منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   حبات مطر من غيمة الشتاء | بقلمي مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/t202507.html)

غيمة كبرياء 28-07-16 03:51 AM

رد: حبات مطر من غيمة الشتاء | بقلمي .
 
الغيمةُ الثالثة :
حبّةُ المطرِ الثالثة :


فتحَ [ مُراد ] الصفحة التي تليها و قَرأ :
[ التاسع من يناير لعامِ ألفين و أثني عشر :
جاءتني اليوم أُمي و هي ترمي لي هاتفي المُصادر منذ زمن بسببِ الكلام الذي وصل فقالت : خذيه فيه رقم مُراد خطيبك أول ما تشوفيه رح تعرفيه و الأحسن انِك تتركي سوالفك القديمة !
فنظرت ُ إليها دون أن أقول أي شيء !
و مرّ اليوم كسابقاتِه ! . ]

عندما فتح مُراد الصفحة التي تليها وجد أن التاريخ المكتوب :
[ ابريل عام ألفين و اثني عشر ] ! .
فتأكد أنّ لا مصدر لديه لمعرفة ما حلَّ بِـ [ رشـا ] سوى [ أحمد ] و [ ميّأدة ] فاتصل على [ أحمد ] و ذهب منطلقاً بسيارتهِ لِمكانِ اللقاء ! .

في تلكَ الفترة التي لم تكت عنها [ رشـا ] كان [ مُراد ] و [ رشـا ] يتحدثان كثيراً كثيراً جداً ! ، و أيضاً كانت تمرُ بعض الأيام التي يأتي فيها [ مُراد ] لزيارةِ [ رشـا ] .
و في أحد الأيام قارسةِ البرودة بالنسبة لِدول الخليج !
كانَ جميعُ من في البيتِ نيام ، والهدوء يعمُ المكان حين استيقظت [ رشـا ] فجأةً هكذا ! ،
و في اليوم التالي ، على جلسةِ الغداء :
كانتا [ حُور ] و الأم يتحدثان بشكل عادي غير أن [ رشـا ] هادئة على غير العادة و لا تنطق بحرف ،
[ حُور ] : رشا صاير شي ؟
قالت بنبرةٍ جافة جداً : لا .
[ الأم ] : متأكده ؟
فإذا بِـ [ رشـا ] تسقط الأواني من على الطاولةِ و تصرخ في وجههم : ما تسمعوا انتو ؟ ما تفهموا ؟ شسالفتكم ؟ قلت لكم مرة وحدة ما في شي ، ويش ؟ ما في شي !
و ذهبت لِغرفتها و الغضب و الضيق يملآنها !
و [ حُور ] و [ الأم ] في حالةِ صدمة و استغراب ! .
و ما حدثَ لِـ [ مُراد ] كان شبيهاً بهذا و أكثر ، إذا كان هو يحادثها و هي صامتة :
[ مُراد ] : رشا تسمعيني ؟
[ رشـا ] بغضب : اسمع ، لك ساعه تحكي قصة حياتك ، خلاص روح !
و خرجت و تركته لوحده مثلما فعلت مع أمها و [ حور ] تماماً !
و مضى على ذلك يوما و تصرفاتُ [ رشـا ] السيئة تزداد سوءاً .
و في إحدى الليالي ، أطلقت [ آهٍ ] خفيفة كونها غير معتادةٍ على الصراخِ حين تخاف ، فقد رأت [ مُراد ] على هيئةِ شيطان قبيح ، و الليلةِ التي تليها رأت نفس الشيء و الليلةِ التي تليها رأته على هيئةِ رجل هرِم ! ، و كانت عندما تسمع اسمهُ يجن جنونها و تود لو تقتله و ترتاح مِنه ، من شكله و اسمه و [ طاريه ] ! .
و قد ذهبت في صباحِ اليوم التالي للطبيب لأنها كانت تشكو من آلامٍ شديدة في جسمها لكنه قال أنها بكل خير و عافية ! .
و عادت للمنزل فرأت [ حُور ] و [ الأم ] تتبادلانِ أطراف الحديث فقالت : اسمعوا ، أنا رح ألغي هالزواج !
اتسعت مُقلتيّ [حور ] و الأم كذلك فأطلقتها بنفس الوقت : ويش؟
[ رشـا ] : الي سمعتوه ، لأنه هـ الانسان ما أطيق اشوفه و لا اسمع اسمه و لا أطيق حد يجيب طاريه قدامي ، أكرهه ، مرة جايني بشكل شيطان و مرة بشكل عجوز خرفان !
اتسعت مُقلتيّ [ الأم ] : من جدِك انتي تصير لِك كل هالأشياء؟
فصرخت [ رشـا ] بقهر : يعني ويش ؟ محد يكذب ف هالأشياء ، اليوم تقولي لهم خلاص بنتي ما تبغى ولدكم و الي يقولوه الناس يقولوه الله ياخذهم وراه ، و لا ترا والله أنتحر و أقتل نفسي و أنا حلفت ! .
بعد ذلك فعلت [ الأم ] ما طلبتهُ [ رشـا ] منها ، لأنها عرفت أن [ رشـا ] تحت تأثيرِ سحر التفريق ! .
و أخَّرت فصلها الدراسي الأخير حتى ينفكَ أثرُ هذا السحر ، فتخرج [ مراد ] قبلها و لم ترهُ بعد ذلك ! .
و لكن الحقيقة أن ليست [ رشـا ] وحدها من عانت من تأثير السحر ، فالجميع تألم و تعب معها و لأجلها ! .

في الوقت الحالي :
سأل [ مراد ] ميّادة بدون مقدمات : وين رشـا ؟ أنأ أعرف انِك الوحيدة الي تعرفي كل شي عنها ! .
فنظرت [ ميّادة ] إلى [ أحمد ] بعدها قالت : رشـا ماتت بعد ما انفك تأثير السحر بفترة ! .

غيمة كبرياء 28-07-16 03:53 AM

رد: حبات مطر من غيمة الشتاء | بقلمي .
 
الغيمة الثـالثة :
حبة المطر الرابعـة :


نظرت [ ميّـادة ] إلى [ أحمد ] بعدها قالت : رشـا ماتت بعد ما أنفك تأثير السحر بِفترة .
اتسعت عينيّ [ مراد ] و [ أحمد ] في وقتٍ واحد ، فالخبرُ كان كالصاعقةِ على الاثنين ، فقد كانت كلماتُ [ ميّـادة ] أقوى من أن يُصدقها [ مُراد ] .. كانت أكبر من أن يصدقها قَلبه ، أحس [ مُراد ] بِوخزٍ يؤلم قَلبه مما كوّن له ألماً .. ألماً لم يشعر بهِ أبداً في حياته ، لكن ّ [ أحمد ] نطق بكلماتٍ أحسها [ مُراد ] كالبلسم على قلبهِ يشفي الجروح و لكنه حقد على [ ميّادة ] ..
أحمد : ميّـادة ! ،
أردف و هو يلتفت لِـ [ مُراد ] : رشـا ما ماتت بس ..
كان كل شيءٍ بخيرٍ في عينيّ [ مُراد ] إذا كانت [ رشـا ] بخير ، فقد كان يظنُ أنها بخير ، بكل خير ، حتى لو كانت بعيدةً عنه فهو لا يزال يُحبها و أحبها الآن أكثر و أكثر !
قال [ مراد ] و هو ينظر لِـ [ أحمد ] بنظراتِ قلق و سعادة في آنٍ واحد : بس ؟
ظلَّ [ أحمد ] و [ ميَّادة ] يتبادلانِ النظرات لِبعض الوقت ، و [ مُراد ] عالقٌ في الوسط لا يدري ما مغزى هذهِ النظرات ، و في نفسِ الوقت هو يريد أن يعرف لماذا كذبت [ ميّادة ] !
أحمد : رشـا فقدت الذاكرة ! .
لا يعرف [ مُراد ] أَ يفرحُ ؟ أم يحزن ؟ .. يفرح لأنّ صدى ضحكاتها لا يزال يتردد على هذهِ الأرض ، و يحزن لأنهُ لم يعد جزءاً من حياتها ، فقد فقدت [ رشـا ] أوراق حياتها السابقة ، فقدتها بلا عودة .
ابتلعَ [ مراد ] كل الحزن و القهر ليسأل : تعرفوا عنها شي ؟
[ ميّادة ] بنبرةِ حادة : لا !
جاء [ أحمد ] ليتكلم لكن [ مُراد ] قاطعه : و بعدين معاك انتِ؟ أبفهم ! .
لم تنطق [ ميّادة ] بـأي حرف ، لكنها لم تكن تكره [ مُراد ] أبداً ، كل ما في الأمر أنها تحملهُ مسؤولية ما حدث و هي تعرف أنه لا ذنب له ! ، كانت تحقدُ عليهِ لأنهُ لم يقدم أيَّة مساعدة لِـ [ رشـا ] و هو الآن يُمثل أنه لا يعرف أي شيء ، فكلُ عائلته على علمٍ بذلك ، لِذا فهي متأكدة فقط أنهُ يكذب و يكذب و يكذب ! ، وقفت دون أن تنظر إلى وجه [ مراد ] فقط التفتت لِـ [ أحمد ] لِتقول : أنا راجعة .
أحمد : ميَّـ..
لم يكمل [ أحمد ] لأن [ ميَّـادة ] لم تُعطهِ أيَّة فرصة ! ، فالتفت لِـ [ مراد ] : رشـا فِ نيوزلندا !
مراد : نيوزلندا ؟
أحمد : أيـوا ، عندها أهل هناك و فِ هالوقت تدرس بِـ [ .....] ، و أنا و [ ميّادة ] بعد ، انت قرر إلي رح تسويه ! .
وقف و أردف : أنا بعد رايح .

غيمة كبرياء 28-07-16 03:55 AM

رد: حبات مطر من غيمة الشتاء | بقلمي .
 
الغيمة الرابعة :
حبة المطر الأولى :

لم يكُن أمام [ مُراد ] سوى خيارٍ واحد و هو الذهابُ و اللحاقُ بِـ [ رشـا ] ، لِذا عاد سريعاً للمنزل و هناك تصفح كُل شبكات و مواقع الطيران للذهابِ في أقرب رِحلة ، و الوقت الآن هو الـحادية عشر مساءً ، و أقرب رحلةٍ بعد ساعتين فَحجز دون أي يفكر بِالعواقب ! ، كان خارجاً ليخبر أحداً من أهلهِ بالأمر ، فرأى أمامه أخوهُ [ فِراس ] ، لِيسأله : ليش ما خبرتوني ؟
ردّ [ فراس ] و هو مستغرب : شاللي ما خبرناك ؟
مُراد : السحر !
قال [ فراس ] : أي سحـ ...
بعدها استدرك الأمر و قال : عرفت ؟
بعدها أردف و عرف أن هذا السؤال ليس في محله ليجيب بصدق : أنا ما عرفت إلا متأخر و بنفس الوقت قالوا لا تخبروا مُراد !
قال [ مُراد ] و شُعلةٌ من الإصرار تخرج من عينيه : رح ألحقها .
ابتسم [ فراس ] ليقول : نيوزلندا ؟
استغرب [ مراد ] : شعرفك ؟
فراس : إلي خبروك إياه خبروني إياه ! .
مُراد : أوكيه ، خبروك ليش هي هناك ؟
فراس : الي سمعته انه جدتها أصلها من هِناك و أبوها عايش هناك من زمان ! .
مُراد باستغراب : أبوها ؟
فراس : أنا ما أعرف التفاصيل ، اسأل ربعك !
عرف [ مراد ] أنَّ [ ميَّادة ] و [ أحمد ] يخفون عنهُ الكثير ، فالتفتَ لِـ [ فراس ] ليخبره بذهابهِ لكن [ فراس ] سبقه و وضع يده على كتفه و قال له : روح ، و أنا رح أحل كل شي هنا ! .
ابتسم له [ مراد ] بامتنان و ذهب ! ، ذهب ليلحق [ رشـا ] قبل أن تبتعد و لا تعود أبداً .

استغرق [ مُراد ] قُرابةَ اليوم تقريباً ليصلَ إلى نيوزلندا ! ، و ما فاجأهُ أنهُ رأى [ ميَّادة ] و [ أحمد ] أيضاً .. فاقترحوا عليهِ أن يعيش معهم ! ، ففي الحقيقة [ ميَّادة ] و [ أحمد ] أخوانِ من الرضاعة أيضاً ، وافقَ [ مُراد ] ! .
بعد ساعات ، ذهبوا ثلاثتهم لمكانٍ كان قد سبق لِـ [ رشـا ] أن أخبرت [ ميَّادة ] و [ أحمد ] أن يأتيا إليهِ ، و ظنَّ الجميع أن هذهِ أيضاً فرصةٌ مناسبة لِكي تعرف [ مُراد ] .
كان [ مُراد ] يُقارن بين هذا اللقاء و اللقاءِ الأول الحقيقي لهما حين سكبتِ القهوةَ على لوحتهِ التي كان يرسمها عليها [ ميَّادة ] !
حينما وصلوا للمكان المنشود ، فُتحت عينا [ مُراد ] بأكملها ، كانت الصدمة واضحة على وجهه حين كانا [ أحمد ] و [ ميّادة ] ينتظرانِ ردة فعله ! .
ليقول لهما : سوزان ؟ هذي شجابها ؟
و لكن [ رشـا ] و [ سوزان ] اقتربتا منهم فلم يُجب عليهِ أحد ، و لكن موقف [ سوزان ] كان شبيهاً تماماً لموقف [ مُراد ] !
فقال [ أحمد ] : مُراد ،
لِتقاطعهُ [ رشـا ] : ربيعك الي كنت تكلمنا عنه ؟
هزَّ [ أحمد ] رأسه بالإيجاب .
كان [ مُراد ] سعيداً لرؤيتها ، فقد أصبحت [ رشـا ] أكثر عفويةً و مرحاً ، لم تعد تبدو عليها نظرات البؤس أو الحزن !
لِتقول [ سوزان ] : شجابك انت ؟
ليرد عليها [ مُراد ] : انتِ الي شجابك ؟
لِتقول [ رشـا ] باستغراب : سوزان تعرفيه ؟
لتقول [ سوزان ] : كان يدرس معي قبل كم سنة .
لتردف : رشـا اختي .
وقعَ أثر هذهِ الجملة على [ مراد ] كالصاعقة ، لينقل بصرهُ إلى [ ميًّادة ] و [ أحمد ] و اللذان بدورهما أكًّدا قول [ سوزان ] بتحريك رأسيهما فقط ! .
في الحقيقة كان ينتابُ [ رشا ] شعورٌ لم تستطع تفسيره ، فهي منذ أن فقدت ذاكرتها لم ينتابها مثل هذا الشعور أبداً .. كانت تحس بأنها التقت هذا الذي يُدعى [ مُراد ] من قبل ، تحس أنه قريب رغم أنه في الحقيقة بعيد .. و بعد جلسةٍ شِبه طويلة مليئةٍ بأحاديث َ كثيرةٍ و متنوعة ، لم يكن [ مُراد ] يفكر إلا في طريقةٍ لتتذكرهُ [ رشا ] مع أن هذا الشيء مستحيل ، فقد طوت [ رشا ] أوراق الماضي للأبد ! ، و بعد أن انصرفوا الثلاثة [ مراد ، أحمد ، ميادة ] ، قالت [ رشـا ] لِـ [ سوزان ] :
أحس إني شفت هذا الانسان قبل .
ابتسمت [ سوزان ] بألم : ما أعتقد .
لم تزِد [ رشـا ] كلمة أخرى لأنها تعلم أنه لن يصدقها أحد .. لكنها تصدقُ قلبها الذي يقول ُ لها أنها قد سبق و قابلت [ مراد ] في مكانٍ ما .

تمرُ الأيام و تتقاطر الأشهر و لا يزالُ [ مراد ] يحاول تذكير [ رشـا ] بهِ ، و لكن بدون أيَّة فائدة ! ، و حين أرخى [ مُراد ] آمالهُ و أحلامه و قطعها تماماً ، تأتي [ ميّادة ] التي كانت تلومهُ و تجعلهُ السبب في كل ما حدث ! ، لتقول له :
رح أساعدك ، رح أحاول أذكر رشا مع انني متأكده انه مافي فايدة ، بس اعرف انه هالشي عشان رشا ، ما عشانك .



،

أستودعكُم الله الذي لا تضيعُ ودائعه .
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين .
| لا أحلل نقل الرواية دون ذكر اسمي | .

غيمة كبرياء 28-07-16 03:59 AM

رد: حبات مطر من غيمة الشتاء | بقلمي .
 
- السلآم عليكم و رحمة الله و بركاته ..

شكراً لجميع من هم في ليلاس .. ففي الحقيقة قد كتبتُ روايتي هذه في منتدىً آخر في يناير ، و لكنني قررت المجيء إلى هنا ، علَّني أجد من يدعمني و يأخذ بيدي نحو تحقيق النجاح الذي أريد ..
لذا و أخيراً بعد أن أنزلتُ كل الأجزاء التي كتبتها هناك ..
ستكون حبة المطر التالية في نهاية هذا الأسبوع ..

و شكراً للاخت FANANAH~ فقد كان لتعليقها أثر ايجابي عليّ .

أستودعكم الله الذي لآ تضيع ودائعه

| غيمة كبرياء | .

غيمة كبرياء 30-07-16 01:27 AM

رد: حبات مطر من غيمة الشتاء | بقلمي .
 
بسم الله ،
لا تشغلكم عن الصلاة و ذكر الله .


الغيمة الرابعة :
حبة المطر الثانية :


تمرُ الأيام و الأشهر و تنتهي ، و في الخامس عشر من شهر فبراير لعامِ ألفين و ثلاثة عشر ، و الذي كان يوماً ماطراً ، كانَ [ مُراد ] مستلقٍ على سريرهِ و عيناهُ مُرتكزتانِ على السقفِ ، في الحقيقة بعد كل ما حدثَ في الأمس يعتقدُ أنهُ فقد كل أملٍ قد يعيدُ له [ رشا ] ، و لكنه في ذاتِ الوقت نادم لأنهُ لم يفعل شيئاً حين طلبت عائلة [ رشـا ] منهُ الانفصال سوا الانفصال ! ، فلو أنه تخلى عن كبريائهِ سراً و حاول معرفةَ السبب ، لكان قد فعل شيئاً بكل تأكيد ، و في ذات الوقتِ كان يعتقدُ أن [ رشا ] فقدت ذاكرتها بسبب صدمة نفسية و ليس بسبب إصابة في الرأس كما هو الواقع ، لأنها لو فقدتها بسبب صدمةٍ نفسية لكان من السهلِ عليها استعادةُ ذاكرتها عن طريقِ المكان و الأشخاص كما يظن هو .. وقفَ [ مُراد ] بالقربِ من النافذة يراقب الغيوم الماطرة التي تشبه قزحيتي عينيّ [ رشا ] حين تذكر كل ما حصل بالأمس و ابتسم بسخريةٍ على نفسه :
كان الجميعُ قد اتفقوا على اللقاء في مكانٍ قريب لطالما التقوا فيهِ خلال كل هذه الأشهر ، و لكن اليوم الأمر مُختلف لأن [ سوزان ] من طلبت منهم ذلك و قد جاءت دون [ رشا ] ، و لكنها جاءت بصُحبةِ [ حور ] التي لم يروها سوى مراتٍ عديدة تُحسب على أصابع اليدِ الواحدة ، كانت علاماتُ الاستياءِ ظاهرةً على كل ٍ من [ حور ] و [ سوزان ] حين قالت [ سوزان ] :
رشا رح تتزوج ! .
انتقلت أنظار الثلاثةِ [ مُراد ، أحمد ، ميّادة ] إليها و هي مفتوحةٌ بأكملها ، ففي الحقيقةِ ما سمعوهُ كان صدمةً بالنسبةِ لهم .. رشا ستتزوج ؟
ميّادة : أنتِ أكيد تمزحي ؟
سوزان : و هالشي ينمزح فيه ؟
حُور : هذي الحقيقة ! ، و بنفس الوقت عرسها الأسبوع الجاي .
أحمد بصدمة : الأسبوع الجاي ؟ بهالسرعة ؟
حُور : أنا بعد انصدمت ، ليش بهالسرعة ؟ مع انها ما كانت تعرفه و لا شي .
ميّادة : عادي .. نقدر نعتبره زواج تقليدي ، بس شالحل ؟
كانَ الجميع لا يريدُ من [ رشا ] أن تتزوج من هذا الشخص .. لا أحد يريد لأجلها و لأجل [ مُراد ] ، مع أن [ مُراد ] هو الشخص الذي يملك رغبةً أكبر لمنع هذا الزواج إلا أنه لم يتحدث و لم ينطق بأيًّة كلمة إلَّا حين ذهب الجميع و لم يبقى أحد سوى [ حور ] لأنها في الحقيقةِ كانت تُريد التحدث إليه .
حور : صدقني أنا حاولت أمنعها بس ما قدرت ، هي مقتنعة ! .
مُراد : إلي رح تتزوجه من هنا ؟ و لا رح ترجعوا الخليج ؟
حُور : لا ، أهله كلهم هنا .. أصلاً خالتي ما رضت ترجع و مراد ما رضى يرجع إلا عشان رشـا .. كلهم رجعوا لعمي مع انه بصراحة دمر حياتهم عشانها ، بس أنا و خالتي رح نرجع أول ما تتزوج رشـا .
صمتت قليلاً ثم أردفت : قلت كل هذا ، لأنني أعرف انك مستغرب ليش رجعت رشا لأبوها و من هالكلام ، و اذا تبغى تعرف كيف عرف أبوها رح أخبرك ، عرف لأنه من زمان ما تركهم و كان يراقبهم من بعيد لبعيد ! .
مُراد : هذا الشي ما يهمني بهالوقت ، بس خلاص رشا راحت و ما أقدر ارجعها .
عاد [ مُراد ] بذاكرتهِ على صوتِ البرق ، كان يفكر للرجوعِ للمنزل فلو أن [ رشا ] ستتزوج و تكمل حياتها ، فلماذا يبقى هو هنا؟ ، فقد تعب من كل ما قد جرى له ، لكن حبل أفكارهِ انقطع للمرةِ الثانية بعد دقائق حين اتصل أخوهُ [ فراس ] و كانتِ الأجواء قد هدئت ! .
فراس : شصار عليك ؟
مُراد : ما صار شي مهم ، خلاص هي راحت و ما رح ترجع .
انصدم [ فراس ] و ظنَّ شيئاً آخر مخالفاً لمقصد [ مراد ] ليقول بأسى : الله يرحمها .
ضحك [ مراد ] مع أنه لا رغبةَ له بالضحك ، لكن ردة فعل [ فراس ] أضحكته : بسم الله عليها ما ماتت .
أردف بجدّية و أسىً ممزوجين : رح تتزوج .
ليصمت و يردف من جديد : واحد غيري .
حاول [ فراس ] بقدرِ المستطاع تخفيف أوجاعِ أخيه حتى يختم جمل المواساةِ بِـ : يومين و أكون عندك .
مُراد : يومين و تكون عندي ؟
فراس : أيوا ،
بعدها أردف بنبرةٍ لم يفهمها [ مُراد ] ءَهي عتاب أم ماذا ؟ : و لما تكون فاضي كلَّم أمي دايماً تسأل عنك .
بعد ما أنهى [ فراس ] المكالمة ، وضعَ [ مراد ] الهاتف في جيبهِ ، و تذكر أمهُ فجأةً و كم هو مقصر في حقها ! ، مع أنها لطالما كانت ورقتهُ الرابحة ، إذا قال والدهُ له لا تدخلت أمهُ لتقنع والده بأيَّة طريقة ، و لطالما كانت سعيدة بأنه سيتزوج ، مع أنه في السابقِ كان يقول لها أنه لن يتزوج أبداً ، و لكن [ رشا ] دخلت حياته لتقلبها رأساً على عقب ، هو يعلم أن حياة أمهُ مملة ، فهي لا تملك إلا هو و [ فراس ] و والدهما مشغولٌ بالعمل و هما كذلك ، و في ذاتِ الوقت قد أكمل [ فراس ] التاسعة و العشرين من عمرهِ قبل أشهر و لا يزال كما هو ، لم يرتبط إلى الآن .. و أما هو فسيكمل بعد أشهر من الآن الـسابعة و العشرين ، فهو يكبر [ رشـا ] بعامين اثنين مع انهما درسا سويّة ، و لكن [ رشـا ] دخلت للدراسة في الصف الأول الابتدائي متقدمة بسنة ! ، حينما هو قد أجَّل سنةً دراسيةً كاملة في الفترةِ التي مرضت فيها أمه ، ليكون بقربها و لا يكون بعيداً عنها ، فلو أن [ رشا ] درست مع من هم في سنها و لو أن والدته لم تمرض ، لربما لما مرّ بما يمر به الآن ، و لكن هذا الكلام غير مفيدٍ الآن ، و في ذاتِ الوقت هو يتسائل ، فقد قضى مع [ رشا ] شهور عدة لكنها إلى الآن لم تتذكره ، و لم تلمح له حتى أنها تتذكره ! .

،

في الجانبِ الآخر من المدينة ، كانت [ رشا ] جالسةً على طرفِ الغرفة و هي تمسك رأسها بكلتا يديها ، الصداعُ يغزو رأسها و ترى صوراً مشوشة كالعادة في هذه الـ6 أشهر ، بعد فقدانها لذاكرتها ! ، ترى مُراد .. ميّادة .. أحمد بكثرة ، تراهم أكثر من الجميع ، لكنها لم ترى أختها [ سوزان ] سوى مرتين اثنتين ، و لم ترى والدها أبداً .. كانت تحس بمشاعر غريبة منذ أن رأت ذاك الشاب المدعو [ مُراد ] لكنها الآن تعتقد ُ أنهُ قد كان جُزءاً من ماضيها الذي فقدته ، و في ذات الوقت الصُداع يزداد و صورٌ مشوشةٌ عديدة تزور ذاكرتها و ترحل سريعاً و هي لا تستطيع سوى أن تتألم .. و مع شدةِ الألم أصبحت تُبعثر الأشياء الموضوعةَ فوق تسريحتها و طاولتها المكتبيةِ و تصرخُ أحياناً ! ، فقد كانت [ رشا ] تعاني من هذا الصداع و الذكريات المشوشة على فتراتٍ متباعدة طوالَ هذهِ الأشهر الستة .
في الجانبِ الآخر من المنزل كانت [ سوزان ] تجلسُ في حديقةِ المنزل أو كما يسمى الفناء الخارجي للمنزل ، كانت تفكرُ في أنها لم تكن بذلك السوء الذي يجعلها تقتل أحداً من أجل مسابقةٍ غبية لا تعنيها بتاتاً و لكن وُجب عليها التمثيل ، صحيحٌ أنها لم تكن تعرف أن [ رشا ] اختها و لكنها في ذات الوقت حتى لو كانت تعلم ، لما تغيّر شيء ! ، فلطالما حاولت أن تفعل شيئاً حسناً لِـ[ رشا ] ، فلطالما عاشت وحيدةً مع والدها دون أم أو أخت أو أخ .. لذا أرسلت مذكرة [ رشا ] التي وجدتها بين أشياءها لِـ [ مُراد ] ! .. قطع حبل تفكيرها ، صوتُ أخيها [ مُراد ] : أختي الجميلة .
نظرت إليه [ سوزان ] : انقلع .
ليرد عليها : الحياة غريبة ياخي .. صح ؟
نظرت للفراغ الذي أمامها دون أن تلتفتَ إليه : واجد ، لدرجة إني ما توقعت بيوم من الأيام انه واحد نفسك يطلع أخوي .
ليردَ عليها بذاتِ النبرةِ التي تكلمت بها : و لا أنا توقعت انه وحدة مثلك تطلع اختي .. المهم كم عمرك بهذا الوقت ؟
سوزان رمقته بنظرةٍ بعدها أجابت : 22 .. خير ؟
مُراد يقول بعد تفكير : 5 سنوات ! .
لتردَ عليه بدون أي انفعال مع انها فهمت مقصده : و انت أعتقد .. أمم 6 صح ؟
بعدها أردفت بنبرةٍ شبه حازمة : هذا الشي ما عاد يهم ، أهم شي أمك و البقية يروحوا من هنا بأسرع وقت .
مُراد : حتى أبوي .. و ربعك ، لازم كلهم يروحوا من هنا .
في الحقيقةِ علاقةُ [ سوزان ] بأخيها [ مُراد ] ليست متوترةً أو غير قوية .. هي قويةٌ فعلاً و لكن الاثنانِ يرفضان الاعتراف بالطرفِ الآخر كأخٍ .. أو بشكلٍ عام كقريب .. لماذا ؟!

،

بعد يومين تماماً .. يسمعُ [ مُراد ] الذي كان جالساً يتأملُ الفراغَ بيأسٍ صوت الجرس ، ليفتح الباب ، فتفاجأ حين رأى أنهُ [ فراس ] ، ليقول : ما خبرتني كنت رح أجي المطار .
ليرد عليه [ فراس ] : ما لازم ، و لا تستغرب كيف عرفت عنوانك ا..
قاطعهُ [ مُراد ] : أيوا .. الله يخلي أحمد .
ليضحك [ فراس ] و تتضحَ غمازةُ وجنتهِ اليمنى ، ليقول [ مُراد ] : ادخل ، و لا تبغى تجلس قدام الباب ؟
بعد أن دخل [ فراس ] قال : حالتك صعبة ، لا تخاف إلي سويته بآخر شهرين ما بيروح ببلاش .
التفتَ إليه [ مُراد ] و الحيرةُ ظاهرةٌ على وجهه : إلي عرفته إنه أول 6 شهور بعد ما يفقد الانسان ذاكرته هي أهم فترة ، و أحسن فترة ليتذكر .
هزَّ [ مُراد ] رأسه بالإيجاب بمعنى أنه فهم ، و قد اشتعلتَ جذلةُ نور في قلبه ! .

،

في ذاتِ الوقت ، في أحد المتنزهات القريبة ، كانت [ ميّادة ] تجلس لوحدها مُنتظرةً [ رشا ] ، ظلَّت تراقب ساعتها ، فقد تأخرت [ رشا ] لربع ساعة ! .. بعد دقائق جاءت :
رشا : تأخرت ؟
أجابت [ ميّادة ] : لا .
قالت [ رشا ] بنبرةٍ جادة : ميّادة ، اوعديني انك ما رح تكذبي عليّ؟
ركزّت [ ميادة ] عينيها المليئتين بالاستغراب على [ رشا ] : صاير شي ؟
أعادت [ رشا ] كلماتها بنفس النبرةِ الجادة .. لا بل أكثر جديّة : اوعديني انتي .
قالت [ ميّادة ] بعد تفكيرٍ عميق و تردد واضح : أوكيه ، أوعدِك .
لتقول [ رشا ] : أنا أعرف انك تعرفيني من كم سنة ، مُراد .. كان بحياتي صح ؟ يعني كنت اعرفه من قبل لا أفقد ذاكرتي .
ظلّت [ ميادة ] صامتةً دون أن تنطق بحرفٍ واحد ، لِتردف [ رشا ] :
من أول مرة شفته فيها و أنا حاسة بشي غريب ، شعور ما قدرت أفسره ، بس ميّادة انتِ أكيد تعرفي .. صح ؟
بعد تفكيرٍ دام للدقائق و توترٍ بدا واضحاً على وجهِ [ ميّادة ] قالت باقتضاب : صح .
لتقول [ رشا ] : من كان ؟
قالت [ ميّادة ] باختصار : واحد كان يدرس معنا ، علاقتك فيه نفس علاقتك بأحمد .
لتقول [ رشا ] : لا هو أكثر من كذا .
لتقول [ ميّادة ] و هي تقف و تتحاشى النظر لعينيّ [ رشا ] و تنظر لساعتها : تعالي لنفس هالمكان الساعة 6 .
و انصرفت تاركةً [ رشا ] في حيرة ، و لكنها كل ما حاولت تذكر من يكون هذا الانسان تحس بألامٍ في الرأس .. لكنها واثقة أن له مكانةً كبيرة في قلبها ، هي واثقة حتى لو لم يخبرها أحد .. فهي صحيحٌ أنها لا تعرف صلته بها في الماضي ، لكن قلبها يخبرها انها تعرفه ، و أن هنالك شيئاً قد حدثَ بينهما .. و يستحيل ُ أن تكذب عاطفتها ! .

،

بعد أن رحلت [ ميّادة ] من المتنزة ، توجهت حيثُ يقطنُ [ مُراد ] ، هي تفعلُ كل هذا الآن كي لا تحسَ بتأنيبِ الضمير لاحقاً ! .. فهي لا تريدُ أن تكون سببَ تفريق أحد ! .. لذا طرقتِ الجرس مرةً واحدة ، و بعد لحظةِ صمتٍ طويلة ، فتح أحدهم الباب ، لتقول [ ميّادة ] : عطيني مذكرة رشا و لا تسأل ليش .
ظلَّ [ فراس ] ينظرُ إليها طويلاً .. لتقول له [ ميّادة ] : مضيع شي بوجهي ؟
لتردف بعدها : مُراد .. جنيّت ؟
لتسمع صوتَ [ مُراد ] الذي وقف خلف [ فراس ] ، فلم تكن [ ميادة ] تعرف شكل [ فراس ] و ظنّت أنه [ مراد ] فالشبه بينهما كبير : من عند الباب ؟
أول ما رأى [ مراد ] الواقف أمام الباب : ميّادة ؟!
لتقول له دون مبالاةٍ لِـ [ فراس ] : عطيني مذكرة رشا و لا تسأل ليش .
علم [ مُراد ] أن [ ميّادة ] تفعل هذا لتساعده ، فما بدت ذات أسلوبٍ مستفز و عصبي إلا أنها في أعماقها طيبة ، ليذهبَ [ مُراد ] و يعطيها لِـ [ ميّادة ] التي حين استلمتها ذهبت دون أن تنطق بأي حرف ، طوالَ الطريق كانت تفكر ما إن كان ما ستقوم به سيصلحُ الأمور أم يفسدها ، نظرت لساعتها و التي كان عقربها الصغير يشير للخامسة و الكبير للرقم عشرة ، لذا ذهبت فهي تعلم أن [ رشا ] لن تتأخر ، بما أن الموضوع يخص ذاتها القديمة ، و كان ظنًّ [ ميّادة ] صحيحاً فحين وصلت ، كانت [ رشا ] جالسةً على أحد المقاعد ، اقتربت [ ميّادة ] منها و حين وصلت قالت : اقرأي هذي و رح تفهمي كل شي .
بعد تلكَ الجُملة انسحبت [ ميّادة ] دون أيَّةِ كلمةٍ زائدة ! ، فلطالما حذرتهم [ أم رشا ] أنها لا تريد منهم أن يذكروا [ رشا ] بأيٍّ شيءٍ يخصُ ماضيها من أجل مصلحتها ، فَـ [ ميّادة ] تعلم أن [ أم رشا ] تريد مصلحتها و بما أن ماضي [ رشا ] مليءٌ بالآلام و البؤس ، لكن [ ميّادة ] تعرف أن مصلحة [ رشا ] تكمنُ في معرفةِ ماضيها و استعادته ! .

،

بعد سويعاتٍ قليلة ، تماماً بعد أن أنهت [ رشا ] قراءةَ تلكَ المذكرة التي اكتشفت أنها لها في الماضي ، ففي الحقيقة توجدُ فيها الكثير من الألغاز التي لم تستطع حلها ، لكنها عرفت من يكون [ مُراد ] ، و مع كل هذا إلا أن آلام رأسها راودتها من جديد لدرجةِ أنها صارت تصرخُ من الألم ، حتى جاءت [ سوزان ] و رأتها على الأرضِ تمسك رأسها بكلتا يديها : رشا .. رشا صار لك شي ؟ .. رشا !
بعد لحظاتٍ طويلة ، توقف الألم فجأة ! .. و اختفتِ الصور المشوشة و الخيالات التي كانت تزورها كل يومٍ بصحبةِ الصُداع .. لتقول لها [ سوزان ] : ارتاحي انتي الحين ، و أنا برجع بعد شوي .
بعد أن ساعدتها [ سوزان ] على الاستلقاء على السرير ، اطفأت المصابيحَ و خرجت ، و لكن [ رشا ] استيقظت بسرعةٍ حين رأت محتوى آخر رسالةٍ أرسلتها [ ميّادة ] ، لترتدي معطفها فالجو بارد ، و تتسللُ ببطئٍ حتى تخرجَ من الباب ِ الخلفيةِ دون عِلم أحد ، و تمشي لوحدها فِ الشارع متوجهةً لحيثُ يعيشُ [ مُراد ] .
في نفس المنزل .. بعد نصف ساعة ، كانت [ سوزان ] في غُرفتها وسط مجموعةٍ من الصور التي لطالما مقتتها ، فقد وصلتها هذهِ الصورُ قبل أيام ، و بجانبها [ مُراد ] أخاها الذي هو أيضاً بنفس حالتها ، لتقول : ما رح يخلونا و يقطعوا الشر .
لتردف : اعتقد اني خلاص رح أسلم نفسي ! .
ليرمقها [ مُراد ] بنظراتٍ ما بين الغضبِ و الاستغراب : مجنونة انتِ ؟ مجنونة !
كانت تُريد أن تردَ عليه لكن رسالةً من رقمٍ غريب قطعت حديثها و قد كانت بالانكليزية :
[ 90.2s ، استمتعي بالغوصِ في بحر الندم و العيش في سماء المُعاناة ]
فتحت [ سوزان ] كلتا عيّنيها حين رأت نهاية الرسالة :
[ vox 9 ] .
و في ذاتِ الوقت كانت قد وصلت رسالة لِـ [ مُراد ] :
[ 50.20M ، استمتع بالجنازةِ و ارتدِ الأسود و تحمّل نظراتِ اللوم
Vox 9 ] .
لينظر َ [ مراد ] أيضاً لِـ [ سوزان ] و يقولا في وقتٍ واحد : رشا !
ليخرجا في نفس الوقت و هما يجريان لغرفتها التي كانت خالية ، أمسكت [ سوزان ] بشعرها و أعادته للخلف كما تفعل حين تكون متوترة : وين راحت ؟!
التفتت لِـ [ مُراد ] الذي كان قد وقعت عينهُ على المذكرةِ و فهم كل شيء ليخرجَ سريعاً و [ سوزان ] وراءه ، كانا يجريان و قلوبهما تخفق بقلقٍ و خوف ، كانا خائفانِ من أن يحصلَ مكروهٌ لِـ [ رشا ] ، ليقف [ مُراد ] عن الجري حين اتصلت به أمه لِتصدمهُ بصوتها المصدوم البائس ، بِـ : الحق ، اختك ماتت ! .

،
لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنتُ من الظالمين .
اللهم صلِّ على محمد ،
| لا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي | .
أنتظر ردودكم و توقعاتكم فلا تفصلنا عن النهايةِ سوى بضعِ حبات مطر .


الساعة الآن 05:09 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية