منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   حبات مطر من غيمة الشتاء | بقلمي مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/t202507.html)

غيمة كبرياء 24-09-16 07:44 PM

رد: حبات مطر من غيمة الشتاء | بقلمي .
 
عُذراً على الانقطاع و الآن سأكمل الرواية إلى نهايتها *

غيمة كبرياء 24-09-16 07:47 PM

رد: حبات مطر من غيمة الشتاء | بقلمي .
 
بسم الله ،
لا تشغلكم عن الصلاة و ذكر الله .


الغيمة الرابعة :
حبة المطر الثالثة :


ليتوقف [ مُراد ] عن الجري حين اتصلت به أمه ، لتصدمهُ بصوتها المصدوم البائس ، بِـ : الحق ، اختك ماتت .
ليصمتَ [ مُراد ] فترةً بعدها يرد بِـ: وين انتوا ؟
تعطيهِ أمه اسم المشفى ، فنزل من الرصيفِ ، ليوقف سيّارة أجرة و يذهب إلى هناك ، و [ سوزان ] وراءهُ و هي لا تعلم أصلاً ما الذي يحدث من حولها لكنها موقنة أن مكروهاً قد أصاب أحداً و تعتقد أنها [ رشا ] .. لتقول : شصاير ؟ .. جاوبني !
ليجيب [ مراد ] : رشا .. رشا ماتت .
اتسعت عيّنا [ سوزان ] لتقوم بفعل حركتها المعتادة إعادة شعرها للوراء بواسطةِ أصابعها النحيلة : سوّاها .. سوّاها الكلب ! .
ليرد [ مُراد ] : رح نتأخر ، ما وقف لنا أحد !
لترد عليهِ [ سوزان ] : خلينا نرجع للبيت و ناخذ سيارتك ، ما في حل غير هذا ! .
أيَّد [ مُراد ] قرار [ سوزان ] ليعوداً جرياً كما قَدِما إلى هنا ! .. و بعد أن وصلا للبيت و توجهها للمشفى ، ذهبا لقسمِ الطوارئ فرأوا [ أمهم ، حور ، ميّادة ، أحمد ، والدهم ] كانت دموعِ الأم تنحدر و بجانبها [ حور ] التي لم تكن أقل منها حالاً ، و [ ميّادة ] و [ أحمد ] الواقفانِ بجانب بعضهما و الحزن و البؤس يملأُ وجهيهما ! ، و الوالدُ كان واقفاً أيضاً و بدا الحزن مرسوماً على وجهه ، بعدهما بدقائق وصل [ مراد ] برفقة [ فراس ] ، ليُصدم [ مُراد ] بمرارةِ الواقع ، كانت الثوانِي و الدقائق تسيرُ ببطئ كَـبطئ سير السلاحف ، كان الجميع بالكادِ يصبر ، كانوا يدعون بدواخلهم أن لا يصيبَ [ رشا ] أي مكروه ! ، مرّت الثواني و الساعات .. نظرت [ سوزان ] لِساعتها و كان العقربُ الصغير يشيرُ للرقم 10 و الكبير لِـ الرقم 11 .. تبقّت 5 دقائق و يكتملُ على وجودهِم هنا ساعتين ! .. كان [ مُراد ] بارداً ، هادئ الملامحَ من ظاهره ، و لكنّ باطنه عكس ذلك تماماً ، فهناك براكين تتفجر بداخله ، و حالهُ مُشابهٌ لِحال [ ميّادة ، أحمد ، مُراد الآخر ، سوزان و والدها ] ، بعكسِ [ حور ] و خالتها اللائي لم يكن باستطاعتهن تحملُ هذا و كبته في دواخلهن ! ، بعد لحظاتٍ فقط خرجَ الطبيب حينها ، فمن كان جالساً وقف على رجليه و لو لم يكن بمقدوره ! و من كان متكئاً ، قوّم نفسه ، الجميع عيونهم مرتكزة عليهِ و هي تحملُ أمنيةً واحدة أن تكون [ رشا ] بخير ، وضعَ الطبيبُ يدهُ على والدِ [ رشا ] و هو الأقرب إليه ، ليقول : أنا آسف ، لم نتمكن من انقاذها .. نزلت كلماته كالصاعقةِ على آذانِ الجميع ، فتغايرتُ ردات الفعل ، فهمنهم من انهارَ في مكانه و منهم من جَمَد و لم يستطع الحركة و منهم من انسحب بهدوء ليتعامل مع حزنهِ كما يشاء بعيداً عن الأحزان .
و في الوقتِ الذي كان من المُفترضِ أن يعود فيه الجميعُ أدراجهم ، فمراسمُ الدفن ستكون غداً ، أوقفت إحدى الممرضات [ سوزان ] التي كانت تُخفي دموعها محاولةً كبح نفسها كي لا يراها أحد ، حين قالت لها : ميّادة ؟
لم تتكلف [ سوزان ] بسألها لماذا و كيف عرفتِ و غيرها من الأسئلة ، فقط أشرت على [ ميّادة ] ، و همَّت بالرحيل فهذا لا يعنيها .
فابتعدتُ الممرضةُ و برفقتها [ ميّادة ] لتقفا في أحد الزوايا ، قالت الممرضة : انتِ ميادة ؟
حركت [ ميادة ] رأسها بِالإيجاب .
لتقول لها : كانت المريضةُ تتمتمُ بكلماتٍ غريبةٍ و منها اسمكِ .
ظلَّت [ ميادة ] في صدمة ، كيف و متى قامت [ رشا ] بذلك ! و لكن الأهم الآن ما الذي أرادت [ رشا ] أن تقولهُ لها .. أردفت الممرضة : هذا فقط ما أردت اخباركِ إياه ، و هذا رقمُ الطبيب فهو على معرفةٍ أكبر بالكلمات .. حدَّثيهِ في أي وقت .
رحلت [ الممرضة ] و ظلَّت [ ميَادة ] غارقةً في بحر تعجبها و استغرابها ، ما الذي يحصلُ من حولها ! ، ظلَّت تتفحص الزوايا العُليا للجدران لتتأكد أنها ليست ممثلةً في دراما ! أو ضحيةً لأحد الكاميرات الخفيّة .

،

بعد اسبوع :

منذُ أن أُعلن موت [ رشا ] و [ مُراد ] بهذه الحالة ، لا يخرج ، لا يتحدث ، مكتئبٌ و يحبسُ نفسه في تلكَ الغُرفةِ و يبكي على الأطلال ! ، كان يتذكر الماضي من أول يومٍ جمعه بِـ [ رشا ] حتى آخر يومٍ ! .. كان يريدُ الانتحارَ و اللحاق بها ، نعم .. كان يريدُ التخلص من حياته ، لكن دخول [ فراس ] المُفاجئ أثناهُ عن قرارهِ حين قال : لا تقتل نفسك .. يعني انت تتوقع لو كانت [ رشا ] بيننا بهالوقت رح ترضى تشوفك كذا ؟
ظلَّ [ مُراد ] صامتاً و لم يُجب بأيَةِ كلمة ، ليصرخَ عليهِ [ فراس ] : جاوبني !
ليقولَ له [ مُراد ] باقتضاب : لا .
رد [ فراس ] : عيل كون نفس ما المفروض انك تكون ! ، أنا ما أقول لك انسى ، لأنني اعرف انك ما رح تنسى بيوم و ليلة ! .
صمتَ [ فراس ] بعدها أردف : اليوم رح نرجع .. تجهَّز .

في ذاتِ الوقت في الجانب الآخر من المدينة ، كانت [ حور ] و خالتها قد تجهزتا للعودةِ للوطن أيضاً .. فقد قالت [ أم مُراد ] لزوجها بعبارةٍ صريحة أنها لم تكن لتأتي لولا حالةً ابنتها المستعصية و الآن قد رحلت ابنتها و رحل كل شيءٍ معها لذا سترحل هي الأخرى ، و لكن [ مُراد ] ابنها سيظل هنا ، و هي لم تمانع ، كونهُ قد خرجَ بإرادتهِ أيضاً من قبل .

في ذاتِ الوقت أيضاً ، و لكن في مكانٍ مُختلف ، عادت لِـ [ أحمد ] ذكرى مُشابهةٌ لـما حصل لِـ [ مُراد ] أيضاً ، فقبل 5 أو 6 سنوات أحبَّ [ أحمد ] أيضاً ابنةً من بناتِ جيلهِ و لكنها اختفت فجأة ، في ذلك الوقت لم يكن [ أحمد ] ليبدلها بأخرى ، فقد انتظرها لسنتين اثنتين ، حتى يعرف فيما بعد أنها قد كذبت عليه و كانت تستغله ، لا أكثر و لا أقل ! ، و الأمر المثير للاشمئزاز أنها رأته في [ أمريكا ] لتطلبَ منهُ العودة ! ، ليجيبها بالرفض .

،

بعد أيام .. بنيوزلندا ، حيث ُ يمكث [ مُراد ] و اخته [ سوزان ] و والدهما ، كانا [ مُراد ، سوزان ] جالسان في الفناء كعادتهما في آخر الأيام يلومانِ نفسيهما و يقطعهما الندم على ما حصل لِـ [ رشا ] ، فهما يُلقيان كاملَ المسؤوليةِ على نفسيهما ، حين جاءت الخادمة تقول لهما أن والدهما يريدهما .. الاثنانِ معاً .. و كالعادةِ في مثل هذه المواقف ظلَّا يتذكران ما فعلاهُ في آخر الأيام ، و لكن لا شيء سيء .. حينما وصلا ، وضعَ [ مراد ] يدهُ على الباب ، يطرقها بعدها دخل هو و [ سوزان ] وراءه ، ليريا والدهما يعطيهما ظهره ، و ما إن دخلا حتى التفَ لجهتهما و قال :
90.2s و 50.20M .
اتسعت مقلتي [ سوزان ] و [ مُراد ] أيضاً حين سمعا اسماءهما الوهمية من فمِ والدهِما ، ليردف والدهما بنبرةٍ غضب و صوته عالٍ : هو هذا الي قدرتوا تسووه ؟ داخلين عصابات ؟ ما حصلتوا شي ثاني تسووه ؟ .. لا و بعد الشيخة سوزان داخله و عمرها 17 و الأستاذ الثاني 22 .. مجانين انتوا ؟
ليصرخَ عليهم أكثر : مجانين ؟ .. شفتوا شاللي صار باختكم ؟
ردّ [ مُراد ] بوقاحة لم يكن يحق له التحدث بها مع والده : انت المفروض آخر واحد تتكلم و تحاسبنا .. ما انت بعد هجرتنا عشان صفقة مخدرات توّرطت فيها ؟ أنا أعرف انك تورطت فيها و أساساً ما كان لك دخل فيها ، بس بعدها انجبرت تشتغل كم سنة مع العصابات لحد ما لقيت فرصة و شردت منهم ! .. ترا وضعنا نفس وضعك ، احنا ما رحنا نركض لهم .. سحبونا لعندهم نفس ما سحبوك .
ظلَّ [ الأب ] يرمق [ مُراد ] بنظرات استغرابٍ و غضب في آنٍ واحد .. لتردف [ سوزان ] على كلام أخيها : هددونا فيك ! .. لو ما دخلنا كنت انت رح تنقتل ! .. و لنا سنة طالعين من كل هذا ، بس همه رح يظلوا ورانا لحد مَ نموت ! .
أجابَ الوالد ببرود : تجهّزوا لتطلعوا من هنا بأقرب وقت .. و خذوا معكم ربعكم الـ2 .
ما إن أنهى جملته حتى مد لهم بيده صورةً ، كانت صورة تجمع [ مُراد و اخته ، ميادة ، أحمد ] و عليها علامةُ كتلكَ العلامة التي تظهر حين تصوّب على أحدهم باستخدام بندقية أو ما شابهها من أسلحة .

،،

بـــــــــــــــعـــــــــد ســــــــــــــــــــنــــــــة :

طوالَ هذهِ السنة التي مرَّت ، حاول الجميعُ مُساعدةَ [ مُراد ] و تخفيفِ الألم الذي يحس به ، صحيح أنهُ ليسَ الوحيدَ الذي يعاني و جميعهم أيضاً لكنهم يعلمون أنهُ لطالما أحبَّ [ رشا ] ، و كم كان سعيداً حين خطبها ، و كم كُسِر حين ألغت [ رشا ] تلكَ الخطوبة بسبب السحر الذي أُصيبت بِه ، و ما زادَ الطينَ بلةً هو فِقدانُ [ رشا ] لذاكرتها ، ليمضي [ مُراد ] طوال هذهِ السنة مُنعزلاً .. منطوياً ، بعيداً حتى عن أقربِ الناس إليه ، فلقد كانت كمية القهر التي تملأ قلبهُ لا يُحسد عليها أبداً ! ، و في ذاتِ الوقت استطاع والد [ رشا ] إخراج [ سوزان ] و [ مُراد ] و إرجاعِهما إلى أرض الوطنِ لمنزل والدةِ [ رشا ] التي في البدايةِ تعاملت معهما برسميةٍ كونهما قد عاشا في كنفِ والدهِما ! ، و لكنَّ مع الأيام قد حنَّ قلبها عليهما ، خصوصاً على [ سوزان ] تلك التي عاشت بدون أمٍ و أخوة ، و في ذاتِ الوقتِ فقد انسجمت [ حور ] مع [ سوزان ] في وقتٍ قصير .. و أيضاً قد بذل [ مُراد ] أقصى جُهدهِ ليكون صالحاً و أن يعوَّض أمهُ عن تلك الأيام ، و أما بالنسبةِ لِـ [ أحمد ] و [ ميّادة ] اللذان هما أبناءُ خالةٍ و أخوة من الرضاعةِ فقد ذهبوا لِـ أمريكا كونهما يملكانِ أقارباً من طرفِ والدتهم هناك ، و في ذاتِ الوقت فقد كانا يريدان إكمال تعليمهما ! ، فحب التعليم يجري في عُروقهما ! ، و في ذاتِ الوقت فأحمد يهربُ من شيءٍ ما بهذهِ الدراسة .

،

في منزلِ [ مُراد ] الكبيرِ ، كان جالساً في مرسمهِ الخاص ، يحاولُ رسمَ صورةٍ لِـ [ رشا ] باستخدامِ آخر ذكرياتٍ له ُ معها ، فهو إلى الآن لم يعلم أن [ رشا ] قبل أن تموت كانت متوجهةً إليه ، قطعت أمهُ حبلَ أفكارهِ حين دخلت ، لتقول : مُراد !
ليلتفت إليها دون أيَّةِ كلمة ، لِتردف : مُراد .. حالتك كذا ما عاجبتني ، أنا تفهمت وضعك و سكتت عنك هالسنة و السنتين الي قبلها ..
صمتت لِتكملَ بنبرةٍ حانيةٍ مكسورةٍ من الحزن : مُراد يا ولدي ، اطلع من هذا القفص إلي دخلت فيه .. أنا عندي حل و ما رح أرضى عليك طول حياتي لو رفضت ! .
و لأولِ مرةٍ ينطقُ [ مُراد ] منذ أن دخلت أمه : ويش ؟
لِتقول له : تزوج ! .. قلت لك ما رح أرضى عليك لو رفضت .
ليقول لها بنبرةٍ بائسة كسيرة : أوكيه ! .
فهو لا يريدُ أن يخسر أمهُ مثلما خسِر [ رشا ] من قبل ! .


،
لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنتُ من الظالمين .
اللهم صلِّ على محمد ،
| لا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي | .
أنتظر ردودكم و توقعاتكم فلا تفصلنا عن النهايةِ سوى بضعِ حباتِ مطر .
+|| حبَّة المطر القادمة ستكون يوم الثلاثاء أو الأربعاء و بإذن الله أن تكون طويلة و مُرضية .

غيمة كبرياء 24-09-16 07:50 PM

رد: حبات مطر من غيمة الشتاء | بقلمي .
 
بسم الله ،
لا تشغلكم عن الصلاة و ذكر الله .


الغيمة الرابعة :
حبة المطر الرابعة :
| قبل الأخيرة | .


لِتقول له : تزوج ! .. قلت لك ما رح أرضى عليك لو رفضت .
ليقول لها بنبرةٍ بائسة كسيرة : أوكيه ! .
فهو لا يريدُ أن يخسر أمهُ مثلما خسِر [ رشا ] من قبل ! .
لِيردف بعد موافقته : بس أول شي بروح بهذي الـثلاثة أسابيع أمريكا ! .
لتظهرَ علاماتُ الضيق على وجهِ أمه ، ليردف قبل أن ترفض : بعدها انتِ سوي إلي قلتيه ما رح أعترض .
لتبتسم له و تقول : أوكيه بس ظلّ أسبوع واحد ما ثلاثة .
ليحرك رأسهُ موافقاً بيأس ! بعدها خرج [ مُراد ] من مرسمهِ عائداً إلى غرفته ، ليبحث عن هاتفهِ و يخبر أحمد أنه سيأتي بعد يومين على الأغلب ! .

،

بعد أيـام و أخيراً بعد أن وصل [ مُراد ] إلى أمريكا ، التقى بِـ [ أحمد ] بما أنهما سيعيشان معاً و هذا ما استغربه [ مُراد ] ، ليقول : عيل وين ميّادة ؟!
لِيرد [ أحمد ] : من لما جينا و هي عايشة مع بنت خالتي .
حرك [ مُراد ] رأسه بِـ الإيجاب بمعنى أنه فهم ، ليخرجا خارجَ المطار و يتوجهانِ لِسيارة سوداء َ مركونةٍ في مواقفِ المطار ، و بعد أن صعدا ، قال [ أحمد ] : سيّارة ميّادة ! .
ليبتسم [ مُراد ] : و أخيراً حصلت الرخصة .
ليبتسم [ أحمد ] في ذاتِ الوقت : محصلة رقم قياسي في الرسوب في اختبار السواقـة ! .
و مضى الوقت و [ أحمد ] يحاول فتح مواضيعٍ شتى لِـ [ مُراد ] ، و [ مراد ] بالفعل قد تفاعل مع [ أحمد ] ! ، فهو يحاول تناسي موضوع زواجهِ شبه الإجباري ، لِيقف [ أحمد ] فجأةً على جانبِ الطريق ، ليسأله [ مُراد ] بِقلق : أحمد شفيك ؟
ليجيب [ أحمد ] بابتسامةٍ كعادته حتى و لو كان في وسطِ آلامه ! : صار لي صداع فجأة ! ، بس ثواني و يروح .
ليقول له [ مُراد ] : أول مرة ؟
ليحرك أحمد رأسه بِـالنفي و يردف بالقول : بس عادي ، هذا لأني صرت ما أنام زين بآخر فترة .
نظر إليه [ مُراد ] بشك : متأكد ؟
أحمد : أيوا .
نزع [ مُراد ] حزتمه و قال قبل أن يفتح الباب : انزل ، أنا بسوق .
ليتبادلا الأماكن ليزور عقل [ مُراد ] طيف [ رشا ] فجأةً و هي تناديهِ بِـ " الشوفير ! " ليبتسم و يشعرَ بالحزنِ في وقت واحد ، و يدعو في جوفهِ لها بالرحمة و المغفرة ، [ مُراد ] يعلم أنه لا يجب أن ينسى [ رشا ] و لكن في ذات الوقت عليهِ إخفاء حُزنهِ و كبح نفسهِ عن إظهار هذا الحزن أمام من هم قريبون منه ! ، فطوالَ هذهِ السنةِ بعد وفاةِ [ رشا ] قد أتعب و أقلق كل من حوله و بالأخص والديه و أخاه ! و في ذاتِ الوقت [ أحمد ] و [ ميّادة ] اللذين بالرغم من بعدهما المكاني عنه إلا أنهما حوله بقلوبهما ! ، في الحقيقة [ مُراد ] يشكر الله دائماً لأنهُ رزقه أصدقاء بنكهةٍ أخوية كهؤلاء الاثنان ، بعدها بدقائق أوقف [ مُراد ] السيارةَ في أحد المواقف لينزلا لمكان سكنهما و طبعاً كان ذلك بعد أن تلقى تعليماتِ [ أحمد ] .. و بعد أن دخلا للشقةِ التي سيعيشان فيها ، ذهب [ مُراد ] ليأخذ قسطاً من الراحة ، في حين أن [ أحمد ] الذي قطَّع الصُداع رأسه جلسَ على الأريكةِ البنيةِ اللون و هو يمكسه بكلتا يديه ، محاولاً تخفيفه .. فقط بعد نصف ساعة اختفى الألم تدريجياً ! .

،

في اليومِ التالي ، في الخليج ِ ، في أحد المستشفيات كانا [ مُراد ] و [ سوزان ] قد خرجا للتو ، و توّجها للسيارةِ ، لتجلس [ سوزان ] على مقعدِ السائق و [ مُراد ] في مقعد الراكب الأمامي ، فهي لن تسمح لِـ [ مُراد ] بالقيادة ، ابتسم [ مُراد ] و هو يقول في داخلهِ أن [ سوزان ] لم تترك هذهِ الخِصلة التي أكتسبتها بسبب عملها في العصابة و هي الأمر و النهي ! ، لِتقول لهُ بعد أن حرّكت السيارةَ و دخلت في الشارعِ العام : عشرين مرة صرت قايلة لك ، لا تكثر من هَـ الحبوب ، أصلاً المفروض ما تقرب صوبها أبد .
لِيقول [ مُراد ] : ما بيدي هالشي ! .
ليصمت قليلاً بعدها يردف و هو يبتسم ابتسامةً بسيطة : تعرفي ؟ بصراحة أنا أحسدك لأنك قدرتِ تتخلي عن الحبوب المنومة بأسبوع بس ! .
لترد عليهِ [ سوزان ] التي كانت تنظر ً للأمام : لأنني تعودت من صغري أحل مشاكلي بشكل واقعي و ابتعد عن هَـ الأشياء .. صح الإحساس بالذنب مقطعنا و الأرق يزورنا كل ليلة ، بس الحل ما الحبوب المنومة .
لتصمت لبرهةٍ بعدها تردفُ : و انت صار خلاص لازم توّدع هَالحبوب تدريجياً ، و أعتقد كلام الدكتور واضح ! .
ليقول لها [ مُراد ] بيأس : إن شاء الله .
ففي الحقيقةِ ظلَّ [ مُراد ] و [ سوزان ] حاملين مسؤوليةَ وفاةِ [ رشا ] لِفترةٍ طويلة لينتهي بهما المطاف بالأرق و الأحلام المزعجة ! ، و مع ذلك فقد تخلت عنها [ سوزان ] بحلولِ أسبوعين بعكس [ مُراد ] الذي لم يستطيع التخلي عنها ! .

،

في ذاتِ الوقت في أمريكا ،
[ مُراد ] يُراقبُ الشوارعَ و البنايات و السيارات و الأشجار من النافذة بِملل ، ففي هذا الوقت [ أحمد ] في الجامعة و [ ميّادة ] كذلك و هو لا يعرفُ أحداً آخر ، زارهُ طيف [ رشا ] من جديد ليبتسم و يقول في داخلهِ أنهما لو تزوّجها قبل ثلاثةِ سنوات ، لكان الآن ربما لديهما طفل يثبت حبهما ! .. نفض [ مُراد ] رأسه من تلك الأفكار ، ففي كل الأحوال ستتغير حياتهُ بعد أسبوع ، فهو في الحقيقةِ لا يريدُ أن يتزوج بطريقةٍ تقليدية ، و في ذاتِ الوقت لا يريد العيش مع انسانةٍ لا يحبها و لو فقط أن أمه إذا أرادت فرض قرارها عليهِ ، عليها هي أيضاً أن تجد لهُ شابةً تُشبه [ رشا ] ، هو وحدهُ لا يدري كيف تجدُها و لكنهُ اذا لم يرتبط بِـ [ رشا ] ، فلا بأس بواحدةٍ تشبهها بما أن النتيجة واحدة و هي الارتباط بأخرى .. نفض [ مُراد ] رأسه مرة أخرى من هذهِ الأفكار التي لا طائل منها ، ليقرر الخروج و الذهابَ لأي مكان ، و ما إن خرجَ من المبنى حتى اصطدمَ بفتاةٍ لِتقولَ له : ما تشوف انت ؟
ليستغرب لكونها حدثته بِالعربية ، و لكنه لا يعطيها بالاً فقط ينصرفُ من أمامها ، فهو لا مِزاج له .. لِمثل هذهِ الأمور التافهة ! ، و ظلَّ عـلى هذهِ الحال يرى أطياف [ رشا ] أكثر من أي وقتٍ مضى ، حتى يعود للمكان الذي يسكن فيهِ و حين وقف أمامَ الباب ليدخل للشقة ، التفت لليمين بعد سماعِ صوتِ ارتطامٍ بالأرض ، ليرى أنها تلك الفتاةُ التي اصطدمَ بها أوقعت بعض الأكياس على الأرض ، ليدير المفتاح و ينزل مقبض الباب و يدخل ، ففي الحقيقةِ قد نال منهُ الملل ! ، لكنهُ قد سيزولُ بعد ساعة تقريباً لأن [ أحمد ] أخبرهُ أنهما سيخرجان و في نفس الوقت ستأتي [ ميّادة ] ، لذا فقد حاول [ مُراد ] كسر ذلك الملل ببرنامجٍ تلفزيوني .. و بعد ساعةٍ و بضع دقائق قد عاد أحمد و خرجا لمكانٍ قريب ، ليلتقيا بعدها بِـ [ ميّادة ] و التي كانت بصحبتها فتاة ببشرةٍ بيضاء و شعرٍ بنيٍ شبهِ فاتح ! ، و حين أمعن [ مُراد ] النظر عرف انها تلكَ الفتاة المجنونة التي صدمتهُ سابقاً ، و هي نفسَ الشيء لِتقول له : انت ؟
لينظر إليها بنظرةِ استخفاف دون أن يرد عليها ! ، ليقول له أحمد : بنت خالتي .. ميرا !
لتنظرَ [ ميرا ] لِـ أحمد و تقول : هو هذا مُراد الي تتكلموا عنه ؟
حرَّك [ أحمد ] رأسهُ بالإيجابِ ، و لم يتكلم [ مُراد ] أو [ ميرا ] عن تلكَ الحادثة التي حدثت ظهر اليوم ، و في ذاتِ الوقت كان [ مُراد ] يتسائل بداخلهِ بضيق ما الذي أدخل هذهِ الشابة المجنونة و غير الناضجة لحياته ! ، ليمضي الجميعُ الوقتَ فالتحدث في الكثير من المواضيع بما أنهم لم يلتقوا منذ فترةٍ طويلة ، ليصلوا عند الخبر الذي صدم [ ميّادة ] و [ أحمد ] ، حين قال [ مُراد ] : أمي تبغى تزوجني ، و ما رح ترضى علي لو قلت لا فقلت لها أوكيه ! .
ليتبادلا [ مُراد ] و [ أحمد ] بعض النظرات بعدها تقول [ ميّادة ] : و الحل ؟
ليرد عليها [ مُراد ] : ما أعرف ! ، تراني قلت لها هـ الثلاثة أسابيع بروح أمريكا بعدها سوي إلي براسك .
ليقول [ أحمد ] بابتسامة : رح يكون كل شي بخير لذاك الوقت .. صدقني ! .
لينظر إليه [ مُراد ] بِـ "نص عين " : إن شاء الله ! .
لتقول [ ميّادة ] : هي هالجملة إلي الأهل يستخدموها غلط " ما رح أرضى عليك " .
لتسودَ لحظةُ صمتٍ على الجميع ، لتكسرهُ [ ميّادة ] لتقول بنبرةِ قلق : أحمد شوف الساعة ورانا بحوث .
لتقف و تردف بِـ: أشوفكم .
قالتها و هي تقصد [ ميرا ] و [ مُراد ] فـ [ أحمد ] قد ذهبَ معها ، ليبقيا الاثنان وحدهما ، ففي الحقيقةِ قد تناسى [ مُراد ] وجودها ! .
لتقول هي : بسألك ، ليش ما تبغى تتزوج يعني ؟!
نظرَ إليها [ مُراد ] بنظرةٍ بعدها يقول : يهمك ؟
في الحقيقةِ في هذا الوقت بالذات تذكر أنه كان يحدث [ رشا ] هكذا بعد أن رآها للمرة ِ الثانيةِ مع [ ميّادة ] لِيردف بعد أن تتكلم [ ميرا ] : أقصد و لا شي مهم ! .. لا تهتمي ! .
قال لها هذا ، فهو لا يريد حكايةَ قصةِ حياتها لها ! ، و في ذات الوقت عدَّل أسلوبهُ معها لأنها ذكرته بِـ [ رشا ] ،
ميرا : أوكيه ! ، عندك جنسية أمريكية ؟!
ليقول لها [ مُراد ] مُتفادياً سؤالها الأحمق ! : أنتِ عمرك كم ؟ ، ما تحسي سوالفك طفولية ؟
لتضحك [ ميرا ] و تقول : 26 ! .
تعجَّب [ مُراد ] من هذهِ الفتاةِ المجنونة فبعد أن حادثها بهذا الأسلوب لا تزال تضحك ، و في ذاتِ الوقت تخبره عن عمرها و حسب ما سمع فالنساء يكرهن سؤالاً كهذا ! .. و لكنها حين قالت 26 تذكر [ مراد ] أن [ رشا ] أيضاً من المفترضِ أن يكونَ عمرها هذهِ السنةَ 26 ، و في ذاتِ الوقت يريد [ مُراد ] قتل [ ميادة ] و [ أحمد ] اللذين تركاهُ مع هذهِ الفتاةِ المجنونة لوحده ! ، فمعظم أحاديثها غبية ! .. قطع حبلَ أفكاره صوت أغنيةٍ ألمانية ! ، ليتعجب أكثر من أمرِ هذه الفتاة التي جعلت نغمة رنين هاتفها أغنية ألمانية ، و حين ردَّت أيضاً تحدثت بالألمانية ! و بعد أن انتهت من المكالمة قالت : لا تستغرب ، أتكلم ألماني لأني كنت عايشه بالنمسا .. أصلاً جنسيتي نمساوية ! .
ليهز رأسهُ بِـ الإيجاب ، فهو أصلاً لم يسألها لتحكي لهً قصةَ حياتها هذهِ ! ، في الحقيقةِ لا يدري [ مُراد ] أنها هذهِ المجنونةَ تحمل كميةً كبيرة من البراءة ! ، لِتقول له فجأة : انت الي ما اعرف من اسمك شوف أي واحد أحـلى ؟
لتمد هاتفها بِاتجاهِ [ مُراد ] و تريهِ صورتين لدفترين اثنين ، لينظر إليها [ مُراد ] و يفتحُ عينيهِ حين رأى دفتراً رمادياً بزخارف بيضاء ، مطابقة تماماً لألوان مذكرة ِ [ رشا ] فقط شكل الزخارفِ مختلف ، ليشجع [ ميرا ] عليه دون أيَّ تردد .
لِتقولَ له بابتسامةٍ : هذا عشان أكتب فيه قصة حياتي ! .
ليبادلها [ مُراد ] بابتسامةٍ : يمكن رح تحتاجي هالذكريات بيوم من الأيام .
لِيردف و هو يضحك : طلع فيك عقل عـيل ! .
لتضحك هي أيضاً : أيوا ، عيل شتحسب انت ؟
لا يدري [ مُراد ] لماذا تأقلم مع هذهِ الفتاةِ بسرعه ، ربما لأن بها شبهاً من [ رشا ] في بعضِ الأشياء ، صحيح أن شكلها مختلفٌ عن [ رشا ] فقط لون شعرها هو المشابه له ! ، ليبتسم [ مُراد ] و هو يظنُ أن القدر أعطاهُ [ رشا ] أخرى جديدة بشكل آخرٍ و بجنسية أخرى ! .. و هذا الذي كان يريدهُ هو ! ، فتاةً تشبه [ رشا ] تلكَ التي سيظل يحبها مع أنهُ في نفسِ الوقت يقول ُ أن هذهِ الفتاة شبه مجنونة ! .

،

بعد أربعةِ أيام ! ..
في الحقيقةِ كسر [ مُراد ] ملله في الأربعةِ الأيام الراحلة بصحبةِ تلكَ الشابة المجنونة [ ميرا ] ، فكَّر [ مُراد ] بأنه قد يحاول اقناعَ والدتهِ بزواجهِ من هذهِ الفتاةِ بدلاً من أن يتزوج فتاةً لا يعرفها ، و لكنهُ في ذاتِ الوقت غير مُقتنع بالزواجِ منها ! ، فهو يجدُ فيها الكثير من الأشياءِ التي تمنعهُ من ذلك ، ففي الحقيقةِ أن عقلها أصغرُ من عمرها ، و من يراها يعطيها عمر الـسابعةَ عشر بسبب هذا العقل الطفولي و غير المبالي ، لذا فقد قرر [ مُراد ] الآن أنه لن يتزوجَ هذهِ الشابةَ أبداً ، ففي الحقيقةِ صحيحٌ أنها تشبهُ [ رشا ] في بعضِ الأشياءِ ، و لكنه لا يستطيع تقبلها .. ضحك [ مُراد ] باستخفافٍ على نفسهِ فمن أصلاً عرض عليهِ الزواجَ منها ! .. قطعَ حبلَ أفكارهِ صوت هاتفهِ ، رفعهُ من على الطاولةِ و هو يقرأ على الواجهة اسم " فراس " ، ليجيب عليه و لم يكد يتحدث إلا أن أتاه صوتُ [ فراس ] فرحاً : رح أتزوجها .
ليقولَ [ مُراد ] : من هي هذي الي رح تتزوجها ؟
ليرد [ فراس ] : حُووووووووووووووور .
قال [ مُراد ] : أوكيه شوي شوي لا تفقع لي طبلتي بهَالصوت ، و أصلاً أنا مستغرب كيف حور رضت بواحد غبي مثلك .
قال [ فراس ] مصطنعاً التعالي : حبيبي احمد ربك أنا أخوك ، نص الناس تتمنى و بعدين هذا يسموه حُب من النظرة الأولى .
ابتسم [ مُراد ] باستخفاف : من النظرة الأولى هآ ؟
لاحظ [ فراس ] تغيّر [ مُراد ] النفسي : لو كنا أرسلناك من البداية عند ربعك ، كنت صرت زين من زمان .
ليبتسم [ مُراد ] : أيوا ! .
و بعد حديثٍ طويل ، أطفأ [ مُراد ] الهاتِف و هو يتذكر حين رأى [ فراس ] [ حور ] لأول مرة ! ، و بعدها أُعجب بها ، و في الحقيقة الآن أدركَ [ مُراد ] أن هذا الذي يُدعى الحب هو أفضل بعد الزواج أي بالطريقةِ التقليدية ، و لكن عائلتهُ منفتحة قليلاً لهذا قد عاش كُل هذهِ القصة ، التي من المستحيل أن يرضى بها المجتمع الخليجي ، و قطعَ حبلَ أفكارهِ من جديد دخولُ [ أحمد ] برفقةِ [ ميّادة ] و صوتُ نغمةِ الرسائل في هاتفهِ من رقمٍ غريب ، ليقرأ المكتوب بِـ الإنجليزية :
" مُراد ، في الحقيقةِ كان اللعبُ عليكَ مُسلياً و التشبهُ بتلكَ التي احببتها كان مسلياً أكثر ، فقد حصلتُ على الأموال التي أريد من وراء غبائك .. ميرا . "
و تذَّكر الرسالة التي وصلتهُ من البنكِ بسحبِ مبلغٍ كبير و قد ظنّ أنه [ فراس ] لذا لم يسأله ، و لكن الآن من الواضحِ أن [ ميرا ] تلك الممثلةُ البارعة للبراءة قد سرقته في غفلةٍ منه ، و قبل أن يمد الهاتف ليُري الرسالةِ لِـ [ أحمد ] و [ ميّادة ] ، قال أحمد : اختفت ميرا ! .
ليمد لهُ [ مُراد ] الهاتف ، لتفتحَ [ ميّادة ] عينيها بأكملهما من الصدمة و [ أحمد ] لا يقلُ عنها صدمةً ! ليقولَ الاثنانِ في ذاتِ الوقتِ : مُستحيل ! .
ليرد [ مُراد ] ببرود : لأنها بنت خالتكم ؟





،
لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنتُ من الظالمين .
اللهم صلِّ على محمد ،
| لا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي | .
أنتظر ردودكم و توقعاتكم فلا تفصلنا عن النهايةِ سوى بضعِ حباتِ مطر .
+|| حبَّة المطر االأخيرة ستكون يومَ الخميس على الساعةِ الواحدةِ صباحاً إن شاء الله بتوقيتِ مكة .

غيمة كبرياء 24-09-16 07:51 PM

رد: حبات مطر من غيمة الشتاء | بقلمي .
 
بسم الله ،
لا تشغلكم عن الصلاة و ذكر الله .


الغيمة الرابعة :
حبة المطر الخامسة :
| الأخيرة | .



ليمد لهُ [ مُراد ] الهاتف ، لتفتحَ [ ميّادة ] عينيها بأكملهما من الصدمة و [ أحمد ] لا يقلُ صدمةً عنها ! ليقولَ الاثنانِ في ذاتِ الوقتِ : مُستحيل ! .
ليرد [ مُراد ] ببرود : لأنها بنت خالتكم ؟
ليرد [ أحمد ] و [ ميّادة ] في نفسِ الوقـت : لا ، لأنه
قاطعهما صوت انثوي ليس بغريب عنهم : لأنه ميرا هي رشا و رشا هي ميرا ! .
التفت الجميعُ ناحيةَ الصوت ، ليروا [ مُراد ] و [ سوزان ] و لم ينتبهوا لدخولهم لأنهم أصلاً وضعوا الباب مفتوحاً من التوتر و الخوف على اختفاءِ [ ميرا ] أو بالأصح [ رشا ] ! .
قال [ مُراد ] : شهذي الدراما إلي صايرة ؟
قالت [ سوزان ] : اسأل الآنسة ميّادة و السيد أحمد .
ليلتفت [ مُراد ] إليهم ، و تقول [ ميّادة ] موّجهةً حديثها لِـ [ سوزان ] : و انتِ كيف عرفتي ؟!
ابتسمت [ سوزان ] ، ليجيب اخاها [ مُراد ] : لا تستخفي بانسانة كانت رح تورث مكان vox بعد ما يموت ! .
لتردف [ سوزان ] على كلامه : عصابة لها أكثر من 10 فروع فِ العالم ، شتتوقعي يطلع من المسؤلين عن الفرقة 2 و 3 ! .
ليفتح الثلاثةُ أعينهم حين استوعبوا ما كانت ترمي إليهِ [ سوزان ] و [ مُراد ] الواقف بجانبها و الذي كان يبتسم بِـبرود ، لتقول [ سوزان ] : رح أجاوب على سؤالك إلي هو كيف عرفت ، أولاً طول الـ10 سنوات إلي التحق فيها vox بالعصابة ما سمعت انه واحد من ضحاياه عاش إلا مرة وحدة لإنسان كان حظة جداً حلو ، و رشا هي ثاني وحدة من أصل المئات من الضحايا ، و بعد و لا ضحية له تجلس بالعناية ساعتين ! لأنه مثل ما قلت لكم vox مستحيل أنه يفكر بحياة أحد و لا يتردد يقتل أحد ، و اذا قلنا انه قدر رشا تعيش فَ أوكيه ، بس بعد ما كنت شاكة بالموضوع جات ممرضة تسأل عن ميّادة ، فِ البداية كملت طريقي بعدها رجعت و سمعت كل شي ،
أردفت و هي تقلد الممرضة : المريضة تمتمت بكلمات قبل وفاتها ،
عادت لِصوتها الطبيعي و أكملت : و هذي الجملة خلتني أشك أكثر لأنه مثل ما قلت هَـ الانسان حيوان بمعنى الكلمة ! ، بعدها بنفس الوقت إلي انتوا الاثنين كنتوا رايحين فيه على أمريكا مثل ما تقولوا ! ، انسحب مبلغ كبير من الحساب إلي أبوي كان مخصصه لِـ رشا و اللي ما كان حد يقدر يسحب منه إلا هي و أنا كوني مسؤولة عن هالأشياء و طبعاً هي ما تعرف هالشي فإذا ما كنت أنا إلي سحبت من رح يكون ؟ أكيد رشا ، و بعدها توضح لي انه هالمبلغ الكبير كان لحتى تشتري جنسية بعد ما غيرت شكلها بسبب عمليات التجميل و الي سوتها لأنه وجهها تشوّه بالحادث ! ، و تعلمت الألمانية بمعهد *** إلي ما يبعد عن مكانهم هذا إلا بكم كيلو ! .
قاطعتها [ ميَّادة ] و هي تصرخ : أنتِ من ؟ و كيف تعرفي كل هذا ؟
في هذا الوقت الذي أجاب هو [ مُراد ] : لا تسألي اسألة قلنا اجابتها قبل ، و الطبيب الي قدرت رشا تقنعه يكذب على الكل ، بطريقتنا خليناه يعترف ! .
أردفت [ سوزان ] على كلامِ أخيها : بس أسألكم سؤال ، متوقعين انه عصابة مثل هذي ؟ رح ينضحك عليها بتغيير الأشكال و المكان ! .
لِتردف بِسخرية : إذا كان واحد له كم سنة هارب منهم و عايش بالشرق قدروا يجيبوا له أولاده من الغرب ! .
لم يفهم الثلاثةُ هذهِ الجُملة ، لِتقول [ سوزان ] : المهم ، اجلسوا هنا و لا تفكروا حتى انكم تطلعوا ، رشا رح أرجعها بنفسي ! .
لِتردف بعدها بِـ : و إذا على سالفة انه رشا عرفت اني اختها و عرفت كل شي صار بالفترة الي كانت فيها فاقدة الذاكره ، لأنها أصلاً رجعت الذاكرة لها قبل يومين من الحادث و محد يعرف بهالشي غير أحمد ، هي خدعتنا بهالشي مع أنني ما أعرف الهدف من هالشي و لا تسألوني كيف عرفت كل هذا ! .
و بعدها أكمل أخاها [ مُراد ] و هو ينظر لِـ [ مُراد ] الآخر : و انت ، سالفة الحساب و الفلوس و البنك و كل هالشغلات كذب ، و هي ما هربت بس انخطفت من العصابة .
خرج [ مراد ] و وراءه [ سوزان ] الذي أخرجت المفتاحَ و قفلت الباب من الخارج ، تاركين أولئكَ الثلاثة بحالةٍ لا توصف ، و بالأخص [ مُراد ] الذي أحس ببركانٍ في أعماقة ، فكيف تجرؤ [ رشا ] على الكذب عليه بهذهِ الطريقة ؟! ، و كيف يجرؤان [ أحمد ] و [ ميادة ] على مساعدتها في هذا ، خصوصاً [ أحمد ] الذي كان يعلم حتى باستعادتها لذاكرتها ! ، أما [ ميّادة ] فكانت تفكر لماذا أخفى [ أحمد ] و [ رشا ] عنها موضوع استعادةِ الذاكرة ، فأما [ أحمد ] فما فيهِ يكفيهِ و أكثر ، و لكن الثلاثةَ لا يزالون مصدومين من هؤلاءِ الاثنين اللذان وقفا و تحدثا أمامها قبل قليل ، فطوال الفترةِ التي عرفوهم فيها لم يكونوا هكذا أبداً ، ليقتنع كل واحد من الثلاثةِ أن هذا هو الوجه الآخر لِـ [ سوزان ] و [ مُراد ] .. وجه العصابات ! .

،

بعد أن خـرجا [ سوزان ] و [ مُـراد ] من شقةِ [ أحمد ] و [ مُراد ] صعدا في السيارة ، و كان [ مُراد ] هو الذي يقود هذهِ المرة ، ففي الحقيقةِ قبل أسبوعٍ من الآن وصلت لِـ [ سوزان ] رسالة من [ نوح ] ! ، ذلك الذي كان يعمل تحت إمرتها في وقتٍ سابق ، و الذي أخبرهَـا بأن العصابة تعرف كل شيءٍ عن [ ميرا ] و سيحدث لها شي غير متوقع بعد أسبوعٍ من ذلكَ اليوم .. أي اليوم ! ، في الحقيقةِ لم تكن [ سوزان ] نفسها تعلم لماذا فعل [ نوح ] هذا و أخبرها ، مما جعلها هي و أخاها يأتون إلى هنا و يراقبون [ ميرا ] من بعيد متنكرين ! ، بعدها طردت كل الذي حدث من رأسها ، لِتقول لِـ [ مُراد ] : ننقذها و إلي يصير بعدها ما يهم ! ، لأننا بهاللحظة رح نكفّر عن ذنبنا ! .
ابتسم [ مُراد ] بسخرية و هو يقول : ذنبنا ؟ ، بصراحة ما أعرف اذا كان هذا ذنبنا و لا ذنب أبوي ، و لا ذنب حد ثاني و بسببه انسحب أبوي ! .
ليردف بِجدية : أوكِ ، ننقذها و الي يصير .. يصير ! .
و أردف بعدها بِـ مزح ، ليس و كأنه قد يلقى حتفهُ بعد لحظات : رح أشتاق لك ياخي ، صح رشا و حور خواتي ، بس ما عمرهم فكروا مثلي .
لترد عليهِ و هي تضحك ، فلعلها تكون هذهِ المرة الأخيرة التي ستضحك فيها [ سوزان ] : أيوا ، أفكر مثلك بما أنه عقولنا إجرامية ! .
أكملت بجدية ، و بنبرةٍ لم يسمعها منها [ مُراد ] من قبل : عَ الأقل هالسنة و النص الي عشتها معكم ، ما توقعت إني رح أعيشها بيوم من الأيــام .
و بعدها صمتَ الاثنانِ حتى توقفا أمام مكانٍ كبير و شبه مهجور ، يشبه المستودع ، دخلَ الاثنان دونَ ترددٍ و لكن بحذر ، ما إن دخـلا حتى قال الاثنانِ بالانكليزية: نحن هُنا أطلق سراحها .. سنقومُ بتسليم أنفسنا .
ليخرجَ ذلك المدعو [ vox ] و هو يرتدي ملابسهُ السوداء و نظارةً سوداء كَـسوادِ قلبه و حياته ! ، ليقول : ارميا أسلحتكما و اجلسا على ركبكما .
أخرجَ الاثنان ما يحملانِ من سلاح و هو ليس إلا مسدساً وحيداً و جلسا على ركبهما كما طلبَ ذلك المحتال ! .
بعدها التفت [ vox ] لأحد الواقفات هناك و التي كانت تمسك بِـسلاحٍ تصوبه نحوهم : فتشيهما .
توَّجهت تلك الشابة لتفتشهما ، لكن في ذاتِ الوقت دخلت مجموعة من المُسلحين ليقول أحدهم : Fbi ! .
بعدها وقفت [ سوزان ] بحركةٍ سريعة لتركل تلك المرأة على رأسها ! كنوعٍ هجومٍ من التايكواندو ! ، لتلقط هي مُسدسها و [ مُراد ] أيضاً ، حينها بدأت ملحمة من تبادلِ الاطلاق الناري ، و حين كانت [ سوزان ] تقف وراء أحدِ الجُدران ، حاولت الاطلاق على أحدهم و لكنها تفاجأت بانتهاءِ ذخيرة المسدس ! ، لتعودَ للوراء و حينها أصابتها رصاصةٌ في ذراعها الأيمن ، ليسقط المسدسُ الخالي الذخيرة ، و ترى الواقف أمامها و هو يصوب ُ لِـ وسطِ رأسها تماماً ، كاد أن يضغط على الزنادِ و يقتلها ، و لكنها رأتهُ فجأةً يسقط أمامها بعد أن تلقى رصاصةً في مؤخرةِ رأسه ، ظنَّت [ سوزان ] أن حظها أصبح جيداً لأول مرةٍ في حياتها ، لتأخذ مسدسهُ بيدها اليسرى ، أما بالجانبِ الآخر عند [ مُراد ] فهو لم يعد يحمل هم [ ميرا ] لأن إحدى عميلاتِ الـ fbi ستنقذها و تحميها كما اتفقوا سابقاً ، بما أنه و اخته [ سوزان ] قررا القبض على العصابةِ بالتعامل مع الـfbi ..
و بعد وقتٍ شبهِ طويل ، عمَّ الهدوءُ و انتهى كل شيء ! ، و انتهى الأمر بِمقتل vox و تابعيه ! ، و بعض العُملاءِ الفيدراليين الآخرين ، بحثَ [ مُراد ] عن [ سوزان ] فقد كان يتمنى أن لا تكونَ من ضمنِ هؤلاءِ المرميين أرضاً ، ليراها بعد ثوانٍ قليلة ، و يُفاجأ حين رأى الاصابةَ التي لحقت بِذراعها ، و أما هي حين رأته أبعدت يدها اليسرى عن جرح يدها اليمنى لِتقول و هي ترفع يدها التي كانت مُلطخةً بالقليل من الدم: لا تخاف ، أقدر أستخدم هَاليد بعد ! .
بعدها أردفت بالانكليزية : و هذا ليس سوى مجردِ خدش ، لا تقلق .
و بعدها رأيا [ ميرا ] و هي تقتربُ منها ، لتقف [ سوزان ] و تتوجهَ إليها قبل [ مُراد ] ، و تستقبلها بِطبع كفها الأيسر الملطخِ بالدم على وجهها الذي أصبحَ أحمراً من الدم ، لتصرخ عليها : انتي وين عايشه ؟ عشان تسوي كل هالدراما ؟ .. انتي ما تعرفي إلي عاشوه كلهم بعدك ! ، أبوك كان محمّل نفسه ذنب موتك ، و أمِك و اختك انقلبت حياتهم من بعدِك ، كل ما مريت بالليل أسمعها و هي تصيح عليك .. على بنتها الميتة و الثانية على اختها !.
لِتردف و هي تشير إلي [ مُراد ] : و أخوكِ هذا ، ظلّ ندمان و محمل نفسه ذنب موتك و أدمن الحبوب المنوّمة كان رح يموت بسببك ، و [ مُراد ] إلي حبك ؟ سنة عاش مثل الميت .. و انتِ هنا ؟ عايشه ؟ ، كنتِ متوقعة انهم م رح يوصلوا لك اذا سويتي كم عملية تجميل و حصلتِ جنسية جديدة ؟ .
لتصرخَ عليها تلكَ الأخرى : و انتي شدراك ؟ سويته كل هذا عشان انتِ و أخوك ما تسلموا نفسكم .. انتوا الاثنين و أبوكم ورطتونا بكل هذا ! .
ليرد عليها هذهِ المرةَ [ مُراد ] الذي كان غاضباً : احنا الاثنين و أبونا ورطناك ؟ ، لا احنا و لا أبوي رحنا راكضين لهم عشان ندخل بعصابات ، و بعدين إلي عشناه ما رح يفهمه أحد من أشكالك ، بعد كل إلي عشناه عشان لا يصير لك و لا لأي حد نعرفه شي ، و شوفي شسوينا عشان ننقذك هالمرة جاية تقولي هالكلام ؟ و بهالأسلوب الوقح ؟ .
بعدها أدار وجهه و هو يقول لها : وعدناه ننقذك و أعتقد انك تدلي الطريق .
و بعدها أخرج المفتاح الذي بواسطتهِ أقفل البابَ على [ مُراد ] و أصحابه ، ليرميه لِـ [ ميرا ]
بعدها ذهب [ مُراد ] و لحقته [ سوزان ] ، لِتقول : ما أعتقد كان المفروض نصرخ عليها و نكلمها كذا ؟
ليقول [ مُراد ] : لا تستاهـل ! ، حسستني اننا فرحانين و لا رايحين نركض لهم عشان نصير أعضاء عصابة ، هي ما تعرف اننا طول هالسنوات انقهرنا أكثر من أي شخص ! .
بعدها صمت [ مُراد ] و هو يتجه للاسعافِ القريبِ و معه [ سوزان ] ، و بعد دقائق و بعد أن ضُمدت ذراع [ سوزان ] التي من حُسن الحظِ أن اصابتها لم تكن سوى خدش ، لأنها لو كانت عميقةً فمن المحتمل أن تفقد ذراعها للأبد ! .
قال [ مُراد ] : رح نرجع بُكرا .
أحسَّت [ سوزان ] أن [ مُراد ] مستاء من [ ميرا ] أو [ رشا ] تلك الأخت المجنونة ، التي لا يدرون حتى ماذا يطلقون عليها .

،

بعد ساعات ، لم تذهب [ ميرا ] لذلكَ المكانِ الذي يقبعُ فيهِ أولئكَ الثلاثة ، ففي الحقيقةِ هي خائفة من مواجهةِ [ مُراد ] بعد ما حدث ، كونها تصنَّعت الموت ! ، و لا شكَّ أيضاً أن [ ميَّادة ] علمت أنها أخفت عنها موضوع استرجاعها لِذاكرتها ! ، و لكنها و أخيراً قررتِ الذهاب لمواجهةِ الواقع ، خصوصاً بعد كلامِ [ سوزان ] و [ مُـراد ] الذي لم تفهم نصفه و فهمت النصف الآخر ! ، لتتوجه بخطواتٍ بطيئة نحو َ البابِ بعد أن وصلت للبناية مُسبقاً .. وضعت المفتاحِ في مكانهِ المخصص و أدارته ، لتفتحَ الباب بِبطئ ، و حين دخلت رأت الثلاثةَ صامتين ، و حين رأوهـا ، وقفت [ ميَّادة ] و وقفَ معها [ أحمد ] ليخرجا و حين مرَّا من جانبها كانت [ ميرا ] تريد التحدث لِـ [ ميّادة ] التي تجاهلتها و لم تعِرها أي اهتمام ! ، في حينِ أن [ أحمد ] الذي كان وراءها ، وضع يدهُ على كتفِ [ ميرا ] لِمحاولةِ تشجيعها للتحدث مع [ مُراد ] و في ذاتِ الوقت كأنه كان يقول لها : لا عليكِ ! ، لأن [ ميّادة ] الآن غاضبة و لكنها ستنسى ذلك ، تقدَّمت [ ميرا ] و هي لا تدري حتى ماذا تقول ، أو كيف تفسر لِـ [ مراد ] عن سببِ انتحالها شخصيةً جديدة .. شخصيةِ [ ميرا ] ! ،
لِتقول لهُ : مُراد ! .
و لكن [ مُراد ] لم يرد عليها ، أو حتى يلتفت باتجاهها ، لتعيد الكرَّة : مُراد .
و لم يرد أيضاً ، لكنه التفت َ إليها أخيراً ، لتردف : اسمعني ، كل إلي سويته كان بمصلحة الكل ، مصلحتي و مصلحتك و مصلحتنا كلنا ؟
ليُرد عليها ، بنبرةِ استخفاف رافقتها نظرة استخفاف : مصلحتي و مصلحتك ؟ و مصلحتنا كلنا ؟
لِتقول : بعد ما عرفت انه اخواني متورطين مع عصابة ، شسوي يعني ؟ ما كنت أبغى انهم يسلموا نفسهم .. و بنفس الوقت اذا عرفوا اني ما متت أكيد رح يسووا كذا عشان ينتهي كل هذا ، بس اذا عرفوا و رجعت أنا ، يمكن رح يأذوك انت و لا أهلي و لا أحمد و ميَّادة ! .
لينظرَ إليها لفترة ، بعدها يقول : أوكيه على الأقل كنتي قلتي لي ! .
لِتقول : كيف أقولك ؟ أكيد رح يعرفوا ؟!
لِيرد عليها : كيف تقولي لي ؟ .
أردف بنبرةٍ عالية غاضبة : كيف تقولي لي ؟ .. كيف ؟ ، انتِ ما تعرفي شصار فيني بعدِك ، و ما تعرفي شكثر إلي حولي تعبوا و انقهروا بسببي ، من كثر ما أهلوس فيك ، و انتِ طلعتي عايشة ؟ ، و أمك ؟ رح تروحي لها كذا تركضي تقولي لها أنا عايشة ؟! .. انتِ تحسبي انك بفلم و لا دراما ؟ ، انتِ قهرتي كل الي حولك بالغباء إلي سويتيه ، و بعد كل هذا ؟ مسكوك يعني وصلوا لك ، و اخوانك الاثنين ظلّوا سنة .. سنة كاملة متحملين ذنب موتك و الندم مقطعهم ! و أبوك .. أبوك الي ما اعرف شتحسي اتجاهه ، بس هو هجركم و راح لأنه يحبكم ما عبث ، بس الظاهر انِك انسانة بلا إحساس و لا ضمير ، لعبتي بقلوبنا كلنا .. أنا ، أمِك ، حور ، مُراد ، سوزان ، أبوك .. بس تعرفي ليش كل هذا صـار ؟ لأننا عشنا حياتنا بهالشكل ! ، هذا غير عن اننا كنا نطلع و نروح و نجي ، يعني عشنا بشكل ما يرضاه الدين و أساساً مرفوض عندنا فِ الخليج ! .
ألقى آخرَ كلماتهِ و جاء ليخرج ، ليتذكر أن هذا هو بيته ُ ، ليقول لها بِبرود : اطلعي .
لتنظرَ إليهِ [ ميرا ] و الدموع في عينيها ، ليعيد من جديد بـبُطئ : اطـلـعـي .
لِتخرج [ ميرا ] دون زيادة أيَّة كلمة ! ، ليذهبَ [ مُراد ] لِغرفته ، و يجهز حقائبهُ و هو عازمٌ على العودة في أقرب رحلة ! .

،

في مكانٍ آخر في نفسِ الدولة ، كانا يجلسانِ على رمالِ شاطئِ البحر الذي تنعكس عليهِ النجوم ، لِتقول [ سوزان ] لأخيها : تتوقع بكذا احنا صلّحنا إلي صار بسببنا .
ليرد عليها : أيوا ، و قتلنا هالندم للأبد ! .
لِتبتسم ابتسامةً باهتة : بس أكيد باقي أحد منهم يعرفنا ، يمكن بالمستقبل رح يرجعوا يلاحقونا ! ، اهم شي نعيش هَـ الكم سنة بسلام .
ليبتسم [ مُـراد ] و يسألها : بس إلي استغربه ليش ما مسكونا ؟ يعني ليش ما انسجننا احنا بعد .
لِترد [ سوزان ] : الشي ألوحيد الي ما تعرفه عن vox هو الشي الوحيد الغبي إلي سوَّاه ! ، تتذكر الأوراق الي تخص كل واحد يشتغل معهم ؟ ، إذا خان و لا انمسك و لا مات ؟ سشيسووا فيها ؟ يحرقوها ! .. يعني يتخلصوا منها ، و بكذا ما عندهم دليل اننا كنا منهم .
ليرد عليها [ مُراد ] و هو يضربها على ظهرها من سبيلِ المُزاح : ما أتوقع أقل من كذا من وريثة vox ! .
لتقول [ سوزان ] : و الأهم انه بكل هَـ السنوات الي اشتغلنا فيها ما قتلنا أحد ! .
ليهز [ مُراد ] رأسه موافقاً على كلامها بعدها يقول : رح نرجع بكرا ، لازم نرجع [ ميرا ] معنا .
ليصمت بعدها يقول : شنسميها ميرا و لا رشا ؟
لِتقول [ سوزان ] : ما أعرف ، بس اعتقد المفروض ميرا بسبب كل شي صار ! .

،

غيمة كبرياء 24-09-16 08:01 PM

رد: حبات مطر من غيمة الشتاء | بقلمي .
 
و عودة للمكانِ الذي تمكثُ فيه [ ميرا ] الآن بِرفقة [ ميّادة ] ، لِتقول [ ميَّادة ] : ما زعلانه و لا شي .
لتقول [ ميرا ] : و مُـراد؟
ردت [ ميّادة ] : هذا تأثير الصدمة ، بعدها رح يرجع لعقله .
قالت [ ميرا ] : رح أرجع بُكرا أنا .
ميّادة : الخليج ؟
حركت [ ميرا ] رأسها بالإيجاب .
لِتقول [ ميَّادة ] مُقلِّدة [ أحمد ] : كل شي رح يصير بخير فِ النهاية .. صدقيني .
قالت [ ميرا ] : إن شاء الله .

،

بعد 4 أيام :
كانت [ ميرا ] مُستلقيةً في غرفتها تتذكر ما حصل قبل يومين حين وصلوا من أمريكا فقد وقف الثلاثة [ مُـراد ، سوزان ، ميرا ] وسطَ صالةِ منزلهم ، حين أتت والدتهم و [ حور ] ، و بعد سلامٍ طويل ! ،
سألت الأم [ ميرا ] من تكون ؟! .. ففي البدايةِ قد صمتت [ ميرا ] و أيضاً [ مُراد ، سوزان ] يريدانها هي بنفسها أن تخبرهم بكل ما حصل و بكل ما فعلته ، لكن [ حور ] قطعتَ هذا الصمت حين قالت بِخوف : مُراد لا تكون متزوج من ورانا ! .
لِتبتسم [ سوزان ] رُغماً عنها .
و بعدها بِدقائق فقط أخبروا الأم و [ حُـور ] بكل ما حدث ، و لكن [ ميرا ] لم تتلقى كلاماً أفضل من الكلامِ التي تلقتهُ من [ مُراد ] قبل أيام ! ، و إلى الآن لم تحدثها والدتها و أما [ حور ] فقد أصبحت رسمية ! .. انقطع حبل أفكارها حينَ دخلت [ سوزان ] و لأول مرة بدون [ مُراد ] ففي الحقيقة هما كالتوأمِ و لكن أشكالهما و أعمارهما مُختلفة فهما منسجمانِ للغاية و كأنهما أخوانِ ظلَّا مع بعضهما منذ ولادتهما ، وليس قبل سنةٍ و بضعةِ أشهر مع أنهما في البدايةِ كانا لا يستطيعانِ تصديق أنهما أخوان ! .. وقفت [ سـوزان ] أمامَ النافذة موَّجهةً كلامها لِـ [ ميرا ] التي جلست حين رأت [ سوزان ] داخلةً و التي من الواضح أن عيناها تحملان حواراً ! : روحي لَـ أمك و حاولي ترضيها و بعد روحي لَـ حور ، لا تخسري أحد من إلي حولك .. أمك ، حور ، مُراد ، ميّادة ، أحمد ، مُراد أخوي ! .
ابتسمت [ سوزان ] و هي تلتفُ ناحية [ ميرا ] و تردف : بصراحة أحسدك عليهم ! ، ما شفتِ شاللي سووه لما كنتِ فاقدة الذاكرة و لما قالوا انك متتي ! ، واضح أنهم كلهم يحبوك ، عشان كذا روحي راضيهم كلهم ! ، لأنه الي صـار يعتبر ماضي ، و لا تنسي أبوي ! .
قالت [ سوزان ] ما عندها و خرجت ! ، لِتفكر [ ميرا ] في كلامها و تقتنعَ به ، لتذهب جاريةً لأمها التي كانت تتكلم بالهاتف ، و بعد ما أغلقتِ الخط ، اقتربت منها [ ميرا ] ، لِتقول : اوكيه آسفة ؟ كم مرة أعيدها عشان ترضي ؟ إلي صـار صـار ! ، كل شي بذاك الوقت أجبرني أسوي كذا ! .
ابتسمتِ الأم و رضت بسرعة ، لترمي [ ميرا ] نفسها فوق والدتها ، لتقول والدتها : كنت حاسة و عارفه انِك باقي عايشة ! .
بعدها بِدقائق نزلتا سوياً لِـ الصالة ، ليجدا [ مُراد ] و [ سوزان ] و [ حُور ] ، و كان يُعرض في التلفازِ برنامج وثائقي يُقال فيه أن أصحاب العيونِ الخضراءِ نسبتهم قليلةٌ في العالم ، لِيقول [ مُراد ] لِـ [ سوزان ] مازحاً : لما تموتي أطلع عيونك منك و أبيعها فِ السوق السودآ .
لِتردَ عليه [ سوزان ] مستهزءة : طلع راسك منك و بيعه فِ السوق الحمرآ .
بعد ما جلست [ ميرا ] و والدتها .
بعدها قالت [ سوزان ] بجدية : أنا رح أرجع عند أبوي .
ليقول [ مُراد ] بصدمة : تـرجعي ؟
حركت [ سوزان ] رأسها بالإيجاب .
لِتقول لها الوالدة : ليش ؟ ظلّي هنا ! .
ليشاركها الجميع الرأي [ حور ، ميرا ، مُراد ] ، لتبتسم [ سوزان ] و تُجيب بِـ : ما أقدر أترك أبوي بعد كل هالسنوات ! .
لم يجبر أحد [ سوزان ] على البقاء ، فهي أيضاً لا يمكنها تقبل الحياة الجديدة أو أن تترك والدها هناك وحيداً بعد أن قام بتربيتها حين توفت والدتها في عامها الخامس ، ربّاها والدها بنفسهِ طوال سبعة عشر عاماً .

،

بــــعــــد ثـــلاث ســـنـــوات :

كانت [ ميرا ] تجلسُ في حديقةِ المنزل على أحد الكراسي الخشبية ، تقرأُ كتاباً حينَ جاءَ ليسحبَ ثوبها ذاكَ المخلوق البالغُ اللطافة بمشيةِ البطريق تلكَ ! ، لِتحملهُ و تجلسه على حضنها ، ، لترفعَ رأسها و ترى زوجها [ طلال ] ! ، ليشاركهم هو أيضاً تلكَ الجلسةَ ! ، طوالَ هذهِ السنتين و النصف بعد أن تزوجت [ ميرا ] من [ طلال ] أدركت أشياء عِـدة ، فهي صحيح أنها قد أحبت [ مُـراد ] بِصدق و قد خرجوا و جاءوا معاً في أمريكا ، و واجها الكثير من المشاكل ، لكنها أدركت أخيراً أن كل هذا لأن تلكَ الـعلاقةَ كانت محرمة ، و لم تجلب لها سوى المشاكل و الهم و الغم و المصائب ! ، فقد أدركت أن ما بُني على باطل فهو باطل ! ، و لكنها الآن بعد هذا الزواج التقليدي أصبحت سعيدة ! ، و قد ندمت لأنها خاضت تلك العلاقة المحرمة ، و الآن يمكنها أن تصرّح أنها تحب [ طلال ] و أخيراً قد انتهت قصة الحب تلكَ التي بدأت في شتاءِ ألفين و أحد عشر ! ، فقد تلاشت تلكَ الغيمة التي حملت حبات المطر من ذلك الشتاء ! .

،

في نفسِ المدينةِ ، في جانبٍ آخر ، في أحد المستشفيات ، و أخيراً أمسك [ مُـراد ] بِـ أول مولودةٍ له و التي لم يتجاوز عمرها اليوم ! ، وضعها في سريرها الصغيرِ المخصصِ لها ، لينظرَ لِتلكَ النائمةِ بجانبها ، ليبتسم ، ففي البدايةِ صحيحٌ أنه تزوجها بطريقةٍ تقليدية ، و لكن الاحترام يوُّلد الحب ، لِذا [ مُراد ] لن يكذب إن قال أنهُ يحب [ فأتن ] ، لأنهُ هو الآخر قد أدركَ أخيراً أن تلكَ العلاقات المحرمة لا تجلبُ سوى الحزن و النكد و المشاكل ! ، و أما الآن فهو بخير .. بكل خير ، فأخيراً قد تبخرت حبات مطر شتاء ألفين و أحد عشر ، ذلك الشتاء الذي بدأت القصة عنده و انتهت في شتاءِ قبل ثلاثِ سنوات .

،

في نفسِ المدينةِ أيضاً في رُبعٍ آخر ، كان [ مُراد ] أخ [ سوزان ] و [ ميرا ] ، قد ارتدا ثياباً مكونةً من قطعتين بيضاوين و تُربط القطعةَ العلوية بِشريط أسود .. لباس التايكواندو ، فقد فتح [ مُراد ] أيضاً مدرسة لتعليم الأطفال التايكواندو ! ، كي يحميَ كل مُستضعفٍ نفسه ! ، و في الحقيقة هو يريد الذهاب لِـ [ سوزان ] و لكن كونَ والدته وحيدة يمنعه ، لذا فهو يزور [ سوزان ] كل صيف برفقةِ والدته .. بعد لحظات جاءَ طفلٌ بعمرِ الخمس سنواتٍ مع والدهِ الذي بدا شكلهُ مألوفاً لِـ مُراد ! ، ليتذكر أنه [ نوح ] ، و بعد أن ذهب الطفل لِعند أصحابة ، سأله [ مُـراد ] : قبل ثلاث سنوات ؟ ، شـ اللي خلّاك تخبرنا باللي رح يصير لِـ [ ميرا ] ؟
ابتسم [ نوح ] لِيقول : ردّ دين لَـ سوزان ! .
قال جُملته و بعدها رحل ، و لم يفهم [ مُراد ] المعنى ، أي دين هذا الذي ردّه [ نوح ] لِـ [ سوزان ] و لكن من الواضح أن [ سوزان ] أنقذت حياة [ نوح ] في يومٍ ما ! .

،

في الجانبِ الآخر من العالم ، نيوزلندا ! .
كانت [ سوزان ] تجلسُ على الفناءِ الخارجي للمنزل ، ذلك الفناء الذي لطالما جلست فيهِ مع شقيقها [ مُراد ] ، فقبل ثلاثةِ سنوات حين عادت ، لم تكد أن تعيش مع والدها سوى شهرين و بعدها توفي َ ، و بعد أشهرٍ من الوِحدة ذهبت للميتم و تكفلت برعايةِ فتاةٍ صغيرةٍ ذات أربعة أعوام .. وقفت [ سوزان ] و ذهبت لتبحث عنها داخل المنزل كي تخرجها لتلعب في الحديقةِ المجاورة ، لتأتي [ سيرا ] و هي ترتدي معطفها البُني و تلكَ القبعة التي بها أذن دبٍ بارزة ! ، لتبتسم لها سوزان و تمسك يدها ، لتذهبا لِـ الحديقة القريبة ، فهي قد كان بإمكانها الذهاب للخليج ، و لكنها تعرف أنها لن تستطيعَ التأقلم هناكَ ، بعد كل هذهِ السنوات التي عاشتها هنا .

،

في دولةٍ أخرى غربية .. أمريكا .
و أخيراً قد انتهت [ ميَّادة ] من محاضراتِ اليوم التي تعطيها لِطلابها ، لتعودَ أدراجها ، ولكنها قررتِ الذهاب لِـ ذلك " الكوفي شوب " الذي جمعها هي و [ أحمد ] و [ رشا ] و [ مُراد ] ذات يوم ، ذهبت لتستعيدَ بعض الذكريات ، ذكرياتِ [ مُراد ، رشا ] اللذين انفصلا و ذهب كل منهما في طريق و هو الأنسب للجميع كما تعتقد [ ميّادة ] أيضاً ، فالعلاقات المحرمة لا تدوم ، و لتستعيدَ أيضاً ذكريات شقيقها [ أحمد ] الذي مات و لن يعود ، ماتَ قبل ثلاثةِ سنوات بسببِ سرطانِ الدماغ الذي كان يعاني منه لِـستة سنوات ! .

،

في دولةٍ أخرى أيضاً .. جزر المالديف .

كانا يقفانِ على شاطئِ البحرِ و هما يتبسمان ، فأخيراً قد تتحقق حُـلم [ حُور ] بأن ترى البحيرة اللامعة مع الشخص الذي تحب ! ، مع أنها لطالما تخيلت هذا المشهد مع ذلك الأحمق المدعو [ نوّاف ] و لكنها قد أدركت أنهُ حين تركها قد فعل خيراً بذلك ! ، فهي الآن تحب [ فراس ] و سعيدةٌ لأنه في حياتها ، و تتمنى أن لا يبتعد أو يخرج من حياتها يوماً .




النـــــــــهـــــــايــــــة .
،
لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنتُ من الظالمين .
اللهم صلِّ على محمد ،
| لا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي و لا أحلل من يسرق أفكاري أو يقلدها | .

+|| غيمة كبرياء || :
بعيداً عن الفصحى و الرسميات ، سأتحدث إليكم بالعامية كي تكون أقرب لقلوبنا جميعاً ، في البداية شكراً .. شكراً لكل انسان دعمني و شجعني لحتى أكمل هَـ الرواية الي جات فيها لحظات حسيت اني غلطت لما نزلتها أو انها ما بالمستوى المطلوب ، و بنفس الوقت بعترف إني ندمت لما تسرعت و نزلتها ! ، أما بالنسبة للنهاية يمكن ما رح ترضي عاطفتكم ، بس أنا متأكدة انها رح ترضي ديننا و عقولنا كلنا ! ، فأنا كتبتها لأوضح هدف واحد و هو [ العلاقات المحرمة على حقيقتها ] ! ، لأن معظم الروايات إلي تنكتب بهالموضوع يختموا النهاية بالزواج ! و أنا متأكدة انه كل قُرَّائي توقعوني أكتب كذا ، بس أنا سويت العكس لأنه هالشي بالواقع مستحيل يصير و بعدين ما أقدر أزين علاقة محرمة نفس هذي لناس ممكن رح يتأثروا و ينحرفوا بسببها ، و آخر شي أنا انسانة أحب أجيب أشياء و أفكار جديدة و مختلفة ، فأكيد مستحيل أحط نهاية مبتذله مثل هذي ، و بنفس الوقت تكرر علي سؤال من ناس واجد و هو بما أنني عمانية ليش أكتب بهذي اللهجة ؟ ، رح أجاوب لأنه الناس ما تفهم اللهجة العمانية ! ، و بحياتي اليومية ما تعرفوا شكثر سمعت هالعبارة " احنا ما نفهم لهجتكم " ، فبكذا .. كتبتها بلهجة تنعرف منها الرواية انها خليجية ، بس ما تنعرف هل هي عمانية ، سعودية ، كويتية ، إماراتية ، بحرينية ، قطرية ! .. لأننا بالنهاية خليج واحـد ، و لغة المشاعر و الرسائل الصادقة توصل للقلب و لغة القلب ما تعرف شي اسمه لهجة محددة .

|| حبات مطر من غيمة الشتاء || ، كانت لقاءنا الأول و قد يكون الأخير ، لأنني لن أعـود لِـ أكتب روايةً أخرى على الانترنت رُبما ! ، لكنني أعدكم بأنكم بعد سنوات سترون اسمي على اغلفةِ أحد الكتب ! صحيح أنكم لن تعرفوني من اسمي ، و لكنكم ستعرفونني من وقعِ أنغامِ أحرفي و مشاعري التي تبادلتها معكم .. و اللحظاتِ التي عشناها سويّاً ،
سأذهب اليوم لِـ أستعد لما تبقى لي من سنواتٍ للدراسة أولاً و بعدها لِـ أبذل جُهداً أكبر في الكتابة .. هذهِ الـسبعةُ أشهر التي قضيناها معاً كانت من أجمل أيامي .
اللهم اجعلها شاهدة لي لا عليّ .
كونوا بـخير .
كانت هُنا ذات يوم : | غيمة كبرياء | .
11-8-2016 .


الساعة الآن 02:27 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية