منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المهجورة والغير مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/f837/)
-   -   أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي (https://www.liilas.com/vb3/t203784.html)

شخابيط فتاة 13-03-17 03:05 PM

أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
بسم الله الرحمن الرحيم ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. .


لا اجيد كتابة مقدمات منمقة ولكن هذه الرواية كانت في ذهني من قبل كتابتي لرواية حرمتني النوم ياجمان..

ولكني آثرت تأخيرها حتى اتمكن من العودة بأسلوب وفكر انضج بإذن الله..
هذه الرواية غالية على قلبي جدا وارجو من الله ان ترقى لمستوى ذائقتكم..


اتمنى ان اجد الدعم لديكم ال ليلاس.

لكل من شجعني في روايتي السابقة شكراً من صميم قلبي ..

لا اعلم ماهي الظروف التي ستواجهني اثناء كتابتها ولكني سأحاول الالتزام قدر المستطاع..ورجائي ان تعذروني في حال تقصيري..

اتمنى ان تلقى احرفي المتواضعة القبول بينكم

http://www12.0zz0.com/2016/11/10/02/110639482.jpg


http://www10.0zz0.com/2016/11/10/02/326393562.jpg



كان هناك شيء جعلني اصمت حين سمعت صوتك في ذلك اليوم..
وذلك الشيء هو كبريائي..
حين طلبت منك ان تغربي..حين اخبرتك الا تعودي ..كان قلبي يتمزق..
اخبرتك الا تتصلي ولكني انتظرت اتصالك..
سالت الدموع على خدي حين اخبرتك اني لا اريد سماع صوتك…شلالات الألم جعلت من قلبي جمرًا اجفف به ذاتي..
احترقت روحي … تجعدت بشرتي..
تمنيت أن تعودي تلك الطفلة التي ألاعبها بين يدي..
اردت اخبارك انني سأبقى بجانبك دائماً،ولكن…
كيف أواسيك وقد كسرت كلامي؟؟
كيف ابقى وأنتِ قتلتني؟؟
اعترف بهذا..لقد كذبت..
كذبت حين قلت أن امرك لا يهمني..كذبت حين قلت أنني مسحتك واقتلعتك ومحيتك من حياتي..
اخبرتك أنني لا أريد رؤيتك ولكنني كنت أنتظر عودتك..
حاولت نسيان أمرك ولكن نسيانك ضرب من المستحيل..
كيف أنساك وهواجس صوتك في أذني...
كيف أغض طرفي وطرفك في خيالي..
كيف أنساك وأنتِ ملاكي..كيف أنساك وأنتِ بسمتي..
رغم كل ماحدث كنت مستعداً للعفو عنكِ..
أقسم لو أنكِ طلبت العفو لمرة واحدة فقط لم أكن لأكسرك..
أنت مرآتي..فهل أكسرها؟
روابط الفصول
الفصلين الاول و الثاني في نفس الصفحة
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصلين الخامس و السادس
الفصلين السابع و الثامن
؟

شخابيط فتاة 13-03-17 03:14 PM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 

الفصل الأول:وهل يجدي الندم؟؟


تسرق منا الأحزان أجمل ما نملك..
تسرق دقات قلوبنا المحبة.. تسرق همسات نفوسنا الطيبة.. تسرق نور عيوننا الحالمة.. تسرق حياتنا.. تضيع أفراحنا…

توقفت امام باب المشفى وثبت بصري على البوابة ودقات قلبي تأبى الوقوف..لازالت كلمات سالم تتردد في أذني..
(ديما تصارع الموت)..

سرت بهدوء دون ان أتكلم وفي مخيلتي تتراءى أيام جميلة من الماضي عشتها معها .. سرت وأنا أرى اطياف المستقبل المجهول تحمل الموت والعذاب بين طياتها..

هززت رأسي في محاولة مني لطرد تلك الأفكار..كلا..صغيرتي لن تموت...سنعيش معاً مجدداً..ولن أسمح لأي أحد بأيذئها مادمت حيا...

وصلت الى قسم الطوارئ فوقف سالم بارتباك حين رآني..اقترب مني وهو يهمس: تماسك يا عمّار أرجوك..

وجهت بصري اليه ثم أغلقت عيني وأنا أحاول جاهداً الحديث,,لم أعد أقوى على تحريك لساني من عظم مصابي..تحركت شفتاي أخيراً وأنا أهمس بضعف:أين هي؟؟

أشار سالم برأسه لغرفتها:أنها هناك..

دفعته عن طريقي فوراً ثم اتجهت لتلك الغرفة وفتحتها باندفاع وأنا أهتف: ديما!!

ذاب الكلام بلساني وأنا أراها مستلقية على الفراش كجثة هامدة...اتسعت عيناي من هول مارأيت… .

تسارعت ضربات قلبي.. تردد نفسي...يبس ريقي…

وضعت يدي على صدري حين شعرت بذلك الألم يخترق قلبي كسهم قاتل يبقى أثره على مرور الزمن..

التفتت احدى الممرضات نحوي وهي تصرخ بحدة: سيدي اخرج من فضلك..

كنت أود تجاهلها..أردت أن أقترب من ديما أكثر..وددت أن أخبرها بأنني هنا..لقد عدت اليك صغيرتي..

امسك سالم بكتفي وأخذ يقتادني معه لخارج الغرفة..

مشيت معه بدون أن أعترض ولكن دمعة نزلت من عيني وأنا أردد بشكل هستيري: لقد ضاعت بسببي سالم..ستموت بسببي..ستموت..ستموت...

احتضنني سالم بكل قوته :لاتفعل هذا بنفسك عمّار..اهدأ أرجوك...

مشيت مع سالم بخطاً متثاقلة بعد أن شحب لوني وابيضت شفتاي واحمرت عيناي من الدمع..

جلست في غرفة الانتظار..انتظر خروج الطبيب ليطمأنني عليها…

هل ستكون ديما في عداد الأحياء أم الأموات؟؟

اغلقت عيني وعدت بذاكرتي لليوم الذي بدأت فيه قصتي..

بت أتذكر والدموع تجري على خدي مدراراً بعدما غرق قلبي من الحزن والبكاء والندم..

ولكن..

هل يجدي الندم نفعاً؟

وهل تخضر الأوراق بعد اصفرارها وذبولها؟؟

وهل تعود الأيام واللحظات بعد رحيلها؟؟

لقد بدأت قصتي قبل تسعة عشر سنة..في داخل حي شعبي قديم يحوي الكثير من البيوت.. .
يسكن بين تلك البيوت قلوب طيبة.. تضم في ثناياها أسرارا وحكايا.. .
جميلة كارتسام الشمس البعيدة في الافق..حزينة كليل عابر بلا حلم..

يقف طفل في التاسعة من العمر وهو يرمش بعينين كزرقة البحر..وشعر ذهبي ينساب على كتفيه بنعومة..يختلس النظر الى غرفة والديه وهو يسمع شجارهما..

نعم..ذلك الطفل..هو أنا..

بدأ كل شيء حين علم أبي بحمل أمي..

-لماذا لم تخبريني بأمر حملك قبل الآن..لقد تعمدتي اخفاء الأمر اليس كذلك؟؟
هل تريدين مني أن أصدق أنك لم تعلمي بأمر الحمل لخمسة أشهر؟؟

ردت أمي بغضب: وهل تسنى لي رؤيتك حتى أخبرك بالأمر.. لقد تغيبت عن المنزل لأشهر بدون أن تسأل عن حالنا..لم تسنح لي الفرصة لأخبرك..

ارتفع صوت والدي: لقد أخبرتك أنني لا أريد أي طفل غير عمَار...انها فتاة يا هيلين.
الا تدركين مقدار المصيبة التي ستحدث بسببك...؟؟
انني أجاهد منذ فترة لأقنع والدي بالاعتراف بعمّار..عزائي بأن عمار قد كبر وسيتمكن من الاعتماد على نفسه ان حصل شيء لي...اما الآن ومع هذه المصيبة داخل أحشائك..كيف سأخبر والدي؟؟

زفرت أمي ثم صرخت معترضة:ان كنت لا تريد طفلاً فأنا أريد..ماذنبي لأحرم من الأطفال بسببك ..لازلت في بداية عمري..لا يهمني أن قبل والداك الاعتراف بأبنائي أم لا ..ان لم تكن تريدنا..فسأعود مع ابنائي لأمريكا وسأختفي من حياتك الى الأبد..

احتقن وجه والدي من شدة الغضب..اقترب من أمي ثم أمسك بعضدها وهو ينطق بحدة: أياك والتفكير بهذا..ان اردت العودة لبلدك فلن اعترض...ولكن..لا تتدخلي بأبنائي..هل هذا مفهوم؟؟؟

ضحكت أمي باستهزاء:ماهذا التناقض الذي تعيش به..الم تخبرني انك تريد اجهاض الطفلة؟؟
هل أصبح أمرها يهمك الآن؟؟

دفعها والدي بكل قوته ثم صرخ :لا فائدة من الحديث مع امرأة مثلك..

قالها وهو يهم بالخروج من الغرفة..ولكن صوت أمي قد استوقفه وهي تصرخ: ليتني استمعت لكلام والدتي..كان علي أن لا أتزوج برجل مسلم..

تجاهل أبي تذمرها وهو يقوم بفتح الباب..تصلب بمكانه وهو يراني أقف أمامه..

شعرت بالخوف وأنا أنظر اليه..لم أرى والدي غاضباً هكذا من قبل..لقد اعتدت على نظراته الحنونة..

مرت ثلاثة أشهر تقريباً منذ آخر مرة رأيته بها..

ولكن شكله قد تغير كثيراً.لا أستطيع نسيان وجه أبى في ذلك الوقت.. لقد كان وجهه شاحباً جداً وفى حالة يرثى لها..عيناه محاطتان بالسواد..

كما انه من الواضح جدا انه قد فقد الكثير من وزنه..فقد أصبح جسده نحيلاً..كما أن عظام فكه قد برزت..

جثى أبي على ركبتيه أمامي ثم احتضنني حين رأى خوفي..مسح على شعري وهو يهمس بصوته الأجش: كيف حالك أيها البطل؟؟

أبعدني عن حضنه حين رأى صمتي..نظر الى عيني باهتمام:مالأمر يابني..

اجبته بتردد:أبي..لماذا تريد أن تموت أختي؟؟

اتسعت عينا أبي بصدمة..اجابني بارتباك:كلا ياولدي..انا لا اريدها أن تموت..كل مافي الأمر أنني أخاف عليها..

بدأ يتحسس وجهي بيده الحانية وهو يتابع الحديث:اخاف عليها من هذه الدنيا..قد لا اتمكن من البقاء معكم دائماً يابني..كيف ستتمكن طفلة صغيرة من العيش بدون أب؟؟

هززت رأسي وأنا أجيبه: كلا أبي..ستعيش معنا..وستكبر أختي وتصبح فتاة قوية..

ابتسم والدي بحزن:هل ستقوم بحماية أختك يا عمّار؟؟

عقدت حاجبي باستغراب..

طبع والدي قبلة على جبيني:عدني يابني بأنك ستحميها مهما اشتدت الظروف..عدني بأنك لن تتخلى عنها أبداً..

اجبته بثقة:أعدك..

اعادني أبي الى حضنه من جديد ولكني في هذه المره ..قد شعرت بجسده وهو يرتعش..لا أعلم..هل كان أبي يبكي حينها ياترى؟؟

لقد كانت تلك المرة الأخيرة التي أرى والدي بها..

مرت الأيام..وأتى اليوم الموعود..يوم ولادة أمي..

لقد كانت ليلة ماطرة..استيقظت من نومي وقتها على صوت والدتي وهي تصرخ باسمي..

ركضت الى غرفتها فزعاً لأراها..

فتحت باب الغرفة فوجدتها تجلس على الأرض بجانب سريرها وهي تتمسك بفراشها بكل قوتها..فتحت عينها ببطء ثم نظرت الي وهي تلهث وقطرات العرق تتساقط من جبينها من شدة ماتعانيه من آلام المخاض..

تحدثت بصوت متقطع: عمار..سأموت..ساعدني أرجوك..

ركضت اليها ولكن صراخها قد استوقفني:اذهب لاستدعاء أي أحد...يجب أن أذهب الى المشفى حالاً..

أومأت برأسي ..ثم خرجت من المنزل وبدأت الركض في تلك اللحظة...ركضت كما لم أركض من قبل..أرجوك يا الهي احفظ أمي..

وصلت الى منزل جارنا السيد عبد الرحمن وبدأت أطرقه بطريقة جنونية..

وصلني صوته بعد ثوان: حسناً حسناً..

فتح السيد عبد الرحمن الباب وهو يسألني بخوف: ما الذي حصل يابني...لماذا ترتجف هكذاً؟؟

اجبته بصوت متقطع من شدة البكاء: أمي.أمي ..تموت..

تلفت السيد عبد الرحمن حوله ثم صرخ منادياً زوجته: سميرة..تعالي بسرعة..

خرجت الخالة سميرة من غرفتها ثم لحقوا بي باتجاه المنزل… .
اتجهت الخالة سميرة لغرفة أمي ..أما السيد عبد الرحمن فقد كان ينتظر بسيارته لينقل أمي الى المشفى..

خرجت الخالة سميرة من غرفتها وركضت باتجاه المطبخ..ولكنها وقبل ان تدخل التفتت الي: عمار..اخبر عمك أننا لن نتمكن من نقلها الى المشفى..لا تقلق ...ستلد والدتك الآن وسيكون كل شيء على مايرام..

قالتها ثم دخلت الى الغرفة..

لم أكن أعي كلامها جيداً..لماذا لا تريد أخذها الى المشفى...امي تشعر بالألم..أسمع صراخها..أمي ستموت..

أيقظني من صدمتي صوت أبواق سيارة السيد عبد الرحمن..

ذهبت اليه لأخبره بالأمر..ولكنني انفجرت بالبكاء..

خرج السيد عبد الرحمن من السيارة وهو يسألني بخوف :ما الذي حصل؟؟

اجبته بصوت متهدج:أمي ستموت ..انها تصرخ ..قالت الخالة سميرة انها ستلد الآن..

ابتسم السيد عبد الرحمن وسرعان ماتحولت ابتسامته لضحكات...اخذ يتحدث وهو يضحك: لماذا تبكي الآن..كل شيء على مايرام..ستنجب أمك طفلة جميلة تلعب معك..تعال معي الى الداخل..هيا..

مشينا معا وجلسنا بداخل غرفتي..كنت التفت باتجاه غرفتها فزعاً كلما سمعت صراخها ولكن السيد عبد الرحمن كان يمسك بيدي ويخبرني بأنه أمر طبيعي..

مرت الوقت ببطء شديد..

مع كل صرخة من أمي كان قلبي يخفق بقوة أكبر..

توقف صوت صراخ أمي فجأة..

ولكن ..وبعد وهله..

عاد صوت الصراخ من جديد!!

كلا...

لم يكن صراخ أمي..

كان صراخ طفلة..

التفت الى السيد عبد الرحمن بعينين شاخصتين لا تعلم ماذا ينتظرها..

ابتسم لي: لقد وصلت أختك..

فتح باب غرفة أمي فأخرجت الخالة سميرة رأسها: عمار..احضر منشفة صغيرة ثم تعال لرؤية أختك…

ركضت باتجاه خزانتي لاحضار المنشفة..

اتجهت الى غرفة أمي بعدها وفتحت الباب بارتباك...وجدت أمي مستلقية على سريرها مغمضة العينين والسيدة سميرة بجانبها تحمل أختي وتقوم بغسلها بذلك الطشت أمامها..

التفتت الخالة سميرة الي: تعال يا عمار..تعال لرؤية أختك.. اقتربت منها فقامت بأخذ المنشفة من يدي وقامت بلف أختي بها..

وقفت الخالة سميرة بجانب أمي..وحين همت بوضع أختي في حضنها قامت أمي بدفعها..

رمشت الخالة سميرة بعينها مصدومة من موقف أمي.. شعرت ببعض الحرج فذهبت للخالة سميرة:خالة سميرة ..أعطني أياها.. وضعت الخالة سميرة أختي بيدي..تأملت ملامحها البريئة فشعرت بالحزن..هل هذه هي الطفلة التي تمنى والدي موتها..
ماهو الذنب الذي ارتكبته لتنظر امي اليها بهذا الحقد...

رفعت بصري الى أمي وبدأت احاول استعطافها وأنا أحدثها بالانجليزية كي تفهمني:انظري يا أمي كم هي جميلة..مارأيك..ماذا نسميها؟؟

نظرت أمي الي باشمئزاز ثم نطقت بحدة:سأسميها حظي السيء..ليتها لم تولد..انها غلطة..ارأيت..لم يفكر والدك بزيارتنا منذ اربعة أشهر بسببها..لا أملك المال لأطعامكم ووالدك لم يفكر بالسؤال عنا حتى..

بهتت ملامحي من كلامها..نظرت الى اختي بحزن.ماذنب هذه الطفلة بخلاف والدي..


لماذا لم تأت لزيارتنا يا أبي؟؟

ألم تخبرني أنك خائف على أختي؟؟

لقد وصلت أختي لهذه الدنيا..اننا نحتاج اليك أبي..

حاولت أن أطمئن أمي: سيأتي أبي يا أمي..أنا متأكد من هذا..

زفرت أمي بغضب ثم اغلقت عينها بدون أن ترد..

التفت الى الخالة سميرة..فلمحت التساؤل في نظرتها..ابتسمت لها بارتباك: ان امي تفكر باسم لأختي..تريد اسماً عربياً ولكنها لا تعرف لهذا تشعر بالغضب.

شعرت بأن كلامي لم يكن مقنعاً..ولكن الخالة سميرة أرادت مجاراتي: لماذا لا تسمونها ديما..

عقدت حاجبي باستغراب: ديما!

أومأت برأسها: ديما يعني المطر الشديد..بما أنها قد ولدت في ليلة ماطرة فأسموها ديما..

نظرت الى اختي بابتسامة...
ديما..

ياله من اسم جميل..انا اعشق المطر ..وسأعشق اي اسم يتعلق به بالتأكيد...

ما اجملك وما اجمل اسمك ديما..


لم تتمكن والدتي من تقبل ديما..فقد شعرت بأنها سبب تخلي والدي عنا..

تبقى ديما معظم الوقت معي..لقد قام أهل الحي بجمع التبرعات من أجلنا وقاموا بشراء الحليب والحفاظات وغيرها من مستلزمات الأطفال من أجل ديما..

كان أمراً محرجاً لوالدتي..

في الحقيقة..لقد أحزنني هذا الأمر أيضاً..

مر أسبوعين على ولادة أمي ولم يأتي أبي بعد..ولكني لم أفقد الأمل..انني انتظر قدومه يومياً أمام نافذة المنزل..

أنا متأكد من أنه لن يتخلى عنا..

أين أنت يا أبي؟؟

نحن نحتاج اليك..عد الينا ..

أرجوك..
.
.
.
في مكان آخر مختلف..بداخل فيلا واسعة...

هناك.تقف الذكريات..

هناك يحتار الحنين..

اجتمعت مع أخوتي في منزل أبي...ولكن في هذه المرة لم يكن اجتماعنا احتفالاً..

كلا..

لقد اجتمعنا للتخفيف عن أبي..

رغم مرور شهر على وفاة أخي حسن الا أن حزن أبي لم ينتهي بعد..

اعتقد انه نادم لأنه كان قد تبرأ منه منذ عاد من بعثته في أمريكا فقد سافر حسن رغما عنه ..

أخبرتني هيا أن أبي يريد التحدث معي بأمر مهم لذلك توجهت وحدي نحو غرفته..

دخلت اليه لأراه يجلس على مكتبه متكئً على مرفقيه..

التفت الي حين سمع صوتي وأنا أسلم عليه..

قبلت رأسه وبعد سؤاله عن حاله صمت منتظراً اياه ليتحدث..

نظر أبي الي وهو يرفع صورة بيده..

عقدت حاجبي وأنا أحمل تلك الصورة..لقد كانت صورة لأخي حسن وهو يحتضن فتى في السابعة من عمره تقريباً..

ولكن يبدو بأنه ولد أجنبي..عينيه الزرقاوين وشعره الأشقر يدل على ذلك..

هل التقطت هذه الصورة في أمريكا ياترى؟؟

رفعت بصري الى أبي وأنا أسأله باستغراب:ماخطب هذه الصورة..من يكون هذا الفتى؟؟

اجابني والدي بارتباك:اسمه عمار..انه ابن اخيك حسن..

انخفض صوته وهو يكمل حديثه: فرد من عائلة العالي..

ضحكت بصدمة: ههههه فرد من عائلة العالي؟؟
انك تمزح بالتأكيد..

تلاشت ابتسامتي حين رأيت نظرات أبي الجادة..تابع أبي حديثه:لقد تزوج بها أخوك بدون اذننا..تبرأت منه لهذا السبب ولكنه عاد منذ ستة أشهر وأوصاني أن أعتني بولده ان حصل شيء له..

نزاحمت الدموع في عينيه: أرجوك حازم..اذهب للاطمئنان عليه..ولكني أريد أن يبقى هذا الأمر سراً..تأكد من أنهم يعيشون بحال جيدة فقط..ارح قلبي يا بني..

نظرت اليه بتساؤل: ولكن..كيف سأعثر عليه؟؟

اخذ أبي تلك الصورة من يدي وقام بقلبها فظهر ذلك العنوان خلفها..

حدقت بالعنوان لفترة ولكن صوت أبي اعادني للواقع:أرجوك بني..اذهب لرؤيته لا استطيع التوقف عن التفكير به منذ وفاة حسن...

أومأت برأسي وأنا لا أكاد أصدق ما سمعته..

أخي حسن..متزوج!!
.
.
.
استيقظت من نومي قبل غروب الشمس بقليل.. ولا زالت صور مبعثرة من الحلم الذي رأيته ترتسم أمامي..لقد رأيت أبي يلاعب أختي بين يديه..

خطوت بهدوء نحو النافذة لأراقب الطريق من جديد..أين أنت أبي..ألن تأتي اليوم أيضاً؟؟

لم أكد استرسل في التفكير قبل أن تتوقف تلك السيارة بالقرب من منزلنا..

عقدت حاجبي باستغراب وأنا أراها..من الواضح أن صاحبها رجل ثري..

فتح باب السيارة ثم ترجل صاحبها منها وبدأ يتلفت حوله وملامح الاشمئزاز ظااهرة على وجهه..

خفق قلبي بشدة حين رأيته..هل هو أبي!!

نعم أنه أبي..شعره الكث الأجعد..عينيه الصغيرتين..وأنفه الحاد...لقد عاد أبي.

تأكد شكي حين قام ذلك الرجل بطرق باب منزلنا..ركضت نحو الباب بحماس لأقوم بفتحه ..

فتحته وقد كنت أنوي ان ارتمي بين ذراعيه..

ولكن..

ما ان قمت بفتح الباب حتى أدركت انه ليس أبي..

انه يشبهه نعم..ولكن جسد هذا الرجل أكثر ضخامة ...

كما أن نظراته أكثر حدة..

قام الرجل بدفع باب المنزل وهو يدخل اليه ثم بدأ يتلفت حوله باستغراب.. .
همس بضجر: كيف يمكن لأي شخص أن يعيش بمنزل كهذا...وكأنكم تعيشون بداخل جحر..هل يعقل أن أخي كان يعيش هنا!!

تنحنحت فالتفت الرجل الي..

ارتسمت على شفتيه ابتسامة حنون:أنت عمار اذا؟؟

أومأت برأسي باستغراب..

وضع يده على كتفي:آخ يا أخي انظر لحال أبنك..

خرجت أمي من غرفتها وهي تحمل ديما بيدها: عمار..عمار..

التفت الرجل باتجاه الباب..وحين رأى أمي أبعد بصره فوراً..

صرخت أمي : من تكون..من الذي سمح لك بالدخول الى هنا!!

أجابها ذلك الرجل بالانجليزيه مما أثار استغرابي:لا تصرخي..جئت لأطمئن على حالكم فقط..لقد أوصاني حسن بذلك قبل موته..

تصلبت أمي بمكانها حين قال هذا..أما أنا ..فقد ركضت الى ذلك الرجل وأنا أصرخ باستنكار: أين هو أبي..هل تعرف أبي..أرجوك ..أخبره أنني انتظر عودته..

نظر الرجل الي بحزن ثم جلس بجانبي: لقد ذهب والدك لمكان أفضل يا بني..لقد ذهب لملك الملوك..

بدأت أمي تصرخ بهستيريا: كلا..كلا..كلا..لا يمكن أن يموت حسن..كيف يموت بدون أن يرى طفلته..لماذا تركنا…آآآآآه..حسن لم يمت..حــسن.

التفت الرجل الى أمي بصدمة وكأنه قد أدرك وجود ديما للتو..

وقف أمام والدتي وهو يصرخ بحدة: ومن أين أتت هذه الطفلة أيضاً..لقد أخبرنا حسن أن لديه ولد فقط..

اجابته أمي : لقد ولدت منذ أسبوعين..

ضحك الرجل باستهزاء: هي ..هل تعتقدين أنني مغفل يا هذه؟؟
رجاءاً..لا تلقي بقذارتك علينا..ان كانت ابنة أخي لكان أخبرني عنها..

زفر بضجر وهو يتابع حديثه:لا يهمني أمرك أساساً..افعلي مايحلو لك..سأعطيك مايكفي من المال لتعودي لبلدك.. هل هذا مفهوم؟؟ سأعود بعد أسبوعين لأخذ عمار معي..أما أنت..فتدبري أمرك..عودي لبلدك مع ابنتك..واياك ان تفكري بالعودة ..يكفينا فضيحة هذا الفتى...

قالها وهو يشير الي..

قام بأخراج حزمة من المال من جيبيه بعدها وألقى بها في وجه أمي بطريقة مهينة..

نظرت اليه بصدمة..ولكنه لوح لي وكأنه لم يفعل شيئاً :أراك لا حقاً أيها البطل..

قالها..ثم خرج من المنزل..

انهارت أمي باكية...أما أنا فقد أدركت حديثه للتو..قال أنه يريد أن يأخذني من أمي..

انحنيت للأرض لرفع النقود ثم خرجت راكضاً لألحق به..

من يعتقد نفسه ليهين أمي هكذا..لن أسمح له بهذا..سأعيد النقود اليه وسأخبره أنني لا أريد الذهاب معه…

ركب عمي بسيارته ثم قام بتحريكها...حاولت اللحاق به ولكنني لم أتمكن من ذلك…

توقفت بمكاني أرقب السيارة وهي تبتعد وأنا ألهث من شدة التعب..نظرت الى المال بيدي ثم رفعت بصري الى الفراغ أمامي وأنا أصرخ بأعلى صوتي:لا أريد الذهاب معكم..لا أريد..

لقد كان يوماً عصيباً علينا..انقلب حالنا منذ علمنا بوفاة أبي...لم تعد أمي كما كانت..

أصبحت ألحظ انها تجري مكالمات بالسر عنا..أما أنا..فقد بت مرتعباً بسبب ذلك الرجل..

أحلم به في كل ليلة وهو يأتي ليأخذني من والدتي..

مر أسبوع منذ علمنا بوفاة أبي..

كنت أجلس بداخل غرفة مظلمة وحدي حين طرق الباب بطريقة جنونية..اتجهت الى زواية الغرفة ثم أغلقت عيني بكل قوتي وأنا أضع يداي على أذني في محاولة مني لصمها عن سماع تلك الطرقات..ولكن صوتها كان يرتفع أكثر.

لماذا أبقى وحدي في هذه الغرفة..أين ذهبت أمي ..لا أريد الذهاب مع ذلك الرجل..أريد أن أبقى معك أنت وأختي فقط..أريد أن أعيش معكم..لا تدعوه يأخذني..

فتح باب الغرفة بقوة فصرخت بأعلى صوتي وأنا أرى ذلك الرجل يمشي باتجاهي والشرر يقدح من عينيه..

حاولت الهرب ولكنه قام بمحاصرتي بجسده الضخم ثم أمسك بيدي وأخذ يجرني غير مبالياً بسماع صوت صراخي..

حاولت مقاومته وأنا أنظر للناس حولي باحثاً عن النجدة..لمحت أمي تقف بين الجموع وهي تحمل ديما بيدها وعيناها مترقرقتان بالدموع..

صرخت مستنجداً ولكنها تجاهلت صراخي..

تمكنت من أفلات يدي من ذلك الرجل ولكن.

حين بدأت أركض باتجاه أمي كانت أمي تبتعد عني كسراب في صحراء واسعة…

أرتفع صراخي أكثر: كلا ماما..لا تتركيني وحدي..مــــــــــامــــــــــــــــــــــــأ..


صوت ارتطام قوي..استيقظت بعدها فزعاً من ذلك الكابوس..تلفت حولي بخوف..لقد كان صوت الرعد فقط…

نظرت الى النافذة وأنا ألهث من شدة خوفي..لقد كانت النافذة تهتز بعنف بسبب الرياح مصدرة صوتا مثل صوت الطرقات..

نظرت الى السقف حين شعرت بقطرات المطر تتساقط على وجهي.....

يا الهي..لقد بدأ الماء بالتسرب...

مسحتها بسرعة ثم وقفت من سريري لأذهب لأمي..

أشعر بخوف شديد..منذ أتى ذلك الرجل وأنا أحلم به يومياً وهو يبعدني عن أمي..

فتحت باب غرفة أمي بهدوء فالتفتت امي الي بارتباك..

تعجبت من ارتباكها كثيرا..

لقد كانت امي تتحدث بالهاتف..مع من تتحدث ياترى؟؟

اغلقت السماعة ثم مشت باتجاهي : عمّار..مابك يا صغيري؟؟

نظرت الى الأرض: أمي..أنا خائف جداً..كما أنني أشعر بالبرد..لقد تسلل الماء الى غرفتي..هل ..

نظرت اليها نظرة متوسلة: هل أستطيع النوم بجانبك اليوم؟؟

ابتسمت امي بحنان..ثم فتحت ذراعيها لاستقبالي: تعال يا بني..

ركضت اليها وارتميت بين ذراعيها..لا أريد الابتعاد عنها..

تساقطت الدموع على خدي وأنا أرجوها: أرجوك أمي..لا تدعي ذلك الرجل يأخذني..أنا أريد البقاء معك أنت وديما..

طوقتني أمي بذراعيها وهي تهمس:لا تفكر بالأمر يا ولدي..لا تصدر أي صوت كي لا تستيقظ أختك..هيا اصعد على السرير بهدوء كي ننام..

صعدت على السرير مع أمي..وبدأت أشعر بالأطمئنان وأنا بجانبها..نمت نوماً هانئاً في حضن أمي..شعرت بالدفء والأمان وأنا أسمع نبضها وانفاسها...ليس في الدنيا وسادة أنعم من حضن الأم...أستغرقت في نوم عميق..ولكن سكون تلك الليلة لم يدم..

لقد راودني في تلك الليلة كابوس آخر..

كان أقرب مايكون الى الهذيان من الكابوس..فقد كان صوت أمي تطبطب على كتفي وتهمس بكلمات وداعية بنبرة حزينة:
عمّار..انت تعلم انني احبك واهتم لأمرك يا بني..ولكن وجودي معكم سيدمر حياتكم..انا لا أملك المال الكافي لأطعمك مع أختك..
كما أن أعمامك يرفضون وجود ديما معهم بسببي..
الناس في الحي هنا طيبوا القلب..لن تبقوا وحدكم..
إن علموا بذهابي فسيبلغون أعمامكم وحينها سيضطرون لأخذكم معهم..
سيعترفون بديما كفرد من عائلة العالي..كما أنك ستعيش معهم في قصرهم..
لن تشعر بعد اليوم ببرد أو صقيع ..ستنام بفراش دافئ..
لن تكابد الجوع مجدداً..ستنعم دائماً بوجبة ساخنة تسد رمقك..
ارجوك بني..اعتن بأختك دائماً ولا تحقد علي..انني أفعل ذلك لمصلحتكم..

ابعدت أمي يدها عن كتفي بعد أن أنهت حديثها..اردت أن أصرخ وأخبرها ان لا تذهب ولكنني لم أتمكن من الأستيقاظ ..نعم ..لابد أنني أحلم..من المستحيل أن تتخلى والدتي عنا..كما أنني أشعر بأنفاس شخص بجانبي..


نعم..أمي نائمة بجانبي..مددت يدي أتحسس ذاك الجسد أمامي ولكنني سرعان ما فتحت عيني فزعاً..انه جسد صغير..

جسد أختي ديما!!

انزلت قدماي عن السرير وبدأت أمشي الى أن وصلت الى الصالة..ضاقت عيناي انزعاجاً من الضوء..فوضعت يدي أمام عيني لحمايتها...

الاضواء مشتعلة ..وهناك صوت خرير للماء..الحمد لله لقد كان كابوساً ….لابد أن أمي في الحمام فقط..

اقتربت من الحمام ببطء وأنا أهتف: أمي!!

ازدادت دقات قلبي حين اقتربت..باب الحمام مفتوح..وأمي غير موجودة..وصوت الماء هو بسبب المطر فقط!!

بدأت أتلفت يمنة ويسرة وأركض في أرجاء المنزل كالمجنون وأنا أهتف بخوف: أمي..أمي..أين أنتِ..

لم أستطع السيطرة على نبضات قلبي الجنونية..ارتعبت من فكرة ترك أمي لنا..هل يعقل أنني لم أكن أحلم!!

لم أستغرق في التفكير كثيراً..فقد خرجت من المنزل فوراً لأبحث عنها..إن كانت قد خرجت فلا بد أنها لم تبتعد كثيراً..سألحق بها وأوقفها..

لقد كان الطريق مظلماً.. .. مظلماً جداً..

السواد يحيط بي من كل مكان..وقطرت المطر قد كونت بركاً صغيرة من حولي.

ركضت غير مبالٍ بتبلل ثيابي..أشعر برعب كبير..

رعب من فقدان أمي..كنت أركض دون توقف في ذلك الطريق ودموع عيني تنزل على خدي بغزارة لتختلط مع قطرات المطر...

تسارعت خطواتي أكثر ..وتلاحقت انفاسي بسرعة أكبر حتى غدوت أسمعها... .
انطلقت صرخة ألم من شفتي حين تعثرت خطوتي وسقطت أرضاً..

تساقطت الدموع حارقة على خدي ألماً وحسرة:آآآآآآآآآآآه ..مـــــــامــــــــا...

بقيت أبكي على الأرض لفترة ..

في اللحظه التي كنت اصنع ابتسامتي واقتل فيها حزني الذي يعبر عن واقعي ...احترق قلبي .

احترق قلبي.وصرخاته ما تزال صداها في أذني ....

احترق قلبي واحترق املي واحترقت مشاعري واحترق كل شي واصبح رماداً تذروه الرياح ....

احترق قلبي ولن يستطيع شتى من في العالم ان يقنعني بأن هناك قلباً يستطيع ان يحتوي قلباً محروقاً وان يعيد إليه الحياه ..

رفعت رأسي عن الأرض لأرى الطريق مجدداً...ولكنني أغلقت عيني بقوة بسبب الضوء الذي وجه لعيني..فتحت عيني ببطء لأرى تلك السيارة متوقفة أمامي..ترجل صاحبها منها ثم ركض باتجاهي فزعاً:بني ..هل أنت بخير.. .

جلس القرفصاء بجانبي ثم أمسك بكتفي ليساعدني على الوقوف..

رفعت يدي باتجاه وجهي لأمسح دموعي قبل أن يلحظها فتلوث وجهي بالطين..

همس الرجل بحزن: ما الذي تفعله هنا يا صغير...عد الى المنزل..الجو بارد جدا..ستمرض ان بقيت تلعب هنا..انظر كيف اتسخت ثيابك..هيا عد يا بني الوقت متأخر..هل تعرف طريق المنزل؟؟

كنت أريد الرد عليه ولكن ماخرج من شفتي هو شهقة تخنقها العبرات...اعلنت تلك الشهقة عن بكائي بعد خروجها...بكيت كما لم أبك من قبل..

ماما..

علميني الحديث مجدداً..ارفعيني وضميني بين ذراعيك أماه..

ماما..

أنا أرتجف من البرد..تعالي ودفئيني بصدرك أماه.

ماما…

وجهي قد اتسخ بالطين..تعالي وامسحيه بيدك الحانية أماه..

ماما.. ماذا يعني المنزل بدونك ؟؟

اريد أن أشكو اليك أحزاني...

امنحيني المأوى...وابقي معي دائماً ولا تتركيني أماه..

آآآآآآه آآآآآآآه آآآآآآآآه

هل تدركين عمق جراحي أماه؟؟

أتدركين مدي معاناتي ومأساتي في هذه الدنيا بدونك؟؟

آآه من ذلك الألم وذلك العذاب..وآآآآه من دنيا أعيشها بدونك..

كم أتمني أن أكون بين يديك كي تشفى كل جروحي..

أماه..لقد تعب التعب مني...وملت الآهات من صدري..

فأرجوك أماه.. لا تطعنيني بسكين بعدك..

ارتبك ذلك الرجل كثيراً من بكائي فأخذ يحاول تهدئتي:صغيري..لا تقلق..ان كنت ضائعاً سأخذك للشرطة حسناً..

مسحت دموعي بكم قميصي ثم أجبته بصوت متهدج:كلا..سأعود وحدي..انا لست ضائعاً..ولكنني سقطت فقط لهذا أبكي..

زفر الرجل بارتياح:ظننت أنك لا تتحدث العربية حين رأيتك.ههه..هذا جيد لقد أخفتني..حسنا سأرافقك حتى تصل للمنزل..

مشيت معه وكأنني آلة تقاد بلا أي مشاعر..لقد اكتفيت من هذا الكابوس..أريد الاستيقاظ الآن..

وصلت الى باب المنزل فشهق ذلك الرجل: لماذا لم تغلق الباب خلفك بني..هيا..اذهب وقم بتغيير ثيابك واغلق الباب حتى لا يتسلل اللصوص..

أومأت برأسي وأنا أدخل المنزل..

أغلقت الباب خلفي ثم بقيت متصلباً بمكاني..لابد أن أمي ستأتي الآن..ربما ذهبت لشراء بعض الحاجيات… .


انتظرت..وانتظرت..ولكنها لم تعد...

مشيت ببطء الى المغسلة وحين رأيت وجهي بالمرآة ورأيت ذلك الطين يغطيه ادركت ماسيكون حالي عليه بدون امي...

فتحت الماء وبدأت اغسل وجهي من الطين والدمع..

هل هان عليك التخلي عنا بهذه السهولة امي؟؟

ذهبت لتغير ثيابي بعدها فأعادني صوت ديما وهي تبكي الى واقعي...

ديما...لم تكمل الشهر من عمرها بعد...اي قلب جعلك تخرجين غير مبالية بحالها؟؟


ذهبت الى غرفة امي لرؤية ديما ثم حملتها بين ذراعي وبدأت أهزها علها تسكت ولكن هيهات...

همست بصوت ضعيف: ما الأمر صغيرتي..هل تشعرين بالبرد؟؟

جلست على السرير ثم ضممتها الى صدري في محاولة مني لتدفئتها ولكن صراخها لم يتوقف..هل شعرت ببعد أمي يا ترى؟؟

نزلت دمعة من عيني لتستقر على وجهها وأنا أهمس في اذنها بصوت مختنق:لا تخافي صغيرتي...ستأتي ماما الآن..لقد ذهبت لتشتري أشياء جميلة من أجلنا...

ارتفع صراخها أكثر فبدأت أتحسس وجهها بأصابعي لأمسح دموعها..وحين شعرت ديما بإبهامي على شفتيها..توقفت عن البكاء وهي تفتح فمها متلهفة لالتقامه..وضعت اصبعي بفمها دون تردد..يا الهي...لابد أنها جائعة..

بدأت ديما تمص أصبعي بلهفة وأنا أتأملها بهدوء..بالرغم من أنني شعرت بالألم بسبب تجمع الدم في أصبعي ولكني لم أبعده..المسكينة..لقد بكت كثيراً..لابد أنها تعبت من كثرة البكاء..أريدها أن ترتاح قليلاً..

تذكرت أمي وأنا أتأمل ديما هكذا..همست في محاولة مني لابعاد الخوف: لاتخافي يا اختي..ستعود ماما بالتأكيد..

بدأت أنفاس ديما تنتظم تدريجياً وأنا أتأمل ذلك بصمت..

ضممتها إلى صدري أكثر ثم طبعت قبلة عميقة على أجفانها الصغيرة وبدأت أغني لها تهويدة بصوت طفولي هاديء:
طفلتي...صغيرتي.. نامي.. بأمان..
وانعمي....صغيرتي ..بأحلى الأحلام..

توقفت ديما عن امتصاص اصبعي..وهدأت أنفاسها لتعلن عن نومها.. زفرت بارتياح ثم وضعتها على السرير وذهبت الى المطبخ لأحضر لها الحليب..ان استيقظت مجدداً فيجب أن أطعمها..
وجدت علبة الحليب على الطاولة وحين فتحتها اكتشفت بأنها فارغة!!


بقيت انظر الى العلبة بصدمة..ولكن بعدها ..

ارتسم شبح ابتسامة على شفتي..لابد أن ماما قد ذهبت لشراء الحليب من أجل ديما..

جلست على أرض المطبخ أنتظر عودة أمي.رغم أنني أوقن بداخلي انها لن تعود ولكنني كنت كالغريق الذي يتعلق بقشة...

لايد أن تأتي من أجل ديما..لاتزال صغيرة..وانا اعجز عن العناية بها..كيف أقوم بتربيتها وحدي؟؟

انتظرت..وانتظرت..ولكن ..طال انتظاري كثيراً..

نزلت على خدي دموع حارقة معبرة عن استسلامي…

ما الذنب الذي ارتكبته مع أختي لتتركنا وحدنا؟؟

وضعت رأسي بين ركبتاي واستسلمت لبكاء مرير..

منذ ذلك اليوم..أصبحت لديما..الأم والأب و الأخ..وكل شيء..

لقد أرادت أمي بتركنا أن ننعم بفراش دافيء وطعام شهي...

ولكنها لم تكن تعلم..أن فعلتها قد قتلت بداخلي شيئًا..

شيئاً بريئاً فى دمي كالطفولة قد قتل!!.

شيئاً جميلاً كالسعادة دافق.. قد مات مطعون الأمل..
.
,
.
💖نهاية الفصل💖

ندا المطر 14-03-17 12:42 PM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
بداية موفقة
اتمنى لك التوفيق بانهاء الرواية
متى نتوقع الفصل المقبل ..

شخابيط فتاة 14-03-17 02:14 PM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندا المطر (المشاركة 3677103)
بداية موفقة
اتمنى لك التوفيق بانهاء الرواية
متى نتوقع الفصل المقبل ..

اهلا حبيبتي منورة..

اليوم العصر ان شاء الله😊

شخابيط فتاة 14-03-17 10:02 PM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
الفصل الثاني:شتات..

في عتمة الليل نفتقد لهيب الحب الذي يدفئنا في ليالي الشتاء القارس.

بينما كنت أجلس وحدي في ذلك الظلام...تسلل نور خافت من بعيد واخترق تلك العتمة الشديدة..

نظرت باتجاه الضوء ثم وقفت أركض باتجاهه لأخرج من هذا المكان الموحش..ومع اقترابي من مصدر ذلك الضوء..تمكنت من رؤيته يقف وسطه فاتحاً ذراعيه لاستقبالي...

خفق قلبي بلهفة..لقد أتى..أبي لم يتركني..

عاد أبي من أجلي عــــــاد..

اندفعت نحوه وسحابة من الدموع تتشكل في عيني...ارتميت بجسدي بين ذراعيه وأنا أهتف:أبــــــــــــــــــــي...

طوقني أبي بذراعيه وأخذ يسمع شكواي بصمت:
أبي ..حبيبي..يانور عيني..
أين كنت أبي..لماذا تركتنا..
لقد تعبت من انتظارك..تعبت من تخيلك..
أين رحلت أبي؟؟
تعبت من سؤال زوايا المنزل..تعبت من احتضان غيابك..
لقد تهت بدونك أبي..لقد رحلت أمي وتركتني أيضاً...
لا تتركنا يا أبي فالكل يسأل عنك..
لقد وصلت ديما..اختي هنا..
لقد أخبرتني أنك تخاف عليها من هذه الدنيا.
كنت محقاً أبي..هذه الدنيا موحشة جداً في غيابك..
لا تترك قلوبنا الصغيرة تعيش هذا الخوف مجدداً..
عدني يا أبي أنك لن تتركنا..هيا عدني بذلك الآن..

لم ينطق أبي بأي حرف..رفعت رأسي لأنظر اليه.هناك شيء غريب في نظراته ..

عيناه!

باتت فارغه. مجرده من المشاعر كصحراء خالية قتلها القحط!!

همست بخوف:أبــ..ــــي؟؟

قطع صوتي..صوت صراخ قوي قادم من خلفي..صوت صراخ أختي ديما...

بدأت صورة أبي تتلاشى من أمامي تدريجياً..

هززت رأسي بخوف..كلا..لا تتركني مجدداً أبي..لا تتركني أبــي..

فتحت عيني وأنا أصرخ بفزع..

كنت أتعرق بشدة...

دقات قلبي مرتفعة...

أنفاسي متسارعة..

أغلقت عيني وأخذت نفسا عميقاً كان كابوسا.ً.

تلفت حولي فوجدت نفسي نائماً على أرض المطبخ الباردة..

وضعت يدي على مرفقي ..أشعر بحرقة..اتسعت عيناي وأنا أرى ذلك الدم في كم قميصي..يبدو أنني قد جرحت حينما سقطت بالأمس..

قطع أفكاري صوت ديما وهي تبكي..

وقفت من مكاني وركضت باتجاهها بسرعة..يا الهي كيف نسيت الأمر..لقد بقيت وحدها طوال الليل...

دخلت الى الغرفة وحملتها بين ذراعي وبدأت أهزها :لا لا..لا تبكي ديما حبيبتي لا تبكي...

لم تتوقف ديما عن البكاء...لابد أنها تتضور جوعاً كما أن رائحتها كريهة..يا الهي ماذا أفعل..

وضعىت اصبعي في فمها علها تسكت ولكن لا فائدة..لازالت تبكي...

اخذت أدور بها في ارجاء المنزل كي تهدأ ولكن دون جدوى..توقفت عن البكاء فجأة وبدأت تسعل...

شعرت بخوف شديد..ولكنها سرعان ما عادت للبكاء مرة أخرى..

لم أتمكن من التحمل أكثر ..تزاحمت الدموع في عيني: أرجوك ديما لا تبكي..أرجوك...

شعرت بألم في كتفاي بسبب حملي لها لفترة طويلة...

وضعتها على السرير فهالني منظر وجهها..لقد اكتسى وجهها لون أحمر داكن مائلاً للزرقة..

أستلقيت بجانبها وبدأت أقبلها وأنا أبكي معها: أرجوك لا تبكي ديما ..أرجوك توقفي..

لم تتوقف ديما عن البكاء..بالطبع لا تستطيع فهمي..قمت بتغطية وجهي بيدي وبدأت أبكي وأبكي..ماما..أنا لا أعلم ماذا أفعل..ان استمرت ديما بالبكاء فستموت بالتأكيد..

طرق باب المنزل..بدأت أمسح دموعي وأنا أجيب بصوت متهدج :من بالباب...

لم يصلني أي رد..أو ربما وصلني ولكن صوت بكاء ديما منعني من سماعه..

مشيت باتجاه الباب بخطوات بطيئة..سألت من جديد: من الطارق؟؟

وصلني صوتها الطفولي الحاد: أنا سلمى..افتح بسرعة ..هيا..

فتحت الباب بتردد شديد..اطللت برأسي من خلف الباب..فرأيت سلمى تقف أمامه ..سلمى هي ابنة جارنا السيد عبد الرحمن..عمرها ثمان سنوات..لديها أخ توأم يدعى سالم..

زفرت سلمى بضجر: هل سأنتظر على الباب كثيراً..افسح الطريق لأدخل الفطور..قامت أمي بإعداد العريكة من أجلكم..

-شكراً..

قلتها ثم أخذت الطبق من يدها ...

رفعت سلمى حاجبها:ما الذي تعنيه بتصرفك هذا الا تريد مني أن أدخل..

اففف هذه الفضولية سلمى..أنا أعلم جيداً أنها إن دخلت فلن تخرج قبل حلول المساء..حاولت ايجاد حجة لعدم ادخالها: أمي نائمة يا سلمى تعالي لاحقاً..

عقدت سلمى حاجبيها بدون أن ترد..تجاهلت حجتي ثم سألت باستغراب: لماذا تبكي أختك هكذا ؟؟

صرخت بضجر: انها طفلة ومن الطبيعي أن تبكي..

قلتها ثم أغلقت باب المنزل خلفي..اكره فضولها الشديد..أنا أعرفها جيداً..ان علمت بأمر أمي فسيعلم كل من في الحي بهذا..

بدأت سلمى تطرق الباب بقوة : تقوم بطردي يا عمًار ها..سأريك ..أفتح الباب يا رأس البطاطا..أقسم أني سأقوم بنتف شعرك هذا..واجهني ولا تختبيء كالفتيات..

لم أستطع احتمال هذه الضجة..ديما تبكي وهذه الخرقاء تقوم بطرق الباب..

قامت سلمى بطرق الباب بقوة أكبر: لم آتي من أجلك أساساً ..أنا أريد رؤية الخالة هيلين..

أرتفع صراخها: خالة هيلين..خالة هيلين افتحي الباب..

حين ذكرت سلمى اسم أمي تذكرت أمر ديما..لقد نفذ حليبها..من الأفضل أن أطلب من سلمى لتحضر لي من الحليب الخاص بأختها سلوى..انها تكبر ديما بعدة أشهر فقط..

فتحت الباب بتردد..فوجدت سلمى قد قامت بربط ظفيرتيها الطويلتين..كما أنها قامت بالتشمير عن أكمام فستانها الأخضر..انها تنوي الشجار حقاً...

لانت ملامحها حين رأت الدموع متزاحمة في عيني..سألت باستغراب:عمّار..هل تبكي؟؟

وكأنني كنت أنتظر منها أن تسأل ..جلست على الأرض فوراً وانفجرت بالبكاء..

جلست سلمى بجانبي وبدأت تحاول تهدئتي:لا تبكي عمار..أن أردت مني الرحيل سأرحل ولكن لا تبكي...

نظرت اليها وبدأت أتحدث بصعوبة:لقد رحلت أمي يا سلمى..تركتني وحدي مع ديما..ان ديما جائعة ولكن حليبها قد نفذ..أنا ..لا أعلم ماذا أفعل..

-ما الذي تقوله عمار!!..هل رحلت الخالة هيلين!!

قالتها ثم ركضت باتجاه غرفة أمي..تبعتها فوجدتها تحمل ديما بيدها..نظرت الي وهي تهتف بخوف: ان وجهها شاحب عمار...انظر اليها بالكاد تستطيع التنفس..

اجبتها بارتباك:ماذا أفعل..لقد بكت كثيراً ولم أتمكن من اسكاتها...

اعادت نظرها الى ديما ثم أجابت: تعال لمنزلنا عمار..هيا بسرعة لنخبر أمي بالأمر..

صرخت بخوف: كلا لا تخبريها..

عقدت سلمى حاجبيها: ولكن!!

مشيت باتجاهها وقمت بحمل ديما : سأقوم أنا بالعناية بها..لا تخبري أي أحد..اخاف أن يعود أبي بدون أن أعلم..وربما تعود أمي..يجب أن ننتظرها هنا..

نظرت اليها بترج :ارجوك سلمى يجب أن لا يعلم أحد بهذا الأمر أبداً أرجوك..

اجابت سلمى بارتباك: حسنا ..انتظرني قليلاً ..سأذهب لمنزلنا وأعد الحليب من أجلها...

ذهبت سلمى لمنزلها لأعداد الحليب بينما بقيت أنا مع ديما..عادت سلمى بعد دقائق وهي تحمل زجاجة الرضاعة بيدها..وحين هممت بأخذ الزجاجة منها صرخت باعتراض:انا سأقوم بإطعامها..انها ابنتي الآن..اطعام الطفلة من واجبات الأم ..

أعطيتها ديما بدون أن أعترض ..أنا أعرف سلمى جيداً..انها شديدة العناد ولن تغير رأيها أبداً..ان تأخرت أكثر ستموت ديما من شدة الجوع..

جلست أتأمل ديما بهدوء وهي تشرب الحليب...شعرت بأن الحياة قد بدأت تدب في جسدها مرة أخرى..فقد عاد لون وجهها لطبيعته..

نظرت الى سلمى ثم سألتها بشك :سلمى..لم تخبري أي أحد بأن أمي رحلت..صحيح؟؟

نظرت سلمى الي بحدة:الا تثق بي..اخبرتك أنني لن أخبر أحداً..

-احم ..كلا هوني عليك لم أقصد شيئاً..

قلتها ثم أعدت نظري الى ديما..فتحت ديما عينها ببطء فهتفت فرحاً:لقد فتحت عينها..انها بخير..انظري سلمى لقد فتحت عينها..

ضحكت سلمى: ان لون عينها مثلك تماماً..وكأنها عين قطة!!

تابعت ديما شرب حليبها الى ان نامت أخيراً..وضعتها سلمى على السرير ثم نظرت الي:لماذا تجلس أنت هنا..اذهب وكل قبل أن يبرد الفطور..

اجبتها بهمس:لا أريد أن آكل شيئاً..

طرق باب المنزل فنظرت الى سلمى بحدة حين سمعت صوت سالم..

تحدثت سلمى بارتباك: أقسم انني لم أخبره..

وقفت من مكانها :انتظر سأتفاهم مع ذلك الغبي..

ذهبت سلمى لتفتح الباب.سمعت شجارها مع سالم ..ولكن بعد وهلة..دخل سالم الى الغرفة راكضا فلحقت سلمى به وهي تصرخ: سالم ..قلت لك لاتدخل..

ابتسم سالم لي: مرحباً عمار..

بدأت أقلب نظري بينه وبين سلمى..اففف افف ..ماهذا الحظ..الا يفتضح أمري مع أحد غير هذان الفضوليان..

اضطررت لأخبار سالم بالأمر فاتفق ثلاثتنا على ابقاء الأمر سراً..ذهبت لتناول العريكة معهم ولكن سلمى شهقت حين لاحظت الدم في كم قميصي: عمار..ماهذا!!

نظرت الى مرفقي:لا أعلم ...اعتقد أنني جرحت حين سقطت بالأمس..

مشت سلمى باتجاهي ثم قامت برفع كم قميصي: دعني أرى جرحك.

اجبتها بانزعاج: اتركيني سلمى سأقوم بتغير قميصي وانتهى الأمر..انه لا يؤلمني أساساً..

زفرت سلمى: كلا..يجب أن أقوم بتنظيف الجرح كي لا يتلوث.دع الأمر لي..هل نسيت أنني سأقوم بفتح عيادة خاصة بي حين أكبر..

ضحك سالم باستهزاء: سيتم اقفال العيادة من أول يوم حفاظاً على حياة المرضى..

نظرت سلمى اليه بحدة: لا تتدخل أنت..انا اتحدث مع عمار..

قامت سلمى بوضع مناديل مبللة على مرفقي مدعية بأنها وضعت دواء بها...

استيقظت ديما من نومها وبدأت بالبكاء..ولكن صوت بكائها كان غريباً وكأنها تشعر بالاختناق..

ركضنا ثلاثتنا لرؤيتها وحاولنا ملاعبتها لتسكت..ابتسمت ديما لنا ولكن ..

كان هناك صوت حشرجة تخرج من صدرها..

سأل سالم بارتباك: عمار..ماهذا الصوت..يبدو أنها تشعر بالاختناق..

نظرت اليه بخوف: هذا صحيح..ماذا أفعل..هل الأمر خطير؟؟..

مط سالم شفتيه:لا أعلم..ولكني أعتقد أن الأمر خطير..يجب أن نجد حلاً والا ماتت..

اتسعت عيناي بخوف:هل ستموت!!

رد سالم بارتباك:كلا ..ان وجدنا دواءً مناسباً لها فلن تموت..

دمعت عيناي: مالحل..ماذا نفعل؟؟

هتفت سلمى : لدي الحل..انتظروني..سأقوم بإحضار قطرة للأنف من أجلها....لقد رأيت أمي تضعه لأختي سلوى حين أصيبت بالزكام..

زفرت بارتياح: هذا جيد ..اذهبي لاحضارها بسرعة..

ذهبت سلمى لأحضار القطرة بينما بقيت مع سالم مع ديما..طرق الباب بعد لحظات فذهبت لفتحه..

كانت سلمى تقف وهي تلهث من التعب ..رفعت يدها لتريني القطرة: لقد وجدتها..

عدنا للبقاء مع ديما ولكننا قد شعرنا بالحيرة..اردنا وضع القطرة لها ولكن ديما كانت تتحرك كثيراً وتبكي ان قمنا بإمساك وجهها..

صفقت سلمى بيديها: لدي فكرة ..قم أنت ياعمار بوضع زجاجة الرضاعة بفمها كي لا تبكي..أما سالم سيقوم بتثبيت وجهها بينما أقوم أنا بوضع القطرة!!

شعرنا أنها فكرة ممتازة..وضعناها فوراً في طور التنفيذ..كانت الخطة تسير بشكل جيد..فديما كانت تشرب الحليب بدون أن تبدي أي مقاومة..

ولكن..

ما إن قامت سلمى بوضع القطرة بأنفها حتى اختنقت ديما ..فقد قمنا بسد مجرى تنفسها..

تشنجت ديما بين يدي وانقلب وجهها للون الأزرق ثم سكنت حركتها تماماً..

صرخت بخوف: ديــــــــــــمـــــــــا...


انتفض سالم فزعاً حين رأى ديما توقفت عن الحركة..نظرت اليهم وقد بلغ الخوف مني كل مبلغ: انها لا تتحرك...لقد ماتت انها لا تتحرك!!... .
تراجع سالم بخطواته الى الخلف ثم خرج من المنزل راكضاً وهو يصرخ : أمي...أمي..النجدة..أمي..

لحقت سلمى به محاولة ايقافه: كلا سالم ..لقد وعدنا أن لا نخبر أحداً...

ولكن سالم لم يستمع اليها..رحل كلاهما وبقيت وحدي مع ديما ..وضعتها على السرير ثم تراجعت بخطواتي خائفاً..

كان قلبي يخفق بشدة ..لم أعرف كيف أتصرف..طرأ في ذهني انها قد اختنقت وتحتاج لبعض الهواء..اقتربت منها وبدأت أضرب وجهها ضربات خفيفية وانفخ بفمي علها تحصل على بعص الهواء..وفجأة ..فتحت ديما عينها وبكت بأعلى صوتها..

لازلت أتذكر ذلك اليوم وكأنه بالأمس...يا الله كم بكيتُ وبكيت ُ فرحا عند سماع صراخها.. .

لم أتصور يوماً انني سأسعد لأنها بكت!!

عاد سالم وسلمى ولكنهما لم يكونا وحدهما...كانت والدتهما الخالة سميرة قد علمت بالأمر...

اتت باتجاهي وحملت ديما حين سمعت بكاءها..أخذت تربت على ظهرها وهي تردد بحزن: اه..ياطفلتي المسكينة..أي قلب تملكه تلك المرأة..

لقد غضبت كثيراً لأن هذان الفضوليان قد أفشا سرنا ..ولكن ..ما الذي أتوقعه منهما..كنت متأكداً أنهما لن يتمكنا من السكوت ولكني لم أتوقع أن يفضحا أمري بهذه السرعة..انهما يستحقان الدخول في موسوعة جينيس في أقصر وقت للحفاظ على السر..

اضطررت للذهاب لمنزل السيد عبد الرحمن فقد رفضت الخالة سميرة بقائي في المنزل قطعياً..

رغم أنني كنت غاضباً لافتضاح الأمر الا انني اعترف بأن هذا أفضل من أجل ديما فأنا لا أعلم كيف أتصرف معها..لقد اعتنت الخالة سميرة بها جيداً..

بعد أن قامت الخالة سميرة بتبديل ثياب ديما قامت باستدعاء سالم وسلمى...

انتابني الفضول فقمت باللحاق بهما لمعرفة الأمر..

سمعت صوتها وهي تقوم بتوبيخهما: منذ متى علمتم بأن عمار وحيد مع أخته؟؟

ردت سلمى: علمت حين اخبرتني أن آخذ الفطور لمنزلهم...

نهرتها الخالة سميرة:ولماذا لم تخبريني..لو أن الطفلة ماتت بين أيديكم ها؟؟

رد سالم: ماذا نفعل أمي ..لقد وعدنا عمار الا نخبر أحداً..انه يخاف أن تعود أمه بدون أن يعلم..

زفرت الخالة سميرة بعمق: آآآخ المسكين..كيف فعلت والدتهم هذا بهم..ألا تملك في قلبها أي رحمة؟؟
سينتقم الله منها على تركها لأطفال يتامى وحدهم في هذا الجو البارد..
ولكن ماذا أقول ..ليس بعد الكفر ذنب ..انها لا تخاف الله فكيف أطالبها بمراقبة الله في أفعالها..

لم أستطع احتمال سماع هذه الاهانة..كلا ..امي ليست قاسية..أنا متأكد بأنها ستعود..ربما حصل شيء سيء لها ومنعها من العودة..ولكن أمي أروع أم بالدنيا ولن تتركنا..

ركضت لغرفة سالم ووقفت بجوار النافذة لمراقبة منزلنا..أنا مستعد للبقاء أمام النافذة طوال اليوم أنتظر عودة أمي وأبي..

أمي..أبي..ما الذي أخركما هكذا؟؟

مر ذلك اليوم.ولم تعد أمي..في الحقيقة لقد تسلل اليأس بداخلي ولكني كنت أحاول جاهداً محاربة هذا الشعور..

قامت الخالة سميرة بتجهيز فراش لي في غرفة سالم..نام الجميع ونمت أنا أيضاً ولكني مالبثت أن استيقظت بسبب كوابيسي..لم أستطع النوم جيداً منذ ثلاث أسابيع بسبب هذه الكوابيس..

استيقظ سالم فزعاً حين سمع صراخي:عمار..ما الأمر..

نظرت اليه وانا الهث: انه كابوس فقط..

جلس سالم على سريره: هل تريد كوباً من الماء..

أومأت برأسي..

وقف سالم: تعال واتبعني اذا سأعد لك عصير الليمون أيضاً..قالت ماما أنه مفيد للأعصاب..ستنام بهدوء ان شربته..

مشيت مع سالم الى المطبخ..وبعد أن قمنا بفتح الثلاجة أفزعنا ذلك الصوت خلفنا :ما الذي تفعلانه في هذا الوقت؟؟

التفتنا نحو مصدر الصوت بفزع..

صرخ سالم بغضب: سلمى ..لقد أفزعتنا...

دخلت سلمى الى المطبخ وهي تهمس:ستعاقبك أمي أن علمت أنك تشرب العصير في منتصف الليل.هل تريد أن تبلل فراشك مجدداً..

أحمر وجه سالم بغضب: أنا كبير ولا أقوم بتبليل فراشي...

ابتسمت سلمى باستهزاء: أوه حقاً...

ذهب سالم باتجاه سلمى وأخذ يجر شعرها فبدأ شجارهما المعتاد..ولكنني في هذه المرة لم أكن في مزاج جيد لأي شيء..صرخت غاضبا: تــــــــــوقــــــــــفـــــــــــا..

التفتا الي ثم وضعا يدهما على فمي: اششششششش ..

ابعدت يدهما: اتركاني..

همست سلمى: نحن آسفان يا عمار..ولكن ان استيقظت أمي ستغضب كثيراً..ولكن لم تخبراني لماذا لم تذهبا للنوم؟؟

اجابها سالم:لم يتمكن عمار من النوم..لقد راوده كابوس مرعب..

كتفت سلمى يدها على صدرها ثم نظرت الي: عمار..هل تسمي بالله قبل نومك أم لا؟؟

أومأت برأسي: نعم..اقولها ..

نظر سالم الي بحدة: أيها الكاذب لم تقلها..لم أسمعك..

اتسعت عيناي: كلا..أقسم انني قلتها ولكنني أقولها بصوت خافت..

شهقت سلمى : أها ..هذا هو السبب .يجب أن تقول بسم الله بصوت عال حتى تسمع الشياطين وتهرب..

نظرت الى الأرض بتفكير: هل هذا هو السبب حقاً..

اجابت سلمى بثقة: بالتأكيد..هذا هو السبب ..جرب قولها بصوت عال الليلة وسترى النتيجة..

ذهبت سلمى لغرفتها بعد أن شربت كوباً من الماء وذهبت انا مع سالم لغرفته..ولكنني لم أكن أرغب بالنوم..

جلست على الاريكة الموجودة تحت النافذة أراقب باب منزلنا..

زفر سالم بعمق: عمَار..امك لن تعود..انس الأمر..

نظرت اليه بحدة: بل ستعود.. .

ابعد سالم نظره عني: حسناً..تعال لننام.

نظرت الى النافذة بدون أن أرد..

حين رأى سالم تجاهلي ذهب هو للنوم..

أما أنا...فقد بقيت أنتظر على النافذة الى أن غططت بنوم عميق...

في اليوم التالي..استمرت مراقبتي لباب منزلنا ولكن في هذه المرة..لمحت شخصاً يقف أمام الباب ..شخصاً أعرفه جيداً..

خرجت راكضاً باتجاه المنزل لمناداته: عمي زيـــــــاد..

التفت العم زياد الي بابتسامة: اوه..عمار أنت هنا..لقد كنت أطرق الباب ولكن لم يقم أحد بفتحه..

توقفت بمكاني بدون أن أرد ..كيف أخبره بالأمر..رفعت بصري اليه بارتباك: عم زياد..أخبرني أنك تعرف مكان أبي..أخبرني أنه لم يمت..أرجوك..

قلتها ثم انفجرت بالبكاء..

احتضنني العم زياد:لا تقل هذا يا عمار..هل تعتقد أن أباك سيكون سعيداً ان علم أنك تبكي هكذا؟؟
يجب أن تكون قويا..لقد أصبحت رجلاً..كما أنني لن أتخلى عنكم ..ان احتجت لأي شيء فلا تتردد في طلبه..

قطع حديثنا صوت السيد عبد الرحمن:أوه زياد..أنت هنا..

ذهب العم زياد ليسلم على السيد عبد الرحمن..ابتعدا عني وهما يتبادلان أطراف الحديث..يبدو أن السيد عبد الرحمن قد أخبر العم زياد بأمر أمي فقد كانا يسترقان النظر الي..

العم زياد هو صديق أبي منذ الطفولة..رافقه في بعثته لأمريكا وكان شاهداً على زواجه من أمي...لقد كان يساند أبي دائماً ..لقد حاول مراراً التفاهم مع جدي ليعترف بزواج أبي..ولكن دون فائدة..

تأكدت من أنهم كانوا يتحدثون عني..فقد طلب العم زياد مني أن أجهز بعد ساعة لأذهب لمقابلة جدي..

لا أريد الذهاب..اريد البقاء في انتظار أمي ..ولكن ماذا أفعل...لازلت طفلاً مغلوباً على أمره..

قامت الخالة سميرة بتجهيز حاجياتي وحاجيات أختي ديما ثم ركبنا السيارة مع العم زياد..

بقيت صامتاً طوال الطريق..أشعر بخوف شديد..

حاول العم زياد كسر الصمت: ابتهج يا بني..سترى حياة مختلفة..ستدرك ماذا يعني أن تكون من عائلة العالي..

العالي..العالي..العالي..

لقد مللت من هذا الاسم..لا أعلم ماهو المميز بهذا اللقب..بسبب هذا اللقب تبرأ جدي من أبي..بسبب هذا اللقب عشت حياة عصيبة..بسب هذا اللقب تركتنا أمي..

لو كان بيدي كنت سأنزع هذا اللقب المشؤوم...

توقفت السيارة ثم هتف العم زياد: مرحبا بك في منزلك يا صغيري..

نظرت الى ذلك المنزل بانبهار!!

لم أتوقع أن يكون منزل جدي واسعاً هكذا!!

هل يعقل أن أبي قد عاش طفولته في مكان كهذا؟؟

وقفت بجانب العم زياد وأنا أحمل ديما بيدي..قام العم زياد بإخراج حقائبنا من السيارة وبدأ يطرق باب المنزل..

قامت الخادمة بفتح الباب لنا..

سألها العم زياد:هل عمي سليمان موجود؟؟

قطع سؤاله صوت حاد لامرأة: من بالباب..

تنحنح العم زياد: السلام عليكم آنسة هيا..احتاج للحديث مع والدك بأمر ضروري..

اجابت عمتي هيا:إن أبي مريض يا زياد..أرجوك ان كان أمراً يخص حسن فارحل من فضلك..ارحم هذا الشيخ..انه مريض ..وقد ندم حقاً بعد ما حصل لحسن..لست بحاجة لتكرار نفس الموضوع ..لقد مللنا..

تغير وجه العم زياد بعد حديثها..نظر الي ثم ابتسم بارتباك..همس لي : ادخل مع اختك يا عمار..هيا..

دخلت بتردد فتمكنت من رؤية تلك المرأة وهي تنظر الي باستغراب..

تحدث العم زياد من خلف الباب: لقد جئت لأسلم أمانة حسن اليكم...ارحموا ضعف هؤلاء الايتام..لقد رحلت والدتهم ولم يبق أحد لهم..اعتذر على ازعاجكم...الى اللقاء..

ركضت عمتي هيا باتجاه الباب وهي تهتف: هي أنت..انتظر..

تجاهلها العم زياد وركب سيارته وقام بتحريكها مبتعداً عن المنزل..

بقيت متصلباً بمكاني بعد أن سيطر الرعب على كل خلية بجسدي..

التفتت عمتي الي ونظرات الحقد تشع من عينيها...

بدأت تشتم العم زياد وهي تدور حول نفسها بتوتر: اففف ماهذه الورطة...

نظرت الي بحدة..تعال واتبعني..

تبعتها بذلك المكان وأنا أتلفت حولي بخوف..المنزل كبير جداً..لم أرى منزلاً هكذا من قبل..شعرت وكأنني بداخل كهف مظلم..لم أشعر أبداُ بالأطمئنان..يبدوا انهم يكرهون رؤية نور الشمس..فبالرغم من أن النوافذ تملأ المنزل الا انها مغاطاة بستائر داكنة ..

توقفت عمتي أمام باب خشبي ضخم..وضعت يدها على المقبض وقامت بفتحه فأصدر صوت صرير مزعج..

نظرت الي ثم همست: أدخل هنا..بسرعة..

أومأت برأسي ثم دخلت خلفها..

قامت بإشعال الأضواء ثم التفتت الي: ابق هنا واياك واصدار أي صوت...هل هذا مفهوم..

قالتها ثم أغلقت الباب خلفها بكل قوتها..قفزت فزعاً ثم بدأت أتلفت حولي بخوف...

ماهذه الغرفة..انها مرعبة حقاً..

يبدو وأنها غرفة الاستقبال..

رفعت رأسي لأنظر لتلك الثريات الضخمة..كل شيء ضخم في هذا المنزل..وكأنه منزل للعمالقة!!

ذهبت للجلوس على الأريكة ثم ضممت ديما لصدري وكأني أحاول حمايتها..

اتسعت عيناي حين رأيت تلك الصورة الضخمة لرجل كبير بالسن..شعرت بالرعب من نظراته..ابعدت نظري عن تلك الصورة وانا ارتعش من الخوف...

إن كان هناك غرفة للشياطين فهي هذه الغرفة بالتأكيد..

تذكرت حديث سلمى بأن علي البسملة بصوت عال لتهرب الشياطين..

أغلقت عيني بكل قوتي:بسم الله الرحمن الرحيم..بسم الله الرحمن الرحيم...
تذكرت بأن ديما معي فقررت أن أرفع صوتي أكثر لتبتعد الشياطين عنها أيضا..

بدأ صوتي يتعالى تدريجياً:
بسم الله الرحمن الرحيم
بـسـم الله الـرحـمـن الرحـيـم
بــســم الله الـــرحــمـــن الــرحــيــم
بــــــــســــــــــــم الله الــــــرحـــــــمــــــــــــن الرحـــــــيــــــــــم

فتحت عمتي الباب بكل قوتها فصرخت فزعاً:
بــــــــســــــــــــم الله الــــــرحـــــمـــــــــــــن الرحـــــــيـــــــــــم

صرخت عمتي: مالأمر..لماذا تصرخ هكذا...ألم أخبرك بأن لا تصدر أي صوت؟؟

أجبتها بارتباك:كنت أقول بسم الله ..لطرد الشياطين..

احتقن وجهها من شدة الغضب: ما الذي تقصده...هل تقصد بأنني شيطانة يا ولد!!

أجبتها بخوف: كلا..لم..

قامت بمقاطعتي وهي تنظر الي بحدة:ان سمعت صوتك مجدداً فسأرسل قبيلة من الشياطين عليك ..هل هذا مفهوم؟؟

أومأت برأسي..

زفرت بغضب: افففف ولد وقح..

قالتها ثم خرجت من الغرفة..

ما الذي حدث لها..لماذا غضبت هكذا؟؟

أغلقت عيني بكل قوتي وأنا أحتضن ديما..أمي ..لماذا ذهبت..أنا خائف جداً.

.
.
.
.


كنت أجلس في مكتبي حين وردني ذلك الاتصال من المنزل..رفعت السماعة فوصلني صوت هيا:أين أنت حازم..تعال لرؤية المصيبة التي حلت علينا..

عقدت حاجبي: ما الذي حصل؟؟

-ذلك الرجل المختل زياد..لقد قام بإحضار فتى وطفلة وتركهم وقال انهم أمانة حسن..

وقفت من مكاني بغضب: هل أنت جادة ؟؟

زفرت هيا : ولماذا أكذب عليك..

سألتها بارتباك: هل حضرت أمهم معهم؟؟

-كلا..لقد قال زياد بأن أمهم قد هربت وتركتهم وحدهم..

صرخت بغضب: تباً لتلك المرأة..هل علم أبي بالأمر؟؟

ردت هيا: كلا ..لقد وضعتهم في غرفة الجلوس..

زفرت بارتياح :هذا جيد...انتظري قدومي..سأحضر اليكم قبل صلاة العشاء..لا تخبري أبي..يجب أن أمهد الأمر له حسناً..

اجابت هيا: حسناً..

اغلقت السماعة ثم ضربت الطاولة بكل قوتي..تباً لتلك المرأة..لقد أخبرتها أنني سآخذ عمار بعد أسبوعين ..لقد حن قلبي لذلك الفتى..أردت مهلة لأقنع أبي بإحضاره..فقد طلب مني أبي أن أطمئن على حالهم فقط..أنه لا يريد مني أن أحضره لمنزلنا..أراد أن يريح ضميره بالاطمئنان على حالهم فحسب..

آآخ يا حسن..ما هذه الورطة التي أوقعتنا بها...انك تسبب المشكلات حيا وميتا..

ذهبت باتجاه منزل أبي بعد أن أنهيت عملي...طرقت باب المنزل فكانت هيا باستقبالي: وأخيراً أتيت..

سألتها بهمس: أين هو؟؟

اجابت هيا:انهم في غرفة الجلوس..ان ذلك الفتى وقح حقاً..هل تصدق ..لقد قال عني بأنني شيطانة!!

ضحكت رغماً عني فصرخت هيا: ما المضحك في الأمر...

توقفت عن الضحك ثم أجبتها بابتسامة وأنا أمشي باتجاه غرفة الجلوس:انسي الأمر..

فتحت باب الغرفة..فوجدت عمار مستلق على الأرض بجانب أخته ويقوم بملاعبتها..تنحنحت: السلام عليكم..

اعتدل عمار بجلسته ثم نظر الي بحدة..

ابتسمت له: هل تتذكرني أيها البطل...

ابعد عمار نظره عني بدون أن يرد..

نظرت الى تلك الطفلة بغضب..تلك الحقيرة..لقد أخبرتها أن تسافر مع ابنتها..أنها تعتقد أن فعلتها ستجبرني على الاعتراف بها ولكن يبدو بأنها لا تعرفني جيداً..

ذهبت باتجاه حقائبهم الموجودة بجانب الباب وقمت بفتحها..

كان عمار يراقبني وأنا أفتش بحقائبهم ونظرات الخوف في عينيه..

وجدت ما أبحث عنه من أوراق..عقد زواج أخي وشهادة الميلاد الخاصة بعمار..

ولكن تلك الطفلة..لا يوجد أي شيء يثبت هويتها..

التفت الى عمار لأسأله: في أي مشفى ولدت أختك؟؟ .

اجاب عمار بصوت مرتجف: لقد ولدت بداخل المنزل..

اعدت نظري الى الأوراق...ما ادراني بأن تلك الطفلة هي ابنة حسن؟؟

لا يوجد أي شيء يثبت هذا الأمر..

ذهبت باتجاه الطفلة لحملها ولكن عمار قد حملها وتراجع بخطواته الى الخلف..

ابتسمت له : ما الأمر يا عمار..أريد أن أحمل أختك..أنا عمك ولست عدواً لك..

نظر الى عيني بصمت..

حاولت ايجاد حجة لأخذها:ان اختك مريضة يابني ..الا تسمع الصوت الذي يخرج من صدرها؟؟

لانت ملامح عمار ثم أجابني: نعم.لا أعلم مابها..لقد أخبرني سالم أنها قد تموت ان لم نتصرف..

شعرت بأنني قد وجدت الحجة..أجبته بثقة: نعم..سآخذها للمشفى لتحصل على العلاج..أعطني اياها..

اجاب عمار بتردد: سأذهب معك..

زفرت بضجر: كلا يجب أن تبقى هنا..لن يسمحوا بدخولك المشفى ان لم تكن مريضاً..يجب أن يرافقها شخص كبير فقط..

نظر عمار الى الأرض بحزن..

اقتربت منه لحمل الطفلة ولم يحاول المقاومة هذه المرة..

نظر الى عيني حين استقرت بيدي:عمي ..لقد وعدت أبي أن أقوم بحمايتها مهما اشتدت الظروف..أرجوك..اطلب من الطبيب أن يهتم بها..

اجبته بارتباك: حسناً..سأطلب منه...

حملت الطفلة بيدي ثم خرجت من الغرفة ببطء..أشعر بالتوتر مما أنا مقدم على فعله..

وجدت هيا في استقبالي:ها يا حازم ..ماذا نفعل؟؟

اجبتها: ليبق أمر عمار سراً حتى الغد..عمار هو ابن حسن ويجب أن يبقى..أما هذه الطفلة فليس هناك مايثبت بأنها ابنته..

عقدت هيا حاجبيها:اذاً؟؟

اجبتها بارتباك:سأتدبر أمر هذه الطفلة..لا تفكري بالأمر..قومي بإخفاء أمر عمًار فحسب..

قلتها ثم خرجت من المنزل..

بدأت أقود السيارة بدون أن أدري أين أذهب...أريد وضعها في أي مسجد ولكنني لن أضعها أمام مسجد حينا..سأضعها بمسجد أبعد كي لا أفكر بالتراجع..

وصلت الى وجهتي أخيراً..تبقت نصف ساعة تقريباً قبل صلاة العشاء..

نزلت من سيارتي وبدأت أتلفت حولي بارتباك..تأكدت من أن لا أحد يراني ثم وضعت الطفلة تحت شجرة قريبة من المسجد..لن يلحظوها الا ان بكت..سأضمن ابتعادي عن المكان قبل أن يلحظوا وجودها..

نظرت الى الطفلة ثم طبعت قبلة على جبينها:أنا آسف يا صغيرتي..

قلتها ثم ركضت مبتعداً عن المكان..

بكت الطفلة فالتفت اليها بحزن..

الجو شديد البرودة..والطفلة مصابة بالزكام على مايبدو..أرجو أن يلحظوا وجودها بسرعة..أسأل الله أن يرسل لك رجلاً تقياً يحسن تربيتك..

أغلقت عيني ثم مشيت مبتعداً عن المكان..حاولت جاهداً أن أقسو على قلبي وأتجاهل صوت بكائها....سامحيني يا صغيرتي..انه خطأ أمك حين تخلت عنك في حين أني طلبت منها أخذك..

تردد صوت عمار في أذني:.أرجوك..اطلب من الطبيب أن يهتم بها..
اطلب من الطبيب أن يهتم بها..
اطلب من الطبيب أن يهتم بها.. .

أسرعت بخطواتي أكثر.. سامحني يابني..

لقد كانت حالة أختك في غاية الخطورة فماتت قبل وصولنا الى المشفى..

أنا..آسف..
.
.
.
💖نهاية الفصل💖 *

اتمنى تكونوا حبيتوا الفصل اراءكم وتوقعاتكم


missliilam 15-03-17 08:17 PM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
🎻🎤🎺🎷🎸🎧 شخبط شخابيط ... 🎤🎺🎧🎻🎷🎸 فنن تفانين 🎺🎤🎧🎸🎷🎻 مسك الكيبوررررد 🎸🎷🎻🎤🎺 وكتب حوااااديت 🎻🎷🎸🎤🎺 اعمل ايه واياك يا ضنايا !!! 🎤🎸🎷🎻🎺 اللي عملته ده أجمل حاااااااجة 🎸🎷🎧🎷🎸🎺 عايز تكتب اكتب لكن من غير ما تفجر براااااكييييين 🎻🎤🎸🎷🎺😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂
السلام عليكم ورحمة الله وبركاااااااته !!!!! ❤❤❤❤❤❤❤ بت يا شخبووووووووطة ... يا تعااااابير فنوووووووونة !!!!! ازيك !!! عدنا والعووووود أحمدٌ عمارٌ سالمٌ 😂😂😂😂 العنواااااان جنااااااااااان !!!! ما شاء الله ... انت مرآتي .. فهل أكسرها!!! ده انا اللي هكسر دماغك وافشفش عظامك لو كسرتها يا بعيد !! 😈😈😈😈😈 كله ولا المرآة !!! هاشوف سحنتي الحبيبة بعد كده ازاي بأة ان شاء الله 😡😡😡😡 ولا عايزني أشوفها في عنيك السماوية الشفافة يا فهلوي زمانك !!! 😂😂😂😂
المهم .. بعد الشخطة التمهيدية الجميلة دي نخش في المفيد 😂😂😂
حسن .. يا حسن .. يبدو انك أردت ان تلعب دور الشاطر حسن في حكايا الأطفال التراثية .. وكان هاجسا لك ان تعيش مغامراتٍ لا تنسى .. ولكن لم تزبط معك يا ابني .. ما هكذا تكون المغامرات 🤓🤓🤓🤓 ربنا يسامحك ويرحمك برحمته .. أتزوجت حبك غصبا عن أهلك !!! وهنا صراحة أودّ ان اعلق بشيء يلح وينق ويزن عليَّ .. الخطأ مشترك بينك وبينهم .. الواجب عليك ان تحسن الاختيار .. الجمال ليس كل شيء .. ولكن الحب وكما يقال علميا هو من يختارنا .. فكان لزاما عليك ان تتحمل نتيجة قرارك بدون تذمر .. فهذا ثمن واجب الدفع .. وكلمة لأهل حسن .. الموضوع قد يكون صعب التقبل ولكن طالما لم يرتكب حراما فلا يجب ان تكون ردة الفعل بهذه القوة .. ربما بحسن تعاملكم معها تحب الاسلام وتسلم .. هي بشر مثلنا وكونها على دين مختلف لا يعني إلغاء كرامتها وإنسانيتها .. وليس كل المسلمين جيدين كما ان ليس كل غير المسلمين سيئين .. الصالح والطالح في كل مكان .. والله ما أكلها ولا راح ياكلها الا الأولاد المساكين 😭😭😭😭 والله ماني عارفة ابكي على عمار ولا على ديما ...😭😭😭😭 ديما عشانها رضيعة وبدون ذنب .. بس عمار لانه الأكبر وفاهم فالألم عليه أكبر 😭😭😭😭 سلمى مسكينة .. حسيتها تحب عمار وهو ما طق لها خبر .. يا حسرتي .. شايف نفسه عليها !!😡😡 ليه يا اخويا !! يكونش يا اخويا عشان شعر الكنافة بشيرة السكر بتاعك !! 🤔🤔🤔 ولا عشان حجرين الزفير اللي في عنيك 👿👿👿👿 😂😂😂😂 واحدة موش غيرانة ابدااااااااا😂😂😂😂😂 أصلا على قولة زواوي فرحان بشعرك أوي !! لو كان الشعر عزيز .. ما كانش طلع في المعيز !!!😂😂😂😂😂😂 العم زياد عمل العملة وفلسع !! على مبدأ سنفروا بحياتكم 😂😂😂😂😂 البابا سنفور ده 😂😂😂😂 العمة الشعشبونة .. ربنا يرزقك الحنية ويكفيك شر نفسك ... والعم الثاني من كثر قهري دماغي مو راضي يزودنا باسمه ولا راضي ارجع أقرأه 😂😂😂 أظن اسمه احمد 🤔🤔🤔 المهم اتقي الله .. والله مو محللتك.. 😡😡😡 دي أماااااانة .. واذا ضاعت الأمانة .. فما معناه .. انتظر السااااعة .. لكن هتروح من ربنا فين !!!!! أعوذ بالله عليكووووو عيللللة 👿👿👿👿👿 عمار يا ابني ربنا يكفيكم شر الرأس الكبير بابا عود 👴🏻👴🏻👴🏻👴🏻👴🏻 عاد سحنتك على أمك وحضرته على حركرك .. قده كارهها خلقة 😤😤😤😤 انني أتميّز من الغيظ !!!!
بت يا فنونة من المقدمة فهمت ان سالم متزوج ديما 🤔🤔🤔 بس كيف لقوها !! وايش صار لها !! وليه زعل منها عماروووو وشكله مقاطعها !!! 🤔🤔🤔 والأهم طمنيني .. هل اتزوج سلمى !!! ولا عاملي فيها صعب المنال ومعلق البت وموقفها على الاطلال 😡😡😡😡 ده انا كنت اموته ،، غير مأسوف عليه 😈😈😈😈 بأحب فعل الخير وتوفيق راسين بالحلال ولو بالعافية 😂😂😂😂😂
أشوف وشك بخير ❤❤❤❤ الى اللقاء 🙋🏻🙋🏻🙋🏻🙋🏻🙋🏻

سرابالحكايا 17-03-17 02:03 PM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
بدايه رائعه ارجوا ان تستمري عزيزتي
اكثر مااحزنني في الجزء هو ديما
بانتظارك

رحاب بنت ابوها 17-03-17 06:45 PM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
بدايه حلووه ماشاء الله 😻❤
اتمنى اذا كانت البارتات الاولى جاهزه تنزلينها ع الاقل اول خمس اجزاء عشان البنات يتحمسون معاك 💕💕
بانتظارك عزيزتي 🌸

شخابيط فتاة 17-03-17 09:17 PM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة missliilam (المشاركة 3677216)
🎻🎤🎺🎷🎸🎧 شخبط شخابيط ... 🎤🎺🎧🎻🎷🎸 فنن تفانين 🎺🎤🎧🎸🎷🎻 مسك الكيبوررررد 🎸🎷🎻🎤🎺 وكتب حوااااديت 🎻🎷🎸🎤🎺 اعمل ايه واياك يا ضنايا !!! 🎤🎸🎷🎻🎺 اللي عملته ده أجمل حاااااااجة 🎸🎷🎧🎷🎸🎺 عايز تكتب اكتب لكن من غير ما تفجر براااااكييييين 🎻🎤🎸🎷🎺😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂
السلام عليكم ورحمة الله وبركاااااااته !!!!! ❤❤❤❤❤❤❤ بت يا شخبووووووووطة ... يا تعااااابير فنوووووووونة !!!!! ازيك !!! عدنا والعووووود أحمدٌ عمارٌ سالمٌ 😂😂😂😂 العنواااااان جنااااااااااان !!!! ما شاء الله ... انت مرآتي .. فهل أكسرها!!! ده انا اللي هكسر دماغك وافشفش عظامك لو كسرتها يا بعيد !! 😈😈😈😈😈 كله ولا المرآة !!! هاشوف سحنتي الحبيبة بعد كده ازاي بأة ان شاء الله 😡😡😡😡 ولا عايزني أشوفها في عنيك السماوية الشفافة يا فهلوي زمانك !!! 😂😂😂😂

هههه حرام عليك تكسري دماغ عموري دا حبيب قلبي

المهم .. بعد الشخطة التمهيدية الجميلة دي نخش في المفيد 😂😂😂
حسن .. يا حسن .. يبدو انك أردت ان تلعب دور الشاطر حسن في حكايا الأطفال التراثية .. وكان هاجسا لك ان تعيش مغامراتٍ لا تنسى .. ولكن لم تزبط معك يا ابني .. ما هكذا تكون المغامرات 🤓🤓🤓🤓 ربنا يسامحك ويرحمك برحمته .. أتزوجت حبك غصبا عن أهلك !!! وهنا صراحة أودّ ان اعلق بشيء يلح وينق ويزن عليَّ .. الخطأ مشترك بينك وبينهم .. الواجب عليك ان تحسن الاختيار .. الجمال ليس كل شيء .. ولكن الحب وكما يقال علميا هو من يختارنا .. فكان لزاما عليك ان تتحمل نتيجة قرارك بدون تذمر .. فهذا ثمن واجب الدفع .. وكلمة لأهل حسن .. الموضوع قد يكون صعب التقبل ولكن طالما لم يرتكب حراما فلا يجب ان تكون ردة الفعل بهذه القوة .. ربما بحسن تعاملكم معها تحب الاسلام وتسلم .. هي بشر مثلنا وكونها على دين مختلف لا يعني إلغاء كرامتها وإنسانيتها .. وليس كل المسلمين جيدين كما ان ليس كل غير المسلمين سيئين .. الصالح والطالح في كل مكان .. والله ما أكلها ولا راح ياكلها الا الأولاد المساكين 😭😭😭😭

ااه للأسف الزواجات دي ضحيتها الأولاد..احيانا الواحد في لحظة طيش يعمل عملة يندم عليها طول حياته..والزواج بدون رضا الأهل من أكبر المصايب:ydJ05010:

والله ماني عارفة ابكي على عمار ولا على ديما ...😭😭😭😭 ديما عشانها رضيعة وبدون ذنب .. بس عمار لانه الأكبر وفاهم فالألم عليه أكبر 😭😭😭😭

فعلاً هم الاثنين عانوا انما عمار يفهم وألمه أكبر

سلمى مسكينة .. حسيتها تحب عمار وهو ما طق لها خبر .. يا حسرتي .. شايف نفسه عليها !!😡😡 ليه يا اخويا !! يكونش يا اخويا عشان شعر الكنافة بشيرة السكر بتاعك !! 🤔🤔🤔 ولا عشان حجرين الزفير اللي في عنيك 👿👿👿👿 😂😂😂😂 واحدة موش غيرانة ابدااااااااا😂😂😂😂😂 أصلا على قولة زواوي فرحان بشعرك أوي !! لو كان الشعر عزيز .. ما كانش طلع في المعيز !!!😂😂😂😂😂😂

ههههههههههههه يمكن شوفة نفس<<<<ميته ضحك على شعر الكنافة:lol:

العم زياد عمل العملة وفلسع !! على مبدأ سنفروا بحياتكم 😂😂😂😂😂 البابا سنفور ده 😂😂😂😂
هههههه زياد حط رجله

العمة الشعشبونة .. ربنا يرزقك الحنية ويكفيك شر نفسك ...
هيا وما أدراك ما هيا المسكين بترسل عليه قبيلة شياطين:lol:

والعم الثاني من كثر قهري دماغي مو راضي يزودنا باسمه ولا راضي ارجع أقرأه 😂😂😂 أظن اسمه احمد 🤔🤔🤔 المهم اتقي الله .. والله مو محللتك.. 😡😡😡 دي أماااااانة .. واذا ضاعت الأمانة .. فما معناه .. انتظر السااااعة .. لكن هتروح من ربنا فين !!!!! أعوذ بالله عليكووووو عيللللة 👿👿👿👿👿
اخخخخ بس هو انت لسى شفتي حاجه من حازم..

عمار يا ابني ربنا يكفيكم شر الرأس الكبير بابا عود 👴🏻👴🏻👴🏻👴🏻👴🏻 عاد سحنتك على أمك وحضرته على حركرك .. قده كارهها خلقة 😤😤😤😤 انني أتميّز من الغيظ !!!!
ه الفصل الثالث حيشوف البابا العود

بت يا فنونة من المقدمة فهمت ان سالم متزوج ديما 🤔🤔🤔 بس كيف لقوها !! وايش صار لها !! وليه زعل منها عماروووو وشكله مقاطعها !!!

ممم ممكن تزوجت سالم وممكن لا..انما كيف لقوها دي حتبان على طول:peace:

🤔🤔🤔 والأهم طمنيني .. هل اتزوج سلمى !!! ولا عاملي فيها صعب المنال ومعلق البت وموقفها على الاطلال 😡😡😡😡 ده انا كنت اموته ،، غير مأسوف عليه 😈😈😈😈 بأحب فعل الخير وتوفيق راسين بالحلال ولو بالعافية 😂😂😂😂😂
ههه الولد لسى عمره سنين..خليه يكبر وبعدين نفكر نزوجه:lol:
أشوف وشك بخير ❤❤❤❤ الى اللقاء 🙋🏻🙋🏻🙋🏻🙋🏻🙋🏻

هلا ..هلا هلا والله هلا:dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:

ههه اي شفتي كيف رجعنا..لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس:peace:

شخابيط فتاة 17-03-17 09:19 PM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سرابالحكايا (المشاركة 3677367)
بدايه رائعه ارجوا ان تستمري عزيزتي
اكثر مااحزنني في الجزء هو ديما
بانتظارك

شكراً يا سراب سعيدة انك حبيتها وان شاء الله حستمر معاكم للنهاية مع تشجيعكم:liilas:

شخابيط فتاة 17-03-17 09:21 PM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحاب بنت ابوها (المشاركة 3677394)
بدايه حلووه ماشاء الله 😻❤
اتمنى اذا كانت البارتات الاولى جاهزه تنزلينها ع الاقل اول خمس اجزاء عشان البنات يتحمسون معاك 💕💕
بانتظارك عزيزتي 🌸

اهلاً يا رحاب منورة يا عسل..

ان شاء الله راح انزل لكن انا حبيت اعطي فرصة للي ما قرأ عشان الناس تتعرف على الرواية..

بس دحين راح انزل فصل لعيونك..

منورة جداً يا رحاب:342:

شخابيط فتاة 17-03-17 09:39 PM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 

الفصل الثالث: رحلة طموح..
http://store6.up-00.com/2017-03/14897794290971.jpg

طفلة صغيرة تصرخ ولسان حالها ينطق..ماهو ذنبي لألقى هنا؟؟

من يمسح دمعتي ؟؟

من يقبل خدي ؟؟

من يطعمني ويلبسني؟؟

ومن الخوف والظلم يحميني؟؟

لم أستطع الابتعاد..بقيت أراقبها لأطمئن عليها...كان هناك شيء يعتصر قلبي...

تصارعت الاحاسيس بداخلي..

صراخها رسم في ذاكرتي ابنتي نهلة..تخيلت أن تلقى وحيدة بعد موتي..

لو علم أبي بأنني ألقيت بها..فهل سيقبل بتركها؟؟

حتى لو لم تكن ابنة لحسن..ماذنبها لتلقى هكذا؟؟

يا الهي الهمني ماذا أفعل..

لمع البرق في السماء ثم تساقطت قطرات المطر فسرت قشعريرة في جسدي من برودتها..

نفثت على كفي لتدفئتها فتكونت هالة ضبابية أمام فمي من شدة البرد..

في هذه اللحظة شعرت بالألم يعتصر قلبي..البرودة قاسية في منطقة الطائف في أيام الشتاء...لابد أن تلك الطفلة قد تجمدت..

لم أستطع تجاهلها أكثر..ذهبت اليها وحملتها ثم ركضت سريعاً لسيارتي...

وضعت الطفلة على صدري.. فردت كفي على ظهرها وحين شعرت ببرودة لفتها بسبب تبللها بمياه المطر نزعتها عنها فوراً...

اتسعت عيناي فقد هالني منظر يديها الزرقاوين..وضعت كفيها أمام فمي وبدأت أنفث عليها لتدفئتها...

سالت الدموع على خدي ثم استقرت على وجنتيها الصغيرتين: أنا آسف يا صغيرتي..سامحيني أرجوك...
.
.
.

ذهبت للاطمئنان على أبي بعد أن صليت العشاء...لقد تعرض لأزمة قلبية منذ أسبوع بسبب زياد..

لو أنني أعلم أن ذلك المختل سيزعجه بكلامه لم أكن لأدخله..لا أعلم ماهو الحديث الذي دار بينهما بالضبط ولكني أعتقد أنه كان
يلومه على وفاة حسن..والآن..بوجود هذان الطفلان أخاف أن تسوء حالة أبي أكثر...

أعطيته الأدوية ثم مشيت باتجاه غرفتي لأنام ولكنني تذكرت ذلك الفتى..أنه وحيد في غرفة الجلوس..

ذهبت الى غرفة الجلوس لرؤيته وحين فتحتها لم أر أحداً..

عقدت حاجبي ثم هتفت: أيها الفتى..أين أنت؟؟

اهتزت الستائر المقابلة لي ثم خرج الفتى من خلفها وهو ينظر الي ببرود..

تلفت حولي وأنا أفكر..أين يمكن أن ينام..الغرفة باردة هنا كما أنني أخشى أن يلحظه أبي..

أعدت النظر اليه:تعال واتبعني..

ابعد نظره عني ثم أجاب: لا أريد..أريد أن أنتظر عودة ديما..

سألته باستغراب: ديما؟؟

نظر الي من جديد: لقد قال عمي أنه سيأخذها للمشفى لأنها مريضة ولم يعد بعد..

نظرت الى الأرض بارتباك..لقد قال حازم أنه سيتخلص من تلك الطفلة..من أين أتى موضوع المشفى الآن..

حاولت ايجاد حجة لتأخر حازم:ربما لن تعود قبل الصباح..سيبقونها لديهم للأطمئنان على صحتها..والآن تعال واتبعني ..هل تريد
أن تنام في هذه الغرفة الباردة؟؟

أومأ برأسه ثم بدأ يتبعني..

صعدت الدرج لأتجه الى الغرفة المحظورة..غرفة حسن!!

في الحقيقة..أبي غريب الأطوار قليلاً..لقد تم تغير غرف أخوتي جميعاً بعد زواجهم ولكن الغرفة الوحيدة التي بقيت على حالها هي غرفة حسن..لم يدخلها أحد منذ سفره ولا أحد يجرأ على الاقتراب منها احتراماً لرغبة أبي لهذا سأضمن أن لا يلحظ أحد هذا الفتى بداخلها..

آآآخ يا حسن بالرغم من غضب أبي عليه لأنه خالف أوامره الا اننا نوقن أن قلبه متعلق به..كان يود أن يعود حسن اليه نادماً ولكن الموت قد سرقه قبل أن يعترف بخطئه..

لقد أحرق حسن قلب أبي مرتين..

مرة حين أصر على السفر الى أمريكا رغماً عنا ثم أكملها بزواجه من تلك الفاجرة!!

في الحقيقة أشعر بالحقد على ذلك العاق حسن ولا أعتقد أنني سأتقبل ابناءه...

ادخلت ذلك الفتى الى الغرفة فالتفت الي: أنا قلق على ديما..ان عاد عمي فلن أعلم ..اريد البقاء على النافذه انتظر عودتها..

اجبته بحده:اياك أن تفكر بالخروج من هنا..لاتقلق ان عادت اختك فسأحضرها اليك..أما الآن فلا أريد سماع أي صوت منك..هل
هذا مفهوم..

أومأ برأسه بدون أن يرد..

خرجت وأغلقت الباب خلفي وقبل أن أبتعد شعرت بالارتباك..أخاف أن يخرج هذا الفتى..هل أقفل الباب بالمفتاح ياترى...

نعم..سأضمن عدم خروجه هكذا..عزمت أمري ووضعت المفتاح ثم أغلقت الباب مرتين..أرجو أن لا يصدر صوتاَ...
.
.
.
التهاب رئوي حاد..

هذا ماقاله الطبيب عن حال الطفلة..من الجبد أنني أحضرتها قبل أن تسوء حالها أكثر..

نظرت اليها من خلف الزجاج والأسلاك تغطي جسدها النحيل..

آآآه كم تجردت من انسانيتي حين ألقيت بها..لابد أن برودة الجو قد ساهمت في سوء حالها..

أحس بالذنب الكبير يملأ قلبي..أحترق من عذاب الضمير...

لقد كرهت كل شيئ...

أشعر بأنني ضعيف.

يا الهي ماذا أفعل..أنا بين خيارين في غاية الصعوبة.

أبي مريض وأخاف أن تسوء حاله ان رأى هذه الطفلة..وهذه الطفلة ضعيفة ولا أحد لها سوانا..

تزاحمت الدموع في عيني..انتابني صداع من كثرة التفكير..

قررت العمل على استخراج شهادة ميلاد خاصة بها..ستبفى هذه الطفلة بالمشفى لأيام على الأرجح..انه وقت كافي لأبلغ أبي بالأمر..وان رفض استقبالها فسأقوم بتربيتها بنفسي..سأطلب من زوجتي أن ترضعها مع نهلة وأريبها كابنتي تماماً..

بالرغم من غضبنا على حسن ولكن لاذنب لهؤلاء الابرياء بفعلته..

غفر الله لك حسن..تستطيع الاطمئنان على ابنائك الآن..
.
.
.
جلست على السرير بصمت حين أدخلتني عمتي لتلك الغرفة..سمعت صوت انقفال الباب بالمفتاح ولكني تجاهلت الأمر..بالرغم من أنني شعرت ببعض الخوف...ولكن ذلك الشعور قد تلاشى فوراً حين لمحت تلك الصورة بجانب السرير..

أبي!!

حملت الصورة بيدي وأنا أتأملها بحزن..انني اكابر يا ابي كي لاتنزل دموعي

ولكن هناك الم وحرقه وغصه في قلبي..

طبعت قبلة على تلك الصورة وأنا أتخيل أنها تصل اليه.

جلت ببصري في ارجاء الغرفة..هل هي غرفة أبي ياترى..

من الواضح انها مهملة منذ وقت طويل..أستطيع رؤية الغبار يغطي أثاثها..

اتجهت الى الادراج و الدواليب أتفقدها وأفحص ماتحتويه بداخلها..

كان هناك الكثير من الكتب..بالتأكيد فأبي يعشق القراءة كما أعرفه..

ولكن..لفت نظري دفتر كتب على غلافه بخط أبي (رحلة طموح للعظيم حسن)


انتابني الفضول لقراءة مايحتويه..بالرغم من أنني واجهت القليل من الصعوبة في فهم خطه ولكن معرفتي بأن الكاتب هو ابي جعلتني التهم الأحرف التهاماً..

(مرحباً .اذا كنت تقرأ هذه الصفحات الآن فلابد أنني قد حققت حلمي بأن أصبح مهندساً مشهوراً..حسناً بما أنني قد أصبحت مشهوراً الآن فسيكون هذا الدفتر هو دليلي حين أكتب سيرتي الذاتي كفتىً حقق طموحه رغم الصعوبات..

هههه قد يبدو الأمر جنونياً ولكن زياد قد حفزني على كتابة أحلامي كي أعمل جاهداً على تحقيقها.

حسناً...أولى أحلامي هو أن يعرفني الناس بسبب انجازاتي..لابسبب لقبي..يريدني أبي أن أوقف دراستي الجامعية وأبدأ العمل معه بشركتنا لأنه يريد خليفة له في عمله..

ولكن ماذا عن أحلامي؟؟

أنا أريد أن أصبح مهندساً...زياد سيسافر لأمريكا لأكمال دراسته وقد شجعني على هذا أيضاً ولكن أبي قد رفض الأمر قطعياً..انه يرى أن سفري سيكون بدون فائدة وقد أقسم أنه لن يدفع قرشا واحداً على سفري ولكنني سأتدبر أمري بالتأكيد..)

(معضلة جديدة تواجهني..فبعد أن كان خالي عمار يعمل جاهداً لإقناع أبي بأمر دراستي ها هو قد توفي الآن..لن أنسى معروفه أبداً...لقد تكفل بمصاريف سفري بنفسه فهو لايريد مني أن أستسلم لليأس..
ان انجبت ولداً فسأسميه عمار تخليداً لذكراه..)

(لم يعد لدي رغبة في الكتابة أكثر..موعد سفري بعد أسبوع وأبي غاضب علي جداً...لا أحب رؤيته حزيناً بسببي..ولكن عزائي بأنه سيفخر بي حين أعود اليه حاملاً شهادتي..مذكرتي العزيزة..سأتوقف عن الكتابة فقد بت أشعر بالاحباط بسبب المشكلات التي تواجهني..ان قمت بتحقيق حلمي فسأعود لأكمال سيرتي الذاتية..أرجو أن تسامحني يوماً أبي..سيخلفك حازم في عملك بالشركة..وقتها ستتمكن من مسامحتي بالتأكيد)

توقفت ذكريات أبي عند هذا الحد..ولكنني أعلم تكملة القصة..لقد اضطر أبي للعمل في أمريكا من أجل دفع مصاريف دراسته..عانى الكثير هناك ولم يفكر جدي بمساندته...الشخص الوحيد الذي وقف بجانبه هو أمي وهذا ماجعل أبي يتعلق بها..

لقد كان بحاجة للشعور بحب العائلة ودفئها فوجدها لدى أمي...ولأنه يعلم أن جدي سيرفض هذا الزواج..اخفى أبي هذا الأمر...تزوج والدي بعد سنة من قدومه لأمريكا..تزوجا بالرغم من رفض أهل أمي أيضاً ولكن حبهما جعلهما يتجاهلان كل الضغوطات...

حملت أمي بي في أول سنة من زواجها فزادت المصاريف على أبي..كان يحاول جاهداً أن يصرف على بيته وزوجته بالاضافة لدراسته...

بالرغم من أن أمي قد أبدت تذمرها من هذه الحال..الا أن أبي كان يخبرها أن حالهم سيكون أفضل حين يعود للسعودية فعائلة أبي شديدة الثراء..

بعد أن أنهى والدي دراسته وحصل على شهادته..بدأ يجمع النقود كي نعود لأرض الوطن..كنت في السادسة من عمري حينها وقد كنت متلهفاً للعودة للوطن فقد أخبرني أبي بأن بلادي جنة...كما أنه كان يخبرني دائماً أن جدي رجل رحوم وعطوف..

كنت في قمة سعادتي حين حلقنا عائدين لأرض الوطن ..قام أبي بحجز فندق من أجلنا ريثما يخبر جدي بأمر زواجه..

بت في تلك الليلة وأنا أتخيل جدي ووجدتي وأعمامي..كيف سيرحبون بي وكم سيسعدون لرؤيتي..

عاد أبي في ذلك اليوم بغير الوجه الذي ذهب به..كانت تلك المرة الأولى التي أرى أبي يبكي بها...

اخبر أمي أن جدي قد تبرأ منه وطلب منه عدم العودة مجدداً...لقد كرهت جدي من كل قلبي..

لماذا يتسبب ببكاء أبي؟؟

من يومها ونحن نعيش حياة عصيبة..حاول أبي أن يجد وظيفة ولكن دون فائدة..اصبح يعمل في سيارة أجرة بعد أن كان يحلم أن يكون مهندساً..

أغلقت الدفتر بحزن..احتضنته وأنا أمشي باتجاه السرير...لقد قررت أن أكمل انا هذه الصفحات..سأصبح يوماً مهندساً وسأجعل الجميع يعرف من يكون ابن حسن..

بت في ليلي وأنا أفكر ..

لم الدنيا تحوي أناساً يختفون وراء أقنعة مزيفة؟؟

أعياني التفكير...فبكيت حتى ارتوت وجنتاي بدموعٍ تواسيني...ولكني لملمت دموعي وأسلمت جفني المحمرين المرهقين لنوم قلق..

كي أعيش في عالم الأحلام ...
.
.
.
استيقظت من نومي فزعاً حين سمعت صوت الرعد...نظرت الى الساعة..انها الثالثة ولم تأت ديما بعد..

تلفت حولي بخوف..يبدو أن التيار الكهربائي قد قطع بسبب المطر..

بدأت انتفض من شدة خوفي..

خيل لي أعين حمراء تطاردني..انها الشياطين بالتأكيد..

ركضت باتجاه الباب وبدأت أطرقه بهستيريا حين وجدته مغلقاً...

بدأت أصرخ وانا أردد وسط شهقاتي: أخرجوني..أخرجوني من هنا ..

أمسكت مقبض الباب وبدأت أحاول جاهداً أن أفتحه..

جلست على الأرض بيأس وأنا أصرخ بأعلى صوتي:
أبـــــــــــــــــي
أبــــــــــــــــــي
أبــــــــــــــــــي
.
.
.

تلفت حولي فزعاً حين سمعت صوت صراخ طفل صغير..كنت مستيقظا لأصلي الوتر وقد كنت أنوي النوم ولكن ذلك الصوت أفزعني..

أمسكت الشمعة ثم خرجت من غرفتي لتفقد الوضع..ازدادت دقات قلبي حين أدركت أن ذلك الصوت يخرج من غرفة ابني حسن..ما الذي يحدث هنا؟؟

وقفت أمام الباب بتوتر ثم انزلت المفتاح المعلق بجانب الباب..

ادخلت المفتاح فتوقف الطفل عن الطرق..ابتلعت ريقي وفتحت الباب بتوتر شديد..وفي تلك اللحظة..عاد التيار الكهربائي للعمل فتمكنت من رؤية الطفل بوضوح..
اتسعت عيناي مما رأيت..

هذا الطفل!!..

هذا الطفل هو ابن حسن!!
.
.
.

استيقظت من نومي فزعة حين سمعت صوت ذلك الطفل وهو يصرخ...ركضت باتجاه غرفة حسن لاسكاته قبل أن يستيقظ أبي ولكن كان الأوان قد فات..كان أبي يقف أمام الغرفة وذلك الطفل جاث على ركبتيه وهو يبكي وينتفض من شدة الخوف..

تصلبت بمكاني وأنا أرقب ذلك الموقف..التفت أبي الي ببطء فسألته بارتباك: أبي..هل أنت بخير؟؟

أشار والدي الى الطفل بيد مرتعشة:هل يقف ابن حسن أمامي أم أنني فقدت عقلي؟؟

اجبته بصوت مرتجف:ان لم تكن تريده فسيقوم حازم بتدبر أمره..ولكن أرجوك أبي لاتجهد نفسك بالتفكير..لقد أحضره زياد..انه يقول ان تلك الفاجرة قد هربت وتركتهم في المنزل وحدهم..

نظر عمار الي وصرخ بوقاحة: لا تتحدثي عن أمي..ما الذي تريدونه منا..أنني أكرهكم جميعاً..

صرخ بصوت أعلى: احضروا ديما الي وسأختفي من حياتكم..أنني أكرهكم أكرهكم جميعاً..

أردت أن أرد عليه ولكنني ركضت باتجاه والدي فزعة حين رأيت جسده يرتعش:أبي..هل أنت بخير..

لم يصلني أي جواب..جثى أبي على ركبتيه أمام ذلك الطفل ثم جذبه الى صدره واحتضنه بكل قوته!!
.
.
.
هل رأيت يا حسن ماهي نتائج عصيانك لأوامري..هاهو ولدك يكرهنا ويكره انتماءه لعائلتنا..

سالت الدموع على خدي حين تذكرت كلام زياد منذ أسبوع...لقد كان بجانب حسن قبل موته ونقل الي وصيته..

اخبرني ان اهتم بزوجته وولده..كما انه اخبرني ان زوجته تحمل طفلة في احشائها...ولكن ما المني بشدة هو ان حسن يلقي باللوم علي لأنه توفي بهذه الطريقة!!

لقد قال لزياد: أخبر أبي أن الله استجاب لدعائه..هاهو حسن الولد العاق يلفظ آخر أنفاسه..

حسن لم ينس دعائي عليه بذلك اليوم..حين أخبرني أنه قد تزوج بامرأة أجنبية دعوت عليه بالموت كي أتخلص من عاره..

ولكنني لم أقصد الدعاء عليه بالتأكيد...

قلتها من شدة حنقي عليه فقط..لم أكن أرغب بأخذ أبنائه ولكن رؤيتي لنظرة هذا الفتى وهو يحدث هيا رسمت في ذاكرتي صورة حسن..

انها نفس الحدة في نظراته...نفس الثقة والعناد..

ابعدت الفتى عن حضني حين شعرت أن رجفته قد هدأت أخيراً..نظرت الى هيا التي تنظر الي بصدمة:هل حضر هذا الطفل فقط..الم يكن هناك طفلة رضيعة؟..

كانت هيا تريد أن ترد ولكن عمار اجاب نيابة عنها: لقد كانت أختي ديما هنا..ولكن عمي أخذها للمشفى ولم يعد بعد..

اجابت هيا مبررة: لقد كانت الطفلة مريضة لذلك أراد أن يطمئن عليها..

أومأت برأسي:ان قدم حازم فأخبريه أن يأتي ويحدثني...

نظرت اليها بحدة حين تذكرت الأمر : لماذا قمتم بإقفال الباب على الفتى..لقد أرتعب المسكين وحده..

ارتبكت هيا ولم تعرف بماذا ترد..

نظرت الى عمار: اخبري حازم أن يقوم بقص شعره...انه يبدو كالفتيات هكذا..

قلتها ثم مددت يدي باتجاه عمار: تعال ياولدي..ابق بغرفتي هذه الليلة ..سأطلب من الخدم أن ينظفوا هذه الغرفة من أجلك في الغد..

نظر عمار الى يدي بتردد ثم أمسك بها بكفه الصغير..ابتسمت له بحزن..ربما يعوضني ابنك عن ما سببته لي من ألم يا حسن...
.
.
.
في الجمعة التالية..قام عمي بقص شعري بعد أن كان يصل الى كتفاي..لم أكن أرغب بقصه ولكنهم قالوا انني أبدو كالفتيات هكذا....كما أن ديما قد خرجت من المشفى وحصلت على شهادة ميلادها..

قال عمي أن حياة ديما قد بدأت للتو لأنها حصلت على لقب العالي..

لقد تعلمت الكثير من الأشياء عن مجتمعنا في منزل جدي..ولكن أغرب ماتعلمته..أن الناس في مجتمعي يولون أهمية للقبك أكثر من اهتمامهم بأخلاقك وانسانيتك!!

أليس أمراً عجيباً؟!

.

.

.

انقضت الايام والشهور...والسنين تلو السنين واصبحت صغيرتي ديما في السابعة من عمرها...كنت اشرف بنفسي على تربيتها فبالرغم من اعتراف جدي بنا الا انني اشعر وكأننا عبء ثقيل عليه...لم يشعرني يوما باهتمامه بي او بديما..لقد وافق على بقائنا في منزله كتأدية للواجب فقط..

تزوجت عمتي هيا في تلك الفترة واصبحت انا المسؤول عن كل امور ديما...

في ذلك اليوم كانت ديما في قمة سعادتها فقد قامت عمتي فادية بشراء حقيبة جديدة لها...

كنت اراقبها بابتسامة وهي تركض في جنبات المنزل سعيدة بحقيبتها الجديدة...اما عمتي فادية فقد كانت ممسكة بكاميراتها لتصور ديما بوضعيات مختلفة وهي تضحك من تصرفاتها. .

وقفت ديما امامي وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة عريضة..امسكت بقرني شعرها الذهبي الذي اصبح يصل لاخر ظهرها وهي تهتف بحماس:عمار عمار...ابدو جميلة صحيح؟؟

اومأت برأسي:جميلة جدا..

استدارت بجسدها لأتمكن من رؤية حقيبتها:انظر عمار...لدي حقيبة للأميرات..انها جميلة جدا جدا...

شعرت بسعادة غامرة وأنا ارى ديما سعيدة هكذا..

التفت الى عمتي ثم ابتسمت لها بامتنان:اشكرك كثيرا عمتي...

ضحكت عمتي فادية:ههه لاداعي لشكري لم افعل شيئا كنت اشتري لابنتي على اي حال وبما انها اول سنة لديما احببت ان اشتري لها الحقيبة لاثارة حماسها...

قامت برفع الكاميرا ثم تابعت حديثها:هيا عمار سألتقط لك صورة مع ديما...

حملت ديما بيدي فالتقطت عمتي عدة صور وحين عدت للجلوس..طبعت قبلة على جبينها فقامت عمتي بالتقاط صورة لنا...لقد كانت تلك الصورة هي الاغلى على قلبي وقد احتفظت بها لوقت طويل جدا..

بدأت ديما بالذهاب الى المدرسة..ولكن حماسها للدراسة قد قل كثيرا واحد اهم اسباب انطفاء حماستها هي نهلة ابنة عمي حازم...انهما تدرسان بنفس الصف فتحدث بينهما العديد من الشجارات...

لم اكن اهتم بشجارهما فهما صغيرتان على اي حال ولكن اكثر ما اثر بي هو شجارهما في ذلك اليوم...

كنت قد استيقظت فزعا في تلك الليلة حين وصل الى مسامعي صوت بكاء.. .
لم اكن احتاج لأتساءل فأنا ادرك انها ديما..

اشعلت الضوء بجانبي فلمحت جسدها الصغير وهي تجلس القرفصاء بجانب سريري..هتفت بارتباك:ديما؟؟

رفعت ديما رأسها فلمحت ومضات من الدمع تسيل على وجنتيها الناعمتين..

مددت يدي لامسح دموعها بحزن:ما الأمر يا حبيبتي ديما؟؟

قفزت ديما الى حضني وانفجرت ببكاء مرير..

بدأت امسح على شعرها والافكار السيئة تهاجمني..

دمعت عيناي:ديما يا صغيرتي لا تبكي هكذا اخبريني ما الذي حدث؟؟

تحدثت بين شهقاتها:نهلة..نهلة.. .

ابعدتها عن حضني ونظرت الى عينها:تحدثي بهدوء كي افهم..ما الذي فعلته نهلة؟؟

بدأت الحديث بعد أن هدأ بكاءها:صديقاتي يقمن افطارا جماعيا..اخبرتهم انني اود المشاركة معهم ولكن نهلة هزأت بي امامهم وقالت انني لن احضر شيئا...

تزاحمت الدموع في عينيها:طلبت من الخادمة ان تحضر لي الكعك ولكنها نامت بدون ان تحضرها..اعتقد انها نست الأمر..

زفرت بارتياح:هذا هو الامر فقط..لقد افزعتني..

عادت ديما للبكاء:ستسخر نهلة مني لأنني لم احضر شيئا. .انا...انا ..اريد مشاركتهم بالافطار ايضا..

ربت على كتفها بحنان:لاتقلقي..سأقوم بتحضير كعكة من اجلك..

اتسعت عيني ديما وهي تنظر الي:هل تستطيع صنعها عمار؟؟

ابتسمت:بالتأكيد...

في الحقيقة..لم اصنع كعكة في حياتي ولكن مامدى صعوبة الامر؟؟

سأطبق خطوات التحضير من اي كتاب للطبخ وسأصنع الكعكة لها..

ذهبت مع ديما الى مكتبة المنزل لرؤية كتاب الطبخ وبدأت اقلب صفحات الكتاب معها لاختيار الكعكة المناسبة. .

اشارت ديما الى صورة كعكة الشوكولا بحماس:اريد هذه الكعكة..

نظرت الى الكعكة لأرى ما الذي جذب ديما اليها فاستنتجت ان طريقة التزيين هي سبب اختيارها فقد رسم بداخلها وجه مبتسم لتناسب حفلات الاطفال.. .

قرأت المقادير فوجدت انها ليست بتلك الصعوبة..نظرت الى ديما وهتفت:هيا بنا نبدأ..

بدأت بصنع الكعكة مع ديما ...رغم الفوضى التي احدثناها في المطبخ الا اننا نجحنا بصنعها أخيرا.

وضعنا الكعكة بالفرن ثم بقينا ننتظر نضوجها ولكنني لاحظت انا ديما تحاول جاهدة مقاومة النوم..انها الساعة الثانية..يجب ان تنام والا لن تستطيع النهوض من اجل المدرسة..

نظرت اليها:حبيبتي ديما اذهبي للنوم سأكمل صنع الكعكة وسترينها بالغد..

رفعت بصرها الي:ولكن..

قاطعتها:بدون لكن..هيا حتى تكوني نشيطة في الغد..

اومأت برأسها:تصبح على خير...

قالتها ثم ذهبت لغرفتها..

بقيت انتظر نضوج الكعكة ولكني غفوت بدون أن أشعر...

استيقظت فزعا لرؤية الكعكة...اوه يا الهي انها على وشك الاحتراق..

من شدة خوفي من احتراقها اخرجتها سريعا فاحترقت يدي من حرارة الصينية..

صرخت متألما وذهبت لوضع يدي بماء بارد.. كنت أفكر بتجاهل أمر تزيين الكعكة بسبب الم يدي..ولكن لونها داكن قليلا..اضافة لأن ديما كانت متحمسة من اجل الزينة ..لن أخذلها..

انتظرت حتى تبرد الكعكة ..بدأت التزيين بصعوبة فقد كان علي الاعتماد على يد واحدة فقط...

علت وجهي ملامح الاحباط!!

ليتني لم ازينها ...لقد بدت سيئة للغاية..افف يا الهي ماذا أفعل..

دعوت الله ان تنسى ديما امر الكعكة...في الصباح التالي..ركضت ديما الي بعد ان ارتدت ثيابها ثم

هتفت بحماس:عمار ..أين هي الكعكة..

ابعدت نظري عنها بارتباك..يا الهي كيف اخبرها بالأمر..زفرت بعمق ثم اجبتها:ديما..لقد اصبح شكلها سيئا..انا اسف..

عقدت ديما حاجبيها:اريد ان ارها..ذهبت الى المطبخ لأخرج الكعكة لها..اغلقت عيني بأسى حين لم اسمع تعليقها..لابد انها تشعر بالاحباط ..

فتحت عيني باستغراب حين هتفت ديما بحماس:انها جميلة جدا..احببتها احببتها ...شكرا شكرا شكرا...

حسنا..لقد كنت مصدوما لأنها احبتها ولكن هذا الامر اسعدني بالحقيقة...المهم انها سعدت بها...

لم استطع التركيز في المدرسة في ذلك اليوم...كنت متحمسا لسماع ديما تحكي عن الفطور الذي اقامته مع صديقاتها...

عدت الى المنزل بعد انتهاء اليوم الدراسي ولكنني تصلبت بمكاني امام الباب حين سمعت صوت صراخ عمي حازم..


ضربت الجرس بارتباك..وحين فتح الباب..وصلني صوت عمي وهو يصرخ:واخيرا وصلت..

نظرت اليه بتساؤل:ما الذي حدث؟؟

صرخ عمي:هذا ماحدث..

قالها وهو يشير لابنته نهلة...لقد كان شعرها اشعثا..زيها المدرسي ممزق الاكمام..والخدوش الدامية تملأ وجهها...

بقيت انظر اليها بصدمة..ولكن صوت عمي ايقظني من صدمتي:لقد بالغت بتدليل اختك وهذه هي النتيجة..انظر ما الذي فعلته بنهلة..اقسم يا عمار ان لم تقم بتربيتها فسأعيد تأديبها بنفسي..هل هذا مفهوم؟؟

نظرت الى الارض بدون أن أرد..ولكنني لمحت ظلا صغيرا بجانب الدرج...

ظل صغيرتي ديما..

رفعت بصري اليها ولكنها ركضت سريعا واختبأت تحت الدرج..لماذا فعلتي هذا ديما لماذا؟؟

خرج عمي من المنزل بعد ان اعطاني محاضرة في التربية واضرار الدلال..

ولكن..

الا تستحق اختي اليتيمة ان تدلل كغيرها من الاطفال؟؟...

انا متأكد من ان لها اسبابها التي اجبرتها على فعل هذا..

مشيت باتجاه الدرج حين خرج عمي فوجدت ديما تدفن رأسها بين ركبتيها وتبكي بحرقة..

كنت افكر بتوبيخها ولكن رؤيتها تبكي هكذا جعلتني اشعر بالحزن..ناديتها بهدوء:تعالي واخرجي ديما..

رفعت ديما بصرها الي فهالني منظر وجهها..لم تكن احسن حالا من نهلة...

خرجت ديما من تحت الدرج وهي تنظر الى الأرض بحزن..

امسكت بوجهها اتأمل تلك الخدوش...اخرجت المناديل من جيبي وبدأت امسح الدم عن وجهها..

تحدثت ديما وسط شهقاتها:انا اسفة عمار..لقد كنت فتاة سيئة..صرخ عمي عليك بسببي..

همست:لم اطلب منك مبررا..انسي الأمر..

تصلب جسدي حين رأيت تلك الكدمة على خدها الابيض..لقد ضربتها نهلة بشدة أيضا..شعرت ديما انني اتساءل عن الكدمة فوصلني الجواب فورا:لقد قام عمي بصفعي..

غضب عارم اعتراني حتى النخاع..

كيف يفعل عمي هذا!!

لماذا يتدخل بشجار بين الاطفال؟؟

بدأت ارتجف من شدة غيضي ولكني حاولت ان لا اظهر ذلك لديما...

تابعت ديما حديثها:نهلة هي من بدأ الشجار...

شهقت ثم تابعت حديثها:لقد كنت سعيدة جدا بالكعكة التي صنعتها من اجلي..لقد كانت لذيذة حقا.. .

نظرت الي بعينين دامعتين ثم تابعت الحديث:انا اعلم انك عملت جاهدا لصنعها..كما ان يدك احترقت من اجلي ولكن نهلة قد سخرت مني امام صديقاتي.. .

عقدت حاجبي وانا انظر اليها..

شقت الدموع طريقها على وجهها وهي تتابع بحرقة:لقد قالت..كان على ذلك البخيل عمار ان يشتري كعكة من اجلك بدلا من ان يحرج نفسه بصنع كعكة كهذه..

شعرت وكأن شخصا صفعني على وجهي..بقيت انظر الى ديما بصدمة..كيف يمكن ان تكون طفلة مثل نهلة خبيثة هكذا؟؟

تابعت ديما حديثها:لقد احببت الكعكة عمار..ولكنني ضربتها لأنها قالت انك بخيل..

قامت بتغطية وجهها بيديها:أنا..آسفة..

احتضنتها بشدة فانفجرت بالبكاء والنحيب..وهي تطلب مني مسامحتها..ولكنني شعرت ان علي انا ان اعتذر لأنني احرجتها هكذا..

في ذلك اليوم..سألت ديما للمرة الاولى عن ابي:عمار..لماذا ليس لدي اب مثل نهلة؟؟

لم اعرف بماذا اجيبها..تابعت ديما الحديث:تمنيت ان يكون لدي اب كي يقوم بضرب نهلة مثل ما فعل عمي..كما ان عمي يحضر لنهلة كل ماتريده....ويصطحبها من المدرسة يوميا...لماذا لا املك ابا مثلها يا عمار؟؟

مسحت على شعرها بحنان:انا ابوك حبيبتي..نادني بابا ان اردت.. ابعدت ديما بصرها عني:كلا..انت لست ابي..ستهزأ نهلة بي ان ناديتك هكذا..

حسنا لقد احزنني كلامها ولكن ليس المهم ان تناديني بأبي..المهم ان تشعر بها..

حين ذهبت ديما للنوم ذهبت انا لعد نقودي..انني ادخر من مصروفي المدرسي من اجل ان اشتري دراجة اعود بها من المدرسة فأنا لا احب طلب النقود من عمي او حتى جدي..

كنت املك خمسا وعشرون ريالا..اخذتها ثم ذهبت الى البقالة لأشتري الحلوى لديما..قمت بشراء صندوق من الحلوى لها ولصديقاتها فكلفني ذلك عشرون ريالا..ترددت كثيرا ولكنني قررت شراءها في النهاية..

سعدت ديما كثيرا حين وجدت الصندوق بجانب سريرها فقامت بأخذه معها للمدرسة...

في ذلك اليوم خرجت من المدرسة باكرا ثم ركضت لمدرسة ديما...

لا اريد التأخر عليها..لقد تحدثت مع عمي واخبرته انني سأصطحب ديما بعد الان بحجة منع شجارها مع نهلة ولم يعترض عمي على هذا..

خرجت ديما من البوابة وحين رأتني ركضت باتجاهي وهي تهتف:اخي...

فتحت ذراعي لاستقبالها فقفزت بحضني فورا..طبعت قبلة ناعمة على خدي:شكرا..دادي..

نظرت اليها وانا اعقد حاجباي:دادي؟؟

ضحكت ديما ببراءة:لقد طلبت مني مناداتك بأبي..لقد اخبرتني انها تقال دادي بالانجليزية..

اخفضت صوتها واكملت بهمس:نهلة غبية ولن تعرف ان دادي تعني ابي..لن تهزأ بي هكذا اليس كذلك؟؟

انفجرت ضاحكا وانا احملها بيدي:هههه نعم لن تعرف..

تابعت ديما حديثها:لقد غارت نهلة حين رأتني اوزع الحلوى على صديقاتي...شعرت انها ستبكي من شدة غضبها..هههههه..

ضحكت وانا اجيبها:ارأيت..ان اردت اغاضتها مجددا فلا تضربيها..كوني مهذبة ولن تجد حجة لتهزأ بك..

اومأت برأسها:نعم..دادي..اغلق عينك وافتح فمك رجاء..

نفذت طلبها وانا ارقص بداخلي..سماعي لكلمة دادي منها ولدت بداخلي شعورا مختلفا..

فتحت عيني حين شعرت بالحلوى بفمي...

هتفت ديما بحماس:هل هي لذيذة؟؟

ابتسمت :لذيذة جدا..

ضحكت ببراءة:لقد رفعتها من اجلك..انها لذيذة وكنت سأحزن ان لم تتذوقها...

رفعتها عاليا بالهواء لاضعها على كتفي..امسكت بيديها ورفعتها الى الاعلى:هل انت مستعدة للطيران...

اختلط صراخ ديما بضحكاتها:نعم نعم...اريد ان اطير...

حسنا..صحيح انني اضطررت لتأجيل موضوع شراء الدراجة من اجل ان اشتري الحلوى لديما..

ولكن..

الا يستحق الامر التضحية في سبيل سماعي لضحكتها الجميلة؟؟

اسرعت بخطواتي اكثر فهتفت ديما بحماس :هههه اسرع..اركض اسرع..

اجبتها بابتسامة:تمسكي جيدا فالطيارة ستقلع الآن..

صرخت ديما بحماس بين ضحكاتها:
ههههههه ..أسرع...هيا اركض اسرع أسرع دادي... .
داديــــــى..
داديــــــــــــى..
داديـــــــــــــــــــى..
.
.
.
💖...نهاية الفصل...💖



missliilam 18-03-17 12:53 AM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤ ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤ ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤ ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤ ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤


❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤ ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤ ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤ ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤ ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤



الى مالاااااااااا نهاااااااااااااااية 😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭 حبيت عمااااااااار الفصل ده جدااااااااااااا ،، ده ما بقاش عمورك 🙈🙈 ده عموري انا 😂😂😂😂😂😂😂😂 لي عودة بإذن الله 😈😈😈😈

شخابيط فتاة 18-03-17 12:56 PM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة missliilam (المشاركة 3677434)
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤ ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤ ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤ ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤ ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤


❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤ ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤ ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤ ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤ ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤



الى مالاااااااااا نهاااااااااااااااية 😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭 حبيت عمااااااااار الفصل ده جدااااااااااااا ،، ده ما بقاش عمورك 🙈🙈 ده عموري انا 😂😂😂😂😂😂😂😂 لي عودة بإذن الله 😈😈😈😈

هههههههه عمار ما فيش منه اثنين..

في انتظارك:0041:

رحاب بنت ابوها 18-03-17 09:28 PM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
اول شي تسلم عيوننك 🙊❤❤❤❤❤

ثاني شي يجننن يجنننن البارررت وعمار وديما مأثرين فيني حييل لدرجه اصيح معاهم ☹💔 مبدددعه اسم الله علييك و ماشاء الله ولا غللطه بالكتابه ولا اخطاء املائيه
صرااحه عندي مشكله مع الاخطاء الاملائيه ممكن م اكمل روايه اذا كانت كلها اخطاء اتنرفزز 🙂 بس انتي ماشاء الله عليك ولا غلطه للان 👌🏻👌🏻👌🏻برافو 💕وبس والله كلي حماس للاحداث الجايه 😻
ادري اني طماعه بس تكفييين نزلي البارت اللي بعده مافيني صبر 😩😅

شخابيط فتاة 21-03-17 04:38 PM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحاب بنت ابوها (المشاركة 3677495)
اول شي تسلم عيوننك 🙊❤❤❤❤❤

ثاني شي يجننن يجنننن البارررت وعمار وديما مأثرين فيني حييل لدرجه اصيح معاهم ☹💔 مبدددعه اسم الله علييك و ماشاء الله ولا غللطه بالكتابه ولا اخطاء املائيه
صرااحه عندي مشكله مع الاخطاء الاملائيه ممكن م اكمل روايه اذا كانت كلها اخطاء اتنرفزز 🙂 بس انتي ماشاء الله عليك ولا غلطه للان 👌🏻👌🏻👌🏻برافو 💕وبس والله كلي حماس للاحداث الجايه 😻
ادري اني طماعه بس تكفييين نزلي البارت اللي بعده مافيني صبر 😩😅

الله يسلمك يارحاب..

هههه أول ماقريت اخطاء املائية على بالي تقولي البارت مليان أخطاء بس الحمد لله ان شاء الله احاول الاستمرار بدون اخطاء رغم انه احياناً بعض الحروف تسقط سهواً من كثرة الكتابة:ydJ05010:

الحمد لله حبيتي الفصل ..ويلا بسم الله بنزل فصل دحين..

منورة جداً يارحاب:wookie:

شخابيط فتاة 21-03-17 04:43 PM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 

الفصل الرابع: يالجدي..يالجدي..

http://store6.up-00.com/2017-03/149010728180231.jpg
هناك جبروت وقوة في نفس كل إنسان يعشق الحياة ..فماذا يحدث إذا تجرعنا طعم الألم والمـرض ؟؟. .

تنقلب موازين الدنيا في عقولنا . .' إذ بمجرد زيادة درجة حرارة أجسامنا درجة واحد . .' يبقى الإنسانُ طريح َ الفراش ِ . .' فلماذا كل هذا التكبر والخــيلاء فيك يا إنســان ؟

قبل شهرين من الآن ..أصيب جدي بجلطة دماغية... وهي عبارة عن انسداد شريان دماغي على إثر ارتفاعٍ لضغطه الدموي..

وتسببت له الجلطة بشلل في نصفه الأيسر...حيث يُحرّك أطرافه... ولكن لا يتحكم فيها..مع عدم الإحساس بها..

وكذلك تسببت له بضعف وتشتت في النظر وضعف في الذاكرة..إذ ينسى بسرعة ما فعل أو قال أو ما يُقال له.. ويعيد السؤال عن شيء ما مرارًا وتكراراً... ولكنه يتعرف على الأشخاص وأسمائهم والذكريات القديمة..والامور التي تؤثر بنفسيته وما شابه ذلك...

لم يعد يذهب الى الشركة ..وأعمامي احتاروا فيما يفعلونه بخصوصه..أرادوا اخراجه من المنزل ليبقى في منزلهم ولكنه رفض ذلك..

وبسبب هذه الضغوطات..تراجعت حالته النفسية: إذ يبكي في أحيان كثيرة حين يراني ويخبرني انه نادم لأنه تبرأ من أبي، أو حين أنْهَرُ ديما ان شاغبت ويخبرني أنها يتيمة وأن علي الصبر عليها..

في الحقيقة..وبالرغم من أنني كنت أكره جدي في صغري الا ان قلبي قد حن لحاله..

حقاً ما أضعف الانسان..ما الذي حل بجدي؟؟

أين ذاك الجبروت!!

بعد أن كنا نهابه ..هاهو ذا أمامي ضعيف لا يقوى على الحركة..ضعيف يبكي كطفل صغير..

لقد رأيت جانباً مختلفاً من جدي..لقد تسبب مرضه بقرب العلاقة بيننا وبدأت أشعر أخيراً أن لدي عائلة..

حسناً..أنا أعيش فراغاً كبيراً في حياتي منذ أن فقدت والداي..وقد كنت احاول ملأ فراغي باهتمامي بديما والآن أصبح اهتمامي بجدي يشعرني بالسعادة..خصوصاً حين أراه يدعو لي وأراه يبدي ندمه على ماحصل لأبي..

أنا أعلم كم حزن أبي لأن جدي غاضب عليه..ولكن لاتقلق يا أبي..أنا متأكد أن جدي أصبح يحبني لأنني ابنك..اسم حسن لم ولن يمحى من عائلة العالي مادمت حياً....

عدت من المدرسة مع ديما ولكنني فوجئت بوجود سيارة عمي حازم..

هذا غريب..ليس من عادته أن يزورنا ظهراً..

ذهبت ديما لغرفتها أما أنا فقد ذهبت لغرفة جدي لأسلم عليه ولكنني توقفت حين سمعت صراخ جدي:أخرج من هنا لا أريد رؤيتك...اغرب عن وجهي حالاً..

بعد وهلة ..فتح باب غرفة جدي فظهر عمي حازم من خلفه وعلامات الغضب بادية على وجهه..

اراد افراغ غضبه علي فقام بدفعي عن طريقه: ابتعد انت ..لست في مزاج جيد لرؤيتك...

قالها ثم نزل الدرج..وبعد ثوان سمعت صوت باب المنزل وهو يغلق بشدة..

دخلت غرفة جدي مصدوماً مما حدث..وجدت جدي يجلس على كرسيه المتحرك وهو يتنفس بصعوبة..

ركضت اليه بقلق: جدي ..هل أنت بخير..

نظر الي ثم همس بصعوبة: ماء..أعطني بعض الماء..

أومأت برأسي ثم ذهبت لجلب الماء له..

شرب جدي الكوب وبدأت انفاسه تنتظم...نظر الي ثم زفر:هؤلاء الأولاد..نقوم بتربيتهم ولكننا لانجني سوى الهموم..
هل تصدق..لقد طلب عمك حازم مني أن أقوم بتوكيل شامل لأملاكي كي يتحكم بها..يريد أن يرثني قبل موتي..

نظرت الى الأرض بدون أن أرد..حسناً ..أنا لا أفهم بهذه الأمور..ولكن اعتقد أن طلب عمي للتوكيل كي لا تتعطل أمور الشركة في غياب جدي ولكن جدي قد أصبح حساساً جداً بعد مرضه..

فتح باب الغرفة لتظهر ديما من خلفه وهي تهتف: دادي..

نظرت اليها بحدة كي لا تزعج جدي ولكن جدي نظر اليها مبتسماً :تعالي يا صغيرتي..

دخلت ديما الى الغرفة تمشي على استحياء..وهي تخبيء خلفها كتابها المدرسي..

أقتربت ديما من جدي وقامت بتقبيل رأسه كما علمتها أن تفعل..أمسك جدي بكفها الصغيرة وأخذ يحدثها بحنان: كيف هي أحوال المدرسة يا صغيرتي؟؟

أومأت ديما برأسها:بخير ولكن..لدي واجب صعب وأريد أن يساعدني دادي بحله..

ضحك جدي بهدوء:اريني اياه..

نظرت ديما الي بتردد فابتسمت لها مشجعاً..يسعدني أن أرى جدي يهتم بأمور ديما..

بقينا طوال ذلك اليوم مع جدي وقد كنت أحاول تجنب ازعاجه خصوصاً بعد غضبه على عمي حازم..

في الصباح التالي..ذهبت مع جدي لأصلي الفجر...اعتدت على اصطحابه معي باكراً فجدي يحب أن يكون في الصف الأول دائماً..

بعد انتهاء الصلاة..اتى الأمام ليسلم علينا..انه يعرفني جيداً فأنا أحضر اليه عصراً حين تقام حلقات التحفيظ بداخل المسجد..

تبادل أطراف الحديث مع جدي ثم اختتم كلامه وهو ينظر الي:عمار من أفضل الطلاب لدي..انه يملك صوتاً شجياً في القرآن..

نظر جدي الي بابتسامة:أنا أفخر به كثيراً..

خرجنا من المسجد وفي اثناء عودتنا الى المنزل هتف جدي: توقف عمار..ألم تطلب ديما منك أن تشتري لها الحلوى؟؟

اجبته بتردد: نعم.ولكن ليس الآن..سأشتري لها فيما بعد..

أخرج جدي بعض المال من جيبه: خذ يا بني..

ارتبكت من تصرفه كثيراً :كلا..أنا أملك المال حقاً..ولكن..

قام جدي بمقاطعتي: أنا أريد أن أشتري لها الحلوى هدية مني..

اجبته بارتباك: أوه..حسناً..

عدنا الى المنزل بعد شراء الحلوى...ثم جلسنا معاً للأفطار..اليوم يوم أجازة وقد أحببنا أن نفطر في الحديقة..

للصباح لذة لا يعرفها إلا من يستيقظ باكرا ويخرج للهواء الطلق... يشتم عبق الأرض التي تعج بالحياة.. يسمع تغريد وتسبيح الطيور المتوكلة على الله.. يملأ رئتيه بالهواء النقي المنعش..

كنا سعداء باجتماعنا الصغير وكانت ديما فرحة بالحلوى التي أعطاها لها جدي بعد أن أنهينا الفطور..

شعرنا بالبرد..فقد دخل فصل الشتاء لذلك قررنا الدخول الى المنزل..

جلست ديما على التلفاز أما جدي فقد نظر الي: عمار..

التفت اليه:نعم؟؟

زفر بعمق: أريد الذهاب الى غرفتي احتاجك بشيء..

أومأت برأسي ثم صعدت معه الى الغرفة..

ساعدته ليصل الى سريره وحين استلقى واستراح قليلاً نظر الي: اتصل على عمك حازم

نفذت طلبه وحين تحدث معه فهمت بأن جدي قد غير رأيه بأمر التوكيل..طلب من عمي أن يحضر حالاً ليقوم بتوقيع الأوراق..ولكنه بعد أن أقفل الخط..كان الضيق باد على ملامحه..

طلب مني أن أحضر له مصحفه ونظارته..ولكن..حين حاول القراءة..بدأت يده ترتجف ولم يتمكن من تثبيت النظارة..أردت مساعدته في ارتدائها ولكنه نظر الي:بني..لقد قال الامام أنك تملك صوتاً شجياً..اقرأ لي في هذه المرة..

نظرت اليه باستغراب ولكني لم أعترض..أخذت المصحف وبدأت القراءة..أغلق جدي عينه بهدوء وهو يستمع لي.

كان يتقلب بضيق في بادئ الأمر ولكن حركته سرعان ماسكنت..

رفعت بصري اليه..يبدو أنه قد نام..همست بهدوء كي لا أزعجه:هل أنت نائم جدي؟؟

لم يصلني أي رد..قررت الخروج من الغرفة ولكنني أمسكت ببطانيته لأقوم بتغطيته وحين لامست يدي جسده انتاب جسدي رجفة قوية..

لقد كان جسده في غاية البرودة..بالتأكيد قد شعر بالبرد كان علينا أن لا نخرج الى الحديقة في هذه الأجواء..

قمت بتغطية جسده جيداً بالباطانية..وهين هممت الخروج من الغرفة قامت ديما بفتحها وهي تهتف: لقد جاء عمي حازم..

نظرت الى ديما بحدة: اششششش ..جدي نائم..

لم أكد أنهي كلامي قبل أن يدخل عمي حازم خلف ديما وهو يحمل بيده بعض الأوراق..

نظرت اليه: عمي لقد نام جدي للتو..يبدو متعباً لنخرج الآن..

اجاب عمي بضجر: لدي عمل مهم الآن..يجب أن يقوم بتوقيع هذه الأوراق حالاً..

قالها ثم مشى باتجاه جدي بدون أن يأبه لاعتراضي..

بدأ يهزه برفق: أبي...أبي..

تغيرت ملامح عمي فجأة..أمسك بوجه جدي ثم ابتعد عنه وشهق بصدمة.

تلعثمت بكلامي حين رأيت ارتباكه: عمي..ما الأمر عمي...

لم يجب عمي حازم على كلامي كان يهز جدي بعنف وهو يهتف: أبي.انظر الي أبي..ألا تسمعني..
أبــــــــــــــــــــــــــي..

ركضت لاستدعاء الحارس فقمنا ثلاثتنا بحمل جدي لسيارة عمي حازم لنأخذه الى المشفى..

دخلنا الى قسم الطواريء ولكن..حين حضر الطبيب لرؤيته..نظر الينا ثم ألقى بذلك الخبر ليكون وقعه كالصاعقة:لن أتمكن من فعل شيء..انه ميت منذ مدة..

توقف الزمن وتجمدت الحياة في عروقي, بت مع عمي كالتماثيل الواقفة بلا أي روح..

مهلاً لحظة!!

هل مـــــ...ــ..ـــات؟!

هل مــــــــات جدي؟؟ .

ليخبرنى احد هل مــــــــات جدي..

احسست بشئ لا اعلم ما هو يشق قلبى .

مـــــــــــــــــــــــات جدي !! .

لا اعلم فى ماذا كنت أفكر ففى تلك اللحظات احسست بشلل فى تفكيرى .

لا استطيع ان افكر ماذا افعل ..

هل ماات ؟

بدأت ابكى وأنا أفكر ...ما معنى ماات هل انتهى امره ؟

لم يعد له وجود ؟ .

لن استطيع الجلوس معه وسماع صوته وهو يصدح بالقرآن؟؟

ما معنى ماات هل هى تلك الكلمة الصعبة التى اسمعها كثيراً؟؟

هل هو الفراق هل هو الوداع يا جدي.

مــــات ليذهب الى ربه ...يعنى لن اراه مجدداً .
جدى مـــــــــــــــــات .

حاولت التحرك من مكاني ولكن لم استطع..

قدماى.. جسدى..وكل مافي مشلول.. .

احسست انى متصلب متحجر في مكاني .

حاولت وجاهدت نفسي لكي أعود الى المنزل بسيارة أجرة فديما تجلس وحدها..

ذهبت الى منزلنا منزل جدي ولكن عند دخولى الشارع احسست بشعور قد يكون من المشاعر الغريبة التى احسست بها ...

احسست ان الشارع غريب عن ما كان عليه رغم أني أمشي بنفس الطريق دائماً..

ولكني أراه الان مختلف ..

المنزل مختلف ....الشارع مختلف... المدينة بأكملها مختلفة.. .

عند دخولى المنزل وجدت ديما تقف أمامي وهي تنظر الي بقلق..

جثوت على ركبتاي وقمت بتقبيل رأسها فبكيت قليلاً ولكني حاولت التماسك ..

وصلني صوت ديما الخائف:ما الذي حدث دادي..

همست بصوت متهدج:لاشيء صغيرتي..عودي لمشاهدة التلفاز..

قلتها ثم ذهبت الى غرفتي غير مصدق لما حدث..

جدي..جدي أنا قد مات..

لم يمر من الوقت كثيراً قبل أن تعلم عمتي هيا وعمتي فادية..قدمتا الى المنزل فأتت ديما الي فزعة وأخبرتني أنها رأتهما تبكيان..

نظرت اليها بحزن..ديما لاتزال صغيرة ولن تفهم الأمر..

فتحت ذراعي لها فركضت باتجاهي وقفزت لحضني فبت أربت على ظهرها بحنان..أغلقت عيني وقد تذكرت يوم وفاة أبي..كنت طفلاً وقتها ولم أعي الأمر جيداً..وديما أيضاً لن تفهم..حاولت تبسيط الأمر لها وأنا أهمس: حبيبتي ديما..لقد كان جدي مريضاً..أما الآن..فقد ذهب لمكان أفضل..لن نتمكن من رؤيته مجدداً ولكن يجب أن لا نبكي كي يكون سعيداً بمكانه الجديد...

ابتعدت ديما عن حضني ونظرت الى عيني:هل ذهب الى حيث ذهب أبي وأمي؟؟

أومأت لها بحزن..كنت قد أخبرتها أن أمي وأبي قد ذهبا لمكان جميل ولا يريدان منا البكاء..

نعم..بالنسبة لي أمي قد ماتت ولن أسامحها على تركنا ما حييت..

أبقيت ديما بغرفتي أقرأ لها بعض القصص الى أن نامت فأنا لا أريدها أن ترى بكاءهم بالأسفل...

خرجت من غرفتي بعد نومها وفي تلك اللحظة..جاء عمي مع بقية الاقارب بجثمان جدي من المستشفى ..

كنت أسمع صوت شهقات الجميع حولي وأنا أقف بمكاني دون أن أتحرك..أقتربت منه ببطء و لم اشعر بأى شئ الا وانا اقبل جبينه..

تظاهرت بالتماسك قليلاً ثم تركته وقتها لكثرة الاشخاص فى الغرفة وكلى مرار على فراقه..

بعد دقائق أصبح المنزل خالياً الا من أعمامي ..جلست بجانب جدي حينها وكان الامر غريباً فأنا اتكلم ولا احد يجيبنى ..

اسأله واتحدث معه:جدي..أفتح عينك..من لي من بعدك؟؟

للاسف لم يرد احد ..

كان لدي امل بان شيئً سيحصل..ولكن للأسف..

مــات جدي..مات بالفعل..

ذهب الى ربه.. .

بدأت أتحدث معه فمن الممكن ان تكون المرة الاخيرة التى ارى فيها جسده امامي.. .

مر الوقت بسرعة رهيبة وأنا أجلس بجانبه..لم اكتفي من الجلوس معه بعد..أريد البقاء لفترة أطول...

كيف تتركنا الآن جدي..ما الذي سيحل بي مع ديما...كيف تتركنا جدي..لا اريد أن أعيش اليتم مجدداً..

قطع حديثى وبكائي عمي حازم..ولكني تجاهلته وعدت الى حديثى مسترسلاً فيما كنت اقول واحكى .

وفجأة انظر خلفي..

لقد وصل المغسل!!

هل هى النهاية ؟؟

هل هذه اللحظة الاخيرة التى اراه فيها ؟؟

هل سأستطيع تقبيله مرة اخرى ام انتهى الامر؟؟ .

فى هذه اللحظة توقف حوارى معه..امور كثيرة دارت بذهنى ..

تركت الغرفة وجلست بالخارج انتظر..رغم ان عمي أخبرني أن أساعدهم في الغسل ولكني لم أتمكن من احتمال الموقف..

بعد مرور بعض الوقت..خرج عمي من الغرفة.. لقد انتهوا.. .

دخلت لكى اراه فإذا به مغطى بكامله حتى انى لم استطع ان ارى وجهه..

كلا ..ليس الآن..لا تبعدوه الآن..

حملنا جسده وذهبنا الى المسجد لصلاة الظهر.. .

ومن ثم صلينا عليه وذهبنا الى المقابر ..

بدأ الرجل فى حث التراب عليه.. .فتذكرت قول فاطمة رضى الله عنها عندما قالت "أطابت أنفسكم أن تحثو التراب على وجه النبي؟"

فعند تذكرى لتلك الجملة احسست بزلزال فى جسدى ...

جدي..لطالما كان شامخاً يهابه كل الناس..

والآن.. اراه امامى نائماً وشخص يحث عليه التراب وانا اقف انظر فقط!! .
ياله من موقف !!

ولكن ايضاً تذكرت قول ربى سبحانه وتعالى : (( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ))

فقلت بصوت متهدج :إنا لله وإنا اليه راجعون ..اسأل الله العظيم ان يدخلك الجنة بدون حساب ولا سابقة عذاب وان يثبتك ويغفر لك وان يرحمك فهو ارحم الراحمين..
.
.
.

لا تَلُمْني في بُكائي
إنَّ مَن أرثيهِ جَدِّي

لا شك بأن الموت يفجع الروح ويفطر القلب...لا شيء يساوي ألم الرحيل والفراق عن هذه الحياة..تأثر فينا كل التأثير..تجعل الحياة لا طعم لها..ندخل في رحلة من الألم والحزن..المرارة تغص في الحلق ليل نهار..لا نستطيع أن نتعايش أو نعيش مع فكرة الفراق..أكثر المررارات فداحة هو الموت..فهو نهاية النهايات ..الاصطدام بهذه الحقيقة لا مفر منه..آه ياجدي كم آلمني موتك..ساعة موتك هي الساعة التي لا تنسى واللوعة اللتي لا تمحى..فهي كالنار تنهش الجسد وتشعل الأحشاء..ودموع حارقة للوجنات..

ما اضعف الانسان... وما اقصر اعمارنا... .
اليوم اكتشفت كم نحن ضعفاء وكم نأخذ حياتنا وامورها بسطحية ... نعتقد اننا نعيش ابدا... ولكن الحقيقة اننا من اضعف خلق الله... اذا اصابتنا حمى بسيطه سقطنا ولم نستطع المقاومة... ونحتاج لمن يساعدنا في ابسط امور الحياة... اذا أُصبنا بألم بسيط في الرأس (صداع) توقفنا ولم نستطع العمل والانتاج .. .
نعتقد ان العمر امامنا طويل... ولكن قد نستيقظ يوما على حقيقة ان ما تبقى من عمرنا ليس بكثير... .
كم رسمنا من مخططات للمستقبل... وكم بنينا من الامال على الغدِ...معتقدين ان الغد قادم ... ولكن الغد قد لا يأتي ابدا.... .
مرت ايام العزاء برتابة...لقد بقيت عمتي فادية وعمتي هيا في منزلنا طوال الثلاثة ايام...اما عمي حازم فيأتي للزيارة يوميا...

اليوم هو اول يوم بعد انتهاء العزاء ولا اعلم كيف سأكمل حياتي مع ديما...اعمامي مجتمعون للحديث عن امور الورث والتركة..

ياااه ما احقر الدنيا..مهما بلغ قرب الناس لك لن يذكرك احد بعد موتك وكل ماجمعته من مال يتقاسمونه بينهم..

طرق باب غرفتي ثم اطلت ديما برأسها:دادي.يقول عمي تعال لتناول العشاء..

اجبتها بضيق:لا اشتهي الاكل....

دخلت ديما الى الغرفة وامسكت يدي ثم نظرت الي بترج:انا جائعة ولكن لا اريد ان اكون وحدي بينهم ارجوك تعال معي..

زفرت بعمق:حسنا..

قلتها ثم خرجت من غرفتي وانا امسك بيد ديما..حين اقتربنا من غرفة الطعام ..سمعت صوت عمتي فادية..

-كلا ..انا سأتنازل عن حقي في هذا المنزل...ان قمنا ببيعه فما الذي سيحل بأبناء حسن؟؟

ردت عمتي هيا:ان كنت تريدين التنازل فأنا لا اريد..اريد الحصول على حقي من الميراث..كلا ياحازم..لا تهتم لها..سنقوم ببيع المنزل..
اجاب عمي حازم:ولكن فادية محقة ما الذي سيحل بابناء حسن؟؟

اجابت عمتي هيا بضجر:وهل نترك هذا المنزل بوسعه لهم؟؟
سيعيشون معك..انت عمهم وانت ولي امرهم الان..فلتسكنهم بمنزلك ولكن انا لن اتنازل عن حقي بهذا المنزل ابدا..

ايقظني من صدمتي يد ديما الصغيرة وهي تجر قميصي:دادي...الن ندخل؟؟

نظرت اليها بوجوم..ان قاموا بييع المنزل..فأين سنعيش..

دخلت الى غرفة الطعام مع ديما فتوقف اعمامي عن متابعة الحديث..

بدأت ديما الاكل..اما انا..فقد كنت اتظاهر بأني اكل...لقد سدت شهيتي..يا الهي رحماك..ارفق بحالي مع اختي..
.
.
.
خطوت بهدوء نحو النافذة حين سمعت صوت المطر يطرق زجاجها..

مسحت بخار الماء ونظرت لارى انعكاس واقعي في الطبيعة..
غيوم داكنة مظلمة...
أشجار تأرجحها الريح يمنة ويسرة..

دفعني المشهد للتذكر.. وكم من مشهد في الواقع يحيي الكثير من ذكريات الماضي..

لقد خيل لي. انني ارى طفلا يركض تحت المطر وهو يصرخ بحثا عن امه..يتعثر..فيبكي ويتسخ وجهه بالطين ولكن لا احد يرأف بحاله..

نزلت دمعة من عيني من تلك الذكرى..بعد رحيلك جدي شعرت بالشتات مجددا..وديما..لقد عاشت طفولتها في هذا المنزل..كيف ستتقبل أمر بيعه؟؟

طرق باب غرفتي ثم وصلني صوت ديما فمسحت دموعي كي لا تراها..

فتحت الباب ثم نظرت الى عيني بعينين دامعتين:دادي..هل استطيع النوم في غرفتك الليلة..

نظرت اليها باستغراب:لماذا تبكين؟؟

اجابت بصوت مرتجف:لقد قالت عمتي هيا انني يجب ان انام والا ستهاجمني الشياطين..

تقوس فمها:انا لا استطيع النوم ..انا خائفة..

قالتها ثم انفجرت بالبكاء...

ذهبت اليها واحتضنتها..سامحك الله يا عمتي..تحب ان ترعب الاطفال دائما..لازلت اذكر رعبي حين اخبرتني انها سترسل قبيلة من الشياطين علي.

لابد انها قالت هذا لديما كي لاتزعجها ..فلازالوا مجتمعين للتفاهم في موضوع التركة..

وضعت ديما على السرير وجلست بجانبها واخذت اردد اذكار النوم معها..

بعد ان انتهينا..نظرت ديما الي:دادي..غني لي...

ابتسمت:حسنا..ولكن اغلقي عينيك اولا..

اغلقت ديما عينها فبدأت اغني:
طفلتي..صغيرتي..نامي ..بأمان..
وانعمي..حبيبتي..بأحلى الأحلام..

نامت صغيرتي ديما..اما انا..فلم استطع ذلك..ارهقني التفكير كثيرا...

في تلك الليلة..غادر اعمامي المنزل فكانت اول ليلة لنا وحدنا..انا وديما فقط..

وحدنا بدون جدي..
.
.
.

في الصباح التالي..ايقظت ديما للمدرسة بعد ان صليت الفجر..وبعد ان تناولنا افطارنا..
هممنا بالخروج..ولكنني فوجئت بعمي امام الباب...لقد قدم مع زوجته وابنتيه نهلة ونهى..!!

نظر الي قبل ان يدخل..يمكنك الذهاب يا عمار..سأصطحب ديما مع نهلة الى المدرسة..ولا تذهب اليها بعد انتهاء اليوم الدراسي..سأصطحبها انا ايضا..فمنذ الآن..سنعيش معا في نفس المنزل...

لقد كان قرار عمي بالسكن في منزل جدي معنا مفاجئ جدا..ولكنني فرحت كثيرا..هذا يعني انهم قد عدلوا عن فكرة بيع المنزل..ياااه...الحمد لله...

لقد شعرت ان ديما حزنت لان عمي سيصطحبها بعد الان..ولكن ماذا أفعل..ليس بيدي حيلة..

بعد انتهاء اليوم الدراسي..عدت من المدرسة..ولكن..حين اقتربت من المنزل..تصلبت بمكاني مصدوما مما رأيت!!

كتب أبي..ملقاة بخارج المنزل!!

ركضت اليها وبدأت افتش عن كتاب مذكرات ابي...عثرت عليه فرفعته واحتضنته ثم نظرت الى باب المنزل بصدمة..

وجدت ديما تركض باتجاهي والدموع تملأ عينيها..احتضنتني واخذت تردد بين دموعها:دادي..انهم يلقون بغرفتك لخارج المنزل..لا تتركني...ارجوك..

حملتها ثم وقفت وانا انظر للعمال وهم يحملون اثاث غرفة ابي التي اصبحت غرفتي فيما بعد..ظهر عمي من خلفهم وحين رآني انظر اليه بغضب حاول تلطيف الجو:لماذا تنظر الي هكذا..سينقلون غرفتك الى الملحق فحسب..انت تعلم..زوجتي بداخل المنزل..سيكون افضل لكليكما بقاءك في الملحق..

اشرت لكتب ابي وانا اصرخ بغضب:ولماذا قاموا بإلقاء كتب ابي هكذا..

نظر عمي اليها ثم اجاب ببرود:اوه..هذه الكتب سأتبرع بها..لافائدة منها على اي حال..

اجبته بحدة:كلا..انا اريد هذه الكتب..

نظر الي ثم اجاب بلا مبالاة:حسنا لا يحتاج الامر للصراخ..احملها للملحق ان كنت تريدها..

ابعدت نظري عنه ثم مشيت باتجاه الكتب لاقوم بحملها..ان بقيت امامه اكثر فلن احافظ على هدوئي اكثر..اشعر انني سأنفجر بأي لحظة..يأتي لمنزل جدي ويقوم بإلقاء اغراضي بكل وقاحة..

مهلا..ما الذي اقوله..لقد اصبح المنزل ملكا له على كل حال..يجب ان اكون شاكرا لأنه ابقانا بالمنزل ولم يقم ببيعه..نعم..لابأس ..المهم ان تبقى ديما في المنزل..لا اريدها ان تشعر بالضياع كما شعرت في طفولتي..

ساعدتني ديما بحمل الكتب الى الملحق..وقد قام الخدم بترتيب الغرفة من اجلي فأصبح شكلها مقبولا..حسنا..سأعتاد الوضع بالتأكيد..على الأقل سأشعر بالاستقلالية قليلا..

لم تدخل ديما الى المنزل طوال اليوم..لقد بقيت معي بغرفتي..كما انها رفضت تناول الوجبات معهم..اسعدني هذا الأمر فبقاء ديما معي ابعد شعور الوحدة عني..

حل الظلام واردت ان تذهب ديما للنوم ولكنها كانت تغير الموضوع..احسست انها لاتريد الذهاب لغرفتها بتاتا..

نظرت اليها بجدية حبن لاحظت تهربها: ديما اذهبي للنوم حالاً..لقد سمحت لك بالنوم في غرفتي بالأمس لأن المنزل كان خالياً..أما الآن فلست وحيدة..نهلة معك ولا يوجد مايدعو للخوف..

تصلبت بمكانها حين قلت هذا..تزاحمت الدموع في عينها ثم أجابت:لا أريد..اخاف ان تنساني ان ابتعدت عنك..

اجبتها باستغراب:انساك!!

مسحت دمعة نزلت من عينها ثم أكملت بشفتين مرتجفتين:قالت نهلة..انك ستنساني لأنك أصبحت تعيش خارج المنزل..أنا لا أريد أن تنساني دادي..أريدك أن تبقى معي كالسابق..أريد أن نأكل معاً ونلعب معاً ..
اريد أن تصطحبني من المدرسة ثم نذهب لشراء البوظة.. .
قالتها ثم انفجرت بالبكاء..

افف هذه النهلة..لا أعلم متى ستتوقف عن أزعاج ديما..كيف اقنعها بحديثي الآن..سمعت صوت تساقط المطر فحاولت اخراج ديما من نوبة بكائها..

نظرت اليها ثم هتفت: ما رأيك أن نلعب بالمطر؟؟

ابعدت ديما يدها عن وجهها ولكن مازالت الدموع تبلل رمشها..كما أن أنفها قد احمر من شدة بكائها..

امسكت المناديل لأمسح دموعها ثم حملتها وخرجنا الى الحديقة معاً تحت المطر..

همست لها بهدوء:اغلقي عينيك ديما..

أغلقت ديما عينها مثلما قلت..رفعت رأسي الى الأعلى لأشعر بقطرات المطر تضرب وجهي برقة ثم تابعت حديثي: والآن ..ارفعي رأسك واشعري بقطرات المطر على وجهك..دعي قطرات المطر تتسلل داخل جسدك.ماء المطر..يغسل أحزان القلب ..

بقيت مغمض العينين لفترة..فتحت عيني بعدها ثم نظرت الى ديما..كانت مغلقة العينن..ابتسامة عذبة مرتسمة على شفتيها وقطرات المطر تتساقط على وجهها..

ابتسمت :هل تعلمين ماذا يعني اسمك ديما..

فتحت ديما عينها ثم نظرت الي باستغراب..

تابعت حديثي: ديما يعني المطر الشديد..لقد ولدت في ليلة ماطرة لذلك أسميتك ديما..

عقدت ديما حاجبيها: حقاًً؟؟

أومأت برأسي: نعم..ولأجيب على سؤالك ان كنت سأنساك يوماً..فاعلمي ان نسيانك أمر مستحيل...صغيرتي..سيأتي يوم نفترق به ..وهذا هو حال الدنيا..ستكبرين وتتزوجين..وسأكبر أنا وأتزوج وسأنشغل بعملي وبيتي..ولكن.,.اعلمي جيداً ..مهما بعدت المسافة بيننا فلن انساك ابداً..وان حدث يوماً ونسيتك..فستذكرني بك قطرات المطر..

تلفتت ديما حولها باستغراب:كيف تذكرك قطرات المطر بي؟؟

ضحكت على براءتها..ولكنني اجبتها لمجاراتها:سأغلق عيني..وأدع المطر يتساقط على وجهي..وحينها سأسمع صوت تلك القطرات تتساقط وهي تردد: ديما..ديما..لا تنس ديما..

ضحكت ديما:دادي انت تكذب ..المطر لا يقول ديما!!

ضحكت بدون أن أرد..

هتفت ديما:دادي..أنزلني ..أريد أن ألعب تحت المطر..

انزلتها على الأرض فركضت ديما تحت المطر..

تهرول خجلاً . . .فتركض فرحـاً..ترقص كالمطر

ديما مثلي تماما..أنها تعشق المطر..
فالمطر صفاء . . . و هي نقية
و المطر رحمة . . . و هي حنان

كانت ديما...غارقة بسعادتها ...حافية القدمين...و لباسها المطر

جميلةً فزادها المطر جمالاً حين ابتل شعرها..

تضحك . . . تُغمِضُ عيناها..فمها مفتوحٌ

والمطر يتساقط على وجهها قطرة قطرة..

كنت سعيداً وأنا أراقب ديما هكذا..منظر ديما تحت المطر..اعتقد انني لن انسى هذا المنظر في حياتي...

في اليوم التالي..ذهبت الى البقالة كي اشتري البوظة لديما..لا اريدها ان تحزن لأنني لم أعد اصطحبها من المدرسة..

وصلت الى غرفتي الجديدة في الملحق فوجدت ديما تجلس أمامها منتظرة عودتي..هتفت بابتسامة: لقد عدت..

وقفت ديما بحماس حين رأتني..

اخرجت المفتاح من جيبي لأفتح الغرفة: كان عليك ان تنتظريني في داخل المنزل يا صغيرتي..الجو بارد وقد قمت بشراء البوظة من أجلك..أخاف أن تمرضي..

هتفت ديما بفرح: كلا أنا أريد البوظة ..لن أمرض أرجوك أعطيني أياها..

أخرجت البوظة من الكيس وبدأنا بأكلها معاً..شعرت بالعطش بعد أن انتهينا من الأكل..

أفف..لقد نسيت شراء الماء لغرفتي..نظرت الى ديما: ديما هل هناك أحد بداخل المنزل؟؟

أومأت ديما برأسها:عمتي هيا موجودة بالداخل..

عقدت حاجبي باستغراب..مالذي تريده عمتي هيا في هذا الوقت ياترى؟؟
.
.
.
ذهبت الى منزل ابي وانا استشيط غضبا..لا اكاد اصدق هذا..اخبرني زوجي ان حازم قد انتقل للعيش بمنزل ابي..

ان كان يعتقد انني سأصمت عن امر الورث فهو مخطئ تماما..من المستحيل ان اتنازل عن حقي..سيباع هذا المنزل وسأحصل على نصيبي كما اتفقنا بالأمس..

دخلت الى المنزل فاستقبلني اخي بالصالة ..جلس معي وهو في قمة بروده وكأنه لم يفعل شيئا.استفزني الامر كثيرا..

نظرت اليه بحدة:ما الذي تخطط لفعله..الم نتفق على بيع المنزل؟؟
اراك قد انتقلت اليه مع عائلتك. .ان كنت قد نسيت فسأعود لتذكيرك يا سيد..انا لن اتنازل عن نصيبي من التركة ابدا..

رد حازم ببرود:ليس لديك اي حق في هذا المنزل..هذا المنزل..ليس ملكا لأبي اصلا..

ضحكت باستهزاء:ما الذي تقصده؟؟

رد موضحا:لقد قام بنقل ملكية المنزل لشخص آخر .

رفعت حاجبي:هل تريد اقناعي بأنه نقل ملكية المنزل لك..انا لست غبية لأصدق هذا..حتى لو كان الامر صحيحا فهذه الهبة باطلة لأنك لم تمتلك المنزل في حياته..اما ان كنت تقصد انه اوصى بالمنزل لك فالوصية باطلة ..حيث لا وصية لوارث .

نظر حازم الي:لم اقل انه اصبح ملكي..

عقدت حاجبي باستغراب:ملك من اذا؟؟

وقف حازم:انتظري قليلا..

قالها ثم صعد الدرج..عاد بعد وهلة وهو يحمل ورقة بيده..وضعها بيدي..فأمسكت بها بيد مرتجفة..

بدأت اقرأها وانا لا اكاد اصدق ماتراه عيناي..

ايقظني من صدمتي صوت حازم:هذا الأمر سر بيننا..سأعطيك جزءً من نصيبي في الورث في مقابل سكوتك..

نظرت اليه ثم سألته بصوت مرتجف:وهل صك الملكية هذا معتمد؟؟..اي..هل المنزل ملك له الان؟؟

اومأ برأسه:بما انه ليس من الورثة..وبما ان ثمن المنزل لا يتجاوز ثلث التركة..فالمنزل ملك له شرعا وقانونا..

انتفضت فزعة حين سمعت صوت عمار:هل يوجد احد؟؟

قمت بوضع الورقة خلف ظهري وانا انظر اليه بارتباك..

كان عمار يمسك بيد ديما وهو ينظر الى حازم بتردد:اعتذر على دخولي عمي..ولكني اريد بعض الماء لأضعه بغرفتي...

اومأ حازم برأسه:لا بأس..ولكن..في المرة القادمة استأذن قبل الدخول..قد تكون زوجتي في الصالة ..

ذهب عمار الى المطبخ ..اما انا..فقد اعدت نظري لصك الملكية وانا في قمة صدمتي..

اعدت قراءة اسم المالك مجددا املا في ان اكون قد اخطأت في قراءته..ولكن لا..لم اكن مخطئة..ذاك هو الاسم المكتوب حقا:

عمار حسن العالي...
.
.
💖نهاية الفصل💖







missliilam 21-03-17 06:49 PM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
‎😭😭😭😭😭😭😭😭😭 بت يا فنوووونة ما ترحمي الغلابة اليتامى دول شوية 😭😭😭😭😭😭😭😭 طب بلاش هما!!! ارحمي حال الفقيرة الى الله اني😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭 البابا العود سابنا بدري كده .. إنَّا لله وانا اليه راجعون 😭😭😭😭😭😭😭😭😭 العم حازم في راسه حبٍ ما انطحن وفي بطنه شر مستطر👿👿👿👿👿👿👿👿👿👿👿 هيا شكلها حتصير زي قمل الخشب وتنخر في الواد وممكن تأذيه في أخته 👿👿👿👿 نهلة جعل مامن ديڤل نهلة 👿👿👿👿 زهقت البنت في عيشتها 😡😡😡😡😡 لكن الغييييرة الله وكيلك تعمل أكثر من كده 😏😏😏😏😏 وجرررررب ناااااااار الغيييييرة وقل لي 😈😈😈😈😈😈😈😈😈😈😈 فادية الله يرزقك الفردوس والسعادة والرضا والقرنقش اللي في خزنة عّم دهب وين ما تروحي 😂😂😂😂😂😂😂😂 لأنك فرحتيني وراعيتي الله في اليتامى دول !!😢😢😢😢 ولو ان رأيك دخل من إذن وخرج من أختها 😒😒😒😒 إنما نلت شرف المحاولة 😈😈😈😈😈😈 عماااااااار الله فكك من الشر ومجابل وجيه النية الودرة😈😈😈😈😈😈 ابعد عن النكد وغني له 😂😂😂😂😂 عاد ما شاء الله ما شاء الله بقيت من أصحاب الحلال والمال والمنصب والجاه 😂😂😂😂 ما تنساش صحاب الشدة بتوعك اللي وقفوا معاك لا يبتغون الا الأجر من الله 🙈🙈🙈🙈😂😂😂😂😂😂😂 الجد الله يرحمه حب يكفر عن ذنبه ويضمن حال أحفاده قبل ما يموت😭😭😭😭😭 الله يرحمه فكرني بعزاء جدي 😭😭😭😭😭😭😭 جاتني حاالة الصدمة اللي مر فيها عموووووووري 😢😢😢😢😢 سمعت يا فنوووونة عموووووري احنا نتشارك العديد من الأشياء لذلك اتمني لنا السعادة وخلّينا نتوكل على الله 😂😂😂😂😂😂😂😂😂 أحبك في الله يا اختي ❤❤❤❤ وأسلوبك في الكتابة حبيب قلبي❤❤❤❤❤🌹🌹🌹 ما شاء الله الله يحميك يابنتي🌹🌹🌹🌹🌹🌹

همس الريح 27-03-17 09:24 PM

رد: سوالفنا حلوة في مقلط ماما زاراممنوع دخول الرجال
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التنبيه هذا بالعربية الفصحى حتى يفهمه الجميع بوضوح

صفحات الروايات للنقاش البناء
التفاعل الذي يثري الروايه
النقد الذي يصب في مصلحة الروايه و الكاتبات
الاسئلة و الاستفسارات
الاحاديث الجانبية
تفاصيل لا تقرب للرواية باي شكل من الاشكال
التهاني و التبريكات
العزاء و المواساة
كلها لها اماكن اخرى
غير صفحات الرواية

هذا الاسبوع هو اخر اسبوع ستركض فيه المشرفات خلف المخالفات العديدة

اي مخالفة اعتبارا من الاسبوع القادم ستعرض مرتكبها للانذار و ربما تعليق العضوية

لكل مقام مقال
ارجو الالتزام بقوانين ليلاس الذي كان و ما زال و سيظل بيتا يجمعنا بحب مشترك للروايات

شخابيط فتاة 31-03-17 09:46 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة missliilam (المشاركة 3677893)
‎😭😭😭😭😭😭😭😭😭 بت يا فنوووونة ما ترحمي الغلابة اليتامى دول شوية 😭😭😭😭😭😭😭😭 طب بلاش هما!!! ارحمي حال الفقيرة الى الله اني😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭

**انت لسى شفتي حاجة..ياربييي انا حنذبح😂***

البابا العود سابنا بدري كده .. إنَّا لله وانا اليه راجعون 😭😭😭😭😭😭😭😭😭 العم حازم في راسه حبٍ ما انطحن وفي بطنه شر مستطر👿👿👿👿👿👿👿👿👿👿👿 هيا شكلها حتصير زي قمل الخشب وتنخر في الواد وممكن تأذيه في أخته 👿👿👿👿

**حازم وما ادراك ماحازم المسكين عمار ياما حيشوف**

نهلة جعل مامن ديڤل نهلة 👿👿👿👿 زهقت البنت في عيشتها 😡😡😡😡😡 لكن الغييييرة الله وكيلك تعمل أكثر من كده 😏😏😏😏😏 وجرررررب ناااااااار الغيييييرة وقل لي 😈
😈😈😈😈😈😈😈😈😈😈

**فعلا الغيرة مرض الله يكفينا شره**

فادية الله يرزقك الفردوس والسعادة والرضا والقرنقش اللي في خزنة عّم دهب وين ما تروحي 😂😂😂😂😂😂😂😂 لأنك فرحتيني وراعيتي الله في اليتامى دول !!😢😢😢😢 ولو ان رأيك دخل من إذن وخرج من أختها 😒😒😒😒 إنما نلت شرف المحاولة

**سبحان من خلق وفرق فادية تعتبر ملاك وسط العايلة**

😈😈😈😈😈😈 عماااااااار الله فكك من الشر ومجابل وجيه النية الودرة😈😈😈😈😈😈 ابعد عن النكد وغني له 😂😂😂😂😂 عاد ما شاء الله ما شاء الله بقيت من أصحاب الحلال والمال والمنصب والجاه 😂😂😂😂 ما تنساش صحاب الشدة بتوعك اللي وقفوا معاك لا يبتغون الا الأجر من الله 🙈🙈🙈🙈😂😂😂😂😂😂😂

***ههههههه هو عمار مش حينساكم بس خليه يعرف الاول انه صار صاحب جاه😂***

الجد الله يرحمه حب يكفر عن ذنبه ويضمن حال أحفاده قبل ما يموت😭😭😭😭😭 الله يرحمه فكرني بعزاء جدي 😭😭😭😭😭😭😭 جاتني حاالة الصدمة اللي مر فيها عموووووووري 😢😢😢😢😢 سمعت يا فنوووونة عموووووري احنا نتشارك العديد من الأشياء لذلك اتمني لنا السعادة وخلّينا نتوكل على الله 😂😂😂😂😂😂😂😂😂 أحبك في الله يا اختي ❤❤❤❤ وأسلوبك في الكتابة حبيب قلبي❤❤❤❤❤🌹🌹🌹
ما شاء الله الله يحميك يابنتي🌹🌹🌹🌹🌹🌹

احبك الله الذي احببتني به وانا احبك والله تسلمي حبيبة قلبي😘😘😘

شخابيط فتاة 31-03-17 10:10 AM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
الفصل الخامس:قطعة من قلبي..
http://store6.up-00.com/2017-03/149094941541141.jpg


قال الله تبارك وتعالى(إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ))[النساء:10] .

الله أكبر!

أي رعبٍ هذا؟!

أي إنذار شديد هذا؟!

والله إنه إنذار يخلع القلوب الحية، وينذر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ..

فكم من أموالٍ لليتامى قد أكلت ظلماً؟؟..

بل ومن الذي سلم إلا من سلمه الله جل وعلا، ووالله إن شربة ماء من أموال اليتامى بغير حق إنما هي نار تغلي في البطون، وإن لقمة خبز من أموال اليتامى بغير حق إنما هي نار تتأجج في البطون..

لم يكتفي عمي حازم بأكل مالي..وليته اكتفى بذلك..لقد مرت السنين وأنا أجهل أن المنزل الذي طردت منه هو منزلي أنا..

على أي حال..لم أكن لأهتم لو أنه أحسن الي مع أختي..ولكنه لم يفعل..لقد كان أخذه للمنزل بغير وجه حق هو البداية فقط..فما فعله فيما بعد بديما..أكثر بشاعة وظلماً..

لقد كنت في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية..أما ديما فقد كانت في التاسعة من عمرها..في تلك السنة..حصلت ديما على المركز الأول على صديقاتها في الدراسة..وقد وعدتها بدوري أن أجلب لها هدية ان هي تفوقت..

جلست ديما أمام الصندوق المغلف والابتسامة مرتسمة على وجهها البريء..نظرت الي بحماس وهي تهتف: هيا دادي ..لا أستطيع الصبر أكثر..افتحها الآن أرجوك..

ضحكت على حماسها:حسناً أريدك أن تتوقعي الهدية فقط..

اجابت بحماس أكبر:لا أستطيع التفكير من شدة حماستي..ولكنني متأكدة بأنها هدية جميلة جداً..

ضحكت قليلاً ثم أجبتها: حسناً يمكنك فتحها..

لم أكد أنهي كلامي قبل أن تنقض ديما على الصندوق وتقوم بفتحه..تصلبت بمكانها حين رأت ذلك الفستان الزهري لقد ذهبنا مع عمي للسوق قبل يومين فقد أراد عمي أن يشتري لديما ونهلة ثيابا من أجل حفل التكريم الذي سيقام بمدرستهم في الغد..لقد اشترت نهلة الكثير من الثياب بينما بقيت ديما صامتة ولم تطلب أي شيء..ولكن زوجة عمي أخبرتها أنها تستطيع استعارة احدى فساتين نهلة ان لم يعجبها أي شيء..

أومأت ديما لها بصمت ولكني رأيتها وهي تحدق بهذا الفستان..فقمت بشراءه دون أن تعلم....

رفعت ديما بصرها الي وملامح الصدمة مرتسمة على وجهها تحركت شفتيها ثم نطقت بصوت مرتجف:كيف عرفت بأنني أريده..لقد وجدت أن سعره باهض ولم أطلبه..

ابتسمت لها:وهل يحتاج الأب لسؤال ابنته عن احتياجتها..

تجمعت الدموع في مقلتيها الصغيرتين منذرة بالهطول..ركضت باتجاهي وارتمت بين ذراعي: وهي تهتف:أنا أحبك كثيراً أبي..

خفق قلبي بطريقة عجيبة..هل قالت أبي أم أنني أتوهم..حسناً صحيح أنني أحب كلمة دادي ولكنني كنت أتمنى أن تناديني بأبي فقد شعرت أن لها مكانة في قلب ديما فهي تصر على عدم نطقها رغم أنني قد لمحت لها مراراً أن تناديني بها..

ابتعدت عن حضني ثم نظرت الي بابتسامة: ستغار نهلة كثيراً..اليس كذلك دادي؟؟

عدت الى واقعي حين قالت دادي..يبدو أنني كنت أتوهم كلمة أبي حقاً..

ابتسمت لها :لقد أحضرت هدية أخرى لك..

شهقت ديماً:حقاً!

أومأت لها ثم ذهبت الى مكتبي لأخرج طوقاً من اللؤلؤ قد اشتريته لترتديه مع الفستان..

لم تتمكن ديما من الوقوف من شدة حماسها..بدأت تقفز بمكانها وهي ترجوني: دادي..أريد أن أجرب الفستان أرجوك..أرجوك ..أرجوك..

اتسعت ابتسامتي: لامانع لدي ..انه لك..

صرخت بحماس:آآآآآه أنا أسعد فتاة في الوجود...

قالتها ثم قامت بأخذ الطوق مع الفستان وذهبت الى الحمام لتجربته…

جلست على سريري وأنا أضحك فرحاً..من السهل جداً اسعاد ديما..انها تفرح بأي شيء أحضره..

خرجت بعد وهلة وهي تمشي على استحياء..رفعت بصرها الي وقد تورد وجهها خجلاً:كيف أبدو..

وقفت أمامها ثم رددت ممازحاً:هل تسمحين لي بالرقص معك سمو الأميرة؟؟

ضحكت ببراءة:ههههه أريد رؤية وجه نهلة حين ترى فستاني..

نزعت الطوق من رأسها ثم وضعته بيدي:امسك به..سأحضر غداً وأرتدي الفستان بغرفتك..نهلة غيورة جداً أخاف أن تقوم بتمزيق الفستان إن قمت بأخذه..

اجبتها :لا بأس بذلك..

صمت قليلاً ثم تابعت حديثي:غدا موعد اختباري الأخير في الثانوية..لا تنسي الدعاء لي ...ان كنت سعيداً من نتيجة الاختبار فسآخذك لحديقة الملك فهد كما وعدتك تماماً..

اجابت ديما بثقة:ستبلي حسناً فأنت أذكى رجل عرفته البشرية.

رفعت حاجبي :ليس لهذه الدرجة..

ردت بحزم: اذهب للاستذكار ..لن أتنازل عن الذهاب للحديقة ليكن ذلك في معلومك..

ضحكت وأنا أمشي باتجاه مكتبي: حسناً لا تحدثي أي ضجة..

بدأت الاستذكار ولكن كان هناك أمراً يشغل تفكيري..أنا أرغب بدراسة الهندسة لأحقق حلم أبي..ولكن..تخصص الهندسة في منطقة الطائف قد افتتح منذ سنتين فقط..وعمي قد هزأ بأبي بالأمس وأخبرني أنه قد أرهق نفسه بالدراسة بدون فائدة..نصحني بتجاهل أمر الدراسة فهو يعمل بشركة جدي بدون أن يدرس وكل شيء على ما يرام..

ولكن..انا لا ارغب العمل بالشركة..لا ارغب في الاعتماد على عمي طوال حياتي..انني أكره ضعفي بسبب افضاله علي الى الآن..اريد أن أعلي اسم أبي وأن أجعله فخراً لعائلة العالي..

بالرغم من اعتراف جدي بنا ..ولكن حتى الآن..أشعر أن عمي يخجل من حديث الأقارب عن أبي..يريدون محو اسم حسن من اذهان الناس..

ولكن لا..لن أسمح بهذا..سأبهرهم بنجاحي.؟؟

سيشار الي بالبنان ويقال : هذا ابن حسن..عمار حسن العالي..
.
.
.
استيقظت باكراً في هذا الصباح..يقول دادي أنني مثل العصافير فقد اعتدت على الاستيقاظ قبل طلوع الشمس..

أما نهلة..فصوت شخيرها يصم الآذان ..من المستحيل أن تستيقظ قبل أن توقظها أمها..

كما أن والدتها الخالة تقوم بجميع شؤنها..توقظها وتلبسها وتقوم بتفريش أسنانها أيضا فهي تبدو مثل الزومبي بعد استيقاظها من النوم..

ولكن بمجرد وصلنا للمدرسة تستيقظ مع شياطينها…

حسناً..كنت أنزعج من تصرفاتها حين كنت طفلة..ولكن دادي أخبرني أن الذي يفعل أشياء سيئة يكون مريضاً..ونهلة مريضة وتشعر بالنقص لهذا اصبحت اتجاهلها تماماً..

ذهبت الى المطبخ وقمت يتسخين كوبين من الحليب ووضعت العسل بداخلها..رغم أن الخادمة أرادت مساعدتي ولكني رفضت ذلك .أريد أن أجهزها من أجل دادي..

لقد كانت الخالة ليلى تجهز الحليب مع العسل لنهلة في كل صباح كي تركز في اختباراتها ولكنها غبية..نجحت صحيح ولكنها لم تحرز الامتياز مثلي..

اتسعت ابتسامتي حين لمحت دادي يمشي باتجاه غرفته..لقد عاد من المسجد للتو..

أمسكت صينية الحليب وبدأت أمشي باتجاهه بحذر…

اقترب دادي مني حين رأني وحمل الصينية من يدي..ابتسم لي: صباح الخير..

اجبته بابتسامة: صباح الخير..لقد اعددت لك الحليب مع العسل..تقول الخالة ليلى أنه مفيد التركيز..أتمنى لك التوفيق بامتحانك..

اجاب دادي:رغم أنني لا أشتهي الأكل من شدة توتري ولكن ..مادام مفيداً للتركيز فسأشربه..

قام بفتح الغرفة ثم دخلنا اليها..جلسنا على الأرض لشرب الحليب ولكن دادي نظر الي بشك: هل صليت الفجر ديما؟؟

اجبته بارتباك:هاه..نعم .لقد صليت..

رفع حاجبه:انت لا تكذبين ديما صحيح؟؟

ازداد توتري حين قال هذا..حسناً..أنا أصلي حين يخبرني دادي بهذا ولكن نهلة لا تصلي...كما أنها تضحك علي أحياناً وتخبرني أننا صغار ولاتجب الصلاة علينا ولكن دادي يصر علي لأحافظ عليها..كما أنه يعلم ان كذبت عليه واخبرته بأنني قد صليت..

لم أرد أغضابه..ان علم انني أكذب فسيصرف النظر عن ذهابي للحديقة بالتأكيد..ابتسمت له ببلاهة: سأشرب الحليب ثم أصلي..

زفر دادي بدون أن يرد..هل غضب ياترى؟؟

بعد أن أنهينا الحليب ..اخذت الطوق والفستان من غرفته فقد جاء موعد ذهابه للمدرسة وسيقوم بإقفال غرفته…

عدت الى المنزل فوجدت نهلة تجلس أمام الأريكة وهي مغمضة العينين والخالة ليلى تجلس خلفها لتملس لها شعرها بمصفف الشعر..

نعم..شعر نهلة كث أجعد ..انها تغار مني كثيراً فجميع صديقاتي بالمدرسة معجبات بشعري..انه حريري أشقر ويصل طوله الى آخر ظهري..

ضحكت على شكل نهلة فقد كادت تسقط على وجهها من شدة النعاس..أخبرتكم أنها مثل الزومبي..

ذهبت الى الغرفة وارتديت الفستان..وقفت أمام المرآة لأصفف شعري ثم ارتديت طوق اللؤلؤ..

ابتسمت برضى وأنا أتفحص شكلي..

أبدو مثل سندريلا!!

بشعري الذهبي..عيناي الزرقاوين...فستاني الزهري المزين باللؤلؤ..ياااه ستغار نهلة بالتأكيد..

أرتديت حذائي ثم نزلت الدرج بثقة..

تعمدت الجلوس بجانب نهلة..وسبحان القدير..

حين رأتني ..استيقظت تلك الزومبي واتسعت عيناها وهي تنظر الي ..

ابتسمت بهدوء ثم وجهت نظري للتلفاز..

تحدثت نهلة بحدة: من سمح لك بارتداء هذا الفستان..أنا أريده..صحيح أن أمي أخبرتك أن تستعيري من فساتيني ولكن ليس هذا..اذهبي وارتدي شيئاً آخر..

ابتسمت باستهزاء:يبدو انك لم تفيقي بعد..انه فستاني..لقد اهداني اياه دادي لأنني تفوقت بدراستي..

امتعض وجهها واحمر من شدة غضبها واحراجها..حاولت اغاضتي بحديثها:لقد اردت أن تنزعيه كي لا تسببي لي الأحراج..انه بشع جداً..ان اردت نصيحتي قومي بتبديله..

ههه حسناً..ان لم اكن معتادة على تصرفاتها لكنت بكيت الآن ولكن أحاديثها لم تعد تغيضني..بل على العكس..انها تشعرني بالفرح فقد أصبحت أدرك أنها تشتعل غيضاً..

ذهبنا الى المدرسة في الساعة التاسعة صباحاً من أجل الحفل..كانت نهلة تحاول مضايقتي ولكني كنت أتجاهلها تماماً..

ومنذ دخولنا الى المدرسة وصديقاتي يمتدحن فستاني وشعري ونهلة تردد عبثاً: انكم تبالغون..هل أعجبكم فستانها حقاً..

هههه ولكن لم يهتم بها أي أحد..

بدأ التكريم..وحين صعدت الى المسرح ارتبكت قليلاً من نظرات الطالبات ومن التصفيق الحار من قبلهم…

كان شعوراً غريباً..كنت سعيدة ولكن في نفس الوقت..شعرت ببعض الحزن..تمنيت أن يكون دادي بقربي..

عدت للجلوس مكاني فالتفتت صديقتي رؤى الي:مبارك ديما..انك تستحقين هذا حقاً..

ابتسمت لها: شكراً رؤى ..مبارك لك أيضاً..

وصلني صوت نهلة التي تجلس خلفي: ارفعي شعرك ديما..منظره أشعرني بالحرارة..كما أنني أعجز عن الرؤية..

ابتسمت بداخلي..الم اخبركم انها تغار؟؟.

لا أعلم حقا ماسبب غيرتها..انا لا أملك أماً مثلها..في الحقيقة شعرت برغبة بالبكاء وأنا أرى كل طالبة ترتمي في حضن والدتها بعد التكريم..لماذا لا أملك أماً مثلهم…

حاولت تجاهل حزني وبدأت اهز شعري برقة أمام نهلة لأغيضها..

نظرت رؤى الي: ما رأيك هل نقوم بفتح الهدية..

أومأت لها: لا بأس..

فتحنا الكيس..فوجدنا ذرعاً زجاجيا للتكريم بالأضافة لاطار خشبي جميل..

شهقت رؤى: اغبطك ديما..انه جميل حقاً..

ارتجف قلبي فرحاً..سأضح الشهادة بداخل الاطاروأضعها في غرفتي..

نفذت الفكرة فوراً ووضعت الشهادة بداخله ثم ابتسمت بفخر..

رفعتها عالياً لأتأملها وفي تلك اللحظة..شعرت بيد تمسك بشعري وتقوم بشده..

اعلم جيداً أنها نهلة..اردت أن التفت لها لأتعارك معها ولكني تصلبت حين سمعت ذلك الصوت..

انه صوت مقص!!

التفت اليها بصدمة ..فوجدتها تمسك بشعري بقبضة يدها وهي تبتسم بخبث:اخبرتك أنه يشعرني بالحرارة..

وضعت يدي المرتجفة على شعري..لقد قامت بقصه الى كتفي…

صرخت رؤى: نهلة أيتها الحقيرة!!

صرخة رؤى تلك أشعلت ناراً في قلبي..وبدون شعور مني..رفعت الاطار ثم هويت به على رأس نهلة بكل قوتي..

سمعت صوت تحطم الزجاج على رأسها ثم لم أعي أي شيء ..ففي ثوان معدودة..تجمعت الطالبات وبدأن بالصراخ..

أما نهلة..فقد سقطت أرضاً والدم يسيل من رأسها..

القيت الاطار من يدي من هول المنظر..

لقد..قتلتها!!..

شعرت بزلزال في جسدي حين سمعت صراخ الخالة ليلى: نـــــــــــــــــــهـــــــــــــــــلـــــــــــ ـــــة

تصارعت الافكار برأسي في تلك اللحظة...ان علم عمي انني قتلتها فسيقتلني أيضاً..

من شدة خوفي..انعزلت عن العالم حولي...لم أعد اسمع صوت صراخهم..كنت أسمع دقات قلبي فقط..

وفجأة ..بلا أي مقدمات بدأت أركض بكل سرعتي..

خرجت من المدرسة وركضت وركضت..

أريد الهرب..

الى أين؟؟

لا أعلم…عقلي يعجز عن التفكير بأي شيء..

افكر بالهرب فحسب..

اردت أن أهرب من عمي حازم... الى المجهول...

.
.
.

اففف..امر ممل..

لا اعلم لماذا اضطر للانتظار حتى انتهاء الوقت بينما اكون قد انتهيت من حل اختباري..لو انهم اخرجوني لكنت استغللت وقتي اكثر من بقائي منتظرا هكذا..

لقد راجعت للامتحان مرارا ولم ينتهي الوقت بعد..

نظرت الى الساعة..انها الثامنة والنصف..تبقت نصف ساعة على ابتداء حفل ديما…

لقد كان الاختبار سهلا بحمد الله..سأخذها للحديقة كما وعدتها..

انها لا تبعد كثيرا عن مدرستها وقد مررننا منها مرات عدة حين كنت اصطحبها من المدرسة..

ولكن السبب لاختياري لهذه الحديقة ان لدي ذكريات جميلة بها..

فحين قدمت للسعودية مع ابي اخذني ابي اليها ولعبت كثيرا..

انا اشفق على ديما في الحقيقة...بالرغم من انها لم تواجه ماوجهته من صعاب ولكنها لم تعرف معنى العائلة..بالنسبة لها انا كل عائلتها لهذا احرص على اسعادها...

ساقدم لها كل ماقدمه لي ابي من عطف وحنان..

استيقظت من افكاري حين بدأ المراقب بجمع اوراق الامتحان…

ياااه واخيرا انتهى الوقت…

بعد خروجي من القاعة ..وددت ان اركض واصرخ من شدة فرحي…

لقد تخرجت اخيرا...انهيت دراستي الثانوية…

وقفت على عتبة الباب وفي داخلي شوق لأطلع على عالم آخر
وحياة جديدة تتطلب الجدية والمسؤولية ..

لقد رسمت لنفسي العديد من الامال و الطموحات ولا اعلم ان كنت سأحققها ام لا.. .
بعد خروجي من المدرسة أجتاحني خليط من الفرح والحزن
والرهبة لا أدري لِم؟؟

هل لتخرجي واجتيازي أم لدخولي لعالم أخر !!

بدأ صدري يهتز من نبضات قلبي الممتلئة بالشوق والترقب والحزن والفرح ..

مشاعر ممزوجة بطعم التخرج والفِرآق ..

سوف أودع المدرسة ووقوفنا للطابور الصباحي..

سوف أودع ازدحام المقصف..والهروب مع اصدقائي لشراء الفطور.

سوف أودع كرسيي وطاولتي وكتابي ودفتري..

سوف أودع اساتذتي...وفي قلبي تقدير لهم على تعليمي..

سوف أذهب إلى ما يقال لها جامعة..

محاضرات ومذكرات واستراحات وكافتيريات..

سلمت على اصدقائي واعتذرت عن الذهاب معهم للافطار من اجل ان احضر ديما..

سأشتري لها البوظة في طريقي ثم نذهب للحديقة سويا..مشيت لعدة خطوات..ولكني توقفت حين رأيت العم زياد يقف امامي..هذا غريب..ما الذي يفعله العم زياد هنا يا ترى؟؟

اشار لي حين رآني اقف امامه..هل قدم من اجلي؟!

مشيت باتجاهه باستغراب..في الحقيقة العم زياد يأتي للاطمئنان علينا من وقت لٱخر..يقول اننا وصية ابي له ..انه يعاملني كابن له تماما..

بعد ان سلمت عليه ..طلب مني ان اصعد معه لسيارته..يريد ان يحدثني بموضوع مهم حسب قوله..

ترددت في البداية..لا اريد التأخر على ديما ولكن حين نظرت الى الساعة..انها التاسعة..لقد بدأ الحفل للتو لاضير من ذهابي معه..

ركبت السيارة وبدأ العم زياد بالحديث:كيف حالك يا بني ..هل كل شيء على مايرام؟

اومأت براسي:نعم بفضل الله..

تابع العم زياد حديثه:هل تعلم كم انتظرت يوم تخرجك..هناك وصية من والدك اردت ان ابلغك اياها في الوقت المناسب…

نظرت اليه بتساؤل:وصية من أبي؟؟

اومأ برأسه:نعم..قبل ان اخبرك..هل لديك مخططات لدراستك الجامعية..

زفرت بضيق:في الحقيقة..انا اشعر بحيرة شديدة..انا..اود ان ادرس الهندسة مثل ابي ولكن عمي حازم جعلني اتردد قليلا..

رفع حاجبه:ولماذا تتردد..لاتجعل اي شخص يوقف طموحاتك يا بني..

اجبته بعد تفكير:يقول ان ابي قد اضاع وقته من دون فائدة...درس الهندسة لسنوات وانتهى به الحال كسائق اجرة…

زفر العم زياد:وما العيب في سائق الاجرة؟.
انه عمل شريف في النهاية..

اخذ نفسا عميقا ثم تابع الحديث:ابوك يا بني لم يضع وقته..لقد كانت الظروف ضده..ربما لو عاش لوقت اطول لكان قد حصل على وظيفة مرموقة.. .

صمت قليلا ثم اكمل بأسى:ولكن والدك قد علم بمرضه بعد قدومه للسعودية بسنة تقريبا..لم يبدأ العلاج مبكرا مع الاسف فقد سيطر الاحباط عليه كما انه قد وضع نصب عينيه سعادتك انت...لم يسع للبحث عن وظيفة….كل ما اشغل تفكيره هو اقناع جدك بالاعتراف بك..اراد ان يؤمن لك حياة مستقرة بعد موته…

شعرت بقبضة مؤلمة في قلبي..انها المرة الاولى منذ سنوات اسمع بها شخصا يتحدث عن ابي..

هل تصدقون هذا..ابي قد قضى فترة مرضه في التفكير بي..اراد تأمين حياة مستقرة من أجلي..

اما امي..قد هدمت هذا الاستقرار بيدها..لو لم تقم امي بتركنا لكنا نعيش بحال افضل الآن..

توقف العم زياد امام احدى المقاهي ثم التفت الي:هيا انزل معي كي نتحدث بهدوء..

نزلت معه بارتباك..ما الأمر المهم الذي يضطره لاصطحابي من المدرسة ليخبرني به؟؟

قام العم زياد بطلب الفطور ثم التفت الي وبدأ بالحديث:اسمع يا عمار..لقد قام والدك باعطائي مبلغا من المال واوصاني ان اصرفه على دراستك..لم يرد ابوك ان تقف احلامك كما حدث معه..لقد ارحتني لانك تريد الهندسة فقد كنت اريد اخبارك ان تسافر لامريكا لاكمال دراستك وسأتكفل انا بجميع المصاريف..

اتسعت عيناي بصدمة..هل هو جاد؟؟

حدقت به غير مصدق لما سمعته اذناي..اسافر لامريكا!!

اومأت برأسي بالرفض:كلا لن اسافر سأدرس هنا..

عقد العم زياد حاجبيه:ولكن لماذا..

زفرت بعمق:اختي ديما متعلقة بي كثيرا..لا استطيع تركها..ومادمت استطيع الدراسة هنا فلماذا اسافر..

اجابني بضجر:يابني..الدراسة في امريكا اكثر كفاءة من هنا..هل انت بكامل وعيك لترفض عرضا كهذا!!

اردت الرد عليه ولكنه قام بمقاطعتي:خذ وقتك في التفكير..لا تعطني جوابا الان..وبالنسبة لديما..اعمامك موجودون وانا موجود..لن يكون موضوعها عائق بالنسبة لك..فكر بالأمر جيدا ولا تضيع هذه الفرصة..

وصل الفطور فشمر العم زياد عن اكمام ثوبه:هيا..تناول فطورك ثم اذهب الى المنزل واتخذ قرارك بهدوء..

بدأت افطر معه وانا افكر بهذا الامر..

في الحقيقة..

ليس موضوع ديما هو السبب الوحيد ..

ولكن فكرة ذهابي لأمريكا ستذكرني بطفولتي..

طفولتي التي قتلت في مهدها ..

كم اكره العودة بذاكرتي لتلك الايام..

يااه لو كان بأمكاننا محو الألم من اذهاننا..

قام العم زياد بإيصالي الى المنزل بعد انتهاء الفطور...توقعت ان اجد ديما تنتظرني امام غرفتي ولكن كان بانتظاري شخص اخر..

نعم..عمي حازم..

لم يقم باستقبالي بالسلام والابتسامة...بل بدأ بالصراخ فورا:اين تلك الحقيرة..الى اين اخذتها؟؟

عقدت حاجبي ثم اجبته بارتباك:عن من تتحدث..ما الذي حصل؟؟ ضحك عمي باستهزاء:تدعي الغباء ها؟؟
اخبرني اين هي اختك؟؟

ازدادت دقات قلبي هتفت بخوف:هل حدث شيء لديما؟؟

صرخ عمي:_كلا لم يحدث شيء لتلك اللعينة ولكنها قد قامت بشج رأس نهلة هل تصدق هذا!!

تلعثمت بكلامي:ك..كيف شجت رأسها لم أفهم؟؟

ارتفع صراخ عمي:لقد قامت بكسر الزجاج على رأسها ثم هربت من المدرسة..اقسم يا عمار بأنني سأحاسبها ولن اصمت ابدا...لقد اخبرتك مرارا ان لا تبالغ بتدليلها ولكنك لم تستمع الي..حان الوقت لأؤدبها بنفسي ..

قالها ثم ابتعد عن طريقي متوجها للمنزل…

هل سمعتم ماقال!!

ديما هربت.. هربت صغيرتي ولا احد يعرف مكانها ولم يفكر بالبحث عنها بل كل ما يشغل تفكيره هو ابنته المدللة…

ركضت باتجاه غرفتي وبدأت ابحث حولها علي اجد ديما مختبئة بالقرب...اتجهت الى حديقة المنزل افتش كل انش وكل بوصة ولكنها لم تكن موجودة…

شعرت انني سأجن..اين ذهبت يا ترى…

تردد بخاطري كل مكان كنت ازوره معها..لم نكن نذهب سوى للبقالة لشراء البوظة وفي بعض الاحيان تذهب معي لحلقات التحفيظ النسائية..

مرت الساعات وانا ابحث عنها بدون فائدة..بحثت في جميع المراكز التجارية المقاربة لمدرستها ولكن لا جديد..

جلست على الأرض بيأس حين سمعت صوت المؤذن يعلن عن دخول وقت صلاة الظهر…

انهمرت الدموع على خدي مدرارا...اين انت ديما..
هل ضاعت..ام اختطفت..ام حصل شيء سيء لها في اثناء عودتها من المدرسة..

هل يجب علي البحث في المستشفيات ايضا؟؟

شعرت بصراع داخل صدري فأردت الصراخ ولم اقاوم هذه الرغبة..

وضعت رأسي بين ركبتاي وصرخت من اعماق اعماق قلبي:آآآآه ديماااااااا

تجمع رجال الحي حولي وحاولوا التهدئة من روعي..

جلبوا بي بعض الماء ثم ذهبنا لنصلي الظهر وبعد انتهاء الصلاة..تحدث الامام عن اختفاء ديما وطلب من رجال الحي مساعدتي على البحث عنها..

اما انا فقد شعرت بأنني منهك القوى..لم اعد قادرا على الوقوف من شدة قلقي..اسندت رأسي على جدار المسجد وبدأت افكر بهدوء..

لو كنت في مكان ديما...اين سأذهب ياترى؟؟

لم يهدني عقلي لشيء...انها تبقى ملازمة لي طوال الوقت ولا تخرج وحدها ابدا.. هل اضاعت طريقها للمنزل ؟؟

كلا كلا..من المستحيل ان تكون قد ضاعت لقد اعتادت على السير من ذلك الطريق..

الارجح انها مختبئة كي تهرب من عمي..ولكن اين يا ترى؟؟

هل ذهبت لاحدى صديقاتها؟؟

ولكن صديقاتها في الحفل..كيف ستعرف منزل احداهن وهي لم تذهب لزيارتهن في حياتها..

فتحت عيني بسرعة حين تردد صوتها في ذهني:

لن اتنازل عن الذهاب الى الحديقة..
لن اتنازل عن الذهاب الى الحديقة..
لن اتنازل عن الذهاب الى الحديقة..

وقفت فجأة وبدأت بالركض...كيف غاب الامر عن ذهني...ربما ذهبت الى الحديقة…

وصلت الى الحديقة بعد عدة دقائق وقفت بمكاني وبدأت اتلفت حولي وانا الهث من شدة التعب..

ارجوك ديما كوني هنا..

بقيت للحظات امرر بصري على وجوه الاطفال هناك..وفجأة ثبت بصري على تلك الطفلة حين رأيتها ترتدي فستان ديما…

كانت تجلس على الارض بجانب مدخل الحديقة ..

بالرغم من ان شعرها قصير ولكني شككت بأنها ديما..

مشيت ببطء باتجاهها وحين اقتربت منها ناديتها بتردد:ديما؟!

رفعت بصرها الي فاتضح انها ديما حقا!!

في تلك اللحظة شعرت ان بركانا قد ثار بداخلي…

رفعت يدي استعدادا لضربها وانا اصرخ بأعلى صوتي:ديما ايتها الغبية.

اغلقت ديما عينها بكل قوتها وكأنها تستعد لتلقي الضرب..

اردت أن اضربها..اردت ذلك بشدة..

الا يفترض ان اعاقبها كي لا تكرر الهروب؟؟

صرخت بدون أن أنزل يدي:ماذا لو اختطفك احدهم..ماذا لو حدث لك مكروه...ماذا لو فقدتك ديما..الم اخبرك الا تخرجي من المنزل وحدك..

ارتفع صراخي حين لم أسمع جوابها: أخبريني الم احذرك من ذلك من قبل..

فتحت ديما عينها ببطء...ونظرت الى عيني بألم وغصة قد دفنت بعينيها البريئتين...

مرت لحظات وهي تنظر الي بتلك النظرات..

نظرات انكسار..نظرات عناء..

اعتصرت نظراتها قلبي بقسوة..

دموع ديما تضعفني دائماً..ديما..قطعة رقيقة من قلبي ولا اجرأ على كسرها أبداً..

ارتجفت يدي فقد بدأت اتردد في أمر ضربها..

لم تصدر أي صوت..ولكن حالتها تؤكد أن جرحها عميق ينزف بشدة…

همست بضعف:دادي..

وما ان نطقت بها حتى انهمرت الدموع ببطء على وجهها ..

تابعت حديثها بضعف أكبر ولكنها بضعفها اذابت الجليد من قلبي:لقد انتظرت وانتظرت وانتظرت..الن نلعب اليوم دادي؟؟

قالتها ثم ابتسمت بألم وسط دموعها..

انزلت يدي ببطء..

لا أٌقوى على ضربها..لا أستطيع..

شعرت بأنني سأبكي ولكني لم أرد ذلك فقد بات منظرنا ملفتا للانظار..

مددت يدي باتجاهها وحملتها بحركة خاطفة وانا اهتف باكياً مبتسماً : هل اعجبت صديقاتك بفستانك؟؟

بدأت ديما تمسح دموعها وهي تضحك ولكن دموعها ابت الوقوف..

طبعت قبلة على جبينها: هذه من أجل الحليب الذي جلبته في هذا الصباح...لقد كان الاختبار سهلاً جدا..

اجابت ديما بصوت متهدج: حقاً؟

أومأت برأسي: نعم هيا الآن سنلعب أي شيء تريدينه...

تعلقت ديما برقبتي وهي تحاول السيطرة على شهقاتها..

دخلنا الى الحديقة وبدأنا اللعب متجاهلين المشكلات التي تنتظرنا..

لقد لعبت ديما كل ماتريده ولعبت معها أيضاً..

في ذلك اليوم كنا نضحك على أي شيء حتى لو لم يستدعي الأمر الضحك..

ولكن..يقال في بعض الاحيان أن الضحك يكون رد فعل للتهرب من بعض الأحزان..

هل كان ذلك هو سبب ضحكنا المبالغ به يا ترى؟؟

لا أعلم حقاً..
.
.
.

عدنا الى المنزل بعد صلاة المغرب..حاولت البقاء خارج المنزل قدر الامكان عل غضب عمي يهدأ قليلاً..

وصلنا الى المنزل وحين مشينا باتجاه غرفتي وجدنا عمي حازم يجلس بالحديقة..

يبدو أنه كان ينتظر عودتنا..

مشى باتجاهنا وهو يسدد نظرات نارية الي:كنت واثقاً أنك تخبئها..

تمسكت ديما بقميصي بكل قوتها..

طوقتها بذراعي لطمأنتها وأنا أجيبه:لقد كنا في الحديقة..كنت قد وعدتها باصطحابها اليها بعد المدرسة..

وجه عمي نظره الى ديما ثم صرخ:ديــــــــــــــــمــــــــــا..تعالي وقفي أمامي بسرعة..

هتفت ديما بصوت باكي وهي تتمسك بي بقوة: أنا آسفة..أسفة ..آسفة آآآآآآآآآ...

مشى عمي باتجاهي وقام بدفعي وبدأ يجرها ولكني أمسكت بذراعه: عمي أرجوك..انها طفلة فحسب..ارجوك سامحها هذه المرة…

نظر الى عيني:لقد اصبحت عنيدة بسببك..لقد اعتادت على الدلال..ان لم تعاقبها على خطئها فلن تتعلم أبدأ..

قبلت رأسه لاستعطافه: أرجوك عمي ..اتركها هذه المرة أرجوك…

افلت عمي قبضته عن يدها: حسنا لن اضربها..ولكن ليكن في معلومك..ستأتي عمتك فادية لأخذها في الغد..

اجبته بصدمة: ماذا!!

زفر عمي ثم اجاب: انا لا اطيق رؤية وجهها ..ان ظهرت أمامي مجدداً فسأشبعها ضرباً..سيكون أفضل لكلينا ذهابها لفادية..لازالت طفلة وتحتاج لمن يعيد تربيتها..

توقف عقلي عن التفكير لوهلة:عمي ماذا تقول..انا اقوم بتربيتها على أكمل وجه..

اجابني باستحقار:أنت؟؟

ضحك مستهزءً:المصيبة أنك من قمت بتربيتها..قم بتربية نفسك أولا قبل أن تشرف على تربية طفلة..هه..لا ألومك فقد قامت تلك الفاجرة برميكم صغاراُ واشك في كونك تدرك معنى التربية..

شددت قبضة يدي بغضب ..أقسم لو لم يكن عمي لكنت أبرحته ضرباً.

كل شيء يهون لدي الا موضوع أمي..ذلك الموضوع يجرحني بعمق...

مشى عمي مبتعداً بعد ان افسد مزاجي بحديثه..بدأت ارتجف من شدة غضبي ولكن صوت ديما اعادني لواقعي:دادي..أنا لا أريد الذهاب لعمتي فادية..لا اريد ان ابتعد عنك..أرجوك..

زفرت ثم اجابتها: انه غاضب فقط سيغير حديثه في الغد لا تفكري بالأمر..

ابتسمت لها حين لمحت الخوف في نظرتها:هل تريدين النوم بغرفتي الليلة..

أومأت برأسها:نعم..

دخلنا الى غرفتي وبدأت ديما بشكواها المعتادة من نهلة:لم استطع السيطرة على غضبي..لقد قامت بقص شعري دادي..لقد افسدته..وددت أن اضربها أكثر ولكن حين رأيت الدم في رأسها شعرت بالخوف لذلك هربت..

تحسست شعرها بيدي: وما المشكلة بالشعر القصير..الا تملك الاميرة سنوايت شعراً قصيراً..

ردت بعد تفكير:ان شعرها قصير ولكنه أسود..

ضحكت:ههه وهل تريدين شعراً أسوداً الآن..

زفرت ديما : لن تفهم الأمر..لو قام أحد بقص شعرك ربما تفهم وقتها..

ابتسمت بحزن وانا اتأملها: هل تعلمين ديما..لقد كان شعر أمي يصل الى كتفها أيضاً..اصبحت تشبهينها هكذا..

نظرت ديما الي باستغراب..لا ألومها..فهذه المرة الأولى التي أتحدث بها عن أمي..ولكن حديث عمي ذكرني بها..

مهما كابرت..ومهما قلت بأنني محوتها من حياتي لازلت أعجز عن نسيانها..

كيف لي ان انسى لمسة يدها الدافئة...كيف لي ان انسى قبلتها الرقيقة على وجنتي .

كيف لي ان انسى نظرة الحب في عينيها الجمليتين ..

لم أدرك بأن الدموع قد نزلت من عيني الى ان وصلني صوت ديما:دادي هل تبكي..

مسحت دموعي بسرعة:كلا ..شعرت بالنعاس فقط..

عقدت ديما حاجبيها:تبكي لأنها قامت بقص شعري صحيح؟.
لا تقلق..لقد اعجبني هكذا أيضاً..سأذهب لنهلة وأشكرها ..ههههه ستنفجر من غيضها..

ضحكت معها..يا الله كيف تداوي ديما جروحي ببراءتها..بعد ان صلينا العشاء..توجهنا للنوم فقد كنا مرهقين من كثرة اللعب..غنيت لها الى ان نامت..وبقيت انا افكر بكلام عمي ..ماذا لو ابعدها عمي عني حقا؟؟

بقيت أفكر بالأمر الى ان ارهقني النعاس فغططت بنوم عميق..

في الصباح التالي..اتت عمتي فادية فأدركت ان عمي جاد بحديثه..

سلمت ديما عليها ثم ذهبت للعب مع ابنتها فرح أما أنا فقد ذهبت لعمتي بعد أن خرجت الى الحديقة لأسألها:عمتي..هل أخبرك عمي أن تأخذي ديما..

نظرت الى الأرض بدون أن ترد ولكني فهمت من صمتها انها اتت لأخذها حقاً..

أومأت برأسي معترضا وبدأت أرجوها: كلا..أرجوك عمتي ديما لا تستطيع الابتعاد عني..ارجوك عمتي تحدثي مع عمي واخبريه أن يسامحها..

رفعت بصرها الي ونطقت بما حطم اخر ماتبقى لدي من صبر: عمار يا بني..لقد حاولت الحديث معه ولكنه غاضب حقا..اسمع ..سآخذها اليوم على الأقل لربما يحن قلبه ويعيدها بعد أن يهدأ غضبه..

شعرت وكأن اثقال الدنيا قد وقعت على رأسي.. لماذا يفعلون هذا بنا!! لماذا لاتحترم رغباتنا..لماذا لا يرحم أحد ضعفنا...ديما هي كل ماتبقى لي في هذه الدنيا ويردون ابعادها ايضا؟؟

كلا ...لن اصمت..سأحاول مع عمي ليغير رأيه..

طرقت باب المنزل وحين فتحت الخادمة الباب قمت بمناداة عمي..خرج الي ثم رد ضجرا:ماذا الآن..مشكلة جديدة؟؟

تنفست بعمق لاستعيد هدوئي..نظرت الى عينيه بترج:عمي..ديما لا تستطيع الابتعاد عني..ارجوك..سامحها هذه المرة على الاقل..

حدق في قليلا ثم زفر:تتحدث وكأنها ستذهب للمريخ..ستذهب لمنزل عمتك..لا تهول الموضوع..

استفزني بروده بشدة..

ارأيتم ماذا يقول!!

يقول انني اهول الموضوع!!

لن يستطيع احد فهمي...هل سيقوى هو على ابعاد نهلة..هل سيقبل ان تعيش بمنزل مختلف عنه؟؟

ديما ليست اختي فحسب...انها ابنتي..كل عائلتي ويقول انني اهول الأمر!!

حاولت ضبط اعصابي:ولكن يا عمي..ديما اعتادت على العيش هنا منذ طفولتها..سيكون صعبا عليها ان تنتقل لمنزل عمتي..خصوصا ان شعرت انك ابعدتها لمعاقبتها..لن تشعر بالاستقرار..سيكون منزل عمتي بمثابة العقاب لها..

اجاب عمي بحدة:وهذا هو المطلوب ..انا اريد معاقبتها..

-ولكن عمي..

رفع يده في اشارة لي لأصمت:لا اريد سماع شيء..انك تعيش تحت ولايتي ولا يحق لك اخباري ما هو الصواب..ان كبرت..واصبحت معتمدا على نفسك..خذ اختك حينها ولن يتدخل بكم اي احد..ولكن ..مادمت تعيش تحت ولايتي وفي منزلي فلايحق لك معارضتي ..هل هذا مفهوم؟؟

اعتراني غضب عارم فبت اشعر بالحرارة تسري في كل جسدي...

خرجت من المنزل راكضا كي لا اتهور واقوم بضربه..وددت ان امزقه باسناني..

إن كان هناك شيء يجعلني احترمه فهو ملامحه التي تشبه ابي فقط فشخص مثله لا يستحق الاحترام..لماذا يصب غضبه على طفلة صغيره؟؟

ركضت ديما باتجاهي حين رأتني ولكني ابعدت بصري عنها وركضت الى غرفتي قبل أن تصل الي..

لا أريد أن أضعف امامها..لا أريد أن أسمع بكاءها حين تخبرها عمتي أن تذهب معهم..

لم يمر الكثير من الوقت قبل ان تعلم ديما بتلك الطامة وحدث ماكنت اخشاه..

لقد بدأت ديما بالصراخ وحين فتحت النافذة وجدت سائق عمتي يحاول اخذ ديما الى السيارة عنوة..

تمكنت ديما من افلات يدها منه ثم بدأت تطرق باب غرفتي وهي تبكي:دادي لا اريد الذهاب معهم دادي..دادي افتح الباب سيقومون بأخذي..

وضعت يدي على اذني كي لا اسمع صوتها فقد كان بكاؤها يسدد طعنات الى صدري...ولكني لم استطع صم اذني عن سماع صوتها…

تابعت ديما حديثها وهي تصرخ وسط شهقاتها:اعدك انني لن افعل شيء سيء..اعدك دادي ارجوك افتح الباب ارجوك...آآآآآآآآآ..دادي سأعتذر لنهلة...سأعتذر لها ولن تسمع صوتي بعد الآن..

طرقت الباب بقوة اكبر ثم ارتفع صراخها:دادي لماذا لا ترد علي...سأناديك ابي كما تريد..لن ازعجك في مذاكرتك وسأقبل رأس عمي أيضا..

قطع حديثها حين بدأت بالصراخ:كلاااا..ابــــي...ابـــــي...لا تتركني..
ابـــــــــــــــــــــــــــــــي .

التفت باتجاه الباب حين لاحظت ان صوتها بدأ يضعف تدريجيا..

ركضت باتجاهه وقمت بفتحه فوجدت السيارة تتحرك وديما تبكي بداخلها..

تمزق قلبي لمنظرها...

كرهت ضعفي وكرهت يتمي وكرهت الدنيا ومافيها من ظلم..

آآآه يا صغيرتي ليتني استطيع الهرب معك بعيدا عن اناس تحجرت قلوبهم فظلموا ..

لاتبكي يا حبيبتي فدموعك مثل السيف بقلبي..

عيناك تذرف دمعا وانا انزف دما من المي وحسرتي ..

كفاكي بكاء صغيرتي ارجوك لا تبكي..

اصبري صغيرتي..

سيحن قلب عمي وسيعيدك بالتأكيد..

سامحيني يا حبيبتي..سامحيني..

لقد كانت تلك الليلة هي الأسوأ في حياتي..لم يخطر في ذهني يوما ان صغيرتي التي ربيتها بيدي ستبتعد عني هكذا..لم تبتعد بجسدها فقط..بل ابتعدت بروحها وعقلها..

تسببت طريقة عمي بمعاقبتها بتحطيم شخصيتها..

في اليوم التالي ذهبت انا لمنزل عمتي فقد اتصلت على عمي واخبرته ان ديما ترفض الاكل..

طرقت باب المنزل فاستقبلتني عمتي بحزن:من الجيد انك اتيت..انها تنتظر على النافذة منذ الامس..

تبعت عمتي الى غرفة الجلوس فوجدت ديما تجلس على الاريكة واضعة يدها على خدها وهي تنظر إلى النافذة بشرود..

تنظر خلف الغيوم ..

تنظر لعل الامل يأتي من بعيد ..لعل الشمس يومآ تشرق من جديد*
لعل الرحمة تداوي جرحا قد استوطن قلبها الصغير..

احاسيس غريبة انتابتني وانا اراها هكذا..

لوهلة..شعرت ان هذا المنظر قد تكرر من قبل..

خيل لي انني ارى جسدا اثيريا لطفل صغير..يجلس امام ديما منتظرا عودة والديه..

نعم..لقد رأيت نفسي..

حين ارتسمت تلك الصورة في مخيلتي بدا الأمر وكأن ديما تقف امام المرآة..خصوصا بعد ان اصبح شعرها الى كتفيها..

في تلك اللحظة فقط ادركت شيئا..

طفولة ديما هي انعكاس تام لطفولتي ببؤسها..

ديما تشبهني في كل شيء..

في الشكل..والبؤس..والطفولة المشتتة..

ديما هي مرآتي… .

شعرت بالحزن عليها..صغيرتي المسكينة..لقد كسروها..

مشيت باتجاهها ببطء فرفعت بصرها الي ..

اردت ان اجلس بجانبها ولكنها صرخت :انت كاذب...لقد قلت ان الاب لا يترك ابنته ولكنك كاذب..لماذا تركتني لماذا…

انا لا اريد رؤيتك...انا اكرهـــــــــك اكرهــــــــــــــــك..

لم الق بالا لكلامها..لا الومها فأنا اتفهم شعورها جيدا..

لقد شعرت بالخذلان..

لقد كنت بالنسبة لها شخصا عظيما تحتمي به..ولكنها ادركت ضعفي وتحطمت كل امالها..

جلست امامها واحتضنتها بشدة...همست في اذنها:حبيبتي..انها فترة مؤقته وستعودين الي..اعدك حبيبتي سآخذك من هنا ..

انفجرت ديما بالبكاء..

تابعت حديثي:لاتبك ياصغيرتي ولاتدعيني ابكي..قلبي ممزق مثلك تماما فلا تزيدي المي...

بقيت معها الى ان هدأ بكاؤها..ابتسمت لها بحزن:لا تقلقي حبيبتي..سيعيدك عمي بالتأكيد ..

لقد كنت امل حقا ان عمي سيرأف بحالنا في النهاية..

ولكن..مرت الايام...بل مرت السنوات ولم يشعر عمي بالذنب ابدا..

اعتادت ديما على بعدي مع مرور الوقت ..ولكن هذا الأمر قد اضعفها كثيرا..

اما بالنسبة لي..فقد تألمت نعم . .بل انفجر قلبي من الألم و لكنني استغللت هذا الإنفجار..

جعلته صاروخا صعدت به للعلا ..

صعدت بكرامتي للعلا تاركا ذل الحياة وظلمها..

رفضت البعثة كي لا ابتعد عن ديما و وضعت نصب عيني هدفا واحدا..

سأعتمد على نفسي وسأسكن مع ديما بعيدا عنهم..

سأبتعد عن كل مايربطني بعائلة العالي ..

وليذهب اسمهم الذي يفخرون به الى الجحيم...
.
.
.*
💖نهاية الفصل💖
.
.
.
قرأت الفصل؟
اخبرني برأيك رجاء فهو يهمني..
الى الملتقى ان شاء الله

سلااام


missliilam 31-03-17 12:02 PM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
حااااااااازمممممممممم اللي ماااااااافي سببببببة توفييييييك قدررررك اللي مااااايسووووى😡😡😡😡😡😡😡😡😡😡 حزموك مع الشياطين في قلعة واااادرييين 😡😡😡😡😡😡😡😡😡 نهلة ان شاء الله تخلل الشجة معاك الى يوووم يبعثووون 😡😡😡😡😡😡 انني أتميّز من الغيييييظ😤😤😤😤😤😤😤

شخابيط فتاة 07-04-17 04:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة missliilam (المشاركة 3678941)
حااااااااازمممممممممم اللي ماااااااافي سببببببة توفييييييك قدررررك اللي مااااايسووووى😡😡😡😡😡😡😡😡😡😡 حزموك مع الشياطين في قلعة واااادرييين 😡😡😡😡😡😡😡😡😡 نهلة ان شاء الله تخلل الشجة معاك الى يوووم يبعثووون 😡😡😡😡😡😡 انني أتميّز من الغيييييظ😤😤😤😤😤😤😤

امييييين الله عالظالم ياختي يجيه يوم😭

شخابيط فتاة 07-04-17 05:04 PM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
الفصل السادس:سأبتسم وامضي..

الحقد مرض خطير يصيب قلب الانسان فلا يخرج منه..

يمشي كالسرطان في دمه ويدخل القلب ويستقر فيه ويعمي البصر والبصيرة و يبقى الانسان يتخبط
في حقده ورغبته في الانتقام ولا يرى الناس الا وهم اعداء..

وبلا شك ستكون العاقبة وبالا وضياع وفقدان الامل بالحياة…
.
.
.
مرت سبع سنوات منذ افترقت عن صغيرتي ديما..

عشنا في هذه السنوات تجارب مختلفة..واكثر مايؤلم ان علاقتي مع ديما لم تعد كالسابق ..لقد بنيت بيننا العديد من الحواجز..

كنت أعتقد أنني أفهمها وأفهم احتياجاتها أما الآن..اشعر انني غريب عنها..انها تخفي عني العديد من الاشياء..ارى الحزن في عينيها ولا استطيع اسعادها..

رغم انني أحاول جاهداً تلبية طلباتها..فكل مايشتريه عمي لنهلة أقوم بشرائه لها بدون أن تطلبه...لا اريدها أن تشعر بالنقص أبداُ.. ولكن ديما تحتاج لشيء اكثر من الهدايا..انها بحاجة للشعور بالاستقرار وحب العائلة..وهذا ما سأسعى لتحقيقه بأذن الله..

ديما الان في السنة الأولى من الثانوية وأحاول تحفيزها دائماً لمواصلة الدراسة كي تصبح طبيبة..

أما أنا..فقد درست الهندسة الطبية ثم درست الماجستير بعدها مباشرة ..ولكن حتى الان لم أحصل على وظيفة ..

اردت ان احصل على الدعم في مشروع تخرجي ولكن محاولتي باءت بالفشل..

لا احد يرغب بدعمي....

اقترح عمي علي العمل بالشركة ولكنني رفضت ذلك..

قد يبدو الأمر سخيفاً أن أرفض عرضاً كهذا ولكنني قطعت عهداً على نفسي أن أعتمد على نفسي في كل شيء..

لا أريده أن يمن علي بأفضال لا استطيع ردها له..لقد اقسمت ان لا اطلب المساعدة من عمي بالذات..

بالرغم من عدم حصولي على وظيفة ثابتة ولكن هذا لا يعني انني لا اعمل مطلقاً..

انني أعمل كمندوب لتوصيل الطلبات وأحصل على مبلغ جيد لقاء ذلك ..سأستمر بالعمل حتى أستقر على وظيفة معينة..

وحينها لن تبقى ديما بعيدة عني أكثر..سأستأجر شقة صغيرة لنا وتنتهي مشكلاتنا الى الأبد…

.
.
.

اليوم قام فارس ابن عمتي فادية بدعوتنا لتناول العشاء بمناسبة حصوله على أول راتب..

قمت بتجهيز نفسي للذهاب معهم ولكني تصلبت بمكاني حين سمعت صراخه:لماذا دعوتم ديما..أنا أريد الخروج معكم فقط..

اجابت عمتي: اخفض صوتك كي لا تسمع..

أرتفع صوته: دعيها تسمع..الا تخجل من نفسها ماهذا الا يستطيع الشخص الشعور بالخصوصية..الا استطيع الاستمتاع مع عائلتي فقط..

اجابت عمتي بحدة: فارس كيف تقول هذا..انها ابنة خالك..ويتيمة أيضاً ...احترم مشاعر تلك المسكينة..انها متحمسة للخروج معنا..

اجاب فارس: ولكن أمي..

قامت عمتي بمقاطعته:اصمت لا أريد سماع شيء..أمل..اذهبي لرؤية ديما لماذا تأخرت..

ركضت الى غرفتي حين قالت هذا..نزعت عباءتي بسرعة ثم أمسكت بكتابي المدرسي وجلست على سريري مدعية المذاكرة..

قامت أمل بفتح الباب ثم شهقت: ديما ألم تجهزي بعد..

اجبتها ببرود: لا أريد الذهاب..

عقدت أمل حاجبيها: ولكن لماذا..

اجبتها بارتباك:لقد تذكرت لتوي أن لدي اختبار في الغد..أنا آسفة..

ردت أمل:أوه..حسناً كما تشائين..ولكن ..ألا تخافين البقاء وحدك؟؟

نظرت اليها:سأخبر عمار أن يأتي لزيارتي..لاتفكري بي اذهبوا ولا تنسوا أن تحضروا لي من العشاء هل هذا مفهوم؟؟

قلتها ثم ابتسمت وأنا أكابر حزني..

ضحكت أمل: ههههه حسنا ..لن أنسى..أتمنى لك التوفيق في امتحانك..الى اللقاء..

قالتها ثم خرجت من الغرفة..

زفرت بضيق..لن أسمح لفارس بتعكير مزاجي..سأتصل على عمار وأقضي وقتي معه..

اتصلت على عمار وطلبت منه أن نخرج سوياً ولم يعترض..

خرجت الى الصالة وقمت بتشغيل التلفاز منتظرة قدوم عمار..

في الحقيقة أنا أخاف البقاء وحدي بسبب فارس…

سرحت بخيالي وعدت بذاكرتي لسبع سنوات..

كان قد مر أسبوع على قدومي لمنزل عمتي..فكرت بالهرب وقتها من المنزل ..أردت أن أرى عمار..

ولكن فارس قد رآني حين خرجت الى الشارع...فارس يكبر عمار بسنتين وقد اعتاد على السهر مع أصدقائه في ذلك الوقت..

ركضت حين رأيته ولكنه تمكن من الأمساك بي وبدأ يجرني لداخل المنزل..

صرخت وبدأت بالبكاء: أنا أريد الذهاب لدادي..اتركني..اتركني..

قام فارس بادخالي لغرفة الجلوس ثم أقفل الباب بالمفتاح..بدأت بالبكاء والنحيب فنظر الي بحدة:ايتها الغبية..الشارع مليء باللصوص..ان ذهبت الى الخارج سيقومون بقتلك..

صرخت بأعلى صوتي: أنت كاذب..افتح الباب أريد أن أخرج..

قام فارس بإقفال الأضواء فارتعبت وبدأت بالبكاء:فارس..أنا أخاف الظلام..افتح الأضواء أرجوك..

لم يكترث فارس لبكائي..بل على العكس..لقد كان مستمتعاً..بدأ بأصدار أصوات مخيفة ..

تكومت حول نفسي أصرخ وأبكي..

شعرت برعب..رعب شديد..لقد رأيت ظلالاً سوداء تدخل من خلال النافذة وتقترب مني..

زحفت محاولة الابتعاد عنهم وانتهى بي الحال لزاوية الغرفة..

التصقت بالجدار وانا أبكي وانتحب...شعرت بدموع حارقة على خدي...

افتربت تلك الظلال مني فصرخت بأعلى صوتي: أبـــــــــــــــــــــــــي..

في تلك اللحظة ..قامت عمتي فادية بطرق الباب فقام فارس بفتحه..

دخلت عمتي فادية واحتضنتني حين رأت خوفي فبت أبكي وأرتجف بين يديها..

رغم أن عمتي قد أنبت فارس وقتها ولكن تلك الحادثة قد تسببت لي بعقدة نفسية..

أصبحت أرتعب من الظلام والوحدة..حاولت السيطرة على مخاوفي ولكن لا أستطيع..بمجرد تعرضي للظلام أصرخ بشكل هستيري….

استيقظت من تلك الذكرى حين طرق باب المنزل أخيراً..لقد وصل عمار…

أغلقت التلفاز..ثم خرجت وأغلقت الباب خلفي..خرجت من ذلك المنزل وأنا أتمنى أن لا أعود له مرة أخرى..

أبداً..
.
.
.
لا شيئ يدمر القلب كخيبة الامل بمن تحب.. .
لقد صدمت اليوم بشدة ..فقد تم فسخ خطوبة دامت لأكثر من ست سنوات..

لقد تم عقد قراننا بعد تخرجي من الثانوية..ومنذ عقد القران..وهو يتهرب من تحديد موعد الزفاف..والآن صارح أبي بالأمر..

اخبره أنه لا يريد الزواج بفتاة تدرس الطب!!

ألم يكن يعلم أنني أحلم بالطب منذ طفولتي؟؟

لماذا صمت طوال هذا الوقت؟؟

لم يبق على تخرجي سوى سنة واحدة والآن يريدني أن أترك الطب بكل بساطة!!

حاول سالم أقناعي بترك الطب كي لا أكون مطلقة..كيف يواجه أهلي كل هؤلاء الناس؟.

لقد كان اسمي مقترناً بأحمد منذ طفولتي والآن نفسخ العقد؟؟

لقد كسرني أحمد بفعلته..جرحني بعمق..

ربت أبي على كتفي حين رأى حزني: حبيبتي سلمى..لا أحد يجبرك على شيء..الخيار لك ...هل ستوافقين على شرطه أم لا..

لم استغرق الكثير من الوقت بالتفكير..الطب هو حلم طفولتي ولن أتنازل عنه..

نظرت الى أبي بعينين دامعتين : يمكنكم البدء بإجراءات الطلاق..

شهق سالم بصدمة:سلمى هل أنت جادة؟؟

نظر أبي اليه بحدة: سالم لا تتدخل..لديها حرية الاختيار..

وجه نظره الي ثم ابتسم بحنان: لا تتعجلي صغيرتي..فكري بالأمر جيداً..واستخيري الله ..ثم أجيبي ..اتفقنا؟؟

أومأت برأسي ثم ذهبت الى غرفتي كي لا أبكي أمامهم..

وضعت يدي على فمي لمنع صراخي..

من السهل جداً ان تضع يدك على فمك لكي لا تتكلم ولكن من الصعب ان تضع يدك على قلب يتالم..

ذهبت الى الحمام لأغسل وجهي ثم رسمت على شفتي الابتسامة المعتادة..اكره أن اظهر ضعفي وألمي لأي أحد..

سأتابع وكأن شيئاً لم يكن..لدي اختبار في الغد ولن أسمح لهذا الموضوع بالتأثير علي..

جلست على سريري وبدأت الاستذكار..قامت أختي سلوى بفتح الباب ثم اقتربت مني وسألت باستغراب: ما الذي تفعلينه سلمى..

رفعت بصري اليها: وما الذي ترينه..اذاكر..لدي اختبار في الغد..

جلست بجانبي وتابعت حديثها بصدمة:هل أنت جادة!!.
يقول أبي أن أحمد سيطلقك إن أكملت الطب ولم يؤثر هذا الأمر بك !!

زفرت بدون أن أجيبها..

قفزت فزعة حين صرخت سلوى:كلا سلمى لن أسمح لك بإنهاء هذا الزواج..

زفرت بغضب: ولماذا تتدخلين..أنا التي ستتزوج أم أنتي؟؟

دمعت عيناها: لماذا تفعلين هذا بي سلمى..تعلمين أن أبي لن يقبل بتزويجي قبل زواجك...أرجوك لا تفعلي هذا بي..لا أعتقد أن سامر سيتمكن من الصبر أكثر..أرجوك سلمى أريد أن أتزوج…

أففف أففف أففف .
لا أعلم لماذا علينا الانسياق وراء هذه العادات السخيفة..وما المشكلة إن تزوجت سلوى قبلي؟؟

صحيح أن سلوى في السادسة عشرة من عمرها ولكن أغلب الفتيات في قبيلتي يتزوجن بهذا السن ..بالنسبة لهم فأنا فتاة عانس ولكنني لا أهتم لكلامهم..

تجاهلت تذمر سلوى وأنا أتابع الاستذكار..قامت سلوى بسحب الكتاب من يدي: سلمى أنا أحدثك..

نظرت اليها ثم صرخت: وما الذي أقوله..تحدثي مع أبي وأخبريه أنك تريدين الزواج..والآن هيا..أعيدي كتابي..

عقدت سلوى حاجبيها: هل موضوع الطب مهم لك لهذه الدرجة..

زفرت بعمق: أكثر مما تتخيلين..

حاولت الخروج من حزني فنظرت اليها بابتسامة: هل تعلمين..حين كنت صغيرة ..كنت أجمع ابر الانسولين الخاصة بجدتي من سلة المهملات وأخبئها بغرفتي..

سألت سلوى باستغراب:وماذا تفعلين بها؟؟

ضحكت:هههه كنت أستعملها للعب..هل تعرفين ما الذي فعلته بحسان؟؟ اجابت بعد تفكير: هل تقصدين ابن عمي؟؟

أومأت برأسي: نعم هو بعينه..في ذلك اليوم أخبرني أنه يعاني من ألم في معدته..لقد كان في الخامسة وكنت في السابعة من عمري..أخذته لغرفتي وأخرجت علبة الدواء الخاصة بي..ملأتها بالماء وبعض الطين والملح..ههه لقد كان دوائي لكل الجروح..

رفعت سلوى حاجبيها:دواء من الطين!!.

ضحكت:نعم لقد كنت مقتنعة بفعالية هذا الداواء..

شهقت سلوى:هل جعلت حسان يشربه؟ .

انفجرت بالضحك:ليته قام بشربه..هههههه المسكين لقد قمت بملأ الحقنة وغرزتها بيده..

اتسعت عيناها بصدمة سلوى : أيتها المجنونة...ما الذي حدث بعدها..

ضحكت وأنا أجيبها: ههه لاشيء بكى قليلاً ولكني حذرته من اخبار أي أحد..أنت الوحيدة التي أخبرتها بهذا الموضوع..

وضعت سلوى يدها على فمها:المسكين حسان..هل تعتقدين ان هذا سبب تأخره بالانجاب؟؟

نظرت الى الارض بتفكير ..فعلاً..لقد مضى سنتين على زواجه ولم ينجب بعد..

رفعت بصري اليها ثم أجبتهابقلق: كلا لا أعتقد..

زفرت: اففف سلوى لا تعكري مزاجي..دعيني اتابع حديثي…

ابتسمت سلوى:حسناً ..أنا أسمعك..

اتسعت ابتسامتي:ممم لقد كان لدينا فيما مضى جار يدعى عمار...لديه اخت بعمرك اسمها ديما..المساكين..لقد هربت أمهم في صغرهم فاستنجد عمار بي..سمعنا صوت حشرجة من صدر أخته فذهبت أنا لأحضر لها قطر للأنف..هههه حين رأيناها تبكي..وضعنا زجاجة الرضاعة بفمها ثم وضعنا القطرة بأنفها فاختنقت المسكينة وتشنجت…

ضربت سلوى على صدرها:وتقولين أنك تريدين الطب!!.
ستقتلين المرضى أيتها المجنونة..ما الذي حل بتلك الفتاة؟؟

ضحكت:لا تخافي لم يحدث لها أي شيء..تدخلت أمي حينها وعادت الطفلة للتنفس بشكل طبيعي..

اجابت سلوى بعد تفكير:وما الذي حل بعمار واخته الآن..

زفرت: لا أعلم..لقد انقطعت اخبارهم..ذهبوا لمنزل جدهم حسب ما سمعت..

استرسلت في حكاية الذكريات لسلوى..أردت تناسي حزني...تابعت حديثي متجاهلةً أمر طلاقي من أحمد..

نعم..ان كنت تعتقد أنك ستكسرني يا أحمد فأنت مخطيء..لن ألتفت للماضي..سأقف بنفسي وأنزعك بكامل قوتي من قلبي..

سوف أرمم قلبي المكسور بضحكي وابتسامتي…

الحياة مستمرة ، سواءً عشناها بهم وقلق وألم ، أو عشناها بأمل وحب وفرح ، إذا سأبتسم وأمضي فلا شيء يستحق..

.
.
.
ذهبت مع عمار الى المكتبة فقد أراد أن يشتري بعض الكتب ..

رغم أنني كنت ضجرة ولكنني تظاهرت بالاهتمام..

في بعض الاحيان..أتمنى أن أدخل الى عقل عمار وأعيد تشغيله من جديد..لا أعلم لماذا يتصرف وكأنه شيخ كبير!!

لا أكاد أصدق أنه أصغر من فارس..فارس مرح يحب المزاح..

أما عمار..فهو جاد دائماً كما أن الابتسامة ترتسم على شفتيه بصعوبة..

يعتقد كل من يراه للوهلة الأولى أنه شخص متكبر..

لولا أنني قد رأيت حنانه في صغري لقلت أنه شخص متبلد متحجر القلب..

أعادني عمار الى المنزل بعد ساعة تقريباً فقد أخبرني أن عليه توصيل طلبية الآن..

لوحت له حين خرجت:أراك لاحقاً أخي..

نعم..لم أعد أناديه بدادي..

أنه يكبرني بتسع سنوات فقط!!

لايزال صغيراً حقاً..الآن فقط أدركت كم كنت سخيفة وأنا أناديه بأبي..

فتحت باب المنزل ثم تصلبت بمكاني وأنا أرى سيارة عمي محمد متوقفة بالكراج..

أردت العودة لعمار ولكن الأوان قد فات..لقد ذهب عمار بالفعل..

أرجو أن تكون عمتي فادية قد عادت..لا أريد البقاء مع زوجها وحدي..

صحيح أنني عشت معهم لسبع سنوات..ولكن زوج عمتي يتصرف معي بغرابة..

يفترض أن يكون مثل أبي ولكن..حين بلغت الرابعة عشرة من عمري بدرت منه تصرفات غريبة..

لقد كان يفردني عن أبنائه بمعاملة مميزة جدا، ويبتسم في وجهي بشكل دائم ..

أحيانا يجلس بجانبي وينظر لي ويبتسم ولا يتكلم بأي كلمة ويتحسس وجهي ويدي .

لم اكن اشك به حاولت اقناع نفسي أنه يعتبرني مثل ابنته وأنه يشفق علي لأنني يتيمة ولكنه كان يتمادى مع مرور الوقت..

أصبحت أرتدي الحجاب فيما بعد ولكنه يأتي لغرفتي صباحاً بحجة أنه يوقظني للمدرسة ..أردت اخبار عمتي عن هذا ولكنني أخاف..لا أريد أن تحدث مشكلات بسببي..

التمست له الكثير من الاعذار ولكن ..قبل أسبوع حدث ما افقدني صوابي...

كنت واقفة في المطبخ أغسل الأطباق فشعرت به يدخل المطبخ بسرعة كبيرة وفجأة وجدت أحدا خلفي يمسكني من وسطي بيديه ..

صرخت فزعة فدخلت عمتي ولكنه ادعى البراءة وأخبرها أنه يريد شرب الماء رغم أنه يطلب منا احضار الماء له عادةً..

لقد كانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير..

انا..لا أدري ماذا أفعل.. أصبحت لا أحب رؤيته ولا سماع صوته..

فتحت باب المنزل بعد تردد كبير فوجدت عمي محمد يجلس بالصالة…

وقف حين رآني ولكنني ركضت مسرعة لغرفتي بدون أن أسلم عليه…

أقفلت الباب بالمفتاح خلفي ثم اتصلت على عمتي أسأل عنهم..وصلني صوتها بعد عدة رنات:مرحبا صغيرتي..

سألتها بخوف: عمتي..متى ستأتون..

ردت بعد وهلة:عزيزتي هل مللت..لا تقلقي ..عشر دقائق تقريباً ونعود..

اجبتها بارتباك:لا بأس..ولكنني قلقت عليكم…انا انتظر..

قلتها ثم أغلقت الخط…

انتفظت مرتعبة حين طرق الباب خلفي..وصلني صوت عمي: ديما..لقد احضرت العشاء..تعالي للأكل..

اجبت بصوت مرتجف: لا أشتهي الأكل..

رد بغضب:افتحي هذا الباب ..لماذا دخلت الى المنزل بدون أن تسلمي علي؟؟

ارتجفت أطرافي ذعراً حين بدأ يطرق الباب بقوة..

ارتميت بجسدي على السرير وأطلقت العنان لدموعي لتفيض بالقدر الذي تريد ..

غمرت وسادتي بالدموع….عمتي..عودي بسرعة..أرجوك...
.
.
.

هل سبق لكم وأن شعرتم بالوحدة؟؟

ليست وحدة حقيقية ولكنه فراغ داخلي..

بمعنى آخر..أن تشعر ان كل احزانك لك بمفردك ولا احد يشعر حتى انك حزين..

حين يبكي قلبك وينتحب ولا أحد يمد لك يد العون..

بالرغم من وجود اهلك حولك ولكن لا احد منهم يقدر المك..

اراهم مجتمعين..يضحكون..يتسامرون..وأنا أجلس معهم محاولاً كبح الدموع في عيني…

في المرة الوحيدة التي حاولت بها التعبير عن غضبي الزموني الصمت وأنبوني ..

ضحكت أمي وهي ترى الارتباك في عين أخي وائل لأنه سيكلم خطيبته للمرة الأولى..

الابتسامة مرتسمة على وجوههم وهم يرون ابتسامته الخجول..

اما أنا..فقد ازدادت النار اشتعالاً في قلبي..حاولت كبح دموعي..ولكنها خالفتني ونزلت رغماً عني..

وقفت بسرعة كي لا يلحظوها وذهبت الى المغسلة أغسل وجهي بقوة..

لا تبك وليد..لا أحد يستحق في هذه الدنيا..

وقف أخي من مجلسهم فقد ضجر من تعليقاتهم ..اراد أن يحدث خطيبته على انفراد..

دخل الى غرفة الجلوس الموجودة خلفي واغلق الباب كي يتسنى له الحديث بأريحية..

انتابني الفضول..مشيت ببطء الى الباب محاولاً سماع حديثه..

ولكن..لم أتمكن من سماع أي شيء..

فكرت بالابتعاد عن الغرفة ولكن ضحكة مجلجلة من أخي وائل استوقفتني..

اشتعلت نيران قلبي عند سماع ضحكته..

لقد بدا لي صوت ضحكه مزعجاً..وكأن آلاف الأجراس قد طرقت في ذات الوقت..

يضحك!!

يضحك بكل بساطة!!

لماذا يجب علي أنا أن أعاني بينما يعيش هو حياته بسعادة؟؟

كيف سمح لنفسه ببناء سعادته على تعاستي؟؟

كلا..لن أصمت أكثر..

لن أسمح له بقتلي حياً..

مشيت الى المطبخ بخطىً ثابته..

سمعت صوت أمي تناديني للجلوس معهم ولكني تجاهلتها…

أخذت ما أريد من المطبخ ثم عدت لغرفة الجلوس وقمت بفتحها بكل قوتي..

قفز أخي وائل فزعاً:وليد..لقد أفزعتني..

قالها ثم أعاد السماعة الى اذنه: اعذريني يا حبيبتي..سأحدثك لاحقاً..

أقفل السماعة ثم اقترب مني معقداً حاجبيه: وليد..هل هناك مشكلة؟؟

لم أسمح له بأكمال حديثه..

غرزت تلك السكينة في بطنه بدون تردد..

تسارعت أنفاس وائل وهو ينظر الي بصدمة.. جثى على ركبتيه امامي وهو يلهث وقطرات العرق تتشكل على جبينه من شدة الألم بينما بقيت أنا محدقاً به بابتسامة..

دخلت أمي في تلك اللحظة: ما الذي يحدث يا أولاد..

شهقت ثم صرخت بفزع: وائـــــــــــــــل..

تجمع أبي واخوتي عند سماعهم لصراخ أمي وتحلقوا حول وائل وبدأوا بالصراخ والنحييب..

هل خفت؟؟

أبداً..

لقد سماني كل من سمع بحادثة طعني لأخي بالمجنون..

فقد ضحكت وأنا أرى خوفهم بكل بساطة!!

اعتقد الجميع أنني لم أكن بوعيي حين طعنته..

قالوا أن فعلتي كانت رغماً عني وذهبوا بي للعديد من الشيوخ كي يبعدوا عني تأثير الشياطين..

ولكني أؤكد لكم أنني لم أكن تحت تأثير الشياطين..

لقد طعنته بكامل أرادتي..

أردت أن أحرق قلوبهم كما أحرقوا قلبي..

أرادت انتزاع روحه كما انتزع روحي…
.
.
.

لايلزم أن تكون حسن الشكل لتكون جميلا ..

ولا مداحا لتكون محبوباً ..

ولا غنيا لتكون سعيداً ..

يكفي أن تعرف معني الرضا وتطبقه في حياتك ..

.
.
.

مرت ثلاثة أشهر على طلاقي من أحمد..

هل تعتقدون أن طلاقنا قد أثر به؟؟

أبداً..بل على العكس..لقد أدركت الآن أنه كان ينتظر طلاقنا بفارغ الصبر..

هل تصدقون هذا..ثلاثة أشهر فقط واليوم هو موعد زفافه من ابنة خالته!!

متى قام بخطبتها ؟؟..

ومتى قام بتحديد الزفاف؟؟..

لا أعلم..

لقد أغضب هذا الأمر أبي أيضاً..فأحمد هو ابن عمي ولم يخبر أبي بموعد حفل الزفاف غير الأسبوع الماضي...

سلوى تفكر منذ الأمس فيما ترتديه..لقد أخبرتها أن لا تفسد علاقتها مع سامر بسببي ..صحيح أن سامر وأحمد أخوة ولكن سامر يحب سلوى حقاً ولا أرغب أن أكون المتسببة بتفريقهم..

أتمنى لهما التوفيق..

لم أستطع التركيز في الجامعة في ذلك اليوم..حائرة جداً..

ان ذهبت لزفافه فسينظر الناس الي بشفقة حسب قول أمي..

وان لم أذهب لن اسلم من شفقتهم أيضاً..سيعتقدون انني اتظاهر بالفرح فقط…

افففف مللت من التفكير..

طلبت من سالم أن يصطحبني الى المنزل ظهراً فعلي اخذ قسط من الراحة من أجل الزفاف الليلة..

ركبت السيارة معه فالتفت الي: هل تريدين شيئا من أجل الغداء..

أجبته بهدوء: كلا لا أشعر بالجوع..

صمت سالم بعدها طوال الطريق..ولكن..حين وصلنا للمنزل استوقفني صوته قبل ان انزل: سلمى..

نظرت اليه باستغراب..

ابعد نظره عن عيني ثم تابع الحديث:لاتحزني نفسك سلمى..سأنتقم من أحمد على فعلته..

عقدت حاجبي:ما الذي تقصده..أرجوك سالم لا تحدث أي مشكلة..لقد طلبت الطلاق بملئ ارادتي وانتهى..

ابتسم سالم ثم أجاب:لن اؤذيه..سأؤدبه قليلاً فقط..

اتسعت ابتسامته :هيا اخرجي..العريس يريد مني الذهاب معه لاساعده في تحضيرات زفافه..

خرجت من السيارة ثم أغلقت الباب وانا اتمتم بغضب..

غبي متناقض..يقول انه سينتقم ثم يذهب معه لمساعدته..انا اعجز عن فهم ما يفكر به حقاً..اففف

فتحت باب المنزل ثم تلفت حوليي أبحث عن أمي وسلوى ولكن لم أجد أحداً..

اوه ..لابد ان امي قد ذهبت مع سلوى لمصففة الشعر..

هه لقد أرهقت نفسي بالتفكير عبثاً..أمي لاتفكر أصلاً باصطحابي معهم..

هذا أفضل..

ذهبت لآخذ حماما دافئا ثم ذهبت لفراشي لأنام..

سأذهب لزيارة لسديم بعد استيقاظي..

اغلقت عيني بهدوء ولكن كلام سالم تردد في اذني..

مالذي يقصده سالم بتأديب أحمد يا ترى؟؟
.
.
.

ركبت سيارة فارس مع فرح بعد خروجنا من المدرسة..ومنذ ركوبنا وهو يتذمر من اصطحابه لنا ويقول انه مضطر لهذا لأن السائق يصطحب أمل من الجامعة..

حسناً أنا متأكدة من أنه يكذب..كان بإمكانه الذهاب لأمل ان كان اصطحابه لنا يزعجه ولكنه يتعمد مضايقتي بتذمره المستمر..

توقف فارس أمام المحطة ليملأ السيارة بالوقود ثم قام بفتح باب السيارة..

التفت الينا قبل أن يخرج:سأنزل للبقالة..هل تريدين شيئاً يافرح؟؟

هتفت فرح: أريد عصير الفراولة..واعتقد أن ديما تريده أيضاً..

لم ينتظر فارس رأيي في الموضوع بل خرج من السيارة فوراً..

نظرت فرح الي باحراج: هههه اعتذر لأني تحدثت عنك ولكنك تحبين عصير الفراولة صحيح..

ابتسمت ببرود: لا أريد شيئاً منه..

عاد فارس الى السيارة ثم اخرج عصير الفراولة من الكيس قبل تحركه..

نظرت فرح اليه باستغراب:وماذا عن ديما؟؟

رد فارس ببرود وهو ينظر الي من المرآة الأمامية للسيارة: لست مسؤلاً عنها ان كانت تريد شيئاً فلتدفع بنفسها..

شهقت فرح: فارس..

ابتسم فارس باستهزاء ثم تابع القيادة باتجاه المنزل..

أما أنا فقد كنت أشتعل غيضاً..ومن يعتقد هذا الغبي نفسه ليهينني هكذا..أنا لا أريد أي شيء منه أصلاً..

وصلنا الى المنزل فخرجت من السيارة بسرعة وقمت بإغلاق الباب بكل قوتي ثم ركضت الى المنزل قبل أن يلحق فارس بي فهو يغضب حين أغلق الباب بقوة ولكنه يستحق..

فتحت باب المنزل ولكنني انتفضت فزعة حين صرخ فارس: ديما أيتها الغبية..

ركضت باتجاه الدرج فقامت عمتي بمناداتي: ديما يا ابنتي الغداء جاهز..

لم التفت اليها..تابعت الركض لأهرب من فارس ولكنني تعثرت اثناء صعودي وسقطت أرضاً.

شهقت عمتي: هل تأذيت يا صغيرتي..

دخل فارس في تلك اللحظة والشرر يقدح من عينيه:ديــــــــــــــمــــــــــــــــا..

نظرت عمتي فادية اليه: لماذا تصرخ الآن..

رد فارس: هذه الغبية تريد افساد سيارتي….

قامت عمتي بمقاطعته: انتبه لألفاظك رجاءً..احترم وجودي على الأقل..

اردت استغلال انشغال فارس بالحديث مع عمتي لأصعد الدرج..ولكنني لم اتكن من ابوقوف بسبب الم كاحلي.. أمسكت بالدرابزين فقد فكرت بالصعود حبواً ولكن فرح جلست بجانبي:ديما هل أنت بخير..

نظرت اليها بعينين دامعتين: كاحلي..انه يؤلمني..

امسكت فرح بيدي وساعدتني الى ان وصلت لغرفتي..جلست على الأرض أمامي:دعيني أرى اصابتك..

أومأت برأسي:كلا..أنا بخير..

زفرت فرح: اففف لا أعلم لماذا يتصرف فارس هكذا معك..أنا اعتذر نيابة عن ذلك الغبي..

ابتسمت باستهزاء: لا تقلقي أمره لا يهمني حقاً..

ابتسمت فرح: ما رأيك هل أجلب الغداء لغرفتك؟؟

أومأت برأسي: كلا..أريد أن أنام...أشعر بالأرهاق..

-حسناً أحلاماً هانئة..

قالتها ثم خرجت من الغرفة..

أما أنا فقد استلقيت على السرير بهدوء..

في الحقيقة..أنا أعرف سبب تصرفات فارس السخيفة معي..

لقد أخبرني عمار منذ عدة أشهر أن فارس صارح عمار بأنه يحبني ويرغب بالزواج بي ولكني أخبرت عمار أنني أرفض ذلك بشدة..

ليس لعيب بفارس..ولكن أباه يتحرش بي..

الأمر صعب..ارتباطي به أمر مستحيل !!

لا أعلم كيف أشرح هذا الأمر لفارس ولكنه اعتبر رفضي له اهانة في حقه..

لقد تغير تعامله معي وأصبح يضايقني من يومها..

آآآه عمار..متى ستصطحبني بعيداً من هذا المنزل..

متى؟؟
.
.
.

استيقظت من نومي بعد صلاة العصر ثم مشيت باتجاه منزل سديم..

سديم..جارتي وصديقتي منذ الطفولة..ستخرجني من كآبتي هذه بالتأكيد..

في اثناء المشي سمعت صوتاً قادماً من خلفي لطفل صغير:هي..مرحباً سلوم..

التفت اليه بغضب فانفجر بالضحك مع أصدقاءه..

افففف لا أعلم متى سيتركني أولاد الحي بحالي..

بالرغم من ارتدائي النقاب الا انهم يتعرفون علي..

يبدو ان اسم سلوم لن يمحى من ذاكرتهم أبداً..سيبقى وصمة عار بالنسبة إلي..

هل تتساءلون عن سبب تسميتهم لي بهذا الاسم..حسناً سأخبركم..

في اثناء طفولتي كنت العمدة في حارتنا بلا أي مبالغة..اعتدت على اللعب مع الأولاد..وقد كنت اهزمهم في لعبة كرة القدم دائماً..

كما انني كنت جزءاً من شلة الأنس..ههه أو عصابة الأنس..

تتكون عصابتنا من ستة أفراد.

الرئيسة وهي أنا ..ويدعونني بسلوم أو (الجرادة) وذلك بسبب سرعة حركتي وحبي لارتداء اللون الأخضر..

( المباحث) وهو أخي سالم..وقد أسميناه بهذا الاسم لأنه كان يشي بنا أمام الكبار..

أما الشخص الثالث فهو شقيق سديم هاني وقد لقبناه بـ(الريشة ) لنحالة جسده..

الشخص الرابع ابراهيم..أو (مسيلمة الكذاب) نعم لقد كان كثير الكذب..

الشخص الخامس هو عماد أو (العضاض) فقد كان يهاجم من يزعجه بالعض بدون تفكير بالعواقب.

أما الشخص السادس والأخير هو عمار أو (رأس البطاطا)..اسميته بهذا الاسم لأن شعره أصفر..حسناً..لقد كان عمار هادئاً وخجولاُ..انظم لعصابتنا بعد جهد مني لاقناعه..كان يخجل من الاختلاط بأولاد الحي لأنه لايتقن العربية ولكنني اتفقت معه على ان اعلمه العربية ويعلمني الانجليزية بدوره..

لقد تعلمت منه بعض الكلمات أما هو فقد اتقن العربية بطلاقة في عدة أشهر..

بالطبع لم يدم وجوده في عصابتنا فلا أحد يعلم عنه شيئاً منذ انتقل لمنزل جده ولكننا ظللنا لفترة طويلة ننتظر عودته..

ياااه كانت أيام جميلة حقاً ولكني أود محوها من عقولهم بشدة..

فعلى كل حال..ليس شيئاً جيداً لفتاة مثلي أن تصاحب الأولاد ..

أليس كذلك؟؟
.
.
.

-رؤى..اعطني الهاتف قبل أن ينفذ صبري..

كان هذا ما قاله أخي وليد لي وهو ينظر الي بحدة..

اففف ماذنبي ان قام هذا الغبي بكسر هاتفه؟؟

صحيح أنني قد اشتريت هاتفاً جديداً منذ شهر ولكني أردت التأكد من خلو هاتفي القديم من أشيائي الشخصية قبل أن أعطيه اياه..

اجبته بارتباك:حسناً وليد..انتظر قليلاً أريد محو بعض الاشياء قبل أن تأخذه..

نظر الي بشك: ما الذي تعنينه..ما الذي تخفينه عني ولا تريدين مني رؤيته؟؟

زفرت بغضب:لا تكن مريضا لا اخفي شيئاً..ولكن ..هناك ارقام صديقاتي..اضافة لبعض الصور التي أريد محوها..

أخذ الهاتف من يدي عنوة: سأقوم بفرمتته يجب أن أسافر الآن لا أستطيع التأخر أكثر...

قالها ثم خرج من الغرفة قبل أن يسمع ردي..

افف غبي..المشكلة انني أخاف منه ولا أجرأ على الوقوف بوجهه..

لقد قام هذا المجنون بطعن أخي وائل قبل ثلاثة أشهر ولكن لحسن حظه كانت الاصابة طفيفة..

نحن نشك بكونه ممسوساً من قبل الشياطين..فلا يوجد أي سبب منطقي لطعنه لوائل..

ان وائل يتجنب الالتقاء بوليد منذ ذلك الوقت كما أن وليد يحاول البقاء بعيداً عن المنزل..

أصبح يكثر الخروج مع اصدقائه ليبتعد عن المنزل فحسب..

لا أعلم متى سيصبح شاباً مفيداً لأهله ومجتمعه..حين أقارن بينه وبين عمار شقيق ديما أرى مدى اختلافهما الشاسع..

بالرغم من أنه وعمار في نفس السن الا ان عمار يعمل جاهداً ليعيش حياة مستقرة مع أخته ديما أما وليد.. مدلل غريب الأطوار..

جلست على الأريكة على هاتفي لأحدث ديما..اشتقت اليها كثيراً..

صحيح أننا ندرس في مدارس مختلفة ولكنها أعز صديقاتي..

لقد استطعت التوصل اليها عن طريق الانستقرام منذ سنة واصبحنا نتحدث معاً بشكل يومي..

فتحت الدردشة وأرسلت لها رسالة:

-مرحبا ديما ..كيف حالك اليوم..

انتظرت لعدة دقائق ثم ردت ديما بإسال صورة لها بوجه حزين وعينين دامعتين….

سألتها بخوف:ديما لماذا تبكين؟؟

ردت ديما:لقد سقطت من الدرج اليوم..قدمي تؤلمني كثيراً..

حدقت بالرسالة قليلاً ثم أجبتها:حسناً اذهبي الى المشفى ربما يكون هناك كسر..

ردت ديما: هناك تورم في كاحلي..اعتقد انه قد التوى..اردت الذهاب الى المشفى..ولكني اخبرتك عن زوج عمتي لا أريد الذهاب معه..وبالطبع لن أطلب من الغبي فارس شيئاً..ان استمر الألم فسأتصل بعمار ليصحبني لا تقلقي علي…

زفرت بعمق حين قرأت رسالتها..المسكينة ديما..حياتها صعبة جداً ..حين أرى مشاكلها أشعر بأنني أسعد فتاة في الكون..

كان الله في عونك ديما..
.
.
.

لم أتمكن من احتمال الألم..حاولت تجاهل الأمر ولكن لا..هناك تورم في كاحلي..

شعرت برغبة شديدة بالحديث الى عمار..
في كل مرة اقنع نفسي بأنني قد كبرت ولم أعد احتاج اليه أجد نفسي أتذكره في حال ضعفي..

أحتاج اليه..احتاج لحنانه ..ليتني أخرج معه اليوم ولا أعود لهذا المنزل مجدداً..

أخرجت هاتفي لأصل عليه وفكرة طفولية تدور في مخيلتي..

لقد فكرت..ان رأني عمار أتألم هكذا ربما يأخذني معه..

حين كنت أخاف من شيء في طفولتي كان يبقى بجانبي ويدعني أنام معه بغرفته...

أنا أتألم الآن أخي…

تعال وخذني من هنا أرجوك..

.
.
.
عندما أكون وحدي أحاول مرارا استبعاد لحظات الحزن تلك التي تباغتني كلما اختليت بنفسي.. .

لاأدري لم أشعر أنها تتحين الفرص لتنقض على سويعات الصفاء ولحظات السعادة اليتيمة التي قد تكون مرت على بابي يوما مــا .

في بعض الأحيان أتمنى أن أتجرد من مشاعري كي لا أتألم أكثر..

آآه بت أكره الفراغ كي لا أنشغل بالتفكير..لقد أصطدمت سيارتي في هذا الصباح بالرصيف فقد كنت أقود السيارة مرهقاً ولم أسلم من تعليقاتي عمي حازم بالطبع..

أخذ يلومني على ارهاق نفسي بالعمل بينما يعرض علي العمل بالشركة وبالطبع لم ينس الاستهزاء بوالدي واخباري انه كان محقاً حين قال بأنني سأدرس عبثاً..

لا أخفيكم هذا ..

كلماته قد سببت لي الاحباط..

لا أعلم متى سأحصل على وظيفة مناسبة..

رن هاتفي فارتسمت الابتسامة على وجهي حين وجدت بأن المتصل هو ديما..

اجبتها بفرح:اهلا اهلا..اشتقت اليك كثيراً صغيرتي..

ردت بصوت باكي:عمار..تعال وخذني من هنا..

عقدت حاجبي حين سمعت بكاءها:ديما هل أنت بخير.. ردت ديما: لقد سقطت من الدرج..اعتقد انني لويت كاحلي..ارجوك عمار..تعال وخذني الى المشفى..انني أتألم بشدة..

وقفت من مكاني بسرعة :سآتي حالاً اصبري قليلاً..

قلتها ثم اغلقت الخط..درت حول نفسي أفكر كيف أذهب اليها بدون سيارتي..

لن يسمح عمي لي بأخذ سياة السائق بالتأكيد فسيفتعل مشكلة ان احتاجت زوجته اليها وهي معي…

عزمت أمري وذهبت لاستأذن من جارنا بأخذ سيارته ولم يمانع بهذا..اخبرني انني استطيع أخذها طوال اليوم ان رغبت..

وصلت الى منزل عمتي وحين رأتني عمتي أسأل عن ديما صدمت بشدة:ولكن..لماذا لم تخبرني ديماً أنها قد آذت كاحلها..

رفعت كتفاي: لا أعلم..اخبرتني انها تريد مني اصطحابها الى المشفى..هل أستطيع الصعود لغرفتها..

أومأت عمتي برأسها: بالتأكيد..

صعدت الدرج اليها وحين فتحت الباب وجدتها بحال مزرية من الواضح انها تتألم..منظر وجهها الملئ بالدموع جعلني اشعر انها لاتزال طفلة..

اقتربت منها فازداد بكاءها:عمار لم أعد أحتمل الألم أكثر..

جلست أمامها:دعيني أرى أين أصبتي؟؟

كشفت ديما عن كاحلها فبات التورم واضحا..

تحسست قدمها فصرخت ديما:آآآه ..لا تلمسه..انه يؤلمني..

زفرت: انها متورمة..أرجو أن لا يكون أمراً خطيراً..

دخلت عمتي الى الغرفة وهي ترمق ديما بعتاب:لماذا لم تخبرني بالأمر صغيرتي..كنت سآخذك للمشفى فوراً,,هل أبخل عليك بشيء؟؟

نظرت ديما الى الأرض بدون أن ترد..

في الحقيقة تصرفها غريب حقاً ولكنني سعيد لأنها اتصلت بي..

اشعر بالفرح حين أشعر باحتياجها الي..

نظرت الى عمتي:انك لا تبخلين عليها ياعمتي ولكنها تحب أن أقوم بتدليلها هذا هو الأمر..

ابتسمت عمتي:حفظها الله لك..

ساعدت ديما بنزول الدرج ثم ذهبت بها الى المشفى..

اتضح بعد الفحص أنها تعاني التواءً في الكاحل..

خرجنا من المشفى بعد أن أخذت بعض المسكنات وقبل أن أبدأ بقيادة السيارة قامت ديما بمنادتي:أخي..

التفت اليها: نعم يا حبيبتي؟؟

ترقرقت عيناها بالدموع: حين كنت صغيرة كنت تضع لي دواءً خاصا بك فيتلاشى الألم فوراً هلل تذكر؟؟…

ضحكت من تلك الذكرى:لم يكن دواءاً فعلاً كنت أضع المناديل المبللة فحسب ولكن كان الأمر يريحك ههه لا أعلم كيف كان يتلاشى الألم حقاً..

نزلت دمعة من عينها: أعلم أنه لم يكن دواءً..ولكن بقاءك بجانبي واهتمامك بي كان يشعرني بالسعادة..متى يحين الوقت لنعيش معاً مجدداً أخي؟؟

تهدج صوتها: أرجوك لا أريد البقاء في ذلك المنزل أكثر..أنا ..أشتاق اليك..

قالتها ثم انفجرت بالبكاء..

شعرت بالألم يعتصر قلبي ..اكره رؤية حزنها بدون ان اتصرف..امسكت بييدها بحنان: تبقى القليل صغيرتي..ألم أخبرك..في الاجازة الصيفية بعد شهر سنسافر معاً وحدنا..

ردت بفرح: حقاً..

أومأت لها: نعم..ولكن أريدك ان تركزي بدراستك جيداً الآن اتفقنا..

قامت ديما بمسح دموعها: لاتقلق ..سأذاكر جيداً..

قمت بتحريك السيارة فالتفتت ديما الي باستغراب:هذا طريق منزل جدي..

ابتسمت:سنشتري البوظة ونأكلها معاً في حديقة المنزل كالسابق ما رأيك؟؟

ضحكت ديما بدون أن ترد…

بقيت مع ديما في الحديقة في تلك الليلة...ضحكنا وتحدثنا كثيراً عن ذكريتنا في الصغر..

كانت تلك الليلة ..أول ليلة أحن بها لأيام طفولتي…

فحديثي مع ديما وجلوسي معها..جعلني أشعر ولأول مرة..أنني أعيش يوماً مميزاً..

يوماً..من الماضي…
.
.
.

-أنا ملكة جمال هذا الكون..
طلاقي ليس لعيب في مظهري..ولكن ربما لو أصبح شعري أنعم..وأنفي أدق قليلاً..وشفتاي لو أنها تصبح أصغر ..اممم وعيناي أكثر اتساعاً,,,مع تورد بسيط في وجنتي فسأكون ملكة جمال الكون..

قلتها وأنا أنظر لنفسي بالمرآة.

ضحكت سديم:هههههه ما الذي تبقى من وجهك سلمى..

زفرت بعمق: يقولون أن الجمال جمال الروح صحيح؟؟

نظرت سديم الى عيني باهتمام:أتعلمين سلمى..انك جميلة حقاً ولكنك لا تهتمين بمظهرك..اعذريني لصراحتي ولكنك تتصرفين مثل الصبيان..

شهقت:أنا أتصرف مثل الصبيان!!

ردت سديم: يجب أن تواجهي الأمر سلمى..حين علم هاني أنك هنا قال أبلغي سلامي لسلوم..

احمر وجهي بغضب: وماذا أفعل ..كنت صغيرة وقتها ولكنهم يرفضون نسيان الأمر..

وضعت سديم يدها على خدها:مع الأسف ياصديقتي الأمور المحرجة تبقى عالقة في الذهن..لقد حذرتك كثيراً من اللعب مع الأولاد ولكن لا استمر لعبك معهم الى أن بلغت الرابعة عشرة من عمرك..انهم يعدونك عمدة الحي انك تعليمن هذا..

تجاهلت حديثها وأنا أرتشف من كوب الشاي أمامي..من الجيد أننا سننتقل من هذا الحي قريباً…

هتفت سديم: بسرعة سلمى أنهي كوبك لأصفف شعرك..

نظرت اليها بحيرة:هل تعتقدين أن ذهابي لزفافه أفضل..

ردت بثقة: بالتأكيد..اذهبي بكل ثقة..سأقوم بتجهيزك على أكمل وجه..أغيضيهم بجمالك وثقتك كي يعلموا أنهم قد خسروا درة نفيسة…

ضحكت باستهزاء:ههه أي درة تتحدثين عنها..انت لم تري ابنة خالته..انها آية في الجمال..بشرة بيضاء ..شعر حريري كثيف ..جسد متناسق..ههه وتقولين خسر درة؟؟ ..

ردت سديم بنفاذ صبر:كونك سمراء لا يعني أنك قبيحة...اسمعي مني سلمى لايوجد في الدنيا أمرأة قبيحة ولكن يوجد أمرأة لاتهتم بنفسها..

بدأت سديم بتزيني بعد أن صلينا العشاء ثم اعارتني فستاناً جميلاً بلون أسود ..لا أخفيكم هذا ..بدا شكلي مختلفاً..

حتى في يوم خطوبتي من أحمد لم أكن راضية عن مظهري هكذا فقد كانت مساحيق التجميل تغطي ملامحي بطريقة مقززة..

نظرت الى سديم بانبهار:لم أتصور يوماً أنني سأتقبل ملامحي وأنا أضع مساحيق التجميل!!

ردت سديم بثقة:سأفتح مشغلاً خاصاً بي في يوم من الأيام وكوني شاهدة على مهارتي وقتها هههه..

قامت سديم بتجهيز نفسها ثم طلبت من هاني اصطحابنا الى حفل الزفاف..

كنت متوترة طوال الطريق..لم أخبر أمي أنني سأحضر..هل ستغضب يا ترى؟؟

وصلنا الى القصر أخيراً..خرجت سديم وحين هممت بالخروج استوقفني صوت هاني:سلوم..

لا أخفيكم انني وددت أن أفقأ عينه حينها..يعلم انني متأنقة اليوم وما زال يقول سلوم؟؟؟

تابع هاني حديثه:لاتحزني سلوم..لقد انتقمت شلة الأنس من أجلك..

خرجت من السيارة بدون أن أرد عليه..

ولكن حديثه قد ذكرني بحديث سالم هذا الصباح..ما الذي فعلوه ياترى..

دخلت الى القاعة مع سديم وبمجرد دخولي رأيت رغد الأخت الصغرى لأحمد تدور حول نفسها بفرح..

توقفت عن الدوران حين رأتني وركضت باتجاهي وهي تهتف: ســـــــــلمــــــــــى..

فتحت ذراعي لأستقبلها..رغد تبلغ الخامسة من عمرها..انها اقرب بنات عمي الى قلبي..

قبلت وجنتيها الناعمتين فابتسمت بخجل..

رمشت بعينيها الصغيرتين وهي تتأملني:انك جميلة جداً سلمى,,

ابتسمت لها: شكراً ياجميلتي..

تابعت رغد حديثها ببراءة ..ولكنها ببراءتها قد قتلتني..مزقت قلبي لأشلاء:لقد قال أحمد انه لا يريد الزواج بك لأنك مثل الأولاد..ولكن الأولاد لا يملكون شعراً طويلاً صحيح؟؟
.شهقت سديم:ذلك الحقير..

وضعت يدها على كتفي حين لاحظت ارتعاش جسدي: سلمى هل أنت بخير؟؟

نظرت اليها بحدة: اعطني هاتفك سديم..

نظرت الي بتساؤل:لماذا؟؟

اجبتها بصوت مرتجف:لن يرد على مكالمتي..سأحدث ذلك الحقير من هاتفك أريد أن أفرغ غضبي عليه.

أومأت سديم برأسها ثم وضعت الهاتف بيدي..

أخذت الهاتف ثم أسرعت بخطواتي باتجاه دورات المياه لأحدثه بهدوء..

ذلك الغبي ..من يظن نفسه؟؟

انه لم يكمل تعليمه الجامعي حتى..انا افضل منه بكثير ولكني قبلت الزواج به لأنه ابن عمي فقط..

تنازلت عن الكثير من مواصفات الزوج المثالي بالنسبة لي كي أتقبل العيش معه ..

ولكنني سأعلمه مقامه الآن...

نظرت الى الهاتف بأنفاس متسارعة من شدة غضبي وارتباكي في نفس الوقت..

بدأت ادخل رقمه الذي احفظه من ظهر قلب..

لقد كنت مخطوبة له لست سنوات..كان عليه أن يذكرني بالخير على الأقل..

بدأ هاتفه بالرنين ودقات قلبي تزداد مع كل دقة..

كنت أعد الكلام الذي سأوجهه له بعقلي ولكن كل ما اعددته قد تلاشى فورا حين وصلني صوته وهو يصرخ بغضب: ماذا الآن؟؟
.
.
.

أنا ما زلت بخير..

قلبي يؤلمني قليلا .. ولكن هذا لا يعني أنني في حال سيئة..

عيني تحرقني وتمتليء بالدمع .. لكنني أدفع الدمع إلى داخلي..

مرهق جدا و لكنني أبتسم..

أفقد ابتسامتي لكنني أتصنعها لأسترد قوتي..

فقدت الكثير من وزني لكنني ما زلت بصحة جيدة..

أتألم حد الموت .. لكنني أعيش..

اصبحت أتهرب من البقاء في المنزل فمنذ أن قمت بطعن وائل وأنا أشعر بنظراتهم الي كشخص مجنون ..

أكره نظراتهم تلك..لو أنني كنت ابنهم هل كانوا سيعاملونني هكذا؟؟

بالطبع لا..

كانت أمي تخبرني دائماً أن مكانتي في قلبها مثل وائل تماماً..

اخفت الأمر بأنني لقيط عن رؤى ورغد لتثبت لي انها تحبني كابنها تماماً ولكني ادركت الان انها كانت تكذب..

لا الومها فان كانت امي الحقيقية لاترغب بي هل سأجبر احدا غيرها على حبي؟؟

لقد كانت أمي تعلم أنني أحب سمر ولكنها قامت بخطبتها لوائل رغم هذا..

وحين اعترضت على الأمر اخبرتني أن سمر لن تقبل الزواج بلقيط!!

ولكن..

ماذنبي أنا...؟؟!

اخبروني مالذنب الذي اقترفته؟؟

منذ كنت طفلاً وسؤالهم بالمدرسة يؤلمني حين يسألوني عن نسبي..

تسبقني دموعي على الإجابة قبل أن أنطق..

وأمسح دمعتـي من وجنتي بكم ثوبي..

أتمتم بصمت داخل نفسي ولكن لاأقوى على الـرد..

دمعات لقيـــــــط..وصرخات يتيــم

هي متقاربه حتما..ولكن بفرق بسيــط..

فاليتيــم من فقد والديه...ولكن اللقيط من رماه والداه وهما يستمتعان على قيد الحياه...

ولكنهم لايريدونه..

وأنا قد قررت بأنني لا أريد أحداً..

سأعيش بهذه الدنيا كما أريد وسأتمرد على كل من يجرأ على ايذائي..

وصلت أخيراً لمدينة الرياض فغداً سأحضر حفل زفاف أحد أصدقائي هنا ..

فتحت هاتف رؤى بعد وصولي الى الفندق…

سأرسل رسالة لأمي لأخبرها بوصولي..

لا أعلم ان كان أمري يهمها ولكني قد أديت واجبي بإخبارها…

حين قمت بفتح الهاتف بدأت تظهر اشعارات كثيرة على الشاشة الرئيسية من الانستقرام الخاص برؤى..

كم اكره هذا البرنامج السخيف سيكون أول برنامج أحذفه..

قمت بفتح احدى محادثات رؤى من باب الفضول ولكن ماوجدته قد اثار انتباهي

كانت محادثة لها من احدى صديقاتها..تدعى ديما على مايبدو..

عقدت حاجبي حين رأيت تلك الصورة..

كانت صورة لفتاة شقراء تبكي!!

مهلاً مهلاً..هل هذه صديقة رؤى؟؟

ههه كلا هذا مستحيل...من الواضح ان الصورة لفتاة اجنبية..
.
تابعت الصعود في محادثتها مع رؤى فوجدت العديد من الصور لنفس الفتاة!!.

يبدو ان هذه الفتاة هي ديما حقاً..

فتحت صورة لها بزي مدرسي وظفيرة جانبية..تنظر الى كاميرة الهاتف بابتسامة خجول..

رؤيتي لملامحها البريئة و جمالها الآخاذ حركت شعوراً غريباً بداخلي..

لم أتصور أن أرى فتاة بجمالها في حياتي!!

بقيت أتأمل تلك الصورة بتمعن وما كان لي ..إلا أن أبتسم...
.
.
.
💖نهاية الفصل💖



[/COLOR]

missliilam 07-04-17 07:59 PM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
‎ياااااااالهيييي😱😱😱😱😱😱 على قوووولة الست فيفي عبده ياااا مصيبتشي في ليلتشي 😱😱😱😱😱😱😱😱😱😱 وليدوووووو الغثى والنكد الأزلي 😡😡😡😡😡👿👿👿👿😤😤😤😤😤😤 منجيبها منين ولا منين هي البت ناقصة غلب 😭😭😭😭😭😭 وبعدين لَقيط ازاي يا واد 😳😳😳😳 سااااااااالم 😭😭😭😭 تعااالل أخطب البت بسررررعة وجيب معااااك الدااااكتوووورة حرم ولدنااااا المصون 😂😂😂😂😂😂 الحمدلله طلقها احمدووو الغبر فرقاااااااه عيد 😈😈😈😈😈 احييكم يالعصابة الوفية هو ده الشغل الأچنص 😂😂😂😂 حاااال عماار وديماااااااا محزني 😢😢😢😢😢 ووليدووووه ايش قصته 😭😭😭😭😭 أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه يا ديما يابنتي 😭😭😭😭😭 حسبي الله على جاذم المعفن وبنته القملة الحقودة ومراته اللزجة الجبلة 😡😡😡😡😡😡 خربوا العلاقة الجميلة والاستثنااائية للبت واخووووها 😭😭😭😭😭😭 وحاااارس الغباء المتقد هو وحبه اللي ما يسواااااش مليم 😡😡😡😡 وابوووووه المخررررررف جعلنا نااااخذ عزااااه قرييييب ولا ربنا يهديه 😡😡😡😡😡😡😡😡😭😭😭😭😭😭😭 بت يا فنوووونة مااااالك مقفلاهااااا في وش البت كده 😭😭😭😭😭😭 دي ديما زي النسمة 😭😭😭😭😭😭😭😭 قلبي الصغير يذرف الدموووووع 😢😢😢😢😢😢😢 يرضيك كده ؟؟؟؟ 😭😭😭😭 عماااار الله يرزقك من أوسع ابواااب الرزق😢😢😢😢😢 جعل القرنقش يتحذف عليك من كل صوب 💰💰💰💰💰💰💰💰💵💸💸💵💵💴💴💵💳💳💳💳💳💎💎💎 وبالعملة الصعبة كمان 🤑🤑🤑🤑🤑 جعلك تكح وتعطس فلووووووس 😂😂😂😂😂 جعلك تشتري جزر الواق الواق والمالديف والكاريبي واراضي في المريخ وعلى سطح القمر 😂😂😂😂😂 جعلك تشتري ستار بكس وتحوله وتكتبه باسمي 😂😂😂😂 ابغى أكب قهوتهم في المجاري وانتقم من مالكها على قذارته لو ثبتت ودعمه لإسرائيل 😈😈😈😈
‎😈 جعلك تاخذ سلمى وهنزفك زفة مطنطنة 😂😂😂😂😂😂 هي اللي حتقود المركب آز أولويز
😂😂😂😂😂😂 عاااد هذه العمدة 😂😂😂😂 نزفكم على أنغام ياااااا حضرة العمدة .. ابنك حميدة حدفني بالسفندية🎻🎤🎺 اهيييي؟؟ 😂😂😂😂😂😂😂
الى اللقاء 🙋🏻🙋🏻🙋🏻🙋🏻🙋🏻🙋🏻🌹🌹🌹🌹❤❤❤❤🤑🤑🤑🤑🤑

سميتكم غلآي 13-04-17 12:45 PM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الجمال والتحليق عاليا إلى فضاء الابداع

في البداية اشكرك كثيرا على هذه المتعة، والاستمتاع الذي اعطيتني اياه
من البداية ومن العنوان الذي جذبني وجعلني اقرأه مرات ومرات، عنوان جذاب يجعلك تنظر إلى ادخله لترى ما يخفيه
لديكِ أسلوب سلس ناعم متناغم سهل جميل العبارات والمشاعر، تتقنين عباراتك لتصلنا المشاعر بنسيابيه، تعطين كل كلمة حقها، لغتكِ جميلة ومتمكنه املائيا ولغويا، حتى انها ذكرتني بجمال لغة وبساطة" رواية أنت لي" بحق انها لغة الجميلة و تنساب برقة ونعومة إلى داخلك لتعبرك

شخصياتك متقنة في كل شيء بتصرفاتها وتكوينها، ردات فعلها متقنة، تصرفاتها واقعية حقيقية
نتعاطف معها ونشعر بكل مشاعرها من دون تكلف أو اسراف، وايضا مترابطه كُلاً يتصل ببعضه ومتقن دوره ويرتبط بالابطال.

واهنئك على لغتك الفصحية التي اخترتها كاملة وحقا هي متميزه وبجدارة.

ومع تقدمي في الفصول كان فضولي وتشويقي يزداد حتى انتهيت من اخر فصل، وانا أقول لمَ انتهى!

الشخصيات

عمار في بعض الاحيان اشعر بانكساره وقلة حيلته، وباليتم الاليم، ودوره كأخ يحاول ان يتقنه وان يكون اخ وعالم لاخته ديما التي يعتبرها عائلته الوحيدة

ديما، ارها من الشخصيات المتقنه، شخصيتها المراهقة واليتيمة والمتخبطه لا تعرف لها مستقرا وحياتها الحافلة بمصاعب تشبه حياة عمار، فاليتم مر!
وموقفها مع زوج عمتها كان واقعيا جدا لشخصيتها وسنها، ظهور وليد ومساعدته لها كان صدفة عجيبة على عكس نواياه
وليد شخصية تخفي وراء حقدها وحزنها عالما كبيرا، مع انه يود فعل امور سيئة لمجرد الانتقام ولكن هناك في داخله بذرة خير، لا اظنه شخصا سيئا ولكن شخصا ملأ بالحقد حتى نسي جرم ما يفعله، وايضا اود ان اعرف المزيد عنه وعن عائلته، وكيف تربى معهم وما يكون هو بالنسبة لهم!

سلمى من اجمل الشخصيات التي احببت ظهورها، سلمى ذكرتني بشخص له ماضي نفس ماضيها وهو انا ياللمصادفة، ذكرتني بماضيّ المخزي وتصرفاتي التي اتمنى ان من يعرفونني قد نسوها، وقد اكون اسوء عن سلمى ايضا ههههههههههه، سلمى شخصية قويه مجنونة تصرفاتها عفوية، اكثر موقف اضحكني وصدمني عندما قالت لها اختها سلوى ان عمار قد أتى لخطبتها قلت في نفسي يالهذه الاخت المجنونه لتعزرع مثل هذه الافكار المجنونة، احسست بالفضيحة ههههههه، بحق اريد معرفة دورها في حياة عمار وديما فأنا متشوقة كثيرا لتلك الاجزاء.

فارس لست الومه فكيف له ان يصدق ديما او والده، هو صعب جدا موقفه واقعي

احبب قراءة مالديك لانني لا أرى فيه عنصر او عنصرين غموض فقط تجبرك على القراءه لتعرف ما الذي يخفيه انما القصة كلها عبارة عن ألغاز وتشويق لا تعرف ما القادم فيها، حياة اشخاص تعيش معهم افراحهم واحزانهم وحياة بأكملها.

شكرا على هذا الجمال وعلى هذا الاستمتاع والرواية التي اراها من النادرات وعلى ذوقي الخاص والذي افضله كثيرا واتمنى لو وجد منه الكثير لاستمتع واستمتع ستكون روايتك في المفضلة لديّ وسأخبر من اعرفه عنها لانها تستحق القراءة.

والذي اتمناه في النهاية ان تستمري ولا تنقطعي عن الكتابة وتطوري من نفسكِ واسلوبك " مع انني اراه متقنا وبقوة ولكن التطور رمز من رموزي التي اراه من اقوى النقاط" وان تنشري كتب في المستقبل لان كتاباتك راقية وتحترم العقول والاشخاص.

وشكرا تمنياتي لكِ بالتوفيق وانتظر القادم بفارق الصبر

همس الريح 22-04-17 09:35 PM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


الخطاب لكاتباتنا العزيزات اولا ..

حياكن الله في بيتكن ليلاس ..
القوانين وضعت لفائدة الجميع
و نحن كاداريات او مشرفات جمعنا حب الروايات اولا ..
عندما نطلب معرفة ايام التنزيل فهذا ليس من باب الضغط على الكاتبة او فرض نوع من القوانين التعسفيه ..
بالعكس ..
معرفة يوم ووقت التنزيل اولا لوضع الاعلان عنها على صفحة الوحي في الفيس .. و المشرفة المسؤولة عن هذه الصفحة انسانة لديها مسؤوليات مثل الكل .. و ليست موجودة في المنتدي 24 ساعة في اليوم 7 ايام في الاسبوع
الشئ الثاني .. لوضع رابط الفصل فور نزوله .. تسهيلا للقارئات ..
و ما ينطبق على مشرفة الصفحه ينطبق على مشرفة وضع الروابط ..
تغادر ليلاس لتتابع امور حياتها و تعود بعد سويعات لتفاجأ بكومة من الروابط .. و للاسف تضيع صفحة الرواية بين الردود و نبدأ في البحث عنها

الاشراف تكليف قبلنا به .. و لكن جميعنا بشر لدينا طاقة محدودة ..
الرجاء التعاون من جميع الكاتبات مع المشرفات و تحديد اوقات التنزيل
سواء برسالة على الخاص او بوسائل التواصل المتاحة لمن يطلبها من الكاتبات



الجزء الثاني بالنسبة للكاتبات اللواتي يوكلن احدا بتنزيل البارتات بسبب الظروف ..
الرجاء التنسيق مع المشرفات و ابلاغهن اولا



الجزء الثالث خاص بالقارئات ..
جميعنا ننفعل مع ابطال الروايات .. و قد نتفق او نختلف في وجهات النظر و تحليلنا للمواقف و الشخصيات

ادب الحوار و رقيه يجمعوننا
و من تتجاوز باي شكل من الاشكال سيتم حذف مشاركتها و انذارها و / او ايقاف عضويتها

من قوانين ليلاس ان التجريح و التهجم سواء على العضوات او الكاتبات غير مقبول


تقبلوا ما قلته .. و ارجو الالتزام به

ملاحظة .. هذا الرد ليس موقع نقاش على صفحات الروايات
هو تذكير بقوانين ليلاس و توضيح عام

دمتم في حفظ الله

سرابالحكايا 04-05-17 07:17 PM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
شخابيط شكر لك ياعزيزتي أرجو ان تستمر الروايه فهي جميله جدا وان قلت الردود استمري
بانتظار تكمل القصة ومعرفه ماذا وراء وليد وقصة اللقيط
ديما هي أكثر من يحزنني في الروايه وعمار كذالك أرجو ان يحسّن وضعه أسرع وقت

طُعُوْن 19-05-17 03:19 PM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
الفصل السابع: يوم من الماضي..

لايلزم أن تكون حسن الشكل لتكون جميلا ..

ولا مداحا لتكون محبوباً ..

ولا غنيا لتكون سعيداً ..

يكفي أن تعرف معني الرضا وتطبقه في حياتك ..

.
.
.

مرت ثلاثة أشهر على طلاقي من أحمد..

هل تعتقدون أن طلاقنا قد أثر به؟؟

أبداً..بل على العكس..لقد أدركت الآن أنه كان ينتظر طلاقنا بفارغ الصبر..

هل تصدقون هذا..ثلاثة أشهر فقط واليوم هو موعد زفافه من ابنة خالته!!

متى قام بخطبتها ؟؟..

ومتى قام بتحديد الزفاف؟؟..

لا أعلم..

لقد أغضب هذا الأمر أبي أيضاً..فأحمد هو ابن عمي ولم يخبر أبي بموعد حفل الزفاف غير الأسبوع الماضي...

سلوى تفكر منذ الأمس فيما ترتديه..لقد أخبرتها أن لا تفسد علاقتها مع سامر بسببي ..صحيح أن سامر وأحمد أخوة ولكن سامر يحب سلوى حقاً ولا أرغب أن أكون المتسببة بتفريقهم..

أتمنى لهما التوفيق..

لم أستطع التركيز في الجامعة في ذلك اليوم..حائرة جداً..

ان ذهبت لزفافه فسينظر الناس الي بشفقة حسب قول أمي..

وان لم أذهب لن اسلم من شفقتهم أيضاً..سيعتقدون انني اتظاهر بالفرح فقط…

افففف مللت من التفكير..

طلبت من سالم أن يصطحبني الى المنزل ظهراً فعلي اخذ قسط من الراحة من أجل الزفاف الليلة..

ركبت السيارة معه فالتفت الي: هل تريدين شيئا من أجل الغداء..

أجبته بهدوء: كلا لا أشعر بالجوع..

صمت سالم بعدها طوال الطريق..ولكن..حين وصلنا للمنزل استوقفني صوته قبل ان انزل: سلمى..

نظرت اليه باستغراب..

ابعد نظره عن عيني ثم تابع الحديث:لاتحزني نفسك سلمى..سأنتقم من أحمد على فعلته..

عقدت حاجبي:ما الذي تقصده..أرجوك سالم لا تحدث أي مشكلة..لقد طلبت الطلاق بملئ ارادتي وانتهى..

ابتسم سالم ثم أجاب:لن اؤذيه..سأؤدبه قليلاً فقط..

اتسعت ابتسامته :هيا اخرجي..العريس يريد مني الذهاب معه لاساعده في تحضيرات زفافه..

خرجت من السيارة ثم أغلقت الباب وانا اتمتم بغضب..

غبي متناقض..يقول انه سينتقم ثم يذهب معه لمساعدته..انا اعجز عن فهم ما يفكر به حقاً..اففف

فتحت باب المنزل ثم تلفت حوليي أبحث عن أمي وسلوى ولكن لم أجد أحداً..

اوه ..لابد ان امي قد ذهبت مع سلوى لمصففة الشعر..

هه لقد أرهقت نفسي بالتفكير عبثاً..أمي لاتفكر أصلاً باصطحابي معهم..

هذا أفضل..

ذهبت لآخذ حماما دافئا ثم ذهبت لفراشي لأنام..

سأذهب لزيارة لسديم بعد استيقاظي..

اغلقت عيني بهدوء ولكن كلام سالم تردد في اذني..

مالذي يقصده سالم بتأديب أحمد يا ترى؟؟
.
.
.

ركبت سيارة فارس مع فرح بعد خروجنا من المدرسة..ومنذ ركوبنا وهو يتذمر من اصطحابه لنا ويقول انه مضطر لهذا لأن السائق يصطحب أمل من الجامعة..

حسناً أنا متأكدة من أنه يكذب..كان بإمكانه الذهاب لأمل ان كان اصطحابه لنا يزعجه ولكنه يتعمد مضايقتي بتذمره المستمر..

توقف فارس أمام المحطة ليملأ السيارة بالوقود ثم قام بفتح باب السيارة..

التفت الينا قبل أن يخرج:سأنزل للبقالة..هل تريدين شيئاً يافرح؟؟

هتفت فرح: أريد عصير الفراولة..واعتقد أن ديما تريده أيضاً..

لم ينتظر فارس رأيي في الموضوع بل خرج من السيارة فوراً..

نظرت فرح الي باحراج: هههه اعتذر لأني تحدثت عنك ولكنك تحبين عصير الفراولة صحيح..

ابتسمت ببرود: لا أريد شيئاً منه..

عاد فارس الى السيارة ثم اخرج عصير الفراولة من الكيس قبل تحركه..

نظرت فرح اليه باستغراب:وماذا عن ديما؟؟

رد فارس ببرود وهو ينظر الي من المرآة الأمامية للسيارة: لست مسؤلاً عنها ان كانت تريد شيئاً فلتدفع بنفسها..

شهقت فرح: فارس..

ابتسم فارس باستهزاء ثم تابع القيادة باتجاه المنزل..

أما أنا فقد كنت أشتعل غيضاً..ومن يعتقد هذا الغبي نفسه ليهينني هكذا..أنا لا أريد أي شيء منه أصلاً..

وصلنا الى المنزل فخرجت من السيارة بسرعة وقمت بإغلاق الباب بكل قوتي ثم ركضت الى المنزل قبل أن يلحق فارس بي فهو يغضب حين أغلق الباب بقوة ولكنه يستحق..

فتحت باب المنزل ولكنني انتفضت فزعة حين صرخ فارس: ديما أيتها الغبية..

ركضت باتجاه الدرج فقامت عمتي بمناداتي: ديما يا ابنتي الغداء جاهز..

لم التفت اليها..تابعت الركض لأهرب من فارس ولكنني تعثرت اثناء صعودي وسقطت أرضاً.

شهقت عمتي: هل تأذيت يا صغيرتي..

دخل فارس في تلك اللحظة والشرر يقدح من عينيه:ديــــــــــــــمــــــــــــــــا..

نظرت عمتي فادية اليه: لماذا تصرخ الآن..

رد فارس: هذه الغبية تريد افساد سيارتي….

قامت عمتي بمقاطعته: انتبه لألفاظك رجاءً..احترم وجودي على الأقل..

اردت استغلال انشغال فارس بالحديث مع عمتي لأصعد الدرج..ولكنني لم اتكن من ابوقوف بسبب الم كاحلي.. أمسكت بالدرابزين فقد فكرت بالصعود حبواً ولكن فرح جلست بجانبي:ديما هل أنت بخير..

نظرت اليها بعينين دامعتين: كاحلي..انه يؤلمني..

امسكت فرح بيدي وساعدتني الى ان وصلت لغرفتي..جلست على الأرض أمامي:دعيني أرى اصابتك..

أومأت برأسي:كلا..أنا بخير..

زفرت فرح: اففف لا أعلم لماذا يتصرف فارس هكذا معك..أنا اعتذر نيابة عن ذلك الغبي..

ابتسمت باستهزاء: لا تقلقي أمره لا يهمني حقاً..

ابتسمت فرح: ما رأيك هل أجلب الغداء لغرفتك؟؟

أومأت برأسي: كلا..أريد أن أنام...أشعر بالأرهاق..

-حسناً أحلاماً هانئة..

قالتها ثم خرجت من الغرفة..

أما أنا فقد استلقيت على السرير بهدوء..

في الحقيقة..أنا أعرف سبب تصرفات فارس السخيفة معي..

لقد أخبرني عمار منذ عدة أشهر أن فارس صارح عمار بأنه يحبني ويرغب بالزواج بي ولكني أخبرت عمار أنني أرفض ذلك بشدة..

ليس لعيب بفارس..ولكن أباه يتحرش بي..

الأمر صعب..ارتباطي به أمر مستحيل !!

لا أعلم كيف أشرح هذا الأمر لفارس ولكنه اعتبر رفضي له اهانة في حقه..

لقد تغير تعامله معي وأصبح يضايقني من يومها..

آآآه عمار..متى ستصطحبني بعيداً من هذا المنزل..

متى؟؟


استيقظت من نومي بعد صلاة العصر ثم مشيت باتجاه منزل سديم..

سديم..جارتي وصديقتي منذ الطفولة..ستخرجني من كآبتي هذه بالتأكيد..

في اثناء المشي سمعت صوتاً قادماً من خلفي لطفل صغير:هي..مرحباً سلوم..

التفت اليه بغضب فانفجر بالضحك مع أصدقاءه..

افففف لا أعلم متى سيتركني أولاد الحي بحالي..

بالرغم من ارتدائي النقاب الا انهم يتعرفون علي..

يبدو ان اسم سلوم لن يمحى من ذاكرتهم أبداً..سيبقى وصمة عار بالنسبة إلي..

هل تتساءلون عن سبب تسميتهم لي بهذا الاسم..حسناً سأخبركم..

في اثناء طفولتي كنت العمدة في حارتنا بلا أي مبالغة..اعتدت على اللعب مع الأولاد..وقد كنت اهزمهم في لعبة كرة القدم دائماً..

كما انني كنت جزءاً من شلة الأنس..ههه أو عصابة الأنس..

تتكون عصابتنا من ستة أفراد.

الرئيسة وهي أنا ..ويدعونني بسلوم أو (الجرادة) وذلك بسبب سرعة حركتي وحبي لارتداء اللون الأخضر..

( المباحث) وهو أخي سالم..وقد أسميناه بهذا الاسم لأنه كان يشي بنا أمام الكبار..

أما الشخص الثالث فهو شقيق سديم هاني وقد لقبناه بـ(الريشة ) لنحالة جسده..

الشخص الرابع ابراهيم..أو (مسيلمة الكذاب) نعم لقد كان كثير الكذب..

الشخص الخامس هو عماد أو (العضاض) فقد كان يهاجم من يزعجه بالعض بدون تفكير بالعواقب.

أما الشخص السادس والأخير هو عمار أو (رأس البطاطا)..اسميته بهذا الاسم لأن شعره أصفر..حسناً..لقد كان عمار هادئاً وخجولاُ..انظم لعصابتنا بعد جهد مني لاقناعه..كان يخجل من الاختلاط بأولاد الحي لأنه لايتقن العربية ولكنني اتفقت معه على ان اعلمه العربية ويعلمني الانجليزية بدوره..

لقد تعلمت منه بعض الكلمات أما هو فقد اتقن العربية بطلاقة في عدة أشهر..

بالطبع لم يدم وجوده في عصابتنا فلا أحد يعلم عنه شيئاً منذ انتقل لمنزل جده ولكننا ظللنا لفترة طويلة ننتظر عودته..

ياااه كانت أيام جميلة حقاً ولكني أود محوها من عقولهم بشدة..

فعلى كل حال..ليس شيئاً جيداً لفتاة مثلي أن تصاحب الأولاد ..

أليس كذلك؟؟
.
.
.

-رؤى..اعطني الهاتف قبل أن ينفذ صبري..

كان هذا ما قاله أخي وليد لي وهو ينظر الي بحدة..

اففف ماذنبي ان قام هذا الغبي بكسر هاتفه؟؟

صحيح أنني قد اشتريت هاتفاً جديداً منذ شهر ولكني أردت التأكد من خلو هاتفي القديم من أشيائي الشخصية قبل أن أعطيه اياه..

اجبته بارتباك:حسناً وليد..انتظر قليلاً أريد محو بعض الاشياء قبل أن تأخذه..

نظر الي بشك: ما الذي تعنينه..ما الذي تخفينه عني ولا تريدين مني رؤيته؟؟

زفرت بغضب:لا تكن مريضا لا اخفي شيئاً..ولكن ..هناك ارقام صديقاتي..اضافة لبعض الصور التي أريد محوها..

أخذ الهاتف من يدي عنوة: سأقوم بفرمتته يجب أن أسافر الآن لا أستطيع التأخر أكثر...

قالها ثم خرج من الغرفة قبل أن يسمع ردي..

افف غبي..المشكلة انني أخاف منه ولا أجرأ على الوقوف بوجهه..

لقد قام هذا المجنون بطعن أخي وائل قبل ثلاثة أشهر ولكن لحسن حظه كانت الاصابة طفيفة..

نحن نشك بكونه ممسوساً من قبل الشياطين..فلا يوجد أي سبب منطقي لطعنه لوائل..

ان وائل يتجنب الالتقاء بوليد منذ ذلك الوقت كما أن وليد يحاول البقاء بعيداً عن المنزل..

أصبح يكثر الخروج مع اصدقائه ليبتعد عن المنزل فحسب..

لا أعلم متى سيصبح شاباً مفيداً لأهله ومجتمعه..حين أقارن بينه وبين عمار شقيق ديما أرى مدى اختلافهما الشاسع..

بالرغم من أنه وعمار في نفس السن الا ان عمار يعمل جاهداً ليعيش حياة مستقرة مع أخته ديما أما وليد.. مدلل غريب الأطوار..

جلست على الأريكة على هاتفي لأحدث ديما..اشتقت اليها كثيراً..

صحيح أننا ندرس في مدارس مختلفة ولكنها أعز صديقاتي..

لقد استطعت التوصل اليها عن طريق الانستقرام منذ سنة واصبحنا نتحدث معاً بشكل يومي..

فتحت الدردشة وأرسلت لها رسالة:

-مرحبا ديما ..كيف حالك اليوم..

انتظرت لعدة دقائق ثم ردت ديما بإسال صورة لها بوجه حزين وعينين دامعتين….

سألتها بخوف:ديما لماذا تبكين؟؟

ردت ديما:لقد سقطت من الدرج اليوم..قدمي تؤلمني كثيراً..

حدقت بالرسالة قليلاً ثم أجبتها:حسناً اذهبي الى المشفى ربما يكون هناك كسر..

ردت ديما: هناك تورم في كاحلي..اعتقد انه قد التوى..اردت الذهاب الى المشفى..ولكني اخبرتك عن زوج عمتي لا أريد الذهاب معه..وبالطبع لن أطلب من الغبي فارس شيئاً..ان استمر الألم فسأتصل بعمار ليصحبني لا تقلقي علي…

زفرت بعمق حين قرأت رسالتها..المسكينة ديما..حياتها صعبة جداً ..حين أرى مشاكلها أشعر بأنني أسعد فتاة في الكون..

كان الله في عونك ديما..
.
.
.

لم أتمكن من احتمال الألم..حاولت تجاهل الأمر ولكن لا..هناك تورم في كاحلي..

شعرت برغبة شديدة بالحديث الى عمار..
في كل مرة اقنع نفسي بأنني قد كبرت ولم أعد احتاج اليه أجد نفسي أتذكره في حال ضعفي..

أحتاج اليه..احتاج لحنانه ..ليتني أخرج معه اليوم ولا أعود لهذا المنزل مجدداً..

أخرجت هاتفي لأصل عليه وفكرة طفولية تدور في مخيلتي..

لقد فكرت..ان رأني عمار أتألم هكذا ربما يأخذني معه..

حين كنت أخاف من شيء في طفولتي كان يبقى بجانبي ويدعني أنام معه بغرفته...

أنا أتألم الآن أخي…

تعال وخذني من هنا أرجوك..

.
.
.
عندما أكون وحدي أحاول مرارا استبعاد لحظات الحزن تلك التي تباغتني كلما اختليت بنفسي.. .

لاأدري لم أشعر أنها تتحين الفرص لتنقض على سويعات الصفاء ولحظات السعادة اليتيمة التي قد تكون مرت على بابي يوما مــا .

في بعض الأحيان أتمنى أن أتجرد من مشاعري كي لا أتألم أكثر..

آآه بت أكره الفراغ كي لا أنشغل بالتفكير..لقد أصطدمت سيارتي في هذا الصباح بالرصيف فقد كنت أقود السيارة مرهقاً ولم أسلم من تعليقاتي عمي حازم بالطبع..

أخذ يلومني على ارهاق نفسي بالعمل بينما يعرض علي العمل بالشركة وبالطبع لم ينس الاستهزاء بوالدي واخباري انه كان محقاً حين قال بأنني سأدرس عبثاً..

لا أخفيكم هذا ..

كلماته قد سببت لي الاحباط..

لا أعلم متى سأحصل على وظيفة مناسبة..

رن هاتفي فارتسمت الابتسامة على وجهي حين وجدت بأن المتصل هو ديما..

اجبتها بفرح:اهلا اهلا..اشتقت اليك كثيراً صغيرتي..

ردت بصوت باكي:عمار..تعال وخذني من هنا..

عقدت حاجبي حين سمعت بكاءها:ديما هل أنت بخير.. ردت ديما: لقد سقطت من الدرج..اعتقد انني لويت كاحلي..ارجوك عمار..تعال وخذني الى المشفى..انني أتألم بشدة..

وقفت من مكاني بسرعة :سآتي حالاً اصبري قليلاً..

قلتها ثم اغلقت الخط..درت حول نفسي أفكر كيف أذهب اليها بدون سيارتي..

لن يسمح عمي لي بأخذ سياة السائق بالتأكيد فسيفتعل مشكلة ان احتاجت زوجته اليها وهي معي…

عزمت أمري وذهبت لاستأذن من جارنا بأخذ سيارته ولم يمانع بهذا..اخبرني انني استطيع أخذها طوال اليوم ان رغبت..

وصلت الى منزل عمتي وحين رأتني عمتي أسأل عن ديما صدمت بشدة:ولكن..لماذا لم تخبرني ديماً أنها قد آذت كاحلها..

رفعت كتفاي: لا أعلم..اخبرتني انها تريد مني اصطحابها الى المشفى..هل أستطيع الصعود لغرفتها..

أومأت عمتي برأسها: بالتأكيد..

صعدت الدرج اليها وحين فتحت الباب وجدتها بحال مزرية من الواضح انها تتألم..منظر وجهها الملئ بالدموع جعلني اشعر انها لاتزال طفلة..

اقتربت منها فازداد بكاءها:عمار لم أعد أحتمل الألم أكثر..

جلست أمامها:دعيني أرى أين أصبتي؟؟

كشفت ديما عن كاحلها فبات التورم واضحا..

تحسست قدمها فصرخت ديما:آآآه ..لا تلمسه..انه يؤلمني..

زفرت: انها متورمة..أرجو أن لا يكون أمراً خطيراً..

دخلت عمتي الى الغرفة وهي ترمق ديما بعتاب:لماذا لم تخبرني بالأمر صغيرتي..كنت سآخذك للمشفى فوراً,,هل أبخل عليك بشيء؟؟

نظرت ديما الى الأرض بدون أن ترد..

في الحقيقة تصرفها غريب حقاً ولكنني سعيد لأنها اتصلت بي..

اشعر بالفرح حين أشعر باحتياجها الي..

نظرت الى عمتي:انك لا تبخلين عليها ياعمتي ولكنها تحب أن أقوم بتدليلها هذا هو الأمر..

ابتسمت عمتي:حفظها الله لك..

ساعدت ديما بنزول الدرج ثم ذهبت بها الى المشفى..

اتضح بعد الفحص أنها تعاني التواءً في الكاحل..

خرجنا من المشفى بعد أن أخذت بعض المسكنات وقبل أن أبدأ بقيادة السيارة قامت ديما بمنادتي:أخي..

التفت اليها: نعم يا حبيبتي؟؟

ترقرقت عيناها بالدموع: حين كنت صغيرة كنت تضع لي دواءً خاصا بك فيتلاشى الألم فوراً هلل تذكر؟؟…

ضحكت من تلك الذكرى:لم يكن دواءاً فعلاً كنت أضع المناديل المبللة فحسب ولكن كان الأمر يريحك ههه لا أعلم كيف كان يتلاشى الألم حقاً..

نزلت دمعة من عينها: أعلم أنه لم يكن دواءً..ولكن بقاءك بجانبي واهتمامك بي كان يشعرني بالسعادة..متى يحين الوقت لنعيش معاً مجدداً أخي؟؟

تهدج صوتها: أرجوك لا أريد البقاء في ذلك المنزل أكثر..أنا ..أشتاق اليك..

قالتها ثم انفجرت بالبكاء..

شعرت بالألم يعتصر قلبي ..اكره رؤية حزنها بدون ان اتصرف..امسكت بييدها بحنان: تبقى القليل صغيرتي..ألم أخبرك..في الاجازة الصيفية بعد شهر سنسافر معاً وحدنا..

ردت بفرح: حقاً..

أومأت لها: نعم..ولكن أريدك ان تركزي بدراستك جيداً الآن اتفقنا..

قامت ديما بمسح دموعها: لاتقلق ..سأذاكر جيداً..

قمت بتحريك السيارة فالتفتت ديما الي باستغراب:هذا طريق منزل جدي..

ابتسمت:سنشتري البوظة ونأكلها معاً في حديقة المنزل كالسابق ما رأيك؟؟

ضحكت ديما بدون أن ترد…

بقيت مع ديما في الحديقة في تلك الليلة...ضحكنا وتحدثنا كثيراً عن ذكريتنا في الصغر..

كانت تلك الليلة ..أول ليلة أحن بها لأيام طفولتي…

فحديثي مع ديما وجلوسب معها..جعلني أشعر ولأول مرة..أنني أعيش يوماً مميزاً..

يوماً..من الماضي…



-أنا ملكة جمال هذا الكون..
طلاقي ليس لعيب في مظهري..ولكن ربما لو أصبح شعري أنعم..وأنفي أدق قليلاً..وشفتاي لو أنها تصبح أصغر ..اممم وعيناي أكثر اتساعاً,,,مع تورد بسيط في وجنتي فسأكون ملكة جمال الكون..

قلتها وأنا أنظر لنفسي بالمرآة.

ضحكت سديم:هههههه ما الذي تبقى من وجهك سلمى..

زفرت بعمق: يقولون أن الجمال جمال الروح صحيح؟؟

نظرت سديم الى عيني باهتمام:أتعلمين سلمى..انك جميلة حقاً ولكنك لا تهتمين بمظهرك..اعذريني لصراحتي ولكنك تتصرفين مثل الصبيان..

شهقت:أنا أتصرف مثل الصبيان!!

ردت سديم: يجب أن تواجهي الأمر سلمى..حين علم هاني أنك هنا قال أبلغي سلامي لسلوم..

احمر وجهي بغضب: وماذا أفعل ..كنت صغيرة وقتها ولكنهم يرفضون نسيان الأمر..

وضعت سديم يدها على خدها:مع الأسف ياصديقتي الأمور المحرجة تبقى عالقة في الذهن..لقد حذرتك كثيراً من اللعب مع الأولاد ولكن لا استمر لعبك معهم الى أن بلغت الرابعة عشرة من عمرك..انهم يعدونك عمدة الحي انك تعليمن هذا..

تجاهلت حديثها وأنا أرتشف من كوب الشاي أمامي..من الجيد أننا سننتقل من هذا الحي قريباً…

هتفت سديم: بسرعة سلمى أنهي كوبك لأصفف شعرك..

نظرت اليها بحيرة:هل تعتقدين أن ذهابي لزفافه أفضل..

ردت بثقة: بالتأكيد..اذهبي بكل ثقة..سأقوم بتجهيزك على أكمل وجه..أغيضيهم بجمالك وثقتك كي يعلموا أنهم قد خسروا درة نفيسة…

ضحكت باستهزاء:ههه أي درة تتحدثين عنها..انت لم تري ابنة خالته..انها آية في الجمال..بشرة بيضاء ..شعر حريري كثيف ..جسد متناسق..ههه وتقولين خسر درة؟؟ ..

ردت سديم بنفاذ صبر:كونك سمراء لا يعني أنك قبيحة...اسمعي مني سلمى لايوجد في الدنيا أمرأة قبيحة ولكن يوجد أمرأة لاتهتم بنفسها..

بدأت سديم بتزيني بعد أن صلينا العشاء ثم اعارتني فستاناً جميلاً بلون أسود ..لا أخفيكم هذا ..بدا شكلي مختلفاً..

حتى في يوم خطوبتي من أحمد لم أكن راضية عن مظهري هكذا فقد كانت مساحيق التجميل تغطي ملامحي بطريقة مقززة..

نظرت الى سديم بانبهار:لم أتصور يوماً أنني سأتقبل ملامحي وأنا أضع مساحيق التجميل!!

ردت سديم بثقة:سأفتح مشغلاً خاصاً بي في يوم من الأيام وكوني شاهدة على مهارتي وقتها هههه..

قامت سديم بتجهيز نفسها ثم طلبت من هاني اصطحابنا الى حفل الزفاف..

كنت متوترة طوال الطريق..لم أخبر أمي أنني سأحضر..هل ستغضب يا ترى؟؟

وصلنا الى القصر أخيراً..خرجت سديم وحين هممت بالخروج استوقفني صوت هاني:سلوم..

لا أخفيكم انني وددت أن أفقأ عينه حينها..يعلم انني متأنقة اليوم وما زال يقول سلوم؟؟؟

تابع هاني حديثه:لاتحزني سلوم..لقد انتقمت شلة الأنس من أجلك..

خرجت من السيارة بدون أن أرد عليه..

ولكن حديثه قد ذكرني بحديث سالم هذا الصباح..ما الذي فعلوه ياترى..

دخلت الى القاعة مع سديم وبمجرد دخولي رأيت رغد الأخت الصغرى لأحمد تدور حول نفسها بفرح..

توقفت عن الدوران حين رأتني وركضت باتجاهي وهي تهتف: ســـــــــلمــــــــــى..

فتحت ذراعي لأستقبلها..رغد تبلغ الخامسة من عمرها..انها اقرب بنات عمي الى قلبي..

قبلت وجنتيها الناعمتين فابتسمت بخجل..

رمشت بعينيها الصغيرتين وهي تتأملني:انك جميلة جداً سلمى,,

ابتسمت لها: شكراً ياجميلتي..

تابعت رغد حديثها ببراءة ..ولكنها ببراءتها قد قتلتني..مزقت قلبي لأشلاء:لقد قال أحمد انه لا يريد الزواج بك لأنك مثل الأولاد..ولكن الأولاد لا يملكون شعراً طويلاً صحيح؟؟
.شهقت سديم:ذلك الحقير..

وضعت يدها على كتفي حين لاحظت ارتعاش جسدي: سلمى هل أنت بخير؟؟

نظرت اليها بحدة: اعطني هاتفك سديم..

نظرت الي بتساؤل:لماذا؟؟

اجبتها بصوت مرتجف:لن يرد على مكالمتي..سأحدث ذلك الحقير من هاتفك أريد أن أفرغ غضبي عليه.

أومأت سديم برأسها ثم وضعت الهاتف بيدي..

أخذت الهاتف ثم أسرعت بخطواتي باتجاه دورات المياه لأحدثه بهدوء..

ذلك الغبي ..من يظن نفسه؟؟

انه لم يكمل تعليمه الجامعي حتى..انا افضل منه بكثير ولكني قبلت الزواج به لأنه ابن عمي فقط..

تنازلت عن الكثير من مواصفات الزوج المثالي بالنسبة لي كي أتقبل العيش معه ..

ولكنني سأعلمه مقامه الآن...

نظرت الى الهاتف بأنفاس متسارعة من شدة غضبي وارتباكي في نفس الوقت..

بدأت ادخل رقمه الذي احفظه من ظهر قلب..

لقد كنت مخطوبة له لست سنوات..كان عليه أن يكرني بالخير على الأقل..

بدأ هاتفه بالرنين ودقات قلبي تزداد مع كل دقة..

كنت أعد الكلام الذي سأوجهه له بعقلي ولكن كل ما اعددته قد تلاشى فورا حين وصلني صوته وهو يصرخ بغضب: ماذا الآن؟؟
.
.
.

أنا ما زلت بخير..

قلبي يؤلمني قليلا .. ولكن هذا لا يعني أنني في حال سيئة..

عيني تحرقني وتمتليء بالدمع .. لكنني أدفع الدمع إلى داخلي..

مرهق جدا و لكنني أبتسم..

أفقد ابتسامتي لكنني أتصنعها لأسترد قوتي..

فقدت الكثير من وزني لكنني ما زلت بصحة جيدة..

أتألم حد الموت .. لكنني أعيش..

اصبحت أتهرب من البقاء في المنزل فمنذ أن قمت بطعن وائل وأنا أشعر بنظراتهم الي كشخص مجنون ..

أكره نظراتهم تلك..لو أنني كنت ابنهم هل كانوا سيعاملونني هكذا؟؟

بالطبع لا..

كانت أمي تخبرني دائماً أن مكانتي في قلبها مثل وائل تماماً..

اخفت الأمر بأنني لقيط عن رؤى ورغد لتثبت لي انها تحبني كابنها تماماً ولكني ادركت الان انها كانت تكذب..

لا الومها فان كانت امي الحقيقية لاترغب بي هل سأجبر احدا غيرها على حبي؟؟

لقد كانت أمي تعلم أنني أحب سمر ولكنها قامت بخطبتها لوائل رغم هذا..

وحين اعترضت على الأمر اخبرتني أن سمر لن تقبل الزواج بلقيط!!

ولكن..

ماذنبي أنا...؟؟!

اخبروني مالذنب الذي اقترفته؟؟

منذ كنت طفلاً وسؤالهم بالمدرسة يؤلمني حين يسألوني عن نسبي..

تسبقني دموعي على الإجابة قبل أن أنطق..

وأمسح دمعتـي من وجنتي بكم ثوبي..

أتمتم بصمت داخل نفسي ولكن لاأقوى على الـرد..

دمعات لقيـــــــط..وصرخات يتيــم

هي متقاربه حتما..ولكن بفرق بسيــط..

فاليتيــم من فقد والديه...ولكن اللقيط من رماه والداه وهما يستمتعان على قيد الحياه...

ولكنهم لايريدونه..

وأنا قد قررت بأنني لا أريد أحداً..

سأعيش بهذه الدنيا كما أريد وسأتمرد على كل من يجرأ على ايذائي..

وصلت أخيراً لمدينة الرياض فغداً سأحضر حفل زفاف أحد أصدقائي هنا ..

فتحت هاتف رؤى بعد وصولي الى الفندق…

سأرسل رسالة لأمي لأخبرها بوصولي..

لا أعلم ان كان أمري يهمها ولكني قد أديت واجبي بإخبارها…

حين قمت بفتح الهاتف بدأت تظهر اشعارات كثيرة على الشاشة الرئيسية من الانستقرام الخاص برؤى..

كم اكره هذا البرنامج السخيف سيكون أول برنامج أحذفه..

قمت بفتح احدى محادثات رؤى من باب الفضول ولكن ماوجدته قد اثار انتباهي

كانت محادثة لها من احدى صديقاتها..تدعى ديما على مايبدو..

عقدت حاجبي حين رأيت تلك الصورة..

كانت صورة لفتاة شقراء تبكي!!

مهلاً مهلاً..هل هذه صديقة رؤى؟؟

ههه كلا هذا مستحيل...من الواضح ان الصورة لفتاة اجنبية..
.
تابعت الصعود في محادثتها مع رؤى فوجدت العديد من الصور لنفس الفتاة!!.

يبدو ان هذه الفتاة هي ديما حقاً..

فتحت صورة لها بزي مدرسي وظفيرة جانبية..تنظر الى كاميرة الهاتف بابتسامة خجول..

رؤيتي لملامحها البريئة و جمالها الآخاذ حركت شعوراً غريباً بداخلي..

لم أتصور أن أرى فتاة بجمالها في حياتي!!

بقيت أتأمل تلك الصورة بتمعن وما كان لي ..إلا أن أبتسم...
.
.
.
💖نهاية الفصل💖
اتمنى يكون الفصل عجبكم..اراءكم وتوقعاتكم احبتي..الى الملتقى ان شاء الله..سلاام💕

همس الريح 27-05-17 09:33 AM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
الفصل الثامن: سيمفونية الصمت..

الصمت .. سمفونية هادئة .. يغنيها الألم .. فيستمع الفؤاد .. غير عابيء بحقيقة أن لا صوت هنا
.
.
.
كم كنت سعيدة وانا اسمع ضحكات عمار.. مر وقت طويل لم ارى به ابتسامته.. .
جلوسنا معا.. احاديثنا البريئة.. جعلتني اشتاق للعيش معه مجددا.. همست بحزن: الى متى؟

التفت. عمار الي باستغراب :ماذا؟؟

تابعت حديثي : الى متى سأنتظر انتقالنا لمنزل مستقل..

زفر عمار: هناك وظيفة قمت بالتقديم عليها.. ولكن.. لم يصل الجواب بعد.. ادعو الله ان اظفر بها ..بعدها سيسهل كل شئ..

ابعدت نظري عنه وانا اتذكر حديث فارس.. لقد سمعته يحدث عمتي ويسألها عن سبب عدم مساعدة عمي حازم لعمار في موضوع السكن.. فأخبرته عمتي انه قد عرض على عمار المساعدة ولكن عمار يرفض ذلك بتاتا..

اعدت نظري اليه لأسأله بتردد: عمار.. لماذا ترفض مساعدة عمي حازم لك..

عبس وجه عمار فورا فهتفت: كلا ..لا تعبس الٱن ..لقد كنت سعيدة برؤية ابتسامتك..انك تبدوا جميلا بوجهك البشوش.. ارجوك لا تعبس مجددا.. انس سؤالي إن كان يحزنك..

ابتسم عمار بحزن: لقد قاموا بقتل ابتسامتي بابعادك ديما..

ارتبكت كثيرا من كلامه.. شعرت بانني غبية ..ماكان علي ان اسأله.. بقينا صامتين لفترة.. فقطع ذلك السكون تساقط المطر..

فكرت بفتح حديث مع عمار فالتفت اليه بابتسامة: هل مازلت تسمع قطرات المطر تقول ..لاتنس ديما؟

ضحك عمار: ههه الا زلت تذكرين هذا؟

اومأت برأسي: بالتأكيد.. لم انس هذا ابدا.. في كل مرة يتساقط بها المطر.. كنت اقف امام النافذة واحاول سماع صوت القطرات وهي تنطق باسمي ههههه..

زفر عمار: هل تعلمين ديما.. اليوم الذي تركتنا به امي.. كان المطر يتساقط بغزارة ايضا.. .

تصلبت اطرافي حين قال هذا.. لم يحدثني عمار عن امي من قبل.. لقد علمت عن طريق نهلة بانها لم تمت بعد.. لقد تركتنا وهربت.. لم ينكر عمار الامر ولكنه لم يتحدث عنه.. لقد طلب مني وعدا بنسيانها..

تابع عمار حديثه: فيما مضى.. كنت اكره المطر.. فقد كان يذكرني بتلك الليلة.. في كل مرة اسمع بها صوت الرعد.. ارى طفلا صغيرا يركض ويبحث عن امه..

لقد كنت في التاسعة فقط.. طفل صغير.. يتيم.. لا حيلة لدي بشئ..

تمنيت الموت بتلك الليلة.. واكثر شخص كرهته هو عمي حازم.. فقد طلب من امي العودة لبلدها واراد ان يتبرأ منك.. لقد تخلت عنا امي بسببه.. ارادت ان يعترفوا بك كفرد من العائلة..

ولكن.. في وسط انهياري وبكائي .. اعادني للحياة.. صوت طفلة صغيرة تبكي..

التفت الي والدموع تملأ عينيه: قد يعتقد من يسمع لقصتنا بانني انقذت حياتك.. ولكن الحقيقة.. لقد كنت انت من انقذني ديما..

صمت قليلا ثم تابع الحديث: حين حملتك بذراعي.. ونظرت لوجهك البرئ.. قررت العيش لاجلك....

لقد كان وجودك كالمعجزة.. كنت نعمة من الله الي.. أسعدت روحي... وأصبحت قرة عيني...

في المرة الاولى التي حملتك بها بيدي..

شعرت بذلك الشعور بداخلي..شعور لا يوصف.. شعرت بأنني اصبحت ابا.. لقد انرتي عالمي بضحكاتك..

كنت اقضي الساعات بمشاهدتك فقط بدون ان امل..

لقد كنت بريئة جدا.. جميلة جداً ..ونقية جداً..

لازلت اتذكر اولى خطواتك.. لازلت اذكر دخولك الى المدرسة.. ولازلت اذكر المرة الاولى التي ناديتني بها بدادي..

ابتسم بحزن: شعرت بأنني ملكت الدنيا في تلك اللحظة..

نزلت دمعة من عينه: ولكن عمي حازم قد حرمني من هذه السعادة حين ابعدك عني..

مسح على شعري برقة: وانت ايضا.. لقد توقفت عن مناداتي بأبي.

قالها بنبرة حزينة آلمت قلبي.. لم اكن اعرف ان توقفي عن مناداته بأبي قد اثرت به هكذا..

تابع حديثه بحرقة: انا لا استطيع مسامحة عمي حازم على هذا ابدا.. ولو ضاقت علي السبل.. لن اطلب مساعدته ابدا..

تزاحمت الدموع في عيني.. فضحكت محاولة اخفاءها: هههه انظر عمار.. لقد جعلتني ابكي بحديثك..

اراد عمار ان يرد ولكن صوت هاتفه قد قاطع حديثه: انها عمتي فادية.. لابد انها قلقة عليك..

قالها ثم وقف من الكرسي للرد عليها..

اما انا ..فقد قمت بالتقاط صورة له وقمت بنشرها على الانستقرام وكتبت تعليقا عليها:

(اخي يخاف علي من الحياة.. وانا اخاف الدنيا بدونه).. .

عاد عمار الي بعد ان انهى حديثه: لقد اخبرتني عمتي فادية ان اعيدك للمنزل..

اجبته باعتراض: كلا اريد البقاء لوقت اطول..

ابتسم ثم اجاب: لا تقلقي اخبرتها بهدا.. ولكنها طلبت مني ان ادخلك لغرفتي.. الجو بارد.. ستصابين بالبرد..

اومأت برأسي: كلا.. انا سعيدة هنا ..اريد البقاء تحت المطر..

قام بضرب راسي بخفة: لازلت عنيدة كما عهدتك.. حسنا اذا سأذهب لاحضار معطف لتدفئتك..

قالها ثم ذهب لغرفته..

اما انا.. فقد اغلقت عيني ودعوت الله من كل قلبي: الهي.. اجمعني مع عمار باسرع مايمكن..

.
.
.

مريض.. معقد.. مجنون.. شيطان.. .

هذه هي الالقاب التي يطلقونها علي.. .

ولكن لا احد يعلم انني اخدم الانسانية بتخليصها من الغبيات في هذا الكوكب. .

نعم.. جميع الفتيات كذلك..غبيات... قذرات.. خائنات.. ساذجات..

في كل مرة ارى احد اصدقائي يمتدح اخلاق فتاة.. .

اتكفل انا باختبار اخلاقها.. اتحدث معها.. اغرقها بكلمات الغزل.. فتقع بحبي بكل سذاجة.. .

وانتصر أنا باثبات نظريتي..

ولأفضحها على الملأ..اعدها بالزواج.. فاطلب رقم اهلها واسألها الخروج معي لمرة واحدة فقط..

وعند اتفاقنا على المكان..

اقوم بالاتصال على والدها واخبره ان ابنته تجلس بمكان مشبوه.. .

لا ابذل ادنى مجهود لفضحها ولا اذهب لرؤيتها أبداً

اكتفي بمراقبتها من مكان بعيد..و استمتع انا برؤية تلك الفتاة وهي تتلقى الاهانة و الضرب من والدها..

قد يكون تصرفاً حقيراً مني ولكن..

لو ان احد قد ضرب امي حين اخطأت.. ربما لم اكن لاولد بدم فاسد. .

لم اكن لاحمل عارها وانادى بولد لقيط.. .

لم اكن لالقى رضيعاً في القمامة واصرخ مستنجدا بسبب قذارتها هي.. .

كم اكره امي واحقد عليها.. لو انني اعلم مكانها كنت سأقتلها لاريح الدنيا من ساذجة قذرة.. .

اعجز عن تذكر عدد الفتيات اللاتي القي القبض عليهن بسببي..

ربما اكون مجنونا كما يقولون.. ولكن يكفيني قناعتي بأنني افعل الصواب.. .

حسناً لأكون منصفاً هناك فتاة واحدة فقط اثبتت انها شريفة..

نعم..

ابنة عمي سمر.. .

نعم لقد وضعتها تحت الاختبار أيضاً فأنا أعجز عن الثقة بأي أحد..

لم يشفع لها كونها ابنة همي ولا كونها يتيمة..

كان سهلاً علي الوصول اليها فقد تربت في منزل جدتي..

كنت اقضي الساعات بمنزل جدتي وحاولت كثيرا اغواءها ولكنها لم تستجب لي.. .

حاولت التودد اليها بكل الطرق دون فائدة.. .

وكلما تجاهلتني وتجاهلت تصرفاتي.. كنت ازداد تعلقا بها.. .

كنت غاضباً في البداية من تجاهلها لي ..ولكن..

يوماً بعد يوم..وجدت أنني تعلقت بها..

صمودها وعنادها اجتذبني اليها..

لقد احببتها...

ولكن لأكون جديراً بها اتخذت قرارا بالتوبة.. .

اردت ان اعمل وان اكون اهلا للزواج بها.. .

سافرت لمدينة الرياض بعد ان وجدت عملا بها وحين عدت بعد اشهر.. علمت بأن وائل قد قام بخطبتها.. .

ذلك الحقير وائل..لقد اخبرته انني انوي الزواج بسمر..حين تشاجرت معه بعد عودتي اجابني ببرود: اوه...لقد اعتقدت انك تقصد فتاة اخرى..لم اكن اعلم انك تريد ابنة عمي..على كل..انس امرها لو كانت تحبك لما وافقت على الزواج بي..

آآآه كم احترق قلبي..

الفتاة الوحيدة التي احببتها لا تريدني.. .

اكره الفتيات..سمر خائنة مثلهم..

حين رأيت صورة الفتاة المدعوة ديما وقرأت محادثاتها ادركت الكثير من شخصيتها.. .

فتاة وحيدة.. يتيمة.. تعاني من تحرشات زوج عمتها.. .

ابتسمت مستهزئا.. هذه القذرة.. لو لم تحاول اغواء ذلك الرجل لما التفت اليها.. .

ولكن يبدو انها تستغل جمالها لتنال مطالبها.. .

اعتدلت بجلستي على السرير.. لقد وجدت ما اتسلى به اخيرا..

حسنا لنرى..أي نوع من الفتيات تكونين يا آنسة ديما..
.
.
.

بقيت صامتة وانا اسمع صوت صراخ احمد: هي لا تعطل عملي ..هل تدبرتم امر السيارة ام لا. ؟.

عن اي سيارة يتحدث هذا المجنون.. استجمعت قواي ثم صرخت: رجل غبي سخيف.. هل كنت تعتقد انني سابكي حزنا على فراقك.. كلا يا عزيزي لقد كنت مخطئا.. هل تعلم انني وافقت عليك مجبرة؟.

انا الدكتورة سلمى.. تتزوج برجل فاشل لم. يتمكن من انهاء دراسته..

ليكن بمعلومك.. انا احمد الله الف مرة على فراقك... .

قلتها ثم اغلقت الخط.. اشعر ببعض الراحة. الآن.. .
عدت الى الحفل بعدها وصعدت للرقص محاولة تجاهل همومي.. لن افكر بأحمد بعد الآن ..سآنتزعه بكامل ارادتي.. .

مر حفل الزفاف بهدوء.. لم يحاول احد ازعاجي بحديثه.. .

ركبنا في سيارة. سالم بعد انتهاء الحفل.. فانتابني الفضول لسؤاله عما فعلوه بأحمد ولكنني صمت حتى وصلنا الى المنزل.. .

وقبل ان ادخل الى غرفتي امسك سالم بذراعي: سلمى تعالي لغرفتي...

تبعته بدون ان اعترض وحين وصلنا قام باخراج هاتفه: انظري..

اتسعت عيناي وبدأت اضحك باستغراب.. لقد كانت صورة لأحمد.. ولكنه حليق.. نظرت الى سالم: ههه ما الذي حدث له.. لماذا قام بحلاقة ذقنه هكذا.. .

ابتسم سالم: لقد قام الحلاق بخطأ بسيط..
قالها ثم غمز بعينه..

انفجرت بالضحك حينها فقد ادركت ان سالم فعلها.. سألته مجددا: مالذي فعله عمي.. لا بد انه قد غضب كثيرا..

ضحك سالم: هههه غضب فقط؟ ؟.

لم يرد النظر الى وجهه من شدة احراجه.. يقول بأنه قد فضحه بين الرجال.. .

قام بفتح صورة اخرى ثم اعاد هاتفه الي: حسنا وبعد ان رايتي هديتي جاء دور هدية شلة الانس.. .

نظرت الى الصورة بفضول.. فوجدت ان مقدمة سيارة احمد الجديدة محطمة..

عقدت حاجبي: مالذي حدث.. هل تعرض لحادث؟؟
.
اجاب سالم: اصدقائي المساكين.. لقد ارادوا تزيين سيارته لمفاجأته ولكنهم تعرضوا لحادث بسيط.. .

اخبرته انهم سيقومون بتدبير سيارة اخرى من اجله فبقي متوترا طوال الحفل.. يقوم بالاتصال علينا ليسألنا عن السيارة.. .

حين قال هذا تذكرت غضبه حين اتصلت عليه فانفجرت بالضحك.. .

تابع سالم حديثه: بعد ان قاموا بزف العروس ..قام عمي باحضار سيارته ..ولكن اوبس.. رائحتها كريهة.. فقد قام بنقل الماشية بداخلها ولكنه الحل الوحيد.. .

ارتفع صوت ضحكي اكثر.. لقد تخيلت نفسي بذلك الموقف.. ازف عروسا.. بداخل سيارة تفوح منها رائحة الماشية..

امسك سالم بكتفي: ما اجمل ضحكتك سلوم.. لا تسمحي لأي كان باحزانك.. اتفقنا؟

ابتسمت: اتفقنا.. ولكن اياك ومناداتي بسلوم مجددا..

ضحك سالم: هههه تحت امرك انستي.. قطع حديثنا صوت صراخ ابي وهو يفتح باب الغرفة: سااااالم..

التفت باتجاه الباب بفزع.. نظر ابي الي: اخرجي سلمى اريد التحدث مع سالم على انفراد..

اومأت برأسي ثم خرجت من الغرفة.. ولكنني بقيت خلف الباب.. فقد انتابني الفضول لسماع حديثهم..

صرخ ابي: كيف تفعل هذا مع احمد.. هل تعرف كم احرجت من عمك بسبب تصرفاتك السخيفة؟؟

رد سالم: اي تصرفات.. انا لم افعل شيئا.. .

زفر ابي: لا تدعي الغباء سالم.. اعرف مالذي فعلته مع اصدقائك.. ستقومون بدفع تكاليف السيارة وتذهبون للاعتذار من احمد في الغد.. .

ارتفع صوت سالم: لن اعتذر لذلك الحقير ابدا.. انه يستحق ما حدث له..

رد والدي بغضب: لا تكن عنيدا سالم.. لا تنس بأن سلمى هي من طلبت الطلاق بنفسها.. لا ذنب لا احمد بهذا الامر.. .

ضحك سالم. ثم رد باستهزاء: هل حقا كنت تعتقد بأن احمد ملاك برئ؟.

افق يا ابي. لولم يكن يريد الزواج بطبيبة لماذا لم يخبرنا بهذا من قبل؟.

ما الذي جعله ينتظر كل هذه السنوات قبل ان يخبرها بايقاف دراستها؟

ابي ..

لقد تعمد احمد الانتظار كي يجد حجة لتركها... لقد كان متأكدا بأن سلمى سترفض ايقاف دراستها بعد هذه السنوات فوجد بأنها فرصة مناسبة للطلاق..

اجاب ابي: لا تظلمه يا سالم.. ربما حاول التأقلم على الامر ولكن لم يستطع..

قام سالم بمقاطعته: انا متأكد من حديثي ابي.. لقد قال احمد بنفسه امام ابناء الحي بأنه سعيد بطلاقه.. لقد قال: انا لا اريد الزواج بفتاة تتصرف مثل الصبيان..

شعرت بآلم يخترق صدري.. ذلك الحقير.. لقد قالها امام ابناء الحي!!

ركضت باتجاه غرفتي وانا ابكي بحرقة.. .

ابقيت بجسدي على السرير وقمت بدفن رأسي بوسادتي محاولة اخفاء صوت شهقاتي..

لقد بكيت كثيرا في تلك الليلة.. ولكنني بعدها قد اتخذت قرارا مهما.. .

منذ اليوم... ستتعرف الدنيا على سلمى مختلفة...سينسى الجميع امر سلوم.. وسيذكرون الفتاة الجميلة سلمى.. .

سأصبح مضرب المثل في الدلال والانوثة.. وسترون..
.
.
.

حرارة قوية تشتعل بجسدي..فتحت عيني ببطء..فوجدت السكون يحيط بأرجاء الغرفة..

صوت قطرات المطر يطرق زجاج غرفتي..مالذي حدث.أين ذهبوا..

أمسكت بهاتفي لأنظر الى الساعة..

انها العاشرة صباحاً..يبدوا أنهم في المدرسة الآن..لماذا لم يقوموا بايقاضي؟

وضعت يدي على رأسي.. حرارتي مرتفعه وأشعر بصداع خفيف..

لفت نظري كم الاعجابات التي حصلت عليها من الانستقرام.. .
لقد كانت من ذات الشخص.. .

قمت بفتح حسابه لمعرفة هويته.. ولكن لم يتضح اي شئ.. هناك امر مريب.. من الواضح انه افتتح حسابه للتو.. انه خال من الصور.. .

كما ان حسابي هو الحساب الوحيد الذي يقوم بمتابعته.. .

قمت بفتح الرسائل الخاصة فوجدت رسالة منه:

(ارى في كلماتك الكثير من الحزن.. ان لم يكن الامر يزعجك... هل استطيع معرفة سبب حزنك؟
ان ازعجتك بسؤالي تجاهلي الرسالة فحسب..) .

بقيت احدق برسالته باستغراب.. كيف تعرف على حسابي ياترى؟؟

اجبته بتردد: من تكون؟ .

اغلقت هاتفي حين شعرت برعشة بجسدي.. يا الهي الجو بارد جدا.. .

يبدو ان حرارتي قد ازدادت سوءً.. .

وقفت من سريري بصعوبة..سأنزل الى المطبخ لأخذ المسكن..

مشيت بخطوات بطيئة باتجاه الدرج وأنا أتلفت حولي من شدة الخوف..لماذا تركوني وحدي..انهم يعلمون أنني أخاف الوحدة..

وصلت الى الدرج..فطرأ في ذهني أنني لم أرتدي حجابي بعد...

زفرت بضجر وأنا أنظر الى الغرفة..لقد وصلت الى هنا بصعوبة أساسا بسبب ألم قدمي..لا بأس...لا أحد بالمنزل على أي حال..

نزلت الى المطبخ..ثم اتكأت على الطاولة وأنا أشرب من كوب الماء..

نظرت الى النافذة بشرود..لم يتوقف المطر منذ البارحة..

ياترى..هل أتصل على عمار..ولكن ربما يعمل الآن..

أيقظني من شرودي صوت انغلاق باب المطبخ..التفت باتجاه الباب..وحين رأيته يقف أمامي وينظر الي بنظرات شيطانية....

طرأ عمار في ذهني فصرخت أستنجد به: أبـــــــــــــــــــــــي.. .
.
.
.

لم أذهب لعملي في هذا اليوم..فقد أغلقت العديد من الطرق بسبب سوء الأحوال الجوية فآثرت العودة الى المنزل .. .

ولكن المنزل كان خالياً..لقد ذهب الأولاد للمدرسة على مايبدو..

عدت للنوم حتى الساعة التاسعة ثم جلست في الصالة أتابع التلفاز بضجر..لاشيء يستحق المتابعة..

سمعت صوت باب يفتح فالتفت باتجاه الدرج باستغراب..

من هناك ياترى؟؟

اغلقت التلفاز ثم مشيت باتجاه الدرج بحذر...وحين وصلت رأيتها!!

كانت تقف وهي تمسك بالدرابزين..لم ترتدي حجابها في هذه المرة..

لقد بدت أمامي في قمة الفتنة..

شعرها الذهبي ..ينساب كالموج دلالاً على كتفيها..

وعيناها..آه من تلك العيون..

عيناك معذبتي..مرآةٌ تعكس وجه السماء

عيناك معذبتي ..البحر مِنها قد سرق الصفاء .

عيناك..

آهٍ من عيناك ..لغزٌ حير كل العلماء .

يتساقط اللؤلؤ منها كحبيبات الامطار في ليلة شتاء ..

اختبأت خلف الدرج كي لا تراني وبقيت أراقبها بهدوء..

وحين رأيتها تترنح بمشيتها باتجاه المطبخ..وجدت بأن فرصتي قد حانت أخيراً..

أسرعت بخطواتي باتجاه المطبخ..

فرأيتها تتكأ على الطاولة..اغلقت الباب ببطء فالتفتت باتجاهي فزعاً ثم صرخت : أبــــــــــــــــــــي..

أستفزتني تلك الكلمة كثيراً..أنا لست أبوها..

أسرعت بخطواتي باتجاهها ثم أغلقت فمها بيدي وهمست بحدة: لست أبوك..هل فهمتي..لم ولن أكون أبوك أبداً..يكفي عذاباً لي يا فتاة..

انفجرت بالبكاء وهي تنظر الي محاولة استعطافي..ولكن لا..لن أضيع هذه الفرصة من بين يدي..

مسحت على شعرها وأنا أهمس:قولي نعم ياصغيرة..وسأفترق عن عمتك وأتزوج بك..صدقيني سأضع الدنيا بين يديك..ستعيشين كالأميرة هنا..

لم تترك لي الفرصة لأكمال حديثي..

فقد قامت بدفعي بقوة ثم قامت بغرس أسنانها بذراعي بكل قوتها...

صفعتها وأنا أصرخ بغضب: اهدئي..

سقطت ديما على الأرض أما أنا فقد نظرت الى ذراعي فبدت أثار أسنانها بوضوح..

نظرت اليها بحدة..فوجدتها تحاول الزحف باتجاه باب المطبخ..

أمسكت بقدمها فبدأت بالصراخ..

دفعتها باتجاه الزاوية ثم عدت باتجاه باب المطبخ لأغلقه بالمفتاح..

لن يخلصك أحد مني في هذه المرة أبداً..
.
.
.

خرجت من المدرسة مبكراًفي هذا اليوم..لقد قرر المدير اخلاء الطلاب بسبب غزارة الأمطار..

هه لقد سعد الطلاب كثيراً بهذا الخبر..ونحن المدرسين فرحنا بمقدار فرحتهم أو ربما أكثر..

انها الساعة العاشرة..اتصلت امي بي واخبرتني ان اصطحب فرح من المدرسة فقد ذهبت هي مع السائق لاصطحاب أمل من الجامعة ولكن الطرق قد تعطلت بسبب المطر..

توقفت أمام باب مدرسة فرح وديما بتوتر..اشعر بالارتباك والغضب في نفس الوقت حين اتواجد مع ديما في نفس المكان.. .

لا أستطيع تفهم سبب رفضها لي..أقسم أنني أحبها..وأنا على استعداد تام لتلبية طلباتها وتعويضها عن ما رأته من ظلم في حياتها..

ولكنها لا تريدني..

وماهي حجتها السخيفة..هه تقول أنني بمثابة عمار بالنسبة اليها..

حسناً إذا..سأريها المعاملة التي تريدها..لن أعاملها كأختي بعد الآن..

فعل كل حال..أنا لست مسؤلاً عنها أليس كذلك..

فتح باب السيارة فدخلت فرح وهي تهتف بحماس: يااااي أحب المطر كثيراً..

سألتها بدون أن ألتفت: أين ديما؟

نظرت الي ثم أجابت:حرارتها مرتفعة..طلبت أمي أن لا نوقضها للمدرسة...أنت تعرف..ديما عنيدة ولن تقبل التغيب عن المدرسة مهما ساءت حالها..

قمت بتحريك السيارة وأنا أفكر بها..سألت بتردد:ما سبب ارتفاع حرارتها..انها بخير أليس كذلك؟

اجابت فرح: مم لا أعلم..قالت أمي أنها قد عادت الى المنزل وثيابها مبتلة بالأمس..لقد جلست مع عمار في الحديقة فابتلت ثيابها..

همست بضجر: ذلك الغبي..كيف يدعها خارجاً في هذا الجو البارد..

وصلنا الى المنزل...وحين نزلت من السيارة وجدت سيارة أبي..يبدو أنه قد عاد من عمله باكراً أيضاً..

قمت بفتح الباب..وحين دخلت المنزل مع فرح تصلبنا بمكاننا حين رأينا ذلك المنظر..

هناك آثار لدماء..أمام الدرج..

ايقظني من صدمتي صوت فرح:اثار الدم تصل الى المطبخ..

شهقت ثم تابعت الحديث: ربما حصل شيئ لديما..

قالتها ثم ركضت باتجاه المطبخ وهي تهتف: ديما...

أما أنا..فقد أعدت نظري لذلك الدم..فوجدت أن هناك آثر خلف الدرج..مشيت باتجاهه ببطء..ثم رأيتها....

كانت ديما..بثياب ممزقة ملطخة بالدم..

اتسعت عيناي ثم نطقت بصعوبة:ديما؟!

التفتت الي والدموع تبلل وجهها ..وقبل أن أنطق بأي كلمة وصلني صوت فرح وهي تصرخ: أبــــــــــــــــــــــي...

ركضت باتجاه المطبخ بسرعة فرأيت أبي مستلق على أرض المطبخ وهو ينزف..وفرح تقوم بهزه بعنف: أبي..رد علي أبي..

شعرت وكأن صاعقة سقطت على رأسي ..

لم يتطلب الأمر كثيراً لأدرك ماحدث هنا..ثياب ديما الممزقة واختبائها يؤكد صحة استنتاجي..

التفتت فرح الي وهي تبكي: افعل شيئاً فارس..اتصل بالاسعاف..سأذهب لرؤية ديما ...

التفت اليها بسرعة: كلا ابقي بجانب أبي أنا سأراها..

اخرجت هاتفي من جيبي والقيت به لها : اتصلي بالاسعاف بسرعة واياك والتحرك من هنا..

قلتها ثم ركضت باتجاه ديما..امسكت بذراعها وبدأت أسحبها باتجاه المجلس وهي تمشي معي بدون اعتراض..

اغلقت الباب خلفي ثم التفت اليها...نظرت الى عينيها وانا اسألها بضعف:لم يكن أبي..قولي انه لم يكن أبي أرجوك..

انفجرت ديما بالبكاء بدون أن ترد..

كلا ..هذا مستحيل..كيف سيتمكن قلبي من احتمال هذا الألم...

أمسكت بعضديها ثم أعدت سؤالي بحدة:اخبريني بأنك بخير..لم يقم أبي بإيذاءك أرجوك قولي هذا ديما..

استمرت ديما بالصمت والبكاء..فارتجف جسدي من عظم هذه المصيبة..

تركتها ثم خرجت من المجلس وأنا ارتجف..

أي فضيحة حلت علينا..

أبي..وديما..

مالذي سيحل بأمي أن علمت بهذا..عمي وأخوتي..

خرجت فرح من المطبخ ثم سألتني: أين هي ديما..

نظرت اليها ثم همست:لم أجدها..ربما ذهبت لعمار منذ الصباح..

ارتفع صوتي: عودي للجلوس مع أبي ..سأبحث عن شخص يساعدنا..

قلتها ثم صعدت الدرج باتجاه غرفة ديما..

يجب أن تهرب ديما من هنا..لن يعلم أحد بما حدث سواي..

ديما لازالت في أول شبابها..ماذنبها لتدمر حياتها بهذه الطريقة البشعة..

سأحاول جاهداً التستر على ماحدث من أجل سمعة العائلة..من أجل أمي..

ومن أجل محبوبتي ديما...
.
.
.

أنا في كابوس مرعب فحسب..يجب أن استيقظ الآن ..

أمسك فارس بي وبدأ يجرني باتجاه المجلس ولم اعترض...

فقد انهارت نفسي وتشنجت أطرافي ...

وتوقفت جوارحي وحواسي ...

شعرت بأنني غير قادرة على الحركة ...

أمسك فارس بي بحدة وهو يسألني:لم يكن أبي..قولي انه لم يكن أبي أرجوك..

في تلك اللحظة..فوجئت بقلبي ..ينبض سريعآ من هول الصدمة ...

لم أكن أريد أن يحدث هذا لي..ولم أتوقع أن تدمر حياتي بهذه الطريقة يوماً.

في تلك اللحظة فقط شعرت بأنني كنت سعيدة ومحظوظة طوال حياتي ...

أما الآن ..فقد أنقلب حالي ...تبدل كياني ..

وكأنني في عداد المفقودين ...

ضاعت آمالي ,,,وتناثرت أحلامي هباءً.

خرج فارس من المجلس ولكنه عاد بعد وهلة وهو يحمل في يده ثيابي مع عباءتي..

القاها بوجهي ثم تحدث بحدة: قومي بتبديل ثيابك بسرعة..يجب أن تهربي من هنا..سأوقف سيارة أجرة ..كوني جاهزة قبل عودتي..مفهوم..

قالها ثم خرج من الغرفة... .

نظرت الى تلك الثياب بشرود..وحين رأيت الثياب الممزقة التي أرتديها ارتعش جسدي..وكأنني أفقت للتو..أنا لم أكن أحلم...

قمت بتبديل ثيابي فقام فارس بفتح الباب..

امسك بذراعي مجدداً وبدأ يجرني: هيا بسرعة قبل أن تصل الشرطة..

مهلاً لحظة ..الشرطة..هل مات عمي..هل أصبحت الآن قاتلة..

تحركت شفتي أخيراً وأنا أنطق بصوت متهدج: هل مات عمي؟؟؟

التفت فارس الي حين توقفنا أمام السيارة..

نظر الى عيني بحدة: لقد ذهبت لمنزل خالي للبقاء مع عمار منذ الصباح..انك لا تعلمين شيئاً عن ابي هل هذا مفهوم..

بكيت: ولكن ..ماذا ان مات؟؟

اجاب فارس بعينين دامعتين: حينها ستقولين أن فارس من قتله..

أومأت برأسي:كلا..كلا..فارس..

قام فارس بمقاطعتي: انا افعل هذا من أجل أمي..اياك واخبار احد بما حدث ديما..

تردد الى مسامعي صوت سيارات الشرطة فهتف فارس بصوت مرتبك: اياك والعودة لهذا المنزل..اخبري عمار ان فارس قد جن وقتل والده..اخبريه انك لا تريدين العيش معنا..لأنني ان رأيت وجهك مجدداً..فسأقتلك بيدي..

قالها ثم قام بدفعي لداخل السيارة..

أغلق الباب ثم ركض باتجاه المنزل..

بدأت السيارة بالتحرك وانفجرت أنا ببكاء مرير...

يا الهي أرجوك خذ روحي في هذه اللحظة..لن أتمكن من العيش مع هذا الألم أبداً.

أريد أن أموت..

أرجوك..
.
.
.

أركض وحدي لاهثاً في غرفة شديدة الظلمة..

أتلفت حولي بحثاً عن شخص ينتشلني من وحدتي..ولكن ما أراه هو الظلام فقط..

أصرخ..فيتردد صدى صوتي في المكان..

ولكن فجأة...يصل إلى مسمعي صوت ضحك خفق قلبي له طرباً..

صوت ضحك صغيرتي ديما..

تتبعت ذلك الصوت..فرأيتها طفلة تجلس وسط ألعابها في غرفتي..

همست منادياً:ديما؟!

التفتت لصوتي بابتسامة عريضة وهي تهتف:دادي..

تلك الكلمة..لم أسمعها منذ وقت طويل جداً...

فتحت ذراعي لها فركضت ثم قفزت بحضني فوراً..

طوقتها بذراعي وأنا في قمة فرحي..اشتقت لصغيرتي المدللة كثيراً..

ولكن ابتسامتي لم تدم طويلا..فقد شعرت فجأة بشيء يخترق ظهري بقسوة..

ابتعدت ديما عن حضني وهي تبكي:دادي..انك تنزف!!

التفت خلفي لأراها..تحمل سكينة ملطخة بالدماء بيدها.. لقد طعنتني..نظرت الى وجهها لأراها ديما..ولكنها لم تكن صغيرة في هذه المرة..

انها ديما في سن المراهقة..

امسكت موضع الطعنة بألم وأنا أسألها:لماذا!!

لم ترد علي..التفتت وبدأت تمشي على جسر طويل..في نهاية ذلك الجسر..بوابة ضخمة يكسوها الظلام..

تسارعت ضربات قلبي بطريقة جنونية...لم أرد ان يصيبها أي مكروه ..

هتفت منادياً: ديما لا تذهبي.

لم تلتفت الي..أغلقت عيني لأصرخ بصوت أعلى:

ديـــــــــــــمــــــــــــــــــــــــا..
ديــــــــــــمـــــــــــــــــــــــــا..
ديـــــــــــــمــــــــــــــــــــــــا..

استيقظت من نومي فزعاً على صوت الرعد..

جلست على سريري محاولاً السيطرة على انفاسي..

مسحت على وجهي وأنا أستعيذ بالله من ذلك الكابوس..

كلا ..لم يكن حلماً عادياً..تلك الطعنة..لازلت أشعر بها..

نهضت من السرير لأغسل وجهي...نظرت الى الساعة...انها الحادية عشرة..والجو ممطر في الخارج..

خرجت الى الحديقة لرؤية المطر ثم أغلقت عيني أدعو الله أن يحفظ صغيرتي ديما..قلق جداً عليها..

لابد انها في المدرسة الآن..سأقوم بزيارة عمتي بعد الظهر لرؤيتها...

لم يدم مكوثي في الحديقة طويلاً قبل أن يصلني صوت السيارة المتوقفة أمام باب المنزل..

فتحت عيني ملتفتاً باتجاهها وحين فتح باب سيارة الأجرة خرجت منها شاغلة عقلي وقلبي..

انا لا أتوهم..صغيرتي ديما تقف أمامي..

لم تترك لي الفرصة للاستيعاب..فقد ركضت باتجاهي فجأة ثم قفزت باندفاع نحوي وهي تهتف: أبـــــــــــــــــــــــي..

تصلب جسدي ..وشل تفكيري من هول الصدمة..فقد كانت تحتضنني بقوة وهي تبكي بحرقة..

طوقتها بذراعي وأنا أسألها بصوت مرتجف: ديما..هل أنت بخير؟؟

لم ترد علي..استمرت بالبكاء فقط..

ولكن..كلمة ابي التي نادتني بها..ارتعاش جسدها..وصوت شهقاتها ..

هذه الامور جعلتني أدرك أن أمراً جللاً قد حدث..

حاولت كثيراً معرفة سبب بكائها في ذلك اليوم..ولكن الجواب لم يصلني أبداُ..

استمرت ديما بالبكاء ..وتركتني حائراً..أتساءل بصمت..
.
.
.
. 💖 نهاية الفصل💖

رحاب بنت ابوها 28-05-17 10:53 PM

رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
 
ياعمرررري ديمااا 😭😭😭😭😭😭 حسبي الله عليه يعل عيونه البط قليل الادب زين سووت فيه ديما بردت قلبي بس مسكينه تدمررر مستقبلها 😭💔
كلي شوق للاحداث الجاااايه ورده فعل عمار

سالم وفزعته لاخته اهو وشله الانس عجبببتتتني 😻 كفو عليهم والله جدعااان 😎💪🏻 اتمنى انك ما تطولين علينا هالمره كلي حماس لج ولابداعج 💘💘


الساعة الآن 09:54 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية