بس، وخايفة إن تزوجتيه تكوني مهووسة... وتصيرين تحافظين على نفسج علشان ديما تكونين حلوة جدامه، وبجذا تكونين عايشة بجحيم السعي للجمال...."
وحل الصمت بينهما لتجيبها حصة بعد برهة بكلمة واحدة:
" صح...."
" بس يا....."
فقاطعتها بشدة رافضة الانسياق خلف حديث صديقتها:
" خلاص يا مرام كفاية... ولد عمي ما هو في بالي ولا بخاطري فيه أبد، فانسي الموضوع، وهو لو كان يبي يتزوج الله يرزقه ببنت الحلال يلي تناسبه...."
وتركت صديقتها وانطلقت لعملها وبداخلها اصرار بأنها بالفعل لا تريد الارتباط به، ومهما فعل وحاول ليقنعها بأنه بالفعل يطلب ودادها فهي لن توافق أبدا .

**************************
عاد من العمل متعب منهك القوى والفكر، هو مرهق وضائع ولا يعرف كيف السبيل لجعلها توافق على الزواج منه!!.. لم يدخر جهدا في سبيل اقناعها بأنه قد تغير وأنه ما عاد كما السابق، صحيح أنه من الصعب أن تصدق هذا الشيء؛ لأنه قد نبذها بالسابق وهي كانت زوجته والآن يريد وصالها لأنها تغيرت وهذا ما سيتبادر لذهن كل شخص وأولهم هي من أنه يريدها لأنها صارت أجمل... لقد فقدت ثقتها به، بالأصل لم تكن هناك رابطة تجمعهما لهذا هو يحاول الآن بكل جهده كي يعيد روابط التواصل بينهما....
دلف للمنزل وسار باتجاه ملحقه وعيناه تتطلعان لكل شيء ومازالت تروسه تعمل بكيف السبيل بأن لا تضيع من بين يديه، وفكرة أنها ستفلت من بين أصابعه لتكون لغيره تقتله!!.. فلا يريدها أن تكون لسواه وينال الآخر هذا الكنز الثمين الذي فرط به بسبب غروره وسطحيته... والأهم من هذا .... توقف بمكانه ورفع عيناه للسماء يناجي ربه ليعينه على الصبر والجهد لإقناعها لأنه بكل بساطة...قد وقع بهواها..
" يا الله تعيني وتساعدني وتحنن قلبها علي...."
نداء باسمه انتشله من بؤرة تشتته وخوفه من الخسارة، ولأول مرة يشعر بطعمها الغير المستساغ، لم يذق هذه الأحاسيس بانفصاله عمن اختارها شريكة حياته، بل لم يشعر سوى بالراحة برحيلها، لكن مع ابنة عمه... فقد ضربته أحاسيس عنيفة تخبره بكم الخسارة التي سيجنيها ببعدها عنه.
" صقر... صقر..."
التفت مرحبا بوالده:
" هلا يا بوي.. شخبارك؟؟... عساك طيب؟؟"
قبل رأسه وأجابه والده وهو يناظره بتمحيص ويرى الحال غير الحال التي كان عليها من قبل.
" أنا طيب والحمدالله، انت وشـ هي علومك؟؟"
تنهد وأجابه بصدق وتوكل على الله :
" الحمدالله...."
ربت والده على كتفه ....
" خلها على الله يا وليدي، خلها على الله... تعال.... ودي أجوف عيالك وأقعد معاهم ..."
*********************
عادت للمنزل وقبل أن تدخل للملحق الذي تعيش فيه مع جدها ناداها عمها سلطان:
" حصة....."
التفتت وتطلعت لعمها بتأمل... لم تكن الوحيدة من دارت عليها رياح التغيير، فالزمن كان كفيل بتغيير الجميع.. وعمها كان أحدهم، وأجابته وهي تقترب منه:
" نعم يا عمي؟؟"
اقترب منها لتتقدم هي مقبلة كفه ورأسه باحترام وقال بهمس:
" بارك الله فيج يا بنتي.... بغيتج تطلين على خالتج شيخة، أحسها اليوم تعبانة "
أشارت لعينيها الاثنتين ...
" من عيوني يا عمي..."
وسارت بجانبه بصمت حتى دلفوا لملحقه ومن ثم ارتقت السلالم وبعدها دخلت لإحدى الغرف وهناك شاهدت زوجة عمها ترقد على سريرها وقد عانقها الهرم بلحظة اهمال كانوا هم سببا بصنعه لتجني يديهم ثمار ما زرعوه.
اقتربت من السرير ومالت ناحيتها مسلمة:
" هلا بخالتي... شخبارج اليوم؟؟"
كانت مقلتيها ساهمتان في الفضاء وما أن سمعت الصوت حتى دارت برأسها باتجاهه، وما أن لمحتها حتى سكبت دمعاتها بندم وحسرة وأسف على يلي ضاع، وهمست بصوت راجف ضعيف:
" ضاعوا عيالي... ضاعوا عيالي بسببي، أنا ما راعيتهم، ضاعوا مني.. ضاعوا مني، هذي حوبتي على يلي كنت أقوله عليج..."
هذي هي حال زوجة عمها... فما أن تراها حتى تبدأ بالهذيان والترديد بأنها السبب بخسارة أبنائها.
" عيالج بخير يا خالتي وما عليهم شر...."
وناحت باكية شاكية ومياه عينيها تنسكب مخبرة إياهم بكم الأوجاع التي تكابدها.
" وين بخير يا بنتي؟؟.. الكبيرة بكل يوم تي تبجي ودموعها أربع على خدها.. مضروبة ومذلولة من ريلها يلي طلع قليل أصل، وهي ما تقدر ألحين تطلق، خايفة الناس تاكل ويها، لو إني ربيتها صح كان هي الحين معززة مكرمة مع ولد عمتها، كان معيشنها ملكة، والحين حتى لو عندها فلوس وكل شي لكن ما في راحة بال، لأن ريلها فالنها بكل يوم ببلاد مع وحدة غير شكل، أما الثانية....."
وَأَنْت خالتها بونين موجع آلام قلب قلبها وتركت العنان لدمعاتها تشارك بأسهما الجليل، وناحت شيخة بقلب مفطور على فلذة كبدها التي غاب جسدها تحت الثرى بسنها الصغير والسبب... غفلتهم !!.
" بنتي... بنتي يا حصة راحت بسببي... بنتي ماتت وأنا السبب، بنتي ما انتحرت لحالها... أنا... أنا... والله أحس اني أنا يلي كنت ماسكة السكين وقطعت ايدها علشان تموت.. آه.... آه يا قلبي..."
وأخذت تضرب صدرها وتردد بصوت لعلع بعويل الانتحاب:
" قلبي موجوع منها.. موجوع!!... بنتي ضاعت بسببي!!.. أنا ما اهتميت فيها، ولا جفت شوتبي وشو عندها، جت لعندي قبل لا أسافر وقالتلي يومه أبيج... قالت يومه دخيلج لا تسافرين وخليج معاي....وأنا ما سمعتها، وهي ... وهي راحت تدور عند حد ثاني يلي ما حصلته عندنا...."
أضجعت حصة بجانب خالتها واحتضنتها وهي تقول بقلب راجف:
" كفاية يا خالتي... كفاية... اطلبي لها الرحمة يا خالتي... اطلبي لها الرحمة..."
وعادت تشهق بنشيجها، وأوتارها قد تقطعت من كثرة ولولتها:
" بنتي راحت... بنتي راحت... أنا يلي ذبحتها... أنا ذبحتها بايدي وخليتها تروح عند يلي ما يسوى... ذبحها وخذ يلي يبيه منها ورماها.. رماها بعد ماذبحها.. بنتي.. بنتي... ارجعي يا بنتي... ييبولي بنتي... خدوي... خدوي...."
وأدار العم وجهه يبكي بحرقة ضياع أبنائه، وارتفع نشيجه عاليا وانحنى ظهره مكسورا وسقط على ركبتيه غير قادر على الوقوف، لقد أضاع أولاده بغفلة بحثه عن شهوات الدنيا، أضاع بناته خلف سعيه لملذات الحياة، وتركهم يقاسون وحدهم شرور أنفسهم دون أن يكون لهم أبا مراعيا يمسك بأيديهم ويقودهم للطريق القويم.
" عمي.. عمي الله يخليك كفاية ... اطلبوا لها الرحمة، ما يجوز تسون بنفسكم جذا!!"
واحتارت حصة بمن تهدئ وعلى من تطبطب، فما حدث شيء عظيم... أن تنتحر فتاة بعمر الزهور لهو شيئ كبير!!... فقد أهملوها لتبحث عن صدر آخر تبثه همومها، وللأسف وقعت بيد ذئب بشري انتهكها بلحظة غفلة منها بأحلامها الوردية، وبفارسها الهمام الذي سينتشلها من بحور ضياعها بعائلة لا تهتم سوى بنفسها، لتقع مغمضة العينين بالهاوية، وعندما استيقظت من الغشاوة التي عمت عينيها وعلمت ما حدث من أنها خسرت نفسها وشرفها، حتى عادت باحثة عمن ينجدها ولكن لم تجد سوى الفراغ... ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل تحولت حياتها لجحيم عندما أخذ يبتزها فما كان منها سوى الرضوخ للمجيئ معه خوفا من الفضيحة..... اسبوعين كانت فيهما خديجة تسحق وتتكسر وتموت، ولم ينتبه لها أحد لخضمهم بتحقيق ملذاتهم... حتى جاء ذلك اليوم الذي زلزل أركان المنزل والقلوب الغافلة، ولكن كان الأوان قد فات... وها هم ينعون فقدها منذ شهرين، وسقطت والدتها طريحة الفراش وها هي ما عليه من حال متردية منذ أن اكتشفت موت ابنتها في الحمام ورؤيتها مخضبة بدمائها وبجانبها رسالة تخبرهم ما ألم بها من أهوال جعلها تنقاد لشيطانها بالتخلص من حياتها كي تنهي مأساتها.
خرجت من عندهم بقلب مفطور وباكي على حالهم، وليس بيدها شيء سوى الدعاء ليكون الله بعونهم.....
مشت على مهل تفكر بحال عائلة عمها والمصاب الذي أصابهم، فتناها لمسامعها أصوات محببة لقلبها... فقد تعلقت بهم، ونشأت بينهم رابطة قوية متينة حتى صارت تعرف عنهم كل شاردة وواردة حتى الصغيرة منها.. حتى يعتقد من يشاهدهم بأنها أم مع أطفالها....
قاطع تفكيرها صوت صديقتها وهي تخبرها بأن تفتح عيناها وتراه من منظور رجل كامل بالغ لا ينقصه شيء.... وبالفعل ناظرت ودققت لترى ابتسامة كبيرة أظهرت أسنانه البيضاء على شيء ما أسره صغيره، كان يضحك ملئ فاهه، وسيم بهي الطلة، طيب وحنون، محب لأسرته، ومطيع وبار بوالديه، قوي وكلمته كالسيف بحدته لا يتنازل عنها أبدا، شامخ ورجل بمعنى الكلمة.... قصف قلبها لترتعد فرائصها، ودارت برأسها بعيدا ويدها على صدرها...
" يا الغبية .. يا الغبية.. كان لازم يعني تسمعين كلامها وتقعدين تتمقلين بالريال؟؟..."
اقتربت الأصوات واعتدلت مناديه قوتها التي تبعثرت بلحظة تأمل.
" خالوه.. خالوه.."
" هلا .. هلا بعلاوي حبيبي، شخباره الحلو؟؟"
حادثته وهي تنحني لتكون بمستواه وتحتضنه وهو يجيبها ويطبع قبلة على وجنتها:
" أنا بخير ..."
ثم التفتت لشقيقته وتفتح لها ذراعها الأخرى تناديها الاقتراب:
" والحلوه شو أخبارها؟؟"
احتضنتها الجوري وأجابتها بتأتأة:
" أنـ... أنا... أنـ.. بخـ... بخيـ.. ر..."
عادت تحتضنها وتعتصرها لصدرها بحب وهي تهتف بسعادة لمدى الإنجاز الكبير الذي حققته بسعيها للانخراط من جديد بالعالم.
" إن شاء الله دوم تكونين بخير..."
أحاطت ذراعيها على الطفلين وناظرتهم بحب ثم قبلتهم على وجنتيهم فقال صقر بقلب خافق بمدى ما يراه من حب تكنه لطفليه:
" وأنا مالي نصيب من.... احم...السلام هذا؟؟"
ونهضت فاردة ظهرها وأجابته وهي تعبث بشعر الصغيرين وعيناها تتهربان من النظر إليه، فعواطفها تمردت ولم تعد تستطيع السيطرة عليها:
" شخبارك يا ولد العم؟؟"
" أخباري ما هي بزينة يا بنت عمي، بس لو تعرفين بحالي وش صار فيني من لما حبيتج...."
أسرها لنفسه وأتبعها بصوت عالي:
" الحمدالله الأمور طيبة، وانت؟؟... شخبار شغلج؟؟.. عساج مرتاحة بهذي المستشفى؟؟"
" الحمدالله كل شي تمام..."
تطلع للمكان الذي خرجت منه ثم عادت مقلتيها عليها متسائلا بأسف:
" كنت عند عمي سلطان؟؟"
وأجابته بحزن وحسرة:
" خالتي شيخة تعبانة وايد وعطيتها مهدئ علشان تنام، وعمي قاعد عندها... الله يرحمهم برحمته.."
وهز رأسه الآخر بقلة حيلة:
" لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، الله يعينهم ويصبرهم.."
وأكمل قائلا وهو يوجه حديثه لأطفاله:
" يلا يا عيال... اسبقوني ليدكم وأنا بلحقكم ألحين..."
وتحرك الصغيرين ناحية جدهم وما أن أرادت أن تتبعهم حتى طلب:
" خليج يا حصة، ودي أكلمج بموضوع..."
وتوقفت... واهتاج قلبها بصواريخ عنيفة، وارتجفت خلاياها.. لا تعرف لما توقفت وهي تشعر ما هو الكلام الذي سيدور بينهما... وتساءلت ما بينها وبين نفسها...
"لما تريد الاصغاء إليه وهي تيقن بأنها لا تريده؟؟... "
ووعدت نفسها بعقاب صديقتها التي كانت السبب بوقوفها بانتظار ما يريد قوله، وارتد رأسها بذهول ناحيته بعد أن قال:
" أنا آسف على يلي سويته فيج من قبل، آسف لأني كنت مغرور وأناني وما جفت إلا نفسي، آسف لأني جرحتج وضربتج وسبيتج ولعنتج، آسف لأني كنت سطحي وما جفت دموعج يلي كنت أنا سببها، آسف لأني كنت غبي وما جفت الجوهرة ورحت أدور على الفالصوا ..."
تطلع لعينيها الغائمتين بمشاعر الألم والذكريات المؤلمة وتابع:
" آسف لأني كنت سبب أوجاعج، آسف لأني كنت ولد عم ما صنت الأمانة...."
وسألته وهي تحيط ذراعيها على صدرها كأنها تحمي نفسها من السؤال المحتمل قوله، ثم ما هي إلا ثوان حتى تركت يدها تسقط وقالت وهي تواجهه:
" أنا سامحتك من زمان يا ولد عمي، أصلا أنا أبي أشكرك على يلي سويته فيني..."
تفاجأ وانصدم من قولها وأنصت لها وهي تستأنف وتستمد طاقتها التي بعثرها بأسفه المفاجئ:
" لأن لو ما قلت يلي قلته، وسويت فيني يلي سويته، كنت ما صرت يلي أنا عليه من نجاح، كنت ما صرت حصة يلي تجوفها ألحين واقفة جدامك، تعرف؟؟... لو بقيت مكاني وما شردت وتقبلت انت زواجنا؟؟.. كنت راح أكره نفسي كل يوم، وكنت راح أكرهك وأكره كل شي حولي،.... فعلشان جذا كان لازم تعرف إني ما كنت ندمانة على شردتي من البيت، الشي الوحيد يلي ندمت عليه هو كان يدي... إني ما كنت على اتصال معاه...."
سكتت تتنفس بعمق واحساس عميق بالسلام يجتاحها بعدها أسرت:
" وألحين بعد ما صفينا النيا وتسامحنا أظن جذا خلصنا صح؟؟"
ناظرها بقوة وقال وعيناه تقبضان مقلتيها :
" لا يا بنت عمي ما خلصنا...."
وسألته ومازالت عيناه تأسر ذهبها المصفر:
" وشبقى بعدك ما قلته؟؟"
اقترب منها ومال باتجاهها وهمس على بعد :
" باقي كلام كثير يا بنت عمي، كلام كثير...."
ازدرت لعابها وشعرت بقلبها ينقبض ويتمدد، ينقبض ويتمدد، بحالة غريبة عن حالته الطبيعية، وأنفاسها تتهيج، وابتعد يعطيها المساحة لتستوعب ما سيقوله تاليا:
" بما انا استبينا وتصافينا وراح نبدأ من يديد....."
فتحت فمها ترفض ما كان سيلقيه عليها إلا أنه أكمل مشيرا بسبابته أن تتوقف:
" راح نبدأ من يديد كعيال عم، فحبيت أعرفج بنفسي لأنج ما تعرفيني زين، وأنا بعد حابب أتعرف لج لأني ما عرفج..."
فغرت فاهها ولم تعرف ما تقوله، لقد فاجأها بقوله، لقد اعتقدت بأنه سيطلب يدها للزواج... فالفرصة كانت مهيأة لهذا الشيء، لكن هذا!!...
ومد يده ناحيتها فترددت لثوان ثم رفعتها دون ارادة ليتلقفها... وبلحظة الملامسة سرت تيارات اخترقت خلاياهما لتجعلها تنبض بالحياة، وبعواطف شتى مختلطة ما بين الرهبة واللهفة، فضغط على كفها مستشعرا لمستها المرتجفة بداخل كفه، وهمس بصوت أجش، متخم بالفرحة والسرور على هذه البداية التي ستفتح له الباب ناحية ابنة عمه:
" أنا صقر ولد راشد صقر الزيودي... عمري 25 سنة، برتبة وكيل بالعسكرية، مطلق وعندي ولدين عمرهم 4 سنوات هم بالدنيا عندي، وفي أشياء ثانية بس عقب بقولها لج بلقائنا الثاني...."
مازالت على ذهولها بتعريفه هذا، ولا تعرف ما هي الغاية منه؟؟.. هز كفها ينبهها، فانشدت لابتسامته التي أسرت وجدانها:
" أترياج تعرفيني عليج..."
وعندها انفجرت ضاحكة وسارعت بوضع كفها الآخر على فمها إلا أن الموقف كان ساخرا ولم تستطع التوقف.
" يلا دورج.... ماراح أتركج إلا لين تقوليلي اسمج، تراني ما عرفه وودي أتعرف عليج...."
عندها فقهت لمراده... يريدها أن تتعرف عليه، أن تتعرف على صقر الجديد، استردت أنفاسها ....
" أنا حصة أحمد صقر الزيودي.. عمري 24 سنة... دكتورة وتخصصي أطفال... مطلقة وما عندي عيال... والباقي بعدين تعرفه...."
وعادت تقهقه بخفوت للموقف وحاولت استجماع شتات نفسها بعد أن قال:
" بما انا تعارفنا ألحينن ووافقتي على موعدنا الثاني....."
قاطعته بعجب وهي تشير لنفسها بيدها الأخرى:
" متى؟؟... أنا ماوافقت!!.."
" لا.. توج قلتي... والباقي بعدين تعرفه، وأنا أبي أعرف الباقي...."
قال آخر جملته بأمل أن توافق على اقتراحه المبطن بأن تهديهم فرصة أخرى لردأ الصدع الذي حدث بينهم، وعندها قالها جهرة يخبرها بصحيح ما توقعته:
" خلينا نعطي نفسنا فرصة يا بنت عمي، ونجوف بعضنا ونتعرف لبعض من أول ويديد، خليني أكون ولد العم يلي ماكنته قبل.. عارف بتقولي ألحين ما ينفع!!.. بس انت لوتعطيني فرصة راح يصير وتجوفيني انسان ثاني غير عن يلي عرفتيه.."
فتساءلت:
" طيب.. ولو صار يلي تبيه وتعرفنا.. بس ما صار يلي انت تبيه يصير، هل راح تجبرني عليه؟؟"
وأجابها بقلب يدعوا بأن يتمكن من اقناعها بأنه سيكون زوجا صالحا لها وسيظل طوال حياته يكفر عن أخطائه السابقة:
" ذيج الساعة راح تظلين بنت عمي غالية علي، ومتى ما احتجتيني راح تلاقيني جدامج..."
ضغطت على كفه وقالت:
" موافقة... وألحين ممكن كفي...."
وتركها على وعد بأنه سيفعل المستحيل لتكون تلك الكف بكفه دون أن يتخلى عنها، وسارا معا باتجاه منزل الجد وقال يشاكسها بعد أن ألم الصمت عليهما:
" طيب... انت ماقلتيلي متى موعدنا الثاني؟؟"
توقفت وناظرته بحدة ليسارع قائلا:
" لا تخلين مخج يروح شمال... شو رايج نقعد عند يدي وتخبرينا عن سوالفج بكندا؟؟... دراستج والأماكن يلي سافرتي لها ...."
هزت رأسها موافقة وقلبها يطرق بين أضلاعها ولا تعرف له سبب، هل هو خوف مما يريده ابن عمها أم هو تشويق واثارة للقادم، وأن بالفعل لربما هناك جذوة من الحب تمنو بينهم، فقط تحتاج للرعاية والحب والاهتمام كي تكبر لتغدوا شيء جميلا يستحق أن تحارب من أجله كي تنعم بحياة سعيدة ملؤها الأمل بغد مشرق.

تم بحمد الله

ام حمدة 31-07-17 06:49 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
عارفة.... عارفة بتقولون ليش وشو صار وين النهاية السعيدة يلي نتوقعها ديما يلي هي تزوجوا وعاشوا بتبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات ...
خلوني أقولكم إن هذي هي النهاية المقنعة لما حصل بين حصة وصقر
لأن من الصعب إني أزوجهم أو أخليهم متزوجين وحصة تموت بهاواه ولا كأن شي صار
بجذا النوفيلا بتكون مشوهه أو ناقصة وغير مقبولة بالمرة
كان لازم صقر يطلقها علشان يبدأ من البداية مع بنت عمه بداية صحيحة ولا تشوبها شائبة
لازم ينال رضاها وموافقتها تكون عن رضى واقتناع تام منها
ممكن تقولون هذي رواية يعني كل شي معقول لكن أنا أقول أبد حتى لو كانت رواية
لازم تكون معقولة ومقنعة حتى لو كان فيها انفصال
إن شاء الله تكون النهاية مقبولة عندكم
تسلمون حبايبي وبشكر كل من علق وكل من قرأ وإن شاء الله كنت خفيفة عليكم
دمتم بخير أحبتي وانتظروني مع عمل آخر قريب ....

https://b.top4top.net/p_5776ak0j1.jpg


عندي استفسار....
تحبون الروايات والقصص الفصحى؟؟... ولا لازم تكون خليجي؟؟
عندي باقي عملين خليجي هي قصص والباقي فصحى
إذا حابين بنزلهم واذا لا .. بقول انتظروني بعمل جديد بس ما عرف متى هههههههههه

ام حمدة 31-07-17 06:53 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 31 ( الأعضاء 7 والزوار 24)
‏ام حمدة, ‏Washm, ‏سراااااج, ‏azhar labir, ‏ذاكرة الجسد, ‏عزتي في كبريائي, ‏vida.rose

يا حيالله بضيوفنا ... اقربوا حياكم...
والزوار ماشاء الله تبارك الرحمن حياكم وقراءة ممتعة

زارا 01-08-17 01:49 AM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
السلام عليكم..
ام حمددده مبااارك علينا وعليتس يااقلبي نهايه القصه.. وعدتي واوفيتي ياااعسل..
والنهايه من قال مو سعيده ؟؟حدها ماتزوجت عادل او احد ثاني ف..فيه امل برجعتها لصقر مو النهايه مفتوجه وكلن عاد يتخيل النهايه الخاصه فيه.. عني اناااا رجعتهم وحصوووصي جابت 8 عيال اربع بنات واربع اولاد وصقر صار عنده 10 اطفال ..هخهخهخه
النهايه هذي مثل ماوقعتها بالضبط وقلتها بردي قبل نهايه القصه وكااني كنت اقرأ بصفحات قصتنا. قبل تنزل بس بعد الصدق ماكنت اتمنى كخيال انه يصير هالشي .. كان ودي اشوف شلون صقر راح يتعامل مع حصه وهم بروحهم وحلال لبعضهم>>>فيس للحين وده انهم ماتطلقوا هخهخهخه
ماقصرتي ام حمده على التزامتس معنا بتنزيل الاجزاء يوميا .. ولا تهتمين لقلة الردود خبرتس عاد الناس اجازه وغير كذا انشغلوا ببرامج التواصل الاجتماعي.
لكن اللي يحب المنتديات وخصووصااا ليلاااس مايتركه ابدااا..
.
وبعدين يا ام حمده حنا حبيناتس بكل حالاتس فصحى والا عامي خليجي ..هاتي مافي جعبتك بس انا شخصيا احب الخليجي يكون خليجي صريح معليه يكون فيه فصحى بس الحوارات عاميه.. بس القصص العربيه سواء مصريه او غيرها اتقبلها فصحى اكثر من الخليجي..
والله يوفقتس يااقلبي وحنا بانتظاااار جديدك القديم.. ونبي عاد اكشن رومانسي ومشفر ومحمر ومشمر..هخهخهخه
تسلم الاياااادي ام حمده لاعدمنا ابداعتس يااقلبي...


شبيهة القمر 01-08-17 01:07 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
السلاام عليكم
الف الف مبروووك نهايه القصه ياام حمده .. فعلاا نهايه مقنعه بس دام انه طلقها وصارت حره وقرارها بيدها تمنيت انه جاب جاهه وتقدم لها ورفع من شانها علشان تحس بقيمتها عنده >> هذي النهايه الي صورتها لنفسي ههههه
ودام فيه شي جواها ينبض معناها استسلمت لقلبها وبتوافق عليه ههههههه

ام حمده... مشكووووره ياقلبي على امتاعنا بهالروايه وبانتظار جديدك.. ابد كل شي منك حلو...

فانيليا شوكلاته 01-08-17 01:20 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
مبروك نهايه القصه استمتعت فيها كثير وبانتظار جديدك
بالتوفيق ام حمده

NoOoFy 01-08-17 03:05 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
القاء الثاني بين حصه وصقر
في يوم غيم والجو ممطر كانت حصه تجلس بجوار جدها تحدثه عن رحلة سبع سنوات بعيده عن جدها وقدر معاناتها من فقده وحزنها من تجاهله اتصالاتها وكان الصقر يجلس مقابل لحصه ينصت بستمتاع وعياناه لا تفارق تفاصيل البو00قصدي الغزال اللي قدامه
غلب ابوراشد النوم او يبدو لي يتنيوم حتى يعطي معشوقين قلبه المجال
صقر : حصه يدي رقد
وقف الصقر ووضع الغطاء على جده
الصقر : انتي تكلمتي عن معاناتج السبع سنوات ياحصه والدروس اللي خذيتها من الحياة مع ماعلمتج الجامعات الغرببه
لاتظنين انج انتي الوحدج اللي عانيتي ومش حصه هي ياللي تغيرت لا الكل يالحص تغير والحياة علمته
شو حصه ماعتقد انج مالحضتي تغير الصقر ياللي جدامج انا موب صقر المراهق اللي يقط الكلام مايعمل حسابه حصه يبنت عمي انا محتاج لج يمي مثل ماني متاكد انج بحاجتي سعادتي وسعادت عيالي معاج
ولله يبنت عمي لتعيشين معاي ملكه حصه انا حبيتج ولله ولله الجوهرج قبل مظهرج انا متاكد ان تفكيرج يقول صقر يباني لان شكلي تغير وصرت حلوه بس لو تغير الجمال مع الوقت بيقطني لا يبنت عمي انتي الانسانه ياللي ابيها وابا اكمل حياتي معاه
شو رايج حصه موفقه نبداء حباتنا من يديد حصه انا احبج

نظرت وانصتت حصه للصقر وقلبها يقفز فرحنا وينط مرحنا مثل البطه وينشد قائلن (بطه يبطه ) ماعلينا المهم حصه بهتت من كلام صقر وتصريحه بحبه لها
وبينما كانت الحص تستعد لرد على صقر
تحرك من كان تحت الغطاء ياالاهيه انه جدي
مسك بيدي ومسك بيد حصه ووضعها في بعض ووضع عليها منديل ابيض وقراء الفاتحه ههههههه درامى مصري
الجد : حصه صقر وصيتي لكم قبل ماموت تتزوجون ماراح اتطمن على حصه الا عندك صقر كلامي مابينكسر سمعتو رفعت الاقلام وجفت الصحف
البي البي البي حصه صقر قولو موافقين قلبي بيوقف بموت طار قلب صقر فرحن
حصه صقر موافقين موافقين يدي
دخل من الباب ابو راشدي وفي يده المملك على العقد وفقت حصه ووقع صقر ومات الجد مطمئن على مصير حصه
صرخت حصه جدييييييييييي
وبعد تسعة اشهر كانت الصرخه الثانيه لحصه وكان موعد قدوم طفلها الاوال اااااااااي بموووووووت بيطلاااااااااااع واااااا وااااااا وااااااا مبروك صقر بنت والد زي القمر
وتوته توته خلصت الحتوته فييييس مغطي عيونه وانها الروايه بزواج الاثنين

صدق صدق ام حمده يعطيتس العافيه على مجهودتس ونهايه ممتعه خلت كل وحده ترسم خاتمت الراوايه في عقلها حبيت امزح معتس بالحوار المصرقع اللي كتبت اللي يدربي رايسه في الحوار والسرد والحبكه
ام حمده انا النهايه اللي براسي زواج الاثنين وقريب

انا افضل الروايات العاميه ومش من هوات الفصحى
ابداع ابدا ابداع في الانتظار

شبيهة القمر 01-08-17 08:01 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة NoOoFy (المشاركة 3686969)
القاء الثاني بين حصه وصقر
في يوم غيم والجو ممطر كانت حصه تجلس بجوار جدها تحدثه عن رحلة سبع سنوات بعيده عن جدها وقدر معاناتها من فقده وحزنها من تجاهله اتصالاتها وكان الصقر يجلس مقابل لحصه ينصت بستمتاع وعياناه لا تفارق تفاصيل البو00قصدي الغزال اللي قدامه
غلب ابوراشد النوم او يبدو لي يتنيوم حتى يعطي معشوقين قلبه المجال
صقر : حصه يدي رقد
وقف الصقر ووضع الغطاء على جده
الصقر : انتي تكلمتي عن معاناتج السبع سنوات ياحصه والدروس اللي خذيتها من الحياة مع ماعلمتج الجامعات الغرببه
لاتظنين انج انتي الوحدج اللي عانيتي ومش حصه هي ياللي تغيرت لا الكل يالحص تغير والحياة علمته
شو حصه ماعتقد انج مالحضتي تغير الصقر ياللي جدامج انا موب صقر المراهق اللي يقط الكلام مايعمل حسابه حصه يبنت عمي انا محتاج لج يمي مثل ماني متاكد انج بحاجتي سعادتي وسعادت عيالي معاج
ولله يبنت عمي لتعيشين معاي ملكه حصه انا حبيتج ولله ولله الجوهرج قبل مظهرج انا متاكد ان تفكيرج يقول صقر يباني لان شكلي تغير وصرت حلوه بس لو تغير الجمال مع الوقت بيقطني لا يبنت عمي انتي الانسانه ياللي ابيها وابا اكمل حياتي معاه
شو رايج حصه موفقه نبداء حباتنا من يديد حصه انا احبج

نظرت وانصتت حصه للصقر وقلبها يقفز فرحنا وينط مرحنا مثل البطه وينشد قائلن (بطه يبطه ) ماعلينا المهم حصه بهتت من كلام صقر وتصريحه بحبه لها
وبينما كانت الحص تستعد لرد على صقر
تحرك من كان تحت الغطاء ياالاهيه انه جدي
مسك بيدي ومسك بيد حصه ووضعها في بعض ووضع عليها منديل ابيض وقراء الفاتحه ههههههه درامى مصري
الجد : حصه صقر وصيتي لكم قبل ماموت تتزوجون ماراح اتطمن على حصه الا عندك صقر كلامي مابينكسر سمعتو رفعت الاقلام وجفت الصحف
البي البي البي حصه صقر قولو موافقين قلبي بيوقف بموت طار قلب صقر فرحن
حصه صقر موافقين موافقين يدي
دخل من الباب ابو راشدي وفي يده المملك على العقد وفقت حصه ووقع صقر ومات الجد مطمئن على مصير حصه
صرخت حصه جدييييييييييي
وبعد تسعة اشهر كانت الصرخه الثانيه لحصه وكان موعد قدوم طفلها الاوال اااااااااي بموووووووت بيطلاااااااااااع واااااا وااااااا وااااااا مبروك صقر بنت والد زي القمر
وتوته توته خلصت الحتوته فييييس مغطي عيونه وانها الروايه بزواج الاثنين

صدق صدق ام حمده يعطيتس العافيه على مجهودتس ونهايه ممتعه خلت كل وحده ترسم خاتمت الراوايه في عقلها حبيت امزح معتس بالحوار المصرقع اللي كتبت اللي يدربي رايسه في الحوار والسرد والحبكه
ام حمده انا النهايه اللي براسي زواج الاثنين وقريب

انا افضل الروايات العاميه ومش من هوات الفصحى
ابداع ابدا ابداع في الانتظار

ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
بموووت من الضحك ماشاءالله عليتس يالنوفي نهايه تجننن اهم شي الصرخه الثانيه يااني مت ضحك هههههههههه
الله يسعدتس ياشيخه

NoOoFy 01-08-17 10:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 3686993)
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
بموووت من الضحك ماشاءالله عليتس يالنوفي نهايه تجننن اهم شي الصرخه الثانيه يااني مت ضحك هههههههههه
الله يسعدتس ياشيخه


😂😂نبي ننهي الروايه بزواج حصه وصقر ونوسع صدورنا مدام ام حمده علقتهم وطلعت
الا وش رايك نطالب بجزء ثاني يبداء بزوج حصه وصقر 😜

زارا 02-08-17 01:03 AM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة NoOoFy (المشاركة 3686969)
القاء الثاني بين حصه وصقر
في يوم غيم والجو ممطر كانت حصه تجلس بجوار جدها تحدثه عن رحلة سبع سنوات بعيده عن جدها وقدر معاناتها من فقده وحزنها من تجاهله اتصالاتها وكان الصقر يجلس مقابل لحصه ينصت بستمتاع وعياناه لا تفارق تفاصيل البو00قصدي الغزال اللي قدامه
غلب ابوراشد النوم او يبدو لي يتنيوم حتى يعطي معشوقين قلبه المجال
صقر : حصه يدي رقد
وقف الصقر ووضع الغطاء على جده
الصقر : انتي تكلمتي عن معاناتج السبع سنوات ياحصه والدروس اللي خذيتها من الحياة مع ماعلمتج الجامعات الغرببه
لاتظنين انج انتي الوحدج اللي عانيتي ومش حصه هي ياللي تغيرت لا الكل يالحص تغير والحياة علمته
شو حصه ماعتقد انج مالحضتي تغير الصقر ياللي جدامج انا موب صقر المراهق اللي يقط الكلام مايعمل حسابه حصه يبنت عمي انا محتاج لج يمي مثل ماني متاكد انج بحاجتي سعادتي وسعادت عيالي معاج
ولله يبنت عمي لتعيشين معاي ملكه حصه انا حبيتج ولله ولله الجوهرج قبل مظهرج انا متاكد ان تفكيرج يقول صقر يباني لان شكلي تغير وصرت حلوه بس لو تغير الجمال مع الوقت بيقطني لا يبنت عمي انتي الانسانه ياللي ابيها وابا اكمل حياتي معاه
شو رايج حصه موفقه نبداء حباتنا من يديد حصه انا احبج

نظرت وانصتت حصه للصقر وقلبها يقفز فرحنا وينط مرحنا مثل البطه وينشد قائلن (بطه يبطه ) ماعلينا المهم حصه بهتت من كلام صقر وتصريحه بحبه لها
وبينما كانت الحص تستعد لرد على صقر
تحرك من كان تحت الغطاء ياالاهيه انه جدي
مسك بيدي ومسك بيد حصه ووضعها في بعض ووضع عليها منديل ابيض وقراء الفاتحه ههههههه درامى مصري
الجد : حصه صقر وصيتي لكم قبل ماموت تتزوجون ماراح اتطمن على حصه الا عندك صقر كلامي مابينكسر سمعتو رفعت الاقلام وجفت الصحف
البي البي البي حصه صقر قولو موافقين قلبي بيوقف بموت طار قلب صقر فرحن
حصه صقر موافقين موافقين يدي
دخل من الباب ابو راشدي وفي يده المملك على العقد وفقت حصه ووقع صقر ومات الجد مطمئن على مصير حصه
صرخت حصه جدييييييييييي
وبعد تسعة اشهر كانت الصرخه الثانيه لحصه وكان موعد قدوم طفلها الاوال اااااااااي بموووووووت بيطلاااااااااااع واااااا وااااااا وااااااا مبروك صقر بنت والد زي القمر
وتوته توته خلصت الحتوته فييييس مغطي عيونه وانها الروايه بزواج الاثنين

صدق صدق ام حمده يعطيتس العافيه على مجهودتس ونهايه ممتعه خلت كل وحده ترسم خاتمت الراوايه في عقلها حبيت امزح معتس بالحوار المصرقع اللي كتبت اللي يدربي رايسه في الحوار والسرد والحبكه
ام حمده انا النهايه اللي براسي زواج الاثنين وقريب

انا افضل الروايات العاميه ومش من هوات الفصحى
ابداع ابدا ابداع في الانتظار

ههههههههههههههههههههههههههههههه
اكثر شي حبيته الجد يوم يقول البي البي هذي مالتي كنت ابيه يقولوها عشان ترجع حصه لصقر واشكر فنتس النوفي يوم ماخليتيها بخاطري وحطيتيها بنفس المقطع اللي براسي..ههههه
والله انها تهبل لااازم المشرفات يضيفون هالبارت الراائع لنهايه القصه..
والله روووعه النووفي خلاص لازم تكتبين لنا قصه حلوه عندتس اسلووب يجنن وعلى الأقل نضمن لنا كاتبه بتنهي القصه نهايه سعيده..

NoOoFy 02-08-17 02:27 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارا (المشاركة 3687007)
ههههههههههههههههههههههههههههههه
اكثر شي حبيته الجد يوم يقول البي البي هذي مالتي كنت ابيه يقولوها عشان ترجع حصه لصقر واشكر فنتس النوفي يوم ماخليتيها بخاطري وحطيتيها بنفس المقطع اللي براسي..ههههه
والله انها تهبل لااازم المشرفات يضيفون هالبارت الراائع لنهايه القصه..
والله روووعه النووفي خلاص لازم تكتبين لنا قصه حلوه عندتس اسلووب يجنن وعلى الأقل نضمن لنا كاتبه بتنهي القصه نهايه سعيده..

😂😂دايم الجد والابو البي البي وبعد ذا الكلمتين تجي النهاية السعيده
لا تحطينها في راسي كتابة الروايه
اعطي الخبز الخبازه يازارا بيجي عمري 90 وانا ماخلصت الروايه 😳

ام حمدة 03-08-17 08:05 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارا (المشاركة 3686945)
السلام عليكم..
ام حمددده مبااارك علينا وعليتس يااقلبي نهايه القصه.. وعدتي واوفيتي ياااعسل..
والنهايه من قال مو سعيده ؟؟حدها ماتزوجت عادل او احد ثاني ف..فيه امل برجعتها لصقر مو النهايه مفتوجه وكلن عاد يتخيل النهايه الخاصه فيه.. عني اناااا رجعتهم وحصوووصي جابت 8 عيال اربع بنات واربع اولاد وصقر صار عنده 10 اطفال ..هخهخهخه
النهايه هذي مثل ماوقعتها بالضبط وقلتها بردي قبل نهايه القصه وكااني كنت اقرأ بصفحات قصتنا. قبل تنزل بس بعد الصدق ماكنت اتمنى كخيال انه يصير هالشي .. كان ودي اشوف شلون صقر راح يتعامل مع حصه وهم بروحهم وحلال لبعضهم>>>فيس للحين وده انهم ماتطلقوا هخهخهخه
ماقصرتي ام حمده على التزامتس معنا بتنزيل الاجزاء يوميا .. ولا تهتمين لقلة الردود خبرتس عاد الناس اجازه وغير كذا انشغلوا ببرامج التواصل الاجتماعي.
لكن اللي يحب المنتديات وخصووصااا ليلاااس مايتركه ابدااا..
.
وبعدين يا ام حمده حنا حبيناتس بكل حالاتس فصحى والا عامي خليجي ..هاتي مافي جعبتك بس انا شخصيا احب الخليجي يكون خليجي صريح معليه يكون فيه فصحى بس الحوارات عاميه.. بس القصص العربيه سواء مصريه او غيرها اتقبلها فصحى اكثر من الخليجي..
والله يوفقتس يااقلبي وحنا بانتظاااار جديدك القديم.. ونبي عاد اكشن رومانسي ومشفر ومحمر ومشمر..هخهخهخه
تسلم الاياااادي ام حمده لاعدمنا ابداعتس يااقلبي...


وعليكم السلام
يا قلبي.... تسلمين يا غلاي والله لا حرمني من طلتج وانت كفيتي ووفيتي بمتابعتج وتعليقاتج... الله يجازيج كل الخير
ههههههههههه عاد ولدت ثمانية!!... مو وايد ههههههه على الأقل نهايتج أحسن من يلي على بالي .... أنا في بالي أكشن ههههههههه
إني اربي صقر وأخليه يحس بخسارة الجوهرة وان عادل طلع بالصورة وبيحارب علشان يتزوجها .... بتصير معارك طاحنة... وحنانوه الزفتة ترجع مطلقة وتعكنن لحصيص حياتها... هههههههههههه عاد جفتي ان نهايتج أحسن من نهايتي هههههههههههه
تسلمين يا قلبي وشكراااااااااا لمرووووووووووووورج العطر

ام حمدة 03-08-17 08:08 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 3686963)
السلاام عليكم
الف الف مبروووك نهايه القصه ياام حمده .. فعلاا نهايه مقنعه بس دام انه طلقها وصارت حره وقرارها بيدها تمنيت انه جاب جاهه وتقدم لها ورفع من شانها علشان تحس بقيمتها عنده >> هذي النهايه الي صورتها لنفسي ههههه
ودام فيه شي جواها ينبض معناها استسلمت لقلبها وبتوافق عليه ههههههه

ام حمده... مشكووووره ياقلبي على امتاعنا بهالروايه وبانتظار جديدك.. ابد كل شي منك حلو...

وعليكم السلام \
الله يبارك فيج يا قلبي والحمدالله انكم استمتعتم بالقراءة وما كنت مملة
وأنا نهايتي صورتها مختلفة كليا هههههههههههههه أكشن على حرب على أسلحة دمار عادل موجود وحنانوه ترجع وكله تصير ساحة معركة هههههههههه
تسلمي يا الغلا على متابعتج وعلى مروووووووووووووورج العطر

ام حمدة 03-08-17 08:16 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فانيليا شوكلاته (المشاركة 3686964)
مبروك نهايه القصه استمتعت فيها كثير وبانتظار جديدك
بالتوفيق ام حمده

الله يبارك فيج يا قلبي ... وسعيدة ان الرواية نالت اعجابج واستمتعتي بقراءتها
وراح انتظرج بجديدي... دقات ساعة..
تسلمي وشكرااااااااا لمرووووووووووورج العطر

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة NoOoFy (المشاركة 3686969)
القاء الثاني بين حصه وصقر
في يوم غيم والجو ممطر كانت حصه تجلس بجوار جدها تحدثه عن رحلة سبع سنوات بعيده عن جدها وقدر معاناتها من فقده وحزنها من تجاهله اتصالاتها وكان الصقر يجلس مقابل لحصه ينصت بستمتاع وعياناه لا تفارق تفاصيل البو00قصدي الغزال اللي قدامه
غلب ابوراشد النوم او يبدو لي يتنيوم حتى يعطي معشوقين قلبه المجال
صقر : حصه يدي رقد
وقف الصقر ووضع الغطاء على جده
الصقر : انتي تكلمتي عن معاناتج السبع سنوات ياحصه والدروس اللي خذيتها من الحياة مع ماعلمتج الجامعات الغرببه
لاتظنين انج انتي الوحدج اللي عانيتي ومش حصه هي ياللي تغيرت لا الكل يالحص تغير والحياة علمته
شو حصه ماعتقد انج مالحضتي تغير الصقر ياللي جدامج انا موب صقر المراهق اللي يقط الكلام مايعمل حسابه حصه يبنت عمي انا محتاج لج يمي مثل ماني متاكد انج بحاجتي سعادتي وسعادت عيالي معاج
ولله يبنت عمي لتعيشين معاي ملكه حصه انا حبيتج ولله ولله الجوهرج قبل مظهرج انا متاكد ان تفكيرج يقول صقر يباني لان شكلي تغير وصرت حلوه بس لو تغير الجمال مع الوقت بيقطني لا يبنت عمي انتي الانسانه ياللي ابيها وابا اكمل حياتي معاه
شو رايج حصه موفقه نبداء حباتنا من يديد حصه انا احبج

نظرت وانصتت حصه للصقر وقلبها يقفز فرحنا وينط مرحنا مثل البطه وينشد قائلن (بطه يبطه ) ماعلينا المهم حصه بهتت من كلام صقر وتصريحه بحبه لها
وبينما كانت الحص تستعد لرد على صقر
تحرك من كان تحت الغطاء ياالاهيه انه جدي
مسك بيدي ومسك بيد حصه ووضعها في بعض ووضع عليها منديل ابيض وقراء الفاتحه ههههههه درامى مصري
الجد : حصه صقر وصيتي لكم قبل ماموت تتزوجون ماراح اتطمن على حصه الا عندك صقر كلامي مابينكسر سمعتو رفعت الاقلام وجفت الصحف
البي البي البي حصه صقر قولو موافقين قلبي بيوقف بموت طار قلب صقر فرحن
حصه صقر موافقين موافقين يدي
دخل من الباب ابو راشدي وفي يده المملك على العقد وفقت حصه ووقع صقر ومات الجد مطمئن على مصير حصه
صرخت حصه جدييييييييييي
وبعد تسعة اشهر كانت الصرخه الثانيه لحصه وكان موعد قدوم طفلها الاوال اااااااااي بموووووووت بيطلاااااااااااع واااااا وااااااا وااااااا مبروك صقر بنت والد زي القمر
وتوته توته خلصت الحتوته فييييس مغطي عيونه وانها الروايه بزواج الاثنين

صدق صدق ام حمده يعطيتس العافيه على مجهودتس ونهايه ممتعه خلت كل وحده ترسم خاتمت الراوايه في عقلها حبيت امزح معتس بالحوار المصرقع اللي كتبت اللي يدربي رايسه في الحوار والسرد والحبكه
ام حمده انا النهايه اللي براسي زواج الاثنين وقريب

انا افضل الروايات العاميه ومش من هوات الفصحى
ابداع ابدا ابداع في الانتظار

يا قلبي يا نوفي ...... يا عل الفرحة ما تغادر مبسمج ههههههههههههههه استمتعت بقراءة قصتج والنهاية يلي رسمتيها ههههههههه والله تحفة ... ما غير قاعدة اضحك متونسة بالقراءة .... عاد حلو الأكشن ألبي.. ألبي ههههههههه وهي توافق تحت الضغط هههههه ... على الأقل النهاية يلي رسمتيها سلسة وناعمة أنا النهاية يلي براسها فيها أكشن ومعركة ودم وتلاحم بالسيوف لحد الموووووووت هههههههههههه بين عادل وصقير... أبيه يتربى ... ولا حانوه ترجع مع شرها هههههههههه عاد قصتج الأحسن والنهاية سعيدة بدون ريول مقطوعة ولا ايد أصابعها مبتورة ولا ظهر معواي هههههههههههه جفتي كيف فيني كمية الشر هههههه

تسلمين يا غلاي على متابعتج واستمتعت بتعليقاتج الجميلة ودمج الخفيف
دمتي بخير يا قلبي وشكرااااااااا لمروووووووووووووورج العطر وراح أنتظرج بقصتي اليديدة ( خليجي ) دقات ساعة

ام حمدة 03-08-17 08:19 PM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة NoOoFy (المشاركة 3687000)
😂😂نبي ننهي الروايه بزواج حصه وصقر ونوسع صدورنا مدام ام حمده علقتهم وطلعت
الا وش رايك نطالب بجزء ثاني يبداء بزوج حصه وصقر 😜

توي أقول قصتج ونهايتج شو حلاتها وأنا يلي براسي دموي ههههههههه
عندي عدولي وحنوني وممكن حد ثاني يطلع هههههه ... جفتي كمية الشر يلي عندي هههههههه فخلينا بنهايتج

ندى ندى 14-09-17 05:30 AM

رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
 
ابداااااااع ما شاء الله

جميله ورائعه وقمة الروعه

تسلم ايدك حبيبتي ووفقك الله


الساعة الآن 02:45 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية