منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   أغداً ألقاك ؟ / بقلمي (https://www.liilas.com/vb3/t203429.html)

نغم الغروب 16-02-17 01:20 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طيف الأحباب (المشاركة 3673183)
اهلا فيك في صرح ليلاس الشامخ

شدني عنوان الرواية جدا غريب
لي عوده بعد القرأه ان شاء الله

شكرا لترحيبك اللطيف عزيزتي طيف
و أهلا بك بين صفحات روايتي ذات العنوان الغريب
في الحقيقة غريب حتى بالنسبة لي
لكنه نوعا ما مناسب للرواية لأنها غريبة قليلا عن الذوق السائد
و مع ذلك أتمنى أن تجد لنفسها مكانا في قلوب القارئات
شكرا على مرورك

نغم الغروب 16-02-17 01:26 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاط (المشاركة 3673335)
سلام عليكم بداية رائعة ومليئة بالاسرار بخصوص كاميليا هل سوف يكون هناك علاقة بين ليلى وزوج كاميليا في الفصول القادمة؟ هل سوف تكون ليلى مفتاح حل لغز كامليا واسرارها بانتظارك لمعرفة البقية واسرار كاميليا بالتوفيق


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته عزيزتي
سعيدة بإعجابك بالبداية
بالنسبة لأسئلتك فسيتم الإجابة عنها شيئا فشيئا
و لكني أستطيع القول أن كاميليا بأسرارها هي مفتاح القصة
و في كل فصل ستفتح أبواب جديدة لعالم أتمنى أن ينال إعجابكن كما نال إعجابي

فاط 16-02-17 11:05 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
سلام عليكم اختي اسفة على الازعاج بس ممكن امتى راح تنزلي الفصول في اي يوم مشكورة بانتظارك

نغم الغروب 17-02-17 03:41 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
الفصل الثالث



" في ركن معتم ، منسي ، ستقبع صفحاتي المغلقة منكمشة على ذاتها
أعلم جيدا أنها ستحن لأناملي التي كانت تزورها
و أعلم أنها سوف تشتاق لي وسوف تشتاق أن تحضن مزيدا من حروفي
أعلم أنها سوف تشتاق أكثر أن تفتح مرة أخرى و تتنفس ندى الصباح و نسمات الغروب الحالمة
نعم سوف تشتاق أن تحيا من سباتها الطويل و تضج بأسرارها و خباياها.
لكني لن أكون هنا
لن أكون هنا لأدفئها بعِباراتي و عَبراتي
ليس بوسعي أن أعرف كم ستظل مجهولة وحيدة قابعة في سجنها الساكن قبل أن تنتشلها يدان غير يداي
ولكن بوسعي أن أتخيل
أتخيل مقدار سعادتها عندما تشعر بتلك العينين الفضوليتين تلتهمان حروفها و كلماتها و جملها ،
بوسعي أن أشعر تماما أيّ إحساس عميق بالرضا سيغمرها فتبث لواعجها جميعا بلا تحفظ و تستسلم لتلك الأنامل الأخرى و هي تتصفحها
سطرا بعد سطر
و ورقة إثر ورقة……
بعد أيام ، بعد أشهر ، بعد سنوات ربما من غيابي عنها
سوف تتعانق الحروف سعيدة و هي تخرج من مخبئها
سوف تُقرَأُ أولى الكلمات بعينين غير عيني كاتبتها
الكلمات التي كتبتها أنا
كاميليا
كاميليا الجميلة التي تملك كل شيء
كاميليا التي أحبها كل من رآها
و دللها كل من أحبها
لقد حظيت فعلا بكل دلال العالم
و لكني لم أشعر أبدا بالألفة التامة مع هذه الحياة
فلطالما شعرت بأني بعيدة ، بعيدة جدا ليس فقط عن الناس و الدنيا بل عن نفسي ، عني
لذلك أريد أن أكتب لعلي أقترب قليلا أو كثيرا من هذه التي تدعى أنا
لن أكتب عني كما يعرفني الناس بل سوف أكتب عن تلك التي كانت يوما ما أنا أو من ظننتها حينها أنا
سأكتب لكي أحاول أن أفهم لماذا بقدر حبي كانت عزلتي
لماذا بقدر رضاي كانت حيرتي؟
أتوق أن أفهم هل أنا من عشت حياتي أم أن حياتي هي من عاشتني؟
من أين أبدأ يا ترى
من أين؟

نغم الغروب 17-02-17 03:48 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
سأبدأ من حيث تبدأ أي امرأة تحاول أن تفهم نفسها
سأبدأ بمخاوفي
نعم أنا أخاف
أخاف كثيرا في الواقع
لن يصدق أحدهم هذا عني
فهم يعتقدون أني قوية
يظنون أني كاملة
لكن لا شيء كامل
لأن الزمن يمر و تجد آثاره طريقها إلى كل شيء
و كم هي ثقيلة خطوة الزمن
يدوس بقسوة على شبابنا و يزرع تجاعيده و أمراضه على أجسادنا
و معنا نحن النساء يستطيع دائما أن يكون أكثر قسوة
يرحب بالبعض منا في عالم العنوسة
و تمتص يده الجافة الحياة من أرحامنا تحت مسمى بديع من مسميات كثيرة مثل سن اليأس
فقط الزمن بدقاته المتوحشة يستطيع أن يغيرنا أن يستنزفنا….

متى بدأت أخاف من الزمن؟
ربما حين رأيت ما فعله بأمي
أمي التي أصبح عقلها مقفرا ، موحشا مثل حياتها.
أمي التي صارت تتجول بلا هدف و على وجهها تعبير فارغ
بعد أن كانت كل خطوة من أجل هدف..
من كان ليتصور أنك يا أمي و أنت الباحثة الدائمة عن الكمال تصيرين غير قادرة حتى على إقفال زر من أزرار قميصك
من كان ليتخيل أنك يا أمي بعد أن كنت تحفظين النثر و الشعر ، تخونك حروفك و كلماتك و تصبحين تتلعثمين كطفل في الثالثة
أي أم كنت يا أمي
و ما الذي فعله بك الزمن أمام قلبي و عيني
ربما لذلك أخاف منه
ربما لأني أخاف أن يكون ميراثي منه كميراثك منه يا أمي "
…………………………………………………………………
…………………………………..
…………………..
جلس على مكتبه العريض و بدأ يخاطب صورتها الصامتة
- أهذا هو ميراثك لي يا كاميليا : حيرة ، شكوك و غضب
ارتاحت أصابعه على الإطار للحظات ثم استمر يعاتبها بحزن :
- ألم تستطيعي أن تكوني امرأة عادية لمرة واحدة ، لمرة أخيرة
أبعد الصورة عنه بحركة عنيفة ثم عاد يتأمل هاتفها
الهاتف الذكي كما يطلقون عليه و الذي بدا له في هذه اللحظة في قمة الغباء بملمسه البارد و شاشته المظلمة و محتواه الفارغ ، الخالي من أي إجابات لأسئلته الكثيرة
ضغط زر الاتصال بآخر رقم
بعد رنة واحدة مقتضبة سمع صوت امرأة تتكلم بلهجة رسمية
- برونتو ، و بعدها الجملة الرتيبة المعتادة التي تعرف بالفندق ، كيف أستطيع أن أخدمك يا سيدي ؟
- أريد أن ألغي حجزا باسم زوجتي المتوفاة
أعطاها الاسم ثم انتظر لدقائق قليلة قبل أن تقول له بصوت أقل رسمية و أكثر لطفا :
- أرجو أن تتقبل تعازينا الحارة يا سيدي
ترددت قليلا ثم واصلت تقول :
- بالنسبة لإعادة الأموال فإدارة الفندق تحتاج إلى بعض المعلومات
- سأتكفل بالأمر صمت قليلا ثم سألها :
- أرجو أن تتأكدي إن كان هناك حجز آخر تم بواسطة بطاقة ائتمانها
- كلا يا سيدي لم يكن هناك حجز آخر
أغمض عينيه براحة ممزوجة بالمرارة ثم قال بصوت بعيد قبل أن يغلق الخط :
- وداعا و شكرا


الساعة الآن 11:11 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية