منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   حبات مطر من غيمة الشتاء | بقلمي مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/t202507.html)

غيمة كبرياء 27-07-16 12:25 AM

حبات مطر من غيمة الشتاء | بقلمي مكتملة
 
رواية : حبات مطر من غيمة الشتاء ..
للكاتبة : | غيمة كبرياء | .

**

المقدمة :
هو شتاءٌ تغيّرت فيهِ أنا ،
هو شتاءٌ كُسر فيه كبريائي و حُطِّم فيه غروري ،
هو شتاءٌ نزع بقسوتهِ تاج الجمال من على رأسي ،
هو شتاءٌ فقدتُ فيه نفسي ! .

**


أعرف حدود ديني و لا أحتاج مناقشةَ فيها .

موعد الجُزء حالياً : غير محدد .

* سأنزل العديد من الأجزاء كوني أنزلتها في منتدى آخر .

غيمة كبرياء 27-07-16 12:27 AM

رد: حبات مطر من غيمة الشتاء | بقلمي .
 
الغيمةُ الأولى :
حبّةُ المطرِ الأولى :

في يومٍ ديسمبري مُقمر و بارد بدأتِ الحكاية و انتهت !

قُرعت بابُ غرفة السيدِ الصغير مثل ما يُسمى ! ، فدخل الخادم و قال : " استاذ ، هذا الظرف وصل لك " .
فحرّك السيدُ الصغير رأسه بالإيجاب ليخرجَ الخادم ، وقف بعد أن كان جالساً على الكنبِ البني المزُخرف خشبهُ الجانبي ، ظلّ يقلب المُغلّف و هو يفكر ماذا عساهُ يحوي ؟
فتحهُ فبدت علاماتُ الاستغرابِ و هو يرى دفتراً رمادياً متوسط الحجم مُزخرفاً بزخارف بيضاء ناعمة !
كان شيءٌ ما في داخلهِ يخفقُ بشدة و يُخبرهُ أن هذا الدفتر الجميل يخصُ " رشـا " لكن عقلهُ ينفي هذا ! .
وجّه نظرهُ للساعةِ المعلقةِ على الحائط ، كانت تشيرُ إلى الساعةِ العاشرة ، بعدها بدأ يقلِّب صفحاتِ الدفتر بشكلٍ سريع كانت كُل صفحةٍ تختلف عن الأخرى في لونِ الخط و لونِ الزُخرفة المرسومة على طرفِ الصفحة ، توّقع أنه سينهي قراءتهُ كاملاً بحلولِ الفجر .

جَلس على الكنبِ البني الفاتح مُقابلَ الشرفة المفتوحة ِ و النسيمُ العليل يصطدمُ به ..
فتح أول صفحة و كان مكتوباً عليها بخطٍ عريض :
وُلدت لأموت !

كان يريدُ بشدةٍ أن يعرف من هو مالكُ هذا الدفترِ ؟ و لماذا أرسله ؟ و في هذا اليوم بالذات ؟ و في هذا الوقت شبه المتأخر ؟
لكن السبيل الوحيد لمعرفة الإجابة هي أن يُكمل قراءته ، ففتح الصفحة التي تليها كان المكتوبُ بخطٍ جميل و واضح بلونٍ زبرجدي :
[ الأول من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر :
مُذكرتي الجميلة :
هذا اليومُ هو أولُ يومٍ أذهبُ فيه للعاصمة الأمريكية ، و أنا أعلمُ أنني سأحتاج لأشهر أو سنوات لأتأقلم مع الناس ،
في الحقيقة ..
أنا أكرهُ الأشياء الجديدة ، و أحبُ كل شيءٍ قديم ، و أحب الاحتفاظ بذكرياتي !
اليوم عندما كنتُ في ذاك الكُوفي شوب ، أوقعتُ كوب القهوة الخاصِ بأحدهم على الرسمةِ الخاصةِ بهِ أيضاً ! ، اعتذرتُ له و لكنني ندمت لهذا ، فقد كان شاباً أحمقاً و متعجرفاً و متعالياً أيضاً . ].
ضحِك مُراد على الكلمات التي وصفتهُ بها و عاد أيضاً بذاكرتهِ للوراء ، لأول لقاءٍ جمعه بِـ [ رشا ] ، لم يصدمها و تتساقط كُتبها و يحبها من النظرةِ الأولى ! ، لا كان لقاءً نادراً و غريباً .. غريباً للغاية ، ابتسم [ مراد ] و هو يتذكر أحداث ذلك اليوم الجميل :
في الكوفي شوب :
كانَ [ مُراد ] هاوياً للرسم ، لذا كان يرسمُ في كلِ مكانٍ يذهب إليه ، كان يرسم لوحةً جميلة على ورقةٍ متوسطة الحجم و القهوةُ السوداءُ بجانبه حينما مرت فتاةٌ و هي تلف وشاحاً أسوداً على رقبتها ، نزعته لتضعهُ جيداً لكنها بدلاً من ذلك ضربت كوب [ مراد ] فأنسكب على اللوحة !
اتسعت مُقلتاها السوداوان و هي ترى القهوةَ تبلل الورقة و الحبر يبهت و الكوب واقعٌ على الطاولة و مكسورٌ طرفُه العلوي .
قالت و هي ترتجف خوفاً ، لا شك أنه سيقتلها ، قالت بالانكليزية : أنا آسفة ، لم أكن أقصد !
رفعَ رأسه و وجهه خالٍ من أي تعبير ، قال بنبرةٍ جافة : ليست مشكلة .
و ابتعد ، ابتعد من دون أن يسمع منها أي شيءٍ آخر .
بعدها ذهب مُراد لجامعته ، و كالعادة رأى ميّادة و أحمد ينتظرانه ، بسطت ميّادة يدها لأحمد و قالت : وين رسمتي ؟
بدأت علاماتُ الاستياءِ تطغى على وجهِ مُراد : في وحدة بالكوفي شوب ، من غباءها كبت القهوة على الرسمة .
ميّادة باستياء : لو شفتها بكسر لها راسها !
قال أحمد : فكري بطريقة تدل على انك بنت ، ما كل وقت أكسر و أقتل و اذبح ، و بعدين يمكن رح تشوفيها بيوم من الأيام ، بس وقتها ما رح تكسري لها راسها ع قولتِك .
ميّادة : ليش؟
أحمد و هو يبتسم : مُراد ما رح يسمح لك ، لأنه من يعلم يمكن بذاك الوقت تكون هذي البنت جُزء من حياته .
ميّادة : انت مجنون .
مُراد : شكلها الأفلام مأثره عليك واجد .. انقلع قدامي ! .

أدركَ مُراد الآن أنا أحمد كان مُحقاً ! ، كان مُراد يقول دائماً أنها صُدفة لكن أحمد شخصٌ لا يقتنع بشيءٍ يُسمى صُدف لذا كان دائماً يقول : [ ما في شي في الحياة اسمه صدفة ، كل شي صار لسبب ] .

بعدها طوى مُراد هذهِ الصفحة و قرأ التي تليها :
[ الثاني من سمبتمبر لعام ألفين و أحد عشر :
مذكرتي الجميلة ..
اليومَ ذهبتُ للجامعةِ أيضاً لكن الوضع هنا مختلف عن الثانوية ! فهناك في الثانوية كان أصدقاؤنا معنا ، أما هنا ؟ قد نموت و لن نجد أصدقاء صالحين ، و قد نجدُ و لكنهم في أغلبِ الأحوال لمصلحة كالدراسة ِ أو السكن ! ، هنا لا نستطيع أختيار أصدقائنا كما في المدرسة ، هنا الشريكُ في السكن صديق ! و من نضطر للذهاب عنده لشرح شيءٍ ما صديق ! ، في الحقيقة مِقتُ هذهِ الحياة و أريدُ العودةَ لوطني ، صحيح أن هذا اليوم ليس سوى ثاني يوم ، لكنني لم أستطع التأقلم ، خصوصاً أن هذهِ الجامعة جمعتني بذاكَ المتعجرفِ مرةً أخرى ! ] .

عاد مُراد بذاكرتهِ للوراء للمرةِ الثانية !
في منتصف ِ المحاضرة ، التفتتِ الفتاة الجالسة بجانبه و قالت له : ممكن قلم ؟
لأول مرة ينظر إليها فكانت هُنا الصدمة : انتي ؟
قالت هي : تتكلم عربي؟
قال: لا هندي ! .. خذي
و أعطاها القلم .

في الحقيقةِ كان مراد عندما يتذكر هذا الموقف يبتسم ، لأنهُ كان يحس أنه موقف غبي ! و سخيف !

قرر مُراد أن يقرأ الصفحة التي تليها :
[ الثالث من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر :
أتعلمين يا مذكرتي ؟
ذاك المتعجرف سائقُ تاكسي ! ، في الحقيقة مع أنني أكرهُ الاعتراف بهذا لكنني سأعترف ، لم يكن من الواضح عليه أنهُ سائق تاكسي ، فكل شيءٍ فيه كان يدلُ على أنه من أسرةٍ غنية ! ] .

تذكر مراد و ضحك بشدة ، مع أنه عندما كان يتذكرُ هذا الموقف في الماضي كان يحقدُ على رشا :
[ كانت متأخرةً على الجامعة ، فجلست تلّوح بيديها لتوقف أي سيارةِ أجرة بسرعه ، بعدها توقفت احد السيارات و أخبرته بالمكان ، بعد لحظات عندما رأت وجههُ صدفةً ماتت ضحكاً ! : انت تسوق تاكسي ؟
قال مُراد باستياء : انطمي .
كانت رشا لا تسخر منه لأنه يقودُ سيارة أجرة ، في الحقيقة لا تدري لماذا !
أما مُراد عندما أوصلها قال لها بدونِ نفس : انقلعي !
أما هي فنظرت إليه بنظرات حقد و نزلت !
في الحقيقة سيارةُ الأجرة هذه لم تكن لِـ مُراد بل لأحد أصدقاءه و لكنه كلّفه بقيادتها إلا أن يعود !

غيمة كبرياء 27-07-16 12:28 AM

رد: حبات مطر من غيمة الشتاء | بقلمي .
 
الغيمةُ الأولى :
حبّةُ المطرِ الثانية :

طوى مُراد تلكَ الصفحة و فتح التي تليها ، كانت مُزخرفةً على الهامش بلونٍ رمادي مختلطٍ بوردي ، و لونُ خطِ الكتابةِ كان أزرقاً ! ، تعجّب مراد عندما وقعت عيناهُ على هذه العبارة :
[ السابع من سبتمبر لعام ألفين و أحد عشر ]
من الواضح أنها لم تكتب أي شيءٍ في الأيام الثلاثةِ الماضيةِ ! ،
لِذا أكمل :
[ مذكرتي الجميلة ..
لم أكتب طيلة المدة السابقة ، لأن الحمقاءَ التي تقبع معي في السكنِ قد أضاعتكِ ، في الحقيقة أنا أقدّس الخصوصية بشكل كبير ، و لا أحب لأي أحد أن يمس أشيائي حتى لو كان هذا الـ"أحد" هو أمي ..
بالمناسبة ، في الأيامِ الأخيرة أصبحت أتأخرُ كثيراً ! ، و اليوم صادفتُ ذاك صاحب التاكسي ، بما أنه أصبح يظهر في أيام حياتي بشكلٍ كبير ، سأدعوهُ " الشوفير " ، فاليوم رأيتهُ مجدداً ، و لم أنتبه له إلا في نهايةِ المسافة لأنني كنتُ أحدث أمي بالهاتف ] !
ضحك [مُراد] بشدة على لفظِ " شوفير " ، بعدها ككل مرةٍ عاد بذاكرتهِ للوراء ..
[ في ذلكَ اليوم كانت [ رشـا ] تمشي في باحةِ الجامعةِ الضخمة ، حينما رأت [ مُراد] فجأة و قالت لأمها التي كانت تحدثها بالهاتف و هي تضحك : يا أمي ، قلت لك ألف مرة ما لازم تفتحي موضوع الشوفير مرة ثانية ، هنا في واجد ، لو كنت أبغى كنت حصلت ]
في ذلكَ الوقت كان [ مُراد ] يريدُ كسر رأسها لأنه يظن أنها تعدت حدودها بوصفهِ شوفير !

الصفحة التي تليها :
[ الثامن من سبتمبر لعام ألفين و أحد عشر :
مذكرتي ،
اليوم عندما كنتُ أمشي في الشارع ، رأيتُ إعلاناً لِـ إستئجار شقة ، في الحقيقة أظنُ أن هذهِ الفرصةَ جاءت بنفسها لي ، لذا أتصلتُ بذاكَ الرقم ، و بعدها رأيتها و أظن أنني سأنتقل إليها غداُ ] .

من ذكريات مُراد :
كان الأصدقاءُ الثلاثة مجتمعين كعادتهم :
ميّادة : أنا رح أروح !
أحمد : باقي محاضرتين !
ميّادة : رح ألحق عَ الثانية ، بس لازم أروح .

في ذلك الوقت لم يكن [مُراد] يعلم ، أن [ميّادة] بفعلتها هذهِ ستقلب حياتهٌ رأساً على عقب .
و [رشا ] أيضاً لم تكن تعلم أنها بانتقالها لهذهِ الشقة ستقلب حياتها رأساً على عقب !

بعد أيامـ .. [ 12/9/2011] ..

كانت [ميّادة] تتحدث مع فتاة و هي تعطي ظهرها لِـ [أحمد] و [ مُراد ] ، فاقتربت منهما هي و من معها ،
ما إن وقعت عينيّ [ رشا ] على [ مُراد ] حتى صُعقت من هولِ الصدمة و قالت : الشوفير !
ما إن سمع [مراد] تلكَ الكلمة حتى رفع رأسه و أصابه ما أصاب [ رشا ] : انتي شاللي جابِك ؟
ميّادة باستغراب : تعرفوا بعض ؟
مُراد و رشا في وقتٍ واحد : لا !
أحمد بعد تفكير : انتي الي خربتي رسمته ؟
رشا فتحت عينيها من الصدمة : كيف عرفت ؟
أحمد : لأنه مُراد بالأساس نادراً يعامل حد بهذا الأسلوب .
قطع [ مُراد ] كلامه و قال : أنا رايح !
فوقف [أحمد] ليلحقه ،
رشا : إي أحسن !
[ ميّادة ] تسأل بعد أن ذهب [مُراد ] و برفقته [ أحمد ] : كيف عرفتي مُراد و شسالفة الشوفير ؟!
أخبرتها [ رشا ] كل شيء مما جعل [ ميّادة ] تضحك بشدة : أحس قصتكُم بدايتها غبية و غريبة !
رشا بِـ استنكار : قصتنا ؟ ، شكلها الأفلام مأثره عليكِ ، هذي كلها صُدف و بس ! .

و في هذا اليوم كتبت [ رشـا ] :
[ في الحقيقةِ يا مذكرتي اليوم صُدمت كثيراً ، فذاك الأحمق هو أحد أصدقاء ميّادة ! ، و يُدعى " مُراد " أعتقد أن هذا الأحمق لا يستحقُ هذا الاسم ] .
هُنا ضحك َ [مراد] و هو يتذكر كل مرةٍ كانت تقولُ لهُ فيها :
[ انت المفروض ينادوك الشوفير لأنه هالأسم ما يناسب أمثالك ] كانت تقصد اسم مُراد ، كانت [ رشـا ] تحبُ هذا الاسم كثيراً ، و الجميع لاحظَ هذا ، لكن في ذلك الوقت لم يكُن [ مُراد ] يعلم سبب حبها لهذا الاسم ! .
قرأ مُراد الصفحة التي تليها ، كان خطُ الكتابةِ أسوداً و لون الزخرفةِ الطولية المرسومة على الهامش أزرقاً .. أزرقٌ فيه لمحات من اللون الأصفر و الفضي ! :
[ الخامس عشر من سبتمبر لعام ألفينِ و أحد عشر :
في الأيامِ الثلاثةِ الماضية اعتدتُ على وجودِ ذاك " الشوفير " المغرور ، و اليوم فُزتُ في مسابقةِ الجمال ، في الحقيقة هذهِ هي المرةُ الأولى التي اسمع فيها عن هذهِ المسابقة الغبية ! ، أهي الغبية أم أنا ؟ في الحقيقة لا أستطيع الكذب لقد سُعدت بهذا ، صحيحٌ أنني لست فائقةَ الجمال ، و لكن قيل لي أنني أملكُ جمالاً غريبا ] .
بعدما انتهى [ مُراد ] من قراءة المكتوب كان يقول لنفسهِ : كل شيءٍ فيكِ غريبٌ يا رشا ، جمالكِ غريب ، أسلوبكِ غريب ، حتى نبرةُ صوتكِ غريبة ! ، و المواقف التي جمعتنا غريبة ! .

الصفحةُ التي تليها كانت مختلفةً جداً و غريبة ، لا يوجد بها أي زخارِف و المكتوب كان بقلمِ الرصاص ! و التاريخُ كتب بالأرقام :
[ 17/9/2011 ..
سوزان المُتبجحة ، انسانة جديدة غزت حياتي ] !
مرَ طيفُ أول موقفٍ جمع [ سوزان ] ذاتُ الشعر الأشقرِ و العينين الخضراوين بِـ [ رشـا ] ذاتِ العينين السوداوين و الشعر شبه الفاتح :
كانت [ رشا ] تجلس مع [ ميّادة ] و [ مُراد ] و [ أحمد ] كما اعتادوا ، حينما جاءت [ سوزان ] و وقفت بطولها الفارع أمام [ رشا ] : مرة ثانية لا تتحديني !
[ رشا ] لم تكن تفهم ، فَسألت [ ميّادة ] : من هذي؟
فَ أجابت : هذي سوزان ! ، فازت بمسابقة الجمال لسنتين متتاليات .
نظرت إليها [ رشا ] و قالت : أولاً أنا ما أعرف كيف اختاروني ، ثانياً هذي المسابقة ما تهمني !
قالت [ سوزان ] بتكبر واضح : و أنا بعد ما أعرف كيف أختاروكِ .
فهمت [رشا] مقصدها ، لذا قالت : امسحي كيلو المكياج الي بوجهك بعدين تكلمي .
صُدمت [ سوزان ] من ردِ هذه الفتاة ، فانصرفت و لكنها وضعتها في أعلى قائمة أعداءها !

غيمة كبرياء 27-07-16 12:29 AM

رد: حبات مطر من غيمة الشتاء | بقلمي .
 
الغيمةُ الأولى :
حبّةُ المطرِ الثالثة :

[ الثالث عشر من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر :
اليومَ حدثَ شيءٌ غريب ، لم أكن أعرِف ما هو ، أحسست بشعورٍ غريب لم أعرف مـا هو ! ، فَ اليوم كدت أن أموت إن لم يأتي ذاكَ المتعجرف لمساعدتي ] ..

بعيداً عن ذكريات ِ [مُراد] ، و مذّكرات [رشـا] :
من أحد شوارِع نيويورك بدأتِ الحكاية ، في الساعة الـ10 مساءً ، كانت [ رشـا ] تمشي في الشارعِ لتعودَ لِشقتها لِوحدها بعد أن تركتها ميّادة للذهاب مع أحمد لزيارةِ أحد أهلهما ، كانت تمشي بدون أن تنتبهَ للسيارة القادمة ! ، فتحجّرت كالتمثالِ في وسطِ الطريقِ حينما رأت السيارة تقترب نحوها ، فأغمضت عيناها محاولةً تخفيف ما سيحدث على نفسها ، لكنّ شيئاً ما سحبها و أعادها للخلف ، ففتحت عينيها و رأت أن ذراعيّ [ مُـراد ] محيطةٌ بها و وجهها قريبٌ بعضَ الشي من وجهه ، لا يفصل بينهما سوى القليل .
لكن صرخـةً من [ مُراد ] أيقظتها من أثر الصدمة حينَ قال : عميا انتِ ؟ ما تشوفي ؟ كنتِ رح تموتي .
أبعدت نفسها من بين ذراعيهِ بِعُنف حين أدركت القُرب الذي بينهما : و انت شدخلك يعني ؟ أموت ، أحيا ، أنت شعليك ؟
فقال بنفسِ النبرةِ السابقة : أنا سويت هذا الشي عشاني لأنني ...
قاطعتهُ [ رشـا ] حين قالت بدهشةٍ بالغة : عشانك ؟
فردَ عليها [ مُراد ] : إي عشاني ، لأنني ما أقدر أتحمل هالذنب ، دام اني أقدر أساعد رح أساعد حتى لو كان هالشخص انتي أو أي حد من أمثالِك .
حينها رحلَ [ مُراد ] و في نفس الوقت خرجت دمعةٌ وحيدة من عينيّ [ رشا ] لأنها لم تكن تفهم قصده حين قال [ حتى لو كان هالشخص انتي أو أي حد من أمثالك ] في الحقيقة هذهِ الجملة هي التي أعمت [ رشـا ] ذلك الوقت من أكتشافِ حقيقةِ مشاعرها ، أو بِالأصح هي قد اكتشفتها و لكنها دفنتها بسبب هذهِ الجُملة !
أما في الجانبِ الآخر عند مُراد ، كان مذهولاً مما قاله ، و مما فعله ، فهو في ذلك الوقت لم يكن يرى أمامه سوى [ رشا ] و انّ الخطر يداهما ، كانَ [ مُراد ] قد أكتشف في ذلك الوقت أنهُ يميل بعض الشيء تجاه [ رشا ] في حين أن [ رشا ] كانت تظنُ أن [ مُراد ] يكرهها ! .

و في ذاتِ الوقت ، في مكانٍ آخر ، كانَ الغضبُ يعتريها لدرجة أنها تهز رجلها بقوة :
ما إن جاء ذاكَ الرجلُ و رأسهُ منكوسٌ حتى صرخت في وجهه : غبي انت ؟ ، أنا دفعت لك عشان تصدمها ، ما دفعت لك صدقة و لا زكاة ، كيف غبي !
قال الرجلُ محاولاً الدفاع عن نفسه : بس يا آنسة ، أنا كنت رح أصدمها لولا مُراد .
صعقها الاسم حين سمعته : مُراد ، مُراد الـ.....ـي هو ما غيره صح ؟
هز الرجلُ رأسه بِـ الإيجاب ، قالت بغصب : أول شي المسابقة و بعدين مُراد !
تكلمَ الشابُ العشريني الذي كان قاعداً على الكنبِ البُني المخملي و هو يضع رجلاً على أخرى : أصلاً هو ما حبِك عشان تعتبريها سرقته ؟ ، و بعدين يمكن ما يحبها !
أسكتته بغضب أكثر : انت انطم ،
و اردفت و هي تلتفتُ للآخر : و انت ، أنا ما قلت لك اقتلها ، كنت أبغى يتشوه وجهها شوي ، أو ينحرق جزء منها ، تفقد ذراع ، تفقد رجل ، يعني في ألف طريقة لهالشي !
قالَ العشريني مرةً أخرى : سوزان ! ترا كلها مسابقة جمال ما تحتاج لكل هالشي ، و اذا عشان مُراد ؟
صرخت [ سوزان ] في وجهه : نوح سكر لي فمك و انطم ، أنا أعرف إلي أسويه .
أكملت صُراخها على الآخر : و انت اذا سامحتك مرة ، ما معناها إني رح أظّل دايماً أسامحك ، فهمت ؟ و خلاص لا تسوي شي ، لأنك غبي ممكن تقتلها و بصراحة بدري على موتها .

الصفحةُ التي تليها :
[ الرابع عشر من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر :
اليوم اضطررتُ للرجوع للوطن لأن جدتي أصابها مـكروه ] .

عاد ذكرى هذا اليوم سريعاً على مُراد :
رأى [ ميّادة ] قادمة بدون [ رشـا ] فَسألها : عيل وينها الآنسة رشـا ؟
ردت عليه و هي تجلس على الكُرسي : رجعت !
سألها بدهشة : رجعت ؟ وين رجعت ؟
قالت : رجعت ، جدتها صحتها متدهورة !

في الجانِبِ الآخر ،
بعد ما يقاربُ 9 ساعات وصلت أخيراً ، و ذهبت سريعاً للمشفى ! ، وصلت في آخر لحظة ، رأت ابنة خالتها [ حُـور ] ،
رشـا : كيف جدتـي ؟
حُور و الدموعُ متراكمةٌ في عينيها : حالتها خطيرة !

غيمة كبرياء 27-07-16 12:31 AM

رد: حبات مطر من غيمة الشتاء | بقلمي .
 
الغيمةُ الأولى :
حبّةُ المطرِ الرابعة :

مرَّ اليوم الذي يليهِ ثقيلاً أسوداً على رشـا ، فهي ستعود مساء اليوم لِـ أمريكا إذا لا يمكنها المكوثُ أكثر خشيةَ أن تُفصل ! ، فجأة دخلت [ حُـور ] بدون أن تطرق الباب ،
[ حُـور ] و الدموع متجمعةٌ في عينيها : رشـا ، جدتي ، جدتي صـارت بخير !
قفزت [ رشـا ] من السرير الدائري الملونِ بِـ البنفسجي و الرمادي : الحمدلله !
[ حُـور ] و هي تتقدم لِتجلس على الكنبِ : الحمدلله ،
أردفت و هي تتقدم لِتستلقي فوقَ السرير على بطنها و هي تضع كفيها تحت خديها : إلا صح ما حكيتي لي ، شصار معِك هناك ؟
أخبرتها [ رشـا ] بِكل شيء ،
فقالت [ حُور ] : حبيت الإنقـاذ الخُرافي ، شكله يحبك !
رشـا : انطمي أحسن ، و بعدين أي حب هذا في أسبوعين ؟
قالت [ حُور ] : عادي يصير ، الحب ما يعرف شي اسمه وقت !
بعدها اردفت بنبرةٍ متساءلة : تتوقعي شاللي رح يصير إذا عَرف فَـارس ؟
غدت ملامح الاستياء ظاهرةً على وجهِ [ رشـا ] : و بعدين معِك ؟ اطلعي من هنا ، لا أذبحِك .
انسحبت [ حُور ] و هي في الحقيقة لا تعرف كيف خرج منها ذاكَ السؤال !

بعد لحظات ، ذهبت لزيارةِ جدتها ، في الوقت الذي ذهبت فيهِ [ رشـا ] كان الجميع قد استعد للرجوع للمنزل ، فبقيت وحدها بجانب جدتها ، بعدها أخبرتها أنها ستغادر اليومَ ليلاً !

في فترةِ المساء ، رأت صحيفةً موضوعةً على إحدى الكنباتِ في الصالة ، فأخذت تتصفحها ، فتوّسعت عيناها حين رأت ، شاباً يُشبه [ مُراد ] تماماَ ، و عندما أكملت باقي الاسم ، عرفت انه اخوه ! ، فجأة تذكرت عندما كانت تناديه ِ بِـ [ الشوفير ] و في الحقيقة هو ابن أشهر عائلة تجار في المدينة !

كُل هذا قرأهُ مراد في مذّكرات رشـا ، و لكنَ ذاكرتهُ أعادتهُ للوراء ، ليومٍ يتذكر أحداثه بالتفصيل و هو اليوم الثامن عشر من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر ..

في كَفتيريا الجامعة ، كانت [ رشـا ] جالسةَ على إحدى الطاولات حين انضم إليها [ مُراد ] كانت منتبهةً لوجوده لكن آخر جُملة نطقها لا تزال إلى الآن ترن في أذنها و في نفسِ الوقت كانت تتحدثُ على الـهاتف ، حين قالت بصدمة جعلت [ مُراد ] يلتفت لها : فـارس ؟!
و في نفس الوقت ضغطت بأذنها على مُكبر الصوتِ من دونِ قصد ، حين سمع [ مُراد ]صوتاً انثوياً يقول : أيوا ، فـارس زوجِك !
في ذلك الوقت أطفأت [ رشـا ] مكبر الصوت و هي تركز على المكالمة ، في حين أن [ مُراد ] تحت تـأثير الصدمة !
إذا كـان يقول لنفسه : فارس زوجها؟ يعني رشـا طلعت متزوجة؟! بس إذا كان صح ليش ما جاء معها ؟! أو كيف أصلاً يعيش بعيد عنها ؟! ، الظـاهر في بينهم شي ! .
أفاقَ [ مُراد ] من تفكيرهِ حينما سمع [ ميّادة ] توجه إليه سؤالاً : و انت ؟
سألها باستغراب : شـاللي أنا ؟
ميّادة : ما رح تروح ؟ معنا عَ السينما بما أننا اليوم فاضيين .
قال بِهدوء غريب : لا .
أردف و هو يقفُ من على الكُرسيّ : و صار لازم أروح .
نظرَ إليهِ الجميع باستغراب .

عادَ [ مُراد ] للواقع ، ابتسم َ و هو يتذكرَ اليوم الذي عرفَ فيهِ أنهُ يحب [ رشـا ] ، لكن الذكريات تبقى من الماضي و من المستحيل أن تتكرر .

طوى تلكَ الصفحة من المذكرة و من ذاكرتهِ في آنٍ واحد ،
[الثالثُ و العشرون من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر ،
في الحقيقةِ يا مذكرتي ،
تغيّر ذلك الأهوجِ يقلقني ! ، لا أدري ما الذي أصـابه ! ، في هذهِ الأيامِ الثلاثِ أدركتُ أنني أحبه .. أحبه فعلاً !
كنتُ أريد أن أسأله لماذا أصبح هكذا ، لكنّ هناك ألفٌ شيءٍ يمنعني ، لكن مرضي و ذهـابُ ميّادة القصري للطرف الآخر من المدينة ، صنع معجزة .. معجزةً كبيرة ] .

عودة للماضي ، لِـ الثالث و العشرون من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر :
بعد ما عرف [ مُراد ] أن [ رشـا ] مريضة و أن [ ميّادة ] لن تستطيع البقاء بجانبها لأنها مُجبرة على الذهاب لأحد أقاربها المُقيمين في الطرفِ الآخر من المدينة ، ذهب مُسرعاً و بدون وعي إلى حيثُ تسكنُ [ رشـا ] ، حينما وصل ، رنَّ الجرسَ لعدةِ مرات ، بعد وقتٍ قصير فتحت [ رشـا ] الباب له ، تعجبّت من وجودهِ في مثل هذا الوقت فسألته : تبغى شي ؟
تجاهل سؤالها و وضعَ يدهُ على جبينها مما جعل تعجُب [ رشـا ] يزيد ، فقال [ مراد ] : حرارتِك مرتفعه .
قالت و قد أدارت وجهها : أنا بخير ، لا تزعج نفسك !
بعد نُطقها لجملتها أحست بدوار ، فاستندت على الباب .
مُراد : اجلسي هنا .
قالها و هو يؤشر على الأريكة .
بعد جُهد استطاعت [ رشـا ] أخيراً الوصول للأريكة و الجلوس عليها حينَ أحضر لها [ مُراد ] بطانية و سألها : أكيد في حبوب ، وينه ؟
قالت بصوتٍ متعب و هي تأشر على أحد الرفوف : هناك .
أحضرهُ لها و بسبب سرعتهِ أسقط كتاباً لكنه تجاهلهُ الآن ، بعد ما تناولت [ رشـا ] الدواء ، نامت سريعاً !
تذكرَ [ مُراد ] أمرَ الكتابِ الذي سقط ، فعاد ليرفعهُ على الرفِ في مكانه ، لكنه حين حمله سقطت منهُ قطعة ورق متوسطةُ الحجم و قد كان مقلوبة ، بعدما أخذها ، رأى أنها صورة لِـ [ رشـا ] و بجانبها شاب ، كانت [ رشـا ] ترتدي لِبساً هندياً تقليدياً يُدعى الـ"سالوَار" و كان من النوعِ الطويل ، و هي تضعُ شالاً على رقبتها ، كان جميلاً جداً عليها ! ، و الشابُ الواقفُ بجانبها كان يرتدي اللبس التقليدي المعروف في دولتهِم ، بَدَت الصورة و كأنهما في زفافٍ أو مناسبةٍ مُشابهه .
ابتسم [ مُراد ] بقليلٍ من الألم : فارس !
بعدها أعاد الصورة داخل الكتاب و وضعهٌ على الرف حين سمع [ رشا ] تقول له : لا تروح !
حينها قال : ما رح أروح !
ظلت تردد هذهِ الكلمات بعدها عادت للنوم ، في حين انهُ هو لم يستطع تركها و هي بهذهِ الحال ، فَ جلسَ على كُرسي يبعد قليلاً عنها ، و نام بدون أن يدري .

في الصباح ،
فتح [ مُراد ] عينيهِ ، و لم يرى [ رشـا ] على الأريكة ، بعد ثوانٍ أتت ، حينها وقف [ مُراد ] ليذهب إلى منزِله !
رشـا : انتظر ، ما لازم تروح بهذا الوقـت !
مُراد الذي أخيراً عرف أنه يحبها ، و لكنه حين يتذكر [ فـارس ] يحاول نسيان مشاعره لِذا قال : لازم أروح .
حينما خرجَ من الباب ، أوقفته [ رشـا ] قائلةً : مُراد !
التفت [ مُراد ] دون أن يتحدث ، فأردفت [ رشـا ] : شُكراً .
ابتسم لها مُراد و كاد يريد أن يمضي في طريقهِ حين قالت مرةً أخرى : و بعتذر على إلي قلته كنت أحسبك ...
قطع [ مُراد ] حديثها حين قال : فارس .
اندهشت [ رشـا ] : فـارس ؟ شعرفك فيه ؟


الساعة الآن 04:29 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية