منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات ألحان (https://www.liilas.com/vb3/f480/)
-   -   حصري 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة ) (https://www.liilas.com/vb3/t203388.html)

Rehana 25-01-17 08:56 AM

155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
https://s29.postimg.org/cj5hup8tz/7962_9432_13881.gif

155- الحقيقة المرة

اخترت لكم كتابة هذا الرواية واتمنى تنال اعجابكم

الملخص

ينجب "بادي" ابنته "تريشيا" في سن متأخرة ولما شعر بدنو أجله استدعى "شوك كولبي" للعناية بمزرعته لدرايته الكافية بشؤونها ولأن ابنته ما زالت صغيرة على تحمل مثل هذه المسؤولية. تشاء الأقدار أن يجمع الحب بين قلبي "تريشيا" و"شوك". تحدث المفاجأة عندما يموت الأب.
ما المفاجأة؟ ما وقع تأثيرها على كل من "تريشيا" و"شوك"؟ هل هذه المفاجأة هي التي دفعت "تريشيا" إلى مغادرة المزرعة؟ ما عواقب هجرانها لـ "شوك"؟ ما موقف "شوك" نفسه منها؟


لا احلل نقل روايتي دون ذكر اسمي ( Rehana ) واسم ( منتدى ليلاس )
اذا اعجبتك الرواية لاتنسى أن تضغط على ايقونة ( الشكر )

Rehana 25-01-17 08:58 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
شخصيات الرواية

تريشيا رايلي : فتاة تحب الخيول.
شوك كولبي : رجل يمتلك مزرعة كبيرة للمواشي.
باتريك رايلي او بادي : والد تريشيا.
روز : مديرة منزل بادي.


الغلاف الأمامي

- لكن لسنا وحدنا المعنيين بهذا . ناتان دخل في القضية ! ليس لجرين هيلز او أنت أو أنا ! ناتان !
ادرك انه يؤلمها بمسكته وتركها.
تنهدت قائلة :
- ناتان , كيف هذا ؟
قال متذمراً:
- هذه ليست مشكلتك يا تريشيا .

Rehana 26-01-17 09:27 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
فصول الرواية

المقدمة

الفصل الاول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس

الفصل السابع

الفصل الثامن

الفصل التاسع

الفصل العاشر

الفصل الحادي عشر والاخير

Rehana 26-01-17 09:29 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
المقدمة

- لكنني لا أعلم شيئا عن الرضع!
القت الفتاة روز مارتان التي تمسك الرضيع الذي أتى الى الحياة منذ عدة ساعات بذراعيها نظرة محبطة على الدكتور هانسن الذي تنهد وهو يفكر. منتديات ليلاس
- كم عمرك يا روز؟
- إنني في التاسعة عشرة من عمري.
- هل لديك إخوة أو أخوات ؟
- لي اخوان كبيران . واعمال المزرعة تأخذ مني وقتا طويلا حتى لا يمكنني العناية باطفال الآخرين. ريحانة
بدأت الفتاة تستشيط غضباً . لن يتركها الطبيب وحدها في هذا المنزل الكبير البعيدة عدة اميال عن اقرب مزرعة مع مولود حديث العهد والسيد رايلي في مثل هذه الحالة التي يوجد عليها !
- منذ متى وانت تعملين في جرين هيلز يا روز ؟
- منذ اسبوعين .
ثم بادرت بإضافة التالي:
- لكنني لا اعمل ممرضة . إنني مديرة منزل على سبيل التجربة مدة شهر.
- هل تعيشين هنا؟
قالت محددة وهي تهدهد الرضيع دون ان تدرك :
- نعم , لدي غرفة خلف المطبخ وبها حمام وصالون صغير. لكنني لا اعلم شيئا عن الاطفال.
تجول هانسن في الصالون الكبير بينما كانت روز صامتة . كان كل شيء هادئاً جداً لدرجة انهما قد يبدو انهما وحدهما في المنزل. من كان يخمن ان السيد رايلي الذي حطمه الحزن يحبس نفسه في المكتبة وان رجال الاسعاف في الحجرة الكبرى سيتعدون لنقل السيدة رايلي ؟ لم تر روز قد امرأة جيملة مثلها بشعر اشقر وعينين زرقاوين والآن ...منتديات ليلاس
سألت :
- هل حدث ذلك لأنها كبيرة في السن؟.
ابتسم هانسن للفتاة الشابة التي ابدت ارتياحاً نحو الطفل الرضيع.
- صحيح انه من الخطورة ان تنجب طفلا للمرة الأولى وهي في السادسة والأربعين . لكنها لن تموت .منتديات ليلاس
قال صوت قادم من على عتبة الباب:
- دكتور ! لديك بعض الاوراق لتوقع عليها.
سار الطبيب وراء رجل الإسعاف وعاد بعد قليل .
- روز هل علمت بالمصادفة الاسم الذي تريد مابي تسمية الرضيع به ؟
- سمعتها تقول " إنه إذا كان ولداً فإنها ستسميه باتريك باسم ابيه لكنه بنت.

Rehana 26-01-17 09:32 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
بما ان الطبيب استمر في النظر اليها دون ان يقول شيئا واصلت الفتاة حديثها:
- لا تريدني انا بالتأكيد ان اسميها!
- لا اعتقد ان بادي في حالة تسمح له بذلك!
- بالتأكيد لكن ليس من دوري ان اختار الاسم.
- إما ان تفعلي هذا او اسميه رضيع رايلي . يستطيع بادي ان يغيره بعد ذلك إذا اراد ذلك.
- حسناً , لنسمها. تريشيا.
ينبغي ألا يضايقها هذا. كانت روز تخشى السيد رايلي الذي يتعبر أقوى رجل رأته على الإطلاق والذي بدت نظراته تخترقها تماما. إنه لم يرفع صوته معها قط. لكنها احست بأنه يستطيع شطر أي احد الى نصفين بكلمة منه لم تشأ روز ان تثير غضبه لأي سبب من الأسباب.
تغيب الطبيب فترة وتأملت الفتاة اللفافة الصغيرة التي تتحرك بين ذراعيها .
كانت العينان الزرقاوان تتجولان من نقطة الى اخرى في الحجرة. كان هناك غطاء من الريش يغطي وجه الصغيرة . طبعت روز قبلة على جبينها واشتمت رائحة جلدها الناعم.
همست:
- انت فضولية . أليس كذلك؟ ومتلهفة . فاجأت الجميع بوصولك المفاجئ قبل الاوان باتريشيا إنه اسم طويل على صغيرة مثلك بات ..؟ باتي...؟ تريشيا ؟ نعم . هذا الاسم ! تريشيا.
اتى صوت ضجة خافتة من الصالة ثم انغلق الباب , وخيم الصمت, عاد الطبيب وقد بدا الحزن والاضطراب عليه.منتديات ليلاس
سألت روز :
- هل آل ريلي أصدقاؤك يا دكتور؟
- نعم يا روز , إنهم اصدقائي , آمل ان تكون الطفلة خير معاون لبادي عندما تكبر, ولهذا تركتها هنا . لكن إذا اعتقدت حقيقة انه لن يمكنك ان تتدبري أمرك بنفسك فإنني سأرتب نفسي على ان تذهب الى المستشفى بعض الوقت.
لم تتخيل روز هذا الافتراض .كانت تأمل ان يرسل شخصا كفئا يساعدها.
قالت روز :
- لا تزال المولودة صغيرة على هذا.
ابتسم الطبيب حينما ضمت الرضيعة اليها .
- لقد اعدت السيدة رايلي طقم الممرضات , لقد ساعدتها في تنظيم كل شيء قبل امس . إذا قلت لي عما ينبغي ان اعطيها إياه وفي أي وقت فإنني اعتقد انني ساتدبر امري.
- حسنا جدا يا روز.منتديات ليلاس
اخذ الطبيب بطاقة الارشادات وبدأ يدون كل التعليمات الضرورية .
- سأمر في ساعة مبكرة من صباح الغد لأطمئن على حال بادي ساترك لك رقم هاتفي الخاص. اتصلي بي إذا واجهتك مشكلة .
وجدت روز نفسها وحدها وطفلة رضيعة على ذراعيها بينما كان والد الطفلة يحبس نفسه في المكتبة.منتديات ليلاس
قلت للرضيعة :
- وإذا لم يكن في استطاعتك يا صغيرتي ألا تعتمدي إلا علينا فيجدر بك ان تتعلمي سريعا ان تتدبري امرك بنفسك.
بدت قبضة يد صغيرة ترتفع في الهواء, انفتحت اصابع نحيفة ثم انغلقت . هناك حياة جديدة تأخذ مسارها .

Rehana 26-01-17 09:38 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
الفصل الاول

هناك عاصفة تعلن عن نفسها . كانت تريشيا تتوقعها . المطر الشديد والبرق والرعد والجو البارد . جالت بنظرها في اراضي فرجينيا التي كانت تمتد حتى مرمى البصر تحت شمس مضطرمة تحول كل شيء الى تراب . كان الهواء قويا في انتظار العاصفة . إذا لم تأت الريح الثائرة لتهز هذا الجمود لابد انه ستحدث ظاهرة وحشية مماثلة .منتديات ليلاس
تصببت تريشيا عرقا. لقد رفعت في الصباح شعرها , لكنه يسقط الآن على وجهها . دفعت خصلات شعرها الذهبي وهي تتنهد. ترددت في العودة الى المنزل . كان والدها يرفض دائما ان يدخل التكييف الى هذا المنزل الكبير. كان المبنى يبدو من بعيد مثل المرتفع المطرز بكثير من الزمرد .
تقدمت تريشيا نحو احد الأعمدة واسندت رأسها اليه تبعا لعادتها القديمة .
إنها تتذكر فصل الصيف حيث لم يكن في إمكانها ان تخرج دون ان تفعل هذه الحركة.
كانت في الخامسة من عمرها حينذاك. لقد قررت انه في اليوم الذي يمكنها ان ترفع يديها لتحتضن العمود فستعرف حينذاك انها بلغت . وجاهدت لأن تشبك اصابعها في هذا الصيف ارادت بشدة ان تصبح فتاة بالغة لكن لابد عليها ان تنتظر مثلما يفعل الجميع . لقد ارادت ايضا ان تصبح طائراً لكن كسرت ساقها في نفس السنة التي قفزت فيها من على سطح مبنى الغلال بجناحين من الورق.ريحانة
كانت فضولية ومتعجلة . كانت هاتان السمتان تتضمنان بعض الخطورة عليها . كانت تلقي بنفسها في شتى انواع المغامرات التي تبدو مبغضة في اغلب الأحيان. لكنها لا تندم على ذلك.
إن التعجل يتغلب عليها اليوم , كانت المساحة الشاسعة للمزرعة تخيفها في اثناء طفولتها . كانت تريد ان تكبر لتهرب الى المدينة ولا تعود الى جرين هيلز كانت تحلم بالعمارات الكبيرة والمدن المزدحمة.منتديات ليلاس
عاشت في المدينة بعد ذلك ثمانية اعوام : اربعة اعوام في مدرسة داخلية فخمة في ارلينجتون ثم اربعة اعوام اخرى في الجامعة بواشنطن. لم تكن الضوضاء والايقاع الصاخب من طبيعتها. لقد استعادت انفاسها في هذا البحر الأزرق الذي يربط المنزل بالجبال البعيدة.
لكن المنطقة لا يبدو عليها إلا مظهر الجو البارد . لقد حاولت عبثا ان تحبها لكن الحرارة اثقلت عليها . احست بالحيرة ايضا لأن المواشي لم تعد ترتع.منتديات ليلاس
جلست تريشيا في المدخل تاركة العمل الذي ينتظرها في مكتبها .كانت مائدتها مغطاة بالأوراق والطلبات والفواتير وشهادات الدفع . لكن لم يكن يمكنها الاحساس بالراحة تحت السطح العالي المرهق.
تفحصت السماء لتبحث فيها عن أي أثر ينبئ عن سقوط الأمطار لكن لا يوجد شيء . ومع هذا فقد احست بشيء يأتي. بدا ان اليوم يحبس انفاسه.

Rehana 26-01-17 09:45 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
دوى فجأة صهيل حصان جامح في ظل هذا الصمت المخيم, نظرت تريشيا الى الممر المليء بشجر البلوط الضخم. اقترب فارس وسط هذه العاصفة الترابية. المجنون فقط او الأحمق هو الذي يمكنه ان يدفع الحصان بهذه القوة . ظهر الرجل ومطيته في وسط الضوء. رأت تريشيا ما أدهشها . إنهما يتوجهان مباشرة نحو الباب الرئيسي . هل سيصعدان درجات سلم المدخل؟
بعد لحظة وصل الموكب الثائر الى تريشيا . اوقف الفارس حصانه بقوة.
احست تريشيا الصامتة بالتراب عليها . إن هذا الشخص مجنون حتما وإن هذا لا يجلب لها سوى المضايقات .ريحانة
رفعت رأسها وحملقت في وجه الحصان المزبد بالرغاوي , ثم تأملت الحيوان المرتعد ثم بنطلون الفارس المقطع وساقيه القويتين وصدره العريض الظاهر من خلف قميصه المفتوح اخفت قبعة فاقدة رونقها , قسمات وجهه. قطبت تريشيا عينيها لتحاول ان تميزها.
سألت ببرود بمجرد ان سمحت لها عواطفها:
- هل وصلت بسرعة كما رغبت ؟ آمل ألا أكون قد ضايقتك؟
احست الفتاة بتعبيرات وجهه تتغير. قالت في قرارة نفسها : هل يضحك سخرية منها او من الفرحة؟
قال الرجل بنبرة فاترة غير معتادة في فرجينيا :
- ولماذا توقفت بحق السماء؟
قالت في نفسها : إنه ليس راعي بقر , إنه فظ . لكنه ليس سيئا..
تذكر شوك كولبي ابنة رايلي . تفرس فيها كثيرا بإعجاب . إنها لا تشبه أباها . لقد تصور انها أكبر من ذلك بعشرين عاماً ولها وجه دميم. لابد ان عمر رايلي يصل الآن الى السبعين وهذه الصغيرة .. هذه المرأة .. الفاتنة .. هام شوك في تأمله . كانت بشرتها بيضاء وشعرها احمر . هل هي ضعيفة ام ساخطة ؟ أم انها مزيج صارخ؟
احست تريشيا بنظراته الملحة ورفعت ذقنها. منتديات ليلاس
قال اخيرا:
- الشمس مصوبة على عيني . لم أرك في هذه العتمة . سامحيني إذا كنت قد اخفتك.
قالت بنبرة مداعبة:
- لا تقلق . جرعة بسيطة من الأدرينالين من هنا وجرعة اخرى من هناك مفيدة جدا للقلب.
قال بابتسامة مقتضبة :
- إنني سعيد لاكتشافي فائدتك يا سيدتي . لكن ليس بك أي شيء يخيفني . الحصان المدرب يمكنه التوقف في الوقت المناسب.منتديات ليلاس
- هذه المعلومة تطمئنني حتى بعد ما حدث. إلا اذا اخبرتني انها طريقتك المحببة للوصول؟
نهضت تريشيا . خلع الرجل المجهول في نفس اللحظة قبعته ومرر يده في شعره الأشقر . تفرست تريشيا فيه. كان مسمراً وقسماته رقيقة. كان الرجل جذابا ويغري أي امرأة . فكرت تريشيا في ان هناك مضايقات تبدو في الأفق . شعرت بالندم لإحساسها بالخوف امامه. استاءت في صمت وعدلت بنطلونها الجينز.
ادرك شوك انها قد درسته و رفضته . كان متيقنا من هذا تماما. لم يخطئ كثيراً طوال عمره الذي يناهظ التاسعة والعشرين . وهذه المرأة ليس بها أي شيء يصعب فك طلاسمه. كانت عيناها زرقاوين وكانت الرسالة واضحة . إنها ساخطة ايضا.
قال وهو يكتم ضحكته عندما اسرعت بنفض الغبار عن بنطلونها :
- هل يمكنني مساعدتك؟
قالت واسنانها تصطك:
- ليس مجدياً ان تتعب نفسك.

Rehana 26-01-17 09:46 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
ضايقها ابتسامة شوك وتمتمت :
- يالرعاة البقر هؤلاء!
لم تعن ملاحظتها المستخفة له أي شيء سوى انه اطلق صفيراً طويلاً ثم وطئ الزائر الأرض بقدميه . كان الرجل مهيباً وتراجعت تريشيا امامه الى الوراء . نظرت اليه وهو يربط حصانه بالشجرة . ثم ادرات عينيها عن كتفي الفارس العريضتين لتلاحظ مطيته.
سألته :
- اسمك؟
- آفاق.
- اسمك آفاق.
تقدم نحوها بخطى بطئية وموحية , احست تريشيا انها مضطرة لأن تدخل قميصها في بنطلونها الجينز.ريحانة
قال :
- اعتقد انك تقصدين الحصان . هو الذي يدعى آفاق.
قالت وهي تعيد تأملها في رأس الحصان:
- هذا الاسم يناسبه تماما.
- أنا ادعى شوك . شوك كولبي.
لم يعن هذا الاسم أي شيء لتريشيا.
صعد شوك درجات سلم المدخل قبلها وتوقف على الدرجة قبل الأخيرة ونظر في عينيها مباشرة.
همس :
- وانت باتريشيا رايلي بالتأكيد.منتديات ليلاس
كان خدها الأيسر يحمل ندبة بيضاء رقيقة.
صححت قوله :
- تريشيا.منتديات ليلاس
كرر وهو يمد يده اليها :
- تريشيا اسم جميل.. تريشيا.
تلاشى غضب المرأة فجأة . كيف نجح في تحويل لمس راحة يده الى مداعبة لطيفة ؟ غريبة ! ارتعدت الفتاة على اثر لمس يده وخلصت يدها . سألته :
- من اين اتيت؟
- من تكساس.
كادت ان تقول دهشة : تكسا...لكنها لم تكمل جملتها وانفجرت ضاحكة .ريحانة
قال الرجل مبتسما:
- نعم, فأنا من تكساس في الاصل لكنني وصلت اليوم من فرجينيا من مزرعة وينستون.
ادرات تريشيا رأسها باتجاه مزرعة ستان وينستون . كانت مختبئة وراء المرتفعات . لكن الفتاة تتذكر جيداً هذه المرزعة الهادئة.
والحقل الصغير الذي كانت ترتع فيه الخيول الأصيلة والدجاج النحيف . ماذا يفعل هذا الرجل هنا؟
سألته بفضول :
- هل اشتريت الضيعة ؟
- لقد ورثتها.
- ورثتها؟
اصبحت الفتاة مرتابة . استطردت :
- ستان وينستون بخيل دنيء . لماذا يعطيك مزرعته؟
اجابها وهو يرفع كتفيه بلا اكتراث:
- لأنني ابن اخته.منتديات ليلاس
- هل ستان خالك ؟
- نعم .
رمشت تريشيا بعينيها واطلقت سبابا. إنها تكره الرجل العجوز. ابتسم شوك.

Rehana 26-01-17 09:47 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
- لا تتضايقي . كنت انوي ان اقول : إنه رجل ساذج كريه.
- تنوي فقط ؟ الا تعرف ستان؟
- لا في الحقيقة . لقد غادر تكساس عندما كنت طفلا ولم اره منذ ذلك الحين .
- وهل انت القريب الوحيد الحي له؟
- لا, لدي اسرتي ايضا في تكساس.منتديات ليلاس
هزت تريشيا رأسها.
- ستان لديه بعض الأقارب. لكنه ترك لك كل شيء. إنه الرجل الذي لا تعرفه والذي كنت تنوي ان تقول عنه إنه كريه.
- الأمر ليس بسيطا ايضا.
لم يشجع صوته القاسي تريشيا على الخوض في الموضوع أكثر من هذا, إنه لن يقول أي شيء آخر . بدأت الفتاة تضحك.منتديات ليلاس
قالت متهكمة:
- اقارب! هذا القرد العجوز لديه عائلة !
سألها شوك الدهش من هذه السعادة :
- لماذا ينتابني إحساس مفاجئ بأنني افتقد شيئا ما.
- إنها قصة قديمة ومعقدة جدا. لكي ألخص لك الأمر , إنه قبل موت خالك باثنتي عشرة سنة أعلن خالك وأبي الحرب لشعورهما بالغيرة بين آل مونتيجو و آل كابولت.
تذكرت تريشيا في نفسها الطاقة غير المعقولة التي اظهرها الرجلان حينما رغبا في الانتقام.
هزت رأسها قبل ان تواصل حديثها:
- أما أنا فأعشق ركوب الحصان بين المزرعتين لمشاهدة الأمهار تلهو في مزراع خالك. عندما رآني ذات مرة شحب وجهه. قفز على حصانه الكاسر الأسمر وطاف به مثل المجنون وهو يطلق صرخات غاضبة . احد مساوئه هو انه كان يكره ان يطأ أي فرد من آل رايلي بقدمه أرض وينستون والأمر كذلك ايضا بالنسبة لنا! إنه لم يتزوج قط ولم ينجب اطفالا. لم يكن لديه اسرة . ولكن هناك آل وينستون , واحد افرادها.منتديات ليلاس
- لست من آل وينستون, بل انتمي الى آل كولمبي.
قالت وهي تحدق بعينيها الى حذائه المغبر بالتراب:
- لكنك تحمل دم وينستون.
ثم اضافت وهي ترفع حاجبها :
- كما انك وضعت قدميك في وسط جرين هيلز.
كانت تريد ان توحي له انه ليس لديه ما يفعله هنا, لكن شوك لم يشاركها هذا الرأي وقد نوى ان يثبت لها ذلك. اعاد وضع قبعته بشكل حازم ومشى نحو الباب, وألقى عليها نظرة خاطفة من أعلى كتفه وهو يضع يده على معصمها . احست تريشيا بالاضطراب يتصاعد داخلها .
قال شوك وهو يلمس حافة قبعته قبل ان يدخل:
- سيدتي.
تسمرت تريشيا في مكانها وحملقت الى الباب الذي انغلق عليها . لقد تجرأ بالدخول عندها دون ان يطرق بابها ! ماذا يعني هذا إذن؟
استدارت الفتاة حول نفسها وجرت عبر الحديقة لتجتاز الجناح المعاكس للمنزل.
"روزي! روزي" ستعرف بالتأكيد , إنها تعرف دائما كل شيء.
كانت روز في المطبخ منشغلة بتقطيع الليمون , جذبت الحركة الموجودة في الحديقة انتباهها ورأت تريشيا تعبر الحديقة وشعرها أشعث. كانت تسير بخطى واثقة وذقنها مرفوع وظهرها مستقمين كما علمتها روز تماما. اكتشفت روز لدى اقترابها الضيق البادي على وجهها . قالت روز لنفسها : لابد ان لديها الأسئلة لتطرحها وستفعل كل شيء للحصول على إجابتها .

Rehana 26-01-17 09:50 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
ادهشت الرائحة المنعشة لليمون تريشيا؟ عندما مرت امام النافذة وقالت قبل ان تستند اليها .
- يوجد رجل هنا يا روزي.
ارادت روز ان تخشن صوتها , لكنها لم تستطع واضحكت مجهوداتها الفتاة الصغيرة.
- ألم تطئي بقدميك نباتاتي يا عزيزتي؟
نقلت تريشيا قدميها بحرص ثم كررت :
- يوجد رجل هنا .
اجابتها روز وهي تهز ضفائرها القصيرة السوداء:
- إذا لم يكن متبقيا إلا رجل واحد فإننا سنختلف.
قالت تريشيا بجفاء:
- نحن مختلفان بالفعل. الرجل الموجود هنا راعي بقر .
- يا إلهي راعي بقر!
قالت روز لنفسها : هكذا إذن لا يوجد بالنسبة لتريشيا إلا نمطان من الرجال : الأولاد المناسبون ورعاة البقر.
تأملت الفتاة وجه روز الرائع. كانت متأكدة انه لولا الظروف المأسوية التي صاحبت ولادتها لكانت روز قد غادرت جرين هيلز منذ فترة طويلة. لتعيش حياتها. لكنها بقيت. كانت تريشيا تعشقها, إنها تتذكر ذلك اليوم الذي اجلستها روز فيه على ركبتيها لتوضح لها الفرق بين الأمهات ومدبرات المنزل . وتذكرت ايضا الاحساس بالفراغ الذي شعرت به لدى عملها . إن العملاق المدهش الذي مرر انفه على بابها في مناسبات نادرة كان والدها, بينما المرأة ذات اليدين الرقيقتين لم تكن منتمية الى اسرتها.
قالت تريشيا:
- اخبريني بكل شيء عن راعي البقر هذا يا روزي.ريحانة
- إنه يدعى شوك كولبي.
- أعلم هذا, أعلم ايضا انه ورث مزرعة وينستون منذ متى قابل أبي؟
اخبرتها روز بنظرة حادة :
- منذ شهرين .
- كيف لم أره من قبل؟
تنهدت روز:
- إنه يأتي يوم الثلاثاء كل خمسة عشر يوما.
همست تريشيا:
- لكن اليوم يوم الجمعة فلماذا اتى؟
- لا اعلم شيئا عن هذا يا عزيزتي.
- لكنني أعلم . كان يأتي يوم الثلاثاء لأن بادي لم يرد ان اقابله.
قطبت تريشيا عينيها امام وجه روز الهادئ و المبتسم. ثم قالت :
- عم سيتحدثان؟
- اتصور انهما سيتحدثان عن الأبقار.منتديات ليلاس
قالت تريشيا بسخرية :
- بالتأكيد يالي من حمقاء ! عم يستطيع راعيا البقر ان يتحدثا ايضا؟
***
- هل رأيت ابنتي ؟
تفحص باتريك رايلي المستند الى مكتبه شوك كولمبي كان الشاب جالسا في ضوء المكتبة الخفيف. عندما تحدث رايلي عن ابنته ادرك شوك انها مسيطرة على افكاره . لقد رآها مرة اخرى واحس بها متعلقة بكل حواسه . لكنه اتخذ حذره حتى لا يظهر اضطرابه.
قال مؤكداً:منتديات ليلاس
- رأيت ابنتك بالفعل . كما كان متوقعا.
ابتسم بادي ابتسامة بسيطة . قال في نفسه : هذا الولد ذكي . إنه يمتلك كل المقومات لأن يكون كذلك . ذكره شوك كولبي بشبابه . في وقت ان كان بادي كبيرا وقويا مثل شوك , لكن السنين و المرض اقعداه على هذا الكرسي المتحرك وابيض شعره .

Rehana 26-01-17 09:51 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
لقد ضعف جسمانيا, لكنه ذهنه مازال متمتعا بيقظته وحدته. كانت مصادفة في المرة الأولى عندما استدعى بادي كولبي الى جرين هيلز في اليوم الذي كانت ابنته تغيبت فيه عنها . لكنه لاحظ في اثناء التحدث اليه ان نظرات كولبي تتجمد عندما يذكر اسم تريشيا , إنه لا يريد ان يكون وسيطا في الزواج و كولبي ليس الرجل الذي يخلط بين العمل و اللهو . لقد رتب مقابلتهما الأخيرة عندما كانت تريشيا تذهب الى المحاسب . لقد وافق شوك كولبي يوم الثلاثاء السابق على إدارة جرين هيلز ورأى بادي انه حان الوقت بالنسبة له لأن يقابل تريشيا , لقد انتهت مسؤوليته الآن.منتديات ليلاس
قال بادي وهو يعيد قراءة بنود العقد الذي تناقشا فيه معا فترة طويلة:
- أمنحك الحرية الكاملة في تشغيل أو طرد من تريده لإعادة النظام وسيكون لك الحق في كل سنة في الحصول على 2% من الأرباح . هذه الشروط تبدو لي مقنعة وعليك ان تغتنمها.
ثم اضاف مع ابتسامة غريبة :
- لكن هناك بعض العقبات.
- هل ابنتك من بين هذه العقبات ؟
- نعم , من بينها.
- هل تفضل ان تدير المزرعة بنفسها .منتديات ليلاس
اجابه بادي وهو ينفجر ضاحكا:
- يا إلهي . لا . اعطها المزرعة وستحول لك المراعي الى جنة مزروعة وستقتاد العجول الى المنزل كحيوانات أليفة, ستعلمها هذا بنفسك . لكن ينبغي ألا تحكم عليها بسرعة . قد تعتقد انها تافهة لكنها ليست كذلك حتما . إنها تعرف ما تريده بالضبط وما لا تريده. إنها مهتمة باستقلالها وحديقتها لكن عندما تقرر الحصول على شيء فإنها مستعدة لأن تطأ بقدميها كل من يمثل عقبة في طريقها.
كان هذا تحذير ا غامضا ايضا لشوك . تذكر تعبيرات تريشيا عندما اثارت لعنات العجوز ستان وينستون , لقد جعلته يشعر عن عمد انه متطفل من وجهة نظرها.
رد قائلا :
- ينبغي الا يسبب هذا أي مشكلة . لا انوي ان اسلب حقوقها .منتديات ليلاس
- ربما لن ترى الأمور من نفس منظورك, سيهمني ان اعرف رأيك فيها.
اجابه شوك بابتسامة غامضة :
- اعتقد أنها أكبر مما قد ظننته .
- إنها في الرابعة والعشربن من عمرها . كان لدي اثنتان وخمسون سنة عندما ولدت وامها كانت في السادسة و الأربعين , كنا قد فقدنا اي أمل في الإنجاب , ثم ..
كان الحزن واضحا في نظرات بادي , لكنه تخلص من إحساسه بسرعة .
- ما رأيك أنت؟
نهض شوك وامسك قبعته عبر الغرفة وانحنى على المكتب ليوقع على العقد .
- إنها تعاملني كراعي بقر, ما رأيك في هذا؟
قهقهة بادي:
- هذا يعني أنك ستعاني مشقات يا ولدي , اوه! سيسمح لك هذا بتمضية اوقات سعيدة!
علق شوك قائلا:
- إنني احترق شوقا.
سار الرجل حتى عتبة الباب ثم استدار نحو بادي .
- سأبدأ الاثنين القادم إذن الى اللقاء.

Rehana 26-01-17 09:54 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
منع الباب المغلق شوك من سماع صوت بادي الأجش الهامس :
- فالترتاحي يا ماجي . إنها ستكون في أيد أمينة.
***
تمتمت تريشيا وهي تقترب من الحصان الذي لا يزال مربوطا:
- لابد انك حصان مقدس لدى راعي البقر لأنني لم أر قط جواداً رديئاً مثلك.
على الرغم من هذه الملاحظة الفظة كان صوتها رقيقا ومستانسا. تقوس الحصان فيها وأذناه متدليتان وتراجع الى الوراء بقدر ما سمح له العنان لكنه شعر بالماء في الدلو الذي احضرته وعاد نحوها.منتديات ليلاس
رفعت تريشيا الدلو ببطء وتحدثت اليه برقة , امال الحصان رأسه بغرابة وشرب بنهم.
خرج شوك ورآها . لما كانت الشمس تغرقها بدت له جميلة وأنيقة على الرغم من إهمالها في زيها . اشعل سيجارة .
رفع الحصان رأسه من الدلو بغريزيته وادار عينيه نحو مدخل المنزل . تابعت تريشيا نظراته : منذ متى وهو يقف في مكانه داس شوك بقدمه السيجارة ووضع يده في جيبه. احست تريشيا بأنها مترنحة وقلقة ايضا.
بدا انه يسأل نفسه عن مكمن البداية في الهجوم على فريسته . تفرس فيها بعناية وكانت تريشيا تعرف نقط ضعفها فقد كانت بارزة التقاطيع على الرغم من وجهها الفاتن الذي ينسي أي شيء في العالم كله .. ماعدا شوك ربما..
ادرك شوك فجأة الاضطراب الذي كساها . لم تتحرك الفتاة لكنه ارتاب في رغبتها في الفرار من امامه لكنها لا تعرفه ولا يمكنها ان تخشى منه . لا هذا شيء آخر . مم تخشى ؟
احست تريشيا بخوفها , إنها لم تشعر بمثل هذا الاحساس في اغلب الاحيان و لاتحبه ايضا. ما الذي يخيفها ؟ إنه لم يهددها . إنه لم يلمس إلا يدها برقة. لماذا ترتعد بداخلها . إنه لم يجرحها بعد.ريحانة
لم تشعر الفتاة بإرادة تفوق إرادتها سوى إرادة ابيها . لابد لها ان تقطع حاجز التوتر القائم بينهما. قالت بجرأة :
- إنه ليس حصانا من مزرعة وينستون.منتديات ليلاس
اذعن لكلامها وهو يتقدم نحوها :
- لا , بالفعل , انني جلبته من تكساس.
اعلنت تريشيا وهي تفكر في سحاب وهو حصان قدمه والدها اليها في عيد ميلادها الخامس عشر:
- لدي ايضا حصان مفضل, لم يعد في إمكاني الانفصال عنه.
قال شوك مبتسماً:
- لا يمكنني القول إنني احبه حقيقة لكنه حصان جيد ومن الصعب ان اتخلى عنه.
قالت تريشيا لنفسها , انه يبدو حصانا شيطانيا , عدلت الفتاة الدلو لتبتعد عنه قليلا . امسك شوك سير السرج وفكه . القى الحصان نظرة عتاب عليه ثم عدل رأسه ودفع تريشيا نحو سيده برعونة.
توتر الاثنان . لم يتكلم احدهما , ثم تلاقت نظراتهما . ثم تراجع كل منهما خطوة الى الوراء , قفز قلب تريشيا في صدرها عندما فك شوك اللجام , كانت الفتاة مسحورة بيديه ومعصميه , داعبها لدى مروره وارتجفت وتاهبت للفرار, تسببت رجفتها في سقوط مشطها .
انحنى شوك بشكل تلقائي ليلتقطه. اكتشفت لدى اعتداله شلالاً غير منظم من الحرير الأصفر يسقط حتى خصرها . كاد ان يختنق امام هذا المنظر . تقطعت انفاس تريشيا تحت تأثير نظراته.منتديات ليلاس
همس :منتديات ليلاس
- رائعة .
تلاقت نظراتهما . ثم استدار الرجل وصعد على الحصان بحركة رشيقة . ثم هز رجليه ليحركه.
تابعت تريشيا سحابة التراب استدارت الفتاة نحو المنزل . بدا ان الحرارة لها شكل جديد. على الرغم من ان الهواء كان لا يزال خانقاً إلا انه كان يمكن تنفسه . تأملت الممر الخالي ثم السماء كما لو كانت قد اكتشفت قواهما غير المعروفة.


نهاية الفصل

Rehana 28-01-17 12:11 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
الفصل الثاني

كررت تريشيا للمرة الثالثة :
- لكن ماسبب وجوده هنا؟
كرر بادي لأمور خاصة بالعمل.
كان المطر منهمرا بالخارج لكن لم يكن يوجد أي رعد او برق.منتديات ليلاس
لم يتغير الصالون مثل بقية المنزل من منذ موت ماجي . لقد جدد بادي فقط الكرسيين المجاورين للمدفأة وتم تغطيتهما بالحرير. كانت تريشيا تضع وقتما استطاعت باقات من الزهور في الأواني الكريستالية . لكن ديكور منزل ماجي كان فخماً ورائعاً كعادته.
كانت تريشيا تجلس احيانا في الظلام وتتخيل اصداء الماضي و الموسيقى والضحكات التي كانت تعج بها الغرفة , لقد اصبح المنزل فارغاً ويأمل في مزيد من السعادة. إذا كانت والدتها على قيد الحياة , فهل كانت ستشعر بمثل هذه الوحدة ؟ لم تتوصل تريشيا الى إيجاد حل ولم يعد لديها أي ذكريات . لا تعتبر ماجي رايلي بالنسبة لها إلا صورة معلقة على حائط بادي.

Rehana 28-01-17 12:13 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
استدارت اخيراً نحو ابيها.
- مانوع العمل الذي يربط بينك وبين كولبي؟
حرك بادي كرسيه المتحرك نحو المائدة المنخفضة في منتصف الحجرة . ثم بدأ يبحث عن كلماته .
- احضري لي كأس شراب.منتديات ليلاس
اعترضت في الحال:
- لقد حذرك الدكتور هانسن من الشراب.
- كفي عن اداء دور الأم معي . في عمري هذا أكاد ان أكون جدك وليس أباك.
- إنني مهمومة فقط من اجلك .
لم يستطع بادي تحمل نظرات عينيها الزرقاوين . كانت عيناها تشبهان عيني ماجي.
قال بفظاظة :
- سأموت عماقريب يا تريشيا.
لم تخطئ تريشيا في سماعها لهذه الكلمات . لكنها دهشت بشدة , لقد قبلت منذ فترة طويلة بادي على حالته هذه. لقد تعلم ألا يحتاج الى احد وان يعيش وحده مثل راعي البقر.
استطرد قائلا :
- لدي امور اود تنظيمها , اولاً المزرعة من اجلك تريشيا.
فكرت تريشيا في ان الأمور هي نفس الأمور دائما. كم كانت تريد ان يداعبها ويهدئها بكلماته الرقيقة لكن بدلا من هذه العواطف كان يعرض عليها اشياء : ملابس وخيول وسيارة وهي في سن السادسة عشرة , ثم المزرعة الآن.
- أعلم يا أبي انني لست في حاجة اليها.ريحانة
كانت الفتاة تعلم عدم حقيقة ما قالته . إذا فقدت أباها فإن جرين هيلز ستكون هي كل ماتبقى لها جرين هيلز و روزي. نظرت عبر النافذة الى الريف الموحل بسبب المطر لكنه ذهنها كان يرى افضل من عينيها , فقد احتفظ بصورة الألوان البراقة في فصلي الصيف و الربيع .
لكن ماذا تعرف هي عن الماشية ؟ لقد كانت تمسك الحسابات وتتناقش مع رجال الأعمال وتدفع الفواتير لكنها تشعر بعدم القدرة على الإدارة.منتديات ليلاس
- المزارع الموجودة خلف المنزل تكفيني كثيرا.
رأت الفتاة قسمات ابيها تنقبض تحت تأثير الصدمة.
- ابيع اراضي ؟ مواشي ؟ اصفي اعمالي التي افنيت فيها حياتي؟ مستحيل!
قالت تريشيا , وهي تسرع نحوه :
- سامحني ,لكنني لا اريد ان اجرحك. اعلم جيدا انك تعشق جرين هيلز , ساعتني بالأمر يا أبي وسيساعدني مات في هذا. ارجوك هذا من اجل الحفاظ على صحتك.
- الجو سينتعش .
- إنك تغير الموضوع.منتديات ليلاس
سألها بادي:
- أي موضوع ؟
بدا ان الأب قدر تعب تريشيا .
قالت تريشيا وهي تصر على اسنانها :
- شوك كولبي.
- منذ متى تهتمين بالعمليات الخاصة بالماشية ؟
رفعت تريشيا ذراعيها نحو السماء ثم قالت :
- أبي , ماذا كان يفعل هنا؟
- انت عنيدة يا تريشيا رايلي , ورثت هذا عن جدتك. تريدين هكذا معرفة كل شيء , تصوري ان شوك كولبي من اسرة مشهورة بتربية الأبقار , تمتلك اسرته إحدى المؤسسات المخصصة لهذا في تكساس واعتقد انه افضل وكيل لجرين هيلز.

Rehana 28-01-17 12:14 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
جحظت عينا تريشيا من المحبب ان تمتلك الأرض لكن المواظفين؟
- وماذا سيصبح مات فوجن ؟ إنه وكيلك منذ مايقرب من عشرين عاماً!
قال بادي:
- لقد اصبح عجوزاً هو الآخر .
- عجوزا ؟ إن عمره يقل خمس عشرة سنة عن عمرك !
- لا فائدة من هذا فالصبية لا يتحركون عندما يصدر اوامره اليهم.
لم تشك تريشيا في مقدرة شوك كولبي على تحركيهم . لكنها تساءلت عن موقفها إزاء وجوده المستمر في المزرعة . ازعجتها هذه الفكرة جدا.ريحانة
قالت معترضة :
- ورث كولبي مزرعة لها شهرة واسعة. لماذا إذن وافق على العمل معك؟
قال بادي متذمراً:
- بسبب الخيول اظن انه لا يعلم عنها الكثير . لم افهم السبب الذي جعل هذا الولد المنتمي الى وينستون يترك مزرعته , إنه لم يتحدث ايضا كلمة طيبة عن خاله ولم يعط رأياً عن اخته.
- ستان وينستون لم يتحدث ايضا بكلمة طيبة عن احد , وهأنت تغير الموضوع مرة اخرى.
ثم استطردت وقد بدا انها تتحدى بادي.
- هل افهم من هذا ان راعي البقر هذا وافق على العمل معك؟
- سيبدأ يوم الاثنين .
تركت تريشيا نفسها تسقط على وسائد الأريكة . كانت تريد ان تسرع لتغلق الأبواب و النوافذ لكن همس في أذنها صوت ضعيف بأن الوقت قد تأخر . لقد وصل العدو الى المكان..
***
تفحص شوك المكان . كان هناك غرفة رئيسية ومطبخ وحجرتان او بالأحرى كوخان وحمام . كانت هذه اول مرة تمطر فيها السماء منذ ان اصلح السقف. فتح الثلاجة. كان عليه ان يختار بين البيض المقلي او ساندوتش من اللحم هذا لا يهمه كثيرا فلقد قرر الذهاب الى مطعم المدينة بمجرد ان يتوقف المطر . اخذ شراباً ودفع الباب المصفر من جراء مرور السنين عليه وجلس على الأريكة البالية لدراسة ملف جرين هيلز , ثم تركه بسرعة . لم ينظر الى الارقام ولكن نظر الى وجه تريشيا رايلي وإلى عينيها الزرقاوين مثل سماء تكساس في فصل الصيف.
لماذا اسماها في نفسه السيدة الجميلة ؟ داعب الندبة التي تزين خده وتذكر الشقراء الأخيرة التي لقبها هكذا لن ينسى ابداً الدرس الذي استخلصه من هذه الحكاية وهو ألا يترك عينيه تعكسان مايريده .منتديات ليلاس
بدت ابتسامة مريرة على شفتيه عندما تذكر ضيق والده في ذلك اليوم الذي ترك فيه المزرعة , لايمكن ان يصدق احد ان شوك انصرف من اجل البحث عن ذاته . لا ينبغي على ابناء كولبي التفكير او التصرف من تلقاء ذاتهم فليس لهم الحق في أي طموح شخصي لكن شوك نفسه رفض البقاء من أجل ان يرى إخوته يتصارعون . لم يعد في استطاعته هو و اخوه الأكبر ان ينظر الى بعضهما بعضا دون ريبة , حتى المنافسة تولدت بين اخويه الصغيرين , لقد تعاركا بضراوة قبل رحيله بقليل.
اراد شوك الهرب و الإفلات من سيطرة كولبي والمنافسة على المزرعة في تكساس , إنه لا يتمنى شيئا إلا العيش بشرف ومن قوت يومه وان يعبر عن ذاته.منتديات ليلاس
لقد توقع ستان وينستون نجاحه وتقبل المخاطرة لكن كل هذا لابد ان يدفع ثمنه فإنه بعيد هكذا عن تكساس ويوجد على رأس مربط خيل في فرجينيا.
اغمض عينيه وانفجر ضاحكاً . إنه يجهل كل شيء عن خيول السباق ولا يعيرها إلا اهتماماً بسيطاً , إنه يتعرف على الحصان الأصيل عندما يمتطيه.

Rehana 28-01-17 12:16 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
لكن مجال اهتمامه الخاص هو المواشي. إنه راعي بقر في الأساس وسيصبح كذلك مرة اخرى ابتداء من يوم الاثنين .
ماذا سيفعل بضيعة وينستون ؟ إنه قد يخسرها اذا ادارها بنفسه. لم يعد متبقيا امامه إلا ان يبيعها لكن العرفان بالجميل إزاء ستان يمنعه من ان يفعل هذا . على اية حال لن يعترف بهزيمته مبكراً هكذا. إن كولبي لا يستسلمون ابداً. إنه سيترك الآن وكيل المزرعة رالف بورجيس يتكفل بإدارتها.منتديات ليلاس
هذا المطر. بحث عن سجائره في جيبه وقابلت يده شيئا ذا شكل غريب . إنه مشط شعر تريشيا الذي وقع وتذكر انه التقطه لكن متى نسه في جيبه؟
شقراء اخرى . جس ندبته مرة اخرى .لم يكن يريد منذ خمسة عشر عاما إلا حريته لكنه يريد الآن هذه الشقراء بشدة كما لم يرد أي فتاة من قبل.
***
القت تريشيا ضفيرتها الى الخلف وجلست الى مكتبها . يالها من وثائق قديمة , امسكت الحاسب الآلي وبدأت عملها . كانت الغرفة نفعية جداً . كان الريف يظهر جليا من خلال النافذة . كانت الملفات مكدسة منذ خمسين سنة . جمع بادي موسوعة من الوثائق التي يمتلكها والتي لم تعرها تريشيا أي اهتمام.منتديات ليلاس
كانت تريشيا تشغل الكرسي الوحيد . لن يتأخر الموظفون ابداً.
استخدمت الفتاة مرسلاً ومستقبلاً إذاعياً للطوارئ واستخدمت ايضا تليفوناً يرن نادراً.
لمحت فجأة اقتراب الكرسي المتحرك وسمعته يجتاز المنعطف المؤدي الى المكتب واصطدم بالباب . ثم مر من عتبة الباب بعد عدد من الطرقات والمحاولات الفاشلة .
قالت تريشيا دون ان ترفع رأسها :
- ساشتري لك جهازاً لتحديد السرعة .
تذمر بادي وهو يتوقف:منتديات ليلاس
- هذه الآلة عجيبة!
انتظر لحظة ثم تنهد إزاء رد فعل تريشيا الساكن . انفجر غاضباً إذا رأى عدم تحركها.
- هل ماتفعلينه مهم؟
انهت تريشيا حسابها ودونت النتائج .ريحانة
- إذن هل عملي كله ليس مهماً؟
لم يعلق بادي على هذه الملاحظة ثم قال آمراً:
- اصطحبيني الى طريق ترويه بورن .
اغلقت تريشيا ملفاتها . كانت تعلم انه يحتاج الى الخروج من وقت لآخر.
- هل يوجد سبب خاص لذهابنا الى هناك؟
- هناك قطيع من الماشية اود فحصه.
قالت بسعادة :
- في يوم ما يا أبي سأطرح عليك سؤالا بسيطا وستعطيني إجابة بسيطة.
ابدى بادي تذمراً . ساعدت روز تريشيا على وضعه في العربة الجيب القديمة , اتجها نحو المرتفعات الزرقاء عبر طريق ارضي . كان الجو جميلاً والهواء ينعش وجه تريشيا , سلكا في النهاية طريقا مفتوحا بين بعض اشجار البلوط . حاولت تريشيا ان تتجنب الهزات , فرملت السيارة في أعلى الهضبة فقد وصلا.
سألت والدها:
- اين نحن الآن ؟
- نبحث عن كولبي.
توترت الفتاة وادركت ان هذا هو السبب الحقيقي لخروجهما . إن فكرة رؤيته مرة اخرى تصيبها بالجنون , لقد استلم عمله منذ ثلاثة ايام ولقد لمحته بصعوبة لكنه موجود دائما في افكارها . لماذا تشعر بهذا الخوف الممزوج بفراغ الصبر؟

Rehana 28-01-17 12:16 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
تذمرت الفتاة :
- كولبي.
وضعت يدها كواقٍ على عينيها وتفحصت الافق , لمحت مجموعة مكونة من ثلاثة رجال وانطلقت بالسيارة.ريحانة
سألها بادي:
- هل رأيته ؟
- رأيت قبعته . لنأمل ان يكون تحتها.
لم تخطئ الفتاة . كان ويلي فوجان ابن مات واقفا ً بالقرب من الشاحنة بالقرب من شوك الممتطي فرسا أغبر كان يقف ايضا سام باكر , أشار شوك الى القطيع وهز سام رأسه.
ثم وضع فرس شوك في الاتجاه الذي اشار به عليه .منتديات ليلاس
كانت تريشيا تضع يدها بخفة على ناقل سرعة السيارة . حذر صرير السيارة الشديد ويلي الذي اندفع نحو السيارة الجيب بجانب بادي.
كان في العشرين من عمره وله جسد عامل قاس ووجهه نضر قال :
- تحياتي يا تريشيا , صباح الخير يا سيد رايلي.
ابتسم الجميع وساعد ويلي بادي على الجلوس على كرسيه . إنه شخص يعمل بسعادة .. ياله من أمر مريب ..!
استدار سام نحوهم وهو يضحك .
- هناك رفيقة جديدة يا رئيسي . إنه يكاد يطير فرحاً منذ اسبوع .
اصبح ويلي مثل البنجر الأحمر واقترب من بادي , بما انه ابن لمات الذي تربى في جرين هيلز فقد تحمل المزاح دون ان يقطب حاجبيه .
القت عليه تريشيا ابتسامة تعاطف جعلت وجنتيه تحمران خجلا ثم نظرت الى سام , ابتعد القطيع الأسود من امام صدر الحصان العريض.منتديات ليلاس
سألت :
- ماذا حدث يا ويلي؟
اجابها وهو يدفع الكرسي نحو سام:
- يوجد عجل مريض سيفصله شوك عن العجول الأخرى حتى لا تصاب بالمرض.
اكتفى بادي بأن يقول :
- سام ؟
كان هذا كافيا , فلقد فهم باكر .
قال وهو ينفث دخانه :
- إنه شخصية سيتفق الجميع في النهاية مع بعضهم البعض.
كانت تريشيا تجلس متصلبة على غطاء السيارة وهي ترى ما يجري امامها : الرجل والفارس يعملان معا . سيتم فصل العجل المريض قريبا.
ثم ابعد الحصان أفاق عن العجول الأخرى . تابع شوك الحيوان بعينيه . احست تريشيا بقدرته على إنهاك العجل في السباق . لا لشيء إلا لإثبات سطوته . رأته وهو يحرك شفتيه عندما كان يتحدث الى الحصان . كان اللجام مفكوكا . كان الحصان أفاق يعلم حرفته تماما.
ثم بدأت تتأمل شوك . كان مسترخياً تماماً. لم يحاول شوك اللحاق بالعجل بأن يربطه بحبل لأنه لم يحاول الهرب إذا اراد اللحاق برفقائه وهذا محتمل فسينطلق الحصان أفاق كالسهم وسيقطع عليه الطريق . إن الحصان يصل الى أي مكان يذهب اليه في نفس الوقت الذي يصل فيه شوك.منتديات ليلاس
حاول العجل الهروب من مصيره أكثر من مرة . توجه العجل مع الحصان .

Rehana 28-01-17 12:17 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
تابع شوك حركات الحصان . كانت تريشيا تحلم.
فتحت عينيها ورفعت رأسها . وطئ شوك الأرض بقدميه وتفرس فيها : كان سام و ويلي من خلفه قد انتهيا من ربط العجل . خلع قبعته ومسح جبهته . تلاقت نظرات تريشيا مع نظراته التي بدت تخمن كل شيء وتأخذ كل شيء دون ان تعطي أي شيء. قالت في نفسها :
"لا , إنها تعرف هذا النوع من الرجال ولن تندم! لكنه جذاب " ارادت ان تعرف إحساسها في اثناء طيرانها لكنها قد جازفت من قبل.
وكانت تسأل نفسها عن إحساسها وهي مربوطة على طريق السكة الحديدية لدى مرور قطار , لا يمكنها المخاطرة بنفسها في هذا المشروع. إن الشوك كولبي ليس إلا قطاراً مندفعاً بكامل سرعته.ريحانة
تقدم نحو العربة الجيب واشعل سيجارة حثته غريزته على الحذر.
- إنه موجود على أرضها.
- لون وجهك مكفهر . إنك تحترقين في الشمس.
كان هذا خطأ. لا يرجع احمرار تريشيا الى الشمس . تأمل قسماتها المتحركة بسبب احاسيسها المختلفة . الرغبة والإدراك و الإثارة والخوف. تساءل عن سبب رد فعلها هذا , رفع سام ويلي العجل المريض الى الشاحنة.
طمأنها قائلاً:
- لن نلحق به أي اذى , إنه مريض . لن نتركه يصيب العجول الأخرى بالعدوى.
- هل هم في حاجة لأن يربطوه هكذا؟
ادرات عينيها عن الحيوان الذي خار ولمحت ندبة شوك.
قالت :
- وجهك, الندبة.
تجمدت نظرات شوك , كسر سيجارته بغضب , ارادت تريشيا ان تخترق حاجز اسراره. شعرت بالخوف , ثم تلاشى إحساسها. رفع شوك ضغيرتها وداعبها برقة في عينيه.ريحانة
همس :
- لابد ان تتركي شعرك حراً.
ارجعت ضفيرتها الى الخلف.
- لماذا أتيت للعمل في جرين هيلز؟
- ولما لا ياسيدتي الجميلة ؟
ثم داعب خدها وقال :
- وجهك جميل ورائع حقيقة .
قالت وهي تلقي نظرات باردة عليه :
- وانت لم تجب على سؤالي.
ثم اضافت وابتسامة تعلو جانبي شفتيها :
- ستتفاهم أنت ووالدي تماما فإنك متشابه معه جدا.
لم يعتبر شوك ماقالته مجاملة له لأنها آتية منها .
***
تمددت تريشيا على العشب النضر , ارتفعت سحابة حمراء من القرص الأحمر الكبير الموجود خلف المرتفعات . تأخر فصل الصيف. لكن الخريف سيأتي بعده . كانت تريشيا تحب تغيرات الفصول هذه , قالت في قرارة نفسها . لكن انتبهي ! لا تتمني مرور الوقت.. اخرجها صوت اوراق شجر متساقطة من افكارها , رأت مجموعة كبيرة من العشب تختفي تحت اسنان الحصان سحاب , اعتدلت وعقدت ذراعيها.
تمتمت :منتديات ليلاس
- هاهو .
رأت من بعيد شوك وهو يمتطي حصانه , اتضحت الصورة الرجل وحصانه بوضوح في ظل ضوء الشمس المتوهج .
أقرت تريشيا لسحاب :
- ياله من إحساس مأسوي, كان لابد ان يكون ممثلا.
ابتعد مهرها لكي يرتع في هدوء .

Rehana 28-01-17 12:18 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
تساءلت تريشيا عن الصور التي يستطيع شوك ابتكارها : هل يظهر عن عمد في هذه الأماكن المقفرة والبعيدة دائماً؟
لقد التقيا قليلا لكن كل مقابلة كانت تخلق توتراً من الواضح انه لم يتغير أي شيء في جرين هيلز منذ وصوله فكل واحد متمسك بمكانه .ريحانة
كان شوك و بادي يتحدثان في اغلب الاحيان معا في المكتبة وكان يترك تعليماته الى تريشيا مكتوبة على ورق.
لقد تغير بادي نفسه . لقد ابدى حماساً جديداً . كان هناك وميض يتلألأ في عينيه عندما كان شوك يدخل عليه إنه لم يكن بشوشا قط مع تريشيا , كانت تتألم لذلك فهي تعرف ان شوك لا يحاول اكتساب عطف والدها , لكن هذا الاخير يمنحه هذا العطف بشكل تلقائي.
رأت شوك وهو يقترب ومن ثم نهضت.
قال وهو بعيد عنها الى حد ما :
- تعالي هنا.
تسمرت تريشيا لدى سماعها النبرة أكثر من الكلمات نفسها .
- لا تحاولي الوصول الى حصانك فلن تصلي إليه.
اجتاحها الخوف , تصل اليه ؟ حملق شوك الى شيء موجود خلفها . ادارت رأسها بفطنة. شهقت لما اكتشفت ثور بادي.
كان الحيوان الأسود قريبا جدا , ورأت نظراته المتوحشة المسلطة عليها ورأسه المنخفض.
- كيف .. ماذا يفعل هنا ؟
- تعالي يا تريشيا , ابدئي بالمشي. لا تجري , تعالي على يساري وسنخرج من هنا.
- ولكن سحاب ...
- لا تقلقي عليه.منتديات ليلاس
بدأت تمشي دون ان تبعد عينيها عن الثور , جذبت حركتها الأولى انتباهه , حك الثور الأرض بغضب بعد ثلاث خطوات قامت بها .. توسل شوك اليها :
- هيا يا تريشيا. رفعت عينيها نحوه ورأى شوك الخوف فيهما .
- خطوة خطوة يا سيدتي الجميلة , هيا .
سارت الفتاة كالإنسان الآلي.
- إذا ثار فانتظري حتى الثانية الاخيرة , ثم ابتعدي عن طريقه وألقي بنفسك على الأرض.
مدت ذراعيها حتى وصلت بالقرب من شوك حتى امسكها . كان معصمه جامداً وشعرت بألم في اللحظة التي رفعها شوك على سرج الحصان , ثار ثور , ورحل الحصان أفاق بسرعة .
قال شوك :
- الى الحصان وبسرعة .
امتطت تريشيا سحاب ورحل الفارسان والثور في اعقابهما.
صاح شوك :
- هل يتمكن حصانك من قفز السور؟
قالت تريشيا وهي تضحك:
- سنعرف هذا فوراً.
اجتازا الحاجز معا. اصبح الثور في الجانب الآخر وسط عاصفة من التراب . كانت تريشيا تضحك دائما.
قالت متعجبة :
- حسنا , لقد افلتنا بأعجوبة !
وطئ شوك الأرض بقدميه واقترب منها وانتزعها بوحشية من على حصانها.
- هل تستمتعين هكذا ؟
لم ير شوك قط امرأة تنتقل من شعور الى آخر هكذا , بمنتهى السرعة . لقد حل إحساسها بالإثارة محل إحساسها بالخوف .منتديات ليلاس
- هل تفضلين دائما اللعب مع الموت ؟
قالت وهي تشهق :
- اولا من وضعه في هذا المرعى ؟ إنه يوجد دائما في المرعى الشمالي.

Rehana 28-01-17 12:19 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
- انا الذي وضعته . لن تتنزهي اعتبارا من الآن على ظهر الحصان دون ان تخبريني.
قالت ساخرة :
- هل اعتبر هذا أمراً؟
- يجدر بك ان تطيعيني. رمقته بنظراتها . احس ان المضايقات التي توقعها بادي قد بدأت . لقد حاول حتى هذه اللحظة ألا يطأ بقدميه مجالها على الرغم من انه لا يؤيد بالفعل طريقتها في الحساب ليس لديه أي شيء يلومها عليه.
قالت وهي ترفع قبضة يدها مهددة:
- ليس لك ان تعطيني أوامر , لا أعمل في خدمتك.
قال و الضيق و السعادة باديان عليه في نفس الوقت :
- لو كنت في مكانك لفكرت في ذلك مرتين.
ادركت فجأة انها تهدد رجلاً قادراً بالفعل على ان يوجه إليها ضربة . بدلا ان تضربه على وجهه اطارت قبعته. ثم ظلت ساكنة منتظرة ما سيحدث. كيف تمكنت من ان تبدو حمقاء وتثير راعي بقر غاضبا؟
وقعت نظرات شوك على شفتيها , امسك ذقنها , إنها اللحظة التي انتظرها منذ اول مقابلة لهما , ذاب الاثنان في قبلة طويلة بعد ان حرر شوك شعرها المجدول على شكل ضفيرة , استسلمت الفتاة لهذه القبلة الطويلة. مرر شوك اصابعه في شعرها وتاه وسط عطرها الفواح , قال لنفسه:
إن الوقت مازال مبكراً , لكن هناك عاطفة مفاجئة تجتاحهما.
قالت بصوت أجش:
- شوك؟.. شوك ..
فكر شوك في النساء الأخريات اللاتي يرغبن في اللحظات الحلوة.
لم تترك تريشيا نفسها قط هكذا ولم تستسلم من قبل مثلما حدث مع هذا الرجل . قالت لنفسها : إن الساق المكسورة تلتئم في النهاية ولكن ماذا عن القلب المكسور ؟
احس شوك بالخوف البادي في عينيها جذبته نحوها لكنها تشعر بالخوف.
اجبرها على النظر اليه, لقد قرأ في عينيها عاطفة جامحة .. ممزوجة بالخوف إذا لم ترد ان تعطي نهاية لها فإنه سيتكفل بهذا .
- لا يا تريشيا.
تمتمت ببعض الكلمات غير المفهومة.
قال لها :منتديات ليلاس
- هذا يكفي ؟
ثم لطف صوته قائلاً:
- قلت لا يا تريشيا .. لا .
لقد حملها الى النقطة التي جعلتها تعرض عليه نفسها و الآن يدفعها . اشتد احمرار وجهها تحت أثر الغضب الذي تصاعد داخلها. ارادت ان تخلص نفسها وتضربه بقبضة يدها وقدمها . لا يهم ! المهم ان تضربه حتى تلحق به الأذى.ريحانة
لكنه أثار رد فعلها, عندما كفت في النهاية عن المقاومة تركها . نهضت واقفة ونظرت اليه بازدراء .
قالت :
- يمكنك الذهاب الى الجحيم.
اتكأ شوك على العشب وامسك قبعته ووضعها على ساقه قبل ان يرتديها مرة اخرى .
- وأنت يمكنك الذهاب حيثما اعطيك الإذن.
لما كان الحقد يفترسها مثلما كانت العاطفة تفترسها في اللحظة السابقة استدارت ثم رحلت.
لاحظ شوك انها لا تهتم بأي حياء اصطناعي . إنها لم تكلف نفسها مشقة ضبط شعرها او هندامها . رفعت ذقنها وذهبت بخطى متزنة نحو فرسها.ريحانة
اعجب شوك بعزة نفسها , ثم تبعها عندما ابتعدت وشعرها الأشقر أشعث, عندما توارت عن نظره سقط على الكلأ ولام نفسه على قسوته معها .


نهاية الفصل

Rehana 29-01-17 10:05 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
الفصل الثالث

احست تريشيا بالتعب . لم تستطع ان تجمع افكارها . كان جسدها كله يؤلمها , لم تشأ جفونها المتورمة ان تفتح , ندمت وهي تجر نفسها الى الطابق الأسفل على ان حالتها ليست نتاج الإفراط في الشراب . لقد كانت هكذا على الأقل , لتشعر بالندم على قضائها عدة ساعات منغمسة في الاستمتاع بالشراب ! ترنحت حتى ذهبت الى المطبخ.
- هل تنامين واقفة يا عزيزتي؟
اوقفها صوت روز ثم تقدمت نحو رائحة القهوة المنعشة , تمتمت :
- صباح الخير يا روزي .
قالت روز محددة وهي تلمع براد الشاي .
- إنها الواحدة والنصف.ريحانة
ثم اضافت وهي تلقي بنظرة قلقة على النافذة حيث يظهر وميض ضارب الى الخضرة في السماء الشاهقة:
- فترة بعد الظهيرة تعلن عن نفسها , هناك زوبعة هوائية.
فتحت تريشيا عينيها , بدت لها الجدران الزرقاء و البيضاء ترقص من حولها .
- احاول العثور على نفسي لكن الأمر صعب! روزي ؟ هل الأمر جيد هكذا؟
وضعت روز ممسحتها وهي تتنهد , قالت متذمرة :
- لا يمكن ان يستمر الأمر هكذا يا تريشيا , في أي ساعة نمت هذا الصباح؟ الساعة التاسعة ؟ الساعة العاشرة , ستمرضين إذا قضيت عشرين ساعة مستمرة في العناية بوالدك؟
- ثماني عشرة ساعة فقط !
- آه ! ياله من عمل جيد !
- حسناً , اتفقنا , تسع عشرة , لنقسم الكمثرى إذن الى نصفين.
- لن نقطع أي شيء على الاطلاق! لسنا في سوق حتى نتشاجر هكذا فيما بيننا!
ابتسمت تريشيا :
- لحسن الحظ ان هذا لن يكون مجدياً بالنسبة لنا.ريحانة
رفعت روز المهزومة ذراعيها نحو السماء . القت تريشيا الممسكة بقدمها في يدها نظرة سريعة على كومة الرسائل التي امسكتها وانصرفت.
قالت قبل ان تغلق الباب:
- سأقضي اليوم في المكتب.
اجابتها روز المتذمرة :
- والأسبوع القادم في المستشفى , ربما يمكنك هكذا ان ترتاحي قليلا.
توقفت تريشيا امام باب الصالون والقت نظرة خاطفة عليه, فقدت بعض الزهور تويجاتها .

Rehana 29-01-17 10:07 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
توقفت الفتاة ايضا عند اسفل السلم لتستمع الى مايجري خلف باب بادي , تناولت رشفة من القهوة وكشرت : إنها تحتوي على سكر كثير ولبن غير كاف . ثم احست ان وجوده الآن يعتبر تطفلا . تزايدت نبضات قلبها وحبست انفاسها .ريحانة
هل هذه مرجعه الخوف او الإثارة , إن هذين الإحساسين , في ظل وجود شوك , لا يمكن الفصل بينهما.
لمحته تريشيا وهو منحن على درج خزانة الملفات , كان يدير ظهره لها اغلقت تريشيا عينيها وتمنت ان يتبخر عندما تفتحتهما كان هذا جهداً ضائعاً.
فتح شوك ملفا وتفحصه .
سألته بنبرة مهذبة :
- هل تبحث عن شيء؟
احس شوك بنظراتها المصوبة على عنقه , ركز اهتمامه على الأوراق التي يتفحصها. قال مصححاً:
- من الاحرى ان ابحث عن إنسان.
قالت ساخرة :
- أشك في ان تجده في هذا الدرج.
كان صوتها مازال يغلب عليه النوم . كان لهذا اثره على شوك , قبض على اسنانه ونظم الملف ثم نظر اليها من أعلى كتفه . كانت ترتدي ملابس بيضاء وهناك مساكة تحتفظ بشعرها الذي ينسدل حتى خصرها.
كان واضحا انها استيقظت من نومها منذ فترة وجيزة .. اعتدل الرجل وهو يتنهد تنهيدة طويلة ليستعيد بها نفسه. منتديات ليلاس
تلاقت نظراتهما , افتتنت تريشيا لذلك وتولدت عاطفة بداخلها . كيف امكنها ان تشعر بهذا الإحساس ؟ لقد مر اسبوع على لحظة الحماقة هذه التي احست فيها بالذل بين ذراعيه . لقد مرت سبع ليال طويلة من الاضطرام المر واللمتهب بعاطفة لم تتشبع . لعنت تريشيا هذه اللحظة.
قال شوك لنفسه وهو يلاحظ مراحل هذه الصراع الداخلي إن وجهها المعبر جدا يفصح عما اداخلها تماما لكن الازدراء اغضبه واثاره واندفع للهجوم عليها .
- هل قررت ان تتركي سريرك اللطيف؟
اغضبتها هذه اللهجة التهكمية لكنها لم ترد ان تظهر أي شيء امامه.
كررت قولها :منتديات ليلاس
- هل تبحث عن شيء ؟
- فكرت ان اذهب للتفتيش في حجرتك. وكدت ان اسقط فريسة لهذا الإغراء .
- حقاً؟
ارتعدت يداها وشربت قليلا من القهوة , وضعت قدحها وارجعت ارتعادها الى التعب . لقد رفضت اي تفسير آخر.ريحانة
- ماذا تريد بالضبط؟
- ملف الموظفين ؟
كررت قوله بنبرة مضطربة :
- ملف الموظفين .
دلكت جبهتها ثم مررت اصابعها في شعرها . كانت روزي محقة , لايمكن ان يستمر الحال على هذا المنوال.منتديات ليلاس
لقد قرأ شوك هذا التعب في عينيها , واكتشف به جرحاً عميقا تدمى النفس له . ظن شوك ان ماحدث هو المتسبب فيه . اتعبه شعوره بالذنب.

Rehana 29-01-17 10:08 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
توقع مواجهة عنيفة وقد فضل هذا على العذاب الصامت. ابتعد عن خزانة الملفات وامسك ذقنها ليجبرها على النظر الى وجهه.
تمتم قائلا :
- أنا متأسف.
استدارت تريشيا حتى لا تفكر امام هذه المصداقية الرقيقة , تذكرت انه قد يصبح بارداً في اللحظة التالية . تخلصت من مسكته وادارت ظهرها له.
- لماذا ؟
امسك كتفيها ودهش لعاطفته التي شعر بها :
- كنت قاسيا بعض الشيء معك في الأسبوع الأخير , لم يكن يجدر ان ...
تمتمت بنبرة مريرة :
- بالفعل ! لم يكن يجدر بك ان ... ان تشعر بالعاطفة نحوي وقررت ان تكابر . الناس كلها قد ترفض مرة او مرتين لكن لا يموت احد لكن هذا لا يمنع من النوم!
قال منفجراً :
- قولي هذا للآخرين!
لقد شعر بالذنب ناحيتها , لكنه نادراً ما يعبر عن اعتذاره , لقد دفعه موقف تريشيا الى بعيد:
- لم تتمكني من النوم وهذا واضح . تبدين شاحبة اللون .
- وهل تعتقد انه هذا بسببك ؟ يالك من شخص متعاظم بنفسه ! إنك تفكر إلا في نفسك الصغيرة! صحيح انني لم أنم لكن هذا لا اسميه ارقاً.
زعزعت حديثها شوك لكنه رأى انه تكذب. لايوجد شخص آخر في حياتها , بالتأكيد ! لكن .. قبل ان يتمكن من التحكم في نفسه ضرب الدرج بركلة من قدمه وانغلق الدرج محدثاً صوتاً معدنيا.منتديات ليلاس
انتفضت تريشيا على اثره .
امرها شوك :
- توقفي !
- ماذا؟.
- عن الانتفاض . إنك تنتفضين كثيراً.
- إنك تخيفني. إنك تخيفني كثيراً.
استدار شوك نحو النافذة . لم يعد يرغب في رؤيتها او يشم عطرها. تصاعد التوتر في هذا الصمت المخيم مع تصاعد العاطفة التي تهب في شهر سبتمبر.منتديات ليلاس
- كيف نتبادل العواطف وبيننا إحباط وغضب ؟ لابد ان يضع احدنا نهاية لهذا . انا متأسف لأنني عاملتك بوحشية هكذا.
لم يكن يجب ان يتسرب هذا التصريح الى قلبها هكذا. اغمضت عينيها كما لو كانت تريد طرد الألم واقنعت نفسها بأنه لا يعرف شيئا عن الحب.
إن العاطفة احيانا ماتكون محبطة وثائرة, ارغمت نفسها على الابتسامة.
- هل أنت غاضب مني؟ لا أرى سببا لهذا.
استدار اليها وهو عازم الا يشتت نفسه في مفترق الطرق . لقد آن الآوان ليتلاشى هذا التوتر.
- هلا بدأنا التحدث عماحدث في هذا المكتب؟ وبالمناسبة يبدو ان انشطتك في الليل تشغلك أكثر من عملك.
تلاشت ابتسامة تريشيا المرتعدة على شفتيها واحمر خداها .

Rehana 29-01-17 10:09 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
قالت :
- كنت انوي التحدث عن مؤسسة روبال س التي تمتلكها اسرتك. إنها كبيرة جدا حتى يمكن ان تسع جزيرة رودس كلها . أراهن انك تستخدم فيها جيشا حقيقيا وانه لديك سكرتيرة مخصصة نفسها تماما لك.ريحانة
لم تجرؤ الفتاة على ذكر ملف الموظفين. اعتدل الرجل بالتدريج . كانت تعلم انها لمست النقطة الحساسة واحست على اثرها بمتعة متعكرة .
- إنك في جرين هيلز منذ متى ؟ شهر ؟ لابد ان تدرك ان هذا لا يمنحك الحق في ..
- ان المزرعة مجرد حديقة صغيرة للعائلات يا عزيزتي.
- لابد ان يرن الهاتف مرتين تقريبا في الاسبوع في فترة الذروة!
- كيف عرفت هذا ؟ لست في مكانك!
برهنت على كلامها برفع بريد اليوم.
- ثلاث فواتير وكتلوج وحفنة من النشرات . كل هذا لا يهم اية حمقاء!
- هل الحمقاء مجبرة على اداء العمل الذي يدفع لها من اجله؟
انفجرت فيه قائلة :
- اتتحدث عن المرتب؟ لن يدفع لي احد هذا او من أجل أي شيء في المزرعة : إنني اعمل لأنها ملكي . هل تفهمني؟ إنها ملكي!
صرخت الفتاة ولم تتحكم في غضبها . صاحت قائلة :
- وليس لدينا ملفات! إذا اردت ان تستعلم عن شخص او آخر فإنني اقترح عليك ان تتصرف مثلما نفعل دائما : اعثر على الشخص المراد واطرح عليه سؤالك , الأمر بسيط للغاية .
- بعيداً عن طريقتك هذه إذا لم تريدي مرتبا من عملك فهذا أمر يخصك , لكن إذا كنت تفضلين اللهو بالليل والنوم في الوقت الذي لابد ان تأتي فيه الى المكتب فإنني ساعين واحداً ليعيد النظام الى هذا المكان.منتديات ليلاس
- ألا يناسبك الوقت الذي أنام فيه ؟ اتعتقد انه مسموح لك بأن تقول لي , اين يمكنني التنزه بالحصان وتفرض عليّ حظر تجول؟ ستقول لي عما قريب اين ينبغي ان أنام ومع من!
- كنت اموج حينما حاولت معرفة وقت نومك! او مع من! لكنني لن اقبل ان تأتي الى هذا المكتب تبعا لهواك اذا كان لابد ان تعملي لدي.
لكنها لم تنو مطلقا العمل لديه!
رأى شوك معصميها يتشددان ويديها ترتعدان . احس بضعفها لكن الغضب أثارها.
قال برقة :منتديات ليلاس
- تريشيا!
لكنها لم تسمعه .
صاحت فيه حينما همس صوت العقل فيها بأن تهدأ:
- تسعى الى الشجار , أليس كذلك ؟ اتريدني ان اجلس هنا طوال اليوم وقدماي على المكتب وأقرأ رواية رومانسية ؟ حسنا , سأبدأ اعبتاراً من الغد لكن يلزمني ثماني ساعات من النوم . في المرة القادمة التي يشهق فيها بادي في منتصف الليل ستجري انت للعناية به .. انت الذي ستبقى جالساً على هذا الكرسي القذر.. انت الذي ستسمعه وهو يختنق , انت الذي ستحتفظ بالهاتف على ركبتيك لتسأل نفسك: هل لابد من الاتصال بالاسعاف هذه المرة أم لا ..؟ انت الذي..
توقفت عن كلامها واحست انها ارتفعت عن الأرض فجأة وتقطعت انفاسها.

Rehana 29-01-17 10:10 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
رفعت عينيها وهي مشدودة الى صدر شوك.
همس بنبرة حاسمة :
- احكي لي.
قالت في قرارة نفسها : لا , هذا يكفي , إذا فتحت فمها الآن فلن يخرج منه إلا النحيب . هزها شوك من كتفيها برقة.
- مهما كان العبء الذي تحملينه فقد اصبح ثقيلا . ألا ترينه ؟ سيقضي عليك هذا إذا لم تخفيفه على الأقل.
تنهدت قائلة :
- إنه ميت .
التزم شوك الصمت فترة طويلة , اظلمت السحب المتجمعة بالخارج الحجرة . كان هناك رعد بسيط كشف عن الإحباط على وجه تريشيا .منتديات ليلاس
- بادي .. إنه عجوز . العجائز يكونون مرضى في اغلب الأحيان. هذا لا يعني ان...
- لا, إنه ميت , ادفع الفواتير وانت تعتني بقطيع الماشية وهو يموت في هذه الاثناء.
اغمض شوك عينيه واحتضنها. عندما فتح عينيه رأت تريشيا فيهما إحساسا غير معروف.
استطردت وهي تكتم نحيبها :
- متأسفة . لا تشفق عليه ولا أنا كذلك.
- ولماذا؟
- إنه مرهق . لقد حان الوقت.
ارتعدت الفتاة. تركها شوك تتكور بين ذراعيه مثل الطفلة المتعرضة للخطر.
تمتم قائلاً:
- هيا يا تريشيا , تحرري من قيدك.
ضمها اليه بقوة كما لو كان ينفخ فيها الحياة , تركت رأسها على كتفه , امطرت السماء بالخارج مطراً مدرارا . اسند شوك ذقنه على شعرها واستمع الى المطر المتساقط ونحيبها معا.
بكت تريشيا حتى شعرت بالتعب . كانت ستنهار على الأرض بدون وجود شوك الى جانبها . كانت تحتاج الى هذا الدفء الناعم, الى هذا الشخص الذي تتعلق به.
هدأت العاصفة وتبعتها امطار منتظمة وهادئة . كانت تريشيا تستمع اليها وهي تتناغم مع انفاس شوك.منتديات ليلاس
- اعتقد انه يتمنى الموت كما لو كانت الحياة تمثل بالنسبة له مشقة يتخلص منها قبل ان يتمكن من اللحاق بأمي . لقد فرض على نفسه هذه العزلة وهذه الوحدة مخصصا وقته كله لجرين هيلز . لقد اختلفت مشاعره بموت ماجي .
لقد اعتبر نفسه ميتا. احيانا ارغب في ضمه الى صدري واصرخ فيه قائلة : لا ترحل ! هذا...
انهى شوك كلامها وهو يغوص بنظراته في نظراتها.
- هذا يؤلمني . الحزن يسبب المعاناة يا تريشيا , إنه قد يجعلنا نبكي . الم يحدث لنا هذا من قبل؟
كان صوته ينم عن التأثر والتعاطف.
- سافتقده يا شوك , إنه لا يريد ان يسمع مني هذا , لكنه صحيح.ريحانة
داعب شعرها واغمضت عينيها قبل ان تقترب منه , ماذا عانت تريشيا إذن ؟
- تريشيا , كم ليلة سهرت فيها على راحته؟
- خمس , خمس ليالي طويلة.
وهو أي شوك تجرأ على ملاحقتها بتهكماته!
- لماذا لم يدخل المستشفى؟

Rehana 29-01-17 10:10 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
- رفض الذهاب اليها.
- وماذا عن وجود ممرضة في المنزل؟
- إنه لا يريدها.
صر شوك على اسنانه , هذا العجوز العنيد! وماذا عنها؟ .منتديات ليلاس
استطردت وصوتها يرتعد من التعب:
- لقد مر الطبيب هذا الصباح في ساعة مبكرة . قال إن بادي سينجو هذه المرة وإنه سيكون بخير في غضون عدة ايام.
قال شوك في قرارة نفسه , وبعدها سيبدأ كل شيء من جديد .عزم الرجل على الا يتركها وحدها في مواجهة هذه التجربة , اراد ان يخبرها بهذا . لكنه تاه في عينيها الزرقاوين, لم يجد الكلمات التي تسعفه ثم قبل خدها.
استسلمت له في قبلة رقيقة . إنها وحيدة منذ فترة طويلة ولم تشعر بمثل هذه الحلاوة , لكنها لم ترد ان تخطئ في هذه المرة فالوقت مازال مبكراً على هذا.منتديات ليلاس
رآها شوك وهي تبتعد رويداً رويداً وتقيم حاجزا بينهما . كانت منهكة ورفعت يديها الى وجهها المبلل اثناء اضطرابها. كان يعلم انه يجد صعوبة في ان يتركها لكن لا يوجد اي شيء سهلاً معها. قال وهو يلمس يديها:
- تريشيا ساصطحبك الى غرفتك الآن.
- ماذا؟
جحظت عيناها وظلت فاغرة الفم. ضحك وارجع خصلة الشعر الساقطة على جبهتها.
- لا تسيئي الظن, إنك في احتياج الى النوم.
اغلق الباب الذي يطل على الخارج بالمفتاح.منتديات ليلاس
قالت معترضة :
- لكنني نهضت من على سريري في التو.
استشاطت غضبا فهي لم تعتد ان يتخذ الآخرين عدا والدها القرارات. بدلا منها , ثم تذكرت فجأة رقته لقد توقعت الإحساس بألم شديد لكن هذا الألم لم يأت , لم يدر شوك ظهره لها بل امسكها وشعر بالمعاناة معها.
لم تقل ترشيا أي شيء وتقبلت للمرة الأولى ان يعتني بها احد . تركته يمرر ذراعه حول كتفها واصطحبها الى حجرة المعيشة. نادى شوك من اسفل السلم :
- روز ! روزي !
قالت روز وهي تسير في الدهليز الطويل بسرعة وتمسك قدح الشاي في يدها :
- احتفظ بخيولك , كيف حالك يا عزيزتي؟
- إنني بخير يا روزي.ريحانة
قال شوك:منتديات ليلاس
- إنها منهكة وستذهب الآن الى السرير , أليس كذلك؟
ابتسمت تريشيا ابتسامة طاعة. عندما تأهبت لصعود السلم رأت روز تستعد للحاق بها.
- إنني بخير يا روزي , عودي الى عملك , شكرا.
تابعت عيونهما تريشيا , وهي تصعد السلالم , ثم مشى شوك مع روز التي ذهبت لتنظيم حجرة الصالون , لم يعر شوك حتى الآن هذه الغرفة اهتماما كبيرا عندما ذهب الى المكتبة , بدأ يستكشف الحجرة , بليت القطيفة والحرير بمرور السنين عليها. كانت المرآة لامعة واللوحات مدهشة , كان يبدو من خلف الستائر السميكة حمام السباحة ووسط المنزل اللامع بسبب المطر .

Rehana 29-01-17 10:11 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
تمتمت روز :
- لتذهب هذه الزهور الى الجحيم تريشيا تحتفظ بها حتى تموت . إنها تحبها . إنها تثير لي فوضى كثيرا .
بينما كانت روز تفحص الغرفة وتلملم تويجات الزهور المتساقطة ادرك شوك ما يضايقها , لا يوجد أي صورة في أي مكان . لايوجد ايضا أي صورة في المكتبة . لايوجد صورة لبادي مع تريشيا او صورة لتريشيا وحدها او حتى صورة لماجي , هل شهدت هذه الغرفة اياما سعيدة ؟ او حفلات مبهجة يحضرها مدعون كثيرون؟
لا يعتقد شوك هذا . لما كانت الغرفة مجردة من أي لوحات فإنها لا تمتلك هذا الدفء الذي تعطيه الذكريات الى الأماكن.منتديات ليلاس
لاحظ شوك المضطرب ان روز تتفرس فيه. بدأ انها تنتظر الرد على سؤال.
قال بنبرة متعجرفة :
- لابد ان تنام تريشيا حتى صباح الغد.
قالت روز:
- تعرف ذلك وانا ايضا لكن ماذا عنها؟ انتظر اليوم الذي تقوم فيه تريشيا بعمل المعقول بدلا من ان تفعل مايدور برأسها فقط .
- اعتبارا من اليوم ستفعل ما أنويه . وفي المرة القادمة التي يحتاج بادي فيها الى احد نادي علي مهما كان الوقت حتى لو كانت الثالثة صباحا.
بدأ يتجول في الحجرة ثم اتجه نحو الباب . القى عليها نظرة اخيرة وهو يقف على عتبة الباب.منتديات ليلاس
- يمكنك ان تستدعيني اذا وجدت ادنى صعوبة في إبقائها على السرير اليوم , اؤكد لك انه يمكنني ان افعل ذلك بنفسي!
ابتسمت روز بعد ان رأته يبتعد وانغلق الباب بقوة .
- نعم لكن هل ستعثر على النوم الهادئ بهذه الطريقة ؟
لقد أثار شهر اكتوبر الريف بالوانه المؤثرة . اندفعت نسمة خفيفة نحو الحقول.
تركت تريشيا الحصان سحاب وامتطى شوك حصانه بأقصى سرعة. كانت تريشيا تلاحظ الأراضي كان شوك يتفرس فيها. لم تعد قسماتها محزنة . كان بادي محقا في رأيه: إن تريشيا تنتقل بسهولة من الضحك الى العاطفة ومن العاطفة الى الغضب . لقد نامت جيدا وأتت الى المكتب وهي مشرقة وبشوش وعملت في الفترة الصباحية ثم اصطحبت شوك في نزهة على الخيل بعد الظهر.
كان الجو حاراً . عندما تفحصت الحقول بعينيها استدارت نحو رفيقها الصامت.
- ما رأيك شوك عندما تتأمل هذه المساحة الشاسعة ؟
قال مبتسما :
- كم عدد النقاط على هذا السؤال؟
قهقت الفتاة :
- نقاط! خمس وعشرون نقطة.
ماذا تتمنى ان تسمع منه ؟ إن اسلتها كثيرة وإجاباته تتركها في حالة تفكير. لم يستطع شوك ان يطرد من ذهنه فكرة انها تقارنه بشخص آخر.
قال مبتدئا حديثه:
- ارى مراعي.
تقلصت شفتا تريشيا . كتم شوك ضحكته.
- أرى علفا وآلاف الاسوار التي يلزم إصلاحها . كم نقطة الآن؟

Rehana 29-01-17 10:12 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
انتبهت قائلة :
- اقل من ثلاثين . لا شك ان مؤسستك محاطة بالآف الاسوار الشائكة إذن. وبالتالي لابد ان تكون جرين هيلز هكذا.
تحرك الحصان افاق حركة شوك بحيث تنظر تريشيا وهو في اتجاهين معاكسين.
- لايمكن ان اسمح لنفسي بأن يعمل موظفون في قطع الاوتاد والحواجز . اداء العمل بالخارج يدر ربحا كبيرا دون وضع مصاريف الشحن في الاعتبار.منتديات ليلاس
- لم تجب عن سؤالي.
- لم تسأليني إياه .
احست تريشيا مرة اخرى انه يتهرب منها. يحدث هذا دائما عندما تلمح بخصوص تكساس.
قالت مصرة :
- هل مؤسسة رويال محاطة بالأسلاك الشائكة ؟
امسك سيجارة قبل ان يجيب .
- في أي مكان به اسوار توجد به اسلاك شائكة.
قالت وهي تطلق صفير إعجاب:
- آه , نعم.
كان يلزم عليها حقا ان تعرف سبب مغادرته لهذه المزرعة المربحة وعائلته ويقيم بفرجينيا. لقد وقعت في حبه وهذا الاكتشاف ملأها بالخوف. نظرات اليه من الجانب بعينيها اللتين امتلأتا بالدخان.
لقد اعتادته منذ ثلاثة اسابيع كان الجميع يحترمونه ويقدرونه . كان يتذكر اعياد الميلاد الجميع ويحمل هدايا للزوجات المريضات ويتابع نتائج الاطفال في المدارس.
كان يبدو سهل المعاملة عندما يشعر احد بمشاكل مادية ولا يتردد في تخصيص بعض وقته لهذا ولذاك. احست تريشيا حينذاك بقلبها يذوب.ريحانة
نظرت اليه وهو يدخن سيجارته وهي مفتونة دون ان تترك نفسها للأحلام فقد كان هذا يمثل لها خطورة لكن كل هذا السحر وهذه الاسرار ..
القى سيجارته. تابع الاثنان بعيونهما عقب السيجارة المحترق. عندما نظر مرة اخرى الى تريشيا قرأت في عينيه سؤالا بخصوص افكارها.
قالت:منتديات ليلاس
- سواء أكان هناك مصاريف شحن ام لا انه اصبح واضحا انك تفضل الاسلاك الشائكة خلف الحواجز الخشبية.
اجابها وابتسامة تكسو شفتيه :
- إنها صفقة طبية.
- لكنها قاسية .
ارجع شوك رأسه الى الوراء وانفجر في الضحك.
قالت :
- ما العجيب في هذا؟
- احيانا أسأل نفسي يا سيدتي الجميلة عما اذا لم يكن بادي قد التقطتك من جانب احد الشوراع واحضرك هنا عندما اصبحت فتاة بالغة لأنه لا يبدو عليك أي شيء يوضح انك كبرت في مزرعة.منتديات ليلاس
- تقصد دون شك انني لا اتصرف مثل راعي البقر.
- اتريدين ان تعرفي ما رآه في هذه اللحظة ؟ الشمس التي تعطي شعرك لون الذهب مع هاتين العينين الزرقاوين اللتي يمكن ان اغرق فيهما.

Rehana 29-01-17 10:12 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
تمتمت تريشيا وهي تقترب منه :
- خمسين نقطة زائدة .
احست تريشيا بنفاذ صبر لا يمكن مقاومته في الاستسلام لعاصفة حماقتها.
احست انها تنهار تحت مداعباته الملحة لكن شوك ندم لأنه لاحقها في هذا الطريق المنحرف . قاوم حتى يطرد اندفاعه نحوها. ثم ادرك فجأة انها تلاحظه .
- بمن كنت تنوين مقارنتي ؟ هل ستخبرينني بما ينبغي ان اتفوق عليه؟
تمتمت تريشيا :
- بادي.
قال مصرا :
- ومن ايضاً؟
- ديريل .
كرر شوك وهو يترك حصانه يبتعد قليلا :
- ديريل.
- ينبغي ألا تسأل.ريحانة
قال وهو ينطلق بأفاق بسرعة بسيطة بينما كانت تريشيا تتبعه على سحاب.
- حدثيني عن ديريل.
- ماذا تريد ان تعرف عنه؟
- من هو ؟ هل هو رفيق حديقة الطفولة ؟ او كابتن فريق كرة القدم؟ او الوكيل الاخير لجرين هيلز؟
اجابت :
- انه الرجل الذي عشت معه في آخر سنة لي بالجامعة , ينبغي ألا تسألني.
قال وهو ينظر نظرات غامضة :
- وماذا حدث؟
كانت هذه القصة انتهت منذ سنتين ونصف ومن ثم كانت تريشيا تتحدث عنها دون أي معاناة .
- كان طالبا . انتهت محاضراته بعدة اسابيع. عدت ذات مساء وهو يحزم حقائبه , قال لي : إلى اللقاء . حظا سعيدا . ثم رحل.
قطب شوك حاجبيه بقلق:
- لم تتوقعي ماحدث.
على الرغم من نبرة الدهشة البادية في صوته فلم يكن كلامه يعبر عن انه سؤال.
قالت بضحكة مريرة :
- اتوقع؟ كنت قبلها قد ذهبت الى بوتيك لأختار فستان الزواج, تخيلت منزلا بحديقة وبه ارجوحة واطفال , لا , لم اتوقعه .
- هل كنت تحبينه ؟
رفعت كتفيها وحملقت الى التلال البعيدة.ريحانة
- اوه , بدون شك لا , لكنني اعتقدت هذا في ذلك الوقت , إنه .. كنت في امس الحاجة الى العواطف.
ثم اضافت وهي تلقي على شوك نظرة اختفت منها اي ابتسامة :
- كان هذا خطأ.
مسح بيده على شفتيها . قالت في نفسها :هل اعتقد انه مسح ذكرى رجل آخر؟
- خطأ قد قررت ألا ارتكبه بعد ذلك.
قال بفظاظة :
- لم يكن خطأ , كانت عملية انتحارية مع مجنون , مجنون احمق واناني.

Rehana 29-01-17 10:13 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
ابتسمت تحت تأثير مداعبته.
- أعلم. لكنني لم اكن اعرف ذلك وقتها . فوضت امري الى الله يا شوك . في بعض الاحيان كنت اشعر بالشفقة إزاء ديريل. لم يكن يعرف مافقده. كنت مستعدة لمنحه كل شيء وانتظرت القليل في المقابل! كلمات حانية ورقيقة ووجوده بجانبي . سأكون صارمة في المرة القادمة .
- إنني لا اشبه احداً يا تريشيا.
تفرست فيه بعناية
- نعم . لكثير من الاعتبارات . لكن يوجد تشابه فبادي لديه اسرار لم يتوصل اليها احد وانت ايضا . وعندما كنت اعيش مع ديريل كان يرفض محادثتي عن حياته قبل مقابلتنا , لم اصر خوفا من ان اكون فضولية . ثم اكتشفت سره في النهاية.وهو خطبته لوبوريا.ريحانة
مررت اصبعها على ندبة شوك.
- ماسرك يا شوك ؟ من ينتظرك في تكساس؟
- الاشخاص الوحيدة التي تنتظرني في تكساس هم والدي وإخوتي الثلاثة. واختي الصغيرة لست خاطبا ولا تبحث الشرطة عني , لا يوجد شيء في حياتي سوى العائلة والماشية ويمكنهما الانتظار طويلا لأنني لن اعود.
سجلت تريشيا هذه المعلومات البسيطة. إنها البداية . رأت رجلين يصلحان حاجزاً بعيداً. سألت نفسها . هل يمكنها ان تعلم شيئا آخر عن شوك قبل ان ينضما اليهما؟
سـألته:
- هل يعيشون جميعا في المزرعة ؟
- آل كولبي لا يغادرون المنزل ابداً.
- إنكم فريق جيد.ريحانة
- نعم. هذا صحيح اخي بي جي متزوج ولديه بنتان صغيرتان. إنهم يعيشون في المزرعة . تتلقى زوجته فيرنا الأوامر من امي. عدد الاطفال ستة اشخاص بالغون , لا يتمتع احد بالحرية الشخصية في حياته.
على الرغم من افتقارها الى الخبرة بالحياة العائلية فلم يبد هذا سليما من وجهة نظر تريشيا , لحق الاثنان بالموظفين . نهض ويلي وحياهما. ظل بوكر روبينز منحنيا ولم يتوقف عن عمله .
- تؤدي عملك بشكل رائع.
كان بوكر صغيراً وجافاً. كان يدعى في الحقيقة فان لكن قسماته المتغيرة غيرت اسمه الى بوكر . القى نظرة من اعلى كتفه.
قال :منتديات ليلاس
- آه , شكرا. صباح الخير يا تريشيا.
اجابته وهي تتبادل نظرة مرحة مع ويلي:
- تحياتي يا بوكر.
سأل شوك :
- كم عدد الإصلاحات التي تمت اليوم.منتديات ليلاس
- هذه الثلاثة , مازال هناك الكثير.
- أهذا يعني يا بوكر انه ينبغي عليك الا تقيم حفلة في هذا المساء ؟ اليوم عيد ميلادك الواحد والعشرون, أليس كذلك؟
أذعن بوكر لكلامه وهو يلملم ادواته:
- آه , بلى.

Rehana 29-01-17 10:14 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
قال شوك وهو ينظر الى ساعته .
- لقد حان وقت الانصراف عن العمل , لماذا لا ترحل فوراً؟ إنني متأكد ان زوجتك تحتاج الى المساعدة.
اعترض بوكر برقة :
- لكن مازال هناك هذا السور.
- سأعتني به مع ويلي.
- حسنا, سأنصرف اذن.
رأته تريشيا وهو يبتعد دون ان يشكره . ادهشها هذا الموقف ولكن بصورة اقل من موقف شوك . ان بادي لم يكن يفوت فرصة الافتقار الى الأدب . لكن شوك لم ينتظر شيئا.
امتطى ويلي الحصان وذهب الثلاثة , احس الشاب بضرورة ان يقطع حاجز الصمت المخيم واضحكها بملاحظاته الظريفة.
- سيحضرون فرقة موسيقية من اجل هذه الليلة وسيجهزون نصف خروف مشويا. سيتحدث الجميع عن هذه الحفلة سنوات!
سأل شوك :
- هل ستصطحب جيسي الى الحفلة يا ويلي؟
- إذا اردتم ذلك. لابد ان نلتقي جميعا في مكان واحد . لابد ان اساعد امي في المنزل وسيتأخر الوقت بي.منتديات ليلاس
قال شوك ضاحكا:
- يمكنك ان تسرع يا ويلي , اما السور فيمكنه الانتظار.
- اوه حقا يا شوك ؟
- نعم ايها الغلام , اسرع قبل ان اغير رأيي.
اختفى الشاب في سحابة من التراب. نظر شوك الى تريشيا .
- اظن انه لابد ان تذهبي الى الحفلة انت الأخرى ؟ هل تريدين العودة؟.
- بالتأكيد سأذهب اليها . الجميع في جرين هيلز مدعون إليها .ريحانة
ثم اضافت وهي متحيرة بين الشك والغضب:
- الجميع , بدونك؟
قال بترفع:
- لم اتوقع ان يكون هكذا.
- لكن , لكنك تعمل هنا, مثل الآخرين , إنك رئيسه.
- صحيح انني رئيسه لكنني غريب ايضا.
- كيف استطاع هذا الفظ , هذا العجوز ...؟
توقفت تريشيا عن تكملة كلامها فجأة , اتى صوت قوي وجهور من خلفهما.
استدارت الفتاة ورأت عجلة تترنح من صخرة الى اخرى قبل ان تسقط , حاولت العجلة النحيلة جدا ان تقف على اقدامها. استسلمت لوضعها هذا في غضون عدة ثوان وظلت خائرة القوى.
قالت تريشيا :
- شوك , افعل اي شيء من اجلها.
جثت تريشيا على ركبتيها بالقرب من العجلة , تفحص شوك العجلة بعناية. جست يداه الكبيرتان الخبيرتان الجلد الاسود اللامع للعجلة. إذا كان يؤلمها بالمصادفة فقد كان يهدئها بصوته الرقيق. نهض اخيرا ومشى نحو حصانه. وضعت تريشيا رأس العجلة على ركبتيها.
سألها شوك:
- هل حصانك معتاد على الأعيرة النارية ؟
- لا اعلم شيئا عن هذا , لماذا؟
قطبت حاجبيها عندما امسك مسدسه.
- لا يا شوك . لا!

Rehana 29-01-17 10:15 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
نهضت واقفة بسرعة ثم بادرته بقولها.
- لن تقتلها!
- ينبغي ان افعل هذا ! إنها لم تشرب منذ ايام.منتديات ليلاس
قالت وهي تمسكه من قميصه:
- في مثل هذه الحالة سنقتادها الى بئر مياه. هناك جدول ماء على بعد ميل من هنا ناحية الشرق.
- وكيف تنوين اقتيادها الى هناك؟
لم يظهر الرجل أي ذرة شفقة واحست تريشيا بالخوف يجتاحها.
- سأعود الى المزرعة واحضر الشاحنة, سنضعها بداخلها مثلما فعلنا مع الثور في الصيف الماضي.
قال وهو يخلص نفسه من مسكتها.
- ستموت قبل عودتك.منتديات ليلاس
- كيف تبدو قاسيا هكذا؟
بحثت عن حل , فكت لجام حصان شوك. صاح فيها وهو يوقف ذراعها.
- ماذا تظنين نفسك فاعلة؟
- ساصطحبها الى بئر المياه. ولن تمنعني من فعل هذا. لايمكنك إيقافي.
انتزع اللجام من بين يدها.ريحانة
- ماذا تقولين ! لن تسحبي حيوانا مسكينا ميت من الجوع والعطش على الصخور والتراب , ستقتلينه هكذا وانت التي تحدثينني عن القسوة يا تريشيا؟
- ارجوك يا شوك ,لا!
- استديري وامشي . إذا اعتقدت ان سحاب سيغضب فانزعي عنه لجامه حتى لا يتعرقل . اذا انقذ نفسه فسأصحبك على حصاني حيث يمكنه العودة وحده منذ هذا المساء.
- شوك..
اخفت وجهها بين يديها لتخفي دموعها.
- اعتني بسحاب يا تريشيا .
خفضت تريشيا المهزومة ذراعيها. تقدم شوك نحو العجلة الخائرة . تقدمت تريشيا وهي تترنح نحو سحاب ودست وجهها في رأس الحصان قبل ان تخلع لجامه.
قطع صوت الرصاص حاجز الصمت . ارتعدت تريشيا كما لو كانت قد اصيبت في ظهرها . ابتعد سحاب يجري بسرعة. طارت العصافير من على الاشجار ودوى صوت الرصاص طويلا.


نهاية الفصل

Rehana 30-01-17 07:49 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
الفصل الرابع

جلست تريشيا على الكرسي وحملقت الى السقف. كان هناك مصباحان يضيئان غرفة بادي. طرقت افرع الاشجار الثائرة بسبب الريح زجاج النوافذ وامتزجت رائحة الدواء برائحة مابعد الحلاقة.
كان صوت بندول ساعة الحائط خلال ساعات الليل الطويلة لافتا للانتباه لكن تريشيا لم تسمعه. كان صوت العجلة يدوي في أذنيها. رأت شوك مرة اخرى .. ادارته له ظهرها..
- فيم تحملقين هكذا؟
انتفضت تريشيا وتعلقت نظراتها نحو السرير.
- ابي! استيقظت!
- مارأيك في هذا؟ لقد فعلت هذا وحدي!
استرخت الفتاة وابتسمت له تمددت بعد ان ظلت ساكنة بلاحراك فترة طويلة ولاحظت والدها الذي استدار . اتعبه هذا المجهود البسيط لكنها لاحظت انه هادئ ويتنفس بسهولة.
سألته :
- كيف حالك؟
- متعب.
كان العجوز يشعر بالتعب من نومه وبقائه متسمراً في هذا السرير اللعين, عثر على الساعة الذهبية التي منحته ماجي إياها وقطبت حاجبيها.منتديات ليلاس
قال :
- إنها الواحدة, الواحدة بعد الظهر؟
تمتمت تريشيا وهي تحبس تثاؤبها:
- الواحدة صباحا.
لم يكن للكلمة أي أثر لدى بادي . لماذا هذا الصباح بدون شمس؟ ولماذا هذان المصباحان المضيئان؟ اطلق سبابا دالا على إحباطه.
قال في قرارة نفسه .
- لن افقد رشدي ايضا.
ثم ادرك في النهاية . الواحدة بعد منتصف الليل . اطلق تنهيدة وهو يحاول تذكر التاريخ .
- أبي؟ أهناك ما يسوء؟
- ما الذي يمكن ألا يسوء ؟ إنني في الرابعة والسبعين من عمري, لا يمكنني المشي او الوقوف. لا يمكنني البقاء جالسا نصف الوقت دون ان اسقط عن كرسي. اختنق عندما اريد التنفس. أيمكنك ان تخبريني عما لا يسوء؟
كانت تريشيا تعرف رد الفعل الذي ينتظره منها. ريحانة
قال :
- حسنا , مازال متبقيا امامك ان تصبح اصلع وتفقد كل اسنانك.

Rehana 30-01-17 08:14 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
اعدت له قرصين.
قال لها بضحكة مريرة :
- يالك من فتاة يا تريشيا رايلي؟
وضعت له القرصين تحت انفه .
- ما هذا ايضا؟
قالت :
- بفتيك وبطاطس مشوية .
- يالك من فتاة ظالمة!
اطفأت تريشيا مصباح السرير وعادت الى كرسيها حيث انطوت على نفسها.
سألها بادي:
- هل ستخبرينني بما يحزنك إذن؟ اعتقد انك تريدين ضرب إنسان ضربات متصلة.
جحظت عينا تريشيا إنه يعرف كل شيء دائما . لقد قضيا حياتهما جنبا الى جنب وهما يتبادلان بعض التفاهات لكنه كان يخمن دائما انها تدبر شيئا.منتديات ليلاس
تنهدت قائلة :منتديات ليلاس
- قتل شوك عجلة اليوم.
سألها دون ان تبدو عليه أي علامة التاثر.
- وماذا في ذلك؟ هل هذه جريمة جديدة في فرجينيا؟
- لم يكن مضطرا لأن يفعل هذا.
تضايقت تريشيا من رد فعل أبيها وابتلعت اشمئزازها وتسمرت بالقرب من النافذة. لقد كان محقا . لقد تصرفت بطريقة شنيعة . لقد تصرف شوك بطريقة عقلانية اما هي فقد بدت غير عقلانية إطلاقا . لقد تركت مشاعرها تتغلب على رجاحة العقل. وشوك يدير ظهره لها الآن إذا كانت فقط لم...
- هل كنت معه عندما ضرب هذه العجلة بالرصاص؟
اعترفت وهي تخفض رأسها :
- نعم.
- ووبخته على طريقته , أليس كذلك؟
اعترفت وهي تستند على حافة النافذة .
- شعرت بالخوف من هذا المنظر . لقد اكتشف الآن الجانب السيء في. لكنني حذرته , قلت له : إن كل الحيوانات بالنسبة لك حيوانات صحية.ريحانة
استاء بادي من داخله من شوك , كان لابد ان يصرفها من المنزل اولا وتذكر تريشيا عندما كانت في التاسعة من عمرها حينما كان يجب عليه ان يصرع كلبها المفضل الذي كان يعاني التهاب المفاصل الذي لا علاج له, لقد تمسكت بركبتيه وتوسلت اليه ان ينقذ حياة هذا الكلب البائس . لكنها استلسمت في النهاية ورمت نفسها في تراب الممشى.
استطرد قائلا:
- يا إلهي ! اين الشراب؟
اعترضت تريشيا :
- لا يمكنك ان تتناول أي شراب فالطبيب لا يمزح في هذه المرة.
قال بادي متذمرا:
- هانسن اين هو الآن ؟ إنه في ناديه يشرب كأسا بعد الأخرى! من هو حتى يمنعني من الشراب؟
- إنه طبيبك كما انه غير موجود بالنادي , لقد ذهب الى منزل بوكر.

Rehana 30-01-17 08:16 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
استرخى وجه بادي تحت اثر المخدر وتذكر ان تريشيا كانت تنوي المشاركة في الحفلة المقاومة على شرف اليس روبينز . نظر اليها فوجودها ترتدي قميصا ازرق يكشف عن كتفها وبنطلونا ابيض.
تساءل: هل تعمدت ان تلبس ملابس واسعة من فوق وملابس ضيقة من تحت ؟
قال مازحا:
- نجحت في التخلص من السهرة دون ان ترسلي أي مشروب الى كولبي.
- انه غير موجود هنا. لكن لو كان موجودا لم أكن لأرسل له أي شراب.
- ولهذا عدت مبكرا؟ هل لأنه غير موجود هنا؟
قالت وهي تحاول التملص:
- انتظر دقيقة . الوقت متأخر.
قال متلعثما:
- إنه هاكذا بالنسبة لي.
تفحصت تريشيا جفونه التي حاول ان يجعلها مفتوحة ولكنه لم يستطع سقط رأسه حينما دوت ساعة الرواق . اصبح تنفس بادي منتظما.
***
كان المنزل غارقا في الظلام . تقدم شوك نحو السلم الكبير بخفة . لقد قاوم حتى لا ينام واخرج علبة السجائر عندما رن جرس الهاتف.
ادرك عند الرنين الأول لجرس الهاتف ان بادي يشكو ازمة, اكدت روز ذلك في عدة كلمات وارتدى ملابسه في الحال وهو يعدها بالوصول فورا للعناية بتريشيا.
كانت السحب تخفي القمر وتلقي بظل على الدهليز , توقف شوك ليعتاد الظلام. ثم رأى بعد قليل وميض ضوء يبزغ من تحت الباب.منتديات ليلاس
هرع الى مساعدة المرأة التي اقسمت انها لم تعد تحتمل رؤيته. هل كان هذا نابعا من إحساسها بالشفقة على العجلة ؟ بالتأكيد لا. لا يوجد أي علاقة بين الإحساس بالشفقة والإحساس بالذنب. لقد كان يؤدي عمله. لقد عاش اللحظة التي استدار فيها رافعا سلاحه بيده كثيرا. اوضح وجه تريشيا الخوف والسذاجة . لقد رفضت يده الممدودة وهربت.
وصل امام الباب وتوقف واستمع. ثم فتح الباب وسرعان ما وقف مرة اخرى على عتبة الباب وتوقف واستمع ثم فتح الباب . لقد دخل الى ضيعة رجل وذكرى امرأة حاول ان يكون محللها النفسي.
كان بادي نائما في منتصف الحجرة وسط جبل من الوسائد.
كان مصدر الضوء آتياً من مصباح موضوع بالقرب من كرسي تريشيا . كانت متكورة على مقعدها وخدها يرتكز على قبضة يدها المغلقة , أثاره رؤية عنقها وكتفها العاري واجتاز الغرفة ليجثو امامها . بدت له حساسة جدا. داعب وجهها دون ان يوقظها . ثم مال بجانبه ليمرر ذراعيه حولها , سقط رأسها على كتفه وافلتت من فمه همهمة بسيطة.
احست تريشيا فجأة بعناقه . فتحت عينيها بمشقة كبيرة وتعرفت على شوك.
توتر وضمها اليه بقوة.
قالت متلعثمة وهي تمرر ذراعيها حول عنقه:
- هل خطر ببالك ذات يوم يا راعي البقر ان تطرق الباب وتطلب رؤيتي؟
سألها وهو غير مهتم بنبرة المزاح البادية في صوته :
- هل هذا سيكون شيئا غير عادي ؟

Rehana 30-01-17 08:18 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
قالت بابتسامة مخنوقة :
- بالنسبة لك , نعم دون شك.
سألها :منتديات ليلاس
- هل انت بخير ؟ لقد تسببت في حزنك.منتديات ليلاس
اغمضت عينيها وداعبت خده.
- إنني بخير. كنت مضطربة ولكنني بخير الآن . لكن ماذا تفعل هنا؟ ولماذا اتواجد بين ذراعيك؟
اغفلت حادثة العجلة حينذاك.
- لم استطع النوم .. رأيت النور واعتقدت انك ربما تحتاجين إلي للاعتناء بـ بادي , يمكنني مساندتك.. اما عن وجودك بين ذراعي فهذا لأنني ساحملك الى السرير.
قطبت حاجبيها لحظة ثم تركت رأسها يسقط كان واضحا انها موافقة.
استدار شوك ليحملها لكنه تسمر في مكانه لدى قيامه بالخطوة الأولى .
كان معلقا امامه بمواجهة سرير بادي لوحة لتريشيا وسط الطبيعة وهي مرتدية فستانا ابيض طويلا . كانت تمسك وردة صفراء في يدها وتبتسم برقة ويبدو في عينيها الزرقاوين خيرجم. تابعت تريشيا نظرات شوك.
همست تريشيا :
- إنها ماجي.
كرر وهو يقترب ليدرس اللوحة:
- ماجي ؟
ظل دهشا امام هذه المعجزة الوراثية . كان واقفا امام صورة ماجي في ليلة زفافها. معجزة؟ لعنة؟
تمتم وهو يتأمل تريشيا:
- كيف يحتمل هذا؟ ما شعوره عندما ينظر اليك؟
- إنه لا ينظر إلي. احيانا ينظر الى جبهتي و ذقني , إنه يتجنبني بصفة عامة . لا يلمسني , ولا يقبلني . افهم هذا تماما.
بدأ شوك يفهم هو الآخر . تذكر وهو يحملها الى حجرتها أنها اعترفت له ذات يوم انها ستعطي كل شيء حين يحتضنها احد بقوة .
- شوك يمكنك ان تنزلني على الارض.. إنني قادرة بالفعل على المشي.
- وانا قادر بالفعل على حملك .. اتركيني افعل هذا إذن .
وافقت على رأيه بكل سرو ر لم تعرفه منذ ان اصبحت ذراعا روزي صغيرتين على خصرها . اغتنمت هذه الفرصة لكي تتأمله.
- شوك . هل روزي هي التي استدعتك ؟
- قلت لك إنني رأيت نورا من تحت الباب.
- من على بعد ميلين؟
- القمر ساطع الليلة.
كانت تريشيا تعلم استحالة هذا .ريحانة
- قلت لروزي ان تتصل بك , أليس كذلك؟
توقف بعد ان ان ادرك انه لا يعرف حجرتها. انقشعت السحب ونثر القمر أشعته الفضية على الأرض.
- هل تعرفين أنك تسألين كثيرا؟
- وهل تعرف ايضا انك لا تجيب عنها في اغلب الأحيان؟
- نعم, طلبت روز ان تتصل بي إذا قررت ان تؤدي دور الممرضة طوال الليل . ليس عليك ان تواجهي هذه التجربة وحدك يا تريشيا .
حبست دموعها التي تصاعدت .
- اين حجرتك؟
- في نهايز الدهليز اول باب على الشمال.

Rehana 30-01-17 08:20 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
وضعها على الأرض عندما وصل الى عتبة الحجرة حتى يفتحها , امسكها عندما ارادت دخول الحجرة . كانت ذراعه ضاغطة عليها لكن تريشيا عزمت على عدم الاستسلام إنها تشعر بالرضا الآن .
- شوك , لا يمكننا اترك بادي وحده فترة طويلة ارجوك يا شوك , اتركني .
تمتم:
- قبلة فقط . قبلة واحدة.
قبلها شوك قبلة واحدة محتدمة . احست تريشيا بالتيه. لابد لها ان تعود إلى نفسها.
دخلت الحجرة وأضاءتها.
قال:
- لا تحزني , لن اتركه دقيقة واحدة.منتديات ليلاس
كانت تستمع اليه دون ان تعرف مايقوله .
اضاف وهو يدفعها برقة داخل الحجرة:
- هيا, اذهبي للنوم فإنك منكهة.
هل التعب حقا هو الذي أضعف ساقيها وجعل ذراعيها ثقيلتين؟تركت نفسها تسقط على مقعد امام المرآة بينما ألقى شوك نظرة خاطفة على الحجرة الملونة باللون الأصفر و الأبيض لهذه المرأة الفاتنة.
خلعت تريشيا المشبك الذي يمسك شعرها وهي ترى خيال شوك في المرآة.
قالت الفتاة :
- هل ستستدعيني إذا حدث له أي شيء ؟ لا ينبغي ان تدخن في حجرته.
- حسنا.
- ومهما قال لك , فإنه محظور عليه تناول أي شراب.
وضعت الفتاة المشبك الأخير وهزت رأسها . سار شلال ناري حتى منتصف ظهرها. رفعت المشط عندما توقفت فجأة , رأت شوك في المرآة يتفحصها وتأثرت كثيرا تحت نظراته الثاقبة.
- رؤية شعرك المنسدل هو الشيء الوحيد الذي يفوق جماله أي شيء آخر.
ثم استدار واغلق الباب وراءه
***
انطلقت تريشيا بسحاب بسرعة, ضحكت بصوت عال وقد اعجبتها السرعة التي تسير بها. كانت الرياح تتخبط بوجهها ورفعت ياقتها . لم تكن تنوي ان تترك اباها وحده اليوم لكنها سعيدة الآن لأن شوك اقنعها بذلك.
دهشت تريشيا لأنها لم تتصرف كما ينبغي عندما دخل شوك إلى حجرة بادي وحملها من على كرسيها حتى حجرتها. واليوم حملها حتى الباب الكبير حيث كان في انتظارها سحاب وآفاق المستعدان للرحيل.ريحانة
ما إن وصلت حتى حدود اراضي وينستون ابطأت نفسها واستدارت نحو شوك.
قالت لاهثة مثل مطيتها تقريبا.
- كنت محقا , إن كل ما أحتاجه هو الجري و الطيران !
قال مقترحا:
- هلا ذهبنا بعيدا عن هذا الجانب قليلا؟
توقف بعد مرور عدة دقائق امام سور يفصل بين المزرعتين. كان يبدو عن قرب بعض الاخاديد القديمة التي تعود الى وقت الحرب بين وينستون و بادي حينما تركا لبعضهما البعض الحرية المتبادلة في استخدام هذه الاراضي تبعا لاحتياجاتهما. انزل شوك حلقة صدئة وفتحها.

Rehana 30-01-17 08:22 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
اقترح شوك :
- أتعتقدين انه قد حان الوقت لأن يطأ آل رايلي بأقدامهم أراضي وينستون ؟ هيا, إنك تحترقين شوقا إلى هذا . لن يطردك احد. إنني أؤكد لك هذا. مالك هذه الأراضي يؤكد لك ذلك بنفسه.
اجتازت تريشيا السور والابتسامة تعلو شفتيها وواصلت طريقها بفرحة. واصل الاثنان طريقهما نحو الحظائر.منتديات ليلاس
- شوك لماذا أوصى لك ستان بهذه المزرعة ؟ قلت بنفسك إنك تعرفه بصعوبة . وأنت .. لا تحب هذه الخيول.
رفع كتفيه وألقى نظرة على الأراضي المحيطة به .
- اظن انه يدين لي بالمعروف . لقد ارسلت اليه في السنوات العشر الأخيرة قدرا لا بأس به من العملاء . كنت ابعث أي صديق أو أي شخص اعرفه يهتم بالخيول الأصيلة الى ستان.
ثم اضاف بابتسامة مقتضبة :
- علاوة على انه كان سيترك كل هذا لمن؟
اشتمت تريشيا سرا وشعرت بالغضب . لكي يصبح باردا لابد على شوك ان يخفي معاناته الشديدة وكرهه.
كان الطريق الذي يسلكانه مؤديا إلى حوش محاط بالحظائر البيضاء من الجير الذي يغطيها, كان صهيل الخيول مسموعا .. كانت تريشيا تفضل هذه الرائحة الحادة للخيول الممزوجة برائحة الكلأ ورائحة المواشي . كانت الخيول الأصيلة تخرج رؤوسها من الباب وتمد بتحية كل حصان على حدة في اثناء مرورها.
قال شوك :
- من هنا يا تريشيا . اريد ان اريك شيئا آخر.
تبعته الفتاة بين المباني . اكتشفت في وسط الربوة مسكن محطم.
توقفت الفتاة وسألت بدهشة :
- هل هذا منزل ستان ؟ هل كان يعيش هنا؟
قال شوك الذي نزل من على الحصان وربطه في احد الاعمدة :
- ليس سيئا كما تتصورين . إنه افضل حالا مما كان عليه قبل ذلك. قمت بعمل بعض التجديدات فيه والتحسينات . النوافذ تعمل...منتديات ليلاس
- تعمل ؟ كيف هذا؟
- إنها تنفتح وتنغلق.
- هل تقصد أنها كانت من قبل لا تعمل؟
- نعم .. لكنها تعمل الآن.منتديات ليلاس
فتح الرجل الباب بركلة بسيطة من قدمه لتساعده على فتحه..
- لا آتي هنا في اغلب الأحيان. بالنسبة لمكان يستخدم بغرض النوم والشرب فيه فإنني اعتقد ان هذا المكان كاف.
تبعته الى غرفة يوجد بها مدفأة مركزية كبيرة ومطبخ جانبي . اشعل شوك النار . ادركت تريشيا بفزع انه لا يوجد مدفأة اخرى! تأملت في صمت الأرضية المتشققة والنوافذ التي لا تحمل أي ستائر.. بدت السجادة ذات الألوان الفاقعة التي احضرها شوك غريبة وشاذة في هذا الديكور . هل اختارها بعناية؟
همست تريشيا وهي غير مصدقة:
- كان ستان يعيش هنا إذن.
- إنه ليس كوخا قذرا بالفعل يا تريشيا.
- لم يكن مضطرا للعيش هكذا . يوجد عشرات المباني اللائقة هنا.
- كان ستان يمتلك منزلا جميلا.
ادركت تريشا تغيرا في صوته , هل سيتحدث إليها؟
- وماذا حدث لهذا المنزل الجميل؟

Rehana 30-01-17 08:23 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
قال وعيناه تبرقان :
- استدان ستان وفقده.
سألته وهي تقترب من النار :
- هل حدث هذا في تكساس؟
- آه.. مؤسسة لاستثمار الخيول.. افضل مؤسسة في هذا المجال..
- إذا كانت افضل مؤسسة كما تقول فكيف خسر كل شيء ؟ داعب ندبته وأخافتها هذه الحركة.
- الخيرون قد يعرفون الأشرار . لم يكن ستان يحب البنوك او العاملين بها وعندما احتاج الى رأس مال توجه الى أناس اعتقد انه يستطيع الثقة بهم .. اخته و زوجها..
- والدك .
- نعم, شجع أبي ستان في هذا الطريق وقدم له المال اللازم - لكن في اللحظة التي عرف فيها أبي ان ستان لا يمكنه المواجهة طلب منه رد الدين.
- هل جرؤ والدك على فعل هذا بأخي زوجته؟
- لم تهمه صلة القرابة . كان بورجارد كولبي في حاجة الى أراض جديدة وستان وينستون يمتلك أفضلها . كان لابد عليه ان يبعده .
قالت وهي تفكر :
- لايبدو مفهموما إذن في مثل هذه الظروف ان يوصى ستان بمزرعته اليك.
- هل لأنه ألقى بجزء من الإثم علي؟
- آه , لا , لم أكن لأتصرف هكذا لو كنت في مكانه لكنك نسيت انني اعرف ستان.
- قد يتضح الأمر عندما تعرفين ان أغلى كنز لدى والدي قبل أراضيه هو ابناؤه.
- ربما يكون هذا انتقام ستان بعد وفاته , لقد اخذ ستان احد اولاده لينتقم لأنه اخذ أراضيه منه.ريحانة
تراجعت قليلا لتتفحص المكان وتذكرت عبوس ستان وصراعه مع بادي بسبب الشريط الحدودي الفاصل بين ضيعتيهما.
لكن الأمر تم تسويته بعد مباحثات بسيطة في دار المساحة لكن ستان لم يبق على حاله قط بعدها ليس مدهشا انه تصرف مثل السنجاب الغيور من اللون الرمادي. فسر بادي موقفه على انه اتهام ولم يتقاسما هذه الأرض ابداً..
كانت تريشيا تعتقد في قرارة نفسها ان هناك من سرق ارضها من اجل ستان . إن الاشرار فقط هم من يستفيدون من صعوبات الآخرين . إن فقدان الأرض لدى تريشيا يعادل فقدان شخص عزيز عليها.
ذهبت الى المطبخ اضاف الدولاب الأحمر اليه لمسة سعادة .كانت توجد سلات مليئة بالبصل والبطاطس والتفاح . اكتشفت صينية عليها طبقا بفتيك . قالت في قرارة نفسها ستبقى . سمعت خطوات قدميه خلفها.ريحانة
- لقد خططت كل شيء, أليس كذلك؟ كنت تعرف لما اقتدتني من منزلي انك ستصطحبني إلى هنا.
- نعم , اتريدين تناول أي شيء؟
- خططت لكل شيء!
- إنه مجرد عشاء يا تريشيا وليس اختطافا!
احست بغضبها يتصاعد داخلها لأنها وقعت في مثل هذه المكيدة.
- اصطحبتني إلى هنا لأطبخ لك . كل حكاياتك عن الهواء والشمس مجرد ذريعة لتصطحبني الى مطبخك!
قال ساخراً:
- لكنك لا تعرفين الطبخ.

Rehana 30-01-17 08:24 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
- لم أقل هذا !
- لا يهم يا تريشيا . لا داعي بالنسبة لفتاة كبيرة مثلك ان تخجل من عدم معرفتها فن الطبخ!
قالت مؤكدة :
- لكنني اعمله بطريقة جيدة ايضا.
- اسمعي , سأخذ حماما. وعندما انتهى منه ساعتني بالعشاء , تصرفي وكأنك في منزلك .
سارت بمحاذاة خطواته , لكنه اغلق باب الحمام بسرعة , وجب عليها ان تتجه الى الحائط.
صاحت :منتديات ليلاس
- طبقا بفتيك! لا يوجد أي شيء يستحق الطهو! يكفي الشيء! هذا افضل!
اجابتها فقط ضحكة ساخرة ومقلقة . بدأت في إعداد السلطة واختارت قطعتين كبيرتين من البطاطس وقشرتهما ثم وضعت طبقا مليئا بالزيت على الموقد . في اثناء هذا الوقت بدأت البحث عن مشواة . لكن لم تنجح مساعيها. هذا المطبخ الموجود من قبل الحرب لا يوجد به أي شيء!
- عظيم.
ثم فكرت في روزي عثرت على الهاتف على منضدة في حجرة شوك . جلست على السرير وتفحصت الغرفة لكن اشياء شوك البمعثرة كانت تعطي انطباعا بوجوده . طلبت رقم الهاتف ثم جلست بارتياح واستندت الى الوسادة . وسادته .. وردت روز عليها .
قالت تريشيا:
- إنني رهينة يا روزي . هل انت متواطئة معه؟
- إنه يهتم بك يا تريشيا وأنا ايضا.ريحانة
- لكن ..
- لست في نهاية العالم.
قالت معترفة:
- لكن من المفترض ان اقوم بالطهي.
- لكنك لا تعرفين فن الطهي يا عزيزتي.
- لكنني اخبرته عكس ذلك!
- لماذا إذن ؟
- لقد تحداني.
- حسنا, اخبريه بالحقيقة وانك ستحرقين كل شيء.
- إنه بفتيك يا روزي. أعلم كيف أطهوه.
- لماذا اتصلت بي إذن؟
- لا توجد مشواة فكيف اتصرف ؟
- خذي موقد الكن لو كنت في مكانك لتركته يفعل ذلك بنفسه.
- اعطيني التعليمات وساتدبر بنفسي.
عندما عادت الى الحجرة الكبيرة رأت ان الغروب القى بوميض احمر على الغرفة النار! كانت تريشيا محتارة بين الفزع والدهشة حينما حملقت الى النيران التي تتصاعد من الموقد . امسكت المقلاة وملأتها بالماء.
- يا إلهي!
دخل شوك الى المطبخ. اسود الدولاب الموجود فوق الموقد استدارت تريشيا . رأى شوك نظراتها التائهة.
صاح فيها قائلا:
- لا تضعي ماء.
- لابد من إطفاء النار .

Rehana 30-01-17 08:26 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
- ماذا يوجد في المقلاة؟
- زيت فقط .. ونار.
امسك شوك غطاء واخمد النار ثم فصل الغاز.منتديات ليلاس
شهقت تريشيا :
- انتهى.. انتهى!
قال وهو يسحب الطبق من بين يديها :
- النار تحتاج الى الاكسجين . لا ينبغي إلقاء الماء على الزيت او الدهون . ألم تعطك أي إرشادات بخصوص الحريق؟
- بلى . كانت تقول لي دائما : اجري.
- تجرين ؟ هذا كل شيء حقا ؟
- حسنا. اجلسي وتنفسي مرة واحدة.
قالت بابتسامة غريبة :
- تعرف انها كانت رائعة .. وحمراء .. مضطرمة.
كرر و هو يمرر يده في شعرها الذي لا يزال رطبا :
- رائعة! اؤكد لك انها ستكون حمراء ومضطرمة .


نهاية الفصل

Rehana 31-01-17 12:17 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
الفصل الخامس

سأل شوك :
- هل كنت تنوين العودة الى جرين هيلز لدى تخرجك من الجامعة؟
دفع طبقه واشعل سيجارة . نظرت تريشيا اليه من أعلى المنضدة وهي تتناول الشراب.
كان يخضعها طوال العشاء الى استجواب منتظم. كانت الأدوار تنقلب الى حد ما...
وحكت له عن كل تفاصيل حياتها الماضية منذ اول مرة رفعتها فيها روزي على ظهر حصان.
قالت :
- لم يكن لدي اي مشروعات محددة جدا. كنت حاصلة على دبلومة في الاقتصاد واظن انني كنت انوي العيش في جرين هيلز وأنا اعمل في وظيفة بالمدينة في مشروع صغير . اعتقد ان هذا راق لي .

Rehana 31-01-17 12:19 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
- لكن ؟
- لكن في الاسبوع التالي لاستلام الدبلومة علمت ان ابي مريض. كان هذا منذ اكثر من سنة لكنه اخفى علي ذلك . لم يقل اي شيء لأحد لكن كان واضحا انه لا يستطيع العناية بالماشية طوال اليوم كله وبالوثائق القديمة في المساء , وانهكمت انا في عمل المكتب.
- متى توقف عن العناية بالحيوانات ؟
- اظن انه قبل شهرين من مجئيك.ريحانة
- هل تندمين على العمل الذي كان يمكن ان تقومي به؟
- لا, كنت اعلم دائماً ان الأمر سيسير هكذا . عندما يكبر الإنسان بجانب أب طاعن في السن مثل والدي فإنه يدرك إما انه سيفقده او انه سيصبح عاجزاً. بينما يكون الانسان نفسه في ريعان شبابه.
قال شوك برغبة واضحة :منتديات ليلاس
- وانت تحبينه.
- وأنا أحبه.
مدد شوك ساقيه, مع شعره الأشعث والبلوفر الكشمير ذي الكمين الموفرعين وبنطلونه القطيفة الأسود لم يبد عليه انه راعي بقر. تلاقت نظرات الثنائي.
قالت تريشيا :
- حان وقت عودتي.ريحانة
لاحقها قائلاً:
- مازال الوقت مبكراً.
- على ما أتذكر فإنني تركت حصاناً مربوطاً امام بابك.
- اعاد رالف بورجيس وكيلي الحصانين من اجلنا, ثم تناول حصانك الطعام والشراب.
- حسنا, فكرت في كل شيء ! ستخبرني الآن بالسبب الذي من اجله تعقد حياتك . يكفي ان تدعوني الى العشاء , قد اوافق على عرضك.
- وإذا طلبت منك قضاء عطلة الأسبوع هنا؟
- لماذا ؟ لماذا أقيم معك؟
اجابها بابتسامة برئية زادت من خطورته:
- لدي غرفة اخرى يمكنك استخدامها . لكنني سأكون صريحاً معك . سأبذل قصارى جهدي لإغوائك إذا بقيت هنا.منتديات ليلاس
ماكادت تنهض واقفة إلا وامسك يدها.
- ارجوك اسمعيني إلى النهاية.
هزت رأسها . هل يمكنها الوقوف على ساقيها بهذه الطريقة ؟ إنها متعبة جداً.
- تحتاجين الى النوم و الأكل في ساعات منتظمة. تحتاجين الى اخذ قسط من الراحة ولاتشعرين في اثنائها بالقلق على بادي. سيأخذ مات فوجان مكاني في جرين هيلز يوم الاثنين , يمكننا ان نتسلل بيت التلال والتنزه . سأريك بقية المزرعة , يمكنك امتطاء الخيول بدلاً من ان تبقي متسمرة على هذا الكرسي العقيم بجانب بادي. والتفكير في اشياء لا يمكن لأحد ان يغيرها . إنني ارثي بحالك يا تريشيا , اود العناية بك كثيراً.
- لكن ينبغي ان يعتني به تحد في المقام الأول.ريحانة
- روز موجودة معه.
- إنها ليست شابة يا شوك , لايمكها العمل طوال فترة الأربع والعشرين ساعة.
- وانت كذلك , لا يستطيع احد فعل ذلك. عموماً تدبرت هذا الأمر بأن تأتي زوجة مات لتقوم بهذه المهمة مع روز.
في الوقت الذي ادركت تريشيا فيه موهبته في التنظيم فكرت في هذه المرأة الطاغية والعبوس.
- سارا؟ لا يستطيع بادي رؤيتها , سيخنقها إن لم تخنقه هي اولاً!
قال ساخراً:
- من الممكن ان تقولي , إنهما خلقا لبعضهما البعض إذن.

Rehana 31-01-17 12:20 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
- مستحيل يا شوك لا يمكنني البقاء .
- من الأحرى ان تقولي : إنك لا تريدين البقاء.منتديات ليلاس
- حسناً جداً , لا اريد البقاء.
- لماذا؟
- لأنني لن أنام في الغرفة الثانية, إنني حساسة واشعر بالخوف. الخوف من فقدان شخص عزيز علي والخوف من الوحدة . لست متأكدة انني سأتجه نحوك لأسباب مشروعة . لقد اخطأت مرة ولا تجبرني على البدء من جديد.
- إن ما بيننا يوجد منذ اول يوم التقينا فيه. تعرفين ان هذا لا يمت بصلة الى خوفك من الوحدة.
اغمضت عينيها وبدت متحيرة تماما.
- حسناً يا تريشيا , لن أصر لكن ابقي قليلاً ساصطحبك بالسيارة ويمكنك اخذ سحاب غداً , سنقضي اليوم معا.منتديات ليلاس
- سأبقى اليوم فقط.
- وتعدينني بأن تتركي سارا تسهر على راحة بادي هذه الليلة وتذهبي الى سريرك بمجرد عودتك الى جرين هيلز.
- اؤكد لك انه لن يغمض احد جفنه إذا تركناهما معا وجهاً لوجه!
- اسمعي , اتركي روز و سارا يعتنيان ببادي في عطلة الاسبوع وانا سانسى انك اشعلت النار في مطبخي.
- قلت لك من قبل , إنني سأدفع فاتورة النجار.ريحانة
- انسي النجار ونامي مرة واحدة بشكل جيد.
- مفهوم.
قال وهو ينهض ليضيف حطباً الى المدفاة:
- عظيم.
عبرت تريشيا الغرفة وهي تمسك كأسها في يدها. كانت هناك بعض المجلات تملأ المنضدة القصيرة . كان يوجد على الرفوف كتب واشياء اخرى منتظرة تجاور جلد الكتب المتهالكة. لابد ان كل هذه المجلات تخص ستان , ثم سمعت فجأة ارتطامين واستدارت . القى شوك وسادتي الأريكة على الارض , ورفعت حاجبها.
قال مدافعا عن نفسه وهو يرفع يديه وفتح راحتي يديه :
- لم يكن لدي أي قصد خفي. لا يوجد سوى مقعد واحد هنا , يمكنك الجلوس عليه.
كانت نظرة سريعة على ماحولها تكفي لإقناعها.ريحانة
قالت وهي تواصل تفحصها:
- حسناً.
كان يوجد لفافة من الرسائل غير المفتوحة على المدفاة بجانب الهارمونيكا وقفاز قديم للبيسبول .منتديات ليلاس
سألته وهي تشير الى الألة الموسيقية :
- هل هذه خاصة بك ؟ او انها خاصةبستان؟
- إنها خاصة بي.
- هل تعرف كيف تعزف عليها؟.
- لا, إنها جزء من مجموعة راعلي البقر . تعرفين ان الهارمونيكا توضع في جيب وكيس التبغ في الجيب الآخر.
قالت مبتسمة:
- لا تعرف العزف عليها إذن.
- نعم بالتأكيد .
- إيه! لا يهم يا شوك , ولد كبير مثل راعي البقر لا يخجل من جهله بالموسيقى!
قال متحدياً :
- اترغبين في الرهان . اعطيني إياها.منتديات ليلاس
جلست على السجادة واعطته الهارمونيكا , امسكها وتمدد على الأرض ورأسه على إحدى الوسائد . اغمض عينيه ثم بدأ يعزف وتريشيا تستمع إليه مفكرة.

Rehana 31-01-17 12:21 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
عزف لها احد الملاحم الغربية القديمة التي نفدت الى قلبها مباشرة بسبب بساطتها.
عندما انتهت الموسيقى عرفت تريشيا ان كل الحواجز التي حمت نفسها بها قد سقطت . قدم يده ليداعب شعرها وعرفت انها ستبقى.
تأملت العينان الذهبيتان العينين الزرقاوين . ظلا هكذا فترة طويلة في صمت مبتادل وكان صمتا افضل من الكلمات. احست تريشيا ان الدم يتدفق الى أذنيها وانها تفتقد الهواء . ارتعدت يدا شوك . لقد جمعهما العذاب الذي زاد من طول شهور الانتظار. اراد شوك ان يتولد الجمر من تأجج شعرها ومن هنا تظهر النار ثم وهج النار . مال عليها وقبلها , ذابت تريشيا على اثر هذه القبلة. إنه هو كل ما تريده وكل ماتخشاه لكنها لم تعد تفكر في هذا.
همس قائلاً:
- احبك.
قالت لاهثة :
- اعلم , وأنا أيضاً.
- هل هذا صحيح؟ هل فكرت في هذا ليل نهار؟ هل اصابك الجنون من جراء هذا الانتظار الطويل؟
- نعم ,نعم , منذ اسابيع , منذ شهور.ريحانة
وهنا أطفا كل منهما النار التي تؤججهما.
***
- انهض يا راعي البقر.
استدار شوك النائم على ظهره واغمض عينيه في ضوء الصباح الفج.. رأى تريشيا واقفة بجانب السرير وابتسامة عريضة تكسو شفتيها . ارتدت مئزرها ووقفت ممسكة صينية مليئة.
قالت بنبرة عذبة:
- استيقظ احضرت لك الفطور الى السرير.ريحانة
تأملها بنظرة مرتابة.
- لم تطهي أي شيء على الأقل؟
- لا شيء غير التوست.
وضعت الصينية المحتوية على عصير برتقال وثمرة وتوست جانب المربي.
اجبرته على الجلوس . امسكت قدحاً وصبت محتواه بهدوء عليه. امسك شوك يدها لدى سقوط اول نقطة مثلجة عليه وتناثر السائل في الهواء وارتعدت كتف تريشيا العارية. تركت القدح حينما جذبها اليه .منتديات ليلاس
سألها :منتديات ليلاس
- لماذا فعلت هذا؟
لم تبتسم الفتاة واطلقت عيناها وميضاً.
- من اجل الغرفة الثانية.
- كيف؟
صرت على اسنانها :
- كذبت علي.
- لا.
- لا يوجد بها سرير ! إنها فارغة!
ابتسم الرجل ابتسامة مدهشة:
- لم أقل لك قط إنه يوجد سرير بها , قلت فقط إنه لدي غرفة اخرى وهذا صحيح.
- قلت لي إنه يمكنني النوم بها.ريحانة
- كان يمكنك . لم أقل قط إنها مريحة. وعلى اية حال فإنك رفضت عرضي ولا أرى داعياً لشكواك.
- لكنك كذبت علي! , كفى , امنعك من تقبيلي حينما أكون غاضبة.
ارجع فمه واطلقت تريشيا سيلاً من الشتائم.
قال شوك :
- ألا تريدين السكوت؟ احضرت إلي عصير البرتقال , أليس كذلك؟ قفي هادئة حتى اتذوقه.


نهاية الفصل

Rehana 01-02-17 09:52 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
الفصل السادس

انطلقت تريشيا بالمهرة بسرعة حول السور وتقطعت انفاسها . امسك رالف بوجس اللجام بوحشية وتمتم ببعض الشتائم وسيجارته الكبيرة بين شفتيه.
- يكفي هذا الآن يا تريشيا .
تسمرت تريشيا في مكانها والقت نظرة ساخطة.ريحانة
- إذا ستسلمت فستعتقد المهرة انها كسبت.
استطرد :
- فعلت هذا من قبل. أليس كذلك ؟ كم عدد اللحظة التي أطا فيها الأرض بقدمي.
تفرس فيها حينما امتطت الحصان وتساءل عن الطريقة التي تمكنت من إقناعه بها.
لقد اختارت دون شك لحظة ضعفه! لقد استيقظ تحت مداعباتها وقبلاتها , ويكاد يقسم الآن ان موافقته التي لابد انه تذمر بها لاتمت بالصلة الى الإذن الذي طلبته.
لكنها تساءلت في اثناء الفطور : هل سيذهبان للبحث عن رالف في الحال لتخبره انها تنوي ركوب المهرة الرمادية؟ واجابها انه ليس معنياً بهذا.
لقد اراد ان يجعلها تقوم بالتنزه في التلال , قبل خمسة عشر يوماً اجرى لها تدريباً سريعاً بالحصان لكن تم التدريب مع حصان جامح ! واستسلم في النهاية.
انتقدته بسخط " ربما كان خالك عجوزاً فريداً لكنه لم يفعل شيئا على الأقل سوى الكلام بالتأكيد , لايتمسك احد في آل كولبي بوعوده.
قال في قرارة نفسه" إنها عرفت كيف تمس نقطة حساسة . سقطت الفتاة مرة اخرى ولمست الأرض ورجعت الى الخلف قبل ان تبصق التراب الذي تسلل الى فمها , لقد شارك شوك في قدر كاف من مسابقات الروديو ليعرف اماكن إصابتها ! قفز من على الحاجز عندما اثنته عينا تريشيا الثاقبتان.
قالت تريشيا للمهرة وهي تنهض ببطء وبمشقة:
- في هذه المرة يا جميلتي يبدو انني سأمتلكك.
كان شوك يأمل ذلك حقا وهو يراها تشد على اسنانها وقد شعرت بالمذلة لكنها لا تريد إظهار ذلك وإلا فيسضطر الى جذبها بالقوة خارج هذا المضمار.
إنه يعرف غضبها يعرف الجميع في جرين هيلز الآن انها تقضي عطلة الاسبوع معه. من يوم الاثنين حتى الجمعة لا يمكن انتزاعها من امام سرير بادي لكن عطلات الاسبوع امر يخصهما. لما رآها تفترش الأرض قال لنفسه : إن اغضابها ربما لن يكون فكرة سيئة.

Rehana 01-02-17 09:54 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
وقف رالف امام المهرة الجامحة التي تغرس اقدامها في الأرض لتؤكد توزانها . بصق عقب سيجارته وتفرس في تريشيا التي تطلب المهرة مرة ثانية .
همس فيها قائلاً:
- لقد عودتها ان تحمل رجلاً على ظهرها في حظيرتها.
قالت له :
- ليس لديها المكان لتطرحه على الأرض.
استطرد وهو ينصحها:
- انبطحي على المهرة على ان تكون ذراعاك وساقاك مائلات . ستتصور المهرة هكذا انه لا يمكنها ان تطرحك من فوقها.منتديات ليلاس
اطاعت تريشيا ماطلبه لم تجحظ المهرة عينيها تحت ثقلها . عندما احست تريشيا ببعض الثقة بدأت تعيد ساقيها الى جانبي المهرة برقة واعتدلت بحرص.
قال رالف لها بعد دقيقة :
- لا تتحدي الشيطان , اقفزي قبل ان تطرحك .
نزلت تريشيا على الأرض و إحساس الظفر يجتاحها. كانت تشعر بالألم في كل جسدها تقريباً وغدا سيسوء الأمر لكنها كسبت .
قال رالف امراً وهو يكافئ المهرة ببعض قطع السكر التي اخرجها من جيبه:
- عودي الى الحظيرة الآن. داعبيها قليلا. اتفهمين؟ إنها عصبية وستشعر بالتعب هنا. لابد ان تفهم ان فارسها صديقها ايضا.منتديات ليلاس
لاحظ شوك تريشيا التي تمسك المهرة وهي تعرج ثم استدار نحو رالف.
تمتم رالف :
- كان لابد عليها ان تقبل فارساً من الطبقة الأولى. لقد افسدت صديقتك الصغيرة افضل مهرة لديك.
احس شوك بالذنب لكن كان يمكن ان يكون رالف غير مباشر هكذا قال شوك:
- من الناحية العملية , لكنه غير صحيح.
قال رالف متذمراً:
- اظن انها ستعتادها.
ايده شوك الذي قدم قداحته نحو رالف الذي اقترح إشعال سيجارة جديدة : هذا صحيح بالفعل.
استطرد رالف وهو ينفث دخان السيجارة :
- إنني جاد. إنها تنهض بعد سقوطها في اغلب الاحيان. لكن لديها مالايمكن ان يتعلمه ابداً وهو الإحساس بالحيوان وتعرف تماماً متى تسقط. ستدهش إذا اخبرتك كم مرة كسر عنقي على الرغم من العمل سنين في هذه المهنة.منتديات ليلاس
قرر شوك ان تنتهي تريشيا من الآن من التدريب على الخيول.
سأل :منتديات ليلاس
- هل هذه المهرة لها اسم؟
- عظمة وتجري مثل الريح وتميل الى الفوز. هناك بالتأكيد عوامل اخرى قد تتدخل .
- مثل ماذا على سبيل المثال؟
لم يكن شوك يريد شيئا إلا تحريك الوقت في ظل انتظاره لتريشيا واهتم ببعض نتائج المباريات.
- يمكنك بيع هذه المهرة بأي سعر يروق لك. لا يبخل المشترون خصوصاً...
سأل شوك وهو ينظر الى أسفل:
- خصوصا؟
- خصوصاً انها ولدت في نهاية السنة.منتديات ليلاس
سأل شوك دون ان يفهم:
- نسيت انك غير مهتم بالخيول.
شعر شوك انه يستحق لها ان تعقد مؤتمراً حقيقياً.

Rehana 01-02-17 09:54 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
استطرد رالف:
- نحن نعتبر ان كل الخيول الأصيلة مولودة في الحادي والثلاثين من ديسمبر . لا يهم تاريخ ميلادها الحقيقي. في الواحد والثلاثين من ديسمبر يكتمل عامها الأول, عندما نربي خيول سباق فإننا نتدبر الأمر لكي ننظم اعياد الميلاد مع بداية الربيع. وهكذا ينجو الحصان من قسوة فصل الشتاء بالحصول على شهر كامل من التدريب , لكن عظمة يبلغ عمرها ستة اشهر تقريبا.
- هل توشك ان توضح لي ان احد خيولنا هرب واستفاد آخر منه؟
- يا إلهي ! لا! مثل هذه الأمور لاتحدث هنا. عظمة منحدرة من سلالة كبيرة . إنها ليست مخصصة للسباق ولكن للمتعة. وبالنسبة لهذه النوعية من الخيول فلا يوضع في الحسبان تاريخ ميلادها.
- عفواً يا رالف فلم اكن أعلم.
تذمر الوكيل قليلا:
- على اية حال فإنك تمتلك فائزة في المستقبل لكنني لن اقدمها في سباق قبل عامين. لقد ضاعت خيول جيدة من قبل لأنهم دفعوا بها قبل الأوان . اتركها سنة اخرى وستعوضك عن معاشها.منتديات ليلاس
تنهد شوك:
- عليك ان تتخذ القرار يا رالف.
كانت الحظائر ينبعث منها رائحة الكلأ والخيول والجلد والدهون , إن تريشيا تنعم فيها بالهدوء. إنها لم تشعر قط بمثل هذا الإحساس وسط المواشي في جرين هيلز.
داعبت طوق المهرة الرمادية قبل ان تغادر المربط . كانت المهرة مازالت رطبة ولم تهدأ حتى يمكنها ان تشرب. قربت تريشيا الدلو ومررت يدها على شعر المهرة للمرة الأخيرة. ثم اغلقت الباب وذهبت للحاق بشوك.
لم تشعر بأي كسر في جسدها لكنها سترى كل ألوان على جسدها خلال يومين.
قال شوك لها :
- لم تتوقعي هذا, أليس كذلك؟
قالت بابتسامة عريضة:
- لا افهم مامقصدك . قضيت وقتاً ممتعاً.
- حقا؟ هذا يبدو لي مدهشا .
امسك كتفيها وضمها اليه. حاولت ان تخفي تكشيرة شعورها بالألم.
- قلت لنفسي إنه ربما يمكننا الذهاب الى النهر بعد ظهر اليوم. لننعم بسهرات ممتعة من الآن حتى فصل الشتاء, مارأيك في هذا؟ نزهة مع غروب الشمس؟
اجابته بابتسامة مقتضبة :
- هذا لا يجذبني كثيرا.
كانت فكرة ركوب الحصان تثير فزعها.
- هيا , كوني لطيفة , فكرت في هذا كثيراً.
همست تريشيا :
- ربما في الاسبوع المقبل.ريحانة
اعترض قائلا:
- سيكون الجو منعشاً.
رفع عينيه نحو السماء . قال مصراً:
- الجو رائع اليوم .
قالت وهي تخلص نفسها :
- لا يا شوك , قلت لك لا.
سألها وهو يتصنع الدهشة :
- لماذا؟

Rehana 01-02-17 09:55 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
- لأنني لا اريد ركوب الحصان او الذهاب الى أي مكان. اريد ببساطة ان اخذ حماماً ساخناً, اشعر انني مررت من تحت خمسة عشر طناً.
- هأنت تعترفين اخيرا بالتعب , أليس كذلك؟
أشار اليها بأصبع الانتصار.منتديات ليلاس
- اعتبارا من الآن لم يعد هناك ترويض كبير للخيول.
- كيف؟ لكنني لا اريد التوقف! فإنه يروق لي كثيراً.
جذبها نحو المنزل.
- هل تعلمين انك حمقاء تماماً؟
اعترضت حينما بدا في ملء المغطس.
- لا, لست حمقاء, اتركني استمر في العمل مع الخيول ياشوك. ارجوك!
- لا.
- ارجوك يا شوك.
قال وهو يقلد نبرة صوتها :
- لا.
***
استيقظ شوك مع الضوء الأول للفجر . فتح عينيه ثم قفز خارج السرير في الحال لكن المرأة التي كانت تنام بين ذراعيه غيرت كل شيء , لقد اصبح يتأخر في النوم الآن. ادرك انها استيقظت وتشاهد الصورة الموضوعة على المائدة.
قالت وهي تمسك الصورة :
- أسرتك.
- نعم.
- هانت ذا . وهذان والداك . ما اسم والدتك؟
- هونورا.
كانت سيدة شقراء جميلة الى حد ما كان والده ضخما لكن ليس مثل بادي الذ يبدو كبيراً وذا عضلات قوية. لابد ان وزن بوكولبي يصل الى ضعف وزن بادي . كان يبدو قاسياً جداً.
- ما اسم اختك؟
- ماليا ( ماليسيا).
قالت تريشيا :منتديات ليلاس
- إنها تشبه امك لكن لا تتمتع بوقتها دون شك. إنها تبدو هشة. ابن بي جي.
اجابها شوك وهو يشير اليه:
- هاهو .
ثم اضاف وهو يستعيد الصورة منها .
- ناتان وجارات جالسان على السور , جارات الى اليسار .
- افتقدتهم , أليس كذلك؟
- نعم .
سمع شوك ضحك إخوته في ليلة عشاء الاحد وصوت ماليا الرقيق يشدو بأغنية عيد الميلاد , اغمض عينيه , على الرغم من طمع وخيانة آل كولبي إلا انه كان هناك ضحكات بينهما .
استطرد فجأة وهو يشعر بالحنين.منتديات ليلاس
- نعم , افتقدتهم .
- لماذا إذن ..
- لماذا رحلت؟ لأنني اريد إفساد حياة الآخرين بمساعدة آل كولبي على ملء خزانتهم.
وضع الصورة على السرير والعذاب يبدو عليه.
- من افسدت حياته؟
- صديق خير اصدقائي , ستكرهينني إذا اخبرتك.
نهض شوك , لم ترد تريشيا ان تفقده . ارادت ان تصرخ فيه لتعبر عن حبها وتخبره انه لن ينقصه أي شيء ..أي شيء بماضيه او في مستقبلهما.

Rehana 01-02-17 09:57 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
كان مرتدياً بنطلونه الجينز فقط وذهب الى الغرفة الاخرى ليحرك النار .
عندما عاد الى الحجرة الصغيرة امسكت يده , انتظر لحظة قبل ان يستدير نحوها.
- اتركيني يا تريشيا , لابد ان ارتدي ملابسي.
- لن اتركك حتى تخبرني عن قصة صديقك. لن تتغير مشاعري تحت أي ظرف.
- إنك لا تعلمين أي شيء , يجدر بك ألا تتحدي القدر.
- ليس مفيداً لك ان تنطوي على نفسك. ثق بي يا شوك ارجوك. إن كل ما اخشاه اكبر مما يمكنك ان تفعله.ريحانة
قال مفضلا ان يفقدها احسن مما قد يحدث بعد ذلك.
- لقد اخذت حقه.
رأى عينيها تجحظان.
استطرد:
- كان هناك بترول على اراضيه ويبلغ ثمنه ملايين كثيرة.
حاول ان يخلص نفسه لكن تريشيا امكست به .
- لماذا فعلت هذا؟ إنني اعرفك يا شوك . لم تفعل هذا من اجل المال.
- كان لديه مزرعة مواش . اراد تحسين السلالة بشراء ثور رآه في كنساس سيتي . كنت في المرعى الشمالي لرويال سي , عندما أتى لرؤية أبي ليطلب منه سلفة . كنت ساثنيه عن هذا إذا كنت قد عرفت. عندما عدت حاولت إقناعه بأن يقوم بالاقتراض من البنك ويعيد مال أبي اليه في الحال لكنه لم ينصت لي , لقد اقرضه بو بفائدة أقل من فائدة البنك. ومع حدوث إنتاج لثوره تصور نفسه انه سيستطيع رد الدين عندما يحين اجله لكن سرقت مواشيه وقدم أبي له فاتورة حسابه .منتديات ليلاس
احست تريشيا بعذابه يزداد بالتدريج.
- لكنك لم تفعل أي شيء يا شوك . إنه والدك.
- لا, إنه أنا . استدعاني أبي ذات يوم الى مكتبه واعطاني صك الدين وامرني بالذهاب الى آل اندرسون للمطالبة بالدين. رفضت اولا ان يكون لي دور في هذه اللعبة بأنني صرحت له انه لا يوجد أي شيء في هذا العالم اجمعه يدفعني الى الاستحواذ على مزرعة صديقي , خيرني والدي حينذاك بين امرين: أما ان اذهب اليه بنفسي وفي مثل هذه الحالة سيمتلك بوبي نصف مواشيه تقريبا ويمكنه ان يقيم مزرعة في اي مكان آخر. اما إذا رفضت فقد يعتبر بوبي نفسه سعيداً لأنه رحل مع الملابس التي يحملها على ظهره.
همست تريشيا بدهشة:
- لكن هناك بترول!
- نعم, لكن لا يعلم به احد عدا اهل بو , عندما علمت بأمره آمنت انني ارتكب جريمة قتل.
- لماذا اجبرك والدك على القيام بهذا ؟ إذا كان يمكنه الحصول على المزيد في ظل انتظاره فلماذا فعل هذا؟
انتهى شوك من ارتداء ملابسه , اخذ ساعته وسجائره وقبعته.
- كنت احاول دائماً الهروب من انتمائي الى آل كولبي , لم يعد بو متحكما في كما كان يتمنى . اظن انه اعتقد ان الوقت حان لأذكر نفسي بمن أكون وما المفترض ان افعله.
امسكت يده وقبلت راحة يده .
- فعلت ما بوسعك لمساعدة صديقك . لست انت من قدم له المال ثم فرض عليه رده.
- لقد اخذت اراضيه يا تريشيا , لقد توارثتها اجيال وراء اجيال , لقد سرقت إرثه, لا يهم من اصل هذه المناورة , كنت انا الذي بمواجهته عندما تنازل عن كل مايملك , انا الذي نظر اليه حينذاك. فكري في ذلك يا تريشيا.
- لا يستحق هذا كل هذه المعاناة , اعرفك واعلم انك طيب.ريحانة

Rehana 01-02-17 09:58 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
دهش الرجل لثقتها به. ضمها اليه ووعد نفسه بألا يجعلها تندم ابدا على هذا اليوم .
***
فقدت الاشجار اوراقها , تعاقبت الايام وانخفضت الحرارة . كانت هناك طبقة خفيفة من الثلج تغطي التلال . دخلت تريشيا الى المنزل الذي لم يغلق بابه بمفتاح قط. كان الجو باردا بداخله. بعد مرور ساعتين كانت نار المدفأة تنطفئ . طوال كل هذه الشهور تعلمت تريشيا الطهي وإشعال النار. من يوم الاثنين حتى الجمعة كانت فتاة موهوبة تخضع لكل مزاجات بادي , وفي عطلة الاسبوع تصبح امرأة محبة وعطوفاً.
عندما وصلت الى المنزل الصغير احست بأنها موجودة في منزلها , لم يعد امامها الآن سوى الانتظار شوك , رفعت الصينية من على الموقد عندما انفتح الباب بخشونة . صدمها هواء بارد وشعرت بالقشعريرة.
صاحت:منتديات ليلاس
- اغلق الباب!
امرها شوك:
- وانت أغلقي عينيك.
ادار ظهره لها , سألته:
- هل تحمل هدية لي معك؟
- اغمضي عينيك او سأتجمد في مكاني.منتديات ليلاس
- اعشق المفاجات . هل هي شيء يؤكل او يلبس؟
سمعت الفتاة الباب ينغلق وهي مغمضة العينين وسمعت ايضا ضحك شوك , حذب شيئا ثقيلا.
- هل يمكنني فتح عيني؟
- ليس بعد. وإذا حاولت النظر فسأعطي روز إياها.
كانت تريشيا تموت من فراغ صبرها وهذا الموقف امام الهدايا يضايق شوك في اغلب الأحيان. لماذا تحتاج الى هذه المظاهر لتثبت ان حبهما موجود؟
- حسناً, يمكنك النظر الآن .
كان يوجد بالقرب من المدفاة كرسي هزاز.
قالت مبتهجة :
- اوه يا شوك, إنه جميل جدا! ياله من عمل مدهش!
جلست على الكرسي وبدأت تتأرجح برقة . اخيراً يوجد مكان مريح للجلوس.
قال متذمراً وهو يهزأ رأسه :
- إنك تجلسين عليه بطريقة خاطئة.
- عفواً لكنني اعلم كيف استخدم الكرسي الهزاز!
قال وهو يجبرها على النهوض:
- يوجد فرق بين كرسي وكرسي.
عقدت ذراعيها ونظرت اليه وهو يجلس ثم اشار إليها .منتديات ليلاس
- اجلسي هنا وضعي رأسك هنا على كتفي. إنه هكذا يصبح كرسياً.
همست بدهشة :
- يالها من هدية رائعة.
احتضنها شوك في رقة وحنان , ثم انتقل الاثنان معا الى عالم لا يعرفه سوى العاشقين.
***
نظفت تريشيا شعرها , لقد رحل شوك في ساعة مبكرة من الصباح وعملت الفتاة مع عظمة . ابتسمت لما تذكرت السرعة التي وصلت إليها في المضمار عندما كانت تمتطي المهرة. لكن لا ينبغي ان يعلمها شوك. لقد حظر عليها أي نشاط خطير في المزرعة لكن بمجرد رحيله يومي السبت والاحد فإنها تهرول الى الحظائر. بدأت تسهم في كل شيء: في التدريب والترويض وكم كانت تعشق هذا!

Rehana 01-02-17 10:00 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
انفتح الباب وانغلق .
قال شوك معلناً:
- هناك مطر بارد بالخارج.
صاحت عندما تقدم خلفها وضمها إليه.
- إنك ترتعد يا شوك!
مد شوك يده إليها بلفافة .
كانت العلبة تحتوي على حذاء رمادي لراعي بقر. كانت تريشيا معتادة على الحذاء المسطح الذي يصل حتى الركبتين . لكن هذا الحذاء له كعب ويصل الى منتصف الساق مثل الحذاء الذي يرتديه شوك.منتديات ليلاس
قال:
- بما انك تتصرفين مثل راعي بقر فيمكنك ان ترتدي زيه ايضا .
القت عليه نظرة.
- اعرف دائما انك تعملين مع الخيول , يمكنك التوقف عن إخفاء نفسك.
- منذ متى وانت تعرف؟
- علمت هذا منذ ثمانية او خمسة عشر يوما . ربما لا اكون أرق عاشق يا سيدتي الجميلة لكنني اعلم كل شيء . هيا , جربي حذاءك .
اطلقت صيحة حماس. ثم تدربت على مشيتها الجديدة.
***
اصبحت الايام قصيرة وباردة جدا . اقترب شوك من منزله . لقد اسدل الليل استاره . لكنه لم يرى أي نور او سحابة دخان ابيض في المساء. فتح الباب . كان الجو بارداً بالداخل. هل اخطأ في اليوم؟ إنها غير موجودة هنا لكن اليوم هو يوم الجمعة.
احس فجأة ان قلبه ترنح. شعر ببرد يفوق برد الشتاء . لقد قضى اليوم خارج المنزل ولم يستطع احذ اللحاق به . اخذ يتمتم بصلاة.منتديات ليلاس
- يا إلهي , ليتني وصلت في الميعاد و اتمنى ألا تكون وحدها الآن .
***
لم يكن في السماء إلا اصفرار بسيط يبدو على الجبل البعيد. لكن تريشيا لم تشعل أي مصباح. اضاءت الشمس التي في طريقها للغياب الحجرة.
نظرت الى السرير وهي دهشة من ان بادي يفتح عينيه , لقد فقد وعيه عند الفجر. لكنه يحملق إليها الآن . لِمَ ينظر اليها بهذه النظرات المباشرة والمكثفة جدا؟
تقدمت نحوه حتى السرير وارغمت نفسها على الابتسامة .
همس بادي الذي تهلل وجهه من السعادة .
- ماجي؟
فتحت تريشيا فمها لتصحح خطأه ثم توقفت . إنها لن تحرمه مما كان يرفضه منذ مايقرب من عشرين عاما . اضاءت ابتسامة مدهشة وجهه وفتح يديه ورفعهما امامها.
همس وعيناه مبللتان من الدموع:
- ماجي , آه ماجي , لقد افتقدتك بشدة !
في الساعة الخامسة والثلث وفي آخر يوم من شهر نوفمبر اختفى بادي مع اختفاء الشمس في هدوء.


نهاية الفصل

Rehana 02-02-17 12:11 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
الفصل السابع

لقد اعتقدت انه نائم لكنه احس انها تتخلص من ذراعيه وتركها تذهب.
استمع اليها وعيناه مغمضتان وهي تتقدم بخطوات حذرة حتى زر النور. لقد قضيا الليلة معا في ظل النور ليتأملا بعضهما البعض في هذه الحجرة التي تشع منها رائحة تريشيا , لأول مرة منذ ان فقدا بادي منذ عدة اسابيع. ثم راحت الحجرة في ظلام دامس وفتح عينيه.
رأى تريشيا تلقي نظرة شاردة على ماحولها , ثم مالت الى الامام. تعرف في اثناء مرورها على بنطلونه الجينز الذي وضعته في الحال. ريحانة
قامت ببعض الخطوات في الحجرة ببطء. ثم لملمت قميص شوك وبحثت عن الكم بتثاؤب.
ذهبت بعد ذلك للجلوس امام النافذة واسندت جبهتها ويديها المفتوحتين على زجاج النافذة.
لم يكن شوك يحب هذا على الاطلاق. كانت هادئة جدا . لقد تحدث مع هانسن بشأن ذلك منذ عدة ايام وتحدث الطبيب بإسهاب عن الحزن.منتديات ليلاس
و اوضح قائلا " رأيت أناساً يمرون بمراحل مختلفة في عدة اسابيع واحيانا تستمر هذه المرحلة شهوراً بالنسبة لأناس اخرين لكن تريشيا تعرفك منذ وقت طويل".
لكن شوك رأى ان الأمر غير طبيعي لأنها لم تبك مرة واحدة طوال الاسابيع الثلاثة الاخيرة. كان يعتقد في اغلب الاحيان انه لو تمكن من الوصول في الوقت المناسب في هذا اليوم لاستطاع ان يمنعها من اللجوء الى هذا الغياب الواضح في المشاعر.
احست تريشيا بالبرد على جبهتها . كان القميص يفوح برائحة شوك . لقد اصبح الهواء الذي تتنفسه كما لو كان قد اخترق كل حواسها.
إنها تعيش , إنها تحيا , هذا هو كل ماكانت تحتاج الى معرفته. ربما توجد ايام عصيبة في الشهور التالية لكنها ستتخلص منها .مازال لديها جرين هيلز و روزي ولديها شوك ايضا.
لقد اتى اليوم الذي تخشى وصوله وهو يوم فتح وصية بادي , خلاصة الأمر ان كل شيء سينتهي . عادت الى السرير وجلست عليه.
همس قائلاً:
- هل كل شيء على مايرام؟
- هل ايقظتك؟ حاولت ألا أثير أي ضجة .
- تعلمين جيداً انه يمكنك إيقاظي في أي وقت.منتديات ليلاس
قالت وهي تداعب خده المزغب بشعر ذقنه:
- أوكد لك انني بخير . إنني سعيدة لإحرازي بعض التقدم واقمت ديكورات عيد الميلاد , لكنها لا تعجب روزي.
- لا تشغلي بالك بهذا.
- افهم هذا . لكن هذا اليوم سيكون قاسياً . احتاج الى ان ارى من حولي اشياء سعيدة ومبهجة , أتعلم ما أرغب في فعله هذا الصباح ؟
- ماذا؟

Rehana 02-02-17 12:13 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
دس وجهه في شعرها وداعبها .
- ان اذهب للتنزه على الحصان.
- على الحصان؟
- نعم. على حصان سريع.
- كما تريدين يا سيدتي الجميلة.منتديات ليلاس
جعلها تتأرجح عليه وهو يحملها.
علقت على مافعله وهي تشعر بالرغبة في الضحك والسعادة :
- هذا حقا يناسب راعي البقر. ليس هكذا يا شوك . يلزمني حصان , حصان حقيقي.
- كيف؟ انا معك وتريدين حصاناً؟
امالت رأسها وهي تضحك.ريحانة
- جميل ان اراك تضحكين. كم افتقدت ضحكتك كثيرا.
امسكت يديها وهمست :
- ارجوك يا شوك , هل ستقوم بجولة على الحصان.
- بالتأكيد , سنذهب للقيام بالجولة.
انحنت تريشيا لتقبله ثم قالت :
- لكن مازال الوقت مبكراً. لم يسطع النهار بعد. كيف سنقضي وقتنا حتى يسطع النهار؟
- آه , سنجد فكرة.
قبلها قبلة عارمة.
***
ظل شوك واقفا في منتصف الصالون . لم ينس بادي في وصيته اي شخص في جرين هيلز او في المدينة , كان شوك يرى من المكان الذي يقف به تريشيا جيداً. عندما شعر باستعدادها للانهيار اخرجها من المكان.
رفع لامبرت موثق بادي نظارته وفتح الصفحة الأولى من الوصية . كان شوك يتفحص وجه مختلف الورثة من وقت لآخر. بدت تريشيا هادئة وشاحبة قليلا. كانت واقفة على اليمين وهي مرتدية فستانها الاخضر الغامق.ريحانة
كانت تستمع الى لامبرت بلا انتباه.
- اوصي أنا باتريك رايلي الموقع ادناه الى شوك كولبي , وكيلي وصديقي , بوصية استئمان لكل مزرعة المواشي وكل الأرباح القادمة .
سارت همهمات في الصالون , ابتعد شوك عن الحائط.
- عدا منزل جريت هيلز الذي اتركه الى ابنتي تريشيا رايلي الى جانب كل الأراضي المجاورة له .
رأها شوك تهز رأسها كما لو كانت تحاول ان تحلل الرسالة الغامضة ثم توترت تحت تأثير الزوبعة قبل ان تنطوي على كرسيها.منتديات ليلاس
لم يسمع شوك او تريشيا بقية الوصية , قال شوك في قرارة نفسه : ماذا فعلت يا بادي ؟ ماذا فعلت إذن؟
لمحت تريشيا حفيف الورق وفهمت ان لامبرت قد انتهى من الوصية , تلاقت نظراتهما مع نظرات الموثق المضطرب . هل ينبغي عليها ان تقول شيئا؟.
يبدو ان الجميع ينتظر منها ان تعطي الإشارة . نهضت واقفة . اسرع الجميع حولها ولمسوا يدها ليخبروها بمساندتهم لها لكنها كانت مختنقة في الحقيقة . توجهت نحو الباب وخرجت . لم ترى شوك الذي شق طريقه نحوها . إنها لم تعد ترى أي شيء او تسمع او تفكر .
كان الجو باردا بالخارج , هبت رياح بادرة على وجهها . بدأت الشمس تلعب على السحب . مشت تريشيا وقدماها تغرسان في عدة اماكن . لقد فقدت حذاءها لكنها لم تشعر بلسعة البرد على قدميها .ريحانة
هربت بعيدا عن المنزل وامام الحقيقة , لقد ترك كل شيء لشوك , لشوك , وليس لي , بل له !
كانت تريشيا تمتطي سحاب وتسرع به لتجتاز السد , وصل سحاب الى آخر حدود المزرعة ورفض القفز , لم تستسلم تريشيا ودفعته إلى الطيران ..

Rehana 02-02-17 12:14 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
الى الهروب .. الى تحطيم الحقيقة , لقد ترك بادي كل ماصنعه في حياته الى شوك , المواشي والأراضي . التلال والغابات . الزهور البرية. لقد ترك لها منزلا لا تسكنه القلوب ابداً. هذا ما أعبر به عن حبه لها .. هذا ما اعبر به عن .. إنه لن تتذكر ابداً سقوطها من على الفرس؟
***
استعاد وعيها بالتدريج . احست بصوت الملاءة وسمعت الأصوات المخنوقة . وصلت رائحة الكحول الى أنفها. فتحت عينيها في ظل السحابة الزرقاء للحجرة . سمعت تأوهها تحت تأثير الألم الذي يعذب رأسها.
اخبرها شوك :
- إنك في المستشفى.
استدارت ورأته جالساً بالقرب منها على حافة الكرسي . كان مرتدياً نفس الملابس التي كان يرتديها في الصالون . ربتت الممرضة يد تريشيا واخبرتها انها ستذهب للبحث عن الطبيب. حملقت تريشيا الى قميص المريض . في أي يوم تكون؟ الوصية.. تذكرت .. ألقت نظرة استفهام على شوك.
- كنت تمتطين سحاب , سقطت سقطة فظيعة.
امسك يدها , كانت باردة ورطبة.
- لديك كدمة لكنك ستشفين بسرعة.
لم يكن هذا ما تبغي تريشيا معرفته. سألته :
- ماذا فعلت؟
توتر الرجل وتذكر ان الصدمة العاطفية أقوى من الصدمة الجسمانية .
- ماذا تقصدين؟
- ارضي , ماذا فلعت؟
- لم أعلم أي شيء عن نية بادي , لم يحدثني قط عن أي شيء . هل تصدقينني يا تريشيا؟
ارادت ان تهز رأسها لكن الألم عاودها.ريحانة
استحلفته في صمت " اخبرني انك رأيت لامبرت وانك اعدت كل شيء إلي "
- هذا لم أتوصل اليه مع بادي.
تتوصل ؟ كيف هذا؟
تساءل شوك عن الهوة التي ألقى بنفسه فيها .
- الى أي شيء توصلت يا شوك؟
- كان ينبغي علي شراء جرين هيلز بنسبة عشرة في المائة في السنة.
اغمضت عينيها جرين هيلز الخاصة بها تباع .
- وبدلا من هذا منحك إياها.
- لا, لم يمنحني إياها , إنه مجرد استئمان حتى موتي وبعدها يعود كل شيء الى الورثة الحقيقيين.منتديات ليلاس
قالت وهي تبتلع نحيبها:
- اطفالي الذين سألدهم سيسعدون دون شك لدى علمهم بهذا اما انا فلا , ولا تحاول ان تشرح لي او تبرر لي.
كان الرجل مجروحاً وساخطا . لم يعد يمكنها حبس دموعها . لما كانت غير قادرة على إدارة رأسها , غطت وجهها بالملاءة . لم يحتمل شوك هذا , توجه نحو الباب.
- الدكتور ينوي حجزك هنا ثلاثة ايام وهذا سيمنحك الفرصة للتفكير, سنتناقش مرة اخرى لدى عودتنا الى المنزل.
***
احست تريشيا في هذه المدة بالشك . فكرت في طيبة شوك وقالت لنفسها : إنه سيجد وسيلة ليعيد إليها حقها . ثم تذكرت انه ورث مرزعة وينستون من رجل عرفه بصعوبة وذلك الرجل الذي كان من خير اصدقائه واستولى ابوه على اراضيه.

Rehana 02-02-17 12:15 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
اتى ويلي لزيارتها في المستشفى . كان ويلي يتحدث باستمرار كما لو كانت قد بقيت بالمدرسة مدة ثلاثة اشهر.
لما وصلت الى الممر ادارت رأسها الى اليسار بحركة تلقائية . كان سحاب يأتي لمقابلة الزوار كعادته ويجري الى جانب السيارات بطول كل السور.
همست :
- ويلي اين سحاب يا ويلي؟
- شوك .. اضطر الى ان .. كان مجروحاً يا تريشيا.
- ويلي؟
- اضطر لضربه بالرصاص . لم يكن سيشفى.
- ضربه بالرصاص . هكذا إذن ؟
- لايمكنه فعل أي شيء آخر يا تريشيا.منتديات ليلاس
- افهم ذلك . المسدس .. المسدس دائما.
اغمضت عينيها , مثل العجلة . تخيلت تريشيا المشهد وسمعت صوت الرصاص . ماذا تبقى لها ؟ لقد اخذ منها حصانها وارضها وقلبها . ماذا تبقى لها ؟
اسقط شوك الثلج من على قبعته وكتفيه قبل ان يدخل المنزل ومر عبر المطبخ . لقد هدأ من ثورة غضبه . كان رد فعل تريشيا طبيعياً . كان لابد ان يذهب الى الموثق في اليوم التالي لإعلان الوصية . لقد تدبر الأمر بحيث يعيد جرين هيلز الى تريشيا بطريقة او بأخرى .
دخلت روز بدورها الى المطبخ.
- اوه , شكرا لله انك عدت يا شوك . كنت سأبعث احداً للبحث عنك .
سألها بقلق:منتديات ليلاس
- ماذا حدث يا روز؟
اجابته وهي تلوي يديها:
- لقد رحلت . رحلت.
- ماذا تقصدين ؟
- حزمت حقائبها ورحلت . عندما اعادها ويلي ادخلتها حجرتها وتركتها عدة ساعات معتقدة انها ترغب في الراحة . عندما عدت وجدت الأدراج مفتوحة وملابسها غير موجودة.
ثم اضافت وهي تخرج ورقة زرقاء من جيبها:
- ثم وجدت هذه.
قرأ شوك الورقة بعجل وتسمر في مكانه . كانت الرسالة مختصرة :
إنها تحتاج الى الرحيل و ستتحسن الأمور وانها ستكلم روز في خلال يوم او يومين لتخبرها بعنوانها. لم تترك اي كلمة واحدة لشوك . امسكت روز التي امتلأت عيناها بالدموع يديه.
- ستجدها يا شوك , أليس كذلك ؟ وستعيدها ؟
- ألم تحدثك عن أي شيء؟
- كلا , لكن ويلي اخبرني انها عرفت بأمر سحاب.ريحانة
تذمر شوك وقبض على الورقة بيده . يا إلهي ! اراد شوك ان يهشم عظام ويلي.
قال وهو ينظر الى الليل الذي اسدل عبر النافذة:
- لن اذهب للبحث عنها . إذا كانت تحتاج الى وقت للتفكير فمن الأفضل ان نتركها تنعم بالهدوء.
تذكر شوك ما أحس به هو نفسه عندما غادر تكساس ومنزله الذي لم يشعر فيه بالارتياح .
- امنيحها ما تتمناه.


نهاية الفصل

Rehana 04-02-17 09:11 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
الفصل الثامن

سألت ابريل ماركس التي لا يظهر إلا انفها من خلف الجريدة:
- ماذا إذن ؟ تريشيا ! هل تسمعينني ؟
حادت تريشيا عن النافذة وتلاقت نظراتها مع نظرات صديقتها الثائرة.
- اعذريني يا ابريل , ماذا قلت لي؟
اختفت ابريل مرة اخرى مع حفيف الورق. كانت معتادة الحركات المأسوية مثل الدخول الى الغرف والأبواب الموصدة مستخدمة يديها اكثر من استخدامها لسانها.
قالت معلنة:
- هناك فيلم مع ريتشارد جيرا بدءا من هذه الامسية , تعلمين انني احبه ! ثم حفلة باليه في كينيد سنتر . هل قلت لك إنني أرقص ؟ إنني جيدة , ثم هناك معرض في متحف سيمثونين .
نظرت تريشيا من النافذة مرة اخرى . تبدو جورج تاون من وراء النافذة ومن خلفها واشنطن . كان هناك مجموعة من الصبية تقوم بعمل سباق بالدراجات البخارية فيما بينهم. توقفت تريشيا لدى عودتها ليلة البارحة امام كل حبة كرز ذات البرعم الوردي لقد آن الاوان لفتح النوافذ . لقد اتى فصل الربيع.منتديات ليلاس
كررت ابريل التي تركت الجريدة لتنقض على مكعب علك.
- ماذا إذن؟ اين تريدين الذهاب هذه الليلة ؟
- إلى المنزل.. اريد العودة الى المنزل في جرين هيلز.
- حسنا, لكن ماذا عن سهرة الليلة؟
اجابتها تريشيا وهي تتأمل فوضتهما المعتادة في صباح السبت :
- لن أكون هنا في هذه الليلة . سأعود الى المنزل .ريحانة
قالت ابريل وهي تقفز على قدميها:
- الآن ؟ تقصدين اليوم , أليس كذلك؟
لملمت تريشيا منديلها وحذاء التنس وشمسية وكتابا.
- بلى , اليوم بالتأكيد.
ذخلت الى الحجرة ووضعت حاجاتها على السرير.
- هل رأيت حلقي الذهبي ؟ لقد تركته لدى عودتي ليلة امس لكنني...
سألتها تريشيا وهي تقطب حاجبيها:
- لا يمكنك الرحيل هكذا بدون انذار.
قالت تريشيا بدهشة :
- ولم لا؟
- لأنني ...
احست ابريل ان الحجة ضعيفة قليلا.
- لأنه رحيل حقيقي . هلا نظرت قليلا الى ماحولك؟ لديك هنا أكثر من هذه الحقيبة . لديك نبتاتات ودراجتك البخارية و انية الزهور لا يرحل الإنسان فجأة هكذا!

Rehana 04-02-17 09:13 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
قالت تريشيا وهي تربت كتفها:
- إنك حزينة على الإيجار , لكنني لن اتركك في هذا الضيق سأرسل لك نصيبي حتى تجدي مكاناً آخر. اما عن الآنية فيمكنك الاحتفاظ بها وكذلك بالنسبة للنباتات ايضا.
عثرت على حلقها فوق الهاتف . ثم اخرجت حقيبتها . كانت تحتاج الى كثير من العلب الورقية ! اين توجد هذه العلب اليوم؟
وبدأت تفكر.
قالت ابريل :منتديات ليلاس
- المسألة ليست مسألة إيجار با بلهاء ولا آنية الزهور.ريحانة
سألتها تريشيا وهي تقطب حاجبيها :
- ما حقيقة الامر إذن ؟
اوضحت لها بنبرة جادة وهي تجلس بالقرب من تريشيا على السرير :
- لم تزني قرارك كما هي عادتك . كنت في حالة يرثى لها في مساء ذلك اليوم . الذي اتيت فيه الى هنا. كنت تعانين الكثير . ومهما كان سبب معاناتك في جرين هيلز فربما توصلت الى حل المشكلة في اثناء إقامتك هنا لكنني لست متأكدة من ذلك.
تذكرت تريشيا . لقد رحلت دون ان يكون لها جهة محددة . لقد اتجهت نحو الشرق كعادتها ثم وصلت الى ابريل في جورج تاون .
تنهدت تريشيا :
- إنك محقة . لم أحل المشكلة.
- لماذا تريدين الرحيل إذن ؟
- لأنه فصل الربيع.
لقد اقسمت تريشيا ألا تفوت أي فصل ربيع بجرين هيلز .ريحانة
رفعت ابريل يديها نحو السماء :
- الربيع ! هذا يفسر كل شيء!
***
ابطأت تريشيا لتنظر من النافذة . لم يتغير أي شيء كما كانت تأمل.
كانت التلال تتجمل باللون الأخضر وازدهرت اوراق اشجار الصنوبر.
اجبرت نفسها على عدم النظر الى المضمار الذي كان يجري فيه سحاب .
لما وصلت امام المدخل تنفست رائحة الأشجار بعمق . لقد احسنت صنعا برجوعها , خرجت روز.
- تريشيا ! عزيزتي , لماذا لم تخبريني بمجيئك ؟
بكت روز واخذتها تريشيا بين ذراعيها.
- هانا قد عدت الآن.
تراجعت الى الواراء قليلا لتتأمل روز التي جففت دموعها بمنشفتها وتوعدتها بأصبعها.
- رغبت في عتابك يا ابنتي . لقد جعلتني اعاني الكثير طوال هذه الشهور الأربعة.
- اعلم , ساحميني , لقد حدثت اشياء كثيرة في وقت بسيط . كنت محتاجة الى ان ابقى وحدي.ريحانة
- وهانت عدت الى المنزل وهذا هو الأهم . العشاء سيكون جاهزاً خلال ساعة . امامك الوقت الكافي لترتاحي.
احست تريشيا عندما دخلت حجرتها بأول وخزة ألم . تذكرت آخر صباح عندما كانت بين ذراعي شوك, لم ترد ان تستسلم لهذا الإحساس. لقد اتخذت قرارها في اثناء عودتها . عندما تواجه شوك لا ينبغي عليها ان تضعف بل يجب عليها التخفي وراء قناع البرود الذي كان يجيد بادي و شوك التخفي وراءه.
اخذت حماماً وارتدت فستاناً ظريفا ولملت شعرها في جديلة أعلى رأسها. ستتناول العشاء مع روز في هدوء وهما يثرثران , وغدا ..
انفتح باب صالة الطعام . قامت تريشيا بثلاث خطوات في الحجرة عندما رأته واقفا وواضعا يده على مسند الكرسي . توقف الدم في عروقها.

Rehana 04-02-17 09:14 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
شهق شوك لدى رؤيتها ولاحقته كل احاسيس الماضي, لقد عاش في نار منذ رحيلها وهاهي موجودة هنا في ابهى صورة لها.
قالت بصوت عادي ادهشه:
- مساء الخير يا شوك.
- تريشيا .
كان يود ان يحتضنها لكنه حملق إليها فقط . استطردت وهي تضم معصميها حتى لا ترتعد:
- لم اعرف انك مدعو على العشاء . اعتقدت ان الطبق الثاني خاص بروز.
- وانا ايضا.
ادرك شوك فجأة انها تجهل كل التغيرات التي حدثت في جرين هيلز . لم تخبرها روز بأي شيء.منتديات ليلاس
قالت تريشيا بحركة تراجع :
- لست جائعة تماما. تناول عشاءك مع روز إذا كان يمكنك ان تمنح نفسك إجازة مدة ساعة غدا لأنني اود التحدث معك فلا مانع.
نظر شوك اليها مندهشاً وهي تغادر الحجرة . هل تعتقد حقاً انه يمكنها الظهور هكذا دون كلمة توضيح واحدة؟ الله وحده يعلم ان لديه عددا من الأسئلة يود ان يطرحها عليها.
دفع الكرسي بغضب في اللحظة التي وصلت فيها روز وهي تمسك صينية. كانت الصينية تحتوي على حساء وجزر ولحم مشوي . تأمل شوك الصينية بدون شهية.
- يمكنك إعطاء هذا الى الصبية في غداء الغد يا روز لا اعتقد ان احداً هنا يرغب في تناول العشاء هذه الليلة .
القت روز نظرة على ماحولها ثم ادرات عينيها نحوه.
- عادت تريشيا.
- علمت هذا. كانت هنا منذ لحظة .
تمتم بالسباب ثم خرج. عبر الدهليز الى الصالون . توقف شوك مندهشاً على عتبة الباب . كانت تريشيا واقفة امام البيانو , فتحته وضربت على زر . كانت جميلة جداً. لقد اخذ عهداً على نفسه امس بأن يبحث عنها , فهو لا يستطيع العيش بدونها.
ضغطت على زر آخر لكنه انكسر , اغلقته مرة اخرى وهي تتنهد , ثم رأته ووميض يلمع في عينيه.
قالت مؤكدة :
- لقد تم إهماله.
- مثل اشياء اخرى كثيرة . بما انني موجود هنا فعن أي شيء تريدين محادثتي ؟
كان شوك قريبا جدا. استشاطت تريشيا غضبا , لم تشعر باستعدادها للحديث بعد. كيف لم تكن مدركة انه لا يمكنها مواجهته؟
- لقد تأخر الوقت يا شوك , كان لديك يوم عصيب. اما أنا فقد سافرت مدة طويلة , تعال إلي غدا وسنتحدث.
لم يكن امامه خيار , كان لابد ان يخبرها.
- إنني اعيش هنا الآن يا تريشيا.
- كيف؟
قطبت حاجبيها وهي غير مصدقة.
- اعيش هنا , في هذا المنزل , اقطن بإحدى غرف الضيوف.منتديات ليلاس
- ليس لك الحق في هذا . إنه لم يمنحك المنزل , لقد تركه لي على الأقل.
- لا تخلطي بين مافعله بادي ومافعلته.
- إنه منزلي . ما الذي جعلك تعتقد انه يمكنك الإقامة به دون إذني؟

Rehana 04-02-17 09:15 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
قال بهدوء لم يشعر هو به :
- حتى اكون قريبا من عملي. كان ينبغي علي البقاء حتى منتصف الليل بسبب الحسابات. لم تنسي الكتب ايضا يا تريشيا , أليس كذلك؟
- اوه , لا تعد هذا . لا تجعلني اعتقد انك اضطررت للإقامة هنا لأنني رحلت.
- ومن كان من المفترض ان يدير المنزل ؟ هل كلفت نفسك مشقة تعيين وكيل مفوض ؟ هل كلفت نفسك مشقة إرسال شيك كل شهر لروز من اجل مصاريفها ؟ على أي شيء كان ينبغي ان تعيش؟ كان علي ان اقطع هذه المسافة مرتين كل يوم في السادسة صباحاً وعند منتصف الليل.
كان شوك محقا في كلامه لكنها لعنته على هذا.ريحانة
- ينبغي عليك ان تعود الى الوادي.
تذكر الرجل النار التي عاشها.
- هذا يبدو صعباً علي. اجرت المنزل الى آل فوجان و سارة تريد منزلاً حقيقياً , اتريدين شراباً؟
- لا.
حملقت تريشيا الى الأراضي البعيدة عبر النافذة. إنها لم تتوقع قط مثل هذا الموقف.
همست بقوة حتى يسمعها:
- كان ينبغي علي ان اعرف هذا.
نظرت اليه مرة اخرى .
- لابد عليك ان تعود الى منزلك . هذا كل مافي الأمر .ريحانة
- بشرط ان تخبري آل فوجان بضرورة رحيلهم . لا يمكنني طردهم .
- حسناً , سأذهب لسارة غداً.
قالت لنفسها : إنهما لن يدهشا من ذلك , ثم بدأت تلمس الستائر بعصبية .
ثم اضافت :
- إنك مدين لي بحصان ايضا.
- إنني متأسف لماجرى لسحاب.
قالت بغيظ :منتديات ليلاس
- ضربته بالرصاص.
- لقد عانى الكثير.
- هناط طرق اخرى. كان يمكنك ان تستدعي طبيباً بيطرياً. ربما مات بطريقة أرق من طريقتك.
- كان هذا سيستغرق وقتا. مادمت انا المسؤول عن الحيوانات فإنني لن اقبل ان أرى احدهما يعاني دون فهم السبب . هل سمعت من قبل حصاناً يصرخ من الألم يا تريشيا ؟ هل رأيت حصاناً يعاني سكرة الموت؟
- هذا يكفي.
ثم وضعت يديها على أذنيها قبل ان تضيف:
- لا اريد ان اسمع .
- كان ينبغي ان تفكري فيه قبل ان تدفعيه الى قفز حاجز على ارض مثلجة . لا يمكنه القيام بهذا. كان ينبغي عليك ان تفكري في ذلك الوقت , يا إلهي !
صاحت قائلة :
- هذا يكفي . اعلم ما أفعله , لا احتاج الى ان تخبرني انها غلطتي.
كانت رؤية وجهها الشاحب وعينيها الجاحظتين لا يمكن تحملهما. صب شوك كأساً آخر لنفسه.
- اذهبي الى المزرعة غداً واختاري الحصان الذي تريدينه , سأخبر رالف بذلك.
قالت تريشيا لنفسها : نقطة , أسهل .. إلى النقطة الثانية الآن .
قالت :
- علاوة على انني اريد مزرعة وينستون .

Rehana 04-02-17 09:16 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
كاد شوك ان يختنق :
- تريدين ماذا ؟
- مزرعة وينستون . إنني استحقها. وانت تدين بها إلي . لديك جرين هيلز والماشية والأراضي, لم تفعل أي شيء حسن في هذه المزرعة. اما أنا فأمتلك الموهبة مع الخيول وتعرف ذلك جيداً. لابد ان يعتني احد بها .
كان قلبها ينبض بقوة ولزم عليها ان تجلس على الأريكة . كانت دبابيس شعرها تؤلمها جدا وبدأت تسحبها:
- إنك تدين بها إلي يا شوك.
كان شوك يرغب في الضحك وهزها في نفس الوقت . صر على أسنانه . درس اقتراحها , لديها حجج ذات ثقل, لقد ارهقه رالف بإلحاحه عليه بأن يتخذ قراره إما بالاهتمام بالمزرعة وبيعها لشخص كفء ومهما كانت اسباب بادي فإن جرين هيلز لابد ان تعود إلى تريشيا.
لقد احبها ولكي يستعيدها لابد عليه ان يعيد جرين هيلز إليها ثم يمكنهما فيما بعد التناقش حول المزرعة.منتديات ليلاس
إنه سيتحدث عندما يسقط الدبوس الأخير . انسدل شعرها على كتفيها لقد قصت هذا الشعر , الذي عشقه كما لو كانت تقول له : لقد عدت بالتأكيد ولكن ليس من اجلك.
استطرد بإحباط :
- بالتأكيد يا تريشيا , يمكنك اخذ مزرعة وينستون , ساتحدث بشأن الإجراءات القانونية مع لامبرت.
حملقت تريشيا اليه بشدة , لم تكن تتصور قط ان يحدث هذا بسهولة, احست بالارتياح , ماذا تقول له ؟ شكراً ؟ لا , هذا واجبه.
اضافت وهي تلملم الدبابيس الموضوعة على المنضدة:
- اقدر عدالتك . شكرا يا شوك , سأذهب للنوم؟
سألها بنبرة قاطعة :
- هل هذه دعوة؟
- لا .
توقفت وادركت خطاها مؤخراً. امسكها لدى مرورها وقبلها قبلة حارة. قاومت لكنها ردت إليه قبلته قبل ان تخلص نفسها. تفرس شوك فيها.
قالت بسخط:
- لا.. لا تعاود هذا ابداً.
قال بابتسامة ماكرة :
- ولم لا . لقد استمتع بها كلانا , أليس كذلك؟
- لأنني .. لأنني لا احبك .. لا اريد رؤيتك.ريحانة
كان ينبغي عليها ألا تبقى لحظة واحدة بجانبه . ثم استطردت :
- لم يعد لدي أي شيء اعطيك إياه.
شاهدها وهي تبتعد , حاول ان يتبعها لكنه عاد الى زجاجة الشراب. إنه في امس الاحتياج إليها إذا اراد ان ينام تحت نفس السقف الذي تنام تحته ولكن في سرير آخر.
***
تحركت تريشيا في حجرتها بعصبية وهي تشعر بوجود شوك في نهاية الدهليز .
عندما اغمضت عينيها طاردتها صوره, لقد رأته يتحرك بلا مبالاة حينما كان يلقي ملابسه هنا وهناك . عندما فتحت عينيها مرة اخرى رأته على السرير حيث كانت تتمدد قبل ان تسبح نحو بلد الاحلام.
استسلمت لمشاعرها عند الفجر . فتحت نافذتها وداعبت نسمة الصباح بشرتها.
كانت الحديقة تتلألأ باللون الوردي . إذا ارادت ان تنعم بنوم هادئ فلابد عليها ان ترغمه على العودة الى الوادي.

Rehana 04-02-17 09:18 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
اوقفت العربة الجيب امام المنزل وجحظت عيناها , لقد تم طلاء الباب والمنزل كله , لاحظت تريشيا ثنايا الستائر العاجية على كل جانب من جانبي الباب المطلي ايضا.
خرجت سارا في نفس اللحظة التي خرجت فيها من الجيب.
- صباح الخير يا تريشيا .
- صباح الخير يا سارا.
كان يوجد بينهما فتور مهذب. لقد زادت سنوات الترف خصرها وكدرت سنوات المجاعة نظراتها . اما تريشيا فقد بدت كأنها تمثال ملكي امامها.
قالت وهي تجفف يديها بمشفتها :
- لقد رحل الرجال . لقد صنعت قهوة , اتريدين قدحاً؟
دهشت تريشيا للود غير المعتاد للدعوة .منتديات ليلاس
- شكرا, بكل سرور يا سارا شكرا.
قالت سارا مفسرة وهي تشير الى الجدران البيج.:
- لقد اعدنا الجدران مرة اخرى . كانت في امس الحاجة الى اكثر من العناية.
تمتمت تريشيا :
- إنها جميلة جدا. الحجرة تبدو كبيرة جدا.
وافقت سارا بإشارة من رأسها وتوجهت نحو المطبخ . كانت هناك مناظر معلقة على الجدران البيضاء.
تجرأت تريشيا بالنظر الى المكان الذي كانت تتجنب حتى الآن النظر اليه . لقد اختفت السجادة الحمراء وحل محلها ارضية مربعة وتتوسطها منضدة منخفضة . لقد اختفى عشاق الأمس. اغمضت عينيها واصبحت في ذاكرها.
هزت تريشيا رأسها , وهي تمسك القدح في يدها , حينما حكت سارا لها عن مدى حبها للمنزل الصغير وكرهها للكوخ الذي كانت تعيش فيه وانها كيف لم تستطع ان تدخر فلساً واحداً لكي تشتري منزلا لهما وعبرت عن تقديرها التام لسلوك شوك وإيجار المنزل المعتدل. قالت تريشيا في نفسها : لقد خمنت سارا سبب مجيئها , واحست بخوف شديد من فقدانها لمنزلها الحقيقي الأول. عندما اصطحبتها الى الباب انتظرتها . نظرت تريشيا اليها من الجانب.
تجرأت سارا وسألتها :
- هل تريدين..؟
قالت تريشيا :منتديات ليلاس
- لا يا سارا.
انغلق الباب فجأة على صدى الضحكات القديمة التي سمعتها في رأسها.
سأل شوك الجالس في المدخل بهدوء:
- هل كل شيء على مايرام؟
كادت تريشيا ان تلقي بنفسها بين ذراعيه لكي تنتحب بينهما .
سألته بجفاء:
- هل تنتظر منذ فترة طويلة ؟
- لا, ظننت انك ستحتاجين الى ربع ساعة تقريبا لكي تلقي نظرة وتدركي انه لا يمكنك طردهما خارج المنزل.منتديات ليلاس
- هل اتيت لإظهار فرحك؟
اشعل سيجارة ثم اجابها :
- لا, لم يعد يمكنني الدخول فهذا قاس علي واعتقد انك تحبين ان تري شخصا لدى خروجك.
لاحظ انها ترتدي الحذاء والقبعة اللتين قدمهما إليها . إنه يتذكر هذه الليلة .
قالت وهي تكتم دموعها :
- اريد ارضي .
- إنها ليست ارضك . إنها أرض بادي وعهد بها إلي.
- يمكنك من الغد البحث عن مهندس . هناك مكان وسط كل هذه الأراضي يمكنك تشييد منزل به.

Rehana 04-02-17 09:19 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
- تعالي . طلبت من رالف ان يخرج فرسا من اجلك.
عندما رأت تريشيا عظمة التي تنتظر في الممر شعرت بالاختناق. ألقت نظرة مضطربة على شوك.
قال :
- تميلين دائماً الى الخيول الرمادية.
- لكن , لا يمكنك إعطائي حصاناً بهذه القيمة !
- إنني المالك وافعل مايحلو لي , عندما تعود المزرعة إليك سيكون لك الحق في اتخاذ القرار وليس قبل ذلك يا سيدتي الجميلة.
لمس قبعته بأصبعه وابتعد.
***
تعاون قاطنو جرين هيلز فيما بينهم بشكل معقول في الاسبوع الاول . كانت تريشيا تلوذ بالصمت في اثناء مقابلاتها المفاجئة مع شوك وفي حال الضرورة كانت تتمتم ببعض الكلمات. اما في وجبة العشاء التي كانت الوجبة الوحيدة التي تجمع بينهما فلم يكن يتم التطرق إلا للموضوعات غير المهمة .
كل هذا كان يتعب تريشيا , كانت متيقظة دائماً دون ان تعرف حقيقة مايخيفها . لقد اصبح شوك شاردا ويظهر بشكل مفاجئ من أي جانب.
كانت تريشيا عصبية ذات يوم وضعت شاياً لنفسها واجتازت المنزل وهي تمسك قدحها بيدها . طرقت باب المكتب لكن ليس هناك من يجيبها , فتحته بحرص.
لقد اختفت الملفات القديمة التي كان التراب يغطيها , هناك ملفان جديدة ذات ألوان فاقعة حلت محل الألوان القديمة . وهناك مكتب جديد أكبر ويوجد عليه دفتر الحسابات , فتحته تريشيا وتفصحت صفحات السنين الاخيرة . وجدت خط ابيها الرديء وملاحظاتها غير الواضحة التي يفهمها هو فقط. ثم وجدت خطها والأعمدة السوداء و الحمراء ثم خط شوك السريع المليء بالرموز والعلامات المبعثرة .
- هل تبحثين عن شيء؟
ارتجفت تريشيا ورأت شوك على عتبة الباب.ريحانة
- لن تكفي عن الارتجاف في كل مرة ادخل فيها الحجرة.
- احسست بالخوف.
- اعلم , لقد دخلت بخشونة.
مد يده إليها بمظروف كبير .
- امسكي , هذا من أجلك.
سألته ويداها ترتعدان :
- مزرعة وينستون ؟
- كلها عدا المنزل ونصف هكتار مما يحيطها , لقد منحت فوجان عقد إيجار لهذا الجزء.
قال تريشيا ملاحظة:
- لكن يوجد شيك ايضا.
- نعم , إنه يوضح الفواتير المدفوعة والمرتبات حتى هذا الصباح. لقد جمدت الحساب في البنك. سينبغي عليك ان تفتحيه باسمك, عندما يصرف الشيك ستبدئين من الصفر.
هزت تريشيا رأسها وتفحصت بقية الوثائق, ركزت على اسمها المكتوب في العقد. لأول مرة منذ عدة شهور تشعر بالسعادة. إنها ستقوم بوضع خطط وتنفذها جيدا. ستشعر بوجودها في مكانها اخيراً. ارتسمت ابتسامة على شفتيها وعلى قلبها .
- شكرا يا شوك.
رفعت عينيها , لقد اختفى.


نهاية الفصل

Rehana 05-02-17 09:59 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
الفصل التاسع

الفجر . إنها ساعة غير مناسبة للاستيقاظ. هكذا حدثت تريشيا نفسها. غادرت المنزل وتوجهت نحو مزرعة وينستون . إنها المالكة لكنها تشعر بالخوف. إنها تعرف الكثير عن الخيول بالتأكيد لكن مازال امامها الكثير لتتعلمه .
لقد تفحت الأوراق التي سلمها إياها شوك في ساعة متأخرة من الليل وشعرت بالخوف من المهمة الكبيرة التي تكبدتها , لقد اصبحت مسؤولة عن الموظفين والخيول وامهار المزرعة.
اخافتها هذه المهمة كثيراً. فكرت قليلاً في إعادة كل شيء إلى شوك. إن الطعام بالنسبة لها يعتبر ثروة ولابد ان تدفع الضرائب وتصلح الأسوار وتسوي مصاريف الطبيب البيطري والمرتبات , دون التحدث عن مسؤوليتها.
شعرت ببعض القلق في اليوم الأول . رأت رالف خارجاً من المكتب وهو يغلق الباب وراءه . كان ينتظرها في منتصف الطريق وهو ينفث سيجارته كعادته. كل شيء يخضع للدقائق الأولى وكانت تريشيا تدرك ذلك جيدا . ان الفشل سيكون حليفها بدون مساعدة رالف.
عنفها قائلا وهو يقطب عينيه.
- انت الرئيسة الآن إذن؟ هل ستحتفظين بي أم ينبغي علي ان ابحث عن مكان آخر؟
- لا تقلق, لقد فعلت هذا من قبل مرتين. لا يمكنني الاستغناء عنك يا رالف.
- إنها الفرصة المثالية لطلب زيادة , أليس كذلك؟
- بالفعل , وأي شخص ليس لديه شكوك كان سيغتنمها دون شك .
ظل الرجل هادئاً لكن تريشيا لمحت وميض السرور في عينيه.منتديات ليلاس
- إن تصرفك بهذا الاسلوب مع كل العملاء يمكنك من بيع كل الخيول التي تريدينها إليهم , هيا بنا إذن , بأي شيء تريدين مني ان ابدأ؟ الوثائق القديمة؟ الجرد؟
- بماذا تنصحني؟
- لنبدأ بالخيول , مازال هناك بعض الأمهار لم تريها . والأفراس ايضا . نحن في فصل الربيع , إنه افضل فصل للنشاط.
- تكاد تطلب مني ان انظف الحظائر وانقل الكلأ؟
- انت المالكة , لك الحق في عمل كل ما يسعدك لكنك تعرفين لازمتي المتكررة : افضل طريقة لمعرفة الخيول هي ان تتواجدي لدى استيقاظها ونومها.
- حسنا , سأذهب لإيقاظها.ريحانة
قال وهو يشير الى عظمة :
- اتريدين إرجاع المهرة الى الحظيرة ؟ لم انته من إعداد مربطها . او انك تفضلين ان اضعها بجانب السور مع الأفراس؟
- ساضعها بجانب السور .
وافق الرجل بإشارة من رأسه . سارت في الممشى مع عظمة عندما سعل ليجذب انتباهها .
- هل عثرت على اسم للمزرعة ؟

Rehana 05-02-17 10:00 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
قالت بابتسامة :منتديات ليلاس
- هناك اسم جميل للمزوعة . اسم مشهور . لا أرى أي داع لتغييره.
هز رأسه من جديد وهو قانع تماما.
- اعتقد ان ستان كان يود ان يراك تديرين مزرعته.
كانت تريشيا تعرف انها اجمل مجاملة تلقتها من رالف بورجس.
كانت الفتاة تعمل من الفجر حتى غروب الشمس مع بود جنكينز احد صبية الإصطبل وتقاسمت معه المهام بدءا من توزيع الحبوب ودلو الماء وتنظيف المرابط حتى تنظيف الخيول نفسها.
شعرت بالتعب في منتصف الفترة الصباحية وسقطت على العشب الندي, اغمضت عينيها واسترخت فلم يكن هناك أي شيء يجلب لها السعادة سوى الاسترخاء هكذا . على الطرف الآخر من الحظيرة زاد الحصان المسمى بالقاهر من اندفاعه المحموم. تذكرت شوك وهو يؤكد انه لابد من كونها مجنونة لرغبتها في الحصول على مثل هذا الحصان , ربما كانت تفتقر الى رجاحة العقل إنها تمتلك الآن على اية حال اجمل فرس في فرجينيا.
همست فيه :
- إنك ملكي الآن .
ارتعدت اذن الحصان ووقف ساكنا.
- تعودت على صوتي وعلى رائحتي, سنصبح صديقين.
اوقفها بعد قليل دان ترافيس في طريق الحظائر . لقد عمل في المزرعة منذ شبابه واصبح ابناه مروضين بها وهو يعتني بالأمهار.
قال وهو يمد يده :
- مرحبا بك يا تريشيا.
- شكرا يا دان.
- بمجرد ان يكون لديك دقيقة واحدة اود التحدث اليك.
احست تريشيا بقلبها ينقبض . لقد خشيت ان تفقد رالف.
- يمكنك التحدث الآن لو اردت.
- الموضوع يخص خيولنا. إن أصالتها مميزة جدا حتى إنها لا تنتج إلا خيولا مخصصة للسباق لكنها خيول جامحة. لقد اعددت احدها الذي يمكنه مع افراس مختارة بعناية ان ينتج خيولا مدربة لكن لم يمكني إقناع شوك بشرائها.
انتظر الرجل ردها بنفاد صبر.
- اعتقد ان دومينو يفي بهذا الغرض.
تنهد دان .
- دومينو ! لم يرتكب سنان اخطاء كثيرة لكنه كان يشعر مع دومينو انه معصوم من الخطأ. كان يمنحنا من وقت لآخر خيولا سريعة و قوية مثل عظمة . علاوة على ان امهاره هادئة جدا وعهدت بها الى ابني الصغير لكنها خيول سباق تسقط عند تدريبها او خيول عصبية مخصصة للركوب حتى انها تخشى ظلها.منتديات ليلاس
تنهدت تريشيا :
- هل يمكننا تكملة هذا الحوار في وقت آخر؟ ينبغي علي ان اسوي بعض الأمور الأخرى قبل القيام بعملية الشراء هذه.
- بالتأكيد , سنعاود التحدث في هذا الموضوع في خلال خمسة عشر يوماً من الآن .
***
للمرة الخامسة على التوالي عادت تريشيا الى جرين هيلز بينما اسدل الليل استاره منذ ساعات . لقد احست بالتعب في هذا اليوم بصفة خاصة. خلعت حذاءها بآخر مجهود تمتلكه حينما اضيئت الصالة فجأة . مررت يدها القذرة والمنتفخة على عينيها سألها شوك:
- هل أكلت؟
- تقاسمت مع بود ساندويتشا.
- هل كنت تنوين التحدث عن الاعتدال؟
قبل ان تتمكن من الرد امسك مرفقها وجذبها الى المطبخ .

Rehana 05-02-17 10:01 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
اعترضت قائلة :
- بهدوء, لا يمكنني الذهاب بسرعة هكذا.
دفعها الى الكرسي وفتح علبة الحساء التي سخنها . ثم بلل الممسحة بالماء البارد. جلس بالقرب منها وامسك يدها وتركته يفعل هذا. جعلتها اللمسة الساخنة للممسحة على راحتي يديها تكشر.
تمتم قائلا:
- هذه الجروح مازالت قذرة . هناك عفن يبدو في الأفق.
- هذا يؤلم.
- هذا امر طبيعي . بعد خمسة ايام على هذا الإيقاع لا يبدو الامر مدهشاً في ان تشعري بهذه المعاناة.منتديات ليلاس
لكنها لاحظت ان حركاته اصبحت رقيقة جدا. وتذكرت ذلك اليوم ..
استطرد قائلا:
- ما الذي تحاولين إثباته ؟
- لا شيء. إنها لحظة الميلاد .
- اعلم, نحن في فصل الربيع.
قالت مدافعة عن نفسها :
- لست مثل المواشي. لا يمكننا ترك الأمهار تتدبر امرها بنفسها في المرعى .
- لديك طاقم للعمل, اشرفي عليهم.
- لكنني اريد ان أكون موجودة .
خيم الصمت على الجو من حولهما. كان الاثنان وحدهما عندما نسيت سحابة نوافذ المنزل الصغير وانقطع سلك الهاتف. تأملته وقد نسيت ألامها ثم اغلقت عينيها .
- لماذا تفعل كل هذا يا شوك؟
- ألم أفعله دائماً؟
رفع ذقنها .
- انظري إلي, يا إلهي ! ألم أعتن بك دائما؟ لماذا تهتمين بالخيول؟
ثم استطرد وهو يلعب بإحدى خصلات شعرها :
- لماذا يا تريشيا ؟ إنها جميلة وتشبهك , مجنونة وجامحة عندما نطلقها...
قالت كاذبة وهي تتذكر انها لم ترد إلا الاحتفاظ بالخيول التي كبرت بعد رحيلها من جرين هيلز.
- لا يوجد سبب خاص مجرد فكرة خطرت ببالي لا اريد حساء , اريد الذهاب الى النوم غداً سيكون يوما شاقا.ريحانة
سمعته يصيح بالشتائم عندما اغلقت الباب خلفها . ابتلعت نحيبها وعقدت ذراعيها اللتين كانتا ترغبان في ضمه.
***
صعدت رائحة الورود البرية عبر النافذة . كانت تريشيا جالسة في مكتب بادي بالمكتبة . كانت تتفحص وثائق خاصة بالأمهار . اعتمد دان عليها ولابد ان تبدأ في التنفيذ لكن كان واضحاً ان مواردها لم تسمح لها بأي عملية شراء . لابد ان تذهب لرؤية هاريسون رجل البنك , الله وحده يعلم كيف ستخلص نفسها من هذا الأمر!
بعد مرور عدة ساعات طرقت باب الدخول بشدة وهي ترغب في القتل , كانت تريد خنق شوك كولبي بطريقة يعجز عن وصفها ! لقد جعلت من نفسها أضحوكة : لقد طلبت سلفة ووقعت تحت رحمة هاريسون لكنها عرفت ان لديها ضعف المبلغ المطلوب في حسابها ! توجهت وهي غاضبة الى المكتبة وعزمت ان تتلقى توضيحا من شوك لدى عودته فوجئت بوجوده في المكتبة يتفحص الوثائق التي تركتها على المكتب.
- هل اودعت مالا في حسابي الخاص !
قال ساخرا:
- هل انا مستحق اللوم ؟
- كيف تجرؤ على منحي المال؟ كنت تقوم بالإيداع بشكل منتظم في اثناء فترة غيابي عن جرين هيلز , ولم تضع مبالغ زهيدة! لماذا ؟ هل بسبب الشفقة ؟ لا اريد شفقتك . لا اريد شيئا منك.

Rehana 05-02-17 10:03 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
لم يتحرك شوك لكنه تأملها باهتمام متواصل , قال لنفسه : هذا هو الوقت المناسب.
صاحت فيه :
- سأعيد لك كل شيء ولا تعاود هذا! إنها مجرد وسيلة لتهدئة ضميرك!
كانت سترحل لكنه امسكها.منتديات ليلاس
- هيا, هيا , ليس لدي أي شيء في ضميري.
ثم اضاف وهو يقبض على معصمها :
- هل ضميرك هو الذي يعذبك؟
استندت الى الحائط و ابتعدت حتى تتجنب تأثيره . قالت آمرة :
- اتركني.
- سأتركك إذا وعدتني فقط بالبقاء والإنصات إلي.
كررت قولها :
- اتركني.
نفذ طلبها , اسرعت نحو الباب لكنه لحقها واجبرها على الجلوس على الأريكة وابتسم لها .
- اسألي برقة وسأفسر لك الأمر برمته.
- لا.
قفزت على قدميها وحاولت الخروج مرة ثانية . مل شوك هذه اللعبة الصغيرة وامسكها من ذراعيها .
- حانت ساعة الحقيقة يا تريشيا , ستجلسين وتنصتين إلي.
قاومت لكنه حملها الى الأريكة , ألقت عليه نظرة باردة .
قال محتكرا إياها :
- هيا . انقذي نفسك , هذا يسليني جدا.
- إنك ... إنك ..
تهيأت للقفز ووقع الاثنان على الأرض ودهسها بوزنه الثقيل. تأوهت الفتاة , لكن مما كانت تخشاه وتحاول الهروب منه . إنها لم تستطع قتل عواطفها وادهشتها هذه الحقيقة كثيرا.
***
استسلمت تريشيا لقبلاته ومداعباته.
- تعالي معي يا تريشيا , اتركيني احبك.
تنهدت تريشسا وهي محتارة بين حبها والإحباط .ريحانة
- اتركني ارحل يا شوك ارجوك.
- الوقت متأخر , لقد سمحت لك بأن تكرهيني لأنك كنت تحتاجين إلى احد تكرهينه ولم تسمحي لنفسك بكره بادي.
صاحت :منتديات ليلاس
- لا , إنها ليست غلطته . ليس لي الحق في ان اكرهه . لقد اجبرته بطريقة ما على ان يوصي بجرين هيلز لك كما ارغمت ستان على ترك المزرعة لك.
ابتعد شوك عنها , لقد غلي الغضب في داخله. نهض ووقف حائلا بين الباب وبينها وأشار الى الاريكة .
- اجلسي , يمكننا التناقش او الصعود الى الغرفة. امامك الاختيار.
انهارت تريشيا ووضعت رأسها بين يديها.
قال :
- كنت مدينا لك بالمال الذي وضعته في حسابك , لقد تدبر بادي الأمور بهذه الطريقة . ترك لي المواشي والمباني واغلبية الأراضي.
- اعرف تماما ما تركه لك .
امرها قائلا :
- لا تقاطعيني لقد ترك لك المنزل والأرض التي تحيط به.
ثم ترقب رد فعلها : لقد ارتجفت .
- وسأثبت لك ذلك.
بسط خريطة على المائدة المنخفضة ثم قال مفسرا:
- هاهي جرين هيلز . في الشمال والجنوب يوجد الطريق الكبير. ترك بادي لك كل هذا القطاع.

Rehana 05-02-17 10:03 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
ثم اضاف وهو يشير الى البركة التي تعثرت فيها تريشيا عندما كانت طفلة:
- وهذا الجانب ايضا. وترك ايضا شريطا من الأراضي بطول النهر تمنع عني الوصول الى الماء.
شهقت تريشيا :
- لكن هذا الجزء يحتوي على كل الماء المتاح! إنه جنون ! لقد كان يهذي!
استمر شوك الذي يعطي النافذة ظهره , في تفرسها.
- لتنتظري الى حقيقة الأمر يا تريشيا , إنك لم تتركيه حتى اليوم الاخير , هل تعتقدين بصدق انه فقد رشده؟
- إذا كان بادي تصور انه يستطيع حرمان مواشيه من الماء فإنه لم يكن في كامل قواه العقلية بالتأكيد. او انه فعل هذا عن عمد.
- بالضبط , لقد فعل هذا من اجل ان يعطيك جرين هيلز.
- الأمر يبدو طبيعيا من وجهة نظرك.
قال مفسراً وقد بدا صبورا جدا :
- ادفع لك حق دخول المواشي الى الماء وهذا مايفسر وجود السندات وهكذا وفر بادي عليك الموارد للاحتفاظ بالمنزل.
تذكرت تريشيا اليوم الذي صرحت فيه لبادي ان المنزل والأراضي المحيطة به تكفيها . هل هي إذن السبب في هذه المشكلة ؟ لا , لن تسمح لشوك بدحض رأيها , إنه مخطئ.
- لكنك في الحقيقة يا شوك تمتلك المزرعة وانا لا امتلك إلا منزلاً كبيراً فارغاً.
نهضت تريشيا وهي تشعر بالإحباط. امسكها مرة اخرى . لكنها لم تقاوم , اخفضت رأسها واغمضت عينيها , اجبرها على الاستدارة نحو النافذة.
قال آمراً:
- انظري.
اكتشفت التلال الخضراء على مرمى بصرها. لقد ترك هذه الأرض الى رجل قادر على اغتنامها , الى رجل لن يتخلى عن مزرعة المواشي ولن يترك المراعي الى متعهد ليجعل منها مركزاً تجارياً.منتديات ليلاس
- وبما انه لا يمكنني اخذ كل هذا على عاتقي وانا في فلوريدا فكل هذا سيبقى حول هذا المنزل الذي تمتلكينه.منتديات ليلاس
قالت ونظراتها مليئة بالحزن:
- فهمت جيدا ما اوضحته لي لكن هذا لن يواسيني . ألا ترى ان الضرر لحق بي مما كان ينبغي انت يعود إلي؟
- تعتقدين انه لم يحبك بالقدر الكافي لأنه لم يترك لك كل شيء. اعترفي بهذا. وبما انك لا تحتملين هذه الفكرة ترين انه من الأسهل ان تعتقدي انني غدرت بك وأثرت عليه. ألا ترين يا تريشيا ان الحقيقة ليست شاقة بهذا القدر؟ لست مذنبا. وبادي كان يحبك. لقد فعل هذا من أجلك وليس ضدك . ما المؤثر في وجود الاسم على العقد؟ بالنسبة لي فإن جرين هيلز ملكك.
تركته يحتضنها وهي تعرف انه اخبرها بالحقيقة . تأملت التلال لكن الاختلاف موجود.
***
اوقفت تريشيا عظمة على قمة الربوة وتأملت البركة. لقد ارادت ان ترى إرثها عن قرب وتلمس الأرض. سمعت صوت حوافر الحصان افاق . إنه شوك الذي ابتدع فكرة النزهة هذه.
قالت هي تطأ الأرض بقدميها:
- المكان جميل هنا حقا.إنه المكان الذي كنت أحلم بتشييد منزل فيه .
ربط شوك حصانه ثم امسكها من كتفيها .
- هل تقترحين علي الإقامة هنا.
ابتسمت:
- هذا جميل جداً. أليس كذلك يا راعي البقر؟

Rehana 05-02-17 10:04 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
لم يكن شوك ينوي قط ان يبني هنا او في أي مكان آخر. لقد اخذ عهداً على نفسه بأن يمنحها الوقت للموافقة لكنه لن يتكرها تبتعد.
- إذا شيدت منزلا هنا يلزم ان اشتري الأراضي منك ويلزمني المرور على البركة . وحينذاك سأمرر مواشي . لكنني سأنسى ان ادفع لك اجرك, وعندما تتحطمين ستتوسلين إلي بأن اشتري منزلك . إنها ليس فكرة طيبة إذن.
انفجرت تريشيا في الضحك وتركت نفسها تسقط على العشب وخلعت حذاءها.
- لست حمقاء بمجرد ان يشيد المنزل يكفيك ان تحفر أباراً.
- لكن ماذا ستفعلين يا تريشيا ؟
نظر إليها بدهشة .
- سأسبح , هل ستصحبني؟
- نحن في منتصف شهر ابريل , ستتجمدين!
اقتربت منه , مررت يدها في شعره . هل هذا ماتبحث عنه؟ كان هذا هو السؤال الذي وجهته لنفسها.
امطرها شوك بسيل من القبلات واقسم ألا يدع أي شيء يبعدهما عن بعضهما البعض.
احست تريشيا انها استعادت ما فقدته. إنه ملكي وكان ملكي دائما والآن سأحتفظ بما امتلكه.


نهاية الفصل

Rehana 06-02-17 09:47 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
الفصل العاشر

سألت تريشيا :
- هل تعتقد ان روز اعدت لنا عشاء؟
- هل انت جائعة؟
قالت متذمرة :
- إنني اتضور جوعا.ريحانة
تفحصت تريشيا مشيته المضطربة وعينيه الداكنتين ووجهه الهادئ , سألته:
- هل لدي نفس هيئتك؟
قال مبتسماً:منتديات ليلاس
- كيف هذا؟
- هئية شخص متعب من الحب.
- نعم , بالفعل.
ذهب الاثنان الى المنزل, امسكت تريشيا مقبض الباب وفتحه شوك بركلة من قدمه . ملأت ضحكاتها الصالة . تسمر شوك فجأة .

Rehana 06-02-17 09:48 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
توترت تريشيا لماشعر بتوتره . نظرت الى ماينظر اليه . كان هناك ثلاثة رجال واقفين في نهاية الدهليز . كان احدهم يدعى بوكولبي.
خمنت في ظل هذا الصمت المخيم , شخصية الاثنين وهما ناتان وجارات , بدا شوك مذعورا.
تساءلت تريشيا عما يفعلونه هنا. تقدم بو الضخم, كان مرتدياً بذلة غريبة وخاتما كبيرا في خنصره الأيمن. نزع سيجارته من فمه عندما مد شوك يده إليه.
- يالها من مفاجأة يا أبي! كان يجب ان تخبرني.
احست تريشيا بأنها على حافة الهيستريا. تجاهل بو يد ابنه الممدودة وعانقه وهو يكافئه بضربات خفيفة على ظهره.منتديات ليلاس
- منذ متى وآل كولبي يتصافحون باليد؟
هل هذا هو الرجل الذي تحدث شوك عنه؟ هل يمكن ان يكون هذا الأب السعيد بالعثور على ابنه بعد سنة من الانفصال سيئا ومكاراً؟
بدا ان التوتر يتلاشى بفعل السحر. ظلت تريشيا بعيدة عندما تقدم اخوا شوك . استقبل جارات ذو الشعر الأسود والعينين الزرقاوين الغامقتين اخاه الأكبر بحماس . كان ناتان يشبه شوك مع عينيه وشعره المرمري. كان لقاؤهم هادئاً ورائعاً. لقد تصافحوا بالأيدي قبل ان يتعانقوا.
سأله بو :
- هل تقدم لنا صديقتك؟
قال شوك وهو يمسك يدها:
- تريشيا رايلي , أبي بو جارد كولبي واخواي ناتان و جارات.
- آنستي.
اطبقت يد بو الضخمة على يد تريشيا لكنه قطب حاجبيه لدى سماعه اسمها , وشعر بالخوف.
كرر قائلا:
- رايلي , ابنة باتريك رايلي؟
اكدت بحذر :
- نعم.
ماذا يعرف عن ابيها؟
- مرحباً بك في جرين هيلز يا سيد كولبي.ريحانة
رد بو بابتسامة مليئة بالتواطؤ:
- كان ينبغي على ان اخمن ان شوك دعاك للبقاء هنا. إنه أرق اولادي.
فتحت تريشيا فمها لترشده الى الحقيقة لكن شوك سبقها .
- لم أدعها, إنها في منزلها.
غطى الاضطراب عيني بو , استشاطت تريشيا غضبا.ريحانة
- اعتقد انني فهمت ان باتريك رايلي أوصى لك بمزرعته.
قال شوك ببرود :
- غير صحيح يا أبي.
قاطعته تريشيا :
- لقد ترك أبي حق استغلال المواشي لشوك يا سيد كولبي لكنه ترك لي المنزل.
رآها شوك تقطب حاجبيها وكتم ضحكته وتذكر مقابلتهما الأولى . كان سلوكها يقول : إن وجودك هنا لا يعني انك موجود في مكانك .
كانت نظرة واحدة الى بو تكفيه لأن يرى ان أباه فهم الرسالة.
قال بنبرة قاطعة :
- لك كل اعتذارتي يا سيدتي اخشى ان اخبرك اننا منحنا انفسنا حرية لا عذر لها. قلت لأبنائي ان يفرغوا حقائبنا في غرف الضيوف .منتديات ليلاس
- لا عليك يا سيد كولبي , مرحبا بك , يمكنكم البقاء , ارجوكم .
قال بو وهو يرسم ابتسامة متملقة:
- هذا كرم منك إذا مررت بتكساس فإن مزرعتي مفتوحة لك.
- شكرا. والآن بعد إذنكم لابد ان اساعد مدبرة منزلي في إعداد العشاء.
واختفت بكل وقار وهي تلعن آل كولبي.
كان العشاء محترما. تناولت تريشيا و روز نظرات التواطؤ أكثر من مرة لما شاهدا جبلا من الطعام يختفي بسرعة . لم تتذكر تريشيا لحظة واحدة توقف فيها احدهم عن الكلام على الرغم من التهامهم للطعام! .

Rehana 06-02-17 09:49 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
حكى جارات عددا من القصص وسط ضحكاتهم . لقد تخيلت تريشيا دائما الوجبات الأسرية على هذا الشكل. سأل شوك عن اخبار امه واخته وبي جي الذي بقي للعناية بالمزرعة.
كان ناتان جالسا على يسار تريشيا . كان هو الشخص الوحيد الهادئ في هذه العصابة واكثرها شباباً عمره يصل الى الخامسة والعشرين وله نفس الابتسامة غير المكترثة والنظرات الثاقبة التي يتسم بها شوك . كانت تنظر اليه فقد كانت عيناه تنتقلان من وقت لآخر من أبيه الى اخويه ورأت فيهما طموحاً شديداً مثلما اكتشفت ذلك في عيني شوك.
سأل جارات :
- هل تهتمين بالماشية يا تريشيا؟
ابتسمت واندمجت في الحوار:
- لا , ابقى مع الخيول في مرزعة وينستون.ريحانة
دهش ناتان:
- مرزعة الخال ستان؟.
- نعم.
- كنت اشتاق لرؤيتها . أتذكر انه سمح لي بالمجئ اليها حينما كنت في الثانية عشرة من عمري. قضيت بها اجمل فصل صيف في حياتي .
تذمر بو غير السعيد :
- إنه لم يسمح لك بالمجيء . لقد تسللت يا بني ونقص وزنك خمسة كيلو جرامات لأن ستان جعلك تعمل مثل المحكوم عليه بالاشغال الشاقة ليردك عن الرجوع وكسر قدمه..
قاطعه شوك بحمية:
- أبي.
قال بو بدون رقة :
- لا تنادني بـ أبي . اذكر عندما اتصل ستان بأمك ليخبرها ان ناتان موجود على أرضه ويسألها عما ينبغي ان يفلعه .
توترت تريشيا . بدأ فجأة صوت بو مشحوناً بالكراهية , ألقى شوك عليه نظرة دامية .لمحها بو وابتسم .
سأل شوك ليعيد الرقة الى الحوار:
- كيف حال العجول في هذه السنة؟
استدارت تريشيا نحو ناتان وهي تفكر.
قال ناتان بصوت منخفض:
- صحيح انه جعلني اعمل باستمرار لكن هذا لا يمنع من انني قضيت صيفاً ممتعاً.
استرخت تريشيا وابتسمت . كان واضحاً انها احبت ناتان.
- خسارة اننا لم نتقابل من قبل.ريحانة
- على ما اتذكر ان هناك من كان يقطن بالمزرعة المجاورة لكنه كان شخصاً كريهاً ويحتفظ بالحراس ليل نهار والمسدس في يده.
- نعم, كانت الحرب قد بدأت . حكوا لي ان خالك كان مجنوناً قادماً من تكساس ويسير دائماً حاملاً مسدساً في حزامه.
بحث ناتان عن سيجارة في جيبه.منتديات ليلاس
- اتذكر ايضا شخصا يعمل لدى خالي . إنه رجل طيب ذو شخصية حادة قليلاً.
- رالف بورجيس.
- نعم , هو ذا . أما زال موجوداً هنا؟
- بالتأكيد .
- لقد حبسني ذات مرة في مربط حصان فترة مابعد الظهيرة فاجأني وانا احمل براميل على حصان!
- تحمل براميل على حصان في مزرعة وبنستون ؟ إنك محظوظ لأنك خرجت حياً من هناك!
- اوووه , لكن هذا كان متعباً ومع ذلك اردت العودة مرة اخرى!
- هل يسعدك ان تصطحبني صباح الغد؟
- اتتحدثين بجدية ؟!
- حسنا, موعدنا في المطبخ في السادسة.ريحانة

Rehana 06-02-17 09:50 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
كانت تريشيا جالسة على سور المضمار وهي تمسك في يدها قطع السكر لتجذب الحصان المسمى القاهر إليها. كانت الليلة باردة وهادئة بشكل غير معقول.
بدا لها انها لم تتوقف دقيقة واحدة طوال هذه الايام الثلاثة الاخيرة . يالها من سلالة غريبة!
لكن بعد كل هذا ماذا تعرف عن الأسر؟ كانت متأكدة ان شوك يحب هذه الاسرة فقد كانت تفاجئه احيانا وهو يتفرس في اخويه بعينيه الشرهتين كما لو كان لم يستطع تأملهما بالقدر الكافي.منتديات ليلاس
لكن هناك شيء ما في هذا الحب الأسري يبدو انه يضعفهم ويجعلهم متأثرين بدلا من ان يجمعهم . لم تشعر تريشيا بالارتياح . إن بو يعرف كيف يمنع التجاوز في المشاعر عندما يبدو ان ابناءه يعرضون سلطته الى الخطر.
بدا ان جارات قد تعود على ذلك ويكتفي برفع كتفيه عندما يذكرهما بو بالنظام.
تذكرت تريشيا الوقت الذي ضيعته في تمنيها ان يكون بادي مختلفاً لكن فيم تفيد استنباطات آل كولبي إذا كان لا يمكن الاعتماد عليها؟ إن تريشيا تعرف على الأقل انه يمكنها الثقة بـ بادي.
اقترب القاهر ومدت تريشيا يدها لتقدم له السكر . جعلها فستانها الأسود الستاني غير مرئية تقريبا في الليل. لم يكن يبدو ظاهراً إلا صوت سياطها لكن صوتاً مخنوقاً لأقدام جعلها ترتجف و تتراجع.
ادرات تريشيا رأسها ورأت شوك الذي ظهر من الظلام.
- الوقت متأخر يا سيدتي. لماذا لم تعودي حتى الآن.
وجدته تريشيا وسيماً للمرة الأولى.
- لقد انجبت ساسي مهراً اصفر ولابد ان جراند كلاس ستضع مولودها الليلة.
استند شوك الى السور , احتضنها واحست بأنها تذوب.ريحانة
- هل هذا يعني انك ستبقين الليلة هنا؟
- لا اعلم , ربما.
- إنك ايضاً لم تعودي ليلة امس , إنني افتقدك يا تريشيا . احتاج إليك.
دفع نفسه نحوها .
- لا , ارجوك يا شوك.
كانت تنتحب تقريبا.
- ماذا حدث؟
امسك وجهها بين يديه.
- اخبريني . هل ضايقك احد من اسرتي؟ هل لهذا علاقة بناتان؟ لاحظت انه يقضي كل النهار معك هنا.
تنهدت وجبهتها على صدره :
- ناتان , لا , إنني احبه . إنه رائع.
- متفق معك لكن ماذا هناك إذن؟
كيف تعترف له بأنه أسرته افسدت احلامها؟ كيف تقول له إنها تشعر بأنها مسلوبة ؟ تمسكت بذراعي شوك قبل ان ايجتاحها إحساسها . فتحت يدها الممسكة بقطعة السكر واعطت الحصان إياها من فوق السور.
همست :
- تمكنت من إطعام هذا الحصان بيدي. ترى انني استطعت هذا.
- هل تعلمين انني لم أرك من قبل تفعلين هذا؟
- ماذا؟
- أتحداك , إنهم سيرحلون خلال يومين . هل يخفف هذا من ضيقك قليلاً؟
- شوك , أنا متأسفة , اعلم انك ستفتقد اخويك. وهذا مالا اتمنى حدوثه. ظننت دائما انه إذا لم تمت أمي ولم يكن لدي أخ او أخت أو أسرة حقيقة مثل اسرتك, كانت حياتي ستصبح عظيمة.
ثم قالت بصوت مرتعد:
- لكن كان لدي بادي لكن الأمر لم يكن بهذا السوء.
قال شوك لنفسه : لقد آن الأوان اخيرا.. بعد كل هذا الوقت . استسلمت للحزن حتى يمكنها من اجتيازه.
ايدها قائلا :
- لا, إنه لم يكن سيئا الى هذه الدرجة.

Rehana 06-02-17 09:51 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
وضعت رأسها على ذراعيه وقد هزها نحيبها .
- لم اعد متذكرة أي شيء يا شوك .. لا اتذكر ايضا إذا كنت قد اخبرته انني احببته.
- كان يعرف ذلك يا تريشيا , هيا , ابكي دفعة واحدة , إنني موجود هنا.
تركت السكر يسقط من يدها وانتحبت بشدة .
حملها شوك واقتادها نحو الحظيرة.
- احبك يا تريشيا.
- لم تقل لي هذا قط. كنت احتاج الى سماعها . احبك يا شوك .
لم يعد موجوداً بينهما هذا الاحباط القريب من الحماقة . إن كلمة الحب يمكن الثقة بها وتوضح اتحادهما في هذه اللحظة.
***
اختفى المضمار في ظل سحابة كثيفة . سُمع صراخ وسعال. كان ناتان ممتطياً حصاناً مدرباً قبل ذلك وتريشيا تمتطي حصانا جامحا. كان الميقاتي موضوعا في مكانه ولم يعد امامهما سوى انتظار تلاشي هذه السحابة. لقد قضى ناتان ليلة البارحة وقتا مدهشا مع مهرة , لكن سرعته وتوازنه التام لم يدهشاها , يبدو انه يمتلك الحاسة السادسة . كان كافيا بالنسبة له مثل تريشيا ان يتحاور مع الحيوانات.منتديات ليلاس
صاح رالف :
- هيا بنا , لقد تحسن الجو.
وقف الفارسان في نهاية الخط الايمن .
قالت تريشيا :
- تحكم في المهرة يا ناتان ولا تسرع . تريد ببساطة ان ترى إذا كانت ستستمر في الجري وراءك أم لا.
خفض رالف ذراعه ورحل الاثنان . كانت تريشيا تعشق الجري في هذه الرياح .
قالت تريشيا :
- إذا كان وزنك خمسة وعشرين كليو جراما لأصبحت فارساً مميزاً.
- عندما علمت ان ستان أوصى بهذه المزرعة الى شوك شعرت بالغضب والغيرة . كانت هذه الحياة تروق لي تماماً لكنني اخترت تربية المواشي وفكرت في امتلاك مكان خاص بي.
لقد اخبرها شوك ان آل كولبي لا يغادرون المنزل ابدا لكن شوك رجل وسيتبعه ناتان.
- إنني سعيد من اجلك . آمل ان تدعوني لزيارته.
- عندما ترغبين في أي وقت.
ابتسم لها .
- هل تعرف يا ناتان انني كنت سأقع في حبك إذا لم اكن قد احببت شوك.ريحانة
- حقاً؟
احمر وجهه خجلاً ثم انفجر في الضحك.
- هل ستتزوجان قريبا؟
- لا اعلم, لدينا الكثير لنتعلمه.
- لقد احسنت صنعا لماوقعت في حب شوك . إنه طيب ويمكنك الاعتماد عليه, فهو الصديق والعاشق والأخ.
قالت وهناك دمعة توشك ان تسقط :
- أعلم يا ناتان.
اعادا حصانيهما الى بود جنكينز ليعيدهما , احاط ناتان كتفيها بذراعه. وتوجها نحو الحظائر , وهناك تركها ليحزم حقائبه.منتديات ليلاس
- سافتقدك يا ناتان اعلمني باخبارك وارجع لرؤيتنا بسرعة.
***
انفتح باب المكتبة رفع شوك عينيه من على اوراقه . دخل بو وألقى نظرة على ماحوله.
قال :منتديات ليلاس
- مرحبا بكأس شراب.
كان يمضغ السيجارة . اخرج شوك زجاجة شراب وكأسين وملأ إحداهما لأبيه.

Rehana 06-02-17 09:52 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
- ألن أزعجك على الأقل يا بني ؟
كان شوك يعلم انه حتى لو ضايقه فإن بو يسخر منه.
- كلا بالتأكيد . هل لديك شيء تود قوله لي او انه مجرد حوار وداع؟
- دائما انت مرتاب, أليس كذلك؟ وعنيد . تتذكر عندما قلت لك إنك ستعود قبل سنة ؟ كان لابد لي ان اشك في انك لن تستسلم.
انتظر شوك الساكن بقية كلامه.
استطرد بو :
- كنت أسال نفسي في اغلب الاحيان عماكان سيحدث اذا لم اترك خير ابنائي يرحل.
ذكره شوك قائلا:
- لا اعتقد انني طلب منك الإذن.
- على أية حال فإن روحك الاستقلالية تقف حائلا امامنا إذا كان ينبغي علينا العمل معا.
رفع كأسه :
- لنشرب نخب عيد استقلالك الأول.منتديات ليلاس
ذهب بو للجلوس على الأريكة وبدأ ينظف اظافره بسكين.
- رحيلك اعطى اخاك افكاراً. عثر ناتان على مزرعة في شمال دلاس ويرغب في شرائها والاستقرار بها.
- هل ستتركه يرحل؟
احس شوك باضطراب في معدته . لقد عرف السبب الذي دعا والده الى السفر الى فرجينيا , رفع بو عينيه.
داعب شوك ندبته . تذكر بو , لقد فقد شوك في هذه اللعبة دون ان يتحدث عما فعله اندرسون لكن كرم شوك اليوم سيفيده.
- ماذا تريد؟
عرف شوك ان والده يستطيع تدمير ناتان . اخرج بو مجموعة اوراق من جيبه وألقى بها الى شوك . نظر كل منهما الى الآخر. ثم تفحص شوك الوثائق.
قال ملخصا :
- تريد مزرعة وينستون وجرين هيلز . من المفترض اوناوقع على هذه الأوراق والبقية تأتي , أليس كذلك؟
- بدون مساعدتي لن يعثر ناتان على المال بسهولة.
- وخصوصا إذا كنت ستعرقل مسيرته.منتديات ليلاس
- بالتأكيد لا يمكنني الضغط على كل رجال البنوك لكن ناتان لا يمتلك عزمك وسيستسلم في النهاية بعد سلسلة الاعتذرات.
نهض شوك ونظر من النافذة .
قال بو:
- ليس عليك إلا ان تحول حقوقك الخاصة برويال سي . الأمر بسيط للغاية يمكنك البقاء هنا كوكيل . لقد اعددت العقد. ستتحرر من إدارتك . لن اتدخل ابداً. لن يتغير أي شيء سوى الاسم في العقد. وسأعمل على ان يشتري ناتان مزرعته.
تذكر شوك وعده لتريشيا :جرين هيلو ملكها الخاص. هل صدقته ؟ استدار نحو ابيه.
- اولاً لست مالكاً لجرين هيلز . ليس لي إلا حق الانتفاع بها, وكل اسطولك من موثقي العقود والمحامين لن يتمكنوا من فعل أي شيء , لقد تعلمت الدرس.
ثم اضاف بابتسامة انتصار:
- استدعيت موثق بادي منذ اليوم التالي لوصولك .
تذمر بو ألقى السكين على المائدة المنخفضة.
- لن تتحسن يا ولدي. ألم تكن قادراً على إقناع هذا العجوز الميت ؟ ألم تدر كيف تحظى بالمنزل والمواشي والأراضي كما فعلت مع العجوز ستان؟ ألم تعرفه إلا بصعوبة ؟ لقد فحصت بنفسي إيصالات الهاتف في السنوات العشر الاخيرة عن طريق بي جي وهذا الوغد نفسه عينك الوصي العام . كيف لم تصل الى نفس النتيجة مع رايلي؟
احتوى شوك غضبه في صمت. نهض بو وهو يتنهد كما لو كان سيبدو رحيما.

Rehana 06-02-17 09:53 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
- اسمع , وقع على الأقل عقد مزرعة وينستون وسأقبل مساعدة ناتان.
قال شوك بابتسامة باردة:
- لم أعد امتلك المزرعة.
تمتم بو:منتديات ليلاس
- ماذا قلت؟
- اظن انك فهمت جيداً. لم اعد امتلكها . لقد تنازلت عنها إلى تريشيا رايلي.
- أمنحتها إياها ؟
- بالضبط . قمنا بنوع من التبادل.
- احمق! أبله! لا يوجد أي فرد من آل كولبي في تكساس تخطر بباله فكرة التنازل عن أراضيه.
لكن آل كولب في فرجينيا لا يهتمون بها.
مشى بو بخطوات سريعة نحو الباب وفتحه بخشونة.منتديات ليلاس
- الأرض هي القوة يا بني . السلطة . ستتذكر حتى موتك إن أمسكت حرية أخيك بين يديك . وتركت هذه السلطة تفلت من بين يديك!
- من فضلك اترك ناتان يرحل إذا كان يتمنى هذا. لن يفيدك في شيء إذا شعر بالضغينة نحوك.
- ابداً, لن اتركه طوال حياتي . اما أنت فإنك لن تنسى هذا اليوم ابداً طوال حياتك.


نهاية الفصل

Rehana 07-02-17 09:59 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
الفصل الحادي عشر

لطفت الرياح الجنوبية نظارة الليل . قاوم الربيع مجيء الصيف المبكر .
ايقظت اولى طلقات الرعد تريشيا . اعتدلت وقلبها ينبض . لقد شعرت بالخوف منذ اسابيع احست ان هناك شيئا ما لا يسير على مايرام. شعرت بتهديد خفي يوشك ان يفترسها مثل العاصفة الجامحة.
كانت حجرة شوك مظلمة . كانت النار في المدفأة شبة ميتة. كان مكانه بجانبها فارغاً. ادرات رأسها و رأته امام النافذة يتأمل المطر الذي يتخبط بزجاج النوافذ. كان مرتدياً ملابسه كما لو قد قرر ان ينهض وغير فكرته بعد ذلك.منتديات ليلاس
كشف لها وميض البرق عن وجهه القلق. احست تريشيا بالخوف يجتاحها : إنها ستفقده . كان الهجوم يزداد ضراوة كل يوم . لقد ماتت امها مبكراً جدا حتى إنها شعرت بالحزن . لم يكن بادي موجوداً دائماً وقد توقعت موته . المزرعة ...

Rehana 07-02-17 10:07 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
إنها لم تمتلكها قط . لكن فقدان شوك بهذه الطريقة قاس عليها. لقد بدأ هذا منذ اسابيع . في ذلك اليوم الذي رحلت فيه اسرته. لم يعد يتحدث معها وهي تجهل ما يخيفه. كانت تعرف ان بو كولبي مسؤول عن هذا الوضع لكنها لا تعرف ما حقيقته.
نادته بهدوء:منتديات ليلاس
-شوك.
لم يتحرك الرجل. كان يتجاهلها مثلما حدث في الايام السابقة .
بدا الغضب في صوتها .
- لا يمكنك الاستمرار على هذه الحالة . لن اسمح بحدوثه.
قال بنبرة مضطربة:
- لا يمكنك فعل أي شيء.منتديات ليلاس
- لن اوافق.
تركت السرير وعبرت الغرفة واحتضنته:
- لا اريد ان افقدك.
اغمض شوك عينيه وهو سعيد بحضنها. اجتاحته عاطفته الممزوجة بالكبرياء . امرأته , منزلها وحياتها , ثم اتعبه الغضب والاستئثار, يالها من نار تلك التي سيقع فيها على حساب حرية ناتان.
تخلص من ذراعيها ودفعها برقة ورأى المعاناة في عينيها.
قال واعداً إياها :
- لن تفقديني . لكن لابد لك ان تتركيني اتدبر هذا الأمر بنفسي. صدقيني تريشيا , فهذا افضل لنا.
همست بسخط:
- اتعتقد هذا ؟! كيف يمكنني الثقة بك؟ صدقتك مرة واخذت ارضي وقتلت حصاني!
تراجع وقد لمعت عيناه.منتديات ليلاس
- منذ متى وانت تحتفظين بهذا داخلك؟
- منذ وقت طويل , طويل جدا.
حطمه الألم كثيرا. لكنه لم يجد أي حجة.
- اعتقد انني سددت ديني بخصوص حصانك.
ثم مد يده اليها بلفافة الأوراق التي اخذها من على مكتبه.
- وصلت هذه الأوراق اليوم ولابد انها سترضيك.
بما انها لم تتحرك . ألأقى بالأوراق التي سقطت على الأرض. لملمتها وبدأت تقرؤها في ظل النور الخفيف. كانت الصفحة الأولى عبارة عن تنازل:
أقر أنا الموقع أدناه اشوك كولبي انني اتنازل عن حقوقي في إرث باتريك رايلي على تنقل ملكيتها الى تريشيا ريلي.
همست بدهشة:
- لا افهم شيئا.
- جرين هيلز ملك لك كلها.
اشعل سيجارة ثم حطمها في طفاية.منتديات ليلاس
- كل هذه اللغة القانونية ضرورية لإبداء حق الانتفاع. إذا كان الهدف من ورائها الهبة فقد يكفي التوقيع فقط لكي يعود كل شيء إليك , لكن كان يلزمني ان اقنع لامبرت انك لن تهملي المزرعة. لم يعد متبقيا إلا توقيعك حتى يصبح كل شيء صحيحا من الناحية القانونية.
- لماذا فعلت هذا؟
- يمكنك توجيه الشكر الى أبي.
كررت قائلة :
- ابوك على أي شيء ينبغي ان اشكره ؟ على هذا البرود البادي في عينيك وفي قلبك؟ على صمتك؟ لقد تسبب في ندبتك هذه. أليس كذلك؟ إنك تلمسها في كل مرة نتكلم عنه فيها. وتهرب مني , لماذا ؟ ماذا فعل؟
- لا أود التحدث عن هذا.
- أرى هذا . كان ينبغي علي الثقة بك لكن العكس غير صحيح.ريحانة
القت الأوراق في النار, ثم قالت :
- لا اريدها.
توهجت النار وفني كل شيء. اقترب منها وهو دهش.
- لا تريدينها؟ ماذا يعني هذا؟

Rehana 07-02-17 10:13 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
- أعني ماقلته تماما: لا اريدها !
امسكها من كتفيها بغضب وهزها . صاح فيها قائلا:
- لكن لسنا وحدنا المعنيين بهذا . ناتان دخل في القضية ! ليس لجرين هيلز او انت او أنا ! ناتان !
ادرك انه يؤلمها بمسكته وتركها.
تنهدت قائلة :
- ناتان , كيف هذا؟
قال متذمراً:
- هذه ليست مشكلتك يا تريشيا.
قالت ساخرة:
- كيف حكمت عليها هكذا؟ أتعتقد انه لا يمكنني الحزن عليه مثلما احزن عليك؟ ألا تعتقد انني احسست بالتعاطف معه طوال هذه الايام التي قضيتها معه؟ الأمر يخصني وإذا كان لديه متاعب فإنني اريد معرفتها.ريحانة
قال شوك بخشونة:
- لن يمكنه الحصول على مزرعته. في اليوم الذي رحل فيه أبي اراد ان أوقع له على عقد تنازل عن جرين هيلز و رويال سي . إما ان يكون الأمر هكذا او انه سيتدبر امره بأن يمنع أي بنك في تكساس من الموافقة على إعطاء ناتان أي سلفة لكن للأسف فأنا لا امتلك المزرعتين.
- إذا كان يمكنك التوقيع فهل كنت ستوافق؟
- لا أعلم, ربما. ماذا تعني الأراضي مقابل حرية رجل؟
افزعهما رنين الهاتف . رفع شوك السماعة.
قال :
- إنه من اجلك بورجيس.
امسكت تريشيا الهاتف وتابعت شوك الذي غادر الغرفة بنظراتها المحبطة.
- نعم رالف.
- ستضع سيكمورا مهرتها.
اغمضت عينيها ولم تشعر بالاهتمام الشديد.منتديات ليلاس
- إنها اللحظة المتوقعة , أليس كذلك؟
- بلى, لكن لا يوجد احد هنا.
- هل اتصلت بويكوف؟
- نعم لكنه رحل في أمر عاجل.
- وجريفت؟
- اتصلت به منذ عشرين دقيقة لكنني لم اعثر عليه. هناك واحد ولكنه لن يستطيع الوصول قبل ساعة على الأقل وهذا هو الوقت الذي يلزمنا تقريبا. علينا ان نتدبر امرنا.
- حسنا . إنني قادمة.
اسرعت نحو حجرتها لترتدي ملابسها . اخذت ورقة من درجها ونزلت السلم مسرعة. عثرت على شوك في المكتبة وهو يمسك كأس الشراب في يده. ألقى عليها نظرة عابرة.
- هل ستخرجين ؟
قالت وهي تتقدم لتضع الورقة على المكتب:
- امسك . اعط ناتان هذه.
سألها بوضوح :
- ماهذا؟
- حجة ملكية المزرعة.
- إنك تمزحين دون شك.
- هل يبدو علي انني امزح ؟
ارتدت قفازيها دون ان تتوقف عن تفرسه.
كان شوك يغلي من الغضب. يبدو انه لا توجد حدود لخيانة ابيه. لقد جاء الدور الآن على تريشيا.
- لا يمكنك التخلص منها بهذا الشكل.
- ألم تقل لي . إنه إذا كانت جرين هيلز في حوزتك لكنت قد تنازلت عنها؟ حسنا, استلمت مزرعة وينستون وانا اوقع من أجل التنازل عنها.
- إنني لا اتكلم عن الشكل القانوني, لا يمكنك .. التنازل عن هذه المزرعة بهذه البساطة.

Rehana 07-02-17 10:15 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
- لماذا؟
قال وهو يضرب بقبضته على المكتب:
- لأن....
قالت وهي تتجه نحو الباب:
- إنه سبب رائع حقا. إنها مزرعتي ويمكنني ان افعل بها ما أشاء. عندما يمتلكها ناتان سيفعل بها مايريده.
- تريشيا! اقدر كثيرا رغبتك في مساعدة ناتان لكن ليس لك أي علاقة بمشاكل آل كولبي.
- غير متفقة معك . إن مشكلتي الكبرى هي احد افراد آل كولبي . أنت . اما بخصوص المزرعة فإنني اعتقد انه طبيعي ان تعود الى احد اقارب وينستون . أنت وأنا يمكننا الحصول على عمل من اجل ناتان لكن هذا مالايتمناه . إنه يريد مكانا خاصا به. إنني افهمه واشعر بنفس إحساسه. إنه لا يبحث عن و ظيفة يا شوك, إنه يبحث عن منزل . المزرعة ليست منزلي الحقيقي يا شوك. منزلي هنا بالقرب منك . ريحانة
إنه لم يسمع شيئا إلا صوت إغلاق الباب.
***
كان الجو حاراً ورطباً في الإصطبل . دخل شوك اليه دون ان ينتبه . اختلطت التنهدات الثقيلة للفرس التي ستلد مع صوت المطر على السطح. كان رالف بورجيس جالساً على عنق الفرس ويمنعها من النهوض. امسكت ترييشا الجالسة على الكلأ السلسلة المربوطة بقدم المهر المولود وكان توم ترافيس ابن دان يمسك القدم الأخرى . حاولا بلا جدوى ان يديرا الحيوان الصغير.
استرخى المهر مع تنهيدة عميقة . خفضت تريشيا ذراعيها جففت جبهتها بكمها.
اكتشفت وجود شوك امامها حينذاك . تفرسا في بعضهما البعض لحظة وتذكرا لحظاتهما الماضية في نفس المكان.
قال توم مرة ثانية:
- تريشيا اجذبي..
جذبت تريشيا بكل قوتها, تخلصت ساقا المهر. لقد مرت المرحلة الصعبة. سينتهي كل شيء في غضون عدة دقائق لكن الوقت بدا طويلا.
قال توم :
- إنه مهر ويبدو قوياً.
بدأت تريشيا تضحك واستندت الى الحائط. سارت الأم ووليدها على أقدامهما.
استدارت تريشيا نحو شوك والابتسامة تعلو شفتيها لكنه كان قد اجتاز الباب. ألقى نظرة على سيكمورا , ثم على البندول . كانت الساعة تشير الى الثانية عشرة بالضبط.
قالت وهي تتأمل الوليد القوي:
- منتصف الليل سنسميه منتصف الليل.
غسلت يديها وجففت وجهها , ثم ارتدت قبعتها وخرجت. لقد توقفت الامطار. وكان الهواء هادئاً وصافياً . توجهت نحو اصطبل القاهر . كان الفرس يغدو ويروح في هدوء.
قالت لشوك:منتديات ليلاس
- جعلته عصبيا.
- نحن متعادلان إذن. هو ايضا جعلني عصبيا.
اخرجت السكر من جيبها واستندت الى السور.
- هيا, لا تخش شيئاً يا بني. انت ولد رائع.
أتى القاهر لتناول السكر من يدها ثم مد رقبته للمداعبة قبل ان يختفي في ظلمة الليل بسرعة.منتديات ليلاس
همس شوك :
- اريد ان اشنق نفسي قلت إنك ستجعلينه يأكل من يدك ونجحت في ذلك!
-الأمر ليس صعباً , هناك جموح..
احمر وجه شوك خجلاً واخفض رأسه.
- لا اعرف إذا كان ينبغي علي ّ ان اقبلك او اعتذر لك. عملت كثيراً ولابد انك مجهدة.

Rehana 07-02-17 10:16 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
- عفوا , قبلني ثم تعال معي...
قبلها قبلة طويلة.
- انا متأسف يا تريشيا على هذه الليلة وعلى كل هذه المرات التي ابتعدت فيها عنك. لكنني أعلم ماشعرت به عندما اصبح بادي جافاً. لم أرد ان اعذبك.
- هذه الاعتذارات مقبولة تماما. هل ستصطحبني.؟
- اريدك اولاً ان تفكري في موضوع ناتان , لا تتصرفي هكذا.منتديات ليلاس
- لست في احتياج الى التفكير. إنه سينجح تماما في المزرعة. لديه حدس فطري بالخيول , ثم إننا لا يمكننا التخلي عنه.
- لكنه عملك يا تريشيا . اتريدين حقا التنازل عنها.
- إنني لن افقدها ولن يحملها ناتان تحت ذراعيه الى فلوريدا.
- إنني مقتنع بهذا.
- علاوة على ان هذا العمل لا يناسب النساء الحوامل.
- حامل؟ هل انت حامل يا تريشيا؟
شعر بالصدمة لكنها لمحت شرارة فرحة في عينيه. كانت سعيدة لذلك لأنها قد خشيت ان تعطيها خبرتها بالأسرة بعض التشدد.
- لا, لكنني آمل ان تعالج هذا بنفسك.
- تأملين؟
- لابد ان ننجب وريثا لجرين هيلز , أليس كذلك؟
- موافق على اقتراحك.
دفعته بتذمر مبالغ فيه.ريحانة
- ستطلب مني في البداية يدي للزواج, أليس كذلك؟
- هل هذا ضروري؟
- اعتقد هذا!
- هل تريدين الزواج بي يا سيدتي الجميلة؟
- نعم , آه نعم.
ألقت ذراعيها حول عنقه:
- تعلم انني احبك.
- نعم , أعلم.
عندما رفع رأسه داعبت تريشيا ندبته.
قال وهو ينظر في عينيها:
- لقد تسبب فيها شقراء . سميتها السيدة الجيملة.
قالت بحركة تراجع:
- أفضل ألا اعرف.
- لكن , بلى . اسمعي. منذ ان بدأت تطرحين علي الأسئلة... كانت مهرة و ...
سألت وهي دهشة:
- لا أفاق و قاهر حصانان لكنها .. مهرة متوحشة. كان عمري وقتئذ سبعة عشر عاماً. اول مرة رأيتها فيها كانت تعدو في أعلى الربوة . كان فستانها بلون النار. كانت جامحة . خافت لدى رؤيتي وهربت.منتديات ليلاس
قالت تريشيا :
- اعرف هذا الشعور.
- اقتفيت أثرها عدة ايام وانا اسير ضد الريح حتى تعتاد رائحتي. عندما تعرفت على مكانها ظللت ساكنا وتركتها تنظر إلي. امتطيت افاق في اليوم الأخير للحاق بها. وحاصرتها في شعب جبلي . ظلت تتخبط رويال سي . سبقنا الموظفون وعندما وصلت كان أبي و بي جي منتظرين , لقد ارادها بي جي في الحال . قرر والدي ضرورة ان نمتطيها . سيكسبها من يبقى على ظهرها فترة طويلة.
- لكنها ملكك . انت من اقتادها.
- بو لا ينظر للأمور هكذا. سواء برية او غير ذلك فإنها موجودة على أرضه واصبحت ملكه. إذا اردت الاحتفاظ بها فليس علي سوى ان أكون أقوى من بي جي في الأول وبقي على ظهرها اثنتي عشرة ثانية . كان يجب علي ان ابقى ثلاثة عشرة ثانية حتى نهاية صفارة بو . كنت معتاداً سباق الروديو .

Rehana 07-02-17 10:17 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
كنت أعلم ان وقتي مضى لكن لن يكن هناك أي صفارة . بقيت خمس عشرة ثانية او ثماني عشرة .
لم يعد في إمكاني اكثر من ذلك , عندما سمعت الصفارة اخيرا تركت نفسي اسقط. ركلتني المهرة بقدميها قبل ان ينقذني الرجال . علمت فيما بعد ان احد العمال هو الذي اطلق صفيرا وليس بو وتم طرده في اليوم التالي.منتديات ليلاس
- لكن لماذا ؟ لماذا اراد ان يكسبها بي جي؟
- هذا ليس له علاقة بي جي , لقد اراد إعطائي درساً. لا تثق ابداً في أي شخص حتى لو كان أباك. درساً لآل كولبي.
- والسيدة الجميلة ؟ كيف اصبحت؟
- إنها ملكي لكنني لم امتطها في عملي مع المواشي. إنها تعشق الجري في الريح على التلال. إنني اشعر بالحرية معها. اصطحبتها ليلة رحيلي الى المكان الذي جلبته منه وتركتها ترحل. لم ارد قط أي شيء عنيف قبل رؤية هذه المهرة. حتى اليوم الذي رأيتك فيه عندما وصلت جرين هيلز يا سيدتي الجميلة .منتديات ليلاس
- لكنك لن تتركني ارحل أليس كذلك؟
- كلا, فعلتها مرة وقد قتلتني هذه الشهور الأربعة. لن يحدث هذا ابداً؟
امسك يدها وتشبثت به .. تشبثت بالرجل الذي احبها والذي سيساندها الى الأبد .
قالت:منتديات ليلاس
- لنعد الى المنزل.


تمت

اسيره الذكريات 11-02-17 02:49 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
روايه رائعه شكرا لكم

دمعه نسيان 25-03-17 04:15 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
الروايه جميله جدا من احلي
الروايات شكرا علي المجهود
الكبير موفقين ان شاالله

ساشا علي 11-04-17 10:13 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
تسلم الايادي...... رواية روعة

paatee 31-12-17 02:30 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
تسلم الانامل ياعسل ننتظر جديدك واختيارك

زهرة الفلامنجو 03-01-18 03:48 PM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
رواية ممتعة شكرا لكي

سيريناد 18-03-19 01:22 AM

رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
 
thankssss for you


الساعة الآن 03:41 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية