منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   [قصة مكتملة] عكس الرحيل (https://www.liilas.com/vb3/t204517.html)

الفيورا 14-06-17 07:38 PM

عكس الرحيل
 
السلام عليكم.
كيف الحال؟ ان شاء الله بخير؟
صراحة.. هذي اول رواية اطرحها بشكل جدي، لطالما كنت قارئة اكثر من كاتبة. بس فكرت وقلت ما يضر لو عبرت عن الفكرة الوحيدة اللي خلتني اتحفز واكتب.
هذا مجرد تمهيد عشان تكونوا انطباعكم عليه.
بسم الله نبدأ:

[0]

رن جوال ثريا المتواضع وأتاها ذلك الصوت الهادىء عندما فتحت السماعة: تبين شي قبل لا اجي؟

هزت رأسها كأن من تخاطبها تستطيع رؤيتها: لا.. سلامتك.

ختمت تلك مكالمتها بطريقتها المعهودة، لا ايطال ولا تفرع: فمان الله..

سبحان مغير الاحوال.

في زواجها الاول عاشت في صخب، مدللة مرفهة من قبل زوجها واهله. ثمرة ذلك الزواج كانت ولدان. انتهى ذاك الزواج بخيبة ثم بضيم، فنفس الاشخاص الذين تعاطفوا لوحدتها استغلوا تلك النقطة في اخذ ابناءها منها. الابناء الذين جاهدت لوصلهم لتقابل بالفتور من قبلهم بعد ان كبروا وصاروا رجالا. لم تعد تتذكر متى كانت اخر مرة كلمتهم حتى.

في زواجها الثاني عاشت في هدوء، تعتني بوفاء بزوجها المريض، متجاهلون من قبل اهله. لم تلد من سلطان طفلا، لكن ابنته من زواج سابق كانت هناك من اليوم الاول. تجاهلتها، صنعت فيها عقدا، دفعتها و تلاعبت بمشاعرها لتقبل بقرارات اودت بانكسار قلبها. توقعت ثريا ان تتركها طيف كل يوم، لكنها بقت. لم تستحق ذلك الاحسان.. لكن طيف، التي لم تقربها بصلة قرابة سوى زواج ابيها بها، كانت الوحيدة التي بقت لها، غريبة تحولت الى ابنة.

لم تلاحظ ثريا طول المدة التي قضتها بالتفكير ولا دخول طيف الى ان نادتها باستغراب: وش فيك خالة؟

تمنت لو يوما ان تناديها طيف بـ("يمه") لكنها تعرف انها لا تستحق..: ولا شي. كيف كان الشغل؟

دلكت طيف جانب رأسها متنهدة: الحمد لله، بس الاوضاع متوترة شوي. من لما سمعوا قرار بيع الشركة لمجموعة والموظفين حالتهم حالة.

كانت طيف تعمل في الفرع النسائي لاحدى الشركات متوسطة الحال. لم تكن وظيفتها هذه ما تطمح به، لكن الحاجة دفعتها ان تنسى الماجيستير وتقبل بأي وظيفة.

لمعة الخاتم الذي كانت ترتديه طيف لفتت انتباه ثريا لتشعر بشجن عظيم: متى بتفسخيه..؟

عرفت طيف على الفور ما كانت تعنيه وخبأت يدها في شعرها البنى المحمر الكثيف: اسويلك عشا؟

ابتسمت ثريا بحزن ودعتها تغير الموضوع: تعشيت توي و بقيتلك شي منه. كليه قبل لا يبرد.

راقبتها تذهب على عجل، عادة لم تتغير طوال الثمان سنوات التي مضت كلما تطرق الموضوع الى ذاك الماضي. لم تعد طيف تلك الفتاة ذات السادسة عشر ربيعا. ازدادت حسنا ونضجا وغموضا: يا ليت تشوفها اللحين يا مالك...


"قبل عشر سنوات"


الى هذه اللحظة، لم تر طيف زوجة أبيها تبكي قط.. لم تظنها قادرة على ذرف الدموع، إظهار أي عاطفة، أي تعبير غير الغرور و السخرية..

لكن الان، في ظلام غرفة الجلوس، شهدت خلسة حزن زوجة أبيها المكتوم..

حالتها جعلت طيف تتساءل، مالذي حدث؟ أي خبر سمعته؟

:

حصلت طيف على جوابها في الصبح، عندما أعلنت زوجة أبيها، بوجه خال من التعابير وجاف من الدموع، أن أختها الكبرى توفيت وجنازتها ستقام في هذا البيت. ابن اختها الوحيد سيعيش معهم من الان فصاعدا..

ابو طيف لم ينطق بغير العزاء، جاعلا دعمه لقرار زوجته واضحا.. لم يفاجئ ذلك طيف، فوالدها مشهور بطيبته..

كان لدى طيف اعتراض وحيد "كيف يقعد معانا وانا هنا؟" لكن زوجة ابيها سبقتها بالاجابة قبل ان تفصح عنه. منظر ابتسامتها الساخرة كان مألوفا، كيف لا وهي هدفها الدائم؟: ما عليك، عندي الحل..

:

بالكاد تتذكر طيف محيا ابيها نابضا بالعافية.. الشحوب والاعياء كان دائم الوجود على ملامحه.. كل نوبة، كل زيارة الى المشفى كانت خطوة اقرب الى رحيله من حياتها..

كان خوفها ان تستيقظ يوما وتفقد رؤيته على سجادته، من ان تفقد صوته الوقور بتسبيحه وتهليله..
ما كان بوسعها غير الدعاء..

قبل ان تخرج من البيت، استوقفها صوت ابيها، ملامحه مكسوة بعدم الرضى والقلق: توك جيتي من المدرسة، وشولك طالعة؟ ارتاحي..

ابتسمت طيف ابتسامة نادرة محاولة التخفيف عنه: لا تخاف مانيب تعبانة. لازم الحق على ام أحمد عندها ليلة حنة..

جهودها باءت بالفشل، فما زال ابوها ممتعض الملامح. لم تستغرب فأبوها وافق على مضض على عملها كـ"نقاشة" في الحارة، فمنذ ان مرض احوالهم المادية ساءت.. لولا الله ثم مساعدة اقارب ابيها لكان الحال اصعب.

لكن.. لا يمكن الاعتماد على اقارب ابيها الى الابد، خاصة في هذه الايام، فمساعداتهم قلت.

ابوها مريض وزوجته كانت تعتني به.. لم يبق غيرها لتوفير دخل اضافي، حتى لو كانت موازنة دراستها مع شغلتها صعيبة.

:

دفعت الارهاق لتركز على نقش الحناء من زبونة الى اخرى، آحذة ثناؤهن على موهبتها ببرود.

رافقتها أم أحمد الى الباب نهاية الليلة وسلمتها اجرها: ربي يسعدك يا بنتي و يبلغك اليوم اللي تكوني فيه عروس و الحنة مالية يديك..

عروس؟

على كثرة العرائس اللواتي نقشت لهن، لم تفكر طيف ابدا بكونها في محلهم.. ربما لظروفها؟ لصغرها في السن؟ فهي لازالت في السادسة عشر..

مهما كان السبب، فالفكرة كانت غريبة، بعيدة عن افاق طموحاتها وتوقعاتها..

و بأية حال، من سيطلبها هي؟

:

في اليوم التالي اقيمت مراسم الجنازة بعد الصلاة على الراحلة.

لم يسبق ان التقت طيف بأخت زوجة ابيها، لكن من ردة فعلها ومبادرتها باستضافة ابن اختها، فالراجح انها كانت غالية على قلبها.

كانت علاقة طيف بزوجة ابيها معقدة، لكن لم يمنعها ذلك من التعاطف معها. من الصعب الا تفعل، فزوجة ابيها كانت كجبل شامخ بنظرها.

جبل شامخ اكتسب صدعا بارزا.

لم يحضر الكثير وجميعهم اقتصروا على معارف زوجة ابيها. وجدت طيف ذلك غريبا للغاية: وين اهل زوجها؟

للحظة، توقفت زوجة ابيها عن صب القهوة، لكن سرعان ما تخطت ذلك واجابتها بفتور: مدري، ما عمرهم كانوا مهتمين..

اجابتها هذه بعثت تساؤلات اخرى لتتشكل في خاطر طيف، لكنها احتفظت بها فالموضوع كان يبدو ذا تاريخ طويل.

اشغلت طيف نفسها بترتيب الملحق الذي سيسكن فيه ابن اخت زوجة ابيها. مما التقطته من ثرثرة الحاضرين فعمره بالعشرين وجامعي. رفض في البداية السكن معهم لكن على ما يبدو، زوجة ابيها تمكنت من اقناعه.. لطالما امتلكت قدرة عجيبة على الاقناع والتلاعب بالمشاعر.

في غمرة ترتيبها، تساءلت طيف عن التغير الذي سيحدثه ذلك الضيف.. لكن، ليس هنالك جدوى من التساؤل فهو ليس من شأنها.

:

استدعاء زوجة ابيها لها على انفراد قبيل مجيء ابن اختها كانت مفاجأة، فهذه المرة الاولى التي تفعلها.

انتظرت طيف بصمت لتبدي زوجة ابيها بما تريد: ابغاك تتزوجي ولد اختي..

لوهلة، لم تستوعب طيف ما نطقت به زوجة ابيها وظلت محدقة اليها: ايش..؟

كررت زوجة ابيها ما قالته بكل اريحية، كأنها لم تتكلم بصاعقة: ابغاك تتزوجي ولد اختي، ولد خلوق ومتربي وماراح تلقين احسن منه.. وقبل ما تقولي انك صغيرة، غيرك تزوجوا ابكر وبصراحة، احسنلك تلحقي اللحين..

لم تستطع طيف منع نفسها من الكلام بعدم تصديق ومرارة: ما شاء الله، لهدرجة ولد اختك لقطة؟ ورى ما تخطبيله بنت تستاهل اجل، موب وحدة ما تطيقيها وقلتي عنها الف عيب؟

تجاهلت زوجة ابيها كلامها. تعابيرها اكتسبت جدية وحزنا: انا مانيب قاعدة اتكلم عن ولد اختي، انا اتكلم عن ابوك انتي. كم تظني بيبقى عايش؟ كل يوم حالته اردى من اللي قبل..

شعرت طيف بانقباض قلبها وبالعبرة تخنقها. قالت بخفوت: الاعمار بيد الله..

تنهدت زوجة ابيها: والنعم بالله، بس على الاقل خلي ابوك يفرح فيك ويشوفك عروس. خليه يرتاح..

خليه يرتاح..

تكررت تلك الجملة مرة ثم اخرى في خاطرها: ابوي داري عن اللي تبغينه؟

اومأت زوجة ابيها بنعم: قالي نستنى شورها، ما يبي يغصبك على شي حتى لو يرتاح به..

ظلت طيف صامتة لوهلة بدت كالابد قبل ان تسأل: وش اسم ولد اختك؟

الابتسامة التي ارتسمت على محيا زوجة ابيها حكت عن انتصار: اسمه مالك..

[انتهى البارت...]

حابة أوضح بعض الأشياء. أولها: البارتات عندي مرة قصيرة لأن أسلوبي يميل لهالنوع بشدة ما زلت أحاول تعديلها. يمكن يكون أمر منفر بالنسبة للبعض ويمكن لا.. بس بأية حال أبغى أكون على بينة معاكم.

ثانيها: الرواية تتكون من قسمين. القسم الأول يتكون من سبع بارتات وكل بارت بينزل يوم الأربعاء أو الخميس من كل أسبوع إن شاء الله. القسم الثاني بيكون أطول و كل أسبوع بينزل بارتين.

ثالثها: أنا قد نشرت ذي الرواية قبل رمضان بس صار تلخبط وأنا راضية بذي النسخة المعدلة أكثر من الأصلية.

رابعها: أشكر الغوالي فـــــرح و شبيهة القمر على ردودهم في النسخة الأصلية. ما تقدروا تتخيلوا قد إيش فرحتني لما قريتها. (وبالمناسبة يا قمورة، معنى فيورا محول من الكلمة اللإيطالية fiore واللي معناها زهرة).

الفيورا 14-06-17 08:15 PM

رد: عكس الرحيل
 
:
وهذا هو البارت الأول رسميا..

[1]

لم تصدق ما سمعته، ظلت محدقة إلى صديقتها، منتظرة متى ستنفجر بالضحك وتقول انها كانت تمزح.. لكن ملامح صديقتها طيف بقت على ما هي عليه من الجدية التامة: انتي من جدك؟ من بين كل الناس اللي يتزوجون.. إنتي؟

لم تستطع مي إدخال الفكرة في رأسها.

منذ اليوم الذي تعرفت فيه على طيف، كانت طبيعتها وشخصيتها ثابتة.. لا تغير سوى ازدياد همومها. التفكير بالأعراس و الأفراح كان آخر ما تفكر به. جل تفكيرها كان ابوها وعلاجه، دراستها، شغلتها. بقلق سألت: انتي مغصوبة؟ ترى اقدر اكلمـــ…

قاطعتها: لاء، خالتي عرضت علي الفكرة وانا وافقت.

لم يفاجئها أكثر من خبر زواج طيف إلا معرفة من اقترح الفكرة. منذ متى كانت زوجة ابو طيف تهتم بمستقبلها؟: ليه؟

تنهدت طيف باستسلام: ابوي. ما تقدري تتخيلي كيف هو فرحان بموافقتي./ تمتمت: ما كنت ادري انه كان شايل همي هالكثر..

طبعا، طبعا. نقطة ضعف طيف الوحيدة، ابوها. حتى لو كان الشيء على حساب راحتها وسعادتها، فأبوها فوق نفسها دوما. ابتسمت مي محاولة تلطيف الجو: طيب وعريس الغفلة ذا كيفه؟ من وين جاي؟ وسيم وسامة مليون فولت ولا مشي حالك يا جدار بيج..

رمقتها طيف بنظرة مستغربة: عليك مصطلحات.. مدري كيف تجيبينها..

استعجلتها مي بالكلام، فوقت الفسحة قرب على الانتهاء وعليهما حضور حصصهما بفصول متفرقة. "فرقوا شملنا الله يفرق شملهم". هذا ما قالته عندما عرفت ان طيف كتبت في فصل مختلف. ما زالت تفاوض المشرفة على نقلها إليها: عرفتي قصدي يختي. يلا انطقي..

هزت طيف كتفيها بلا مبالاة: مدري.

لم تعجبها هذه الإجابة على الاطلاق: ايش اللي مدري؟

كررت طيف اجابتها: مدري عنه شي، بس اسمه وعمره وانو تحليلاتنا تتطابق.

استحثتها، ربما يكون هنالك امل..: ما جاك فضول؟

جاوبتها تلك بأريحية: مصيري بعرف.

كانت تعتبر طيف أختها التي لم تلدها امها، لكن بعض المرات، برود صديقتها كان كفيلا باستفزازها إلى درجة فظيعة. "الله يعينك يا عريس، راح تتزوج بالقارة المتجمدة الشمالية وانت ما تدري": عسى تنحرقي بنار حبه وبعدين نشوف مين اللي يهتم.

امتعضت ملامح طيف، غير مستسيغة للفكرة: يالدراما اللي عندك، وبعدين مو المفروض تتمني هو يصير له كذا بدالي؟

رفعت مي يديها الى السماء: عسى ربي يخيلكم ذايبين بعشق بعض./ التفتت اليها: ارتحتي؟

قالت ناهضة: لاء. ليش تدخليني انا بالسالفة؟

تحلطمت: ما يرضيهم العجب..

:

اليوم وصل عريس الغفلة. اليوم ارتبط اسماهما ببعض.

رتبت زوجة ابيها حفلة صغيرة لم يحضرها سوى قلة من نسوة لم تعرف طيف معظمهن. الوحيدات اللواتي عرفتهن كن مي وامها.

حضنتها مي باكية، مفسدة مكياجها الناعم. دعت لها وتمنت لها كل خير بين شهقاتها ومحاولات طيف لتهدئتها. ربما كانت صورة مضحكة، عروس تهدئ صديقتها ليلة عرسها.. عروس بالكاد بدت عروسا. اكتفت بفستان ساتر فيروزي اللون اهدته لها زوجة ابيها. زينة وجهها كانت معدومة غير رسمة كحل ومسحة ملمع. جدلت شعرها الطويل وأسدلته على كتفها.

مرت المراسم بهدوء وسرعة. ربما بعد سنين، عندما تحس بارتباط حقيقي بواقع ما كانت تقدم عليه، ستندم على قلة الحضور وانعدام علامات المناسبة.. لكن الآن، كانت طيف بقمة الارتياح.

أجلسوها بجانب من صار الأن زوجها. لم تلتفت إليه مرة. ربما كان السبب عدم مبالاة، ربما خجلا، فدفء ساعده الملاصق لساعدها جعلها واعية كل الوعي بأقل حركة يفعلها. يا ترى هل كان مثلها، غير مهتم بما يحدث حوله؟ هل وافق لغاية مثلها؟ ربما أراد قرب خالته بعد وفاة أمه بأي طريقة..

تناول يدها ليضع في إصبعها خاتما بسيطا. احساس غريب.. كيف كان يعامل يدها كأنها زجاج هش. لم تدرك انها كانت تحبس أنفاسها إلا عندما أطلقتها لحظة ترك مالك ليدها.

:

لم تظن أبدا أن الملحق الذي تعبت من أجل ترتيبه سيكون لها نصيب منه. لكن.. لم يبد الملحق بالشكل الذي تركته عليه، أنواع الأغراض كانت موضوعة في أرجاءه بشكل عشوائي لا يمت للترتيب بصلة. بالكاد تستطيع رؤية اثاث الملحق الأصلي..

ربما عجبها كان واضحا من طريقة وقوفها عند الباب، فمالك تنحنح قبل أن يقول: معليش على الفوضى، كل شي صار بسرعة وما امداني ارتب اغراضي اللي جبتها..

"يا كثرة اغراضك"، قالت طيف في نفسها، متجاهلة التوتر الذي بعثه سماع صوته للمرة الأولى. لم تستطع تسمية نصف ما كانت تراه أمامها. سيكون عليها أن تنام بغرفتها رغم توصيات زوجة أبيها، أمر كان في صالحها. فكرة ان تشارك هذا الملحق الصغير مع رجل لم تعرفه سوى اليوم أصابتها بذعر لم تود الاعتراف به.

سألها: نصلي؟

عندها فقط رفعت نظرها اليه ورأته للمرة الأولى..

وسيم، كان انطباعها الأول، وسيم جدا..

لم تكن من النوع الذي يقيم حسن المظهر. مقاييس الجمال كانت عندها بلا قيمة تذكر. لكن يمكنها القول بأن مالك كان بكفة المليون فولت.
.
ملامحه كانت مزهوة بالشموخ، حادة مصقولة. شعره قصير، ناعم كثيف، داكن حد السواد. عيونه بنية.. ذكرها اللون بالقرفة.

لم تدرك أن همستها بـ("ما شاء الله") سُمعت من قبله إلا عندما ابتسم ضاحكا.

أحست بحرارة خجل غير معهود وعلى عجل ذهبت لإحضار جلال صلاتها.

صلا، دعيا، سألا خير ما سيأتي به وضعهما الجديد.

على الباب وقفت: تصبح على خير.

تنفست الصعداء عندما رد عليها ولم يستوقفها: وإنتي من أهله..

مغلقة باب الملحق خلفها، ظلت طيف تمسح ظهر عنقها الحار، متساءلة عن سبب تمرد احاسيسها.

:

منذ وفاة والده، لم تعد أم مالك على نفس الحال. تغيرت طباعها، وأصبح التناقض يسيرها.

لطالما كانت أمه تميل إلى بذر المال أكثر من أبيه، لكن بعد وفاته زادت في التبذير إلى حد الإضرار بما جمعه والده وتركه لهما. لم تكن تخبره، فأشد ما عليها كان أن يحزن لما أودت بهما الحال. كل ما طلب ولم يطلب، كانت تشتريه. كل ما احتاجه في دراسته، كانت توفره. ربما كان هذا لتعويض نقص، تعويض سند ووحدة.. لايهم، فالنتيجة واحدة. مع تراكم الديون على امه، اضطر إلى الموازنة بين الدراسة والعمل من أواسط مراهقته.

يندم إلى أن يغرق بحسرته كلما تذكر ماذا كان حديثه الأخير مع أمه قبل أن يصله الخبر المفجع من جارتهم.. عن الديون، كله عن الديون. وكوضع الملح على جرح نازف، أخذه بعض الحاضرون يوم دفنها على جنب ليطالبوا بأموالهم، لم يأبهوا فحقهم كان أهم بالنسبة لهم من محن غيرهم.

باع أغلب أغراضهم.. لم يبقى من حلي أمه سوى خاتم بسيط احتفظ به. كان خاتمها المفضل، خاتم أرادت أن تهديه زوجته المستقبلية..

:

لطالما وجد نفسه يتساءل عن عزلتهم، لا أقارب، لا جيران.

كلما سأل أباه عن عائلته، اكتسبت ملامح وجه أبيه حزنا أليما. لم يجبه مرة.

الوحيدة التي كانت تزورهم كانت خالته ثريا، وحتى هي لم تكثر وتطل في زياراتها، ليس برغبة منها بل بسبب أبيه.

وفاة والده جعلت مالك يدرك ما كان يفعل، ما كان سبب الجدالات بين والديه التي سمعها صدفة. عرف أن أباه كان ممانعا لزيارات الجيران والصديقات وحتى أقارب أمه. لولا عناد خالته ومفاجآتها بزياراتها، لما عرف مالك بوجودها.

أكان لتملك، ذلك الطبع الغريب البغيض لأبيه، أم لغيرة من أمه، من عدم تواصل عائلته معه بينما هي تزار و يُسأل عن أحوالها؟

:

برحيل والدته، بدت الشقة باردة كئيبة.

بجانبه رأى دموع خالته تنزل بصمت على خديها. وضع ذراعه على كتفيها وشدها إليه. تركها تبلل قميصه بالدموع. تمنى لو يستطيع التعبير عن حزنه مثلها، لكن صدمة الواقع جعلته كفيفا عن شعوره.

لا يدري كم تطلب من الوقت ليستوعب..

أمه رحلت.. أمه رحلت..

:

رفض مرارا وتكرارا عرض خالته بالسكن معها رغم الحاجة. لم يرد الإثقال عليها، يكفيها ما سمعه من أمه مرة. زوج مريض متقاعد وابنته، بيت صغير وتكاليفه.

نظرة العناد اختفت من عيون خالته ليحل محلها رجاء: ما راح تثقل علي، إنت سندي..

لم يستطع الرفض بعد ذلك.

:

عرض خالته الآخر صدمه: إيش؟

كررت: بنت زوجي، أبغاك تتزوجها. البنت واثقة منها ومافي زيها.

لم يستطع الإختيار من عشرات الاعتراضات التي تزاحمت في ذهنه، عن عدم كفاءته و تحمل المسؤولية في الحاضر: كيف تبغيني أتزوج اللحين؟ مستحيل. الله يعافيك، امسحي الفكرة من راسك..

خالته لم تستسلم. ظلت تحاول إقناعه، معطية نواقض لكل حججه.

في النهاية وافق لأسباب عدة لم يكن متأكدا من أي منها..

:

مر الأمر كسرعة البرق.. حتى التحليل الذي تمنى أن يعطيه عذرا انتج تناسبا لا عدم تكافئ.

الحضور من الرجال كانوا قلة كان أكثرهم أصدقاؤه، لكن لم يخفى سرور حماه واستقباله الكل بحبور، متحركا بنشاط لا يوحيه جسده المريض.

كلمه بجدية: هذي نور عيني يا مالك. خليها فعيونك..

أجابه مالك: إن شاء الله..

حتى وإن كان غير واثقا من كل ما يحدث، فلن يظلم من أصبحت الأن زوجته.

:

زوجته..

لم يظن مالك أنه سيدعو أنثى بتلك الصلة إلا بعد سنين، في مستقبل بعيد أسس فيه نفسه. لكن الأقدار يسيرها الله، وهاهو الآن متزوج في العشرين.

لا يعرف الكثير عن زوجته حتى ملامحها.. عرف أن اسمها طيف. عرف أنها صغيرة في السن. عرف أنها تدرس في مدرسة في آخر الحي. عرف أنها فارعة بالطول. عرف لون وطول شعرها. والأن، بعد أن ألبسها خاتم أمه، عرف أن أصابع يدها كانت رفيعة رقيقة، وملمس جلدها ناعم مخملي.

لم ينطق لها بكلمة منذ بداية مراسم ارتباطهما. مشيا بصمت إلى الملحق.. فقط عند فتحه تذكر مالك حالته الفوضوية وعدم ملائمته للنوم فما بالك بليلة زواج. برر بإحراج لطيف التي بقيت واقفة عند الباب: معليش على الفوضى، كل شي صار بسرعة وما امداني ارتب اغراضي اللي جبتها..

لم تتكلم فسأل ليدير دفة الموضوع: نصلي؟

حينها رفعت طيف نظرها إليه. غريزيا، لاحظ لون عيونها.. ذهب ذائب، بارز بالكحل. "يمكن الذهب يغار حتى.." بينما كانت ملامح وجهها مبهمة، عالقة بين الطفولة والرشد، عيونها كانت قصة أخرى.. فتنة ساحرة جعلت دقات قلبه تسرع، سرقت أنفاسه للحظات..

فقط همستها العفوية بـ(ما شاء الله) جعلته يفيق. تذكر أين كان ومن معه. ابتسم، شعور بالرضى يغمره. "يمكن تزوجت على غفلة، لكن على الأقل المدام راضية بشكلي.."

عند انتهاءهما من الصلاة، لاحظ مالك ارتباك وخوف طيف، وقوفها المتردد المنتظر عند الباب. لاحظ نعومة صوتها الهادئ عندما قالت: تصبح على خير.
.
كان قراره الأن، إما أن يبقيها و إما أن يتركها.. رد: وإنتي من أهله..

راقبها تذهب منفتحة الأسارير، مغلقة الباب خلفها.

لو لم يأتي الأمر على حين غرة، ربما في أوضاع أكثر بهجة، ربما كان وضعهما ليختلف.. ترقب وشوق بدل خوف وتردد، ارتياح بدل ضغط.. ربما كان ليبقيها جانبه.

فكر قبل أن يستلقي على سرير مزدحم، "خلينا نتعود على بعض أول.."


[انتهى البارت...]


:

Washm 14-06-17 11:41 PM

رد: عكس الرحيل
 
بداية حلوة، كنت عم دور عليها خفت لتكون نحذفت . موفقة بإذن الله

الفيورا 15-06-17 05:56 AM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Washm (المشاركة 3684352)
بداية حلوة، كنت عم دور عليها خفت لتكون نحذفت . موفقة بإذن الله

مشكورة قلبي.. ولا ما انحذفت بس يمكن انحطت ع الدكة D:

شبيهة القمر 17-06-17 03:12 PM

رد: عكس الرحيل
 
السلام عليكم
ياربييه جالسه افكر من شفت اسم الروايه وانا اقول هالروايه انا قاريتها اجل وين اختفت ماعاد شفتها!!! 🤔🤔🙄🙄
فيورا.. هههه اسم جميل ومبرووك النسخه الجديده للروايه
اتمنى ماتتأخري علينا متحمسين نشوف لييه ملوك افندم ترك طيف..
شوفي فيورا احس مالك امه الحقيقيه هي ثريا واحتمال الي ماتت مو اختها وكانت تجي تزورها علشان تشوف ولدها.. المهم ان مالك له قصه وسالفه ان ابوه ماله اقارب فهذي لها قصه ثانيه.. احتمال انه طلق ثريا غصب من اهله ومن بعدها هرب بعياله وتزوج صديقتها او تزوج اختها علشان ترعى عياله بس باقي ولد وين راح. ؟؟يمكن توفى وهو صغير .. 🙄
بانتظاار الجزء الجااي..

زارا 18-06-17 03:32 AM

رد: عكس الرحيل
 
السلام عليكم
منووره فيورا انا ماشفت النسخه الاصليه لكم طحت على النسخه المعدله واعجبتني صراحه..
ويكفي ان النووري حبيبة الزوري من قرائها هذا يعني انها حلوه..

رحمت ثرياا مرره أتوقع هالبرود اللي هي فيه اول ماتزوجت أبو طيف لان عيالها عند أهلهم ومايخلونهم يشوفنها وهي يمكن بخلت بمشاعرها على طيف لان بعد عيالها تشوف انه محد يستاهل هالمشاعر.. لكن بعد ماتزوجت مالك اللي هو الحين اغلى الناس عندها أتوقع تغيرت المعامله 180 درجه لانها صارت زوجة الغالي..
أتوقع ان طيف حبت مالك ويمكن حتى هو حبها لكن ظروف زواجهم وصغر سنهم خلاهم مايتاقلمون مع بعض.. لكن مالك وينه الحين؟؟؟؟؟ أتوقع انه راخ من حياتهم بس للحين يتواصل مع خالته بدون علم طيف..
ليه انفصل عن طيف.. أتوقع ماصار بينهم طلاق بس انفصال يعني طيف معلقه مو مطلقه.
وبانفصالهم هذا بيكون من شي قوي..
عموما فيورا بانتظار باقي الأجزاء باذن الله فلا تتركين انتظارنا يطول..

همس الذكـرى ينااجيني 18-06-17 08:54 AM

رد: عكس الرحيل
 
السلام عليكم
هلا والله ب فيورا ويعطيك العافيه صراحه
بدايه جميله
وماأخفيك أنها شدتني لين ماخلصت البارتين ب دقايق

طيف ومالك الاكيد أن لهم قصه عاشوها طول هالسنين والخاتم معناه طيف مو مطلقه هي معلقه بس ممكن مالك مسافر يكمل دراسته مثلاً

بانتظارك
وإن شاءالله تواصلين معنا لين نوصل للختام ❤ على خير إن شاءالله

الفيورا 18-06-17 08:56 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 3684449)
السلام عليكم
ياربييه جالسه افكر من شفت اسم الروايه وانا اقول هالروايه انا قاريتها اجل وين اختفت ماعاد شفتها!!! 🤔🤔🙄🙄
فيورا.. هههه اسم جميل ومبرووك النسخه الجديده للروايه
اتمنى ماتتأخري علينا متحمسين نشوف لييه ملوك افندم ترك طيف..
شوفي فيورا احس مالك امه الحقيقيه هي ثريا واحتمال الي ماتت مو اختها وكانت تجي تزورها علشان تشوف ولدها.. المهم ان مالك له قصه وسالفه ان ابوه ماله اقارب فهذي لها قصه ثانيه.. احتمال انه طلق ثريا غصب من اهله ومن بعدها هرب بعياله وتزوج صديقتها او تزوج اختها علشان ترعى عياله بس باقي ولد وين راح. ؟؟يمكن توفى وهو صغير .. 🙄
بانتظاار الجزء الجااي..

معليش بهذلتكم معاي. الله يبارك فيك، وعسى ذي النسخة تطول اللين النهاية. والله جاني حماس وأنا أقرأ توقعاتك! نشوف إذا بيطلع واحد منها صح أو حتى كلها

الفيورا 18-06-17 08:59 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارا (المشاركة 3684475)
السلام عليكم
منووره فيورا انا ماشفت النسخه الاصليه لكم طحت على النسخه المعدله واعجبتني صراحه..
ويكفي ان النووري حبيبة الزوري من قرائها هذا يعني انها حلوه..

رحمت ثرياا مرره أتوقع هالبرود اللي هي فيه اول ماتزوجت أبو طيف لان عيالها عند أهلهم ومايخلونهم يشوفنها وهي يمكن بخلت بمشاعرها على طيف لان بعد عيالها تشوف انه محد يستاهل هالمشاعر.. لكن بعد ماتزوجت مالك اللي هو الحين اغلى الناس عندها أتوقع تغيرت المعامله 180 درجه لانها صارت زوجة الغالي..
أتوقع ان طيف حبت مالك ويمكن حتى هو حبها لكن ظروف زواجهم وصغر سنهم خلاهم مايتاقلمون مع بعض.. لكن مالك وينه الحين؟؟؟؟؟ أتوقع انه راخ من حياتهم بس للحين يتواصل مع خالته بدون علم طيف..
ليه انفصل عن طيف.. أتوقع ماصار بينهم طلاق بس انفصال يعني طيف معلقه مو مطلقه.
وبانفصالهم هذا بيكون من شي قوي..
عموما فيورا بانتظار باقي الأجزاء باذن الله فلا تتركين انتظارنا يطول..

من ذوقك والله.. التفاصيل عن ثريا ووضع طيف بتتوضح مع البارتات الجاية. سرني مرة قراءة توقعاتك، وإن شاء الله بكمل لين النهاية. ردودكم ذي تخليني أتحمس أكثر للكتابة.

الفيورا 18-06-17 09:00 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الذكـرى ينااجيني (المشاركة 3684480)
السلام عليكم
هلا والله ب فيورا ويعطيك العافيه صراحه
بدايه جميله
وماأخفيك أنها شدتني لين ماخلصت البارتين ب دقايق

طيف ومالك الاكيد أن لهم قصه عاشوها طول هالسنين والخاتم معناه طيف مو مطلقه هي معلقه بس ممكن مالك مسافر يكمل دراسته مثلاً

بانتظارك
وإن شاءالله تواصلين معنا لين نوصل للختام ❤ على خير إن شاءالله

مشكورة.. مشكورة! فرحتي لا توصف إنك تعتبري البداية كوحدة تشد الانتباه. إن شاء الله باقي الرواية بتكون زي كذا وأكثر لك.

شبيهة القمر 19-06-17 01:02 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارا (المشاركة 3684475)
السلام عليكم
منووره فيورا انا ماشفت النسخه الاصليه لكم طحت على النسخه المعدله واعجبتني صراحه..
ويكفي ان النووري حبيبة الزوري من قرائها هذا يعني انها حلوه..

رحمت ثرياا مرره أتوقع هالبرود اللي هي فيه اول ماتزوجت أبو طيف لان عيالها عند أهلهم ومايخلونهم يشوفنها وهي يمكن بخلت بمشاعرها على طيف لان بعد عيالها تشوف انه محد يستاهل هالمشاعر.. لكن بعد ماتزوجت مالك اللي هو الحين اغلى الناس عندها أتوقع تغيرت المعامله 180 درجه لانها صارت زوجة الغالي..
أتوقع ان طيف حبت مالك ويمكن حتى هو حبها لكن ظروف زواجهم وصغر سنهم خلاهم مايتاقلمون مع بعض.. لكن مالك وينه الحين؟؟؟؟؟ أتوقع انه راخ من حياتهم بس للحين يتواصل مع خالته بدون علم طيف..
ليه انفصل عن طيف.. أتوقع ماصار بينهم طلاق بس انفصال يعني طيف معلقه مو مطلقه.
وبانفصالهم هذا بيكون من شي قوي..
عموما فيورا بانتظار باقي الأجزاء باذن الله فلا تتركين انتظارنا يطول..

ماماااتي هنااا يامرحبا مليون ولايسدن.. تدرين كنت برسل لك دعوه لهالروايه بس تذكرت انك في حاله نقاهه قلت نخليها لبعد العيد.. والحمدلله جيتي على نيتي هههههههه >>فيس يبيها منه ههههههع
فيورا.. ابد اعتمدي توقعااتي وبتضبط.. :lol:

الفيورا 20-06-17 08:24 PM

رد: عكس الرحيل
 
:
من الحماس اللي في قررت أنزل البارت بدري شوي.. :lol:

[2]

صوت غير مألوف ناداه، أفاقه من النوم: اصحى.. لا يفوتك الفجر..

فتح عيونه على طيف واقفة جانب السرير. جلس ليمرر يده على وجهه، ماسحا النوم منه. كان بالعادة خفيف النوم، لكن التفكير سرق الراحة منه إلى وقت متأخر من الليل. التفت لطيف التي لم تظهر عليها علامات النعاس: صباح الخير..

ردت دون النظر إليه: صباح النور.

رآها تشمر عن ساعديها، ناوية ترتيب الملحق الذي أفسده. أوقفها: خليك، أنا برتبه..

كان واضحا عليها عدم الاقتناع والإصرار فأكمل: فيه أغراض أبغى أحطها فمكانها بنفسي.

عندها فقط انسحبت: طيب.. أبوي ينتظرك..

ابتسم بسخرية وهو يراها تخرج بدون أي كلمة أخرى "شكل اللي قال إن الحريم كلامهم كثير ما التقى بوحدة مثل طيف".

:

على الرغم من صغر حجم المسجد وقدمه، إلى أن الحضور من المصلين كانوا كثرى. أعجبه شيء غير ملموس في ذلك.

توقع العودة إلى البيت بعد الصلاة، لكن حماه انخرط في الكلام وتقبل التهاني، معرفا مالك بكل من حيَاه.

بفرحة عرف للكل: هذا ولدي مالك!

يالله.. كم افتقد هذه الكلمة! وما أنقى قلب هذا الرجل ليحتفي به بهذه الشدة، كأنه اعتبره ولده من اللحظة الذي دخل فيها بيته.

:

عند رجوعه وحماه البيت، رأى مالك خالته وطيف مستيقظتان. دعته خالته إلى الجلوس على الطاولة، فطيف كانت تحضر الفطور.

تتبع مالك طيف بعيونه وهو يحدث خالته. بنشاط تحركت، تضع أطباق وأباريق وأكواب دون الجلوس، تدخل وتخرج من المطبخ بصمت بينما هم بدأوا بالأكل.

عندما وضعت كوب ماء أمامه، أمسك بيدها ليمنعها من الذهاب: اجلسي..

تعابير وجهها حكت عن تفاجئ. ردت عليه بارتباك خفيف، مرجعة خصلة شعر افلتت من جديلتها وراء أذنها: وراي شغل..

أحكم من إمساكه بيدها: افطري بعدين اشتغلي زي ما تبغين..

بطرف عينه رأى خالته وزوجها يراقبان المشهد برضى.

بخبث أيدته خالته: إيه والله، تراك عروس..

جلست باستسلام دون أن تمد يدها، فقرر مالك أن يضع لها الفطور في صحنها بنفسه: كلي..

بانحراج بدأت بالأكل. ترددها وارتباكها جعله يبتسم.

صوت خالته نبهه: كل انت بعد، ما أظن القعدة والتمقل فوجه زوجتك بتشبع بطنك.

بسرعة أعاد مالك أنظاره لصحنه، ليكون دوره بالأكل بانحراج.

:

مر أسبوع منذ أن أصبحت متزوجة دون تغير يذكر.

كانت متجنبة دخول الملحق إلا لحاجة، وبأية حال، بالكاد كان مالك متواجدا بعد الصبح، فهو يعمل بالإضافة إلى دراسته الجامعية. كان يرجع قريب منتصف الليل معظم المرات. لم تتنسى لهما الفرصة للكلام بغير الرسميات. أحيانا، تدخل الملحق لترى تعبيرا مشجونا على وجهه لم يستطع إخفاءه بالسرعة الكافية.. خمنت أنه كان يفكر بالمرحومة أمه. وجدت نفسها تتمنى التخفيف عنه، لكن ما دام مالك لم يفصح بما يثقل عليه، فلن تتعدى الخطوط التي وضعها من غير إدراك.

تجاهلت خيبتها الغير مبررة بهذا الوضع. تجاهلت أكثر ترقبها لكل مرة نادى فيها مالك اسمها.

صوت زوجة أبوها المتكلم بغضب جارف سحبها من أفكارها: توكم تذكرون طاريها. ماعندي لكم شي!

انتظرتها طيف حتى انتهت من المكالمة لتسألها بفضول، فنادرا ما رأتها بهذا الغضب: مين كنتي تكلمين؟

التفتت زوجة أبيها إليها وبحدة أجابتها: مو شغلك.

تنهدت طيف، فهي توقعت ذلك الرد. كانت ستخرج إلى أن أوقفتها: استني استني، في شي كنت ناوية أسألك عنه.. ليش تنامي فغرفتك للحين؟

كان مغريا جدا أن ترد اجابتها الحادة عليها، لكنها ردت في الأخير: مالك لسى يرتب فأغراضه وقالي هو بس يعرف وين يحطها..

امتعضت ملامح زوجة أبيها بعدم رضى لكنها تركتها قائلة: ذا الحال ما راح يدوم.

تعجبت طيف من أمرها. توقعتها لن تهتم بمسار زواجها ما دامها وافقت على ابن أختها لترى العكس، فزوجة أبوها كانت مهتمة.. مهتمة وبشدة.

:

إصرار زوجة أبوها على تغيبها عن المدرسة مدة أسبوع جعلت طيف تشعر بالضجر. صبرت نفسها بأن الأسبوع قرب على الإنتهاء وهاهي الان في عصر يوم الخميس.

لاحظت عند دخولها الملحق أنه بدا أكثر ترتيبا والأغراض وجدت مكانا في أركانه. وضعت كوب القهوة على المنضدة جوار السرير، ناوية الخروج دون كلمة، فمالك كان غارقا بالمذاكرة ولم ترد إزعاجه.. لكن مجموعة كتب لفتت نظرها. وجدت نفسها تقلب في صفحات أحدها، مندمجة على الفور في ثنايا موضوعاته.

سؤال مالك جعلها تدرك بقاءها المطول في الملحق: عجبك الكتاب؟

بصدق أجابت: إيه..

للظروف التي عاشوها، لم تسنح لطيف الفرصة لقراءة الكتب التي تباع في المكتبات الكبيرة. يالحظها الآن.

أعاد نظره إلى دفاتره: أجل خذيه.

سألت: عادي؟

حينها نظر إليها مرة أخرى. شعرت بدفء ابتسامته داخل قلبها عندما أجاب بكل بساطة: حلالي حلالك.

:

اكتشف مالك في الأيام التالية أن طيف كانت قارئة نهمة ذات ذوق مميز في اختيار الكتب. أصبحت مراقبتها تختار مادة قراءتها لليوم بطرف عينه أمرا يتشوق إليه.

في البداية لم تفعل شيئا سوى الاستئذان منه لأخذ كتاب، لكن مع مرور الوقت، بدأت تسأل وتستفسر عن حوزته لكتاب يتناول موضوعا يهمها.

قرر المرور بمكتبة قبل أن يرجع للبيت للبحث عن كتاب بالمواصفات التي استفسرت عنها طيف. استغرق في البحث إلى أن وجده، ولحسن حظه، لم يكن باهظا في الثمن. كان يعرف أنه إذا كان الكتاب مكلفا فسوف ينتهي الأمر بشرائه بأية حال. ثمنه الحقيقي كان رحمة من الله.

أعطى طيف الكتاب لحظة عودته، متلهفا لما ستكون ردة فعلها: مدري إذا هذا اللي كنتي تبغينه..

أخذت الكتاب منه بذهول وعدم تصديق فطر قلبه. هو حقا مقصر في حقها. لا مهر يذكر، لا شقة تحتويهما، ولا وظيفة ثابتة. هذا أقل ما يستطيع فعله.

بخفوت قالت: تعبت نفسك..

رد: أبد ما تعبت.. أصلا كنت أبغى أمر على المكتبة من زمان وإنتي عطيتيني دافع زيادة.

ابتسمت بنعومة، دفء امتنان واضح في ذهب عيونها: مشكور..

من البداية لاحظ أن طيف لم تكن من النوع البسام، لم يرها تبتسم قط.. إلى الآن.

خفق قلبه مسرعا. فكر "يا جمال ابتسامتها.." لم يدرك أنه ظل محدقا بدهشة بها إلى أن لاحظ القلق بملامحها: العفو.. العفو..

من تلك اللحظة، جعل مالك النيل بابتساماتها هدفا له.

:

صباح السبت، لاحظ مالك تغيرا، فطيف لم تكن موجودة وقت الفطور.

قال حماه: راحت المدرسة يا ولدي..

شعر مالك بخيبة. لم يرها فجر اليوم عندما أيقظته لأنها خرجت باستعجال. وجد نفسه يسترق النظر إلى مقعدها الخالي جانبه. "غريب.. مو عادتي اتعود على شخص بذي السرعة.."

:

بالكاد دخلت طيف الباب إلا وهي خارجة مرة أخرى. سأل مالك بغيظ حاول كتمانه: وين رايحة؟

نظرت طيف إليه باستغراب: ما قالولك؟ شغلي.

كان دوره ليستغرب: شغلك؟

عندها أخذت طيف تشرح له عن شغلتها التي اتخذتها لتساعد في تحمل تكاليف معيشتهم. تمنى أمرها بأن تترك شغلتها هذه لأنه صار مسؤولا عنها وسيدفع عنها كل ما تحتاجه، لكن قهر الديون التي كان عليه أن يدفعها اسكته. مهما بقي من دخله الضئيل، مهما انجرح كبرياؤه، فهو يعرف أنه لا يكفي لهم كلهم: بوديك.

لم يعطها مجالا للاعتراض.

وعد نفسه أنه سيعوض عن هذه الفترة "الله يقدرني بس.."

:

وجدت مالك يتنظرها قرب بيت أم خالد عند انتهائها. تساءلت أين قضى الوقت بانتظارها. مشيا بهدوء إلى أن سأل: ليش ما حنيتي يوم زواجنا؟

أجابت: ما صارت عندي فرصة./ ثم سألت بدورها: تحب الحنا؟

هز كتفيه: مدري.. بس أظن بيطلع حلوعليك.

لم تعرف بماذا تجيب فسكتت. وجدت نفسها تفعل ذلك كثيرا هذه الأيام أمام كلام مالك العفوي. "يمكن أقدر أنقش لنفسي.." غيرت وجهة أفكارها. منذ متى وهي تهتم بمظهرها وكيف يراها الآخرون؟

سحبها من غمرة أفكارها بقوله: كل مرة يكون عندك شغل زي كذا قوليلي وأنا بوديك.

اعترضت: يمكن تكون مشغول.

لم يبد عليه الاقتناع بحجتها: ما يهم. قوليلي ويصير خير.

أومأت طيف بقبول ولم تعترض أكثر.

الحقيقة.. أراحها مرافقة مالك لها. لطالما كانت رحلة العودة إلى البيت بعد يوم عمل وحيدة، صامتة بشكل موحش. لكن الآن.. بين سؤال مالك لكل التفاصيل المثيرة للاهتمام التي يلاقونها في الطريق، وإمساكه الحامي لها كلما مشت بمكان اعتبره خطرا.. تساءلت كيف تحول أمر بسيط مثل هذا إلى شيء آخر، شيء باعث على الأمان، شيء أصبحت تتطلع إلى تكراره.

[انتهى البارت...]


:

همس الذكـرى ينااجيني 22-06-17 05:15 AM

رد: عكس الرحيل
 
بارت جميل 💜
يعطيك العافيه
بدينا قصة مالك وطيف واضح لي ان البدايه بينهم لطيفه !!
الحاجه وقل الفلوس ممكن هي اللي خلت مالك يتخلى عنهم !!

على العموم بانتظارك 💕

الفيورا 22-06-17 11:32 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الذكـرى ينااجيني (المشاركة 3684590)
بارت جميل 💜
يعطيك العافيه
بدينا قصة مالك وطيف واضح لي ان البدايه بينهم لطيفه !!
الحاجه وقل الفلوس ممكن هي اللي خلت مالك يتخلى عنهم !!

على العموم بانتظارك 💕

مشكورة! مرة فرحانة إن قصتهم عجبتك خصوصا وهي في بداياتها. وبنشوف إذا توقعك بيطلع صح مع البارتات الجاية :)

شبيهة القمر 24-06-17 02:20 PM

رد: عكس الرحيل
 
السلام عليكم
ماشاءالله شكل عصافير الكناري وقعوا وماأحد سمى عليهم
اتوقع انه سافر علشان الشغل او علشان يكمل دراسته بس غيابه عشر سنوات كثيييره يمكن صار له حادث او تورط بشي خلاه يجلس هالوقت كله

فوفو.. مشكوووره على ألتزامك بتنزيل الاجزاء ..
بانتظاارك..

الخاشعه 04-07-17 09:50 AM

رد: عكس الرحيل
 
السلام عليكم
كيف حال كاتبتنا الغائبه عنا.....فينا حماس نعرف سبب هجران مالك لخالة وطيف...وهل كان قبل وفاة ابو طيف وألا بعد....عندي احساس ان عيال ثريا بيشترون الشركه اللي تشنغل فيها طيف....احس مالك مو ردي علشان يخليهم لكن في ظروف اجبرته
انا قارئه لكل جميل لكن ضعيفه في التعبير
لا تطولين علينا الغيبه💕

شبيهة القمر 07-07-17 11:44 AM

رد: عكس الرحيل
 
السلام عليكم
عسى ماشر الكاتبه تأخرت
ياليت احد يطمنا عليها

bluemay 01-08-17 04:34 PM

رد: عكس الرحيل
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،


تفتح الرواية

بناءاً على طلب الكاتبة.



حياكِ الله الفيورا

الفيورا 01-08-17 04:44 PM

رد: عكس الرحيل
 
السلام عليكم!
اشتقت اشتقت لكم في غيبتي اللي سببتها ظروف جدا قاهرة منعتني من النت كلش، بس على الأقل قضيت الوقت اشتغل على الرواية، وبعوضكم إن شاء الله.
اليوم بكمل لكم القسم الأول من الرواية (خمس بارتات) + بارت صغنون مقدمة للقسم الثاني.
ومن بعده إن شاء الله، ببدأ التنزيل يومين في الأسبوع، السبت والثلاثاء.

أشكر الأخت شبيهة القمر على كونها نعم الونيس والأخت بلومي على مساعدتي مع مشاكلي.

[3]

رجعت طيف إلى غرفتها لتراها متغيرة بشكل جذري. أغراضها لم تكن موجودة، بينما أثاث المجلس كان موضوعا بكل ترتيب. على الفور عرفت من الفاعل. بخطى يقودها الاستنكار، بحثت عن زوجة أبيها حتى وجدتها تقطع الخضار في المطبخ: وش سويتي بغرفتي؟

ببرود أجابتها: مالك رتب أغراضه خلاص. ما عادت ذيك غرفتك.

انلجم لسانها، فهي اتخذت حالة الملحق كعذر. لكن ذلك العذر كان مؤقتا.. حتى ولو، لم تعتقد طيف أن زوجة أبيها ستتحرك بهذه السرعة. "يا ذي الورطة اللحين.."

ظلت تحاول البحث عن حل بلا جدوى، دافعة النعاس الذي بدأت تشعر به في الليل. استفزها إقفال زوجة أبيها لما كان سابقا غرفتها. منظر المفاتيح تتأرجح أمام نظرها كان مغضبا.

لم يبق لها خيار آخر..

كلص، تسللت داخل الملحق، متنفسة الصعداء عندما رأت مالك غارقا في النوم. افترشت لها مكانا جانب الباب، متجاهلة عدم راحتها.

:

تشكر الله كل يوم على مقدرتها على الاستيقاظ عند أذان الفجر. كانت تعرف أن نومها ثقيل وأكثر المنبهات إصرارا ستعلن استسلامها أمام عمق نومها.

لكن غريب، كيف كانت تشعر بهذا الدفء، هذه الراحة، فمن نحف الفراش الذي كانت تنام عليه كان باستطاعتها الشعور ببرودة الأرض وقساوتها. غريب أنها لم تتذكر أنها تلحفت بهكذا لحاف. وغريب.. هذه الآثار لعطر رجالي..

لحظة.. "هذا مو الفراش اللي فرشته".

بسرعة خاطفة جلست لتؤكد استنتاجها. كانت نائمة في سرير مالك. "أجل هو.." نظرت جانبها، لكنها لم تره. كانت وحدها.

حركة آخر الملحق لفتت انتباهها، لترى مالك يتقلب في فراشها. عرفت حينها أنه هو من حملها إلى سريره ليأخذ مكانها.

بجسد محموم من الخجل والاحراج، اقتربت منه ناوية إيقاظه، لكنها توقفت لحظات لتتأمل وجهه، كيف أن امتعاض ملامحه بعدم راحة لم تنقص من جاذبيته. كبتت رغبة غير مفهومة من أن تمد يدها لترخي انقباض عضلات وجهه بأطراف أصابعها. صحت من غفلتها لتناديه: مالك.. قم الفجر أذن.

همهم بشيء لم تفهمه وابتسم حالما. رجعت تناديه مرة أخرى، وفقط حينها استيقظ.

كانت تريد أن تسأله عن سبب تكليفه لنفسه، فهي من دخل الملحق عنوة واخذت ركنا منه، لكنها لم تفعل.

ستكون أكثر حذرا المرة القادمة.

:

خمس أيام مضت وطيف تجد نفسها في سرير مالك فجر كل يوم.

لاتدري ماذا تفعل، فقد استنفذت كل أفكارها محاولة أن تكون أكثر حذرا، لكن كل محاولاتها باءت بالفشل.

رأت مالك يدلك جانبه وظهره بتعب لتشعر بذنب عظيم، فهي كانت السبب.

قررت حينها أن هذا الوضع يجب ألا يستمر.

:

ككل ليلة، تسللت طيف داخل الملحق، لكن هذه الليلة كانت مختلفة.

لم تتعب نفسها بافتراش مكانها المعتاد، لا، بل توجهت إلى السرير مباشرة. بحذر استلقت وغطت نفسها باللحاف. سرعان ما أحست بحركة وسمعته ينادي اسمها بهمس مدهوش: طيف؟

ربما ظنها نائمة، فهو على الفور تحرك للنهوض. مدت يدها لتحكم قبضتها على معصمه. لم تلتفت إليه حينما قالت، بالكاد تستطيع سماع صوتها من الطبول التي كان يقرعها قلبها: خليك جنبي..

أرخت قبضتها عندما أحست أنه رجع مكانه. عندها فقط سمحت نفسها بالنوم.

:

استيقظ مالك لحظة فتح الباب. عرف وقع خطواتها الهادئة واستغرب، فهي لا تدخل الملحق بعد التاسعة مساءً. راقبها تفترش مكانا لتنام فيه، منسحبة إلى عالم الأحلام بعد دقائق.

عندها تذكر الأغراض الجديدة التي وجدها تنتظره عند عودته، ومع تلميحات خالته المبطنة، تمكن من استنتاج ما يحدث.

نهض من سريره وخطا بهدوء ناحيتها.. قطب حاجبيه عندما رأى عدم الارتياح في ملامح وجهها النائم. على الفور نزل ليحملها. اكتشف خفة وزنها، طراوة جسدها الملتصق بجسده، دفء أنفاسها المنتظمة على عنقه.

أصبح كمن أصابته حمى وهو يخطو ببطء شديد إلى سريره. حاول إقناع نفسه أن بطء خطواته كان خشية إيقاظها.. ليس للشعور العارم اللذيذ الذي غمره فجأة. شعر ببرد قارص غير معروف المصدر لحظة وضعها على سريره وابتعاده منه ليأخذ مكانها.

لا يدري كيف تمكنت طيف من النوم على هذا الفراش بالسرعة القياسية تلك، فهو ظل يتقلب إلى أن غلبه ارهاقه. فقط سماعه لصوت طيف يناديه للصلاة خفف من عدم ارتياحه. فكر "يا زين اسمي منك.." بشبه يقظة.

طيلة ذلك اليوم، وجد نفسه يشرد بالتفكير بتلك اللحظات القصيرة. حتى أصدقاءه لاحظوا: عشتوا، الأخ غارق لشوشته!

ربما كان ليخف تأثره لو كانت حادثة واحدة، لكنه يعرف أنها ليست كذلك. ما دامت أغراض طيف في الملحق، ما دامت خالته مصرة على جعل غرفة طيف مجلسا، فالليلة السابقة سيكون لها تكرار.

وفعلا تكررت في الخمس ليال التالية. ظهره بدأ يتأثر من النوم على ذلك الفراش النحيف، لكنه لم يكترث ولم يشتكي، فروحه كانت منتشية بأحاسيس ولدتها لحظات مسروقة.

لكن في الليلة السادسة جاء تغيير. بدون أي لف ودوران استلقت طيف على سريره. لم يستوعب الفكرة، لم يستوعب مغزى فعلها هذا. أتراها اكتشفت تمثيله للنوم وكانت هذه إشارة بأن يخلي السرير لها..؟ همس باسمها لكنها لم تجب.

كان على وشك النهوض ليطوق معصمه بقيد أصابع ذات ملمس مخملي مألوف. سمع صوتها: خليك جنبي..

عاد بصمت مذهول إلى مكانه لترخي قبضتها.

تلك الليلة اكتشف مالك أمران.

أولهما، طيف كانت ذات نوم ثقيل. فسر ذلك عدم استيقاظها في كل مرة حملها.

ثانيهما، طيف كانت من النوع الذي يحتضن أثناء النوم.

جسدها كان ملتصقا كل الالتصاق بجسده، مطوقا به بتملك غير واعي. شفاهها كانت ملثمة لجانب عنقه، وإذا حرك رأسه حركة واحدة، فإنه يستطيع الغرق بعبير شعرها.

الحمى الأولى كانت لا شيء، كانت محض وهم.. لأنه الآن كان يحترق إلى بقايا رماد.

"الله يصبرني.. الله يصبرني.."

:

سألت ثريا وهي تحتسي فنجان قهوة: أحوالك مع طيف؟

على عظم المعزة التي تكنها لأختها، تعترف أنها كانت غير مسؤولة في حياتها، مسيرة بقرارات زوجها التملكية السامة. جعلت ولدها يتحمل مسؤوليات دفع ديون لا تنتهي من غير قصد، وهاهو الآن لا يعيش مثل باقي الشباب.

بغض النظر عن أهدافها الأخرى من السعي في استمرار هذا الزواج، هي تعتقد كل الاعتقاد أن طيف كانت ما يحتاجه مالك. لم تكن طيف بالفتاة المدللة ولا المستهترة بل كل العكس. تراها أكبر من عمرها في تصرفاتها وأفكارها سوى بعض النواحي..

"مثل حياها الزايد مع ولد أختي.."

أجابها مالك: طيبة./ أعطاها نظرة ذات مغزى: لا تضغطي عليها يا خالة.

مثلت عدم الفهم: اضغط عليها بوشهو؟

لم يبد عليه الاقتناع: أظن تعرفين وش أقصد. لسى تونا، ولساتها صغيرة..

ابتسمت ثريا بخبث ساخر: والله قول كذا لنفسك أول.. ذي الأيام نظراتك لها تفضح.

كان دوره ليمثل عدم الفهم: مدري عن وش قاعدة تتكلمين..

ابتسامتها تحولت لأخرى ذات حب أمومي. لا تدري كيف، لكن هذا الفتى أخذ الكثير من طباعها.

:

البيت كان ناقصه مقاضي كثرى. طلبت زوجة أبيها منها أن تتصل بمالك وتسأله المرور بالبقالة.

أجابها بعد الرنة الثانية: هلا خالتي.

لم تصححه: ممكن تمر على البقالة وأنت جاي..؟

لم يجب على طلبها: طيف؟ ليش متصلة من جوال خالتي.. وين جوالك؟

ببساطة: ما عندي.

سكت للحظات قبل أن يسأل: وش تبغين من البقالة؟

:

سرعان ما رجع مالك مع المقاضي التي طلبتها.. زائد كيس صغير أعطاها إياه على انفراد: وش هذا؟

بغموض أجاب: معليش طرازه قديم بس هذا اللي أقدر عليه حاليا.

أخرجت من الكيس علبة جوال يبدو لها من أحدث الأنواع حتى مع تبريرات مالك: ما أقدر آخذه..

نظراته اكتسبت حزما: خذيه، وإلا مافي طلعة برا البيت.

كانت تشك بأنه لم يكن راضيا عن شغلتها كأبيها، ويبدو أن شكوكها كانت في محلها: ما كان المفروض تكلف نفسك.. وراك أشياء أهم..

عرفت من زوجة أبيها عن قصة مالك مع الديون وسبب عمله حد الإعياء. لم تكن بحاجة إلى جوال ولم تكن تريد الإثقال عليه.

سألها بنظرة عميقة: وزوجتي مو مهمة؟

سكتت.. لاتدري ماذا تجيب. لا تدري لم تجد لسانها يخونها في رفقته. لا تدري كيف تفسر اضطرابات قلبها وذهنها بحضوره وقربه وكلامه.

فقط استطاعت التنفس عندما ابتعد وتركها.

"وش سوى فيني هالمالك؟"

:

شهر مضى منذ انتقال طيف إلى الملحق. شهر عرفا الكثير عن بعضهما البعض.

:

التغير في نمط استيقاظ مالك أثار عجب طيف. منذ متى وهو يستيقظ قبلها؟

الغريب في الأمر أنها تستيقظ بعده مباشرة، بلا سبب.. كأنها تبحث عن شيء فقدته.

:

ببقاءها في الملحق، لم يستطع مالك إخفاء شروده الحزين كلما فكر بأمه.

كانت تلتزم الصمت كل مرة لمحته خائضا في هكذا أفكار، ممثلة أنها لم تر شيئا، لكنها وجدت لسانها ينطلق سائلا هذه المرة: أمك..؟

أعطته ظهرها، لكنها شعرت بالتفاته الصامت لها. أكملت مستطردة: ما عرفت أمي في حياتها. هي ماتت وأنا عمري سنة. بس مرات لما أبوي يحكيلي عنها، أحزن عليها كأني أعرفها وأخبي حزني.. ما بغيت أبوي يحس.

ظل مالك ساكتا للحظات ثم سأل بخفوت: وليش تقوليلي ذا الكلام؟

هزت كتفيها: مدري.. يمكن عشانك مريت بنفس الشيء وأكثر، ومو لازم تخبي اللي تحس فيه حولي.

لم يجبها. لم تتوقع ذلك.. لكن..

لم يعد يخفي أحزانه منها بعد ذلك اليوم.

:

صوت طيف وهي تتلو وردها كل ليلة بعث في روحه سكينة وراحة تجعله ينسى همومه.

وجد نفسه يتذكر أمه بصفاء بعيد عن الأحزان، كيف كانت تبعث فيه تلك السكينة عندما كانت تقرأ عليه في صغره.

كم مضى من زمن لم يذق فيه مثل هذه الراحة.

:

لم تتوقع أن مراقبة مالك يتدرب على عروض تقديمه ستكون مسلية لهذا الحد. رأت مقومات النجاح في طريقة إلقائه الواثقة والأريحية. لكن ربما كانت متحيزة، فحتى عندما كان مالك صامتا، وجدت نظرها يذهب إليه بفضول خجول.

كلما انتهى ولاحظ عيونها عليه، كان يسأل: ها؟ وش رأيك؟

كل إجاباتها كانت واحدة: أقنعتني..

"أقنعتني من الكلمة الأولى.."

:

رأسه كان يوجعه بشكل فظيع. كانت غلطته بكل صراحة، فنومه قل وعمله كثر.

كان مرهقا إلى درجة تمنعه من الذهاب والبحث عن المسكن الذي نفذ منه في هذه الساعة. خياره الوحيد كان النوم، لعل هذا الصداع يخف في الصباح. لكن من أين يمكن أن يجد النوم له طريقا مع هذا الألم؟

بالكاد سمع طيف تسأله: راسك يوجعك؟

أجاب: إيه..

سمعها تخرج من الملحق بدون كلمة، لتعود بعد دقائق وتصعد السرير جانبه.

لم يدرك إلا ورأسه موضوع في حضنها وأصابعها الرفيعة تدلك صدغيه بلطف بزيوت عطرة.

بنفس مأخوذ من الراحة الفورية التي أحدثتها فعلتها ووضعيته الحالية، سأل: وش تسوين..؟

أجابته بدون أن تتوقف: كنت أسوي كذا لأبوي كل ما وجعه راسه.. ينفعك؟

"ينفعني وبس؟ خليتيني أتمنى لو أصدع أكثر..": إيه، أحس أحسن.

أكملت تدليكها إلى أن أحس بالنعاس يدغدغه ليستسلم له، وما أحسنه من نوم في حضنها وبشعور لمستها.

:

في البداية لم تلاحظ اختلاس مالك للنظر وهي تمشط شعرها كل ليلة. كانت تظنه غارقا في دراسته ليعيرها أي اهتمام. لكن في أحد الأيام، نظرت في زواية غير عادتها والتقت عيناهما على سطح المرآة العاكس. أشاح نظره بعيدا بينما هي ظلت مستغربة.

تساءلت ما الذي كان يراقبه عندما لاحظت استراقه للنظرات في الأيام التالية، ما الذي شد انتباهه.

ظنت أن هذه الليلة ستكون مثل سوابقها، لكن مالك فاجئها عندما نهض من السرير و توجه ناحيتها. مد يده ليمرر أصابعه خلال شعرها بشيء أشبه بالولع، شيء ظهر في صوته عندما سأل: ممكن طلب؟

أومأت نعم بصمت.

أبعد شعرها عن جانب رقبتها لينزل رأسه ويهمس في أذنها: لا تقصيه..

ارتعشت عندما ابتعد واستوعبت ما حصل للتو. لم يكن ارتعاشها لبرد أو خوف أو حتى لتوتر. كان النقيض تماما، لكن أفكارها المبعثرة لم تسمح لها بمعرفة ماهية السبب.

:

لمرة أخرى استيقظ قبلها. ابتعد مكرها من دفء قربها المريح.

التحكم بنفسه أصبح كالمشي على حبل ممتد بين جبلين. لم يكن عمر طيف هو العامل الوحيد الذي يمنعه من الوصول إلى مبتغاه، لا، تصرفات طيف كان لها دورها أيضا. لا يستطيع الجزم بمشاعرها، فهي تعامله بتهذيب ولطف، لكنها أيضا لا تبدي أي شيء يستدل به عن مشاعرها. على الرغم من إعجابه بشخصيتها التي لم يقابل مثلها من قبل، فإن تلك الشخصية نفسها كانت المعضلة. يكره الشعور بالرفض ويعرف أنه لن يتخطى رفض طيف له بتلك الطريقة، فهو كان لديه الفكرة بأنها لم توافق على الزواج به رغبة فيه. يكره أكثر فرض نفسه على رغبات الآخرين. كبرياءه العنيد لن يرضى.

كان ينتظر إشارة، أي إشارة، كالمطبوخ على نيران هادئة.

[انتهى البارت...]

الفيورا 01-08-17 04:46 PM

رد: عكس الرحيل
 
[4]

لم يتوقع سلطان أن يحدث مالك هذا التغير الملحوظ في البيت. بوجوده لم يعد خاطره مثقلا بالقلق على ابنته. لطالما كانت تعتمد على نفسها، رافضة كل الرفض من أن يهتم بها أحد، مما أدى إلى استنزاف طاقاتها مرات عدة.

لكن مالك كان وريث خالته حقا باحتياله لمكان في جانب طيف و إقناعها بإلقاء جزء من الحمل عليه، وهذا كان عندما كان بالكاد متواجدا في البيت.

بمجيء رمضان سنحت لمالك الفرصة بالبقاء في البيت أكثر، وهاهو الآن يساعد طيف في إعداد مائدة الإفطار رغم رفضها وجدالها معه.

بالكاد استطاع سلطان كبت ابتسامته. كم كانت مراقبتهما تسره.

:

لاحظت طيف قلة امتداد يد مالك إلى الإفطار الموضوع أمامه.. ملاحظتها هذه جعلتها تدرك أن مالك كان يأكل وجبة الفطور فقط معهم والباقي في الخارج قبيل رمضان. "يمكن ماكان عاجبه الأكل طول الوقت.."

انتظرت حتى عاد من صلاة التروايح لتسأل بتردد: ما عجبك الفطور؟

نظر إليها باعتراض: لا، لا.. بس يبغالي أتعود عليه.

لم تكن مقتنعة البتة: وش اللي كنت متعود عليه أجل؟

تنهد: مو لازم تتعبي نفسك.. طبعي شين مع الأكل بس مصيري أتعود.

إدعت البراءة: ما قلت بسوي شي. جاني فضول أعرف وبس..

الريبة كانت واضحة على ملامحه، لكنه أجاب على سؤالها في النهاية، معددا لأطباق لم تسمع بمعظمها من قبل.

أول ما أصبحت لوحدها، اتصلت بمي التي ردت بفرح: حي الله من اتصل! والله كنت بشك إنك كنتي تكذبين لما قلتي إنك تعرفي تتصلي على الناس.

ابتسمت بسخرية: ماله داعي وانتي تتصلين في كل ساعة، كأنك ما صدقتي.

أيدتها: إيه والله ما صدقت. صدقيني راح أدعي لزوجك في ذا الرمضان. سوى لي معروفا عظيما.

لم تستطع منع ضحكة من الإفلات: طيب ردي ذا المعروف وقوليلي كيف أسوي لقمة القاضي.

كانت نبرة الاستغراب واضحة في صوت مي: وش جاب الحب المفاجئ هذا؟ أذكرك ما تطيقيه..

ردت ببرود مصطنع مخفية حرجها: حبيت أغير جو.

لم تصدقها: تغيير جو هاه؟ والله ماغير جوك إلا بعض النا—

قاطعتها وهي تحمر بشدة من الحرج: المهم تعرفينله وإلا أروح أسأل أحد ثاني..

تمتمت مي معتقدة بأن طيف لم تسمعها: موب سهل الأخ.. خلى البنت تتشطر في المطبخ./ قبل أن ترد بصوت أعلى: أفا! أنا ما أعرف لشي بسيط مثل هذا؟ راح أعلمك لقمة قاضي من طعامتها وحلاوتها زوجك بيرقصك سالسا.

احمرت أكثر: والله ما في شي يرقص سالسا إلا مصطلحاتك..

في اليوم التالي، تصرفت كأنها لم تفعل شيئا وهي تختلس النظرات لمالك، متمنية وبشدة أن يجد ماصنعته قابلا للأكل.

وجدت ضالتها عندما انسحب أبوها وزوجته من المائدة مبكرا ليتركاهما وحيدين.

لم تدري إلا و مالك يقبل جبهتها، قائلا بسرور حار: تسلم يديك..

ردت بخفوت خجول عندما تركها، متجنبة النظر إليه وهي تلملم الأغراض: عادي.. ما سويت شي..

أليس من حظها أن ذاكرتها كانت قوية لتحفظ كل الأكلات التي عددها مالك؟

:

وأخيرا وجد مالك طريقة للتنفيس عن الحمم اللاهبة التي تجري في عروقه. إعداد طيف لأطباقه المفضلة صنع له عذرا للإقتراب..

بدأ بحذر على منابت شعرها، ثم انتقل إلى صدغيها، ثم الشامة السوداء الصغيرة تحت عينها اليمنى، ثم الأنف، ثم الخدين.. كاد أن يجن عندما قبل جانب فمها كشكر على إعدادها للحلوى التي كان يشتهيها لفترة في اليوم الأول من العيد. "وما كان أحلى من الحلا غير لمحة من ثغرها..". ود الإطالة، لكنه سيفسد تمثلية فرحه العفوية هذه.

:

نظرت للكيس الذي وضعه مالك جانبها بإعتراض مسبق: وش هذا بعد؟

ألم يكفيه شراؤه لجلابية رائعة الجمال وإعطائه لها فجر العيد؟

رد: إلبسيه وجهزي نفسك. بنروح.

كان بودها الإعتراض أكثر لكنها الآن فقط انتبهت لهيئة مالك. لم تره قط بغير ثوب كان مرتديه باستعجال مرهق. كانت هيئته هذه اللحظة تختلف تماما عن الذي عهدته منه.. متأنق ولافت للنظر.

أمال رأسه بابتسامة: أشوفك تبحلقين فيني. ترى عندي لبس مليان، بس ما كان لي نفس اتكشخ./ اختفت ابتسامته ليقطب حاجبيه: وإلا يمكن يكون ما عجبتك؟ قولي عادي.. ترى روحي رياضية.

المشكلة لم تكن بعدم إعجاب طيف به وبهيئته، بل العكس تماما. المشكلة تكمن بأن طيف لا تستطيع الكف عن النظر بانبهار فاضح، من أن تكون مأخوذة بالحيوية التي كانت تشع منه. "معقولة يومين إجازة خلته كذا؟"

:

لم يظهر مالك خيبة أمله عندما خرجت طيف من الملحق بكامل استعدادها.. كان يريد أن يراها بالفستان الذي اشتراه. سرعان ما تناسى ذلك عندما خرجا من البيت.

سألته أين يريد الذهاب بها ليجيب: المتنزه اللي فتحوه على شارعنا العام..

كانت نزهة لطيفة عدا بعض المضايقات من عابثات لم يعبأن بالكثير وخصوصا من كانت جانبه وهن يرمين غمزات ولمزات. حاول التظاهر بعدم ملاحظتهن، منشغل بطيف التي فجأة أخذت تطلب رؤية عروض المتنزه الاحتفالية بإصرار وإلحاح لم يكونا من عادتها.

في النهاية، ملاحقاته استسلمن وطيف كفت عن الطلب.

كانا يراقبان الألعاب النارية من مقعدهما المنعزل عن العامة لكي تشعر طيف بالراحة في كشف وجهها. شعر مالك بانبهار طيف الشديد بالمنظر: أول مرة تشوفين شي زي كذا؟

أومأت بنعم دون أن تشيح بنظرها بعيدا عن السماء: ما شفت شي أحلى..

لم يكن مالك ينظر إلى الألعاب النارية عندما أجاب بعمق مفتون، بل إلى انعكاس الأضواء الملونة على تقاسيم وجه طيف: إيه والله..

:

من اللحظة التي خلعت فيها عباءتها بعد العودة للبيت، شعرت طيف بيد موضوعة على كتفها تديرها بخفة إلى أن كانت تقف وجه لوجه مع مالك. كان ينظر إليها بتمعن من رأسها إلى قدميها، مربكا لأفكارها، فهذه كانت أول مرة يراها بهذه الصورة منذ ليلة زواجهما.

كانت ترتدي الفستان الذي اشتراه لها مالك.. قطعة ثمينة بقيمتها المعنوية وربما المادية أيضا، بلونها الأحمر الداكن وقماشها الناعم الخفيف وأكمامها الطويلة، منسدلة بطبقات عند نصف ساقيها. الحزام الأسود العريض المربوط حول خصرها أكمل الصورة بجلده اللامع.

اقترب منها أكثر وهو يقول: كنت أدري أنه بيطلع حلو عليك..

لم تتكلم لكنها ابتسمت.. حتى لو لم تكن مصدقة لمعظم الكلام اللبق المنمق الذي كان يحدثها به مالك، كانت تحب أن تسمعه وتتخيل أنه كان يعني كل حرف. لم تكن مقتنعة البتة بمظهرها منذ الطفولة، منذ أن دخلت زوجة أبيها حياتها وفتحت عيناها على هيئتها العادية جدا.

إحاطته لوجهها بكفيه سحبتها من أفكارها، لتفاجأ بقربه المربك.. لم تستطع التعود بعد على أريحيته في معاملتها، بقبله الخاطفة الشاكرة على أنحاء وجهها، غير عالم بالفوضى الذي يحدثها في روحها كل مرة.. وهاهو الان سيفعلها من جديد. تساءلت للحظة أين ستكون وجهته هذه المرة، لتشعر بقلبها يتوقف عندما أحسته على شفتيها، مطيلا في لثمه كأنه يرتوي من عطش. أغلقت عيونها لتستسلم له.

بالكاد ابتعد ليشكل همسه اللاهث الكلمات على شفتيها: ما تدرين كثر ت—

صوت جواله قطع هدوء اللحظة، ليفترقا ويلتقطا أنفاسهما.

رأته يلتقط جواله بغضب، مجيبا بحدة: خير..!

جلست على السرير لتترك مالك لمكالمته، محاولة جمع أفكارها واستعياب ما حصل للتو. منعت نفسها من تلمس شفتيها بعدم تصديق. ماذا لو رآها؟

حركة مالك أيقظتها من غفوتها لتستغرب: وش تسوي؟

أجاب بعجلة وهو يوضب أغراضه: تعرفين الشغل اللي كان يدورلي إياه صديقي في قرية؟ أخيرا لقيناه.

سألت لتؤكد: يعني بتسافر؟

توقف عن الحركة.. ليكمل بعد لحظة: إيه.. ويمكن لشهور.

أخبرها مالك أنه يبحث هو وصديقه عن وظائف لا يمكن السعي ورائها وهو يداوم في الجامعة، وبما أنه الآن في إجازة نهاية العام، كانت هذه فرصته الذهبية.

تصاعدت في داخلها رغبة غريبة جارفة بقول إبقى جانبي! بعدم تركه يسافر لشهور بعيدا عنها. سرعان ما كبتت شعورها ذاك، لتنهض وتساعده في توضيب حاجياته وتذكيره بما نسيه منها.

ضمها بقوة فاجأتها قبل أن يخرج من الباب، هامسا في أذنها: انتبهي على نفسك..

ليلتها أحست طيف ببرد غريب منعها من النوم، وبشعور خواء في جانبها.

[انتهى البارت...]

الفيورا 01-08-17 04:49 PM

رد: عكس الرحيل
 
[5]

سفره هذا حمل له الكثير من الأمل. منه سيستطيع دفع ديونه لآخر المطالبين، ليبقى له قرض البنك فقط. الأهم أنه سيبقى من نصيبه كم معتبر سيعطيه لخالته وزوجها ولطيف. كل يوم يعد نفسه أنه سيعوضها ذهبا. يعرف أن طيف ليست بالسطحية ولن تطلب منه فوق طاقته.. "ما راح تطلب أساسأ.." لكن تلك الحقيقة دفعته أكثر في السعي إلى تدليلها كما تستحق.

كلما وجد فكره يذهب إلى طيف، كلما تذكر تلك اللحظات الأخيرة التي جمعتهما.

فعلها.. حقا فعلها. وطيف لم تدفعه بعيدا باعتراض، بل استسلمت له بكل عذوبة فاقت كل آماله.

أترى إذا لم يكن مضطرا إلى الذهاب، هل كان ممكنا أن—

جره صوت صديقه صالح من غيابات أفكاره: مسرع ما اشتقت للمدام! لساتنا في الطريق.

تنحنح بحرج، غير قادر على الإنكار: شوف طريق الأشباح هذا أحسن بدل ما تطقها سواليف.

تجاهل صالح محاولته لإغلاق الموضوع تماما: الله يرحم أيام الثقل وما عندي وقت لخرابيط الحب والهيام، من ساعة ما تزوجت وانت مافي أخف منك.

رد عليه بحقد: بشوف فيك يوم..

تنهد صالح، داعيا من كل قلبه: الله يسمع منك!

ضحك: مشفوح الله لايبلانا..

رد الآخر بخبث: والله أحسن من قيس اللي جنبي.. شوي ويبكي على الأطلال.

ضربه باسما بخفة فوق رأسه. لا يستطيع إنكار كلمة، ولن يفعل.

من كان يدري أن حاله سينقلب بهذه الطريقة.

:

منذ سفر مالك، ابتدأت سلسلة من المكالمات بينهما.

في البداية، كانت مكالماته قصيرة، يسألها عن أحوال المنزل ويوصيها بنفسها وخالته وأبيها. لكن مع الأيام، مكالماته بدأت تطول، والفترات بينها بدأت تقصر. خففت عليها تلك المكالمات عن وحشتها في الملحق، معددة لأيام تمضي ببطئ. لكن الوقت مصيره الإنقضاء، وهاهو بقي يومان على عودة مالك بعد ثلاثة شهور من الغياب.

تمهل مالك لحظة بعد سلامه قبل أن يقول: نفسي أعرف إنتي ليش ما تتصلين؟

ردت وهي تحاول كبت سعالها: مو متعودة..

عرفت من تغير نبرة صوته أنها فشلت في محاولاتها. تسارعت نبضات قلبها لعمق القلق في صوته: تعبانة؟

سعلت لمرات لم تعددها قبل أن ترد بضعف: مو مرة.. نزلة برد بسيطة.

لم يصدقها: مو مرة وبسيطة؟ وهذا اللي اسمعه إيش؟ قولي لخالتي توديك المستشفى.

استنكرت الفكرة: ماله داعي والله، مصيرها بتخف.

رد بحزم وحدة لم تعهدها: طيف. اسمعي كلامي.. وإلا ليش أتعب نفسي؟

أغلق الخط ليتركها محدقة بجوالها، مذهولة، متوجسة، خائفة. لا تريده أن يغضب منها فهي—

صوت فتح الباب جعل طيف تنتبه إلى دخول زوجة أبيها عندها وبيدها عباءتها: يلا جهزي نفسك بنروح المستشفى.

استغربت: إيش؟

امتعضت ملامح تلك: والله مالوم مالك يوم إنه اتخرع. صوتك كأنك نص بالقبر./ قطبت حاجبيها عندما تحسستها: حرارتك نار.. انغمى عليك؟

لم تجب، لكن سكوتها كان إجابة كافية. لطالما كانت ضعيفة أمام الحمى، ومنذ الطفولة كانت حماها كفيلة بجعلها تغشى في مكانها. لا تدري كم مرة هرع أبوها وزوجته بها إلى المستشفى..

في الخمس سنوات الماضية، حاولت إخفاء ما بها. نجحت لمرات وفشلت مرات أكثر. يبدو أن أنها فشلت هذه المرة.

في اليوم التالي فتحت عيونها على مالك جالس في طرف السرير، يتحسس وجهها ليتفقد حماها. لوهلة، ظنت أنها تحلم فابتسمت. فقط عندما ابتسم بدوره أدركت أن هذا لم يكن حلما. جلست من نومها فورا، هاتفة بذعر متصاعد: مو كان المفروض تجي بكرة؟

نظر إليها بابتسامة مستغربة: كأنك ما تبغيني أجي../ ليجيبها أخيرا: خلصنا الشغل بدري وما كان فيه مانع نرجع.

كانت ستعترض على افتراضه بعدم رغبتها في عودته، لأنها لم تعرف شعور الإشتياق إلا بعد سفره، لكنه غير الموضوع: أخذتي دواك؟

أجابته بنعم، مشيرة إلى كيس الأدوية الموضوع على المنضدة جانبها. نظرت إليه مرة أخرى قبل أن تقول: ما كان المفروض تكلف خالتك عشان توديني المستشفى.

هز كتفيه: وش أسوي إذا إنتي مو عارفة شيء اسمه اهتمام بالنفس، لازم اهتم فيك.

:

خالته كانت تزور إحدى صديقاتها، وحماه كان نائما. هو كان يذاكر، وطيف..

أين كانت طيف..؟

قرر ترك مذاكرته ليتفقدها. ما زالت تتعافى لذا خشي أن تجهد نفسها وتمرض من جديد.

بحث إلى أن وصل إلى الحوش، ليراها في خضم غسله. ربما كان متيما إلى درجة الإسراف، فحتى مع قميص بيت بال، ملطخ ببقع طلاء لا تزول، مرفوع إلى الركبة لكي لا يبتل.. كانت مبهرة: مو أنا قلت مافي شغل لين ما تتشافين؟

ردت وهي تفرك الأرض بالصابون: هذاني بألف عافية.

تنهد، فهو تعلم بسرعة أن عناد طيف لا يمكن أن يواجه بالكلمات وحدها. أخذ منها الشطاف: روحي اجلسي، أنا بكمل عنك.

تكتفت لتسأله بشك: عمرك غسلت حوش؟

رد بلا مبالاة: عادي.. شغلة بسيطة.

تذكر كلماته تلك عندما إنزلق ووقع على الأرض أمام طيف التي حاولت وفشلت في كتم ضحكاتها. فقط رنين صوتها الضاحك العذب خفف من كبرياءه المشروخ، وفقط فرصة إسكاتها بختم شفاهها بلحظة خاطفة دواته إلى التعافي السريع. همس: عشان مرة ثانية ما تضحكي على زوجك.

ما أجمله، ذاك الاحمرار الذي كساها عندما أفلتها: بروح.. بروح أخذ دواي..

ابتسم على خطوها المتعجل المرتبك بعيدا عنه. "شكله لقيت طريقة أخليها تلتزم بعلاجها.."

:

بعودة مالك، رجع النمط الحياتي الذي إعتادته باستثناء واحد.. مشاعرها حياله.

تعودت على قربه حتى أصبحت تريد المزيد، حتى أصبحت تشعر بالخيبة كلما ابتعد بعد وصل. في غيابه أصبحت في السابعة عشر، وربما أكثر حساسية لتصرفاته نحوها. لا تدري كيف يراها.. طفلة، زوجة، أم ربما مجرد رفيقة سكن. لكن.. تعرف كيف تراه الآن. اتضحت الصورة حد البيان.

أصبحت تدرك ماذا كانت تعني كلمة (زوج) بالنسبة لها عندما كانت مرتبطة بمالك، ماذا يعني هو لها.

عندما قبلها وهم ليبتعد كعادته، وضعت يدها على ساعده، تستوقفه لتقترب خطوة. لا تدري كيف ستكون تبعات خطوتها هذه، إما الإيجاب أو الرفض.. لكنها لم تكن نادمة.

وضع أنامله على ذقنها، ليرفع نظراتها إليه. بثبات نظرت في عيونه، لترى عشرات المشاعر المبعثرة التي لم تستطع تصنيفها لأنه اقترب كما لم يفعل من قبل، اقترب لتذوب بين ذراعيه.

:

في هذه المرحلة المتقدمة من وضعه المرثي له، لم يهتم مالك بكونه مفضوحا تماما أمام خالته: ارجع للدنيا الله يخلف عليك. البنت لها ساعة تسألك إذا تبغى عيش.

عندها فقط أفاق من غفلة أحدثها هيجان مشاعر لم يهدأ منذ ليلة الأمس. ابتسم ابتسامة مبالغ في إشراقها وهو يجيب طيف التي تحاول جاهدة التصرف كأن كل شيء كان كالمعتاد، ليفضحها وجهها الممتقع بالحمرة: أي شي منك حلو..

خالته هزت رأسها بابتسامة مابين السخرية والسرور، بينما طيف بدت كأنها على وشك الاختناق.

بالنهاية، وضعت له العيش.

:

ربما كانت الحراسة الليلية لمراكز التسوق من أكثر الأعمال الباعثة على الضجر. الجيد أنه أحضر معه بعض الكتب، لعل وعسى سيستطيع التحضير لمحاضرات الغد.

رن هاتفه ليقطع هدوء هذه الليلة الرتيبة. رؤية اسم المتصل فقط طردت كل الضجر و الخمول منه، ليرد قبل الرنة الثانية. أتاه ذلك الصوت الهادئ: مالك..؟

"عيونه.." كان الرد الذي تشكل في ذهنه قبل أن يفكر بالرد، ليتنحنح ويرد باتزان: هلا. صار شي؟

أجابت: لاء..

استغرب، فطيف لم تتصل به بالعادة. مكالمتها هذه كانت مفاجأة بعثت فيه قلقا بعدما انقشعت غيمة سروره: متأكدة؟ لا تخبي علي ترى زعلي مافي أردى منه..

صوتها حمل ابتسامة عندما سألت: مو إنت اللي كنت تبغاني أتصل عليك؟

اطمئن أن الأمور كانت على خير: كويس إنك تذكرتي../ استدرجها: طيب.. مافي سبب ثاني خلاك تتصلي؟

بالكاد سمعها عندما همست بصدق: إيه.. صار صعب إني أنام وإنت غايب..

لأول مرة لا يعرف ماذا يقول، مخطوف الأنفاس، مسلوب اللب. مرت ثواني قبل أن يهمس بدوره، دفء وسعادة لا يستطيع وصفهما يكسوان صوته، يزيدانه ولعا ولهفة مع كل حرف ينطق به: طيف.. لا تقولي مثل هالكلام وأنا بعيد عنك..

لم تجب عليه. عرف أنها أقفلت الخط.

وجدها تعطيه ظهرها عندما رجع. عرف أنها مستيقظة من وضعيتها المتصلبة. سرعان ما لانت وضعيتها تلك عندما استلقى جانبها، لتحيطه بقيد حضنها النائم بعد فترة قصيرة.

اعترف بهمس موقن وهو يتأمل وجهها ويمرر أنامله على تقاسيمه بخفة: أحبك..

[انتهى البارت...]

الفيورا 01-08-17 04:50 PM

رد: عكس الرحيل
 
[6]

تطلع مالك إلى حضور الندوة التي دعي إليها في إحدى الجامعات المجاورة، فالملقي، ناصر النجم، كان واحدا من أهم رجال الأعمال في البلد بالإضافة إلى كونه بروفسورا في علوم الإقتصاد.

لم يخب ظنه، فالندوة كانت رائعة ومفيدة إلى حد عظيم. ربما تحمس زيادة عن الحد وسأل أسئلة كثيرة، لكن ناصر لم يبدو كأنه كان منزعجا.

كان على وشك الخروج من القاعة عندما سمع صوتا يناديه، ليرى أن ناصر النجم كان المنادي: سم..؟

ابتسم ناصر بأريحية وقورة قبل أن يتكلم، مادا يده لمصافحته: بغيت أعرف اسمك يا ولدي. لاحظت نباهتك في الندوة ما شاء الله..

ابتسم مالك بدوره عندما تخطى تفاجئه وصافحه بقوة: معك مالك زياد السامي..

للحظة، بدا ناصر كما لو أنه صعق من إجابته، لتتغير ملامح وجهه بعد ثانية: فرصة سعيدة.. عندي احساس إننا بنلتقي مرة ثانية إن شاء الله..

تركه ناصر بعد أن شتت سكرتيره انتباهه عنه، ليتساءل مالك عن ماذا كان يعنيه وهو في طريقه للخارج.

:

بغض النظر عن نباهة الفتى وفطنته، شيء مألوف فيه شد انتباه ناصر إليه.. ولا عجب، فقد تبين أنه كان ابن صديقه المختفي منذ أعوام طوال.

"أو يمكن المنفي.." فكر عندما دخل مكتب رأس مجموعة السامي المدبر، جاسر السامي. كان زياد وأبوه كالليل والنهار اختلافا، فبينما كانت العاطفة تقود زياد، كان التحليل البارد البحت مايقود قرارات جاسر. لم يحدث وأن اجتمع رأيهما في شيء..

عرف ما شده إلى مالك عندما رأى الطريقة المعهودة التي نظر فيها جده إليه، تلك النظرة التي أوحت بتقبل كل التحديات بشموح عنيد.

انخرطا في مواضيع جانبية إلى أن قرر ناصر التوجه إلى الأمر الذي زار هذا المكتب من أجله: سمعت إنكم تدورون على أثر زياد بعد كل ذي السنين..

صحيح أن عشرات صفقات العمل جمعت بينهما، لكن هذا لم يقلل من مرارته، فهذا الرجل هو من نفى صديقه من حياته، ليقطع هو ما بقي من علاقاته في عالمه السابق ويموت ليكونوا هم آخر من يعلم.

تنهد جاسر، حزن مكتوم يظهر على ملامحه الصخرية: وش تبغى يا ناصر؟ ما أظنك تفتح في ذا الموضوع بدون سبب.

ابتسم ببرود: أبد سلامتك، بس حبيت أقولك إني التقيت بولد زياد اليوم اللي فات.

تجمد جاسر تماما، لينظر إليه بتحذير: وإنت متأكد من كلامك..؟

بثقة أجاب: إيه، فيه شبه من أبوه.. ومنك.

:

رمش مالك بعدم تصديق، ليردف: تأكد مرة ثانية لو سمحت.

نقر موظف البنك بأريحية خاطفة على مفاتيح الحاسوب، ليعطيه نفس إجابته الأولى: تم دفع قرضك بالكامل وإيداع خمسين ألف ريال في حسابك.. تحب أسحب لك؟

لم يسمع باقي كلامه بعد تأكيده للقرض المدفوع.. ذاك القرض الذي أثقل على كاهله، الذي توقع رفقته البغيضة لسنوات وسنوات. "مو معقول.. مو معقول أبدا..": طيب.. ممكن تقولي مين اللي دفع القرض؟

نقر الموظف نقرات قليلة العدد ليجيبه بعد لحظة تفاجئ: جاسر السامي..

عقد مالك حاجبيه: جاسر السامي؟/ لتتسع عيونه باستيعاب: نفس جاسر السامي اللي..؟

هز موظف البنك كتفيه: على ما أظن.

خرج من البنك بخطوات تدفعها العزيمة لمعرفة ما سبب مساعدة شخص كجاسر السامي له.

:

وجد مقر المجموعة بسهولة. لاعجب فمجموعة السامي كانت أشهر من نار على علم أرجاء البلد. موظفو الإستقبال بدوا كما لو أنهم يكتمون ضحكاتهم كلما عبر عن رغبته بلقاء رئيس المجموعة بدون موعد، لكن سرعان ما تبدلت حالتهم عند ذكر اسمه. نظر مالك بعجب إلى الموظف الذي هتف وهو يرشده: من هنا طال عمرك..!

"عشتوا.. أنا من بين كل الناس ينقال لي طال عمرك؟"

دخل مكتبا غاية في الفخامة، وفي وسطه جلس رجل زاد سنه المتقدم من هيبته.. جاسر. بحركة بسيطة أمر السكريتير خلف مالك: ألغوا كل مواعيدي اليوم.. ما أبغى أي أحد يدخل علي.

هز السكريتير رأسه بخنوع وهو يغلق الباب، تاركا لهما وحدهما. أشار جاسر إلى الكرسي أمامه: تفضل.

لم يكن مرتاحا لفعل كما أمر لذا ظل واقفا، ليبدأ الآخر بالكلام: على ما أظن إنك هنا بخصوص القرض اللي دفعته عنك..

"يعني ما كان غلط.." رد: إيه... والخمسين ألف بعد./ لا يدري من أين لجاسر أن يسمع بظروفه، لكن كبرياءه لن يسمح بقبول ما دفعه: مشكور على اللي سويته، بس أنا ماني محتاج صدقة.

ابتسم جاسر بسخرية يخالطها رضا: ومين قال إن ذيك كانت صدقة؟ كل اللي سويته هو واجبي.

رفع مالك حاجبيه: واجبك؟

أجاب لتصدم مالك إجابته: واجبي كجدك../ أشار للكرسي مرة أخرى: تفضل.. ورانا حكاية طويلة.

:

(مدري وين أبوك التقى بأمك، لكن اللي أعرفه أنه كان متمسك فيها وبقرار زواجه منها على الرغم من خطبته لبنت عمه. أندم كل يوم على طردي له من البيت، لأني أعرف طبع أبوك.. إذا الواحد قطعه بطريق، هو يقطع كل الطرق.. وهذاني اللحين التقي بحفيدي بعد عشرين سنة وأنا غافل عنه..)

قضى المسافة إلى البيت بغفلة عن العالم حوله، مفكرا بكلام من اكتشف أنه جده. لطالما تساءل عنه، عن جدته، عن الأعمام والعمات وأبناءهم وبناتهن. لطالما كانت عائلة أبيه وحياته السابقة لغزا محيرا لمالك، ليعطى إجابة هذا اللغز على طبق من ذهب وبدون أي جهد يذكر.

لم يجب دعوة جده الراجية إلى السكن معه وجدته، بالكاد يستطيع استعياب كل ما حصل.. عليه أن يكلم خالته أولا، فإخبارها واجب نظرا لسكنه في بيتها.. وبعض نغزات جده عنها زرعت فيه شكا..

لم تكن ردة فعلها تلك التي توقعها عندما أخبرها بلقائه هذا الظهر، فهي تجمدت بالكامل، ملامح وجهها اكتسبت حدة و غضبا لم يره من قبل: خليني أحزر.. يبغاك تعيش مع العيلة صح؟

أجابها بصدق: إيه../ ليسأل بحذر: خالتي.. تعرفينه؟

ضحكت خالته ضحكة مريرة: إيه أعرفه..

إجابتها تلك أصابته بخيبة أمل طاعنة: يعني كنتي تعرفين إنهم كانوا يدورون علي من سنين، وتدرين إن طول عمري أبغى أشوفهم.. ولسى..

رفعت صوتها، لحظة فقدت فيها السيطرة على نفسها: مايستاهلوا!

اغتاظ من ردها: إنتي ما خليتي لي فرصة عشان أحكم بنفسي..

هزت كتفيها: ما يحتاج. ليه يدورونك اللحين؟ أكيد لأنهم ما يبغونك جنبي، ولما سمعوا أن أمك توفت لقوها فرصة عشان يبعدونك عن نسبنا الردي./ ضحكت باستهزاء: نفسي أشوف كيف بيتصرفوا لما يعرفوا إنك مربوط بذا البيت.

صعق، فكلامها المبطن لم يحتج إلى تحليل كثير لمعرفة معناه: يعني زواجي من طيف..؟

تنهدت: لو كان عندي بنت كنت زوجتك إياها.. هي كانت الخيار الوحيد.

يذكر كيف كان إصرار خالته على زواجه من طيف، على إتمامه والاستمرار به غريبا.. فهو لم يرها تعامل طيف كابنة قط. الآن عرف السبب.. كانت تريده أن يتعلق بها، أن يؤسس عائلة قد لا يتفق أهل والده معها..

وهو وقع في الفخ بكل جدارة.

صدمة.. أن تعرف بتلاعب شخص تعزه بحياتك، أن تكتشف أنك كنت مسيرا كدمية في عرض عرائس في خطة شخص آخر.

قال بكبرياء يشتعل ليحرق كل فكرة منطقية بدرت إلى ذهنه: أنا موب مربوط فيك ولا بذا البيت!

هتفت خالته بغضب جامح: أجل بيتي يتعذرك يا ولد السامي.. لا تجي عندي لما تشوف إنهم ماراح ينفعوك!

لم ينتظر كلمة بعد ذلك، متجها إلى الملحق بهدف واحد أعماه عن تبعات ما هم بفعله. حزم أغراضه بعجلة هائجة، ليستوقفه ذاك الصوت خلفه: لا تطلقني.

التفت بصمت إليها، ليرى أن طيف لم تكن تنظر إليه بل إلى أغراضه المبعثرة: سمعت كل شي.. ما ألومك إذا تبغى تطلقني، بس مو اللحين، أبوي ما راح يتحمل الخبر.

فقط عندها انقشعت تلك الغيمة الحمراء الثائرة التي كانت تعميه، ليدرك أنه مع كل السخط الذي شعر به.. لم يفكر ولو بثانية بالطلاق من طيف. ردد: أبوك..؟

لتقول: زواجنا ريح أبوي من هموم كثيرة.. وإلى الله يأخذ أمانته..

لم تكمل، لكنه عرف قصدها بالكامل.

ربما كان من الأنانية أن يخيب ظنه، أن يفكر في نفسه "وأنا؟ فيه سبب ما تبغين تتطلقي مني.. وله علاقة في؟"

:

ودعها عند الباب، لم يحضنها هذه المرة، وربما كان ذلك للأفضل، فهي لم تكن واثقة من قدرتها على التماسك أمامه و منع نفسها من البكاء. لم تنظر إليه منذ أن سمعت مواجهته مع زوجة أبيها.

همس و أوجعها: انتبهي على نفسك..

كوداعه أول مرة سافر فيها، لكن هذه المرة تختلف، فهو لن يعود.

[انتهى البارت...]

الفيورا 01-08-17 04:53 PM

رد: عكس الرحيل
 
البارت هذا مخصوص لثريا، يمكن يشرح دوافعها، يمكن لا..

[7]

بداية النقطة السوداء في حياتها كانت عندما سُجن أبوها ظلما، ليطلق سراحه بعد سنين وفوات الأوان، فأمها ماتت حزنا عليه، والناس أصبحوا يعايروها هي وإخوتها بأبيها خريج السجون.

بين أختها مناهل الساذجة و أخيها مازن اللامبالي، كانت ثريا وحدها من تواجه ظلمة واقعها. تزوج مازن لتصبح أخباره شحيحة في الوصول إلى دارهم. ومن بعد مازن كانت مناهل. مازالت تذكر اعترافها الخجول ذات ليلة عن الذي جعل زياد السامي يطرق باب بيتهم خاطبا لاهفا.

(طحت من درج السوق قدامه..)

خمنت أن وجه أختها تكشف أثناء سقوطها، ليراه ذلك الزياد غفلة. ومن رأى أختها مناهل سيجن من جمالها. ربما تبعها إلى بيتهم، فالمسافة بينه وبين السوق الذي كانت تبتاع أختها حاجيات البيت كانت قريبة. قصة ظريفة، غير مطابقة لواقع ما تحولت حياتهما إليه.

تزوجا لتمنع ثريا من زيارة أختها الحبيبة، رفيقة الروح والدرب. سلبها زياد إلى عالمه المنعزل، كدمية جميلة تحمى من أعين الناس.

لكن ثريا كانت له بالمرصاد، ولم تهتم بالأسوار التي وضعها زياد، لا، فقد انتهزت كل فرصة تسنح لها لزيارة أختها حتى أصبحت قادرة على توقع الأوقات المناسبة لزياراتها. ولادة مالك جعلتها أكثر إصرارا على عدم السماح لزياد أو أي من كان بقطع صلتها بأختها، على رؤية ذلك الطفل الرائع يكبر أمام عينيها ليناديها (خالتي). لم تسمح بزواجها والظروف التي مرت بسببه بثني عزيمتها.

زواجها..

شعرت بالوحدة عندما رحل مازن ومناهل. أبوها المغبون الصامت كان وجوده كعدمه في البيت، مغلق على نفسه في غرفته.
عندما لمحت لها زميلة دراسة عن رغبتها بخطبتها لأخيها، لم تتردد ثريا بالموافقة. مر الزواج على خير في السنوات الأولى، بين تدليل وتعاطف أهل زوجها معها. ولدت ولدان، منصور و طلال. في السنة الخامسة بدأ زوجها فواز يتكلم عن الزواج مرة أخرى.

كانت تلك بداية النهاية.

إعترضت وهاجت لتفاجأ بالتغير الجذري الذي حصل لكل من حولها. أخذوا ودهم بالسرعة نفسها التي أعطوا، لتترك وحيدة مرة أخرى، مسلوبة الروح من خلال أخذهم لأطفالها.

لا تدري لم تزوجت بسلطان، لم تقبلته بتلك السرعة، لكنها فعلت ولم تندم. كان يختلف تماما عن فواز، أكثر هدوءا، أكثر بساطة وقناعة. ربما عيبه المؤلم، إذا أمر كذاك يمكن أن يقال عنه عيبا، كان ذكره العفوي لزوجته المتوفية، ليذكرها بوضعها السابق. ألم يكفي هاجس المرأة الآتية، ليلاحقها طيف إمرأة كانت؟

تلك الصغيرة، ابنة سلطان..كم ناسبها اسمها، فرؤيتها كانت كفيلة بجعل سلطان يتذكر.

تذكر ذلك اليوم الذي أبدت بشيء من الذي كان يسبح في ذهنها.

بدت طيف جميلة بفستانها الوردي المنفوش وبراءة محياها المضيء. ركضت إليها بكل السرعة التي تستطيع فتاة في الرابعة ركضها، لتسأل بابتسامة عريضة: كيف شكلي؟ بابا يقول حلو!

أرادت إجابتها بأنها توافق والدها بالرأي، لكنها سكتت، مشتتة الإنتباه بعشرات الذكريات المتدافعة إلى عقلها، عن قول سلطان أن ابنته كانت نسخة من أمها، عن مدحه الدائم لها.. عن زوجها السابق.. عن معايرته وإهانته لها قبل أن يطلقها..

لم تقصد قولها، لم ترد، لكنها فعلت: عادي.. ماني شايفة شي جديد..

فقط رؤية النور يخبت من عيون طيف أيقظها من غفلتها، لتدرك ما فعلت.. كسرت فرحة طفلة بثوب العيد.

لم تسنح لها الفرصة لتصحح ونست، لتتكرر مواقف مشابهة، ليتكرر شعور الذنب نفسه، إلى أن توقفت طيف عن سؤالها، إلى أن توقفت عن الفرح بتلقي مديح والدها.

تجاهلت ما يعنيه ذلك، إلى أن رجع بقول طيف المستنكر عندما عرضت عليها الزواج بمالك: .. ورى ما تخطبيله بنت تستاهل اجل، موب وحدة ما تطيقيها وقلتي عنها الف عيب؟

كان بوسع ثريا القول أنها لن تحصل على مرشحة أفضل لحظتها، لكنها فضلت الاتجاه إلى أمور أهم، كخطتها للإبقاء بولد أختها الوحيد جانبها وعدم السماح لأهله بأخذه بعيدا كما فعل والده بأختها.

:

ذعرت.. تعترف أنها ذعرت.

كانت خطتها تجري بأفضل ما يمكن. لم تتوقع مدى تعلق مالك الشديد بطيف، لكنها لم تمانع البتة.

المكالمات والتهديدات التي تلقتها من عائلة السامي منذ وفاة أختها نغصت عليها، لكن ثريا وجدت لها طريقة في التعامل. من حسن حظها أن زياد قطع علاقته بهم أيضا، لدرجة عدم معرفتهم بالكثير الكثير عن تفاصيل حياته. اضطروا مرات عديدة لأخذ كلمتها كحقيقة، كالمرة التي قالت إنها لا تعرف أين ذهب ابن أختها أو أي أخبار عنه. لا تدري من أين عرفوا أن لزياد ولدا في بادئ الأمر. لا يهم، فما دام أنهم لا يعرفون بسكن مالك عندها، اللعبة ما زالت مستمرة.

كان يجري كل شيء حسب منوالها، ليحطم مالك ذلك بإخباره لها أنه التقى بجده.

في ذعرها تفوهت بأشياء لم يكن من الحكمة البوح بها، أشياء أودت بطردها مالك من بيتها..

لم تقصد.. لم تقصد.. أليس ذلك بعنوان مناسب لحياتها؟

:

لم يقطعهم مالك بالكلية، فهو كان يتصل بشكل أسبوعي بسلطان الذي كان يظنه مسافرا للعمل كالمرة السابقة. زيادة على أنه كان يرسل لهم مصروفا نهاية كل شهر.

أجابها عن سبب فعله ذلك عندما ردت هي عليه بدلا من سلطان الملقى طريح الفراش من التعب والمرض: مو عشانك..

تسمع سلطان يجيب عن سؤاله عنه وعن طيف وحتى هي.. لتفكر "موب بابن أبوك أبد.."

تمر شهور ويزداد سلطان عتبا وعدم رضا على مالك لطول غيبته.

تمر شهور أكثر.. ويموت سلطان.

ما بال كل من تحب يرحل؟

غريب كيف أن طيف صارت ما منعها من الغرق بالهم، لأن الفتاة كانت تخطو غير واعية إلى هلاكها بحزنها على والدها.

كيف لم يخطر على بالها، شعور طيف حيال موت والدها؟ كيف لم يخطر لها انهيارها المحتوم؟ لطالما كان والدها أولويتها.. ألم تستغل ثريا تلك النقطة مرة؟

كفكفت عن دمعها لتهتم بطيف، لترجعها إلى الوقوف على قدميها مرة أخرى. اعتادت من تلك الفتاة الصلابة، ورؤيتها منكسرة كسرها، فطر قلبها وأدماه.

بوفاة سلطان، كانت ثريا المتلقية لمكالمات مالك اللاهفة القلقة كل يوم. يسألها أتأكل؟ أتخرج؟ أتدرس؟ أتنام؟ وربما كانت لتبتسم لو لم يكن الذنب يخنقها لسماع كل ذلك الحب بصوت ابن أختها.

ما الذي فعلته؟ كيف أمكنها فعله؟

لم تعد تظن أن لها الحق بوصل مالك، لم يغظها حتى معرفة أن عائلته أرسلته لإكمال دراسته في خارج البلاد أيام بعد أن غادر بيتها. كانت متأكدة أنهم كانوا يريدون إبعاده عنها بأقرب فرصة ممكنة.. ولا عجب.

تعافت طيف ببطء لكن بإصرار.. لطالما كان إيمان تلك الفتاة قويا. قضت وقت بكاءها وحزنها على والدها بالدعاء له.

لشهور، حرصت ثريا على إبقاء مكالمات مالك سرا عن طيف، ليس برغبة منها بل بسبب ابن أختها. لسبب ما، وصاها ألا تسمعها طيف تتكلم معه. لم تر ثريا المنطق في ذلك. لم لا يسأل طيف عن أحوالها مباشرة بدلا من السؤال عنها؟

لكن لابد وللإنسان أن يخطئ ويتعثر.. وأتى يوم سمعتها طيف تكلم مالك.

بدت طيف كما لو أنها تريد قول شيء، تعابير وجهها الحيادية لا تفصح عما كان في بالها، فأعطتها ثريا الجوال بترقب، لتتسع عيونها بتفاجئ مما تفوهت به: تقدر تطلقني اللحين.

أعطتها الجوال بدون انتظار رد وذهبت..

ربما بدا صوت طيف باردا خاليا من المشاعر، لكن ثريا رأت الألم في تعابير وجهها. كان واضحا حبها وعدم رغبتها بالطلاق.. إذا، لم أعطت مالك الإذن؟

كانت ستسأل مالك، كاسرة قوانين مكالماتهما، لكنه أقفل الخط.

:

سألته في اتصاله التالي: بتطلقها؟

أجاب ببرود: طبعا لا. هي ما طلبت.

قطبت ثريا حاجبيها: بس هي قالتلك إنك تقدر تطلقها..

رد: هذيك قلتيها. قالت أقدر، وما دام تركت لي الخيار، فما راح أطلقها.

شعرت بغضب من تحايله الواضح واختياره المركز على ما تعنيه الكلمات: يعني بتظل معلقها؟!

لم يفتها الألم والحزن الذي ظهر بصوته، مهما حاول إخفاءه: لما تطلب مني هي بطلق. غير عن كذا مافي. زي ما الخيار في يدي، الخيار في يدها.

:

تطلب مرضا أطاحها طريحة الفراش لتدرك ثريا شيئا..

اهتمام طيف بها، تنقلها من مستشفى لآخر بحثا عن علاج لها، عدم تركها لتصارع آلام المرض لوحدها.. كان تصرفا مغايرا لما توقعته. ليس هذا نص القصة التي دارت في بالها أبدا بعد وفاة سلطان.

توقعت عودة ابنيها لها، بحثهما عنها ووصلها بعد قطيعة سنين. توقعت ترك طيف لها للعيش مع أي فرد من عائلة والدها الذين عرضوا مكانا لها على مضض، مجبرين.

لكن صغيراها أصبحا رجلان لا يكترثان ولا يلقيان لها بالا. تركاها.. بينما طيف بقيت.

مسحت طيف عن دمعها، وعندها فقط أفاقت ثريا من غيبوبة شجونها. لم تسألها طيف عما أبكاها.. فقط ساعدتها على الجلوس وقالت: وقت دواك جا..

نظرت ثريا إليها كأنها أول مرة تراها.

تذكرت ما قالته لمالك مرة..

(لو كان عندي بنت..)

كانت مخطئة.

لديها ابنة.. لديها ابنة..

:

كانت مفاجأة عندما اتصل بها أخوها مازن بعد أسبوع من تعافيها ليخبرها أنه سيصطحبها إلى السكن في مبنى الشقق الذي يملكه. بالكاد سمعت أخباره، ظنت أنه لن يهتم، ليثبت لها أنها كانت مخطئة في هذا أيضا.

أجابها عند سؤالها: راحت أختي الكبيرة بدون ما أشوفها لسنين.. ما أبغى يصير نفس الشيء مع أختي الصغيرة.

باعت البيت ووضعت ما حصلت منه في حساب أسسته لطيف. في معمعة وضب أغراضهم والإنتقال إلى جدة، فقدت جوال طيف وجوالها، ومعه الرقم الدولي الذي كان يتصل منه مالك.

مهما حاولت، لم تستطع العثور عليه أو حتى تذكر الرقم.

:

سنين تمضي..

تنهدت: هذا ثالث خاطب أرده بذاك العذر..

لترد طيف ببرود: مو عذر، حقيقة. أنا متزوجة.

"وهاذي المرة العاشرة اللي أقول هالكلام..": نقدر نروح المحكمة ويصلحوا وضعك.. مو شرط نحصل خبر من مالك وحنا ما نعرف حتى وينه فيه ولا نقدر نتصل عليه.

ذلك الجدار الجليدي تصدع، كما يفعل كلما ذكر اسم مالك: أنا مو مستنية خبر منه..

لم تصدقها ثريا. كيف تفعل وهي ترى طيف مازالت ترتدي خاتمه بعد سنين؟

[انتهى البارت...]

الفيورا 01-08-17 04:56 PM

رد: عكس الرحيل
 
وهذي النقلة للقسم الثاني من الرواية، مقدمة صغيرة..

[8]

"الحاضر"

تململت مي بطريقة عهدتها طيف منذ بداية صداقتهم: ما صار شغل ذا.. يختي خذي إجازة وزوريني. خففي من وحدتي. لا تتركيني أقعد أعدد فالجدران!

ضحكت: وين زوجك عشان يخفف من وحدتك؟

تنهدت تلك بحالمية مبالغ فيها: حبيب قلبي يفرفر في أرجاء العالم. آخر مرة كان في موسكو. الله يهديه، في أحد يقبل يروح هناك في عز شتاهم؟

لم تتخيل طيف ركوب طائرة من مدينة لأخرى، فكيف بمن جعل التنقل على الطائرات عملا له؟ عمل زوج مي كطيار جعله دائم الغياب عنها، لذا لم تمانع طيف اتصالاتها قط، فعلى الرغم من المرح في صوتها، تعرف أن صديقتها كانت تشعر بالوحدة. تمنت لو تستطيع زيارتها حقا، لكن ظروف العمل المتوترة حاليا لن تسمح لها بالفرصة. تحتاج إلى هذه الوظيفة، حقا تحتاجها.

وعدتها بالاتصال حالما ترجع من دوامها، لتتجهز ليوم عمل جديد. استقلت سيارة الأجرة إلى مقر عملها، شركة الورد الذهبي للمستحضرات الطبيعية.

لم تكن تفكر بتفقد النوعية كأساس عمل لها بعد أخذ شهادتها، كان طموحها البحوث بعد نيل الماجيستير. لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. على الأقل، كانت مرتاحة في وظيفتها هذه.

ثمان سنوات مضت منذ انتقالها وخالتها إلى جدة، بعيدا عن الرياض وحياتهم القديمة والذكريات التي بعثتها. لا تستطيع القول بأنها كانت سعيدة مقارنة بالماضي، لكنها كانت مقتنعة. هذا ما إحتاجته، فالتعلق ببضع ذكريات سعيدة لم يفدها.

:

شركة الورد الذهبي كانت مقر عملها لسنوات طوال، وكرئيسة القسم النسائي فيه، تعودت لمياء على روتين يومي، و عملت على اتباع موظفاتها لذات الروتين.

لكن.. منذ أن بعيت الشركة، الأوضاع تغيرت، والذين يجب عليها إجابتهم أصبحوا ذوو نفوذ هائل.

توترت عندما رن الهاتف معلنا أن المتصل كان المشرف المرسل من قبل المجموعة التي اشترت هذه الشركة. أحكمت قبض يدها المجعدة على السماعة قبل أن تجيب. أتاها صوت رجل حياها باحترام ثم سأل، شيء ما لم تستطع لمياء تحديده واضح في صوته: خبريني عن الموظفة طيف سلطان الفياض..

لم تحتج لمياء للبحث في سجلات موظفاتها لمعرفة من كان يقصد. لم تكن هناك سوى طيف واحدة تعمل في قسمها الصغير، وكانت ذات تميز جعلت لمياء تلاحظها من اللحظة التي تقدمت إليها بطلب العمل.

طيف سلطان الفياض، خريجة كيمياء حيوية بامتياز. الموظفة التي فاقت كفاءتها نظيرها في القسم الرئيسي.

كانت طيف شابة هادئة خلوقة، تأتي على الموعد ونادرا ما غابت خلال الثلاث سنوات التي عملت في هذه الشركة. لم يكن فيها شغب وصخب الشابات الذي اعتادت لمياء على توبيخه بمودة.

إذا كان على لمياء اختيار موظفتها المفضلة، فهي دون شك ستختار طيف.

كل ذلك، قالته للمشرف، قلقة متوجسة. سمعت بالإشاعات التي تحاك عن تصفية الموظفين. هل ستبدأ تلك التصفية في القسم النسائي؟

شكرها وأقفل الخط دون توضيح غايته، تاركا لمياء لهواجسها.

مرت على مكتب طيف لتفقد أحوالها، لتراها غارقة في العمل. لا يبدو أنه تم الاتصال بها.. حتى الآن.

نبهها صوت طيف إلى سرحانها: في شي أستاذة لمياء؟

هزت رأسها بابتسامة حاولت أن تكون مطمئنة: لا، لا.. مافي شي. كملي شغلك.

الحقيقة أنه كان الكثير لم تخبر المشرف به، لم يكن من المناسب أو الصحة إخباره. فهي فكرت مرة بتزويج ابنها بطيف لتكتشف أنها كانت، وللأسف، متزوجة. لم يفاجئها ذلك، فزيادة على رزانتها وتفانيها، كانت طيف ذات جمال مبهر.. حتى لو لم تبدو بأنها تهتم بنفسها وتأنقها على الإطلاق. خسارة، بكل صراحة.

تساءلت ما الذي سيقوله لها ذلك المشرف، ذلك المعروف بكونه يد جده اليمنى، مالك السامي..

:

رن هاتف المكتب لترد عليه دون أن يشيح نظرها عن شاشة الكمبيوتر: نعم؟

لا جواب. قطبت طيف حاجبيها باستغراب: لو سمحت وراي شغل، فممكن تعجل؟

لا جواب مرة أخرى. هزت كتفيها وأقفلت الخط. من الممكن أن المتصل قد أخطأ.

:

يا الله.. هي! كانت هي!

لم يسمح نفسه بالأمل وهو يجري الاتصال، ظل متوقعا أن يخيب أمله كما كانت العادة لثمان سنوات طوال.. لكن اليوم حصل تغيير، حصلت معجزة! أفكاره التي كانت تضج في ذهنه تبخرت، ليبقى هو في حالة خدر جنونية إثر سماعه لذات الصوت الذي لاحقه في أعذب ذكرياته و أجمل أحلامه.

(لو سمحت وراي شغل، فممكن تعجل؟)

ثمان سنوات مضت منذ آخر مرة سمع فيها ذلك الصوت، ثمان سنوات ظل يبحث فيها عن صاحبته، وأخيرا، عندما بدأ يفقد الأمل، وجدها!

حتى لو كان صوتها جافا، باردا كالصقيع، لا زال فاتنا ساحرا، ربما أكثر.. تعلق بكل حرف نطقته، حلله وأعاده كشريط في باله وروحه.

فكر كيف كان محظوظا بتوليه إجراءات شراء هذه الشركة بالذات. استغرب في بادئ الأمر عندما كلفه جده بهذه المهمة، لكنه الآن لم يكترث. مجيئه لهذه المدينة، لهذه الشركة، جعله يصادف اسما امتلك كل عرق من عروق قلبه.

ابتسم مالك بذهول أسكره، هامسا لنفسه: أخيرا لقيتك يا طيف..

[انتهى البارت...]

الفيورا 01-08-17 05:00 PM

رد: عكس الرحيل
 
وبهذا أكون خلصت التنزيل لليوم. دمتم بود.. :)

شبيهة القمر 01-08-17 07:30 PM

رد: عكس الرحيل
 
الف الف مبروووك فتح الروايه
اخر الغيبااات ياارب
امممم بما اني سابقه الكل بقراءه الاجزاء راح انتظر حبيباتي لحد مايوصلون لاخر جزء نزلتيه
ومبروووك رجوع مالك واخيييراا رجع سي السيد ياترى كيف راح يكون لقاءهم ..!!!
هذا ماسنشاهده في الحلقه القادمه >>فيس يناظركم بطرف عين ههههه
قراءه ممتعه..

زارا 02-08-17 01:14 AM

رد: عكس الرحيل
 
عووداا حميدااااا في في.. باذن الله اقرأ وةلي عوده بالرد ..
والله يجعلها اخر الغيبات ..

زارا 02-08-17 03:18 AM

رد: عكس الرحيل
 
السلام عليكم
ال في ياااشيخييييييييه وش هالحلااااااوه>>فيس يصفرر باستمتاااع... روووعه روووعه يامبدعه.. يختي ح ر ا م عليتس تخلين هالجمال ينزل يومين بالاسبوووع.. هذي لاابد تكون قطعه حلى يوميا تنزل ..
ياااازين مالك وطيف مستعجله اشوووفهم مع بعض مرره ثاانيه..
مايحتااج نقول انهم للحين يمووتوون ببعض .. مالك حبه مفضووح وهو بينه وبين نفسه عارف انه عاشق لطيف وطيف بعد تموت عليه لكن طيف مشكلتهااا انها منغلقه على نفسها وعلى مشاعرها وماتبينها يمكن حتى لنفسها.. عندها كبرياء اهبل ممكن تخسر اشيااء تحبها عشانه..
اتوقع ان بعد هالسنوات كلها ان مالك يقدر يحدد نوعية طيف وشخصيتها وانها وحده ماتقدر تبين اللي فيها اولا لصغر سنها وثانيا بسبب الاحداث والظروف اللي عاشتها من كانت صغيره..
هالذكريات القليله اللي عاشوها مع بعض بتكون هي الوقود اللي تخليهم يجتمعون مع بعض مره ثانيه..
لكن هل اجتماعهم مع بعض بيكون بسلاسه وموده؟؟ اتوقع بيكون فيه حذر وخصووصاا من جانب طيف والا مالك اتووقع شووي وبينط ياخذها بحضنه. ..لكن الصراحه تقريبا انا وااثقه انه بيكون فيه ايدي عابثه بتخرب عليهم.
ا الحين هم شي انه لقى طيف بعد هالسنين كلها اللي ماراحت عن باله فيها يوم ولا ترك البحث عنها لحظه لييين ساقها الله له..
وباذن الله يرجعون لبعض بدون منغصات مع اني ما اتووقع هالشي..
جده واهله مدري اذا يعرفون بزواجه والا لأ؟؟؟ واتوقع لو كانوا يدرون كان راح يخلونه يطلقها الا لو كانوا خايفين انه ينفر منهم ويكرهم لو اعتبر هالشي ضغط عليه ومحاولة انهم يفرضون رايهم عليه ..فما انوقع انهم يعرفون بزواجه ..ولو هم عارفين بهم تاركينه على راحته بما انه ما اجتمع فيها ولا راح يعيش معها..
والاكيييييييييد ان جده رافض زواجه من طيف لنفس اسباااب رفضه لزواج ولده زياد من ام مالك..بس هو عرف غلطته وعشان كذا ماراح يقول لمالك أي شي عن زواجه من طيف؟؟
الصدمه لوو كان مالك تزوج من وحده ثانيه ذيك الساعه انا اللي بطلقهم من بعض>>فيس من قهر من روحه بسبب هالفكره الخايسه اللي خطرت عليه..
لااا لاا تف تف تف الشر برا وبعيد... لاا ان شاااء الله مالكنا مايتغير ولا حبه يتغير لطيفنا..
اما ثريااااااا .. بصرراحه مافيه أي شي يخليني اتعااطف معها. اشوفها حقيره . كل تصرفاتها بدءا مع مالك وحياته وطفولته وشبابه مرورواا باللي صار لها مع طيف ومواقفها معها وتكسيرها لثقه البنت بنفسها من كانت صغيره مايدل الا على انانيتها ..هي ماتصرفت التصرفات هذي من حب.. لأ. هي تصرفتها من كره وحقد وحسد .. اناانيه مرره مررره مررررررره بكل شي بحياتها حتى لما تطلقت من زوجها وهي عارفه وضعها كيف ووضع زوجها كيف وتركت عيالها عنده على امل انهم بيكبرون ويرجعون لها؟؟ ما ادري صراحه يمكن القى لها عذر بانها تطلب الطلاق لكن افعالها مع مالك وطيف ابدا ما لقيت لها عذر فيها.. حرمت مالك من اهله عشرين سنه عشان انااانيتها واستمرت بهالانيااانيه لاخر ماقدرت. وحتى عشان مايقدر يرجع لاهله حاولت تربطه فيهم...مالك لان معدنه اصيل وطيب استمر بالتواصل مع خالته مو بس لانه حب طيف بانتظار باقي الاحداث الخاصه بمالك وطيف المهمله لنفسها ولجمالها وهذا طبعا من تاثيرات ثريا الانااانيه ..
ناصر صديق زياد هل بيكون له دووور كبير بقصة ابطالنا والا دوره انتهى بانه لقى مالك ووبلغ اهله عنه ؟؟ اتوقع ان ناصر يمكن يكون استمر بعلاقته مع مالك وكان ابو له بما انه صديق مقرب من زياد و بيحاول يعوض عن انقطاعه عن صاحبه بانه يهتم بولده .. اقول ناصر مو ممكن يتزوج ثريا>>رجع فيس اللي يوفق راسين بالحلال..هخهخهخه
اهم شي بس مايكون عند هالناصر بنت ويلصقها بمالك
في حاجه لفتت انتباهي وهو استغراب مالك ان جده هو اللي كلفه بانه يسوي اجراءات الشركه اللي فيها طيف.. وهذي طبعااواضح انها اول مهمه يكلفه فيها جده من هالنوع .هل جده عارف ان طيف بهالشركه..؟؟ وهل جده عارف عن مكان طيف وخالة مالك كل هالسنوات اللي راحت؟؟؟؟
والا ان هالشي مصادفه وان جده يبغى حفيده يبدأ بممارسه شغله بشكل فعلي بدون مايكون للجد يد فيه عشان يتمرس بالشغل بالشركات هذي ويعرف شلون يتعامل معها.؟؟؟؟
ال في.. تسلم الايااادي يااشيخه ابدعتي والله وبانتظار باقي الابداع وياليت ماتتركين انتظارنا يطووول يااعسل..
دمتي بود..

زارا 02-08-17 03:23 AM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 3686986)
الف الف مبروووك فتح الروايه
اخر الغيبااات ياارب
امممم بما اني سابقه الكل بقراءه الاجزاء راح انتظر حبيباتي لحد مايوصلون لاخر جزء نزلتيه
ومبروووك رجوع مالك واخيييراا رجع سي السيد ياترى كيف راح يكون لقاءهم ..!!!
هذا ماسنشاهده في الحلقه القادمه >>فيس يناظركم بطرف عين ههههه
قراءه ممتعه..

الله يااا النوووري يااحبيبة قلب الزوووري صرتي من ال في أي بي وتقرييين قبلنا مثل ام جماااال وتعرفين الاحداااث قبلنا وتنااظرينا بطرف عين.. هههههههه
ياا الله يااارب انك ترد لي الحلم المستحييل برجوع ليتني غريبه وترسل لي الأجزاء قبل الكل واعرف عن أبو السياافي قبل الجميع>>فيس للحين ما انقطع عنه الامل برجووع ليتني وغيثي حبيب قلبي أبو السياافي.. صراحه حبي لابو السياافي يشبه حب مالك لطيف.. على رغم سنوات الانقطاع مانساها نفسي بالضبط عسى الله يرد لي غيث مثل مارد لمالك طيف..>> فيس يقوول آآآآآآآآآآآآآمين

الفيورا 02-08-17 12:10 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 3686986)
الف الف مبروووك فتح الروايه
اخر الغيبااات ياارب
امممم بما اني سابقه الكل بقراءه الاجزاء راح انتظر حبيباتي لحد مايوصلون لاخر جزء نزلتيه
ومبروووك رجوع مالك واخيييراا رجع سي السيد ياترى كيف راح يكون لقاءهم ..!!!
هذا ماسنشاهده في الحلقه القادمه >>فيس يناظركم بطرف عين ههههه
قراءه ممتعه..

آمين يا رب!
ههههه والله مين قدك :lol: كأنك ناوية على حرق أعصاب الشعب مو؟

عذرا ياقلب 02-08-17 02:41 PM

رد: عكس الرحيل
 
مساء السعاده والجمال والاسلوب البسيط السلس شدني الاسم. وانصدمت ان جميلات ليلاس هنا النوري والزوري

رووووعه وممتعه طيف ومالك فيس عيونه قلوب
ثريا وترسبات الماضي وتاثيرها على حاضرها.
بانتظار البقية

الفيورا 02-08-17 04:33 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارا (المشاركة 3687016)
السلام عليكم
ال في ياااشيخييييييييه وش هالحلااااااوه>>فيس يصفرر باستمتاااع... روووعه روووعه يامبدعه.. يختي ح ر ا م عليتس تخلين هالجمال ينزل يومين بالاسبوووع.. هذي لاابد تكون قطعه حلى يوميا تنزل ..
ياااازين مالك وطيف مستعجله اشوووفهم مع بعض مرره ثاانيه..
مايحتااج نقول انهم للحين يمووتوون ببعض .. مالك حبه مفضووح وهو بينه وبين نفسه عارف انه عاشق لطيف وطيف بعد تموت عليه لكن طيف مشكلتهااا انها منغلقه على نفسها وعلى مشاعرها وماتبينها يمكن حتى لنفسها.. عندها كبرياء اهبل ممكن تخسر اشيااء تحبها عشانه..
اتوقع ان بعد هالسنوات كلها ان مالك يقدر يحدد نوعية طيف وشخصيتها وانها وحده ماتقدر تبين اللي فيها اولا لصغر سنها وثانيا بسبب الاحداث والظروف اللي عاشتها من كانت صغيره..
هالذكريات القليله اللي عاشوها مع بعض بتكون هي الوقود اللي تخليهم يجتمعون مع بعض مره ثانيه..
لكن هل اجتماعهم مع بعض بيكون بسلاسه وموده؟؟ اتوقع بيكون فيه حذر وخصووصاا من جانب طيف والا مالك اتووقع شووي وبينط ياخذها بحضنه. ..لكن الصراحه تقريبا انا وااثقه انه بيكون فيه ايدي عابثه بتخرب عليهم.
ا الحين هم شي انه لقى طيف بعد هالسنين كلها اللي ماراحت عن باله فيها يوم ولا ترك البحث عنها لحظه لييين ساقها الله له..
وباذن الله يرجعون لبعض بدون منغصات مع اني ما اتووقع هالشي..
جده واهله مدري اذا يعرفون بزواجه والا لأ؟؟؟ واتوقع لو كانوا يدرون كان راح يخلونه يطلقها الا لو كانوا خايفين انه ينفر منهم ويكرهم لو اعتبر هالشي ضغط عليه ومحاولة انهم يفرضون رايهم عليه ..فما انوقع انهم يعرفون بزواجه ..ولو هم عارفين بهم تاركينه على راحته بما انه ما اجتمع فيها ولا راح يعيش معها..
والاكيييييييييد ان جده رافض زواجه من طيف لنفس اسباااب رفضه لزواج ولده زياد من ام مالك..بس هو عرف غلطته وعشان كذا ماراح يقول لمالك أي شي عن زواجه من طيف؟؟
الصدمه لوو كان مالك تزوج من وحده ثانيه ذيك الساعه انا اللي بطلقهم من بعض>>فيس من قهر من روحه بسبب هالفكره الخايسه اللي خطرت عليه..
لااا لاا تف تف تف الشر برا وبعيد... لاا ان شاااء الله مالكنا مايتغير ولا حبه يتغير لطيفنا..
اما ثريااااااا .. بصرراحه مافيه أي شي يخليني اتعااطف معها. اشوفها حقيره . كل تصرفاتها بدءا مع مالك وحياته وطفولته وشبابه مرورواا باللي صار لها مع طيف ومواقفها معها وتكسيرها لثقه البنت بنفسها من كانت صغيره مايدل الا على انانيتها ..هي ماتصرفت التصرفات هذي من حب.. لأ. هي تصرفتها من كره وحقد وحسد .. اناانيه مرره مررره مررررررره بكل شي بحياتها حتى لما تطلقت من زوجها وهي عارفه وضعها كيف ووضع زوجها كيف وتركت عيالها عنده على امل انهم بيكبرون ويرجعون لها؟؟ ما ادري صراحه يمكن القى لها عذر بانها تطلب الطلاق لكن افعالها مع مالك وطيف ابدا ما لقيت لها عذر فيها.. حرمت مالك من اهله عشرين سنه عشان انااانيتها واستمرت بهالانيااانيه لاخر ماقدرت. وحتى عشان مايقدر يرجع لاهله حاولت تربطه فيهم...مالك لان معدنه اصيل وطيب استمر بالتواصل مع خالته مو بس لانه حب طيف بانتظار باقي الاحداث الخاصه بمالك وطيف المهمله لنفسها ولجمالها وهذا طبعا من تاثيرات ثريا الانااانيه ..
ناصر صديق زياد هل بيكون له دووور كبير بقصة ابطالنا والا دوره انتهى بانه لقى مالك ووبلغ اهله عنه ؟؟ اتوقع ان ناصر يمكن يكون استمر بعلاقته مع مالك وكان ابو له بما انه صديق مقرب من زياد و بيحاول يعوض عن انقطاعه عن صاحبه بانه يهتم بولده .. اقول ناصر مو ممكن يتزوج ثريا>>رجع فيس اللي يوفق راسين بالحلال..هخهخهخه
اهم شي بس مايكون عند هالناصر بنت ويلصقها بمالك
في حاجه لفتت انتباهي وهو استغراب مالك ان جده هو اللي كلفه بانه يسوي اجراءات الشركه اللي فيها طيف.. وهذي طبعااواضح انها اول مهمه يكلفه فيها جده من هالنوع .هل جده عارف ان طيف بهالشركه..؟؟ وهل جده عارف عن مكان طيف وخالة مالك كل هالسنوات اللي راحت؟؟؟؟
والا ان هالشي مصادفه وان جده يبغى حفيده يبدأ بممارسه شغله بشكل فعلي بدون مايكون للجد يد فيه عشان يتمرس بالشغل بالشركات هذي ويعرف شلون يتعامل معها.؟؟؟؟
ال في.. تسلم الايااادي يااشيخه ابدعتي والله وبانتظار باقي الابداع وياليت ماتتركين انتظارنا يطووول يااعسل..
دمتي بود..

يا حلاة هالإسم! دخل مزاجي والله. وياحلاة الرد الجميل ذا! خلاني أعدل عن فكرة اليومين في الأسبوع اللي كنت أنتويها.. وأبشري. أصلا كنت ناوية أخلص تنزيل الرواية الشهر هذا، وتنزيل يومي بيساعد على كذا...

والله يرزقك العودة الحميدة لأبو السيافي حقك. أعرف شعور انتظار اكتمال رواية وما تدرين متى (فيس مشجون يناظر روايات شتى..)

الفيورا 02-08-17 04:35 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عذرا ياقلب (المشاركة 3687036)
مساء السعاده والجمال والاسلوب البسيط السلس شدني الاسم. وانصدمت ان جميلات ليلاس هنا النوري والزوري

رووووعه وممتعه طيف ومالك فيس عيونه قلوب
ثريا وترسبات الماضي وتاثيرها على حاضرها.
بانتظار البقية

والله لي الشرف روايتي المتواضعة تلقى هالإقبال اللي يسعد الروح.
مشكورة على مرورك الروعة!

الفيورا 02-08-17 04:52 PM

رد: عكس الرحيل
 
إحم.. إعلان صغير.
فكرة تنزيل البارتات يومين في الأسبوع؟ إنسوها خلاص. التنزيل بيصير يومي إن شاء الله. بأية حال بارتاتي صغنونة، وأنا بصراحة وحدة تتحمس مع الردود وكل ما أحد يعطيني رد يكون نفسي أرده ببارت.

[9]

رن هاتف مكتبها مرة أخرى. ردت طيف على المكالمة بنفس الطريقة، لكن بدل أن تلاقي الصمت، لاقت ردا هذه المرة.. صوت رجل: السلام عليكم..

هذا الصوت.. كان مألوفا، مألوفا جدا. وجدت نفسها تتوتر، قلبها يخفق مسرعا، مترقبا: وعليكم السلام..

عرفت لحظة نطقه مرة أخرى سبب إحساسها ذاك: كيف حالك يا طيف؟

تلك الطريقة في نطق اسمها، كأنه يستمتع بنطقه، كأنه يرتاح به.. فقط تنتمي لشخص واحد، شخص لم تظن أنها ستسمع منه خبرا: مالك..؟

تستطيع الشعور بالابتسامة التي ارتسمت على شفتيه من رده: إيه.. حبيت أسلم عليك. ما ينفع أتولى أمور ذي الشركة بدون ما أمر على زوجتي اللي تشتغل فيها، صح؟

يتكلم بكل أريحية، كأن فراقهما دام أسبوعا بدل سنوات. لا تستطيع تشكيل أي رد، الصدمة ألجمتها تماما.

لم يبد أنه لاحظ صمتها المذهول.. أو ربما تجاهله: بأية حال، كويس إننا تلاقينا. بتصل فيك قريب إن شاء الله. انتبهي على نفسك.

وبكل بساطة، أقفل الخط.

:

كيف كانت غافلة هكذا؟

منذ سماعها بشراء مجموعة السامي لهذه الشركة، كان من المفترض أن ترن أجراس الإنذار في عقلها. لكنها بررت لنفسها أن تلك المجموعة ضخمة ومجالاتها واسعة الأفق ولا يمكن أن يكون لها علاقة بها.

لكن.. تبين أنها كانت مخطئة، وبشكل لم تتوقعه حتى في أكثر السيناريوهات جموحا.

:

رنين هاتف مكتبها أصبح يبعث فيها التوجس منذ الأمس، ظلت طيلة ذلك اليوم تتوقع اتصالا، لكنها لم تتلقاه.

هل كان يلعب معها ألعابا عقلية أم ماذا؟

ردت من الرنة الأولى على هاتف مكتبها، منزعجة، فهي لم تخطو خطوة واحدة، لم تخلع عباءتها حتى، إلا وهاتف مكتبها يصدح بالرنين: نعم؟

اتسعت عيونها عندما أتاها صوته: ليه تأخذي أوفر تايم؟

قطبت حاجبيها: مو واضح؟

رد: سجلك مكتوب فيه إنك إنتي الوحيده اللي تأخذه في قسمك.. ليه؟

لم تجب وسألت بدورها: إنت اللحين اتصلت علي.. عشان الأوفر تايم؟

هناك أشياء أولى بنقاشها، بقولها..

ألم.. ألم يؤثر به فراقهما..؟

سأل هو الآخر: في شي ثاني تبغي تتكلمي عنه؟

تسلل إلى صوتها الجمود: لاء.. مافي شي أقدر أفكر فيه اللحين.

تعذرت باستعجال عندما رأت مديرتها لمياء تشير إليها، لم تنتظر سماع رده قبل أن تقفل هي الخط.

:

صوت زميلتها سناء تناديها نهاية الدوام سحبها من عمق أفكارها التي لم تهدأ منذ اتصال مالك بها، لتراها تحمل علبة ما وتضعها على مكتبها: طلبية لك.

قطبت طيف حاجبيها، مستغربة كل الاستغراب، فهي لا تطلب طعاما أو أي شيء من الخارج كباقي زميلاتها. كانت ستنادي سناء لتخبرها أنها أخطأت لكنها لاحظت شيئا في العلبة.

"كأني شفت ذي الماركة قبل.."

تفحصت العلبة عن قرب. كان واضح عليها الفخامة من التغليف والعلامة المسجلة فوقها. بفضول متصاعد فتحتها، لترى قطع شوكلاة مصفوفة بشكل مغري، كل قطعة مختلفة عن الأخرى.

تذكرت مرة.. جلب مالك معه مجموعة من الحلويات أعطاها له صديقه. كان من ضمنها خمس أو ست من نفس قطع الشوكولاة هذه. تذكرت كيف حاولت إخفاء مدى إعجابها بالقطعة التي أخذتها صدفة، ليلاحظها مالك ويعطيها كل القطع الباقية.

هل يمكن..؟

أخذت البطاقة داخل العلبة. الكلمات المكتوبة عليها كانت قليلة، لكنها أكدت شكوكها عن هوية المرسل. تعرف ذلك الخط، تعرف أكثر صاحبه..

أختبر ذاكرتي..

نجحت ولا لا..؟

.. مالك ..


رن هاتف مكتبها. أجابت عالمة من هو المتصل. سألها لحظتها بفضول مسترخ: ها؟ طعمها حلو زي زمان؟

أجابت بهدوء مصطنع، تحاول فيه تمالك أعصابها المشدودة المرهقة من الفوضى الذي أحدثها هذا الرجل في روحها: لسى ما أمداني../ تنهدت: وترى ما ينفع تستخدم تلفون الشركة كذا..

رد كأنه توقع كلامها بالحرف: أوافقك الرأي وعشان كذا، عندي فكرة..

رددت: فكرة..؟

همس: أبغى أشوفك..

ذلك الهمس العميق شابه نماذج أخرى من الماضي، وللحظة ارتعشت، لتشعر بحرارة حمرة تتسلل إلى وجهها. تنحنحت: ووين تبغى تشوفني مثلا؟

ليجيب: المتنزه جنب مبنى الشركة. أظنك تعرفينه؟ لاقيني عند البوابة.

أقفل الخط بعد ذلك. تساءلت إذا كانت هذه عادة طورها في غيابه.

لم تحتج إلى التفكير بأي متنزه يقصده، فهناك متنزه واحد بجانب الشركة. كانت تمر جانبه في طريقها إلى البيت، لكنها لم تدخله قط.

لم تستسغ فكرة أن يتلاقيا أمام متنزه. كانت تفضل لو تم اللقاء في البيت.

وجدت طيف نفسها تستعد للخروج في النهاية بعد تردد، فهي تريد وضع النقاط على الحروف والحصول على أجوبة لأسئلتها. ربما عندها سيرتاح بالها وتستطيع العودة إلى تجبير قلبها المتصدع..

:

كان يقف معطيها ظهره عندما رأته. عرفته من طريقة وقوفه، مرتدٍ لبذلة أنيقة بدت كأنها صُممت خصيصا له. عندما أصبحت بقرب خطوات التفت إليها ويا الله، كم زادته السنين وسامة. السنين كانت كفيلة بصقل ملامحه إلى الاستواء التام، مزودة إياه بفخامة تلقائية غير متكلفة. نظرة عيونه أصبحت أكثر حدة، أكثر صلابة، لكن شيء من الماضي ظل يشتعل بهدوء وسطها.

أشر لها أن تتبعه قبل أن تعلمه بهويتها. استغربت كيف عرفها، فهي لم يظهر منها شيء، حتى يداها كانت مغطاة بأكمام عباءتها الطويلة.

تبعته داخل المتنزه ببطء لاحظه، ليرفع حاجبه على المسافة الفاصلة التي أبقتها بينهما: ترانا مو قاعدين نسوي شي حرام. لساتك زوجتي إذا تذكرين..

معرفته بعدم فسخها لعقد زواجهما أثبتت لها أن مالك بحث في سجلات توظيفها جيدا. وللمرة الألف تساءلت ما هدفه من كل هذا، لم أًصبح صعب القراءة هكذا؟

:

حتى وإن كانت متشحة بالسواد، عرفها من طولها، من وقع خطواتها المماثلة لها بهدوئها وخفتها. منع نفسه من إظهار فرحه البالغ بهذا اللقاء، فهو في باله أجندة ينوي الإلتزام بها. يريد وبشدة المشي جانبها، أن يتحسس نعومة يدها المخملية من جديد.. لكنه قاوم، وآه كم كانت المقاومة عصيبة.

سألته عندما استقرا في زواية منعزلة عن العامة: ليش بغيت تشوفني؟

أراد أن يضحك من غرابة السؤال، وظهر ذلك في صوته عندما أجاب: ويبغالي سبب عشان أشوفك؟

هذه الظالمة، المجرمة بحق قلبه.

التوق يكاد يقتله ليراها بالكلية، ليروي ظمأ شوقه برؤية أثر السنين عليها.. وتسأله لم يريد أن يلاقيها؟

لاحظ تصلب وضعيتها وتحفظه. تنهدت: مالك.. ليش ما طلقتني؟

لا يعجب باسمه إلا عندما يسقط من شفتيها، حتى ضمن كلام أضناه ألما. نظر نظرة ذات معنى إلى يدها، إلى خاتم أمه الذي لا زالت ترتديه، ليسأل بدوره: وإنتي ليش ما فسختي عقد زواجنا؟

أرجعت يدها بسرعة، تخبئها بعد فوات الأوان: يمكن استناك تطلقني، ماله داعي مرمطة المحاكم..

يعرف كل المعرفة أن طيف لم تكن من النوع الذي يتجنب المشقة بأي شكل من الأشكال. لن يقبل بعذرها هذا لاستحالة تحقيقه. تحلم هي إن كانت تظن أنه سيتركها بعد أن وجدها، بعد أن ظلت لسنين متربعة على عرش قلبه وأفكاره.

لا زال يذكر إعطائها له لذلك الإذن.

(تقدر تطلقني اللحين..)

كأنها تسديه خدمة، كأنها تطلق سراحه من سجن.

ألا تدري أن سجنها كان ما يريد؟

لا، على ما يبدو لا تدري. لا بأس سيصلح هذا الوضع المقيت.

هي من أدخل فكرة الطلاق إلى علاقتهما، وهو سيجعلها من تخرجها نهائيا من القاموس. سيجعلها تقر برغبتها له زوجا.

مثل الضيق قبل أن يقول: مقدر أطلقك اللحين، أول ما لقيتك قلت لجدي وهو قال للباقين.. خلاص هم يستنوني أرجع بزوجتي. وهذا السبب اللي خلاني أبغى أشوفك.

لم تكن كذبة بالضبط، فهذا حصل فعلا. عائلة أبيه تنتظره بكل المعمعة التي تحتويها.

سكتت طيف للحظة بدت كالأبد قبل أن ترد: وإلى متى تبغاني أكون معك؟

"العمر كله.." هز كتفيه: يمكن ست شهور على حد أقصى..

تنهدت، كما لو كان باستسلام: طيب.. بساعدك../ نظرت إليه، يستطيع الشعور بعمق نظرتها حتى من وراء غطاء، مدى القلق التي تحمله: مرتاح مع عايلتك؟ يعاملوك زين؟

عندها لم يستطع نفسه من الابتسام، حتى وهو يمثل البرود، تبدي اهتمامها: الحمد لله.. كان صعب شوي أتأقلم معاهم في البداية، لكن من يوم ما رجعت من دراستي برا والأحوال تمام.

رددت ليعرف أنها كانت تبتسم من نبرة صوتها: الحمد لله..

نبهما رنين جوال إلى الوقت، لتقوم هي ويقوم هو وراءها. قالت تفسر: تأخرت على البيت..

رد: بوديك.

لم يستمع لإعتراضاتها وجرها بخفة وراءه بيدها إلى سيارته. سألها عندما بدأ يقود رغم أنه يعرف الإجابة: مع مين ساكنة؟

أجابت بعد تردد: خالتك..

عندما عاد إلى الرياض ووجد بيت أبو طيف قد بيع، سأل جيرانهم عن مصير ساكنيه. أخبروه أنهم انتقلوا إلى مدينة أخرى. أي مدينة، لا أحد يدري، فاتصال أهل ذلك البيت بهم انقطع عنهم فجأة.

رقم خالته كان مفصولا عن الخدمة وكذلك رقم طيف، وكل دليل تتبعه قاده إلى طريق مسدود.

كم كان قريبا من اليأس..

فجأة سألته طيف، قاطعة خيط أفكاره المتسلسلة: سامحتها؟

الجرح الذي أحدثته خالته في نفسه ظل نازفا لفترة، لكنه بدأ بالإلتئام شيئا فشيئا، ليتصاعد شعور بالذنب لما اقترفه، فتصرفه لم يكن شيئا يفتخر فيه: أبغى أكلمها..

أومأت طيف موافقة له: بعطيك رقمها.

ابتسم ابتسامة مائلة: وأبغى رقمك بعد.

أعطاها جواله وبصمت راقبها تدخل الأرقام بطرف عينه. حتى رفقتها الصامتة هذه، كان يريدها. تمنى لو أن الطريق طال أكثر من ذلك، لكن لكل شيء نهاية.

نظر إلى مبنى الشقق الذي أرشدته إليه طيف بنظرة متفحصة. بدا قديما بعض الشيء وصغيرا للغاية. كم كان عدد الغرف لكل شقة، واحد؟

قبل أن تخرج، قالت بتردد جعله يتساءل إذا ما كانت تريد قول شيء آخر: تصبح على خير..

رد: وإنتي من أهله.. بنكون على اتصال.

ود لو يبقى، لكن لديه الكثير ليرتبه قبل ذلك.

[انتهى البارت...]

زارا 03-08-17 01:20 AM

رد: عكس الرحيل
 
السلاام عليكم..
ال في .. يااازينتس والله ويااازين ماتسوينه فينا.. يااجعل ابداعتس ماااينقطع أي والله..صراحه انتس بتاحذين فينا خير يوم انتس بتنزلين الاجزاء يوميا .. وفكرة تنزيل الاجزاء يومين بالاسبووع خلاااص بــح نسيناها ووبالحفره كبيناها ودفناها ..
والحين حنا بوعد جديد ووقت جديد ووعالم جديد..>> فيس يسوي اعلان هخهخه

احب اهنيتس اوول شي على هالاسلوووب السلس الحلوو المريح.. والله يااقلبي اني من قريت لقاء مالك وطيف وكيف مر بدون عتاب ولا هوشه ولا لوم واني قلت الله يجزاها خير ال في فكتنا من الصداع والحروب بين الابطال..
لقااء ناس فاهمه ومتفاهمه على الرغم من فترة الغياب بينهم..
على انهم عاشوا مع بعض فترة بسيطه لكنهم ناس راقين بجد يوم اجتمعوا مع بعض..
وكل واحد للحين يحمل للثاني مشاعر واحترام واكثر شي خلاهم يتعاملون مع بعض كذا انهم للحين متزوجين ..مالك ماطلق وطيف مافسحت العقد.. وهالشي هذا خلي كل واحد منهم يعرف ان الثاني يحمل له مشاعر هي اللي خلته مايتحرك بالانفصال النهائي والرسمي .
حبيييت مرررره مررررررررره مررررررررررررره حركات مالك معها لما ارسل لها الشكولاته اللي مانسى هي كيف كانت تعجبها.. ولما كلمها عشان يتقابلون..وكيف كلمها عن معرفة جده بزواجه وانه كلم اهله بالموضوع .حبيت صراحه تحركه السريع بهالموضوع ..وما اخذه ببرود واكشن وحركات تدبل الكبد.. هالشي يخلينا نقول ان مالك يتصرف كذا لانه حلاص ماعاد بقى كثر اللي فات ..راح من عمرهم عشر سنوات بعيد عن بعض الى متى بيستمر هالشي.. ؟؟
لما يعرف ان طيف للحين مستمره بالحياة مع خالته وهي مالها علاقه قرابه فيها بيخليها تكبر بعينه.. يمكن طيف ماتعرف تعبر ولا تعرف تتكلم لكنها من الناس اللي تفعل بدون كلام وهالشي بيقربها منه اكثر ماهي قريبه..
على اننا شفنا لهفت مالك على شوفة طيف كلي ثقه بانها ماراح تقل عنه لهفه وشوق. مستعجله مررره مررره على اني اشووفهم مع بعض بييت واحد مثل قبل..بس مالك تعامل مع طيف قبل عشر سنوات كمراهقه صغيره لكن المراهقه كبرت ونضجت فكيف الحين بيتعامل معها.. ؟؟ اكييييد بيكون تعامله اكثر جرءه مو عشان يكسبها لازم يكون جرئ لازم تعرف انه للحين يحبها مع انه ماعبر لها عن هالحب .. هم مندمجين مع بعض اما الحب اللي كل واحد مخبيه عن الثاني راح يبين لهم من حركاتهم افعالهم نظراتهم بس ماراح يكون كلام تووهم على هالكلام .. اهم شي بس انها لما تروح وتعيش معه عند جده مايجي ينكد عليها وعلينا معها ..عساه مايكون عودن مهذري ويبلشنا وننشب به..هخهخهخه
حتى لو كان مهذري وعنده حركات عشان يفرق بينهم بهي بتكسره بادبها واخلاقها ويمكن حتى انهم يشوفون مالك ثاااني غير اللي عرفوه ولما يشوفون هو كيف صار بيتقبلون وجود طيف بحياته وبتكون وااقع فيها ومو طيف ابدااا..
الخوووف عاد الحين من ثريا أخاف هي اللي تستمر بانانيتها وتبلشنا وترفض ان طيف تروح مع مالك... أمع اني ما اتووقع انها تسوي هالشي بس هذي ثريا ماينعرف لها..قول ال في وش رايتس تزوجين ثريا الجد ونخلص..هع هع هع..
أتوقع الحين ان فيه احد من الموظفين شاف طيف مع مالك .. وهالشي بيجيب لها كلام وبيخلي مالك يستعجل بالإجراءات عشان يكونون مع بعض ببيت واحد.. لكن هل بتستمر طيف بوظيفتها والا بتترك الشغل أولا لانها زوجة المدير والثاني يمكن لانها بتقول لما نتطلق صعب ارجع اشتغل بنفس الشركه.. ؟؟ الصراحه انا ودي انها تترك الشغل منها ترتاح بعد تعب هالسنين ومنها تهتم بنفسها وتجلس ببيتها وتستقبل زوجها كل ماجا من الشغل وتودعه بعطف وحنان كل ماجا يروح للشغل..
ال في تسلم الاياااادي يامبدعه تدرين عاد انا وحده طماعه بالاجزاء واحس انه ماراح يكفيني جزء واحد بكره ولكن جزئين..ههههههههههههه
والله من قالتس تكون قصتس حلوه وممتعه .. اللي يكتب لنا اشياء حلوه بس قصيره نطمع في المزيد فهل من مزيد يا المزيونه؟؟

دمتي بود

أبها 03-08-17 05:53 AM

رد: عكس الرحيل
 
ما شاءالله تبارك الله..
سلمت يمناك الفيورا ..
أسلوب راقي ، و مفردات سلسة جميلة
و أحداث الرواية جديدة غير مألوفة .

ثريا ..
قلما نجد في حياتنا نساء وحيدات يصمدن أمام تحديات
الحياة الصعبة ،، لكنها فعلت ..
ذاقت مرارة الفقد و الوحدة.. فلم تشأ أن يتكرر هذا الحدث
مرة أخرى .
قرارها بارتباط طيف بمالك كان عين العقل (رغم أنها تسرعت بتزويجهم
في هذا السنّ المبكر) .أرادت أن تحافظ على ما تبقى من أفراد
عائلتها برباط شرعي ..فسلطان بوضعه الصحي و ضعفه يشعرها
بعدم الأمان ..و وجود مالك بينهم يجعله سنداً يتكأوون عليه.

مالك .. تركه إياهم بعدما وجد عائلة أبيه قرار طائش
متهور .ينطبق عليه ( من شاف أحبابه نسى أصحابه)
ظلم زوجته الصغيرة بهذا الهجر الجائر .. و ليس عذرا أنه
فقد الاتصال بينهم ف ( من سأل ما ضاع ).

طيف الصغيرة كبرت و نضجت أفكارها و مشاعرها
يا ترى هل ستقبل أعذاره و تصفح عنه ؟؟
أم ستثأر لجراحها ؟

كل الشكر والتقدير يا مبدعة ،.🌷🌷

الفيورا 03-08-17 11:41 AM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارا (المشاركة 3687073)
السلاام عليكم..
ال في .. يااازينتس والله ويااازين ماتسوينه فينا.. يااجعل ابداعتس ماااينقطع أي والله..صراحه انتس بتاحذين فينا خير يوم انتس بتنزلين الاجزاء يوميا .. وفكرة تنزيل الاجزاء يومين بالاسبووع خلاااص بــح نسيناها ووبالحفره كبيناها ودفناها ..
والحين حنا بوعد جديد ووقت جديد ووعالم جديد..>> فيس يسوي اعلان هخهخه

احب اهنيتس اوول شي على هالاسلوووب السلس الحلوو المريح.. والله يااقلبي اني من قريت لقاء مالك وطيف وكيف مر بدون عتاب ولا هوشه ولا لوم واني قلت الله يجزاها خير ال في فكتنا من الصداع والحروب بين الابطال..
لقااء ناس فاهمه ومتفاهمه على الرغم من فترة الغياب بينهم..
على انهم عاشوا مع بعض فترة بسيطه لكنهم ناس راقين بجد يوم اجتمعوا مع بعض..
وكل واحد للحين يحمل للثاني مشاعر واحترام واكثر شي خلاهم يتعاملون مع بعض كذا انهم للحين متزوجين ..مالك ماطلق وطيف مافسحت العقد.. وهالشي هذا خلي كل واحد منهم يعرف ان الثاني يحمل له مشاعر هي اللي خلته مايتحرك بالانفصال النهائي والرسمي .
حبيييت مرررره مررررررررره مررررررررررررره حركات مالك معها لما ارسل لها الشكولاته اللي مانسى هي كيف كانت تعجبها.. ولما كلمها عشان يتقابلون..وكيف كلمها عن معرفة جده بزواجه وانه كلم اهله بالموضوع .حبيت صراحه تحركه السريع بهالموضوع ..وما اخذه ببرود واكشن وحركات تدبل الكبد.. هالشي يخلينا نقول ان مالك يتصرف كذا لانه حلاص ماعاد بقى كثر اللي فات ..راح من عمرهم عشر سنوات بعيد عن بعض الى متى بيستمر هالشي.. ؟؟
لما يعرف ان طيف للحين مستمره بالحياة مع خالته وهي مالها علاقه قرابه فيها بيخليها تكبر بعينه.. يمكن طيف ماتعرف تعبر ولا تعرف تتكلم لكنها من الناس اللي تفعل بدون كلام وهالشي بيقربها منه اكثر ماهي قريبه..
على اننا شفنا لهفت مالك على شوفة طيف كلي ثقه بانها ماراح تقل عنه لهفه وشوق. مستعجله مررره مررره على اني اشووفهم مع بعض بييت واحد مثل قبل..بس مالك تعامل مع طيف قبل عشر سنوات كمراهقه صغيره لكن المراهقه كبرت ونضجت فكيف الحين بيتعامل معها.. ؟؟ اكييييد بيكون تعامله اكثر جرءه مو عشان يكسبها لازم يكون جرئ لازم تعرف انه للحين يحبها مع انه ماعبر لها عن هالحب .. هم مندمجين مع بعض اما الحب اللي كل واحد مخبيه عن الثاني راح يبين لهم من حركاتهم افعالهم نظراتهم بس ماراح يكون كلام تووهم على هالكلام .. اهم شي بس انها لما تروح وتعيش معه عند جده مايجي ينكد عليها وعلينا معها ..عساه مايكون عودن مهذري ويبلشنا وننشب به..هخهخهخه
حتى لو كان مهذري وعنده حركات عشان يفرق بينهم بهي بتكسره بادبها واخلاقها ويمكن حتى انهم يشوفون مالك ثاااني غير اللي عرفوه ولما يشوفون هو كيف صار بيتقبلون وجود طيف بحياته وبتكون وااقع فيها ومو طيف ابدااا..
الخوووف عاد الحين من ثريا أخاف هي اللي تستمر بانانيتها وتبلشنا وترفض ان طيف تروح مع مالك... أمع اني ما اتووقع انها تسوي هالشي بس هذي ثريا ماينعرف لها..قول ال في وش رايتس تزوجين ثريا الجد ونخلص..هع هع هع..
أتوقع الحين ان فيه احد من الموظفين شاف طيف مع مالك .. وهالشي بيجيب لها كلام وبيخلي مالك يستعجل بالإجراءات عشان يكونون مع بعض ببيت واحد.. لكن هل بتستمر طيف بوظيفتها والا بتترك الشغل أولا لانها زوجة المدير والثاني يمكن لانها بتقول لما نتطلق صعب ارجع اشتغل بنفس الشركه.. ؟؟ الصراحه انا ودي انها تترك الشغل منها ترتاح بعد تعب هالسنين ومنها تهتم بنفسها وتجلس ببيتها وتستقبل زوجها كل ماجا من الشغل وتودعه بعطف وحنان كل ماجا يروح للشغل..
ال في تسلم الاياااادي يامبدعه تدرين عاد انا وحده طماعه بالاجزاء واحس انه ماراح يكفيني جزء واحد بكره ولكن جزئين..ههههههههههههه
والله من قالتس تكون قصتس حلوه وممتعه .. اللي يكتب لنا اشياء حلوه بس قصيره نطمع في المزيد فهل من مزيد يا المزيونه؟؟

دمتي بود

ههههه الله يسعدك يختي ردودك تفتح النفس! وحدها تكفي عن بلد. مدري عاد عن بارتين بيوم، بس يمكن فيه يوم سبيشل بسويها.. أخجلتوني صراحة بمديحكم، بقوم أصدق نفسي اللحين :tongue:
وتوقعاتك فيه منها من أصاب الهدف بجدارة! :)

الفيورا 03-08-17 11:44 AM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبها (المشاركة 3687096)
ما شاءالله تبارك الله..
سلمت يمناك الفيورا ..
أسلوب راقي ، و مفردات سلسة جميلة
و أحداث الرواية جديدة غير مألوفة .

ثريا ..
قلما نجد في حياتنا نساء وحيدات يصمدن أمام تحديات
الحياة الصعبة ،، لكنها فعلت ..
ذاقت مرارة الفقد و الوحدة.. فلم تشأ أن يتكرر هذا الحدث
مرة أخرى .
قرارها بارتباط طيف بمالك كان عين العقل (رغم أنها تسرعت بتزويجهم
في هذا السنّ المبكر) .أرادت أن تحافظ على ما تبقى من أفراد
عائلتها برباط شرعي ..فسلطان بوضعه الصحي و ضعفه يشعرها
بعدم الأمان ..و وجود مالك بينهم يجعله سنداً يتكأوون عليه.

مالك .. تركه إياهم بعدما وجد عائلة أبيه قرار طائش
متهور .ينطبق عليه ( من شاف أحبابه نسى أصحابه)
ظلم زوجته الصغيرة بهذا الهجر الجائر .. و ليس عذرا أنه
فقد الاتصال بينهم ف ( من سأل ما ضاع ).

طيف الصغيرة كبرت و نضجت أفكارها و مشاعرها
يا ترى هل ستقبل أعذاره و تصفح عنه ؟؟
أم ستثأر لجراحها ؟

كل الشكر والتقدير يا مبدعة ،.🌷🌷

أهلا أهلا بمن جاء!
يسعدلي هالمرور والرد الأنيق، وعسى تلقي في باقي الرواية ما يعجبك :)

الفيورا 03-08-17 04:23 PM

رد: عكس الرحيل
 
[10]

أخبرت طيف زوجة أبيها بكل ما جرى. مررت أصابعها خلال شعرها بتوتر وشيء من العصبية وهي تمشي بين جانبي غرفة الجلوس.

زوجة أبيها ظلت مستمعة لها بصمت، تتبع حركتها بنظرات حيادية.

في النهاية توقفت لتتنهد: مدري ليش قبلت عرضه..

لم تفكر بقول لا، بالإصرار على الحصول على الطلاق. القبول كان على طرف لسانها قبل أن تتشكل الأفكار في ذهنها.

ردت زوجة أبيها: أقولك ليش؟/ التفتت طيف لها وأومأت لها بنعم، لتكمل: لقيتيها فرصة عشان ترجعين له.

فتحت طيف فمها لتعترض، لتقاطعها تلك بحزم: يعني بتقنعيني إنك بتساعديه كذا لوجه الله؟ كلنا ندور على مصلحته حتى إنتي. أدري إنك سويتي ألف سيناريو فبالك عن رجعتكم لبعض. أدري إنك تحبينه حب خلاك عميانة عن الرجال بعده. وأدري إنك مجروحة من رحيله، وناوية تخليه ما يتركك بعدها أبد.

إنلجم لسانها، لم تستطع إيجاد كلمة لتقولها.

مدت زوجة أبيها يدها لتجلسها جانبها وقالت: أدري كل هذا، وأنا معك.

أخيرا ردت طيف بخفوت: لا تتأملي كثير، هو قال إنه ترتيب مؤقت.

امتعضت ملامح زوجة أبيها بعدم تصديق واضح، وبثقة هتفت: خليك منه! إنتي بس اشتغلي عليه وجننيه. خليه ما يتنفس إلا هواك.

لم تستطع طيف منع نفسها من الضحك: من متى وإنتي رومانسية كذا..؟

ابتسمت زوجة أبيها: فيني خير كثير..

لا تنكر، شعرت براحة غامرة بعد أن تحدثت مع زوجة أبيها وصارحتها. بدأت تشعر بالترقب نحو هذه الخطوة بدل التوجس. بعرفان قالت: مشكورة..

ابتسمت هي بدفء، ماسحة شعرها بحنان: العفو يا بنتي..

:

عرفت ثريا من المتصل قبل أن تنظر إلى الرقم. أتاها صوت ابن أختها عندما قبلت المكالمة: السلام عليكم..

ردت: وعليكم السلام./ لم تزعج نفسها بالخوض في المقدمات لتهتف: وش الكلام الفاضي اللي سمعته من طيف عنك؟

رد بتساؤل كان واضحا فيه التمثيل: أي كلام فاضي؟

أجابت: ترتيب مؤقت ومدري إيش. والله لو ما كنت عارفة إنك تخطط لشي يخليها تتم عندك كنت راح أفضحك عندها. قالي شهور وهو يموت في تراب رجولها ومو صابر عنها دقيقة..!

تنحنح بحرج ليرد: قوليلها كذا طيب! ما غير تنشب طاري الطلاق فحلقي كل مرة أتكلم معاها..

ابتسمت بحب. ما بال هذان الإثنان متعبان هكذا؟: وش تخطط له اللحين؟

أجاب بصراحة فاجأتها وربما فاجأته هو: بخليها تعترف إنها تبغاني وتبغى تتم عندي.. بخليها تنسى طاري الطلاق.

بوسعها أن توضح لهما عدم صحة المعتقدات التي يحملانها عن أحدهما الآخر، لكن ذلك كان درسا يجب عليهما تعلمه بنفسهما. هي فقط ستساعد وتدعم.

بحدة قالت: لا تجرحها وإنت ما تقصد بخطتك ذي..!

ليرد: ومن متى تهتمي بمصلحتها؟

لم تبالي بتلميحه عن الماضي، عن تصرفاتها التي لازالت تندم عليها: من اليوم اللي عرفت فيه كثر غلطاتي.. يمكن صح إني ما ولدت بنت، لكن مو معناته إنه ما عندي بنت.

سكت للحظة ثم قال: لا توصي حريص. بنتك في عيوني.

وجدت نفسها تقول قبل أن يقفل الخط: مالك..

رد: هلا خالتي..

ابتسمت لرده، يشبه ذاك في الماضي عندما كانت تتصل به وهو في أحد أشغاله، لتطلب منه مقاضي للبيت.

نطقت بكلمة تكررت في بالها من اللحظة التي أدار مالك ظهره ليرحل عن حياتها، كلمة شعرت بمعناها طوال سنين: آسفة..

لوهلة، ظنت أنه أقفل الخط، لكنه رد ليفاجئها: سامحتك.. وأنا آسف على سواتي فيك..

شعرت بحرارة الدموع تتشكل في مقلتيها. رددت كلمته بابتسامة: سامحتك يا ولدي..

:

استيقظت طيف على رنين جوالها، لترى أن الساعة كانت تشير إلى الواحدة ليلا وأن المتصل كان له رقم لا تعرفه. تركته وعادت للنوم، ليزداد المتصل إصرارا مرة بعد أخرى. باستسلام ردت ليأتيها صوت مالك بحيوية لا تنتمي إلى هذه الساعة: طيف؟ صحصحي معاي، تراني برى و باب المبنى مقفول.

ذلك كان كفيلا بجعلها تقفز واعية: إيش؟!

كرر إجابته: أنا واقف برى..

وقفت لتنظر من خلال نافذة الغرفة التي تتشاركها مع زوجة أبيها والمطلة على بوابة المبنى، لترى مالك واقفا قرب سيارته ممسكا بجواله. لبست عباءتها بعجلة وهدوء لكيلا توقظ زوجة أبيها ونزلت من السلالم بسرعة خاطفة كان سيشكو منها العم مازن لو رآها. فتحت الباب لتخطو مسرعة إلى مالك.

تكلمت قبل أن يفعل بحدة لاهثة: تبغى تفضحنا؟ ليش جاي ذا الوقت؟

استند مالك على سيارته الفارهة وابتسم بتسلية: واحد ويزور زوجته، عادي..

العم مازن كان ملتزم بقوانين وقواعد يجب على ساكني شققه كلهم أن يطبقوها بحذافيرها، حتى أخته لم تسلم من صرامته. هذا الوضع بأكمله كان خرقا لكل القوانين. ردت: موب بأنصاص الليول.

مال إليها وهمس: والله إنتي اللي مقعدتنا في الشارع بدل ما تدخليني جوا، ومستقبلتني بهواش بدل أحضان..

شعرت بإحمرار وجهها وتسارع نبضات قلبها بطريقة لم يكن لها علاقة بنزول السلالم على عجل. حمدت ربها أن ملامحها كانت مغطاة. أشرت له أن يتبعها ودعت ربها ألا يستيقظ العم مازن ويزداد هذا الوضع خرابا.

تبعها مالك بأريحية لتستقبلهما زوجة أبيها فور دخولهما الشقة. بدا غريبا بين أركانها المتواضعة بلباسه الرياضي واضح العلامات المسجلة. نظرت إلى مالك بإنزعاج متعب: وإنت ما لقيت إلا ذا الوقت؟

هز مالك كتفيه كإجابة، لتوجه نظراتها إلى طيف: جهزيله المجلس ينام فيه..

لم يحتج مالك إلى من يرشده، فالشقة كانت صغيرة وأركانها واضحة. خلعت طيف عباءتها تنتوي إحضار الفرش واللحافات بينما رجعت زوجة أبيها إلى الغرفة.

لم تدرك أن مالك كان يحدق بها إلى أن انتهت من تجهيز المجلس له. نظرت له باستغراب: فيه شي؟

هز رأسه بــلا: أبد بس.. ما شاء الله.

استغربت أكثر ليفسر بابتسامة: أقلدك..

تذكرت ردة فعلها عند رؤية مالك للمرة الأولى، وعندها فقط أدركت أنها كانت بدون عباءة معه للمرة الأولى لسنين. انحرجت وشعرت برغبة غامرة بإخفاء نفسها، لذا نهضت لترجع إلى أمان الغرفة.

لكن مالك كان لها بالمرصاد. أحكم قيد أصابعه حول رسغها، ليمنعها من الذهاب: بتخليني لحالي؟

ماطلت: بشوف شي بالغرفة..

تركها، لتخطو باستعجال إلى الغرفة وتجدها مغلقة. تطرق ولا تجد إجابة، تتصل ولا تجد ردا.

عادت تجر أذيال خيبتها إلى المجلس لتستقر على الكنبة الصغيرة بالزاوية، لتعود إلى النوم، وكعادتها، استيقظت عند الفجر. غريزيا اتجهت إلى مالك توقظه: قم الفجر أذن..

تناول هو يدها ليُقبل كفها ويقلب روحها. كانت عادة طورها في الفترة التي سبقت رحيله، لكن عمق لثم شفتيه لكفها الآن كان غامرا مسرفا. همس بصوت أجش من النوم وربما شيء آخر: تسلمين..

وجدت نفسها ترتعش بأحاسيس مضت سنين طوال من غير أن تحس بها. أجبرت نفسها على الرد متجنبة نظرة عيونه الناعسة: الله يسلمك..

"أجننه؟ كيف وهو يجنني قبل؟"

:

رجع مالك من المسجد ليتعذر عن الفطور: وراي ترتيبات أسويها عشان سفرنا.

رددت طيف: سفرنا؟

بدا كأنه خطر على باله إدراك: إيه ما قلتلك.. حجزنا الليلة إن شاء الله. جهزي نفسك بمر عليك بعد صلاة العشاء.

ردت عليه زوجة أبيها قبل أن تفعل طيف: بتكون جاهزة ما عليك.

لم تدري طيف إلا ومالك قد ذهب. التفتت إلى زوجة أبيها: إنتوا اتفقتوا علي ولا إيش..؟

أبدت تلك استنكارا بالغا: أبد.. يلا بس جهزي نفسك بسرعة!

تبعتها طيف وهي تنظر إليها بشك.

:

سألتها طيف، ربما للمرة العاشرة: بتكوني بخير لحالك؟

أجابت زوجة أبيها بثقة: إيه إيه. إنزلي، مالك له ساعة واقف عند الباب.

لا تدري لما فعلتها، لكنها فعلت. تلك البادرة التي تمنت لو تقدمها منذ الطفولة، تقلد فيها تصرفات بنات مع أمهاتهن.

حضنتها بخفة، وقبلت أعلى رأسها بإحترام. رجعت خطوة إلى الوراء ثم قالت قبل خروجها: مع السلامة.. انتبهي على نفسك..

أكان يُخيل لها رؤية لمعة دمع في عيونها؟

:

ربت مازن على ظهر أخته بمواساة: إذا حالتك بتصير كذا، ليش خليتيها تروح؟

تكلمت ثريا بين شهقاتها المكتومة: لازم يا مازن.. لازم..

أدرك من اللحظة التي عرفت فيها ثريا عن ابنة زوجها الراحل له أنها تعتبرها ابنة لها. والحق يقال، كانت طيف نعم الإبنة رغم عدم ارتباطهما بصلة دم تذكر.

وهاهي الآن تختبر شعور الأم عندما تتركها ابنتها لبيت زوجها.

هتف بمرح يحاول التخفيف عنها: كان اقنعتي طيف بعرضي ورحنا المحكمة وفسخنا عقدها مع ولد مناهل. كانت اللحين بتكون متزوجة ولدي فهد وساكنة تحت نظرك..

ابتسمت ترمش دمعها: ينقال إنت اللي بتسوي شي زي كذا بريحة مناهل..

تأفف: الواحد ما يقدر يتجادل معك..

ربما لم يقابل مالك، لكن يكفي أن يكون ابن مناهل ليكون له معزة خاصة في قلبه. عرضه ذاك كان مجرد اقتراح عابر ليريح ضميره من إصرار ولده على طيف. يحمد ربه أن طيف رفضت ولم يوضع في ذلك الموقف.

قالت بصوت أكثر ثباتا: إذا تعرف ليش تحاول؟

أجاب: أجرب حظي، يمكن أفوز ذي المرة.

[انتهى البارت...]

أبها 03-08-17 07:43 PM

سلمت يمناك يا ( زهرة )

كأنه الجزء قصير !!! 🤔
لم أكد أقرأ [ 10 ] حتى وجدت نفسي عند ( انتهى البارت
ربما لأني بالأمس فقط اكتشفت الرواية و قرأت أجزاءها تباعاً ..
حتى غلبني النوم .
رائع ما خطته يمينك .. تقدم كبير في مشاعر الثريا
و ها هو إحساس الأمومة يغزوها و يطغى عليها و تنادي
طيف بابنتي لتتقبل طيف تلك الكلمة باحتضان طال انتظاره
جميل .. جميل جداً رغم تأخرها .

هل كان مالك ينوي أخذ طيف لتتعرف على أسرته ؟
أم يريد أن ينفرد بها بعيداً عن العالم و عن الأعين المترقبة ؟!

أتمنى أن يعوضها و يجري عرساً و احتفالا جديدا،،
فالمسكينة لم تحظََ بحفل كما باقي الفتيات ..

شكرا يا مبدعة بانتظارك باذن الله .🌷

زارا 04-08-17 01:54 AM

رد: عكس الرحيل
 
السلام عليكم..
ال في والله قصير.. صح اني ما احب اقول للكاتبتات قصير بس هذا قصير ما امداني اشق حلجي بابستامه لان مالك نام عندهم في شقتهم الا البارت منتهي؟؟؟ هنا لااابد من المطالبه وبقووه وحزم بتنزيل فصلين متتابعيين..هخهخهخه
عاد الصدق انتي من اول تقولين الاجزاء قصيره بس عاد ماقلتي انها قزمه..هخهخهخه
عموما كل مايجي منتس حلوو يااحلووو>> تلقينتس تقولين وشو عقبه..هع

من اوول كنت ومازلت اقول ان اسلووبتس يجنن حلوو وسلس وممتع ومازال هالشي مستمر للحين..
بقولتس شي.. رحمت ثريااااااااااااااا>>فيس رحمها بس للحين ما غفر لها اللي سوته..هع
بجد رحمتها بس الحمد الله عندها اخوها يعني مو وحيده ..
اعجبتني يوم كلمها مالك وخشت بعينه على طول وعلى اني مستغربه كيف مافيه سلام ولاكلام معه وهي اللي ربته.. هل لان طيف تعني لها اكثر من مالك الحين؟؟ الاكيد ان طيف الحين لها ام اسمها ثريا هو صح مو ام بالدم ولكن بالاهتمام وطبعا ثريا هي اللي ربت طيف لكن للاسف ما خلت هالبنت لها قول وفعل لكن ان تاتي متاخرا خير من الا تاتي ابدا واهم شي ان ثريا عرفت غلطتها والحين تكون دافع قوي لكل واحد عشان يعيشون حياتهم مع بعض. حبييت مره يوم سكرت الباب وقفلته عن طيف وخلتها تروح تنام مع مالك..اعجبني دهاااء هالانثى المزيونه .. بس تكفين ال في لاتموتين ثريا خليها تعيش وخليها بعد تغير حياتها وتعيش حياة حلوه ومريحه مع واحد يقدرها ويحترمها ويحبها.. انا صراحه ودي انها تتزوج جد مالك اذا مو متزوج عشان تعيش هي وطيف ومالك مع بعض .. بس اذا كان كبير بالسن لا ابيها تتزوج ناصر صديق ابوه..شكله يناسبها بالسن.. اتوقع انها اذا كبيره بتكون باخر الاربعينات او بالخمسين يعني صغيره وتوها مابدت الحياة فعلا..
يجننننن مااالك يوم تصحيه طيف للصلاه... موقفه يوم يبوس يدهاا دوووخني ..>>فيس دايخ دوخه بسيطه..هخهخه
اتمنى من كل اعماق اعماااااااااااق قلبي اشووف شلون طيف بتجننه.. يااليتها تجنننه ونجننه معها>> فيس الجمهور الملقووف..هخهخه
اعجبني مرره مره يوم قال لها ماشاء الله زي ماقالت له اول مره شافته فيها.. الصراحه هالمالك حافظ تفاصيل حياته مع طيفه بالقلم والمسطره وكانه كاتبها بدفتر وويحفظها يوميا..ويسمعها لنفسه
فيه نقطه اعجبتني مرره مرره وحبيتها وهي ان طيف لما صحت من النوم راحت على طوول وصحت مالك عشان يصلي وكانه روتين مستمره عليه عمرها كله وبكل حميميه وما كأنه لها عشر سنوات من تركت هالحركه.. حبيتها مره وكان طيف بنفسها ماقلمه نفسها على هالشي وكانه عاده لها .. يعني هالحركه البسيطه تبين انها فعلا مشتااقه لمالك وكل اللي تسويه مع مالك ولمالك..
لكن الخووف كله من فهد .. فكينا منه ياا ال في ..مانبي نشووفه ابد لايجي ويعكنن جونا وجو ربعنا..
تسلم الاياااادي ال في .. احس صراحه لما اقرأ الاجزاء اني مرتاحه مااعندي شد وانفعال من اللي ممكن يصير.. اهم شي مالك وطيف نبيهم حلوووين وطعميين كذا..

اممم تدرين ال في . ذكرتيني باسلوب كاتبه ماكتبت الا روايه وحده بس اسمها ضجة الصمت.الله يذكرها بالخير وين ماكانت . كان اغرب لقاء لابطال روايه قريتها كانت روايتها ..اليوم وانا اقرأ البارت ذكرتها . الله يوفقها وين ماكانت..
بانتظار البارت الجاي بكل شووق..متشووقه مرره مره اشوف حياة مالك وطيف وهم مع بعض وبروحهم بدون وجود ثريا.. اتمنى ان مالك مايوديها على طول لبيت جده ..يعني ياليت يجلس معها كم يوم بروحهم بفندق والا بشقه خاصه بمالك ..يعني يبي لهم جو خاص فيهم وهم توهم باول حياتهم.. صح هم عاشوا مع بعض كم شهر قبل لكن الحين غير هم كبروا وتغيرت افكارهم وصاورا يبغون يتقربون من بعض اكثر فمايصير هالشي وهم ببيت جدهم.. اللي ماندري من بعد يمكن يكون معهم فيه.. هل فيه عمات واعمام.؟ هل فيه بناااات عم وفيه منهم وحده غثيثه تفكر بمالك وتبيه ملك حصري لها؟؟ والا بنت ناصر تبيه لها.. ؟ انا متاكده ان فيه بنت تبي مالك وبتكون العدو الاول والاوحد لطيف لكن بالمشمش عليها تغلب طيف>>فيس من الحين بصف طيف
دمتي بود

الفيورا 04-08-17 01:15 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبها (المشاركة 3687123)
سلمت يمناك يا ( زهرة )

كأنه الجزء قصير !!! 🤔
لم أكد أقرأ [ 10 ] حتى وجدت نفسي عند ( انتهى البارت
ربما لأني بالأمس فقط اكتشفت الرواية و قرأت أجزاءها تباعاً ..
حتى غلبني النوم .
رائع ما خطته يمينك .. تقدم كبير في مشاعر الثريا
و ها هو إحساس الأمومة يغزوها و يطغى عليها و تنادي
طيف بابنتي لتتقبل طيف تلك الكلمة باحتضان طال انتظاره
جميل .. جميل جداً رغم تأخرها .

هل كان مالك ينوي أخذ طيف لتتعرف على أسرته ؟
أم يريد أن ينفرد بها بعيداً عن العالم و عن الأعين المترقبة ؟!

أتمنى أن يعوضها و يجري عرساً و احتفالا جديدا،،
فالمسكينة لم تحظََ بحفل كما باقي الفتيات ..

شكرا يا مبدعة بانتظارك باذن الله .🌷

مسرورة جدا إن البارت عجبك رغم قصره. ماراح استبعد فكرة احتفال ثاني أبد، بس وقته في القصة بيكون فيه خلاف ;)
مشكورة مشكورة على متابعتك معاي!!! جد شي يشجع :)

الفيورا 04-08-17 01:22 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارا (المشاركة 3687148)
السلام عليكم..
ال في والله قصير.. صح اني ما احب اقول للكاتبتات قصير بس هذا قصير ما امداني اشق حلجي بابستامه لان مالك نام عندهم في شقتهم الا البارت منتهي؟؟؟ هنا لااابد من المطالبه وبقووه وحزم بتنزيل فصلين متتابعيين..هخهخهخه
عاد الصدق انتي من اول تقولين الاجزاء قصيره بس عاد ماقلتي انها قزمه..هخهخهخه
عموما كل مايجي منتس حلوو يااحلووو>> تلقينتس تقولين وشو عقبه..هع

من اوول كنت ومازلت اقول ان اسلووبتس يجنن حلوو وسلس وممتع ومازال هالشي مستمر للحين..
بقولتس شي.. رحمت ثريااااااااااااااا>>فيس رحمها بس للحين ما غفر لها اللي سوته..هع
بجد رحمتها بس الحمد الله عندها اخوها يعني مو وحيده ..
اعجبتني يوم كلمها مالك وخشت بعينه على طول وعلى اني مستغربه كيف مافيه سلام ولاكلام معه وهي اللي ربته.. هل لان طيف تعني لها اكثر من مالك الحين؟؟ الاكيد ان طيف الحين لها ام اسمها ثريا هو صح مو ام بالدم ولكن بالاهتمام وطبعا ثريا هي اللي ربت طيف لكن للاسف ما خلت هالبنت لها قول وفعل لكن ان تاتي متاخرا خير من الا تاتي ابدا واهم شي ان ثريا عرفت غلطتها والحين تكون دافع قوي لكل واحد عشان يعيشون حياتهم مع بعض. حبييت مره يوم سكرت الباب وقفلته عن طيف وخلتها تروح تنام مع مالك..اعجبني دهاااء هالانثى المزيونه .. بس تكفين ال في لاتموتين ثريا خليها تعيش وخليها بعد تغير حياتها وتعيش حياة حلوه ومريحه مع واحد يقدرها ويحترمها ويحبها.. انا صراحه ودي انها تتزوج جد مالك اذا مو متزوج عشان تعيش هي وطيف ومالك مع بعض .. بس اذا كان كبير بالسن لا ابيها تتزوج ناصر صديق ابوه..شكله يناسبها بالسن.. اتوقع انها اذا كبيره بتكون باخر الاربعينات او بالخمسين يعني صغيره وتوها مابدت الحياة فعلا..
يجننننن مااالك يوم تصحيه طيف للصلاه... موقفه يوم يبوس يدهاا دوووخني ..>>فيس دايخ دوخه بسيطه..هخهخه
اتمنى من كل اعماق اعماااااااااااق قلبي اشووف شلون طيف بتجننه.. يااليتها تجنننه ونجننه معها>> فيس الجمهور الملقووف..هخهخه
اعجبني مرره مره يوم قال لها ماشاء الله زي ماقالت له اول مره شافته فيها.. الصراحه هالمالك حافظ تفاصيل حياته مع طيفه بالقلم والمسطره وكانه كاتبها بدفتر وويحفظها يوميا..ويسمعها لنفسه
فيه نقطه اعجبتني مرره مرره وحبيتها وهي ان طيف لما صحت من النوم راحت على طوول وصحت مالك عشان يصلي وكانه روتين مستمره عليه عمرها كله وبكل حميميه وما كأنه لها عشر سنوات من تركت هالحركه.. حبيتها مره وكان طيف بنفسها ماقلمه نفسها على هالشي وكانه عاده لها .. يعني هالحركه البسيطه تبين انها فعلا مشتااقه لمالك وكل اللي تسويه مع مالك ولمالك..
لكن الخووف كله من فهد .. فكينا منه ياا ال في ..مانبي نشووفه ابد لايجي ويعكنن جونا وجو ربعنا..
تسلم الاياااادي ال في .. احس صراحه لما اقرأ الاجزاء اني مرتاحه مااعندي شد وانفعال من اللي ممكن يصير.. اهم شي مالك وطيف نبيهم حلوووين وطعميين كذا..

اممم تدرين ال في . ذكرتيني باسلوب كاتبه ماكتبت الا روايه وحده بس اسمها ضجة الصمت.الله يذكرها بالخير وين ماكانت . كان اغرب لقاء لابطال روايه قريتها كانت روايتها ..اليوم وانا اقرأ البارت ذكرتها . الله يوفقها وين ماكانت..
بانتظار البارت الجاي بكل شووق..متشووقه مرره مره اشوف حياة مالك وطيف وهم مع بعض وبروحهم بدون وجود ثريا.. اتمنى ان مالك مايوديها على طول لبيت جده ..يعني ياليت يجلس معها كم يوم بروحهم بفندق والا بشقه خاصه بمالك ..يعني يبي لهم جو خاص فيهم وهم توهم باول حياتهم.. صح هم عاشوا مع بعض كم شهر قبل لكن الحين غير هم كبروا وتغيرت افكارهم وصاورا يبغون يتقربون من بعض اكثر فمايصير هالشي وهم ببيت جدهم.. اللي ماندري من بعد يمكن يكون معهم فيه.. هل فيه عمات واعمام.؟ هل فيه بناااات عم وفيه منهم وحده غثيثه تفكر بمالك وتبيه ملك حصري لها؟؟ والا بنت ناصر تبيه لها.. ؟ انا متاكده ان فيه بنت تبي مالك وبتكون العدو الاول والاوحد لطيف لكن بالمشمش عليها تغلب طيف>>فيس من الحين بصف طيف
دمتي بود

ياهلا ياهلا!!
مشكلة القصر مشكلة عندي في كل شي حتى تقارير الجامعة الله يرزقني المخرج منها.. بس ما عليك، إذا شفت البارت مرة مرة قصير، بحط معاه بارت ثاني. بارت اليوم بيكون أحسن شوي من أمس (حسبت عدد الكلمات/الصفحات). و لاتوصي حريص، مستر مالك بيتجنن لين ما يقول بس ابتداء من اليوم :lol:
جاني الفضول أقرأ للكاتبة اللي ذكرتيها الله يسعدها وين ما كانت. دوم أصلا أدور عن شي ما قريته لسى :)
تسلمي على متابعتك يا عسل :)

الفيورا 04-08-17 02:33 PM

رد: عكس الرحيل
 
[11]

إذا تقدم شخص إليه قبل أسبوع وأخبره أنه سيجد طيف ويقابلها ويتفق معها، كان سيضحك ويحذر ذلك الشخص من رفع آماله بلا فائدة.

لكن هاهو الآن بعد أسبوع، جالسا جنبا إلى جنب مع طيف في رحلة طائرة سترجعهم إلى الرياض حسب خطة مفصلة الخطوات..

"أوكي.. زيارات أنصاص الليول ما كانت ضمن الخطة.."

لم يستطع منع نفسه. منذ لقائهم في ذلك المتنزه وهو يتحرق شوقا إلى رؤية وجه طيف. لم يستطع النوم إلى صباح اليوم التالي، وربما كان سيكمل سهره المترقب لو لم يتبع أفكاره الهائمة التي قادته إلى ركوب سيارته والإتجاه إلى شقة خالته.

لم يندم.. آه، لم يندم.

هل الشوق جعل ملامح طيف أكثر جمالا، أم كانت السنين كفيلة بذلك؟

اختفت مسحات الطفولة التي عهدها، ليحل محلها تقاسيم أنثوية صارخة. نعومة تخالطها حدة أبهرته حد الصمت، جعلته يراقب أدق وأبسط حركاتها بولع. حتى عندما بدت مرهقة، جديلة شعرها الطويل منفلتة بكسل، بقميص بيت واسع لا يبين تفاصيل ما تحته.. فتنته. فتنته وفتنته وفتنته.

وعندما نظرت إليه بحاجب مرفوع، مستغربة، أسكره تشربه حد الثمالة لذهب عيونها الذي لم يتغير، فقط ازداد حسنا وروعة.

"صادقة خالتي.. قسم إني منتهي.."

أرجعه صوت الطيار يعلن عن الإقلاع للواقع، ليدرك أن طيف كانت تكلمه: بخصوص شغلي..

كرر بتمثيل عدم فهم: وبخصوص شغلك؟

سألت: وش بسوي فيه؟ إنت جريتني بدون ما أعطي فرصة عشان أفسر غيابي.

أجاب: بسيطة، ما يحتاج تشتغلين.

كانت هذه فرصته ليوفي بوعده لنفسه، بتعويض طيف عن كل ما فاتها في الماضي.

أحس الاعتراض في نبرة صوتها: بس أنا أبغى أشتغل..

ابتسم، ليلعب ورقته الرابحة: ما تبغي تكملي دراستك وتأخذي الماجيستير؟

سكتت لتسأل بعد لحظات: كيف عرفت؟

عرف أن سؤاله كان له التأثير الذي أراده: ما يحتاج لها تحقيقات. وحدة بشهادة امتياز مثلك؟ استنتجت إنك كنتي تبغي تكملين بس ما قدرتي.

لا ينكر فخره بالإنجازات التي حققتها، إنجازات لا يمكن أن تفنى بمجال عملها الحالي.

بشك: وإنت اللي بتساعدني؟

ليرد: ليش لا؟

بدت كأنها تفكر بالأمر مليا: تدري إني ما بخلص بستة شهور صح..؟

بثقة محب لم يستطع كتمانها: ما عليك.

أخيرا ظهر في صوتها الرضا: طيب.. يصير خير، ومالك؟

مدت يدها لتطوق يده الموضوعة على ذراع كرسيه، شتته ذلك الملمس المخملي المألوف عن الرد ليسمعها تهمس بامتنان واضح فضح عن رغبتها في نيل تلك الشهادة: شكرا..

ألا تدري أنه مستعد لفعل أكثر من ذلك من أجلها؟: العفو.

:

قد كانت قبل أيام تفكر بعدم تخيلها لركوب طائرة، والآن ركبت واحدة إلى أرض الرياض التي لم تطئها منذ ثمان سنوات.

خطا مالك جانبها بكل أريحية، يوجهها حيث شاء إلى أن وصلا عند سائق ينتظرهما ويقودهما إلى فيلا جاسر السامي التي يسكنها مالك.. أو بالأحرى، قصر جاسر السامي، فهذا البناء الفاره الذي تدخله لا ينفعه وصف آخر.

تعلم أن عائلة مالك فاحشة الثراء، لكن كل يوم تفاجأ بمقدار ما عند تلك العائلة. كان عالما مختلفا عن الذي عاشته طوال حياتها.

وضع مالك يدها في يده يرشدها إلى ما عرف عنه أنه جناحه، أو ربما كان يعني شقة. ما باله يسمي كل شيء بمسمى أصغر؟ نظرت إلى المطبخ التحضيري، إلى ركن الجلوس، إلى الحمام، إلى غرفة النوم، إلى المساحات الفاصلة بينها كلها.. : كل هذا، كنت تسكنه لحالك؟

أومأ بنعم وتنهد: بلا أنيس ولا ونيس../ لم تلحظ نظره الخاطف إليها قبل أن يكمل: بين أفكاري ولوعتي..

أرضاها وأحزنها بنفس الوقت، تلميحه بأنه شعر بالوحدة. أرضاها لأنها شعرت بوحدة موجعة، تشعر بها كل ليلة، تتسلل إلى قلبها كنصل جليدي يدميه بلا رحمة. أحزنها لأنها لا تريد أن يجد الألم له طريقا، حتى الآلام التي تشعر بها. أي تناقض هذا الذي أحدثه فيها؟

سألت وهي تخلع عباءتها: ولقيت ونيسك اللحين؟

سألها بالمقابل: بتظني إيش؟

بثبات أجابته: لقيته.

ابتسم لها بدفء ولم يعقب كلامها بشيء آخر.

لاحظت تفاصيل معينة وهي تتفحص الجناح، لم يبد معدا لشخص واحد فقط: تجهيز ذا الجناح غريب..

بعفوية لم تدرك أنها مُتقصدة فسر لها: جدتي الله يهديها كانت مصرة أعرس، وتحمست مع التجهيزات وهي ما بعد لقت لي عروس..

رددت بطء، مازال ذهنها عالقا في تحليل تلك الكلمات الأخيرة: تلقالك.. عروس؟

رد: وبإصرار بعد..

تعرف هذا الشعور.. شعرته مرة منذ سنوات، في متنزه وتحت مضايقات عابثات. شعور تملكي مدمر، يجتاح كل خلية من خلايا جسمها.

غارت، غارت من مجرد فكرة جمع مالك مع كلمة عرس. سألته بهدوء يخفي تحته عاصفة هوجاء: وصار لها اللي بغته؟

أجاب: لا، ودورك إنك تقنعيها إني ما أبغى غيرك. تقدرين تسويها؟

"وليش ما تكون ذي الفكرة حقيقة؟": إيه.. أقدر.

:

إقترح مالك بأن تأخذ حريتها في جناحه وترتاح، فهي ستقابل أفراد عائلته عند الفطور. امتثلت لنصيحته، فهي تريد أن تكون بأكمل نشاطها في ذلك اللقاء.

اتصلت بزوجة أبيها لتعلمها بوصولهم بسلامة، ثم بمي تخبرها أنها في الرياض قبل أن تنام. لم تتركها مي إلا بعد أن أخذت منها وعدا بالزيارة قريبا.

كان سرير مالك ناعما وثيرا، مريح إلى أبعد حد، يحمل أثرا من رائحته التي اشتاقت إليها. لأول مرة منذ سنوات تنساب بسرعة إلى النوم، من غير قضاء وقت بالتقلب والتململ.

استيقظت قبيل الفجر بساعة، وعلى الرغم من قلة ساعات نومها، إلا أنها شعرت بنشاط بالغ. استحمت ولبست اللباس الذي قال مالك أن عمته هي من جهزه لها، جلابية زيتية اللون، تزينها نقوش وغرز ذهبية. قماشها كان فاخر النوع، وتفصيلها رائع أنيق.

صلت سننها وانتظرت الفجر، وفقط بعد قضاء الصلاة وبداية الشروق رجع مالك إلى الجناح بصحبة امرأة بمنتصف العمر، جميلة مريحة الملامح. أشار مالك إليها: أعرفك بعمتي شيخة. عمتي شيخة، هذي زوجتي طيف.

تقدمت شيخة إليها ترحب بها بحفاوة وابتسامة مشرقة: أجل هذي طيف اللي حكيت لي عنها.. هلا وسهلا فيك يا بنتي. نورتي نورتي! / التفتت إلى مالك لتقول بغمز: ما ألومك. قمر.

احمرت طيف بانحراج. لم تعتد أن يتصرف معها أحد هكذا. ردت بخفوت ناظرة إلى مالك لينجدها: تسلمين..

لكن مالك تجاهل كليا طلبها للمساعدة واكتفى بالابتسام برضا وهو يرى عمته تعصرها حضنا ومديحا.

في النهاية أفلتتها لتذهب وتوصي بألا يتأخرا عن الإفطار: عمتك حبوبة..

وافقها: أذكر إنها كانت أول من رحب فيني لما جيت هنا، ومن ذاك اليوم هي صارت أقرب وحدة لي من عايلة أبوي.

استفسرت: كثيرين هم؟

رد: تقدري تقولي كذا، بس اليوم ما بتشوفي غير عمتي وجدي وجدتي. بتلحقي على الباقين بعدين.

أخبرها عندها نبذة عن عائلة السامي الرئيسية.

الرؤوس الكبيرة، جده جاسر وجدته هديل. ولدا من الأطفال أربعة: زياد، شيخة، سالم، والأصغر عبدالله.

عمته شيخة كان لها زياد، هادي، والجازي.

سألته: يعني سمت ولدها على أبوك؟

أجابها: إيه، كان له معزة كبيرة بقلبها.

عمه سالم كان له زوجتان. من زوجته الأولى مزنة، كان له نور ونوال. من زوجته الثانية سوسن، كان له جاسر، ميار، وسماهر.

عمه عبدالله كان له هديل، سامر، علي، ورد، وسارة.

ابتسم لذكرهم: بيجننوك ذولا الصغار..

بادلته الابتسامة: مو شكلك متجنن مرة معاهم.

أردف عندها بغموض: مشكلتي أحب اللي يتعبني.

لم تتنسى لها الفرصة بسؤاله عن معنى كلامه، فهو قد أخرج علبة مخملية من الكيس الذي كان يحمله ليفتحها وترى طيف طقم مجوهرات مبهر بلونه الذهبي وترصيعاته الخلابة كالنجوم. لم يبدُ ثقيلا متكلفا، يُلبس فقط عند التقاط صورة، بل عمليا للغاية. من نظرة تعرف أنه أُختير باهتمام بالغ.

لم تكد تنطق بالسؤال عن هوية صاحبة الطقم حتى فاجأها بإلباسه الطقم لها، قطعة قطعة قطعة، من العقد إلى الأقراط إلى الأساور. أكمل مسيرته بخاتم وضعه بنفس الإصبع الذي كان يحتوي خاتم والدته، ليكمل الخاتم الجديد حسن الخاتم القديم.

نظر إليها بتفحص ثم برضا غامر: كنت أتوقع إنه بيطلع حلو عليك وما خاب ظني.

لازالت تشعر بدفء قربه، بلمسات أنامله العرضية الخاطفة وهو يلبسها الطقم: ليش تكلف نفسك كذا؟

أجابها ببساطة: لأني أبغى.

:

صدق ناصر عندما قال أن مالك كان له لمحات من أبيه ومنه.

عاطفة أبيه وكبرياؤه، نزعته هو للتخطيط والتحليل.

أحب ذلك الفتى منذ أن عرف بوجوده. رأى فيه وريثا يستحق اسمه ومجموعته. فطنته وموهبته كانت حقلا خصبا حرص على تنميته، ليثمر بزهو يده اليمنى حاليا.

لكن.. كان لمالك نفس أخطاء أبيه، نفس المشاعر الجياشة والتعلق بمن لا يستحق.

يذكر مرة كلمه عن زواجه بتلك التي جاءت من طرف ثريا، أخت زوجة زياد التي تسببت بفقدانه لابنه: تزوجت وإنت صغير. بتغير رأيك لما تمر سنين..

ليجيبه حفيده بعناد واثق: مابغيره.. رأيي وببقى عليه للممات.

يذكر مرة كلمه مالك عن والديه: تدري إن أمي كانت تحاول في أبوي يوصلك؟

لم يبق ليسمعه بعد ذلك.

يذكر ليلة الأمس عندما عاد مالك بتلك التي تزوجها منذ سنين، بمحيا بدا أكثر إشراقا وسعادة: أدري إنك إنت السبب اللي خلاني أقابلها..

لم يكن جاسر رجل أعمال عبثا، لن يُلدغ من نفس الجحر مرتين.

استخدم مصادره الخاصة للبحث عن زوجة مالك ليجدها تعمل في شركة انتهى الأمر بشراءه لها، ليكلف مالك بالإشراف على الإجراءات. وكما كان كالمتوقع، وجد زوجته بين الموظفين.

توقع أن يجلبها مالك إلى هذا البيت. توقع أن يريد بقاءها.

حسنا، سيدعه يفعل ما يشاء. رفضه القاطع وتمنعه جعله يخسر ولده، لن يخسر حفيده أيضا.

سينتظر. سينتظر أن يضجر مالك من زوجته، أن يرى حقيقتها بعد ذهاب نشوة التمرد. سينتظر من تلك الزلة. سيزول الوهم لا محالة، وعندها سيخلي الركام ويعوض حفيده بمرشحة من اختياره وموافقته.

رأى حفيده يدخل ويجلس على مائدة الإفطار بصحبة شابة لم تبد بالمظهر الذي توقعه، لم تبدُ متصنعة ولا مستهترة.. لكن، ربما المظاهر كانت خداعة.

سألتها زوجته بحدة سينبهها عليها لاحقا: وش اسمك؟

رد عليها مالك قبل أن تفعل هي: اسمها طيف يا جدتي.

لطالما كانت هديل بعيدة عن الدبلوماسية، تفصح عما في قلبها بشفافية تامة. يحب صدقها هذا، لكن ليس هو ما يحتاجه في هذا الوضع الحالي.

سألت هديل بدورها بسخرية واضحة: وهي ما عندها لسان؟

قاطعها هو بحزم: خلاص. خلينا نفطر.

بدأوا الإفطار بصمت وأنهوه هكذا، ليفترقوا كل إلى وجهته.

:

امتعضت ملامح عمته بضيق: ما عجبني تصرف أمي مع زوجتك.

تنهد مالك بنفس الضيق: ما كنت أدري إنها بتولع كذا.

سألته: وكيفها زوجتك؟ عساها ما تضايقت؟ أعرف أمي، لسانها يبغاله تعود.

ابتسم لذكرها: لا ما عليك، ما أعطت لجدتي بال.

تنفست عمته براحة: والله كنت خايفة، بس طلعت زوجتك كفو.

رفع نظره بتذكر: إيه، بوديها السوق اليوم وأبغاك تروحي معاها إذا عندك فرصة.

ردت: أكيد، ولا يهمك.

وصاها: اشتري لها غصبا عنها. أعرفها بتقول ما تحتاج شي. طنشيها.

عندها ضحكت عمته: والله إنك رايح في خرايطها يا ولد أخوي!

سأل منحرجا من انفلات مشاعره: واضح لهدرجة؟

أكدت له: ما شفتك معاها إلا اليوم وأبصم لك بالعشرة إنك مستوي خالص!

"وراها طيف ما تحس طيب؟ العالم كلها تدري إلا هي.."

:

رحلة التسوق هذه كانت من أكثر الأشياء إرهاقا التي مرت بها. جرتها شيخة أرجاء مركز التسوق الضخم، تشتري قطعة غالية الثمن وراء أخرى بدون أخذ رأيها أو موافقتها بعدما عرفت قياساتها. في نقطة ما استسلمت طيف لواقعها هذا. لا تدري حتى ماهية ما اشترته شيخة لها، لكنها توقعت أن مشترياتها كانت ذات ذوق رفيع.

بكل صراحة، شيخة فاجأتها. حلاوة طبعها وأريحيتها لم تكن ما توقعته منها. لا تتعجب من ارتياح مالك لها، فهي بدأت تشعر بنفس الشيء.

سألهم مالك عندما أتى ليرجعهم إلى البيت: عسى استنفذتوا موارد السوق؟

أكدت له شيخة الجالسة وراءهم: وأكثر، أبشرك!

نظرت طيف بينهما باستغراب.

أكان هذا أمرا يُبشر الشخص به؟

:

"يا سواد ليلي.. وش ذي الفضايح؟!"

كان من المفترض أن تراقب شيخة عن كثب، ربما عندها كانت ستتجنب مواجهتها لحقيقة ما اشترته لها. عزمها على ترتيبها لملابسها الجديدة في غرفة الخزانة التي خصصت لها أصبح صاعقة.

خبأت الفستان الباذنجاني البالغ في القصر الذي أخرجته وراء ظهرها عندما سمعت حركة تشير إلى دخول مالك الغرفة. سألها بفضول: وش تسوين عندك؟

أجابته: ولاشي،. بس أرتب فأغراضي..

عرض عندها: أساعدك؟

ردت بسرعة: لا!/ تلثعمت عندما رأت اقتضاب حاجبيه باستغراب: أكيد إنت تعبان من الشغل..

هز رأسه بـلا: عادي، إنتي اللي هلكانة حدك. أعرفها عمتي، التسوق معاها مو شي أي واحد يقدر يستحمله.

صدق في ذلك، فهي بالكاد تشعر برجليها. تنفست الصعداء عندما تركها إلى الحمام قائلا: ماله داعي ترتبينها الليلة. خذي راحتك..

حينها أرجعت طيف نظرها إلى أزمتها التي ازدادت سوءا مع أول ظهور لـ"ملابس النوم". بحثت بينها إلى أن وجدت أسترها: منامة زرقاء اللون، حريرية عارية الأكمام وتصل إلى كاحليها، يرافقها روب طويل بنفس اللون.

حمدت ربها أن مالك انتهى من استحمامه بعد ترتيبها لأغراضها الجديدة. ودخلت هي لتستحم بدورها وتلبس المنامة وتخرج، ليراها مالك وهي توجه نظرها إلى الأريكة الوثيرة في ركن الجلوس.

نظر إليها بشيء من.. الغيظ؟: أظن إننا ناس كبار ونقدر ننام بنفس السرير. ما بيكون فيه أي حركات، لا تخافي.

شعرت بالحرج يتغللها إلى أخمص قدميها، ليست هذه المرة الأولى التي يتشاركان فيها سريرا، لكن مضي السنين جدد التردد.. ردت بثبات لم تشعر به: معاك حق.. نقدر.

بقيا كل في ركنه، كل معطي ظهره للآخر، كل واع بأقل حركة يحدثها الآخر.

همست: تصبح على خير.

ليرد بنفس الهمس: وإنتي من أهله.

:

فتحت طيف عيونها لترى أنها كانت ملتصقة بمالك، لتدرك أن وجهها كان مدفونا بين رقبته وكتفه. أبعدت رأسها لتنطق شبه مختنقة، تنظر إلى نقطة معينة في الأفق: مو إنت قلت ما بيكون فيه أي حركات؟

رد بضحكة متسلية، تخفي وراءها إحساسا عميقا: مو أنا اللي قربت.. إنتي.

عندها فقط أحست بتطويقها له، لتشعر بحرارة خجل عارمة: آسفة..

كانت ستهم بالإبتعاد لكنه منعها من ذلك، محكما ذراعه حول خصرها: خليكي كذا شوي.. ما عمري مانعت.

لتستوعب وتنظر إليه بحرج هلع: مو هذي أول مرة أسويها؟

رد بصوت ناعس، واضح فيه قرب استغراقه في النوم مرة أخرى: ياما سويتيها قبل. بس كنت أصحى قبلك عشان ما تنحرجين.

الآن عرفت الحلقة الناقصة. الآن عرفت ما كان ينغص عليها نومها، يجعلها مستلقية لساعات بدون أن يجد لها النوم طريقا.

هو، قربه هو كان ما ينقصها.

همست بعفوية يسوقها إدراكها: اشتقت لذي النومة..

لم يجبها، لكنه نهض فجأة من السرير بعد فترة قصيرة.

:

خرج إلى المطبخ التحضيري، يشرب كأس ماء بارد لعله يثلج حرارة جسده المحموم ويهدئ قلبه المفضوح المتفجر نبضا.

لو بقي ثانية أخرى معها كان سيفسد كل شيء، كان سيريها مقدار شوقه لها ولقربها، كان سيفيض بمشاعره بدل تقطيرها قطرة قطرة كما كان يخطط.

كان سيكشف أوراقه بكل سرور لها، لتفعل به ما تشاء.

أهذا ما أودت به الحال؟ أربما كان أكثر صلابة قبل عشر سنوات؟

نداءها الخافت له أيقظه من غمرة أفكاره المشتعلة، لتزيد حماه بؤسا لرؤيتها تقف عند الباب، تنظر إليه بقلق ناعس، ناسية ارتداء روبها فوق منامتها الزرقاء: إنت بخير؟

تجنب النظر إليها، لعله سيستطيع تمالك نفسه للحظات. أجابها باقتضاب: إيه إيه، ما فيني إلا العافية. ارجعي نامي..

لم يسمع وقع خطواتها المبتعد. عرف أنها لا زالت معه. لم يدري إلا وهي واقفة أمامه، تكاد تلتصق به. تمرر أناملها على صفحات وجهه وجوانب عنقه بتفحص.

قطبت حاجبيها ولمع العتاب في عيونها، مبعدة كأس الماء البارد عن يده: مسخن وتشرب موية ثلج؟

راقبها وهي تتحرك أرجاء المطبخ، تستبدل كأس ماءه بآخر أكثر دفئا، تبحث في الثلاجة عن أقراص خافضة للحرارة. راقبها بقلة حيلة عاشق استبده العشق حتى النخاع.

"والله ما سخنت إلا منك ومن هالطلة.."

ناولته الأقراص بأمر: خذ ذول على بال ما أسويلك كمادات.

منعها من الذهاب: اهجدي.. قلتلك بخير. احتريت شوي وبس.

ضيقت عيونها بشك: متأكد؟

قبل جبينها بامتنان عفوي يخفي وراءه توقا حارقا: متأكد. خلينا نرجع ننام، وراي شغل الصبح.

تجمدت في مكانها، لكنها سرعان ما أومأت بصمت وعادت معه إلى غرفة النوم، لتنام وتعود إلى تطويقه، إلى تلك المعاناة العذبة.

"اللهم أرزقني الصبر والسلوان.. ما حسبت حساب إني بأكل تراب بسبت موالي الردي ذا."

هو فقط يريد أن يجعل طيف تعترف. ما باله يدفع ثمن خطته؟

[انتهى البارت...]

Electron 04-08-17 06:43 PM

رد: عكس الرحيل
 
الله يعطيك العافية ..
ما أحلاها ... رواية جميلة مريحة للنفس وقريبة من الوجدان .
سلمت يداك ..

أبها 04-08-17 06:46 PM

رد: عكس الرحيل
 
سلمت يمناك يا زهرة ..

ما هذا الخَبّل يا مالك ؟؟
هل هناك عاقلاً يضع الزيت قريباً من النار ،
شاب يرقد بجانب زوجته و قد حرم منذ
بداية زواجه من اللقاء الحلال .. كيف له أن يصبر !
محال .. و لو كنت ناسكاً زاهداً مترهبناً .( الله يعينك بس)

لا أرى سبباً يمنعك من الزواج الفعلي ،
أ لأنك تريد أن تعترف لك بقبولها و رضاها !

كل شئ يخبرك أنها تريدك و ترضاك زوجاً لها
بل كل شئ يحكي أنها تحبك .
صبرها طوال السنوات العشر و عدم مطالبتها بفسخ
عقد الزواج أكبر دليل على رغبتها بك .

شيخه .. الحمدلله يوجد في العائلة من هو لطيف
حتماً وجودها سوف يخفف من حدّة الجدة ..

الجد جاسر .. جميل أنه استوعب الدرس الماضي
وأن قسوته على مالك و رفضه لطيف لن يجلب له سوى
فقد آخر ..

شكرا مرة أخرى .. بانتظارك باذن الله

زارا 05-08-17 01:32 AM

رد: عكس الرحيل
 
السلاام عليكم
ياااااااااااااااااااااابوووووووووووووووووووووي ياا ال في وش ذا الجمااال.. ؟؟ يااربي من هالمالك يهببببل يهببببببل الصراحه اشوف ماله داعي خطته هذي البنت لو يقول لها تعالي بحظني ماقصرت ليه مطووول على رووحه وعليها المشوار؟؟
يبي يخليها تستوي على نار هاديه وشكل هالنار احرقته اول وصل لدرجة الغليان وهو توه شاب على هالنار..هخهخهخه
الصراحه يا مالك مالك حق تطول السالفه كذا ..البنت تمووت فيك ولو انها ماتحبك ماتقبلت رجعتك وانت بعد تعشق التراب اللي تمشي عليه فليه هاللفه الطويله اللي بتخليها بحياتك؟؟
اما عاد جدك هذا بيتعبنا معه... وخلاص شلنا فكره زواجه من ثريا دام جدتك عايشه .ارشح ناصر او عمك عبدالله..
جدك ناوي يراقب طيف ويبي منها أي غلطه بس عشان ينسفها من حياتك بس جدتك ما اتووقع انها مثل جدك يعني هي يمكن سليطه لسان وماعندها اسلوب ودفشه بس هذا مايعني انها مو حبوووبه وحليوه.. بتعرف لها طيف وبتكسبها جنبها بس جدك هو اللي بتاخذ وقت لين تقدر عليه..
بس اهم شي مايتفق العود والعجوز عليها..
شيخه: ماقصرتي يااا العمه الله يجزاتس خير يوم رحمتي هاليتيمه واهتميتي فيها واهم شي احب اشكرتس على الملابس المشخلعه اللي شاريتها لها. خليها تمسح الجفاف العاطفي اللي عاش فيه مالك عشر سنوات وهو بلا ونيس ولا انيس وحداني يااعين امه.ههههههه
ياازينكم بس وزين يامكم الاولى اللي رجعتوا لها ان كان بالنوم اللي اشتاقت له طيف وحنا بعد اشتقنا لنومتكم هذي معها..والا بالبوسات المحترمه على الراس ..اهم شي لاا تطول لين توصل لتقبيل خدها بجانب فمها.>>> فيس مايستحي..هخهخهخه
اهم شي بس بنات عمك ذولي مايكونن حاطات العين عليك وثم يدبلن كبودنا هن وجدك..
ال في .تسلم الاياااادي يااقلبي .. والله بارت يجنن والصراحه اشوف ان مالك هو اللي جالس يجنن طيف بما انه هو انجن فيها وخلص..هخهخههخهخه
دمتي بوود..

عذرا ياقلب 05-08-17 06:05 AM

رد: عكس الرحيل
 
ويحك يافتاه ماالذي فعلته. بِنَا وبي مالك

فيورا رفقا رفقا بمالك.
الجده مش متفائلة بالقادم معها

الفيورا 05-08-17 12:02 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Electron (المشاركة 3687198)
الله يعطيك العافية ..
ما أحلاها ... رواية جميلة مريحة للنفس وقريبة من الوجدان .
سلمت يداك ..

من ذوقك والله! مشكورة مشكورة على مرورك الأحلى :)

الفيورا 05-08-17 12:06 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبها (المشاركة 3687199)
سلمت يمناك يا زهرة ..

ما هذا الخَبّل يا مالك ؟؟
هل هناك عاقلاً يضع الزيت قريباً من النار ،
شاب يرقد بجانب زوجته و قد حرم منذ
بداية زواجه من اللقاء الحلال .. كيف له أن يصبر !
محال .. و لو كنت ناسكاً زاهداً مترهبناً .( الله يعينك بس)

لا أرى سبباً يمنعك من الزواج الفعلي ،
أ لأنك تريد أن تعترف لك بقبولها و رضاها !

كل شئ يخبرك أنها تريدك و ترضاك زوجاً لها
بل كل شئ يحكي أنها تحبك .
صبرها طوال السنوات العشر و عدم مطالبتها بفسخ
عقد الزواج أكبر دليل على رغبتها بك .

شيخه .. الحمدلله يوجد في العائلة من هو لطيف
حتماً وجودها سوف يخفف من حدّة الجدة ..

الجد جاسر .. جميل أنه استوعب الدرس الماضي
وأن قسوته على مالك و رفضه لطيف لن يجلب له سوى
فقد آخر ..

شكرا مرة أخرى .. بانتظارك باذن الله

تسلمين تسلمين على ردودك التحليلية اللي تزيد تجربة الكتابة روعة! شكرا لك لمتابعتك الحلوة عزيزتي :)

الفيورا 05-08-17 12:14 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارا (المشاركة 3687213)
السلاام عليكم
ياااااااااااااااااااااابوووووووووووووووووووووي ياا ال في وش ذا الجمااال.. ؟؟ يااربي من هالمالك يهببببل يهببببببل الصراحه اشوف ماله داعي خطته هذي البنت لو يقول لها تعالي بحظني ماقصرت ليه مطووول على رووحه وعليها المشوار؟؟
يبي يخليها تستوي على نار هاديه وشكل هالنار احرقته اول وصل لدرجة الغليان وهو توه شاب على هالنار..هخهخهخه
الصراحه يا مالك مالك حق تطول السالفه كذا ..البنت تمووت فيك ولو انها ماتحبك ماتقبلت رجعتك وانت بعد تعشق التراب اللي تمشي عليه فليه هاللفه الطويله اللي بتخليها بحياتك؟؟
اما عاد جدك هذا بيتعبنا معه... وخلاص شلنا فكره زواجه من ثريا دام جدتك عايشه .ارشح ناصر او عمك عبدالله..
جدك ناوي يراقب طيف ويبي منها أي غلطه بس عشان ينسفها من حياتك بس جدتك ما اتووقع انها مثل جدك يعني هي يمكن سليطه لسان وماعندها اسلوب ودفشه بس هذا مايعني انها مو حبوووبه وحليوه.. بتعرف لها طيف وبتكسبها جنبها بس جدك هو اللي بتاخذ وقت لين تقدر عليه..
بس اهم شي مايتفق العود والعجوز عليها..
شيخه: ماقصرتي يااا العمه الله يجزاتس خير يوم رحمتي هاليتيمه واهتميتي فيها واهم شي احب اشكرتس على الملابس المشخلعه اللي شاريتها لها. خليها تمسح الجفاف العاطفي اللي عاش فيه مالك عشر سنوات وهو بلا ونيس ولا انيس وحداني يااعين امه.ههههههه
ياازينكم بس وزين يامكم الاولى اللي رجعتوا لها ان كان بالنوم اللي اشتاقت له طيف وحنا بعد اشتقنا لنومتكم هذي معها..والا بالبوسات المحترمه على الراس ..اهم شي لاا تطول لين توصل لتقبيل خدها بجانب فمها.>>> فيس مايستحي..هخهخهخه
اهم شي بس بنات عمك ذولي مايكونن حاطات العين عليك وثم يدبلن كبودنا هن وجدك..
ال في .تسلم الاياااادي يااقلبي .. والله بارت يجنن والصراحه اشوف ان مالك هو اللي جالس يجنن طيف بما انه هو انجن فيها وخلص..هخهخههخهخه
دمتي بوود..

مشكلة الناس العنيدة اللي لازم تنفذ اللي براسها.. لو سمع لخالته ما صار حاله كذا :lol:
أكثر شي يعجبني إنك رابطة ثريا فواحد.. تصدقي بداية لما لسى كنت أفكر بتفاصيل الرواية، ما فكرت بشي زي كذا، بس بعديييين.. بتشوفي أقرب من القريب إذا بتبدأ ثريا حياة جديدة.
هههههه بيجننوا بعض هذا اللي أقدر أقوله. تبادل أدوار لين يطفح الكيل.
ربي يسعدك على ردودك دوم ودوم!!!

الفيورا 05-08-17 12:18 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عذرا ياقلب (المشاركة 3687225)
ويحك يافتاه ماالذي فعلته. بِنَا وبي مالك

فيورا رفقا رفقا بمالك.
الجده مش متفائلة بالقادم معها

هههههه أفا لسى ما بدينا حتى :peace: (شريرة هههه)
نشوف وش يصير مع الجدة. عندي لها مخططات أتمنى إنها تعجبكم :)
تسلمي على مرورك الحلو عزيزتي!

الفيورا 05-08-17 12:53 PM

رد: عكس الرحيل
 
[12]

من مكانها في المطبخ التحضيري رأت مالك ينهي مكالمة لم تفهم المصطلحات التي استخدمت فيها وهو يعدل من هندام سترته، ماشيا بعجل اتجاه خارج الجناح. استوقفته: فطرت؟

بدا مشتت الانتباه عندما أجاب: لاء، بفطر بعدين.

بحزم أمرته: افطر اللحين، ماله داعي تأجل.

ظهر على ملامحه الاعتراض: معليش مستعجل.

لترد: وأنا سويت لك شي خفيف وما يأخذ وقت تأكله.

اقترب منها، ربما ليقنعها بأن تتركه يذهب: طيف..

أمسكت بيده لتجره بخفة إلى الجلوس وتضع الصحون على الكاونتر: كل بدل الوقفة هذي..

أخيرا استسلم وأخذ يأكل. ابتسمت بانتصار وهي تعد لنفسها شيئا تأكله، فهي تعرف أن مالك لا يحب الأكل لوحده، كأن شهيته تنفتح برفقة الناس.

احتسى رشفة من قهوته ليقول بصوت إعتراه التفاجؤ: لسى تذكرين كيف أحب القهوة في الصباح؟

سألت بدورها بضحكة حاولت كتمانها: كيف أنسى إدمانك؟

مرات شكت بأن الذي يجري في عروق مالك لم يكن دما بل قهوة من حبه الشديد لها.

شيء ما في الابتسامة التي أعطاها جعل دقات قلبها تسرع، شيء ما في نظرة عيونه جعل الحمرة تكتسيها. سأل: وش تتذكرينه عني بعد؟

"كل شي.."

أجابت بحيادية مصطنعة، تشغل نفسها بشطيرتها: تفاصيل هنا وهناك..

همهم بشيء لم تستطع سماعه، ليقوم بعد إنهاء كوب قهوته: تسلمين، بروح اللحين. تبغين شي؟

تذكرت وعدها لمي بالزيارة لتسأل: بتتأخر اليوم؟

سؤالها كان كفيلا بإثارة فضوله: ما أظن. ليه؟

ردت: وعدت صديقتي أزورها بأقرب فرصة.

أومأ لها بـ قبول: خلاص، كوني جاهزة لما أرجع.

:

عندما جلست جنب مالك في سيارته، فاجأها مده لكيس صغير إياها. بفضول أخرجت من الكيس علبة وبداخلها كان جوال عنابي اللون، فخم أنيق ومكلف المظهر. فقط كلمة واحدة تشكلت في بالها: ليش؟

رد بأريحية وهو يشغل محرك السيارة: ما عجبني جوالك. يضايقني كل ما أشوفه.

قطبت حاجبيها، تعرف أن جوالها متواضع مقارنة مع هذا الذي تلقته، مكسور وباهت من جوانب عدة، لكن حتى ولو..: مو لهدرجة.

أعطاها نظرة تنم عن عدم تصديق: طيف.. ما أبغى أكذب عليك، جوالك يمكن الواحد يسوي عليه قصيدة رثاء.

سكتت بدل الرد عليه، فالصراحة تقال، معه حق. أشغلت نفسها بالجوال الجديد. كان مفعلا ومجهزا للاستخدام، معدلا وفقا لطلبات شاريه. تعترف أنه أعجبها للغاية، خصوصا لونه: ليه إخترت هذا اللون بالذات؟

ابتسم ابتسامة مائلة، مبقيا نظره على الطريق: زي ما إنتي تتذكرين تفاصيل عني، أنا أتذكر نفس الشي عنك.

إذا.. تذكر أن لونها المفضل كان العنابي.

وجدت نفسها تسأل في خاطرها نفس سؤاله ذاك..

"وش تتذكره عني بعد..؟"

تصفحت الجوال أكثر، لتنصدم بما سمى مالك نفسه في لائحة الاتصالات. نطقت به بذهول: مالك قلبي..؟

ليجيبها هو بتسلية: هلا؟

ردت بعجلة: وراك سميت نفسك كذا؟

هز كتفه: بس..

لم تصدقه: ومسميني إيش عندك طيب؟

ليجيب دون تردد: ط./ سأل ببراءة عندما رأى تغير تعابير وجهها: توقعتي شي ثاني؟

كذبت، تخفي خيبتها: أبد..

:

جرت مي صديقتها بيدها داخل البيت، مستقبلتها بحفاوة: ما بغينا نشوفك!

ابتسمت طيف بود لا تظهره عادة: هذاني عند دارك اللحين..

أخذا يتكلمن عن حياتهن بطريقة لا يمكن التكلم عنها بالهاتف، وعندما وصل الموضوع إلى عودة طيف المفاجئة إلى الرياض، واستغرابها من ملابسها مكلفة المظهر، أخبرتها طيف بوضعها الحالي.

اتسعت عيونها، منلجمة اللسان. من بين كل توقعاتها، الواقع الذي حكت عنه طيف لم يكن بالحسبان: وليش ما رفضتي عرضه؟

سكتت، لكن سكوتها كان إجابة كافية.

تنهدت بقلة حيلة: يا إن عشق الهاديين أقشر./ نظرت إلى صديقتها بحدة عازمة: أجل لا تطلعي من ذي السالفة إلا وإنتي معلقته في هواك. أبغى منك تخلينه يهذي باسمك، فاهمة؟

ستدعم طيف في حياتها كما دعمتها هي في الماضي. لا زالت تذكر كيف كان ينظر إليها الآخرون على إنها فتاة كثيرة الهزل، لا تنفع للزواج. تذكر كيف كان الكل يمدح قريباتها بالهدوء والدماثة، ويتجاهلونها بالكلية. تذكر كيف كانت تفكر في كبت شخصيتها لتؤخذ على محمل الجدية، وتذكر كيف كانت طيف من يثنيها عن ذلك، من يذكر محاسن طبيعتها وتعزز ثقتها بنفسها. تذكر كلماتها..

(عسى ربي يرزقك بزوج يحبك على طبيعتك..)

مضى الوقت وتقدم إليها بدر على نصيحة أمه التي رأتها في أحد الأعراس وأعجبتها. حاولت في بادئ الأمر أن تتصرف بآلية كي لا ينفر منها، لكن سرعان ما تصدعت جدرانها وظهرت طبيعتها الحقيقية.. لتفاجأ بتقبل بدر المرحب بها، بمدى إعجابه بكل جوانبها.

كم من المرات همس لها..

(أعشق مرحك هذا..)

تدعو الله بأن تنعم طيف بفرح يفوق فرحها بنصيبها.

:

لم تظن طيف نفسها من النوع الذي تجرفهم العاطفة. تخيلت لنفسها دوما مستقبلا هادئا، بعيدا كل البعد عن الشغف.

لكن.. دخول مالك إلى حياتها غير الكثير، وأصبحت معاني العاطفة والشغف مألوفة إليها، حتى وإن كانت غير قادرة على التعبير عما يخالجها من مشاعر.

رن جوالها الجديد.

*مالك قلبي يتصل بك*

كأنه يعرف أنها لن تغير الاسم، كأنه يعرف مدى قربه من الواقع عندما اختاره.

:

كان في رأس مالك منوال هذه الليلة، منوال سعى إلى تحقيقه من اللحظة التي شعر فيها بصداع.

سألته طيف بقلق عندما عادا: إنت بخير؟

بالغ قليلا في إظهار ألمه عندما رد: مصدع شوي..

راقبها وهي تبحث عن مسكن أرجاء جناحه دون جدوى، فهو يعرف أن العلب التي اشتراها نفذت منذ زمن. أمر كان ذا منفعة لما يريد تحقيقه. استلقى على السرير لتلحقه وتضع رأسه في حضنها، تدلك صدغيه بالطريقة ذاتها التي كانت تفعل في الماضي: معليش ما عندي نفس الزيوت اللي كنت استعملها..

رد بتنهيدة مسترخية، منتشية من هذا القرب: عادي، لسى ينفعلي..

بقيا هكذا بصمت إلى أن سأل: صديقتك هذي اللي زرتيها.. هي وحدة قديمة ولا تعرفتي عليها بجدة؟

من الفترة التي قضاها مع طيف عرف أنها لم تكن بتلك الاجتماعية، لطالما سمعها تذكر أو تتكلم مع صديقة واحدة فقط. أترى السنين وتغير المحيط غير من طبعها ذاك؟

أجابته: وحدة قديمة.. أظنك تعرف عنها..

ليسأل مرة أخرى: ما تعرفتي على ناس جدد؟

سكتت لوهلة ثم تكلمت: يعني، بس ما كان عندي الوقت أتعرف عليهم أكثر. وإنت؟

رد وفكرة معينة تتشكل في باله إثر لمسة أناملها العرضية لجانب فمه: نص ونص. لسى مصاحب صالح واشتغل معاه.

عرف أنها تبتسم من صوتها: مو هذا صاحبك اللي كان يجرجرك لأشغال في أواخر الدنيا؟ المتشفح على الزواج؟

ضحك من الانطباع الذي كونته زوجته عن صديقه: إيه، هو نفسه. أبشرك تزوج الشهر اللي فات وصرت باليالله أشوفه./ استطرد بشيء من الغيظ: غارق بالعسل أكيد. الخاين، ما راعى شعور الناس العايشة بتصحر.

كررت طيف، ربما مستغربة من تغير الموضوع إلى مصطلحات بيئية: تصحر؟

مد يده ليحكم قبضته على يدها الموضوعة على رأسه، قبل باطن كفها بعمق، نثر قبلات صغيرة على أطراف أناملها.

نظر إليها ليقول ببطء متقصد: ناس عطشانة سنين، وما أظن يرتوون بأيام..

رأى جدران برودها المتصدعة. رأى الضياع بظرة عيونها. رأى تلك الحمرة المهلكة بإغرائها تعتري ملامحها الحسناء. رأى ذهبها يشتعل بعمق العاطفة.

لكن.. رغم توقه الصارخ المحموم، فراحته من صداعه مع إرهاقه من العمل بعثت فيه نعاسا صعب عليه مقاومته.

أمرته طيف بصوت لاحظ أنه خافت متهدج.. مبعثر: نم..

كأن جسده كان ينتظر تلك الكلمة منها، ليمتثل لها على الفور.

غفى على لمسة أناملها على تقاسيم ملامحه، بطريقة لم تمت للتدليك بصلة.

:

دعاه ناصر، العم ناصر كما أصر أن يناديه، إلى الغداء بعد انتهاء الاجتماع الذي تضمن مصلحة طرفيهما. لم يفت مالك ازدياد تعامل ناصر مع مجموعة السامي بعد انضمامه هو لها، ولم يخفي العم ناصر ذلك.

ابتسم له بمودة: حالك تغير يا ولدي، ما عهدتك بهالنشاط أبد.. الزواج سوى شي زين فيك.

قضب ملامحه بتمثيل سخط: ماشاء الله، صرت خبر الموسم..

ضحك الآخر: أكيد صرت خبر متداول في السوق، تحسب نفسك واحد سهل؟ من متى التواضع هذا فيك؟/ مال نحوه وسأله بصوت أشبه بالهمس: ما أظن إنك تزوجت بوحدة من اللي جدك يبغاهم لك، معناته لقيتها..

حقا، لا يدري من أين يحصل العم ناصر على هذه المعلومات، كيف يستنتج القصة بأكملها من بضعة تفاصيل مبهمة حكاها في الماضي: إيه، لقيتها..

سأله مرة أخرى، باهتمام أكثر: ومع مين كانت عايشة؟

استغرب مالك اهتمامه، وبدأت فكرة تتجلى في ذهنه: مع خالتي فجدة..

استفسر بطريقة قد تبدو أنها عفوية تلقائية، لا هدف وراءها، لكن مالك يستطيع رؤية شيء مكبوت في لمعة عيونه: ووين أبو البنت عنها؟

أجابه: متوفي من سنين الله يرحمه..

ردد هو وراءه: الله يرحمه..

مضت لحظة صمت بينهما، لاحظ فيها مالك غرق العم ناصر بالتفكير، ليبتسم له بمكر: ترى أساليب اللف والدوران أبد مو لايقة عليك. إسأل اللي تبغاه بالضبط.

ليرد الآخر بغموض: ونلقى مرادنا إذا سألنا؟

هتف هو: إسأل وإن شاء الله ما تخيب..

سأله: خالتك تزوجت بعدها؟

إذا لم يخب ظنه: لاء..

سكت العم ناصر لوهلة، كأنه يأخذ لحظة ليستوعب إجابته، ثم تكلم بثباته المعروف عنه: أجل أنا جايك طالب يدها..

[انتهى البارت...]

أبها 05-08-17 03:55 PM

رد: عكس الرحيل
 
ما شاءالله عليك يا زارا 😊
من يومك و عندك توقعات أكثرها يصيب .👏🏼👏🏼.
أجل ناصر بيخطب الخالة !!😁

شكرا يا الفيورا جزء ممتع ..
بانتظارك باذن الله .🍃🌷🍃

زارا 06-08-17 03:02 AM

رد: عكس الرحيل
 
السلااام عليكم..

ياااااااااااااااااااااااااااا جمااااااااااااال مالك ويااجماااال طيف وويااجمااااااااااال ال في ويااجماااااااال توقعاااتي اللي صااابت..هههههههههههههههههه
:peace::dancingmonkeyff8::peace::dancingmonkeyff8:
ال في.. يااا اختي لو شفتيني وانا اطااامر لما ناصر خطب ثريا من ولد اختهااا .. حركه من زمان ماسويتها ورديتي شبااابي لي بخطبة ناصر لثريا..هههههههههههه

بس الصراحه يعني انا صح متوقعه ان ناصر بيخطب ثريا واكثر واحد كنت مرشحته لهالشي بس ما ادري من وين عرف هالخاله .؟. يعني معقووله يخطب وحده مايدري عن عمرها ..؟؟ ماراح استغرب لو كان زياد مكلمه عنها ايام زواجه من ام مالك وهو اثارت اهتمامه من ذاك الوقت.. اكيد ان زياد ماكان يمدحها ..بس ناصر له وجهة نظر ثانيه شاف منها إصرار ثريا على استمرار علاقتها باختها غصب عن زياد قووه منها وثقه بشخصيتها.. يعني الصراحه اشوف فيه غرابه انه يخطبها خبط لزق الا لو كان عنده معلومات عن هالخاله؟؟ يا انه عرف عنها من زياد يا انه هو سوى بحث عنها وعن طيف لما شاف مالك وعرف انه ولد صديقه؟؟؟؟
بس بجد بجد متحمسه اشوووف ثريا وهي مع زوج واشوف رومانسيتها معه.. مو هي تقول لطيف انها رومانسيه خلاص لااازم نشوف ثريا ورمانسيتها... وخصوصا انها مرت بتجربتين وحده فاشله والثانيه كانت ممرضه لرجال مريض وماعاشت معه حياة زوجيه سعيده.. بس للحين ماعرفنا عمرها.. اتوقع انها بالاربعينات يعني للحين بقمة شبابها وقمه نضوجها..
وهـ بس ..انا عاد احب رومانسية اهل الاربعين , خليها بالاربعين وهو بالخمسين وعقب يطيحون ببعض رومانسيه تهوسنا.. لاتقولين انتم وش يدخلكم حنا الجمهووور المتحمس للرومانسيه لتصحره مثل مالك..ههههههه
مالك وماازلت تمشي بخطه مالها داعي تتعبك اكثر من انها تريحك..بتخلي البنت تمل منك وانت بس جايبها تدلكك لانك مصدع والا تسوي لك قهوه لانك بعد مصدع..بتخليها تقول انا خذتي واحد متهالك من الامراض .. يارجال اقفزززز بخطتك لمسااافه بعيده واعترف انك تحبها وتموووت عليها وخلصونا من هالفلم المتعب لنا ولكم...
ودي انكم تروحون برحله بروحكم وهناك عاد تلعبون على بعضكم مثل ماتبون بس على مزاجنه وفهمك كاافي ياا مالك قلب طيف
ماتلعب والله اجل تحط لها مالك قلبي وهي مسميها ط..والله يا ان هالطاء بتطلع روحك وقلبك .. مع اني واثقه انك ماكتبتها بهالحرف لكن باسم اجمل وخاص فيك انت بس..طيف روحي.. يمكن؟؟
مدري ليش خطرت في بالي الحين رحلة لكم لمكه؟؟؟
طيف: شوفي تمسكي بمي ولا تتركينها ابد .. على الاقل يكون لتس حياة خاصه فيتس بوجود صديقه مثل مي اللي اتوووقع انها بتعطيتس من النصااايح الزوجيه والحركاااات اللي بين الازواج وبتعطيتس من المشفر والمحمر والمشمر والمشخلع ..واللي يوسع صدورنا وصدر حبيب الكل مالك وانتي طبعا بتخترعين من هالحركات والاساليب لكن لو تبين تملكين مالك وتخلينه مايستغني عنتس ابد لازم تنفيذين كلامها ..>>فيس يشجع مي وبقووه
ثريا: البشاره جالتس معرس مبروك..>> فيس يسبقكم ويعلمها بالمعرس..هخهخهخه
عندي ثقه انتس عارفه عن ناصر يعني لو معلومات بسيطه بس انتي عارفته وسامعه فيه من قبل من ام مالك..
وخصووصااا انه كان معروف بمجاله وصحفي له شنه ورنه ومشهور لاصحاب الاهتمام..
فاتوقع انتس ماراح تنسينه للحين وخصووصا انه الصديق الوحيد لزياد فاكيد انه يمكن كان يشكي لناصر من تواصلتس مع اختس وهو اللي حاول ينفي عنها كل شخص يحبها ويحتفظ فيها لنفسه بس..
ناصر ماخطبتس الا وانتي مارحتي من باله كل هالسنوات .. ماراح اقوول انه وصل للحب لكن الرجال لفتي انتباهه لدرجة انه مانسى خالة مالك كل هالسنوات ..
ال في .. ابدعتي يااقلبي بقوووه.. احب اقرأ الوصف اللي توصفين فيه الابطال.. احب كيف تكتبين وش يتمنون يقولون لكن واقعهم مع بعض يخليهم يتحايلون بالرد.. حبيت مرره مرره حوار مالك وطيف لما سالها وش تذكرين عني وردها بخاطرها كل شي.. استمتع بالحوارات والوصف وكل شي استمري ياااا مبدعه وحنا ماراح نمل من انتظار هالابداع اليومي.:55:
بانتظار ردة فعل ثريا على خطبة ناصر لها.. ولان ثريا شخصيه مو متوقعه ردة فعلها أخاف ترفض لكن لو شفنا وضعها وانها وحيده الحين وتبي شي يملا حياتها أتوقع انها توافق وخصوصا ان بزواجها من ناصر بترجع للرياض وتكون قريبه من مالك وطيف...
دمتي بود

فيتامين سي 06-08-17 05:21 AM

رد: عكس الرحيل
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الخير على الفيورا ومتابعينها
والا متابعينها لا زعلانه عليهن خيااااااانه متكيات هنا
على الزين ومافكرن يعلمني وأنا اللي لاشفت شيء أعجبني أتنغص لهن وودي يتابعن معي
المره الجايه بردها لكن وبتكي لحالي وماعلمكن
وبأخذ راحتي في المكان

الفيورا ماعليك من اللي راح عتاب أحباب

ماشاء الله روووووعه الروايه قرأت البارت الأول
وماقدرت اوقف سهرت عليها لما آخر بارت
أسلوب سهل ممتع وحبكه رااائعه وصف رااائع
للحال والمكان توازن بين الحوار والسرد
مافيها حشوممل ولا إختصار مخل
بالنسبه للأبطال

ثريا رغم عدم حبها لطيف لكنها ماكانت سيئه
معها بدرجه تجعلنا نكرها وظروفها هي السبب
اللي تحكمت في تعاملها مع طيف لكن معدنها طيب
وظهر لنا في تعاملها معها بعد زواج طيف وخاصه
بعد وقوفها معها في مرضها وبعد عودة مالك لحياة
طيف لم تكن أنانيه وأحتفظت بها عندها لكن شجعتها
على العوده لزوجها ولم اقف في جانب ولد أختها
وأتوقع توافق بضغط من طيف ومالك ولاننسى أن
أكبرمشجع لها إنها بتكون بجانب طيف

ناصر يمكن سمع من زوج أختها عنها أو من أعجابه في زوجته وقال ممكن تكون أختها مثلها

طيف أعجبتني شخصيتها مسالمه ماهي أنانيه وطيبه
وحده غيرها ما أهتمت بزوجة أبوها مثلها خاصه
مع تعاملها معها وقبولها الزواج من اجل اسعاد والدها
وعلى نياتكم ترزقون ربي رزقها بزوج طيب رغم ظروفه كان يحاول اسعادها وحبها

مالك رجل بمعنى الكلمه راقي في تعامله مع طيف
ومخلص في حبه لطيف ماغيره المال يمكن في الأول
لما مابين لطيف حبه عذرته لكن بعد رجوعه لها
مافي داعي للف والدوران قولها بصراحه إنك عاشق لها ومستحيل تبدلها بغيرها ولا طولها وهي قصيره
لكن تستاهل اللي بتسويه فيك طيف ولو إنها مافيها خبث لكن البركه في خالتك ومي لازم يعطونها
كم محاضره ودروس خصوصيه حتى تخليك تشاهق بإسمها

مي شخصيه تنحب وعلى طبيعتها ومرحه مدري ليه
عندي إحساس إن زوج مي يطلع على معرفه أو صحبه مع مالك

الجد والجده أكيد بيغيرون رأيهم في زواج مالك
بعد مايعرفون طيف ويحسون بسعادة مالك معها

تسلم يمينك حبيبتي على التنزيل اليومي
مع طول البارت مره مناسب وحتى للقراءه
وحتى ماننسى الأحداث من طول المده
يعطيك العافيه ولا خلا ولا عدم منك يارب


زارا 06-08-17 06:31 AM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي (المشاركة 3687290)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الخير على الفيورا ومتابعينها
والا متابعينها لا زعلانه عليهن خيااااااانه متكيات هنا
على الزين ومافكرن يعلمني وأنا اللي لاشفت شيء أعجبني أتنغص لهن وودي يتابعن معي
المره الجايه بردها لكن وبتكي لحالي وماعلمكن
وبأخذ راحتي في المكان



ام جماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااال وقسم الله بالله ومالتس علي يمين
اني كنت برسل لتس الحين .. تووني أرسلت لوحده من حبيبااتي دعوه لمتابعه القصه وانتي والله براس القاائمه وانصدمت يوم رجعت للقسم وشفت ردتس الحين.. لكن نقوول ان القلوووب عند بعضها يااقلبي..
وانتي والله ماتقصرين ياقلبي ان جاز لتس قصه علمتينا ..
وتراني والله انا والنوووري مسووين اعلان لها بالمقلط وحاطين رابط القصه بعد..
يعني دعوه جماعيه يوم شفت محد استجاب قلت بشتغل على الخاص يكون ملفت للانتباه اكثر...
عاد الا زعل ام جمال مانقدر عليه.
ولك حق تزعل ثم لك حق نرضيك.. وش يرضيتس ام جمال..؟؟
هل يرضيتس انتس ترسلين بارت جنون المطر لي من يوم يووصل لتس من برد ابد ..ماعندي مانع..ههههههههههههههههههههههههه
.

فيتامين سي 06-08-17 07:05 AM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارا (المشاركة 3687293)
ام جماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااال وقسم الله بالله ومالتس علي يمين
اني كنت برسل لتس الحين .. تووني أرسلت لوحده من حبيبااتي دعوه لمتابعه القصه وانتي والله براس القاائمه وانصدمت يوم رجعت للقسم وشفت ردتس الحين.. لكن نقوول ان القلوووب عند بعضها يااقلبي..
وانتي والله ماتقصرين ياقلبي ان جاز لتس قصه علمتينا ..
وتراني والله انا والنوووري مسووين اعلان لها بالمقلط وحاطين رابط القصه بعد..
يعني دعوه جماعيه يوم شفت محد استجاب قلت بشتغل على الخاص يكون ملفت للانتباه اكثر...
عاد الا زعل ام جمال مانقدر عليه.
ولك حق تزعل ثم لك حق نرضيك.. وش يرضيتس ام جمال..؟؟
هل يرضيتس انتس ترسلين بارت جنون المطر لي من يوم يووصل لتس من برد ابد ..ماعندي مانع..ههههههههههههههههههههههههه
.

ليه الزعل لي والا لك لما ارسل لك فصل رواية برد المشاعر
شوفي عاد يرضيني ترسلين لي رواية الفيورا الجديده لما ترسلها لك
لكن لا تعلمين الفيورا وتحرمك منها هههههههههه

الـــ غ ـــيد 06-08-17 11:07 AM

رد: عكس الرحيل
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفيورا
روايه قمه في الروعه
وابداااااع

متابعه لك منذ البدايه
وتضايقت في المرتين اللي اغلقت فيها

كنتي كريمه معانا بتنزيل البارتات
فكل الشكر لك

أعتذر عن عدم الرد سابقاً والمتابعه بصمت
ولكن لدي مشكله في الدخول من الجوال وهو ما أتصفح به
ولايقبل المنتدى تسجيل دخول إلا من اللاب

تحيتي لك يا مبدعه
والله يعطيك العافيه

ندا المطر 06-08-17 11:28 AM

رد: عكس الرحيل
 
ما شاء الله الرواية كتير حلوة وسلسة
وجدتها اليوم وبدأت فيها .. ما تركتها حتى وصلت لاخر فصل
ناعمة جدا هذه الرواية واحداثها خفيفة وجميلة
متابعة معك عزيزتي ..

الفيورا 06-08-17 12:04 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبها (المشاركة 3687239)
ما شاءالله عليك يا زارا 😊
من يومك و عندك توقعات أكثرها يصيب .👏🏼👏🏼.
أجل ناصر بيخطب الخالة !!😁

شكرا يا الفيورا جزء ممتع ..
بانتظارك باذن الله .🍃🌷🍃

إيه والله، تفهمها وهي طايرة ما شاء الله عليها!
واللحين يبقى سؤال عن السبب اللي خلاه يخطبها...

مشكورة قلبي. سرني إن البارت عجبك!!!:)

الفيورا 06-08-17 12:14 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارا (المشاركة 3687279)
السلااام عليكم..

ياااااااااااااااااااااااااااا جمااااااااااااال مالك ويااجماااال طيف وويااجمااااااااااال ال في ويااجماااااااال توقعاااتي اللي صااابت..هههههههههههههههههه
:peace::dancingmonkeyff8::peace::dancingmonkeyff8:
ال في.. يااا اختي لو شفتيني وانا اطااامر لما ناصر خطب ثريا من ولد اختهااا .. حركه من زمان ماسويتها ورديتي شبااابي لي بخطبة ناصر لثريا..هههههههههههه

بس الصراحه يعني انا صح متوقعه ان ناصر بيخطب ثريا واكثر واحد كنت مرشحته لهالشي بس ما ادري من وين عرف هالخاله .؟. يعني معقووله يخطب وحده مايدري عن عمرها ..؟؟ ماراح استغرب لو كان زياد مكلمه عنها ايام زواجه من ام مالك وهو اثارت اهتمامه من ذاك الوقت.. اكيد ان زياد ماكان يمدحها ..بس ناصر له وجهة نظر ثانيه شاف منها إصرار ثريا على استمرار علاقتها باختها غصب عن زياد قووه منها وثقه بشخصيتها.. يعني الصراحه اشوف فيه غرابه انه يخطبها خبط لزق الا لو كان عنده معلومات عن هالخاله؟؟ يا انه عرف عنها من زياد يا انه هو سوى بحث عنها وعن طيف لما شاف مالك وعرف انه ولد صديقه؟؟؟؟
بس بجد بجد متحمسه اشوووف ثريا وهي مع زوج واشوف رومانسيتها معه.. مو هي تقول لطيف انها رومانسيه خلاص لااازم نشوف ثريا ورمانسيتها... وخصوصا انها مرت بتجربتين وحده فاشله والثانيه كانت ممرضه لرجال مريض وماعاشت معه حياة زوجيه سعيده.. بس للحين ماعرفنا عمرها.. اتوقع انها بالاربعينات يعني للحين بقمة شبابها وقمه نضوجها..
وهـ بس ..انا عاد احب رومانسية اهل الاربعين , خليها بالاربعين وهو بالخمسين وعقب يطيحون ببعض رومانسيه تهوسنا.. لاتقولين انتم وش يدخلكم حنا الجمهووور المتحمس للرومانسيه لتصحره مثل مالك..ههههههه
مالك وماازلت تمشي بخطه مالها داعي تتعبك اكثر من انها تريحك..بتخلي البنت تمل منك وانت بس جايبها تدلكك لانك مصدع والا تسوي لك قهوه لانك بعد مصدع..بتخليها تقول انا خذتي واحد متهالك من الامراض .. يارجال اقفزززز بخطتك لمسااافه بعيده واعترف انك تحبها وتموووت عليها وخلصونا من هالفلم المتعب لنا ولكم...
ودي انكم تروحون برحله بروحكم وهناك عاد تلعبون على بعضكم مثل ماتبون بس على مزاجنه وفهمك كاافي ياا مالك قلب طيف
ماتلعب والله اجل تحط لها مالك قلبي وهي مسميها ط..والله يا ان هالطاء بتطلع روحك وقلبك .. مع اني واثقه انك ماكتبتها بهالحرف لكن باسم اجمل وخاص فيك انت بس..طيف روحي.. يمكن؟؟
مدري ليش خطرت في بالي الحين رحلة لكم لمكه؟؟؟
طيف: شوفي تمسكي بمي ولا تتركينها ابد .. على الاقل يكون لتس حياة خاصه فيتس بوجود صديقه مثل مي اللي اتوووقع انها بتعطيتس من النصااايح الزوجيه والحركاااات اللي بين الازواج وبتعطيتس من المشفر والمحمر والمشمر والمشخلع ..واللي يوسع صدورنا وصدر حبيب الكل مالك وانتي طبعا بتخترعين من هالحركات والاساليب لكن لو تبين تملكين مالك وتخلينه مايستغني عنتس ابد لازم تنفيذين كلامها ..>>فيس يشجع مي وبقووه
ثريا: البشاره جالتس معرس مبروك..>> فيس يسبقكم ويعلمها بالمعرس..هخهخهخه
عندي ثقه انتس عارفه عن ناصر يعني لو معلومات بسيطه بس انتي عارفته وسامعه فيه من قبل من ام مالك..
وخصووصااا انه كان معروف بمجاله وصحفي له شنه ورنه ومشهور لاصحاب الاهتمام..
فاتوقع انتس ماراح تنسينه للحين وخصووصا انه الصديق الوحيد لزياد فاكيد انه يمكن كان يشكي لناصر من تواصلتس مع اختس وهو اللي حاول ينفي عنها كل شخص يحبها ويحتفظ فيها لنفسه بس..
ناصر ماخطبتس الا وانتي مارحتي من باله كل هالسنوات .. ماراح اقوول انه وصل للحب لكن الرجال لفتي انتباهه لدرجة انه مانسى خالة مالك كل هالسنوات ..
ال في .. ابدعتي يااقلبي بقوووه.. احب اقرأ الوصف اللي توصفين فيه الابطال.. احب كيف تكتبين وش يتمنون يقولون لكن واقعهم مع بعض يخليهم يتحايلون بالرد.. حبيت مرره مرره حوار مالك وطيف لما سالها وش تذكرين عني وردها بخاطرها كل شي.. استمتع بالحوارات والوصف وكل شي استمري ياااا مبدعه وحنا ماراح نمل من انتظار هالابداع اليومي.:55:
بانتظار ردة فعل ثريا على خطبة ناصر لها.. ولان ثريا شخصيه مو متوقعه ردة فعلها أخاف ترفض لكن لو شفنا وضعها وانها وحيده الحين وتبي شي يملا حياتها أتوقع انها توافق وخصوصا ان بزواجها من ناصر بترجع للرياض وتكون قريبه من مالك وطيف...
دمتي بود

يختي لازم أحط ردودك ببرواز، دوم تخليني ابتسم!
صبتيها من أول وأنا بس أقول ما شاء الله ما شاء الله! وبتعرفين السبب قريب وأتمنى يكون قد توقعاتكم.
كل يوم هو يوم ندم بالنسبة له، بس بيشوف جزاءه مع كل بارت. ونشوف إذا مي بيكون لها دور في معالجة مشكلة التصحر القائمة هنا (صراحة ماسكة ضحكتي وأنا أكتب ذيك الجملة)
تسلمي قلبي، بجد فرحانة إن الرواية ماشية معاك تمام والأسلوب جاز لك.

الفيورا 06-08-17 12:24 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي (المشاركة 3687290)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الخير على الفيورا ومتابعينها
والا متابعينها لا زعلانه عليهن خيااااااانه متكيات هنا
على الزين ومافكرن يعلمني وأنا اللي لاشفت شيء أعجبني أتنغص لهن وودي يتابعن معي
المره الجايه بردها لكن وبتكي لحالي وماعلمكن
وبأخذ راحتي في المكان

الفيورا ماعليك من اللي راح عتاب أحباب

ماشاء الله روووووعه الروايه قرأت البارت الأول
وماقدرت اوقف سهرت عليها لما آخر بارت
أسلوب سهل ممتع وحبكه رااائعه وصف رااائع
للحال والمكان توازن بين الحوار والسرد
مافيها حشوممل ولا إختصار مخل
بالنسبه للأبطال

ثريا رغم عدم حبها لطيف لكنها ماكانت سيئه
معها بدرجه تجعلنا نكرها وظروفها هي السبب
اللي تحكمت في تعاملها مع طيف لكن معدنها طيب
وظهر لنا في تعاملها معها بعد زواج طيف وخاصه
بعد وقوفها معها في مرضها وبعد عودة مالك لحياة
طيف لم تكن أنانيه وأحتفظت بها عندها لكن شجعتها
على العوده لزوجها ولم اقف في جانب ولد أختها
وأتوقع توافق بضغط من طيف ومالك ولاننسى أن
أكبرمشجع لها إنها بتكون بجانب طيف

ناصر يمكن سمع من زوج أختها عنها أو من أعجابه في زوجته وقال ممكن تكون أختها مثلها

طيف أعجبتني شخصيتها مسالمه ماهي أنانيه وطيبه
وحده غيرها ما أهتمت بزوجة أبوها مثلها خاصه
مع تعاملها معها وقبولها الزواج من اجل اسعاد والدها
وعلى نياتكم ترزقون ربي رزقها بزوج طيب رغم ظروفه كان يحاول اسعادها وحبها

مالك رجل بمعنى الكلمه راقي في تعامله مع طيف
ومخلص في حبه لطيف ماغيره المال يمكن في الأول
لما مابين لطيف حبه عذرته لكن بعد رجوعه لها
مافي داعي للف والدوران قولها بصراحه إنك عاشق لها ومستحيل تبدلها بغيرها ولا طولها وهي قصيره
لكن تستاهل اللي بتسويه فيك طيف ولو إنها مافيها خبث لكن البركه في خالتك ومي لازم يعطونها
كم محاضره ودروس خصوصيه حتى تخليك تشاهق بإسمها

مي شخصيه تنحب وعلى طبيعتها ومرحه مدري ليه
عندي إحساس إن زوج مي يطلع على معرفه أو صحبه مع مالك

الجد والجده أكيد بيغيرون رأيهم في زواج مالك
بعد مايعرفون طيف ويحسون بسعادة مالك معها

تسلم يمينك حبيبتي على التنزيل اليومي
مع طول البارت مره مناسب وحتى للقراءه
وحتى ماننسى الأحداث من طول المده
يعطيك العافيه ولا خلا ولا عدم منك يارب


مين قدي الناس صارت تتعازم على روايتي :peace:
ما عليك قلبي أهم شي إنك هنا فالأخير. تسلمي على ردك الأنيق الروعة وعلى مرورك اللي يشرح الصدر :)

bluemay 06-08-17 12:26 PM

رد: عكس الرحيل
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رغم انقطاعي القسري عن الروايات ومتابعة الردود
الا إني انجذبت لـ عكس الرحيل

ولقيت حالي مربوطة بخيوط خفية بتشدني
لمتابعة طيف ومالك

اجدتِ وابدعتِ في صياغة الحوارات والمشاهد
اللي بتتميز بالسلاسةوالعفوية

بصراحة انتِ صايرة كافيين يومي
لازم اشيك كل يوم واتابع فيه تطورات
الاحداث.

تأكدي إنك وصلتِ لقلوب متابعينك

الفيورا 06-08-17 12:27 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الـــ غ ـــيد (المشاركة 3687305)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفيورا
روايه قمه في الروعه
وابداااااع

متابعه لك منذ البدايه
وتضايقت في المرتين اللي اغلقت فيها

كنتي كريمه معانا بتنزيل البارتات
فكل الشكر لك

أعتذر عن عدم الرد سابقاً والمتابعه بصمت
ولكن لدي مشكله في الدخول من الجوال وهو ما أتصفح به
ولايقبل المنتدى تسجيل دخول إلا من اللاب

تحيتي لك يا مبدعه
والله يعطيك العافيه

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أفا، لا تشيلين هم. عادي عادي أهم شي إن الرواية عجبتك :)
ومشكورة على مرورك. جد فرحت به!

الفيورا 06-08-17 12:30 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندا المطر (المشاركة 3687307)
ما شاء الله الرواية كتير حلوة وسلسة
وجدتها اليوم وبدأت فيها .. ما تركتها حتى وصلت لاخر فصل
ناعمة جدا هذه الرواية واحداثها خفيفة وجميلة
متابعة معك عزيزتي ..

تسلميلي قلبي على كلماتك العسل، وتسلمي على مرورك الجميل ومتابعتك :)

الفيورا 06-08-17 12:33 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3687313)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رغم انقطاعي القسري عن الروايات ومتابعة الردود
الا إني انجذبت لـ عكس الرحيل

ولقيت حالي مربوطة بخيوط خفية بتشدني
لمتابعة طيف ومالك

اجدتِ وابدعتِ في صياغة الحوارات والمشاهد
اللي بتتميز بالسلاسةوالعفوية

بصراحة انتِ صايرة كافيين يومي
لازم اشيك كل يوم واتابع فيه تطورات
الاحداث.

تأكدي إنك وصلتِ لقلوب متابعينك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
هذي بجد شهادة أعتز وأفتخر فيها. تشبيه كتاباتي بالكافيين هو من أجمل الإطراءات اللي تلقيتها أبد.
بجد مشكورة قلبي على كلماتك الروعة هذي وعلى متابعتك :)

الفيورا 06-08-17 01:00 PM

رد: عكس الرحيل
 
[13]

ربما لاحظ مالك قلة النشاطات التي يمكن الانخراط بها في جناحه، فهو قد أرشدها إلى مكتبه أو بالأحرى، مكتبته، لتشغل نفسها كلما شعرت بالضجر.

فغرت فاهها بانبهار لرؤية المجموعة المعتبرة من الكتب المصفوفة بترتيب. تتخيل أنها بكل سهولة تستطيع قضاء ساعات طوال في هذا المكان دون الملل للحظة.

كان كنزا، هذا المكتب.

سألته بتأكد: عادي أتعبث فمكتبك؟

ترددت في أخذ راحتها في الحال، فربما يوجد هنا ملفات مهمة خاصة بالعمل لا يجب الاقتراب منها.

لكن مالك أجابها بابتسامة دون تشرط قبل أن يتركها: المكتب وصاحبه حلالك..

ما ألبق لسانه. لوحدها الآن، تساءلت إذا كان يمتلك هذا اللسان الفضي مع الآخرين أيضا. على الأرجح، فأي رجل أعمال ذو قيمة يجب أن يعرف للذوق.

لكن.. كم كانت تمقت فكرة أن تكون شخصا آخرا يتلقى كلام مالك اللبق، المعسول أحيانا.

لوهلة ليلة الأمس.. كادت تفضح نفسها، رامية آخر دفاعاتها عرض الحائط، ناسية غايتها، أن تجعله يقر برغبته في بقاءها عنده.

هو لم يكن خيارها كزوج، وهي بالتأكيد لم تكن خياره كزوجة. لكن، بينما هي تخطت ذاك الحاجز وأصبحت ممتنة لجمع القدر بينهما، لم تكن واثقة من الأمور ناحيته، صحيح أنه قد سامح خالته، لكنه في المقابل قد اقترح تمثيلية مؤقتة بينهما. موقنة هي أنه كان يهدف لشيء، لكن ما هو؟

يالله، يالحالها المزري! أمامها كتب من شتى الألوان وتخوض في تأملات نفسية.

مهما حاولت القراءة، وجدت أفكارها تعود إلى ذاك الطريق، إلى أن استسلمت وعادت إلى غرفة النوم.

نهاية الليلة، سمعته يدخل الجناح ثم الغرفة. كانت مستلقية تعطيه ظهرها، لكنه تكلم مخاطبا لها: أدري إنك صاحية..

استغربت لتسأل: وليه واثق كذا؟

رد:ما عمرك نمتي بوضعيتك هذي./ استطرد: وكمان.. أتذكر وحدة قالتلي إنه صعب عليها تنام وأنا غايب.

ظلت صامتة إلى أن أحسته قد استلقى جانبها: خلاص.. الوحدة ذيك تعلمت تنام لحالها.

لم تدري إلا وهو يحتضنها من الخلف، شادا إحكامه على خصرها، هامسا في أذنها: وأنا مرة ثانية بعلمك كيف ما تنامي بغيابي..

تهدج نفسها، وصوتها بدا خافتا بعيدا عن المرارة التي كان من المفترض أن تحس بها. سألته تستحثه، تستدرجه: إذا هذا ترتيب مؤقت، مو أحسن ننسى بعض؟

أحست بحرارة أنفاسه جانب رقبتها: وش أسوي؟ فيني أنانية..

"أناني.. متعب.. ومؤذي.."

لا يدرك، أليس كذلك؟ لا يدرك أنها لا تحتاج إلى التذكير. حقا تعرف ما تفتقده جانبها.

سيقتلها، هذا الكبت، هذا الحال الذي يجب ألا يدوم. ستجن من أفكارها هذه، من ذاك البعد والقرب المربك.

هي لم تأتي لخوض حرب خاسرة.

:

رأت فرصتها في تغيير السيناريو الحالي في الصباح قبيل ذهاب مالك إلى مقر عمله. مشت معه إلى باب الجناح، لتعطيه لائحة مقاضي: مطبخك فاضي..

ابتسم وهو يقرأ اللائحة: يالله! من زمان عن ذا.

ربما كان يجب عليها طلب مقاضيها من الخدم الكثرى الموجودين في هذا البيت، لكنها لم تستسغ الفكرة، لم تكن متعودة.. لم يبد أن مالك مانع هذا، بل بدا مسرورا إلى حد فاجأها: بشوف اللي أقدر أجيبه..

مالت نحوه لتطبع قبلة على خده، هامسة: في حفظ الرحمن..

لاحظت عندها جدة مالك المتسمرة في مكانها من الصدمة، تتراجع مبتعدة عن هذا المشهد، ليلاحظها مالك بدوره.

همت طيف بالابتعاد خطوة، لكن مالك منعها من ذلك، يسألها بعمق اكتسى صوته: هذا تمثيل؟

ابتسمت طيف بغموض: فكر اللي تحبه..

كم أرضاها رؤية الضياع في عيونه.

:

من بين كل إخوة أبيه، كانت شيخة الوحيدة التي عرفت سيرة زوجة مالك مسبقا، قبل سنة بالضبط من إعلان الأمر على جميع أفراد العائلة. لا عجب، فهي كانت الأقرب إليه، وعلاقتهما كانت عفوية بدلا من الرسمية التي شابت علاقته مع عميه.

تذكر أنه كان بسبب شكوى مالك من تلميحات العائلة له بالزواج، لا يسلم من عم ولا زوجة عم، وحتى جدته كانت مشاركة مخضرمة في ذلك الموضوع: طيب أنا متزوج وراضي بوضعي..

لتصعق حينها: متزوج..؟!

لم يذكر الكثير عن زوجته طيف، فقط بضعة تفاصيل متفرقة مبهمة جعلتها تتساءل ما أبقى ذكراها في بال ابن أخيها، ليجعله صادا تماما عن الارتباط بأخرى.

لا تنكر، أقلقها اعترافه، فعلى حسب كلامه، كان صغيرا بالسن عندما تزوجها، وربما مسيرا بطيش الشباب. ربما تلك الطيف لم تكن بالمستحقة لوفائه، ربما تزوجته على طمع، ربما ستكسر قلبه إذا أتى يوم ووجدها.

لكن، لم تفصح عما بدر لذهنها، وتركته لوحده لإحساسها بأن كثرة التدخل ستؤدي إلى نفوره. كم شابه أباه في تلك الناحية.

لم تمض سنة إلا وقد أصبح أمر زواجه بطيف معروفا، مُقابل بسخط غامر مكتوم من قبل الكل عداها، فالفضول كان ما أعمى بصيرتها عن أي إحساس آخر.

لم تصبر إلا وقد زارت بيت أبويها صباح وصول مالك وزوجته إلى الرياض. لتعرف الإجابة عن كل أسئلتها.

الفرح العارم البادي في عيون ابن أخيها جعلها تتقبل تلك الزوجة قبل أن تراها، فذلك العمق في العاطفة لم تعهده أبدا في مالك.

حينها أتت ساعة اللقاء، ووجدت شابة غاية في الجمال في الجانب الآخر. إذا كان الأمر يقاس بالجمال فقط، فلا يلام ابن أخيها في صده عن الكل غيرها.

لكن.. هناك جوانب أخرى لهذه الشابة، أليس كذلك؟

في رحلة التسوق التي كلفهما بها مالك، لمحت الكثير عن طيف، وما لمحته داوى قلقها على ابن أخيها، جعلها تدرك مدى ولع مالك المضحك المبرر بها.

حازت على موافقتها دون أي جهد يذكر.

:

لم يتطلب الأمر الكثير لتعرف طيف أن بيت جاسر كان مركز اجتماعات العائلة الرئيسي. منذ الصباح الحركة لم تتوقف أرجاء البيت، وحتى الليل ما زال أفراد العائلة يتسامرون.

لم تحب طيف قط جمعات النساء، لم تجد سهرات الكلام والحكايا شيئا تنخرط فيه. ولكونها الزوجة التي ظهرت من العدم، فإن كل الأنظار كانت موجهة إليها، متفحصة لها من الفستان الفوشي الأنيق الذي اشترته مع العمة شيخة، إلى تسريحة شعرها الملفوفة البسيطة، إلى زينة وجهها المعدومة عدا عن الكحل الذي يرافقها على الدوام، وروج وردي جريء.

خفف عنها جلوس العمة شيخة جانبها، معرفة بها بكل من التقت بأعينهن: هذول اللي لابسين كأنهم مطقمات زوجات أخوي سالم، مزنة وسوسن.

رأت طيف امرأتان لابستان لفساتين متطابقة في كل التفاصيل إلا اللون، ولم يبدُ عليهما الرضا عن ذلك.

أكملت تشير إلى إمرأة حامل، و أخرى تخاطبها بحماس: الحامل نورة، زوجة أخوي عبدالله ومعاها مرام، زوجة ولدي زياد.

أشارت عندها إلى شابات أنيقات جالسات في زاوية منزوية بعض الشيء عن باقي النسوة: اللي تبلع في الحلا بنتي الجازي، مخطوبة وما يبين الله يصلحها. الهاجدات جنبها بنات مزنة، نور ونوال. اللي تطقطق في الجوال جنبهم وفي عالم ثاني صديقتهم سعاد، خطيبة ولدي هادي. زواجهم بيكون بعد العيد.

استوقفتها حينها طيف لتهنئها: مبروك..

لترد وكأن العبرة تخنقها: الله يبارك فيك.. آآخ بس، البيت بيصير موحش وكل بزراني في بيوت ثانية. كان مفروض أخليهم كلهم تحت نظر عيني..

ضحكت طيف برقة: مين يدري، يمكن أحسنلهم البيوت المتفرقة..

بدت العمة شيخة كأنها تفكر مليا في الأمر قبل أن تقول: تدرين.. معك حق.. مرام خلقة ما تحب سعاد والعكس صحيح. كل مرة يجتمعوا في مكان واحد تصير كارثة.

قطبت طيف حاجبيها: لسى ما صارت كارثة إلا اللحين..

لتجيبها بوجوم: أعطيهم وقت..

وحقا، لم تمضي نصف ساعة إلا والشابتان تتبادلان الكلام اللاذع، إلى أن قاطعتهما الجدة بحدة أخرستهما.

بقيت طيف بعيدة بعدا تاما عن الدراما الحاصلة حولها، لكنها أحست بالنظرات المزدرية الموجهة إليها.

سألت العمة شيخة: ليش أحس إن الكل يستنى مني الزلة؟

ابتسمت لها، محاولة التخفيف عنها: مو لشخصك، عشان المكانة اللي أخذتيها.

استفسرت: المكانة اللي أخذتها؟

لتشرح: زي ما تعرفين، زياد كان قريب من قلب أبوي، وبما إن مالك ولده، فمعزته من معزة أبوه. وعشان يتقربوا منه، الناس بدت تتكلم عن عرايس عندها، خصوصا زوجات سالم، سالفتهم سالفة./ أشارت إليها لتستطرد: بالنسبة لهم إنتي وحدة دخيلة جاية تخربي خططهم.

شعرت بالغيظ، بالغضب الغيور الكاسح. ثمان سنين والناس تعرض العرائس لزوجها ليختار من شاء.

تركت العمة شيخة جانبها لاستدعاء الجدة لها، لتخرج طيف هاتفها وترسل إلى مالك دون أخذ ثانية لتتمهل وتفكر.

#ما شاء الله، توي أدري إن الكل يبغى يزوجك من عنده.

لم تمض دقيقة إلا وقد رد عليها.

#لقطة أنا مو؟

لم تستطع منع نفسها من الابتسام حتى مع غيظها، فثقته كانت مضحكة.

#مدري، يمكن سعرك في السوق انخفض بوضعك معاي.

رده كان لحظيا كالأول.

#لا تخافي، أنا ماركة خام بجودة عالية.

سألته عندها.

#معناته استثمرت زين، صح؟

ليسألها بدوره.

#بالمنتف والكحيان قبل سنين؟

قطبت حاجبيها بعدم رضا من كلامه، فهي لم تره إلا بصورة واحدة في قلبها.

#الكحيان والمنتف، والهامور.. كلهم إنت. زي ما قلت، ماركة خام بجودة عالية في كل الحالات..

انتظرت رده لوهلة، وحينما مرت عدة دقائق ولم يرد، استسلمت، ليرن الجوال معلنا عن اتصاله بها. وقفت لتمشي بعيدا عن الجموع، ملاحظة لتتبع الجدة لها.

ردت عندها على اتصاله، تضرب عصفورين بحجر واحد: هلا حبيبي..

:

ابتسم له ولد عمته زياد بود وكلام مبطن، ليشغله عن مراسلة طيف للحظة: أشوف وجهك منور هذي الأيام..

"حتى الأخ الغافل هنا لاحظ.. عز الله إني فضيحة." لم ينكر: هذا اللي تشوفه؟

ليضحك الآخر: إيه والله! ما تخيلتك إنت من بين كل الناس بتستريح بالزواج.

قطعت عليهما صغيرة زياد نغم ذات السنتين، تتسلق ظهره وتتعلق برأسه: نفسي أعرف مين اللي دخل فكرة إني شجرة فعقل بنتك؟

حاول زياد فكه منها لتتشبث به أكثر: والله من كثرة الكرتونات اللي تشوفها.. عيب يا بابا، إنزلي من ظهر عمك!

منعه مالك من المحاولة أكثر: خليها على كيفها. هذا موال الأميرة نغم وحنا رعياها..

أخيرا استسلم زياد ليقول بتحذير: والله راحوا فيها عيالك، بتدلعهم دلع..

ليرد: عيالي وكيفي، بدلعهم لين يفطسوا.

أطفال؟ أطفال من طيف؟

كم أعجبته تلك الفكرة..

أتى عمه عبدالله بقطع حلوى، ليفك أسره من قبضة نغم الصغيرة. عندها فقط رأى مالك جواله ينبض برسالة غير مقروءة، ليفتحها ويبتسم بحب صاف لقراءة كلماتها.

#الكحيان والمنتف، والهامور.. كلهم إنت. زي ما قلت، ماركة خام بجودة عالية في كل الحالات..

نهض لقسم معزول من مجلس الرجال واتصل بها، يريد وبشوق سماع صوتها، ليخطف ردها، صوتها الذي خالطه الغنج لأول مرة، أنفاسه: هلا حبيبي..

أتريد الفتك به؟ أتريد نهايته على يدها؟

لم يستطع الرد للحظات بدت كقرون، ليسمع تحلطما مألوفا.. صوت جدته.

أخيرا رد بخيبة أمل يخفيها بنبرة مرح: قاعدة ترفعين ضغط جدتي؟

ضحكت، ليدرك أن جدته تركتها: مرة سهل إن الواحد يرفع ضغطها الله يحفظها لك..

"هو أنا ناقص ضحكتها اللي تدوخني..؟"

أتاه اتصال من جوال العمل ليعتذر منها. يا لحظه أليس كذلك؟ لو لم يتصل به سيكرتيره يخبره عن مناقصة مغلوطة، كان سيأمر طيف بالرجوع إلى الجناح، كان سيريها ما فعلت كلمتها الثقيلة به..

رجع متأخرا إلى الجناح مع إبلاغ سيكرتيره له أنه سيتصل به حالما يتأكد من تصحيح الخطأ. تنهد بضيق، يبدو أنه لن يرتاح الليلة..

ظن أنه سيكون أكثر توازنا عند لقياها. لكن هيهات وهو يراها تفك شعرها من تسريحته، تمشط طوله الفاتن.

حاول أن يكون حياديا بقوله: أشوفه لساته طويل..

ربما كان أطول حتى مما كان عليه في الماضي.

رفعت نظرها إليه خلال سطح المرآة العاكس، لترد: ماكنت أهتم بطوله أبد، وبصراحة، كنت ناوية أقصه مرات كثيرة..

لم يستطع منع نفسه من الإقتراب وتمرير أصابعه خلال شعرها، هذا الغسق الداكن الذي رافقه في هذيان أحلامه. سأل بصوت عميق مفتون: وليش ما قصيته؟

ابتسمت ابتسامة ذات معنى، يبرزها الروج الوردي لأقصى فتنتها: واحد قالي ما أقصه..

تساءل للحظة، فقط تساؤل بريء لحظي، ماذا لو قبلها بكل الشوق الذي يشعر به؟ ليقطع رنين هاتفه عليه قبل أن يُلحق تلك الفكرة بفعل.

خطا بعجلة إلى مكتبه، يخاطب سيكرتيره بحدة لا سبب ظاهري لها.

:

حتى خلال سماعة الجوال، السخرية كانت جلية في صوت خالته عندما سألت: أحوال الخطة؟ ماشية تمام؟

"كيف عرفت؟ كيف عرفت إن حالي مكسور ومجبس؟"

رد: الشماتة مهيب زينة يا خالتي..

تنهدت: زي ما توقعت..

ابتسم بخبث وهو يتذكر شيئا سيغير الموضوع بأكمله: إيه قبل لا انسى أقولك، فيه ناس طالبين قربنا..

كان العجب واضحا في صوت خالته: قربنا؟ كيف؟

كتم ضحكة كادت تفلت منه: يحليلك وإنتي مسوية فيها بريئة وماتفهمي. جاني خاطب لك يا خالتي العزيزة.

سألته بكل جدية: مالك إنت استخفيت؟ جاك شي من أفكارك الخايسة؟

ليجيب: والله أنا بألف صحة وعافية. بس نستنى شورك.. ياعروس..

ظهر السخط في صوتها: ما تستحي؟! لو كنت قدامي ماكنت راح تتجرأ تقول هالكلام بوجهي! تعال زورني بس..!

تكلم كأنه لم يستمع لوعيدها: عريسك توب توب من جميع النواحي. أخلاق وأسلوب وجاه./ أردف يكرر كلماتها في الماضي: الرجال واثق منه ومافي زيه..

أقفلت الخط في وجهه، لكن أين ستفلت منه.

صراحة، لم يتخيل فكرة زواج خالته مرة أخرى، وبالعم ناصر من بين كل الناس.. لكن، ما إن طُرحت الفكرة، وجدها تعجبه، تعجبه للغاية. لديه الاحساس التام بأن العم ناصر سيعوض عن خالته الكثير، طيب أخلاقه المعروف عنه، لهفته الواضحة التي مازال مالك يشعر بالفضول حيالها.. كلها دلائل تدعم احساسه ذاك..

[انتهى البارت...]

أبها 06-08-17 05:31 PM

مبدعة مبدعة مبدعة يا زهرة ..

يا زين الشيخة ... تعليقها على الحاضرات مضحك و مسلّي ..
( يا زين بنتها اللي تبلع بالحلى 😂 )
( و للا حريم سالم المطقمات ) يبدو ان سالم ديكتاتوري
درجة أولى ..😡

شيخة لها دراية تامة بنفسية كل امرأة من نساء العائلة
و هذا يدل على نظرتها الثاقبة فيمن تعاشرهم ..
لذا سرعة تقبلها ل طيف و ترحيبها بها كان لمعرفتها
أنها نِعْم الزوجة و تستحق مالك بجدارة .

وجود منافسات لطيف بين العائلة ، و رغبتهم في الارتباط بمالك
لمكانته الكبيرة عند الجد ( و اعتقد أيضاً لمكانته الاجتماعية كونه
صاحب شركة ).. وهذا سيجعل وجودها غير مرغوب فيه
و ربما تتعرض لمضايقات البعض ..
صدق توقع زارا ..( ما شاء الله ) 😉

حوار مالك و طيف .. خفيف هادي .. و عميق
( ماركة خام بجودة عالية ..!!) 🤔
( اثاري مالك دمه خفيف ..وللا من الحرمان استخف !!) 😁

الجدة .. وش عندها تلاحق طيف 😳!!
يعني تبي تتأكد من مشاعرها لمالك و للا ..!!
أحلى شي لما فاجأت طيف مالك بقبلة الوداع ..
إشارة واضحة لمالك على الملأ أنني أتقبلك و أرتضيك زوجاً
و حبيباً .. الخطوة التالية عليك يا جبل .

شكرا يا الفيورا .. لا فض قلمك 🌷

زارا 07-08-17 01:18 AM

رد: عكس الرحيل
 
السلام عليكم..
ال في .. يختي انتي متى ناويه ترحمينا قبل ماترحمين طيف ومالك.. ؟؟ ترى حنا اللي انجنينا مو هم..هخهخهخه
تدرين عاد اليوم قريت البارت اربع مرات .. مرتين من الجوال ومرتين من اللاب وداائما احب اقرأ من اللاب احس الجوال ما استمتع بالقرايه فيه ابد ويطوفني فيه اشياء ماركزت فيها.. وزود على هذا البارت قاريته المره الاولى من جوال ماما مو من جوالي ..جوالي فوق وانا تحت .. وخذت جوال مامي ودخلت ليلاس وبديت اقرا .. الا بسم الله علي هالجوال اللي ملك مشااع لاحفادها ماخلوا سناب مادخلوه ولا لعبه ماحملوها فيه ولا برنامج من برامج التواصل الاجتماعي الا دخلوها فيه وطبعا هاتيك تصوير وارسال بحسابها ان كان سناب والا انستغرام والا اللي هو.. ومن تشوف صورهم وحوستهم فيه ..الكركره تاصلني وانا بغرفتي فوق من كثر ماهي مستملحتهم وياملح فلان ويازين فلانه .. وتكلم باللي مسوينه و حايسنه كنهم فاتحين القدس من كثر فخرها.. ويووم انا ياا الضعيفه المكرووفه وساعدها الايمن وعصاها اللي ماتعاصاها خذت الجوال حقها شوووي بس واندمجت مع ربعي هنا الا وهي تزأر فووق رااسي زأره شكلهم بيودوني يقرون علي عند شيخ من كثر ما خرعتني .. وكله وش تسووين بجوالي ؟ الحين اكيد بيخلص شحنه وانا تووني شاحنته... الحيييين قرود بنتس الكبرى لااعبين بحسبته لعب وكاسرين شاااشته وتشحنينه باليوووم عشر طعش مرررره ولااااا بعد المسؤول عن شحنه انا وان ماشحنته قومتي علي القياامه وان تم شحنه يجي بيدها دقيقه وباااقي اليوم مع قردها الاكبر والقرده الاصغر ..وفووق ذااا كل ابوووه جايبه الشاحن المتنقل عشان يشحنون جوالها قبل يطفى عليهم وهم يلعبون وتروح نقاطهم باللعبه .. وانا يووم قدر الله علي وخذته فضحتيني عند القاصي قبل الداني..الله يخليها لي نبع الحنان زعلتني والله..
المهم ياااا ال في مالتس بالطويله عاد يوم هالحادثه اللي حصلت لي مع نبع الحنان وجرحتني ..ابي بااارت بكره صغيرون كذا مثل اخوانه لكن فيه تطوور كبير بين الاثنين يخلونا يا الملااقيف يغمى علينا يختي ابي ادووووخ من زمااان عن الدوخات الرومانسيه ..هخهخهخهخه
عاد نجي لربعنا عقب ما فجرت راستس بمشاكلي العائليه.. وتعامل نبع الحنان الراقي معي ..

وعندي سؤال واحد بس.. هل ثريا تعرف عن ناصر...؟؟
بجد بجد خطر على بالي انها تعرفه من ايام ماكانت هي واختها يروحون لهم بالمحل اللي طاحت فيه اختها وعقبها عشقها زياد.. فكرت كذا ان ناصر ماسمع عنها من زياد وعرف عنها منه.. لأأأ.. اتوقع الحين ان ناصر يعرفها من قبل زواج زياد من اختها.. وهي ممكن بعد انها تعرفه من ذيك الفتره.ما اقول كان بينهم حب والا عشق لأ.. لكن يمكن كان يشوفها ومعجب فيها وبقوتها وشخصيتها .. يعني ناصر يوم خطب ثريا كان شايفها وعارف عنها قبل مالك ما ينخلق..
وهي أتوقع من يوم تعرف انه ناصر صديق زياد بتطلب تشوفه بوجود مالك والا اخوها مازن؟؟
مالك وطيف : قال ايش ياطيف جنني مالك ويامالك بتجنن طيف.. وحنا اللي انجنينا وانتم بعدكم بمعاركم اللي مدري ليه متعبين نفسكم ومتعبينا معكم فيها.. كان بدال وقت اللعب هذا .. كان اشغلتوه بشي مفيد لكم ولنا ..مثلا تحضنون بعضكم .. ؟ تسولفون مع بعضكم سوالف مكشوفه وغزل فاااضح..؟؟ كل واحد ينام بحضن الثاني وهو مفتح مو يدعي النوم.. يعني كذا..
يعني قصدي عشان التمثيليه تكون محبوكه اكثر>>فيس يناظرهم بطرف عينه..وكبده مندبله منهم
على فكره موااقفهم وحواراتكم تهووووس ..كثروا منها
الجده..هههههههه والله ضحكتيني يااعجوز قريح بديناااا بدينا شغل العجااايز قاتلكي الله..
ماغير جالسه وحاطه هالضعيفه طيف تحت المجهر؟؟ حتى يوم قامت تكلم زوجها لحقتيها .. انتي مافيتس وجع وامراض والم بركبتس تخليتس ماتقدرين تمشين زين ؟؟ والا ظهرتس متقوس من كبر السن والحزن على ولدتس زياد ياعديمه الاحساس..؟؟
الحين ولد زياد اللي صار لتس ماشفتيه اكثر من 20 سنه وماعرفتي عن ولده الا بعد سنوات طويله المفروض تحتوينه وتخافين على زعله مهوب بسم الله علينا تطامرين ورا حرمته وتشوفين وش تسوي ووش تقول للرجال؟؟ حتى من فجر الله يااربي لك الحمد مسنتره عشان تبدين زام المراقبه ... عيب عليتس واستحي على وجهتس عاد .. ماخليتي شي ماشفتيه لو يوم تبوسه وتودعه للدوام.. باقي بس تنطين عندهم بالجناج وتشوفين كيف يتعامل معها؟ تدرين والله فكره ياليت كل شوووي تنطين بالجناح عندهم كود هم يتلحلحون ويسوون حركات يعننني عشان يقنعونتس انهم ميتين على بعض.. والا هم بيكونون مستأنسين اكثر على هالحركات عشان يكونون قراب من بعضهم
مع هذا كله والله ماقدرت اكرهتس احس انتس ممكن تنفعين للاثنين وتساعدينهم ..
مزنه وسوسن: تناقض بالاسماء تطقيمتهم مهيب من طيبهن ولكن من حكم قراقوش اللي يبي يفك راسه من الصدعه ولا تجي وحده تقول فلانه جبت لها وانا ماجبت لي..ويمكن الصراحه هو يكون عدل منه تجاهن..
شيخه: الله يكملتس بعقلتس يااارب.. والله شكلتس مذااكره هالعايله عن ظهر قلب.. عارفه شخصية كل وحده واهدافها.. واللي قلتيه لطيف هذا ماراح يمر مرور الكرام لان طيف بتحذر من هالحريم وبنلقاها تدافع عن حقها بمالك بايديها وسنونها وبتوريهن الويل لو وحده فكرت تقرب من املاكها..
ال في امتعتينا بجد بجد بهالقطعه الادبيه المخمليه الحريريه من نعومتها وقوتها..استمري بالابداع الناعم ياجميله..
دمتي بود

شبيهة امي 07-08-17 01:57 AM

رد: عكس الرحيل
 
متابعه لجميل ما تكتبين واصلي الابداع ماشاء الله
مالك اتوقع انك اول من يستسلم ويعترف ويصرح بمشاعرة الحقيقيه

همس الذكـرى ينااجيني 07-08-17 02:22 AM

رد: عكس الرحيل
 
السلام عليكم 💕💕
الفيورا كاتبتنا المبددددددعه اهنيك على السلاسه بالطرح والاسلوب اللطيف والمختلف حتى الأبطال لطيفين وخفيفين ومافيهم تعقيد وكبرياءءءء وتنشلع تسبودنا وهم مابعد طاح اللي بروسهم
لا فعلاً تميزتي بطرح مختلف 💜

أضيفي لكل هذا ميزة التنزيل اليومي لاعاد في ذي ماحد يسوي مثلك يعني بالكثير الكاتبات بارت بارتين بالأسبوع وأاكد لك راح تكسبين قلوب الكثير ومتابعتهم بهالشي 💕

بس عاد ان شاءالله تستمرين معنا ولايكون فيه انقطاعات لفترات طويله الين مانوصل بالروايه لخط النهايه بإذن الله ❤.



مالك وطيف طبعاً شخصيات لطيفه هاديه اشوف يامالك انك مصعبها على نفسك واجد مايحتاج خطط هي راضيه بس المشكله عندكم بالخطوه الاولى الاعتراف لان كل واحد مسوي ان الوضع عادي ولا يبي يبادر 😹!!

اتوقع بنشوف صراعات بين العائله وعلى رأسهم الجده ضد طيف بس طيف بتحارب ولابتترك مالك ب ذيك السهولة .

بس فيه نقطه اشوف ترك مالك لطيف طول هالسنين ماهو مبرر يعني خالتك غلطت ليش تعاقب هالمسكينه معك كان عندك مجال تاخذها معك بس يمكن طيف ماكان ممكن تترك ابوها !!!


الجد ش يخطط عليه وهو اللي سهل كل هالمصاعب لمالك وجابها له يفكر انه مالك يتخلى عن طيف بنفسه
ان اقول الله يستر لايلفقون لها تهمه تكره مالك فيها ولا شي من ذَا!!!!!!


العمه شيخه الصدر الحنون واللطيفه بين هالعائله واللي احتوت زياد وبعده طيف
اتوقع هالعمه طبعاً ماراح ترضى لو تشوف تعدي على طيف وخصوصا ً من بنات العائله اللي اظن نصهم حاطات عيونهم على مالك وخربت عليهم طيف 😹🙅🏼

ناصصصصر والثريا تكون قصة حب قديمه من طرف واحد 🏃🏽🙄
اكيد عن طريق صديقه زياد ابو مالك بتتوضح لنا القصه فالبارتات الجايه ان شاءالله


ويعطيك الف عافيه 💕
وبانتظارك

طُعُوْن 07-08-17 06:00 AM

رد: عكس الرحيل
 
صباح السعادة .. صباح الجمال ..



رواية سلبت قلبي بتسلسل أحداثها و عفويتها الجاذبة ..
صدقًا .. مع إن فصولها قصيرة بس مشبعة .. عمق مشاعرهم
مذهل .. و أكثر شيء جذبني هو عدم مقاومتهم لمشاعرهم ..
تفهم طيف لمالك .. مع إني مستغربة للحين ليش كان يكلم ابوها
و خالته وهي لا ..! و ليش ماكان يبيها تعرف بهالمكالمات..؟

أما من ناحية شيخة فـهي تنعذر من ناحية نفسية بس أرجع
افكر بمنطق .. طيف مالها ذنب انها تشبه أمها .. و هي كانت
تقدر تقول لسلطان إن هالشيء يجرحها وماله داعي يذكر ام طيف كل شوي .. و مو شرط تقولها بهالصيغة بس ما اظنها كانت بتعجز
انها توضح له هالشيء بطريقتها .. وجهت احباطها لطفلة و اعدمت ثقة هالطفلة بنفسها .. بس سؤالي هل أولادها رح يظهرون او لا ..؟

غريب عزل زياد لزوجته و منعها من الزيارات ..! بس اظنها نوع من الأنانية .. ما بقول تملك لأن التملك ما يجي كذا .. هو أناني و الدليل انه قطع علاقته مع ابوه عشان ابوه طرده ..! كان يقدر يحاول مرة و ثنتين و عشر لين يرضى ..

بس الحين مالك ما يعرف ان عنده خال مو ؟ يعني شيخة عرفها من زياراتها بس مازن لا ..


الجد على فني عندي خبرة بالحياة اكثر و مالك رح يمل من البنت و ازوجه وحدة برضاي ..! ما درى إنه حقق لمالك شيء فقد الأمل منه..

الجدة .. نعم ايش عندها مع هالأسلوب ..! كرهتها من الحين🙄🌚


العم ناااصر .. ما اظنه يعرف شيخة معرفة شخصية .. و بالذات انو زياد انقطع عنهم كلهم فما اتوقع انه قابلها او سمع بطاريها من ناحية زياد ..


،


تسلم أناملش على هالرواية الممتعة .. شكلها بتصير إدمان ..
على فكرة .. اسمها جاذبني من نزولها اول مرة بس كنت مترددة
اقراها .. و امس كنت عالمنتدى من الجوال وهو الله يصلحه مخرف فدخلني على روايتش مع اني كنت ابي رواية ثانية .. قريت آخر بارت كنتِ تو منزلته اظن .. عجبتني الأحداث و بدأت فيها-> فيه روايات للحين اعرف نهايتها وما اعرف بدايتها 🙂 .. دايم كذا ابدا من الأخير و اذا جذبتني رحت للبداية 🙇🏻‍♀


..


دمتم بود 💜..


و فيتو و زارا و ميمي .. حبوا لأختكم المسلمة اللي تحبونه لأنفسكم .. مكيفين هنا وانا ذابحني الملل مالقيت شيء اقراه 🌚🔪



..

سرابالحكايا 07-08-17 06:09 AM

رد: عكس الرحيل
 
روايه رائعه ،، استمري عزيزتي

فيتامين سي 07-08-17 07:47 AM

رد: عكس الرحيل
 

صباح الخير على زهرتنا ومتابعينها
بارت رااااائع غاليتي لاخلا ولا عدم منك يارب

ناصر طلبه للزواج وراه شيء يمكن حب قديم أو إعجاب من طرف واحد ومالله كتب له يحقق حلمه وجاته الفرصه هالحين وماصدق
كلم مالك على طول

جدت مالك ذكرتني بخالتي قماشه مسويه برج مراقبه على طيف ومالك
وطيف ماقصرت فيها هههههه من راقب الناس مات هما

الجد مساعدته لمالك للوصول لطيف لأن مالك متمسك برايه
ورافض يتزوج فأكيد كان عنده أمل إن طيف ترفضه بعد غيابه كل
المده أو هو بعد مايشوفها يقتع منها لكن خطته فاشله معروفه

ماشاء الله سالم العم متولي الظاهر مربي حريمه عدل
هههههه وشكله هو اللي يشتري لهن ومن زود العدل
يشتري لهن مثل بعض مريح راسه من مكان واحد
للثنتين
نجي لكناري الحب مالك وطيف كل واحد يموت في الثاني
ويسوق الدلال وهم كاشفين بعض تقريبا وكل واحد ينتظر الثاني
يصارحه اول ياليل ما اطولك

مالك شخصيته تغيرت شوي عن قبل مايترك طيف ويسافر
أصبح واثق من نفسه يمكن السبب العمر والثقافه والغربه
والراحه الماديه

طعون ياعمري أنا مثلك أمس اللي قرأتها ورديت وشفتك
متواجده هنا قلت مافي داعي خلا ص وصلتي مثلي
بدون عزيمه

تسلم يمينك الفيورا منتظرين بارت اليوم


الفيورا 07-08-17 12:17 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبها (المشاركة 3687331)
مبدعة مبدعة مبدعة يا زهرة ..

يا زين الشيخة ... تعليقها على الحاضرات مضحك و مسلّي ..
( يا زين بنتها اللي تبلع بالحلى 😂 )
( و للا حريم سالم المطقمات ) يبدو ان سالم ديكتاتوري
درجة أولى ..😡

شيخة لها دراية تامة بنفسية كل امرأة من نساء العائلة
و هذا يدل على نظرتها الثاقبة فيمن تعاشرهم ..
لذا سرعة تقبلها ل طيف و ترحيبها بها كان لمعرفتها
أنها نِعْم الزوجة و تستحق مالك بجدارة .

وجود منافسات لطيف بين العائلة ، و رغبتهم في الارتباط بمالك
لمكانته الكبيرة عند الجد ( و اعتقد أيضاً لمكانته الاجتماعية كونه
صاحب شركة ).. وهذا سيجعل وجودها غير مرغوب فيه
و ربما تتعرض لمضايقات البعض ..
صدق توقع زارا ..( ما شاء الله ) 😉

حوار مالك و طيف .. خفيف هادي .. و عميق
( ماركة خام بجودة عالية ..!!) 🤔
( اثاري مالك دمه خفيف ..وللا من الحرمان استخف !!) 😁

الجدة .. وش عندها تلاحق طيف 😳!!
يعني تبي تتأكد من مشاعرها لمالك و للا ..!!
أحلى شي لما فاجأت طيف مالك بقبلة الوداع ..
إشارة واضحة لمالك على الملأ أنني أتقبلك و أرتضيك زوجاً
و حبيباً .. الخطوة التالية عليك يا جبل .

شكرا يا الفيورا .. لا فض قلمك 🌷

شيخة مثال على الشخص اللي عارف بمحيطه ولاعب اللعبة مزبوط..
تسلميلي قلبو، وإن شاء الله يحوز الباقي على إعجابك :)

الفيورا 07-08-17 12:24 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارا (المشاركة 3687357)
السلام عليكم..
ال في .. يختي انتي متى ناويه ترحمينا قبل ماترحمين طيف ومالك.. ؟؟ ترى حنا اللي انجنينا مو هم..هخهخهخه
تدرين عاد اليوم قريت البارت اربع مرات .. مرتين من الجوال ومرتين من اللاب وداائما احب اقرأ من اللاب احس الجوال ما استمتع بالقرايه فيه ابد ويطوفني فيه اشياء ماركزت فيها.. وزود على هذا البارت قاريته المره الاولى من جوال ماما مو من جوالي ..جوالي فوق وانا تحت .. وخذت جوال مامي ودخلت ليلاس وبديت اقرا .. الا بسم الله علي هالجوال اللي ملك مشااع لاحفادها ماخلوا سناب مادخلوه ولا لعبه ماحملوها فيه ولا برنامج من برامج التواصل الاجتماعي الا دخلوها فيه وطبعا هاتيك تصوير وارسال بحسابها ان كان سناب والا انستغرام والا اللي هو.. ومن تشوف صورهم وحوستهم فيه ..الكركره تاصلني وانا بغرفتي فوق من كثر ماهي مستملحتهم وياملح فلان ويازين فلانه .. وتكلم باللي مسوينه و حايسنه كنهم فاتحين القدس من كثر فخرها.. ويووم انا ياا الضعيفه المكرووفه وساعدها الايمن وعصاها اللي ماتعاصاها خذت الجوال حقها شوووي بس واندمجت مع ربعي هنا الا وهي تزأر فووق رااسي زأره شكلهم بيودوني يقرون علي عند شيخ من كثر ما خرعتني .. وكله وش تسووين بجوالي ؟ الحين اكيد بيخلص شحنه وانا تووني شاحنته... الحيييين قرود بنتس الكبرى لااعبين بحسبته لعب وكاسرين شاااشته وتشحنينه باليوووم عشر طعش مرررره ولااااا بعد المسؤول عن شحنه انا وان ماشحنته قومتي علي القياامه وان تم شحنه يجي بيدها دقيقه وباااقي اليوم مع قردها الاكبر والقرده الاصغر ..وفووق ذااا كل ابوووه جايبه الشاحن المتنقل عشان يشحنون جوالها قبل يطفى عليهم وهم يلعبون وتروح نقاطهم باللعبه .. وانا يووم قدر الله علي وخذته فضحتيني عند القاصي قبل الداني..الله يخليها لي نبع الحنان زعلتني والله..
المهم ياااا ال في مالتس بالطويله عاد يوم هالحادثه اللي حصلت لي مع نبع الحنان وجرحتني ..ابي بااارت بكره صغيرون كذا مثل اخوانه لكن فيه تطوور كبير بين الاثنين يخلونا يا الملااقيف يغمى علينا يختي ابي ادووووخ من زمااان عن الدوخات الرومانسيه ..هخهخهخهخه
عاد نجي لربعنا عقب ما فجرت راستس بمشاكلي العائليه.. وتعامل نبع الحنان الراقي معي ..

وعندي سؤال واحد بس.. هل ثريا تعرف عن ناصر...؟؟
بجد بجد خطر على بالي انها تعرفه من ايام ماكانت هي واختها يروحون لهم بالمحل اللي طاحت فيه اختها وعقبها عشقها زياد.. فكرت كذا ان ناصر ماسمع عنها من زياد وعرف عنها منه.. لأأأ.. اتوقع الحين ان ناصر يعرفها من قبل زواج زياد من اختها.. وهي ممكن بعد انها تعرفه من ذيك الفتره.ما اقول كان بينهم حب والا عشق لأ.. لكن يمكن كان يشوفها ومعجب فيها وبقوتها وشخصيتها .. يعني ناصر يوم خطب ثريا كان شايفها وعارف عنها قبل مالك ما ينخلق..
وهي أتوقع من يوم تعرف انه ناصر صديق زياد بتطلب تشوفه بوجود مالك والا اخوها مازن؟؟
مالك وطيف : قال ايش ياطيف جنني مالك ويامالك بتجنن طيف.. وحنا اللي انجنينا وانتم بعدكم بمعاركم اللي مدري ليه متعبين نفسكم ومتعبينا معكم فيها.. كان بدال وقت اللعب هذا .. كان اشغلتوه بشي مفيد لكم ولنا ..مثلا تحضنون بعضكم .. ؟ تسولفون مع بعضكم سوالف مكشوفه وغزل فاااضح..؟؟ كل واحد ينام بحضن الثاني وهو مفتح مو يدعي النوم.. يعني كذا..
يعني قصدي عشان التمثيليه تكون محبوكه اكثر>>فيس يناظرهم بطرف عينه..وكبده مندبله منهم
على فكره موااقفهم وحواراتكم تهووووس ..كثروا منها
الجده..هههههههه والله ضحكتيني يااعجوز قريح بديناااا بدينا شغل العجااايز قاتلكي الله..
ماغير جالسه وحاطه هالضعيفه طيف تحت المجهر؟؟ حتى يوم قامت تكلم زوجها لحقتيها .. انتي مافيتس وجع وامراض والم بركبتس تخليتس ماتقدرين تمشين زين ؟؟ والا ظهرتس متقوس من كبر السن والحزن على ولدتس زياد ياعديمه الاحساس..؟؟
الحين ولد زياد اللي صار لتس ماشفتيه اكثر من 20 سنه وماعرفتي عن ولده الا بعد سنوات طويله المفروض تحتوينه وتخافين على زعله مهوب بسم الله علينا تطامرين ورا حرمته وتشوفين وش تسوي ووش تقول للرجال؟؟ حتى من فجر الله يااربي لك الحمد مسنتره عشان تبدين زام المراقبه ... عيب عليتس واستحي على وجهتس عاد .. ماخليتي شي ماشفتيه لو يوم تبوسه وتودعه للدوام.. باقي بس تنطين عندهم بالجناج وتشوفين كيف يتعامل معها؟ تدرين والله فكره ياليت كل شوووي تنطين بالجناح عندهم كود هم يتلحلحون ويسوون حركات يعننني عشان يقنعونتس انهم ميتين على بعض.. والا هم بيكونون مستأنسين اكثر على هالحركات عشان يكونون قراب من بعضهم
مع هذا كله والله ماقدرت اكرهتس احس انتس ممكن تنفعين للاثنين وتساعدينهم ..
مزنه وسوسن: تناقض بالاسماء تطقيمتهم مهيب من طيبهن ولكن من حكم قراقوش اللي يبي يفك راسه من الصدعه ولا تجي وحده تقول فلانه جبت لها وانا ماجبت لي..ويمكن الصراحه هو يكون عدل منه تجاهن..
شيخه: الله يكملتس بعقلتس يااارب.. والله شكلتس مذااكره هالعايله عن ظهر قلب.. عارفه شخصية كل وحده واهدافها.. واللي قلتيه لطيف هذا ماراح يمر مرور الكرام لان طيف بتحذر من هالحريم وبنلقاها تدافع عن حقها بمالك بايديها وسنونها وبتوريهن الويل لو وحده فكرت تقرب من املاكها..
ال في امتعتينا بجد بجد بهالقطعه الادبيه المخمليه الحريريه من نعومتها وقوتها..استمري بالابداع الناعم ياجميله..
دمتي بود

والله حالتك مع جوال الوالدة نفس الحالة مع حبيبة قلبي.. شكل السالفة عامة ولا؟؟؟
أبشري ببارتين بس مو اليوم، بكرة إن شاء الله. لازم نراضيك مو؟ خصوصا مع المحن اللي صارت لك حتى تقري البارت.
ناويين علي انتوا بمديحكم الحلو الفتان..!
تسلمي على مرورك الروووووعة يا سكر! :)

الفيورا 07-08-17 12:39 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة امي (المشاركة 3687359)
متابعه لجميل ما تكتبين واصلي الابداع ماشاء الله
مالك اتوقع انك اول من يستسلم ويعترف ويصرح بمشاعرة الحقيقيه

والله بجد فرحانة بمرورك خصوصا وأنا معجبة بكتاباتك!!!
تسلمي تسلمي تسلمي قلبي، وإن شاء الله الباقي يحوز على إعجابك!

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الذكـرى ينااجيني (المشاركة 3687361)
السلام عليكم 💕💕
الفيورا كاتبتنا المبددددددعه اهنيك على السلاسه بالطرح والاسلوب اللطيف والمختلف حتى الأبطال لطيفين وخفيفين ومافيهم تعقيد وكبرياءءءء وتنشلع تسبودنا وهم مابعد طاح اللي بروسهم
لا فعلاً تميزتي بطرح مختلف 💜

أضيفي لكل هذا ميزة التنزيل اليومي لاعاد في ذي ماحد يسوي مثلك يعني بالكثير الكاتبات بارت بارتين بالأسبوع وأاكد لك راح تكسبين قلوب الكثير ومتابعتهم بهالشي 💕

بس عاد ان شاءالله تستمرين معنا ولايكون فيه انقطاعات لفترات طويله الين مانوصل بالروايه لخط النهايه بإذن الله ❤.



مالك وطيف طبعاً شخصيات لطيفه هاديه اشوف يامالك انك مصعبها على نفسك واجد مايحتاج خطط هي راضيه بس المشكله عندكم بالخطوه الاولى الاعتراف لان كل واحد مسوي ان الوضع عادي ولا يبي يبادر 😹!!

اتوقع بنشوف صراعات بين العائله وعلى رأسهم الجده ضد طيف بس طيف بتحارب ولابتترك مالك ب ذيك السهولة .

بس فيه نقطه اشوف ترك مالك لطيف طول هالسنين ماهو مبرر يعني خالتك غلطت ليش تعاقب هالمسكينه معك كان عندك مجال تاخذها معك بس يمكن طيف ماكان ممكن تترك ابوها !!!


الجد ش يخطط عليه وهو اللي سهل كل هالمصاعب لمالك وجابها له يفكر انه مالك يتخلى عن طيف بنفسه
ان اقول الله يستر لايلفقون لها تهمه تكره مالك فيها ولا شي من ذَا!!!!!!


العمه شيخه الصدر الحنون واللطيفه بين هالعائله واللي احتوت زياد وبعده طيف
اتوقع هالعمه طبعاً ماراح ترضى لو تشوف تعدي على طيف وخصوصا ً من بنات العائله اللي اظن نصهم حاطات عيونهم على مالك وخربت عليهم طيف 😹🙅🏼

ناصصصصر والثريا تكون قصة حب قديمه من طرف واحد 🏃🏽🙄
اكيد عن طريق صديقه زياد ابو مالك بتتوضح لنا القصه فالبارتات الجايه ان شاءالله


ويعطيك الف عافيه 💕
وبانتظارك

هلا هلا هلا هلا! مسرورة بعودتك الجميلة يا عسل! وفكرة التنزيل اليومي هذي من عمايل الأخت زارا، هي اللي أقنعتني بكلامها الحلو :peace:
وإن شاء الله ما تتكرر غيبتي ذيك وأواصل معكم للنهاية اللي أتمنى تعجبكم.

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طُعُوْن (المشاركة 3687365)
صباح السعادة .. صباح الجمال ..



رواية سلبت قلبي بتسلسل أحداثها و عفويتها الجاذبة ..
صدقًا .. مع إن فصولها قصيرة بس مشبعة .. عمق مشاعرهم
مذهل .. و أكثر شيء جذبني هو عدم مقاومتهم لمشاعرهم ..
تفهم طيف لمالك .. مع إني مستغربة للحين ليش كان يكلم ابوها
و خالته وهي لا ..! و ليش ماكان يبيها تعرف بهالمكالمات..؟

أما من ناحية شيخة فـهي تنعذر من ناحية نفسية بس أرجع
افكر بمنطق .. طيف مالها ذنب انها تشبه أمها .. و هي كانت
تقدر تقول لسلطان إن هالشيء يجرحها وماله داعي يذكر ام طيف كل شوي .. و مو شرط تقولها بهالصيغة بس ما اظنها كانت بتعجز
انها توضح له هالشيء بطريقتها .. وجهت احباطها لطفلة و اعدمت ثقة هالطفلة بنفسها .. بس سؤالي هل أولادها رح يظهرون او لا ..؟

غريب عزل زياد لزوجته و منعها من الزيارات ..! بس اظنها نوع من الأنانية .. ما بقول تملك لأن التملك ما يجي كذا .. هو أناني و الدليل انه قطع علاقته مع ابوه عشان ابوه طرده ..! كان يقدر يحاول مرة و ثنتين و عشر لين يرضى ..

بس الحين مالك ما يعرف ان عنده خال مو ؟ يعني شيخة عرفها من زياراتها بس مازن لا ..


الجد على فني عندي خبرة بالحياة اكثر و مالك رح يمل من البنت و ازوجه وحدة برضاي ..! ما درى إنه حقق لمالك شيء فقد الأمل منه..

الجدة .. نعم ايش عندها مع هالأسلوب ..! كرهتها من الحين🙄🌚


العم ناااصر .. ما اظنه يعرف شيخة معرفة شخصية .. و بالذات انو زياد انقطع عنهم كلهم فما اتوقع انه قابلها او سمع بطاريها من ناحية زياد ..


،


تسلم أناملش على هالرواية الممتعة .. شكلها بتصير إدمان ..
على فكرة .. اسمها جاذبني من نزولها اول مرة بس كنت مترددة
اقراها .. و امس كنت عالمنتدى من الجوال وهو الله يصلحه مخرف فدخلني على روايتش مع اني كنت ابي رواية ثانية .. قريت آخر بارت كنتِ تو منزلته اظن .. عجبتني الأحداث و بدأت فيها-> فيه روايات للحين اعرف نهايتها وما اعرف بدايتها 🙂 .. دايم كذا ابدا من الأخير و اذا جذبتني رحت للبداية 🙇🏻‍♀


..


دمتم بود 💜..


و فيتو و زارا و ميمي .. حبوا لأختكم المسلمة اللي تحبونه لأنفسكم .. مكيفين هنا وانا ذابحني الملل مالقيت شيء اقراه 🌚🔪



..

أهلا أهلا بكل زائر جديد! أحلى غلط قادك إلى روايتي المتواضعة (وتصير بصراحة، تطبيق الموبايل مخرف حده..)
تسلميلي على هذا التحليل الرائع قراءته، وإن شاء الله تتكرر زياراتك مع البارتات الجاية!

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سرابالحكايا (المشاركة 3687366)
روايه رائعه ،، استمري عزيزتي

تسلمي قلبي! من ذوقك :)

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي (المشاركة 3687367)

صباح الخير على زهرتنا ومتابعينها
بارت رااااائع غاليتي لاخلا ولا عدم منك يارب

ناصر طلبه للزواج وراه شيء يمكن حب قديم أو إعجاب من طرف واحد ومالله كتب له يحقق حلمه وجاته الفرصه هالحين وماصدق
كلم مالك على طول

جدت مالك ذكرتني بخالتي قماشه مسويه برج مراقبه على طيف ومالك
وطيف ماقصرت فيها هههههه من راقب الناس مات هما

الجد مساعدته لمالك للوصول لطيف لأن مالك متمسك برايه
ورافض يتزوج فأكيد كان عنده أمل إن طيف ترفضه بعد غيابه كل
المده أو هو بعد مايشوفها يقتع منها لكن خطته فاشله معروفه

ماشاء الله سالم العم متولي الظاهر مربي حريمه عدل
هههههه وشكله هو اللي يشتري لهن ومن زود العدل
يشتري لهن مثل بعض مريح راسه من مكان واحد
للثنتين
نجي لكناري الحب مالك وطيف كل واحد يموت في الثاني
ويسوق الدلال وهم كاشفين بعض تقريبا وكل واحد ينتظر الثاني
يصارحه اول ياليل ما اطولك

مالك شخصيته تغيرت شوي عن قبل مايترك طيف ويسافر
أصبح واثق من نفسه يمكن السبب العمر والثقافه والغربه
والراحه الماديه

طعون ياعمري أنا مثلك أمس اللي قرأتها ورديت وشفتك
متواجده هنا قلت مافي داعي خلا ص وصلتي مثلي
بدون عزيمه

تسلم يمينك الفيورا منتظرين بارت اليوم


مرحبا بعودتك عزيزتي ومع رد أكثر من رائع! والباقي إن شاء الله يكون عند حسن ظنكم!
تسلمي على مرورك الجميل يا جميلة :)

الفيورا 07-08-17 02:15 PM

رد: عكس الرحيل
 
يا حظي فيكم كلكم!

[14]

إذا بقي شيء على حاله، فإن ذلك الشيء سيكون عادة مالك في إغراق نفسه في العمل.

طيلة ليلة الأمس كانت تسمع للمكالمات والاجراءات التي كان يقوم بها من مكتبه. تفقدت حاله بين الفينة والأخرى، مزودة له بالقهوة التي بدا عليه الحاجة لها، وحينما زاد الأمر عن حده ورأته يقاوم النوم، أصرت عليه إنهاء عمله وأخذ قسط من الراحة، ليماطلها بابتسامة و "بس مكالمة أخيرة". في النهاية وجدت نفسها تغفو على الأريكة، لكنها استيقظت على السرير عند الفجر، لتراه قد ذهب للمسجد.

نامت بعد صلاتها واستيقظت عند الثامنة صباحا، لترى مالك قد عاد إلى مكتبه بدلا من غرفة النوم، غاط في نوم غير مريح بين أوراق ومستندات. اشتبهت أنها لم تكن المرة الأولى التي نام فيها في مكتبه، وأنه قد فعلها مرات عديدة قبيل مجيئها.

عاهدت نفسها بألا يكون لمثل هذه الحادثة تكرار.

تقدمت إليه توقظه: مالك.. مالك قم نام في السرير..

لا تجاوب. دل ذلك على مدى إرهاقه، فهو كان خفيف النوم عادة.

اقتربت أكثر، تهز كتفه بخفة وتهمس في أذنه بنبرة رجاء: يلا يا قلبي اصحى، ما ينفعلك النوم هنا..

فقط عندها تحرك ليجلس باستقامة، يرمش النعاس من عيونه، ينظر لها بغير استعياب دائخ. همس لنفسه عندها بسخرية: أكيد بحلم..

سألته: تحلم بإيش؟/ نظر إليها مرة أخرى بتأكد لتتسع عيونه بصدمة. ما باله يتصرف بغرابة؟ أكل ذلك من إرهاقه؟ أحاطت وجهه بين كفيها، وبصرامة حانية قالت: ما بتروح الشغل اليوم..

أومأ لها بقبول لكنها لم تكتفي بذلك، فأمسكت يده تقوده إلى غرفة النوم. لحسن حظها، فهو قد تبعها دون اعتراض.

بدا عليه التحسن عندما استيقظ وصلى الظهر. سألها، بما أنها أجبرته على أخذ يوم إجازة، إين تريد الذهاب، أصر عليها متجاهلا لتحايلاتها ومماطلاتها دون استسلام إلى أن أجابت المكتبة، فهي كانت تنوي شراء كتب للتحضير لكورسات الماجيستير في تخصصها.

:

طلبت منه المرور بصراف قبل المكتبة، لتستغرب من المبلغ المالي الهائل الموضوع في حسابها.. كان يوجد في حسابها ألف آخر مرة تفقدته فيه، لكن الآن يوجد مضاعفاته بالمئات..

لم يكن هناك إلا مشتبه به واحد..

رفع مالك حاجبه، مستغرب: توك تشوفين..؟

لم يحاول الإنكار حتى: ماعلينا من ذا، وش معنى هالمبلغ اللي في حسابي؟

أجابها بكل بساطة: مهرك مؤخرا.

استنكرت: مهري؟/ لتردف، تستنطقه للمرة الثانية: وش محل هذا المهر من الإعراب في وضعنا؟

أرادته أن يقول أن هذا المهر لم يكن جزءا من صفقتهما، أنه كان بادرة حقيقية منه لبداية جديدة..

لكنه نطق بدلا من ذلك: تعويض عن الماضي..

سألته سؤالا بدر إلى ذهنها من لحظة لقائهما: وش هدفك يامالك؟

ربما كان هذا أقصى ما تصله من الشفافية و كشف الروح. تمنت أن يقابلها بالمثل.

ابتسم ابتسامة مائلة لم يصل ألقها إلى عيونه، مبقيا نظره على الطريق بدلا عنها: عجيب.. كيف إنتي تسألين هذا السؤال بالذات..

لم يعقب كلامه ذاك بشيء، فقد وصلا إلى وجهتهما.

:

أمضيا الوقت في المكتبة بصمت، ليعودا إلى السيارة إلى ذات الصمت.. إلى أن توقف مالك أمام ما بدا كأنه مطعم: خلينا نتعشى قبل لا نرجع..

أبهرها ديكور المطعم الراقي. لم تتخيل أنها ستدخل هكذا مكان في الماضي. قادها مالك إلى طاولة معزولة محجوبة عن الناس وطلب طلبه، وعندما سألها عما تريد، أخبرته أنها لم تكن مشتهية لطعام.

كانت سارحة، غارقة في أفكارها لدرجة أنها لم تلاحظ وصول طلب مالك. فقط لاحظته عندما رفع مالك شوكته لها بلقمة من صحنه: كلي..

انحرجت تنظر يمنة ويسرة عن جرسون يقترب ويرى هذا المشهد: قلتلك مانيب مشتهية..

لم يخفض مالك شوكته ولا بدرجة: كلي وإلا بظل كذا.

أخيرا، فعلت ما أراده، ليأكل هو قسطا ثم يعود إلى تقديم قسط لها. إصراره العنيد أودى بهما إلى تقاسم طلبه.

يحيرها مالك قلبها هذا، بين اهتمامه وغموض كلماته.

حسنا، لن تستسلم، ستظل تحاول به إلى أن تسحب منه الكلمات التي تريد.

:

لم يرجع بهما إلى البيت.. هناك محطة يريد التوقف عليها قبل ذلك..

فقط عندما توغلا أكثر في أحد الأحياء لاحظت طيف أن ضواحيها كانت مألوفة جدا بالنسبة إليها: هذا..؟

أجابها دون الحاجة إلى سماع بقية سؤالها: إيه..

أوقفهما أمام بيت تعرفه طيف تمام المعرفة. سألته بصوت أدماه الشجن: ليش جبتني هنا؟ ما عاد هذا بيتي خلاص..

ليسألها بدوره وهو يخرج مفاتيحه من جيبه، يفتح به باب البيت المتماسك رغم قدمه: مين قال؟

حتى مغطاة، يعرف أن ملامحها اعتراها الاستغراب المذهول: كيف..؟

ببساطة: اشتريته.

فعلها لحظة رجوعه إلى الرياض من الخارج. لم يستسغ أبدا فكرة أن يكون هذا البيت لأناس آخرين، وحتى إن لم يجد طيف ويرجعه إليها، سيحفظه لها ولذكراها: بحول الملكية لك بأقرب فرصة إن شاء الله..

سمع صوتها يتهدج بشهقات مكتومة، تخطو ببطء داخل بيتها القديم بعدم تصديق: ما تدري كيف كنت شايلة فقلبي فقد هذا البيت، نار تحترق فصدري.. آخر أثر من أبوي وفقدته لحاجة.. كنت أجمع بجزء من راتبي عشان أرجعه، بس الناس اللي اشتروه كانوا يزيدون في سعره كل سنة..

يذكر خبث الشارين وحيلهم، لكنهم لم يصمدوا أمام المبلغ الذي عرضه عليهم. باعوا البيت بلهفة جشعة، غير مكترثين بمآربه الخاصة..: هذا هو رجع لك..

ضحكت بخفوت مع شهقاتها: تصدق..؟ ماكنت تحتاج تعطيني مهر، سواتك ذي تكفي وزود..

ابتسم بدفء حزين وهو يراها تكشف وجهها المحمر الملطخ بالدموع، يرافقها في مشيها أرجاء البيت، تتحسس جدرانه كأنها تتزود من ذكريات..

همست بأنين عندما وصلت إلى الركن الذي كان يفضله والدها لقراءة أّذكاره وورده..: لسى صوته عالق في بالي..

يذكر حسرته على عدم تواجده لحضور جنازة ذلك الرجل الطيب، يذكر أن أول ما فعله بعد رجوعه هو زيارة قبره: الله يرحمه..

ظل ماشيا جنبها، مثبتا لها بذراعه وهي تكمل مسيرتها، إلى أن وصلت إلى الملحق. أخيرا ظهر شيء من المرح في صوتها: يضحك منظره مقارنة مع جناحك..

ليرد بابتسامة سخرية على حاله: وش رأيك لو قلتلك إني أفضله على جناحي..؟

سألته: من أي ناحية؟

أجابها: الذكريات اللي فيه..

تساءلت بهمس سمعه: مع نفس الأشخاص، يمكن تتشكل ذكريات أحلى فمكان مختلف..؟

في ذهنه، أجابها..

"وإنتي معاي؟ إيه.."

:

ليلتها احتضنته في يقظتها، أحس ببلل دموعها على قميصه، وسمعها تهمس: عمري ما بنساها لك.. مشكور يا مالك، مشكور..

همس بدوره وهو يمسح على شعرها، يهدئها إلى أن غفت: يا سخفك، ما في ديون بين زوجين..

عرف من تلك اللحظة أنه لن يستطيع الاستمرار بخطته بعد ذلك، عرف أنها خطة فاشلة بكل جدارة.

أيعقل أن الشوق يضنيه وطيف أمامه، أن الحنين يدميه وهي أول ما تراه عيناه حين استيقاظه، أن التوق يحرقه بزخم جامح وهي على بعد لمسة ونفس؟

تعجب أنه لم يجن بعد من كثرة ما كبت..

كان هدفه في البداية أن تقوم هي بالبادرة، أن تتخطى حاجز الطريقة التي تم بها زواجهما، ذلك الشعور بالذنب الذي جعلها تنطق بالإذن في طلاقها..

لكنه قليل الصبر فيها، وسيعاملها من الآن كما يهواه قلبه، كما تستحق هي..

سيقوم هو بالبادرة.

:

سمعت صوت مالك وراءها وهي تعد القهوة، يعلق على كتبها التي اشترتها: وش ذي الطلاسم؟/ أردف يسألها: حبيبتي، من جدك تقدرين تفهميها؟

كادت القهوة الساخنة تصب عليها إذا لم تتجنبها في آخر لحظة. هرع مالك إلى جانبها قلقا يتفقدها من أي حروق، بينما هي ظلت غائبة عن العالم للحظة، تعتريها الحمرة.

جرها ليبتعدا من المطبخ التحضيري، ليجلسها على أول كرسي في طريقه: خلاص خلينا من القهوة اليوم..

فقط هذا ما أفاقها لتعترض واقفة: ليه؟ مافيني إلا العافية.

ضيق عيونه بشك: واضح إنه فيه شي مشغل بالك. ما راح أخاطر تحرقي نفسك عشان قهوة أقدر أصبر عنها.

أصرت بصدق: بالي موب مشغول بس..

استحثها: بس؟

نظرت إليه بحزم: لا تقول كلام زي كذا لي..

لم يكن مالك من النوع الذي ينطلق لسانه بالمسميات الغزلية، ويالحسن حظها في ذلك، فقد تبين أن كلمة "حبيبتي" منه فقط عاثت في قلبها عواصف هوجاء.

استغرب: أي كلام؟

ردت تمثل عدم التأثر: حبيبتي ومدري إيش..

كرر، ربما ليستوعب: معترضة إني أقولك حبيبتي..؟

لم تنظر إليه عندما أجابت بخفوت، محمرة إلى أذنيها: إيه..

ضحك بخفة، لتراه يبتسم بتسلية خبيثة عندما رفعت نظرها إليه: والله هذا لساني وأقول اللي إبغى.. يعني حلال عليك تقوليلي حبيبي وقلبي، وحرام علي أسوي المثل..؟

أسمعها تلك المرة؟

لم تدرك أنها كانت تتراجع إلى أن تلاقى ظهرها مع الجدار. حبسها مالك بجسده، يلعب بخصلات شعرها المنفلتة من ربطتها. همس بعمق حار: العين بالعين والسن والسن والبادئ أظلم يا طيف./ أردف وابتسامته تزداد بخبث.. مثير: بقولك حبيبتي، بقولك قلبي، بقولك روحي وعيوني وأنفاسي لين ما أشبع..

نظر نظرة خاطفة إلى شفتيها قبل أن يقول: إلا لو خليتيني أسكت..

كانت طيف في حالة يرثى لها أمام هذا الهجوم الكاسح، بقلبها المتسارع نبضا إلى درجة خطيرة، أنفاسها التي لا تستطيع إيجادها، وذهنها الذي اجتاحه هذا الغازي..

ربما كانت ستفعلها حقا، ربما كانت ستسكت ذاك اللسان المدمر لكل دفاعاتها، لكنه ابتعد عنها، يتكلم بحرقة وقهر: خسارة إني لازم أروح الشغل اليوم..

تطلب منها لحظات طوال لتمالك نفسها، حتى تتذكر أنه كان ذاهبا. قالت بصوت مخنوق، ماسحة ظهر عنقها الملتهب حرارة، تفكر بتهوئة وجهها على خفاء..: إيه، صح.. بحفظ الرحمن..

[انتهى البارت...]

فيتامين سي 07-08-17 08:13 PM

رد: عكس الرحيل
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا البارت محتكرينه كناري الحب هههههه
مالك كان ناوي يطبخ طيف على نار هاديه لكن الظاهر
النار احرقته هو قبلها وقرب ينفذ صبره وبيوصل
لنقطة الإنفجار
فبدأ يكثف جهوده حتى يوصلها لنقطة الإنفجار معه
عاد مدري العمل حجه منه وهروب وتأجيل او هو صادق
وما يقدر بترك العمل
عاد إذا بيسمع النصيحه ياخذها ويطيربها لأي مكان بعيد
عن خالتي قماشه هي اللي ناظرته ولو ياخذ من أثرها
احسن ههههههههههه المهم مايرجع بها الا والأمور بينهم
مضبوطه ومصارحين بعض عاد الله يكون في عون الجده
بعد مايتصالحون ماتقدر على متابعة المسلسلات التركيه
اللي بتشوفها وهالمره هي اللي بتشوف لها مكان ثاني
والا تعتكف في غرفتها لاعين رأت ولا أذن سمعت
تسلم يمينك الفيورا بارت راااائع رغم قصره لكن يشفع لك
إنه يومي ومانبغى نكون طماعين
ياحظي سجلوها في التاريخ رديت أول وحده


همس الذكـرى ينااجيني 07-08-17 10:13 PM

رد: عكس الرحيل
 
هلا هلا الفيورا 💕💕
بارت خفيف ولطيف 💜
مالك ههههههههههههه الظاهر سحبت على الخططط وماعاد تقدر على طيف بس عاد هالجده حاسس قلبي انها بعد هالموقف بتجهز لكم شي ينكد عليكم تنكيد 😐🙄!!

عاد حركة مالك بانه شرا البيت خطييييييره قرب من طيف اكثر مع انه مايحتاج بس هو يعني مايفهم ولازم الخططط الملتويه هههه


عاد يعطيك الف عافيه وبانتظارك ❤

زارا 08-08-17 03:39 AM

رد: عكس الرحيل
 
السلام عليكم..
ياقلبي قلبااااااه الرحمه يااا ال في بقلوبنا.. الحين مالك مافيه منه حبه ثانيه بين هالرجال واصادره..؟؟
يهبببببببببببل يختي ... حبييييييييت مررررره مرررررره انه خلاااص مل من خطته الخايسه بانه بيخلي طيف تعلن عن حبها له ..ايه يا اخي وش عليك منها ومن مشاعرها اهم شي مشاعرك اعلنها لها والله ان تلقاها يومين وهي ذايبه وخالصه..
وعاد مافيه اكبر دليل على حبك لها من انك شريت البيت وبتعطيه لها.. تدري ياا مالك البيت هذا انت شريت الذكريات فيه مو عشان الحجار اللي كونته.. بس على ماقالت طيف الذكريات تقدر تصنعها مع نفس الاشخاص بمكان ثاني.. يله عاد اصنعوا ذكرياتكم واحلامكم بالهاجناح اللي انتم فيه بكل ركن بكل كنبه بكل زاويه بكل شبر والقلب داعي لكم..اضغطها يا مالك بالكلام الحلووو هذا خلها ماتدري وش تسووي وتشتب خدودها واذانها وحتى منابت شعرها من كلامك الحلو والمنمق..

البارت اليوم الحلو فيه انه خاص فيكم بس .. فشدوو حيلكم يااا حلوووين في باقي الاجزاء..
ال في.. تسلم الاياااادي يااعسل .. كتبتي فابدعتي وبانتظار مزيد من الابداع..
دمتي بود


الفيورا 08-08-17 10:08 AM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي (المشاركة 3687392)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا البارت محتكرينه كناري الحب هههههه
مالك كان ناوي يطبخ طيف على نار هاديه لكن الظاهر
النار احرقته هو قبلها وقرب ينفذ صبره وبيوصل
لنقطة الإنفجار
فبدأ يكثف جهوده حتى يوصلها لنقطة الإنفجار معه
عاد مدري العمل حجه منه وهروب وتأجيل او هو صادق
وما يقدر بترك العمل
عاد إذا بيسمع النصيحه ياخذها ويطيربها لأي مكان بعيد
عن خالتي قماشه هي اللي ناظرته ولو ياخذ من أثرها
احسن ههههههههههه المهم مايرجع بها الا والأمور بينهم
مضبوطه ومصارحين بعض عاد الله يكون في عون الجده
بعد مايتصالحون ماتقدر على متابعة المسلسلات التركيه
اللي بتشوفها وهالمره هي اللي بتشوف لها مكان ثاني
والا تعتكف في غرفتها لاعين رأت ولا أذن سمعت
تسلم يمينك الفيورا بارت راااائع رغم قصره لكن يشفع لك
إنه يومي ومانبغى نكون طماعين
ياحظي سجلوها في التاريخ رديت أول وحده


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
هههههه الله يسعدك يا عسل، خليتيني ابتسم فذا الصباح.
مشكورة على متابعتك الجميلة وألف ألف مبروك على سبقك للكل :peace:

الفيورا 08-08-17 10:10 AM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الذكـرى ينااجيني (المشاركة 3687399)
هلا هلا الفيورا 💕💕
بارت خفيف ولطيف 💜
مالك ههههههههههههه الظاهر سحبت على الخططط وماعاد تقدر على طيف بس عاد هالجده حاسس قلبي انها بعد هالموقف بتجهز لكم شي ينكد عليكم تنكيد 😐🙄!!

عاد حركة مالك بانه شرا البيت خطييييييره قرب من طيف اكثر مع انه مايحتاج بس هو يعني مايفهم ولازم الخططط الملتويه هههه


عاد يعطيك الف عافيه وبانتظارك ❤

خلاص عهد سياسة الانتظار ولى، اللحين جا هجوم هجوم هجوم إلى الاستسلام :lol:
مشكورة قلبي من ذوقك وتسلمي على متابعتك! :)

الفيورا 08-08-17 10:16 AM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارا (المشاركة 3687407)
السلام عليكم..
ياقلبي قلبااااااه الرحمه يااا ال في بقلوبنا.. الحين مالك مافيه منه حبه ثانيه بين هالرجال واصادره..؟؟
يهبببببببببببل يختي ... حبييييييييت مررررره مرررررره انه خلاااص مل من خطته الخايسه بانه بيخلي طيف تعلن عن حبها له ..ايه يا اخي وش عليك منها ومن مشاعرها اهم شي مشاعرك اعلنها لها والله ان تلقاها يومين وهي ذايبه وخالصه..
وعاد مافيه اكبر دليل على حبك لها من انك شريت البيت وبتعطيه لها.. تدري ياا مالك البيت هذا انت شريت الذكريات فيه مو عشان الحجار اللي كونته.. بس على ماقالت طيف الذكريات تقدر تصنعها مع نفس الاشخاص بمكان ثاني.. يله عاد اصنعوا ذكرياتكم واحلامكم بالهاجناح اللي انتم فيه بكل ركن بكل كنبه بكل زاويه بكل شبر والقلب داعي لكم..اضغطها يا مالك بالكلام الحلووو هذا خلها ماتدري وش تسووي وتشتب خدودها واذانها وحتى منابت شعرها من كلامك الحلو والمنمق..

البارت اليوم الحلو فيه انه خاص فيكم بس .. فشدوو حيلكم يااا حلوووين في باقي الاجزاء..
ال في.. تسلم الاياااادي يااعسل .. كتبتي فابدعتي وبانتظار مزيد من الابداع..
دمتي بود


وعليكم السلام..!
هذا يعتبر قمة المديح إنك تبغين تصادريه :peace:
لا توصي حريص، بيجي يوم وتشوفينهم متصارحين..
وتسلمي إنتي يا عسوولة على ردودك ومتابعتك اللي بجد أنا محظوظة فيها :)

الفيورا 08-08-17 10:42 AM

رد: عكس الرحيل
 
[15]

تنهدت طيف بحسرة وهي تشاهد جموع الحجاج هذه السنة على التلفاز: خسارة، كان نفسي أحج السنة هذي..

ليرد عليها مخففا عنها: بوديك السنة الجاية إن شاء الله..

نظرت إليه بابتسامة مستغربة: من جد؟

ليستغرب هو من استغرابها: إيه، ليش لا؟

ابتسمت بدفء: أجل بخليك عند وعدك..

:

سألته جدته ما يريد على إفطار يوم عرفة، ليعدد كل ما صنعته طيف في ذاك الرمضان الذي قضاه معها ولم يشتهيه في الماضي..

كانت مفاجأة لهم كلهم مساعدة طيف في إعداده، فهي لم تكن تنزل للمطبخ الرئيسي إلا للضرورات القصوى..

كاد يختنق ضحكا عندما سمع جدته تعترف على مضض: تعرف تطبخ بنت الفياض..

:

ابتسمت ثريا لتلقي اتصال من طيف بعد صلاة العشاء مباشرة، تهنئها بالعيد قبل الناس. صراحة، كان لدى ثريا الاعتقاد بأنها ستنساها ببعدها، لكنها لم تفعل، بل واظبت على الاتصال بها يوميا.

أردفت طيف تهنئتها بقول: قالي مالك كلام مهم أمس..

كان لديها شك عظيم بماهية ماحدث مالك به طيف. تنهدت بغيظ: ما لقى إلا إنتي يقوله ذا الكلام..؟

لتسأل طيف: ليه؟ أنا مو معترضة، بالعكس../ استطردت حاكية: تدرين، حتى هو ما بغى يفتح معاي الموضوع بالأول، بس بالأخير قالي عشان أقنعك..

زفرت بضيق: ما بتقنعيني وخلاص، سكري الموضوع..

اكتسب صوت طيف حزما عندما قالت: أرفضي لأي سبب، بس لا تخليني عذر. أبوي الله يرحمه له سنين متوفي، يحق لك تعيشي حياتك. وهذا هو نصيب وجا..

أرادت أن تعترض لتقاطعها بإكمالها: يعلم الله إنك بتبقي فنفس المكانة فقلبي..

سألتها ثريا عندها بمرارة، سؤالا تعرف إجابته قبل النطق به: مجرد زوجة أب، صح؟

لترد طيف بيقين وصدق دافئ: لاء، بظل أشوفك أمي اللي ما ولدتني..

إنلجم لسانها، مصدومة لتلقي هذه الكلمات التي لطالما أرادت سماعها من طيف، كلمات لم تظن قط أنها تستحق النيل بها. ستجهش في البكاء إذا لم تله نفسها عن أفكارها هذه: عجوز وتقوليلي عرسي؟

ضحكت: أما ذي فصراحة أكبر كذبة سمعتها في حياتي. لساتك في الخمس والأربعين وما يبين حتى. غيرك تزوجوا أكبر، وإنتي ماشاء الله من أجمل اللي شافتهم عيوني..

ابتسمت بحرج وسرور لم تستطع إخفاءه: من متى والكلام يقطر منك كذا؟ أعهده ينسحب منك سحب.

أجابتها بكل أريحية، تنبئها أن شيئا تغير بشكل إيجابي في تلك الصغيرة: شكله القعدة مع ولد أختك فكت لساني..

لا تنكر، شعرت براحة أكبر حيال هذا الأمر بعد معرفة شعور طيف، وفضول نامي حيال هذا الرجل الذي أتاها فجأة خاطبا: بستخير وشوف.. إذا صار خير بعطيكم خبر.

تنفست طيف الصعداء: وهذا هو اللي نبغاه..

ابتسمت ثريا، تهز رأسها بعجب من وضعها بعد إنهائها للمكالمة..

"أولادي كبروا وصاروا يخطبون لي.."

:

"صدق إني ما كنت مقدر النعمة اللي كنت فيها.."

يا سبحان الله! ما إن قرر المضي في إظهار ما في قلبه لطيف، حتى جاءت المشاغل تتوالى عليه تباعا دون رحمة. بين المجموعة وأفراد العائلة الزائرة من بعيد وسفرياته التي لا تنتهي..

أحلام يقظته أصبحت عن يوم يقضيه في البيت.

"يبغالي إجازة.. إجازة طويلة وبعيدة عن الكل.."

معظم الناس ظنوا أن كونه وريث جاسر السامي الأرجح كان سهلا، مدلل مُنفذة أوامره لا يتحمل العواقب. لكنهم كانوا مخطئين، فجده كان أكثر صرامة عليه من موظفيه، لا يرضى منه إلا النجاح الكامل، لا يسلمه إلا أصعب الصفقات في أغرب الأوقات، غير مستمع لتدخلات عميه المتوسطة المطالبة بالتخفيف عليه.

لن ينكر، جده علمه الكثير، وصرامته زادته خبرة ومعرفة في زمن قصير.

لكن..

سألته طيف بعد رجوعهما من الصلاة، بغيظ مكتوم فاجأه: مين ينعطى سفرة عمل في العيد؟

تنهد: في أشياء عمرها ما تتغير..

عندها فقط لاحظ النقوش على يدي طيف: متى أمداك تحنين؟

أجابته وهي ترفع أكمام جلابيتها، لتريه امتداد نقوش الحناء الرائع على طول ذراعيها: حلو؟ قعدت الليل كله أنقش فنفسي. ماعمري سويتها..

إذا ذاك كان سبب اختفاءها: يفتن..

أعجبه وبشدة تناقض بياض بشرتها مع حمرة الحناء الداكنة، أعجبته دقة النقوش وتداخلها الملفت مع بعضها.

ابتسمت برضا، لتخطو مسرعة إلى غرفة الخزانة: استنى بوريك نقش ثاني..

الفضول اعتراه لحماسها وما تريد عرضه له، فانتظر رغم أنه كان يجب عليه النزول.

:

دار ما حدثته بها مي ليلة الأمس وهي في خضم نقش يديها في ذهنها، يحثها على فعل ما تنتويه..

(نقشي سيقانك بعد وإلبسي أقصر وأضيق شي عندك. عندك جسم الوحدة تنجلط تحصله، استغليه..!)

"يقطع شر مخك الجهنمي يا مي.."

نظرت للفستان الباذنجاني الذي ظنت أنه سيبقى في غيابات الدواليب، بعيدا عن النور، لينتهي المطاف بها باستعماله كبطل مخططاتها.

لبسته على استعجال، رتبت شعرها لأقصى ما تستطيع، تنفست بعمق، ثم خرجت من غرفة الخزانة.

حانت ساعة الصفر.

:

اختنق عند ظهورها مرة أخرى بعد دقائق، مرتدية فستانا قصيرا يفصل جسمها تفصيلا، لونه الداكن الباذنجاني يزيد مظهرها فتنة، يعرض بكل بذخ ساقيها المنحوتتين وامتداد نقوش الحناء على طوليهما..

"هذي ناوية على دماري.. مافي تفسير ثاني.."

سألها قبل أن تتكلم، مشتعل من منظرها، من فكرة أن ترى عين أخرى ما يراه الآن: بتروحي كذا قدام الناس؟

ضحكت، كأن الفكرة لا يجب أن يُفكر بها حتى: طبعا لا. مافي أحد ثاني بوريه غيرك..

سحبها إليه، محكما قبضته على خصرها، لا يفصل بين وجههما سوى الأنفاس: حذاري يا طيف، الواحد يمكن يفهمك غلط، يظن إنك تبغين تطولين عندي..

رفعت حاجبها، ولمع التحدي في ذهبها: واللي يشوف نظراتك اللحين بيفهم غلط بعد، بيظن إنك تبغاني أطول عندك..

هذا التحدي، هذه الثقة، كسرت آخر قيوده. شدها يقربها منه أكثر، ليرن هاتفه بكل حقد الدنيا قبل أن ينال مراده.

ابتعد عنها ليجيب، ليأتيه صوت سيكرتيره الآلي: الطائرة على وصول أستاذ مالك..

"بسوي منك ذبيحة يا حمد..!"

رد عليه بنفس الآلية: مشكور..

سمع طيف تتنهد وراءه، ربما غير مدركة أنه سمعها: إيه والله، فيه أشياء عمرها ما تتغير..

:

لم تمض ساعة منذ ذهاب مالك إلا وسمعت طيف طرقا على باب الجناح، فتحته بعد تبديل ملابسها وفوجئت من الزائر، جدة مالك، ملامحها ممتعضة كما هي عادتها معها.

دعتها إلى الدخول، لتختار الجدة الجلوس حول كاونتر المطبخ التحضيري.

سألتها: وش تحبي تشربي؟

ظلت صامتة للحظات ثم أجابت: قهوة.

قضيا الوقت مابين إعدادها للقهوة وإعطائها لها بصمت، لتمتعض ملامحها بعدم رضا مما أعدته لها: ذوقي مهوب مثل ذوق مالك.. حالي وقليل نكهة..

لم يغضبها ردة فعلها: وش اللي تحبينه طيب؟

لم تجبها، فقط نهضت من مكانها وغادرت.

:

حكت لمالك عن زيارة جدته لها عندما تأكدت من طيب أحواله، ليستغرب: عجيبة الدنيا الثامنة.

حقا كان غريبا أمرها. حتى حفيدها لم يفدها بسبب زيارتها تلك.

في اليوم التالي زارتها بنفس الوقت، طلبت منها نفس الطلب، وانتقدته نفس الانتقاد.

في اليوم الثالث حصل تغيير. انتقدت قهوتها نعم، لكنها أنهت فنجانها كاملا.

في اليوم الرابع، فقط قالت: أحسن من أمس..

في اليوم الخامس، أنهت فنجانها دون أي كلمة، وطلبت منها صب فنجان آخر.

سألتها ذلك اليوم: وش رأيك في الجناح؟

أبدت طيف رأيها بصراحة: حلو، عجبني. مالك قال إنك إنتي نقيتي فالأغراض.. عندك ذوق جميل.

أتلك ابتسامة رضا مكبوتة تراها؟: قالك هدفي من تأثيث جناحه؟

أومأت لها بنعم، لتبتسم بتلميح: وأظنك حققتيه صح؟

استنكرت: ماكان هدفي إنه يتزوج وحدة مثلك!

لم تلق لاستنكارها ولا كلماتها بالا: بس كان هدفك إنه يتزوج ويستقر ويبقى تحت عينك..

سألتها بنظرة تعجب: ليش إنتي كذا؟

أمالت طيف رأسها باستفهام: كيف.. كذا؟

أجابتها الجدة بصراحة: باردة وما تزعلي من كلامي اللي أرميه عليك في الروحة والجية..

ابتسمت طيف لها: يعني تعترفي إن كلامك شين..

حركت الجدة يدها بحدة ربما كانت من انحراج، تخبرها بأن تسرع في الإجابة. أجابت عليها بنفس صراحة سؤالها: أيام فراقي عن مالك، كنت شايلة هم كيف عايلتكم بتتقبله. كان خوفي إنكم بترفضوه حتى لو جده بغاه.. لكن اللي أشوفه اللحين منكم طمني. مقدر أزعل منك وإنت بس تبغين مصلحته./ رأت ملامح الجدة تنشرح بتفاجؤ مسرور، لتردف بخبث: وصراحة، رفع ضغطك صار شي زي الهواية..

ضيقت الجدة عيونها: يعني تعترفي إنك كنتي متقصدة رفع ضغطي..

قربت طيف إليها فنجانها: خذي قهوتك لا تبرد..

:

كرر مالك سؤاله: وش تقصدين إنتي وجدتي وصلتوا لتفاهم..؟ كيف صارت هذي؟ قوليلي كل التفاصيل.

مقارنة بالماضي، فإن المكالمات المتبادلة بينها وبين مالك في الحاضر أصبحت أكثر عفوية، أكثر أريحية وطولا. أصبحت لا تتردد بالاتصال عليه، تتكلم معه بالحدود الذي يسمح له جدوله المزدحم.

خالط صوته التذمر المرح: فيه أحد يذاكر قبل لا يبدأ؟

أقفلت كتابها بطيب خاطر: لازم أبني معلوماتي اللي تبخرت مع شغلي./ أردفت: ومو كأنك تعطيني فرصة أقرا لي فيها.

استنكر: وش تبغين قراية أكثر من كذا؟ من زين المادة بعد. والله ما غثني في الثانوي إلا كيمياء.

ابتسمت: كأني أشم ريحة غيرة..

ليرد: وعقلك كله مع أحماض الأمين؟ إيه أغار.

كانت تقصد غيرة من إلمامها بتخصصها، لا غيرة من الانتباه الذي كانت تعطيه له. كثرت زلاته هذه الأيام، وأصبحت شيئا فشيئا تستطيع رؤية صورة مبهمة: لاتخاف، مافي شي مشغل بالي أكثر منك..

:

أكان يتوهم أم كلامها أصبح أكثر حلوا في سفره هذا؟ أتريده أن يشتاق أكثر مما هو مشتاق؟

لحسن حظه، فسفره هذا كان على انتهاء. المهمة التي كان عليه تحقيقها اكتملت والآن هو في جدة، يزور خالته ويتفقد أحوالها.. ويقطع الشك باليقين بخصوص خطبتها، فناصر حتى وإن لم يزعجه بالسؤال، كان واضحا عليه انتظاره الأحر من الجمر.

"موب سهلة أبدا خالتي.. خلت ناصر النجم منهلك على قبولها."

نظرت إليه خالته بتعب عندما فتحت الباب له ليلة زيارته: إنت ما تعرف تجي بساعة صاحية؟

مثل التحلطم، مقفلا للباب وراءه: تقولين لي كذا وأنا ذبحني الشوق لك؟

ابتسمت له بسخرية: موب أنا اللي ذبحك الشوق لها. إرجع للرياض بدل ما تتمنظرلي هنا.

حسنا، غلبته هذه المرة. ما بال طيف أصبحت نقطة ضعفه؟

أشرت له بأن يستريح بينما هي توجهت إلى غرفتها: بتكلم معاك في الصبح زي كل الخلق..

وحقا، كان لقاءهم الفعلي في الصباح. لأول مرة قابل خاله مازن، ذلك الخال الذي سمع عنه فقط في حكايا أمه. سره وبشدة وصل فرد آخر من عائلة أمه، بأن يتعرف على جانب جديد منها. لكن.. شيء ما أثار استغرابه وفضوله في ذلك اللقاء.

عندما خرج خاله مازن مع أولاده الثلاثة، سأل مالك خالته: هو أنا اللي متخيل كذا، ولا ولد خالي الكبير فهد كان كاره وجودي؟

تجنبت خالته النظر إليه، مشغلة نفسها بغسل الصحون: مدري عنه..

عرف الآن أن هناك خطب ما: هذي أول مرة أتقابل معه، وشمعنى؟

أخيرا تنهدت خالته، لتلتفت إليه: ما يكرهك لشخصك، بس..

استحثها على الكلام: بس..؟

لتكمل: هو خطب طيف..

لم..

لم يستوعب. سأل بهدوء بارد متجمد، طبقة هشة فوق حمم لاهبة: إيش؟

فسرت له على عجل: ما كان يدري إنها متزوجة، كثيرين غلطوا الغلطة ذي.

بدلا من إخماد النار، لم تفلح خالته إلا في إشعالها أكثر: كثيرين؟ ليه، هو كم واحد خطبها؟

أدركت خالته عندها غلطتها، لتسأله بدورها: أقولك الإجابة اللي تبغى تسمعها، ولا الحقيقة؟

رد: أبغاكي تكوني بمنتهى الشفافية معاي.

بوجوم أجابته أخيرا: عشرة مع فهد..

مضت لحظة صمت بينهما.

كرر: عشرة؟

لتكرر هي: عشرة..

ربما كانت هذه طبيعة لم يظهرها غالبا، لكنه غيور، غيور وبشدة. فكرة أن عشرة رجال فكروا باسم طيف فقط تحرقه، فما بال من فكروا بها كزوجة؟

لاحظت خالته تعبيره القاتم لتقول: ترى فهد لساته ولد خالك، لا تذبحه..

كأنه لم يسمعها: وله وجه عين يناظرني كذا! مفروض أنا أشرب من دمه مو هو!

تنهدت خالته بقلة حيلة: على باله إنك واحد ظالم معلق طيف عالفاضي.. ما يدري عن حقيقة وضعكم.

يريد أن يضحك حتى يتقيأ كل الدم المغلي في جوفه: وما شاء الله، يظن إنه بيصير بطلها اللي بينقذها من ظلم أسري.. حلم إبليس في الجنة!

أكبر غلطة ارتكبها هو مشيه شبرا واحدا خارج البيت الذي جمعه بطيف. سحقا سيموت من غضبه!

راقبته خالته الآن بتسلية: إذا بتستخف كذا روح لها أحسنلك./ استطردت وهي تعود إلى غسل الصحون: إيه، ترى تكلمت مع مازن ينشد عن ناصر النجم وما لقى شي عليه.. قوله إني موافقة..

هذا فقط ما جعله يخرج من عتمة أفكاره السوداوية للحظة: من جد؟

أكدت له: إيه من جد..

[انتهى البارت...]

الفيورا 08-08-17 10:59 AM

رد: عكس الرحيل
 
وهذا بارت صغنون عن ناصر وقصته..

[16]

ما زال في صدمة من تلقي مكالمة مالك الأخيرة..

(جهز نفسك لسفر، ترى خالتي وافقت عليك..)

لا يصدق، لا يصدق.

أتختم حكايته بوصل؟

أفعلا سينال مراده؟ بعد سنين وسنين من الخيبة؟

في ذهوله بدأ يسترجع الأحداث إلى نقطة البداية، وصية صديقه زياد الأخيرة له قبل أن تنقطع عنه أخباره، خشية أن يستدل أهله على مكانه عن طريق صلته بناصر.

(زوجتي شايلة هم أبوها وأختها. أبغى يكون لك خبر عنهم وترسلي على العنوان اللي بعطيك).

العنوان الذي أعطاه كان بمكان عام، لا يمكن تتبع المصدر منه.

لم يكن ناصر بالمخلف للوعد، حتى وهو في الثانية والعشرين من عمره. بدأ على الفور بتنفيذ وصية صديقه. أصبح كل يوم يمر جانب بيت أهل زوجة زياد، عائلة الصقر، يستقصي بخفوت عن أحوالهم. يحكي جيرانهم له عنهم، عن الأب الذي لا يُرى، المتهم جورا بجريمة قتل، وابنته ذات السنين الستة عشر التي هي فقط من كان يخرج من ذلك البيت المتهالك.

لم يظن ناصر أنه سيُلاحظ، لكنه فوجئ بالفتاة تتقدم إليه، تقول له بحدة تتضح في عيونها الظاهرة مع النقاب وصوتها المبحوح: إذا ناوي كلام مع أبوي، أبوي ما يستقبل ناس. إذا ناوي تتصدق، فيه بيوت ثانية أولى. إذا ناوي نية شينة فبيتنا، قسم بلم عليك الحارة كلها..!

تركته مدهوشا، منلجم اللسان من الصدمة. هو، بكر عائلة النجم ذائعة الصيت، تأتي صغيرة مثل هذه وتتجرأ عليه بالكلام؟

سرعان ما لاحظ السبب الذي جعل زوجة زياد تقلق على عائلتها، وربما ما جعل أختها تنبهه بعد أن لاحظت تتبعه لبيتها.

كل بضعة أيام يقف ثلاثة من الرجال عند باب البيت، يطالبون برؤية سليم الصقر، ليرجعوا خائبين دون لقاء. حكى لناصر جار أن الرجال كانوا من طرف القضية التي ظلم فيها سليم وسٌجن بسببها، ليصبح منزويا عن العالم، لا يعتب خطوة خارج بيته.

كل بضعة أيام أيضا لاحظ أفرادا مختلفين يقفون عند البيت، بيدهم مؤونات وطعام. قيل له أن هؤلاء فاعلوا خير سمعوا عن أحوالهم.

سمع عن إحباط أفراد من الحارة لمحاولات سرقة للبيت. لم يظن أنه سيصادف أحدها، لكنه وقع على واحدة أصبحت فيها ابنة سليم رهينة. لسوء حظ السارق أن ناصر كان متواجدا. جعله يندم بحرقة على تعديه لحرمات الناس.

في أحد الأيام بعدها صدف وأن تلاقى مع ابنة سليم في الطريق، ليسأل دون توقع جواب: بتلمي علي الحارة قريب؟/ ابتسم لرؤية الغيظ في عيونها، ليردف: أهم شي إنك بخير..

رأى التفاجؤ يكسو نظرتها قبل أن تكمل مسيرتها..

لكن..

أكان يخيل له سماع شكرها الخافت وهي تمشي مبتعدة؟

مضت سنة على هذا الوضع، عرف أخيرا اسمها من حديث الجيران.

"ثريا.. حلو اسمها.."

أصبح هو يحرسها دون وعي، مسير بدوافع لم تكن لأجل زياد فقط.

لاحظ لأيام وأسابيع عدم خروج ثريا من البيت. أراد السؤال عنها لكنه لم يرد أن يقابل بالشك. بصدفة، عرف سبب غيابها.

تزوجت.

لسنوات، لم يعرف سبب الضيق الخانق الذي شعر به عند سماعه لذاك الخبر.

ظل يتفقد بيت سليم، يطمئن على أحواله، متجاهلا لظلها الزائر بين الحين والآخر.

وفجأة، بعد خمس سنين من خروجها، عادت. عرف أنها تطلقت من زوجها، لكنه لم يبق ليستمع لما حاكه الجيران من أسباب ذلك.

لم تمض أيام بعد عودتها إلا وهو يراها تخرج مسندة رجلا أهلكه الغبن.. سليم. أخذه مسرعا منها، يسنده عليه بدلا عنها.

في المستوصف وقف بعيدا، يراقبها غير قادرة على الجلوس، يرى الدمع يتشكل بصمت في مقلتيها. لم ينظر إليها عندما قال بصوت تسلل إليه الدفء والحنو رغما عنه، محاولا التخفيف عنها: بيطيب بإذن الله، هدي من روعك..

لحسن الحظ أفاق سليم ليعيد الفرح إلى عيون ابنته، وما أجمل عيونها تلك. سينكر، لكنه لاحظ عيونها النجلاء من اللحظة التي تقدمت إليه لتنذره.

أوصل الأب وابنته إلى بيتهم، ليشكره سليم على استعجال بينما تأخرت ابنته عند الباب. خفق قلبه بإسراع لاهث لسماع صوتها، تتكلم باحترام وتهذيب مختلف تماما عما قوبل به قبل سنوات، لا تلقي له نظرة واحدة حتى: مشكور أخوي. بيكون هذا معروف ما ننساه لك.

دخلت البيت دون انتظار جوابه، غير دارية باليقين الذي بعثته في روحه.

عرف عندها عمق مشاعره اتجاهها، عزم لحظتها على الزواج بها. لم يكترث بكونها مطلقة، لم يكترث بمستواها الاجتماعي.

لكن.. كأن والده أحس بما كان سيقدم عليه، ربطه بابنة صديقه من نفس مستواهم، حالفا متنذرا عليه. فقط رؤية ما آلت إليه حال زياد من قطيعة ووحدة أخضعته.

لم تمض شهور إلا وسمع بزواج ابنة سليم مرة أخرى، ليصبح التفكير بها حراما مرة أخرى..

صدق من سماها ثريا..

ذكرها ظل يلاحقه لسنين، من حضوره لجنازة والدها، إلى لقاءاته مع جاسر إلى مصادفته لمالك، ابن صديقه وابن أختها. كل مرة منع نفسه من الاستفسار أكثر، من الإسهاب في التفكير بها أكثر.

سعى في المضي في حياته، تزوج وتطلق مرتين بعد طلاقه من زوجته الأولى، لتثمر تجاربه تلك ولده البكر محمد، وصغيرته سعاد التي ستتزوج قريبا وتتركه، ليبقى وحيدا في بيته.

عندما سمع بزواج مالك، تبادرت الأفكار دون استئذان إلى ذهنه، تنشئ احتمالات شتى.. يعرف بأن مالك عنيد، ولن يخضع لسطوة جده بالزواج ممن يريد، متحايلا منتظرا إيجاد تلك التي تزوجها وتعلق بها. إعلان حالته كمتزوج دل على شيء واحد، وجدها.

هل وجد الثريا معها أيضا؟

سحقا، ما زال في هواه القديم، في الواحدة والخمسين من عمره، ومازال قلبه يخفق لذكرها، يدفعه للسؤال عنها للمرة الأولى بعد امتناع سنين..

لتأتي المفاجآت تتوالى عليه.

أيعقل، أيعقل وصل الثريا بعد رضاه في البقاء على الثرى؟

(جهز نفسك لسفر، ترى خالتي وافقت عليك..)

اتصل بسيكرتيره يأمره: إحجزلي على أقرب طيارة لجدة..

[انتهى البارت...]

الـــ غ ـــيد 08-08-17 01:27 PM

رد: عكس الرحيل
 
كل الشكر لك
البارتات
بدااااااع

همس الذكـرى ينااجيني 08-08-17 11:42 PM

رد: عكس الرحيل
 
اهلن اهلن الفيورا 💜💜
بارتييييييييين جميلات ولطيفات
ثريا والموافقة على ناصر يعني مثل ماتوقعنا في قصة حب قديم ومن طرف واحد هههههه كيف بتكون حياتهم متشوقين مره خاصه انهم شخصيات ناضجه ومسؤوله يعني بتحالف شوي عن حياة طيف ومالك ..

والله وقفتي على موقف خطيييييييير متشوقين لردة فعل مالك على خطاب طيف هههههههه يمكن هذا الشي اللي بيلين الحديد خاصه انه مسافر له مده بعد ههههه !!

يعني سفريات مالك ذي عندي احساس ان الجد ورآها يعني الجد مستلم مالك والجده استلمت طيف هههههههه بس شكلها هالعجوز حبت قهوة طيف وماودها تعترف هههههه !!

بس يعني اهني طيف على طولة بالها وأنها متفهمه لرفضهم لها وماتعالملت معهم بالصراخ والصياح او حاولت تشكي ب مالك 🤔!!

بارت ناصر الخاص يوضح لنا قصته مع ثريا كامله بدت بفرعه ونخوه عشان صديقه وانتهت بحب هههه

يعطيك الف عافيه الفيورا وبانتظارك 💕💕

زارا 08-08-17 11:45 PM

رد: عكس الرحيل
 
السلام عليكم.
ال في .. يااشيخه انا بديت احمي للدووخه.. مادخت بقووه للحين بس فيه هه بوادر دووخه استنى فيها مالك وطيف يبدون بالثقيييل وانا عاد بدوووووووووووخ وربي وربهم الله..هخهخهخه
احب اشكرتس على البارتين الحلوووين الطعمين الرهيبين اللي صدق فيهم تووقعي بان ناصر كان يعرف ثريا قبل زواجها ومن كانت صغيره.. ياازين نااصر يا ال في شكلي بصااادره ..
اهم شي ان ثريا بتدخل حياة جديده مع ناصر وهي الوحيده مالكه لقلبه وعقله وما معها احد يخاشرها فيه.. بس ثريا .. وبنته الله يوفقها وتزوج وتروح لبيت زوجها وتترك بيت ابوها لثريا ..
بس عساه يحبها صدق اخاف اذا شافها وكيف تغيرت مع الزمن يبطل يحبها والا يندم لانه يعني كان حب مراهق.. لأ لأ .. ماراح يسوي كذا وبعدين ثريا تعبت في حياتها واخلصت لزوجها ابو طيف واحترمته وعطفت عليه وعاملته بما يرضي الله فربي ماراح يخيب املها وبتلقى بناصر اللي مالقته بازواجها الاثنين واتوووقع ان ناصر هو اللي بيجيب لها عيالها.. اللي اكييييييييد الحين كل واحد فيهم باخر العشرين.. بس مستغربه صراحه كيف عيالها ما بحثوا عنها كل هالسنين يعني حتى لو امهم راميتهم بيقولون نبي ندورها عشان تبين اسبابها مو ترمينا كذا وتروح وماخبر عنها الطير..؟؟ وعليه انا تقريبا متاكده ان ابوهم واهله قايلين لهم ان امهم متوفيه. وخصوصا هم صغار يوم تطلع عنهم.. وعاشوا كل هالسنين يعتقدون ان امهم متوفيه وهو ماغير يدعون لها بالرحمه ويتصدقون عنها..وبتكون صدمتهم وش كبرها لما يعرفون انها عايشه .. وناصر هو اللي بيوصلهم لامهم ..
اممم قضيه ابو ثريا مر عليها سنوات طويله وابوها مظلوم بس ما ثبتت براءته وانه مظلوم وهالشي اتوقع كسر نفس ثريا ..فهل ممكن ان ناصر يقدر يظهر براءة ابوها بعد كل هالسنين والا انا شطح معي الخياااال واجد؟؟ههههههه
طيف الجده: وهذا ثاني توقع يصيب بهالبارت لما قلت ان الجده صح شكلها دفشه بس بتحب طيف حتى لو ما تقبلتها بالاول وهي كل يوم تجيها ناطه بالجناح تدور الزله اللي مالقتها واللقاءات الجايه بينهم بيتكون اكثر عمق وموده وبتصير الجده ماتستغني عن الحضور لجناح طيف وبتصير خلاص تناديها وتعزمها بجناحها وتصير تحب الجلسه مع طيف والسوالف معها..
مع اني بصراحه لما شفت كلام الجده هذا
اقتباس:

ذوقي مهوب مثل ذوق مالك.. حالي وقليل نكهة..
حسيت انه رساله مبطنه لطيف .. ويخفي وراه معاني كثيره..حسيتها تقول شكلتس حلو بس مالتس اصل او من برا هالله هاالله ومن جوا يعلم الله..
بس اعجبتني طيف مررره مره بتعاملها مع العجوزه ام زياد.. والاحلى عاد لما اعترفت لها انها كانت تطنشها بمزاجها وتحب حتى تستفزها ..ماعندها وقت طيف مالك.. تتعامل مع العجوز بكل شفافيه..هخهخهخه
ومن زين العجوز معترفه انها ترمي عليها كلام مثل السم بالروحه والجيه.. تتحرك العجوزه ماتلعب والله..هخهخهخه
بس المهم انه صار تفاهم بينهم والاهم انه يصب بمصلحة طيف ومالك.. يعني اذا ام زياد صادقه بتفاهمها مع طيف بتكون قوة مو سهله بجنب مالك وطيف قدام الجد وخططه..
مالك: يااااااااااااااااااااااااااويلي من اللي يغاااروون.. وجرب نار الغيره وايه رايك ايه رايك جرب ووصفلي.. >> اغنية خالتي المفضله هالايام..هخهخهخه
عشررره عرسااااااااااااااااااان وفوووقهم واحد وهالواحد من اقرب اقربائك..وازيدك من الشعر بيت رئيسه القسم النساائي عندك بالشركه فكرت تخطبها لولدها بس اللي ردها يوم عرفت ان طيف متزوجه..>> اضغط المضغوط اكثررر ياخوفي عاد تروح تفصل الضعيفه..هخهخهخه
المهم ياااااويلك من الحره والجمر اللي بتقلب عليه ليل ونهار وانت مافكرت انها بتكون مطلوووبه..وشلوون لما تعرف انهم عشرررره وواحد.. والثاني ماوصل لبابها..هع
الحين اتوقع انك تشوف طيف بمنظار ثاني كل ماشفتها بتقول خطبوها عشره ليش مافسخت الزواج وخذت واحد منهم وانا كنت مجهول المكان...؟؟؟
بس انت عارف الاجابه يامالك فليه تسأل هالشي المفروض يخليك تتحرك اسرع وتكمل زواجك وتفكنا من هالوضع كــــــــــــــــــل ابووه..
طيف : تعالي هاتي بووسه ياابنت.. ايواااااااا كذاااا خليتس قوويه والعبي بالاسياااد يااستنا الشيخه.. حلوو مره اللي سويتيه بمالك لسان حلو وكلام يهبل وغير كذا حناء ولبس من المشخلع يبينه وش باااقي ياابنت بتخلينه ينهار ياا الله انك تعجل بانهياره وتقلب حمد السكرتير لحمار اكثر مما هو مستحمر.. اذيتنا يااا حميدان باتصالاتك بالوقت الغلط كل ماقلنا هه وفتحنا عيونا وركزنا اوقلنا الله بيجيب الدووخه الحين الا حضرتك داق بالجوال دقوا عظامك ياا لوح.. كل لحظه حلوه بتقرب بينهم وماعاد بينهم وبين المشفر شي مايقطعها الا اتصال من اتصالاتك المخيسه يا مخيس...اكرره شخص بالروايه انت ما كرهت احد كثر ماكرهتك اليوم يادلخ..
مـي : ياااازين الصديق الصالح والصحبه الصالحه والنصااايح الرهيبه .. الله يجعل راعي الطيارات يتعلق فيتس ومايطير من يديتس يااارب. ونعم فيتس وعطي طيفنا من هالنصاايح اللي تهبل وتحقق المراد لهم ولنا..
ال في تسلم الايااااادي يااعسل على هالبارتين اللي يجنووون ..
وعندي طلب لو سمحتي.. خلي حمد يضيع جواله ونخلص منه.. والا الاحسن خلي مالك افندي يسكر جواله ونخلص حميدان لو ضاع جواله ماضاع رقم مالك من عنده بيلقى له تلفون ويتصل عليه على طول .. فمالك يسكر جواله اضمن واحسن.. وياليت بعد لو ان طيف هي اللي تسكره من باب كيد النساااء..هخهعهخهخه
دمتي بوود ياا عسل..

أبها 09-08-17 06:18 AM

تسلمين يا اليفورا على البارتين .. بمنتهى الروعة .

إن كيدهن عظيم ... طيف استخدمت كيدها بذكاء .. استطاعت بتعاملها الراقي
و صبرها على دهاء الجدة أن تكسبها .
( مو هينة العجوز عندها صولات و جولات و ماشاء الله ما تمل )
قليل من يستطيع أن يتعامل مع كبار السن ،، فهم يحتاجون إلى طولة البال سواء
في حوارهم أو خدمتهم و قضاء حوائجهم .. بينما طيف تفوقت في ذلك في وقت يسير ،

تقدم كبير في علاقتها بمالك ،، و مبادرتها تحسب لها و في صالحها .
استغرب أن مالك لا يزال ينتظر منها اعترافاً و كل الدلائل واضحة وضوح الشمس على
مدى تعلقها به ..

ناصر .. أخيرا طلت الثريا .. لكن السؤال هل ستكون مشاعرك هي هي ؟؟
أم هو الاحساس بالنصر من أجل الظفر بما كان ممنوعاً عنك ؟!

ثريا ..أتمنى بعد هذا العمر وبعد أن أصبحت وحيدة أن تجد في ناصر السلوى
و الأنس .. فالمرأة مهما تقدم بها العمر تحتاج أن تُحِب و أن تُحٓب .


سلمت يمناك يا مبدعة ..بانتظارك بإذن الله .🍃🌸🍃

الفيورا 09-08-17 12:15 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الـــ غ ـــيد (المشاركة 3687420)
كل الشكر لك
البارتات
بدااااااع

تسلمي قلبي! من ذوقك :)

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الذكـرى ينااجيني (المشاركة 3687450)
اهلن اهلن الفيورا 💜💜
بارتييييييييين جميلات ولطيفات
ثريا والموافقة على ناصر يعني مثل ماتوقعنا في قصة حب قديم ومن طرف واحد هههههه كيف بتكون حياتهم متشوقين مره خاصه انهم شخصيات ناضجه ومسؤوله يعني بتحالف شوي عن حياة طيف ومالك ..

والله وقفتي على موقف خطيييييييير متشوقين لردة فعل مالك على خطاب طيف هههههههه يمكن هذا الشي اللي بيلين الحديد خاصه انه مسافر له مده بعد ههههه !!

يعني سفريات مالك ذي عندي احساس ان الجد ورآها يعني الجد مستلم مالك والجده استلمت طيف هههههههه بس شكلها هالعجوز حبت قهوة طيف وماودها تعترف هههههه !!

بس يعني اهني طيف على طولة بالها وأنها متفهمه لرفضهم لها وماتعالملت معهم بالصراخ والصياح او حاولت تشكي ب مالك 🤔!!

بارت ناصر الخاص يوضح لنا قصته مع ثريا كامله بدت بفرعه ونخوه عشان صديقه وانتهت بحب هههه

يعطيك الف عافيه الفيورا وبانتظارك 💕💕

وتسلميلي إنتي وردودك الفاتنة الأنيقة! مشكورة على متابعتك يا سكر ونشوف إذا توقعاتك بتصيب :)

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارا (المشاركة 3687451)
السلام عليكم.
ال في .. يااشيخه انا بديت احمي للدووخه.. مادخت بقووه للحين بس فيه هه بوادر دووخه استنى فيها مالك وطيف يبدون بالثقيييل وانا عاد بدوووووووووووخ وربي وربهم الله..هخهخهخه
احب اشكرتس على البارتين الحلوووين الطعمين الرهيبين اللي صدق فيهم تووقعي بان ناصر كان يعرف ثريا قبل زواجها ومن كانت صغيره.. ياازين نااصر يا ال في شكلي بصااادره ..
اهم شي ان ثريا بتدخل حياة جديده مع ناصر وهي الوحيده مالكه لقلبه وعقله وما معها احد يخاشرها فيه.. بس ثريا .. وبنته الله يوفقها وتزوج وتروح لبيت زوجها وتترك بيت ابوها لثريا ..
بس عساه يحبها صدق اخاف اذا شافها وكيف تغيرت مع الزمن يبطل يحبها والا يندم لانه يعني كان حب مراهق.. لأ لأ .. ماراح يسوي كذا وبعدين ثريا تعبت في حياتها واخلصت لزوجها ابو طيف واحترمته وعطفت عليه وعاملته بما يرضي الله فربي ماراح يخيب املها وبتلقى بناصر اللي مالقته بازواجها الاثنين واتوووقع ان ناصر هو اللي بيجيب لها عيالها.. اللي اكييييييييد الحين كل واحد فيهم باخر العشرين.. بس مستغربه صراحه كيف عيالها ما بحثوا عنها كل هالسنين يعني حتى لو امهم راميتهم بيقولون نبي ندورها عشان تبين اسبابها مو ترمينا كذا وتروح وماخبر عنها الطير..؟؟ وعليه انا تقريبا متاكده ان ابوهم واهله قايلين لهم ان امهم متوفيه. وخصوصا هم صغار يوم تطلع عنهم.. وعاشوا كل هالسنين يعتقدون ان امهم متوفيه وهو ماغير يدعون لها بالرحمه ويتصدقون عنها..وبتكون صدمتهم وش كبرها لما يعرفون انها عايشه .. وناصر هو اللي بيوصلهم لامهم ..
اممم قضيه ابو ثريا مر عليها سنوات طويله وابوها مظلوم بس ما ثبتت براءته وانه مظلوم وهالشي اتوقع كسر نفس ثريا ..فهل ممكن ان ناصر يقدر يظهر براءة ابوها بعد كل هالسنين والا انا شطح معي الخياااال واجد؟؟ههههههه
طيف الجده: وهذا ثاني توقع يصيب بهالبارت لما قلت ان الجده صح شكلها دفشه بس بتحب طيف حتى لو ما تقبلتها بالاول وهي كل يوم تجيها ناطه بالجناح تدور الزله اللي مالقتها واللقاءات الجايه بينهم بيتكون اكثر عمق وموده وبتصير الجده ماتستغني عن الحضور لجناح طيف وبتصير خلاص تناديها وتعزمها بجناحها وتصير تحب الجلسه مع طيف والسوالف معها..
مع اني بصراحه لما شفت كلام الجده هذا

حسيت انه رساله مبطنه لطيف .. ويخفي وراه معاني كثيره..حسيتها تقول شكلتس حلو بس مالتس اصل او من برا هالله هاالله ومن جوا يعلم الله..
بس اعجبتني طيف مررره مره بتعاملها مع العجوزه ام زياد.. والاحلى عاد لما اعترفت لها انها كانت تطنشها بمزاجها وتحب حتى تستفزها ..ماعندها وقت طيف مالك.. تتعامل مع العجوز بكل شفافيه..هخهخهخه
ومن زين العجوز معترفه انها ترمي عليها كلام مثل السم بالروحه والجيه.. تتحرك العجوزه ماتلعب والله..هخهخهخه
بس المهم انه صار تفاهم بينهم والاهم انه يصب بمصلحة طيف ومالك.. يعني اذا ام زياد صادقه بتفاهمها مع طيف بتكون قوة مو سهله بجنب مالك وطيف قدام الجد وخططه..
مالك: يااااااااااااااااااااااااااويلي من اللي يغاااروون.. وجرب نار الغيره وايه رايك ايه رايك جرب ووصفلي.. >> اغنية خالتي المفضله هالايام..هخهخهخه
عشررره عرسااااااااااااااااااان وفوووقهم واحد وهالواحد من اقرب اقربائك..وازيدك من الشعر بيت رئيسه القسم النساائي عندك بالشركه فكرت تخطبها لولدها بس اللي ردها يوم عرفت ان طيف متزوجه..>> اضغط المضغوط اكثررر ياخوفي عاد تروح تفصل الضعيفه..هخهخهخه
المهم ياااااويلك من الحره والجمر اللي بتقلب عليه ليل ونهار وانت مافكرت انها بتكون مطلوووبه..وشلوون لما تعرف انهم عشرررره وواحد.. والثاني ماوصل لبابها..هع
الحين اتوقع انك تشوف طيف بمنظار ثاني كل ماشفتها بتقول خطبوها عشره ليش مافسخت الزواج وخذت واحد منهم وانا كنت مجهول المكان...؟؟؟
بس انت عارف الاجابه يامالك فليه تسأل هالشي المفروض يخليك تتحرك اسرع وتكمل زواجك وتفكنا من هالوضع كــــــــــــــــــل ابووه..
طيف : تعالي هاتي بووسه ياابنت.. ايواااااااا كذاااا خليتس قوويه والعبي بالاسياااد يااستنا الشيخه.. حلوو مره اللي سويتيه بمالك لسان حلو وكلام يهبل وغير كذا حناء ولبس من المشخلع يبينه وش باااقي ياابنت بتخلينه ينهار ياا الله انك تعجل بانهياره وتقلب حمد السكرتير لحمار اكثر مما هو مستحمر.. اذيتنا يااا حميدان باتصالاتك بالوقت الغلط كل ماقلنا هه وفتحنا عيونا وركزنا اوقلنا الله بيجيب الدووخه الحين الا حضرتك داق بالجوال دقوا عظامك ياا لوح.. كل لحظه حلوه بتقرب بينهم وماعاد بينهم وبين المشفر شي مايقطعها الا اتصال من اتصالاتك المخيسه يا مخيس...اكرره شخص بالروايه انت ما كرهت احد كثر ماكرهتك اليوم يادلخ..
مـي : ياااازين الصديق الصالح والصحبه الصالحه والنصااايح الرهيبه .. الله يجعل راعي الطيارات يتعلق فيتس ومايطير من يديتس يااارب. ونعم فيتس وعطي طيفنا من هالنصاايح اللي تهبل وتحقق المراد لهم ولنا..
ال في تسلم الايااااادي يااعسل على هالبارتين اللي يجنووون ..
وعندي طلب لو سمحتي.. خلي حمد يضيع جواله ونخلص منه.. والا الاحسن خلي مالك افندي يسكر جواله ونخلص حميدان لو ضاع جواله ماضاع رقم مالك من عنده بيلقى له تلفون ويتصل عليه على طول .. فمالك يسكر جواله اضمن واحسن.. وياليت بعد لو ان طيف هي اللي تسكره من باب كيد النساااء..هخهعهخهخه
دمتي بوود ياا عسل..

هلا هلا!
وش سوى حمد المسكين؟ الرجال قاعد يسوي شغله وش ذنبه لو ما يدري وش قاعد يسوي برئيسه؟ ههههههه
تسلمي دووووم على ردودك الجميلة قلبي! وإن شاء الله تلقين جواب على تساؤلاتك وتوقعاتك قريب :)

الفيورا 09-08-17 12:18 PM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبها (المشاركة 3687459)
تسلمين يا اليفورا على البارتين .. بمنتهى الروعة .

إن كيدهن عظيم ... طيف استخدمت كيدها بذكاء .. استطاعت بتعاملها الراقي
و صبرها على دهاء الجدة أن تكسبها .
( مو هينة العجوز عندها صولات و جولات و ماشاء الله ما تمل )
قليل من يستطيع أن يتعامل مع كبار السن ،، فهم يحتاجون إلى طولة البال سواء
في حوارهم أو خدمتهم و قضاء حوائجهم .. بينما طيف تفوقت في ذلك في وقت يسير ،

تقدم كبير في علاقتها بمالك ،، و مبادرتها تحسب لها و في صالحها .
استغرب أن مالك لا يزال ينتظر منها اعترافاً و كل الدلائل واضحة وضوح الشمس على
مدى تعلقها به ..

ناصر .. أخيرا طلت الثريا .. لكن السؤال هل ستكون مشاعرك هي هي ؟؟
أم هو الاحساس بالنصر من أجل الظفر بما كان ممنوعاً عنك ؟!

ثريا ..أتمنى بعد هذا العمر وبعد أن أصبحت وحيدة أن تجد في ناصر السلوى
و الأنس .. فالمرأة مهما تقدم بها العمر تحتاج أن تُحِب و أن تُحٓب .


سلمت يمناك يا مبدعة ..بانتظارك بإذن الله .🍃🌸🍃

الله يسلمك قلبي... وإيه والله. في حياتي تعاملت كثير مع كبار السن، اللي يقرب واللي ما يقرب.. وكلهم يجتمعون في الحاجة للتعامل معاهم بصبر وطوالة بال. تسلمي على ردودك دائمة الروعة! :)

الفيورا 09-08-17 02:03 PM

رد: عكس الرحيل
 
بارت اليوم كان أصله عبارة عن بارتين، بس حسيت سلاسة الأحداث بتخرب مع ذيك التقسيمة. وبارت اليوم أيضا هو البارت قبل الأخير..

[17]

أتاها صوت مالك يقول بغيظ مكتوم خلال السماعة: توني عرفت إن كان عندك صفوف خطاب فجدة.

قطبت طيف حاجبيها: أي صفوف؟ كلهم عشرة..

رد عليها بحدة: وعشرة مو كثيرة؟

ارتسمت على شفتيها ابتسامة، لم تظن أبدا أنها سترى مالك مغتاظا هكذا. أكانت هذه غيرة؟: ما جو ورى بعض، وأصلا يا إما أمهاتهم أو أخواتهم اللي كانوا يسألوا، ولا أنا مافي أحد يدري عني..

أكانت تتوهم أم سمعته يتمتم "في واحد منهم كان يدري عنك.."؟: وذولي ما لقوا يخطبوا لعيالهم غيرك؟

هزت كتفيها، كأنها تراه: صارت كذا.. ما أعطيتهم بال بأية حال، كنت أرفضهم قبل لا يتكلموا..

سألها عندها بصوت لم يخالطه الغيظ، بل فضول مترقب مستدرج: وليه ترفضين؟ ليه ما شفتي نصيبك وإنتي مو دارية حتى ويني فيه؟

احمرت بخجل، كان يجب عليها توقع مسار هذه المحادثة. لم تجد شيئا تجيب به سوى: متطلباتي كانت عالية..

لم يبد في صوته التصديق، لكنه في نفس الوقت ظهر في صوته الرضا الغامر: متطلبات عالية، هاه..؟

فاجأها عندها تركه للموضوع وخوضه معها في موضوع آخر مختلف بالكلية.

:

لم تكن هديل فظة حانقة عادة، لكن رغما عنها وجدت قلبها يقسو للقيا تلك التي ذكرتها بمرارة فقد ولدها البكر. لن تسمح لها بأن تكون سببا بفقدان حفيدها، أثر ولدها الغالي، أيضا.

لكن رغما عنها، لاحظت أشياء كثيرة عن تلك الطيف مع مضي الأيام.

لاحظت اهتمامها بمالك. لا تتركه يخرج دون إفطار، حال مغاير لما كان عليه قبل مجيئها، فقد كان مالك يفطر معهم في الأوقات القليلة التي يكون فيها جده حاضرا البيت. كانت تغسل ملابسه بنفسها، مستغنية عن الخدم. كانت تحرص على راحته، على عدم إغراق نفسه في العمل كعادته.

لاحظت إنعزالها، لا تخرج من جناحها إلا لضرورة. في بادئ الأمر ظنت هديل أنه كان تكبرا منها، ترفعا عن الاختلاط بهم. لكن بعد زياراتها لها، لم تعد تظن ذلك. أصبحت ترجح أن السبب كان عدم تقبلهم لها، وفي هذا.. لا تلومها على إنطوائيتها.

لاحظت طبعها الهادئ المريح الذي جعل هديل تكمل زيارتها، تتطلع لها حتى، الذي جعلها تنطق مصارحة لها، تنخرط في أحاديث متنوعة. عرفت ما علق حفيدها بها.. هادئة صامتة تلك الشابة، لكن عندما تنساب في الكلام، فكلامها يسحر.

لاحظت مدى عمق مشاعر تلك الطيف لمالك وهي تحكي عنه، تعطيها قصة مختصرة عن زواجهما. ليست تلك بنظرة من تزوجت عن طمع. ذكرتها بنفسها في صغرها، ليس بطبعها وتصرفاتها، بل الحب الصارخ في عيونها.

لاحظت تعاملها اللطيف مع أطفال العائلة عند زياراتهم، حنانها معهم رغم شغب بعضهم.

لاحظت الضياء الذي بعثته في روح حفيدها بعودتها له.

رغما عنها، وجدت هديل نفسها تتقبلها، تكف عن السؤال عن مرشحات أخريات لحفيدها، أمر قد أثار عجب أفراد متفرقين من العائلة.

تذكر ما قالته لمزنة عندما مدحت لها ابنة أحدث صديقاتها: خلاص، مادام مالك ورط نفسه بهالزواج، خليه لقراره. أنا رفعت يدي منه.

رمشت عندها مزنة بعدم تصديق من تغير موقفها المفاجئ.

:

لكونها ابنة الزوجة الثالثة لأبيها، فلم تختبر سعاد زواج أبيها مرة أخرى كأخيها محمد. لذا حتى بعد طلاق أبيها من أمها، لم تحب فكرة أن يتزوج الرابعة، لم تحثه على ذلك قط كما يفعل محمد.

لكن.. ما إن خُطبت ودنى أجل زواجها، أدركت أن أباها سيعيش وحيدا في بيتهم دون اهتمام أنثى. كرهت تلك الفكرة أكثر من فكرة الرابعة.

عندما أفصح لها أبوها عن رغبته بالزواج، تنهدت بارتياح وسألته بابتسامة وفضول: ومين سعيدة الحظ؟

فاجأها اختياره، خالة حفيد جاسر السامي.

لم يفصح أبوها عن كثير، لذا بطبعها الفضولي، قررت استقصاء القصة والتعرف على من ستنضم إلى عائلتهم. ومن كان أفضل من زوجة ذلك الحفيد، تلك التي عاشت مع من طلب أبوها يدها.

لم تكن طيف بتلك التي تفكر بالاختلاط معها عادة، تستطيع ملاحظة طبعها الانطوائي من بعيد، لكن الآن ستربط بينهما صلة أقوى. لا ضير من التعرف، أليس كذلك؟

زارتها في جناحها، تبتسم لتعابير وجهها المتفاجئة بحضورها الغير متوقع. عرفت عن نفسها بعد احتساءها لرشفة من الشاي الذي صادف تحضيره حضورها: أبوي اسمه ناصر النجم، ومن اللي انقال لي، فهو طلب قربكم.

قد كان ذاك ما كسر حاجز البعد بينهما، لينخرطا بالحديث.. أو بالأحرى، انخراطها هي بالحديث، واستماع طيف المنصت لها.

عرفت تفاصيل كثيرة عن تلك الرابعة. اسمها ثريا. كانت في أواسط الأربعينيات، ومن الصورة الوحيدة التي عرضتها لها طيف في حفل تخرجها من الجامعة، فإنها كانت حسناء بجمال بدوي ساحر، لا يظهر عليها عمرها أبدا. الحق يقال، انبهرت.

لم يكن زواج أبوها فقط ما تكلما عنه، زواجها أيضا دخل ضمن المواضيع، بطبعها الثرثار، أفصحت لطيف عن توترها من زواجها، لتهدئ تلك من روع ذعرها..: عندي صديقة قعدت تبكي وتصايح إنها بطلت وما تبغى تتزوج قبل ليلة من حفلتها، واللحين تضحك من طاري ذيك الليلة. شعور ويعدي إن شاء الله..

صراحة، لم تتوقعها بتلك الطيبة أو بهذا الطبع.

أمها كانت من النوع المخطط الطامع، دائمة النظر إلى ماعند غيرها. سمعت سعاد في المجالس التي أقامتها الكثير عن عائلة السامي، وعظم حظ من ستتزوج بمالك السامي، فبالإضافة إلى كونه ابن ولد جاسر الأكبر، فإنه الحفيد الذكر الأكثر أهلية لوراثة المجموعة بعد تنحي جاسر عن القيادة، فالحفدة الذكور الآخرون إما كانوا غير مهتمين بمجال عمل العائلة كأبناء شيخة، فولدها الأكبر زياد طبيب والأصغر هادي مهندس.. أو صغارا غير مؤهلين، كأولاد سالم وعبدالله.

رسمت أمها بحسد فكرة عما ستكون عليه زوجة مالك، أنثى متجبرة متكبرة ستلعب في أموال السامي لعبا..

الحقيقة كانت مغايرة إلى درجة تضحك، ويالها من مفاجأة سارة.

:

بعودته قبل يوم من زواج هادي، سيفوز بالتحدي الذي قام بينه وبين زياد، فهو رجح أنه لن يستطيع الرجوع قبل الحفل، ليقع ضحية طبع هادي المعاكس تماما لاسمه.

وجد مالك جدته في استقباله عند دخوله البيت قبل منتصف الليل بنصف ساعة. استغرب من نظرتها الصارمة، عهد منها الحنو والسرور وربما بعض العتاب اللطيف في كل رجعة من سفر. مهما بحث في سجلات ذاكرته، لا يذكر أنه فعل شيئا يغضبها.

بتعابير وجه أكثر صرامة، تكلمت: كان تأخرت أكثر..! أظن يا مالك إنك تقدر تنظم شغلك بطريقة تقلل فيها سفراتك. تراك رجال متزوج إذا ناسي..

تركته منلجم اللسان من عجب ما سمعه..

إذا فهم بشكل صحيح، فإن جدته وبخته على تأخره في سفره.. من أجل طيف..

"أنا بحلم ولا بعلم؟ مين اللي خطف جدتي وبدلها بالإنسانة اللي كلمتني قبل شوي؟"

ظل مستغربا وهو يمشي إلى جناحه، ليتبدل الاستغراب بالشوق لحظة دخوله له.

رأى حبيبته نائمة بوضعيتها المعهودة. عرف أنه لم يكن ليجدها في هذا الحال إذا عرفت بعودته الليلة، ولهذا جعلها مفاجأة لم يعرف أحد بها سوى جده وجدته. لم يرد أن تظل ساهرة تنتظره.

جلس على طرف السرير يتأملها بعشق، يمسح بعيونه على تقاسيم وجهها بحثا عن أي تغير حصل في أيام سفره. أبعد خصلة خلف أذنها، لتفترق شفاهها بهمس اسمه..

للحظة ظن أنه أيقظها، لكنه لاحظ أنها مازالت مغلقة لعيونها، غارقة في النوم.. أربما كانت تتكلم في نومها؟

اقترب منها أكثر، يريد سماع كل ما تقوله، ليسمع اسمه مرة أخرى.. ثم: اشتقت لك..

:

قطبت طيف حاجبيها: كيف يجي الليلة؟ هو قاللي إنه بيرجع بعد يومين..

امتعضت ملامح الجدة بعدم رضا: أكيد يبغاها تكون مفاجأة. ما يدري إن أكره شيء عند الحريم رجعة أزواج من سفر بدون علم ولا تجهيز..

ابتسمت لطرافة حكيها: تتكلمين عن خبرة..؟

تنهدت الجدة: الله يهدي جاسر بس..

حسنا إذا، سيعود ذلك الظالم الليلة. أخيرا اكتفى من قسوة الغياب.

تشكلت في بالها فكرة، تستغل فيها هذه الفرصة: كيف أرد جميلك ذا؟

تظاهرت الجدة بالتفكير للحظة قبل أن تجيب: أبغاكي تحني لي.. من زمان عن نقش زين..

توقعت طيف ذلك الطلب من اللحظة التي رأت الجدة تتفحص النقوش على يديها وتسأل عنها: بسيطة..

تركتها عندها الجدة لتفكر طيف بالفكرة التي خطرت لها حال سماعها بعودة مالك المبكرة. وحينما قرب وقت عودته، استلقت على السرير تتظاهر بالنوم، حرصت على إتخاذ وضعيتها المعهودة، على إبقاء تعابيرها مسترخية ثابتة.

سمعته يدخل، أحسته يجلس جانبها، ثم يمد يده ليبعد خصلة شعر عن وجهها.

عندها همست اسمه، ثم مرة أخرى لتحس به يقترب ليسمع ما تقول. همست كبداية: اشتقت لك..

لم تدري إلا وهو يلثم شفتيها بشغف محموم، يبتعد ليثنر قبلات على كل ما وصله من وجهها ورقبتها ونحرها ليعود إلى نقطة البداية مرة أخرى. خدرها بعاطفة جارفة، ليبتعد ملسوعا قبل أن تشد عليه.

رأته واقفا معطيا ظهره لها، يمرر أصابعه على شعره محاولا تمالك نفسه، يتنفس بلهاث واضح قبل أن يخرج من غرفة النوم. لم يدرك أنها كانت تتنفس بنفس اللهث، تشعر بنفس الضياع..

:

وجدت الجدة تنتظرها في ركن الجلوس عندما خرجت من غرفة النوم في الصباح. ربما ظهرت الخيبة في وجهها بوضوح، فالجدة ابتسمت لها، تعرف من تدور عيناها بحثا عنه: فتح لي الباب وراح لجده لما قلتله إنه يبغى تقرير عن سفرته./ أردفت سائلة: جاهزة تحني لي؟

أومأت لها بنعم، حتى مع خيبتها، لم تحب إخلافها بما وعدته.

رجع مالك وهي تبدأ في النقش، ليسلم عليهما. سألته طيف عن وقت رجوعه بتمثيل براءة، لاحظت محاولات الجدة لإخفاء ضحكتها بطرف عينها.

لحسن حظها، لم يكن مالك منتبها لها وهو يجيب: جيت أمس بس كنتي نايمة.. ما بغيت أصحيك ونمت على الكنبة..

"وبس كذا؟ متأكد..؟" تورد وجهها للذكرى وشردت، وسألها: فيك شي؟

هزت رأسها بــلا: حلمت بشي حلو بس..

سأل بصوت بدا كأنه مقطوع الأنفاس: وش كان الشي الحلو ذا؟

ابتسمت له بغموض: سر..

قطع عليهما صوت الجدة الغارق بالضحك، غير قادرة على الاستحمال وهي تراقب بصمت تبادل النظرات بينهما. استأذن مالك باستعجال منحرج، لتعود هي للنقش بنفس الانحراج.

هتفت الجدة لها بابتسامة مشرقة، بفخر: منتيب سهلة والله!

زارتها سعاد كما وعدتها، لتراها في خضم إنهائها نقش يد الجدة اليمنى. نظرت إليها بدهشة: تعرفي تنقشين؟

أومأت لها بنعم: أنا اللي حنيت لنفسي..

هتفت سعاد بحماس، الانبهار يشع في محياها: والله كنت أبغى أسألك عن اللي حنى لك ومن وين، طلعتي إنتي!

زفرت الجدة بضيق: بس خلاص انكتمي! لا تشتتي انتباهها.

لم تلق لها سعاد بالا وهي تصر: الله يعافيك حنيلي بعد! تعبت أدور على وحدة تعرف تنقش زي كذا!

تنهدت طيف بقلة حيلة: طيب طيب، بشتغل عليك بعد ما أخلص..

نظرت سعاد إلى الجدة بغيظ طريف: ما تقدرين تعطيني دورك يا أم زياد؟

نظرت إليها الجدة بازدراء: دورك وتنتظريه.

أصرت سعاد أكثر: بس أنا اللي بعرس بكرة!

ردت عليها الجدة بعدم مبالاة: وإذا؟ مو أول وحدة بتعرس..

ظلت طيف صامتة تحاول منع نفسها من الضحك وهي تستمع لجدالهما، ليهتز هاتفها برسالة ويشتت انتباهها.. كانت من مالك يسألها عن الوقت الذي ستنهي فيه حناء جدته. ردت عليه تخبره بالتطورات التي حصلت منذ لحظات.

#بحني للعروس بعد.

رده كان فوريا.

#جدتي وقلنا أوكي، بس وش دخلها ذي؟ قوليلها تدور وحدة ثانية غيرك.

ردت.

#أصرت وما قدرت أقولها لاء..

سألتها الجدة باهتمام: هذا مالك؟

أجابت منحرجة من القبض عليها بالجرم المشهود: إيه..

بيدها الحرة، أخرجت الجدة هاتفها تجري اتصالا، لتبدأ تتحدث بعد لحظة انتظار: وراك مزعج البنت برسايل وهي تشتغل علي؟.. تحني لحريم العايلة كلها وش دخلك؟.. نعرف إنها زوجتك ما قلت شي جديد.. أهجد وإثقل فشلتني قدام زوجتك!

تساءلت طيف ما قاله مالك لجدته ليتركها تتحلطم بعد إقفالها الخط..

همست لها سعاد بغمز: واضح إنه ميت عليك يا شاطرة..

إحمرت هي لتنهرهما الجدة بحدة، آمرة طيف بالعودة إلى عملها وسعاد بالصمت.

:

قال مالك بيأس: أبد مافي مراعاة للمشاعر هنا.

تنهدت خالته بقلة حيلة: ورى حالتك صارت أردى من قبل؟ أذكرك أثقل في العشرين.

تكلم يفضفض عن نفسه: جيت مسافر ويأخذوها بكل برود. وجدتي! جدتي اللي بتذبحني بحبها اللي الله أعلم من وين ظهر لطيف.

قالت خالته، تنظر إلى الأمر من ناحية إيجابية: على الأقل تقبلوها وصاروا يعتبروها منهم..

تنهد: والله فرحان لهالشيء، بس..

أكملت عنه: بس مشتاق، أعرف..

لم يكن يريد استراق قرب طيف كلص في نومها، لذا كان مواله أن يعيد الكرة في الصباح وفي يقظتها، ليخيب ظنه بشدة.

سأل يغير الموضوع: أخبار النجم؟

أجابته بأريحية: جا وتكلم مع مازن واتفقوا يخلوا السالفة تتم بعد أربع شهور، يقول وراه مشاريع لازم يخلصها بذيك المدة..

تذكر مالك المشروع الضخم الذي بدأ به العم ناصر قبل فتح موضوع خالته بينهم: إن شاء الله خير..

لتكرر وراءه: إن شاء الله.

:

لم تكتشف طيف ما قصدته سعاد برد الجميل إلا يوم حفل زفافها. وجدت نسوة يرتدين زيا موحدا بانتظارها عند فتحها لباب الجناح، يحملن حقائب صغيرة عديدة عرفت لاحقا أنها تحتوي على معدات التجميل. أخبرنها أنهن أُرسلن من طرف سعاد بهدف إعدادها لحضور حفل زفافها.

لم يعطينها فرصة للإعتراض قبل أن يبدأن بالعمل عليها.

:

دخلت شيخة جناح مالك لتعلم طيف بالنزول، لتتوقف الكلمات عند حلقها لرؤية طلعتها..

كانت ترتدي فستانا طويلا أسودا عاري الأكمام، حريري مطرز بنقوش إلى أسفل الصدر، ضيق في الأعلى ومنساب بسلاسة المياه في الأسفل. بشعرها المسرح على طوله، البارز لونه المحمر بفعل سواد الفستان، وبزينة وجهها التي أبرزت تقاسيم وجهها ولون عيونها، و بالأحمر القاني على شفتيها، وبنقوش الحناء الممتدة على طول ذراعيها البيضاء.. كانت صورة للجمال والفتنة.

"رحمة الله عليك ياولد أخوي، ما أظن بتظل عايش بعد ما تشوفها كذا."

سألتها هي بفضول منحرج من طول تحديقها: حلو؟

ابتسمت شيخة برضا غامر، تستعجلها للبس عباءتها وتقرأ عليها: حلو كلمة بسيطة بحقك! يلا يلا عجلي والبسي عباتك، والله لو يشوفك مالك ما بيخليك تعتبي خطوة برى ذا الجناح، وأنا مو ناقصة صياح سعاد وهي ملزمة على حضورك..

:

لم تحضر طيف سوى حفل زواج واحد، حفل صديقتها مي الذي لحسن الحظ أقيم في جدة لكون عائلة زوجها ساكنة فيها.

لكن، ذلك الحفل كان بسيطا مقارنة مع الذي تراه أمامها، من القاعة إلى الديكور إلى الحضور إلى الطعام.

تقدمت تسلم على سعاد، مادحة للجمال الذي ظهرت به، لينتهي المطاف بها بتهدئة روعها مع الحاضرات..

تجاهلت النظرات المتفحصة الفضولية التي تلقتها وهي تبحث عن مكان تجلس فيه، الهمس الذي بدأ يصدح كلما مرت عند مجموعة نسوة، الإشاعات والثرثرة التي سمعت أجزاء متفرقة منها، كلها تندمج لتشكل كلمة واحدة..

(دخيلة)

استوقفها صوت الجدة، يسحبها من عتمة أفكارها: لي ساعة أناديك، تعالي إجلسي.

قبل أن تسألها أين، أشارت الجدة إلى المقعد الخالي جنبها، غير مكترثة بنظرات الاستغراب والعجب والاتهام التي وجهت إليها..

ابتسمت طيف بارتياح وفعلت كما طُلب منها: ناوية تقهري سعاد أكثر؟

بدت الجدة بقمة الأناقة بجلابيتها الفخمة وذهبها الرنان. كأنها تريد إغاظة سعاد التي طلبت منها عدم الإسراف في التزين كي لا تسرق الأضواء منها. يكفيها حسرة أن الحناء ظهرت بشكل رائع على يديها.

ردت الجدة بغرور: خليها تنقهر، أنا انولدت على حب الزين وطلب الغيورين ماراح يغير طبعي./ تفحصتها بنظرة قبل أن تردف: كان مفروض تطلب منك نفس الشي، إنت ناوية على حفيدي ولا إيش؟

ضحكت طيف، صحيح أنها شعرت بالرضا عن هيئتها، لكنها تظن أن ما تلقته من كلمات مديح كان فيه مبالغة.

:

في جهة مقابلة وجدت مزنة نفسها تهمس لضرتها سوسن، غير مكترثة للحظة بالتحفظ القائم بينهما: الصراحة تنقال، زوجة مالك عندها جمال يذبح..!

ردت عليها سوسن بنفس الهمس: إيه والله. شوفيها أخذت عقل العجوز حتى جلستها جنبها. عمرها ما سوتها معانا.

تنهدت مزنة بحسرة: والله شكلنا بناكلها، العجوز صارت بصفها خلاص، ماعاد في فايدة ندور على عروس لمالك تنفع مصالحنا..

قطبت سوسن حاجبيها: والله شكله حتى لو كانت العجوز بصفنا مالك ما أظن بيتغير موقفه. فيه رجال عنده مثل هذي ويروح يدور على ثانية؟

هزت مزنة كتفها: يمكن.. الرجال مامنهم أمان..

نظرت لها سوسن بحدة قبل أن تقف تاركة جنبها: تصدقي، أعطيتك وجه..

:

سأل طيف عندما ركبت سيارته نهاية الليلة: كيف كان الحفل؟

أجابته بصدق وشيء من التسلية: حلو، القعدة مع جدتك تونس.

تنفس الصعداء، فقد قلق لما سُتقابل به زوجته في تجمع هائل كهذا: الحمد لله..

طول طريق العودة، ظل يتساءل عن المظهر الذي بدت به طيف، عمته أشعلت فضوله بتلميحاتها وكذلك جدته. تمنى لو استطاع أخذ لمحة قبل بداية الحفل، لكن إصرار هادي على مساعدته له منذ الأمس وحضوره المبكر منعه من ذلك.

عندما عادا إلى الجناح ورأى طيف قد خلعت عباءتها، عرف ما سبب التلميحات التي تلقاها..

أوجعته، أوجعته بحسنها الخاطف للأنفاس..

أعطته ظهرها، تلفت نظره إلى أزرار الفستان الممتدة على طوله: ممكن تفكها؟

بصمت تقدم نحوها ليبدأ بفك الأزرار، ليلثم بشفتيه طول ظهرها المتكشف شيئا فشيئا، سامعا لوقع نفسها المتسارع.

أدارها نحوه ليهمس بحرارة في أذنها: قوليلي أبعد..

للحظة خاف عليها من لهيب ما يشعر به، وفقط تلك الكلمة منها ستردعه، ستوقف هذا الجنون.

رأى اشتعال ذهب عيونها بكل فتنة، بكل ضراوة، وهي ترد لتكتب نهايته: قرب..

تلعب بالنار، فاتنته هذه، تستفز عواطف رجل صائم لسنين..

حسنا، سيريها، سيريها ما فعل عشقها به، سيغرق نفسه حد الثمالة بقربها الذي طال شوقه إليه..

:

حسنا تعترف، كاد الخجل يقتلها عندما استيقظت، وبصمت وتجنب عنيدين، خاضت في روتينها اليومي من إيقاظ مالك لصلاة الفجر لصلاتها لصنع الفطور..

لاحظت أن مالك لم يذهب إلى عمله حتى الآن. مضت نصف ساعة منذ الوقت الذي كان من المفترض أن يخرج فيه. سألته وهي تغسل الصحون، كلماتها الأولى منذ إيقاظها له: ما بتروح الشغل اليوم..؟

احتضنها من الخلف، مسندا ذقنه على كتفها: أخذت إجازة..

سألته بصوت يتهدج من قربه: ما يحتاجوك؟

ليجيب بلا مبالاة واسترخاء: مدري عنهم، قفلت جوال الشغل../ استطرد بهمس محموم، يفك شعرها من ربطته ليلعب فيه: خليني أتهنى فيك اليوم..

[انتهى البارت...]

شبيهة القمر 09-08-17 02:28 PM

رد: عكس الرحيل
 
👏👏👏👏👏👏👏👏👏واخييييراااا وصلت نهايه ماوقفت روووووعه لقاء مالك وطيف يالله عاد نبي الجزء الجديد الي ماشاف النور
بانتظااارك فوفو لاتطولين علينا

سمرو 09-08-17 02:37 PM

رد: عكس الرحيل
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بصراحه من زمان مارديت على روايات لكن هنا اقف واغمض عيوني مستمتعه بالجمال والاناقه واجلس وافتح عيوني مندهشه من الرقي والعذوبه
شكرا اولفيورا شي جميل وابداع منقطع النظير من زمان عنه
سلاسه ومعقوليه ورومانسيه مهذبه ومثيره
يالهي لمن قال قولي ابعد قالت قرب
شكرا من الاعماق وواصلي ابداعك

شبيهة امي 10-08-17 12:35 AM

رد: عكس الرحيل
 
للاسف كتبت رد وطار
المهم
وقفتي انفاسنا يالفيورا واخرتها بتنهينها لاااا مطمطي شوي فيها
مالك وطيف توهم يبدون والجده اللطيفه الظريفه دخلت مزاجي
ونبي نشوف ثريا وناصر وهل ياترى بتتعرف عليه عقب عالسنين
لا اوصيس الفيورا مطمطي وطولي نستاهل ترا 💕

زارا 10-08-17 01:10 AM

رد: عكس الرحيل
 
ستوووووووووووب المستخدم هذا داااااااااااااااااااايخ.....واخيرااااااااااااااااااااا هرمنااااااااا لحتى هاللحظه..

ال في .. لحظه فيه شي قومني من دوختي .. كني شفت فيه كلام ان البارت هذا قبل الاخييييير؟ ابدااااا ومستحيييييييييييييييييل يكون هالكلام صحيح....
يختي توووونا بدينا نستااانس ونهيص مع حبايبنا وتجين تقول ذا ايند.. لاااا ابداا مايرضينا يختي طيف ومالك يبي لهم بروحهم اقل اقل شي جزئين وناصر وثريا بعد جزئين.. لااا ابدا مانرضى الا بتمطيط لحياتهم ومااعندي مااانع ابدا يكون البارت قصير اهم شي نستانس معهم.. تجرين ال في اووول مرررررررره في حياااتي ارفض نهايه لروايه... ماعمرها حصلت معي ابد.. انهبلت لما شفت البارت ماقبل الأخير.. لأ لأ هزا كلام مازين ياا المزيونه..
على خططنا باقي ثلاث او اربع أجزاء..هههههههههه
والله اول مره اشوف متابعين يغصبون كاتبه انها تزيد الأجزاء ويرفضون ان القصه تنتهي..هههههه ماعمرها حصلت ال في وكااان السبق لتس انتي بهالطلب..
عاد ياليت تستجيبين لطلباتنا وتطولينها حبتين فقط...

وتسلم الاياااادي ياا عسل.. وش اقوووول ووش اخلي.. ماعاد للكلام مكان عقب جمال طيف ومالك.. والجده تهبببل كنت عارفه انها بتكون بصف طيف وراح اشوف منها شي يفرحنا...
بانتظار الأجزاء الباقيه.. شفتي ال في اجزاااااااااااااااااء وليس جزء..
دمتي بود

...همس القدر... 10-08-17 02:24 AM

رد: عكس الرحيل
 
السلام عليكم
من زماااان ما كتبت رد ع روايه
بس روعه قلمك وسلاسة افكارك منهتني اقرا البارتات بدون ما اسجل اعجابي فيهن
احسنتي وابدعتي وامتعتي
بانتظار البارت الاخير بشوووق قاتل
ولا حرمنا إبداعك
لي عودة برد يليق بروايتد و بالمتعه اللي استمتعتها وانا اقراهاباذن الله ...
سلامي
...همس القدر...
<<<< والله زمان عن الردود وحشوووتتي ال ليلاس

همس الذكـرى ينااجيني 10-08-17 04:53 AM

رد: عكس الرحيل
 
صبحكم الله بالخير
وهلا والله الفيورا
لا ووش ذَا اللي قريناه باقي بارت واحدددد بس اللي باقي !!!! والله مستمتعين معك 😩
بس تبقين أنتي الكاتبه واعرف بمصلححححة روايتك
بس لازم توعدينا ب روايه جديده لأن بعد ماشبعنا من جمال روايتك واسلوبك وابداعك 😩

مالك وطيف هههههههههههههه اخيراً رضيتو على بعض وعرفتو مالكم الا بعض وخليتو التغلي عنكم انا اقول الله يخلي الخطط الجهنميه اللي عندك ياطيف ولا مالك خطططها كل مضيعه الدرب 😹✌🏻

ننتظر حياة الثريا وناصر وبيكفيهم بارت واحد يجسد وضعهم وحياتهم ' ! او هم مجرد شخصيات فرعيه ؟! وبنأخذ لفته بسيطه عنهم


يعطيك العافيه والله بانتظارك > مع ان الا نتظار معك قصير بإذن الله والله الحمد لله لآهو اسبوع ولا اسبوعين ولا شهر يوووووم يتزين ببارتاتك وابداعك❤❤❤

حب حب عظيم لاسلوبك البسيط والسلس ولروايتك وبنفقدها بس ان شاءالله تغيرين رايك وماتحرمينا 😹❤❤

فانيليا شوكلاته 10-08-17 08:18 AM

رد: عكس الرحيل
 
مرحبا روايه اجبرتني على الرد من جمالها
القصه جميله جدا وتتمتع بالبساطه والسلاسه اتمنى مثل الاخوات ان يكون هناك جزء خاص لناصر وثريا
اعتبر قلمك من الاقلام التي تستحق الانتظار والمتابعه دون نقاش

فيتامين سي 10-08-17 09:33 AM

رد: عكس الرحيل
 

صباح النور وصباح الجمال الفيورا
انشغلت وتوني خلصت قراءة الثلاث بارتات الأخيره ورى بعض
ماشاء الله روعه اسلوب سهل ممتع وعاجبني رتم الأحداث لاهو بطيء
ممل ولا سريع مخل ورغم إني تفاجأت إن البارت القادم آخر بارت
لكن أشوف إنك محقه الروايه أبطالها قليل وتقريبا ماتحتاج طول زياده
لكن العوض في روايه جديده منك إن شاء الله

طيف ماشاء الله قضت على مالك بالضربه القاضيه ونسي
كل تخطيطه هههههههههه
وماشاء الله عليها حتى الجده جابت راسها وماشاء الله عليها
الجده ماهي هينه عندها تدابير وخطط ههههه راح فيها الشايب

ناصر وثريا بالمبارك وإن شاء الله يعوضون بعض
مالك لازم تاخذ إجازه وتهرب بطيف عن إزعاج جدك وجدتك وحمد
تسلم يمينك الفيورا منتظرين عرس الشياب ياعسل

bluemay 10-08-17 01:05 PM

رد: عكس الرحيل
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليش بدك تعذبينا بالنهاية

مطمطي شوي ع قولة أم رنا

عاد هي من دون الناس ما لها حق تحكي

عذبتنا مع وجه البوم <<< سقى الله هذيك الايام ماأحلاها


واخيرا هرمنا من اجل هذه اللحظة

الحمدلله ما بغينا يا شيخ <<< الحمدلله اللي تمم هالزواج ع خير


ثريا متشوقة للقاءها مع ناصر
وارتحنا من هم عداوة سعاد الها

حبيت تغير الجدة وحبها اللدود لطيف

ابدعتي وكلنا شوق للخاتمة


تقبلي خالص الود

سوسو (همس القدر) وحشتينا ياقمر اسفرت وانورت بطلتك

شكرا إل في ع جذبك لهالاقمار الغايبة عنا

الفيورا 10-08-17 03:22 PM

رد: عكس الرحيل
 
اول شي اعتذر عن الرد عليكم.. الوقت ضاق علي وما حبيت يتأخر البارت عليكم أكثر..
وبخصوص إن هذا هو البارت الأخير، والله لو الود ودي طولت معاكم، بس ابد ما خططت لهالشي وخايفة أخربها..
بأية حال يالغوالي، هذا هو البارت الأخير.. أتمنى إنه يعجبكم حتى لو خليته مفتوح حبتين عشان تقعدوا تخمنوا حتى مع انتهاء الرواية..

[الأخير]

كل شيء خطط له، لم يكن يجري كما خطط له.

مضى شهران منذ أن أحضر مالك زوجته إلى بيته، والتغير الوحيد الذي لاحظه جاسر بينهما كان تغيرا إيجابيا. استشاط غضبه، ازدياد تعلق مالك بزوجته بدلا من النفور الذي توقعه. ذكرته نظرته بنظرة زياد قبل أن يترك جانبه. لم يرد لكلمات مالك تلك أن يكون لها وقع قريب من الحقيقة..

(ما بغيره.. رأيي وببقى عليه للممات)

وكنثر الملح على الجرح، لاحظ تعلق آخرين بزوجة مالك.. ابنته شيخة، زوجة حفيده سعاد، ويالغيظه، زوجته..

الحق يُقال، لم ير من طيف الفياض ما يغضبه، ما يستطيع إمساكها عليه. لكنه كمبدأ، للذكريات التي ارتبطت بها ولو من بعيد، لكون حفيده قد تزوجها دون علمه، دون أن يعرف عنه غير وجوده في هذه الدنيا.. جعله غير قادر على تقبلها.

إذا لم يستطع إقناع مالك على تركها، سيُحول انتباهه عليها.

استدعى ابنة الفياض إلى مكتبه بحضور زوجته، أمر فاجأ هديل لكونها أول مرة يفعلها، لكون مكتبه منطقة محظورة للكل عدا عن قلة مقربين. سألته هديل بفضول متوجس: وش تبغى فيها هنا؟

لم يجبها، فقط رد "أدخل" على الطرق الخافت الذي قاطع سكون مكتبه.

دخلت ابنة الفياض بهدوء وسلمت عليهم. أشار إليها بالجلوس وفعلت، ناقلة نظرها بينه وبين هديل بتساؤل، ليقرب إليها الأوراق الموضوعة على طاولة المكتب الفاصلة بينهما.

راقبها بصمت وهي تأخذها لتقرأها. رأى بطرف عينه النظرة التي وجهتها له هديل، يستطيع معرفة معناها بدون أي جهد يذكر، لعُشرة سنين، لأنها كانت نفس النظرة التي وجهتها له قبل أن ينطق بالكلمات التي آلت برحيل زياد عنهم.

"لا تسويها.."

أخيرا، رفعت ابنة الفياض نظرها عن الأوراق، لتسأل بجمود تعابير ونبرة صوت، بعدم تصديق: تبغاني أطلب الإنفصال عن مالك؟

شهقت هديل بصدمة، ليرد هو بذات الجمود: بتستفيدين من قبولك.

ابتسامتها كانت ساخرة، مريرة: شفت المبلغ.. وعندي لك سؤال، بتظن إن المليون ذي بتنفعني؟ بتخليني أنسى اللي في قلبي؟ أنساه؟ ما أظن.. / أردفت وهي تنهض من مكانها، ترتجف غضبا، تمزق كل ورقة ببطء لتلقي أجزاءها على الأرض: لعلمك قلوب الناس ما تنشرى. جربت فراق مالك مرة، يمكن طلبته حتى، ومابعيدها وأنا عايشة، إما افترق عنه بموت أو كلمة طلاق منه. غيره ما يصير..

مشيت مبتعدة عنهم، خارجة من مكتبه، تاركة له مصدوما من ردة فعلها، من غضبها الذي لم يلمح له طبعها الهادىء الذي سمع عنه. كان مصدوما لفشل خططه بما يتعلق بها.

أكل ذلك كان من أجل حفيده..؟


السخط كان واضحا بصوت هديل عندما هتفت باسمه، مستنكرة لفعله: ماتوقعتها منك!

ليهتف صوت آخر.. صوت مالك: ولا أنا..

بعكس زياد، لم يظهر على مالك ذات الغضب الكاسح الهائج، بل الجرح والخيبة.. وربما كان هذا أسوأ: مشكلتك إنك حطيت الذنب على الكل إلا اللي يستاهله.. أبوي. مو ذنب أمي إن أبوي تزوجها، ولا ذنب طيف إني تزوجتها. أبوي هو اللي عصاك، هو اللي كسر كلمتك، هو اللي قطعك زي ما قطعته من حياته.. وأشهد إن كل يوم كان يندم، يمسك سماعة التلفون يتصل عليك بس ما يسويها../ رأى جاسر الحرقة في عيون مالك، عظم الجرح الذي أحدثه في روحه، الجروح التي جددها: كنت أشوف الحسرة فعيونه كل ما سألته عن أهله. كان يغار من أمي لأن أهلها يوصلوها.. إقتص من أبوي، إقتص مني حتى.. بتحمل مسؤولية سواياه.

تركه هو الآخر، لتسأله هديل تمسح دمعه الذي لم يدرك أنه بدأ يسيل. ترجته بخفوت شجن: لا تكرر نفس الغلطة..

:

مضى يومان منذ آخر مرة دخل فيها مالك بيته، لم يتصل ولم يرد على اتصال، وكل من سأل أجابوه بعدم المعرفة..

الماضي تكرر أمام عينيه من جديد.. باختلاف واحد.

وجده جاسر غريبا، كيف كانت ابنة الفياض هي الوحيدة التي لم تنبض قلقا وخوفا من مسارات الماضي.

أجابت جاسر بيقين عندما سألها على مضض: أعطيه وقت.. إذا فيه شي تعلمته عن مالك، هو إنه ما يقطع.

كم تمنى أن تكون كلماتها تلك صحيحة.

في اليوم الرابع، اقتحم مالك مكتبه في مقر المجموعة بوجوم، باديا عليه الإرهاق والسهر، مشيرا إليه أن يتبعه إلى سيارته. بصمت تبعه، يتساءل ماذا يريد حفيده منه رؤيته، هل كان له علاقة بغيابه؟

استغرب جاسر عندما توقف مالك عند وجهته.. مقبرة.

أخذ يدعو بالدعاء المأثور ماشيا جانب حفيده، ليتوقف هو أمام قبر من القبور.

تكلم مالك بهدوء ماثل محيطه: ماعمرك أعطيتني فرصة أتكلم عن أبوي، وش كان يشتغل، وش كان يتكلم عنه، وش كانت أمنياته.. كيف كانت حياته، كيف مات ووين إندفن.. اللحين اسمع لي..

أنصت جاسر لحفيده يحكي عن والده، كل الذكريات التي يحملها عن صاحب هذا القبر أمامه، المؤلم منها والسعيد. لم يدرك جاسر أنه انهار جالسا، موجوعا نازف الجروح من قهره وحزنه، تحكي دموعه عنه.. لطالما عزل نفسه عن واقع موت ابنه، والآن قد أتاه هذا الواقع يذكره بكل ما حاول تناسيه..

هنا يرقد ابنه..

سكت مالك، ووضع يده على كتفه شادا عليه، يقف جانبه إلى أن نهض جاسر يلملم نفسه بعد انكسار. أعطى ظهره لمالك قبل أن يقول: إنت غلطان.. قدر يتصل أبوك علي..

كانت تلك المرة الوحيدة، وكانت قبل أيام من وفاته وفق ما حكى له مالك. يذكر جاسر نبرة ابنه المتألمة التي كان يخفيها، يخبره عن حفيده. لم يطلب منه السماح، وعرف جاسر أنه ظن أنه لا يستحقه.

غبي، ابنه ذاك. ألا يدري أنه رضي عليه من اللحظة التي اتصل فيها؟

بدا على صوت مالك الراحة الغامرة لمعرفة اتصال أبيه: طول عمري.. كنت أتساءل إذا مات وإنت مو راضي عليه.. الحمد لله، الحمد لله..

"الحمد لله.."

:

طريق العودة كان صامتا، إلى أن قطعه جاسر باعتذار، شيء لم يكن عادته، ليرد عليه حفيده بالسماح، شيء لم يتوقع نيله.

(.. هو ما يقطع..)

فكر عندها جاسر أنه ربما، ذاك ما رآه مالك في تلك الشابة، ذاك اليقين.. لأول مرة أخذ طيف الفياض باعتبار أنها زوجة حفيده، قارنها بمن أراد استبدالها بهن، ووجد أنها تفوقت بالكثير. أدرك غلطته في رغبته بالتخلص منها، فشخص مثلها كان أشد ما يحتاجه وريثه في تولي أعمال مجموعة ضخمة كمجموعته.

كم أخطأ في حكمه: زوجتك.. معدنها أصيل..

ابتسم مالك له بفخر: ما ظلت في بالي سنين عبث..

:

عرفت وقع الخطوات المتجه ناحية غرفة النوم، لتضع الكتاب الذي كانت تقرأه على المنضدة. تفقدت أثر غيابه عليه، إرهاقه الواضح من سهر.. تقدمت لتحتضنه بكل القوة التي أوتيت لها، تتكلم بصوت مكتوم من قميصه: كان على الأقل رديت علي مرة..

ضحك وهو يلف ذراعيه حولها: والله الناس قالتلي إنك كنتي ماخذة السالفة ببرود..!

شدت عليه أكثر قبل أن تتركه ليستلقي، فهو بدا عليه الحاجة الماسة إلى الراحة: كنت أعرف إنك بترجع قريب..

ورغما عن ذلك اشتاقت إليه بشجن جارف.

في غيابه فسد جدول نومها، وأصبحت لا تستطيع النوم إلا بعد أن تصلي الفجر. ظلت جالسة على السرير تفكر إلى أن وصلت الساعة إلى الواحدة نصف. عندها أحسته مستيقظا على الرغم من إعطائه لها ظهره. أمرته: إرجع نام.. لساتك هلكان تعب..

ظل صامتا للحظات، ثم قال بهدوء ونبرة حيادية: سمعتك في مكتب جدي، كل الكلام اللي قلتيه.. سمعته.

شكت في ذلك، فهي عندما فتحت باب المكتب لتخرج، وجدته واقفا أمامها.

شعرت براحة غريبة، كونه يعرف عن موقفها، كأن حملا ثقيلا رُفع عنها. لم تفكر أبدا بالإنكار عندما ردت: عارفة../ استطردت بابتسامة عجب من حالها المتغير، فهي لم تعتقد أن لسانها سينطلق بما قالته مردفة: أحبك حب ما ظننت إني بحس فيه لاحد، ولو الود ودي ظليت معك ما بقى لي من عمر..

سأل، يكرر بعدم تصديق: لو الود.. ودك؟ لو الود ودك؟

لم تدري إلا وهي مستلقية على ظهرها ومالك فوقها، ينظر إليها بنظرة مشتعلة حملت عواطف شتى..: ليه؟ فيه إحتمالية فبالك إني بتركك؟

لثم فمها قبل أن ترد بعنفوان جامح خطف أنفاسها. أحاط وجهها بيديه عندما تركها، ليعود يقبلها مع كلمة نطقها بلهث: أحبك، أعشقك، وميت فيك ألف مرة..! سنين وأنا متلهف عن أبسط خبر عنك، سنين وأنا أهذي فيك، وبتظني إني بكل سهولة أتركك كذا؟/ أردف بخبث مسرور مرتاح، يتتبع طول عنقها بشفتيه: إنتي أعطيتني الخيار كل مرة، وكل مرة بقولك إن نجوم السما أقرب لك من كلمة فراق مني.. فاهمة؟

أجابت مذهولة، مبتهجة، ومنتشية من فيضان مشاعره هذا: فاهمة..

:

وبهذا، رسما بداية جديدة، كشفا عن خفايا روحهما لبعضهما، عن كل ما شعرا به في فراقهما، تصارحا.. وما أجمل من شفافية في جٌن الليل؟

سألته وهي تحكم قيد ذراعيها عليه، طامعة بقرب أقرب من النفس: بصراحة، وش سميتني فجوالك؟

ابتسم لها بتسلية: يعني مو مصدقتني لما قلتلك ط.؟/ أردف قبل أن ترد، معطيا لها جواله الشخصي: خذي وشوفي..

فعلت كما قال، لترى أن رقمها كان مدرجا تحت اسم "هوسي طيفك".

سألها بدوره: ها؟ عجبك ولا بغيره؟

ابتسمت له وهزت رأسها بـلا: عاجبني.. يا مالك قلبي..

ظهر في ابتسامته الانتصار المُغتر، لتقترب وتلثم شفتيه تشتته.

همس لها بحرارة راضية: يا خبثك..!

:

كلما عرفت أكثر عن ناصر النجم، كلما شعرت ثريا بالفضول حياله أكثر.

تعرف أنه رجل أعمال مشهور من عائلة مرموقة، تعرف أنه كان صديق زوج أختها في الماضي، لكن تلك التركيبة كان يجدر بها إبعاده عن سبيلها، فما باله تقدم إليها بخطبة؟

عجيب، أمر هذا الرجل..

منذ اتفاقه بموعد عقد قرانهم، وهو يرسل لها النفيس من الهدايا. كلها ذات ذوق رفيع نال إعجابها بجدارة، لامس جانبا مدفونا فيها، جانب أحب التدليل والاهتمام، جانب فقدته بتغير حال أبيها ووفاة أمها ثم لسنين طوال بعدها..

سألته في المرة الوحيدة التي كلمته على الهاتف عن سبب تكليفه نفسه. وكم كان صوته ذاك مألوفا عندما سألها بدوره بغموض ودفء، كأنه مرتبط بذكرى قديمة..: الأحلام لها أسعار؟

أجابته مستغربة من سؤاله: لا..

ليرد: مهما حاولت، فهدية مني ما راح تماثل قيمة كلمة القبول منك.

للحظة، لم تستطع إيجاد ما تقول. غريب، وهي من كان لسانها لا يجد صعوبة بالانطلاق برد.

لم تتلقى غزلا صريحا كهذا في فتوها.. أتتلقاه في عمرها هذا؟

شكرته على كرمه وأنهت المكالمة على عجل.. كان لديها الشك بأنه عرف ما سبب عجلتها، فضحكته الخافتة وهو يودعها بسلام دلت على ذلك.

حسنا إذا، صدق مالك عندما قال أن ناصر كان لديه أسلوب لبق ساحر في الكلام..

مضت الأيام والشهور سراعا إلى أن أتى اليوم الموعود، يوم تزف فيه إلى الرجل الذي لم تشعر بمثل هذا الفضول المُلح حياله لاحد قط.

لم تحب التجمعات الضخمة، فسألت إذا كان بالإمكان إقامة حفلة صغيرة بين أفراد العائلة المقربين، وكان لحسن حظها ما أرادته..

من يرى إشراف وحرص مالك وطيف على هذا الحفل سيظن أنهما كانا أبويها. لم يتركا لها تفصيلا إلا وهما يتوليانه. ابنة ناصر اشتكت بمرح لها عن ذلك: ما خلولي شي يا خالة..!

لترد عليها طيف وهي خارجة بعجلة لتنظيم أمر ما: توك جيتي من شهر العسل وتبغين تشتغلين؟

نظرت سعاد إليها بقلة حيلة: شفتي؟

لتؤيدها بابتسامة، تحاول منع دموعها من التشكل من تأثرها.

حتى وإن لم ترتد فستانا أبيضا وتسرف في الزينة، فإن ما كانت عليه من التزين فاق ما بدت عليه منذ دهر. بجلابية فخمة متنوعة النقوش، متدرجة الألوان بين الأحمر والأسود والذهبي.. بطقم ذهبها الرنان.. بشعرها الأسود الطويل المموج حر الانسدل.. بالكحل وحمرة الشفاه المماثلة للدم بحمرتها..

بدت بصورة أرضتها، أرضت غرور الأنثى فيها.

هتفت سعاد بإعجاب: يا إن أبوي بيروح فيها الليلة!

ضربتها طيف بخفة على رأسها: قولي ما شاء الله!/ التفتت إليها لتبتسم بدفء وتبدأ بالقراءة عليها.

:

أخيرا زُفت لتدخل إلى بيت زوجية جديد..

عند انتهائهما من الصلاة والدعاء، جلسا بصمت، ينظر كل واحد منهما للآخر. ربما لاستيعاب فكرة ارتباطهما الجديدة، ربما لتخمين أطباع أحدهما الآخر قبل الكلام.. بمقابلته الآن وجها لوجه، رأت ثريا رجلا لم يبد عليه عمره، بملامح جذابة سمراء، يخالط أبيض الشيب الأسود ليضفي عليه وقارا فخما ساحرا.

نظر ناصر إليها بانبهار سرها للغاية ولكن في نفس الوقت حيرها، فنظرته حملت شيء ماثل الشوق في جموحه، كأنه أخيرا وصل لغاية طال سعيه لها.

سألته السؤال الذي فكرت به من اللحظة التي طلب يدها للزواج: ليش أنا بالضبط؟

ابتسم، وغريب أكثر.. كيف كانت ابتسامته تلك مألوفة لها: توقعت بتسألي ذا السؤال../ استطرد، يحكي عن ذكرى: بدا كل شيء من وحدة هددتني بكلمات عمري ما بنساها.. "إذا ناوي كلام مع أبوي، أبوي ما يستقبل ناس. إذا ناوي تتصدق، فيه بيوت ثانية أولى. إذا ناوي نية شينة فبيتنا، قسم بلم عليك الحارة كلها..!"

اتسعت عيونها، ونطقت بذهول..: إنت..!

تذكرته.. ذلك الشاب الغريب الذي لم تفهم أبدا غايته. لم يفدها أفراد الحارة بشيء عنه، فقط أنه مستثمر يريد تفقد أراض في الجوار.

في بادئ الأمر كان سؤالها عنه تخوفا من أهدافه، ثم غضبا.. فهي قد ضاق الذرع بها بتلك العائلة التي ظلمت أباها في مقتل ولدهم. حتى بعد أن بٌرئ اسمه ورُفعت التهم عنه، ما زالوا يترددون عند بابهم يطلبون الصفح، غير داريين بأن لقياهم تسببت في تجديد الجراح، في تذكير أبيها بكل ما فقده في سعيهم وراءه خطئا على الرغم من وجود متهمين أكثر استحقاقا. ما نفع الاعتذار بعدما دمروه؟

عندما تبين أن ذلك الشاب لم يكن من طرف تلك العائلة، ولم يكن يريد شرا ببيتهم، انزعجت، أيكون من أولئك المشفقين على حالهم..؟

لكن لا.. لم يكن منهم أيضا.. عندها اعتراها الفضول، الفضول والفضول والفضول.. وربما، إعجاب صبية من بعيد. مزحت جارة لها مرة بأنه يمكن لذاك الشاب أن يتقدم لها خاطبا، ولا تنكر.. نالت تلك الفكرة استحسانها في السر.

لكن ذاك الشاب لم يأت لخطبتها، وهي تزوجت في نهاية الأمر بآخر.

نسته وعاشت حياتها قُدما إلى أن طُلقت، لتتلاقى طرقهم من جديد.. لم تمني نفسها بالزواج منه تلك المرة وتزوجت مرة ثانية، ليصبح هو ذكرى دفينة بين طيات الماضي..

قبل هذه اللحظة، على الأقل..

راقب وجهها يضيء باستيعاب لهويته: الدنيا غريبة، تتلاقي بناس بطريقة ما تتوقعيها أبد..

همست بالكلمة الوحيدة التي تشكلت في ذهنها: كيف؟

ليخبرها بحكايته، وعن مسار الأحداث من جهته، لتكون هي المستمعة له، تتفاجأ وتتأثر وتنفعل من كلماته..

قالت بهدوء بعد انتهائه من حكاياه، بعد لحظة صمت، تنظر إلى نقوش يديها بتشتت: يمكن ما أكون الإنسانة اللي رسمتها فبالك يا أبو محمد، يمكن يخيب ظنك بالشخص اللي صرت عليه بعد كل ذي السنين..

أدار وجهها برفق ناحيته، ليقول عند التقاء عيناهما: هذي الفرصة نشوف ونعرف../ تناول عندها كفها، ليقبله بعمق، وياللعجب، أخجلها: لكن الصراحة تنقال، اللي سمعته عنك عجبني، واللي أشوفه اللحين يسحر..

ربما هذا ما دلت عليه راحتها بعد استخارتها في أمر هذا الزواج..

هذه الطمأنينة.

:

تنهدت طيف بتعب بعد ركوبها سيارة مالك، ليبتسم لها وهو يشغل المحرك: اشتغلتي كأنك أم العروس الله يهديك..

ابتسمت: تستاهل أكثر، بس هي ما بغت حفل كبير../ سمعته يتنهد لترى ملامحه ممتعضة بضيق. سألته قلقة: وش فيه؟ صار شي..؟

أجابها بصوت اكتساه الغيظ المشجون: أولاد خالتي جو وفي موالهم مصايب عشان يوقفوا الزواج.. تكفلت أنا فيهم وطردتهم. ما راح يقربوا صوبها إلا لو هي طلبت.

أثار الأمر غيظها أيضا: ليه اللحين بعد كل ذي السنين؟ الاثنين تركوها، ما رضوا يكلموها ولا مرة مهما حاولت هي، واللحين ناويين يقطعوا نصيبها؟/ سألته قلقة: قلتلها؟

هز رأسه بــلا: ما بغيت أخرب عليها ذي الليلة، بقولها بعدين..

تنفست طيف الصعداء تؤيده، لتلحظ أخيرا أن الطريق الذي كان يسلكه مالك لا يؤدي إلى البيت: وين رايح..؟

أجابها: بما أن بعض الناس رفضوا حفل زواج ثاني مهما حاولت أقنع فيهم، قررت أسوي شي ثاني..

أوقفهما أمام فندق فخم وأرشدها إلى جناح رائع جميل. أجاب على سؤالها الصامت: بنريح هنا الليلة وبكرة بنروح نسافر لشهر عسلنا./ أكمل غير معطيها الفرصة لتتكلم: كلمت عمتي شيخة ترتب فأغراضك ما عليك..

سحبها قربه، ليبتسم لها بمعنى: زي ما تشوفين، المكان مرتب حده، فما في شي يمنعك تقضي الليلة جنبي..

احمرت بإحراج وخجل من ذكرى ليلة زواجهما الأولى، عندما كانت الفوضى التي أحدثها مالك في الملحق ما استخدمته عذرا لعدم البقاء فيه..

تناول وجهها بين كفيه برقة، ليقول: وعدت نفسي أعوضك بكل شي قصرت فيه في الماضي، وبإذن الله بكون عند ذاك الوعد..

ابتسمت له بحب: ما يحتاج يا مالك، وجودك معانا يكفي..

استغرب وكرر: معانا..؟/ اتسعت عيونه، ليسأل بذهول: إنتي..؟!

ضحكت من تعابير وجهه المنصدمة وهي تومئ له بنعم، استيقاظه من ذهوله ليبدأ بالانتقال ما بين الفرح وشكر الله إلى الصرامة والهلع، تارة يكاد يخنقها حضنا، وتارة أخرى يبتعد لينظر لها باستيعاب: ولك وجه عين تهلكي نفسك في الشغل؟!.. استني، استني.. تقدري تروحين بطيارة ولا هو خطر عليك؟ لا لا، بلغي الحجز أحسن ما بخاطر..

(تذكرت مرة في صغرها كان أبوها يعلمها فيها مضادات الكلمات. أول سؤال سألها في ذلك كان: وش عكس الرحيل؟

لتجيبه بحماس: العودة!)

في هذه اللحظة، شعرت بكل معاني إجابتها تلك.

[تمت بحمد الله..]

الفيورا 10-08-17 03:27 PM

رد: عكس الرحيل
 
احمم والله أنا ما اعرف في كلمات الختام بس نجرب..
شكرا شكرا لكل من رد، لكل من قرأ، ولكل من دل صاحبه عندي.. وجودكم معاي خلا مشوار الخوض في نشر روايتي الأولى أحلى وأغلى، وبشتاق لكم من الصميم.
شكرا لكم جزيل الشكر، وإن شاء الله بيكون لنا لقاء ثاني مع رواية جديدة.
دمتم بود :)

Electron 10-08-17 03:54 PM

رد: عكس الرحيل
 
شكرا لك .. الفيورا
شكرا للراحة والمتعة التي نجدها في كل يوم مع البارت الخاص بك ..
سنفتقد اطلالتك اليومية ..

bluemay 10-08-17 07:33 PM

رد: عكس الرحيل
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مبارك ختمك للرواية
اعجز عن شكرك على إلتزامك
معنا
وامتاعنا بإبداعك ...

*تم تثبت الرواية مع التميز*

تقبلي خالص الود

مشااعلل 11-08-17 01:16 AM

رد: عكس الرحيل
 
امس طفشانه وطحت على الروايه بالصدفه ، العجيب اني قريتها امس العصر وخلصتها بنفس اليوم ، ماتوقعت اني ماراح اوقف قراءه الا لما اختمها 😅💖
جد بدعتي بالاسلوب جداً ممتعه الروايه بشكل 💕 ، مع اني كان ودي يكون فيه تنوع بالشخصيات لكن ماعليه حلو التغيير ،
ودي اقول بفقد الروايه بس مع الاسف ماعشت جو انتظار البارت والظاهر كانت خيره لان قفلاتك تدوخ 😂💜 ، بس ونتستني الروايه بشكل وقضيت وقت ممتع ، شكراً واتمنى ماتكون اخر روايه لك 😢💜💜 ،

اخيراً : اذا عندك حساب نتواصل معك فيه ونشوف جديدك لاتبخلين علينا ، مسجله بالمنتدى علشانك وهذي اول مشاركه لي 💜💜💜

شبيهة امي 11-08-17 03:33 AM

رد: عكس الرحيل
 
وه ياقلبي
تسلم الايادي والفكر اللي ابدع ماشاء الله
قصه خفيفه ظريفة اشتملت على كل اسباب النجاح
موفقه الفيورا واكيد بإنتظار الجديد والمزيد من ابداعس

شبيهة امي 11-08-17 03:36 AM

رد: عكس الرحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3687567)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليش بدك تعذبينا بالنهاية

مطمطي شوي ع قولة أم رنا

عاد هي من دون الناس ما لها حق تحكي

عذبتنا مع وجه البوم <<< سقى الله هذيك الايام ماأحلاها


هههههههههههههههههههه الله يسعدس ضحكتيني
والله كانت ايام جميلة وحلوة معكم وفيكم ❤

همس الذكـرى ينااجيني 11-08-17 04:09 AM

رد: عكس الرحيل
 
هلا الفيورا
الف مبروك التثبيت والتميز تستاهلين ولو جاء بعد النهايه ❤
صراحه ابدعتي وامتعتي باسلوبك الخفيف اللطيف وفكرتك الجديده والمميزه 💜
الثريا وناصر نهايتهم كانت سريعه وبسيطه احس باقي ماشفنا حياتهم :(

مالك وطيف الأبطال اللطيفين بعيداً عن الكبرياء الزائد والتعقيد تميزتي بوصفهم ووصف حياتهم ،


بنشتاق لبارتاتك اليوميه ولو انك وعدتينا بالعوده ب روايه لطيفه ثانيه ❤

دُمتم ب حُب ❤


> رد مستعجل لأن كتبت رد قبل وطار وضاق خلقي منه ف كتبت ذَا بسرعه 😩

شبيهة القمر 11-08-17 12:41 PM

رد: عكس الرحيل
 
السلام عليكم
الف مبرووك التميز والتثبيت تستاهلين فوفو ومبرووك نهايه قصتنا الجميله راح نشتاق لابطالنا 😭😭😭😭😭😭😭😭
بس الي بيصبرنا وعدك لنا بقصه جديده بانتظااارك
فوفو.. تسلم الايادي نهايه جميله مثل راعيتها صحيح تمنينا انها تطول اكثر بس ماعليه تعوضينا بالقادم ان شاءالله >>مافيه مفر وراك وراك ههههههعع

أبها 11-08-17 03:40 PM

رد: عكس الرحيل
 
ألف مبروك الفيورا اكتمال القصة .🍃

و تستاهلين التثبيت و التميز ..🍃

استمتعنا بصحبتك ..🍃

واستمتعنا بصحبة أبطال القصة ..🍃

موفقة بإذن الله..

🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷

موضى و راكان 12-08-17 08:20 PM

رد: عكس الرحيل
 
رواية رائعة قرأتها بسعادة و شكرا جزيلا يا كاتبتنا العزيزة الفيورا وفى انتظارك ابداعك القادم

زارا 12-08-17 11:40 PM

رد: عكس الرحيل
 
السلاام عليكم..
الف الف مبارك علينا وعليتس نهايه الروايه>>من ورا قلبي..هخهخهخ
ودي انها متمطمطه شووويه

الصراحه فقدت البارت اليومي .. لكن العوض باذن الله بالقصه الجايه اللي راح تاصلني قبل الكل>>فيس يناظر ام جمال والنوري بطرف عينه..هخهخهخهخه
بجد ال في ..استمتعنااا مرره مرره بالروايه كوني واثقه ان هالروايه راح تكون من الروايات اللي راح نعيد قرايتها بعدين..
والف الف الف مباارك تثبيت الروايه وتميزها .. يفخر التميز بانه يتواجد بجنب روايتس..
لنا لقاء قريب باذن الله فلا تتركين انتظارنا يطووول..
دمتي بود

شيماء علي 13-08-17 05:38 PM

رد: عكس الرحيل
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله ع الجمال
ما خذت بيدي وقت ابد
بالعادة انا اميل لتعدد الشخصيات وتشعب الاحداث وتعقيدها لكن صراحة البساطة هنا جت بوقتها
حبيت تعلق الاثنين ببعض
وان كل واحد فيهم ادرك جمال دواخل الثاني وصبر عليها
ولو اني كنت اتمنى القصة تطول شوي
ثريا كثر خيرها من اللي شافته بحياته تصير جافة والله يعوضها بناصر ويكون لها درع عن كل اللي يبا لها الاذى واولهم العيال اللي ما ندري من وين طلعو
الجد والجدة هنيالهم
جاهم ولد وفوقه بنت كمان بتدلعهم دلع
منتظرة رواية جديدة عسى اقدر اتابعها من البداية
ودمت بخير

فانيليا شوكلاته 13-08-17 11:25 PM

رد: عكس الرحيل
 
تهانينا لكـ الفيورا لانتهاء مولودتك الاولى كانت بقمة الجمال والمتعه
صدمني تصرف اولاد ثريا ومحاولتهم منع زواجها فيالتهم ماظهروا
وفقك الباري لما يحب ويرضى واتمنى ان لاتكون الروايه الاولى والاخيرة سننتظر جديدك بفارغ الصبر .

الفيورا 17-08-17 11:44 AM

رد: عكس الرحيل
 
(فيس يدمع)
ما توقعت أبدا التميز مع التثبيت. مشكوريييين! بجد مشكورين على كل شي!

شبلتس 21-08-17 05:48 AM

رد: عكس الرحيل
 

القصة رووووووووووعة روووعة ... ماشاء الله عليج .. استمتعت بقراءتها ..
تسلم يديييينج .. وهالله هالله بالروايات الجديدة لا تقطعين ..

موفقة يارب

لحظات عمري 31-08-17 07:36 AM

رد: عكس الرحيل
 
لم اعرفك سوي من فتره بسيطه... جميل جدا ماخطه قلمك... روحك الراقيه تنتسر بين الصفحات.. جمال ادبي راقي جذاب.. موفقه بأذن الله وانتظر جديدك.

ندى ندى 20-09-17 05:37 AM

رد: عكس الرحيل
 
من أجمل ما قرأت رائعه وجميله

اسلوب راقي وهادئ ومريح للنفس

أبدعتي حبيبتي ما شاء الله

تسلم ايدك ووفقك الله وفي انتظار القادم

ان شاء الله

غرام البحر 01-10-17 11:18 PM

رد: عكس الرحيل
 
السلام عليكم
مبروك انتهاء الرواية و يعطيك الصحة
رواية جميلة رغم قصرها

yasmin.foll 09-12-22 10:18 PM

رد: عكس الرحيل
 
رواية عذبة و قلم غني
شكرا لك

yasmin.foll 09-12-22 10:19 PM

رد: عكس الرحيل
 
رواية عذبة و قلم غني
شكرا لك💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖


الساعة الآن 06:05 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية