منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 507 - الحب او لا شيء - ناتالي فوكس - قلوب عبير - دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t203221.html)

Rehana 12-12-16 07:18 PM

رد: 507 - الحب او لا شيء - ناتالي فوكس - قلوب عبير - دار النحاس (الفصل الاول)
 
جالا في الممرات المبردة بفعل الشلالات والتي كانت بين الفينة والاخرى تنفجر في البرك. فيتريث الناس امامها للمحادثة والاستراحة. منتديات ليلاس
جلسا الى جانب البحيرة وراقبا مراكب الفايكينغ الطويلة تتسابق على طول المياه الراكدة من البحيرة الاصطناعي. ومع هبوط الظلام عادا الى ازدحام وحركة المعرض ومن ثم الى سفيل القديمة حيث تناولا العشاء على ضوء الشموع في مطعم صغير وهما يراقبان الناس من حولهما.
مرة اخرى عاد فرناندو بها في ساعات الصباح الأولى الى الفندق, واخذها بين ذراعيه وعانقها بقوة. وتجاوبت مع عناقه وهي تلف ذراعيها بأحكام حول عنقه.منتديات ليلاس
همس في اذنها " عزيزتي " وانتظرت روث بتلهف الكلمات التي تمنت ان تسمعها , التي كانت تعني شيئا لها , بأنه بحاجة اليها , واضاف " هل انت سعيدة يا عزيزتي ؟"
اومأت روث برأسها وهي تبتسم فقبل فرناندو أرنبة أنفها . همس "غداً سيكون اسعد"
كان اليوم التالي مختلفاً , شعرت روث بذلك منذ اللحظة التي جاء فيها لاصطحابها من الفندق. ومرة اخرى توجها الى جناح كارتوجا في المعرض تأكدت روث الآن وبينما كانا جالسين مواجهين بعضهما البعض عند الطاولة المظللة مع رائحة الياسمين الفواحة, بأنه من المستحيل الاستمرار أكثر من ذلك.ريحانة
احضر الخادم لهما شراباً بارداً وقبل ان يتناول فرنادو شيئاً منه , اخذ يشبك يده بيدها .
قال بهدوء" " احبك " اشتعلت عيناه بما قاله, وتسارعت ضربات قلبها الى ملأت هذه الضربات اذنيها.ريحانة
شبكت يده مبتسمة في وجهه وقالت بهمس" اعرف"
قال مبتسماً " تعرفين ؟ وكيف تعرفين ؟"
شعت عيناها بالسعادة حين قالت " يجب ان يكون هذا "
ردد الكلام بنعومة " نعم , يجب ان يكون هذا"
شكلت روث الكلام ببطء في قلبها . كلمات اعتقدت بأنها لن تنطق بها لرجل آخر. الغريب ان الأمر كان سهلاً لأنه كان باكمله صادقاً. لم تفكر بما قد يحمل المستقبل القريب, لأن الحاضر كان عالماً مختلفاً قالت بدفء" أنا احبك ايضا"
تناولا شرابهما مبتسمان فرحان فتناهى الى سمعها من البعيد اصوات حركة المرور في اتجاههما . لم تعد لديهما اية رغبة الآن في ماقد يقدمه المعرض لهما. إنهما لبعضهما البعض وهذا الشعور ملأ قلبيهما بهجة.منتديات ليلاس
مامن حاجة لشيء يقال , ولا خطط للشروع بها . انتهيا من شرابهما ونهضا. فأسرع فرناندو ليقطف زهرتي من الياسمين الفواح وداعب بهما ذقنها ثم انحنى ليقبلها على وجنتها.
كانت روث لا تزال تمسك بيدها وبإحكام على زهرتي الياسمين , عندها اعادها فرناندو الى الفندق وودعها على امل لقائهما مجدداً في اليوم التالي.
كانت الايام القليلة تمر بعاصفة من الحب الكبير. تمنت روث ألا تنتهي هذه الايام لكن كأن شيئا في داخلها كان يقول لها ان عليها ان تضع حداً لهذا كله .

Rehana 12-12-16 07:19 PM

رد: 507 - الحب او لا شيء - ناتالي فوكس - قلوب عبير - دار النحاس (الفصل الاول)
 
علاقتها مع فرناندو غيرت كل شيء. لحسن الحظ ستيف كان مهتماً بماريا لويزا , الحسناء , كي لا يؤنبها ضميرها. لأنها اهملت عملها , في بعض الأوقات كان لفرناندو بعض الضغوطات العملية لمزاولتها . عندها تجمع فكرها للعمل والقيام ببعض الاتصالات المهمة للوكالة , لكن اسعد اوقاتها , هو الوقت الذي تقضيه مع من تحب.
زيارتهما الى المعرض اصبحت أقل تردداً , اصبح اهتمام فرناندو الآن ان يعرفها الى الأماكن الهادئة في سفيل نفسها. زارا المعبد القديم وتأملاه بخشوع جالا في الحدائق والجنائن واطعما الحمام الابيض في ساحة اميركا. منتديات ليلاس
كانت السعادة تغمرهما وهما يتجاذبان الاحاديث حول طاولة في مطعم يتناولان اجود انواع الطعام.
في بعض الايام وعندما يكون جو المدينة مزعجاً وخانقاً, كانا يذهبان الى الريف الاندلسي الى أعلى التلال حيث الهواء المنعش والنقي. كان سكان القرى يرحبون بهما اجمل ترحيب وكانا يتوقفان احياناً ليرويا عطشهما بالمرطبات او بالمياه المعدنية .
سألت روث " هل ماجوركا تشبه هذه الأرياف؟" وكانا جالسين تحت شجرة مظللة, وهي تشعر بالحرارة والتعب بعد ان قطعا صعوداً الشوراع الضيقة من القرية للعثور على مسلك قطيع الماعز الذي قد يرشدهما الى منحدر التل وبالتالي الى بستان زيتون منعزل.
قال وهو يضمها بذراعيه " إنها اكثر اخضراراً وبرودة كما انها اجمل الف مرة وسوف ترينها بنفسك في يوم من الأيام"
هل توافقه؟ تساءلت وهو ينقلها الى عالمه المميز. وكأن ضميرها انذرها بأنها سوف تعود قريبا الى عالمها الحقيقي. ولكن وككل مرة كان حب فرناندو يتغلب عليها وعلى كل شيء مجهول يتراءى لها . لقد كان عالمها الحقيقي. ريحانة
هتفت روث" آه, يافرناندو , هذا بديع!"
" هل تمانعين؟"
حدقت روث بالجناح في فندقه بدهشة. كانت الغرفة ممتلئة بورود القرنفل باللوانين الأبيض والزهري. وملأت الغرفة بالأريج الطيب. وكان على الطاولة في الشرفة شمعدان من الفضة والبلور والشموع تحترق بوهن مع دفءالمساء.
كانت ليلتهما الاخيرة . ونظرت روث الى فرناندو وهمست " هذا ممتاز " لكم كانت كرهت الامر فيما لو امضيا ساعاتهما الاخيرة في مطعم يعج بالناس. لكن لا , من المستحيل ان تكون النهاية . لم يتكلما قط عن المستقبل وما قد يؤول اليه امرهما وماقد يحدث بعد ان تنتهي اعمالهما . ولكن عليهما ذلك, لأن حباً من هذا النوع يجب ألا ينتهي بهذا الشكل.
تناولا اطيب ما قدمه البحر من ثمار , والدجاج بصلصة اللوز, وفي حماية ضوء القمر حيث كانت حياة الليل في سفيل تعج بالحركة , وكانت ليلة كانشودة مخملية .
احست روث بارتعاش في صدرها بينما كان فرناندو يمسك بيدها , وتسارعت الخفقات في قلب روث , انهما متحابان ومن المستحيل ان تكون النهاية..ريحانة

Rehana 12-12-16 07:20 PM

رد: 507 - الحب او لا شيء - ناتالي فوكس - قلوب عبير - دار النحاس (الفصل الاول)
 
" ابقي معي, ولا تعودي الى بريطانيا " همس فرناندو بذلك وهو يقص خصلة من الشعر الأسود اللامع حول اصابعه واردف" اريد ان آخذك الى مسقط رأسي, إلى ماجوركا لتكوني في حياتي الى الأبد"
عضت روث شفتها وهي تحيط عنقه بذراعيها ثم دفنت رأسها على كتفه. وحاربت روث بيأس استرسال دموعها, إنه يريدها وهي تريده. لكن , لم تستطع التركيز بأفكارها , إنها حائرة , لقد حدث هذا كله بسرعة, في منتهى السرعة.
قالت له بهمس " احبك, يا فرناندو , عليك ان تصدق ذلك"
احست به متوتراً الى جانبها, لكن كان هذا كاف لتعرف مايجول في رأسه من افكار, ارادت ان تشرح له بأنهما في حاجة الى مزيد من الوقت , ولكن بالطبع لم يكن هناك من وقت , ولا حتى قريب.ريحلنة
" إنني ملتزمة بمهام مع شريكي" قالتها بهدوء وهي تناضل في داخلها من اجل كل كلمة تريد شرحها او توضيحها. إنها لا تستطيع ترك ستيف في هذا الوقت الحرج يعد كل الذي قاما به سوياً لاتمام هذا العمل.
قال بانزعاج " هل فعلاً عائد لشريكك أم أنك خائفة من الأخفاق مجدداً؟"
لم تستطع النظر اليه. لقد اطلعته على كل ماكان , من فسخ خطوبتها , وكم حرجت في اعماقها من جراء ذلك وكم هي تشعر بالحذر بعد تلك العلاقة . لكنها منحت نفسها بعض التفكير خلال الوقت الذي امضته مع فرناندو . لقد ملأ قلبها بأمل وحل جديد وبعد , إنها تحترق بالشكوك الآن.منتديات ليلاس
إن فرناندو يحبها وسوف يرشدها الى الطريق الصحيح , وسيقوم بالقرارات عنها. لم تكن تعلم كيف سيقوم بهذا, لكنها كانت متأكدة من ذلك.


نهاية الفصل الاول

Rehana 13-12-16 11:52 AM

رد: 507 - الحب او لا شيء - ناتالي فوكس - قلوب عبير - دار النحاس (الفصل الثاني)
 
الفصل الثاني

جلست روث قرب ستيف شاحبة الوجه كالشمع في انتظار اقلاع الطائرة. جلس ستيف صامتاً مثلها تماماً لكن صمتها كان يلفه الشقاء و الألم فلم تسأله عما به او لماذا هو صامتاً ايضاً.
كانت تتوقع قدوم فرناندو الى المطار يحمل الورود الحمراء ويمطرها بأعذب الوعود. ولكن, هل فقدت عقلها ؟ لقد كانت علاقة عابرة , وانتهت لا اكثر ولا اقل.
اغمضت روث عينيها بضغط شديد عليهما, وهي تبلع ريقها بمرارة بينما كانت الطائرة ترتفع في الاجواء . لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد , لأن فرناندو سيرا يحبها وسيلحق بها, ولن يجعلها تخرج من حياته الى الأبد وبهذه السهولة. لقد ترددت معه كثيراً ولكن من غير الممكن ان يأخذ ترددها بمثابة رفض . سوف يفكر بهذا الأمر ملياً ويفهم مرادها وعندها سيلحق بها.
تحركت روث بملل وهي ممددة على اريكة في شرفة شقة بالما. وتأكدت الآن , وبعد مضي عام كامل, من ان ترددها كان افدح خطأ ارتكبته في حياتها. كان عليها البقاء مع فرناندو , وكان عليها ان تكون شديدة الثقة بنفسها وبه . عذرها الوحيد ان ذاك الأمر حدث بسرعة فائقة . إنها عاصفة هوجاء اطاحت بذلك الحب الرائع منذ ولادته في معرض سفيل في جنوب اسبانبا.منتديات ليلاس
كانت تتساءل احياناً , خلال السنة التي ولت , فيما اذا كان الامر مختلفاً. إذا ذكر فاناندو فكرة الزواج منها. لكنه , لم يوضح بشيء وقتها, لقد طلب منها فقط البقاء معه, وهذا بعيد كل البعد عن أي وعد مملوس و قاطع. وتساءلت فيما لو كانت هي السبب الذي ابعده عنها بقولها له كل شيء عن خطوبتها السابقة وعن حذرها الشديد ازاء حب جديد قد يطرأ. وهكذا كان, لقد اخترق عالمها محدثاً تغييراً ملحوظاً بكل ماكانت تعتقد وتؤمن به. كانت حذرة قبلاً, اما الآن فهي شديدة الشك والارتياب من مفهوم العلاقات العاطفية برمتها. لم يكن هناك اي رجل يشغل افكارها و احاسيسها من تعرفها الى فرناندو, وحتماً لن يكون الأخير . والآن اصبح عملها اكثر اهمية لها من أي وقت آخر.ريحانةمنتديات ليلاس
ارتعشت روث وهي مازالت في جلستها على الشرفة من قطرات ماء صغيرة تقع على ذراعها. للحظات انعشها هذا الواقع واخذها الى دنيا الاحلام, وتراءى لها وهي تفتح عينيها ان فرناندو مقبل اليها بقامته المديدة , وهما في جزيرة ماجوركا , مسقط رأس فرناندو .. وليس ستيف. مع ذلك, تأوهت وهي تطرف بعينيها الزرقاوين بتكاسل نحو شريكها .. هذا مابقي لها من دنيا الاحلام.
تفوهت بتهكم " أليس لدي حق بأن امتع نفسي؟"
"حقا" قالها بانزعاج , وهو يضع قطعة من الثلج في كأس شراب بارد ثم يقدمه لها.
استوت روث في أريكتها بعد مرور نحو ساعة , تعرض نفسها لأشعة الشمس وهي تفكر . من دون وعي لو كان فرناندو سيرا حقيقة متيم بها لما كان تركها بهذه السهولة .

Rehana 13-12-16 11:52 AM

رد: 507 - الحب او لا شيء - ناتالي فوكس - قلوب عبير - دار النحاس (الفصل الثاني)
 
افكارها الآن مع ستيف. ياللحب المكسين , انه اشقر البشرة وليس في استطاعته احتمال اشعة الشمس كثيراً وماجوركا هذه المرة اكثر حرارة من أي فصل مضى, هذا بالنسبة اليه. لقد زار ماجوركا قبلاً اما روث فكانت تزورها للمرة الأولى . ابتسمت لستيف بينما كان يجلس الى طاولة من الخيزران , متأكداً من انه تحت الخيمة الشديدة الاخضرار التي تتوج الشرفة , دون ان يتعرض لأشعة الشمس المتوهجة.
نظر اليها وهو يقرب رزمة من الأوراق نحوها وتمتم " لا اعلم لماذا ترتدين كل اللهو والمتعة في هذه الرحلات . تعرضين نفسك الى اشعة الشمس من اجل الحصول على اللون النحاسي بينما سبق وحصلت على بعض منه في العام الفائت. ألم يحذرك احد من مخاطر التعرض الزائد لأشعة الشمس ؟"
ابتسمت روث في داخلها. لأن التطرق الى سفيل كان كفيلاً في ايقاظ همسة صغيرة في قلبها , وهذا تقدم عظيم . فمنذ اشهر احست ان عملية القلب المفتوح ستكون العلاج الوحيد لمعاناتها.ريحانة
قالت روث ممازحة " نعم, انت , غالباً كاذب وغيور. من المؤكد انك تعيش جحيماً مع كائن بشري لا يعرف له حال واستقرار"
قال ستيف بحرقة " حسن, حسن , انت تحبين تعذيب نفسك لكن لا تقولي اني لم احذرك , فمع بلوغك سن الثلاثين سيصبح جلد بشرتك مثل حقيبة مدرستي القديمة "
اجابته " إذاً , سأقلق بشأن هذا عند بلوغي سن الثلاثين"
قالتها روث وهي تصلح من شأنهما ثم افلتت شعرها الاسود اللامع من عقدة حريرية واخذت توزعه بحرية حول كتفيها . ثم تقدمت من ستيف مع كأسها . قبلت قمة رأسه قبل ان تجلس الى جانبه . لو كان الرجال كلهم مثل ستيف لطفاء وغير معقدين لكانت الحياة ممتعة عندها.
رشفت روث قليلاً من كأسها وحدقت بستيف الذي كان منهمكاً بالمشروع الأخير, آه هدية من أكبر شركات الكومبيوتر في بريطانيا , وهو ينص على منح بائعيهم رحلات سخية الى ماجوريكا , وذلك لارتفاع نسبة المبيعات لديهم بشكل هائل.
انهما معاً في هذه الجزيرة البديعة من اجل وضع المخططات اللازمة لتلك المجموعة, الاتفاق مع مركز خدمات السياح, شركات الطيران, الفنادق الفخمة, يبذلان قصارى جهدهما لتقديم الأفضل للزبائن وبأفضل الاسعار , وبالطبع مع تمضية وقت جيد وممتع . لقد كانا متفقين في الرأي على انه ان لم تستطع اسعاد نفسك في الوقت الذي تدير فيه عملك, فما الهدف من تسيير عمل منحهما القدر الكبير من الحرية في السفر؟ بطريقة ما , هذه الحكمة تلاشت منذ عودتهما من سفيل, لكن أياً منهما لم يأت على ذكرها. منتديات ليلاس
اقترحت روث يتكاسل" اظن أنه من الواجب علينا القيام بعمل جدي أكثر "ومدت ساقيها من تحت الطاولة محدقة الى البعيد نحو الخليج الأزرق من بالما بمراكبه ويخوته المنتشرة على جوانبه, والى كثرة المنازل و الفنادق الفخمة . ذلك السهل الواسع الذي امتدت على جانبيه اشجار النخيل وقلعة بلفير المميزة وكأنها شرفة لذلك الخليج . فاختلجت روث بتأثر لهذا المنظر البديع .


الساعة الآن 02:24 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية