منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   أغداً ألقاك ؟ / بقلمي (https://www.liilas.com/vb3/t203429.html)

نغم الغروب 07-02-17 01:14 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخاشعه (المشاركة 3672413)
السلام عليكم
يا مرحبا بنغم وروايتها الجديده
البداية جدا مشوقه تحمل اسرار راح يكتشفها الارمل عن امرأه عاش معها بدون لا يعرفها حق المعرفه....وشكل العاطفه بينهم كزوجين فاتره
الروايه عكس نمط من سبقتها في الحقبه الزمنيه والبدايه ....
نغم انت شخصية متجدده تبدع دائما
شكرا

يا أهلا بك يا عزيزتي الخاشعة
لا تستطيعين أن تتخيلي كم اشتقت أن أقرأ تعليقاتك و أسعد بتشجيعك لي
مسرورة لأن البداية أثارت إعجابك و آسفة جدا لأني تأخرت في الرد عليك
لكني للأسف مشغولة جدا و لا أستطيع زيارة المنتدى بصفة يومية
شكرا لك على تشجيعك الدائم و المستمر
دمت بخير

نغم الغروب 07-02-17 01:17 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
عزيزتي "طعون"
قرأت رسالتك لكن قوانين المنتدى لم تمكني من الرد عليك بما أني ليس لدي مشاركات كافية
هل ترين أن أرد عليك هنا أو في صفحة أخرى
دمت بخير

طُعُوْن 07-02-17 08:54 PM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نغم الغروب (المشاركة 3672807)
عزيزتي "طعون"
قرأت رسالتك لكن قوانين المنتدى لم تمكني من الرد عليك بما أني ليس لدي مشاركات كافية
هل ترين أن أرد عليك هنا أو في صفحة أخرى
دمت بخير

تستطيعين الرد بالرسالة التي أرسلتها لك.. أو تكتبين لي طريقة للتواصل
خارج المنتدى..

نغم الغروب 07-02-17 11:57 PM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
الفصل الثاني


أغلقت الباب و هي تشعر ببابٍ آخر من أبواب حياتها يُغلق في وجهها.
و إحساس عميق بالوحدة و الانعزال يغلق قلبها و تفكيرها
رغما عنها توقفت أمام المدفأة ، مررت أصابعها بلطف فوق سطحها المصقول قبل أن تريحها على الإطار الفضي الذي يحيط بصورة سيدة البيت الراحلة .
تأملتها سارحة و هي تتذكر كم كانت الصور تخلب لب كاميليا
" ساكنة و لكنها تزخر بالحياة ، تغمر قلوبنا بالذكريات ،
رغم أنها تبدو جامدة متوقفة إلا أن لها هذه القدرة العجيبة على إدارة عجلة الزمن و حملنا بعيدا ،
إلى عالم كان و لن يعود"
تمتمت ليلى بأسى وهي تلمس وجه كاميليا المحبوس خلف الزجاج اللامع :
- أنت أيضا يا حبيبتي كنت و لن تعودي

احتضنت الصورة بين يديها برفق ثم خاطبتها بحنان :
- سامحيني يا كاميليا ، لن أكمل ما كنت تسعين إليه ، لم يعد هناك جدوى
أستغفر الله ، لكن برحيلك أشعر أنه لم تعد هناك جدوى من أشياء كثيرة

- ليلى
وضعت يدها على موضع قلبها و تجمدت قليلا ثم التفتت ببطء
- هل ماتت أمي حقا يا ليلى ؟

سارعت إليها تضمها إلى حضنها تحاول دون جدوى أن تذيب حزنها في أحزانها و هي تجيبها :
- سامحيني يا مَيّْ
- لماذا تطلبين مني السماح؟

أغمضت عينيها و هي تقربها منها أكثر و تهمس في سِرِّها
" لأني لا أستطيع أن أكذب عليك هذه المرة يا حبيبتي "
فلطالما كانت تكذب عليها ،
و تقدح ذهنها لتجد عشرات بل مئات
الأعذار الزائفة تبرر بها ابتعاد أبويها عنها
و عن طفولتها التي لن تعود
كان كلاهما غائبا بطريقته الخاصة عن حياة هذه الطفلة
لم تشك أبدا في مدى حبهما لها و لكن كم كان سطحيا تعبيرهما عن هذا الحب
بالهدايا و المزيد المزيد من الهدايا
بالكلمات اللطيفة و الكثير الكثير من الكلمات اللطيفة
كان تشاهد وجهها هي في وجه الطفلة
رغم أنه لا يوجد وجه للمقارنة بين ظروف طفولتهما لكن النتيجة كانت واحدة متماثلة
طفلة محرومة من اهتمام حقيقي من كلا والديها
أخرجتها الطفلة من تأملاتها عندما سحبت نفسها من حضنها و سألتها بقلق :
- هل سنتقابل مرة أخرى يا ليلى ؟

بشبح ابتسامة على وجهها طمأنتها قائلة :
- ليس كثيرا كما في السابق و لكننا سنتقابل ، بالتأكيد سنتقابل

قامت من مجلسها و قالت و هي تنحني قليلا و تطبع قبلة رقيقة على الخد الطفولي:
- حان وقت مغادرتي الآن عزيزتي

رافقتها مَيّْ في وجوم إلى الباب العريض و قبل أن تخطو خارجا التفتت ليلى تتأمل البيت الكبير ،
بدا لها فارغا تعيسا بدون صاحبته تماما مثل قلب الطفلة التي كانت ترمقها بحزن.

بعد قليل كانت تغادر باتجاه البوابة و هي مثقلة القلب : حزينة من أجل الطفلة ،
قلقة من تبعات صمتها
لكن أكثر ما أزعجها كانت لحظة ضعفها أمام ذلك الرجل
شخص آخر كان ليتعاطف معها و لو قليلا ،
لكن ليس من كان مثله بالطبع
رجل دون قلب و دون ذوق
كل ما فكر فيه هو إرضاؤها بالمال
املأ الجيوب تسعد القلوب !

نغم الغروب 08-02-17 12:03 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
غارقة و مستغرقة في أفكارها لم تشعر ليلى بوطأة نظرات ذاك الذي كان في بالها
وقف ماهر مستندا على حافة نافذة المكتب المطلة على الحديقة يراقب تلك الفتاة ، السكرتيرة ، المساعدة أيا كانت ، تتجه إلى باب الخروج بخطى سريعة كأنها تتجه إلى الخلاص
كان قد عاد إلى المكتب ليجس نبضها ، ليعرف دون أن يسألها مباشرة إن كانت مطلعة على شيئ ما
فمنذ قليل تلقى مكالمة أخرى غريبة.
المكالمة الأولى كانت بعد يومين فقط من موت زوجته ، لم يكن اسم المتصل مدونا عندها ، كان الذي رد عليه من الناحية الأخرى رجلا
- أهلا سيدتي هذا أنا أكرم
- أكرم من ؟ انبعث صوته جافا و هو يتساءل من الغبي الأبله الذي يتصل بامرأة ميتة
- mi dispiace, اعتذر الرجل الآخر بالإيطالية ثم كرر الاعتذار بالعربية قبل أن يغلق الخط ثم هاتفه حين حاول معاودة الاتصال به
ظل ماهر يتأمل الهاتف بعدم اقتناع ، استطاع بأذنه المرهفة تبين التلعثم في صوت الرجل و لسبب ما شعر أن الأمر أكبر من مكالمة خاطئة لكن انشغاله بترتيب أمور عمله و دنياه و ثقل الحزن الذي كان يشعر به جعله لا يدقق في الأمر.
أما هذه المكاملة الثانية فقد كانت من إيطاليا و هذه المرة كان المتصل موظف أحد الفنادق هناك ليسأل عن الحجز باسم زوجته الراحلة
إيطاليا مسقط رأس كاميليا
و بالتحديد نابولي
ولدت في مستشفى صغير دافئ كسنوات عمرها الأولى هناك
هذا كل ما يعرفه عن طفولتها
أما لماذا لم تشأ الذهاب في رحلة إلى إيطاليا فهذا ما لم تخبره به أبدا
قالت له أنها لا تود أن تشوه الصورة المثالية التي تحملها في روحها عن ذكرياتها السعيدة هناك
لكن أية ذكريات قد تكون حملتها في روحها أو عقلها و هي قد غادرت إلى أرض الوطن في الرابعة من عمرها
لم يقتنع أبدا بذلك العذر و لكنه كان يعرف أن لا أحد في هذا العالم ينزع معلومة متشبثة بداخل كاميليا
و الآن ها هو ذا يعرف عن طريق الصدفة أنها كانت تنوي زيارة إيطاليا أخيرا لكن ليس برفقته
ما الذي كنت تخفينه عني هذه المرة يا كاميليا؟
انه يعلم أن المرأة لا تكون امرأة إلا إذا كانت لديها أسرار تخفيها
كل واحدة من بنات حواء تعيش لتخبأ
لتخفي شيئا ما
شيئا قد يكون بسيطا جدا مثل حلية ذهبية تدخرها لأيام أقل تألقا
أو قد يكون الشيئ حياة ثانية كاملة لا يعرف عنها أقرب المقربون منها لمحة ما
فأيهن كنت يا كاميليا
أولا هناك هذه الرحلة الغامضة إلى إيطاليا
و ثانيا ذلك الرجل المجهول الذي اتصل به
ترى أية علاقة من الممكن أن تجمع كاميليا برجل مغترب، ما الذي كانت تنوي فعله في هذه الرحلة و الأهم مع من كانت ستقضيها؟
ازدادت حرقة اللهيب الذي يشعر به
أعوذ بالله ، رددها عدة مرات كي يهرب من مختلف الوساوس التي بدأت تمر بذهنه
سامحك الله يا كاميليا ، سامحك الله قالها و هو يرن جرسا في مكتبه
كثيرا ما كانت تكتب مذكراتها الخاصة
هل كانت تحتفظ بكراس مذكراتها قبل الزواج ؟ لا يكاد يذكر
و لكنه يتذكر بوضوح أن معظم شجاراتهما القليلة كانت بسبب تلك المذكرات
فكلما كان يدخل عليها و هي تكتب كانت تغلق الدفتر من فورها أو تغطي الصفحة بيدها و هي تقول :
- كلا ، أرجوك ، لا تنظر
- ألن تدعيني أقرأها أبدا؟
- ربما بعد أن أموت
كان يتنهد في كل مرة و يقبلها من جبينها و هو يقول لها بلطف :
- أليس من الأفضل أن تحدثيني بما يختلج داخلك يا حبيبتي ؟
- أنت رجل مشغول يا ماهر ثم إني لست بارعة في الكلام عن الخصوصيات كما تعلم
- و هل يجب أن تكون لديك خصوصيات يا كاميليا ؟

كانت تهز كتفها بنعومة و تجيب :
- لكل منا خصوصياته يا حبيبي
هكذا أجابته عدة مرات و هي تنظر إليه نظراتها الغريبة إلى أن قرر عدم مناقشتها بشأن تلك المذكرات ثانية


الساعة الآن 07:26 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية