منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   أغداً ألقاك ؟ / بقلمي (https://www.liilas.com/vb3/t203429.html)

فوفوه 24-01-18 01:57 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
روعه قرات اوول بارت رووعه

د ا ن ة 24-01-18 07:20 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
أليس اليوم لقيانا 😏 ....
لا تعتقدي اننا بننسى موعد البارت😁 ...
يارب مايكون فيه تأخير ⚘

نغم الغروب 24-01-18 11:44 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
فيس مكسوف على دمه :7Fb04734:

نغم الغروب 24-01-18 11:47 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
الفصل الثامن عشر




دلو من الماء البارد المثلج يُسْكَب عليها من رأسها إلى أخمص قدميها ، يجمد ملامحها ، أحاسيسها ، مفاصلها و حتى دقات قلبها
هذا ما فعلته بها جملته الأخيرة .
- اتركني ماهر ، أرجوك اتركني ، قالت بوهن و هي تحاول عبثا دفعه بعيدا عنها .

ليس الآن ، ليس هكذا ، ليس و هي في هذه الحالة .
- اهدئي يا ليلى ، اهدئي

وضعت وجهها بين كفيها و هي تهز رأسها عدة مرات :
- كلا أرجوك لا أستطيع ، ليس الآن ، ليس الآن
- إما الآن أو أبدا يا ليلى ، قالها و هو يتركها تبتعد عنه قليلا دون أن يحررها من قيده حولها .

تأملته بعدم تصديق ، الحالة متقدمة لديه بالفعل ، يهددها بعدم الوصال كأنها هي التي تسعى و هو الذي يتمنع.
نظر ماهر إلى عينيها اللامعتين تبرقان بغضب وسط شحوب وجهها ثم زفر بقوة يحرر البعض من غيظه .
أحاط كتفيها المرتجفتين بذراعيه و أجلسها بقربه على الأريكة .
- ليلى ، قال و هو ينظر أمامه ، كاميليا كانت زوجتي لمدة عشرة سنوات
لذلك من الطبيعي ، بل من الطبيعي جدا أني لم أتجاوزها بعد و الأرجح أني لن أتجاوزها أبدا

تنهد بعمق و واصل و هو يلتفت نحوها :
- لن أكذب عليك و أقول بأن الأمر لن يتكرر أبدا ، كلا يا ليلى سيحصل
سيحصل أن أناديك باسمها دون وعي مني
فإذا كنت ستفعلين هكذا في كل مرة فمن الأفضل أن ننهي الموضوع قبل أن يبدأ

تأمل إطراقها الصامت ثم أضاف و هو يرفع وجهها لينظر داخل عينيها :
- لم أظن أن مجرد ذكري لاسمها سيغضبك هكذا ، سيجعلك تبتعدين بهذا الشكل
- أنا غاضبة من نفسي ، تمتمت و هي تنكمش على نفسها أكثر
عندما سمعت اسمها شعرت بأني دخيلة عليك و عليها ، عليكم جميعا
شعرت بأني لصة ، جئت لأسرق منها حياتها و دورها في حياتك
شعرت شعرت ب…
- اشش لا تكملي ، همس لها و هو يكتم للمرة الثانية دموعها في صدره.

ربت على ظهرها بلطف و دفء صوته يهدهدها :
- لن تسرقي شيئا يا ليلى ، هي لها مكانتها في قلبي و أنت لك مكانتك

لدقائق طويلة ظلا غارقين في ذكريات صامتة ، في أفكار حائرة.
تكلم أخيرا ، في صوته بقايا حزن و شرود :
- فكري في الموضوع كما فكرت فيه مؤخرا : كاميليا تركت خيوطا ، أولها لدي و آخرها بين يديك ، و بذلك كانت سببا في ربط قدرك بقدري

احتوى وجهها في دفء كفّيه و هو يقول ببطء :
- أنا زوجك و أنت زوجتي يا ليلى و أنا لن أستطيع أن أصبر عنك أكثر
راقبها تخفض عينيها ثم سمعها تقول بضعف
- لدي شيء لأقوله لك
تأفف في سره بغيظ ، طبعا ما المانع ، فليقضيا الليلة في الكلام : هو يقول ، هي تقول وأي أحد لديه شيء ليقوله فليتفضل الآن ،
ليلة واضحة من أولها.
- أنا أسمعك ، قالها بعبوس
- زواجي الأول لم ... أعني أنا مازلت ...

نظر إليها بجنون ، تأتي الآن لتذكره بأنها كانت لآخر.
تكلمه عن زواجها السابق بهذه البساطة و في هذه الليلة التي تعتبر ليلة زفافهما.
على أي جزء من الكوكب تظن نفسها ؟ و مع أي نوع من الرجال ؟
لقد جنت الفتاة و تريد أن تفسد الليلة تماما عليه .
نعم يعترف أنه هو من بدأ بإفسادها لكنه لم يقصد على عكسها هي التي مازالت مستمرة في التأتأة أمامه
- يجب أن ، أن تعرف أني…..

هل هي من ستعلمه ما يجب عليه أن يعرفه ، هذا بالتحديد ما كان ينقصه !
أجفلت ليلى و هي تُفاجأ به يضع يده على فمها يكتم باقي كلماتها
- و لا كلمة إضافية ، قال لها بحدة ، لا أريد و لا أحتاج أن أعرف شيئا عن حياتك مع الحيوان الأول
تقوس فم ليلى تحت أصابعه في ابتسامة لم يلحظها ، تماما كما لم يلحظ أنه شتم نفسه دون أن يدري .
- و الآن ، قال و هو يزيح يده عن شفتيها ، رددي ورائي : أنا لك و لن أكون لغيرك

أسدلت جفنيها مستسلمة أمام عناده و دماغه التي صنعت من الصخر الصلد ثم رفعتهما لتغرق في أمواج عينيه و تبثه وعودها بصوت هامس :
- أنا لك و لن أكون لغيرك و لم أكن أبدا لسواك

للحظة تجمدت ملامحه أمام نظراتها ثم جذبها نحوه و هو يقول :
- و أنا موافق

" سامحيني يا كاميليا لكني أحبه "
" سامحيني يا كاميليا لم أعد أقدر "
……………..

نغم الغروب 24-01-18 11:48 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
استيقظت لتجد نفسها وحيدة ، لكن اليوم على غير المعتاد لم تؤلمها وحدتها.
بالعكس شعرت بأنها تحتاجها ، تحتاج أن تكون مع نفسها فقط
لتستطيع أن تستوعب الذكريات الجميلة القريبة و بقايا المشاعر الناعمة التي تدفئ قلبها .
جهزت نفسها الجديدة بسرعة ثم كالعادة تسللت من الغرفة كالفأرة .
فأرة سعيدة و كسولة .
لأول مرة لا تتسلل لكي تتجنبه بل لكي يكون وجهه هو أول وجه تبدأ صباحها به.
ألقت نظرة صقرية فاحصة من الأعلى ثم التهمت خطواتها درجات السلم في لمح البصر.
دخلت عليه غرفة مكتبه لاهثة و أغلقت الباب خلفها ،
نظر إليها بدهشة سرعان ما تحولت إلى شيء آخر ، شيء دافئ و جميل كنبرة صوته التي حملت الكثير من الفخر و هو يقول لها متقدما نحوها :
- صباح الخير يا عروستي

أخفت وجهها باحمراره الشديد ، بفرحتها الأشد في صدره و طبعا بدموعها الحاضرة دائما بدون دعوة.
أخيرا ابتعدت عنه و راقبته بحب يرن الجرس يطلب أن يحضروا لها إفطارها ثم يجلس بجانبها .
- لماذا لم تخبريني قبل الآن ؟ سألها و هو ينظر بإشفاق إلى أصابعها التي استمرت تفركها ببعضها البعض
- أنت تعرف ، شعرت ... شعرت بالحرج
قال مداعبا :
- لماذا لم تكتبيها لي في ورقة كما في تلك المرة ؟
- مازلت تذكر ؟ سألت و هي تسافر معه إلى نفس النقطة من الزمن.
- ذلك يوم أتذكر جميع تفاصيله.

راقب احمرار خديها بحنان ثم قال و هو يدير وجهها إليه :
- كانت أشهرا صعبة عليك ، أليس كذلك ؟
- بلى ، قالت و هي تومئ برأسها ، لكنها كانت أصعب عليه هو ، أقصد وليد .
- لا تشفقي عليه أمامي ، قال بنبرة قاطعة ، و هذه آخر مرة تذكرين اسمه أو تذكرينه أصلا ، مفهوم ؟
- لكنك تعرف أنه لم
- لقد عشت ستة أشهر بأيامها و لياليها معه ، قاطعها و هو يقوم من جانبها
- لم يحصل بيننا شيء يا ماهر، أكدت له و هي تقف لتواجهه
- يعني لم يلمسك أبدا
- أبدا يا حضرة الضابط
ابتسم و هو يضمها إليه بقوة ثم أبعدها قليلا لينظر إليها :
- الآن أستطيع أن أشفق عليه ، قال و هو يعقد حاجبيه ، لا بد أن حالته صعبة بحق و إلا كيف استطاع أن لا يلمسك و أنت أمامه لمدة ستة أشهر
ابتسمت برقة و هي تقول بمكر :
- أعرف رجلا آخر تركني لمدة أربعة أشهر كاملة دون أن يلمسني.
- آه ذلك الرجل ، قال و هو يهز رأسه بأسف ، كانت حالته صعبة أيضا ، صعبة جدا في الواقع .

لماذا ؟ أرادت أن تسأله ، لماذا كل ذلك التردد ، جميع تلك الحسابات ، لماذا ؟
لكن ربما هكذا أفضل ، حاولت أن تقنع نفسها
ربما كلما كان الشوق أكبر كان التلاقي أجمل.
أخرجها من شرودها و هو يرفع يدها إلى شفتيه ، يقبل باطنها و أصابعها و يقول لها بدفء :
- سأعوضك عن كل ما فات

و حينها لم تعد تقدر ، شعرت بشيء ينساب منها ،
كأن ذاتها القديمة تنفصل عن جسدها لتحلق في سماء الغرفة و تراقبهما من بعيد : جالسان ، يتحدثان ، يضحكان ، يتهامسان .
و هي ، ليلى القديمة تكتفي بالمشاهدة ، تترك الأخرى الجديدة تتصرف في هذا الظرف الذي ليست معتادة عليه : أن تكون سعيدة .
تراقب الأخرى باستغراب و هي تراها مرتاحة معه ، على سجيتها تماما كأنها تعرفه طوال عمرها.
تسأل نفسها كيف عاشت هذه المخلوقة و سكنت بداخلها دون أن تشعر بها ،
لأيام و أيام ظلت تسأل نفسها و لا تجد الجواب.
و لكنها لم تعد تريد أجوبة بعد الآن .
لأن هناك جواب واحد يغني عما سواه
أنا سعيدة.
سعيدة إلى درجة أنها أحيانا تغص بدموعها لشدة السعادة.
في كل لحظة من تلك اللحظات
عندما تستيقظ قبله و تراقبه و هو نائم.
عندما ينظر إليها كأنه لا يرى امرأة سواها في هذا العالم .
و في كل مرة يقبل فيها يدها.
لذلك أصبح هذا هو جوابها على كل سؤال و هذه هي حالتها في جميع المواقف.
هي سعيدة الآن و حتى إشعار آخر.
هل أنت جائعة ؟ أنا سعيدة
هل نمت جيدا ؟ أنا سعيدة
ماذا تريدين من الحياة ؟ أنا سعيدة
سعيدة يا ناس ، سعيدة . ماذا تريدون أن أفعل لكم ؟ أصبحت تجيب بها نظرات الآخرين إليها و هم يحدقون إلى ابتسامتها الدائمة التي ترفض أن تغادر شفتيها.
أنا أُقَدِّر أن في هكذا أوضاع تمر بها البلد تعتبر السعادة تهمة
لكنها تهمة كنت بريئة منها حتى وقت قريب.
لذلك لا تحسدوني أرجوكم ، أتوسل إليكم ، فأنا حديثة عهد بها .
دعوني أهنأ بها قليلا ، أسرقها من زمني قبل أن يلتفت ثانية إلي.
تريدون أن تسعدوا مثلي ؟ حاضر ، إليكم السر : تزوجوا
لحظة ليس هذا فقط : تزوجوا و لا تشاهدوا نشرات الأخبار.
………………………..


الساعة الآن 08:56 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية